آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصر الشوق -باتريسيا هولت -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          غرام وانتقام (جزيرة مادورنا ) -باتريسيا لامب -روايات عبير الجديدة (عدد ممتاز) حصريا (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلعة بريتاني -ليف ميتشالز-عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 02:35 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 307- إذا كنت تجرؤ-كارول مورتيمر -(كتابة /كاملة )


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا







روايات احلام

(307) إذا كنت تجرؤ !

لـ كارول مورتيمير

الملخص

*******

كان جوناثان ماكواير شخصاً يثير الغيظ !

صحيح أن تورى قررت أن تضع له حد ولا تتركه يتصرف على هواه , إلا أنه رفض أن يذعن لها....أو أن يتخلى عن رأيه الأول بها بصفتها إمرأة متحجرة قاسية

هل منعت تصرفاته وإزدراءه لها تورى من الأستسلام لسحر هذا الرجل ؟ لا....فرغم ما يظنه جوناثان بها كانت تورى فتاة ساذجة وغير ملمة بالخبرة الكافية لتجاريه


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:29 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:09 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصول الرواية
ـــــــــــــــــــــ
1- لــــقــــاء عـــــاصــف
2- إذا كـــنـــــت تـــجـــرؤ
3-فـــى قـفـص الأتــهــام
4-لـيــتـحـمـّل الـعـــواقـب
5-عشاء تحت ضوء القمر
6- لــــعــــبـــة الـــــقــــــدر
7- تـائـهــة فــــى الـــضــاب
8- وأطـــــــبـــــــق الـــفــــخ
9- وداع على إيقاع الموسيقى
10- أسـعـــد لــحـظـة فى حياتها


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:10 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- لقاء عاصف
ــــــــــــــــــــــــ
"على السيد جوناثان ماغواير القادم من مطار هيثرو أن توجه مشكوراً إلى مكتب الأستعلامات "
وفيما كانت موظفة الأستعلامات تذيع هذه الرسالة كانت تورى تقف بجانب المكتب مقطبة الجبين تنتظر إستجابة السيد جوناثان ماغواير لهذا النداء
وقفت لدقائق قرب قاعة المسافرين بإنتظار القادمين على متن رحلة هيثرو إلى جزيرة مان وهى ممسكة بلوحة صغيرة مكتوب عليها "جوناثان ماغواير" بوضوح . لكن أخر راكب فى الرحلة ذهب الآن من دون أى أثر لـ جوناثان ماغواير .
ربما فاتته الرحلة ربما......
-أنا جوناثان ماغواير طرفت تورى بعينيها عند سماع الصوت الأبح الجذاب ذو اللكنة الأمريكية . هل هذا جوناثان ماغواير ؟ كان فى طليعة اللذين غادروا القاعة وقد لاحظته لأنه كان فارع الطول . نظر إليها مخترقاً إياها بعينين رماديتين فولاذيتين فلم تستطيع إلا أن تلاحظ أنه أحد أكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبية وغطرسة
كان وجهه صلباً لوحته الشمس وعيناه فولاذيتين أنفه مستقيماً وفمه غير باسم يعلو ذقناً مربعاً . كانت سترته الرصاصية وقميصه الأبيض يتلاءمان مع البنطلون الأزرق الباهت الذى يلبسه ليبرز نحول خصره ورشاقة ساقيه . قدرت أن عمره فى منتصف الثلاثينات ما شكّل مفاجأة أخرى لها فقد كانت تظنه شقيق ماديسون الأصغر
فى الواقع لم يكن كما توقعته أى أن شعره أشقر وعيناه خضراوان كشقيقه . ربما فوتت رؤيته حتى الآن . ولكن هذا لا يفسر عدم إقترابه منها فأسمه مكتوب بوضوح على اللوحة التى تحملها.
تقدمت تورى إلى الأمام مرحبة بإبتسامة :
- طُلب منى أستقبالك يا سيد ماغواير
- تحولت عيناه الفولاذيتان إليها تتفحصانها دون أن يرتسم على ملامحه المنحوتة أى جواب ثم سألها بحذر :
- بالنيابة عن من ؟
- تبددت إبتساماتها وقطبت جبينها . لم تكن تظن هذا عندما تطوّعت هذا الصباح للقدوم إلى المطار لترافقه إلى بيت أخته أن الأمر سيكون صعباً بهذا الشكل
-عن أختك
تمتمت بذلك وقد رأت أن هذه الوسامة البالغة لا عمق فيها وهو امر مؤسف للغاية . كانت دوماً تعتبر ماديسن من أأسهل الناس معشراً وحسبت أن أخاها مثلها لكنه لا يشبه أخته من حيث الشكل كما لا يتحلى بظرفها . ورد بضيق :
-ماديسن ؟ وما علاقتك بأختى بالضبط ؟
ونظر إليها بعين ناقدة
حاولت تورى أن ترى نفسها من خلال عينيه . فتاة قصيرة نحيفة صبيانية الشكل شعرها الفاحم منسدل كالحرير على كتفيها كما أن ملامحها الشبيه بملامح جنية فاتنة خالية من أى زينة . كانت عيناها عميقتى الزرقة وأنفها يغطيه النمش كما أن فمها كبير وذقنها حازمة . الشبه الوحيد الذى يجمع بينها وبين ماديسن الطويلة الرائعة الجمال هو السن
إزدادت تقطيبتها حين أحست أن جوناثان ماغواير ينتقد مظهرها .
كانت تحب ماديسن ورحبت أن تقدم لها أى خدمة , وإذا بأخيها مغاير لها . لم تكن أبتسامتها الثانية تحمل المودة وهى تجيب :
-والدىّ يملكان المزرعة المجاورة لمنزل ماديسن و زوجها جيدون . وعندما يغيبان يهتمان بمنزلهما
- وماذا أيضاً ؟
-أدركت تورى أن موظفة الأستقبال تصغى إلى حديثهما وهى لا تلومها فكل شخص سيظن أن تورى ستوقع بالرجل بدلاً من أن توصله .
-أتصلت بى ماديسون الليلة الماضية وطلبت منى أن......
كشر الرجل ساخطاً :
-تباً ! لقد طلبت من جيدون ألا يخبر أحداً بوجهتى
- لكن ماديسن زوجته.....
لقد وقعا فى الغرام حين كانا يصوران فيلماً سينمائياً فى الجزيرة منذ عامين . لعبت ماديسن دور البطولة فيما كان جيدون المخرج . وقد كسبا بفضل هذا الفيلم جائزتى أوسكار لذا أحبا هذه الجزيرة وإبتاعا فيها منزلاً يترددان إليه دوماً مع أبنتهما البالغة من العمر ستة أشهر .
-أجابها بخشونة :
-وإن تكن لقد طلبت منه بشكل خاص ...
قاطعته بهدوء :
-أسمع أرى أن نتوجه إلى سيارتى ونتابع الحديث فيها
ألقى على موظفة الأستقبال نظرة ضيق قبل أن يستدير على عقبيه من دون كلمة أخرى متجهاً إلى أمتعته التى تركها عند أسفل السلالم
هزت تورى كتفيها للموظفة بكآبة قبل أن تتبعه . لاحظت أن العربة التى يدفعها نحو باب المخرج تحمل صندوق قيثارة .
-هل تحسن العزف ؟
ألقت عليه السؤال بإهتمام وهى تسير بجانبه نحو موقف السيارات
نظر إليها بجمود :
-عفواً ؟
تملكها الشك فى شعوره بالأسف . فهو نادراً ما يندم ولكن ربما علّمه أحدهما شيئاً من التهذيب . وأشارت إلى صندوق القيثارة :
-لاحظت صندوق القيثارة
تابع النظر إليها بعينيه الجامدتين :
-وهكذا ؟
جذبت نفساً عميقاً :
-أسمع يا سيد ماغواير أرى أن نبدأ تعارفنا
ووقفت فجأة على الرصيف :
-أسمى تورى بوكانان وأنا مسرورة جداً بالترحيب بك فى جزيرة مان
مدت له يدها تصافحه لكنه نظر بجمود إلى يدها الرشيقة للحظات ثم رفع يده ببطء ليمسك بيدها ويقول بإختصار :
-سبق وزرت الجزيرة من قبل
أحقاً ؟ ولم لا فقد أمضت وقتاً طويلاً بعيداً عن الجزيرة ولهذا لعل زيارته فاتتها ولكن كان لديها أنطباع وهى تتحدث إلى ماديسن الليلة الماضية بأن جوناثان ماغواير لا يعرف الجزيرة أو منزل ماديسن و جيدون ما جعل ماديسن تسألها أن تذهب للمطار لإستقباله
والتوت شفتاه إستخفافاً وهو يقول :
-كانت زيارة قصيرة جداً
بدأ من لهجته أنها زيارة ل يريد التحدث عنها . حسنا لا بأس فى ذلك , فقد سبق وقررت رغم وسامة جوناثان ماغواير ستنساه ما أن تُنزله أمام المنزل ! إنه متغطرس بارد غامض بينما كانت تتصوره مرحاً ظريفاً ذهبى الشعر كأخته .
عندما وصلا إلى الموقف أشارت إلى الناحية اليسرى :
-هذه سيارتى بل سيارة أبى فى الواقع
فتحت الباب الخلفى للسيارة الموحلة قليلاً إذ أن أباها يقودها فى الحقول التى تحيط بمزرعته وتابعت تقول :
-أخذ أبى وأمى سيارتى لحضور عرس هذا الصباح
شعرت بأن عليها أن تضيف ذلك . ولم تعرف سبب هذا الشعور فهى لا تدين لهذا الرجل الجاحد بأى تفسير
عندما وضع حقائبه فى الخلف لم تعرض عليه أى عون بل جلست خلف المقود تنتظره . هدرت السيارة بإحتجاج لعدة ثوانى قبل أن تنطلق متجهة إلى مخرج
-ألم تكون مدعوة أنت أيضاً ؟
-إلى أين ؟
أجاب وهو يبدو عليه الأسترخاء التام :
-إلى العرس
إذن فقد كان يصغى إليها حقاً أجابت :
-بل كنت مدعوة ولكن.....
-ولكن ماذا.....؟
فقالت تورى بسرعة متعمدة عدم النظر إليه :
-لكن صديقة لى طلبت منى إسداء خدمة لها بدلاً من ذلك
أحست به ينظر إليها وقد ضاقت عيناه حسنا لقد كانت مدعوة إلى العرس لكن عندما سألتها ماديسن أن تستقبل أخاها فى المطار وتحضره إلى البيت شعرت تورى بالسرور رغم أن العروس أبنة خالها . على أى حال مازال بأمكانها أن تذهب إلى حفل الأستقبال عند العصر
-نعم أحسن العزف
نظرت إليه بحيرة . يبدو أن شيئا ما فاتها ! فقال :
-أعنى على القيثارة . لقد سألتنى إذا كنت أعزف
أومأت متفهمة :
-أى نوع من الموسيقى تعزف ؟
ساد صمت قصير جعل تورى تنظر أليه مرة أخرى . أبأتها ملامحة الغامضة أنها تغامر مرة أخرى بدخول منطقة ممنوعة فكل موضوع معه مزروع بالألغام . و أخيراً قال :
-أعزف عادة ما يخطر ببالى
تنهدت لصده لها ثم حوّلت أنتباهها إلى القيادة . كانت تحاول فقط أن تجرى معه حديثاً مهذباً لكن يبدو التهذيب هو مضيعة للوقت مع جوناثان ماغواير
لم يكن أمامها سوى نصف ساعة قبل أن تنزله عند بيت أخته آملة ألا تراه مرة أخرى طيلة زيارته . كل ما ترجوه هو أن يجعلها زيارة قصيرة !
حاولت أن تتذكر القليل الذى قالته ماديسن عن أخيها مساء أمس .
كانت تسميه جونى . لا يمكنها أن تتصور هذا الرجل البارد باسم حميم مألوف !
بدا ثرياً للغاية فى ملابسه الثمينة كما لاحظت أن حقيبته وصندوق القيثارة كانا من أحسن ما يمكن للمال أن يشتريه . وبصفته شقيق ماديسن لابد أنه أبن سوزان ديلانى....تلك المرأة التى كانت ممثلة أسطورية وقد رأتها تورى عدة مرات وأحبتها حين زارت ماديسن وزوجها فى الجزيرة , لعل جوناثان يشبه أباه لأنه لم يكن يشبه على الأطلاق أخته الساحرة وأمهما !
قررت تورى أن تنسى هذا الرجل الجالس بقربها وتركز على قيادة السيارة . كان يوماً جميلاً من شهر حزيران فالجو مشمس دافئ وجوانب الطرق مغطأة بالأزهار المختلفة حتى أن هذا الرجل الصامت بجانبها لم يستطيع أن يفسد أستمتاعها بيوم كهذا !
ابتدأ أهتمامها بهذا الرجل يزداد رغماً عنها . فماذا يريد رجل أمريكى ينأهز الثالثة و الثلاثين من مجتمع صغير مثل جزيرة مان ؟ هذه الجزيرة بجمالها الرائع وحياتها الآمنة وعدد سكانها المحدود ل تُعد مكاناً عصرياً لقضاء الأجازات بالنسبة للرجال العازبين
كانت تعلم أن الشئ نفسه يمكن أن يقال لامرأة فى الرابعة والعشرين أيضاً . لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة إليها بالذات . فقد ولدت هنا وأسرتها تعيش هنا . بينما جوناثان ماغواير بعيداً عن أسرته ! نعم إنها مهتمة بهذا الرجل !
وهذا أخر شئ تريده فى هذه اللحظة لقد عادت إلى موطنها لتفكر فى نفسها قليلاً ولتتخ بعض القرارات الخاصة . ولهذا فهى ليست بحاجة إلى رجل غامض يعقد الأمور مثل "جوناثان ماغواير"
-ما كان ذلك ؟
هتف جوناثان ماغواير بذلك وهو يشهق مصدوماً عندما أنطلق بجانب السيارة شريط أحمر محدثاً جلبة
أبتسمت تورى من دون انزعاج وقالت عندما رأيا شريطاً ملوناً أخر أزرق اللون :
-ألم تسمع عن السباق التذكارى للسائحين
راحت تتساءل عما إذا كان السباق هو سبب قدومه إلى هنا لكن ملامحه الغامضة أنبأتها بخلاف ذلك كان جوناثان ماغواير مقطباً :
-تلك....الدراجات النارية لها علاقة بذلك
-بكل تأكيد
ولم تستطيع تورى أن تكبت ابتسامتها أكثر من ذلك وأضافت :
- ومع الأسف أخترت أن تزور الجزيرة مع ابتدأ أسبوع السباق
- فقال كارهاً :
- أعلم أنى سأندم على ذلك . ولكن ما هو"أسبوع السباق"؟ ما هو"السباق التذكارى"؟
- أنه سباق الدراجات النارية . السباق الرئيسى يبدأ فى الأسبوع القادم
- قالت هذا بسرور دون أن تعير الدراجات النارية التى كانت تتجاوزهما بسرعة البرق أى أهتمام
- أسبوعا السباق المعروفان بأسبوع التدريب وأسبوع السباق عرفتهما الجزيرة منذ مائة عام . العديد من سكان الجزيرة مازالوا يعتبرون ذلك تطفلاً على حياتهم العادية الهادئة الوادعة . أما تورى فقد كانت شغوفاً بهذين الأسبوعين حيث يغزو الجزيرة أربعون أو خمسون ألف نسمة و معهم آلاف الدراجات النارية ليستمتعوا بوقتهم ويمرحوا فى السباق
سألها :
-أليس اليوم ؟
-لا لم يبدأ السباق بعد
فقال باشمئزاز :
كلامك جعلنى أظن هذا
ابتسمت :
-عندما يبدأ السباق يسدون الطرق
سألها بحيرة :
-وهل يجرى السباق فى الطرق ؟
فأجابت ضاحكة :
-ليس فى الجزيرة كلها . يبدو أن....
فعاد يعبس :
-يبدو أن ماديسن لم تخبرنى بذلك
لم تستطيع تورى أن تمنع نفسها من السخرية :
-لم يكن مفروضاً أن تعلم ماديسن بوجودك هنا , هل نسيت ؟
ساد صمت قصير قال بعده معجباً :
-لفتة ذكية منك يا آنسة بوكانان
دهشت وهى تراه يتذكر أسمها بعد أن ظنت أنه لا يهتم بشئ باستثناء ذاته . لكن لعلها لم تنصفه . وقالت :
-إدعنى تورى . بما أننا سنصبح جارين لفترة
أصبحت عيناه الفولاذيتان كالثلج وهو يقول بخشونة :
-لا أنوى إقامة علاقات اجتماعية أثناء وجودى هنا
تنفست بحدة إزاء فظاظته وندمت على الفور على إظهار المودة له ثم أجابته ببرودة :
-لا أظننى قلت أنى أنوى أن ادعوك إلى حفلة....يا سيد ماغواير أو إلى أى شئ أخر
بعد نحو عشرين دقيقة ستودع هذا....هذا الوغد المتغطرس . بدت لها المدة طويلة !
لم تكن تهتم بشكل خاص بالذهاب إلى عرس أبنة خالها وقد رحبت بهذا العذر كى لا تذهب إلى الكنيسة لكن لو كانت تعلم أنه فظ وقليل الأدب لفضلت الذهاب إلى العرس !
مرّا بالموقف الكبير حيث صفوف الدراجات النارية متوقفة استعداداً للسباق بعد الظهر فقال باستغراب :
-لم أر قط مثل هذا العدد من الدراجات النارية فى مكان واحد من قبل
فقالت :
-لا تقلق منزل أختك بعيد عن الطرق وقد خرجت أمى لشراء ما تحتاجه هذا الصباح وبهذا سيكون لديك ما يكفى من الطعام ولا حاجة بك للخروج لفترة طويلة إذا لم تشأ ذلك
فبعد ما قاله كانت واثقة من أنه لا يرغب فى الخروج !
ساد صمت قصير قبل أن يجيبها :
-إنها شهامة كبرى من أمك
زمت شفتها لدهشته من هذه اللفتة الطيبة من امرأة غريبة تماماً . وقالت :
-إنها امرأة بالغة اللطف وكلنا نحب ماديسن و جيدون وكيلى طفلة رائعة
أضافت جملتها الأخرة بحنان بالغ فقال بصوت أجش:
-نعم إنها كذلك
كانت المرة الأولى أثناء تعرفهما القصير التى تسمعه يقول شيئا بلهجة رقيقة
قالت بارتياح وهما يتجهان إلى الطرق الريفية مرة أخرى :
-لم نعد بعيدين عن مقصدنا الآن
كانت دوماً تشعر بالانتعاش عندما تمضى فترة فى الجزيرة فهى تشعر هنا وكأن الزمن قد توقف . حالياً عليها اتخاذ قرارات هامة وهذا ما هى بحاجة ماسة إليه وليس هذا الفظ المتغطرس جوناثان ماغواير
-إنها جزيرة رائعة الجمال
أعتادت تورى أقواله المفاجئة غير المترابطة فلم تعبأ بالنظر إليه هذه المرة :
-هذا صحيح
-ماذا تعملين هنا ؟
تصلب جسمها قليلاً . هذا فضول بالنسبة لرجل لا يحب الأسئلة الشخصية . هزت كتفيها وقالت مراوغة :
- إدارة المزرعة تتطلب اهتمام الأسرة كلها طوال الوقت
بملابسها المؤلفة من قميص قطنى باهت الزرقة وبنطلون جينز موحل منذ أمطرت أمس و بوجهها الخالى من أى زينة كانت تبدو فعلاً وكأنها خارجة لتوها من مزرعة
لم يكن العمل فى المزرعة ما تقوم به فعلاً لكن هذا ليس من شأن هذا الرجل قال قبل أن يعود النظر إلى النافذة :
-أظنه صحيحاً
-وأنت , ماذا تعمل يا سيد ماغواير ؟
-أسرتى تعمل فى الكازينوهات فى رينو
وكان جوابه كجوابها عن عمل أسرتها فى المزرعة وبالتالى لم تفهم منه شيئاً ! فقالت بمودة :
-لدينا كازينو فى الجزيرة وربما تحب أن تراه أثناء وجودك هنا
كانت ترى ذلك الكازينو مكان لا روح فيه فالناس الذين يقصدونه إما سياح أو مدمنين ولم يكن يهمها أى من الفئتين
رفع حاجبه وقال ساخراً :
-هل تدعينى للخروج معك رغم كل شئ تورى ؟
نظرت إليه مجفلة ثم هدأت قليلاً وهى ترى الهزل فى عينيه . إذن لدى هذا الرجل روح النكتة ! فقالت بأسف :
-لا أنا لا أدعوك فأنا لا أحب الكازينوهات مع الآسف !
وكان فى لهجتها نبرة اعتذار فهذا مجال عمل أسرته
فقال وقد تلاشى الهزل من عينيه :
-أنا لا أحبها
انتظرت منه أن يتابع حديثه وعندما لم يفعل قررت أن تضع حداً لهذا الموضوع هى أيضاً
كان هذا القول غريباً بالنسبة لظروفه لكنها سرعان ما أدركت أن جوناثان ماغواير رجل غامض
قالت بعد عدة دقائق بنوع من الارتياح وهى تستدير لتدخل طريقاً خاصاً يؤدى إلى منزل"بيرن هاوس" :
-ها قد وصلنا رغم إنها عاشت فى المزرعة المجاورة معظم حياتها إلا أنها مصعوقة بجمال هذه البقعة المرتفعة فوق التلة والبعيدة تماماً عن كل شئ وكل شخص
كان منزل"بيرن هاوس" ذات يوم بيت المزرعة الأساسى ومنذ عام اشتراه اصحابه من والداى تورى فأعادوا تجديده كلياً وبدأ الآن متالقاً فى ضوء الشمس بلونه الأبيض والبرتقالى
أوقفت تورى السيارة أمام المنزل ثم نزلت وفتحت الباب الخلفى شاعرة بارتياح لانتهاء الرحلة أخيراً وعدم اضطرارها إذا ساعدها الحظ لرؤية جوناثان ماغواير مرة أخرى
وضع حقيبته وصندوق القيثارة على الأرض قبل أن يستدير لينظر إليها ثم قال بخشونة :
-آسف لأننى كنت رفيقاً سيئاً . عذرى الوحيد هو أننى لم أتوقع أن يستقبلنى أحد فى المطار
وهذا لم يكن عذراً فقد تلفت ماديسن عناء الاتصال بهم الليلة الماضية لاهتمامها بتوفير الراحة لأخيها وقد بذلت تورى جهداً لإحضاره من المطار .
سألته بجفاء وهى تمد يدها إلى جيب بنطلونها لتخرج المفتاح الأحتياطى الذى تسلمه ماديسن عادة لوالديها:
-هل لديك المفتاح ؟
مد يده هو أيضاً إلى جيب بنطلونه وأخرج منه مفتاحاً فضياً قائلاً بتكاسل :
- مع تحيات جيدون
أعادت مفتاحها إلى جيبه :
-حسن ! إذا احتجت إلى أى شئ أخر أن واثقة من أن والدى سيسرهما مساعدتك
وأشارت إلى منزل ريفى فى الحقل المجاور يمكن رؤيته بوضوح وفيما كانت تهم بالذهاب إلى سيارتها أمسك بذراعها وسألها :
-ولكن ليس أنت ؟
انتبهت تورى إلى حزم وحرارة تلك اليد على ذراعها العارية فرفعت إليه عينيها الداكنتين ثم هزت رأسها وشعرها الأسود الكث يموج فوق كتفيها :
-قد لا أكون هنا أنا مثلك مجرد زائرة
قطب جبينه :
-لكننى ظننتك قلت.....
-ستجد الطعام فى الثلاجة وكذلك الخبز
كانت تعلم ذلك لأنها هى من أحضر الأغراض إلى المنزل وتابعت تقول :
-هناك أيضاً قطعة من فطيرة تفاح صنعتها أمى فى الخزانة
وسبحت يدها من فبضته وولجت سيارتها متلهفة إلى الانطلاق :
-السيارة فى الكاراج خلف البيت مفاتيحها معلقة قرب الثلاجة كما تترك ماديسن دوماً قائمة بأرقام الهواتف الضرورية قرب الهاتف
أدارت المحرك ومدّت يدها تغلق الباب خلفها لكن جوناثان ماغواير مدّ يده هو أيضاً يمسك بالباب وسألها برقة :
-هل رقم هاتفك موجود ؟
لقد قرر الآن أن يكون فظاً ! حسناً إنها لا تريد أى ظرف من هذا الرجل !
رفعت ذقنها متحدية :
-رقم هاتف والدىّ هناك إذا احتجته
نظر إليها مفكراً :
-لم أكن مهذباً معك أليس كذلك ؟
نظرت إلى عينيه لحظة طويلة دون أن تطرف عيناها وأخيراً أجابت :
-هذا صحيح
طرف بعينه وعندما رفع جفنيه عادت تلك العزلة إلى عينيه مرة أخرى :
-أخبرينى هل أنت منسجمة تماماً مع ماديسن ؟
فقالت برزانة :
-تماماً
وفجأة قال بابتسامة عريضة :
-هذا ما ظننته
رأت نفسها تنظر إلى رجل أخر فاهتزت مجفلة . بدأ أصغر بسنوات بعد أن تخلى عن العبوس وبدت أسنانه بيضاء مستقيمه فى وجهه الذى لوحته الشمس كما تألقت عيناه بعد ذلك اللون الرمادى الصارم . سلخت تورى نظراتها عنه :
-علىّ حقاً أن أذهب الآن سيد ماغواير
وأشارت إلى الباب الذى كن ممسكاً به ثم تملكها الارتياح عندما تركه بعد لحظة تردد سامحاً لها أن تصفقه أنزلت الزجاج بجانبها لتقول له :
-هناك شئ أخر إذا أردت أن تستعمل السيارة أثناء وجودك هنا فمن الأفضل ألا تذهب إلى أى مكان غداً . إنه "الأحد المجنون"
-ما هو المجنون ؟
- الأحد
-حسنا . أعلم أن غداً هو الأحد ولكن لماذا هو مجنون ؟
فقالت ضاحكة :
-هل تتذكر كل تلك الدراجات النارية التى رأيتها فى "الموقف الكبير" ستنطلق غداً متسابقة فى طريق الجبل ذى الاتجاه الواحد
وأنطلقت بالسيارة وهى ترى الذهول على وجه جوناثان فلم تستطيع إلا أن تبتسم . لو أنه جاء ناشداً الهدوء والسكينة فقد أختار الأسبوع الخطأ


