| |
07-12-10, 11:30 PM
| #1 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء  
|  مها ... لفطوم و soon من شجعتانى لأنزلها ... ولدت فى الثانى و العشرين من شهر كانون الأول بينما كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء و الظلام يكتنف الكون فلا تكاد ترى شيئاً إلا عندما تضئ السماء فجأة ببرق خاطف تتبعه أصوات الرعد الذى يكاد يصم الآذان ... و الثلج يتساقط فى الخارج ... و البرد يكاد يشل الأطراف ... فى تلك الليلة الهائلة ... خرجت إلى الوجود ... و أطلقت صرختى الأولى ... لست أدرى لم صرخت ... ربما لأعلن للوجود إحتجاجى على المجئ ... و ربما لسبب آخر لست أذكره ... و بعد مجيئى و صرختى ببعض دقائق أطلقت والدتى زفرة عميقة ... مليئة بالألم فقد كنت الطفلة الخامسة ... و لم يكن لدى والدى أى طفل ذكر بعد ... لم يكن هذا السبب الوحيد ... فقد دهش الجميع من وجهى و جسمى ... لقد كان معظم وجهى مغطى بشعر أسود كثيف ... حتى لقد بدوت كالقرد الصغير ... و لكن الممرضة التى إستقبلتنى طمأنت والدتى و قالت لها : إن هذا الشعر سيزول بعد يومين على الأكثر و أن هذا شيئ غير غريب و سبق أن حدث لكثير من المواليد قبلى ... و قد صدقت الممرضة فما مضى يومان حتى زال كل أثر للشعر وظهر وجهي الذي كان حظه من الجمال حظاً بسيطاً للغاية ... أنف أفطس ... عينان صغيرتان للغاية... فمٌ واسع ... شفتان غليظتان ... صعقت والدتي وإغتمت كثيراً ... ألا يكفي أنني أنثى والطفلة الخامسة و أيضاً دميمة ... غمغمت والدتي بحزن بالغ : إنها صورة طبق الأصل لجدتها . أجل ... فقد كانت جدتي لوالدي لديها وجهاً مشابهاً لوجهي وقد عرفت ذلك عندما كبرت ولعل هذا هو السبب في أنها كانت كثيرة الحنو علي .. وربما فعلت ذلك لأنها كانت تتوقع كم سيسبب لي هذا القبح من آلام في الحياة مثلما تألمت هي . لم يكن السبب في النفور العام الذي قوبلت به هو قبحي فقط وإنما كان هناك سبب آخر .. فقد اصطدم والدي وهو يعمل سائق سيارة أثناء إحدى سفرياته و أصيب .. وذلك في ثاني يوم للسبوع ونقل إلى المستشفى .. وعندما علمت والدتي بالأمر كانت تقوم بإرضاعي .. فألقتني على الأرض بدون وعي وأسرعت إلى حجابها فوضعته عليها في عجلة تامة وهرعت إلى المستشفى لهفى جزعة وكذلك خرجت أخواتي وجدتي ولم يبقى في المنزل سوى أختي الصغرى التي كانت تبكي بحرقة فلما سمعتها جارتنا جاءت إلى المنزل لتهدئتها فسمعت حشرجة مكتومة وأسرعت ناحيتها كان ذلك جسدي الصغير الذي ازرق لونه وتمدد بلا حراك فقد اختنق تنفسي ... صرخت الجارة وأسرعت تلملم الجارات اللائي أخذنني إلى الطبيب بسرعة فأنقذني بالتنفس الصناعي فلما علمت والدتي بالأمر صرخت قائلة : يا ويلتاه الإبنة ووالدها في يوم واحد .. رباه .. رحمتك . وأنقذ الله والدي كما أنقذني وأسمونى مها ..