آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-10, 03:19 AM   #11

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


** الزهرة العاشرة **

بعد أن ذهبت أسيل من أمامه اتجه باسل إلى فلا الشباب بدون أن يعرف ماذا كانت أمه تريد منه ... كانت ملايين الأفكار والأسئلة تدور في رأسه ...

لن يتزوجني احد هذا ما تعتقد ... وخلال هذه اليومين ستسمع خبر خطوبتي يا أبن عمتي المبجل .... لن يتزوجني احد هذا ما تعتقد ... وخلال هذه اليومين ستسمع خبر خطوبتي يا أبن عمتي المبجل

لا مستحيل ... أسيل لي أنا ... لن تتزوج احد غيري ... لابد أن يكون ما قالته رد فعل ليس أكثر ... أسيل تحبني أنا ...ااااااااااه .. من المستحيل أن يكون في قلبها ذرة حب لي وكلما قابلتها كلمتها بتلك الطريقة ... أنا استحق كل ما حدث وما سيحدث.... فالجفاء الذي وجهته لها لا تقبله أي فتاة على نفسها ....كل شيء انتهى بلحظة تسرع .... ولم يعد يجدي الندم ...كل شيء انتهى واصبح ماضي .... سراب يجب أن أنساها ... لكن من المحال ان انسها ... فهي نبضي وحرفي ... قلبي .. ونور عيني ... فهي ببساطه كل شيء .... والحياة من غيرها لا تعني شيء .. لقد حكمت على نفسي بالموت ما دمت أريد نسيانها ...

كان قد وصل إلى حجرته فتح الباب وكان فيصل ومحمد في حجرته

باسل : لو سمحتم أريد أن ا نام ...
فيصل : الآن ...
باسل : أريد أن أنام الآن ... غدا... بعد غد ... في أي وقت أنا حر... لستم ولاة أمري ... ليس لكم أي حق في التدخل بشؤوني ... افعل ما أريد وقت ما أريد ... وليس لكم أي حق لسؤالي أي سؤال ...
فيصل : ليس هناك داعي لكل هذه الثورة ... أنا تعجبت فقط ...
باسل : أثور متى ما أريد واهدأ متى ما أريد ... لا انتظر منك أن تخبرني متى أثور ومتى اهدأ ... قلت لكم أريد أن أنام كيف تفهمون ...
محمد : حسنا سنخرج ... هيا فيصل ...
فيصل : حسنا .. لكن ماذا حدث اخبرني ..
باسل : ...............
محمد : ألا تريد أن تخبرنا ..
باسل : ........
محمد : مثلما تريد ..

خرج محمد وفيصل وأغلق باسل الباب جيدا ... اخرج رسمة أسيل من تحت فراشه .... أراد أن يكملها فلم يستطيع ... وفي لحظة جنون مزقها .. ثم مزقها ... فأصبحت فُتات.. أصبحت ماضي مثل أمله في الزواج منها ..ألقى بجسده المنهك على سريره وهو يقول
إن حظي كدقيـق بين شوك نثـروه
ثم قالوا لحفــاة قوم يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم أتركـوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه ؟



بعد ان خرج محمد من حجرة باسل اتجه الى حجرته ...وجد فهد يقرأ في احد كتبه ...

محمد : فــــــــــــــــــــــــ ـــهد ...
فهد : السلام عليكم ...
محمد : وعليكم السلام ... فهد أريد كتاب من كتبك ...اريد ان اقرأ ..
فهد : أقرء ما شئت من الكتب الموضوعه امامك ... لكن الكتب الموضوعه على اليمين لا تقرئها ....
محمد : اممممممممممممم ... لكن انا اريد كتاب من الكتب الموجوده على اليمين ...
فهد : اسف لا استطيع ان اسمح لك بقراءتها ...
محمد : ولماذا ..
فهد : فيها اشياء خاصه لا احب ان يطلع عليها احد ...
محمد : مادامت اشياء خاصه لِمَ تضع الكتب في متناول الجميع ... الا تخاف ان يقرأها احد ...
فهد : اولا... لاني لا اخرج من الحجره الا نادرا ... ثانيا لا يوجد احد منكم يحب القراءة .. ولذلك انا مطمئن ...
محمد : الا تخاف مني ان اقرأها بعد ان عرفت ان فيها اشياء خاصه ..
فهد : لا ... لاني واثق انك لن تطلع عليها ما دمت لا اريد ...
محمد : لِمَ كل هذه الثقه ...
فهد : لاني اعرفك ... واعرف انك امين لا تتعدى على ممتلكات الغير ...
محمد : وهل نقص مني شيء عندما عرفتني ...
فهد : خذ الكتاب الذي تريد واذهب انا لا اريد ان اتكلم في هذا الموضوع ...
محمد : إلى متى ستبقى في عزلتك .. ماذا حدث لتحكم على نفسك بالوحده ... لماذا تحرمنا منك ونحن لم نفعل لك شيء ...
فهد : عزلتي عنكم ليس لها ذاك الأثر ... عشر سنين وانا مبتعد
عنكم لماذا الآن بالذات تريدون ان تعرفوا سر ابتعادي ...
محمد : منذ ان ابتعدت ونحن نحاول ان نعرف السبب لكنك ترفض
أن تخبرنا ... قل كم مره أتيت اليك ... كم مره ذهب لك فيصل .. كم مره ذهب اليك إياد... وباسل... وزياد ... وخالد... واحمد ... ألا تذكر اذا كنت لا تذكر أذكرك ....
فهد : لا تذكرني فانا اذكر كل ما حدث .. ومادمت لم اخبركم فيما مضى لن اخبركم الان ...
محمد : هل تعلم انك انسان أناني لا تهتم الا بنفسك ... ولا تستحق ما يبذله عمي من اجلك ...
فهد :ابي ماذا فعل من اجلي ... آبي لم يفعل لأجلي أي شيء ... كل شيء يفعله من اجل نفسه ... لم يفكر بي يوما .. لم يهتم .. اينما تكون مصلحته يذهب اليها ... ولا يهمه من أمامه .. وان كان ابنه المهم مصلحته ...

كان فهد يتكلم بكل عصبيه .. يرفع صوته ليخبئ دموعه التي تكاد أن تخذله ...كان يتكلم ... ويتكلم ... ويتكلم ... يريد ان يخرج مخزون عشرة سنوات .... لم يستطع أن يكبت في نفسه اكثر .. لم يكن يريد أن يتوقف ... لكن صفعه من محمد كانت كفيله بإيقافه....

محمد : إذا كنت انسان وقح لا تقدر ما فعله عمي من اجلك ... فانا لا اسمح لك بالتعدي عليه ... عمي فعل من اجلك ما لم يفعله اب غيره ... لم يتزوج بعد وفاة امك لانه لا يريد ان يحظر لك زوجة اب ربما تكون قاسيه .. من اجل احتمال حرم نفسه من الراحه ... كل طلباتك تنفذ وكانها اوامر ... أغدق عليك بكل شيء .. المال .. الحنان .. الحب .. الرحمة ... حرمك من شيء ... لا والله لم يحرمك من شيء .. لكنك ببساطه إنسان لا تستحق شيء ...
فهد : لا تحلف وانت لا تعلم عن شيء ... مال ومن قال لك اني اريد المال .. حنانه من قال لك اني اريده .. انا لا اريد منه شيء .. انا اريده ان يعيد لي قلبي ... لا اريد منه سوى ان يعيد ما سلب مني ... انا لا اريد منه ولا من أي احد يمت له بصله أي شيء ... لا اريدكم اتركوني وحدي .. لا اعلم بأي طريق تفهمون انا لا اريد منكم أي شيء .. دعوني و شأني ...
محمد : انا لا اعلم باي جنون تهذي عمي لم يأخذ منك أي شيء ... عمي بذل من اجلك كل شيء ... واذا كنت مجنون او بك مرض نفسي اذهب وابحث عن طبيب يعالجك بدل ان تتهم عمي بما ليس فيه ... ولا تقول لاحد شيء من هذا الجنون لانهم لن يصدقوك .. فالجميع يعرف ما فعل عمي من اجلك ... والآن سادعك في شأنك ليس لانك طلبت ذلك لا... ساتركك في شأنك لانه لا يشرفني ان تكون ابن عمي .. فمن الافضل ان تنسى ان لك ابن عم يدعى محمد ...

خرج محمد وهو غاضب من كل ما حدث .... مما قال فهد ... مما قاله هو .. كانت صدمته في فهد كبيره .. وفي ما فعل اكبر .. لم يتوقع في يوم ان يقول فهد ذلك .. ولم يتوقع في يوم ان يصفع أي شخص وخصوصا فهد ... كان كل ما حدث أشبه بالحلم او بالاصح كابوس .. خرج مسرعا من الغرفه قابله إياد .. رأى الغضب المرسوم على وجهه ... اخذ يناديه لكن محمد لم يسمعه من شدة الغضب ... اتجه محمد الى سيارته ... وخرج من المزرعه بسرعه جنونيه ...







لن تحلمي أن تنالي هذا الشرف أصلا لن يتزوجك احد لأنك مغرورة ... لن تحلمي أن تنالي هذا الشرف أصلا لن يتزوجك احد لأنك مغرورة ...

مستحيل ... لاااااااااااااااا ... باسل لم يقصد ما قال .. باسل يحبني .. قصيدته تقول ذلك .. لكن هو يقول عكس ذلك .. ماذا اصدق القصيده أم باسل .. ماذا اصدق .. ماذا اصدق ... ااااااااااااااااااااااااا ااااا اااااااااااه ما امر الحقيقة ....باسل لا يحبني ... لا امثل أي شيء لباسل ... كل احلامي تلاشت بعد ان اكتشفت موقعي من عالم باسل ... بعد ان اكتشفت إنني وبكل بساطه صفر على الشمال ... وان كل ما كنت اشعر فيه اوهام وتخيلات ... كل ما كنت اشعر به كان سراب × سراب .... وخصوصا بعد ما فعلت ... لم اعلم كيف تجرأت ووافقت على عصام ... عصام الذي اكرهه .. عصام الذي اعتبره احقر انسان .... لكن كرامتي فوق كل شيء ... ولن اسمح لاحد ان يهينها وان كان باسل .. فكرامتي يرخص من اجلها كل شيء وان كان قلبي وحبي .... لكن بهذه الطريقه حكمت على نفسي بالاعدام ... لا ... لاااااااااااااااااااااااا ااااا ااااااااااا مستحيل ان اتزوج عصام مستحيل ... انا لباسل فقط ... لكن باسل لا يريدني .. لا يهم المهم اني اريده .. انا لباسل وباسل لي ... ومن يقول غير هذا الكلام مجنون ...

لن تحلمي أن تنالي هذا الشرف أصلا لن يتزوجك احد لأنك مغرورة ...
ترددت هذه الكلمه في إذنها وكانت بمثابة الصفعه ... فاستيقظت من احلامها

لماذا يا باسل ... ماذا فعلت لتكون بهذه القسوه ...

اخرجت دفترها ... وكتبت



حرك الليل فؤاده:::نافضا عنه رماده
مشعلا نيران ذكرى:::سابت منه رقاده
نثرت أشواك جرح:::غائر فوق لوسادة
فانثنى يمسح دمعا:::هو للحب شهادة
ما الذي ابكى عيوناً:::ضحكت فيها السعادة
ما الذي أرجع لليل:::شتائي سواده
ما الذي اسرج في الظلمة:::للحزن جواده
إنه الحب وجرح:::نزعوا عنه ضماده
اه من ليل شقي:::لجوى الحب أعاده
بعد ان سار بعيدا:::هاجر حتى بلاده
قال صمت الليل:كلا::: ليس في الحب إرادة
قدر هذا علينا:::مثل موت وولاده
ايها الليل ترفق:::بالذي يخفي سهاده
ان في عينيه جمرا:::لا تزد فيه اتقاده
حبه الاول ما زالت:::له كل السياده
وهو محكوم بقلب:::عرف الحب عبادة
ليس للماضي رجوع:::ايها الراجي مهاده
ضمد الجرح فما في:::نزفه اليوم إفاده

من ذاكرتي ...

اغلقت الدفتر وخرجت من غرفتها متجهه الى جنة الدنيا ... الى ملاذها الوحيد ... سلكت طريق فرعي لانها لا تريد ان تقابل احد ...
دخلت الى جنة الدنيا ورأت الزهور ... تردد في أذنيه صوت إياد وهو يقول

وهو أيضا من أصلح جنه الدنيا ولست أنا

ومن ثم صوت باسل وهو يقول

لن تحلمي أن تنالي هذا الشرف ... لن يتزوجك احد لأنك مغرورة ...

كانت لا ترى شيء من دموعها ... كانت تريد أن تنفث غضبها في أي شيء .. ولم تجد أمامها سوى الازهار التي غرسها باسل ... جثت على ركبتيها ... واخذت تقطف الازهار .... قطفت كل ما وصلت اليه يدها ومن ثم حملت الازهار وقذفتها خارج جنة الدنيا ...

اكرهك .. أكرهـــــــــك يا باسل ...

أخرجت دفتر مذكراتها وكتبت ...



لا اعرف ماذا اكتب وبأي حروف سأجسد مأساتي ... اليوم حكمت على نفسي بالاعدام .. اليوم وبكل غبائي وافقت على عصام ... كل شيء انتهى حبي لباسل ... انتهى عمري ... انتهت احلام ثلاث سنين من حياتي ... لا اعلم كيف وافقت على عصام .. لا اعلم كيف ستمضي حياتي معه .. كل ما اعلمه اني ساكمل ما بدأته وسأوافق على عصام .. لن ادع باسل يتشمت بي .. لن ادعه يضحك بعد ان اسكب من مقلتي الدموع ... لن تتشمت بي يا باسل ... سأدفن عمري بيدي لكن لن ادعك تتشمت بي ...

29/6/2004
آس


*******

في حدود الساعة الثالثه صباحا عاد محمد ... دخل الحجرة ووجد فهد مستيقظ ...استلقى على سريره دون ان يلقي السلام ...

فهد : اخير اتيت لقد كنت انتظرك ....
محمد : .....
فهد : محمد ان اسف لم اكن اقصد ما قلت .. كنت مستاء جدا وقلت ما قلته ... انا اسف ..
محمد : مهما كنت غاضب لا يحق لك ان تقول ذاك الكلام... اشتمني انا .. أي شخص الا عمي ...
فهد : قلت لك انا اسف ..
محمد : ساقبل اسفك لكن ما قصدك بـــ انا اريده ان يعيد لي قلبي ... لا اريد منه سوى ان يعيد ما سلب مني ... ماهو الشيء الذي سلبه منك ...
فهد : هذا ما لا استطيع ان اخبرك عنه ... لكن ارجوك لا تخبر احد بما قلت ...
محمد : لن اخبر احد اذا اخبرتني ماذا تقصد بذاك الكلام ...
فهد : لن اخبرك باي شيء اعذرني .. فهذا سر ويجب ان احتفظ به ...
محمد : حسنا .. لكن اذا قلت مرة اخرى أي شيء في حق عمي صدقني لن ارحمك ...
فهد : اعتبر هذا وعد ...
محمد : نعم ...

دخل مشعل الحجرة مسرعا ...
مشعل : انتم ما زلتم هنا ... هيا بسرعه
محمد : مشعل ماذا حدث ...
مشعل : الم تعلموا ... ابي وعمي عبدالله " ابو احمد " ذهبوا لعمي محمد " ابو زياد " يريدون ان يعرفوا ما السبب في عدم حضوره الحفله ... ونحن الان سنشاهد فلم في غرفة الجلوس واذا اردتم ان تشاهدوه تعالوا بسرعة ...
محمد : حسنا ساتي حالا .. فهد هل ستذهب ...
فهد : لا... اريد ان انام ...





طرق الباب مره واثنتين وثلاثه لكن اسيل ما تزال متجاهل الطارق ...

ام زياد : اسيل افتحي الباب ...
اسيل: .....
ام زياد : اسوووووووووووووله لدي خبر سعيد ...هيا افتحي الباب

أي خبر هذا بالله عليك هل يعقل ان يكون عصام قد اخبر والديّ ... مستحيل ... فلم يمضي على الموضوع سوى يوم ...وان كان قد اخبرهم ...هل من المعقول ان يوافق عليه والديّ بهذا السرعه .. لا هذا محال ...

ام زياد : اسيل لِمَ انت مغلقه الباب ... والى متى ستدعيني انتظر هيا افتحي ...
اسيل : حسنا ..

قامت اسيل من على السرير وسحبت نفسها سحبا الى الباب ... كانت حالتها تدعوا الى الرثاء ... الارهاق يهد جسمها.... الدموع تنساب من مقلتيها دون شعور ... يوم واحد قضته في البكاء كان كفيل بجعلها كالاشباح .... وما ان فتحت الباب حتى ارتسمت علامات الدهشه على وجه امها ...

ام زياد : اسيل حبيبتي ماذا بك

ادارت اسيل ظهرها وعادت الى سريرها

اسيل وهي تغالب دمعه مكتومة : لا شيء يا امي ...

اغلقت أم زياد الباب وجلست بقربها على السرير.... واحاطت وجه اسيل بكلتا يديها وهي تقول: اسيل بالله عليك ماذا حدث .... لا تقولي لا شيء لاني لن اصدق ... الا تنظرين الى وجهك في المراه
اسيل : لا شيء يا امي صدقيني ...
ام زياد : اسيل لا تكذبي اذا استطعت الكذب على العالم أجمع لن تستطيعي الكذب على امك ...

اسيل قلبي وئد ... املي ضاع ...حبي : مات

لقد خرجت هذه الكلمه رغما عنها ...

ام زياد والخوف يملئ قلبها : مات ... من مات تكلمي بسرعه ..
اسيل انا من مت : ابو صديقتي مات في حادث ...
ام زياد : لا حول ولا قوة الا بالله .... انا لله وانا اليه راجعون .... هذا طريق كلنا سالكوه.... اللهم اغفر له وصبر ذويه ...حبيبتي اسوله اعلم ان الوقت غير مناسب لاكلمك في الموضوع الذي جئت من اجله ... لكن يجب ان اكلمك فيه الان لأنني بعد ساعة عائدة الى البيت فابيك وحده هناك وهو غارق في المشاكل ...
أسيل : امي ارجوك ادخلي في الموضوع مباشرة ... واتركي المقدمات جانبا ...
ام زياد : عصام ابن خالتك تقدم لخطبتك اليوم ... ولا يحتاج ان نسأل عنه .... فهو ابن خالتك وابن عمك في نفس الوقت .... ونعرف عنه كل شيء .... انا وابيك موافقين .... والقرار الاخير بيدك انت فقط .... واذا رفضت تيقني إنا لن نغصبك عليك .. لكن لا اعتقد ان هناك سبب يدعوك للرفض ...
اسيل وهي تدوس على قلبها وتنبذ حبها وتغالب دمعها : لِمَ يا امي ارفضه ... فاين ساجد افضل منه انا موافقه ...
ام زياد : لا تتسرعي خذي مهله .. فكري جيدا ..
اسيل : لا داعي ان افكر فكما تقولين إنّا نعرف عنه كل شيء ...
ام زياد : اعلن لهم عن موافقتك إذاً ..
اسيل : أعلنيها وقولي للجميع اني موافقه ...
ام زياد والفرحة لم تسعها : مبارك ...
اسيل تباركين لي على موتي يا امي : والان امي ارجوك اتركيني وحدي ..

ام زياد : كما تحبين ...
اسيل : شكرا لك يا امي...

خرجت ام زياد ومن ثم اغلقت اسيل الباب بالمفتاح ... وجلست على الأرض ممدده قدميها وواضعه كفيها على وجهها ... لِمَ وافقت ... ولِمَ تنازلت عن حبي بهذه السهوله... ثلاث سنوات وانا اعيش في وهم .... ثلاث سنوات وانا أبني قصوري على الماء ... لِمَ رضيت بعصام .... عصام المغرور ...المتكبر... الغبي... لكم امقتك يا عصام ... لا استطيع ان اتصور انك ستصبح زوجي ... وان باسل ذهب ولم يعد له ادنى وجود... باسل ماضي ... ماضي يجب ان انساه وامحي ذكراه ... فقد باعني وسأبيع من يبيعني ... يجب ان انسى باسل فهو مغرور... متكبر.. غبي .. عنجهي.. فظ ... لا يعلم أي شيء عن الادب ... كلمني بغرور عندما التقينا في بيتنا .... قال لي بالأمس لن تحلمي ان تنالي الشرف بالزواج مني ...لن يتزوجك احد لانك مغرورة ... افسد جنة الدنيا .. ورمى بما كتبت على لوحتي عرض الحائط ....وهو من اصلحها ايضا ... يالي من غبية على من اكذب ... هل اكذب على نفسي ... لِمَ اكابر واتهمه بما ليس فيه..... لكن يجب ان اكرهه مهما كان الثمن ...

وعاودتهاااااااااا نوبة بكاء مريرة .. ضمت قدميها الى صدرها ... ومن شدة بكاءها كانت ترتجف .. كانت كالطفل عندما يفقد والديه ...


وفي غرفة الجلوس كن الفتيات يشاهدن التلفاز ...دخلت عليهم لبنى وهي في غاية السعادة ...

لبنى : لقد أتيت ..
سارة : اصمتي نريد ان نشاهد التلفاز...

ذهبت لبنى الى تلفاز تريد اغلاقه

مرام : لبنى ابتعدي هذه الحلقه الاخيرة ...
ميسون : لبنى اتركي عنك هذا الغباء وابتعدي ...

لم تستمع اليهم لبنى واغلقت التلفاز ...

وبصوت واحد : لبنى افتحي التلفاز واتركينا نشاهد المسلسل ...
لبنى : لا لن افتحه ...
سارة : لبنى إما ان تفتحي التلفاز والا سأضربك ...
لبنى : لن افتحة ولن تضربيني فانا ساقول لكم عن خطوبه ...
مرام : ماذا قلت اعيدي ...
لبنى: خ + ط + و+ ب+ ة = خطوبة ..
هند : خطووووووووووووووووووووووو وبه ...
ميسون : خطوبة من ..
سارة : لبنى حبيبتي قولي لنا الحكاية من البداية الى النهاية ...
لبنى : الان اصبحت حبيبتك وقبل قليل ستضربيني ..لايهم ساقول لكم عن الحكايه .... اخي عصام خطب اسيل وقد وافقت أسيل ...
رسيل : مستحيل ... ما هذا الجنون ... هل انت متاكدة انها وافقت ...
لبنى : نعم امك قالت لامي ...وعصام طلب ان تكون الملكه بعد يومين لانه سيسافر وعمي وافق ...
رسيل ماذا فعلت بنفسها هذه : احلفي ...
لبنى : رسيل ما بك لا تصدقيني هل عهدت على كذب ...
رسيل : ماتقولينه شيء لا يصدق ... عن اذنكم ساذهب لاسيل وارجوا ان لا يتبعني احد
سارة : رسيل ما بك ولِمَ لا تريدينا ان نبارك لها ...
مرام : انا ساذهب ولن اهتم بما تقولين ...

دخلت مها وهي تحمل صينية الشاي ...

ميسون : مها هل علمت بما حصل ...
سارة : بدات وكالة الانباء بنشر الاخبار ..
ميسون : لن ارد عليكم ... مها عصام خطب اسيل وملكتهم بعد غد ..
مها : حقا ...
رسيل : أنا ساذهب لاسيل اسألكم بالله لا تتبعوني ...
هند : حسنا رسيل مثلما تريدين ...

صعدت رسيل الى اسيل واخذت تطرق الباب لكن دون جدوى

رسيل : اسيل ارجوك افتحي الباب ... لقد تعبت من الطرق ...اسووووووووله حبيبتي افتحي الباب اريد ان اكلمك في موضوع مهم ... اذا كنت تحبيني افتحي الباب ... الله يحقق لك امانيك ويعطيك ما تريدين ... ويبرأ جراح قلبك افتحي الباب ..

هذه الكلمه كانت كفيله بفتح الباب .... دخلت رسيل الغرفه واغلقت الباب ...

رسيل : لِمَ فعلت ذلك يا أسيل لِمَ وافقت على عصام ...
أسيل لان باسل لا يريدني : لاني اريده ...
رسيل : انت لا تريدين عصام انت تريدين باسل ... لا تكذبي ..

عندما ذكرت رسيل اسم باسل تساقطت الدموع كالمطر من عيون أسيل

اسيل : انا اريد باسل هل جننت ... انا لم افكر به يوما في حياتي ..
رسيل : ولِمَ بكيت اذا عندما ذكرت اسمه ..
اسيل لاني احبه : لاني فرحه بخطوبتي..
رسيل : ومن يفرح يصبح شكله هكذا.. انظري الى وجهك في المرآة وجه خالي من الحياة ... لِمَ فعلت ذلك انا اعلم انك تحبين باسل وانك لا تستطيعين العيش من دونه ... اتعتقدين اني لا اعلم عنك شيء ... ام نسيتي اني اختك التوأم ... لِمَ وافقت على عصام أجيبيني ...

صرخت اسيل : لان باسل لا يريدني.... لا يريدني.... لا يريدني...لا يريدني يكرهني ... يمقتني ... لا يستحق حبي ... يريد ان يتشمت بي لكن لن اسمح له .. يريد ان يهينني لكن لست من أهان ...
اخذت رسيل تبكي مع اختها وتقول : وان يكن ... لا يجب ان توافقي على عصام ... ولِمَ انت متأكدة من ان باسل يكرهك ...
اسيل : لانه قالها لي صريحه وقال اكثر من ذلك ... ارجوك اتركيني في حالي .... لا اريد ان اقابل احد ... لا اريد اخرجي هيا ...
رسيل : عصام لا يستحقك .. لا تضيعي حياتك من اجل ان تغيضي باسل.. وان كان باسل لا يريدك هناك المئات غيره يتمنون نظرة منك .. أسيل لا تتسرعي ... اخبري امي انك تسرعتِ في اتخاذ قرارك ... قولي لها أي شيء .. لكن لا تتزوجي عصام .. عصام يريد ان تكون الملكة بعد يومين .. ويصعب ان تتراجعي بعد الملكة .. أسيل اذا كنت تحبيني ارفضي عصام ...


أسيل : لن اتراجع ولن ادع باسل يتشمت بي ... اخرجي من حجرتي لو سمحت ...

مسحت رسيل دموعها وقبل ان تخرج قالت

رسيل : كوني على ثقه انك تستطيعين تدارك الامر... واني لن اسكت على الجنون الذي تفعليه ...

ذهبت الى حجرتها واتصلت في إياد ...
رسيل : إياد انجدني بسرعه ... عصام خطب أسيل واسيل وافقت ...إياد أسيل لا تريد عصام ..
إياد : بماذا تهذين .. متى خطب عصام أسيل ومتى وافقت ولماذا لم تخبروني ...
رسيل :كل شيء حدث اليوم .. إياد ساعدني الملكه بعد يومين .. ارجوك امنعها لا تدعها تلقي نفسها إلى التهلكه ... ارجووووووووك إياد ...
إياد : حسنا قولي لها تذهب لجنة الدنيا وانا ساقابلها مع زياد ..
رسيل : لن توافق .. ترفض ان تقابل احد فكيف ستذهب الى جنة الدنيا ... تعال انت وزياد اليها ..
إياد : حسنا قولي للفتيات اني سأحظر ...
رسيل : حسنا .. لكن بسرعه ارجوك ...

اغلقت رسيل الهاتف... وذهبت الى الفتيات ..

سارة : اخيرا اتيت كنا نريد ان نصعد اليك واين أسيل ...
رسيل : اتيت لكي اخبركم ان زياد واياد يريدون ان يذهبوا الى أسيل في حجرتها ..
قبل ان تكمل كلامها قاطعتها هند: سنذهب الى غرفة الجلوس الداخليه لنشاهد الفلم ...

ذهب الفتيات وحظروا زياد واياد و جهاد ... صعدوا الى غرفة أسيل لكن لم ترضى ان تفتح لهم الباب ...
إياد : أسيل قسما ساحطم الباب اذا لم تفتحيه ...

فتحت اسيل الباب بعد تهديد إياد ..دخلوا ومن ثم اغلقت رسيل الباب ...
إياد : أسيل لماذا وافقت على عصام وانت لا تريدينه ...
أسيل : ومن قال لك اني لا اريده ...
إياد : أسيل لا تكذبي ... لا احتاج ان يقول لي احد .. انظري الي وجهك وانت تعرفين ... لماذا وافقت عليه ...
زياد : إياد هدئ من روعك .. أسيل هل انت موافقه على عصام أم احد اجبرك عليه ...
أسيل : انا من وافقت عليه بإرادتي ...
رسيل : كاذبه .. زياد لا تصدقها أسيل وافقت عليه لان ...

نظرة الرجاء في عيني أسيل جعلتها تبتر كلمتها ...

أياد : لأن ماذا تحدثي ...
رسيل : لا شيء ...
زياد : أسيل ها انا اسألك مره اخرى هل وافقت على عصام عن قناعه ...
أسيل : نعم ...
إياد : أسيل .. هل تعرفين عصام .. عصام لا يستحقك .. عصام نذل واناني ... وحقود .. ارجوك لا توافقي ... لا تدمري مستقبلك ..
أسيل : هذه طريقة تعامله معكم لكن سيتعامل معي بشكل مختلف ... لقد وافقت على عصام وانتهى الموضوع .. دعوني في شئني ..
زياد : حسنا ...
إياد : انت اكثر شخص تعرف عصام على حقيقته كيف توافق ان يتزوج اختك رجل مثله ...
زياد : انا لا أرى عصام سيء مثلما تقولون .. انا معكم له بعض العيوب لكن انتم تضخمونها كثيرا ...
رسيل : وافق شن طبقه ... ارجوكم امنعوها باي طريقه ...
أسيل : انا سأتزوج عصام لو كنتم جميعا ضده ... هذا قراري ولن اعدل عنه مهما حدث ...
إياد : أسيل اذا وافقت على عصام انسي إياد ...هل فهمتي ؟

خرج من الحجرة وهو لا يرى شيء من شدة الغضب ...ومن ثم لحقه زياد ...

جهاد : رسيل اريد ان اكلم أسيل في موضوع خاص ... فلو سمحت اخرجي ...

خرجت رسيل من الحجره واقترب جهاد من أسيل ...

جهاد : أسيل انت تحبين باسل فلماذا وافقت على عصام ...

قبل ان ينهي كلامه تلقى صفعه من أسيل ...

أسيل : اخرج من هنا .. اخرج ...

خرج جهاد ... واغلقت أسيل الباب ..واستلقيت على سريرها وهي تبكي ... خلال حوارها مع اخوانها كانت جملة باسل تتردد في إذنها لن تنالي الشرف اصلا ولن يتزوجك احد لانك مغروره ... كنت هذه الجملة تمنعها من التراجع ... كلما تذكرتها احست بالاهانه ... كلما تذكرتها زادت رغبتها في الانتقام ن باسل ...

بعد ان خرج إياد من عند أسيل ذهب الى حجرته وكان هناك باسل ... كانت هذه اول مره يشاهد فيها باسل إياد وهو بهذا الحال ...

باسل : إياد ماذا حدث ...
إياد : ماذا اقول ... وعن أي شيء اخبرك ...
باسل : اخبرني ما حدث ..
إياد : حدث ما لم اتوقعه عصام سيتزوج أسيل ...
باسل : من ...
إياد : عصام خطب أسيل .. واسيل وافقت عليه .. حدث مالم يكن في الحسبان عصام يتزوج اختي ...

من هو الصدمة خرج باسل من الحجرة دون ان ينطق بحرف ... واتجه نحو البحر كاتم اسرار الجميع ... لعل حديثه مع البحر يخفف من وطئت الخبر .. فأخر ما كان يتوقعه ان تتزوج أسيل من عصام ...

ااااااااااااااااااااااااا ااااا ااااااه ... أسيل ستتزوج عصام .. مستحيل ماذا يحدث ... وفيصل ... ما هذه المهزلة .... الم تجدي غير عصام .. لا تتزوجيني .. وتزوجي من شئت الا عصام .. تزوجي من يستحقك لكن عصام لا .. لااااا ... عصام ؟؟؟

اخذت الافكار تتلاطم في راسه كالموج الثائر .. يريد ان يبكي ... لكن دموعه خذلته ... كل ما كان استطاع فعله هو لوم نفسه ... لو نفسه فقط







اليوم هو اليوم الموعود يوم وفاة أسيل وباسل وميلاد عصام ... على ماسي البعض تبنى افراح الاخرين هذه حال الدنيا ... وفي حجرة باسل بالتحديد ... وضع باسل الورقة في جيب بنطاله واتجه الى جنة الدنيا ... وتحديدا الى مكان الصندوق ... صعق عندما رأى الازهار قد قطفت ... لكن لم يعد يهمه شيء ... اخرج الصندوق ... فتحه لكن لم يرى سوى الدفتر فقد كان موضوع في الاعلى وضع الورقه على الدفتر .. اغلق الصندوق ومن ثم اتجه الى البحر ...
جلس على الشاطئ يراقب غروب الشمس ... اخذ يلقي الشعر ربما يخف حزنه ....

ابسألك عن حالنا انتي وانا
ياللي احس..انك انا
حالنا ما هو غريب
انا نكون متأكدين ان الفراق ما هو بعيد
بالرغم من جرح السنين
ماهو غريب .. اني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين .. اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك
ابسألك لو قلت لك ان الحنان اللي في قلبك
ينبت من الصخر الزهر .. بأستاهلك
وان النهار اللي في خدودك يخلي النسمة عطر..بأستاهلك
وان العذاب اللي في عيونك يعلم الناس الشعر..بأستاهلك
ولو قلتلك اني احبك اكثر من هموم البشر
وكثر الجفاء وكثر السهر ... لو قلت لك
وانك اقرب من عيوني للنظر
كل الذي اقدر اقوله
واللي ما اقدر اقوله
بأستاهلك.. حبيبتي
وباجاوبك ..للاسف ما به احد يستاهلك **


فهد :لا فض فوك ...
باسل : بسم الله الرحمن الرحيم من اين اتيت ...
فهد : من المزرعة ههههههههههههه ...
باسل وهو يدفن الحزن المرير في قلبه : منذ متى وانت هنا....
فهد : امممممممممممم
منذ أن قلت ...

ابسألك عن حالنا انتي وانا
ياللي احس..انك انا
حالنا ما هو غريب
انا نكون متأكدين ان الفراق ما هو بعيد

لكنك لم تشعر بي ... أخبرني من هي التي تقول فيها كل هذا الشعر...
باسل : جنيتي الزرقاء ...
فهد : الم نقل لك ان الجنية الحمراء اجمل لِمَ لا تسمع الكلام ...
باسل : القلب وما يهوى... انا احب الزرقاء ...
فهد : باسل اخبرني بصدق في من قلت هذه القصيدة ....
باسل : لا احد كنت متضايق قليلا وقلت القصيدة ...
فهد : باسل ساغرقك الان اذا لم تتكلم ...
باسل : اتركنا من هذا الكلام ..... انا اريد انا اركب القارب وابحر ..
فهد : حسنا ساذهب معك لكن نعود الساعة الثامنة على اكثر تقدير ... فاليوم ملكة عصام ...
باسل اليوم نهاية حياتي بالاصح :أسف يا فهد اريد ان اذهب وحدي ...
فهد : انت ماذا تخبئ .. تكلم لا يوجد احد غيرنا ...
باسل : لا شيء ... لكن اريد ان اختلي بنفسي قليلا ..اسف جدا يا فهد ...
فهد : حسنا ... لكن لا تتاخر...
باسل : اريد ان اطلب منك طلب ...
فهد : تفضل ...
باسل : غدا في مثل هذا الوقت قل هذه القصيدة للجميع ... شباب ... وفتيات .... رجال ... ونساء ... لكل العائلة بدون استثناء..
فهد : ما قصدك ..
باسل : لا شيء وداعا ...
فهد : انتظر...
باسل : قلت لك وداعا ... هيا عد الى المزرعة ...
فهد : ساعود ... لكن قبل ذلك اريد ان اسئلك سؤال...
باسل : هيا بسرعة ...
فهد : باسل على ماذا نويت ...
باسل: في ماذا ...
فهد : في رحلتك البحرية هذه ...
باسل : ساتخلص من همومي ...
فهد : كيف ؟؟
باسل : لا تتعجل ستعرف في القريب العاجل ...
فهد : قبل ان تفعل أي شيء ضع الله نصب عينيك ..
باسل : لا تخف لن افعل شيء يغضب الله ... والان وداعا ...

عاد فهد الى المزرعة وركب باسل القارب وقبل ان يحل رباط القارب اغلق هاتفه المحمول ... رماه على الشاطئ ... وذهب





لبنى : اسيل ماذا سترتدين..
اسيل كفن : لا اعلم .....أي شيء ...
لبنى : كيف أي شيء ... لقد احظرت لك خالتي ثلاث فساتين اختاري أي واحد منهم سترتدين...
اسيل : لبنى لقد ازعجتني بما فيه الكفاية ... سارتدي أي شيء ...
لبنى :ما رأيك في الفستان الوردي رائع... واخي يحب هذا اللون ...
اسيل مادام يحبه فلن اردتيه : الوردي بالذات لا اعتقد اني سارتديه
لبنى : هذا ليس اسلوب تفاهم كلما قلت لك شيء ... قلت لا ...ماذا دهاك... سأنادي على الفتيات لكي يتصرفوا معك...

وقفت على باب الغرفة واخذت تنادي

سارة
مرام
مها
هند
رسيل
تعالوا الى غرفة اسيل بسرعة ...

كانت رسيل اول من وصل
رسيل : خير ماذا بها أسيل ...
سارة : ماذا هناك ...
مرام : تكلمي بسرعة فهناك اعمال كثيره يجب ان انهيها ...
لبنى : اسيل كلما اقول لها شيء رفضت .. لا تريد ان اتختار ما سترتدي.... لا تريد ان تضع ماكياج.... ولا تريد ان تفعل أي شيء...
اسيل : ولا اريد ان احضر الحفلة ايضا ...
مرام : انت تتوقعين ان كل شيء سيمضي على هواك... من لا يستطيع الزواج لا يوافق عليه من البداية ..
سارة :هذه اول مره اسمع فيها فتاة لا تريد ان تحظر ملكتها .. سأخلدها في التاريخ ...
رسيل : هيا اسووووووووووووووله الساعة الثامنة ليس معك الا ساعتين اتعتقدين انها ستكفيك ...
اسيل ساعتين وأزف الى قبري اللهم اعني : حسنا جهزوا الفستان السماوي ...
مها : لقد اتت مايا هل ادعها تدخل ...
لبنى : دعيها تدخل ...
أسيل : دعوني وحدي ... لا اريد ان يبقى معي احد ...




اياد : هل رأى احدكم باسل ...
محمد : لقد بحثت عنه في كل مكان ولم اجده ...
فيصل : والجوال مغلق ايضا ...
فهد : باسل في البحر ...
محمد : البحر وماذا يفعل هناك ...
فهد : لا اعلم كان غاضب جدا وركب القارب وذهب ...
فيصل : ما هذا الغباء تراه غاضب وتدعه يذهب وحدة ... ماهذا الجنون ...
فهد : قلت له اريد ان اذهب معه لكنه رفض ...
إياد : منذ متى ذهب ...
فهد : حوالي الساعه السادسه والنصف ...
اياد : والان الساعة التاسعة لابد ان يكون هناك شيء منعه من العوده ...
إياد : من أي شيء غاضب ... انا اعرف باسل جيدا ...فهو لا يغضب من شيء بسيط ... واذا غضب لا يعرف ماذا يفعل ...
محمد : وماذا سنفعل الان هل سنبقى مكتوفي الايدي ...
فيصل : لا نستطيع ان نفعل أي شيء..
فهد : لا تخبروا احد بهذا الموضوع ...
محمد : واذا سُئلنا عنه ..
فهد : قولوا ان احد اصدقائه اصيب في حادث وان حالته خطيره وطلب رؤيته ...واذا لم يعد الى الغد نخبرهم بالحقيقه ...
إياد : ساذهب لابحث عنه قليلا ربما يكون قد عاد وجلس على الشاطئ .. فهو يحب الشاطئ كثيرا ...