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:22 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- إذا كنت تجرؤ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
لم يكن مزاجها قد تحسن تماماً عندما عادت إلى المزرعة لتجد أن روبرت ترك لها رسالة على المجيب الآلى
كانت تفتح الجهاز بشكل دائم كلما زارت أبويها لتتمكن من تسجيل كل مخابرة تصلها ولكن مخابرة روبرت باتلذات لم تكن تريدها . قالت له إنها لا تريده أن يتصل بها أثناء وجودها هنا . لكنه بطبيعته المستبدة لم يهتم بذلك.
-مرحبا حبيبتى
حياها بصوته الساحر فتصورته جالساً على كرسيه الجلدى رافعاً قدميه على المكتب :
-أردت فقط أن أعرف إن كنت مستعدة للعودة . إننا نفتقدك
أقفلت تورى الجهاز بقوة . تبا له إنها الآن فى بيتها أما بالنسبة لافتقادهم لها.....
لا شك أنهم يفتقدونها.....خاصة روبرت فهى التى ساعدت فى حصوله على هذا الحذاء الجلدى والبذلة الثمينة والقميص . فى الواقع كانت هى ربة نعمته أو بطاقة الإعاشة بالنسبة إليهتهالكت على أحدى كراسى المطبخ واضعة مرفقيها على المائدة ثم أراحت ذقنها على يدها فآخر ما تريده أن تكون حاقدة .ولكن ماذا يمكنها أن تفعل ؟
لهذا السبب أتت إلى هنا منذ أسبوع فهى تعلم أنها أقرب إلى الجواب هنا !
-ساعدينا يا حبيبتى رجاء
قال أبوها ذلك وهو يفتح الباب ويدخل المطبخ وذراعه حول خصر أمها التى كانت تعرج بشدة
قفزت تورى باهتمام واندفعت نحو أمها فتمكنا معاً من أن يساعدها على الجلوس على إحدى الكراسى . كان كاحل أمها الأيسر مضمداً وبدأ الألم على وجهها .
وعندما جلست الأم هتفت تورى بعنف :
-ما الذى حدث ؟
أجابت الأم مشمئزة من نفسها فى ملابسها الصيفية المؤلفة من طاقم أبيض وبلوزة وردية وقبعة من اللون نفسه :
-وقعت وأنا خارجة من الكنيسة
قال أبوها الذى لوحت الشمس وجهه الأحمر وهو يبتسم مرتاحاً لعودته إلى البيت من دون مزيد من الحوادث المؤسفة :
-كما إنها لم تشرب قطرة ماء
-التفاهة والغرور تسببا فى ذلك . ما كان علىّ أن أنتعل حذاء عالى الكعبين
قالت الأم وهى تحملق فى الحذاء الأبيض وقد بدا عليها الانزعاج البالغ لسقوطها :
-لا أتذكر آخر مرة لبست فيها حذاء كهذا بقينا نصف ساعة فى المستشفى ليصوروا كاحلى . ما من كسور والحمد لله مجرد التواء فى المفصل
قالت تورى وقد نسيت تماماً كل شئ عن روبرت :
-سأعد لكما الشاى
كانت هذه الحادثة مشكلة حقيقية رغم ابتسامة العطف التى واجه بها أبوها إصابة أمها . فأمها شريك أساسى فى إدارة المزرعة وهى لم تعد قادرة على الحركة الآن ......
-فكرة حسنة يا حبيبتى
أجابها أبوها بذلك وهو يجلس بدوره إلى مائدة المطبخ . لقد أمضت الأسرة الكثير من الوقت فى المطبخ وتناولت الوجبات كلها على هذه المائدة وغالباً ما كانوا يتمهلون فى المساء ليتحدثوا ويثرثروا . سألت تورى وهى تحضر الشاى :
-كيف كان العرس ؟
وعلى الفور رق وجه أمها وقالت باسمة وهى تتذكر :
-رااائع . أنا أحب الأعراس كثيراً
وأضاف أبوها بحماس أقل :
-وقد بدت دينيس جميلة
بدا عليه الضيق فى هذه البذلة والقميص اللذين أضطر للبسهما للمناسبة وتابع قائلاً :
-ولو أننى لا أستطيع القول أننى معجب بالشاب الذى تزوجته
ألقت الأم على أبنتها ذات معنى :
-أنتظرى حتى يأتى دورك يا تورى . لن يكون هناك رجل يستحقك أنت أيضاً !
فقال الأب بخشونة :
-الحق معك يا ثلما ما من رجل يستحق حبيبتنا تورى
ابتسمت تورى لهما بحنان وهى تناولهما الشاى
-لو كنت مكانكما لما أقلقنى الأمر فأنا لا أنوى الزواج إلا بعد سنوات . هذا إذا تزوجت !
لم يكن هذا شعورها دوماً فقد ساورتها قبل فترة آمال وأحلام بنات جيلها فكانت تحلم بزوج و أولاد وبيت دافئ كالبيت الذى نشأت فيه . لكن الأمور تغيرت الآن وكذلك روبرت ولو بعد فوات الأوان لحسن الحظ لأن روبرت الذى بقى لسنوات يقول إن الزواج لم يخلق له تغير فجأة منذ أسابيع وأصبح يحثها على الزواج منه فى كل فرصة تسنح له . لو طلب منها الزواج منذ سنوات لقبلت ولكن ليس الآن فـ روبرت لم يعد ذلك الفتى الرائع . فى الواقع أصبحت تعرفه الآن جيداً وقد شكرت الله لأنه لم يعرض عليها الزواج منذ عامين وإلا لارتكبت أكبر غلطة فى حياتها !
قالت باسمة :
-حسنا أنا مسرورة لأن العرس كان جيد رغم ما حدث لكاحلك أمى
فقالت الأم :
-إنه ذنبى أنا . كيف الحال مع شقيق ماديسن , جونى ؟
عبست تورى وهى تجلس إلى المائدة حاملة فنجانها :
-إذا أخبرتك أننى كنت أدعوه السيد ماغواير عندما أنزلته أمام البيت وكنت أفضل لو قذفته من فوق الصخور ربما يطلعك هذا على مدى أنسجامنا معاً !
فقالت أمها بقلق :
-آهـ يا عزيزتى مع أن أخته و زوجها طيبان للغاية
كانت الجزيرة مسكننا لممثلين عدة وموسيقين مشهورين ومغنين فضلاً عن مجموعة من المؤلفين الناجحين وبعض الأثرياء الأقل شهرة فتعود أهل الجزيرة ألا يستغربوا إذا ما رأوا أحدهم فى السوبر ماركت
-أنا لم.....
وسكتت فجأة حين اخذ الهاتف يرن لقد نسيت أن تعيد فتح المجيب الآلى بعد أن تلقت مكالمة روبرت ولم تكن بحاجة إلى التخمين طويلاً لتدرك أن المتكلم روبرت مرة أخرى وعندما رأى أبوها نظرة الاستياء على وجهها سألها بلطف :
-أتريدن أن أجيب عنك ؟
عودتها إلى البيت لكى يتاح لها التفكير فى وضعها هو شئ وترك أبيها يواجه مشاكلها بدلاً منها أمر أخر تماماً
-لا باس سأجيب أنا
وأختطفت سماعة الهاتف وردت بحدة بالغة :
-نعم ؟
ساد صمت قصير فى الناحية الأخرى من الخط قبل أن تسمع من يقول :
-كيف عرفت أنه أنا ؟
-لم أعرف أنه أنت
أجابت جوناثان ماغواير بشئ من الخجل مشيحة بوجها من نظرات والديها كيلا يلاحظا أحمرار وجهها
سألها ساخراً بينما بدت لهجته الأمريكية أكثر وضوحاً :
-ومن غيرى كدرك اليوم ؟
فقالت بمرح :
-لا أحد بالذات
ما الذى يريده ؟ عندما غادرته منذ ساعة لم يكن لديها شك فى رغبته فى العزلة
قال بإعجاب :
-هل أنت ماهرة جداً فى ذلك؟
فترددت :
-فى ماذا ؟
-فى الأجوبة المراوغة
ضحكت مجفلة :
-يتوقف الأمر على خبرتك فى الأجوبة المراوغة !
بعد تمضية أربعين دقيقة بصحبة جوناثان ماغواير وجدت أن معرفتها به أقل مما كانت عليه قبل أن تعرفه !
أخذ يضحك بهدوء :
-لا بأس فأنت لن تخبرينى من كدرك اليوم . لن أؤخرك طويلاً لأننى أعلم أنك متلهفة للذهاب إلى عرس أبنة خالك . أنا......هذا هو سبب أتصالى بك , فى الواقع
طرفت تورى بعينيها ثم سألته غير مصدقة :
-لا أظنك تقترح أن تأتى معى ؟
أخذت تتصور تخمينات الأسرة وهى تصل إلى العرس برفقة أمريكى طويل وأسمر ! وأن كان هذا لا يعنى إنها تنوى الذهاب من دون أمها وأبيها ولكن من المؤكد أنه لا يمكن لـ جوناثان....
لكن جوناثان قال على الفور ليزيل أوهامها :
-لا . طبعاً . لكن بعد تفكير ملى أدركت أننى مدين لك بإعتذار على سلوكى السابق
فقالت بهدوء :
-سبق وقمت بذلك
-أعتذر على عدم شكرى لك لأنك تفرغت اليوم كى تحضرينى من المطار. وأنا.....أشكرك الآن
آهـ....هذا يجرح كرامته حتماً كما خطر لها وردت عليه بمرح :
-أهلاً بك
وسمعت آهة عميقة من الناحية الأخرى من الخط :
-أنا لست عادة فظاً كما تصرفت اليوم...
فقالت ممازحة :
-لا تخبرنى....بأنك عادة أكثر فظاظة
رد بإنفعال :
-أنت لا تتسامحين فى الأمر , أليس كذلك ؟
حسنا لم تكن واثقة مما قصده لقد أعتذر وقبلت اعتذاره . ما الذى يريده أكثر ؟
سألته بحرص :
-أتظن أن علىّ ذلك؟
كل ما قاله صحيح ز فقد خصصت له وقتها وفاتها عرس ابنة خالها لتذهب إلى المطار وتحضره وإذا به يواجهها بتلك الفظاظة
فقال بإذعان :
-ربما لا . عندما ترين أمك هل لك أن تشكريها لإعدادها الفطيرة ؟ كنت جائعاً عندما وصلت إلى هنا فتناولت قطعة منها وهى لذيذة
قالت له :
-لماذا لا تخبرها بنفسك ؟ إنها جالسة هنا
خطر لها ذلك فجأة لتنهى المكالمة من دون أن تبدو قليلة التهذيب وناولت السماعة لأمها قبل أن يجيبها جوناثان
وتحركت تورى لتقبل أباها على وجنته برفق ثم قالت وهى تنظر إلى أمها :
-سأذهب إلى الأستوديو . اصرخ إذا إحتجتنى
وأنبأها احمرار وجه أمها بأن جوناثان يثنى دون شك على الفطيرة اللذيذة
ابتسمت تورى وهى تغادر المنزل . قد يكون الطريق إلى قلب الرجل يمر بمعدته لكن الطريق إلى قلب أمها هو مديح طهيها حتماً . وبدأ وكأن جوناثان ماغواير قد فتن فرد من أفراد أسرة بوكانان
تلاشت ابتسامته حين وصلت إلى المبنى الخارجى الذى سمح لها والدها بأن تحوله إلى أستوديو . دخلت و وقفت تنظر حولها شاعرة بماذا....؟ فأينما وقع نظرها ترى برهاناً على نجاحها . ذات يوم , كان هذا كل ما تريده . لقد تركت الجزيرة منذ ست سنوات للبحث عن هذا الحلم وبعد خمس سنوات من النجاح أدركت أن ما وصلت إليه ليس كافياً بل هى تريد أكثر
لقد خاطرت منذ ست سنوات ونجحت . فهل لديها الشجاعة الآن وهى لا تزال فى القمة لأن تتنحى وتترك تلك المهنة ؟
يعتقدها روبرت مجنونة لمجرد تفكيرها فى تلك الخطوة التى شغلت ذهنها فى الأشهر الأخيرة لكن لـ روبرت أسبابه الخاصة التى تدفعه إلى إبقائها حيث هى فالأجر الذى يتقاضاه يناسبه تماماً . ولكن هل تناسبها تلك الحياة ؟
لو إنها تعرف الجواب لما بقيت هنا فى الجزيرة ولما كان عليها أن تتعرف على ذلك الفظ جوناثان ماغواير أيضاً
"متغطرس عديم المراعاة لا يهتم إلا بنفسه !" راحت تورى تحدث نفسها وهى تقف فى المطبخ لتتفحص محتويات القدور التى تغلى على النار
-هذا دليل سيئ يا حبيبتى
قال أبوها هذا وهو يدخل المطبخ وقد أرتدى ملابس العمل المريحة . وبدأ عليه الأرتياح التام وهو يرى نظرة التساؤل فى عينى تورى فأضاف :
-أعنى الحديث مع نفسك
عبست وردت :
-سيجهز الغداء بعد ربع ساعة
لم تكن تتحدث مع نفسها لأنها هى التى تطهو غداء الأحد بل لطالما أسعدها أن تقوم بحصتها من العمل فى المزرعة أثناء وجودها فيها
لا لم تكن المشكلة فى طهى الغداء بل فى أن جوناثان ماغواير مدعو. هذا ما كان يضايقها!
لقد أعطاها كل الدلائل أمس على أنه كان يود إحاطة نفسه بالغموض....وهو يريد أن يبقى منعزلاً وحده وإذا به قبل أن ينهى مكالمته أمس يقبل دعوة أمها على الغداء
ورغم رغبة تورى فى تناول الطعام فى المطبخ كالمعتاد إلا أن أمها أصرت على أستخدام غرفة الطعام التى نادراً ما يستخدمونها
إنه شرف !
كان غداء الأحد مصدر بهجة للأسرة حيث يمضون فترة بعد الظهر فى الأسترخاء أمام التليفزيون أو فى قراءة الصحيفة . كان أملهم الوحيد هو ألا يطيل الضيف بقاءه بعد الغداء ! لم تستطع أن تفهم ما جعل جوناثان يقبل الدعوة بعد إدعائه أنه لاينوى الذهاب إلى مناسبات اجتماعية أثناء وجوده فى الجزيرة ؟
نظرت إلى ساعتها بفروغ صبر :
-إذا لم يحضر ضيفنا بسرعة فسيفوته الغداء
-أنا واثق من....
وقطع والدها كلامه عندما سمع هدير سيارة تجتاز الفناء فضحك :
-"أذكر الشيطان يحضر فى الحال" من الأفضل أن أذهب وأرتدى ملابس نظيفة
نظر بآسف إلى ثياب العمل المريحة والمبقعة بالوحل :
-وإلا خاصمتنى أمك
وبما أن أمها ترتاح فى غرفة الجلوس بسبب أصبابة كاحلها وأبها قد صعد ليغير ملابسه لم يبق سواها ليفتح الباب وكان جرس الباب الأمامى نادراً ما يرن فسكان الجزيرة يستعملون دوماً الباب الخلفى . فتطلب إزاحة المزلاجين الثقيلين بعض الوقت من تورى قبل أن تستعمل المفتاح الذى أخذ يصرّ لينفتح الباب أخيراً
سألها بلهجة مطاطة بعد أن سمع صرير المزلاجين والمفتاح فى القفل :
-هل تحتفظون بخزنة هنا ؟
افترضت تورى أنه هو المتوارى خلف الباقة الضخمة من أزهار الأقحوان الصفراء إذ لم يكن يبدو منه سوى ساقيه الطويلتين
فقالت بحدة وهى تفسح له الطريق ليدخل :
-هذا مضحك , ولكن هل لك أن تدخل من الباب الخلفى مستقبلاً؟
خفض أزهار الأقحوان ببطء فبدأ وجهه الوسيم وهو يقول :
-آسف
لم يكن يبدو عليه التجهم والتعب كما بالأمس بل بدأ وسيماً إلى حد خطير كما رأت تورى مازال شعره الأسود مبتلاً ومائلاً إلى التجعد كما كانت عيناه الرماديتين دافئتين وفمه جميل باسماً لم تجبه بابتسامة بل قالت له فجأة :
-من هنا
سيتناولان فعلاً الغداء فى غرفة الطعام ولكن عليه حالياً أن يرفع الكلفة والرسميات فى المطبخ فهى لا يمكن أن تلعب دور المضيافة والطاهية فى الوقت نفسه
أشارت إلى الأزهار التى كان ممسكاً بها وقالت :
-ما كان ينبغى أن تزعج نفسك بإحضار هذه الأزهار يا سيد ماغواير
-آ....آسف أنها ليس لك بل لأمك . أمى علمتنى أن أقدم دوماً أزهار لمضيفتى
-أنا وأثقة من أن أمى ستسر جداً
التهب وجهها خجلاً وارتباكاً لأنه علمها ألا تحاول أن تتحاذق !
مد يده إلى جيبه وأخرج علبة شوكولا :
-هذه لك أنت . الأزهار للمضيفة و الشوكلا لأبنتها
كان صندوق الشوكولا صغير لكن من النوع الذى تحبه
-شكراً
أخذته منه فتلامست أصابعهما وإذا بصدمة كهربائية تخزها فى يدها لتصل إلى أعلى ذراعها . وما لبث هذا الأحساس أن تلاشى لتشعر بعدئذ بأن أنفاسها محبوسة
ما كان هذا ؟
هزت رأسها قبل أن تضع علبة الشوكلا جانباً
سألته و راسها يدور لما شعرت به لدى أحتكاك أصابعه بأصابعها :
-هل تريد بعض العصير قبل الغداء يا سيد ماغواير ؟
لم يبدُ عليه أنه تأثر مثلها وهو يضع الأزهار على المائدة وقال :
-سأشرب معك شرط أن تكفى عن مناداتى بسيد ماغواير ...يا تورى
فأومأت برأسها :
-جزناثان
لن تناديه جونى أبداً !
-لدينا زجاجة عصير فى الثلاجة . آمل أن تحب الدجاج
خشيت أن يكون نباتياً رغم أن الذنب سيكون ذنبه لأن من المفروض أن يخبر أمها بذلك أمس
-بل أعشق الدجاج
-أهلاً بالسيد ماغواير
جاء أبوها ليرحب به وهو يدخل المطبخ ماداً يده :
-دان باكانان تعال إلى غرفة الجلوس لأعرفك على زوجتى . هل كل شئ على ما يرام يا تورى ؟
قالت شاعرة بالارتياح لحضوره وأستلام مهمة الترحيب بالضيف :
-تماماً عندما أقدم الغداء سأناديك
ألقى عليها جوناثان نظرة سريعة :
-أرجو أن لا أكون قد سببت لك إزعاجاً كبيراً...
فقالت بمرح :
-أبداً كنا سنتناول الشواء على الغداء على أى حا
لقد أدركت من ضيق عينيه الرمادتين الفضيتين أنه لا تخفى عليه خافية
قال له أبوها :
-من المؤسف أن زوجتى وقعت أمس ولوت كاحلها لكن تورى بمهارة أمها فى الطهى تقريباً
فسألت تورى مازحة :
-تقريباً ؟
كانت تجد متعة فى بيتها فأبواها واقعيان للغاية بخلاف ذلك الحشد الذى يحيط بها فى لندن
فقال الأب وهو يغمز جوناثان :
-البرهان عند الأكل . دعنا نذهب لرؤية ثلما يا جوناثان فهى متشوقة للتعرف عليك
ستجن أمها من الفرح : هدايا زهور شوكولا....لكن كل هذا لم يغير من واقع أن الرجل فظ للغاية .
إلا أنه لم يُظهر تلك الفظاظة عندما جلس الأربعة لتناول الغداء . كان جوناثان هو الذى ساعد أمها على الدخول الغرفة واضعاً يده تحت مرفقها . رأت تورى ساخطة أنه درس أخر من حسن السلوك علمته إياه أمه . والآم من هو الفظ بينهما ؟
إنها هى لكنها ل تستطيع أن تنسى ذلك الرجل الذى تعرفت إليه أمس رغم أن كلماته أظهرت أنه مصمم على محو تلك الصورة
قال لأبيها وهو يتذوق الدجاج والخضار المطهوة :
-لذيذ .....
كان جالساً بجانب تورى على المائدة قابلة والديها وأضاف
-أطعمة المدارس لم تكن لذيذة ما جعلنى أعتقد أن الطهى الإنجليزى هو الأسوأ فى العالم !
رفعت تورى عينيها بدهشة :
-هل ذهبت إلى المدرسة فى إنجلترا ؟
ما أغرب ذلك وأبواه أمريكيان ؟
قابل نظراتها بثبات للحظة ثم قال مناقضاً قوله السابق :
-الثقافة الإنجليزية هى الأفضل فى العالم
فقالت ساخرة :
-يبدو أن أبويك أرادا لك الأفضل
ضاقت عيناه وهو يتأملها لحظة قبل أن يلتفت إلى أمها :
-لم تكن لدى فكرة عندما قابلت دعوتك أمس ثلما أنك لويت كاحلك وأننى سأزيد من عمل تورى
إذا كان يريدها أن تشعر بالذنب فقد نجح مع إنها لو كانت صادقة مع نفسها لأدركت أن جوناثان ليس الشخص الذى يزعجها اليوم. فقد أتصل بها روبرت مرة أخرى هذا الصباح وأزعجها بشدة لأنه واثق من عودتها السريعة إلى لندن للاستمرار فى العمل
قالت بارتباك :
-لم يكن هناك إزعاجاً
إنه ضيف والديها على أى حال وهى لم ترحب به كما ينبغى :
-وأنا مسرورة لاستمتاعك به . فهنالك فطيرة كرز من صنع أمى سأقدمها كحلوى بعد الغداء
-إذا لم أكن حذراً فسأسمن أثناء وجودى هنا
تملكها لاشك فى ذلك لأن بنية جوناثان رشيقة ورياضية
لكن هذا لا يعنى أنها تجد جوناثان ماغواير جذباً ! لديها ما يكفيها من المشاكل وهى تحاول أن تنظم حياتها من دون تعقيدها بانجذاب لن يؤدى بها إلى أى مكان . كما تلاحظ على جوناثان أى دليل على أنه يراها جذابة !
هل شعورها بالضيق هو السبب ؟ لم تتعود وضع الزينة على وجهها أثناء وجودها فى البيت وكانت تكتفى بارتداء بنطلون جينز والقميص لأنها لاتدرى متى قد يطلب منها أبوها أن تساعده فى المزرعة . لم تزعج نفسها يوماً بالتنبرج أثناء وجودها هنا فقد كان عدم أهتمامها بمظهرها مصدر راحة لها
لم يأتى جوناثان بإشارة تبين أنه لاحظ أنوثتها وأن كانت جذابة أم لا !
سألته أمها بأهتمام :
-كيف حال ماديسن و جيدون ؟ والطفلة الحبيبة طبعاً
فقال جوناثان :
-أرى أن ابنة أختى كانت تحطم القلوب من هذه الناحية من المحيط الأطلسى أيضاً . ماديسن وجيدون بخير وهما حالياً يقومون بزيارة عرّاب ماديسن و زوجته أى إدغار وكلير
أبتسامة الأم :
-أظن أن والديك مسروران بـ كيلى الصغيرة . أليس كذلك ؟ هل هى أول حفيدة لهما ؟
فقال ساخراً :
-نعم حتى الآن....
نظرت تورى إليه مفكرة ربما يظن أبواها أن ما رجل يستحقها لكن هذا لم يمنعهما من أن يتمنيا أن يحظيا بأحفاد . هل من الممكن والداى جوناثان بعد أصبح لديهما حفيدة الآن يضغطان عليه ليتزوج؟
وتابعت الأم أسئلتها بسعادة :
-ووالدا جيدون ؟ أظنهما سعيدان هما أيضاً؟
لم تتغير ملامح جوناثان ومع ذلك شعرت تورى بتغير مفاجئ فيه وهو يجلس بجانبها فقد أصبح جسمه متوتراً وبدأ فى عينيه نوع من الحذر
هل لأن أمها ذكرت والدى جيدون؟ أم لأنها ذكرت جيدون نفسه ؟ هل الرجلان غير منسجمين مع بعضهما البعض ؟
وجدت صعوبة فى تصديق الأمر فالرجلان متشابهان . كان جيدون قوى الشخصية وأثقاً من نفسه صاحب رباطة جأش مثله أم أنه يظن أن جيدون لا يستحق أخته ؟ كانت تورى تعتقد أن هذا رأى الأخوة غالباً
ولكن هذا لاي عنى أن لـ تورى أخوة وإنما بإمكانها أن تتصور جوناثان حريص على حماية أخته الصغيرة
وأخيراً قال جوناثان وهو يضع سكينته وشوكته على صحنه الفارغ :
-والدا جيدون متوفيان . والآن علىّ أن أذهب فقد قطعت عليكما فترة العصر
بدأ لـ تورى أنه تعمد الرقة فى لهجته واعترت أمها الدهشة فقالت تحتج بشئ من الارتباك :
-لكننا لم نأكل الحلوى بعد
وكانت تورى تعلم جيداً أن لا أحد يمكن أن يترك المائدة من دون أن يأكل حلوى أمها ! فوقفت وقالت له :
-هل لك أن تساعدنى فى رفع الأطباق يا جوناثان ؟ ستتذوق فطيرة الكرز التى حضرتها أمى لتخبرها أيهما تفضل فطيرة التفاح أم الكرز؟
ربما لم يكن من المناسب أن تطلب من الضيف أن يساعدها فى نقل الأطباق إلى المطبخ ولكن بدأ لـ تورى أن جوناثان بحاجة إلى أن يرتاح من الحديث الذى أصبح شخصياً أكثر مما يجب!
لم يكن بإمكانها أن تعلم ما يضايقه فى الحديث عن أخته و زوجها....ولكنها كانت تعلم أن هذا ما حدث إلا إذا أكتفى من صحبتهم الريفية الضيقة . على أى حال لابد أنه معتاد على نوع آخر من الناس أكثر حنكة بكثير!
قال بهدوء عند وصولهما إلى المطبخ وبعد أن وضع الأطباق التى يحملها :
- أشـــكـــرك
نظرت إلى ظهره العريض القوى وعادت تتساءل كيف يدفن شخص مثله نفسه فى جزيرة مان لمدة غير محدودة ومرة أخرى لم تجد جواباً !
لعله يحتاج مثلها إلى الوقت وإلى مكان منعزل ليتمكن من أن يفكر.....؟ ولعله مثلها لا يستطيع أن يتحدث عما يفكر فيه أمام شخص ثالث....
التفت بحدة وكأنه أحس بنظراتها الحائرة عليه وبدأ الحذر على ملامحه على الفور :
-أعنى طبعاً لأنك ساعدتنى على أن أتجنب إهانة أمك بعدم تذوق حلواها
فقالت تكرر كلمته ساخرة :
-طـبـعــاً
إذا كان قد قرر أن يغادرهم لأنهم أضجروه فهو أذن فظ غير مهذب ! ولكن ألم تكن تعلم ذلك من قبل ؟
ألقى عليها نظرة متفحصة تلقتها تورى بعدم اكتراث هادئ . كان يضيع وقته فى محاولة إرباكها بتلك الطريقة فقد اعتادت أن تسلط الأنوار عليها
رفع جوناثان نظره عنها ثم سألها بجفاء :
-هل تريدنى أن أنقل شيئاً إلى غرفة الطعام ؟
فتحت الثلاجة وأخرجت وعاء القشدة قائلة :
-هذا . إلا إذا كنت تفضل الآيس كريم لأننى أعتقد أن الأمريكيين يفضلونه مع الحلوى
فقال ببطء :
-ما تعتقدينه صحيح
أخرجت الآيس كريم من الثلاجة وحملته إلى غرفة الطعام بينما تبعها هو بالأغراض الأخرى
ابتسم أبوها لهما وهما يدخلان الغرفة :
-كنت أقول لأمك لتوى يا تورى إن جوناثان يريدك ربما تأخذينه بالسيارة عند العصر
عبست تورى بضيق فهى لا تريد أن تمضى مع جوناثان ماغواير المزيد من الوقت عدا أنه ضيفهما وليس ضيفها
لم تكن غبية فهى تعرف بالضبط ما يهدف إليه أبوها إذ يعرض التليفزيون عند العصر فيلماً عن الحرب ولم يشأ أبوها أن يفوّته فإذا أستطاع أن يقنع جوناثان بالخروج مع تورى سيتمكن هو من رؤيته .
بدت الحيرة على جوناثان ثم قال يذكر تورى :
-أظنك قلت إن من الأفضل أن أبقى فى البيت بعد الظهر بسبب السباق وغيره؟
فقال له أبوها ببشاشة :
-هذا بالضبط ما أتحدث عنه. لم تر تورى السباق منذ سنتين . وأنا وأثق من أنها متلهفة لأن تأخذك معها , أليس كذلك حبيبتى ؟ أنه شئ يجربه الأنسان ولو مرة فى الحياة !
حل الذهول مكان الحيرة على وجه جوناثان :
-هل تركبين الدراجة النارية ؟
شعرت تورى بالغضب من عدم التصديق البارز على وجهه . لقد ولدت فى الجزيرة وعاشت فيها طوال حياتها حتى السنوات الست الأخيرة والدراجة النارية هى ميزة الجزيرة سواء أحبتها أم لا
منذ خمس سنوات أشترت تورى دراجة نارية
فقالت بحزم
- نعم . أنا أركب الدراجة النارية وسنخرج معاً عندما ننهى الغداء , هذا إذا كنت تحب أن تذهب
- وكانت لهجتها تعنى "إذا كنت تجرؤ"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:24 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:26 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