أجل .. مها .. وكلما تذكرت ذلك ضحكت على نفسي فكأن الله منحني عيون المها التي تتخذ مثلاً للحسن والبهاء فكان إسمي كالنغمة النشاز في قطعة موسيقية رائعة .. فقد كان جسمي متناسقاً تماماً في قبحه ودمامته فليس به شيء يغير من هذه الميزة الرائعة .. ليس به شيء جميل فلماذا سميت بهذا الإسم .. أسخرية بالأسماء التي تتخذ عشوائياً والتي غالباً مالا تكون توضح المسمى .. أليس الأجدر بهم أن يسموني اسماً آخراً ملائماً لي .. ولكن هذا ما حدث .. وليس لي يد في ذلك . وكبرت .. وكبر معي قبحي وخجلي كنت خجول أكثر من اللازم .. وكنت أتحاشي الإستقبالات النسائية جهدي .. كنت أختفي من البيت يوم الأربعاء حيث كانت والدتي تستقبل صويحباتها ... لست أدري منذ متى ... لكني أذكر جيداً حادثة قد أثرت في تأثيراً كبيراً أتذكر أنني سمعت ذات مرة سيدة حسناء في مجلس والدتي تقول : مسكينة إبنتك مها .. فهي الوحيدة بين بناتك الخمس و إبنك القبيحة الشكل >>> نسيت أن أخبركم أن والدتي كانت قد أنجبت بعدي ولداً واحداً و حينها توقفت الحاجة لمزيد من الأطفال . لم تعلم السيدة أنها حين قالت ذلك طعنتني طعنة نجلاء .. فقد خرجت إلى المطبخ وبكيت ما شاء الله لي أن أبكي ، ثم راودتني فكرة مفاجئة خرجت إثرها إلى غرفة والدتي ووقفت طويلاً أمام المرآة ومنضدة الزينة .. رأيت وجهاً منتفخاً من أثر البكاء وعيوناً حمراء .. مددت يدي لأدوات الزينة أحاول تقليد والدتي وأضع الأصباغ على وجهي .. وفجأة .. فتح الباب ودخلت أختي الوسطى .. وعندما رأتني صرخت فزعة .. ثم انفجرت في الضحك بصوت عال .. أسرعت بسببه أختنا الكبرى إلينا .. وعندما رأتني ابتسمت ضاحكة .. فنظرت إلى المرآة فإذا بوجهي يبدو كوجه قرد .. فقد نسيت ووضعت ظلاً أزرق على شفتي ولوناً أحمر على عيني ولطخت باقي وجهي باللون الأحمر والأبيض بخطوط ملتوية .. بعد أن أنبتني أختي على ذلك غسلت وجهي .. وإنزويت في ركن الصالون أفكر بينما كانت أخواتي تلعبن وتضحكن كنت أعتقد أنني غير جديرة بلعبهن ومرحهن . وبتلك النفس المعذبة القلقة ذهبت إلى المدرسة ، وهناك أصابتني صدمة أول الأمر .. فعندما كنت مع أختي الكبرى في أول يوم وقد فرحت للتغيير الذي طرأ على حياتي وتمنيت أن يكون إلى الأحسن ... أقول في أول يوم .. نظرت إلى المعلمة التي كانت صديقة لأختي ومعلمتها عندما كانت في مثل سني .. وسألت أختي : أهذه أختك يا أمل ؟ أجابت أختي : نعم يا مدام نهلة .. إنها أختي . قالت بتعجب : غريب .. لقد علمت أربعة أخوات قبلها .. وكن مثالاً للجمال والذكاء أما هذه فإنها ليست جميلة ! أجابت أختي : ولكنها أذكى منا جميعاً وتفهم جيداً كل شيء بل إني أعتقد أن عقلها أكبر من سنها .. فلذا أرجو منك أن توليها عناية خاصة .. أجل عناية خاصة . خجلت من إطراء أختي لي .. وصممت بأن أكون فعلاً ما تتمنى أن أكون .. ونظرت إليها نظرة إمتنان وشكر عميق .. ورجوت أن يكون مستقبلي خيراً من