كان الاحتفال صغير بحدود العائله واصدقاء العائله المقربين منهم جدا لان كل شيء حدث بسرعه ..


مرام : واااااااااااااااااااااااا ااو لا اله الا الله ... قمر وقليل عليك هذا الوصف ...
هند : مشاء الله تبارك الله
أسيل : لو سمحتم اريد ان ارتدي ملابسي ...
رسيل : هيا انزلوا للضيوف وعندما تنتهي ساناديكم ...
مرام : حسنا ..

خرجوا الفتيات من حجرة اسيل ونزلوا حيث الضيوف مجتمعين في الصالة .... لقد كانت الصالة كبيرة بحق وملئت بالزهور الزكية ...
وبقيت رسيل خارج الحجرة تنتظر انتهاء اسيل من ارتداء ملابسها ...كانت اسيل في الداخل تحاول ان تمسك دموعها لكي لا يفسد الماكياج وتفضح نفسها ...

يجب الا افكر في باسل فانا الان زوجة رجل اخر.... انا من اخترت عصام بمحض إرادتي ويجب ان اتاقلم معه ....ليس لعصام أي ذنب لكي اسقيه من تعاستي ...يجب ان اكره باسل يجب ان اكرهه ... باسل اصبح ذكرى من الماضي .. لا يحق لي حتى استرجاعها ..

خرجت أسيل ووجدت رسيل تنتظرها ...
رسيل : الف مبرووووووووووك ...

رسمت أسيل على شفتيها ابتسامه باهته دون ان تنطق بحرف ..

رسيل : أسيل حياتي ... انسي باسل وابدئي صفحة جديدة مع عصام .. ربما يكون افضل مما يقولون ..
اسيل: باسل مات ولم يعد له أي وجود في حياتي ... وانا اخترت عصام ويجب ان اتحمل نتيجه اختياري ...

كنت اتقطع الف قطعه وانا اقول هذه الكلمات لكن هذه الكلمات يجب ان تطبق على ارض الواقع مهما كان الثمن ... بعد قليل نادت رسيل بنات أعمامي وما ان اتوا حتى انهالت التهاني عليّ ...و لم اجبهم الا بابتسامة شاحبه مثلما اجبت رسيل ...
و بدات مراسم الزفه... اخذت اسير كما يطلبون مني ....كأني دمية يحركونها مثلما يريدون .... كان هناك صراع عنيف بين قلبي وعقلي .... قلبي يريد باسل.... وعقلي يفضل عصام... لان من الافضل ان تتزوج الفتاة بمن يريدها لا من تريده... لم افق من الصراع الداخلي الا وانا على الكرسي المخصص ودمعه سقطت على وجنتي ... مسحتها بسرعه ... واخذت اتذكر اسعد لحظات حياتي لكي لا ابكي ... افقت من تخيلاتي على صوت امي وهي تبارك لي .. ومن ثم تبعوها عماتي ... كنت اموت من الداخل مع كل تهنئه تقال لي ... أخفضت رأسي لكي لا يروا دموعي التي تتاهب لسقوط ....كنت الوم نفسي مئة مرة في الثانية الواحده لاني تسرعت في الاختيار ... ولم انصت لرسيل ... كنت اشعر بضيق فظيع ...ومن وسط افكاري ... سمعت صوت يشبه صوت خالتي ام عصام تقول : لو سمحتم العريس سيدخل بعد قليل ...

كان هذا تنبيه لكي يرتدوا النساء عباءتهم ... وتنبيه لي ان باسل يجب ان يموت في قلبي ومن الان ...

اخفضت رأسي اكثر واكثر ... فانا لا اريده ان يراني ... لاني اعتبر نفسي الى لان غريبه لا يحق له ان يراها ... كنت اريد ان ابكي لكرهي له ... ولأن الصراع في داخلي يزداد ولست في حمله ... كنت اريد ان اذهب لحجرتي ... اريد ان اختفي ... ان اموت ان يحصل لي أي شيء لكن لا ابقى هنا .. لا يراني عصام ...فجأة رأيت عصام بقربي ... اردت ان ابكي .. وبمعجزة منعت دموعي من السقوط ...

عصام : الف مبروك يا حبيبتي ..
اسيل : الله .....يبارك ....فيك
عصام : كيف حالك ...
اسيل : .....
عصام : مدي يدك لكي ألبسك الدبلة ...

مددت له يدي وانا اشعر ان الدبله مثل حبل سيلف حول عنقي الى ان يقتلني..
عصام : اااااااااااه يا اسووووله لو تعلمين كم كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ...
اسيل وانا سيقضي علي هذا اليوم : .....
عصام : اسيل ارفعي رأسك تكاد رقبتك ان تكسر... اكل هذا خجل
اسيل لا تتدخل فيما لا يعنيك : ...

عصام كيف اتكلم معها وهي هكذا وماذا اقول لها : بما انك لا تريدين الحديث سأحدثك عن نفسي ...
اسيل:...............
عصام : انا احب الطب كثيرا ... وقبل شهر وصلت للمستشفى حالة خطيرة جدا... وكنت في المنزل فتصلت بي المستشفي لكي انقذ المريض ... و ذهبت الى المستشفى بسرعة وعندما وصلت كان المريض على وشك الموت لكن


لم استطع ان انصت له اكثر ...فكل كلمة تخرج من فمه تقتلني مئة مرة... كل كلمة تنفرني منه اكثر واكثر... فما دخلي انا بمرضاه ...وما هذا الكلام التافه ... من في مكانه سيقول شعر سيقول أي شيء اكثر رومانسيه ..

عصام : اسيل فيما تفكرين ولِمَ لا تجيبين علي ..

في هذا الوقت اتت لبنى وانقذتني من الرد

لبنى : عصام هيا اخرج الضيوف يريدون ان يسلموا على العروس قبل ان يذهبوا ...

اسيل بالله عليك لا تقولي العروس : ...
عصام : حسنا ساخرج لكن اريد ان ارى الابتسامة على هذا الوجه الجميل ...
لبنى : وقعت في شباكها من اول يوم ...
عصام : احب زوجتي واعشقها هل عندك مانع ....
لبنى : هيا اسووووووووله ابتسمي لكي يخرج العاشق المتيم

أسيل سابتسم لاني اريد ان تنتهي هذه المهزله : ......

لبنى : هيا اخرج فلقد ابتسمت لك..
عصام : تصبحين على خير حبيبتي ...
لبنى : احم احم نحن هنا..

خرج عصام وبداء الضيوف يباركون لي ... كنت اريد ان الكم كل واحدة تهنئني... اصبحت امقت المهنئين كانوا كثر او ربما ارهم كذلك ... كنت انتظر الساعة التي يذهبون فيها على احر من الجمر ... فانا اكاد ان اختنق ... والحمد لله مضى الوقت سريعا .. وذهب جميع الضيوف ولم يبقى الا اقاربي فحملت نفسي متجهه الى حجرتي ...

سارة : الا اين تريدن الذهاب فالحفله لم تنتهي بعد ...
اسيل اريد ان ابكي واندب حظي : متعبة واريد أن أنام ...
مرام : سنسمح لك اليوم لأنك عروس ...
سارة : متعبة ام تريدين ان تتحدثين مع حبيب القلب ...

لم استطع ان انصت لكلامهم اكثر ... صعدت الى حجرتي استلقيت على سريري وانا ابكي ...وابكي .... اريد ان اخفف حرقة قلبي ... واطهر دمي من حبي لباسل ... بكيت الا ان مل البكاء مني .. لا اعلم كم من الوقت استغرقت وانا ابكي ... لكن يبدوا انه وقت طويل جدا لانه لم يعد لي قدرة على البكاء ... سمعت رنين هاتفي المحمول ... فتحاملت على نفسي وذهبت انظر من المتصل فوجدته رقم غريب فلم اجبه ... وبعد قليل وصلتني رسالة من نفس الرقم وفيها ...
اسوووووووووووله أجيبيني انا عصام....

لم أتمالك نفسي عندما قرأت الرسالة ...فرميت هاتفي فاصطدم بالمرأه التي تتوسط الغرفه ...ومن ثم سقط بالقرب منها... فذهبت الى حيث يكمن ودست عليه بقدمي الاثنتين... الى ان لفظ انفاسه الاخيره ... ولم يكفني ذلك فذهبت الى حطام المراه ووضعت يدي اليمنى عليه واخذت اضغط بيدي على الزجاج ... لانني اريد ان اعاقب نفسي على ما فعلت .... واريد ان احس بالم جسدي لعل وعسى ان انسى الم قلبي ...ولم ارفع يدي الا عندما اصبح الالم لا يطاق ...كانت يدي مخضبة بالدماء نزعت الدبلة ورميت بها في منتصف الغرفه ... ولففت الضماد على يدي ومن ثم استلقيت على سريري وعدت للبكاء ...
------------------
* لـ دكتور مانع العتيبة
** لــ الأمير عبدالرحمن بن مساعد



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:23 AM   #12

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

** الزهرة الحادية عشرة **

استيقظت من نومي في حدود الساعة الثالثة صباحا .. كانت الوسادة غارقة بالدموع .. حتى أثناء نومي كانت دموعي تسيل ...أحس بصداع شديد ... يكاد أن يفجر رأسي ... أخذت عصابة رأس وعصبت رأسي ... ورغم ذلك لم يخف الصداع ...كان صوت الرعد يصم الآذان ... صاخب جدا .. هو من أيقظني إذاً اتجهت إلى النافذة وفتحتها ... كان المنظر يثير الرعب في النفوس .. السماء ملبدة بالغيوم .. والأمطار تتساقط بشده .. وعلى نور البرق رأيت ارتطام الأمواج بالصخور ..و انزلقت صخره كبيره من اثر هذا الارتطام و سقطت على أطراف الشاطئ مما جعل كمية من الماء تتناثر في الجو ... اصدر سقوط الصخرة صوت مخيف جعل فرائصي ترتعد ... يبدو أن هناك عاصف بحريه... ألطف يارب ...أردت إغلاق النافذة لكني لم استطع هناك شيء في داخلي يطلب مني البقاء ... قلبي يريد مني أن اسبر غور البحر أن اعرف ماذا يخبئ .. البحر غدار خرجت هذه الكلمة بلا وعي مني ... شعرت بقشعريرة تسري في جسدي .. اتجهت إلى سرير أدخلت يدي تحت الوسادة أخرجت دفتري ...وبكل جنون وهروب من الواقع جلست على حدة النافذة بشكل أفقي ... أسندت ظهري على طرف وعلى الطرف الآخر رفعت قدمي .. أي اختلال في توازني ساسقط على الفور من الطابق الثاني... وقد يحدث مالا يحمد عقباه .. لكني لم اهتم ...فتحت الدفتر على أول صفحه... على قصيدة باسل ... بقوة قلبت الصفحة لدرجه أن الصفحة كادت أن تتمزق ... وعلى الجهة المقابلة كتبت ...

حب وهيام ثم صد وهجران .. تتلاعب بالمشاعر كما

لم تستطع الكتابة أكثر .. القت القلم في منتصف الحجرة ... وأغلقت النافذة ...ووضعت الدفتر في مكانه تحت الوسادة .. تمددت على السرير ومن شدة التعب لم تمكث سوى دقائق معدودة ونامت ...
.
.

في الساعة التاسعة صباحا استيقظت على طرق الباب .. وما يزال الصداع شديد .. تجاهلت طرق الباب وحاولت أن أكمل نومي لكن رسيل لم تيئس وما تزال تطرق الباب وتطلب مني فتحه ... تحاملت على نفسي لأفتح الباب ... اعترضت الدبلة طريقي .. ركلتها بقدمي فاصطدمت بالحائط واستقرت في إحدى زوايا الحجرة ... فتحت الباب وما إن دخلت رسيل الغرفة حتى صرخت فمنظر الحجرة لا يبشر بخير ... ومنظري ينذر بسوء ...

رسيل: أسيل ماذا حصل وما بها يدك ولماذا هذه العصابة على رأسك ...

اتجهت نحو النافذة وفتحتها ... كانت السماء صافيه والبحر هادئ كالحمل الوديع .. سبحان الله .. كيف كان وكيف صار ... مسحت دمعه سقطت على وجهي تنهدت ومن ثم جلست على السرير وضممت قدمي إلى صدري ... وأكملت رحلتي مع البكاء ...

رسيل : لم تجيبيني ماذا حدث ...
أسيل : لا شيء...
رسيل : يبدوا انك قضيت ليله عصيبة....
أسيل : عصيبة ... لا أتوقع أن يمر علي يوم كالأمس ... لكن الحمد لله كل شيء مضى على خير ...
رسيل : أي خير هذا .... هاتفك قضى نحبه ... والمرآة لم يبقى بها شبر سليم انظري إلى الزجاج يملئ المكان.... ويدك الله يعلم ما بها ...
أسيل : يدي بخير ... واطلبي من جينا أن تنظف المكان ....
رسيل : حسنا ... لكن خالي اتصل يبحث عنك يقول إن هاتفك مغلق ... خذي هاتفي وحدثيه ...
أسيل : حسنا ..
رسيل : بعد أن تنتهي من محادثة خالي انزلي الفتيات مجتمعات تحت وينتظرون تشريفك....
أسيل : حسنا ...

خرجت رسيل من الحجرة وبأصابع مرتعشة اتصلت على خالي .. وبسرعة أجاب خالي اتصالي يبدو انه كان ينتظره ...

أسيل : السلام عليكم ...
ناصر : وعليكم السلام ... الآن فقط تذكرت أن لك خال ..
أسيل : صدقني لم أكن اقصد وكل شيء حدث بسرعة ...
ناصر: أعذارك دائما جاهزة ... كل شيء حدث بسرعة ... أريد أن اعرف كيف وافقت على عصام .. أين عقلك عندما وافقتِ ...
أسيل وهي تبكي : خالي أرجوك يكفيني ما حصل .. وعصام وافقت عليه وانتهى الموضوع ...
ناصر : وما فائدة البكاء الآن .. و هل أنت بكامل قواك العقلية لـ...
أسيل وهي تبكي : خالي أرجوك دعني بشأني .. مع السلامة ..

أغلقت الهاتف دون أن انتظر رده .. وبعينين ترمي بشرر أخذت انظر إلى الدبلة .. التقطتها وبكل حقد نظرت إلى اسم عصام المكتوب بداخلها .. اتجهت نحو النافذة وبكل قوة قذفتها واستقرت في البحر ... لقد أحسست براحة عجيبة منذ أن رميت الدبلة أحسست إني تخلصت من عبء ثقيل كان جاثم على صدري وانه لا تربطني أي علاقة بعصام.... أبعدت عصام عن أفكاري و أخذت أتأمل البحر ما أروعه عندما يكون ساكن هذا تعليقي دائما عندما يداعب البحر أطراف الشاطئ بكل رقه ونعومه .. لكن اليوم أشعر بخوف ورهبه منه .. البحر غدار بدون شعور مني نطقت بهذه الكلمة مرة أخرى .. ما المناسبة وما السبب لا اعلم .. لكني أحس بقشعريرة تجتاحني .. وببروده أطرافي .. أظافر يدي أصبحت زرقاء رغم أن الجو رائع ... اشعر بإحساس فظيع ... وألم يدي يزداد حده يبدو أن جرح البارحة لم يكن طفيف كما كنت اعتقد ... لكن رغم ذلك تجاهلته وارتديت ملابسي على عجل ... وأخذت معي هاتف رسيل .. أريد أن اذهب وأطمئن على جنة الدنيا فبعد أمطار البارحة لا اعلم ماذا حصل لها .. خرجت من الباب الخلفي فانا لا أريد أن أقابل احد وأنا بهذه الحالة .. وصلت إلى البقعة المشئومة إلى الأرض التي تحدد عليها نهاية حياتي .. تجمد في مكاني وكشريط سينمائي مرت أحداث ذاك اليوم أمام عيني ..أحداث لقائي الأخير مع باسل ... سقطت دمعه على قدمي لتنتشلني من ذكرياتي .. حاولت مسح دموعي لكن كل ما امسح دمعه تسقط أختها .. سئمتها فتركت لها المجال واتجهت مسرعه نحو الإسطبل .. فتحت الباب وبهت مما أرى ... أخذت البسمة تشق طريقها وسط دموعي .. آخذت اهتف مستحيل ... متى وكيف حصل كل هذا .. من المعقول بعد كل ما حدث يتحقق أمل من أمالي .. يتحقق شيء مما كتبته في دفتر ذكرياتي .. اتصلت على إياد لكن كان هاتفه مغلق ... اتصلت على زياد لكنه لم يجيب اتصالي .. فاتصلت على أبي وأنا ادعي الله أن يجيب اتصالي ... واستجاب الله لدعائي ..
أسيل : السلام عليكم ..
أبو زياد : وعليكم السلام والرحمة أهلا رسيل ..
أسيل : أنا أسيل إلى الآن لا تفرق بين صوتينا ..
أبو زياد : اسوله ألفألف مبروك ...

تلاشت البسمة تدريجا من على ثغرها .. وتجمعت الدموع في عينيها فحديث أبيها أيقظها من حلمها وأعادها إلى الواقع .. رماها على صخور صلبه ...

أسيل : الله يبارك فيك .. مع السلامة ..
أبو زياد : ماذا كنت تريدون ولماذا اتصلت ...
أسيل : لا شيء .. كنت أريد أن اسأل الفرس البيضاء لمن ومن احظرها ..
أبو زياد : أوه الم يخبرك إياد ...
أسيل : بماذا ..
أبو زياد : أنا قلت له أن يريكِ إياه في حفلة نجاحك هذا الفرس هدية تخرجك الذي طالما تمنيته ..
أسيل : شكرا لك مع السلامة ...
أبو زياد : أسيل ما به صوتك ولماذا كله هذا الحزن ...
أسيل : من قال إني حزينة بالعكس هذه اللحظة من اسعد لحظات حياتي ... لكني قبل قليل استيقظت من النوم .. ولم انم البارح جيدا .. أريد أن أجرب كساندرا مع السلامة ...
أبو زياد : مع السلامة ..

دخلت الإسطبل بشعور مختلف تماما لشعوري عندما خرجت منه .. اتجهت نحو كساندرا هذا الاسم الذي كنت انوي إطلاقه على أول فرس امتلكها... كانت بيضاء ناصعة البياض وناصيتها سوداء .. نفرت مني في البداية .. لكن بقليل من الطعام والكلمات اللطيفة سمحت لي الاقتراب منها .. .أمسكت ذيلها وظفرته نزعت بكله من شعري وربطت ذيلها بها .. خضبت ذيلها بالدموع فقبل سنتين كنت اظفر ذيل اندروس وكان غاضب .. حاولت أن أهدئه وقلت له مازحه سأظفره شئت أم أبيت وادعوا الله أن أحقق حلمي وأتزوج باسل لأنه هو من سيفك ضفيرتك .. كانت هذه الذكرى من الذكريات المنسية .. لماذا تذكرتها الآن لا اعلم ربما لأتزيد أحزاني ... هززت رأسي يمنه ويسره لا طرد أشباح الماضي وذكرياته .. امتطيت كساندرا واتجهت نحو جنة الدنيا ... بيدي اليسرى أمسكت اللجام فيدي اليمنى تؤلمني كثيرا ولا استطيع استخدامها .. كدت أن اسقط مرتين لكن الحمد لله وصلت إلى جنة الدنيا بسلام .. دخلتها كانت موحلة .. كل ما جنيته اتساخ ملابسي .. نظرت إلى مكان الصندوق أردت أن أخرجه و اطمئن على سلامته لكني لم استطع .. فلست أجيد استخدام يدي اليسرى .. خرجت من جنة الدنيا فليس هنا ما يدعوني للبقاء ... أمسكت لجام كساندرا بيدي ومشيت معها متجهه إلى مكان تجمع الفتيات المعتاد في هذا الوقت ... كما توقعت وجدتهم يتناولون الإفطار .. اتجهت نحو الشجرة وربطت كساندرا ...

أسيل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سارة : الله الله ما هذا الخيل ولما هذه الدموع ...

تحسست وجهي فتبللت يدي من دموعي يبدوا إني ابكي من دون أن اشعر .. فقد أدمنت الدموع ...

أسيل : أولا اسمها ما هذه الفرس فهي أنثى وليست ذكر .. ثانيا اسمها كساندرا ... ثالثا الدموع هذه لان يدي تؤلمني ..
ميسون : حقا ما بها يدك ..
أسيل بكل عصبيه : أنتِ بالذات اصمتي لا تتدخلي بشؤوني ..
لبنى وهي تمضغ الطعام : حقا من أين لك هذا الفرس .. هل هو هدية من عصام ..
أسيل : اعتقد انه من آداب الحديث أن لا تتحدثي وأنتِ تأكلين الطعام .. إلى متى سأعلمك ...
رسيل : اسووله ألا تريدين أن تفطري ..
أسيل : لا لا أريد ..
مها: عن إذنكم...
مرام : إلا أين...
سارة : عندها موعد ...
رسيل : مع احمد ...
سارة : ومع من غيره ..
لبنى : أسيل ما رائيك ان تذهبي أنتِ أيضا لعصام...
أسيل : لبنى اعتقد من الأفضل لكِ أن تصمتي ..
لبنى : وماذا قلت لك لكي تغضبي هكذا ..
أسيل : لم تقولي شيء وأريد أن اثري معلوماتك قليلا .. أنا من يريدني يأتي إلي ولا اذهب إليه..
سارة : لو كنت مكانك لتعذرت بأي عذر لكي أراه...
أسيل : قلتها لو يعني هناك اختلاف أنتِ سارة وأنا أسيل... لكن إذا كنت تريديني أن أهبك إياه فانا تحت أمرك .. اطلبي فقط ..
سارة : لا شكرا أنا لا اقبل إلا بالجديد المستعملين لا أريدهم ...
لبنى : أسيل إذا كنت ترضين على زوجك أنا لا ارضي على أخي ..
أسيل وهي تصر على أسنانها لتكتم غضبها: عصام خطيبي وليس زوجي ...
لبنى : لقد عقد قرانكما... أي شرعا أصبح زوجك ..
أسيل : لكن عرفا خطيبي ..
رسيل : تريدون أن تحدثي مشكله من ألا مشكله ... زوجها أو خطيبها ما الفرق ..
.
.
وفي الجهة المقابلة عند احمد ومها

احمد : كيف كانت حفلة البارحة
مها : بصراحة كانت جميله جدا وتمنيت أن أكون مكانها ...
احمد : الم تنسي إلى الآن .. أنتِ تعلمين أن عمي هو من رفض إقامة الحفلة .. وليس لي أي ذنب في الموضوع لكن إن شاء الله أعوضك في حفلة زواجنا ...
مها : تذكرت متى ستغادر المزرعة ...
احمد : هههههههه .. تريدين أن تغيري الموضوع ... امممممم سأغادر المزرعة اليوم أو غدا ..مها أريد أن أقول لك سر ...
مها : سر .. وما هو ...
احمد : لكن لا تخبري احد ...
مها : سرك في بئر ...
احمد : والله ...
مها : اكييييد ...
احمد اقترب منها وبهمس قال لها : احبــــــــــــــك
مها في محاوله منها لمدارة خجله : ههههههههه هذا سرك ...
احمد : الم يعجبك ...
مها : بصراحة لا ..
احمد : حسنا اسمعي هذه القصيدة ...
مها : نظمت في قصيدة ...
احمد : اسمعيني أولا ...


أنا والليلُ والقمر سواءُ
يجمعنا عشقها
هي وحدُها لا غيرُها
هي وحدها من جعلَ ليلي نهاراً
هي وحدها من جعل دمعي مراراً
فقولوا لها أني متوْقٌ لقربها
قولوا لها اني أكره بعدها
وأني أموتُ آلافَ المراتِ لإسمِها
قولوا لها أني
أجمعهـا
أمزقهـا
أرميهـا
ثم أجمعها
وأبكيهـا
ملهمتي قولي لهم أين قلبي في قلبكِ
قولي لهم أين أنا من عالمكِ
وإن كان ما تقوليهِ صحيحُ؟
بأني لست بذاكَ المليحُ
فيكفيني هذا فخرٌ وإبتهاج
لعلمُكِ بوجودي في هذا الكون الوهْاج
لؤلؤتي...
أنا والليلُ والقمرُ سواء ...
يجمعنا عشقي ..
أنا وحدي .. لاغيري
أعشقكِ بكلِ سقمٍ هو فيني
أحبو أبحث عمن يداويني
وأنا أعلمُ كما لا تعلمي أنكِ أنتِ ...
الـــــــــــــــــدواءُ *

مها وهي تكاد تطير من الفرح : احمد هل نظمتها فيّ حقا ...
احمد : امممممممممم ... بصراخه لا لكن القصيدة لا تنطبق على غيرك ...
مها والخيبة تعلو وجهها: من الذي نظمها إذاً ...
احمد : باسل...
مها : باسل ابن عمتي نورة ...
احمد : ومن غيره ...
مها : وفي من قالها ...
احمد : سر لم يرضى أن يقوله لأحد ...
احمد : مها اتركينا من باسل وقصيدته ... أريد أن أسألك سؤال وأريد أن تجاوبيني عليه بصراحة ...
مها : تفضل ..
احمد : مها أتحبينني..

مها أخذت تنظر إلى الأرض والحمرة تصبغ وجنتيها فرفع احمد رئسها بيده لكي تنظر إليه وقال لها..
احمد : مها هل تحبينني ..
هزت مها رئسها موافقة ...
احمد : أنا أريد أن اسمعها منك ...
مها بصوت مبحوح : احمد أرجوك لا استطيع ...
احمد : لِمَ لا تستطيعين وهي سهلة النطق انظري إلي كيف انطقها ...
ا ......ح .....ب...ك
احـــــــــــــــبك ...

وفي هذه الأثناء رن جوال احمد أخرجه من جيبه وهو يتأفف ..

احمد : هذا ما يريد الآن الم يحلو له الاتصال إلا في هذه اللحظة ..
مها :من هذا ...
احمد : محمد ...
مها : ولِمَ لا تجيب عليه ربما يريدك في أمر ضروري ...
احمد : لا أريد أي شيء يبعدني عنك ولو لثواني ...
مها : لكن ربما كان الأمر ضروري ...
احمد : حسنا سأجيب عليه من أجلك فقط ...
ابتعد احمد قليلا : نعم ماذا تريد ..
محمد : احمد باسل لم يعد إلى الآن .... ولقد وجدنا هاتفه مرمي على الشاطئ... وعمي احمد (أبو زياد ) يقول إن القارب ليس في حاله جيدة و يحتاج إلى صيانة ... وباسل لا يجيد السباحة...والبارحة هبت عاصفة بحريه ...
احمد : هل أخبرتم عمي ...
محمد : لا تخف قلنا له أننا نريد أن نستخدمه فقط ... فقال انه ليس بحالة جيدة ...
احمد : وماذا سنفعل الآن ...
محمد : لا اعلم ... تعال ألينا الآن نحن على الشاطئ ...
احمد : حسنا خمس دقائق وسأكون عندكم ..مع السلامة...

اتجه احمد إلى مها وهو يحاول أن يخفي مخاوفه ... لكن رغم محاولاته فعلامات الاضطراب مرسومه بوضوح على وجهه ...

احمد : مها أنا أسف يجب أن اذهب ...
مها : احمد ماذا حدث ...
احمد : لا شيء ...
مها : ماذا قال لك محمد ...
أحمد : عن إذنك ..

وعندما أراد احمد الذهاب أمسكت مها بيده ..

مها : احمد إذا كنت تحبني بصدق قل لي ما حدث ..
أحمد : حسنا لكن لا تقولي لأحد مطلقا ..
مها : حسنا ...
احمد : باسل منذ أمس المغرب ذهب إلى البحر ولم يعد إلى الآن ...
مها : ولِمَ لم تتصلوا به ...
احمد : هاتفه مرمي على الشاطئ ... والان يجب ان اذهب وتذكري لا تخبري احد ..
مها : احمد ارجوك طمئني عليه ...
احمد : حسنا ...

ذهب احمد الى الشاطئ وهو يعدو ... واتجهت مها الى حيث كن الفتيات جالسات... كانت تحاول ان تخفي اضطرابها وان لا تبين لهم شيء ... فجلست على طرف يبتعد عنهم قليلا ورغم ذلك لم تسلم منهم ..

لبنى : مها تعالي افطري ..
مها : شكرا لا اريد ...
مرام :مها ماذا فعل لك احمد يبدوا انه اغضبك .. قولي لي وانا اخبر والدي ..
مها : لا احمد لم يفعل شيء ..
رسيل : أخبرينا ماذا حدث إذاً ..
مها وهي تريد ان تتهرب من محاصرتهم : لم يحدث شيء ... اريد ان اصنع شاي من تريد ...
هند : مها هل اصبت بالعمى هاهو الشاي امامك...
مها : لابد ان يكون قد برد و انا لا احب الشاي الا اذا كان ساخن...
اسيل : ساذهب معك فانا اريد شاي ايضا ...
مها : ليس هناك داعي ساصنع ما يكفيني ويكفيك ...

اسيل وهي مصره على الذهاب لانها تريد ان تعرف ماذا تخفي مها فقلبها يؤلمها وتريد أن تطمئن ..
أسيل : لا ساذهب معك فانا احب اعداد الشاي بنفسي ...
لبنى : الى اين انا لم اكمل لك حديثي عن عصام ...
اسيل : أف منك ومن عصام .. ليس الان في وقت اخر ..
لبنى : وانت لماذا تكرهين اخي ...
اسيل : انا لا اكرهه ولو كنت اكرهه لما وافقت عليه .. لا تدعي الأوهام تسيطر عليك ... مها هيا لنذهب اذا جلسنا نستمع للبنى لن ننتهي ...
مها: هيا ...
لبنى : انظروا ما تقول عني حسنا ساقول لعصام انك ثرثارة .. ومغرورة .. وطفله ...
اسيل : قولي له ما تريدين واذا انتهى قاموس الشتائم أخبريني لأزودك ..والان مع السلامة...

ذهبوا مها واسيل الى المطبخ .. والى أن وصلوا الى المطبخ ومها ملتزمه الصمت واسيل يكاد قلبها يتوقف على النبض .. فاياد وزياد لم يجيبوا اتصالاتها ... و احساسها يقول ان لباسل صله بالامر .. وصلوا الى المطبخ واخذت مها تعد الشاي وهي لا تزال صامته ...لم تحتمل أسيل صمت مها ...فمزقت الصمت ...

اسيل : مها ماذا حدث ...
مها : لم يحدث أي شيء ..
اسيل : ولِمَ كل هذا الاضطراب إذاً ...
مها : لا شيء ...
اسيل : مها تعالي واجلسي ...

كانت أسيل جالسه على كرسي طاوله الطعام التي تتوسط المطبخ..

مها : بعد ان انتهي من اعداد الشاي...

اسيل لم تستطع الصبر اكثر قامت و اطفئت النار...

اسيل وهى في قمة الغضب: شاي لا نريد قولي ماذ حصل وأريحيني ..
مها : قلت لك لا شيء ...اتريدين ان يحدث شيء بالقوة ..
أسيل : اتعتقدين اني مغفله اوطفله .. انظري الى وجهك وتعرفين ان هناك امر جلل ...
مها : أسيل لا تحاولي لن اخبرك ..

ضربت أسيل بيدها اليمنى الطاوله ..فزاد الم يدها ..
أسيل : اااااااااااااااااه ...بل ستخبريني ...
مها : مابها يدك ..
أسيل : لا تحاولي ان تتهربي من الموضوع .. اخبريني ماذا حدث ...
مها : قلت لك لا شيء .. لا شيء .. لا شيء . بأي لغه تفهمين..
أسيل وهي في قمة الغضب : مها ماذا حدث لباسل ..
مها وعلامات الدهشه تكاد تقفز من وجهها : كيف عرفتِ ..
اسيل : لا يهم كيف عرفتِ .. لكن أخبريني ماذا حدث ...
مها : حسنا .. امس المغرب ذهب باسل الى البحر ولم يعد الى الان والقارب حالته سيئه وهاتفه مرمي على الشاطئ ...
كادت اسيل ان تسقط من هول الصدمه: : وعاصفه بحريه هبت .. واياد يقول انه لا يجيد السباحه .. لا مستحيل .. هذا مقلب من مقالب احمد اليس كذلك
مها : بل هذه هي الحقيقه ..
بلا وعي منها ذهبت الى جنة الدنيا ... وهي لا ترى الطريق من دموعها ... كادت ان تسقط اكثر من مرة لكنها في النهايه وصلت الى حديقتها.. ارتمت على الأرض وهي التي لا تحب ان تجلس على الأرض ...واخذت تبكي بحرقه ... تبكي كل شيء في هذه الحياة ... حظها .. قلبها .. ماضيها ومستقبلها ... زادت عليها الآم يدها لكن لم تهتم بها .. وفي غمرة أحزانها وصل اليها صوت رنين جوال بالقرب من حديقتها .. وصوت عصام يجيب على الجوال ..
عصام : اهلا سالم كيف حالك..
سالم : الحمد لله..
عصام : لِمَ لم تأتي امس ..
سالم : كانت لدي بعض الأشغال ..ان شاء الله اعرضها في زواجك ...
عصام : عن اذنك سأتصل عليك بعد قليل فانا مشغول الان ...

منذ ان سمعت اسيل صوت عصام اختبأت في الركن خلف الطاوله وهي تدعي الله ان لا يراها عصام فاخر شيء تستطيع تحمله رؤيته ...

دخل عصام جنته الدنيا وهو ينادي: اسيل ......اسيل اين انت ..اين ذهبت هذه قبل قليل قالت لبنى انها هنا...

جلس عصام على كرسي قريب من اسيل واتصل على سالم

عصام : أهلا سالم ..والان قل لي ما الذي منعك من الحضور ...
سالم : قلت لك مشاغل الحياة .. اخبرني هل اجلت سفرك لسويد ..
عصام : وهل استطيع انا ... هذه السويد من يستطيع مقامتها .. بعد عدة ايام سأسافر ..
سالم : وماذا قلت لأهلك هذه المره ..
عصام : كالعاده مؤتمر طبي ...
سالم : أخبرني كيف مضت الحفله ..
عصام : اااااااااااااااه يا سالم اكاد اموت من القهر ...
سالم : خير ماذا حصل ..
عصام : باسل ابن عمتي كاد أن ينهي الحفله قبل ان تبدأ ... لم يحلوا له الذهاب الى البحر الا البارحة ..
سالم : وما الذي مكدرك الى هذا الحد... وعلى حد علمي ان حضوره وعدمه بالنسبه لك عادي..
عصام : اكيد ان حضوره وعدمه واحد فانا لا اطيقه لكن ...

كان هذا اخر ما سمعته اسيل من مكالمة عصام لانه خرج من جنة الدنيا ذاهب الى فلا الشباب ... لم تستطع اسيل ان تكبت في نفسها اكثر من ذلك... كانت تغلي من الداخل كالبركان الثائر ..كانت تتمنى ان تضربه وتخنقه بيديها الاثنتين .. لكن ما في اليد حيله

**************

اياد : ماذا نفعل الان أنبقى مكتوفي الايدي ...
فهد : كل ما في يدنا فعلناه ...خفر السواحل منذ الفجر وهم يبحثون عنه ..
محمد : يجب ان نفعل شيء جلوسنا ليس حل ...
فيصل : احمد وزياد عند مركز خفر السواحل واي جديد سيوافوننا به وليس في يدينا سوى الانتظار ..
خالد : لو اعلم فقط السبب الذي جعله يذهب وحده ...
اياد : لا يهم السبب ...انا سأستأجر قارب وساذهب ابحث عنه ...
محمد : وانا ساذهب معك فانا لا اطيق الانتظار ..
فيصل : وانا أيضا ..





ذهب اياد ومحمد وفصيل الى مكان تاجير القوارب ...وبقى خالد وفهد
ينتظرون ان يأتيهم أي خبر من خفر السواحل ...مضت ساعه وهم على هذا الحال ...ومن ثم اتى زياد واحمد وهم منكسي الرؤوس من شدة الحزن ..
فهد : بشروا ما الاخبار ..
خالد وهو يريد ان يكذب ما تراه عيناه : باسل لم يحدث له شيء اليس كذلك ...
زياد ودمعة سقطت رغما عنه : وجدوا القارب محطم اثر اصطدامه بصخرة لان البحر في الليله الماضيه كان ثائر ولم يجدوا أي اثر لباسل سوى قبعته هذه ..
فهد : وباسل لا يعرف السباحه لا .....لا بد ان يكون هذا مقلب من مقالبكم ..
خالد : احمد تكلم وقل الحقيقه ..
احمد : ماذا اقول كل ما اعرفه قاله زياد ..
خالد : اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خير منها ..
فهد : انتم ماذا تقولون اجننتم ساذهب وابحث عنه بنفسي ...
.
.

أما أسيل كانت ما تزال في حديقتها تبكي حظها... وتنوح على ما فعلته بنفسها ...فبعد اليوم لا تستطيع ان تكن لعصام أي ذرة حب ... فما قاله لصديقه قضى على اخر امل في نفسها بان تنسى باسل .. وتحب عصام .. فنذالته ليس لها مثيل ...جلست في حديقتها تبكي كل شيء...واي شيء ...ففكرة فقدانها باسل الى الابد تكاد تصيبها بالجنون ...

باسل منذ الامس في البحر.. القارب ليس في حاله جيده.... يخيل لي اني سمعت ان باسل لا يجيد السباحه..... لاااااااااااااااااااااااا ااااا مستحيل ان يحصل أي شيء من هذا لباسل ... لن يموت ...لن يغرق ... لن يلتهم القرش او الحوت باسل... سيعود ... سيعود ممهما حصل ... لا بد ان يعود ... لا استطيع ان أحيا في هذه الحياة بدونه ... لا يهم ان اتزوجه ... المهم ان يكون على سطح الكره الارضيه وليس في داخلها ... المهم ان يتنفس من الهواء الذي اتنفس منه ... ان يصفع خدي ثاني اكسيد الكربون الذي يخرج من صدره ... ان يعيش ويموت عصام ... نعم يموت عصام ...يا رب أمت عصام واحيي باسل... أمت عصام أغرقه ... لكن باسل يعيش ... يارب ارجوك لا تحرمني منه ... ارجوك يارب حقق لي امنيتي ... مستحيل ان يموت باسل... مستحيل... باسل ارجوك لا تتركني ...انا احبك...احبك ...انظر الي يدي ... هذا الجرح بسببك... المت نفسي من اجلك .... ساتحمل المستحيل لكن ارجوك ابقى بقربي ... اسفه على كل ما قلته لك... لكن ارجوك ابقى... لم اقصد أي شيء مما قلت لك ... انت افضل رجل في الدنيا.... ومائة ألف فتاة تتمناك وأنا أولهم ... لكن ارجوك .....ابقى.... أبقى.... ابقى....
ابـــــــــــــــــــقى

اخرجت مع هذه الصرخه اخر امل لها في حياة باسل

حملت نفسها وعادت بخطى بطيئه الى المنزل ......اردات ان تستلقى على سريرها .....ان تقرأ القصيده التي كتبها في دفترها .....ان تتذكر طيفه....... تريد ان ترى أي شيء يمت له بصله.... أن تستقي أي معلومة عنه ...

مرت بقرب الشجره التي تركت الفتيات بقربها..... لكنها لم تجد احد كل ما وجدته مخلفاتهم ....دهشت لِمَ لم ينظفوا الخادمات المكان..... لكن هذه الخواطر سرعان ما تلاشيت ......لانها سمعت بكاء وعويل صادر من الفلا ... اسرعت تعدوا الى الفلا لكن الافكار كانت اسرع منها واخذت تتزاحم في داخلها ... كانت كثيره وسريعة الانهمار على عقلها الذي لم يعد يستطيع الاحتمال...... اخذت تحدث نفسها .....