4- ليتحمل العواقب!
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
- ما الذى تفعلينه وأنت تغنين على رصيف الميناء مع فرقة موسيقية؟
- ابعدت تورى سماعة الهاتف عن أذنها تنتظر أن ينهى روبرت صراخه.وعندما سكت اخيراً أجابته بصوت متزن مصممة على إلا تثور :
- -كنت أظن أن إرادتى حرة
- لعله نصبّ نفسه حارساً لها لكنه هو من عين نفسه...ولم تكن سعيدة بأخذه هذا الدور أو على الأقل لم تعد سعيدة
- -ثمة صحفى محلى ظن أن أحلامه تحققت فى ليلة واحدة فقد باع القصة وصور حفلتك الموسيقية المرتجلة إلى الصحف اليومية هنا
- وتابع روبرت يعدد العناوين بإشمئزاز :
- نجاح لـ فيكتورى . حفلة مرتجلة لـ فيكتورى .نجاح لـ فيكتورى فى موطنها
فأجفلت تورى :
-أظنك قلت مرة إن الشهرة مهما كان نوعها حسنة فكل ما فعلته هو أننى غنيت بضع أغان
-حسب قول الصحف بقيت على المسرح ساعة ونصف
وكان هذا صحيحاً ابتدأت بأغنية واحدة فبعثت البهجة فى الحشود وكانت الفرقة تساندها بسرور فيما الحضور يصيحون مطالبين بأغنية تلو الأخرى.لقد أستغربت هى نفسها الوقت الذى مر عندما استطاعت أخيراً مغادرة خشبة المسرح .
لم تهتم حقاً لذلك فقد كانت الأمسية مفرحة للغاية باستثناء ترك جوناثان لها مشمئزاً عندما علم إنها فيكتورى كانان. لقد صاحب غناءها تلك الليلة المرح الذى لم تعرفه منذ سنوات
رد فعل جوناثان على هويتها الفنية مشكلته هو كما رأت وهى مستلقية فى فراشها تفكر تلك الليلة. فهو لا يعرف مدى الأنتعاش الذى تشعر به عندما لا تكون فيكتورى كانان ولو لأيام هنا
قالت لـ روبرت :
-يمر الزمن بسرعة عندما تمضى وقتاً ممتعاً
فصرخ بها :
-هل قبضت أجراً على ذلك ؟
-لا تكن سخيفاً
رد عليها بحدة وقد أحمرت وجنتاها غضباً رغم أنها صممت أن تبقى هادئة وأضافت :
-طُلب منى أن أغنى لجمهور معجب
- طبعاً كانوا معجبين فأنت فيكتورى كانان
وكان روبرت ثائراً لظهورها دون استشارته أولاً
بإمكان فيكتورى كانان أن تطلب آلاف الجنيهات مقابل ظهور واحد على المسرح والملايين من بيع أسطواناتها لأنها فيكتورى كانان.وتذكرت وجه أبن خالها الضاحك والراضى منذ ليلتين فابتسمت لنفسها وقالت لـ روبرت :
-فى الجزيرة أنا فقط تورى بوكانان
فرد عليها متوتراً :
-هذا واضح.كل الجرائد تتساءل عما إذا كان الشعر الناعم المتطاير والوجه الخالى من الزينة صورتك الجديدة الآن
هذا ما كان يزعج روبرت حقاً
إن تصميمها على مغادرة لندن منذ أكثر من أسبوع كان لسببين الأول حاجتها إلى الراحة والثانى تعبها من الصورة المتانقة لـ فيكتورى كانان وكان روبرت منتبهاً للأمر
فقالت له برقة :
-ليست صورة جديدة يا روبرت أنها حقيقتى
حقيقتها التى بدت فى السنة الماضية وكأنها دفنت تحت ضغط صورة فيكتورى كانان
وكانت قد أخبرت روبرت قبل أن تغادر لندن بإنها تريد أن تغير تلك الصورة حتى نوعية الأغانى التى تؤديها.ولا حاجة للقول أن روبرت أرتاع تماماً للفكرة وهى تعلم سبب ذلك
منذ ست سنوات عندما كانت عديمة الخبرة جالت على وكالات عدة تطلب من يدير أعمالها وحده روبرت خريجح أكسفورد والجديد فى العمل قبل المجازفة
أدركت أن تستعيد الماضى أنه لم يكن لديه ما يخسره إذا هى نجحت فسيتألق فى عالم الشهرة والمجد والمال طبعاً وتستفيد وكالته فى التعامل مع نجمة كبيرة أما إذا فشلت فهو لن يخسر شيئاً
لكنها لم تفشل بل أرتقت من العروض الأولى التى رتبها روبرت لها إلى الذروة وأصبح الان روبرت خائفاً جداً من أن يقلل تغييرها لصورتها وادائها....من شعبيتها
وقطع روبرت تأملاتها :
-من كان ذلك الرجل يا تورى ؟
-رجل؟ أى رجل ؟
"وصلت الآنسة كانان إلى الأحتفال مع رجل طويل أسمر غامض"
قرأ روبرت العنوان نقلاً عن إحدى تلك الجرائد ثم كرر غاضباً :
-من هو الرجل يا تورى ؟
اشتدت قبضتها على سماعة الهاتف هل لاحظ احد وصولها إلى الحفل مع جوناثان تلك الليلة....؟
لو رأى جوناثان تلك الجرائد لما أعجبه ذلك.كانت الجزيرة تنشر جريدتين يوميتين لكن الصحف اللندنية تصل إلى هنا يومياً
-أنه صديق للأسرة
قالت ما هو صحيح رغم ما فى كلامها مراوغة
- من أى نوع؟إذا كان ثمة عواطف محتملة تورى.....
- منذ سنتين ارتكبت تورى غلطة فى التورط عاطفياً مع روبرت ودفعت ثمنها لأن روبرت يظن رغم فشل علاقتهما الشخصية أن له عليها دالة أكثر من مجرد مهنة
- وأجابت بحدة واستياء :
- لا ما من عواطف . أخبرتك أنه مجرد صديق لا أكثر
لم تعد واثقة حتى من ذلك بعد تلك الليلة!
فتابع وكأنها لم تقاطعه :
-على الوكالة أن تواجه كل وسائل الدعاية
ردت كاذبة بعنف :
-ما من دعاية فقد رحل . ترك الجزيرة
كانت واثقة من أن روبرت إذا أمسك بهذا الخيط الرفيع "رجل طويل أسمر غامض"فإن عالم الصحافة سيحاول أن يلاحقه وبإمكانها أن تتصور ذعر جوناثان...وغضبه...! إذا إستطاع أى من أولئك الصحافيين أن تقتفى أثره
-إنه ليسمن الجزيرة إذن؟
وكادت تلمس العبوس فى صوته
ارتجفت شفتاها اشمئزازاً.كانت تعرف جيداً رأى روبرت فى الجزيرة وسكانها :
-لا هو ليس مواطناً
سكت قليلاً ثم عاد يقول :
-ولكن حتى ولو....
فأجابت بحزم :
-حتى ولو لا شئ.ما من قصة للكتابة لأنه ليس رجلاً غامضاً.جوناثان هو....
فسألها على الفور :
-جوناثان ماذا ؟
تساءلت قليلاً عما سيكون رد فعله إذا أخبرته بأن جوناثان هو فى الحقيقة أبن الممثلة الأمريكية الأسطورة سوزان ديلانى وشقيق حاملة الأوسكار الممثلة ماديسن ماغواير
وهذا بالضبط السبب الذى يمنعه من أن يذعن!فأجابت بهدوء نادمة على زلة لسانها هذه :
-جوناثان فقط يا روبرت والآن الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحاً ولدى أعمال أقوم بها وأنا واثقة من أن لديك أعمال أنت أيضاً
ولكنها كانت مستيقظة منذ ساعات فالحياة فى مزرعة بهذا الحجم تبدأ فى الصباح الباكر.ونظراً لإصابة أمها لديها الكثير من الأعمال المنزلية لتقوم بها
رد مذعناً بضيق:
-لا بأس يا تورى متى ستعودين؟
فلوت شفتيها :
-أنا فى بيتى الآن
فقال مزمجراً :
-أنت تعلمين ما أعنيه جولتك الأوروبية ستبدأ بعد أقل من أسبوعين ومازال لدينا الكثير.....
قاطعته قائلة :
-أنا فى أجازة روبرت....أنسيت؟سأفكر فى الجولى الأسبوع القادم
فى باريس وأمستردام و برلين و زيوريخ و روما وكل تلك الفنادق المجهولة الأسماء التى عليها أن تقيم فيها أثناء تلك الجولة
-ولكن...
-إلى اللقاء روبرت
قالت ذلك ووضعت السماعة. وفتحت المجيب الآلى إذا كانت الصحافة كما قال روبرت غاضباً متلهفة لملاحقة القصة فهى لا تريد أن تجيب على مكالماتهم
بقيت مشكلة إنذار جوناثان بما سيأتى! لقد تركها تلك الليلة معبراً بصراحة عن رأيه فيها وفى فيكتورى كانان لكن إذا ابتدأت الصحافة بملاحقة الأمر كما تظن فما على الصحفيين إلا أن يبحثوا قليلاً ليعلموا أن الرجل الطويل الأسمر والغامض هو فى الواقع جارها وجواباً على تسأؤلها راح الهاتف يرن وابتدأ المجيب الآلى يعمل فتلقت أول رسالة من صحفى من وراء البحار يتعقب آثارها
ليس لديها خيار ستذهب وتنذر جوناثان! ولم يكن هذا عملاً يسرها بشكل خاص فبعد ما حدث بينهما يمكنها أن تتصور نوع الأستقبال الذى ينتظرها.وما ستقوله لـ جوناثان لن يحببها إليه كذلك
عندما دخل أبوها البيت التفتت إليه فقد أمضضى فى الحقول ساعتين يتفقد الأغنام
-مرحبا حبيبتى
حياها بحرارة وهو يسحب من تحت أبطه جريدة أحضرها معه وقال لها بسعادة وهو يبسط الجريدة على مائدة المطبخ:
-تصدرت الصفحة الأولىمرة أخرى
فقالت عابسة :
-هذا ما أخبرونى به
-إنها صورة جميلة لك أيضاً
لم يرفع أبوها بصره ليلحظ تجهم ملامحها :
-هذه المرة تبدو الصورة مثل تورى التى نعرفها أنا وأمك ونحبها
لم تستطيع منع نفسها من إلقاء نظرة فأدركت على الفور السبب الذى جعل روبرت بغضب نم نشرها فى الصحف
مثيرة!كانت الكلمة المستخدمة فى وصف فيكتورى كانان أما المرأة فى الصورة فبدت فتاة عادية ! بدأ واضحاً أنها كانت تستمتع بوقتها إذ ارتسمت الضحكة على وجهها وبدت غير عابثة بآلة التصوير أما شعرها الأسود فيلمع كالأبنوس وعيناها تتألقان فيما وجهها يتوهج احمراراً وبدت شفتاها بلون الورد لم تستطيع أن تتصور صورة أقل شبهاً بـ فيكتورى كانان المثيرة
-روبرت غير مسرور
تكلمت بذهن شارد وهى تقرأ ما كتب تحت الصورة . عبس أبوها فقد كانت الكراهية بين الرجلين متبادلة وسألها :
-أتصل بك أليس كذلك؟
أومأت بالأيجاب وهى تتابع قراءة الجريدة.نعم وقرأت ما كانت تبحث عنه"كانت فيكتورى بصحبة رجل طويل أسمر غامض!" ليس لديها خيار عليها أن تذهب وتنبه ذاك الغامض
-علىّ أن أخرج.إذا أتصل أحد الصحفيين أو ما شابه لا تذكر أسم جوناثان بل أخبرهم أننى غير موجودة
أضافت بقنوط عندما أخذ الهاتف بالرنيين:
-آآآآآآآآهـ
كان أبوها يقرأ الصحيفة وعندما وصل إلى ذكر مرافقها لذلك المساء بدأ عليه العطف ونظر إليها :
-ماذا تظنيين أن جوناثان سيفعل إزاء الأمر ؟
فقالت تهون الأمر :
-لقد جاء إلى الجزيرة ليمضى فترة من العزلة والهدوء لذا لا أظن أن ردة فعله ستكون جيدة
فضحك بهدوء :
-الأفضل إذن أن تسرعى بالذهاب أليس كذلك؟
قررت تورى أن تذهب على الدراجة على الأقل لن يستطيع جوناثان أن يتهمها هذه المرة بالتسلل والتجسس عليه وضجيج الدراجة يهدر فى الجو
هذا الصباح لم تسمع صوت الموسيقى على الشرفة الخلفية فتوجهت إلى الباب الأمامى وقرعت الجرس
بعد نحو خمس دقائق ورغم أن السيارة متوقفة فى الكاراج رأت أن جوناثان ليس فى البيت لذا استدارت لتعود أدراجها.عليها أن تعود لاحقاً ما دام لم يلحق بها مخبرو الصحف فهى لا تريد أن تقود الصحافة إلى جوناثان و.....
- نعم ؟
جمدت مكانها لهذا الصوت الخشن المتسائل والتفتت ببطء إلى المنزل
كان جوناثان واقفاً عند العتبة شعره القاتم مبلل وقد أرتدى مئزر حمام قاتم الزرقة وبدت ساقاه عاريتين حتى الركبة كما كان حافياً
-كنت آخذ دوشاً عندما سمعتك تصلين.ما هو سبب تشريفك لى بالزيارة؟
أدركت أنه مازال غاضباً للطريقة التى أكتشفت فيها أنها فيكتورى كانان
ردت عليه بجفاء :
-الشرف لى.هل لى بالتحدث إليك لدقائق ؟
قال ببطء :
- سبق وتحدثت
وردت بحزم :
- على أنفراد
نظر حوله فلم يرى سوى مزرعة أبيها وحوالى مئتى نعجة والمنطقة الريفية غير المسكونة فقال بتهكم :
-لا أظن أن النعاج ستسبّب أى مشكلة.أليس كذلك؟
أخذت تورى نفساً عميقاً وأشتدت قبضتها على الخوذة فى يدها ثم تنهدت شاعرة بالألم والحقارة لمعاملته :
-يمكنك أن تدعونى إلى فنجان قهوة
-وهل يستوجب ما تريدين فنجان قهوة؟
أحمر وجهها استياء . ما كان لها أن تأتى إلى هنا اليوم وكان عليها أن تتركه لأولئك الجشعين.على الأقل لن يكون عليها أن تتحمل فظاظته وقلة أدبه مرة أخرى!
تراجع إلى الخلف فاتحاً الباب على مصراعيه وقال ساخراً:
-هل لك أن تتفضلى لتشربى فنجان قهوة يا.....فيكتورى؟
-شكراً
وسارت متصلبة الجسم إلى المطبخ فى مؤخرة المنزل فلطالما جلست فيه مع ماديسن لتشرب القهوة وتلعب مع كيلى . ومن المؤكد أن ما من مجاملات اليوم
حاولة ألا تنظر إلى جوناثان وهو يعد الشاى.وهذا لا يعنى فقط أنها لم تر من قبل رجلاً فى ثياب الحمام بل لأن الرجل هو جوناثان ماغواير
توقف عما كان يفعله لينظر إليها متفحصاً ثم قال :
-أظن أن الألوف لا بل الملايين يسعدهم أن يحضروا القهوة لـ فيكتورى كانان
لكنه ليس مهم كما أقرت تورى فى داخلها.فقد بدا عليه أنه يفضل أن يفعل أى شئ ما عدا تحضير القهوة لها....ولعله يفضل أن يشنقها
-أعنى ملايين الرجال
فضاقت عيناها :
-لدى معجبات من النساء أيضاً
فرفع حاجبيه ساخراً :
-أحقاً لا يمكننى ان أفهم السبب
توهج وجهها أحمراراً وهى تحالوأن تتحكم فى طبعها...لن ينفع بشئ إذا ما أنتهى بهما الأمر إلى تبادل الشتائم وقالت باستياء :
-ربما لأن بأمكانى أن أغنى
-أحقاً ؟ لم أكن أعلم.وكما سبق وقلت لك ليس من جمهورك المتحمس
لن يجعل الأمر سهلاً بالنسبة إليها.لا بأس فهو يشعر أنه مخدوع ولكن هذا تفسيره الخاص لما حدث . أما تفسيرها فمختلف تماماً فهى لم تتعمد خداعه.إنها تورى بوكانان عندما تعود إلى الجزيرة إبنة دان وثلما بوكانان
وتناولت من يده فنجان القهوة :
-شكراً
-بالنسبة إلى مقامك العالى كان ينبغى أن أقدم لك الشاى فى فنجان الصينى ولكن...
فقاطعته بضجر وقد توهجت عيناها :
-هل لك أن تكف وتعلم أن حالنا ليس بهذا الشكل حتى أننى أعدت لك الغداء
توتر فمه وهو يجلس إلى المائدة ليقول متهكماً:
-هذا غريب
رشفت تورى القهوة المرة قبل أن تجيب ثم هتفت :
-ليس أغرب من تصرفك معى!
فأجاب مفكراً :
-هذا صحيح .كيف كانت الحفلة الموسيقية تلك الليلة؟
حاول أن يغير الموضوع برفق فألقت عليه نظرة استياء أخرى لعلمها أنه غير مهتم حقاً وإلا لما تركها كما فعل
-أسأل نفسك
وسحبت الصفحة الأولى من جريدة أبيها وبسطتها على المائدة أمام جوناثان
تحولت مالامح جوناثان وهو يقرأ المقالة ببطء من الازدراء إلى التركيز العابس ومن ثم إلى التكشير! وأنتظرت هى حتى يصل غضبه إلى حد الكلام
وقف فجأة وأخذ الجريدة ليقرأ المقالة مرة أخرى وأخيراً رفع بصره قائلاً بغضب :
-رائع ! رائع تماماً!
وقذف بالجريدة إلى المائدة ثم قبض يديه على جانبيه بعنف.أبتلعت ريقها بصعوبة :
-أنا....
فأنفجر فيها بعنف :
-ولا كلمة يا فكتورى.لا أريد منك أى كلمة....وإلا خنقتك قبل أن أفكر فى النتائج!
هذا ما ظنته لكن بدأ عليه أنه قادر على تنفيذ ما قاله الآن!
أى شخص يظن إنها تعمدت ذلك فيما لم تكن فى الواقع أكثر منه سروراً لغزوهم عزلتها.إن نظراته الملتهبة وتور فكه وخطوط الغضب المرتسمة حول فمه تدل على أنه لم يكن مهتماً بما تشعر به
-أنا...
أردف من بين أسنانه المطبقة:
-قلت إنى لا أريد أى كلمة يا فيكتورى
-"أنا" ليست كلمة إنها...
تمتم وهو يشدها بخشونة لتقف :
-لا تقولى إننى لم أحذرك يا فكتورى.مرتين
ثم عصرها بين ذراعيه حابساً أنفاسها وعانقها بوحشية
لقد عانقها جوناثان ماغواير!وبإزدراء....!
أنتزعت نفسها منه ولم يكن الأمر سهلاً وهو يضمها إليه بهذا العنف الذى شعرت معه إن كل عضلة وعصب من جسده يضغط عليها
أخذت تدفع من دون فائدة ذراعيه الفولاذيتين اللتين تحيطان بها:
-كفى....كفى.....يا جوناثان....
-ليس فى نيتى التوقف يا فيكتورى
صرخت فيه وهى تدفع ذراعيه عنها :
-إسمى تورى فإزداد اشتداد يديه الفولاذيتين وهو يقول بخشونة :