ماضي وحاضري. وعشت سنوات ثلاث في المدرسة كانت أسعد فترات حياتي ولكني كنت لا أشعر بسرور والدتي عندما أعطيها الشهادة التي تثبت أنني الأولى على المدرسة .. بل كانت تقول دائماً : إن هذا هو ما نتوقعه منك تماماً .. ولم تكن تترك ما كانت تعمل به أبداً . كنت أتمنى أن تقبلني يوماً وتقول إنها سعيدة لما توصلت إليه ولكن دون جدوى .. وكذلك والدي .. كيف أحاول أن أشعرهما أنني موجودة .. وأن باستطاعتي أن أسعدهما .. كنت أنشط أخواتي .. أعمل كل ما يراد مني وأكثر .. حريصة على نظافة نفسي وملابسي وأدواتي أرتب ما يقع عليه نظري مهملاً .. أساعد والدتي دائماً في أي شيء تعمل به .. دون كلمة شكر واحدة . ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً فعندما أصبحت في السنة الرابعة الإبتدائية .. وفي الإمتحان النهائي .. حدث أن شعرت أن لا رغبة لي إطلاقاً بحل الأسئلة التي أعطيت لي كنت أحاول أن أحرك يدي لتسجل الإجابة التي أعرفها تماماً .. ولكن شيئاً ما في داخلي كان يمنعني .. كان يقنعني بالعدول عن هذه المحاولة وظللت أنظر إلى الجميع دون خجل .. وكانت المراقبة تسألني : ما بالك لا تكتبين .. ما بالك لا تكتبين ؟ كنت أجيب : لا شيء - ألا تعرفين الاجابة ؟ - بلى . - إذا لما لا تكتبينها ؟ - لأني لا أريد . - أبك صداع أو ألم ما ؟ - لا . - إذا يجب أن تكتبي الإجابة وإلا ضاع الوقت بسرعة . - هيا .. يجب أن تكتبي .. وجدت يدي تتحرك على الورق .. كتبت كلاماً لا معنى له .. لست أدري ماذا حدث ولكني كنت أشعر بالراحة كأنما خدرتني يد مجهولة .. ورجعت إلى المنزل .. رفضت الغذاء مع العائلة .. تغذيت وحدي في المطبخ .. لم أغسل يدي ولا فمي .. جلست بذهول تام .. كنت دهشة من نفسي .. عند المساء استلقيت على السرير بإهمال تام .. وفي منتصف الليل .. شعرت بالرغبة لقضاء حاجتي تحركت للذهاب إلى الحمام .. شيء ما منعني .. شعرت بالراحة التامة عندما بُلت على نفسي .. شعور غريب بالراحة .. بل هو شعور قاسي .. ما أقساه ذلك الشعور .. كنت على علم تام بالعلقة الساخنة التي سأنالها جزاء ما اقترفت .. ولكنني لم أهتم وكأن ذلك سيحدث لطفلة لا أعرفها ولا أهتم بها .. قابلت نظرات أمي ولعناتها بنظرات بلهاء جوفاء .. وإستنكار أخواتي وتغامزهن علي .. بالبلادة التامة .. وعشت أسابيع ثلاثة بمثل ما حدث باليوم الأول .. ولم يعرف أحد ولا حتى الطبيب الذي أخذتني إليه والدتي شيئاً عن علاجي .. ولم يعرفوا أنني أعمل ذلك بكامل وعيي وإدراكي .. وأصيب الجميع بالحيرة التامة إزاء عملي .. وعندما أعلن في المدرسة أن شهادات النجاح قد ظهرت .. رفضت الذهاب إلى المدرسة ولم يعلم الأهل شيئاً عما فعلت .. عندما أحضرت أختي الشهادة التي تعلن أمام الجميع أنني كنت الأولى في الفترة الأولى والثانية وراسبة في الفترة الثالثة أصيب الجميع بذهول تام .. رأيت نظراتهم تحرق وجهي .. ولم يظفروا مني بطائل .. وذهب والدي إلى المدرسة .. وهناك رأى حيرة الجميع وذهولهم إزاء هذه النتيجة .. وازدادوا دهشة عندما علموا من المراقبة أنني كنت لا أكتب شيئاً وعندما حثتني على الكتابة لم اكتب شيئاً ذا معنى وعرضت الناظرة أن أعرض على طبيب نفساني ليعرف السبب وراء علتي .. بعد أن علمت بالتغيرات التي حلت بي والركود الذي ركن إليه عقلي . وعمل والدي بنصيحتها .. حاول الطبيب أن يعرف شيئاً عن نفسي .. أن يجذب انتباهي بأسئلته .. ولكنني كنت قد قررت أن أعذبهم ... وأعذبهم .. كانت الفكرة شريرة وخبيثة ولكني لم أستطع أن أقاومها وبعد جلستين كنت لا أجيب عن أسئلته إلا بالصمت والنظر إليه ببلاهة حيناً وبكلمة لا أدري حيناً آخر .. لم يستطع أن يسيطر على عنادي . لكني أعتقد أنه ربما فكر في إحتمال آخر .. كانوا جميعاً يعلمون أنني أوثر أختي الكبرى أمل .. كنت أحبها كثيراً .. وهي تحبني أيضاً .. فقد جاءت أمل إلي ونظرت إلى نظرة مفكرة ثم قالت : إسمعي يا مها .. أنت لست صغيرة بل أنت كبيرة وذكية وتفهمين جيداً .. وقد كنت طيبة ومازلت في أعماقك طيبة إلى الآن ولكني لست أدري لماذا تريدين أن تكوني شريرة .. إن الشر يا صغيرتي يتحكم في النفوس الضعيفة فلماذا تريدين أن تكوني ضعيفة .. إنني أتمنى أن تعودي طيبة كما كنت . أثرت في كلماتها .. وطريقتها الحانية .. فوضعت رأسي على كتفها .. والدموع تتلألأ في عيني : لو أني جميلة يا أمل .. لو أني مثلك أو مثل عبير أو مثل أي واحدة منكن .. لو أن وجهي يُنزع .. ويُوضع بدلاً منه وجهاً أقل قبحاً لكان من الممكن أن أكون طيبة .. أما وأنا في هذه الحالة .. فإني لا أريد أن أكون طيبة .. لا أريد أن أكون طيبة . وبكيت ما شاء الله لي البكاء .. دهشت أختي .. وقالت تهدئني : إن هذا الجمال الذي تريدينه ليس جمالاً إنه غلافٌ لنفوسنا وأرواحنا وتأكدي انه لو كانت نفوسنا جميلة وأرواحنا طيبة فسنبدو أكثر إشراقاً وبهجة . وأنت إذا حرمت من جمال الجسد فقد منحك الله جمالاً أشمل وأجمل منحك جمال الروح وطيبة القلب وراحة الضمير .. لا تتمني أن تكوني مثل ذلك الطائر الذي كان يختال بريشه وألوانه فلما نزعت عنه زينه بدا قبيحاً جداً .. فكان خارجه مليحاً وداخله قبيحاً .. بل كوني ذلك الطائر الذي يغرد دائماً للدنيا .. سعيداً .. لا يفكر في مصائبه كثيراً .. قانعاً بنصيبه من الدنيا .. فالسعادة ليست بالجمال يا طفلتي .. إنما هي براحة البال ورضى الإنسان بنصيبه ومن يدري فربما كنت أوفر نصيباً من الآخرين .. فإقنعي بما أعطاك الله ثم إنك لست قبيحة لدرجة تنفر الناس منك وما دمت تحبين الناس فسيبادلونك حباً بحب . وقبلتني أختي كثيراً حتى هدأت نفسي وارتحت ونمت على كتفها كأنني طفل ضاع من والدته وعاد إليها بعد قلق ودموع وعذاب .. وظللت أعترف لأختي بهذا الجميل دوماً . بعد مرور هذه الأزمة أخذت أفكر بجدية في