لِمَ هذا الصراخ لا بد ان يكون قد حصل في باسل شيء ..... لا ... لابد ان يكون ربي قد استجاب لدعوتي وعاد باسل .... لكن لو عاد لِمَ هذا البكاء صادر من الفلا .... لا بد ان ربي استجاب لدعوتي ومات عصام .. نعم لابد ان يكون عصام قد مات ..... الحمد لك يارب ... الحمد لك يارب .. لقد انقذت باسل وارحتني من عصام .... نعم مات عصام باسل لم يحصل له أي شيء ..... باسل بخير .... بخير

دخلت إلى الفلا .....كانت جدران الصاله تهتز من كثر الصراخ ....
احست انها ستغرق من كثرة الدموع المنهمرة ..... الجميع يبكي وملتف حول عمتها ..... بدأت الصوره تتضح في عقلها .....

لِمَ الجميع ملتف حول عمتي .... لابد ان يكون المصاب هو باسل .... لكن لا باسل بخير ..... لن يحرمني الله منه .... لكن لِمَ كلهم يهدئون عمتي ......
لم تعد تقوى على الاحتمال اكثر .... اقتربت من مرام لانها كانت الاقرب.... سئلتها وهي بين الخوف والرجاء .... بين الحلم والحقيقه .... بين الأمل واليأس

اسيل : مرام ماذا حصل

مرام وهي تخرج الكلمات بكل صعوبه : باسل مات

اسيل لم تعد تستحمل احست بان الكون توقف عند هذه الكلمه باسل مات ترددت في رأسها مئات المرات .... باسل مات ..... باسل مات .... باسل مات .... باسل مات ........ احست بالاختناق ....بالضياع ..... بنار تكوي فؤادها ..... احست بانها لا شيء ...... وبان الكون اصبح فراغ ...... الدنيا لم يعد لها أي طعم ...... احست بانها تعثرت بصخره وانها سقطت على ارض طينيه ..... لم تعلم كيف وصلت الى جنه الدنيا كل ما تعرفه انها في حديقتها التى اعاد لها باسل رونقها ..... والتي بحماقتها هدمت اخر ذكرى من باسل .. وان هناك من ينادي عليها....... الصوت صوت عصام .... لقد انتابتها فرحه كبيره لحضوره ...... لا تعلم لِمَ ...... لكن كل ما تعرفه ان ستخرج ما بدخلها فيه .... انها ستريه حقدها وكرهها لها ..... انها ستجعله يندم على كل ما قاله ....
عصام وهو يمسك بيده كتفي اسيل : اسيل لِمَ لا تجيبني ..... كنت انادي عليك لكنك لم تنظري الي حتى ..... لقد اخفتني عليك ..
اسيل وهي تبعد يديه عنها والدموع لا تزال منهمره من عينيها : انت بأي حق تلحقني الى هنا وتمسكني ..... من سمح لك بذلك ....
عصام : اسيل ارجوك كفكي دموعك ..... انا لا استطيع ان اتحمل رؤية هذه الدرر على شيء ليس بذي قيمه ...
اسيل بكل عصبيه : ليس بذي قيمه ابن عمتي يتوفى وليس بذي قيمه ... اذا لم اذرف دموعي الان متى تريدني ان اذرفها في زواجي ..
عصام : نعم في زواجك ستذرفين دموع ...... لكنها غير هذه الدموع ..... ستذرفين دموع الفرح ..... اليس كذلك يا حبيتي ...
اسيل : أتريد ان تصيبني بالجنون ..... اقول لك ان ابن عمتي مات تسكب على مسامعي كلمات الحب والغرام ..... قلبك هذا " وضربته على صدره " الا يحتوي على مشاعر .... هل قد من صخر ..... لو كان كلب هو الذي مات لن تقول هذا الكلام ....
عصام بعصبيه : لِمَ انت مهتمه به هكذا ..... لو كنت من مات لن تفعلي ما فعلت اليس كذلك .....
اسيل وقد تفجر بركان كرهها لعصام : نعم لن اذرف عليك أي دمعه .....لانك لا تستحق .... لانك بدل ان تذهب لتبحث عنه .... جلست في البيت مثل النساء ..... لانك لا تحمل في صدرك ذره من الرجوله ...... لانك تافه منحط .... لا يهمك سوى السفر الى الخارج ..... والله يعلم ماذا تفعل .... لانك لا تستحق حب أي مخلوق او احترامه ...... لانك وبكل بساطه لا شيء .. لأنك

لم يقطع كلامها سوى صفعه قويه القتها على الارض ..... صدمت لكن لم تدم صدمتها الا ثواني .... نهضت والدمع متجمع في محجريها لكنها لم تذرف دمعه واحده منه

اسيل والغضب يكاد يفجر رأسها : اذا كنت تريد ان تثبت لنفسك انك رجل ...... فضربك لي ليس برجوله .... وليس لك أي حق في ضربي ..... لكن صدقني انك ستندم .... انت لم تعرفني بعد .... انا اسيل محمد ولم يخلق بعد من يهينني ..... تمتع بيدك هذه " ومسكت يده التي صفعها بها " قدر ما تستطيع ...... لانك ستحرم منها عن قريب .... لاني سأقطعها لك ..... واجعلك تراجع نفسك الف مره قبل ان تفكر ان تمد يدك الاخرى على احد بعد الان ..... لأني وبكل بساطه ساجعلها تجرعك الاسى والندم .... صدقا سأريك من هي اسيل ..... لا تفكر ان كلامي هذا مجرد كلام لن يكون له أي اثر في حياتك .... ساجعلك تعض اصابعك ندما في اليوم مئات المرات ..... ساجعلك تعلم من هي اسيل ..... والان اغرب عن وجهي يا حقير

لم ينبس عصام ببنت شفه فما سمعه اصابه بالذهول واتجهه نحو الفلا وهو يحاول ان يستوعب ما حصل ...

انا ماذا فعلت .... لِمَ صفعتها ..... لم يكن الموضوع يحتاج لكل هذا ..... بالامس فقط عقدت قراني عليها واليوم اصفعها ..... ماذا دهاني لِمَ فعلت هذا بها ..... لكن ما قالته ليس شيء بسيط لقد شتمتني... نعتتني بعدم الرجوله ..... انا عصام يقال لي هذا الكلام .... وما ادراها عن أسفاري ..... الجميع يعتقد اني اسافر من اجل ان اعقد مؤتمرات طبية .... لا بد انها قالت هذا الكلام وهي لا تقصد ارادت ان تنفث غضبها فيّ ..... لكن ما هذا الكلام الذي قالته ..... لم اتوقع ان يخرج منها ربع ما قالت .... غيرها بعد ان تصفع بتلك القوه تنتابها نوبت بكاء ...... لكن ان تكلمني بك هذه الثقه .... تهددني انا ......لا استطيع ان اصدق ان كل هذا الكلام الذي سمعته قالته أسيل... مستحيل .....

***********************

كان اياد جالس على البحر ويحتضن قبعة باسل ....... كان تاركاً لدموعه العنان ......... لم يحاول ان يمسحها او يقاومها..... فباسل ليس أي احد ..... باسل اخوه اكثر من ان يكون ابن عمته ..... باسل صديقه وحبيبه..... باسل تؤام روحه ..... كانت عيونه تراقب البحر ..... تبحث عن باسل ..... عن اخيه ..... عن أي شيء تكذب فيه ما سمع....... كان ما يزال عنده امل يبدد فيه الالم الذي يمزق صدره ...... بالامس كان باسل معه من المستحيل ان يتركه من غير وداع ...

محمد : اياد ماذا تفعل هنا ...... الساعة السابعه مساء .....الجو بدأ يميل الى البروده هيا لنعود الى المنزل
اياد :........................
محمد وهو ينزع قميصه : اذاً ارتدي هذا لكي لا تصاب بالبرد ...

ولم تبدر من اياد أي حركه تدل على انه يسمع كلام محمد .. او أنه أحس بوجوده ..

محمد : اياد ماذا تنتظر في هذا الليل ...... باسل ذهب ولن يعود ...
انتفض اياد وكأن ثعبان لدغه : باسل لم يمت..... باسل لا يزال حي ........باسل لن يتركني....... باسل سيتخرج معي السنه القادمه ....... سنتزوج انا وإياه في ليله واحده ... سيسمى ابنه الاول إياد وسأسمي ابني ألأول باسل ... باسل سيعود....... باسل سيعود هل فهمت .......ومن يقول غير ذلك سأقتله هل فهمت ......
محمد : ولِمَ تبكي انت رجل والرجال لا يبكون...... يجب ان تصبر فبكائك لن يفيد باسل بشيء ......
اياد : ولِمَ لا يبكي الرجل ..... هل قلبه صخر .... الا توجد في صدره مشاعر .... ليست له قدره معينه على التحمل ....اليس كائن حي يحق له كل ما اودعه الله فيه من انفعالات ....واذا كان الرجل في نظرك لا يبكي فانا لا اريد ان اكون رجل..... اريد ان اكون انسان يحس ويشعر بما حوله ....يتأثر بفقد اخوه ....لاااااا... باسل لم يمت
محمد : ابكي مثلما شئت لكن ليس الان...... ففهد يقول انه يحمل رساله من باسل .....ويريد ان يلقيها على مسامع الجميع ..... والكل ينتظر حضورك
اياد : رساله من باسل ...
محمد : نعم ..
اياد : حسنا ..

**************

وفي الفلا كان الجميع مجتمعين بالقرب من الباب........ يريدون ان يسمعوا ما سيقوله فهد...... وفي خارج الفلا جلسوا الرجال على الارض ينتظرون حضور اياد ...
اقترب فهد من الفلا وهو يقول: هل حظر الجميع...
ساره : نعم لم يبقى احد ...
صدرت صرخه شبه مكتومه من رسيل : اسيل اين هي لم اراها منذ ان ذهبت مع مها لتصنع الشاي ...
سمع فهد ما قالت رسيل : لو سمحت اذهبي واطلبي منها الحضور .....فباسل طلب مني ان يكون الجميع حاضر عندما القي رسالته الاخيره .......

انتابت الجميع نوبه بكاء عندما سمعوا ذكر باسل.... اما رسيل فانها لم تنتظر ان يكمل فهد كلامه.... و انطلقت مسرعه من الباب الخلفي الى جنه الدنيا.... فهي تعلم ان اسيل ستكون هناك ...
وصلت الى جنة الدنيا وهي تلهث .....وجدت اسيل جالسه على الارض ضامه قدميها الى صدرها وجسمها يهتز من شدة البكاء ....... ذهبت اليها فارتمت اسيل في حضنها

اسيل : رسيل باسل مات .... انا لا اصدق .....من ساحب بعد الان ..... من سيصلح جنة الدنيا ...... من سيكتب لي قصيدة اعتذار ..... من سيغضبني ...... من سيقول لي اني مغروره ولن يرضى احد ان يتزوجني .... رسيل باسل
مــــــــــــات
رسيل : كفي عن البكاء ...........لن يجدي البكاء شيء .......ادعي له بالرحمه .... لقد لقي حتفه غرقا وبإذن الله يكون شهيد ......
اسيل : رسيل من لي في هذه الدنيا غيره .... لا يهمني شعوره نحوي ..... أهم شيء إني احبه ....... لِمَ دائما افقد من احب ..... لِمَ تأخذ مني الدنيا كل شيء جميل ...... لِمَ انا بالذات من أشقى في حياتي ... لماذا لم يمت عصام او احمد او خالد لماذا باسل بالذات .. لماذا يُحكم علي بالشقاء انا احب باسل فلماذا تركني .. لماذا .. اطلبي منه ان يعود وانا سأخبره بنفسي اني احبه ...
رسيل : استغفري ربك فهذه نهاية الجميع ...... اصبري فهذا امتحان من الله ..... قولي اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خير منها ..... ما تفعليه بنفسك لا يرضي احد ..... ادعي له بالرحمه ..
اسيل : رسيل بالامس كان الجميع يحتفل وباسل يحتضر ..... لقد كانت الاغاني تصدح في الارجاء وباسل في بطن القرش او الحوت ..... كان الجميع يهنئني وكان هو بين الحياة والموت..... كنت أجلس في راحه وكان هو يصارع من اجل الحياة .. لن اسامح نفسي مهما حصل ..... لن اسامح نفسي ...
رسيل : اسيل هيا كفكي دموعك فالجميع ينتظرك في الفلا .... فهد سيخبرنا عن رساله باسل الاخيره ...
اسيل : عندما سمعت ان هناك رساله من باسل سارت خطوات قليله الى الفلا لكنها لم تستطع ان تكمل المسير... فبعد السيل الجارف من الدموع الذي اهدرته لم تعد لها أي قدرة للسير ...فاستندت على رسيل واتجهوا الى الفلا ... وخلال الطريق من جنة الدنيا الى الفلا كان الجو غارق في الصمت ماعدا اهات مكتومه تخرج من صدر أسيل... ودموع منسكبه من عيون التوأم ...

وصلوا الى الفلا وما ان رأتهم ساره حتى قالت : فهد لقد اكتمل العدد لو سمحت قل لنا ما عندك فلم يعد لدينا قوه على التحمل اكثر ...

اقتربت اسيل من الباب لكي تلتقط كل ما يقال وبدا فهد بالكلام

فهد : وبما ان الجميع حاضر سأقول لكم على الحكايه بالامس الساعة السادسه مساءً كان باسل على الشاطئ ينظر الى البحر بكل حزن وغضب ... وعندما ذهبت اليه كان يلقي قصيده كان يخاطب نفسه فيها... وعندما سئلته في من نظم هذه القصيد قال لجنيته الزرقاء ... لم افهم من يقصد وقال لي انه يريد الابحار بالقارب ولا يريد من احد ان يذهب معه ...لانه يريد ان يتخلص من همومه... وقبل ان يبحر طلب مني ان القي القصيده على مسامع الجميع اذا لم يعد بعد مرور اربع وعشرين ساعه... ومن المفترض ان القي القصيده قبل ساعه لكن الظروف ...

قال هذا الكلام ثم نظر الى الجميع ...كانوا جميعا ينظرون الى الارض او يحدقون بالسماء ...الكل كان يحاول ان يقاوم دموعه.. ما عدا اياد الذي ترك لها العنان واباح لها السقوط مثلما تريد ...احزنه منظر إياد كثيرا .. كادت دموعه أن تخذله لكن أمسكها في اللحظه الأخيره والقى القصيده ...

ابسألك عن حالنا انتي وانا
ياللي احس..انك انا
حالنا ما هو غريب
انا نكون متأكدين ان الفراق ما هو بعيد
بالرغم من جرح السنين
ماهو غريب .. اني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين .. اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك
ابسألك لو قلت لك ان الحنان اللي في قلبك
ينبت من الصخر الزهر .. بأستاهلك
وان النهار اللي في خدودك يخلي النسمة عطر..بأستاهلك
وان العذاب اللي في عيونك يعلم الناس الشعر..بأستاهلك
ولو قلتلك اني احبك اكثر من هموم البشر
وكثر الجفاء وكثر السهر ... لو قلت لك
وانك اقرب من عيوني للنظر
كل الذي اقدر اقوله
واللي ما اقدر اقوله
بأستاهلك.. حبيبتي
وباجاوبك ..للاسف ما به احد يستاهلك **
هذا كل ما اطلب مني باسل ايصاله

ودوى صوت سقوط جسم ثقيل على الارض

وصرخت رسيل زلزلت المكان :اســـــــــــــيل لااااااااا

ـــــــــــــ

* القصيده لماجد العتيبي ..
**القصيده للامير عبدالرحمن بن مساعد ..



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:26 AM   #13

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

** الزهرة الثانية عشرة **

استيقظت وأنا في حجرتي ولبنى و رسيل نائمات على الأرض وحقيبة ملابسي موضوعه جانبا ..... لا اعلم لِمَ ...... نظرت إلى الساعة كانت الخامسة صباحا ....

ااااااااااااااااااااااااا ااه تذكرت ... لقد سقطت عندما سمعت القصيدة .... القصيدة هذه مرسله لي ..... لي أنا بالذات ....... فانا جنيته الزرقاء ..... في الثلاث مرات التي رأيته فيها كان لبسي ازرق .... وظهوري له في أوقات غير متوقعه مثل الجن .... والقصيدة التي قالها يقصدني بها ....

ما هو غريب .. إني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين .. اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك

لقد كان غاضب عندما قابلته أخر مره .........ولذلك قال لي ما قال
......... ولِمَ لم يحظر ملكتي ......لابد انه يحبني لا يوجد سبب غير ذلك ..... كان يحبني ودمرت حياتي بيدي ..... بعد أن مت أفصحت لي عن حبك لِمَ يا باسل لم تخبرني من قبل ..... لِمَ جعلتني أدمر مستقبلي بيدي ..... لِمَ تنازلت عن حبك بسهوله ..... لِمَ جعلت النذل عصام ينال مراده .... لِمَ كنت تكلمني بلهجتك القاسية ..... لِمَ لم تشعرني بمشاعرك من قبل ..... لو كان عندي ذرة أمل في حبك لم القي نفسي بالجحيم ...... لقد قتلتك يا باسل .......... قتلتك ..........
لاااااااااااااااااااااااا ااااا اااااااااااااااااااا ااا
وخرجت صرخة مدوية من الأعماق .... استيقظت رسيل ولبنى من اثر الصرخة ... قامت رسيل مسرعه واحتضنت أختها وانتابت أسيل نوبة بكاء... أخذت رسيل تقرأ عليها القران ....... قرأت عليها سورة الرحمن فهي تحبها كثيرا ..... وبدأت تهدئ تدريجا .... كل هذا يحدث ولبنى في حالة دهشة مما ترى ..... فحالة أسيل لا تسر ..... تنحت جانبا و اتصلت بـعصام مثلما طلب منها مع أن الوقت متأخر لكنه قال لها تتصل عليه في أي وقت........

لبنى : لقد استيقظت أسيل لكنها ما تزال تبكي ...
عصام : حسنا .... لكن ما الذي يدعوها إلى البكاء لهذه الدرجة ...
لبنى : لا اعلم ..... لكن ربما لان هذه أول حالة وفاة تعاصرها ...
عصام والشكوك لا تدعه في شئنه : ربما ..... أعطني إياها أريد أن اطمئن عليها ...
لبنى : حسنا ..... أسيل عصام يريد أن يحدثك ...
أسيل بعصبيه : ماذا يريد .... هل هو سريع النسيان ..... إذا كان كذلك فانا لا .... أنا حقودة كالجمل .... لا أنسى إلا أذا انتقمت من مَن اعتدى علي ..... أنا أسيل بنت محمد ولا أتراجع في شيء قلته أبدا ...... قولي له إني سأجعله يدفع ثمن كل ما فعل .... سأجرعه بيدي هاتين كأس الندم ..... أنا من رباني أبي على عزة النفس والكرامة ..... لن يأتي في أخر الزمان شخص مثل أخيك ليبعثر ما غرسه أبي في ....... قولي له أن يتجهز لانتقامي ...... لن أنسى له ما فعل ابدا ....قولي له اني لن اكون له في يوم من الايام مهما حدث ..... مهما حدث .... مهما حدث ....

ألجمت الصدمه لسان لبنى ..... لم تستوعب رسيل ما قالته اختها ..... فماذا فعل عصام لتقول له هذا الكلام ..... خرجت لبنى من الحجرة بعد الكلام الذي سمعته .....وعادت اسيل للبكاء ...

رسيل : ماذا فعل عصام لتقولي له هذا الكلام
أسيل : لقد صفعني ....
رسيل : صفعك ؟؟؟؟
أسيل : أنا أسيل اصفع ..... أسيل التي يسير كلامها على الجميع يتطاول عليها الأنذال ...... لكن قسما سأعلمه الأدب .......... خارت قواها وارتمت في حضن أختها وهي تقول : رسيل أنا من قتلت باسل ......... لقد قتلته..... قتلته
رسيل : ماذا تقولين .....أنت ليس لك علاقة في موت باسل ..... ربي كتب لباسل ان يموت بهذه الطر يقه وفي هذا اليوم ...
اسيل بكل ضعف وانهزام : رسيل باسل كان يحبني..
رسيل والدهشه ترتسم بكل وضوح على وجهها : ماذا تقولين يبدوا ان الصدمه اثرت على عقلك ..
اسيل : هل تعرفين القصيده التي ألقاها فهد ..... كانت لي ...... هل تعرفين جنيته الزرقاء .... كنت انا .... هل تعرفين ان السبب في إبحاره في القارب .....كان ملكتي ...... هل تعرفين ان تسرعي في اتخاذ قراري ...... هو السبب ..... هل تعرفين اني قتلت نفسي قبل ان اقتل باسل .... انا من قتل باسل ......وانا من دمر حياتي ...... انا وبكل بساطه انسانه لا تستحق الحياه ...... انسانه مجنونه ..... متخلفة ... حقيره ... عذبت نفسي بيدي .... أردت ان اعذب باسل بخطوبتي .... لكن اكتشفت في النهايه اني من خسر......
رسيل: اسيل لا تقولي هذا الكلام..... فكل شيء مقدر ومكتوب من قبل ان تخلقي ...
اسيل : لن اسامح نفسي ابدااااااااااااااا ..... ابدا .... ابدا


في الطرف الاخر حيث لبنى في الصاله التي بالقرب من غرفتها تكلم عصام ...

لبنى : عصام ماذا فعلت لها ...
عصام وهو في قمة الغضب : قولي لها إنها لن تكون لغيري مهما حدث ولن اطلقها لو فعلت ما فعلت ... وستندم على كل ما قالته ...

لبنى : عصام خذ الامر بهدوء....... وتذكر انك بالامس فقط عقدت قرانك عليها ....... واسيل لم تكن تقصد شيء مما قالت ... صدقني اسيل مصدومه ولا تعي ما تقول ..
عصام : قصدت او لم تقصد انا من المستحيل ان اتركها ...
لبنى : لا ينفع ان نتناقش في هذا الموضوع وانت بهذه الحاله .... عندما نعود الى المنزل لكل حادث حديث ..... مع السلامة
.
.
.

الساعة التاسعه صباحا عاد الجميع الى منازلهم فلم يعد هناك داعي للبقاء في المزرعة ولاقامة العزاء ..... ماعدا فيصل وساره ومشعل ... فمشعل ذهب من بعد صلاة الفجر ولم يعد الى الان ... كانت ساره في حجرة مشعل تحزم حقائبه .... وفجأة دخل مشعل ...
مشعل : لماذا انت هنا واين ذهب الجميع ...
سارة : اخيرا أتيت اين كنت ...
مشعل : كنت ابحث عن باسل ... عندي احساس انه حي ...
سارة : لا تعيش في الاحلام فمن المستحيل ان يكون باسل حي ... كل القرائن تدل على انه قد توفي ...
مشعل : لم تخبريني أين ذهب الجميع ...
سارة : عادوا الى منازلهم ليقيموا العزاء ... لقد انتهيت من اعداد حقائبك .. تفقد اغراضك ربما نسيت شيء ... وانا ساذهب لأرى اين فيصل ...

خرجت سارة من الحجرة ... ودخلت الحجرة المقابله تبحث عن فيصل ... لكنه لم يكن موجود ... شاهدت كتاب ملقى على الارض بالقرب من السرير .. أخذت الكتاب لكي تعطيه فيصل يعيده لصاحبه .. فلن يحظروا الى المزرعه الا العام المقبل على اقل تقدير .. خرجت من الحجرة وكان فيصل خارج من الحجرة التي بجانبها ... كانت علامة الحزن والتأثر واضحة على وجهه بكل وضوح ... ويبدوا انه قبل قليل قد سكب من عينيه بعض الدموع ...
سارة : فيصل قد عاد مشعل ..
فيصل : واين كان سيادته الى الان ...
مشعل : اين كنت... كنت ابحث عن باسل ... بينما انتم تندبون حظكم مثل النساء ...
نظر له فيصل بنظره حاده و لم يجبه... اتجه نحو سيارته وذهب خلفه سارة ومشعل ..
.
.


وفي فلا زياد
اخذ ابو باسل اجازة من العمل لحظور العزاء وليقف مع أسرته في هذه المحنه ..... اجتمع الجميع في فلا زياد .. لأن العزاء سيقام فيها ... ماعدا اسيل ...
كان ابو باسل وميسون في غرفة الجلوس ...

ميسون وهي مرتميه في حضن اباها : ابي .... باسل مات .... تركني ورحل ..... لا استطيع ان اصدق ..... اخي يذهب وهو في ريعان الصبا ..... ذهب ولن يعود ....... لن يعود ..

وانخرطت في البكاء .......

ابو باسل وهو يمسح على شعرها : استغفري ربك بنيتي ..... باسل كان امانه عندنا والله اخذ امانته ...... دموعك هذه لن تنفعه ...... ادعي له بالرحمه .......
ميسون : ابي انا لا اصدق ......لا اصدق ......ان يتركنا بدون وداع حتى .....
ابو باسل : ميسون ..... اصبري فجزاء الصبر عند الله عظيم
..... والان امسحي دموعك وصلي ركعتين ادعي فيها لاخيك .... ولا تنسي ان تصبري امك ...... فان مصيبتها في فقد اخيك اكبر من مصيبتك ........ والان ساذهب عند أخوالك في المجلس ... فبعد قليل سيحضرون الرجال ..

ذهب الى المجلس وبداء حضور المعزين ......

اما النساء فكانوا في حالة صمت رهيب لا يقطعه الا تنهيدات و بعض الكلمات التي اقرب ما يقال عنها انها هذيان ... فالموت اعظم مصيبه في الوجود فكيف اذا كان عن فجئه وبدون سابق انذار ...
.

مرت ايام العزاء كئيبه ثقيله .... تقبل الجميع خلالها موت باسل...... الا اسيل واياد ... اسيل بقيت خلال هذه الايام الثلاثه في غرفتها ...... لا تاكل ولا تدع احد يدخل عليها ..... فحياتها اصبحت ظلام في ظلام ..... ليس لها طعم او لون ......حاولت لبنى وبقيه الفتيات معرفة سبب ما هي فيه لكن لم يستطع احد الدخول عليها... اما اياد لا يعود الى البيت الى في وقت النوم وعندما يستيقظ يخرج من المنزل ويقضي اليوم في الاماكن التي له ذكريات فيها مع باسل ..
كانت مصيبته في فقد باسل عظيمة ... فباسل اقرب اليه من زياد ومعزته في قلبه كبيره ... فهو توأم روحه ...
.
.

في الساعه الحاديه عشر ليلا من اخر يوم من ايام العزاء ...

كانت اسيل تنظر الى النجوم من الشرفه ..... تفكر في حلمها الجميل الذي مات قبل ان يولد ...... تقلب قصه حبها من جميع الجهات ..... لِمَ أحببت باسل كل هذا الحب ..... لِمَ انا بذات احبه هو بالذات ..... بقيت هذه الاسئله معلقه في ذهنها ...... وتعالى صوت طرق الباب ..... فتحت الباب ..... وكانت رسيل هي الطارق

رسيل : كيف حالك اليوم
اسيل : اليوم مثل الامس .... لم يتغير شيء ...
رسيل : اليوم كان اخر يوم في التقديم للجامعه وقد قدمت لي ولك ...
أسيل : الجامعه ...اه .. على العموم شكرا لك ...
رسيل : بصراحه ما هو شعورك اتجاه باسل ...
اسيل : افتحي الدفتر الموضوع تحت وسادتي وستعرفين الاجابه ...

فتحت رسيل الدفتر على اخر صفحه وجدت مكتوبه فيه ..


احببته نعم .. اقولها باعلى صوتي .. احبه ولِمَ العجب .. فكل شيء فيه يدعوا الى الحب صوته شكله وحتى مشيه ...سحرني رسمه وهمسة .. لِمَ لا تريدوني احبه وتحرمون علي شيء احله الله ... لِمَ تجبروني على كتم حبي ووئدة ... بجبروتكم وعنجهيتكم دمرتم حلمي الوليد ... وحرمتوني ممن اريد ... انتم من جعلتم حبي كطائر جريح يختبئ من عيون الناس لكي لا يؤذى ...مابها لو قلت لكم احبه ما دام حبي طاهر عفيف لم يتعدى الحدود ... استندتم على افكار باليه .. الحب خطأ يجب الا تقع الفتاة فيه ... دمرتموني وقتلتموه ... لكني لن اسامحكم على ما فعلتموه بي ... وبفعلتكم هذه محيتم أسيل من الوجود .. رحلت أسيل التي كنتم تعرفونها ... رحلت ولن تعود

اغلقت رسيل الدفتر ...

رسيل : اين جهازك المحمول " اللاب توب "
اسيل وهي تلقي نفسها على سريرها : على المكتب ماذا تريدين فيه
رسيل : اريد ان اريك موقع سيعجبك كثيرا...
اسيل وهي تحاول ان تمسك دموعها : بعد باسل لا يوجد شيء في هذه الدنيا يعجبني ... كل الدنيا لا تساوي شيء في نظري مادام باسل ليس موجود فيها ...
رسيل وهي تحمل الجهاز وتجلس معها على السرير : الا هذا الموقع سيعجبك صدقيني ...
اسيل : ااااااااااااااااااااااااا ااااا اااااااااااااااااه يا رسيل لو كنتِ تعلمين ما اشعر به لن تقولي هذا الكلام ...
رسيل: انظري الى هذه الصفحه أولاً وقولي لي رأيك ...
اسيل : ماذا بها...منتدى مثل باقي المنتديات ...
رسيل : ليس مثل باقي المنتديات .... فهذا المنتدى الذي كان يشارك فيه باسل ...
اسيل : ماذا ..... احلفي ....ومن قال لكِ ذلك ...
رسيل : والله العظيم ........ انظري هذي مشاركة قديمة لباسل ..... وهو مسجل باسم ...... " عاشق الآس "
اسيل وهي تبكي : أرئيت كان يحبني...... يحبني..... وانا الغبيه التي دمرت حلمي .... ماذا يفيدني الان معرفة حبه ..... كيف لم اشعر بمشاعره .... اقسم بالله اني غبيه ... غبيه ...متخلفه ... لا افهم شيء .. استحق ان اقتل ...
رسيل : هدئي نفسك ..... واقرئي مواضيعه ..... فانا اريد ان انام ...... لكن ارجوك ارجوك لا تبكي ..

خرجت رسيل من الغرفه وبقيت اسيل تنتقل من مشاركه لمشاركه ......... كانت اغلب مشاركاته في المنتدى الشعري ..... جميع قصائده تفيض حبا وعشقا .... كانت عيونها تدمع مئات المرات مع كل حرف تقرأه ..... مضت بها ساعتين وهي على هذا الحال .... تعبت وارادت ان تنام ..... لكن قبل ان تقطع الاتصال ..... انحرف بصرها الى قائمة الاعضاء المتصلين ..... لا تعلم لِمَ نظرت في اتجاه القائمة .... لكنه القدر .... خرجت منها صرخه

مســـــــــــــــــــــــ ـتحيل ........ كان عاشق الاس ضمن المتصلين ..... الجمت المفاجأة عقلها .... بقيت تنظر الى اسمه عشرة دقائق ...... قرأت اسم احدى مشاركاته ضمن قائمة الردود الاخيرة .... فتحتها بيدين مرتعشتين ..... ولقيت الرد الاخير بواسطه " عاشق الاس " ....... ذهبت مسرعه الى غرفه رسيل وهي تكاد تطير من الفرحه ..... كانت رسيل نائمه ..... اخذت تهزها بقوه...

اسل : باسل حي .... حي .... لم يمت .... باسل حي ..... رأيته في قائمة المتصلين .... لم يتركني .. باسل حي .. هيا استيقظي باسل حي .. رسيل ... بـ.. باسل لم يتركني .. عاد ... عاد ... رأيته ... ورأيت رده .. باسل حي ..
استيقظت رسيل فزعه: ماذا تقولين .... هل اصابك شيء

لم تجاوب اسيل على سؤالها وسحبتها بيدها متجهه نحو غرفتها ........ كانت تتنفس بسرعه ..... لم تنطق باي كلمه .. فالصدمة الجمت لسانها ... واخذت تشير الى قائمة المتصلين .....
رسيل وهي مندهشه : هذا يعني ان باسل حي ......
اسيل : ساسجل الان .... رسيل اذهبي واحضري الدفتر الذي اهداني اياه اياد ...
رسيل : لماذا ...
اسيل : رسيل ارجوك بسرعه ...

احظرت رسيل لها الدفتر وسجلت باسم ^_^ الجنيه الزرقاء ^_^ ووضعت في مكان التوقيع القصيدة التي كتبها باسل في الدفتر ..... وردت على قصيدته التي تقول

لان هواك هو المستحيل :::: فليلي طويل وحملي ثقيل
وأعجب كيف أًصر حبيبي ::: على الموت فيك ولا استقيل
يحاول ترويض ظلمك صمتي ::: وينتظر العذل صبري الجميل
وبعد الهدوء تجود بحزن ::: فـأنت ببسمة ثغر بخيل
هواك المحال ولكن قلب ::: الى قهر كل محال يميل
سأبقى لعهدي القديم وفيا ::: ولو ان عهدي القديم قتيل
وحين يطل القطار الاخير ::: ويصبح طوق النجاة الرحيل
سأرفض ان استقل القطار :: فما لي الا عتق نفسي سبيل
انا لك طول الحياة وعمري ::: بجبك يا بعد عمري طويل
يهون عذاب هواك حبيبي ::: لان عذاب الجحيم البديل
أحبك يا جرح امسي ويومي ::: وهذا دمي في حروفي يسيل
لئن كان شعري اليك غناء ::: فان غنائي الحزين عويل
اتسمع اهة قلبي طروبا ::: وانت الحبيب وانت الخليل
وتطلب للحب مني دليلا ::: وهل بعد اهة قلبي دليل
احبك حتى انتهاء الزمان :: واقسم ليس لحبي مثيل *



.... واخذت تنتظر...... وتنتظر ...
رسيل : انت ماذا تنتظرين...
اسيل : سانتظره يرد على ردي ...
رسيل : لكن من المحتمل الا يرد عليك الان ...
اسيل : لا اعلم سا ....

وقبل ان تكمل حديثها

اسيل : انظري لقد وصلتني رساله خاصه .... لابد ان تكون منه
فتحت الرساله وكان فيها

لو سمحت يا اختي
اولا اريد ان اشكرك على تعليقك على القصيده .... ويشرفني ان تكون اول مشاركاتك في هذا المنتدى من خلال قصيدتي ..... واريد ان اسألك سؤال .... وارجو منك الا سراع في الرد ..... القصيده التي في توقيعك من اين نقلتيها

اخوك عاشق الاس

اسيل : رسيل باسل .... باسل حي .... الحمد لك يا رب
رسيل : ماذا ستفعلين الان
اسيل : سارسل له رساله بالطبع

كتبت في الرساله

العفو عاشق الاس
انا لم ارد على القصيده الا لانها تستحق ان ابين اعجابي بها .... وعموما جميع قصائدك رائعه .... وأما عن القصيده التي في توقيعي انا لم انقلها من أي مكان .... فهي من تأليفي ......
تحياتي ^_^ الجنيه الزرقاء ^_^

رسيل : لِمَ قلت له انك من ألف القصيده ....مع انك لا تنظمين الشعر ..... ولِمَ سألك عن القصيده بالذات .....
اسيل : لانه هو من الف القصيده .... واردت التأكد من انه باسل
رسيل : وكيف وصلتك الى دفترك ...
اسيل : هذه قصه طويله .... سأخبرك عنها لاحقا

وصلتها رساله خاصه جديده

اختي ارجو منك ان تعذريني عما سأقول
لكنك كاذبه .... فهذه القصيده من تأليفي .... ولا اعتقد ان يكون هناك توارد خواطر بين شخصين الى هذه الدرجة ..... ولا يعرفها الا شخصين مقربين الي جدا .... انا اريد ان اعرف من اين لك القصيده .....
اخوك
عاشق الآس

أرسلت له

عاشق الاس .... او بالاصح باسل .... اعلم ان القصيده هي من تأليفك .... اريد ان اقول لك شيئا .....الهروب لا ينفع ..... واجه مشاكلك بقوة وصمود ..... قاوم جميع المصاعب لتحقيق احلامك .... لا تتنازل عمن تحب بسهوله ...... الى متى ستظل مختفي ..... مرت ثلاث ايام العزاء الذي اقيم على شرفك .... عد الى اهلك فالجميع يحبك .... وينتظر عودتك .... واعلم ان قصيدتك التي ارسلتها مع فهد .... وصلت لمن تريد .... عد وقاوم من اجل حبك
.... باسل عد غدا صباحا .... واعلن انك حي .... والا ساتكفل انا في نشر هذا الخبر ..... واعلم ان من تحب تبادلك الشعور


^_^ الجنــــ آس ــــــية الزرقاء ^_^

رسيل : ماهذا الكلام الذي سترسلين .... أنسيت انك زوجة عصام الان ...
لكن اسيل أرسلت الرساله قبل ان تكمل رسيل كلامها
اسيل : لن اصبح زوجه لعصام افهمت ... ولا تقولي هذا الكلام مرة اخرى
رسيل : انا لست مسؤله عما فعلتِ .... وليس لي علاقه بكل ما حدث.... وانا المخطئة التي احظرت لك الموقع ......
اسيل : لا تعتقدي اني ساضيع الفرصه مره اخرى ... باسل سيكون لي افهمتي ... لي انا ... وعصام هذا سأريكم ماذا سافعل به.............
يتــــــــــــــــــبع...... .. .


** الزهرة الثالثة عشرة **
خلف احد اجهزت الحاسوب في احد مقاهي الانترنت كان هناك شخص قد ملك الدنيا اجمع ..... توقف الزمن عند هذه الكلمات " واعلم ان من تحب تبادلك الشعور" يشعر انه في دنيا مفرغه يتردد فيها صدى اهذه الكلمات ... قام عن الكرسي ثم جلس واعاد هذه الحركه مرات متتاليه شخصت اليه الابصار .... والقيت على مسمعيه بعض الكلمات .... ما باله قد جن .... اللهم ثبت العقل والدين ...... يبدوا ان في الموضوع سر .... لكنه لم يعبه باي كلمه مما يقولون او بالاصح لم يسمع أي شيء مما قيل ... خرج من المقهى .... سار على قدميه الى الفندق الذي يسكن فيه .... يريد ان يعيش احلى لحظات حياته لوحده ... وصل الى الفندق ... القى نفسه على السرير وأصبحت الكوابيس احلام ... تحول لون الدنيا من أسود إلى وردي .. طغى التفائل على اليائس ...

اسيل تحبني .... تبادلني نفس الشعور .....وكلامها السابق ... أوه لايهم المهم انها تحبني ... لم التوقع في يوم ان اسمع منها هذا الكلام ....... ماذا افعل الان الساعه تشير الى الثالثة صباحا ... اذا ذهبت سيرا على الاقدام الى المنزل ساصل خلال ساعه قبل ارتفاع الاذان بقليل ... لم يكن لديه اغراض في الغرفه... سوى قميصين جديدين أبتاعهم .. جمع اغراضه وخرج من الغرفه ... سلم الغرفه الى المسؤلين واتجه نحو الفلا سيرا على الاقدام وانقلبت فرحته الى خوف ...


ماذا ساقول لهم الان ... وبأي طريقه سيتفهمون الوضع ... كيف سأواجه ثورة الغضب التي ساقابلها ... امي وابي من الفرحه سيتجاهلون الامر ... لكن اياد ماذا سافعل معه ... سيقيم الدنيا ولا يقعدها ... هو الاعصار الذي ساقابله ... لكن له الحق في كل ما سيفعل ... ساغضب منه لو فعل ما فعلت .... سأقول لهم ما حدث وما سيحصل يحصل .....لِمَ اشغل نفسي بالتفكير و ما كتبه الله سيحدث....