-أنت فيكتورى كانان.لا أستطيع أن أصدق أننى لم أميزك!
هز رأسه مشمئزاً من نفسه وهو ينظر إليها مضيفاً:
-منذ سنوات وأنا أقرأ عن مآثرك فى الصحف الحفلات الصاخبة الرجال والـ.....
فأشارت إلى الصحيفة الموضوعة على المائدة :
-ألا تنبءك نصف الحقيقة المكتوبة فى هذه الجريدة عن مدى صدق تلك القصص؟
نعم شاركت فى حفلات فجزء من صورتها يقتضى أن تظهر فى الحفلات مع الأغنياء والمشهورين نعم كان هناك رجال ولكن ليس كما يعنى جوناثان لأنه لم يكن لديها وقت تضيعه على مثل تلك العلاقات
تلك الصورة التى يتحدث عنها هى ما تريد أن تتخلص منه !
رغم إنها كانت ترى فى ملامح وجهه العنيفة أنه لا يريد أن يسمع تبريرها وإنه لن يصدقها إذا أخبرته عن مدى الوحدة التى تعانى منها.
من ست سنوات لم تكن هى نفسها تصدق ذلك عندما ذهبت إلى لندن تبحث عن شبح الشهرة والنجاح.كما لم يكن لديها فكرة عن الثمن الذى عليها أن تدفعه
أما بالنسبة لـ روبرت فلم تكن سوى سلم يرتقيه إلى النجاح.وبالنسبة للآخرين الذين تجرأوا على الأقتراب منها كانت تمثل غنيمةيتأبطون ذراعها لفترة.ولم يولوا تورى يوماً الحقيقية أى أهتمام
ولكن جوناثان,جوناثان الثائر الذى يعتقد أنها استغفلته لم يكن فى مزاج يسمح له بأن يصغى إلى ذلك!
حدق إليها باحتقار :
-لو أن هذه القصص فقط حقيقى....
فى الظاهر نصفها حقيقى لكن هذه القصص لم تتحدث عن عزلتها ووحدتها وكيف إنها ليلة بعد ليلة تأوى وحدها إلى شقتها الفاخرة لقد أنتهت منذ وقت طويل مرحلة التلذذ بعزلتها ولم تعد تشعر سوى بوحشتها وبالصمت المهيمن عليها ساعة بعد ساعة وليلة بعد ليلة.
عندما تعود إلى الجزيرة ومع والديها تجد الرضى والسكينة كما تجد الخلاص من تلك الوحدة المرهقة
تنهدت بصعوبة وهزت كتفيها بسأم:
-لعل ما يقولونه صحيح فالناس يصدقون فقط ما يريدون أن يصدقوه
- أتتهمينى بالتحامل عليك؟
فأبتسمت من دون مرح :
-أنا أتهمك بإنك تعاملنى كما يعاملنى أى شخص آخر....ما عدا ابوى وأسرتى وأصدقائى فى الجزيرة.....فتجعلنى مجرد رمز جنسى
قالت هذا بإشمئزاز فنظر إليها بعينين ماكرتين :
-مسكينة أيتها الصغيرة.هل هذا هو الأمر؟
أنتفضت لإزدرائه الواضح وأجابت:
-ليس لديك فكرة
-أخبرينى عن ذلك
كان يشدها بين ذراعيه فلم يسعها التفكير بشكل متزن فكيف بإفهامه الأمر!
عندما كانت أصغر سناً قبل أن تذهب إلى لندن كانت تقرأ ككل المراهقات مقالات عن الأثرياء والمشاهير الذين يشكون من الوحدة التى ترافق نجاحهم.كانت تعتقد أن أقوالهم هراء ولكنه لم يكن كذلك فقد شعرت خلال السنوات الماضية بوحدة وشوق إلى الصداقة الحقيقية لم تشعر بهما من قبل
أخذ جوناثان يراقبها بعينين ضيقتين وهو يرى المشاعر تتعاقب على وجهها وقد أصبح الآن حائراً أكثر منه غاضباً
نظر إليه من تحت أهدابها المسدلة والدموع قد علقت بأطرافها رأى هذا الرجل يهمها ولكنه لا يشعر نحوها سوى بالأحتقار
أبعدها عنه ثم نظر إلى وجهها بعينيه الفلاذيتين :
-أخبرينى.هل ينفع هذا التمثيل عادة؟
طرفت بعينيها وقد فوجئت بتجدد الهجوم عليها دون مبرر:
-لا أدرى ما تعنى....؟
-بل تدرين بكل تأكيد
ودس يديه فى جيبى بنطلونه :
-وتعلمين أن ذلك كاد ينفع.فقد ابتدأت أشعر بالآسف من أجلك ولكن بالنسبة إلى الدموع ربما كنت لأصدقك لولا أنها مبالغ فيها مع الأسف
عادت تغالب دموعها لمذنبة.تمثيل؟تمثيل....كيف يجرؤ؟من يظن نفسه؟
-أحقاً؟
كان صوتها الآن يرتجف غضباً وأنحنت تلتقط خوذتها حيث وضعتها على أرض المطبخ
أومأ قائلاً:
-النساء يبدأن بالتمثيل عندما تفشل الوسائل الأخرى
فتوهجت عيناها :
-لن أضجرك بتمثيلى أكثر من ذلك !
-آهـ ليست ضجراً يا فيكتورى وفى الواقع رفهت عنى كثيراً
لم تشأ أن تعلم ما يعنيه وقالت ببرودة بلهجة كاذبة:
-ومع ذلك حان وقت ذهابى.أرجو أن تستمتع بإقامتك فى الجزيرة يا سيد ماغواير
واستدارت لتخرج من المطبخ رافعة رأسها
يا له من متغطرس.....!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:26 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5-عشاء تحت ضوء القمر
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
قال والدى تورى وهو من يستمع إلى الرسائل التى تركت على المجيب الآلى :
-أظن أن عليك أن تستمعى إلى هذه حبيبتى
نظرت إليه بعينين متلبدتين لا حس فيهما,رافقها غضبها من جوناثان طوال طريق العودة إلى بيتها وخلال فترة العصر لكن مع حلول المساء خف شعورها
كان جوناثان فظاً يوم أستقبلته فى المطار لكنها تعتقد أنه تعمد أن يكون مؤذينا هذا الصباح.لماذا .هذا ما يحيرها الآن
كان يريد أن يصدق عنها الأسوأ وبدا أنه يستمتع بإهانتها وراح يلمح على إنها تذرف دموع التماسيح ومرة أخرى سألت نفسها عن السبب
-لا بأس يا أبى
أجابته بضجر وهى تجلس إلى طاولة المطبخ لم تتصور مضمون هذه المكالمة.بعد ان اتصلت بها معظم الصحف اليويمة راغبة فى معرفة المزيد عن ذلك الغامض الذى كان يرافقها مساء الأحد.كان فضول لا تريد أن تشبعه
-تورى؟هنا جوناثان....جوناثان ما غواير...
ابتدأ الجهاز يعيد الإجابة فانتصبت تورى فى جلستها وقد بدت اليقظة على وجهها وهى تنظر إلى أبيها الذى رفع حاجبيه برثاء.لم تستطيع أن تتصور أن جوناثان أتصل ليسمعها المزيد من الإهانات.تابع بإختصار :
-....أنا...أنا مدين لك بإعتذار.أن...هل لك أن تتصلى بى عندما تتلقين هذه الرسالة؟
هذا الرجل جرئ فعلاً ليتصل بها بعد ما قاله هذا الصباح كيف يتوقع منها أن ترد عليه!
-تورى....؟
فنظرت إلى أبيها ومن لمحة العتب على وجهه أدركت إنها ستسمع منه محاضرة عن التسامح والنسيان. تنهدت :
-أبى لو أنك سمعت الأشياء التى قالها لى هذا الصباح...
قاطعها بلطف:
-أظننى سأنزعج لو كنت مكانه لنواجه الأمر تورى لقد عانى المسكين ما يكفى من تدخل الصحافة فى حياته قبل أن يواجه الأمر هنا من بين كل الأمكنة
إنه على حق...كانت تعلم أنه محق ولكن...
-أنه فقط يريد أن يعتذر حبيبتى ولا أظن أنه غالباً ما يفعل ذلك
قاطع أبوها أفكارها ليقمع عصيانها يبدو أنه فهم طبيعة الرجل أثناء تناوله الغداء معهم نهار الحد الماضى
استمر العصيان ظاهراً على ملامحها لثوان ثم أخذت تبتسم إذ لم يحدث قط أن أستطاعت مقاومة ظرف أبيها :
-قد يستحق أن تصغى إليه
-ستتصلين به إذن؟
-سأفكر فى الأمر
لم تكن واثقة من قدرتها على الإصغاء إلى ما هو مجرد كلام لا ينبع من القلب فى إعتذار جوناثان لعله لا يريد فقط أن يكدر جارة أخته
أخذ أبوها يداعب شعرها بعطف وهو يسير إلى الباب قائلاً :
-إنها فتاتى الطيبة .أمك تريح كاحلها قبل العشاء وأنا ذاهب لإيواء الدجاج قبل أن أرتاح هذا المساء
بمعنى أخر لديها عشر دقائق يمكنها ان تتصل بـ جوناثان
كل ما فى الأمر إنها لا تريد أن تسمع إعتذاره الذى لا ينبع من قلبه ولا أن تقبل إعتذاره مكرهة هى أيضاً.لقد أعطى جوناثان رأيه الصريح بهذا الصباح
أخذت تذرع أرض المطبخ مفكرة واعية للدقائق الثمينة التى تمر.أخيراً قررت ستصغى إلى إعتذاره وتتقبله ثم تنهى الأمر وبهذا يكون الكل سعيداً
أجاب صوته :
-جوناثان ماغواير
أشتدت قبضتها على السماعة وقلبها ينضح بالعداء ثم قالت متحدية رغم انتبهاهها إلى أنه ذكرها بأسم تورى فى رسالته فقالت :
-فيكتورى كانان
رد بصوت رقيق :
-تورى هل تلقيت رسالتى؟
فقالت بحدة :
-هذا واضح
-وإلا ما اتصلت؟أليس كذلك؟
-لا
فقال ضاحكاً برقة :
-أمازلت غاضبة منى ؟
-نعم
فتنهد :
-الحق معك . أنا مدين لك بإعتذار
-وهو مقبول.هل هذا كل شئ؟
فقال بعنف :
-لا على الأطلاق. أريد أن أدعوك على العشاء
جمدت تورى مكانها مقطبة بحيرة أتراه يدعوها على العشاء ؟
تابع يقول كأنما قرأ أفكارها :
-حسنا ليس فى المطعم.فبعد أن تعرفوا عليك يوم الأحد ليست واثقاً من صواب هذه الفكرة.هل تودين أن تأتى إلى هنا للعشاء؟
فى البيت؟ولكن....أنتبهت إنها تتصرف كتلميذة دعاها إلى الخروج أجمل فتى فى المدرسة...والأسوأ من ذلك إنها تتصرف وكأنها لم تتلق دعوة من قبل!
-هل نسيت اهتمام الصحافة بنا؟
فقال وقد تصلب صوته :
-لا.لم أنس لكننى واثق بناء على خبرة سابقة أنك أكثر من قادرة على تجاوز ذلك
أنه يعنى قدرتها على تجنب الصحفيين الفضولين وقد يكون الأمر صحيحاً لكنها لا تريد أن تتحمل كل ذلك العناء من أجل جوناثان.....
سألته بلهجة لاذعة :
-هل لديك سبب جيد يجعلنى أقبل دعوتك؟
فأجاب:
-لأننى سألتك بكياسة
نعم لقد فعل بكل تأكيد كما أنه إعتذر عن تصرفه المهين ومع ذلك كانت تورى تحقق فى دوافعه
سألته ببطء :
-هل يمكنك أن تطبخ؟أم أن هذه لدعوة مجرد حيلة لتدبر من يطبخ لك؟
ضحك جناثان من قلبه :
-لماذا لا تحضرين لكى ترى بنفسك؟
لم تكن واثقة من إنها تريد أن تمضى الأمسية معه!فهو لم يهنها فحسب بل عانقها أيضاً ولكنها بعد ثوان استجابت....إنها تكذب على نفسها إذا قالت إنها لا ترى جوناثان جذاباً لكنها جاذبية لا تقود إلى شئ. وأخيراً قال جوناثان ببطء:
-جوابك يستغرق وقتاً طويلاً .لا تقولى إنك خائفى يا تورى!
سألته هازئة :
-خائفة منك؟
أجابها ساخراً :
-بل من مطبخى
لا ليست خائفة .خصوصاً منه
سألته بتوتر :
-متى تريدنى أن أحضر؟
-فى السابعة ونصف إذ أن العشاء فى الثامنة
-حسنا إلى اللقاء
ووضعت السماعة قبل أن يتابع ملاحظاته الساخرة
عندما دخلت تورى رفعت أمها بصرها عن الجريدة التى تقرأها وقالت:
-تبدين حسنة المظهر يا حبيبتى
تلقت مديح أمها بترحيب بالغ ولم تعرف تورى لماذا تكلفت عناء إنتقاء ما تلبسه وهى سترى جوناثان
لو إنها ستتناول العشاء مع أى رجل أخر وفى ظروف أخرى لما واجهت أى مشكلة لكن يبدو أن جوناثان يظن أن فيكتورى كانان هى حورية فاتنة فى ملابس جلدية
لهذا السبب ارتدت الليلة ثوباً قاتم الزرقة كعينيها ومحكماً على جسدها يصل طوله إلى الركبة كانت ساقاها حريرتين ومنحها حذاءها العلى الكعبين طولاً أما شعرها فتركته منسدلاً على كتفيها وأقتصرت زينة وجهها على اللون الوردى الذى منح وجنتيها تألقاً وكان لون شفتيها دليل التمرد الوحيد فيها إذ اختارته أحمر لامعاً منح فمها شكلاً مغرياً
ورأت وهى تنظر إلى صورتها فى المآة منذ دقائق إنها لم تكن الليلة تورى بوكانان التى عرفها جوناثان ولا فيكتورى كانان التى لم تشأ أن يعرفها!
ابتسمت لأمها وقالت :
-شكراً أمى . هل أبى جاهز؟
-لقد خرج ليتحدث قليلاً إلى الصحافيين فى الطريق وسيقول عرضاً إنه ذاهب إلى زيارة جدتك وإذا تسللت إلى الباب الجانبى أثناء إلهاءه لهم إلى المقعد الخلفى من السيارة فسيوافيك بعد وقت قصير
من السخرية اللجوء إلى مثل هذه الذرائع لكى تتمكن تورى من الخروج لكن المزيد من الصحافيين كانوا يصلون إلى المزرعة ليراقبوا كل حركة فى البيت الريفى
-إلى اللقاء إذن
وتقدمت لتقبل أمها على خدها فأومأت أمها:
-إتصلى بأبيك عندما تريدين العودة إلى البيت
لو تابع جوناثان سلوكه المهين الذى أعتمده فى الصباح فلن تتأخر طويلاً
لم يكن الختباء فى المقعد الخلفى للسيارة مدثرة إلى ما فوق رأسها ببطانية طريقة لائقة للخروج إلى السهرة ولكنها كانت تعلم بالتجربة أن لا سبيل آخر للخروج على الإطلاق
بعد ذلك بدقائق قال لها أبوها ضاحكاً :
-يمكنك الخروج من السيارة الآن
أنتصبت جالسة فى المقعد لاخلفى وأخذت تسوى شعرها المشعث بينما أنعطف أبها بالسيارة نحو طريق منزل آل بيرن
لو أن الظروف مختلفة لسارت على قدميها كما فعلت مساء الأحد لكن الأمر أصبح مستحيلاً الآن
عندما أوقف أبوها السيارة أمام البيت قال لها بمرح:
-أستمتعى بوقتك
-أبلغ حبى إلى جدتى
أجابته بذهن شارد وهى تنظر إليه يبتعد كارهة أن تتقدم نحو الباب فأقل ما يمكن أن يقال عن طبع جوناثان أنه زئبقى ولم يكن لديها فكرة عما سيمون عليه هذا المساء
-تورى!
حياها بحرارة حالما قرعت الجرس وقد أدهشتها سرعته التى فتح بها الباب.لابد أنه كان ينتظر وصولاها فى الردهة.نظر إى الطريق الخالى خلفها وسألها :
-كيف جئت إلى هنا؟
نظرت إليه بحذر فالإهانات التى قذفها بها لا تزال حية فى ذهنها :
-أحضرنى أبى بسيارته وسأتصل به حين أود الذهاب
نظر إليها ضاحكاً وقد أدرك بسهولة تحذيرها من إنها ترغب فى الذهاب بعد دقائق إذا تصرف كما فعل هذا الصباح وقال لها بصوت أبح :
-تبدين جميلة للغاية هذا المساء
فقالت من دون أن ينقص حذرها ذرة واحدة :
-شكراً وأنت كذلك
لقد أبرز قميصه الرمادى عرض كتفيه ونحافة خصره وكان يتلاءم تماماً مع البنطلون الأسودحرك حاجبيه الأسودين وسألها ساخراً :
-لأنتهى المزاح هل تتفضلين بالدخول؟أم تريدينى أن أحضر لك العشاء إلى هنا؟
قالت وهى تتبعه إلى الداخل :
-إنها أمسية جميلة.جميل أن نأكل فى الخارج
-أوافقك على هذا ولهذا السبب وضعت المائدة على الشرفة
قطع غرفة الجلوس ثم خرج من باب الشرفة فيما تبعته هى إلى المائدة المعدة لجلسة شاعرية
كانت المائدة مجهزة بالكؤوسالبلورية والآنية الفضية وتزينها شموع فضية خضراء وثمة كرسيان من الخيرزان وضعا فى مواجهة الحديقة والتلال البعيدة
التفتت لتلقى على جوناثان نظرة فاحصة من تحت أهدابها السوداء كانت هذه جلسة للإغراء
بادلها جوناثان نظرتها دون أن تطرف عيناه وقال بمرح :
-كما قلت الأمسية أجمل من أن نمضيها فى الداخل والآن هل أحضر لك بعض العصير؟
-أفضل مياه معدنية من فضلك
وعندما عاد جوناثان إلى الداخل لإحضار العصير والمياه المعدنية حدثت نفسها بإنها أخطأت فى المجئ إلى هنا لم تعرف لم تعرف ما الذى تتوقعه حين قبلت دعوته ولكن ليس هذا بكل تأكيد!
هل أنت خائفة يا تورى ؟أخذت تسأل نفسها لقد أمضت سنوات وهى تأسف لأنها لا تستطيع الخروج وتجتمع بالرجال كسواها من النساء والآن ها هى تجتمع برجل على العشاء ولكنها من التوتر بحيث أخذت يدها ترتجف وهى تمد يدها لتأخذ كأس الماء من يد جوناثان
جلس على الكرسى الهزاز بجانبها ماداً ساقيه الطويلتين أمامه بينما كانت قدماها لا تصلان إلى الأرض
سألها ببطء :
-هل ترين جيدون وماديسن كثيراً عندما يكونان فى الجزيرة؟
-نعم إذا كنت أنا أيضاً فى الجزيرة
كانت تشعر بذراعه التى مدها على مسند كرسيها دون أن يلمسها تشعر بحرارتها على كل حال
هز جوناثان رأسه :
-لم يذكرا قط أنهما يعرفانك!
فضحكت:
-هذا ليس غريباً أنا أيضاً لا أخبر الناس أننى أعرفهما
لاح شبح ابتسامة على فمه وهو ينظر إلى التلال البعيدة :
-ما رأيك فى جيدون؟