العار الذي لحق بأسرتي نتيجة لرسوبي المتعمد لم يكن في المستطاع تقديم دور ثاني فلم يكن مثل هذا الإجراء قد عمل به في ذلك الوقت .. وعشت تلك الإجازة كأقسى ما يعيشها طفل .. فقد كان يحز في نفسي أن أترك أصدقائي وزملائي .. ولكن لم يكن في الإمكان تغير ما كان . وعدت إلى الدراسة بعد أن عادت إلي ثقتي في نفسي .. وأخذت أستمد من فضائلي الذاتية ما يعوضني عن فضيلة الجمال ، ولكن ذلك لم يكن ليمنعني من الضيق والحزن إذا ما سرت في الشارع فإن التعليقات السخيفة كانت تطاردني في كل مكان وخصوصاً إذا سرت مع أخواتي .. كنت لا أقل عنهن أناقة وظرفاً ، ولكنهن كن أجمل مني بمراحل .. كانت التعليقات تدخل إلى أذني فتمزق أعماقي كالسهام المسمومة : الغزلان ماشيين مع القرد ليه ...... ما أحلى خفة دمك يا شمبانزي ........ القبح الشنيع يظهر الجمال رائعاً للعين . كنت ألمح بسمات خواتي وأغوص إلى أعماقهن بنظراتي ولكن ليس بيدهن أي شيء .. ولم تكن تُهون علي كل ما ألاقي من عذاب إلا شقيقتي الكبرى .. كانت الوحيدة التي تلاطفني وتمسح دموعي إذا بكيت وتضع رأسي على كتفها إذا تعبت وتمسح بيدها الحانية الباردة جبيني الملتهب .. كنت أرى دمعتها المترقرقة من أجلي و رحمة بي وكان قلبي الصغير عاجزاً عن شكرها ويفيض حباً وحناناً لها . وكنت أخشى ما أخشاه أن أفقدها .. وهذا ما حدث سريعاً .. فسرعان ما أختطفها نصيبها .. أجل اختطفها مني واختطفها من المدرسة وطار بها سريعاً إلى بلد عربي آخر .. ولم يشعر بحزن لفراقها أحد مثلي ... فقد شعرت بعد أن ذهبت وسافرت مع زوجها أنني فقدت كل محب لي وحبيب إلى نفسي ... غير أن كلماتها ما تزال ترن في أذني .. لا تحزني يا مها و إعملي على أن يكون لك أصدقاء ... أصدقاء كثيرون ... وسأبعث لك بالرسائل دوماً .. أتمنى أن أراك إنسانة ناجحة .. وأديبة عظيمة .. وكنت إذ ذاك أكتب شيئا من الأشعار اللطيفة .. مرت السنون واستطعت أن أتقدم لامتحان الثانوية العامة وكنت من الأوائل على المنطقة .. وشعرت بالدنيا كلها ترقص طرباً وسروراً .. لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة التامة .. فلم تستطع الكلمات الساخرة التي وجهت إلي في الطريق أن تنقص من سعادتي شيئاً فقد أصبح القدر يضحك لي أخيراً .. ذهبت إلى الجامعة .. كلية الآداب .. وفي الجامعة شعرت بالحرية التي أعطيت لي .. شيء كنت أتمناه دائماً وشيئاً فشيئاً تغلبت على عقدة الخجل التي كانت قيداً يكبلني .. وأصبحت الجامعة تشهد بنبوغي .. الأساتذة والدكاترة يثنون علي وزملائي يمدحونني .. وشيئاً فشيئاً لمعت شخصيتي فلم يعد يظهر أمامي وجهي بشكله القبيح .. بل كان يظهر ذكائي .. وعيناي اللتان تشفان ذكاءً وفطنة .. وللحقيقة فقد تفتح قلبي للحب وحب الجمال .. لقد أحببت زميلي حازم ... كان حازم شاباً لطيفاً جداً .. وسيماً .. مجتهد للغاية وكان يرافقني دائماً .. في