.
.

كانت أسيل في هذه الاثناء في شرفة غرفتها المطله على فلا زياد ... تراقب شروق الشمس... وتقرأ قصه تضيع بها الوقت ...تريد ان تسابق الزمن من اجل ان ترى باسل وهو يعود الى المنزل .... تريد ان تكون اول من يرى باسل .... كانت الدنيا لا تسعها من شدة الفرحه ...... من ستسعه الفرحه وهو يعلم ان حبيبه الذي يحبه من سنوات يبادله نفس الشعور ... وأنه حي لم يمت ... كانت الشمس تصارع ظلمة الليل كانت هناك معركه عنيفه قائمه بين الطرفين ... الليل يريد البقاء والشمس تريد الشروق واعلان ميلاد يوم جديد ... كانت هذه المعركه تتكرر كل يوم لكن هذه المرة الاولى التي تشهدها أسيل .... ارتفع صياح ديك معلنا ان الفجر يوشك على البزوغ ... اجبرت أسيل نظرها للعوده إلى القصه ... للقصه التي لا تعلم ما بها ... تقرأ كلماتها بنظرها فقط لكن عقلها يدور حول تلك اللحظه .... حول عوده باسل كيف ستكون مشاعر الجميع .... كيف ستكون ردة فعلهم .... كيف .. لكن افكارها توقفت عند تلك اللحظه التي رأت فيها باسل يدخل الى حديقة المنزل ... وقف قليلا على باب الحديقه ... القى نظره على الفلا... اخذي يدير بصره بين الشرف المطله على الحديقه ..... لا يعرف أي واحده منهم لغرفة أسيل... لكنه كان مبتسم وهو ينقل بصره من شرفه لاخرى ... ابتسم لإيقانه انها تراقبه من منبرها العالي وانها تنتظر عودته ...

أسيل : يا الله كم ابتسامته ساحره ..أهُنّا عليك يا باسل ...

كان قلبها ينبض بشده والابتسامه بلا شعور منها ارتسمت على محياها ... القت القصه من يدها ... وهتفت بصوت خافت ... أحبك ... والله العظيم أحبك ...

لكنها لم تسترسل في افكارها أكثر .. ذهبت مسرعه الى غرفة اياد... لم تجده نائم كما كانت تعتقد... وجدته فارغ من الصلاه رافع يديه ...خافضا بصره ... يناجي ربه ...

إياد : يا رحمن يا رحيم اغفر له... وارحمه ...وادخله في فسيح جناتك ...يا رحمن يا رحيم لم تجعل له مثوى في الدنيا فجعل مثواة الجنه ....
يارب...
أسيل : يارب لك الحمد والثناء على عودة باسل سالم من كل مكروه ...

انتفض اياد من مكانه وهو ينظر باتجاه مصدر الصوت ... كانت عينيه تدل بكل وضوح انها منذ قليل سكبت الدموع ... لم يكن مصدق ما تقول اخته ...
اياد : انت بماذا تهذين ...
أسيل : إياد لقد عاد باسل .... لقد كنت في شرفة غرفتي قبل قليل ورأيت باسل في الحديقه

لم ينتظرها إياد ان تكمل كلامها .. واندفع مسرعا نحو الحديقه ....
عادت أسيل الى شرفتها وهي تريد ان ترى لحظات اللقاء... ومن حسن حظها ان باسل لم يدخل الى منزله الى الان ... وفجأه ظهر أياد في الصوره ... فتح له باسل يديه ليعانقه ... لكن لكمه قويه من اياد على وجهه افقدته توازنه فسقط على الارض ... لم يتوقف اياد عند هذا الحد .... فانقض عليه يضربه بكل قوته ... حاول باسل ان يتفلت من يديه لكنه لم يستطع ... وبعد برهه بسيطه من العراك ... ترك اياد باسل وهو في شدة الغضب ... وبدأ الدم ينزف من انف باسل ...

باسل : الن تقول لي الحمد لله على السلامه ...
اياد : مثلك لا يستحق ان نفرح بعودته ...
باسل : هذا ما كنت خائف منه ردة فعلك وغضبك ...
إياد : غضبي هل يهمك احد انت ... لم اتوقع انك اناني ونذل لهذه الدرجه ...
باسل :اياد مهما كانت شدة غضبك انا لا اسمح لك ان تكلمني بهذه الطريقه...
اياد: ومن انت لتسمح لي او لا .... شخص يتصرف بتصرفاتك الطفوليه ماذا نفعل له ... لم يهموك امك وابيك ومن يحبوك ... ذهبت واوهمتنا بانك ميت ... ماذا فعلنا بك لتجازينا بهذه الطريقه ... لم اكن اتوقع ان تتصرف بهذه التصرفات الرعناء..
باسل : دعني اشرح لك الامر ..
اياد : ماذا تشرح ... وأي شيء ستقول ... لا يوجد أي سبب في الدنيا يخول لك ما فعلت بنا ... انت انسان حقير تستحق الموت فعلا ...
باسل : اياد ارجوك اسمعني ... انا لم امثل على احد لقد كدت ان اموت فعلا لولا ان الله انقذني ... هبت رياح عاتيه ... لم استطع التحكم في القارب .... اتجهه القارب نحو صخره ... حاولت ان اغير مساره ولم استطع ... اصطدم القارب بالصخره ... تحطم ... حاولت التمسك باخر امل بقي لي في الحياة ... تشبثت في الصخره بحدود النصف ساعه ... لكن في النهاية كانت الامواج اقوى مني ... خارت قواي ... وبدات اصابعي ترتخي ... وتفك قبضتها عن الصخره .... بدأت اصارع الموج بما املك خبره في السباحه ... كنت اغوص تاره ... واطفوا تارة اخرى ... لكن الموج كان الغالب في النهايه ... وبدات اغرق ... لا اعلم بعدها بما حدث .... استيقظت وانا على الشاطي وبالقرب مني شحص يدعى عبد الكريم ... قال لي انه وجد الموج يتلاعب بي مثلما يشاء .... وانه بصعوبه بالغه خلصني من الموج .... كان الوقت فجرا وانا على الشاطي ... كانت الدنيا سوداء في عيني .. لا اعلم ماذا افعل ... طلبت من عبد الكريم ان يوصلني الى المدينه .... واستأجرت فندق الى ان تهدا اعصابي ... اعطيت عبد الكريم رقمك وطلبت منه ان يخبركم اني بخير .. لم تكن في حاله تسمح لي بالحديث معكم او لقائكم ... ولم اعتقد انكم ستأخذون في العزاء ... وعندما علمت انكم تعتقدون اني مت عدت ...
إياد : لم يتصل بي احد لا عبد الكريم ولا غيره .. لكن كيف عرفت اننا اخذنا فيك العزاء ....
باسل : قابلت احد اصدقائي صدفه ...وقال لي انكم تعتقدون اني ميت وانه حظر عزائي ...
إياد وهو يعانق باسل : عندما تغرق مره اخرى عد الى المزرعه تلقائينا ... ولا تطلب من غيرك ان يتصل بدلا عنك ... فانا لا استطيع العيش من دونك ... صدقني فانت اغلى ما املك ....
باسل : لن ابحر مره اخرى فليس هناك داعي لذلك...
إياد وهو ينظر الى الكدمات التي تسبب فيها لباسل : هل ألمتك ...
باسل : قليلا ... والان سأذهب الى والديّ ...
اياد : ساذهب معك ....
باسل : لا تتصرف كالاطفال ... ميسون في البيت ...
إياد : حسنا سأنتظرك هنا الى ان تعود .... لا تتأخر كثيرا في الداخل
.
.


كانت أسيل في شرفتها تكاد تموت من الغيظ ...

ماذا يقولون.... وما الذي قاله باسل ليتحول اياد 180 درجه .. ومن شدة غضبها ضربت بيدها اليمنى على طرف الشرفه .... وصدرت منها صرخه عاليه شقت رداء الصمت المخيم على المكان ... ارتفعت اليها ابصار اياد ... حمدت ربها كثيرا ان باسل دخل الفلا ... كانت يدها تؤلمها بشدة ... مازال الجرح الذي احدثته في يدها يؤلمها ... وكل يوم يزداد المه ... لكنها لم تعره أي اهتمام وهي في المصيبه التي حدثت .... ومن شدة المها بدأت دموعها تتساقط ... ومع تساقط دموعاها كان اياد قد واجهه شرفتها وفي عيونه الف سؤال وسؤال

إياد وهو يرفع صوته بكل ما يستطيع : ماذا بك اسوووووووووله .... ما الذي يؤلمك ....
أسيل : لا شيء.... لا شيء...
إياد : إذاًََ لِمَ هذه الصرخة والدموع ...
أسيل : أريد ان اعرف مكانتي لديك ..
إياد : هيا انزلي اريد ان اقول لك شيء..
أسيل : من المحتمل ان يخرج باسل من المنزل في أي لحظه ...
اياد : لا تتهربي هيا تعالي ...
أسيل : حسنا ...

نزلت أسيل الى الحديقة وهيا لا تستطيع مقاومة الالم الذي تشعر به
.... اتجهت نحو إياد..

أسيل : نعم ماذا تريد...
أياد : أسيل ما الذي يؤمك ...
أسيل : لا شيء ...
إياد : مابها يدك ... ومنذ متى وهذا الضمادة ملفوفه حولها ..
أسيل : الان انتبهت ... لها خمسة ايام وهي على هذه الحال ...
اياد : الظروف لم تدع لي مجال لانتبه ...
أسيل : دوما تلقي اخطائك على الظروف ...
اياد: لا تحاولي ان تتهربي من الموضوع ... ما الذي حدث لك ..
أسيل : لا شيء ... كل ما في الامر ان المرآه كُسرت .. ودخل بعض الزجاج في يدي ..
إياد : ذهبت إلى الطبيب ...
أسيل : لا .... الجرح بسيط ...
إياد : ولِمَ لم تطلبي مني ان اذهب بك الى الطبيب ...
أسيل : لأن الجرح بسيط ... والان قل لي ما الذي قاله لك باسل وهدئ ثورة غضبك ..
إياد : دعيني اذهب بك الى الطبيب أولا ومن ثم اخبرك بكل ما حدث..
أسيل : انا لا احب الاطباء وكلها يوم اويومين وسيلتئم الجرح .. لا تشغل نفسك ...
إياد : لا تحبين الاطباء... وهل عصام من ضمن من لا تحبين ..
أسيل وقد ارتسمت على وجهها علامات الغضب : لا تغير الموضوع وقل لي ماذا قال لك باسل ... ولٍمَ أوهمنا انه ميت ...
اياد : حسنا ... الحكاية وبكل اختصار ... ان باسل تعرض الى موت محقق ...لكن الله كان به رحيم ... هذه الحكاية من البداية الى النهايه
أسيل : نصف ساعه وهو يتحدث معك وفي النهاية تقول لي ان هذا هو كل مادار بينكم ...
إياد : ما دار بيننا شيء خاص ولا يصلح ان تعرفيه ...
أسيل : حبيبي اياد قل لي ما حدث بالتفصيل الممل ... ولماذا ضربته
إياد : من اين لك كل هذه المعلومات ... يبدوا انك لم تتركي عادتك ... كم مرة قلت لك من راقب الناس مات هما ...
أسيل : إيــــــــاد ... أتركنا من نصائحك وقل لي ماذا حدث ...أرجوك ...
إياد : لن اقول لك أي شيء هيا عودي الى المنزل...
أسيل : إياد لم اعهد عليك بخلا ....انا أسووووووووله هل ستردني خائبة ...
إياد : لن اقول لك أي شيء ... ومهما فعلت لن اقول شيء...

وفي هذه الاثناء ارتفع صوت الاذان معلنا ميلاد يوم جديد

إياد : هيا عودي الى المنزل .. باسل وعمي سيخرجون بعد قليل ليذهبوا الى المسجد ...

في هذه الاثناء كان باسل في الصاله ينتظر استيقاظ والديه ... عندما دخل الى المنزل وجد الجميع نيام فلم يحب ان يوقظهم وعندما اراد العوده الى اياد ... وجد أسيل معه... فعاد الى ادراجه بعد ان اكتحلت عيناه برؤية أسيل... وعندما سمع صوت الاذان ذهب الى غرفة والديه وطرق الباب وما ان طرق الباب حتى عاد اليه صوت والدته
ام باسل : ادخلي يا ميسون ..

كان واضح على صوت امه التعب والارهاق والحزن ... تردد باسل كثيرا قبل ان يدخل ... فتح الباب قليلا وهو خائف من ردة فعل والديه ...

أم باسل : ميسون ادخلي لِمَ تقفين خلف الباب ...
باسل : احم احم ...

كان هذا كل ما استطاع باسل التفوه به
أم باسل وهي تبكي : ميسون لا تقلدي صوت اخيك ... فما بي يكفيني ... وسخافاتك هذه ليس لها أي معنى ..
فتح باسل الباب وهو يقول : أمي لقد عدت
انهمر سيل جارف من عينيها وتجبست قدميها اقترب منها باسل الى ان اصبح مواجه لها .... وضعت يديها على وجهه واخذت تمررها على باقي جسمه ... تريد ان تتاكد ان ما امامها جسد وليس الطيف الذي يمر عليها منذ ان مات باسل ..
جمعت الحروف بصعوبة وهي تقول : هل ... هل انت ... باسل ابني
باسل : نعم باسل ابنك الذي طالما ايقظك لصلاة الفجر ..وها هو الان يوقظك ...
عانقت ابنها واطلقت لدموعها العنان ....بقي باسل بين يديها فتره ثم ابعدها عنه لينظر الى وجهها الحنون ...ندم على كل ما فعل رغم أنه لم يكن يعرف انهم فقدوا الامل برجوعه .. احس بعظم غلطته وانه من المفترض ان لا يتكل على غيره .. لكن الندم لا يفيد الان ...

باسل : امي لا داعي للبكاء ... هل ابي نائم ...
أم باسل : ابوك في الغرفة نائم .... ساذهب لايقاظه ...

كان باسل وامه في الصاله الملحقه بغرفة نوم والديه ...

باسل : لا سأوقظه انا ...

ذهب باسل الى الباب المؤدي الى غرفة نوم والده ...فتح الباب ووجد ابيه مستيقظ ... لكنه لا يزال مستلقي على السرير...

عندما رأى ابو باسل ابنه اغمض عينيه مرارا وتكرارا ليتحقق من صدق ما يرى ... اتجه باسل الى ابيه وطبع قبله على رأسه ..

ابو باسل : باسل هل هذا انت ام انني في حلم ...
باسل : لا انا باسل ابنك ...
ابو باسل وهو يعانق ابنه : اين كنت لقد كنت اعتقد انك مت ... هل طاوعك ...
باسل مقاطع ابيه : لا داعي للعتاب يا ابي ... كل ما حدث كان رغم عني ...

وفي هذه الاثناء دخلت عليهم ام باسل
ام باسل : اترك باسل في شئنه ....باسل حبيبي تعال واجلس بقربي ...
أبو باسل : لِمَ لا اعاتبه ... الم يخطي في حق الجميع ...
ام باسل : اسمع ما عنده اولا... الم يقل لك ان كل ما حدث كان رغم عنه ...
ابو باسل : هيا قل ما عندك ...
باسل : ليس الان بعد ان نعود من الصلاة ... فلقد اقتربت اقامة الصلاه والحكاية طويله تحتاج وقت ...
ام باسل : صلي هنا ... لا تذهب ...
باسل : ليس هناك أي عذر يبح لي ترك الجماعة .... كلها نصف ساعه واعود بإذن الله والان عن اذنكم اريد تبديل ملابسي ...
ابو باسل : بارك الله فيك يا بني ... هكذا اريدك دوما محافظ على الصلاه ...

ذهب باسل الى غرفته ومر في طريقه على غرفة ميسون ... فلم يستطع مقاومة رغبته في رؤية ميسون .... طرق الباب وما من مجيب ... كالعادة لا يوقظ ميسون أي شيء ...فتح الباب وتوكل على الله قبل ان يخوظ المعركه ...
باسل : ميسون ... ميسون .... ميــــــــــــــــــسون
ولا من مجيب ...
ذهب الى المنبه وضبطه على الساعه الرابعه وخمسين دقيقه .... وضع المنبه على طاوله خشبيه بعيده قليلا عن ميسون ... وبعد ثواني قليله ارتفع صوت المنبه ... ولا من مجيب ايضا ... ذهب الى غرفته واحظر منبه ووضعه بالقرب من المنبه الاخر التحم صوت المنبهين لكن ميسون هي ميسون لم تستيقظ .....

باسل : لم يبقى لي سوى الخطه الاخيرة ... عذرا ميسون

ذهب الى كوب الماء الموضوع بالقرب من رأسها ونثر على وجهها قطرات من الماء ..واخيرا بدأت ميسون تتملل في رقادها لكنها لم تستيقظ بعد ....فلم يجد بدا من سكب كوب الماء بالكامل على وجهها
وكمن لدغته حيه هبت ميسون من نومها فزعه ...

ميسن : بسم الله الرحمن الرحيم ...

وعندما رأت باسل امامها قفزت بكل قوتها الى حضنه وهي تبكي ....

ميسون : الم تمت انت ... متى عدت ... أرجوك قل لي اني لا احلم ... وانك حي ...باسل ارجوك لا تتركنا مرة اخرى انا لا استطيع العيش من دونك.. باسل ارجوك ...
باسل : ميسون لِمَ البكاء... هيا قومي صلي .. وانا سأذهب الى المسجد لم يبقى لي متسع من الوقت ...
ميسون وهي تتشبث به : لا لن تذهب الى أي مكان ... ستبقى معي
باسل : هكذا يكون شكرك لله لانه اعادني اليكم سالم ...
ميسون : اذهب لكن عد مباشره بعد الصلاه ...
باسل وهو يضحك : اذا استطعت التفلت من بين يدي إياد سأعود الى البيت مباشرة ...
.
.

ذهبوا الى المسجد وصلوا ... وعندما انتهوا من الصلاة التف الجيران حول باسل ... وعلامات التعجب مرتسمه على وجوههم فبالامس فقط انتهي العزاء واليوم يرونه امامهم ...
مرت حوالي الساعه الى ان وصلوا الى المنزل ...

وكانت الصدمه مرتسمه على وجوههم جميعا .... فالعائله الكريمه مجتمعه كلها بدون استثناء ...

اول من سلم على باسل كان محمد .. ومن ثم سلموا عليه ابناء أخواله ... وعندما وصل الى خاله عبد الرحمن " أبو خالد " كانت الصدمة .. رفض ان يسلم عليه ...حاوله معه لكن لم يستطيع ان يثنيه ... أراد ان يسلم على رأسه لكنه تمنع ...

ابو خالد : هل تعتقد اني أتيت فرحة بعودتك ... ليكن في علمك اني اتيت لاقول لك .. كنت في يوم من الايام اعتقد انك رجلا بمعنى الكلمة لكن اليوم اثبت لي انك لست برجل ...

قال هذه الكلمات وخرج من المنزل ... حاول باسل ان يلحق به لكنه لم يستطع ... عاد الى المجلس خائبا ...
ابو احمد : لا تغضب يا بني خالك لم يكن يقصد ...
عصام : بل يقصد فما فعله باسل ليس بالشيء القليل ...
ابو زياد : عصااااااااااااااام ...
عصام : حسنا.. انا ذاهب الان بعد قليل سيبدأ الدوام ...مع السلامة ...
محمد بصوت خافض : ولم يكلف نفسه ان يبقى معنا في فرحة مثل هذه ...
فيصل : اصمت لا يسمعك احد ....
محمد : الم اقل الحق ...
خالد : في ماذا تتحدثون ...
محمد :لا شيء ...
احمد : ابي اريد ان اتزوج لقد مللت من الانتظار ..
ابو احمد : اذهب الى عمك وقل له هذا الكلام ...
فيصل : احمد دعنا نتزوج في ليلة واحده ...
محمد : فيصل تريد ان تتزوج ... ولماذا لم تخبرني من قبل ... ولماذا لا تنتظرني ....
خالد : توظف انت اولا ...
فيصل : الوظيفة مضمونه اليس كذلك عمي محمد " ابو زياد "
ابو زياد : طبعا مضمونه اذا لم اوظفك عندي اوظف من ...




.
.

عند النساء كانت مشاعر الفرحه طاغيه على الوجوه الجميع بلا استثناء كان الكل مبتسم ويضحك على اتفه الاسباب .... وكان بطل الجلسة باسل ... كل الحديث منصب فيه ... كان النساء بجهه والفتيات بجهة اخرى لكن كان هناك شيء غريب .. أسيل نائمة فهي لم تنم منذ ان عرفت ان باسل حي وسارة صامته .. ويبدوا انها في عالم اخر رغم تلك الفرحه لكن في عيونها نظرة خوف ... هزتها رسيل بيدها ...

سارة : نعم ماذا تريدين...
رسيل : الى اين وصلتي ...
سارة : لم اصل الى أي مكان ... لكن اريد ان اسألكم سؤال ...
الجميع : تفضلي ...
سارة : اذا كنتم تعتقدون انكم تستطيعون انقاذ شخص ما .. ولستم متاكيدن من ان النتيجه ستكوب ايجابيه في صالح هذا الشخص ... ومحاولتكم هذه فيها خطر كبير عليكم ماذا تفعلون ... هل تنقذونه ام تدعونه يواجه مصيره ....
هند : يبدوا ان الموضوع خطير .. لا نستطيع ان نحكم عليه دون ان نعرف ابعاده ...
مها : كلام هند صحيح اخبرينا ما الموضوع ...
سارة : لا استطيع لانه لا يخصني ... يخص احدى صديقاتي وطلبت مني ان لا اخبر احدا ...
رسيل : اذا لا نستطيع مساعدتك ...لكن قولي لها ان كان احتمال ضرره اكثر من نفعه لا تحاول ...
لبنى : قولي لها تستخير ... وسيعينها الله ...
سارة : يبدوا ان هذا افضل حل ...

.
.

الساعة الرابعة والنصف عصرا



ذهبت أسيل الى حجرة والديها تريد ان تنفذ ما اعتزمت عليه ...اخذت تطرق الباب ....

ام زياد : تفضل
أسيل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... كيف حالكم يا اغلى واحلى اباء في الدنيا ...
ابو زياد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .... ماذا تريدين ...
أسيل : لا شيء لقد اشتقت اليكم ... فاتيت لتكتحل عيني برؤيتكم
أم زياد : بدون مقدمات ماذا تريدين ...
أسيل وهي تجلس بالقرب من والدها : أبي حياتي اريد ان اطلب منك طلب صغير جدااااااااااااااااااا جداا جدا
ابو زياد : قلت لك منذ البداية ادخلي في الموضوع بدون مقدمات .... ماذا تريدين....
أسيل : عدني ان تنفذه اولا ...
ابو زياد وهو يهز رأسه نافيا : لا لن أعدك بشيء .... قولي ما تريدين واذا كان بأستطاعتي ان انفذه لن ابخل عليك به ..
أسيل : انت تعلم ان هذه الاجازة لم نستمتع بها .... ونحن لا نستطيع ان نسافر لان ظروف عملك تحتم عليك البقاء في المدينة ... وانت لا تحب ان نسافر بدونك .. وما كنا نعتقده عن موت باسل داهم فرحة اجتماعنا في المزرعه ....
أم زياد: لِمَ هذه الخطبة العصماء .... غدا سنعود إلى المزرعه
أسيل وعلامات الخيبة مرتسمه على وجهها : انا لا اريد الذهاب الى المزرعه الان ... أريد شيء اخر ... اريد ان استمتع ... ان اخوض تجربه لم اخضها من قبل ...
أبو زياد : أسيل لقد اصبتي رأسي بالصداع قولي ماعندك...
أسيل : قبل ان اطلب منك طلبي تذكر اني اسووووووووله حبيبة قلبك ....
أبو زياد : حسنا سأتذكر أنك أسوووووووووووله ...وآس ... وريحانة قلبي .....لكن قولي لي ما عندك ...
أسيل : أريد .... أريد ....أريد ..... أن نخيم في الصحراء ... ولا اريدك ان تردني .. امي أرجوك لا تعارضي هذه المره .. ابي اول وأخر مره ذهبنا فيها الى الصحراء وانا في صف خامس ابتدائي .. دوما بنات اعمامي وصديقاتي يحكون لي عن التخيم.... وكيف هو جميل ..... أرجوك ياأمي لا تعارضي هذه المره ...
أبو زياد : ههههههههههه كل هذه المقدمات من أجل التخييم ... حسنا سنخيم كم أسيل عندي ... لكن ساخبر أعمامك اليوم ... واذا وافق اعمامك سنذهب ... هل انت سعيده الان .....
أم زياد : قررتم وانتهيم وانا ليس لي رأي .....
أسيل : ومن قليل الذوق الذي يقول ذلك ... أنتِ الخير والبركه ...
أم زياد : سأوافق هذه المره ... لكن لا تزعجيني ... وتطلبين العوده ... ضعي نصب عينيك ان الغبار سيكون صديقك في التخييم ...
أسيل : انا ساطلب ا لعوده مستحيل ..... شكرا لكم يا اجمل واحلى ابوين في الدنيا ... عن اذنكم اتريدون مني شيء الان ....
ابو زياد : لا تفضلي في حفظ الله ...

ورن جوال أسيل وهي تطبع قبله على رأس ابيها .... نظرت الى الرقم انقلبت سحنتها ... تبدلت كل علامات الفرحه الى غضب ...
أبو زياد : من هذه التي منذ ان رأيت رقمها تغيرت سحنتك
أسيل : اه .. هذا عصام ...
أم زياد : ماذا بينك وبينه هذه الايام يبدو انك غاضبه منه ....
أسيل : ها ... لا تقلقي نحن على اتم وفاق عن اذنك ...

خرجت أسيل متجهه نحو الحديقه لم تعر اتصال عصام أي اهتمام ذهبت الى ارجوحتها حبيبة قلبها وجلست عليها ... وبدأت في التأرجح ... لكن عصام عاود الاتصال ..

ماذا يريد هذا الا يفهم بالطرق المحترمه اني لا اريد محادثته ...أف منه ...

أسيل : السلام عليكم
عصام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... كيف حالك
أسيل : متعبه قليلا ...
عصام : خير ما الذي يتعبك ..
أسيل سماع صوتك : لا شيء مجرد أرهاق ...
عصام : أسووووووووله قولي ما بك ربما استطيع مساعدتك ... أنسيت اني طبيب ..
أسيل بحده : قلت لا شيء كل ما بي أرهاق...
عصام بخبث : لقد سمعت أن باسل عاد ... وأنه حي هل هذا صحيح
أسيل : ولقد سمعت ا نك اتيت وباركت له على عودته ... و من المفترض انا من أسئلك هذا السؤال فهو ابن عمتك ...
عصام : أسووووووووووله لقد أشتقت اليك كثيرا ...
أسيل : ........
عصام : أسوووووووووووله هل من الممكن ان أزوركم اليوم ...
أسيل : لا داعي ان تسأل هذا السؤال فبيت ابي مفتوح للجميع وبدون استثناء ...
عصام : عزيزتي لِمَ تكلميني بهذه الحده...
أسيل :أسئل نفسك ...
عصام : أقسم بالله أني نادم على ما فعلت ... ولم اقصد ان اضربك ..... لكن انت من اجبرتني على فعل ذلك .... انا اسف ...
أسيل : وفي أي مكان اصرف أسفك هذا .... ما الذي يضمن لي انك لن تكرر فعلتك هذه ...
عصام : انا اضمن لك ذلك أعدك اني لن ارفع يدي عليك مره اخرى ....
أسيل : أسمح لي كلمتك لا تكفيني مادامت يدك طاوعتك ان تضربني في صباح يوم العقد ...في حياتي كلها لم اسمع بفتاة تضرب في صباح يوم العقد ...
عصام : أسيل لا استطيع التفاهم معك من خلال الهاتف اليوم بعد المغرب سأزوركم
أسيل : حسنا مع السلامه
عصام : مع الف الف سلامة يا حبي الغالي

أنهت المكالمه وهي في شدة الغضب

من يعتقد نفسه عصام هذا ... ومن انا في نظره ... هل يعتقد اني سهله لهذا الدرجه .. وان كلمة اعتذار تنهي الموضوع ... لم تعرفني يا عصام بعد .... قلت لك ستندم وانا الى الان عند كلمتي ستندم والذي خلقني ستندم ...

ذهبت أسيل الى غرفته رسيل وهي في شدة الغضب ووجدت رسيل ترتب ملابسها .. استلقت على السرير...
رسيل : السلام لله ...
أسيل والغضب واضح في كل حرف تنطقه : السلام عليكم
رسيل : وعليكم السلام ... لِمَ كل هذا الغضب ...
أسيل : عصام سيحظر بعد المغرب ..
رسيل وهي تجلس بالقرب من اختها : وما الذي فيها زوج سيحظر للقاء زوجته ...
أسيل وهي تصرخ : لم ولن اكون زوجه له الا تفهمين .... هذه المره الالف التي اقولها لك ....
رسيل : لِمَ لا تحاولين ان تبدأي صفحه جديده معه .... انسي باسل .... ولا تضعي باسل وعصام في مجال مقارنه ... فلكل منهم مميزات وعيوب ....
أسيل : انا ابدأ مع عصام صفحه جديده .... مستحيل ....
رسيل : قابليه فمن المحتمل ان يتغير رأئيك بعد أن تقابليه .....
أسيل : سأقابله لكن ليس حبا فيه .... لكي أبعد عني الشكوك ...فقد بدأت امي تحس بالتوتر الذي بيننا
رسيل: خوفا لا احبا إذا
أسيل : سخيفة..كدت ان انسى من اين لك موقع باسل ...
رسيل : الان تذكرتي .. كنت اتوقع سؤالك قبل الان ...
أسيل : الفرحه لم تدع لي مجال لتفكير ... لم تخبريني من اين حصلتي عليه ...
رسيل : من ميسون ... دخلت عليها وهي تتصفح الموقع ... فحفظت اسمه لكي اعطيكِ اياه ...

في هذه الاثناء دخل جهاد يلهث

جهاد : أسيل عصام في المجلس ...
أسيل : نعم ماذا يريد .... لقد قال انه سيحظر بعد المغرب ... الساعة الان الخامسة وعشرين دقيقة ... قل له يذهب وبعد المغرب يحظر ... او ينتظر الى بعد المغرب ... وعندها فقط سأنزل له ...

أستدار جهاد يريد الخروج

رسيل : انت... الى اين تريد الذهاب...
جهاد : سأقول لعصام ان اسيل لا تريد النزول له الان ...
رسيل : ما هذا الكلام الذي ستقوله له .... اسيل ستنزل له بعد قليل .... اذهب وقل له ذلك ...
أسيل : انا لن انزل له...
رسيل : بل ستنزلين ماذا ستقولين لامي اذا سئلتك ...
رسيل : حسنا ... لكن سيبقى جهاد معي الى ان يذهب عصام ... "واستدارت نحو جهاد " جهاد مهما طلب منك عصام الخروج لا تخرج افهمت ...
جهاد : حسنا ....
أٍسيل : اذاً هيا لنذهب اليه ..
رسيل : اتريدين ان تذهبي اليه بهذا الشكل ...
أسيل : وما به شكلي ..
رسيل : جمـــــــــــــــــيل جداااااااااااااااااا ..... أسيل ماذا دهاك ... بدلي ملابسك ... سرحي شعرك ... هل ستقابلينه بهذه الملابس
أسيل : وما بها ملابس ... نظيفه ... ودوما البسها ...
رسيل : أســــــــيل ....... هل هذه ملابس تقابلين بها زوجك .. اذهبي وارتدي ملابس اجمل ...
أسيل : اولا هذه المره الواحده بعد الالف التي اقول لك فيه ان عصام ليس زوجي .... ثانيا... ما دمت رضيت انا يراني ابي وامي واخوتي بها ... فساقابل عصام بها فليس افضل منهم .... ثالثا "" وبهمس "" انا قلت لك انه سيندم على ما فعله وانا عند كلمتي ...... جهاد هيا ... وكما قلت لك لا تخرج مهما حصل .....
رسيل : انت بهذه الطريقه تدمرين حياتك
أسيل : بالعكس سأؤدب من يحتاج الى تأديب...
قالت هذه الكلمات وهي خارجه من الغرفه

ذهبت أسيل الى المجلس .... ووجدت عصام يجول بنظره في انحاء المجلس ...مع ان هذه هي المره الثانية التي تقابله فيه بعد عقد قرانهم ... لكن الخجل والارتباك لم يعرفوا اليها طريقا ... لانها لا تكن له أي شعور .. بل تمقته وتزدريه ...
أسيل : السلام عليكم ...
عصام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
اتجهت أسيل نحو مقعد ليس ببعيد عن عصام .. وجلست وجلس جهاد بقربها ..
عصام : كيف حالك ...
أسيل : اعتقد اني قلت لك اني متعبه ..
عصام : احم جهاد هل من الممكن ان تخرج ..... اريد ان اكلم أسيل بموضوع ..
أسيل : جهاد لن يخرج سيبقى معي ...
عصام : انا لم ائتي الى هنا الا لكي احل الإشكال الذي حصل ... وبوجود جهاد لا استطيع ان اتحدث...
جهاد : تحدث كما تريد فانا لا ارى... لا اسمع ...لا اتتكلم ...
عصام : جهاد الا تريد السعادة لاختك ...
جهاد : طبعا اريد لاسوووووووووله السعادة ...
عصام : أذاً اخرج ...
جهاد وهو ينظر لاخته : اخرج ؟؟
أسيل : جهاد على ماذا اتفقنا ...

وفي هذه الاثناء دخلت ام زياد ...

ام زياد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
عصام : وعليكم السلام ... كيف حالك خالتي ..
أم زياد : بخير ... كيف حال امك ولبنى ..
عصام : بخير حال ..
ام زياد : جهاد انت ماذا تفعل هنا ..
جهاد : أممم ... لا شيء... أُآزر اختي ...

عصام وقد وجد ان الفرصه قد سنحت امامه : خالتي ..... اخرجي جهاد منذ ان حظرت وانا اطلب منه الخروج لكنه لم يسمع كلامي
ام زياد : جـــــــهاد .... هيا اخرج معي ...
أسيل : امي ..

لكن امها خرجت دون ان تعرها ادنى انتباه .. وخرج من بعدها جهاد ...وبقي في المجلس أسيل وعصام ...... قام عصام يريد الجلوس بقربها
أسيل : عصام الى اين ..
عصام : اريد ان اجلس هنا " واشار الى مقعد بالقرب منها "
قامت أسيل وجلست على مقعد بعيد عن المقعد الذي جلس عليه عصام ...
عصام : لِمَ غيرت مكانك ..
أسيل : لم يعجبني المكان .... احسست بالاختناق ... الاكسجين بدأ ينفد
عصام : أسيل لِمَ تكلميني بهذه الطريقه ...
أسيل : لِمَ الا تعجبك طريقتي بالحديث..
عصام : ومن تعجبه هذه الطريقه في الحديث..
أسيل : انا تعجبني هذه الطريقه
عصام : أسيل انسي ما حدث ...
أسيل : انسى ماذا ... انسى اول صفعة اتلقاها في حياتي .... انسى اول هدية اتلقاها منك ... انسى اول شخص ضربني ... انسى المناسبة السعيده ... انسى ماذا أو ماذا ...
عصام : انسي كل شيء وصدقيني ساعوضك عن كل ما فعلته معك ...
أسيل : وكيف اضمن صدق ما تقول ...
عصام : اقسم لك بالواحد الاحد لن اضربك بعد الان ....
أسيل : لو كنت ممسك باستار الكعبه وفي ليله السابع و العشرين من رمضان .... لن اصدق شيء مما تقول ...
عصام : أسيل لا تستفزيني ..
أسيل : لِمَ تغضب من الحقيقه ..
عصام : ماذا افعل لكي تقبلين اعتذاري ..
أسيل : لا تفعل أي شيء ... لاني لن اسامحك مهما حصل ..
عصام : اسوووووووووووله ارجوك..
أسيل : اسمي أسيل .... والى متى ستظل تريق كرامتك .... لا اعتقد ان الذل من شيمك ..
عصام : أسيل انا منذ ان اتيت وانا اكلمك باحترام ...
أسيل : لا ترفع صوتك ..
اقترب منها عصام والشرر يتطاير من عينيه : أسيل الى متى ستكلمينني بهذه الطريقه ..
أسيل : الى ان امل ... ولن اغير طريقتي في الحديث معك الا اذا احسست انك تستحق ذلك ..
عصام : أســـــــــــــــــيل ...
وكاد ان يصفعها لكن يدها حالت دون ذلك ...
أسيل : ااااااااااااااااااااااااا ااااا ااه ..
وبدأت دموعها تتساقط فقد أصابت يده يدها التي تؤلمها ..
ودخل إياد وجهاد المجلس بعد سماع صوت أسيل ..

إياد : ماذا حدث ..
عصام : لا شيء ..
جهاد : أسيل الجرح الذي في يدك بدأ ينزف ..
عصام : ارني يدك ..
قال هذه الكلمات وهو يمسك بيدها .... لكن أسيل سحبت يدها منه بقوه
أسيل : ابتعد عني ... لا تلمسني ..
عصام بعصبية : قلت لك اريني يدك ..

وبحركه سريعه امسك يدها ونزع الضماد ..

عصام بعصبية : ما هذا ..
أسيل : قلت لك ابتعد عني يا ..
وتجمدت الحروف على شفاهها عندما رأت الجرح



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:29 AM   #14

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


** الزهرة الرابعة عشرة **

عصام : إياد اذهب و جهز السيارة يجب ان نذهب الى المستشفى بسرعه ... وانت يا جهاد اذهب واحظر عباءة أسيل ... هيا بسرعه ...

" صدمت مما ارى ... الجرح شكله مقزز .. يبدو انه متعفن .. لما استطع النظر اليه اكثر .. اشحت ببصري عنه لكن صورته ما تزال مطبوعه في خيالي ... الدموع تجمعت في عيني .. فالالم في ازدياد .. قلبي ينبض بشده .. .والمنظر لا يبشر بخير ... اكاد اموت من شدة الخوف .. اخذت الخواطر تتوارد في ذهني سريعا من شدة الخوف لم اعي ما اقول ..

أسيل : ه .. هل .. ستقطع يدي ..

يبدو ان عصام صدم من سؤالي .. وابتسم ...

أسيل بعصبية : انا اسالك هل ستقطع يدي ...
عصام : لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام ...

احظر جهاد عباءتي ارتديتها على عجل ... وبسرعه اتجهنا نحو المستشفى .. كان إياد من يقود السيارة .. كانت سرعة تتجاوز المئة والعشرين ... وبجانبه عصام يفكر لا اعلم بماذا .. وفي الخلف انا وجهاد .. كان جهاد ممسكا بيدي اليسرى محاولة منه لتهدئتي اما انا فقد كنت في عالم اخر .. كان يدور في مخيلتي شكل الجرح ... كان لونه مائل الى الخضرة وبعض من الحم بارز يشبه كثيرا فوهة البركان لكن على نمط مصغر .. احسست بالغثيان .. حاولت ان ابعد هذا المنظر عن فكري فلم استطيع ... احس جهاد بدموعي فشد على قبضة يدي ... كان الهدوء محيم على المكان وهو ما زاد حدة خوفي ..... لكن مسحت دموعي عندما رايت مبنى المستشفى .... اوقف إياد السيارة .. نزل عصام مسرعا ونزلت انا خائفة ... فلكم اكره المستشفيات .... نزل جهاد وامسك بيدي ... وسرنا خلف عصام ... فهو اعلم بطرق هذه المستشفى ... فهنا يعمل ....دخلنا الى الطوارئ ... كان هناك الكثير من المرضى ... اخذت انظر الى موقع قدمي ... فلا اريد انا ارى ما يزيدني رهبه ...