فوجئت بهذا السؤال فـ جيدون صهره.ما الرد الذى يتوقعه على سؤال كهذا؟أجابت بحذر :
-أظنه زوجاً وأباً رائعاً
فقال بفروغ صبر :
-أعرف هذه الناحية منه ما رأيك فيه كرجل ؟
ازداد تقطيب جبينها وتصلبت باستياء :
-ما الذى تعنيه بالضبط....؟
بعد الإهانات التى وجهها إليها هذا الصباح لم يعجبها التحول الذى طرأ على هذا الحديث مطلقاً
أجابها وهو يلمس سخطها :
-ما الذى أعنيه ضمنياً ؟ أنا لا أعنى شيئاً يا تورى فأنا أعلم تماماً أن جيدون غارق فى حب أختى
-إذن....؟
فوقف وقال بخشونة :
-إنسى السؤال
بعدئذ وضع كأسه على المائدة ليضيف قبل أن يعود إلى المطبخ:
-سأحضر الصنف الأول من الطعام
تملكت تورى حيرة بالغة إنها تعرف جيدون زماديسن لكنها تعرف ماديسن أكثر لأن جيدون يفضل الأنطواء على نفسه ما عدا مع أبنته كما تذكرت تورى بعطف كان يبدو غارقاً فى حب زوجته لكنه يحب أن تحتفظ بعواطفه لنفسه ما عدا مع طفلته إذ يبدو مسحوراً بيديها الصغيرتين لكن تورى أحست أن هذا ليس ما يريد جوناثان أن يعرفه
عاد بأطباق السلمون المدخن ووضعها على المائدة قبل أن يشعل الشموع.لم تهب نسمة هواء تحرك لهبها:
-أتريدين المزيد من المياه؟
-شكراً
كنت متكدرة مما دار بينهما من حديث فقالت له فجأة بعد أن جلسا معاً يتناولان السلمون الطازج واللذيذ:
-ألا يعجبك جيدون؟
فأجاب بفتور :
-أخبرتك أنى لا أشك فى حبه لزوجته وأبنته.كان أبوه جون بيرن.كما تعلمين
أضاف جملته الأخيرة فجأة
نعم كانت تعلم كما تعلم أن الممثل الأسطورى مات منذ أكثر من ثلاثين سنة فى حادث سيارة بسبب السكر وكان قد تخلى عن زوجته وأبنه من أجل امرأة أخرى قبل ذلك بعدة أشهر
قالت برقة:
-جيدون غير مسؤول عن أعمال أبوه أو شخصه
نظر جوناثان إليها بعينين ضيقتين وهو يكاد لا يلمس طعامه :
-ألا تصدقين أننا نرث الطباع عن أبائنا؟
-إذا كنت تسألنى عما إذا سيتحول جيدون إلى سكير وزان لأن أباه كذلك فجوابى هو لا . لا أعتقد ذلك يجب أن تأخذ فى الأعتبار أموراً أخرى مثل الخلفية الأجتماعية والثقافة وقوة الشخصية وضعفها.ثم أننا لا ننشا مشابهين تماماً لوالدينا ولا لأخواتنا...فحتى للتوائم شخصيات مختلفة
أجابها جوناثان بخشونة دون أن تفوته نظرتها المتسائلة :
-ربما يسهل عليك أن تنفى ذلك لأنك تعلمين من أنت
ضحكت برقة.لقد أصبح الحديث غير مريح :
هل يعلم أى منا ذلك؟هل يريد أى منا أن يعلم حقاً؟
تعمدت أن تكون وقحة لكى تلطف الجو بينهما .تنهد جوناثان :
-هذا ما جئت إلى هنا بحثاً عنه
فحملقت فيه:
-لكى تعرف من انت؟!
أوما وأجاب:
-نعم وبعض الأمور الأخرى
فقالت ممازحة :
-أنت جوناثان ماغواير
بادلها النظر بثبات :
-أحقاً؟
هزت كتفيها وردت :
-هذا ما قلته أنت
-لأبد أننى هو
فرفعت حاجبيها الأسودين :
-أما زلت صغيراً على مرحلة فقدان الهوية ؟
الست هى نفسها صغيرة على ذلك أيضاً؟ومع ذلك كانت تقوم ببحث مماثل فى أعماق روحها ؟
أخذ نفساً عميقاً وقال بابتسامة مغتصبة :
-الحق معك.أنا كذلك.كلى طعامك قبل أن يبرد
وأشار إلى طعامها الذى تكد تمسه
-لقد برد على كل حال
فقال مازحاً:
-تذوقيه فقط
ابتسمت له فتبدد التوتر الذى كان بينهما رغم أن تورى لم تكن واثقة تماماً لماذا نشأ أصلاً.كان واضحاً أن جوناثان يحب صهره راضياً به كزوج لأخته ومع ذلك...
كان جوناثان بمثل غموض جيدون.فى الواقع لو لم يخبراها أن جوناثان شقيق ماديسن لأفترضت أنه شقيق جيدون لم يكن الرجلان متشابهين فقط فى طباعهما بل فى أشكالهما أيضاً فهما طويلاً بشرتهما سمراء وشعرهما أسود كما أن أعينهما رمادية لا تكشف سوى القليل القليل من أفكارهما
وقف جوناثان فجأة وقال :
-سأذهب وأتفقد اللحم
-هل يمكننى أن أساعدك ؟
-وهل ساعدتك أنا يوم الأحد ؟
فكرت قليلاً ثم أجابت :
-لقد أكلت طعامى من دون تذمر
-بالنسبة إلى طاه متفوق أنت ليست طاهية سيئة
علق على كلامها بعنف ساخر قبل أن يتوارى داخل المنزل حاملاً الصحون الفارغة
وهو أيضاً ليس طاهياً سيئاً وقد أكتشت ذلك بعد أن تناولت أول لقمة من اللحم المحضر بالعسل وبصلصة الخردل.كان الذ طعام ذاقته تورى فقالت له بإعجاب :
-اللحم لذيذ للغاية
وضحك جوناثان لإعجابها الظاهر وقال بصوت رقيق :
-هل صفحت عنى لفظاظتى هذا الصباح؟كنت غاضباً للغاية ما كان لى أبداً أن أصب غضبى عليك بتلك الطريقة.كنت انت وأسرتك غاية فى الشهامة معى منذ وصولى إلى هنا
لاحظت أن إعتذاره صادق رغم أن بعض الأشياء التى اتهمها بها هذا الصباح لم تكن تقبل الصفح ولكن لعلها أصبحت الآن....متفهة ؟كما أخذ ذلك الصوت الخافت فى داخلها يجادلها.ربما وتقبلت ذلك على كره منها
وقالت بمرح :
-هل يمكننى تأجيل الجواب ما بعد تناول الحلوى؟
فأجاب بابتسامة أسف :
هذا يعتمد على مدى حبك للفريز والقشدة
فقالت بابتسامة عريضة :
-أنا أعشقهما!
-فى هذه الحالة يسعدنى أن أنتظر جوابك
بقى مساءاً دافئاً ومع مزيد من الظلام أصبح ضوء الشموع على المائدة نورهما الوحيد
تحدثا عن كل شئ كما أدركت تورى وكرهت الحديث عن مهنتها ومسؤولياتها كما كره هو الحديث عن أى شئ عدا الجزيرة وبعض الأماكن التى رآها أثناء زيارته هذه
فكرت متأملة فى أن هذا أسلم وأقل ضرراً فعلى الأقل هما لا يتجادلان أو يهينان بعضهما
بدا لها جوناثان أكثر جاذبية بعينيه المتألقتين وأخذت تتأمل بإعجاب ذقنه المربعة القوية وفمه الذى بدأ لها مثيراً .أما عيناه....!
أتراها ظنتهما باردتين حقاً عندما رأتهما لأول مرة .إنهما الآن دافئتان رقيقتان وهما تنظران إليها وضع كأسه على المائدة ثم سألها ببطء:
-تورى....؟
أبتلعت ريقها بصعوبة سيعانقها جوناثان مرة أخرى
تحركت نحوه ببطء وقد أخذ قلبها يقفز بين ضلوعها.من دون أن يلمسها جعلها أسيرته
-أنت حقاً امرأة جميلة جداً
وحركت أنفاسه الحارة خصلات الشعر على صدغيها .كان رجلاً رائعاً طويل أسمر ووسيم لكنها لن تدعه يعرف...
أجابت بصوت أبح:
-شكراً()
-أخبرينى...
ونظر إليها متفحصاً ويده تبعد شعرها عن عينيها :
-هل أنت على علاقة بأحدهم حالياً؟
فردت مترددة :
-لى علاقة بشخص
-نعم ذلك الشاب تيرى أو ربما غيره
فتصلب جسمها :
-ذلك الشاب تيرى هو أبن خالى شقيق عروس السبت الماضى.أتظننى سأكون هنا لو كنت على علاقة بآخر؟
أبتسم برقة وعيناه الدافئتان على وجهها المتوهج :
-لم أكن أحاول أن اهينك يا تورى
شعرت بفروغ صبر .إنه حقاً لا يحاول ذلك ! لكنها مازالت حساسة على هذا الرجل ومن السهل جداً أن تشعر بالإهانة.قالت عابسة:
-آسفة
فهز رأسه :
-تحفظك مفهوم يا تورى لأننى لم أكن ثابتاً على رأى واحد
تنهد وهو يستند إلى الخلف وذراعه لا تزال ممتدة خلف ظهرها :
-الحقيقة أننى لا أشعر بالثبات على أى شئ حالياً
شعرت تورى بإنحسار الدفء فى قربه منها فنظرت إليه مفكرة....شعرت منذ البداية أن ثمة شئ يزعج هذا الرجل لكنها لم تكن تعلم ما عليها ان تفعل ليتكلم.أو ما إذا كان ينبغى عليها ذلك فى الحقيقة!من الواضح أن جوناثان أكثر تحفظاً منها وتملكها الشك فى أن يقبل أى تدخل منها فى شؤونه الخاصة .
قال ببطء وهو يحدق بذهن شارد إلى التلال المبهمة المعالم فى العتمة الخفيفة :
-المكان هنا رائع جداً
فوافقته بهدوء :
-جداً ومثالى للنقاهة أيضاً
فالتفت إليها بحدة :
-هل تظنيننى بحاجة إلى الشفاء ؟
وكان صوته متوتراً مثقلاً بالتهكم
-لا أدرى وأنت؟
-ربما
وتنهد ثم وقف وسار إلى أخر الشرفة حاملاً معه كأسه :
-منذ سنتين كنت أعلم من أكون وإلى أين أنا ذاهب .لم أكن أظننى أعلم
وأدار وجهه والعبوس على ملامحه فأخذت تنظر إليه بعينين ضيقتين ثم قالت فجأة :
-ما الذى حدث منذ عامين ليغير هذا ؟
عاد فالتفت إليها بعينين متألقتين :
-فى الظاهر لا شئ على الأطلاق
-وخلف الظاهر
-خلف الظاهر؟
كرر ذلك بمرارة وهو يتحرك بتوتر :
-لقد تغيرت صدقى أو لا تصدقى يا تورى لطالما كنت من النوع المتحكم فى نفسه تماماً
إنها تصدق ذلك تماماً كما تصدق أن شيئاً ما حصل منذ سنتين فجعله غير واثق من نفسه ومن وجهته فى الحياة وتتوقف معرفتها بما حصل على رغبته فى أن يخبرها
-هذه سخرية
أنفجر بهذه الكلمة فجأة وهو يبتعد عن الحتفة بحزم وعاد لينظر إليها:
-ها أنذا أتناول العشاء مع امراة لا يتردد الملايين فى الزحف على ركبهم ليكونوا معها وكل ما لدى لأكرامك هو كآبتى وإشفاقى على ذاتى
وهز رأسه مشمئزاً من نفسه .ابتسمت ساخرة :
-أظن فى قولك بعض المبالغة !
تأملتها نظرات جوناثان بإعجاب حار ثم تمتم بصوت أجش :
-لا أنا لا أبالغ
لم تستطيع أن تواجه تلك النظرات فحولت نظراتها هى أيضاً إلى تلك التلال البعيدة.لقد سمحت لهذا الرجل بأن يعانقها وأدركت إنها تبادله مشاعره كما أدركت أيضاً أن هذا جنون من ناحيتهما هما الأثنين. عليها خلال الأيام القليلة أن تعود إلى لندنى وفى النهاية سيعود جوناثان إلى أمريكا ومشاعرهما هى مجرد تجذب لن يؤدى إلى شئ
وقاطع جوناثان أفكارها المزعجة برقة :
-هل تريدين المزيد من العصير ؟
لم تأه مكتئباً على الأطلاق هكذا وتمنت لو يخبرها عما يزعجه وأجابت :
-لا شكراً
أبتسمت له وهى ترفض فقد أستمتعت بهذه الأمسية بالرغم من شكوكها السابقة.نظرت إلى الساعة الأنيقة فى معصمها وأدهشها أن ترأها قد تجاوزت الحادية عشرة:
-تأخرت.وعلى أبى أن يستيقظ مبكراً فى الصباح.أظن أن علىّ أن أتصل به لكى يأخذنى
فقال معترضاً :
-لم تبلغ الحادية عشرة بعد.سأخذك إلى بيتك بنفسى عندما تصبحين جاهزة
-أظن أن علىّ الذهاب الآن
ووضعت كأسها على المائدة ووقفت تقول عابسة :
-ولا ظن أن من الصواب أن تأخذنى بنفسك إلى بيتى.عندما غادرت البيت كان هناك نصف درزينة من الصحافيين فى نهاية الطريق
فهز كتفيه :
-إذا كان هذا لا يزعجك فلن يزعجنى
أتراهما عادا إلى السؤال عما إذا كانت على علاقة بشخص أخر؟ألم يصدقها جوناثان حين أخبرته أن ليس لديها علاقات ؟
-تورى...؟
وأصبح قربها بخطوتين فوضع يده تحت ذقنها ليرفع وجهها إليه :
-كنت أشير إلى حقيقة أنك هنا فى إجازة إجازة أفسدتها تخمينات الصحافيين
-الأمر سيان بالنسبة أليك
فقال بخشونة:
-أنا ليست فى إجازة
فقطبت جبينها ما لم يكن هنا فى إجازة فأى عمل يقوم به هنا إذن ؟وكيف يقوم به فى منزال آل بيرن ؟أقترحت عليه أن يذهب إلى الكازينو أثناء وجوده هنا فهذا عمل أسرته كما أخبرها فرفض بحزم بالغ.فما الذى يقوم به هنا إذن ؟
هزت رأسها فوجدت جوناثان يراقبها بعينين ضيقتين .كانت مستغرقة فى التفكير فلم تدرك أنه ينظر إليها وهى تهز رأسها! فقالت بمرح :
-لا على الأطلاق سيسر أبى جداً لأنه لن يضطر للخروج من البيت مرة اخرى هذا المساء
وربما قطع المخبرون الأمل منها الآن فعادوا إلى فنادقهم فى هذا الوقت المتأخر :
-شكراً على العشاء جوناثان يبدو أن بإمكانك أن تطبخ
وأبتسم بمكر :
-وهل صفحت عن فظاظتى السابقة؟
ومرة أخرى أصبح قربه منها مدمراً أستطاعت أن تحس بالحرارة المنبعثة من جسده فقالت بصوت أبح :
-لقد صفحت عنك
جمد مكانه فجأة وهو ينظر إليها :
-لسبب ما أكره إنهاء هذه السهرة
ماثلت كلماته الرقيقة أفكارها إلى حد جعلها عاجزة عن كبح رجفة خفيفة شعرت بها وتلهفت فى داخلها إلى قربه.أبتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت بهدوء :
-نحن نعلم أن هذا ينبغى أن نفعله
-أحقاً؟
طرفت بعينيها وأخذت تنظر إليه غير متأكدة :
-أظن ذلك
ولكن حتى هى نفسها لم تكن مقتنعة بذلك!أمال رأسه جانباً وهو ينظر إليها مفكراً ثم سألها :
-هل لك أن تقضى نهارك غداً معى ؟
شعرت بذلك الاختلاج الذى أصبح مألوفاً فى قلبها:
ظننتك جئت إلى هنا لتكون وحدك؟
فضحك ساخراً من نفسه :
-أهناك أمر آخر أكتشفته منذ قدومى هنا .وهو اننى لم أعد سعيداً بمفردى
قالت ضاحكة :
-فى هذه الحالة أظن أن من الأفضل أن أنقذك من السأم!
فأجفل :
هل هذا ما عنته دعوتى لك ؟أنا آسف
لكنها أومأت قائلة :
-لم تكن تعنى ذلك على الأطلاق
تركها وتراجع إلى الخلف ثم سألها ممازحاً :
-يا آنسة بوناكان هل لك أن تمنحينى شرف قضاء نهار الغد معى؟ما رأيك؟
فأجابت ساخرة :
-حسناً!يسعدنى قضاء النهار معك.ماذا يدور فى ذهنك؟
حتى وهى تطرح هذا السؤال شعرت بوجهها يتوهج احمراراً فقد بد سؤالها مثيراً للاستغراب ضحك بصوت خافت لعبوسها بخجل ثم توقف عن الضحك بالسرعة نفسها التى بدأ بها .أقترح باختصار أن يأخذها الآن إلى بيتها وكأنما أدهشه صوت ضحكته
ربما أدهشه ضحكه كما أخذت تورى تفكر وهى تجلس بجانبه فى السيارة عائدة إلى لامكزرعة فيبدو أن جوناثان لم يضحك كثيراً.....منذ سنتين تحديداً
لم تستطيع منع نفسها من التساؤل عما أحدث ذلك التغير فيه .لابد أنه كان حدثاً هاماً للغاية . كان جوناثان غاية فى الثقة بالنفس والتحكم بها لكن شيئاً ما حدث منذ سنتين وغيّر هذا
سألها أن كانت على علاقة عاطفية...ربما كان عليها أن تطرح عليه السؤال نفسه فرجل فى الثانية أو الثالثة والثلاثين لابد أنه مر بعلاقة واحدة جادة حتى الآن أيكون قطع العلاقة سبب هذا التغيير فيه؟
أثبطت هذه الفكرة من عزمها على تمضية النهار معه .إذا كان جوناثان يعانى من آثار علاقة فلابد إذن أنها كانت علاقة جادة للغاية . أليس من الأفضل أن تبقى بعيدة عنه؟
لكن الوقت فات على سحب قرارها من دون أن تدفع جوناثان إلى طلب توضيح
يبدو أن المخبرين قد تفرقوا إذ لم تجد لهم أثراً أثناء رحلتهما وعندما أوقف جوناثان السيارة أما الباب كانت الأنوار مضاءة فى الغرف السفلى ما يعنى أن أبويها ينتظران أتصالاً منها . ولاحظت سيارة تعرفها متوقفة قرب الكاراج
قالت لـ جوناثان بذهن شارد وهو يفتح لها الباب لتخرج :
-شكراً لهذه السهرة الجميلة
كان انتباهها مركز على تلك السيارة المجهولة.لم يذكر أبواها أنهما يتوقعان زواراً هذا المساء ولم تعرف تورى ما إذا كانت السيارة لأحد من الأسرة
وأجاب جوناثان:
-بكل سرور.متى آتى لآخذك غداً؟
-أنا...
وسكتت وهى تسمع صوت خطوات على الحصى خلفها التفتت عابسة نحو الصوت.لقد مضى وقت طويل منذ كان أبوها يجرها إلى المنزل مؤنباً عندما تتأخر ليلاً
-تورى حبيبتى!
حياها صوت مألوف قبل أن يتقدم رجل من الظلام نحو النور المنبعث من الردهة لكن تورى عرفته من صوته قبل أ يقترب
أنه روبرت .ما الذى يفعله هنا؟
وعندما نظرت إلى جوناثان أدركت بروده المفاجئ وكآبة سحنته أنه ألقى نظرة واحدة على هذا الرجل الطويل البالغ الوسامة وسمع قوله لها "يا حبيبتى"ثم قام باستنتاجه الخاص