المقصف .. في قاعة المحاضرات .. في المكتبة .. ولم يكن بيدي إلا أن أحبه .. لم أكن أفكر في ذلك أول الأمر .. ولكنني وجدت نفسي فجأة أحبه وأحببته بعنف وضراوة .. وكان هو يبدي نحوي نفس هذا الشعور .. وعشت سنوات رائعة عرفت فيها معنى الحياة .. الحياة بأمل رائع .. ولكن حازم لم يحاول أبداً أن يذكر خططه بعد التخرج ولم أكن أشك في نواياه .. وتخرجنا .. وسافر كل إلى بلده .. بعد أن وعدني بأن يراسلني .. وفعلاً بعد ثلاثة أشهر من الترقب والانتظار جاء خطابه .. وليته لم يأتِ جاء معلناً لي أنه إختار الجمال على الذكاء .. جاء يزف إلى نبأ خطبته إلى أخرى من بلده .. ولم أدري ما الذي حدث بعد ذلك فقد أصبح كل شيء في نظري لا شيء .. قُتلت الإبتسامة في وجهي .. ذُبح الأمل في صدري .. طُعن الكبرياء في روحي .. وكل شيء بدا كأنه غريباً علي .. أهلي .. أقاربي .. صديقاتي ... وتدهورت بي الحال كثيراً .. أصبحت نوبات الإغماء تفاجئني كثيراً .. وإزاء إصرار الطبيب نقلت إلى المستشفى حيث تقرر أن ألزمه لبضعة أيام .. كان لدي تصميم هائل ...هو أن أموت .. ولذا لم أعر محاولات الطبيب لإنقاذي أي اهتمام .. وكان الطبيب أشد تصميماً مني فضيق علي الخناق ولكني أجبته كما أجبته من قبل بلا شيء .. لا شيء . وفي المرة الأخيرة قال لي بعد أن تعب : اسمعي أنا أعرف أنك لا تريدين الحياة ولكن الحياة أجمل بكثير مما تظنين .. وأن هناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق أن نبذل شيئا من الجهد من أجلها .. وليس الأمر أنك فشلت عاطفياً مرة واحدة حتى تنكفي على أعقابك وتهدي ما بنيته بالعرق والجهد . وهنا صرخت قائلة : أيها السيد من الذي أخبرك أنني فشلت عاطفياً ، من أين هذه العبقرية الفذة التي إستطاعت أن توصلك إلى هذا الأمر ؟ فقال بلهجة أشد وأعنف : الخطاب . عندئذ لم أستطع المضي في العناد بعد أن إكتشف كل شيء وبدأت نفسي تسترد شيئاً من هدوئها .. أثار اهتمامي هذا الطبيب بدأبه واجتهاده وصموده و حنانه ... وأخيراً جاء اليوم الذي قال فيه أنه قد انتهى علاجي وأنني سأغادر المستشفى حالاً .. ووجم وجهي بعد إشراقه وصرخت بذهول : حالاً ؟؟ أجاب : نعم .. هل تشعرين بالحزن لفراقه ! وابتسم - نعم ... شيء ما بداخلي هتف بهذه الكلمة . فسألني متلهفاً: ما الذي يشدك إليه ؟ ولكن دمعتين كبيرتين كانتا تلمعان في عيني هما اللتان أجابتا عني .... وهنا تنهد الدكتور أحمد قائلاً : إني سأزوركم في البيت غداً إذا لم يكن عندك أي مانع ... أجبته متلهفة : لا ..... لا مانع إطلاقا ..... أهلاً وسهلاً بك يا دكتور. | |||||
|  |
|
08-12-10, 02:45 AM
| #3 | ||||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
|  اقتباس:
تسلمى مريم و شكراً لك على مرورك ... | ||||||
|
| |
|
08-12-10, 01:49 AM
| #4 | |||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء 