عصام : ابقوا هنا دقائق وسأعود ...
إياد : حسنا ...

كان المكان مخيف ... هذا يصرخ... وتلك تبكي ... وممرض يعدو .. شعرت برعب كبير ... فانا اكره المستشفيات والاطباء ... اشعر بخوف كبير منهم .. احسست ان يدي تتقطع .. والدم ينزف .. .ليس بتلك الكثره ... لكن الدم يشعرني بالدوار ... واخيرا اتى عصام ومعه احد الاطباء وممرضه ...
عصام : تعالوا الى هنا ...

دخلنا الى احدى الغرف تمددت على السرير الابيض مددت يدي واشحت ببصري الى الاتجاه الاخر .. التقت عيني بعينين إياد ..فمددت له يدي مطالبه حمايته ... اقترب مني وبكل قوة تشبثت بيده ... كان الطبيب يكلم عصام بصوت خافت ... لم اسمع ما يدور بينهم ... كل ما سمعته ان الجرح يحتاج الى تنظيف ويحتاج الى تسع غرز ... عندما سمعت هذا الكلام ... انتفضت كالملدوغة ... سحبت يدي بسرعة واختبأت خلف إياد ..
أسيل : إياد هيا لنذهب الى البيت يدي بخير ...
استدار إياد نحوها وهو يقول : نعم ..
أسيل : إياد ارجوك لا اريدهم ان يخيطوا يدي ارجوك ...
إياد : لن يستغرق الوقت اكثر من دقائق معدوده .. لن تشعري بشيء صدقيني ...
جهاد : هيا أسيل هذا لا يؤلم كثيرا ...

أحسست ان الجميع ضدي ... فعدت الى مكاني مسيرة لا مخيره ... ومددت يدي مرة اخرى لكن الطامه ان الطبيب بدى بتنظيف يدي من دون مخدر .. حاولت ان اسحب يدي لكت عصام والممرضه ممسكين بها بقوه ...

أسيل وهي تبكي : اتركوا يدي .. دعوني ... إياد ارجوك الالم لا يطاق قل لهم يخدروني .. ارجوك .. جهاد ارجوك .. عصام .ارجوك خدر يدي لا استطيع ان اتحمل .. ارجوكم ...

لكن لم يستجب احد لرجائي ... خرج حهاد من الحجرة فلم يستطع ان يتحمل الوضع ... وعضضت على شفاهي الى ان احسست بطعم الدم في فمي ... وضعت يدي اليسرى في فمي وعضضت الى ان كاد يتمزق لحم يدي ... اخرجت يدي و اخذت احركها الى اعلى واسفل بسرعه لعل الالم يخف .. لكن ما من فائدة ... اخذ صراخي يعلو ويعلو دموعي تنسكب على وجهي وتلامس شفاهي المجروحه فيزيد الالم ...

أسيل : إياد ارجوك ساعدني .. ارجوك ...
لم يكن بيده أي شيء .. فادخل يده تحت النقاب ووضعها في فمي لكي أعضها ... فلم اتردد لحظه واحده فالام يزداد ... يبدو اني كنت شرسه فعلامات الالم على وجهه واضحه وان كان يحاول ان يخفيها .. لكني لم احتم فالمي لا يطاق ... وبعد دقيقتين انتهى الطبيب من تنظيف الجرح وبدأ في خياط يدي وكان هذا اخر ما شعرت به ....
.
.

كان باسل يتمشى في الطرقات على غير هدى ... الغضب واضح من عينيه ... فقبل قليل خرجت اسيل مع عصام امام ناظرية ... كاد يجن ... رغم ان طريقة خروجهم تنبأ بان في الامر شيء ... فهم لم يروه حتى ... ولم يردوا عليه السلام .. حتى اياد لم ينتبه له ... لكن رغم هذا ليس له قدره على تقبل خروجهم سويا ..

دوما هي سبب غضبي وانفعالي ... وانا الغبي الذي اخاف على مشاعرها واحاسيسها ... الى متى استطيع تحمل هذا الوضع الطرق امامي مسدود ... لا يوجد بصيص من الامل .. عصام واصبح زوجها ... وان كانت تحبني ...

ارتسمت على وجهه ابتسامه واخذ يكررها بصوت خفيض ... " تحبني "
لكن لم تدم ابتسامته الا ثواني معدودة ... فطيف عصام غزى مخيلته ... قذف حجرة بقدمة وتساند على احد الجدران .. تخللت اصابعه شعره ... وزفر زفرة قويه ...

" لماذا انا دائما هكذا كل ما احبه لا احصل عليه ... دوما الظروف ضدي .... الى متى سأصبر ... وكيف ستخرج من هذه الدوامه .. كل شيء الان بيد عصام .. هل يا ترى سيوافق على تركها ... "

.
.

ارتسمت ابتسامه على مخيلتها عندما تذكرت موقفها معه ... لكن سرعان ما تلاشت هذه الابتسامه ...

" يجب ان انساه ... انا لا احب فيصل .. اين انا واين الحب .. لست مغفله لهذه الدرجه ... ولن القي نفسي بيدي في دوامته .. لست مثل أسيل ...ومن اين اعرفه لكي احبه .. اعجبني شكله ربما ... لكن ان احبه من نظره واحده هذا محال ... الحب لا يعرف اعراف او قوانين ... الحب ياتي من الاحتكاك والتعامل ... واما ماسواها فهي اوهام الحب ... ان لااااااااااااااا احب فيصل ... ولا افكر فيه ولا يعني لي شيء .. انا لااا احبه "

.
.

الساعة السابعه مساء في منزل ابو خالد ...

كان ابو خالد ومشعل وفيصل في المجلس ...

باسل : خالي ارجوك ...
ابو خالد : لا تترجاني .. هل هانت عليك امك .. تختفي عنها هكذا فجأه وتجعلها تعيش بخوف وقلق ...
باسل : لم اكن اعرف ان عبد الكريم لم يخبركم ...
ابو خالد : عبد الكريم هذا الشخص الذي اختلقته هل تعتقد اني مصدق حكايته ..
باسل متفاجئا : اختلقته ومن ذا الذي قال ...
ابو خالد : فيصل مشعل اتركونا لوحدنا ...

وبدون ان ينبسوا ببنت شفه خرجوا من المجلس فهذا ابو خالد من الذي يستطيع ان يخالف امره ..

ابو خالد : هل تعرف لماذا اخرجتهم .. اخرجتهم لاني لا اريد احراجك ...
باسل : احراجي .. خالي ماذا تقول؟؟؟
ابو خالد : هل تعتقد ان كذبتك انطلت علي ... الى الان لم يستطع احد الكذب علي ...
باسل : ......
ابو خالد : الا زلت مصر على كذبك ...
باسل : خالي ماذا تريد ان تعرف ....
ابو خالد : الحقيقه ...
باسل : حسنا ...


كان فيصل في الحديقه ينتظر خروج باسل ..يريد ان يعرف ما كان يدور ... حاول استراق السمع لكن صوتهم لم يكن بذاك الوضوح ... مرت عليه الدقائق كانها دهر ...

" ماذا يقولون كل هذا الوقت ... وما هو الشيء الذي لا يريدنا ابي ان نعرفه ... وماهو الشيء الذي يخبئه باسل .. "

قطع عليه حبل افكاره خروج باسل من المجلس وابتسامه مرتسمة على وجهه ...

باسل : انت هنا ... اود ان اجلس معك لاكني مستعجل ... مع السلامة ..
فيصل : الى اين ؟ وهل رضي ابي عنك ؟
باسل: ماذا ترى ..
فيصل : اممم اعتقد ان الموضوع مضى على خير .. لكني لا اتوقع ان ابي يرضى بهذه السرعة ...
باسل : صدق هذا ما حصل ... مع السلامة ..
فيصل : أنتظر

لكن باسل لم يعبه به وخرج ...

.
.

لا اعلم كم من الوقت مضى .. لكن يبدوا ان كل شيء انتهى على خير .. فلم يكن الطبيب موجود ولا عصام ولا الممرضه ... وحول يدي ضماد ...

جهاد : إياد لقد استيقظت أسيل ...
إياد : الحمد لله على سلامتك ..
أسيل : سلمك الله من كل مكروه ... هيا لنذهب الى المنزل انا لا اريد البقاء هنا اكثر ..

لم ألقى معارضه من أي احد فيبدوا ان هذا ما كانوا يريدونه ...

عدنا الى المنزل ... وجدت الجميع بانتظاري ... امي ابي زياد رسيل ...

ام زياد : كيف هي يدك أسيل ...
أسيل : بخير والحمد لله ...
رسيل : اياد ما هذا الذي في يدك ...
اياد :ههههه ... أسئلي اختك المتوحشه ...

كانت اثار اسنان أسيل على يده ...

ابو زياد : لقد تحددت الرحله غدا بعد اذان الفجر ...
أسيل : واااااااااااااااااااااااو ..هذا اجمل خبر سمعته ... شكرا لك يا اعظم اب في الدنيا ...
ام زياد : اين عصام ...
إياد : سافر ...

استدرت نحوه بسرعه ... كانت حركه لا ارادية ...

أسيل : كيف ... ولماذا ... و متى ...

لاحت الابتسامه على وجوههم جميعا ماعدا إياد ...

إياد : هذا من اخترته ...

قال هذه الكلمات وخرج من المنزل ...

كانت كلماته كالسكين تغرز في صدري .... اتجهت مسرعه لحجرتي .. يبدوا ان إياد ما زال غاضب .. لا استطيع ان اتحمل غضب اياد ... لا استطيع .... لا اعلم ماذا افعل لكي يرضى ... يريدني ان اترك عصام سأتركه لكن ليس الان ... عندما استطيع التخلص منه ... وعصام كيف يسافر من دون ان يخبرني ... يضربني ومن ثم يتركني و يسافر ... لم اعد اطيقه .. ومن متى كنت اطيقه .... وانا لماذا مهتمه به لهذه الدرجه .. فليسافر الى ما يريد .. فهو لا يعني لي شيء ... لكن ان يتجاهلني بهذه الطريقه فهذا مالا ارضاه .. فلتذهب الى الجحيم يا عصام انا اكرهك اكرررررررررررررررهك ... وهذا الجرح اكبر دليل على كرهي لك ......لن ادعك تفسد فرحتي ... ساجهز اغراضي .... ولتذهب الى الجميع ....

اتجهت نحو حقيبة صغيره وبدأت تضع الاغراض التي تريدها في الرحلة ... واهم شيء اقلام من التي تستخدم في المدارس ... فما احلى كتابة الذكريات على الصخور ... انتهت من اعداد الحقيبه ... ونامت ...

.
.

خرج اياد وباسل بالسيارة .. يسيرون في الطرقات على غير هدى ... كان باسل يفكر بصمت ضميره يؤنبه ..

" انا اخون اياد .. اخي وصديقي اخونه من اجل أمرآه ... لو علم برسائلي لن يغفر لي ... مهما بلغ مقدار حبي لها ماكان يجب ان افعل ما افعلت ... "

كان الحب والوفاء يتصارعان في رأسه .. من منظار حبه لها ... اخذ يبرر اخطائه ... لكن ضميره ما زال يؤنبه ... الحب والصداقه ما زالا يتعاركان .. كان الخيار بينهم صعبا ... احس بصداع ضغط بكلتا يديه على رأسه ... وتنهد ...

إياد : الى اين وصلت ...
باسل : احس بصداع رهيب ... لكن لماذا انت صامت ...
اياد : لا شيء ...
باسل : فهمت .. ما اخبار قلبك ...
اياد : كل شيء مثلما تعرفه لم يجد جديد ...
باسل : لكي لا تندم ... تحرك قبل ان يفلت الموضوع من بين يديك ..
اياد : هذه المره الالف التي اقول لك فيها لا استطيع فانا ما ازال طالب ...
ياسل : طالب وما في ذلك .. كثير من الطلبه يخطبون .. لماذا انت بالذات لا ...
اياد : هم غير وانا غير ...
باسل : وما الغير في ذلك ...
اياد : لا استطبع ان اخطبها الان ... وامي قالت امامي انها تريدها لزياد ...
باسل : فضل اخيك على نفسك في أي شيء ما عدا قلبك .. صدقني ستندم ...
اياد : ولماذا تتكلم بهذه الثقه ...
باسل : هذه احدى قناعاتي ...
اياد : قناعاتك ام اسرارك ... المهم سمعت انك كنت عند عمي عبدالرحمن ماذا كنت تفعل هناك ...
باسل : نعم ؟؟ ومن الذي اخبرك ...
اياد : مصادر خاصه ...

" يجب ان اخبره .. لانه اذا عرف من غيري .. سيغضب وحينها يصعب ارضائه ... ومادام خبر ذهابي لخالي وصله .. ربما يصله كلامي مع خالي ... فما الذي يضمن ان خالي لا يخبر احد ... لكن لا استطيع ..ورغم هذا يجب علي اخباره "

قطع عليه صمته صوت اياد ...

اياد : لم تخبرني لماذا ذهبت لعمي عبدالرحمن ...
باسل : تعرف ان خالي عبدالرحمن كان غاضب مني فذهبت أراضيه ... كنت اريد ان أسألك الى اين ذهبت اليوم مع عصام ...
اياد : لاتذكرني ... ذهبنا بأسيل الى المستشفى ...
باسل : المستشفى ؟؟ ولماذا ؟؟
اياد : الغبيه أسيل دخل الزجاج في يدها ولم تخبرنا الا بعد مرور اربعة ايام ...
باسل بقلق : وكيف هي الان ؟؟
اياد : بخير حال .. نظفوا الجرح وخاطوا يدها بتسع غرز ... ولو تأخرنا يومين او ثلاثه .. لكانت العواقب وخيمة ...
باسل : حمد لله على سلامتها ...
اياد : سلمك الله ...
باسل : اممممممممممممممم اياد قف هنا ...

واشار الى حديقه صغيره على طرف الطريق ...
اياد : لماذا ...
باسل : لا شيء الجو جميل واريد ان استمتع بالمكان ...
اياد بتعجب : هنا !!!!!!!!
باسل : نعم ..
اياد : مثلما تريد ...

أوقف اياد السيارة ... ونزل باسل واسند ظهره على مقدمتها ... وتبعه اياد .. كان باسل ينظر الى السماء تارة والى الارض تارة اخرى ...يلعب بهاتفه ... التوتر واضح عليه .. كانت الافكار تتدفق في رأسه بسرعه حاول ان يرتبها لكنه لم يستطيع .. لا يعرف من أي يبدأ...

اياد : باسل لِمَ كل هذا التوتر ... اخبرني ما الذي يدور في خلدك ....
باسل : حسنا لكن بدون غضب او انفعال .. وثق ان الذي فعلته من خوفي عليكم ... وعدم رغبتي في اثارة قلقكم ...
اياد : باسل انت تقلقني بهذا الكلام ... قل ما تريد من غير مقدمات ....

كان باسل ينقل نظره بين المارة والطرقات .. يهرب ببصره من اياد ...

باسل : اياد اتمنى الا تخبر احد بما سأقول .. وثق انك كل ما فعلته من خوفي عليكم ... اممممم البارحه عندما سألتني عن سر اختفائي كذبت عليك ... حكاية عبدالكريم من وحي خيالي ... لا وجود له على ارض الواقع ... وما حدث حقا .. اني في ذلك اليوم المشؤوم غرقت حاولت السباحه لكني لم اكن اجيدها ... حاولت التشبث بما يعترض طريقي لكن للاسف لم اجد شيء ينقذني .. كنت غريق ابحث عن اطواق النجاه .. وفجأه لم اعد أعي بشي .. استيقظت وانا في المستشفى ... اخبروني ان احد الاشخاص اوصلني الى المستشفى ومن ثم ذهب ... ولا بد انه قد عمل لي الإسعافات الاوليه... لانه اذا لم يقم بإسعافي لابد ان اكون في عداد الموتى ... قضيت فاقد الوعي لمده 68 ساعه ... وكان قد بقي 4 ساعات ويبدأ ناقوس الخطر بالدق ... فمكوثي فاقد الوعي لمدة 72 ساعه في اغلب الاحيان يؤدي الى تلف انسجة الدماغ ... أي سأصاب بالشلل .. عملوا لي اشعه لصدري ... لان كمية كبيره من مياة البحر دخلت الى رئتي ... والفحوصات والاشعه لم تكن بتلك الفائده ... فقد كانوا بين شد وجذب ... فبعض الاشعه توضح ان رئتي سليمه والاخرى تقول ان في رئتي جسيمات غريبه ..كل هذا حدث وانا فاقد الوعي اضطروا حينها لعمل منظار لرئتي كي ليقطعوا الشك باليقين ...... أنظر .. " وفتح قميصه "

وكانت اثار عمل المنظار واضحه ...

باسل : لكن الحمد لله كل شيء بامر ربي مضى على خير ... ولم اخرج من المستشفى الا عصر اليوم السابق لعودتي اليكم ... لم اكن اريد ان اعود فور خروجي من المستشفى ... لاني كنت ما ازال متعب ولا اريد ان اخبركم بالذي حصل .. فقلت في نفسي ارتاح قليلا ثم اعود لكم .. بعد ان خرجت من المستشفى ابتعت لي قمصين وذهبت الى احد الفنادق ...وفي الصباح عدت لكم .... هذا كل ما حدث منذ ان اختفيت الا ان عدت لكم ...

مضت فترة صمت ليست بقصيره .... وبعدها استقل اياد اسياره وسار بها .... ولم يدع لباسل أي فرصه ليركب معه ... تضايق باسل من حركه اياد

" هذه الايام اياد سريع الغضب .. اذا اخبرته غضب واذا لم اخبره غضب .. ماذا افعل لكي يرضى "

.
.

استيقظت بعد نوم هانئ افتقدته منذ فتره طويله ... نظرت الى الساعه كانت في حدود الثامنة صباحا .. تعجبت فموعد ذهابنا بعد اذان الفجر أي في حدود الخامسه .. لماذا لم يوقظني احد ... انجهت نحو حجرة رسيل لعلي اجد الجواب ... وجدت على باب حجرتها من الخارج ورقه مكتوب فيها ..

أسيل ارجوك لا توقظيني .. ساخبرك بما تريدين الرحله الغيت .. فباسل لا يريد الذهاب وبالتالي عمتي لن تذهب...ولم يستطيع احد اقناعها .. وايضا لم يعرف احد سبب رفض باسل ... والخلاصه .. ان الرحله اغليت وعندما نستيقظ سنعود للمزرعه ..
اريد ان انام فلا تزعجيني ...
رسيل

غضبت جدا عندما قرات كلام رسيل .... فهذه الرحله اتمناها منذ زمن وبكل بساطه تخبرني الان انها الغيت ومن السبب... باسل .. اف منه لقد كان وما زال السبب في الكثير من المشاكل .. الى متى ساظل انا وهو في مد وجزر ... لقد سئمت من هذا الحال ..
عدت الى حجرتي غاضبه من حالي ...فالجميع في سبات عميق .. ويبدو اني ساقضي هذا الصباح في ملل .. واول ما سقطت عليه عيني هدية خالي لم افتحها الى الان بسبب ما حدث ... حملتها واستلقيت على سريري وفتحتها ... لم امسك نفسي من الضحك عندما شاهدت الهديه ... كانت عباره عن عقد من الاصداف ويبدوا انه مصنوع يدوي ... حملت العقد ونزلت الى غرفة الجلوس لاتصل على خالي .. فالى الان لم اشتري هاتف بدل هاتفي السابق .. وكما توقعت الكل نيام فلم اجد احد هناك ...
اتصلت على خالي واخذ برهه الى ان اجاب اتصالي ...

اسيل : السلام عليكم ...
ناصر : وعليكم السلام ..
اسيل : ما كل هذا الكرم يا خالي ... عــــــــقد اصداف هدية تخرجي بأي لغه استطيع شكرك ...
ناصر : ههههههههههههه هل اعجبك .. انت طلبتي هديه مميزه اليست مميزه ... هل قدم لك احد مثلها ...
اسيل : مميزه بحق مميزه ... لكن هل هي فكرتك ام فكره حنان ..
ناصر : بصراحه فكره حنان ...
اسيل : اشكرها بالنيابه عني ..
ناصر : اسيل كيف هي اوضاعك مع عصام ...
اسيل : الحمد لله كل شيء بخير ..
ناصر : اسيل اريد ان اسألك سؤال واريد ان تجيبيني بصراحه ..
اسيل : تفضل ..
ناصر : لماذا وافقتي على عصام ..
اسيل : ولماذا ارفضه .. لماذا انت حانق عليه لهذه الدرجه لا تنسى انه ابن اختك ..
ناصر : ولانه ابن اختي وانتِ بنت اختي اسألك هذا السؤال لماذا وافقت على عصام .. رغم انك لم تكوني تطيقيه ..
اسيل : الاقدار والظروف والنصيب ... خالي ابي يناديني اتريد مني شيء ...
ناصر : انتبهي لنفسك مع السلامه ..
اسيل : مع السلامه ..

اغلقت الهاتف واستندت على الحائط ... لماذا الجميع يذكرني بعصام .. لا تمر ساعه دون ان يذكر فيها امامي ...عصام غلطه ويجب ان تنتهي ... كيف لا اعلم لكن لا بد ان تنتهي وبسرعه ... فلم اعد استطيع ان اتحمله اكثر .... صعدت الى حجرتي ... والاف الافكار تدور برأسي ... وكلها تنصب في عصام ...اااااااااااه لو استطيع ان امسح اسمه من ذاكرتي ... اصبح كابوس يلاحقني في نومي ويقظتي ... لو استطيع ان اعود بالزمن الى الوراء ... لكن لو لا تغني ولا تسمن من جوع ...
يجب ان اشغل نفسي باي شيء لأبعده عن عقلي لن ادعه يعكر مزاجي ... اتجهت نحو الحاسوب وفتحت المنتدى ... احلى منتدى رأيته في حياتي .. النافذه التي ادخلت الامل الى قلبي ... لم احب منتدى في حياتي بهذا الشكل ... فانا مدينة له بالكثير والكثير ... ظهرت لي نافذه اعلام بوصول رسالة خاصة جديده ... فتحتها بكل شوق ولهفه ... فلابد ان تكون من باسل ... ومن غيره من المحتمل ان يراسلني ...

كان مكتوب فيها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

اهلا جنيتي الزرقاء اتمنى ان تكوني بخير ...

اعتقد انك غاضبه مني كثيرا فبسببي الغيت الرحله... يحق لك الغضب فانا اعلم انك تتمنين هذه الرحله منذ زمن ...لا تسأليني كيف عرفت فلن اخبرك .. لكن اريد ان اخبرك سبب رفضي ... واعذريني على ما ساقول ...
لم اشاهد في حياتي انسان مندفع مثلك ويتصرف بكل هذا التهور ... البارحه فقط خيطت يدك بتسع غرز ... والان تريدين ان تقومي بهذه الرحله ...اه نسيت ان اقول لك حمد لله على سلامتك ... الا تخافين ان تتلوث يدك ... اذا كانت صحتك لا تهمك فهي تهم الجميع ... فانت غاليه علينا جميعا ... فلذلك الغيت الرحله لا تخبري احد .. فهذا الموضوع لا يعرفه احد سواك ... اريد ان اطلب منك طلب ... واتمنى الا ترديني خائبا ... اهتمي بنفسك اكثر ... يكفيك ما حصل ...

عاشق الآس


لا اعلم أي سعادة غمرتني بعد ان قرات الرساله ... فتصريحات باسل بحبه تنهمر كالمطر تصريح تلو تصريح ... احلى لحظات حياتي قضيتها وانا اقرأ هذه الرساله ... فبعد ان انهار قصر احلامي .. عاد باسل بناءه ... وبيدين مرتجفتين من شدة الفرح ...كتبت له ...


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عاشق الاس ..
قبلت عذرك فان كنت قد حرمتني من شيء طالما تمنيته فقد وهبتني شيء اعظم .. وسأنفذ طلبك ... فمثلك لا يرد .. ولا استطيع ان ارفض له طلبا ... فطلباته اعتبرها اومر ...

شكرا لك على اهتمامك بي وعلى ...." اذا كنت ذكي اكمل الفراغ "

^_^ الجنية الزرقاء ^_^

وفجأه دخل جهاد ... تحول الفرح الى ارتباك وخوف... واغلقت الجهاز بسرعه ... كانت نبضات قلبي يسمعها الأصم ...

اسيل : الا تعلم ان من الادب ان تطرق الباب قبل الدخول ...
جهاد : اعلم ذلك .. لكن لِمَ كل هذا الارتباك ...
أسيل : ومن قال اني مرتبكه .. لكن دخلتك المفاجئة اخافتني .. لاني كنت اعتقد ان الجميع نائم ...
جهاد : لا يهمني سبب ارتباكك الان ... ساعرفه اجلا او عاجلا ... اريد ان اسألك سؤال ... انت تكرهين عصام فلماذا وافقتي عليه ...
أسيل : لا اله الا الله محمد رسول الله .. ومن قال اني اكرهه ...
جهاد : انا اقول ... أسيل لا تعتقدي اني مغفل لا اعرف ما يدور في رأسك .... انت تكرهين عصام وتحبين باسل وهو يحبك ايضا ... فلماذا وافقتِ على عصام ...
أسيل ومعالم الصدمه مرسومه على وجهها : انا احب باسل وباسل يحبني ... ما هذا الهراء يبدوا انك تكثر من مشاهدة الافلام ...
جهاد : أسيل انت تعلمين اني اعرف كل شيء ... فلماذا لا تخبريني بالحقيقه فربما استطيع ان اساعدك ...
أسيل : تساعدني ؟؟؟؟؟؟؟
جهاد : نعم اساعدك في التخلص من عصام ... انا من المستحيل ان ادع عصام يتزوجك ...
أسيل بحزن : ليس في يدك أي شيء لكي تساعدني ...
جهاد : اتعلمين ان عصام سافر الى السويد ...
أسيل : كالعاده السويد وهل يعرف غيرها ...
جهاد : الم تتساءلي يوما لماذا يسافر السويد بالذات ..
أسيل : جهاد اذا كنت تعرف شيء اخبرني ... لا تتكلم معي بهذا الاسلوب ...
جهاد : انا لست متأكد لكن لدي شكوك ... عندما سأتأكد منها سأخبرك ...
أسيل : حسنا اخبرني ما هي شكوك ...
جهاد : ليس الان عندما أتأكد سأخبرك ... واذا كانت شكوكِ صحيحه تأكدي ان عصام لن يكون له وجود في حياتك ... مع السلامه ...
أسيل : الى اين ...
جهاد : اريد ان افطر هل تريدن ان تشاركيني ..
أسيل : شكرا لا اشتهي شيئا ...

"ااااه منك يا جهاد .. دوما تدعني في حيره من أمري .. ماذا تقصد بكلامك .. وما هي شكوك ... عصام وسفراته الى السويد ... اصبحت كثيره ... فلماذا يا ترى ... لا بد ان هناك سر يخفيه عن الجميع ... فمن المستحيل ان تكون مؤتمراته الطبيه كلها في السويد .. شيء لا يعقل ... لكن ما دام جهاد دخل في الموضع .. فسيعرف ما سبب سفرات عصام ... يبدوا ان فضوله وتدخله في شؤون الغير ستفيدني هذه المرة ... لو نفذ ما يقول سأكون مدينه له ما حييت ...

.
.

دخلت هند حجرتها وانصدمت عندما شاهدت مرام ممسكه بدفترها الوردي ...و بكل عصبية اخذت الدفتر منها ..

هند : وباي حق تتعدين على خصوصياتي ... وتدخلين حجرتي وتعبثي بدفاتري ...
مرام : كنت اريد ورقه اكتب فيها اغراض الجامعه ... ولم يكن عندي فأتيت لأخذ من عندك ... فكما تعلمين منذا ان تبدأ الاجازه لا يبقى عندي أوراق أو اقلام ... لكن لماذا لم تخبريني ... انا اختك .. اذا لم تخبريني عن همومك ستخبرين من ...
هند بحده : مرام ماذا قرات تحديدا ..
مرام : عرفت كل شيء ...
هند : مرام ماذا قرأت ..
مرام :
أربع سنوات

أهي كافية لتحقيق الذات؟؟!!

أم انك سيدي تطلب مزيدا من الأوقات؟؟!!

وأنا جالسة هاهنا في سكات..

انتظر منك نظرة تختلسها بثبات..

تقول لي خذي قلبي واقول لك هات..

تأخذني في عينيك ويالها من متاهات..

اقول لهم : احبه.. يقولون : تفاهات..

اين انت؟؟!! هل في العراء تبات؟؟!!

ام في قلب احداهن تسكن ونسيت السكنات؟؟!!

اولم يعد قلبي يكفيك والدقات؟؟!!

عد لي فقد تعبت من التساؤلات..

فأربع سنوات قد ثقلن علي مع العبرات.. *

هند وهي تبكي : لماذا .. لماذا .. لماذا هذه بالذات ..
مرام : خالد ...
هند : لا اريد ان اسمع اسمه .. لم اعد اتحمل .. اذا لم يكن يريدني فليقول .. تعبت من نظرات الناس تعبت ... والله تعبت ..

برج صمودها تحطم .. مع مرور الوقت لم تعد لديها قدره لصبر اكثر ...

مرام : هند هل حصل شيء جديد ...
هند : كلما تقدم لي احد رفضه ابي من اجل خالد .. وكلما سُئل خالد عن موعد الزواج تعذر باعذار واهيه ... مرة عنده بعض المشاكل بالعمل عندما ينهيها واخرها لست متهيء نفسيا ... اربع سنين مضت من عمري وانا لا اعلم أين مكاني من قاموسه ... جعلوني احبه فهو زوج المستقبل ... وطبيعي ان ارسم احلامي بوجوده .. والان يتهرب ... لم تعد لدي قدرة للاحتمال تعبت .. يتركني اذا اراد لكن لا يدعني على هذا الحال ..
مرام : كنت صابره فلماذا الان بالذات..
هند : تعبت من كلام الناس ... هل تعرفين من اتصل بي البارحه .. اتصلت بي بنت جيراننا سمر ... هل تعرفين ماذا قالت ... قالت بالتحديد ... هند هل صحيح ما سمعت ... سمعت ان خطيبك خالد غير رأيه لكنه لا يستطيع ان يخبر ابيه .. أرائيتي بجاحه اكثر من هذه .. اصبح الجميع يجرح بي بسبب خالد ... لم يجبره احد على هذا الزواج هو من خطبني بنفسه ... هو من اختارني بالذات لماذا الان يتهرب .. ولماذا انا مجبره على تحمل الاهانات .. ولماذا الناس لا ترحم ... لماذا علي اتحمل كل هذا ...


مرام :هند لا عليك من سمر انت تعرفين انها تغار منك .. وانها تتمنى ان تكون مكانك ... ومن اين تعرف خالد لتقول هذا الكلام .... تحلم وتصدق احلامها .. لا يهمك كلامها ... فهي لا تستحق ان تغضبي نفسك من اجلها ....
هند : لا اعرف شيء .. كل ما اعرفه ان لا استطيع ان اتحمل اكثر .. صبري نفد ...
مرام : هند انا سأكلم محمد فهذا الموضوع لكن لا تبكي ...
هند : مرام انت لا تشعرين بي ... لا تعرفين كل يوم قبل ما انام ما هي الافكار التي تراودني ... مرام شعور صعب ان تشعري انك منبوذه من شخصكنت تعتقدين انه زوج المستقبل .. وتعايشتي مع هذا الوضع سنوات .. شعور مرير امر من العلقم ... شخص وجهتي له كل مشاعرك يرفضك ... شعور لا يتصور ...


خرجت مرام من حجرة هند متجه الى حجرة محمد .. وفتحت الباب وكان محمد يكلم فيصل ... اشار لها بيده ان تنتظر ...

محمد : فيصل انا لا استطيع الذهاب بدونك .. المزرعه ليس لها طعم من دونك ...
فيصل : أوف يالك من لحوح .. حسنا ساذهب الى المزرعه ...
محمد : حسنا مع السلامه .. انا مشغول الان ...
فيصل : مع السلامه ..

محمد : ماذا تريدين ..

تجاهلت مرام سؤاله واغلقت الباب وجلست بالقرب منه ...

محمد : يبدوا ان الموضوع مهم ...
مرام : نعم مهم ويجب ان يتخذ فيه قرار حاسم ...
محمد : حسنا كلي اذان صاغيه ...
مرام : محمد الى متى ستبقى هند هكذا ...
محمد : مرام لا تتحدثي بالألغاز ..وما بها هند ...
مرام : كلام الناس لا يرحم والاستاذ خالد ليس هنا ... محمد هند لم تعد تستطيع ان تتحمل ... اصبح واضح للجميع ان خالد يتهرب من هذا الزواج... ومن لا يريدنا لا نريده ... وهند يريدونها الكثيرين .. ليس من المعقول ان تبقى معلقه هكذا وفي النهايه من المحتمل ان لا يتزوجها خالد هذا ...
محمد : حسنا سأكلم ابي في الموضوع اليوم ... اتريدين شيئا اخر ...
مرام : محمد لماذا تتكلم بهذا البرود .. ولماذا لست مهتم ...
محمد : ومن قال لك اني لست مهتم .. هل دليل الاهتمام لديك ان ارفع صوتي واشتم خالد .. هذه المواضيع لا تحل بهذه الطريقه ... انا ساكلم ابي اليوم وسينتهي الموضوع على خير ان شاء الله ...
.
.

كانت هذه المرة الثالثه التي يقراء فيها فهد الرساله التي وصلته عن طريق البريد الاكتروني ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ترددت كثيرا قبل ان ارسل لك هذه الرساله لكن رأيت ان من واجبي ان أوقظك مما انت فيه فحالك لا يرضي الجميع ... انطوائك على نفسك ... و اعتزالك اهلك واصحابك ... ربما تكون لديك العديد من الاسباب والدوافع التي تراها بمنظارك الشخصي انها سبب قوي يدفعك لاعتزال الناس ... واهملت حقوق الناس عليك .. اهملت اوامر ربك ... اب لم تبر به واكبر دليل على ذلك ... خوف ابيك المستمر عليك ... ورحم قطعته ... بدون ادنى ذنب اُرتكب ... لماذا تتخذ الهروب وسيله ... الهروب ضعف فلماذا تلصقه بك ... ولماذا تصبح نكره في هذا المجتمع ... لا يعرف عنك احد أي شيء مرضت او مت كلها سواء .. هل تعتقد انك اذا مت لا قدر الله سيحزن عليك الجميع كما حزنوا على ابن عمتك ... لا اقول انهم لن يحزنوا لكن سينسون بسرعه ... هل ترضاها على نفسك ... اذا لم يهمك غيرك فكر بنفسك ... بعد مرور عشرين او ثلاثين سنه ... من سيهتم بك ويرعاك هل ستفيدك كتبك ... هل سترعاك وحدتك ... فكر في المستقبل ... فالحاضر سهل التعايش معه لكن المستقبل صعب ...
لن اطيل عليك هذه المره ولن تكون هذه اول واخر رساله لك مني ... فانتظر قربيا رساله اخرى .. ولا تحاول ان تعرف من انا لانك لن تسطيع ... ولا تحاول ان تراسلني لاني لن اجيب على رسائلك ...
وقبل ان اختم الرساله خذ مني هذه النصيحه ...
دع عنك التشاؤم ... وعش حياتك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعاد فهد قراءة الرساله مرات عديده لعل وعسى يعرف من المرسل ... حفظها عن ظهر قلب من كثر ما كررها ... واخذت جمله واحده تتكرر في رأسه

فكر في المستقبل ... فالحاضر سهل التعايش معه لكن المستقبل صعب ...

فكر في المستقبل ... فالحاضر سهل التعايش معه لكن المستقبل صعب ...

فكر في المستقبل ... فالحاضر سهل التعايش معه لكن المستقبل صعب ...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
* بقلم mighty_girl



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:31 AM   #15

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

**الزهرة الخامسة عشرة **

بعد ان الغيت الرحله عدنا الى المزرعه ... ولم يتبقى على بداية الدراسة سوى اسبوعين ...لم اكن متحمسه لذهاب هذه المره .. لعدة اسباب منها سفر باسل وعمتي ... ونحن وساره ومها وفيصل من حظرنا الى المزرعه ... اشعر بان عودتنا للمزرعه ليس لها أي معنى ... انا الان في جنة الدنيا اريد ان اسجل في دفتر مذكراتي احداث اجازتي لهذ السنه .. فلقد كانت مثيرة بحق .. لكن واجهتني مشكله .. كيف سأخرج الصندوق .. فيدي تؤلمني .. وبيد واحده يصعب علي اخراجه .. لكن رغبتى وشوقي له كانت اقوى من الالم ... وبشق الانفس اخرجت الصندوق من مكانه ... كانت الفرحه لاتسعني .. لاني ساصافح اوراق اعز شيء على قلبي ..الصندوق بما فيه اغلى ما املك في الوجود ... فانا اعتبره صديقي .. فلقد ساعدني في تخطي العديد من الازمات ... احبـــــــك ومدينه لك بالكثير ... احبــــــــك ولا استطيع العيش بدونك يا دفتري العزيز ... فتحته وكانت الطامه ... وجدت ورقه فوق الدفتر .... أي ان هناك من اطلع على ما في الصندوق .. أي اني اسراري كُشفت .. أي ان ما اخفيه في قلبي اصبح هناك من يعرفه .. أي اني ساقع في المزيد من المشاكل .... لم استطع ان امسك الورقه واقلبها لارى ما فيها .. دموعي تساقطت .. فهاهي المشاكل تنذر بالقدوم .. لم يعد لدي قوى للمزيد من الهموم ...

" انا الغبيه ... واستحق كل ما سيجرى لي ... الم استطع ان اكتم مشاعري في قلبي .. دوما اجلب لنفسي المشاكل والهموم .. دوما انا الغبيه التي تجني على نفسها .. آااااااااااااااااااه يا قلبي .. اعانك ربي على ما سيحدث .. ومن يا ترى الذي اكتشف الصندوق .. ومن متى يعرف بأمر الصندوق ... ولماذا وضع الورقه ... وهل قرأ ما بداخله ام ردعته كلماتي ... "

حاولت ان اخذ الورقه واعرف مضمونها لكني لم استطع ... ربما لان الخوف من وقوع المصيبه اخف من وقوعها .. ضممت قدمي الى صدري .. ونظري مركز على الورقه ... مرت دقيقه .. اثنتان .. عشر دقائق .. واكثر .. وانا على هذا الحال ... امد يدي تاره .. لكن سرعان ما ارجعها واضعها في حضني .... كان الخوف متملك كل ذرة من كياني ... هل ما فعلته خطأ لاخاف كل هذا الخوف .. لا اعلم .. ربما لاني في مجتمع يحرم الحب .. او لاني على ذمة رجل اخر وقلبي يحب غيره ... لم يعد عقلي يقوى على التحليل .. وفجأة انتفضت من مكاني ملدوغه .. فهناك صوت أحدهم قادم ... وبسرعه خاطفه متجاهله الم يدي .. اعدت الصندوق مكانه ... ولم يكن لدي فرصه لدفنه... فالوقت ضيق .. سحبت احد الكراسي ووضعته بمحاذاته .. حيث يصعب على القادم رؤية الصندوق ...

دخل القادم .. وكانت الصدمة الثانيه التي اتلقاها اليوم ...

اسيل : خالي نــــــــــــــاصر مستحييييييييييييييييييييي ييييي ييييييييييييييل ... لا اصدق ...