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:27 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- لعبة القدر
ــــــــــــــــــــــ
رأت من ملامح روبرت وه ينظر إلى ذراع جوناثان حول خصرها إنه أيضاً أستخلص استنتاجاته الخاصة.ومن الطريقة التى أظلم فيها وجهه بغضب أدركت أن تلك الاستنتاجات لم تعجبه على الأطلاق!
وعاد يقول بتلك اللهجة المطاطة التى كانت تجدها ذات يوم جذابة :
-حبيبتى....كان أبوك فى منتهى اللطف معى طوال السهرة لكننى ابتدأت أظن أنك لن تعودى إلى البيت
وأمسك بذراعها قبل أن ينحنى ليعانقها
وعلى الفور شعرت تورى بذراع جوناثان تترك خصرها ودون أن تعلم ما إذا تعمد تصرفه أم لأن جذبها روبرت من قبضته
كانت متأكدة من أمر واحد وهو ان عناق روبرت المتملك لم يعجبها.فى الواقع لم يعجبها أن يعانقها على الأطلاق
جذبت نفسها منه بحدة وعيناها الزرقاوان تلمعان فى الظلام :
-ماذا تفعل هنا روبرت؟
ابتسم دون اهتمام وهو يلتفت إلى جوناثان:
-بما أن سلوك تورى الحسن قد فارقها مؤقتاً من الأفضل أن أقدم نفسى بنفسى....
وأضاف بلهجة متحدية وهو مازال ممسكاً بذراع تورى بتملك:
-0روبرت مونتغمرى. من المؤكد أنك جوناثان
ضاقت عينا جوناثان وهو يبادل الرجل نظرات باردة كالثلج :
-هل هذا مؤكد ؟
فأجاب روبرت ضاحكاً بثقة:
-آهـ نعم
تصلب جسم تورى غضباً كان روبرت يتعمد ان يعطى جوناثان أنطباعاًة بأنه يعلم عنه كل شئ ولم يسر هذا الأنطباع جوناثان على الإطلاق خصوصاً وأن الشخص الوحيد الذى قد يمنحه هذه المعلومات هى تورى نفسها
سألته بضيق:
-متى جئت يا روبرت؟وكيف؟
-لم يكن هذا سهلاً صدقينى.ليست واثقاً من أن أصحاب النفوذ هنا يريدون زائرين للجزيرة
تكلم بإستخفاف ثم تابع :
-لقد عانيت الكثير للحصول على تذكرة سفر لهذه الليلة
إذن فقد جاء هذا المساء لكن لم يخبرها سبب حضوره فقالت:
لأنها مناسبة أسبوعى السباق.ما الذى تفعله هنا يا روبرت؟
-جئت لأزورك طبعاً
أجاب بحنان وهو يضع ذراعه حول كتفيها بخفة :
-جئت لأزورك طبعاً
وهذا لم يفت جوناثان كما لاحظت تورى غاضبة وهى ترى نظراته تنتقل ببرود بينهما
حملقت فى روبرت قبل أن تبتعد عنه بشكل واضح ثم أجابت بفظاظة :
-ومن قال إننى أريد منك زيارة؟
فابتسم روبرت بشكل صبيانى لـ جوناثان الرجل الذى يكبره بثلاث أو أربع سنوات على الأكثر وقال له:
-أرجو أن تعذرنا لأننا تشاجرنا أنا وتورى قبل حضورها إلى الجزيرة منذ أسبوع ويبدو إنها لم تسامحنى
وعبس بظرف.
رأت تورى أن الرجلان مختلفان تماماٍ فشعر روبرت قليلاً وعيناه ضاحكتان كان وسيماً إلى أقصى حد وجسمه نحيف رياضى لكن تلك الوسامة ولاظرف الصبيانى يخفيان أنانية بالغة وتصرفات ينتهجها دوماً لمصلحته الخاصة .أما جوناثان فكان وسيماً بشكل غامض وهو أيضاً جميل القامة والبنية...كما أن مظهره البارد المتغطرس يخفى طبيعة دافئة لرجل يهتم بصدق بأسرته
كانت تورى تعرف أيهما تفضل.وقالت :
-ليس هناك ما أسامحك عليه روبرت.لديك تصوراتك عن مستقبلى كما أن لدى تصوراتى الخاصة وهى متعارضة
وأخذت نفساً عميقاً ثابتاً قبل أن تلتفت إلى جوناثان قائلة:
-لقد أستمتعت حقاً بهذه السهرة
كانت عيناها الزرقاوان تتضرعان إليه كى يلطف من ملامحه الجامدة . لم يظهر أى تجاوب بل على العكس فقد بدأ فمه أكثر تجهماً وهو يقول مقوساً شفتيه بإزدراء :
-أهلاً بك.والآن أظن أن على أن أذهب وأتركك مع.....السيد مونتغمرى لتتصافيا
وأدركت الأنطباع الذى أوحاه روبرت لـ جوناثان عن علاقتهما فقد جعله يعتقد أنهما عاشقاً حصل بينهما مجرد خلاف بسيط ككل المحبين!
مدت يدها تضعها على ذراع جوناثان وأشتدت أصابعها حين أحست به يتوتر :
-فى أى وقت سنتقابل غداً؟
طرحت عليه هذا السؤال بصوت أجش فقد دعاها لقضاء النهار معه وسنتهز الفرصة المناسبة لتشرح له بالضبط ما بينها وبين روبرت
رفع جوناثان حاجبيه الأسودين ورمق روبرت بسرعة قبل أن يعود فينظر إليها ساخراً :
-فلنترك الدعوة مفتوحة إلى وقت أخر....همم؟أنا وأثق أنك ستكونين مشغولة الأيام القليلة المقبلة...وأضاف الجملة الأخيرة متهكماً
لم يكن روبرت ضيفها وهو مر سيدركه بسرعة حالما يغادر جوناثان منزلها مهما تكن الترتيبات التى أتخذها والداها المهذبان لأستقباله!
ألقت نظرة أسى على وجه جوناثان الذى لم يلن وأنزلت يدها عن ذراعه ثم قالت بهدوء :
-ربما أنت على حق.أستمتع بإقامتك
مال برأسه بحدة ثم ألتفت إلى روبرت بتحية مختصرة قبل أن يعود إلى سيارته لينطلق دون أن يلقى عليها نظرة واحدة.أصابها الأمر بالذعر فأخذت تنظر إليه وه يبتعد بسيارته.عندما تقدم روبرت منها واضعاً ذراعه حول كتفها مرة أخرى أجفلت غاضبة ثم نفضت ذراعه عنها بعنف وعندما توارت سيارة جوناثان عن النظر استدارت تحملق فيه ثم سألته ثائرة :
-من تظن نفسك لتفعل هذا؟
بدا عليه عدم الأهتمام وهو يرفع حاجبيه الأشقرين ساخراً :
-إذن هذا هو جوناثان الغامض...؟
تصلب جسدها وسألته:
-نعم؟
فقال بإزدراء :
لا تقولى أنك ترينه جذاباً يا تورى هذا الرجل أشبه بكتلة من ثلج
أحمرت وجنتاها غضباً :
-عندما أريد رأيك يا روبرت سأطلبه منك.تصبح على خير
استدارت وأتجهت إلى المنزل لكنه لحق بها وقال بمرح وقد بدا لرضا واضحاً فى عينيه :
-لقد دعانى والداك للبقاء هذه الليلة
فوقفت قبل أن تفتح الباب وقالت بحدة:
-لكننى لم أدعك
هز كتفيه وكأن صلابتها حيرته :
-أليس فى قولك شئ من الفظاظة؟
رأته يحدثها وكأنها طفلة بحاجة إلى المداراة فقالت بغضب :
-سمه ما شئت.هناك لاعديد من الفنادق روبرت وأنا أعلم أنك قد تجد صعوبة فى الحصول على غرفة فى هذا الوقت من السنة ولكن بإمكانك دوماً أن تطلب من زوار الجزيرة فى المخيمات أن يمنحوك مأوى لهذه الليلة
تكلمت بشماتة وهى تتخيل روبرت نائماً فى خيمة بملابسه الفاخرة فبعثت الفكرة الأشراق فى نفسها
هل ظنت يوماً إنها تحب هذا الرجل حقاً؟وأخذت تلوةم نفسها بصمت.إنه ليس سوى تلميذ مدرسة كبير مولع بالملابس الأنيقة والحياة المريحة
غريب إنها من شهور قليلة كانت تعتقد إنها تدين بنجاحها لـ روبرت وهو وهم تعمد أن يغرسه فى نفسها وأدركت مؤخراً أن الواقع هو العكس ولهذا السبب أصبح روبرت فجأة حريصاً عليها إلى حد أنه طلب منها الزواج
كانت تعلم سبب إسراع روبرت بالمجئ إلى الجزيرة هذا المساء إذ يبدو أنه وجد ما كتبته الصحف عن مرافقها الغامض يوم الأحد مزعجاً للغاية.فكيف حاله وهو يصل إلى هنا هذا المساء ليراها خارجة مرة أخرى مع جوناثان الغامض ذاك؟
بدا عليه الضيق :
-الأمر لا يتحمل المزاح تورى
فرفعت حاجبيها :
-لا؟لكننى أراه مسلياً تماماً!
مد يده ليمسك بذراعها وهة تفتح الباب :
-ألا تظنين أنك تتصرفين بشكل خاطئ نحو أبويك؟
وأضاف بصوت خافت :
-كانا من التهذيب بحيث قدما إلىّ هذه الدعوة وسيكون غريباً أن تخبريهما أننى ذهبت إلى الفندق
عرفت فى سرها إنه محق ومع ذلك قالت تتحداه:
- سيكون غريباً بالنسبة لمن؟
سيظن أبواها أن روبرت لم يعتبر بيتهما لائقاً بما يكفى لأستضافته إذا غادر إلى الفندق
-كفى عن التصرفات الصبيانية تورى.أنه منتصف الليل تقريباً ول يمكننى دخول أى فندق فى هذا الوقت
وتنهد بفروغ صبر فرفعت حاجبيها وقالت تذكره بنعومة:
-لا أتذكر أن هذا العذر منعك من قبل من دخول الفندق
-هل عدنا إلى هذا الموضوع؟
وضاقت عيناه الزرقاوان بشكل ينذر بالخطر بينما تبدد ظرفه الظاهر كلياً:
-لقد أخبرتك حينذاك أننى كنت مستاء لأننى جعلتنى أنتظر قبل أن تمنحينى الجواب على طلبى الزواج منك
فقالت له بإشمئزاز:
-كنت مستاء لدرجة أنك أخترت امرأة بعد العرض المسرحى وأخذتها معك إلى الفندق لتمضى الليلة معها؟
لم تكن تعلم مما مشمئزة أكثر,من نفسها لأنها فكرت فى الزواج منه أم من روبرت الذى دفعه عدم الأهتمام إلى أن يعاشر امرأة أخرى فى الليلة نفسها التى طلب فيها يدها للزواج.
-دعنا ننسى ذلك روبرت.مادام والداى طلبا منك أن تبيت الليلة هنا و أنت قبلت فعليك أن تبقى
وأضافت بحزم عندما أشرق وجهه بالأنتصار :
-لكننى أريدك أن تغادر البيت فى الصباح الباكر
فقال:
-اتفقنا .
قبل ذلك بسهولة كما رأت تورى فهى تعرف أن روبرت يرجو أن تلين وتغير موقفها منه لكن خيبة الأمل تنتظره
مشكلتها الحالية هى جوناثان.لقد أمضيا سهرة ممتعة معاً وأتفقا على الأجتماع غداً لكن وصول روبرت المفاجئ ألغى ذلك.متى سترى جوناثان مرة أخرى؟ والأهم من ذلك هل ستراه مرة أخرى على الأطلاق؟
قال لها روبرت بسرور بالغ وهو يدخل إلى الأستوديو :
-كنت أعلم أننى سأجدك هنا
لم تلتفت إليه وهى تركز أهتمامها على العزف على قيثارتها.كانت تحاول أن تتذكر ذلك اللحن الشجى الذى عزفه جوناثان مساء الأحد الماضى.لقد تذكرت معظم ما سمعته لكنه لم يكن مكتملاً.لم تعلم ما إذا كان يرافقه كلمات
سار روبرت دون مبالاة ووقف بجانبها قرب الأريكة التى تجلس عليها وأومأ معجباً وهى تتابع عزف اللحن من ذاكرتها :
-هممم إنه جميل هل هذا لحن جديد تحفظينه؟
فأجابت ممن دون أن تنظرر إليه:
-شئ من هذا القبيل
–لقد قدمت لى أمك لتوها أروع فطور
فقلبت شفتيها :
-البيض الطازج واللحم يأتينا من السوبر ماركت كما أن أمى لم تعد تخبز فى البيت منذ سنوات لذا فالخبز المحمص نحضره من المكان نفسه
رفع حاجبيه الأشقرين :
-نحن نثرثر بأشياء تافهة هذا الصباح.أليس كذلك؟
صوته المتملق سبب لها ضيقاً بالغاً فقالت :
-والآن كما سبق ولاحظت أنا مشغولة فإذا لم يكن لديك شئ هام لتقوله.....
كان جوابه على كلامها أن تهالك على الأريكة بجانبها فلم تجد خياراً أخر سوى النظر إليه وكان كعادته بالغ الأناقة بنطلونه الرمادى يتلاءم مع القميص الرمادى الفاتح وحذاؤه أسود لامع.يا لها من ملابس تليق بالعمل فى المزرعة!
وعندما رأى نظرة التقيم فى عينيها رفع حاجبيه بأسف وتمتم برقة:
-يمكننى دوماً أن أتعلم
-ولماذا تزعج نفسك؟
لم تشأ أن تتظاهر بإنها لم تفهم ما يعنيه ووقفت لإعادة القيثارة إلى مكانها.بدت بالغة الرشاقة فى بنطلونها الأزرق الملتصق بجسمها وقميصها الأزرق والتفتت تواجهه:
-أنت لن تمكث هنا طويلاً
فقال:
-لا يمكننى أن أصدق أنك غاضبة منى تورى وعلى أى حال يبدو أنك تمضين وقتاً ممتعاً مع رجل أمريكى كئيب.أنت لا تفهمين استيائى من هذا الأمر
حملقت فيه وقد كرهت وصفه لـ جوناثان :
-لم أكن أمضى وقتاً ممتعاً مع أحد.و حتى لو فعلت فأنت لاتملك الحق فى إنتقادى
قال يذكرها بصوت أبح :
-لقد عرضت عليك الزواج تورى
فردت ساخرة:
-تورى؟
كان روبرت يصر دوماً على أن يناديها باسمها الكامل فيكتورى
-يمكنك أن تسأل روبرت لكننى كما أتذكر رفضت طلبك بشكل حازم
فنظر إليها :
-كنت غاضبة حينذاك...
حين ذهبت إلى غرفة منذ أسابيع أستقبلتها امرأة صهباء لا ترتدى سوى منشفة :
-حسناً.أنا ليست غاضبة الآن....والجواب مازال "لا".وفى الواقع....
- أتعلمين فيكتورى.طباعك أصبحت عنيفة للغاية
أطبقت فمها بحدة من هذه الإهانة وحملقت فيه وقد أحمرت وجنتاها وتابع دون رحمة:
فى الواقع أصبحت موضع سخرية ومثالاً للغرور والنزق وحدة الطباع.....
-أنا...أنت...
-ما الذى حدث فيكتورى؟ ألا تستطيعين احتمال سماع الحقيقة؟
هل هذه هى الحقيقة؟وهل أصبحت واحدة من المغرورات المثيرات للمل الالتى عرفتهن طوال السنوات الماضية؟من أولئك الأشخاص اللذين لا يتحدثون إلا عن أنفسهم ولا يهتمون إلا لمهنتهم؟
-ليس من السهل علىّ أن أقول لك تلك الأشياء فيكتورى
تابع كلامه وهو يقترب منها على الأريكة:
-ولكن على أحد ما أن يقولها لك
وكانت تعلم أن يفضل أن يكون هو المتكلم لأنه يستمتع بذلك كما يبدو.ولكن ليس ذلك هو المهم حالياً.هل أصبحت فعلاً وحدة من أولئك الناس الذين يؤمنون بشعبيتهم إلى حد يصبحون معه أنانيين لا يتحركون إلا بدافع مصالحهم الذاتية؟
نظرت إلى وجه روبرت الوسيم متفحصة.كان التعبير البادى على ملامحه رقيقاً ونظراته لا تنبئ بشئ :
لا إنها ليست كذلك على الأطلاق!روبرت هو لذى يتكيف وفق الظروف والمصلحةإلى حد يجعله يكذب عليها كى يحصل على ما يريد.......!
نعم تماماً.لوت فمها ساخرة :
-محاولة جيدة روبرت.كدت تجعلنى أصدقك مرة أخرى.بلاً من..
وقفت ونظرت غليه ببرود :
-لقد جعلتنى للتو أتخذ قرارى.لا تقم بحجز المزيد من الحفلات لى سوى ما سبق والتزمت به.لدى الآن خطط أخر.
قال بغضب وصوته كافحيحوقد أنتصب فى جلسته على الأريكةوهو ينظر غليها بعينين جامدتين:
-لقد سبق وحذرتك ببساطة لا يمكنك أن تأخذى أجازة فى هذه الظروف وفى مهنتك
فقالت معنفة:
-حذار يا روبرت.ظرفك يتبدد
-تباً لظرفى
وأنتصب واقفاً فتثبتت تورى فى مكانها متحدية إياه بخشونة :
-ما أريد أن أقوله هو ان العقد بيننا مدته خمس سنوات يا روبرت ثم يبقى خيار تجديده رهنا للطرفين وهذا العقد ينتهى بعد ثلاثة أشهر ما يصادف مع جولتنا الأوروبية عندئذ نكون قد أنفصلنا كلياً...شخصياً ومهنياً
جعل الغضب البارد عينيه تتألقان كالثلج وقال بلؤم والسخرية على شفتيه :
-لن تستمرى ستة أشهر من دونى
كانت تورى ترتجف من إعلانها ما جعلها تشد على يديها لئلا يرى مبلغ تأثرها ولكنها بعد أن أعلنت الخبر شعرت بهدوء فى كيانها
قال بعدم لم يتحمل صمتها وقد كسا الغضب ملامحه وأنقبضت يداه على جانبيه:
-أنا الذى صنعتك كما أنت!
فهزت رأسها بأسف:
-هذا كذب صريح لقد ساعدتنى فى مهنتى وأنا شاكرة لك
فقال وهو يصرف بأسنانه :
-لديك طريقة غريبة فى إظهار ذلك
رفعت حاجبيها وردت :
-أنا شاكرة لمساعدتك يا روبرت لكنك ليست من منحنى صوتى....
-ولا الشخصان البسيطان هناك
وأشار برأسه ناحية المزرعة
فتوهجت عيناها وقالت تلومه وقد شحب وجهها :
-أنت تتجاوز الحدود روبرت
لوى شفتيه بلؤم:
-لماذا؟أنى جرؤت على ذكر حقيقة أنهما ليسا والديك؟
وهز رأسه بشكل جارح ثم أضاف :
لأنك عندما ولدت فى منتصف شهر آذار كنت نتيجة علاقة عابرة فى موسم السباق المشهور فى هذه الجزيرة؟
لم تعد يدا تورى تهتزان من التأثر بل من الغضب....الغضب الذى لا يمكن السيطرة عليه تقريباً.وهذا ما يريده روبرت.أن يجرحها إلى حد أن تفقد السيطرة على نفسها لكنه مخطئ لو ظن أن أهانته لأصلها ستغضبها
لم يزعجها إنها متبناة فهى تعلم أن لا أحد يحبها بقدر ما أحبها والداها بالتبنى ثلما ودان باكانان لا. لا يمكن لـ روبرت أن يجرحها أبداً بقوله إنها متبناة ولكن بإمكانه أن يثير فيها غضباً عارماً إذا قذف هذين الشخصين اللذين أختارا أن يكونا أبوين لها بأى إهانة أو أى كلمة استخفاف! وقالت بسأم :
-أظن أن تذهب يا روبرت قبل أن تقول شيئاً نأسف له نحن الأثنين
فقال هازئاً :
-أحقاً؟
-حقاً وقابلت نظراته الغاضبة من دون ان تطرف عيناها.أخذ نفساً عميقاً محاولاً التحكم بغضبه بجهد بالغ ورق صوته مرة أخرى بعد أن أدرك أنه تجاوز الحد:
-دعينا لا نتشاجر تورى يمنعنا تاريخنا الحافل معاً من أن نتجادل الآن.إذا كنت حقاً مصممة على أن تاخذى هذه السنة.....
فقاطعته بحزم:
-سنة على الأقل يا روبرت وأنا أرجو من كل قلبى أن يكون التاريخ الذى تشير إليه هو تاريخنا المهنى فقط
وتابعت بعنف دون أن يجمد غضبها :
- لقد أنتهت أى علاقة بيننا منذ مدة طويلة ورفعت رأسها متحدية فبدت على شفتيه ابتسامة أسف:
- هل أفهم منهذا أن جوابك على طلب الزواج هو لا أخرى؟
لقد أدرك أن الغضب لن يفيده فعاد إلى ظرفه بعد فوات الأوان بالنسبة إلى تورى !
- ولم أغير رأى منذ ثلاثة أسابيع
وأضافت بجمود:
- أنصحك أن تعود إلى لندن وسألحق بك لنبدأ جولتنا
فأقترب منها :
-وعد؟
-لم أخلف وعدى لجمهورى من قبل ولن ابدأ بذلك الآن
مجرد التفكير فى قضاء مدة طويلة مع روبرت يسبب لها قشعريرة اشمئزاز
لقد أدركت متأخرة ان روبرت أنسان حقير أنانى لكن لم يسبق له أن هاجم أبويها شخصياً كما فعل الآن خصوصاً بعد أن استمتع بضيافتهما وقد وجدت ذلك أمراً لا يغتفر
كانت تعلم انه سيبذل جهد خلال الأشهر الثلاثة القادمة لتغيير رأيها بالنسبة إلى تجديد عقده معها كمدير أعمالها.ستكون الأشهر الثلاثة شاقة للغاية...
-فلنحجز مكاناً لك للسفر من الجزيرة اليوم أن مغادرة الجزيرة اليوم إن مغادرة الجزيرة اليوم أسهل بكثير من القدوم إليها
كانت على حق وأستطاعت أن تحجز فى رحلة العودة لـ روبرت إلى لندن عصر اليوم رفضت أن تأخذه بالسيارة إلى المطار بل طلبت له سيارة أجرة متحججة بإزدحام السير بسبب السباق
وقف روبرت عند باب السيارة المفتوح ثم قال لها بهدوء :
-آسف لثورة طبعى هذا الصباح
كانت واثقة من أنه آسف ليس لأنه جرحها بكلامه بل لأنه أدرك أنه تجاوز حده فقالت بصوت متعب:
-وأنا أيضاً.لكننا على الأقل أصبحنا نعرف موقف كل منا من الآخر
تنهد روبرت ومد يده يلامس خدها برفق وقال عابساً بحزن:
-إذا كان ثمة عزاء لى فأنت الشخص الوحيد الذى يجعلنى أفقد التحكم فى نفسى بهذا الشكل
بصفته مدير أعمال فيكتورى كانان أستطاع أن ينال الكثير من الإحترام على مدى سنوات وقد أستخدم ذلك لمصلحته.فى الواقع قلة هم الأشخاص الذين واجهوه بكلمة لا وقد أغاظه إلى أقصى حد أن تواجهه تورى الآن كما أن رفضها استمرار التعاون بينهما سيجرده من القوة التى أكتسبه. أجابت:
- الأمر ليس كذلك.أنا....ماذا؟
وسكتت فجأة عندما جذبها روبرت إليه فجأة ليحتضنها. ما الذى يفعله؟أخذت تورى تدفعه عنها دون جدوى.كانت ذراعاه كالفولاذ حولها .تباً له ! مع حياته المرفهة وحبه للطعام الفاخر لم تدرك أنه بتلك السيطرة والأستبداد جسدياً
وعندما أستمر عناقه إلى ما لا نهاية انتبهت تورى إلى أمر آخر.رأت سيارة قادمة نحوهما.....
أخيراً رفع روبرت رأسه وقد بان النصر على ملامحه قبل أن يلتفت نحو الصوت . كانت سيارة جاغوار.
وجوناثان ماغواير وراء عجلة القيادة....ووجه عاصف كالرعد