|  شكرااااا على الإهداء يا أحلى هبة في الدنيا وشكرااا على مها الرقيقة الجميلة الحزينة .gif "Eh S(7)") حبيتها لدرجة إني نفسي أعرفها بس للأسف هي من بنات أفكارك المقطقطة هبة حرام عليكِ أنا دموعي مش عارفة أوقفها مها جميلة أوي وحقيقية أوي أوي روعة يا هبة بجد حرام عليكِ تقفي ومش تكملي أنتِ موهوبة جداااومش قادرة أصدق أنها أول تجربة بجد ماشاء الله لا قوة إلا بالله إختيارك للأسماء رائع أمل أختها كانت إسم على مسمى عوضتها عن عائلتها كلها يمكن كانت هي أسرتها الوحيدة أزمة الطفولة عالجتيها بطريقة رهيييبة أنا أعدت قراءة المقتطف ده أكتر من مرة أول لما توقفت عن الكتابة في الإمتحان وتبولها وجعتيلي قلبي فعلاً مهما كانت البنت متفوقة تتمنى أن حد يمدح جمالها وعندها أمل انها تحب وتتحب صدمة حازم خلتني أعيط بصوت تتصوري حسيت إنها هترجع تاني لأزمتها في طفولتها بعد كل الجهد ده حست ان كل شيء راح هباءاً منثوراً ربنا عوضها بالطبيب اللي شاف شفافية روحها وجمالها النادر جميلة جميلة جميلة وخرجي بقية الروائع اللي في درج المكتب بدل ما أدخل أجيبهم بنفسي قلم حساس ومُرهف زي ما توقعت والله وأكتر فقتِ توقعاتي  منافسة قوية يا هيبو  في أمان الله يا سكر  | |||||||
|
| |
|
08-12-10, 02:58 AM
| #5 | ||||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
فطوم يا عسل أول قطفة كثير مبسوطة أن القصة عجبتك ... أصلاً لولاكى و لولا soon كان فضلت فى الدرج على طول ... ربى لا يحرمنا منكم | ||||||
|
| |
|
08-12-10, 03:00 AM
| #7 | ||||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ربى يعافيكى أناناسة ... سعيدة لأنها راقت لك ... | ||||||
|
| |
|
08-12-10, 03:02 AM
| #9 | ||||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ربى يبارك فيكى ماهى ... و شكراً على باقة الورد الجورى الجميلة ... كلك ذوق | ||||||
|
| |
|
08-12-10, 03:29 AM
| #10 | ||||
| نجم روايتي 
|  ألف ألف مبروك على الأبداع يا قلبى  كنت مخبية الموهبة الرائعة دى عننا فين.؟؟ من حقنا عليكى يا جميل تمتعينى بأسهاماتك القصصيةالاكثر من رائعة اتمنى لك من كل قلبى ان تكون هذة القصة مقدمة لمزيد من ابداعك الراقى. قصتك كانت من القلب فدخلت الى القلب بسرعة الضوء مشاء الله عليكى اسلوبك فى الكتابة سهل وممتع وسلس ووصفك لمشاعر مها احسست اننى امام لوحة مرسومة بالكلمات بدلا من الالوان. واتعجب كثيرا لكون القصة اولى كتاباتك معقولة تكون هذه الموهبة مخبأة ولم تستغليها اختى فى كتابة رواية تثرى بها منتدانا. وتوقفتى عند جزء مشوق من القصة ، ولكن فى اعتقادى ان البطلة ستصدم من جديد فى الطبيب الذى مال اليه قلبها الرقيق. فالرجل يعشق بعينة .... والمرأة تعشق بأذنها وقلبها.....  | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض المتطور