وارتميت في حضنه

ناصر : اهلا أسوووووولتي كيف حالك ... وما بها يدك ...
اسيل : لا شيء لا تقلق هي بخير الان .. لقد اشتقت لك كثير ... يا مجرم شهرين وانت مسافر ...
ناصر : ههههههه بداتِ في الحسد ...
اسيل : انا احسد خالي حبيبي ... مستحيل ....
ناصر : اسوووله لماذا شكلك هكذا ...
اسيل : وما به شكلي ...
ناصر : انظري في المرآه وتعرفين .. يبدو انك فقدتي الكثير من وزنك ...
اسيل : لا تقلق انا بخير .. لكن متى وصلت ولماذا لم تخبرنا ...
ناصر : احببت ان تكون مفاجأه ...
اسيل : احلى مفاجأه ... خالي اين حنان ...؟
ناصر : لم تحظر معي ... اوصلتها لاهلها ...
اسيل : ومتى ستذهب وتحظرها ...
ناصر : ومن قال اني سأبقى هنا لاحظرها...
أسيل : افهم من كلامك أنك ستذهب من هنا ..
ناصر : دوما سريعه الفهم .. مشاء الله
أسيل : خالي ارجوك أبقى معنا ..
ناصر : لو كان بيدي لبقيت معكم .. لكن هناك العديد من الاشياء يجب ان اقوم بها اليوم .. ولا تنسي ان اجازتي انتهت وغدا سيبدأ الدوام ...
أسيل : خالي
ناصر : لو كان بيدي لما رفضت طلبك ..

امتدت يد ناصر يريد ان يسحب الكرسي ليجلس عليه ..
أسيل : لااااااا .. خالي لا تجلس على هذا الكرسي ..
ناصر بتعجب : لماذا .. ؟

جلست أسيل على الكرسي بكل خفه ... وارتسمت على وجهها ابتسامه

أسيل : لاني اريد ان اجلس عليه .. وانت اجلس على غيره ...
.
.

كانت ساره تشعر بالممل فــ مها في حجرتها تتحدث مع احمد ... ورسيل دخلت حجرتها وطلبت منهم عدم إزعاجها ... فاعتزمت على أكمال ما بدأت به ... ذهبت لحجرة أسيل لتستخدم جهازها ... فتحت بريدها الالكتروني ووجدت رساله جديده من فهد ...

ساره : يبدو انه لم ييأس

فتحتها كان مكتوب فيها ...


من انت او من أنتِ ... هذا سؤال سألتك إياه اكثر من مره... لكن تركتني دون اجابه ... يبدوا انك تعرف الكثير عني ...والدليل على هذا رسائلك المتتاليه .. تناقشني في اشياء لا يعرفها عني سوى عائلتي فيبدوا انك احد من افرادها ... وبالأساس ليس لدي اصدقاء ليهتموا بشأني بهذا الشكل... اذا لم تخبرني من انت لا ترسل لي أي رساله مجددا فلن اقرأ لك أي كلام بعد اليوم ...ولا تمثل دور الناصح المهتم ...


ضحكت ساره وبدأت في كتابة الرساله ... كانت متأكده انه ينتظر رسائلها بكل شغف وفضول .. وان كان ينكر ...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لن ا خبرك من انا وسأستمر في رسائلي ...واذا لم تعجبك احذفها دون ان تقرئها .. لم يمنعك أحد من حذفها .. لكني لن اتوقف وسأمضي على الطريق الذي رسمت .. أعجبك هذا الشيء او لم يعجبك .. المهم في الموضوع اني راضي اتم الرضى عن ما افعله ...

وهاهي الرساله الرابعة تصل إليك ... واعتقد انك فكرت في كلامي السابق ... وربما بدأت تتضح لك الرؤيا ..

لا اعلم لما تتشح بهذه النظره السوداوية وانت انسان مؤمن ... حسبك كلام ربك ...

"......... وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون" صدقَ اللهُ العظيم " يوسف (87)"

وقوله تعالي

"فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "

وايضا

"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ و للهِ جنودُ السماواتِ و الأرضِ و كانَ الله عليمًا حكيمًا " " الفتح (4) "

حقيقة انا لا اعلم السبب الرئيسي وراء الحال الذي انت فيه .. لكن لابد ان يكون سبب كبير او عدة اسباب ... لذلك انصحك بنصيحه امسك بورقه وقلم

:: و ::

* اكتب على الورق ما تشعر به، وليس مجرد ما قمت به.
* اكتب كلاما لنفسك فقط، ولا تدع أحدا غيرك يقرأه.
* اكتب عن أشياء أخافتك وأقلقتك.
* ودائما فكر مليا بما سطرته على الورق.
فكر ثم فكر ثم فكر وستجد الحل ... لان هروبك ليس حل ... وبعد ان تفكر مليا ضع هذه الورقه على الارض وقف عليها ... ستشعر حينها ان مهما بلغت صعوبة الحياة .. ومهما واجهتك مشاكل ... تستطيع التغلب عليها ... بالصبر والصبر فقط تنحل جميع المشاكل وليس الهروب حلا ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بعد ان انتهت من الرساله .. اخذت تتصفح مواقع الانترنت ... فتحت المحفوظات لعل وعسى تجد شيء يعجبها ... وجدت صفحات كثيره مفتوحه من احد المنتديات .. ففتحت احد المواضيع .. وما ان فتحته حتى ظهرت لها نافذة تدل على وصول رساله خاصه جديدة... فتحتها من باب ارضاء فضولها... وكانت الصدمه ..


اهلا اسيل او الجنية الزرقاء ...

عذرا لتأخري في الرد على رسالتك لكن ظروف سفري منعتني ... اسيل ... اريد ان اطلبك طلبا واتمنى ان لا تغضبي مني بسببه .. ارجوك لا ترسلي لي رسائل بعد الان ... فانا لا استطيع ان اخون ديني او عصام فمهما كان فهو ابن خالي.. عذرا ان كان كلامي ازعجك لكن هذا هو الفعل الصحيح وهذا ما سافعله ...

باسل " عاشق الآس "


لم تستوعب ما تقرأ ... فعادت قراءة الرساله مرة واثنتين وثلاثه ... ثارت بها الشكوك والظنون ... بهتت ... باسل واسيل يصدر منهم كل هذا .. باسل المتدين الخلوق ... واسيل العفيفه .. اسقط في يدها لم تعد تعرف ما تفعل ... فدخلت على صفحة الرسائل الخاصه وبدأت تقراء الرسائل الصادره والواردة الواحده تلو الاخرى ...

.
.

كانت رسيل مستلقيه على سريرها وتفكر ...

" انا لا احبه لا احبه لا احبه .. لو كل من جمعتهم صدفه أحبوا بعضهم البعض لاصبحنا جميعا عشاق .. يبدوا اني متأثره بما اقرأه في القصص .. فيصل ابن عمي فقط ... هذا كل ما يربطني به .. تفكيري به هو من يوهمني بحبه .. هذا ليس حب هذا وهم الحب .. فيصل اخ لا اكثر .. "

.
.

اسيل : جهااااااااااااااااااد حبيبي .... اريد ان اعرف ما هي المشاكل التي منعت والدي من حضور حفلة تخرجي ...
جهاد : هههههههههههههه الان فقط تذكرتي ..
اسيل : أووووووف ... وهل كان عندي وقت لتفكير كانت المصائب تتوالى علي ..
جهاد بخبث : أي مصائب ؟؟؟؟
اسيل : لا شيء ..
جهاد : قصدك زواجك من عصام وما حدث لباسل ..
اسيل : لم تخبرني ماذا حدث لا بد انك تعرف الشيء الكثير ...
جهاد : اعرف اكثر مما تتوقعين ...
اسيل : ما قصدك ؟؟
جهاد : لا شيء الا تريدين ان تعرفي ماذا حدث ...
اسيل : أجل اريد ...
جهاد : بالمختصر المفيد ... وزعت منشورات ضد شركة والدي وابلغ أبي الشرطه واستطاعوا الوصول الى من وزع هذه المنشورات ...
اسيل : ومن هو ؟
جهاد : سلطان جابر الذي اختلس مال ابي من قبل ...
اسيل : وماذا فعل أبي ...
جهاد : لم يرضى ان يتنازل في البدايه عن الشكوى.... لكن اهل سلطان حظروا الى المنزل مرتين ...ولم يستطع ابي ان يردهم خائبين... فتنازل عن الدعوى... لكن بشرط ان ينشر اعتذار في ثلاث صحفة لمدة اسبوع ...
اسيل : هذا ما حدث إذاً يا له من نذل .. والان اخبرني ماذا تقصد بانك تعرف اكثر مما اتوقع ...
جهاد : ستعرفين كل شيء في وقته والان مع السلامه ...

ذهب جهاد وتركها في افكار كثيره ... ماذا يقصد ... دوما يثير قلقها .. كمن يلقي بحجر في بحيرة ساكنه .. لكن سرعان ما تلاشت هذه الافكار وسيطر على فكرها الورقه التي وجدتها في الصندوق ... فاتجهت مسرعه الى جنة الدنيا .. .

وبيدين مرتجفتين فتحت الصندوق و امسكت الورقه ... بقيت عدة دقائق وهي ممسكه بها ليس لديها قدره ... لترى ماذا بها .. استجمعت قواها وقلبت الورقه .. صدرت منها ضحكه عاليه ...
عندما رأت ما بها.... كأن ماء بارد قد سكب عليها....

" ما هذا ... لم اعد افهم شيء ... كانت رسمة باسل التي مسحت ... من احظرها هنا .. لا بد ان يكون هو من وضعها .. اذا لابد ان يكون قرأ ما كتبت .. لااااااااااااااااااا ... من المستحيل .. ماذا سيقول عني .. لا بد انه رأى الميداليه .. ماذا افعل الان .. سيعتقد اني سارقه .. لم استرسل في افكاري كثيرا وعدت الى الورقه .. كان مكتوب فيها ...

اعلم ان كل ما افعله لا يجوز شرعا او عقلا فانتِ الان زوجة ابن خالي .. لكن لابد ان ابين لك ما خفي عليك .. اسيل ... لم اتصور يوم ان يحدث بيننا ما حصل ... كنتِ بالنسبه لي نجم عالي اتوق الى الامساك به لكن انتِ الان سراب ماضي يجب ان انساه .. ربما اسلوبي معك كان جاف وفي بعض الاحيان غير محترم لكن انت من كنت تجبريني على كل ما اقول .. تصرفاتك الصبيانيه و المفاجأه التي كانت تجمعنا تربكني ولم اكن اعي ما اقول .. كل ما اريد ان اخبرك اياه اني لم اقصد أي شيء مما قلت وخصوصا ما كان في لقائنا الاخير .. وريد ان اخبر عن سر لا يعرفه احد ... اني احبك لكن يجب ان انساك ... ولذلك سابحر اليوم لاتصافى مع نفسي وارتب اوراقي واضع حد لك ما حدث .. اعذريني ان كنت قد اخطأت عليك يوما ... وسامحيني مهما كان بغضك لي فانا ابن عمتك وانتي ابنة خالي ... اعتقد ان صلة القرابه ستجبرك عن الصفح عني ..

باسل

ارتسمت ابتاسمه كبيره على شفاهي ... فهاهي تصريحات باسل تنهال علي مره تلو المره .. اخرجت الدفتر لأترخ هذا اليوم ... فيوم مثل هذا يستحق ان يبقى في الذاكره ...

يسم الله الرحمن الرحيم ...
الاجازه توشك على الافول لم يبقى فيها الكثير وقريبا سنغادر هذه المزرعه ... انا اليوم سعيدة جدا فمن احبه اعترف بحبه ... ولولا وجود عصام في حياتي كنت ساكون اسعد مخلوقه في الوجود ... لا اعلم كيف ساتخلص منه لكن سافعل المستحيل لازيحه عن طريقي ...فمثلما وضعته في طريقي سازيحه ...

ابرز احداث هذه الاجازه ...

حفلة نجاحنا لم تكن موفقه فابي لم يحظرها لمشاكل في الشركه ...و موافقتي على عصام وعقد قراننا ... ومن ثم اعتقادنا ان باسل قد توفي ... و اعتراف باسل بحبه ... هذا ما كنت احلم به .. ومالم اتوقعه في هذه الفتره بالذات ..

رنين هاتفها المحمول انتشلها مما هي مستغرقه في كتابته ... وكانت ساره هي المتصلة ...

أسيل : وعليكم السلام ورحمة الله
ساره : أسيل أين انت ...؟
أسيل : في جنة الدنيا لماذا السؤال ..
سارة : انا انتظرك في حجرتك احظري حالا ..
أسيل : سارة ماذا حدث .. هل الجميع بخير ...

لكن لم يجبها على تساؤلاتها سوى طنين الهاتف.... دليل على ان المكالمه انتهت وساره قطعت الاتصال ...

اعادت كل شيء مكانه وبسرعة ذهبت الى حجرتها .. فصوت سارة وطريقة حديثها معها لا يبشر بخير ... وصلت الى حجرتها وهي تلهث وجدت ساره على السرير وامامها جهازها المحمول .. تجمدت اقدامها .. ولم تعد تقوى على السير .. لقد بدأت الرؤيا تتضح امامها .. فالغضب متملك سارة من رأسها لاخمص قدميها ... وعينيها تنتقل بين أسيل والجهاز

" ماذا افعل الان لابد ان تكون قد قرأت الرسائل .. كيف سأبرر لها موقفي .. الخطأ مني لم يكن يجب علي مراسلته ... لن يمضى الموضوع على خير .. "

اتجهت ساره نحو الباب واغلقته ..

سارة بتهكم : لماذا كل هذا الخوف .. هل فعلتي شيء خطأ .. من يرأك يتوقع انك تحتضرين .. لماذا صامته ..

ازدردت أسيل ريقها : خير ماذا حدث ؟؟
سارة : وتسئلين ايضا لم اتوقع ان ارى احد ببجاحتك .. تفعلين كل هذا ومن ثم تتسألين .. كنت اسئل نفسي لماذا يبدو منك النفور باتجاه عصام .. لكن لم اتوقع ان يكون هذا السبب .. لم اشك فيك مره .. ومع من مع باسل .. مع ابن عمتك .. الى هذه الدرجه سقطتي في مستنقع الرذيله
أسيل بعصبيه : عن أي رذيلة تتحدثين .. لم يحدث بين وبينه سوى ما قرأتي .. لا تلقين كلمات كالحمم .. انا وباسل أشرف مما تضنين ..
سارة : كل هذا وتقولين شؤفاء . .الا يكفي خيانتك لزوجك .. الا يكفي خيانتك لامك وابيك واهلك .. كل هذا وتدعين الشرف ..
أسيل : انتم من جبرتوني على هذا ..
سارة وصوتها بدأ يرتفع : لم يجبرك احد . .كل من ارتكب الاخطاء القى بالوم على غيره .. انت من وافق على عصام ولم يجبرك احد .. اتريدن ان اذكرك ان رسيل حاولت ان تمنعك .. لا تتوقعي اني مغفله ولم الاحظ رفض رسيل واخوتك لهذا الموضوع .. كان كل شيء واضح .. لكن اصرارك العجيب عليه كان يشككني بما استنتجت .. وانا ايضا لم اكن موافقه على موافقتك السريعه .. لكن في الاخير كنت اقول ان هذه حياتك وانت اعلم بمصلحتك .. لكن يبدو اني كنت مخطأه فانت صغيره مغفله لا تعرفين الصح من الخطأ ..
أسيل بعصبية : ساره كفى ..
سارة : لن اصمت .. وليس لك الحق في إسكاتي ..
أسيل : سارة هل ستخبرين احد بما حدث
سارة : لست مغفلة مثلك .. لكن اذا عرفت او احسست انك متماديه في غيك .. سأعرف كيف أتصرف .. وقبل ان أنسى .. وصلتك رساله منه يريد ان تقطعي رسائلك .. يبدو انه اعقل منك .. مع انك الفتاة وانت من يجب ان تخاف ..
.
.
كانت الساعه 8 مساء وهند لم تخرج من حجرتها الى الان .. ثارت مخاوف مرام عليها ... ذهبت لها .. طرقت الباب وما من مجيب .. ازدادت نبضات قلبها .. وتجمعت الدموع في عينيها .. فتحت الباب بسرعه .. ووجدت هند متكورة على نفسها بإحدى زوايا الحجرة .. وورقه شبه ممزقه بالقرب منها ... ذهبت اليها وحضنتها .. انفجرت هند بالبكاء ... انصدمت مرام مما ترى .. فــ هند دوما صامده كالجبل .. لا يهزها شيء .. أخذت تمسح على شعرها لعل وعسى تهدأ قليلا ... لكن صوت هند اخذ يعلو ويعلو ...

مرام : هند ماذا حدث ...؟
هند : كل هذا وتسأليني ماذا حدث .. مرام ضعي نفسك في موضعي ... واحكمي بنفسك ...
مرام : لكن كنت متعايشه مع الوضع لماذا الان ..؟
هند : الى متى ساصبر .. صبرت بما فيه الكفايه .. البركان يغلي من الداخل ويصبر لكن يأتي يوم ويثور ... الضغط يولد الانفجار .. صبرت سنين .. وصبري نفد .. انا بشر لي طاقه معينه .. لم اعد اقوى على الاحتمال .. تعبت والله تعبت ...

دعتها مرام تنفث همومها .. وتبكي في حضنها .. وفتحت الورقه .. كان مسطر عليها بيد مرتعشه

لأن المنادين بالسلم مرضى ::::: فلن يقبل السلم قلبي ويرضى
وكيف أسالم أنياب أفعى :::: إذا زعمت انها لن تعضا
وما كان ود الثعالب حبا :::: ولا كان قتل الثعابين بغضا
فهذي شريعة رب حكيم ::::: ولولا الشريعه فالحكم فوضى
واني بدعوى السلام خبير ::: تجولت في الارض طولا وعرضا
فلم ار للخاضعين سلاما ::: ولا الضعف يوما الى السلم أفضا
لذلك قررت هجر السلام :: وشحذ الحسام ليصبح أمضى
أحبك لا شك لكن حبي ::: أبي ويرفض ظلمك رفضا
وأعلم أن الهوى لا يطيق ::: من الكف في الحب بسطا وقبضا
بكل الوفاء يعيش هوانا :: ولم تعط انت من الكل بعضا
فأي سلام تريد حبيبي :: وانت تقدم للحرب عرضا
كفانا ادعاء بانا سنبقى ::: على العهد فالعهد اشبع نقضا
فـو الله لو عاد قلبي لماضٍ ::: لاوقفت في القلب خفقا ونبضا
لأني سئمت وعود السراب ::: ولا استطيع الاكاذيب أيضا
فمن غير حب يروي الصحاري ::: بماء فكيف ستصبح روضا
صحيح بان لديك الكثير :: وانك أعطيت غيضا وفيضا
ولكنني لا اريد العطاء ::: ليحسب فضلا علي وقرضا
أحبك لكن حبي أختيار :: :وارفض في الحب ما كان فرضا *

ولم تستطع مرام قبض دموعها اكثر .. وشاركتها البكاء ...

.
.

وفي منزل ابو خالد كان ابو خالد وام خالد .. وخالد في غرفة الجلوس

ابو خالد : خالد حفل زفافك في الصيف القادم ..

كان خالد يشرب الشاي سقط الكوب من يده ...

خالد : نعم ..؟؟؟
ابو خالد : مثلما سمعت .. في الصيف القادم حفل زفافك .. حدثني عمك بهذا الموضوع .. واعتقد ان اربع سنين فتره طويله جدا .. ولا يوجد اب يرضى على ابنته هذا الحال .. لو لم يكن عمك لما تحملك ..
خالد : لكن انا لا اريد ان اتزوج ..
ابو خالد بعصبيه : ما هذا الكلام .؟؟
خالد : مثلما سمعت انا لا اريد ان اتزوج ..
ام خالد : لكن انت طلبت منا ان نخطبها ..
خالد : والان غيرت رأيي .. انا لا افكر في الزواج حاليا ..
ابو خالد : ومتى ستفكر بعد ان تتخطى الخمسين .. وهل تعتقد ان الفتيات لعبه بين يديك ...اليوم تخطب وغدا تغير رأيك اذا لم تكن قدر المسؤليه لماذا تخطب ...
ام خالد اخذت دموعها تتساقط : وماذا سأقول لهم الان .. أقول لهم ابني ليس برجل ولا يستطيع تحمل مسؤولية قراره .. كيف ساستطيع ان اقابل الناس بعد اليوم ..
ابو خالد وصوته بدأ يرتفع : في الصيف زواجك من هند .. رضيت او لم ترضى ...
خالد : انا لن اتزوج هند او غيرها .. واذا اصريت على هذا الموضوع .. ابحث عن من يحل مكاني ..

قال هذه الكلمات وخرج من المنزل .. استقل سيارته وسار على غير هدى ... كانت الافكار تتضارب في رأسه .. بدأت دموعه تتساقط .. لم يكن راضي عن الطريق التي حدث بها والده .. لكن لم يكن لديه حل اخر .. كان يشعر بالضعف .. لن يستطيع ان يوافق على طلب ابيه ولن يستطيع ان يقاوم رغبته في اتمام هذا الزواج .. هند كانت حلمه منذ اربع سنوات .. احبها من كلام اخواته عنها .. وعندما قرر الزواج كانت هي اول من خطرت على باله .. ارتاح لها وبعد الخطبة .. احبها . .بدون ان يكلمها او يراها .. لانها ستكون زوجته في المستقبل .. وجه لها كل مشاعره .. لكن بلحظه من اللحظات تلاشى هذا الحلم .. اوقف سيارته على طرف الطريق ووضع رأسه على المقود ..

" كيف سأخبرهم .. اني لم اعد موجود .. اني انتهيت .. ان حياتي ليس لها مستقبل .. كيف اخبرهم اني ماضي .. اني صفحه يجب ان تنتهي من حياتهم .. اني من حبي لها لا اريد ان اعذبها معي .. اني من حبي لهم لا اريد ان احيل حياتهم لجحيم .. اني حطام تلعب به الرياح كيفما تريد .. رحمااااااااااااك يا الهي لم اعد على الصبر أطيق ..."
---------------------



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:32 AM   #16

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

** الزهرة السادسة عشرة**

كان فهد ما يزال على الصفحة ذاتها .. التي وصل لها منذ ساعتين .. لم تكن من عادته ان ينتشله شيء من قراءة مهما كان ... اول مره في حياته ينشغل فهد بالتفكير عن اعز ما لديه .. كانت كتبه هي من تشغله عن الكون بأسره لكن ان يحدث العكس ... ان تسيطر عليه افكارة بهذا الشكل شيء لا يصدق ...

" هل انا مخطئ .. لكن الذنب ليس ذني .. هم الذين جنوا علي ..انا لم افعل شيء خطأ .. فلماذا يلقون باللوم علي .. لماذا من يراسلني .. يضع السبب علي .. ولماذا يقول اني اسبب المشاكل لمن حولي .. عندما أريحهم مني وارتاح .. اصبح جالب للمشاكل .. انا اعتزلت عنهم لاني لا اريد ان اخسر اكثر ... الا يكفيهم ما حصل .. لكن الذنب ليس ذنبهم .. إذاً ذنب من ... ليس ذنب احد .. مشيئة الله هي من اردت ذلك ... لكن انا لا استطيع ان اعرض نفسي للمزيد من الهموم ... انا لم أخطئ اردت ان انقذ نفسي ...لكن لماذا الجميع يتهمني .. لا بد اني كما يقولون ..لا انا لست مخطئ .. يقولون ما يقلون لانهم لا يشعرون بي... ولم يذوقوا مرارة ما قاسيته ..لانهم جميعا يعيشون حياتهم براحه وهناء .. يتحدثون بهذه الطريقة ... انا يحق لي ان افعل ما فعلت واكثر ... لكن ما ذنب ابي ... ذنبه انه حرمني من اخر شيء يربطني بها ... لكن هل هذا سبب كافي ... نعم فانا لم اكن استحق ما فعل ... لكن ما فعله لا يدفعني للاعتزال عن الناس ... ربما كان سبب كافي عندما كنت صغيرا .. لكن الان لا اعتقد ... والمفروض ان ينتهي كل شيء ... أي شيء هذا الذي اريده ينتهي ... حياتي كلها يجب ان تتغير ... لكن لا استطيع .. لا اريد ان يتكرر الماضي ... لا استطيع ان اتحمل مرة اخرى ... يكفي ما حدث .. هذا هروب من الواقع وليس رجوله .. انا لا اهرب ... لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ... الى متى سأبقى على هذا الحال .. الى متى .. الى ان اموت ... لكن ربما يطيل الله بعمري .. وعندها سأبقى وحيدا .. لن يهتم احد بي... لن يفرق الامر كثيرا .. انا الان وحيدا واعيش حياتي براحه ولست محتاج لاحد .. لكن عندما اكبر سيكون هناك فرق كبير ...سأكون بحاجه للناس ... سأحتاجهم و لن اجد احد بجانبي ... ربما يصل مصيري لدار العجزة ... لا.... مستحيل ... لن يتركوني وحدي .. من هم الذي لن يتركوني وحدي ... ابي واقاربي ... ابي كم سيعيش سنه ... سنتين ... عشرة ... وبعدها سيموت ... ربما اموت قبله .. وربما لا ... حينها لن يتركني اقاربي .. وهل اهتميت بهم لكي يهتموا بي ... هذه حياتي وسعيد بها لماذا احمل هم المستقبل ... هل حقا انا سعيد ... نعم ... ربما .. لا ... لم اعد اعرف شيئا ... سحقا لك يا من ترسل الرسائل ... لِمَ لا تدعني بشأني ... "


0o0o0o0o0 وبعد مرور أسبوعين 0o0o0o0o0


انتهت الاجازة .. وغدا اول يوم دراسي ...

كانت الساعه الثالثه صباحا ... في بيت ابو زياد ...

كان جهاد واسيل ورسيل في حجرة الجلوس يشاهدون التلفاز ... كان حالهم يدعو الى الرثاء ... الملل والحزن على فراق الإجازة جلي على وجوههم ...

جهاد : لقد قررت غدا لن اذهب الى المدرسه ...
رسيل : وماذا ستستفيد اذا تغيبت غدا .. ستداوم بعد غد ...
جهاد : سأستفيد كثيرا .. يوما من الاجازة سيزيد .. وسانام ساعات اكثر .. وسأرتاح من زحمة تسليم الكتب .. و سأرتاح من غبار المدرسة ..
رسيل : تفكير غبي ...
جهاد : لقد قررت وانتهى الموضوع ...
رسيل : آس اين وصلتي ..
أسيل : نعم .. كنت استمع لحديثكم ... سأذهب لحجرتي .. عن إذنكم ...

جهاد وهو يشير على أسيل : ما بها ..
رسيل : لم اعد اعرف شيء لا تسألني ...

في حجرة أسيل ..

كانت أسيل تشاهد فلا زياد التي كانت عمتها تقيم بها ودموعها تسبقها ...

" كيف فعلت ذلك .. ان سارة محقة بكل ما قالت ... مهما بلغ حبي له لم يكن ينبغي ان اراسله ... ماذا ستكون نظرة امي ... ابي .. اخوتي اذا عرفوا بما حصل .. سأسقط من عيونهم بلا شك ... اياد كيف سيكون حاله .. سيصدم بكل تأكيد .. اخته ... واخيه الذي لم تلده امه يخونونه .. كيف ستكون نظرة الجميع لي .. اين كان عقلي عندما فعلت ذلك .. دوما متسرعة .. دوما اتبع قلبي لا عقلي .. فالبدايه عصام والان الرسائل وغدا لا اعلم أي شيء سافعل .. عصام ما ذنبه .. وان كنت اكرهه ليس من حقي ان اخونه ... ااااااااااااه من عصام .. كيف سأنفصل عنه .. يبدو ان الامر اصعب مما توقعت .. اصعب بكثير .. ربما تكون قصة حبي مأساوية .. ليست كل قصة حب تكلل بالزواج ... ما يكتب بالقصص شيء و الواقع شيء اخر .. الواقع يختلف جذريا عن القصص ... دوما الواقع مر .. ويبدو ان هذا سينطبق علي .. سيحكم على قلبي بالموت .. لماذا لا ارضى بالواقع .. وان كان مر يجب ان ارضى فيه ... الحب ليس كل شيء في الحياة ليس كل شيء .. وانا من حكمت على نفسي بالدمار إذاُ يجب ان اتحمل كل شيء .. يجب ان اتحمل الى النهاية .. يجب ان اتحمل الى النهاية .. "

طفرت دمعه ساخنه من عينيها واستقرت على يدها ... مسحتها وذهبت لتتوضأ .. انتهت من الوضوء ولبست حجابها .. ولجأت لمن لا يخيب من التجأ اليه .. كبرت .. ركعت .. سجدت .. وعندها انهمرت دموعها .. لم تعدد تتحكم فيها .. اخذت تدعو الله وتدعوه ارتفع صوتها بالدعاء ..

اللهم انك تتنزل في السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل وتقول ... هل من تائب فأتوب عليه ... هل من مستغفر فاغفر له .. هل من سأل فاعطيه .. اللهم اني اتيتك... تائبه.... مستغفره... سائله .. اللهم تب علي ... واغفر لي .. اللهم اني أسألك اذا كان في عصام خير لي ان تمل قلبي اليه ... وتنزع حب باسل من قلبي .. واذا كان في عصام شر لي ان تبعده عني .. وتخلصني منه ...
يا رحمن يا رحيم يا ارحم من كل رحيم ... ارحم حالي وأرحني مما انا فيه ...
اللهم اني أمتك ... بنت امتك... بنت عبدك ...ناصيتي بيدك... ماضى فيّ حكمك ... عدل فيّ قضائك ..
اللهم اسألك بكل اسم هو لك... انزلته فى كتابك... او علمته احد خلقك... او استأثرت به فى علم الغيب عندك ....ان تشملني برحمتك و مغفرتك فى الدنيا... و تجعل الصبر على قضائك و الرضا به هو زادي ... وتصبرني على مافيّ ... و تجمعني بالحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم فى الفردوس الاعلى من الجنة.... انك ولى ذلك و القادر عليه ..

.
.

في عصر اليوم التالي.. في منزل ابو خالد ...

خالد منذ اسبوعين يخرج من البيت صباحا .. ولا يعود الا عند منتصف الليل .. يتجنب الاحتكاك بابيه ...قراره بعدم الزواج من هند ... سبب الكثير من المشاكل في البيت ... كانت هذه الاسبوعين كئيبة جدا ... ام خالد في قلق مستمر على خالد ... ابو خالد زادت عصبيته اضعاف مضاعفه ... لم يكن احد يستطيع ان يقول له شيء .. كان إلقاء السلام عليه يعتبر مجازفة ...

في حجرة سارة ...

كانت سارة قد انتهت من ارسال رسالة لفهد ... خلال هذه الاسبوعين كانت رسائل سارة لفهد يوميه ... كانت تاخذ منها هذه الرسائل وقت وجهد كبير ... اشترت الكثير من الكتب .. بحثت في الكثير من مواقع الطب النفسي .. وفي النهاية لجأت لطبيبه نفسيه .. كانت تتصل عليها وتسألها كيف تتصرف .. شرحت لها كل ما تعرفه عن فهد .. وساعدتها كثيرا ... اخبرتها بماذا تكتب في الرسائل وباي طريقة تخاطبه ..

سمعت سارة طرق على الباب ... دخلت مها .... جلست على السرير .. ولم تنبس ببنت شفه ... كان الخوف واضح جليا في كل حركة من حركاتها .. فتحها للباب .. مشيتها ... جلستها .. حركة يديها ... عيونها كانت تسأل الف سؤال وسؤال ...أثارت قلق ومخاوف سارة عليها ... جلست سارة بالقرب منها ... تحدثت مها .. فلم تفهم سارة شيء .. كانت تقول كلمات مبهمة

سارة : مها اهدئي وافهميني ما حدث ..
مها اخذت نفس عميق وقالت : الى الان لم يحدث شيء.. لكن قريبا سيحدث ..
سارة : لا تتحدثي بالالغاز وافهميني ..
مها : حسنا .. انت تعرفين ان خالد لا يريد الزواج من هند ..
سارة : نعم اعرف .. اليس اخي مثلما هو اخيك ..
مها : وتعرفين ان احمد اخو هند...
ساره : اتريدين ان تقولي لي شجرة العائله نعم اعرف .. تريدين ان تصلي الى اين ..

زاد اضطراب مها .. تلعثمت .. سقطت من عينيها دمعه ... ضمت قدميها الي صدرها ولم تنطق بحرف .. صدمت سارة من ردة فعلها .. اخذت تنظر اليها .. لم تفهم ما الحكاية ..

سارة : مها .. هل من الممكن ان توضحي اكثر .. انا لم افهم شيء ...
مها : احمد يا سارة سيتركني ...
سارة : نعم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كان جواب مها الدموع ... اما سارة فكانت تغلي من الغضب .. لم تعرف ما تقول .. حاولت التماسك ..
سارة : ولماذ ..؟؟ امن اجل هند وخالد

كانت هزة رأس مها هي الجواب ..
اسقط في يد سارة .. خالد مستحيل يتزوج هند ..لماذا لا تعلم .. كل ما تعرفه انه مصر على قراره .. وان المشاكل ستلاحقهم بسبب ..جلست على الكرسي تفكر بصمت .. ليس بيدها شيء تفعله .. ومنظر اختها قطع قلبها .. فكرت... وفكرت ...وفكرت ... ولم تجد مخرج من هذا المأزق ... عدول خالد عن قراره هو الحل .. اتصلت به فهو طوق النجاة الوحيد ... لكن لم يجب اتصالها احد .. كان كل ما بيدها مواساة اختها ..

سارة : مها .. لا تخافي عمي لن يوافق على قرار احمد ...
مها : .....
سارة : وهند كذلك لن ترضى ..

جواب مها الوحيد الدموع ...

سارة بكل دهشه : مها من اخبرهم عن قرار خالد .. لا احد يعرف بهذا الموضع غيرنا .. لا تكوني من اخبرهم ..

هزت مها رأسها دليل النفي ..

سارة : مها تحدثي معي .. ليس الصمت هو الحل .. يجب ان نتناقش في الموضوع ...
مها : ماذا تريديني أقول ... . هل أقول ان كل شيء انتهى ..
سارة : حسنا انت من اخبرك عن قرار احمد.. هل هو من اخبرك بنفسه ...
مها : لا
سارة : مرام ..
مها : لا ..
سارة : هند .. عمي .. من ..؟؟
مها : لا احد
سارة : نعم ...؟؟؟؟؟
مها : لا احد ..
سارة : مها تحدثي معي بعقلانيه .. انت قلتي ان احمد سيتركك .. والان تقولين لا احد قال لي هذا الكلام ..
مها : الى الان لم يخبرني احد بأي شيء .. لكن هذا ما سيحدث قريبا ..
سارة : ولماذا انت متأكده بهذا الشكل ..
مها : لان مريم ابنة خالة صديقتي هدى حدث معها هذا الشيء .. تركها خطيبها لان اخيها رفض ان يتزوج اخته ..
سارة باستهزاء : وماذا ايضا ..؟
مها : لا تكلميني بهذا الاسلوب ..
سارة : باي اسلوب تريديني احدثك .. ارأيت شكلك قبل ان تدخلي حجرتي .. الا تعرفين كيف اخفتني .. وفي الاخير اكتشف انك تبنين كلامك على استنتاجات غبيه .. كيف احدثك اخبريني ..
مها : ليست مجرد استنتاجات ..
سارة : كلي اذان صاغيه .. ماذا ايضا ..
مها : احمد ..لم يتصل منذ يومين ...
سارة : ستقتلينني بغبائك ... ربما يكون هناك شيء اشغله عنك ...
مها : لا لابد ان ما اخبرتك به هو السبب ..
سارة : مها ... تفاءلوا بالخير تجدوه ...

وقطع حديثهم .. رنين جوال مها منبأ بوصول رساله .. فتحتها

لا تفـــتكر
اذا طــــالت
الغيبة نسيتك
وإذا جافيتك
إنــت غــالي والقلب بيتــك

انقلب حال مها جذريا .. ارتسمت ابتسامة على شفتيها .. وخرجت من الحجرة بدون ان تنطق بحرف ... تعجبت سارة .. وضحكت ..

سارة : من احمد
مها : نعم ..

خرجت واغلقت الباب ...

ما هذا الجنون ... برساله ترضى وتنسى كل ما كانت تقول .... فتيات مغفلات ..

.
.

كان خالد يحدث عمه ابو احمد بالهاتف ...

خالد : السلام عليكم ...
ابو احمد : وعليكم السلام ورحمة الله .. اهلا خالد ..
خالد : كيف حالك ..
ابو احمد : بخير والحمد لله ..
خالد : عمي ... احمد ومحمد عندك ..
ابو احمد : لا ليسوا في البيت ... خالد هل حدث شيء .. هل الجميع بخير ...
خالد : نعم الجميع بخير .. لكن انا اريدك في موضوع ... وانا الان امام الباب ...
ابو احمد : تفضل .. البيت بيتك ... لا داعي للاستئذان
خالد : حسنا .. مع السلامه ...

اراد خالد الدخول لكن لم يستطع .. تجبست قدماه ... كان يمشي خطوة ويتراجع عشر .. لم يكن يريد ان يصل به الحال لهذه الدرجه .. كان يخاف من هذا اليوم .. ولم يكن يريد ان يعيش هذا الموقف .. اراد ان يتراجع .. اتجه نحو سيارته فتح الباب .. لكن عمه ابو احمد خرج له ..

صُدم ابو احمد عندما شاهد خالد .. في الاسبوعين الاخيره تغير جذريا .... واصبح حاله يدعو الى الرثاء ... افاق ابو احمد من صدمته ...

ابو احمد : اهلا خالد .. الى اين ..؟؟ الم تقل انك تريديني في موضوع .. ولماذا تأخرت ولم تدخل ..
خالد : ا .. نعم .. اقصد نسيت المفتاح في السيارة وعدت لأخذه .. لماذا أتعبت نفسك .. واتيت الى هنا دقائق وكنت سادخل ..
ابو احمد : حسنا ..

دخل ابو احمد وخالد معه .. كان السكون مخيم على المكان ... كان في ذهن ابو احمد الف سؤال .. لكن كان يريد من خالد ان يقول ما عنده بدون تدخل منه .. انتظر وانتظر .. وخالد صامت .. قطع السكون بصوته الجهوري ...

ابو احمد : خالد .. ابيك واخوتك بخير ..
خالد بسرعه : نعم الجميع بخير ...
ابو احمد : اعمامك .. احمد .. محمد .. من الذي حدث له مكروه ...
خالد : لا احد الجميع بخير .. لا تقلق ..
ابو احمد : إذا ما الحكايه .. .
خالد باضطراب : انا ... " وصمت "
ابو احمد : خالد ماذا حدث ... ولماذا كل هذا الاضطراب .. ما الذي تريد ان تقول .. لا تقلق .. وقل ما عندك ...
خالد : ليس لدي ما اقول ..
ابو احمد : خالد انت ابني قبل ان تكون ابن اخي .. اخبرني بما لديك ..
خالد : لا شيء فقط اتيت لأزورك ...
ابو احمد بنفاد صبر : استهدي بالله .. وقل ما عندك .. والا تقول لا شيء من يراك سيقول ستخبرنا عن مصيبه .. ارحني ولا تتلف اعصابي اكثر ...
خالد : عمي لا اعرف ما تقول .. لكن ما استطيع ان اقوله ان زواجي من هند لن يتم ...

غضب ابو احمد .. حاول ان يتمالك نفسه ..