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:28 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 – تائهة فى الضباب
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
التفتت تورى بإتهام إلى روبرت دون أن تنخد برفع حاجبيه ببراءة ثم قالت وهى تصرف بأسنانها بينما وقفت السيارة الجاغوار على بعد خطوات منها :
-فعلت هذا قصداً
فقال لها ضاحكاً دون أثر للندم :
-أخبرتينى أن جوناثان ترك الجزيرة كل شئ جائز فى الحب والحرب كما يقول المثل
فتوترت شفتاها وتمتمت :
-بما ان لا حب بيننا على الأطلاق أظننا أعلنا الحرب لتو
والتفتت حين سمعت صوت باب الجاغوار ينفتح ثم يصفق بعنف كان جوناثان يرتدى بنطلون جينز وقميصاً أسود مخفياً عينيه المعبرتين خلف نظارات شمسية.بدا واضحاً من فمه المتوتر أن مزاجه لم يتحسن منذ الليلة الماضية
ولماذا يتحسن وقد وصل لتوه ليراها فى عناق محموم مع روبرت!
هتفت تحييه وهى تبتعد بحزم عن روبرت لتعلن بأهتمام بالغ :
-جوناثان.ها قد وصلت فى الوقت المناسب لتقول وداعاً لـ روبرت قبل أن يستقل الطائرة إلى بيته
فقال روبرت:
-ألتزامات العمل
التفت جوناثان قليلاً ومن وراء النظارات السميكة افترضت تورى أنه ينظر إلى روبرت وقال دون اهتمام :
-وداعاً روبرت
بدا روبرت شديد الرضا عن نفسه كما فكرت تورى والغضب يغلى فى داخلها.فقد رأى جوناثان قادماً قبلها بعدة دقائق لهذا عانقها بذلك العنف
سيدفع روبرت ثمن ذلك فى ما بعد.قررت هذا وهى تبتسم لـ جوناثان :
-هل لك بالدخول لتناول القهوة ؟
كانت تعلم إنها وجوناثان قد وصلا إلى نوع من التفاهم الليلة الماضية.إنه اعتراف بوجود تجاذب بينهما وقد أفسد مجئ روبرت غير المنتظر ذلك.أما تظاهره المتعمد بعواطف مشبوبة فقد أزّم هذا هذا الوضع.
أجاب جوناثان:
-بكل تأكيد.لا تدعنا نعطلك يا مونغمرى عن طائرتك
أبتسم روبرت لـ تورى بعدم أكتراث :
-سأتصل بك حال وصولى إلى لندن
فقالت له بتوتر :
-لا تزعج نفسك.إذا أختفيت فسيذاع الخبر فى أخبار السادسة
قهقه روبرت ضاحكاً دون أكتراث وقال لـ جوناثان بإعجاب:
-يا لها من فتاة تحب المزاح
فتمتمت بحيث لا يسمعها سوى روبرت:
-لم أكن أمزح
وقرص ذراعها بخفة قبل أن يصعد إلى المقعد الخلفى فى سيارة الأجرة ويغلق الباب خلفه
أنحنت تورى تطل عليه من النافذة وهى تقول له موبخة :
-هل لك أن تبلغ باميلا حبى؟
توترت فم روبرت عند ذكر اسم المرأة التى شاركته غرفته فى الفندق منذ ثلاث أسابيع وقلا:
-لم أرها منذ ذلك الحين
ويبدو أنه كان متنبهاً إلى أن جوناثان يقف على بعد قدم واحدة منه,حتى ولو لم يستطيع أن يسمع حديثهما الخافت فقالت:
-يا لها من محظوظة
نظر روبرت إليها بعينين ضيقتين :
-أتعلمين ؟أنا لا أعتبر حديثنا السابق قد أنتهى
فهزت كتفيها :
-الأمر عائد إليك لكننى أؤكد لك أن الموضوع قد أنتهى من وجهة نظرى
لقد حسمت أمرها ولن تغير رأيها.من سخرية القدر أن يساعدها تعقب روبرت لها على إتخاذ هذا القرار.منذ عدة أشهر عرض عليها مخرج عالمى دور البطولة فى استعراض موسيقى جديد يأمل فى أن يعرضه فى لندن خلال ستة أشهر ويمكنها أيضاً أن تكتب الأغانى التى ستؤديها
حينذاك شكرت ستيفن جايمس على عرضه لكنها أوضحت له أنها ليست ممثلة وأن من الأفضل أن يعرض هذا الدور على ممثلة لكن ستيفن لم يشأ أن يقتنع برفضها فقال لها إنه كتب الدورلها
كانت رغم شكوكها فهى مغنية ل اكثر!لم تستطيع أن تنكر أنها شعرت بالغرور لهذا العرض وإمكانية القبول به ابتدأت تنمو وتزهر فى ذهنها.أثار اشمئزاز روبرت أن المشروع لم يكن يتضمن مالاً وافيراً كما أنه سيبقيها فى لندن لفترة طويلة ويلزمها بالحضور إلى المسرح ست ليالِ فى الأسبوع
كانت تورى تعرف كل هذا ولم يكن ترددها بسبب أى من هذه الأسباب.كل ما فى الأمر أنها ببساطة لم تشأ أن تخذل جمهورها أو ستيفن جايمس .من ناحية أخرى كان المشروع يشكل تحدياً لها وفرصة لترى إن كان بإمكانها أن تكون أكثر مما هى عليه الآن.بعد خمس سنوات من العمل اعترفت بإنها جاهزة للتغير الذى سيحررها إلى الأبد من استبداد روبرت.....
قال روبرت عابساً وهو يربت على كتف السائق لينطلق به إلى المطار :
-سنتحدث فى هذا الموضوع لدى عودتك إلى لندن
وعندما أنطلق استدارت تورى إلى جوناثان بابتسامة مشرقة لكنه لم يبادلها ابتسامتها :
-قهوة؟
أوما برأسه فجأة ثم تبعها إلى المطبخ وعندما جلسا إلى المائدة سألها فجأة :
-والداك ليسا هنا؟
كانت تورى تحضر القهوة وتسكبها لهما :
-أبى أخذ أمى إلى الطبيب ليطمئن إلى كاحلها .لماذا.
ورفعت حاجبيها وهى تجلس أمامه إلى المائدة وهى تتابع :
-هل تخاف أن تمكث هنا وحدك معى؟
فقال بلهجة جارحة وبإزدراء واضح :
-لا لكننى أتصلت قبل أن أعود من رامسى فأجبنى المجيب الآلى مرة أخرى.بدا واضحاً أن والديك ليسا هنا ليجيبا على أى أتصال وأنت....حسنا يبدو أنك كنت مشغولة!
كانت لهجة الازدراء فى صوته توحى بإنشغالها مع روبرت فسألته منهمكة:
-هل أتصلت لسبب معين؟أم أنه مجرد اتصال اجتماعى ودود؟
هل الأمر مستعجل ما اضطره إلى الأتصال من رامسى وهى مدينة تبعد سبعة أميال شمال الجزيرة؟لم يخطر ذلك فى بالها !
-لا تباً.....
وأخذ نفساً عميقاً ليسيطر على جوابه الغاضب وتبع ذلك صمت غير مريح.ماذا حدث لهذا الرجل؟لقد أوضح بصراحة أمس أنها لن تراه اليوم.وإذا به يتصل هاتفياً وحين لم يجد جواباً أتى بنفسه
كان الرجل يناقض قراراته باستمرار عند وصوله إلى هذا البلد أخبرها أنه يريد أن يبقى وحده وإذا به يأتى إلى المزرعة مراراً خلال أربعة أيام كما دعاها إلى منزل أخته وها قد جاء إلى هنا مرة أخرى بعدما أخبرها بتأجيل موعدهما المقرر لهذا النهار.إنها لا تستطيع مجاراة تقلباته وتنهدت :
-لا أستطيع أن أفهمك جوناثان...
وأنا أيضاً لا أستطيع
و وقف وأخذ يحملق فيها :
-ذلك الرجل مونغمرى يبدو أن له عليك دالة وحق...
فقاطعته :
-إنه مدير أعمالى إذا كنت حقاً تريد أن تعلم
بدا موقف هذا الرجل الإتهامى بعد نفاق روبرت كثيراً عليها وحملقت فى جوناثان وهو يشرف عليها
-أحقاً؟
-نعم حقاً
لم تصدق أن هذا الحديث يدور بينهما.لو إنها لم تكن تعرف جوناثان لقالت أنه يغار من روبرت....والله يعلم أن هذا ما يرجوه روبرت!لكنها تعرف جوناثان أكثر منه...
أبتسم دون بهجة :
-وطريقة إدارته لك واضحة
-لماذا....أنت....
ووقفت هى أيضاً وسارت حول المائدة بغضب رافعة يدها لكى تضربه.لكن جزناثان أمسك بيدها بسهولة وأنزلها شابكاً أصابعه الطويلة بأصابعها وقرب جسدها منه أخذا يحملقان فى بعضهما.كان قريباً جداً من وجهها فقال عابساً :
-أرى عينيك لامعتان ووجهك متوهجاً وأن يكن من الغضب ويمكننى بسهولة أن أستسلم للإغراء....أنا أيضاً
تمتمت تورى بفم حازم :
-جرب ذلك
فأشتد ضغط أصابعه قبل أن يلوى ذراعها برفق خلف ظهرها فالتصق جسده بها وجعلها واعية تماماً لصحة كلامه.أترأها متلهفة إلى أن يعانقها؟
آهـ....نعم!إنها تريد أن يعانقها جوناثان كما لم تفعل من قبل.ما عليها سوى أن تكون بقربه لتعلم ذلك ولكن ماذا يريد هو؟
مد يده يلامس خدها وذقنها قبل أن يعانقها.كان عناقه عنيفاً ومتملكاً سلب من تورى كل قدرة على التنفس
لابد أن هذا هو الفرق كما رأت تورى حالمة والعناق يطول ويطول وقد توقفت أنفاسها تماماً ولفها ظلام مبهم جعل حواسها تتركز عليه وحده
أطلقت زفرة عميقة ووهنت ساقاها ودار رأسها.لم تكن تشعر بغير جوناثان لم تشعر ببهجة مماثلة قطاً وأنتشرت الحرارة فىلا جسدها وهى تسترخى بوهن
كادت تنفجر من السعادة التى شعرت بها
-جوناثان.أنا....
وقبل أن تنهى ما أوشكت أن تقوله إذا به يبعدها عنه فجأة
شتم بصوت خافت وهو يتخلل شعره الأشعث بأصابعه
لماذا توقف فجأة؟اماذا ابعدها عنه بهذا الشكل؟ ما الذى....؟
قال عابساً وكأنه يجيب عن تساؤلها الصامت :
-سمعت هدير سيارة فى الخارج.عاد والداك من زيارة الطبيب
لم تسمع صوت السيارة لكنها تقبلت تبريره
كانت ضائعة فى المشاعر المحرقة التى أثارها جوناثان فى كيانها!
ولكن إذا سمع جوناثان صوت السيارة فهذا يعنى أنه لم يكن غارقاً مثلها فى مشاعر محمومة
نظر إليها وقال وهو يتأملها :
-من الأفضل أن تصعدى إى غرفتك لتغسلى وجهك قبل أن يدخل والداك
بدت متوهجة الوجه ومرتبكة ومشعثة الشعر بفعل العواطف لامحمومة التى تبادلاها أو تلك التى ظنت أنهما تبادلاها كانت تنظر إلى جوناثان فوجدت شعره مسرحاً إلى الخلف فيما ملامحه متجهمة
من الصعب أن يتصور المرء أنه كان يفعل أى شئ عدا شرب القهوة فى الدقائق العشرة الأخيرة!
أمسكها من كتفها بحزم وأدارها بأتجاه الردهة وهو يقول آمراً:
-أذهبى تورى وأنا ساشغل والديك إلى أن تعودى
أطاعته تورى وخرجت متعثرة من المطبخ لتصعد إلى غرفتها واستندت إلى الباب بضعف وهى تسمع والديها يدخلان ويدهشان لرؤية جوناثان وحده فى المطبخ.ما الذى حدث بالضبط؟
كان جوناثان يعانقها وتجاوبت معه دون شك!ولكن هل كان جوناثان مثلها؟كان راغباً فيها ولكن هل رغبته تلك نتيجة مشاعر محمومة أم نتيجة غضب مكبوت بسبب أعتقاده بوجود علاقة بينها وبين روبرت؟
طبعاً كانت نتيجة غضب كما أخذت تعنف نفسها وهى تتأوه باشمئزاز.ألم يخبرها جوناثان قبل أن يعانقها انه يريد أن يديرها كما يبدو أن روبرت يديرها؟
لقد استجابت له باى حال لأنها أرادت ذلك فالغضب كان آخر ما يجول فى ذهنها وهى بين ذراعيه
كانت....؛مقاء....غبية حمقاء....فتاة عاطفية...؟
وأبتلعت ريقها بصعوبة شاعرة بوجهها يشحب إنها تحب جوناثان ماغواير......
كيف حدث ذلك؟ولماذا؟
توجهت إلى سريرها تستلقى عليه إنها تحب جوناثان....كيف ولماذا؟ سؤالين عير مهمين فقد كان حبها حقيقة!حسناً لقد قمت ببعض الأمور الغبية فى حياتك تورى بوكانان كما أخذت تعنف نفسها ولكن لابد أن هذا الأمر يتوجها كلها
كانت تسمع غمغمة الأصوات فى المطبخ كيف يمكنها أن تنزل إليهم الآن وتتصرف بشكل طبيعى وقد ادركت لتوها أنها تحبه؟
ولكن هل يمكن ألا تنزل؟ لابد أن أبويها استغربا عدم تواجدها مع ضيفهم عند دخولهما.....رغم ثقتها بقدرة جوناثان على أختراع سبب معقول لذلك .إن عليها أن تنزل إليهم بسرعة
كيف يمكنها أن تواجه جوناثان مرة أخرى؟يكفى ذوبانها بين ذراعيه وإظهارها تلك المشاعر المحمومة من دون إضافة إدراكها لحبه!لكنه لا يعلم ذلك.
طبعاً لا يعلم.لقد أستجابت له لكنها لم تخبره عن شعورها نحوه ولن تفعل ابداً قررت هذا وهى تستبدل قميصها بأخر.من المؤكد أنه لا يحبها.لكنه لن يبقى فى الجزيرة أكثر من أيام وما من سبب لينفردا ببعضهما مرة أخرى.ستحرص على ذلك لأن لا مستقبل لهما معاً.وعندما يعود إلى امريكا ستعالج مشكلة هذا الحب غير المرغوب فيه.سمعت ضحكات أبويها وجوناثان وهى تقترب من المطبخ بعد ذلك بدقائق فكبحت شعوراً بالغيرة تملكها.لـجوناثان حياة كاملة فى أمريكا لا تعرف عنها شئ لذا لا يمكنها أن تغار من كل شئ أو كل فرد يشاركه جزءاً من حياته!
بأدرها أبوها وهى تدخل المطبخ :
-هل أنت بخير حبيبتى؟
كان أبواها جالسان إلى المائدة مع جوناثان وأمامهم فناجين القهوة يتصاعد منها البخار .وتابع أبوها مقطباً جبينه :
-لم تحرقى نفسك.أليس كذلك؟
هزت تورى رأسها وهى تنظر إلى جوناثان متسائلة أى تفسير أعطاه لأبويها بالضبط؟
نهض جوناثان ليقف قربها :
-هل أنت واثقة؟كانت القهوة ساخنة حين أرقتها على نفسك
بهذا إذن فسر غيابها.إنها كذبة جيدة تماماً حتى انها بررت سبب تغييرها ملابسها.فقالت متجنبة نظرته النافذة :
-أنا بخير تماماً.ماذ ا قال لك الطبيب يا أمى؟
كانت ساقاها ترتجفان ووجهها يتوهج أحمراراً وكانت واثقة من أن عينيها تتألقان.لم تستطيع أن تنظر فى عينى جوناثان مباشرة لأنها تشعر بقوة نظراته المصوبة عليها .لكنها حاولت على الأقل أن تبدو طبيعية
-قال أن كاحلى بخير
وأضافت وهى تنظر عابسة إلى الضمادة الجديدة :
-ما زالت متتضايقة ليس إلا
ثم هزت رأسها مبتسمة بآسى :
-لا بأس يا عزيزتى قال لى الطبيب إن بأمكانى السير بشكل أفضل حين ترحلين أى الأثنين
فسألها جوناثان:
-هل أنت راحلة؟
ألقت تورى عليه نظرة أخرى ثم ندمت على ذلك.أن وجهه الوسيم العابس يجعل قلبها يقفز فى صدرها ويسرع نبضها.لن يكن الرجل بحاجة إلى لمسها لتشعر بتأثيره المدمر.كيف ستتمكن من أحنمال ذلك؟مالت برأسها ساخرة:
-كما قالت أمى لتوها
نظر إليها بعينين ضيقتين فبذلت جهداً بالغاً لكى تصمد أمامه.عليها ألا تدع هذا الرجل يكتشف شعورها نحوه بكلمة أو إشارة فسيكون هذا مصدر إذلال كبير لها
تنفس بعنف وقد بدا عليه عدم الرضا لما أستطاع أن يقرأه على ملامحها ثم قال :
-أشكرك مرة أخرى لضيافتك.الأفضل أن أذهب الآن تركت الأطعمة التى تسوقتها فى السيارة وعلىّ أن أضعها فى الثلاجة
منذ ربع ساعة لم يكن الأمر يزعجه.ما بها تصبح مليئة بالتناقضات مثل هذا الرجل؟من ناحية هى متلهفة لأن يرحل ومن ناحية أخرى ها هى تغضب لأنه يريد أن يرحل.هل هذه هى مشاعر الحب.إذا كان الأمر كذلك فهى مسرورة لأنها لم تشعر به من قبل
-هل لك أن تسيرى معى إلى السيارة؟
طرفت بعينيها عندما أدركت انه يتحدث إليها.تسير معه إلى السيارة؟لماذا؟لكنها أدركت السبب وهى تشعر بالغثيان فـ جوناثان يريد أن يؤكد لها أن ما حدث بينهما منذ قليل لا يعنى شيئاً بالنسبة إليه
وأفقت على ذلك بأختصار متجاهلة نظرة التخمين التى تبادلها والداها وهى تتقدم جوناثان إلى الخارج.كانت تشعر به خلفها وهى تسير إلى السيارة وتكاد تحس بحرارة جسده وقوة نظراته على كتفيها.
عندماوصلت إلى السيارة التفتت إليه غير قادرة على النظر إلى وجهه خوفاً مما قد ترى على ملامحه :غضب,سخرية,شفقة؟وتسمرت نظراتها على قميصه لا ! عليها ألا تفكر فى ما حصل قبل قليل.فالتفكير فى ما مرا به من مشاعر محمومة لن يقودها إلى شئ .أنهيسبب لها الألم فقط.
-تورى....
ورفع يده فجأة يلامس خدها فأجفلت فقال بخشونة:
-هيه أنا لن أؤذيك
كان وجودها قربيه فى هذه اللحظة بالذات يؤذيها ! ربما عندما تعتاد على فكرة عدم جدوى حبها له قد تتمكن من ألا تشعر بالأرتباك حين تكون معه فى الغرفة نفسها.الأن لا تستطيع أن تقف قربه بهذا الشكل فكيف إذا لمسها؟
-طبعاً لن تؤذينى
زمنحته ابتسامة مشرقة رغم إنها لم تستطيع مواجهة نظراته
-لماذا إذن....؟
ثم قال بفروغ صبر :
-هذا غير مهم .تورى أظن أن علينا أن نتحدث...
فقاطعته بصلابة متمنية لو يذهب:
-ها نحن نتحدث
ربما ستنجح كممثلة لأنها أستطاعت أن تقف هنا وتتصرف بشكل طبيعى بينما جل ما تريده هو أن تهرب إلى غرفتها لتضمد جراحها على انفراد
فقال باحتجاج :
-لا أعنى ذلك الحديث المؤدب قرب والديك بل أن نتحدث بشكل حقيقى يا تورى
فقالت وهى تلوح بيدها بعدم اهتمام:
-فى وقت أخر يا جوناثان
-أنت....
فقاطعته بتوتر :
-ظننتك مستعجلاً لوضع مشترياتك فى الثلاجة
-كان هذا عذراً لأختلى بك وحدنا وأنت تعلمين ذلك...
-أعلم ؟ حسنا إذا كنت تقول ذلك
وأشارت بيدها بعدم اهتمام
أخذ نفساً بخشونة وإحباط:
-أنت تتعمدين عدم اللامبالاة
فقالت بعنف وهى تنظر إلى وجهه مباشرة :
-وأنت مصمم على أن تجعل من الحبة قبة!لقد أفلت الأمر قليلاً....من أيدينا
سكتت قليلاً ثم عادت تقول:
-هذا أمر يحدث أحياناً ول حاجة لأن تجعل منه قضية دولية
فردد قولها مشمئزاً :
-أحياناً؟حسناً.أنه لا يحدث لى ! لو لم يعد والديك حينذلك لتطورت الأمور أكثر
هل كانت الأمور لتتطور فعلاً؟وأحست تورى برجفة ساخنة لمجرد التفكير فى هذا
قالت متحدية إياه ببرودة لتخفى تلك الرجفة:
-معك حق كانت مشكلة لكنها ليست نهاية العالم!
لا يمكن أن يشكل هذا نهاية العالم بالنسبة إليها بل سيبقى ذكرى جميلة تستحضرها كلما إزداد ألمها بسبب حبها له
وبالرغم مما يظنه بها تلك أول تجربة لها.فهى لم تنشأ فى أسرة تعتبر العلاقات العابرة جزءاً من الطبيعة بل تربت على أن الحب هو من أسس العلاقة.الرجل الوحيد الذى طالت علاقته به فى السنوات الخمس الماضية كان روبرت.لكنها لم تشأ أن تكون رقماً أخر على لائحته الممتلئة بالأرقام
أجابت بعدم أكتراث :
-لا تعد إلى التفكير فى ذلك جوناثان.إنه مجرد انجراف واندفاع وهذا كل شئ.كنا غاضبين من بعضنا أكثر من أى شئ أخر
كان فى هذا بعض الحقيقة.فقال مذعناً :
-ربما وقد تكونين على حق.وعلينا فقط أن ننسى ما حدث
فتح باب سيارته وجلس خلف المقود ثم أدار المحرك وقال بخشونة قبل أن يصفق الباب بحزم:
-إلى اللقاء تورى
أرغمت تورى نفسها على البقاء واقفة على الطريق وهو ينطلق بالسيارة حتى أنها استطاعت أن تلوح له بيدها وهو يبتعد . ولم تسمح لكتفيها بأن يهبطا إلا بعد أن أدركت أنها أصبحت وحدها فوضعت يديها على صدغيها المتألمتين وهى تغالب البكاء .لقد جاءت إلى البيت آملة بأن تجد أجوبة على أسئلتها عن مستقبلها وإذا بحياتها الخاصة تصبح خراباً.
هى تحب جوناثان .كيف يمكن ذلك.....؟