ابو احمد : والسبب ..؟؟
خالد : هذا مالا استطيع ان اخبركم به ..
ابو احمد : هل فعلت هند شيء تستحق عليه هذا ..
خالد بسرعة : لا هنتد تستحق من هو افضل مني ...
ابو احمد : إذاُ ..؟؟
خالد : إذاُ ماذا ..؟؟
ابو احمد : لماذا تجازيها بهذه الطريقه ..
خالد : الامر ليس بيدي ..
ابو احمد بعصبيه : بيد من ... بيدي ام بيدها هي ...
خالد : عمي ارجوك .. أهدئ ...
ابو احمد : ملكت اعصابي بما فيه الكفايه ... هل ذنبي اني وثقت فيك وسمحت لهند ان تبقى على هذا الحال اربع سنين .. لو كان غيرك لم أكن سأرضى لابنتي ان تبقى على هذا الوضع .. فضلتك على ابنتي .. اعتبرتك ابني .. بل اغلى ... والان تجازيني بهذه الطريقه .. ماذنبها هي .. تعلقت بك والان ترميها على صخر .. ما ذنبها تحطم مشاعرها ... تأملها ومن ثم لا تجد سوى سراب ... اخبرني ذنب من .. ذنب من ...
خالد : ليس ذنب احد .. بل قضاء وقدر .. والنصيب ...
ابو احمد : ونعم بالله ... لكن لابد ان تكون هناك اسباب ولابد ان اعرفها ...
خالد : عمي ارجوك لا استطيع ...
ابو احمد : فقط تستطيع ان تدمر مستقبل ابنتي وتحطمها .. اما ان تبرر موقفك وتوضح لنا الامور لا تستطيع ...
خالد : عمي لا تجبرني على شيء لا اريده ...
ابو احمد : الدنيا ليست بهذه البساطه ... تفعلون ما تريدون بدون ادنى توضيح ... تتحكمون بمصير غيركم ومن ثم لا تريدون ان تقولوا الاسباب ..
خالد : عمي ماذا تريد ان تعرف .. ساقول لك كل شيء .. انا احب هند .. وقراري ليس باختياري .. مجبر .. هذا ما حكمتني عليه الظروف ... اتيتك وقلبي ممزق .. اقول مالا اريد .. ليس بيدي أي شيء مما حدث وما سيحدث .. ليس بيدي شيء صدقوني .. اكثر من هذا لا استطيع ان اوضح .. لاني لا اريد ان اكون السبب في هموم اكثر ... عذبتكم معي بما يكفي .. منذ سنتين وانا مقرر هذا القرار لكن لم استطع ان اخبركم به .. لانكم ستطلبون توضيحات وهذا مالا اريد .. لكن سيأتي يوم وتعرفون كل شيء وتعذروني حينها " سقطت دمعه " ربما يكون هذا اليوم قريبا جدا .. اعذرني يا عمي .. واطلب من هند ان تسامحني .. قل لها يقول لك خالد ... سامحيه وابتعاده عنك افضل الف مرة من قربه .. مع السلامه ...

خرج خالد وترك ابو احمد في دوامة حائرة من الافكار .. في البداية كان غضبه شديد على خالد ...كان كالنار المستعره .. لكن دمعة خالد أطفأت كل شيء .. وتغيرت مشاعر ابو احمد من غضب الى خوف وحزن ورثاء... لم يفهم شيء مما قاله خالد كل ما استطاع التوصل اليه .. ان خالد بحاجه لهم .. ومن المستحيل ان يتركه بهذا الحال .. اتصل عليه .. لكن هاتف خالد مغلق ...

أما خالد فقد خرج من بيت عمه على غير هدى استقل سيارته ... كان الحزن مسيطر عليه .. الحياة في عينيه سوداء ... كلام عمه يتردد في اذنه .. يتخيل موقف هند عندما تعرف بقراره .. موقف ابيه وامه ... عندما يعلمون انه اخبر عمه .. موقف الجميع منه ... الكل سيضع اللوم عليه .. الكل سيغضب منه .. الكل سيحاسبه على شيء ليس بيده ... وسيتقبل كل ما سيفعلونه بدون أي تذمر ... فعذابه اهون من عذابهم جميع ... سيبقى صامد الى ان ينفذ الله فيه حكمه ... اوقف السيارة على جانب الطريق .. نزل منها واخذ يسير على قدميه ... قطع اميال عديده ... لم يكن يشاهد شيء من معالم الطريق .. ذكريات وهموم .. ومستقبل مظلم هو كل ما يشاهده ... لم يكن يشعر باي شيء حوله ... يتخيل حال الجميع بعده .. كيف سيكون .. امه ... سارة .. مها فيصل .. ابيه .. مشعل .. كيف سيتقبلون الخبر .. هل سيتماسكون ام تدمر الصدمه احدهم .. كانت الافكار تسير به الى ما بعد النهايه .. هو سيرتاح باذن الله لكن هم .. ستبدأ معاناتهم مع بداية راحته ... فلماذا يخبرهم من الان .. ويدعهم يتحملون المعانة معه وبعده ... اعادة الى ارض الواقع بكاء فتاة في الثامنة من العمر بالقرب من احد المحلات .. كان قد وصل الى احد الاسواق بدون ان يشعر ... اتجه نحوها وبحنيه الاب سألها
خالد : ما اسمك يا حلوتي
ريم : انا اسمي ريم وانت ..
خالد : انا خالد و لماذا تبكي ريم ..
ريم : اريد هذه اللعبة وامي لا تريد ان تشتريها لي ..
خالد : تعالي وسأشتريها لك ..
ريم : حقا يا عمي ..
خالد : نعم لكن اولا امسحي دموعك .. لا اريدك ان تبكي فعيونك جميله لكن دون دموع ...
ريم : هل انا جميله ...
خالد : جميلة .. وملكة جمال .. انت اجمل فتاة شاهدتها في حياتي ..
ريم والفرحه تغمرها : حقا ..
خالد : نعم .. هيا تعالي الا تريدين ان تشتري اللعبه ..
ريم : اريد بالتاكيد ...

دخلت ريم مع خالد واشترى لها اللعبه .. وعندما خرجوا من المحل .. سألها ..

خالد : حبيبتي ريم أين والدتك ..
ريم : دخلت ذلك المحل " واشارت الى احد المحلات "
خالد : وانت لماذا لم تدخلي معها ...
ريم : دخلت لكن كنت اريد هذه اللعبه فعدت للمحل .. واتيت انت ..
خالد : لابد ان تكون امك قلقه عليك .. حبيبتي ريم هيا لنذهب لها .. وعديني الا تفعلي ذلك مرة اخرى ..
ريم : حسنا عمي ..

قطع حديثهم صوت امرأة ..
أم ريم بصوت حاد : ريم تعالي هنا ..

اتجهت نحوها ريم .. واخذت تريها اللعبه .. .
ريم : انظري لقد اشترى عمي خالد اللعبه لي ..
ام ريم : كم مرة قلت لكي لا تتحدثي مع الاغراب ..
ريم : ليس غريب .. انه عمي خالد .. طيب جدا .. لقد قال اني اجمل قتاة شاهدها .. انظري اليه انه طيب

واشارت ريم لمكان خالد لكنها لم تجده ...

ريم : اين ذهب .. امي لقد كان هنا ..
ام ريم : لا اعرف هيا لنعود الى البيت فقد تأخر الوقت ...
ريم : لكن لقد نسيت ان اقول له شكرا .. ماذا سأفعل الان ..
ام ريم : اذا شاهدتيه مره اخرى اشكريه .. لكن لو طلبت من احد شيء سأضربك ...
ريم : لم اطلب شيء .. هو سألني لماذا تبكين وقلت له اني اريد اللعبه فذهب واشتراها .. والله لم اقل له يشتريها ...
ام ريم : حسنا لنذهب الى البيت ..

.
.

في حجرة أسيل

أسيل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عصام : وعليكم السلام .. أسيل متصله بي لا اصدق ..
أسيل : لماذا .. الا يحق لي ان اتصل بك ..
عصام : لا ليس هذا ما اقصد ..لكن من الفرحه لم اعرف ما اقول ...
أسيل : بخير .. كيف حالك انت ..
عصام : انا بخير ما دمت اكلم القمر ..
أسيل : متى ستعود ...
عصام : بالضبط لا اعرف لكن خلال الاسبوعين القادمين ..اشتقت لي ..
أسيل ودمعة سقطت منها : ربما .. عصام مع السلامه ابي يناديني ...
عصام : مع السلامه ..

ضمت قدميها الى صدرها واخذت تبكي ...

" لا استيطع .. والله لا استطيع .. ارحمني يا الهي ... ارحمني ..."

.
.

خلال هذه الاسبوعين تحسنت علاقة فهد بابيه .. ليست كثيرا .. لكن كان تحسنا ملحوظ ... كان لرسائل سارة دور كبير في اعادة فهد التفكير في حياته ... كان فهد في حجرته مقرر قضاء هذه الامسيه مع ابيه .. لبس ثيابه واتجه لحجرة ابيه في الطابق الاول .. كان يحس براحة نفسية لم يشعر بها من قبل ... لكن فجأة سمع صرخة هارون خادمهم ...تسمرت قدماه في مكانها .. وشاهد هارون يتجه نحو يبكي ويقول ..
هارون : فهد بابا مات ..

دارت الدنيا في عيني فهد .. لم يتحرك من مكانه .. جلست على الدرج ... و خلى الكون حوله من كل شيء ... سوى كلمة هارون .. ان ابيه قد مات .. انطلقت منه صرخه واحدة

فهد : هذااااااااااا ما كنت خائف منه ... هذا ما كنت خائف منه ...
-------------------------------



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:34 AM   #17

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

** الزهرة السابعه عشرة **

خلال هذه الاسبوعين تحسنت علاقة فهد بابيه .. ليست كثيرا .. لكن كان تحسنا ملحوظ ... كان لرسائل سارة دور كبير في اعادة فهد التفكير في حياته ... كان فهد في حجرته مقرر قضاء هذه الامسيه مع ابيه .. لبس ثيابه واتجه لحجرة ابيه في الطابق الاول .. كان يحس براحة نفسية لم يشعر بها من قبل ... لكن فجأة سمع صرخة هارون خادمهم ...تسمرت قدماه في مكانها .. وشاهد هارون يتجه نحو يبكي ويقول ..
هارون : فهد بابا مات ..

دارت الدنيا في عيني فهد .. لم يتحرك من مكانه .. جلس على الدرج ... و خلى الكون حوله من كل شيء ... سوى كلمة هارون .. ان ابيه قد مات .. انطلقت منه صرخه واحدة

فهد : هذااااااااااا ما كنت خائف منه ... هذا ما كنت خائف منه ...

وضع كفيه على رأسه واخذ شريط حياته يدور امامه بسرعه عجيبه .


ابو فهد : فهد كم عمرك
فهد : انا اصبحت رجلا عمري الان 6 سنوات ..
ابو فهد : لماذا اذاً لم تجلس في المقعد الخلفي وحدك ..
فهد : لاني احب امي .. وهي تحبني...
ابو فهد : لا امك تحبني اكثر ..
فهد : لا لا لا لا .. تحبني انا اكثر اليس كذلك امي
ام فهد : كيف لا احبك وانت قلبي ..
فهد وهو فرح : أرأيت تحبني اكثر .. ولا تحبك .. اذهب لأمك هذه امي انا ..
ام فهد : ههههههه . .. هيا اذهب لأمك ..
ابو فهد : فهد أمك تكذب عليك .. امس قالت لي انها تحبني اكثر ولا تحبك ..
فهد : لا تحبني انا ولا تحبك ..
ابو فهد : لا تحبني انا ..
فهد : لا اناااا .. امي تحبني انا أكثر اليس كذلك..
ام فهد : فهد احبك انت فقط .. و انت " تخاطب ابو فهد " اذهب لأمك ههههه
ترك ابو فهد المقود ..
ابو فهد : انا لا احبكم ابحثوا عن من يذهب بكم الى الحديقه ..

فجأه صرخه عاليه انطلقت من امه وهي تضمه الى صدرها

ام فهد : انتبببببببببببببببببببببب ببببب بببببه شااااااااااااااااااحنه ..

صوت ارتطام .. انقلبت السيارة ... صراخ امه .. وصوت ابيه يناديهم . .اختلطت الاصوات .. صوت من هنا وصوت من هناك .. وفجأه خيم السكون ... سوى انين يصدر من امه .. وسكون جسد ابيه .. اخذ يبكي ...

" امي دم على وجهك .. ابي تعال وانظر ماذا حدث لامي .. امي ابي اجيبوني .. امي امي .. امي امــــــــي.. ابي .. ابي .. أنا .. انا .. انا احب.. احبك .. اجبني .. والله ا ا احبك .. "

قبضت امه ارتخت عنه و لم يعد يعي بشيء .. استيقظ وهو فغرفة بيضاء.. التفت يمين وشمال ولم يشاهد سوى عمته تبكي

فهد : اين امي ...

من بين الدموع وصله الجواب ..

ام باسل : ذهبت وستأتي بعد قليل ...
فهد وهو يبكي : انا اريد امي اريدها الان .. اريد امي ..

أخذته عمته بحظنها .. تحاول تهدئته ..

ام باسل : ستأتي بعد قليل .. لا تبكي ستغضب عندما ترى دموعك ...
فهد : لكن انا اريد امي .. اريد امي
ام باسل : الا تريد ان تذهب لابيك .. انه يبحث عنك .. هيا لنذهب اليه ..
فهد : حسنا لكن بعدما اذهب لابي اريد ان اذهب لامي
ام باسل : حسنا ..

حملته بين يديها وخرجت من الحجرة قاصده حجرة اخيها .. طرقت الباب ..

ابو خالد : تفضل

وما ان دخلت حتى تفلت فهد من بين يديها وارتمى بحضن ابيه الذي كان موسد على السرير..

ام باسل : السلام عليكم .. كيف حالك الان ..
ابو فهد : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ...
فهد : ابي اين أمي .. اريد امي ..
ابو فهد : ......
فهد : اررررررريد امي .. اريد امي .. اريد امي .. اين هي .. انا اسأذهب لها وحدي .. أريد امي ..
ابو خالد بغضب : أمك ماتت .. لن تعووود .. تركتم للابد ..

نظرة عتاب صوبت باتجاهه من عيون الجميع .. لكنه لم يلتفت لهم

فهد وهو يبكي : كذااااااااب لن تتركنا .. قالت انها تحبني

ابو خالد وهو ممسك به : اصمت كفى ما جرى لابيك .. قلت لك ذهبت ولن تعود

توقفت الذكريات ولم تبقى سوى هذه الجمله تتكرر في عقله ذهبت ولن تعود ... ذهبت ولن تعود .. ذهبت ولن تعود .. تلتها جملة
هارون فهد بابا مات .. فهد بابا مات .. فهد بابا مات .. فهد بابا مات ..

كل شيء تبخر احلام طفولته .. و احلام ماضيه القريب ..

فاق من تخيلاته ووجد نفسه وحيد .. هارون ليس موجود .. نادى عليه ولم يجبه احد .. اتجه الى حجرة ابيه وجد الباب مفتوح .. تردد كثير قبل ان يدخل .. دخل ونظر يمنه ويسرى ولم يجد .. احد .. خرج من الحجره واخذ يبحث في ارجاء البيت وايضا لم يجد احد ...

.
.

o0o0o0o0o في منزل ابو زياد o0o0o0o0o

كانت أسيل في حجرتها .. مستلقيها على سريرها ونظرها شاخص في السقف ... تصل اليها اصوات ضحك اهلها .. الجميع في حجرة الجلوس ... نادوها لتجلس معهم لكنها لم تستجب لهم .. فهي مازالت تشعر بحقارة ما فعلت .. و لا تستطيع ان تضع عينها في عين والدها .. كلما رأته تذكرت مافعلت وشعرت بالذل .. كيف تخون اهلها ... ابيها واخوتها .. تشتم نفسها على ما فعلت ليس لديها القدره ان تجلس معهم بعد ان فاقت من غفلتها .. وايضا مازال الحزن في قلبها كبير فمصيرها ارتبط مع عصام ويبدو انه لا مفر من ذلك ...

فجأه خيم السكون على المكان ولم تعد تسمع صوت احد من اهلها تعجبت لكنها لم تعطي الموضوع امرا ذي بال ..وعادت تفكر في ماضيها وحاضرها ..

" عصام اصبح امر محتوم .. لماذا لا اتقبله .. لا يوجد حل سوى هذا .. انا لا اعرفه جيدا لاحكم عليه .. ربما تكون فكرتي عنه مجرد تصورات وليست حقيقه .. لكن يكفي محاولة ضربي .. لم يفعلها احد قبله .. كيف اضمنه ..لابد ان ..."

فٌتح الباب بقوة .. كانت رسيل من فتحته .. الدموع تنهمر من عينيها ووجهها ينذر بشر عظيم .. قامت أسيل بسرعه واتجهت لها ... الف سؤال وسؤال يدور في خلدها لكنها لم تتجرأ وتسأل ....الخوف من المصيبه اهون الف مره من وقعها .. اخذت تنظر الى رسيل وهي صامته .. فجرت رسيل الصمت بصوت يتخلله بكاء...

رسيل : عمي سالم في العناية المشدده .. حالته خطيره جدا .. اصيب بجلطة قلبيه ..

أسيل : مااااااااااااااااااااااذا .. متى .. كيف ...

.
.

o0o0o0o0 في المستشفى o0o0o0o0

كان الجميع موجود بالقرب من حجرة ابو فهد ...كان اخر من وصل محمد ..

محمد :كيف حالته الان ..
خالد : حالته خطيرة ... ويقول الطبيب اذا مرت 24 ساعه على خير سيكون بخير ..

كان فهد جالس على احد المقاعد وينظر الى الارض .. لم ينطق باي حرف منذ ان وصل الى المستشفى ... الان فقط عرف الى أي مقدار يحب ابيه .. عرف انه يحبه اكثر من أي شيء في الوجود حتى نفسه .. أما الاوهام التي كانت ساكنه في عقله فقد تبددت ....

فهد : ابي ارجوك اريد ان اذهب معه ..
ابوفهد : قلت لا .. ولا تعني لا ..
فهد : ابي لقد اعطيته كلمه ولا اريد ان ارجع بها ...
ابوفهد : ومن قال لك توافق بدون ان تشاورني ..
فهد : وافقت وانتهى الموضوع ابي ارجوك ..
ابوفهد : قلت لا... رحله بحريه في هذا الجو ووحدكم لا ...
فهد : ابي .. هذه المره فقط ...
ابو فهد : قلت لا والان دعني اريد ان اكمل عملي ...
فهد بحزن : حسنا ..

مر يوم على رفض ابو فهد وبعدها وصل لفهد الخبر الذي حطمه !!
كانت الساعه بحدود الحاديه عشر ظهرا .. وكان فهد نائم .. استيقظ على صوت ابيه ..

ابوفهد : فهد ... فهد .. فهد هيا استيقظ ..
فهد : كم الساعه الان ..
ابوفهد : الحاديه عشرة ..
فهد : دعني ان الوقت مبكر اريد ان انام ..
ابوفهد : هناك امر مهم هيا استيقظ ..
فهد : اممم ماذا تريد ..
ابوفهد : هيا بدل ملابسك سنذهب الان ..
فهد : نذهب والان ..الى اين .؟
ابوفهد : ستعرف لاحقا ..

ارتدى فهد ثيابه وذهب مع ابيه .. في السياره حاول فهد ان يعرف أي سيذهبون لكن كان ابوفهد ملتزم الصمت ..

فهد : ابي الى اين سنذهب هذه المره الاف التي أسألك بها ارجوك اجبني ..
ابوفهد بعد تردد : سنذهب لنصلي على ميت ...
فهد : ميت .. من الذي ماات !!
ابوفهد : ............
فهد : ابي ارجوك اخبرني من الذي مات !!

لم يستطع ابوفهد ان يجيبه .. كان خوفه من وقع الصدمه عليه كبير ... يعلم انه سيصدم عاجلا او اجلا لكن كلما ارد ان ينطق بالخبر لم يستطع ..
وصلو الى المسجد وكانت الافكار تتلاطم في عقل فهد اخذ ينظر يمنه ويسرى ربما يرى احد يعرفه ويسأله .. لكن صدمه عدم وجود احد من اعمامه او ابناء عمومته ... وصدمته الكبرى عندما رأى اهل صديقه ابراهيم .. وقف تفكيره لم يستطع ان يفهم ماذا حدث .. اخذ ينقل بصره بسرعه بين الموجودين لعل وعسى يجده لكن للاسف خاب ظنه .. ابراهيم ليس موجود .. والجموع ملتفه حول ابو ابراهيم واخوته و .. وجسد موسد امام الامام .. اخذ قلبه يدق بعنف .. بصره معلق بذاك الجسد .. حاول ان يشيح ببصره عنه لكن لم يستطع .. قلبه يقول له انه ابراهيم .. ابراهيم صديق الطفوله.... ابراهيم مستودع سره.... ابراهيم صديقه الوحيد... ابراهيم ...؟؟ .. احتبس الدمع في عينيه و أنطلق منه سؤال ... سؤال يحمل اخر امل له ..

فهد : ابي هذا ليس ابراهيم اليس كذلك ..

لم يجبه ابيه ونظر الى الارض ..

فهد : ليس ابراهيم .. ارجوك قل ان كلامي صحيح ليس ابراهيم .. ابوفهد : .....

انتظر اجابه ولم يجد .. بدون ادنى تفكير تحرك باتجاه الجسد الموسد على الارض ...جلس بقربه و سقطت دمعته عليه ..

فهد : ابراهيم اتتركني .؟

وبالتاكيد لم يجد أي اجابه سوى يد الشيخ على كتفه .. التفت له وسأله بكل رجاء

فهد : عمي ليس ابراهيم من مات ...
الشيخ : عظم الله اجرك .. لكل اجل كتاب .. والموت امر كلنا ذائقوه..

قبل ان يكمل الشيخ كلامه خرج من المسجد و عاد الى المنزل بسيارة أجره ... دخل حجرته واغلقها على نفسه .. ومنذ ذلك الوقت اتخذ قراره .. بان لا يحب ويتعلق باحد بعد ما حدث لامه ثم ابراهيم.

افاق على صوت فيصل

فيصل : فهد ان عمي بخير باذن الله لا تفعل بنفسك هكذا ..

كان فهد يبكي بدون ان يشعر يبكي الماضي والحاضر .. لم يجب عليه وذهب الى دورات المياه ليغسل وجهه .. ومن ثم عاد اليهم .. كان الصمت مخيم على المكان قطع الصمت بصوته المبحوح ..

فهد : من الذي احظر ابي الى هنااااااااااا ..

الدهشه ارتسمت على وجوه الجميع ما عادا خالد وهارون ...

خالد : انا من أحظرته الى المستشفى قبل ان يحدث ما حدث اتصل بي عمي وطلب مني الحضور .. لانه كان يريدني بامر ما لا اعرف ما هو وعندما وصلت وجدته قد اصيب بالجلطه و ساعدني هارون على نقله ..


وعاد السكون من جديد ...كانت الدقائق تمر بطيئة ثقيله ... مر عليه 8 ساعات فقط 8 ساعات مرت كانها دهور .. حظر طبيب ليتطمن على حالته .. بعد فتره خرج الطبيب وكانت الصدمه ..

تلعثم خالد .. اسقط في يده لم يعرف اين يذهب.... كان واقف مقابل الطبيب ...

الدكتور محمد : خالد ....اخيرا وجدتك... كيف هي صحتك الان... هل تشعر بتحسن ... ولماذا لم تحظر الموعدين السابقين ..

وقف خالد تحت المجهر... الجميع بدون اسثناء ينظرون اليه وفي عيونهم الف سؤال .. الدهشه واضحه جليه .. حاول خالد ان يجيب ..لكن لم يستطع كل شيء خرج من يده .. ابو خالد جلس على اقرب مقعد

فيصل بصدمة : دكتور هل خالد يتعالج عندك .. وعن أي مرض يتعالج...
خالد : دكتور محمد من فضلك لحظه لو سمحت ..
الدكتور محمد : تعال معي الى المكتب ..
ابواحمد : دكتور ماذا به خالد ..
خالد : عمي سأخبرك لاحقا .. دكتور لو سمحت..
ابو خالد :خــــــــالد ..
خالد : نعم ..
ابوخالد : يكفينا ماحدث الى الان... دع الدكتور يخبرنا ..
خالد : ابي ليس الان .. ساخبركم كل شيء بنفسي ..

ذهب خالد مع الطبيب .... تحدث معه قليلا ثم خرج من المستشفى ...
مرت دقيقه... دقيقتين.... عشرة.... نصف ساعه وهم ينتظرونه لكن .. لم يأتيهم خالد ..كان السكون مخيم على المكان .. خوفهم على ابوفهد ومن ثم حكاية خالد .. الافكار تلعب بهم يمنه ويسره .. فجأه قطع عليهم الصمت صوت فهد ..

فهد : ذهبت الى الطبيب ولم يرضى ان يخبرني بشيء .. اما خالد فهاتفه مغلق وليس موجود بالمستشفى .. اما عن حالة ابي فهو كما هو مازلت حياته في خطر ...

كان فهد قد ذهب الى الطبيب بدون ان يشعر به احد .. فكلاً مشغول بافكاره ..

صوبت الانظار نحو فهد ..

فهد : هذا كل ما اعرفه
ابو خالد : والحل ..؟
فيصل : انا سأهذب الى الطبيب واعرف منه كل شيء ... من يعتقد نفسه الطبيب هذا .. خالد اخي ومن حقنا ان نعرف .. واذا لم يخبرني بارادته سيخبرني رغما عنه ..

قال كلماته وذهب الى الطبيب من دون ان ينتظر جواب ..

ابو زياد : فيصـــــل ..

وقف فيصل بمكانه من دون ان يلتفت عليه او ينبس بحرف ..

ابو خالد : فيصل دع عمك يذهب وهو سيعرف كل شيء ..

اكمل فيصل طريقه متجاهل كلامهم .. لحقه محمد وامسك به واخذ يحدثه محاولا تهدئته ..وذهب ابو زياد وابو احمد الى الطبيب ..

قرعوا الباب ولم يجدو احد .. جلسوا على الكراسي بانتظار الطبيب

.
.
هناك حيث الا مكان .. يقود خالد سيارته على غير هدئ ..

" الان سيعرفون كل شيء .. الان انا انتهيت .. لا اريد شفقتهم ....لا اريد ان يشعروا بضعفي .. لا اريدهم ان يحملوا همي .. اريدهم ان يتركوني بشأني.. لماذا حدث كل هذا ..لماذا طبيبي بالذات هو من اشرف على عمي .. لماذا المستشفى ذاتها .. اااااااه .. سنتين وانا ادعي العاااافيه لكي لا يعرفون وبكل بساطه ينكشف كل شيء .. بلحظه .. بغباء طبيب .. لكن الخطأ خطأي لو حافظت على مواعيدي لما سأل .. لو لم اكن موجود لما شاهدني .. لو ولو ولو .. الان سيصرون على معرفة كل شيء .. ولن استطيع ان اقف امامهم وفي النهاية انا المخطئ .. لابد ان اجد حل .. أي حل هذا .. اذا لم اخبرهم انا سيخبرهم الطبيب .. سيصرون عليه وسيتجاهل كلامي .. هم سيعرفون مني او من الطبيب لكن لو علموا مني لكان افضل .. لا انا لا استطيع .. كيف اخبرهم وانا لا اريدهم يعرفون .. لكن سيعلمون وقريبا مني او من الطبيب .. ااااااااااااااه من المصائب عندما تأتي تأتي ِدفعة واحده .."

.
.

عند الطبيب

الطبيب : اسف لا استطيع ..
ابو زياد : دكتور محمد .. كيف لا تستطيع .. ابننا ونريد ان نعرف ما به ..
ابو احمد : هل ترضى ان توضع بهذا الموقف .. ابنك ويتعالج عند طبيب قلب و لاتعرف كيف هي حالته وما هو مرضه ...
الطبيب : لكن هو لا يريد ان يخبركم .. وهذه اسرار مهنه ..
ابو احمد : اسرار مهنه .. اسرار مهنه ان تكون حاله ابنك بخطر ولا يخبرونك بما فيه .. اين الإنسانية .؟
الطبيب : ليس بيدي دعوه يخبركم ..
ابو زياد : لو يريد اخبارنا لاخبرنا منذ ان اصيب بالمرض وليس الان ..
ابو احمد : حسنا منذ متى وهو مصاب بالمرض ...
الطبيب : ..............................
ابو زياد : لا تقول اسرار مهنه .. نريد ان نطمئن عليه .. اليس من حقنا .؟
الطبيب : من سنتين ...

بانت الصدمه على وجوههم سنتين ولم يخبرهم .. سنتين وهو يصارع ألمه .. سنتين وهم لا يعرفون شيء ..

دارت احداث اخر لقاء في رأس ابو احمد

" عمي ماذا تريد ان تعرف .. ساقول لك كل شيء .. انا احب هند .. وقراري ليس باختياري .. مجبر .. هذا ما حكمتني عليه الظروف ... اتيتك وقلبي ممزق .. اقول مالا اريد .. ليس بيدي أي شيء مما حدث وما سيحدث .. ليس بيدي شيء صدقوني .. اكثر من هذا لا استطيع ان اوضح .. لاني لا اريد ان اكون السبب في هموم اكثر ... عذبتكم معي بما يكفي .. منذ سنتين وانا مقرر هذا القرار لكن لم استطع ان اخبركم به .. لانكم ستطلبون توضيحات وهذا مالا اريد .. لكن سيأتي يوم وتعرفون كل شيء وتعذروني حينها " سقطت دمعه " ربما يكون هذا اليوم قريبا جدا .. اعذرني يا عمي .. واطلب من هند ان تسامحني .. قل لها يقول لك خالد ... سامحيه وابتعاده عنك افضل الف مرة من قربه .. مع السلامه ... "

الان يا خالد فهمت كل شيء ..

ابو زياد وهو يهز كتف ابو احمد : لن يخبرنا اكثر .. وجلوسنا هنا ليس له أي فائده ..
ابو احمد : لكن ما حال ابو فهد ..
الطبيب : الى الان هو في مرحلة الخطر اربعة وعشرون ساعه ويتضح كل شيء ... اعذروني لكن خالد هو من طلب مني هذا .. لو كان الامر بيدي لاخبرتكم عن حالته بالتفصيل ...
ابو أحمد : وما السبب في اصابته ...
الطبيب : ارتفاع ضغط الدم وخصوصا انه يبدو قد كان مهمل في تناول الدواء ..لذلك اصابته الجلطة

.
.

اوقف سيارته في المواقف .. نظر الى شكله بمرآة السيارة... اخذ نفس عميق ودخل الى المستشفى .. تردد في البداية .. لكن تجاهل كل شيء واتجه الى الطابق الثاني حيث توجد غرفة الطبيب ..

.
.

كان فهد متساند على الحائط وواضع يديه خلفه ..

" وعاد الماضي بمأسيه ابي وينتظر مصيره بين الحياة والموت ..خالد قلبه مريض حالته لم نعرف عنها شيء .. امي رحلت .. وابراهيم لحقها .. والان سيتكرر كل شيء .. ابي سيلحقهم و خالد قد يتبعه في الطريق .. لا سعاده في الحياة .. رغم كل ما فعلت لم استفد شيء .. عزلتي بماذا افادتني الان .. انا كنت اهرب منهم لكي لا يؤثر بي رحيلهم هكذا ... لكي لا اشعر ان روحي تظهر مني وانا انتظر الساعات تمر لكي اطمن على ابي .. لكي لا أتألم .. لكي ولكي ولكي .. لكن للاسف عزلتي لم تفدني كما كنت اتوقع ... لم تفدني بقدر ما اضرتني .. لم تدعني اسعد بوجودهم وها أنا أتالم برحيلهم .. "

كالناقوس سطعت احدى الرسائل بذهنه ما الذي ذكره بها الان لا يعلم .. ربما لتزيد حزنه

السلام عليكم .. ومازالت الرسائل تصلك .. هل مللت ..ربما لكن انا الى الان راضيه وتعجبني ..

فهد عزلتك تضرك اكثر مما تنفعك .. سيأتي يوم لن تجدهم بقربك .. ستندم حينها على كل دقيقه اضعتها ... ستقول ليت الزمن يعود واصحح كل شيء .. العزله ليست حل .. انما هروب من مواجهة الواقع .. العزل مرض جعلته يتمكن منك .. عندما يرحلون ويتركونك ستعرف قيمه كل حرف كتبته لك .. واجه ..قاوم.. انتصر .. حياتك ليست حياة انت لست راضي عنها .. لا تخدع نفسك اكثر .. في قرارت نفسك لست راضي .... ولو أُنمله لست راضي ... هذه هي الحقيقه ولن يفيدك غير الحقيقه .. عش يومك وانسى امسك ولا تفكر بغدك .. فكل ما يريده الله سيقع ولن يرده شيء ... مادمت موجود ومن تحب حولك عش يومك ..

ارتفعت الاصوات فجأه ... ومن افكاره انتشله صوت عمه ...

ابو خالد بعصبيه : كيف لم يرضى يخبركم ...
ابو زياد : ليس بيده شيء هذا طلب ابنك ..
ابو خالد : قلتها ابني أي من حقي ان اعرف .. اين نعيش نحن .. لو كنا في الغرب لما تصرفنا هكذا ... اب ابنه بين الحياة والموت ولا يعرف عنه شيء .. سنتين يخبئ عنا المرض ..هل سنتشمت به لكي لا يخبرنا ... ام اننا سنزيد مرضه .. اي ابن هذا .. كل ما قلنا له شيء حمل نفسه وخرج ..لماذا لا يوجهنا ويضع النقاط على الحروف ..

وصلهم صوت خالد ...

خالد : ماذا تريدون ان تعرفون .. وانا ساضع النقاط على الحروف ... تريدون ان تعرفون اني مصاب بمرض لا شفاء منه .. اني سأموت ... ان حالتي من سيء لاسوء ..ماذا استفدتم الان .. لا شيء سوى هم فوق هم .. عمي الله اعلم بحاله وانا في الطريق سألحقه ... اتريدون ان اقولها بصوت عالي ساقولها انااااا انتهيت انتهيت انتهيت ...

كان الجميع صامت .. صدمهم كلام خالد .. توقعوا ان يكون مصاب بمرض خطير منذ ان سمعوا كلام الطبيب لكن ان يصل لدرجه ان يقول انه سيموت ...

خالد بصوت عالي :لماذا هذا الصمت اليس هذا ما كنتم تريدون ان تعرفونه .. وعرفتموه ..

كان خالد يحاول ان يمسك دموعه .. الاعتراف بالنهايه وقرب الموت شيء ليس بيسر .. قد يتحمله الانسان لكن ان يخبر به .. شيء صعب ..

خالد بعصبيه : تريدون ان تعرفون كل شيء بالتفصيل .. لكم ذلك .. في يوم من الايام ساسقط عليكم مثل عمي .. تريدون ان تعرفون .. انا مصاب بتصلب شرايين القلب التاجية.. تعرفون ماهي الشرايين التاجيه .. هي الشرايين التي يعتمد عليها القلب بالتغذية ... وفي أي لحظه سأصاب بهبوط بالقلب... او موت احدى عضلات القلب ...او بسكتة قلبيه واموت... واموت هل تعرفون معنى هذه الكلمه ...امووووووووت ... أي انتهي .. لن يكون لي وجود في الحياة .. ماضي .. صفحة وطويت ..

كان وقع الخبر شديد عليهم .. مصيبتين في وقت واحد ليس بالامر الهين .. وضع ابو خالد يديه على رأسه ...

ابو خالد : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
احمد : خالد اذكر الله وأهدئ .. تفاءلوا بالخير تجدوه ..
خالد : تفاءلوا بالخير تجدوه .. بكل سهولة لو كنت مكاني لما قلت هذا الكلام ..
ابو احمد : لا يوجد مرض بدون علاج ...
خالد : علاج أي علاج هذا .. لا يوجد سوى عملية توصيل شرايين .. وانا لن اخضع لاي عمليه .. افهمتم من الان اقولها لكم لن تجري لي أي عمليه ...

فيصل : حسنا لن يجبرك احد على شيء .. لكن هدئ نفسك .. لاينفع لحالتك الغضب ..
خالد بكل عصبية : لا اريد منكم شفقه .. لذلك لم أرد اخباركم .. لا تتعاملوا معي كمريض .. لا اريد شفقه ..
فيصل : لم اقصد كل ما قلته من خوفي عليك ...
خالد : لا تخاف ليس بي شيء ...لا تتعاملوا معي كمريض
فيصل : لكن ..
ابو زياد : فيصل خلاص انتهى الموضوع ..
خالد : سمعتم انتهى الموضوع لا اريد ان يحدثني احد به .. لا اريد نظرات شفقه .. لا اريدكم ان تحملو همي . وانسوا اني مريض .وانا سأبقى كما انا لن اشعركم باي شيء .. هل فهمتم ماذا اريد
ابو احمد : خالد كل ما تريده سيحدث لكن أهدئ قليلا ...
خالد : لاااا اريد امي تعرف افهمتم ..
فيصل : حسنا..
خالد :انت بالذات لا تخبر احد ..

قل هذه الكلمات وخرج



سكت الجميع وكلا غرق في افكاره ما بين خالد وابو فهد .. ذهب ابو خالد لطبيب ليستفسر عن حالة خالد .. لكن ما من جديد كل ما قاله الطبيب قاله لهم خالد ...

.
.

مرت الساعات ثقيلة بطيئة .. مرت14 ساعه على حالة ابو فهد والحال كما هو .. كانت الساعة بحدود الحادية عشر صباحا ..

o0o0o0o0o في حجرة أسيل o0o0o0o0o

استيقظت أسيل على رنين هاتفها ...

المتصل : السلام عليكم
أسيل : وعليكم السلام ..
المتصل : أسيل

اعتدلت أسيل على سريرها وقالت بصوت مضطرب..

أسيل : من المتحدث ...؟
المتصل : ليس مهم .. هل هذا هاتف أسيل محمد ..
أسيل : من انت ..
المتصل : فاعل خير ..
أسيل : ماذا تريد .. تحدث والا اغلقت الهاتف ..
المتصل : انت من ستخسرين حينها .. اردت ان اخبرك عن زوجك .. اذا اردت ان تعرفي اخر اخباره اذهبي الى المكتبة ****** وستجدين ظرف باسمه .. وفي داخله كل شيء .. وقولي لابيك ... سلطان جابر لا ينسى شيء " ضحك ضحكة شيطانية " .. والان مع السلامه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 03:37 AM   #18

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
**الزهرة الثامنة عشرة و الأخيرة **

o0o0o0o0o في حجرة أسيل o0o0o0o0o

استيقظت أسيل على رنين هاتفها ...

المتصل : السلام عليكم
أسيل : وعليكم السلام ..
المتصل : أسيل

اعتدلت أسيل على سريرها وقالت بصوت مضطرب..

أسيل : من المتحدث ...؟
المتصل : ليس مهم .. هل هذا هاتف أسيل محمد ..
أسيل : من انت ..
المتصل : فاعل خير ..
أسيل : ماذا تريد .. تحدث والا اغلقت الهاتف ..
المتصل : انت من ستخسرين حينها .. اردت ان اخبرك عن زوجك .. اذا اردت ان تعرفي اخر اخباره اذهبي الى المكتبة ****** وستجدين ظرف باسمه .. وفي داخله كل شيء .. وقولي لابيك ... سلطان جابر لا ينسى شيء " ضحك ضحكة شيطانية " .. والان مع السلامه ..

شُدهت اخذت تنظر للهاتف نظرات خاوية .. لا تحمل أي معنى ..

" زوجك .. قولي لأبيك سلطان جابر لا ينسى شيء !! .. نبرة صوته الشيطانيه .. ضحكته .. ضحكة حقود .. اضطرابات عارمه غمرتها .. "

كانت الساعه في حدود الحادية عشر ونصف صباحا .. كان ثالث يوم من ايام الدراسه .. وكان قد عزمت على عدم الذهاب للجامعة نظرا لحالة عمها .. بدلت ملابسها ونزلت الى غرفة الجلوس .. تبحث عن زياد ...او... جهاد اما اياد فقد سافر منذ 4 ايام لان الدراسه قد بدأت ...في حجرة الجلوس لم يكن احد موجود ... بحثت عنهم لم تجدهم .. وفجأة دخلت عليها رسيل

رسيل : السلام عليكم .. صباح الخير
أسيل .. صباح النور .. أين زياد وجهاد ..
رسيل : في المستشفى ..
أسيل : وامي اين هي ..؟
رسيل : ذهبت الى العمل ..
أسيل : امممممم ...الا تريدين ان تشترين اغراض للجامعه ..
رسيل : اغراض !!!
أسيل : نعم دفاتر واقلام .. واشياء من هذا القبيل ..
رسيل : بعد المغرب ساذهب الى المكتبه الم نتفق على هذا امس .!
أسيل : ما رأيك ان نذهب الان بعد المغرب سأكون مشغوله .
رسيل : مشغوله ..!!
أسيل بحده : نعم مشغوله .. ستذهبين معي او اذهب وحدي ..
رسيل : لا داعي لهذه العصبيه .. عموما لا اعتقد ان هناك مكتبات فاتحه ابوبها في هذا الوقت ..
أسيل : لا المكتبات الكبرى تكون في هذا الوقت مفتوحه .. انا سأذهب اذا اردتي تذهبين ارتدي عباءتك بسرعة ..

خلال خمس دقائق كانت أسيل ورسيل في السياره ..
أسيل : امين اذهب الى مكتبة ******
امين : حاضر ...

خلال الطريق لم تنبس أسيل بحرف .. تنظر الى الطرقات بصمت .. تفكر بما سيكون في الظرف .. حاولت عبثا لكن لم تستطيع .. عقلها امتلاء علامات استفهام ؟؟؟؟؟

رسيل : أسيــــــــــــــــــــــ ل
أسيل : نعم ..
رسيل : هل أخبرتِ امي انا سنذهب الى المكتبه . .
أسيل : نعم اخبرتها ..

وعادت الى الصمت ..
الفضول ...الخوف .. القلق . ذلك ما كنت تشعر به .. فالاتصال وصوت المتصل ينذر بسوء ..!! وصلوا الى المكتبه .. فتحت الباب واتجهت بخطوات سريعه الى المكتبه .. نظرت لها رسيل بتعجب .. ومن ثم قالت لامين

رسيل : لا تذهب لن نتأخر ..

اكتفى امين بهزة من رأسه ودخلت رسيل المكتبه .. لفت نظرها وقوف أسيل امام المحاسب .. اتجهت نحوها ..

المحاسب : تفضلي ..
أسيل : شكرا لك ..

اخذت منه الظرف ومن ثم نظرت الى رسيل ..

أسيل : انتِ هنا !!
رسيل بشـك : ما هذا ...؟
أسيل : لا تنظري إليّ هكذا .. ستعرفين كل شيء بعد قليل .. والان هيا لنعود الى البيت ..
رسيل : والدفاتر والاغراض ..!
أسيل بملل : ليس الان .. بعد المغرب سنعود ..
رسيل باحتجاج : مادمنا قد وصلنا دعينا نشتري ..
أسيل وهي تنظر لساعتها : لم يبقى على الاذان شيء .. عشر دقائق فقط .. لا تكفينا

قالت هذه الكلمات واتجهت نحو السيارة .. مجبرة رسيل على الحاق بها ...

.
.


هناك بالقرب من غرفة ابو فهد كان الجميع متواجد ... الحالة تغني عن الوصف .. مرت عليهم 16 ساعه ثقيله كئيبه .. خصوصا بعد معرفة مرض خالد .. الهم اصبح همين ... صدمتين في وقت واحد مؤلمة ...
اما خالد فانه خرج ولم يعد الى الان .. كان مكتفي بالاتصال بين ساعه واخرى للاطمئنان على عمه ...

كــان احمد يفكر باخته كيف سيكون مصيرها بعد ان تعرف مرض خالد ورفضه ..
أمـا ابو خالد فقد هده الخبر ... لم ينطق بشيء منذ ان عرف مرض ابنه ..
فهــد ... كان شريط ذكرياته يمر امامه .. منذ وفات امه الى ان سمع خبر مرض خالد .. استعاد لحظات حياته كلها مرها وحلوهـا ..

هنــــــاك في المزرعة كــان خالد .. في احد الحجر جالس .. لم يجد له مكــان اخر يلجأ اليه .. ولم يستطع ان يقابل اهله بعد ما اخبرهم بمرضه .. لا يريد ان يشعر بنظرات الشفقه .. ولا ان يشعر بانه سبب لااحزانهم ...

.
.

وصلت الى حجرتها تلحقها رسيل .. لم ترضى ان تفتح الظرف في السيارة .. ربما خوفا او اضطربا .. جلست أسيل على سريرها .. ووضعت الظرف امامها ..

رسيل : الن تفتحيه ..!!
أسيل : بلا سافتحه ..

امسكته بتردد .. بيدين مضطربه فتحت الظرف .. كانت فيه صور .. اخرجتها وسقطت ورقة على سريرها .. وفجأة .. صدرت منها صرخه ووضعت يدها على فمها .. وافلتت الصور ..
امــا رسيل فاخذت تنظر غير مصدقة ..

رسيل : اليس هذا عصام!!

لم تنطق بحرف لم تصدر منها حركه تدل على انها قد سمعتها ... نظرت الى الورقة التي كانت مع الصوره وفتحتها ..

ما رأيك بالمفاجأة اليست رائعة .. وزوجك اليس هو الزوج المثالي هههههههههههههه .. من مع عصام هذه زوجته من دوله عربيه وهي ***** .. اما من عن يمينه فهو ابنه طارق .. عمره 4 سنوات ومن بيده هذه ريما ابنته عمره 7 شهور ...
سلطــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــان جابر ..

لم تنطق سوى بكلمة واحده ..

أسيل : حقيــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــر ...

اخذت منها رسيل الورقة وصدمت مما قرأت

رسيل : من سلطان جابر .. ولماذا يبدو الحقد في طيات كلماته ..

أسيل : ........

مرت نصف ساعه كلا منهما التزمت الصمت خلالها .. لكن رسيل فجرت الصمت ...

رسيل : أسيل لماذا كل هذا الغضب .. انت لا تحبين عصام ولا تكنين له أي شعور .. وبالاصح تكرهينه ..

أسيل بحقد : اكره نعم اكرهه .. لكن لا يحق له ان يخونني ان يطعنني .. متزوج وابنه عمره اربع سنين .. ويأتي ويخطبني !! كيف رضي ان ..

بترت كلامها وقالت ..

أسيل بحزم : لا اريد أحد يعلم بالموضع أفهمتِ .. سأحل كل شيء بنفسي .. هل من الممكن ان تتركيني وحدي ..

رأت رسيل من اختها نظرات العزم والاصرار .. فكتفت بإيمائه تعلن فيها موافقتها على ما قالت .. وانسحبت بهدوء ..
تناولت أسيل كأس الماء الموضوع بقربها وشربت منه لتهدأ قليلا .. ومن ثم اخذت نفس عميق .. وضربت رقم عصام ..

أسيل : السلام عليكم
عصام : أهلا أسيل .. وعليكم السلام .. كيف حالك ..
أسيل بعصبية : حالي أيهمك لا اعتقد .. لقد عرفت كل شيء .. ولا داعي للكذب والخداع .. اذا اردت ان يتم زواجنا طلق زوجتك واحظر لي نسختين من ورقة الطلاق معك مهله اسبوع والا ساخبرهم بكل شيء ..

انهت المكالمه واغلقت الجهاز .. لم تنتظر منه أي جواب او تبرير ...

o0o0o0o في منزل ابو احمد وتحديدا في حجرة الجلوس o0o0o0o

مرام : انت تعرفين ان كل شيء قضاء وقدر .. وانه ليس كل ما نريده نحصل عليه ..
هند: قولي ما عندك بدون مقدمات منذ ساعه وانت على هذا الحال لقد مللت ..
مرام : والمؤمن دائما مبتلي ..
هند بعصبيه : وكل شيء مقدر .. وان الحياة تجارب .. ولا نستطيع رد القضاء و و و و و و و.. كل هذا الكلام حفظته ... قولي ما تريدين وأريحيني ..
مرام : خالد .... " وسكتت "
هند : لا يريد اتمام الزواج اليس كذلك ..

قالت هذه الجمله بكل هدوء بعكس العصبيه التي كانت فيها قبل قليل ...
أخفضت مرام رأسها بدون اجابه ..

هند : لم يكن الموضوع محتاج لكل تلك المقدمات ..فقد كان شيء متوقع .. بالنسبة لي على الاقل .. لكن من هي التي اختارها ..
مرام : لم يختر احد ...
هند بسخرية : سيقضي حياته متبتلا عن الزواج ..
مرام : هذا اذا كتبت له حياة
هند بتعجب : اذا كتبت له حياة!!!
مرام بسرعة : خالد مصاب بمرض في القلب .. يقول محمد انه مرض خطير ... وانه محتاج عملية جراحيه لكن خالد رافض الفكره بتاتا .. هذا كله ما قاله لي محمد ..
هند : كل شيء مقدر ومكتوب ..

لم تبكي .. لم تضطرب .. لم تبين عليها اثار الصدمه .. حتى الغضب لم تغضب .. بتصرفها هذا رسمت علامة تعجب على وجه مرام ..

صعدت هند إلى حجرتها .. اغلقت الباب .. وبكت بدون صوت .. فقط دموع تنسكب من عينيها بدون انقطاع ... هذه ردت فعلها .. اتخذت الــــصمت رداء

.
.

هناك في المستشفى دخل الطبيب ليطمئن على ابو فهد فــ الاربعة وعشرون ساعة قد مرت ..
الجميع متجمع حول الباب ينتظر خروج الطبيب ..
فهــد حاله لا يوصف .. قلق ورهبه .. رجاء وامل .. يأس وخوف ...
مرت عليهم الدقائق كــدهور الكل في حالة انتظار .. السكون هو السمه المميزه للمكان .. لا تسمع شيء سوى وقع خطوات الماره ..

وبعد برهه خرج الطبيب .. والابتسامه مرسومـــه على وجهه ..
الطبيب

فهد: بخير اليس كذلك ..
الدكتور : الحمد لله تجاوز الخطر ..

تمتمة واحده تصدر من الجميع .. في ثناياها حمد وشكر الله ..

اما فهد لم ينتظر أي اذن من الطبيب .. فورا دخل الى حجرة ابيه ..
وجده نائم قبل يده ورأسه ..

فهد : أسف على كل ما حصل .. أخطأت في حقك كثيرا .. لكن كل شيء من اليوم سيتغير ... فهد الذي تعرفه .. لم يعد له وجود .. ستجدني مثلما تريد .. كانت هناك غشاوة على عيني وأزيلت .. واكتشفت ان كل ما كنت افعله ليس له أي معنى او فائده .. لقد تحملتني كثيرا لكن اعدك اني سأكون عند حسن ظنك ومثلما تريد ..

قطع كلامه يد والده التي شدت علي يده .. نظر اليه فوجده يبتسم .. ...

فهد : أعدك ان كل شيء سيكون مثلما تريد ..

قال هذه الجمله وخرج من الحجره ليسمح لغيره بالدخول .. لانه لا يسمح لاكثر من شخص بالدخول في الوقت ذاته ...

.
.


o0o0o0o0o0مر اسبوع ونصف o0o0o0o0o0o0o

ابو فهد تماثل لشفى وخرج من المستشفى ..
خـــــــالد اغلب الوقت حبيس في حجرته لا يريد ان يرى نظرات الشفقه .. او ان يحس بانه سبب في احزان لاحد ..

اليوم هو اليوم الموعود .. يوم وصول عصام ...
كانت أسيل في حالة استنفار حــــاد ... تعد الساعات والدقائق لوصول عصام .. طلبت منه ان يحظر من المطار الى منزلها مباشرة ... لم يبقى على وصوله سوى خمس دقائق ..
كانت تشعر بمزيج غامض من المشاعر .. مرتبكه خائفه .. حانقه غاضبة ... كانت تنتظره لتنفذ ما اعتزمت عليه .. تفكر ماذا ستقول له وكيف .. لم تنم منذ البارحه استعداد لهذه اللحظه ... وفجأة قطع عليها تفكيرها صوت جهاد ..

جهاد : أسيل عصام في المجلس ...
أسيل : حسنا .. اذهب وسألحق بك ..

خرج جهاد .. والقت على نفسها نظره سريعه بالمرآه .. ولحقت بجهاد .. دخلت المجلس لم تجد احد سوى عصام ..

أسيل بابتسامه : السلام عليكم ..

عندما شاهدها عصام ابتسم وتنهد ..

" يبدو اني استطيع التفاهم معها "

عصام وهو يرد لها الابتسامه : وعليكم السلام ...
أسيل : هل احظرت ما طلبته منك ..

اخرج لها لها المظروف وقال ..

عصام : نعم تفضلي ..
أسيل بتعجب : طلقتها بهذه البساطه !!
عصام : اليس هذا ما طلبته ..
أسيل : نعم هذا ما أريد لكن ان تقبل بهذه البساطه !! شيء عجيب ..
عصام : لكي تعرفي مقدار معزتك عندي و اني لا استطيع ان ارفض لك طلبا ...
أسيل بسخرية : معزتي عندك .. وهل استطيع ان اشك فيها .. والدليل ان تخطبني وانت متزوج وعندك ولد وبنت .. معزه ليس لها مثيل .. صدقت في هذه ..
عصام : كانت غلطه و ها انا قد اصلحتها ..
أسيل بحزم : وموافقتي عليك غلطه واها انا سأصلحها ..

اخرجت نسخه من ورقة الطلاق .. مزقتها قطع صغيرة .. ورمتها في وجهه .. وسط دهشه وذهول عصام .. وحنق وغضب أسيل .. انطلقت منها الكلمات كالمدفع الرشاش بدون توقف

أسيل بصوت مرتفع : لتعرف انه ليست أسيل من تمد عليها يدك .. وليست أسيل من تستغفلها وتحاول ان تضحك عليها... وليست أسيل من تتزوجك بعد كل ما فعلت .. طلقني .. هل سمعت طلقني .. انا لا استطيع ان اعيش مع منافق وكذاب وخائن مثلك .. ولديك خيارين لا ثالث لهم .. اما ان تطلقني الان وبدون ان اخبرهم .. او ان اخبرهم وهم سيتصرفون معك .. الطلاق في كلى الحالتين واقع .. لكن اعتقد انه من الافضل ان تستر على نفسك وتطلقني الان ..

عصام : ما دمتِ تريدين الطلاق لماذا طلبتي مني ان اطلقها ..
أسيل بحقد : لتعرف ان أسيل محمد لم يخلق من يهينا ويضحك عليها .. طلقني ..
عصام بعصبيه : لن اطلقك ..
أسيل : ستطلقني اذا لم يكن الان وسبب الطلاق بيننا .. سيكون بعد ايام وسبب الطلاق منتشر بين العلن ...

فترة صمت اعلنت بين الطرفين .. أسيل تتنظره ينطق بالكلمه التي ستحرر قيدها منه .. اما عصام يفكر بكلامها .. واي شيء سيكون فيه مصلحة له ..
ومن ثم نطق بها .. نطق عصام بالكلمه التي كانت تبحث عنها .. عن طوق النجاة الذي كانت متشبثة به ..

عصام : انتِ طالق ..

قالها وخرج ..
امــا أسيل .. وقفت في مكانه .. لم تفرح كما كانت تتوقع بل الحزن تملكها .. خذلتها دمعتها ..

" لماذا هذا الشعور .. اليس هذا ما كنت وما زلت اريده .. لماذا هذه الدمعه سقطت .. "

أسيل بقهر : لمـــــــــــــــــــــــ ــاذا ...

صعدت لحجرتها .. كانت مذهولة تشعر بغصه وقهر .. في عقلها يتردد سؤال .. لماذا اتاثر هكذا ما دام هذا ما اريد ... عندما اغلقت باب حجرتها .. انهمرت من عينيها الدموع .. رغما عنها ليس بيدها .. لا تعلم لِم تشعر بهذا الحزن .. الانها اصبحت مطلقه .؟ ام لانها تأكدت انها كانت مخطئة بقرارها .؟ ام لانها خسرت في هذه التجربه .. لم تعد تعرف شيء كله ما تعرفه انها تبكي بسب شيء كانت تحلم به ..!!


الى الان ليست مصدقة ما حدث .. حملت نفسها واتجهت لحجرة شقيقتها وتوأمها ... بدون ان تطرق الباب دخلت الحجرة والقت نفسها في حضنها .. واخذت تبكي ..
عرفت رسيل كل شيء .. فحالها يدل على ان الطلاق وقع لا محال ..

o0o0o0o0o بعد يوم o0o0o0o0o

انتشر الخبر في منزل ابو زياد .. اما أسيل فهي ما تزال في حجرتها قابعة ... حاولوا ان يعرفوا السبب .. لكن كان الصمت هو الجواب ..

كان الجميع في حجرة الجلوس ما عدا أسيل وجهاد .. فجأة دخل عليهم جهاد وفي يده ظرف .. كان قادم من المجلس ..

جهاد : لقد عرفت السبب .. سبب الطلاق ..

نظر اليه الجميع بنظرة تساؤل ..

جهاد : عصام كان متزوج .. وهذه الورقه التي تثبت كل شيء ..

صدرت من ام زياد صرخه واخذ ابو زياد من جهاد الورقة ..

ابو زياد غير مصدق: هذه ورقة طلاق واقع من يومين فقط .. !!
زياد : نذل .. متزوج ويخطب اختي ..
جهاد : انا كنت متوقع هذا لاني عندما كنت في المزرعه سمعته ..

صوبت له الانظار بنظره مخيفه ..
جهاد بخوف : ها ... لا تنظرون هكذا انا لم اسمع شيء ..
ابو زياد بعصبية : ماذا سمعـــــــــت ..
جهاد : كل ما سمعته انه كان يحدث أمرآه لكن... لم اكن متوقع ان تكون زوجته .. صدقوني ..

اتصل ابو زياد على هاتف عصام .. لكن كان مغلق .. اتصل على منزله ردت عليه لبنى ..

ابو زياد : السلام عليكم ..
لبنى : اهلا عمي وعليكم السلام ..
ابو زياد : اين عصام ..
لبنى : سافر اليوم صباحا ..
ابو زياد بعصبيه : الى أيــــــن .؟
لبنى بفزع : لا اعلم لم يخبرنا .. كل ما قاله انه مسافر .. خير عمي ماذا حدث ..
ابو زياد : لا شيء مع السلامه ...


.
.


o0o0o0o0 في حجرة خالد o0o0o0o0

فيصل : خالد هل تعتبر ما تفعله حل .. نحن لم ننتهي من عزلة فهد لتأتي انت وتفعل مثله .. هل تعرف انك بهذه الطريقه تجلب لنفسك نظرات الشفقه .. قابع حبيس غرفتك .. تهرب من الناس .. هكذا بينت للكل ضعفك وعجزك .. اخرج لهم .. عش حياتك مثلما كنت واحسن .. لا تدع احد يشعر بضعفك .. هروبك هو الضعف .. ومنذ متى كان خالد ضعيف !! ..

دخل ابو خالد وقطع الحوار .. أشار لفيصل ان يخرج .. وجلس بالقرب من خالد ..

ابو خالد : خالد لماذا لا تجرى العملية ..
خالد وهو ينظر الى النافذه : قلت لكم من البداية انا لن ا جرى أي عملية ..
ابو خالد : واذا قلت لك من أجلي ..
خالد بإصرار : أي شيء تطلبه مني سأنفذه ما عادا هذا الطلب ..

سقطت دمعه من عين ابو خالد .. ابو خالد ..الذي يضرب المثل بقوة .. الذي يرتعدون جميعا امامه .. سقطت دمعته واعلن الانهزام .. شعوره بان ابنه البكر مهدد بالموت اخضعه واضعفه ..
تزلزل كيان خالد عندما شاهد دمعه والده .. والده القوي .. والده الذي لم يتوقع في يوم ان يراه في هذا المنظر ..

ابو خالد : انا كبرت ولم يبقى في عمري الكثير .. من سيبقى لامك واخوتك من بعدي .. انا سألت الطبيب .. وقال ان خطورة العملية اقل بكثير من الخطر الذي يهددك بدون ان تجريها .. خالد طلبتك فلا تردني .. أرحم شيبتِ ووافق ..

.
.

o0o0o0o0o بعد مرور 5 شهور o0o0o0o0o


بعد اسبوع عملية خالد الجراحية ..وغدا عقد قران أسيل على باسل..

كانت أسيل في حجرتها .. مستلقية على سريرها وتلعب بخصلة من شعرها ... لا تعلم ماذا تفعل الفرحه لا تسعها .. تشعر انها ملكة الكون اجمع ..

" الان بعد ساعات قليله ساصبح لباسل وباسل لي لا اصدق .. انا ساتزوج باسل .. حلمي سيتحقق .. لقد عانيت كثيرا ويحق لي ان ارتاح .. لا اصدق .. باسل وانا .. وااااااااااااااااو .. شيء رهيب ...خيالي .. بكل بساطه لا يصدق... بعد ان تسرب حلمي من بين يدي .. يعود لي وليس حلما بل حقيقه .. "

دخلت عليها رسيل ..

رسيل : كنت متوقعه انك مستيقظة الى الان ..
أسيل : رسسسسسسسسيل لا اصدق .. والله لا اصدق .. ارجوك قولي اني لا احلم .. وان كل شيء واقع .. ارجوك رسيل
رسيل : هههههه .. لا اطمئني واقع .. وكل شيء تحقق ..
حلمك وتحقق ..
أسيل : لا اصدق .. والله لا اصدق ..
رسيل وباتسامه كبيرة : آس .. اطمئني كل شيء سيكون بخير ...
أسيل : رسيل نامي اليوم معي ..
رسيل : كنت سأطلب منك هذا الطلب .. لكن سبقتني ..

.
.

في فلا زياد كان باسل وأهله مقيمين

وفي الطرف الاخر كان باسل على سريره مجافيه النوم .. اخرج ورقة وبدأ يرسم .. يرسم ماذا ؟ لا يعرف .. كله ما رسمه يعتبر خربشات على ورق .. هناك طااااااااقه بداخله يريد ان يخرجها .. كيف لا يعرف .. كل ما يعرفه انه اسعد انسان بالوجود .. فأخرج دفتره وكتب ..

رحلتي في الحب طابت
:::::::فلتطل دربي اليك
غابت الشمس وغابت
:::::::عقدة من حاجبيك
ويدي ضاعت وذابت
:::::::حين مست راحتيك
سود ؟أيامي شابت
:::::::وغدت بيضا لديك
لندا القلب استجابت
::::::: منحتي ساعديك
ودموع الحزن تابت
:::::::ضحكة في وجنتيك
بعد ان جالت وجابت
:::::::في النوى خوفا عليك
يا حبيب القلب هابت
:::::::اهتي من ناظريك
ودعتني ثم سابت
:::::::فوق دنيا كتفيك
بسمة الفرحة نابت
:::::::عن أماني شفتيك
وظنون البعد خابت
:::::::حين صافحت يديك*

.
.

o0o0o0o اليوم الموعود يوم عقد القران o0o0o0o0o

الساعه الحادية عشرة استيقظت أسيل على صوت اياد ... ليس من عادته ان يوقظها .. و شكله لا يبشر بخير .. قامت أسيل فزعة

أسيل : اياد خير ماذا حدث .. امي ابي اخوتي بخير
اياد : نعم جميعا بخير ..
أسيل : باسل إذا ..؟
اياد : وباسل ايضا بخير ...
أسيل بعصبية : خالد .. عمي .. من .. وماذا حدث .؟
اياد : الجميع بخير ..
أسيل بخوف : إذاً ماذا حدث ..
اياد : احم ... أسيل كل شيء مقدر ومكتوب .. والقرار قرارك .. وكل شيء بيدك .. حكمي عقلك لا قلبك ..
أسيل بنفاذ صبر : ماذا حدث ..
اياد : اليوم ذهبت الى المستشفى لاحظر كشفك الصحي .. " وصمت "
أسيل : و
اياد : هذا قضاء الله وقدره .. انت حامله لمرض بـيـتـا ثـلاسـيـمـيـا وكذلك باسل ..
أسيل بتردد وخوف : والمقصود ..
إياد : هذا مرض وراثي .. وبما ان كلاكما حامل للمرض .. فستورثون لأبنائكم هذا المرض

أسيل : ماذا .؟
اياد : انت لا بد ..

كان اخر ما سمعته وبما ان كلاكما حامل للمرض .. فستورثون لأبنائكم هذا المرض
لم تعد تشعر بشيء مما حولها... تحس انها بدوامه .. وما حولها ظلام دامس .. قامت ونظرت من نافذة حجرتها على فلا زياد .. على مكان تواجد باسل ..

واخذت تبكي .. الماضي والحاظر والمستقبل .. الحظ السيئ .. كل شيء .. عندما لم يبقى بينها وبين حلمها سوى ساعات يتدمر كل شيء .. كل شيء ..

أسيل : اياد اريد ان اذهب للمزرعة ... الان
اياد : حسنا ..
ارتدت عباءتها بسرعه واتجهت نحو سيارة اياد .. جلست في المقعد الامامي .. وضعت رأسها على النافذة .. و أكملت دموعها المسيل ..
لم تشعر باياد .. ولا بتحرك السيارة ..

" لماذا انا تعيسه .. لِمَ انا التي لا تتحقق احلامها .. ماذا فعلت .. لماذا كلانا حامل لنفس المرض.. المرض ذاته اي حظ هذاا .. هل يكون هذا عقاب من الله .. ربما لِمَ لا .. الست من تسبب بدمار حياة زوجة عصام .. ليس من المفروض ان اطلب منه ان يطلقها .. لكن هو من خدعني .. فليتحمل نتيجه خداعه .. وزوجته ماذنبها .. "

وصلوا الى المزرعة .. نزلت أسيل وتساندت على السيارة ...

اسيل : ااااااااااااااااااااااااا ااااا اااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااه

وجدها اياد فرصه مناسبه ليحدثها ..

اياد : آس .. حبيبتي انت ما زلت صغيرة .. وسيعوضك ربي غيره ..

بدأت أسيل تبكي بصوت ..

اياد : آس الحياة تجارب .. والقوي هو من يصمد ..

أسيل : لكن انا ... انا .. انا لا يهمني .. أي مرض .. لا .. لا .. لا يهمني شيء ..
اياد : لكن ا لجميع رافض .. امي .. ابي .. عمتي .. زياد . .وانا
أسيل : وباسل !!
اياد : ...
أسيل بعصبيه : وباااااااااااسل ماهو رده ..
اياد : الى الان لم يقل شيء .. لكن يبدو انه رافض ..
أسيل غير مصدقه : رافض ماذا ..
اياد : أسيل فكري بعقلك .. كل ما تشعرين فيه سينتهي بعد فتره .. لكن اذا اصريت ابنائك ماذنبهم .. ماذنيهم يتعذبون في حياتهم كلها ويقضون اغلب حياتهم في المستشفى .. انت كيف ستكون حياتك وابنائك هكذا ..
أسيل : انت لا تعرف شيء .. لا تفهم بماذا اشعر .. حلم ويتدمر بلحظه .. بثانيه .. باقل من جزء ثانيه .... خبأته في صدري سنين والان وبكل بساطه يقولون لك من المستحيل ان يتحقق .. بعد ماذا بعد ان كان امس تحققه شيء لا مفر منه ..!! تحلم وتحلم .. ومن ثم تستيقظ .. ولا تجد شيء .. تجد نفسك في حياة لا معنى للسعادة فيها
.. امس انا ورسيل .. كل كلامنا عن اليوم .. ماذا سنفعل .. شعوري .. فرحتها بي .. حياتي مع باسل كيف ستكون .. فستان الزفاف اخترنا طريقة تصميمه .. وعند أي محل سأخيطه .. قاعة الزفاف .. كيف سأمشي ماذا سافعل .. المصورة اخترتها .. طريقة التصوير كيف اتفقنا عليها .. سيكون داخل الحجره تصوير فوتوغرافي اما في القاعه سيكون بكاميرا الفيديو .. كل شيء كل شيء خططنا له بالامس ... والان ببساطه تقول ان كل شيء انتهى ... و لا شيء سيتحقق .. لا شيء .. لا شيء ..

صدم اياد من كلامها .. فمعناه انها تحب باسل منذ زمن !! .. لكن لحبه لها ولحالتها التي هي فيها لم يتكلم ولم يعلق ..

جثت على ركبتيها واخذت تبكي .. تبكي ماذا .. لم تعد تدري ...

اياد : أسيل .. اعرف انك قوية .. وشيء مثل هذا لا يؤثر عليك ..
أسيل : شيء مثل هذا .. ما هو هذا .. هل تعرف منذ متى وانا احلم بهذا اليوم .. منذ اربع سنوات .. اربع سنوات وانا اعيش لاجل هذا اليوم .. كانت تمر علي الايام وانا افكر متى سيتحقق حلمي .. متى سأعيش يومي الذي اتمناه .. متى .. لا اعلم كيف استطعت ان اصبر كل تلك السنين .. كيف لا اعلم .. ااااااااااه وعندما ارادت البسمه تشق طريقها بين احزاني .. ماتت او بالاصح وئدت .. انت لا تفهم شيء ولا تعرف شيء .. عندما يموت قلبك ... لا يبقى لك شيء في الحياة .. الوجود يصبح سواد في سواد .. لا طعم ولا حياة .. عندما انت بالذات من بين الناس تدمر احلامك .. تدمر امام عينيك .. ماذا سيكون شعورك .. ستتحطم .. بالعكس .. التحطم لا يعتبر شيء ..تشعر ان روحك تنزع من صدرك .. ان كل شيء جميل لم يعد له وجود .. ان الدنيا باسرها لا شيء .. ليس لها معنى .. انك ببساطه انتهيت واصبحت لا شيء .. لا شيء ..

تركته واخذت تعدو الى جنة الدنيا .. وصلتها وكالمجنونه اخرجت صندوقها الخشبي واتجهت نحو الفلا .. تبعها اياد ..
دخلت المطبخ .. واخرجت دفتر ذكرياتها .. فتحت اول صفحه وكان مكتوب فيها ..


ها أنا اليوم ابدأ في خط أول سطور لي في هذا الدفتر ...
هذا دفتر ذكرياتي ...
أنت يا من ممسكه بين يديك ...
هل يحق لك قراءته ... أسألك هذا السؤال ...
يبدوا انك محتار ولا تعرف الإجابة لأنك ما تزال تتابع القراءة ..
سأخبرك أنا إذا كنت ممن يحق لهم قراءة أو لا ...
إذا كنت أنا أسيل على قيد الحياة لا تقرأ أي كلمة ...
لأني سأحاججك يوم القيامة بأنك قرأته وأنا غير راضية ...
أما إذا كنت قد قضيت نحبي ووافتني المنية .. اقرأه من كنت ...
لم يعد يهمني شيء ... اقرأه لتعرف ما كان قلبي يقاسي ..
اقرأه لعلك تعرف ماذا كان يحوي قلبي الدفين ..
اقرأه فلم اعد اخشي شيء ...

قرأتها واخذت تضحك بهسترية ... وعادت بعدها تبكي بحرقة ..
مزقتها .. ومزقت الدفتر ايضا .. جميع ذكرياتها .. مزقتها ومن ثم وضعتها في حوض الغسيل وفتحت عليها صنبور المياه ..

كل هذا واياد صامت يراقبها بحزن ..تركها تفعل ما تشاء ... يريدها تفرغ كل ما بها .. لا يريد ان تكتم في نفسها اكثر ..

سقطت عيناها على الميداليه وبكل هدوء .. اخذتها وقالت له ..

أسيل : تفضل فعلى ما اعتقد لست بحاجه لها بعد اليوم ..

وقف مصدوم ما الذي احظر الميدالية الى هنا لكن لم يتكلم ..

ومن ثم حملت الدمية واتجهت نحو الاسطبل .. دخلت وبكل قهر والم رمتها تحت قدمي اندروس ..

أسيل : دمرها اسحقها .. لم يعد لي بها حاجه .. انهيها من الوجود كما انتهيت .. لا اريد ان يبقى منها شيء .. فقد انتهيت .. انتهيت ..

جسلت مكانها وضمت قدميها الى صدرها .. تنظر الى الدمية ودموعها تسيل .. مر عليها كل شريط ذكرياتها .. منذ لقائها مع باسل اول مره في منزلها .. الى لحظتها هذه .. لم تتوقف دموعها لحظه .. اخذت على هذا الوضع نصف ساعه ... ساعه .. أكثر اقل لا تعلم .. لم تعد تشعر بشيء .. خروجهم من المزرعه عودتهم الى المنزل .. وصولها لحجرتها كل هذا لم تشعر به .. كانت تسير كالنائم يقودها إياد.. كل ما تشعر به الخسارة والضياع ..


o0o0o0o في فلا زياد o0o0o0o

كان الوضع احسن بقليلا .. فمها يكن هناك فرق .. فباسل رجل يستطيع ان يتحمل اكثر منها ..

" كل شيء انتهى حلمي وحلمها .. حبي وحبها .. كل شيء .. اه يازمن .. لماذا نحن بالذات نحمل نفس المرض .. ماهو شعورها الان .. كيف كانت ردت فعلها هل تحطمت ..!! هل تستطيع ان تتجاوز كل شيء ... كيف نستطيع ان نتحمل الايام القادمه .. كلها أسى واحزان هل سيكون الزمن كفيل بمعالجتها ... "

ليت شعري !
أي طير
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجر برنات النحيب
بخشوع واكتئاب ؟
.
لست ادري
أي أمر
أخرس العصفور عني ،،أترى مات الشعور
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور ؟
أم بكى خلف السحاب
.
في الدياجي كم أناجي
مسمع القبر ، بغصات نحيبي ، وشجوني
ثم أصغي , علني أسمع ترديد انيني
فأرى صوتي فريد !
.
فأنادي :
" يافؤادي "
" ضاع من تهوى ! وهذا القيد قد ضم الحبيب "
" فابك يا قلب بما فيك من الحزن المذيب "
" أبكِ يا قلبي وحيد !"
.
ذل قلب ,
مات حبي !
فأذرفي يا مقلة الليل الدراري عبرات
حول حبي , فهو قد ودع آفاق الحياة
بعد أن ذاق اللهيب ..
.
واندبيه ,
واغسليه ,
بدموع الفجر ، من أكواب زهر الزنبقِ
وادفنيه بجلال ، في ضفاف الشفق ِ
ليرى طيف الحبيب **

.
.

بزغ الفجر .. كيف مر اليوم عليها لا تعرف .. لم تشعر بالوقت ... نظرت لِمَ خطته على الورق .. فاكملت الدموع مسيرها ...

عندما نودع من نحب ..
عندها لا نجد وسيلة لتعبير عما بداخلنا
سوى البكاء وذرف الدموع
والقلوب تودع بعضها للفراق الاخير
لا نجد سوى جريان وديان الدموع امامنا

عندما نودع احبتنا
نودعهم وقد انقلبت كل افراحنا بلقيئهم
الى احزان لا تنتهي
رسمناها في قلوبنا
ومن هنا عندما نودعهم
نسترجع شريط ذكرياتنا

نتذكر احلى الايام
عندما تلاقينا لاول مره
عندما بدأت الابتسامه تزداد بلقاهم
ولكن ماذا حل لنا !!

حل الوداع فاجبرنا انفسنا على الوداع
لم تكن هناك سبل اخرى
تجلت محبتنا كالليل الاسود المزين بالنجوم
هنا توقفت وبدأت أشكي همومي
لعل الليل يفهمني

تجلى الليل وجاء الصباح اشرقت به الشمس
وارسلت تلك الاشعة الذهبية
اجل تلك الاشعه التي اشعرتني بان
كل شيء انتهى ..
ومضى مثل سواد الليل البهيم ..
وانه لم يبقى لنا سوى الذكرى .
وماسواها محال ..

كل شيء ببساطه انتهى ..
انقضى.. واسدل عليه الستار ..
حبي .. قلبي .. حلمي الوحيد ..
كل شيء لم يعد له وجود ..
لا امل بالعيش السعيد ..
فقد قضت الاقدار على كل شيء ..

حان الوداع
وبقيت وحدي اناجي قلمي ..
اخط بدمعي اهات قلبي ..
ارسم نهاية بداية حياتي ..
ليس لي سوى الصبر وتجرع الهموم ..
كل شيء انقضى ..
واسدل الستار ..
على قصة لم تبتدي

"كتبت بواسطه sad Flower مع كثير من التصرف "

!! النهــــــــايـــة !!

* لدكتور مانع العتيبة
** القصيده لشاعر ابو القاسم الشابي ..


ما بعد!! النهــــــــايـــة !!

مرت على احداث قصتنا .. 6 سنين ...

أسيل : رسيل هل كشفتي على جنس جنينك ..
رسيل : لا فيصل يقول ندعها مفاجئة افضل ...
لبنى : السلااااااااااااااااااااا م عليكم .. اوه رسيل هنا ..
أسيل : وعليكم السلااام .. أين اياد ..
لبنى : اياد أوصلني .. وذهب لموعد مع با .." ارتبكت لبني " مع احد أصدقائه ..

ضحكت أسيل بصوت عالي

أسيل : عادي قولي باسل .. لقد تخطيت الموضوع .. مرت ست سنين كانت كفيله بمحو كل شيء .. لم يعد يؤثر فيّ اسمه ..
لبنى : إذا لماذا الا الان لم تتزوجي ..
أسيل : النصيب ..
رسيل : اذا تقدم لك احد هل ستفكرين بالموضع .. ام سيكون ردك الرفض كالعاده ..
أسيل بابتسامة : إذا كان يستحق ان افكر سأفكر ..
لبنى بفرح : حقا .. !!
أسيل : نعم ..

.
.

باسل : قلت لك ليس الان ..
اياد : باسل .. هذا ليس حل انت ترفض من جهة .. وهي كذلك .. ما حدث انتهى .. ويجب ان تعيشوا حياتكم ..
باسل : سأقولها لك بصراحه انا اذا لم تتزوج أسيل لن اتزوج .. أفهمت لن اتزوج ..
.
.

احداث ست سنوات تتلخص فيّ ..

خـــالد أجرى العملية بعد محاولات أقناع كثيرة ... وبحمد الله ومنة نجحت .. بعدها بسنه ونصف تزوج هند .. والان عندهم طفله عمرها 3 سنوات ..
.
أحمد ومها تزوجوا فلم تكن امامهم أي معوقات .. لكن الى الان لم ينجبوا ..
.
محمد الى الان لم يتزوج ..ورافض فكرة الزواج يريد ان يستمتع بحياته كم يقول ..
.
فهد .. بعد مرض ابيه .. اعاد تنظيم حياته وتخلى عن انطوائيته... بعدها بفتره .. انقطعت عنه الرسائل دون ان يعرف من هو المرسل .. زواجه تم منذ شهرين على أحدى بنات خالاته ..
.
زياد .. تزوج وعاش حياته ...
.
جهاد ومشعل دخلوا كلية الطيران .. شباب يستمتعون بحياتهم ..
.
سارة ومرام .. رزقهم الله بالزوج الصالح ..

عصام بعد ما حدث .. وطلاقه لاسيل .. سافر ليكم دراسته العليا...
.
.
و
اسدل الستار على ::: زهور الآس ::

!!سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك!!


النهــــــــــــــاية ...................


الكاتبة / xsmax


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-12-10, 04:23 PM   #19

صبوحة2008

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية صبوحة2008

? العضوٌ??? » 65958
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,089
?  نُقآطِيْ » صبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond reputeصبوحة2008 has a reputation beyond repute
افتراضي

جروحه تسلمين والله متابعه كل شيء في اسمك

ناطره ابداعاتك


صبوحة2008 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-01-11, 02:04 PM   #20

ملكة تدمر

نجم روايتي وعضو نشط وفعال في قسم الطبي و عضوه نشيطه بمطبخ روايتي وبقسم العناية بالشعر والبشرة

 
الصورة الرمزية ملكة تدمر

? العضوٌ??? » 75349
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,142
?  نُقآطِيْ » ملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond reputeملكة تدمر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ملكة تدمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.