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:28 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 – وأطبق الفخ
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
-تبدين مشغولة البال قليلاً يا حبيبتى
وأبتسمت لها أمها مشجعة.كانتا معاً فى غرفة الجلوس حيث كانت الأم تتابع الأخبار بينما تورى مستغرقة فى الأفكار
مشغولة البال هو تضخيم للواقع .تورى فى الرابعة والعشرين من عمرها تتمتع بشهرة عالمية ولديها من المال ما لا يمكنها
إنفاقه طوال حياتها ولكنها تعانى من غرام يائس وتحب رجل يظنها قادرة على الخروج معه بينما هى على علاقة غرامية بـ روبرت.يا لها من ورطة ! فكرت تورى فى سرها.
وعندما رن جرس الهاتف فى الردهة قالت لها أمها :
-هل لك أن يجيبى يا حبيبتى؟ابوك فى الخارج
نعم مادام جوناثان ليس المتكلم رغم من أن ما من سبب يدفعه إلى الأتصال فلفتراقهما كان نهائياً
ورفعت سماعةالهاتف بحذر :
-نعم؟
-أهذا أنت تورى؟
جاءها صوت ماديسن بيرن المرح .اى ماديسن شقيقة جوناثان...
فأجابت بصوت يتكلف المرح :
-أنا هى بكل تأكيد.تفضلى
قالت ماديسن بصراحتها المعهودة:
يمكنك أن تخبرينى عن حال أخى الأكبر
اجفلت تورى . ما المفترض بها أن تجيبها؟.أجابت مراوغة:
-لماذا لا تسألينه بنفسك؟
فقالت ماديسن باشمئزاز :
-لقد فعلت لكنه يرفض التكلم ولهذا فكرت الأتصال بك لأسألك إذا ما كنت ترينه؟
هذا كثير كما فكرت تورى وهى تتأوه فى داخلها وتملكها شعور بأن جوناثان لا يحب أن تعرف اخته دقائق حياته!
وسألته ماديسن بحذر :
-كيف يبدو لك؟
فأجابت تورى بمرح:
هذا سؤال صعب لأن ليس لدى أى فكرة عما كان عليه من قبل
فتنهدت ماديسن :
-صحيح . حسنا قبل عامين كان الجواب سهلاً كان أخى الأكبر المرح القوى الذى يمكن الأعتماد عليه
قبل عامين....العامان مرة أخرى...!
وأجابت بأسف :
-حسناً . مازال قوياً ويمكن الأعتماد عليه حسب قولك
-والمرح؟
تنهدت تورى. رأت لمحات من الهزل من جوناثان فى الأيام الأخيرة والقدرة على الضحك لكنها لا تظن أن هذا ما تعنيه ماديسن وأخيراً أجابت:
-يبدو أن ثمة ما يشغل ذهنه
فتنهدت ماديسن:
-أمازال كذلك.كنت أرجو....
قاطعتها تورى بحزم:
-ماديسن هل أنت واثقة بشأن التحدث معى عن جوناثان؟لا أعتقد أن الرجل التى تعرفت عليه منذ أيام يحب أن نتحدث عنه بهذه الطريقة
فقالت ماديسن ضاحكة :
-نعم جونى كذلك ولكن ما دام لا يقول شيئاً عن نفسه فماذا أفعل غير ذلك؟
عبست تورى :
-أظن ان جوناثان يعتبر نفسه راشداً بما يكفى ليعتنى بنفسه
-هذا صحيح فى ظروف اخرى. ولكن بما أن زواجى من جيدون لعب دوراً بارزاً فى هذا التغيير أشعر بالمسؤولية لما أصابه من حزن
قطبت تورى جبينها . لقد فكرت فعلاً فى أن زواج ماديسن من جيدون دفع جوناثان إى تحليل ذاته كما يفعل الآن.لكن مازال الأمر غير مفهوم بالنسبة إليها
-لم يتحدث عن أى من هذا معى ماديسن
-وبمعنى آخر ينبغى علىّ أيضاً ألا أفعل هذا؟
فوافقتها تورى بمرح:
-ربما هذا صحيح
قالت ماديسن موافقة:
-لا بأس فهمت قصدك آهـ ثمة شئ أخر قبل أن أقفل الخط....
-نعم؟
-كانت صورتك فى الصحف رائعة أثناء حفلتك المرتجلة
فأجابت تورى بحذر:
-شكراً
-لا اظن أن الرجل الغامض الذى رافقك يوم الأحد هو جونى أم أنه هو ؟
كان عليها أن تعلم أن هذا الأتصال ليس عفوياً كما أدعت! كان عليها أن تعلم أن ماديسن الرائعة الجمال الموهوبة فى لبتمثيل ذات فطنة وذكاء بالغين
أجابت تورى :
-لماذا لا تسألينه؟
-لأننى أسألك انت
ضحكت تورى بالرغم عنها لفطنة ماديسن وقالت تتكهن ألم يعطك جواباً؟
ردت ماديسن بسعادة :
-كان هو ذلك الغامض إذن.لابد أنك تعرفين جونى جيداً ليمر عليكم فى زيارات قصيرة
لكن تورى لا تعرفه اطلاقاً فى الحقيقة.أنما وقعت فى غرامه فقط!
-أكرر يا ماديسن ما قلته منذ دقيقة . لا أظن أن جوناثان يريدنا أن نتحدث عنه بهذا الشكل
-لكن جوناثان لن يعرف. كل الأسرة تدعوه جونى
-هذا ما اعتقدته
-ما عداك أنت....!
-جونى لا يبدو لى لائقاً له
وأخذتت تتساءل عما إذا ثرثرت أكثر مما ينبغى . ستتساءل ماديسن لما لا يبدو لائقاً به فى نظرها وعما هو لائق إذن؟فسارعت تضيف :
-تماماً كما لم أفكر فيك قط بصفتك مادى
-لا بأس تورى لقد أخذت من وقتك ما يكفى ليوم واحد.يبدو أن جونى لا يعانى من قلة الطعام أو الصحبة
فعاجلتها تورى قبل أن تقفل الخط :
-ماديسن!
-نعم؟
أجابت ماديسن ببراءة مصطنعة لكن تورى عرفت أن ماديسن غير راضية على الأطلاق عن نتيجة حديثهما . كان آخر ما تريده هو أن تتصل هذه بأخيها لكى تسأله عن علاقته بها فيستنتج جوناثان أنها أخبرت أخته عما حدث بينهما وهذا ما لن تفعله أبداً فماذا هناك لتقوله؟
وعادت ماديسن تسألها :
-نعم؟
تنهدت تورى :
-ماديسن لا تستنتجى ما لا علاقة له أبداً بالحقيقة أمى هى التى دعت جوناثان إلى غداء يوم الأحد
فقالت ماديسن مداعبة :
-لا أظنها دعته إلى دوغلاس معك مساء الأثنين
-حسب ما اتذكر هو من وجه الدعوة
وسكتت تورى فجأة وقد أدركت بعد فوات الآوان أى فخ وقعت فيه.فقالت تعنفها :
-هذا ليس عدلاً ماديسن
ضحكت المرأة مسرور:
-أخبرينى ألم يعزف لك جونى بعد؟
فسألتها تورى بحذر :
-يعزف لى؟
ردت ماديسن بحماس:
-لقد فعل إذن. ما رأيك؟
وفجأة وعت تورى أنها كانت هدفاً لخطة محكمة ولكن ليس من ناحية جوناثان فقد كانت دهشته وذعره واضحين عندما علم بشخصيتها الحقيقية وأنها فيكتورى كانان
رددت بذهن شارد:
-رأيى؟ رأيى بماذا؟
فقالت ماديسن بفروغ صبر :
-جونى يؤلف ويلحن الأغانى منذ سنوات وهى جيدة الا تظنين ذلك؟
جوناثان يكتب أغان ويلحنها! أتراه كتب الأغنية التى سمعته يعزفها يوم الأحد ؟ماديسن على صواب فى أن معزوفاته جميلة أتراه كان يشير إلى التأليف عندما أخبرها مرة أنه ليس هنا فى أجازة؟
سألتها فجأة ببطء :
-ماديسن هل كنت تعلمين أننى سأزور الجزيرة هذا الأسبوع؟
فأجابت هذه بغموض :
-قلت مرة إنك تعودين إلى الجزيرة فى موسم السباق كلما استطعت ذلك فظننت انك قد تكونين موجودة
فعادت تلح عليها بالسؤال:
-ولكن هل علمت أننى ساكون موجودة هذه السنة؟
ردت ماديسن رغماً عنها:
- ربما فأمك ذكرت ذلك قبل أن نغادر الجزيرة منذ أسبوعين
كانت ماديسن تعلم أنها ستأتى إلى بيتها هذا الأسبوع تماماً كـ جيدون الذى أقترح على جوناثان الفكرة عله يجد السلام والهدوء اللذين يحتاجهما فى الجزيرة
-أنت تعلمين ماديسن أننى لطالما كنت مؤمنة بموهبتك وبأنك امرأة قادرة لكننى لم أدرك مدى قدرتك ! وماذا كنت تتوقعين أن يحدث ان نتعارف أنا وجوناثان؟
تكلمت بعنف وقد شدت فبضتها على السماعة فردت ماديسن ببراءة :
- أن يحدث؟
تنهدت تورى :
-اتعلمين يا ماديسن أشعر بشئ من الغيظ مما أظنه خطة منك ومن جيدون ؟ كم سيغضب جوناثان لو علم الحقيقة؟
-هل ستخبرينه؟
بعد ما حدث هذا الصباح بينهما لم تعد تورى واثقة من أنهما سيتحدثان إلى بعضهما مرة أخرى.ولكن ليس هذا الموضوع حقاً
-أتظنين أن علىّ أن أفعل؟
-لا.إذا كان لديك عقل.وأذكر أن عقلك كبير.على أى حال ما هو الخط فى التوسط فى الزواج؟ خصوصاً وانت تغنين الأغانى وجوناثان يؤلفها.رأينا أنا وجيدون أنكما ستنسجمان معاً
-أنا لا أهتم حقاً....!
وسكتت تورى وهى تتنفس بصعوبة لكة تتمكن من السيطرة على طبعها . فقد كانت ماديسن وزوجها جارى والديها المقربين:
-لمعلوماتك يا ماديسن أنت تضيعين وقتك سدى بالنسبة إلىّ وجوناثان فقد أوضح لى أنه لا يريدنى أن أسمع أيا من أغانيه. فى الواقع أخبرنى صراحة أنه يعتبر فيكتورى كانان مجرد غاوية للرجال ورخيصة لكن تحسن الغناء
شهقت ماديسن غير مصدقة :
-هل قال جونى ذلك؟
فأجابت عابسة :
-تقريباً
-يبدو أنه لا يُطاق
-هذا تخفيف لواقع
-أنا آسفة حقاً إذا تصرف جونى بفظاظة نحوك أو نحو أسرتك أثناء زيارته لجزيرة.فكرت فقط...حسناً لندع ما فكرت فيه يبدو أننى كنت مخطئة أفكر فى أن أتصل بـ جونى وأقترح عليه أن يعود إلى بيتهلأن الجزيرة كما يبدو لم تنفعه بشئ على الأطلاق
لم تستطيع تورى أن توافقها الرأى فقد أصبح اليوم أكثر رأحة وتقارباً بكل تأكيد....
ولكن بالنسبة إلى جهود ماديسن وجيدون فى التوسط للزواج ! ما الذى جعل زوجين سعيدين يفكران أن لهما حق فى ذلك؟
وقالت لها فجأة :
-أفعلى ذلك
سألتها تورى مترددة:
-هل مازلنا صديقتان يا تورى؟
فأجابت تورى متنهدة:
- نعم . مازالنا صديقتين يا ماديسن . أتركينى أعثر على صديق لى بنفسى فى المستقبل أتفقنا؟
فقالت المرأة باشمئزاز:
-نعم شرط ألا يكون روبرت مونتغمرى ! يمكنك أن تجدى أحسن منه بكثير تورى
كان الزوجان بيرن فى الجزيرة أثناء زيارة روبرت الأخيرة...فلم يترك لديهما أنطباعاً جيد هما أيضاً
-أظن قولك "أحسن بكثير"تقصدين به أخيك؟حسناً لا تقلقى روبرت هو حتما خارج اللعبة وجوناثان أيضاً
فقالت ماديسن:
-لا بأس يا تورى فهمت الرسالة أظننى سأتصل بـ جونى على كل حال.إلى اللقاء
وأقفلت الخط تاركة تورى تحدق بقنوط إلى السماعة.لم تستطيع أن تصدق أن ماديسن وجيدون حاولا أن يجمعا بينها وبين جوناثان. لكن نيتهما كانت طيبة وعنفت نفسها على الفور حتى وأن لم يعجبا هى وحوناثان ببعضهما هناك دوما أمل فى أن تعجب بأغانيه كما أعجبت بتلك الأغنية التى سمعت جزءاً منها . لقد ثار جوناثان غضباً عندما أدرك أن هناك من يستمع إليه . فى الواقع شعرت بأكثر من الإعجاب بذلك الجزء من الأغنية التى سمعتها وأصبحت هاجساً فى نفسها إلى حد أرادت معه ان تسمع بقيتها وعندما دخل روبرت الأستوديو هذا الصباح وسمعها تعزف ما تتذكره منها قال أنها جميلة لكنها أكثر من ذلك بكثير
جوناثان هو مؤلفها......وملحنها!
-...محزن جداً....مؤسف أن يحدث هذا
كانت امها تقول هذا الكلام عندما دخلت تورى إلى غرفة الجلوس مستغرقة فى التفكير بأغنية جوناثان فنظرت إلى أمها متسائلة عما تتحدث عنه
قالت أمها وهى تطفئ التليفزيون :
حصل حادث آخر على حلبة السباق هذا الصباح قتلت شابة فى العشرين من عمرها على طريق الجبل.يفترض بهن أن يعرفن المخاطر ماذا لو كانت من الزوار؟لم يذيعوا أسمها بعد لأن أسرتها لم تُبلغ. يا لأبويها المسكينين.أنا أعرف ما سأشعر به لو حدث لك مكروه
وفجأة جمدت تورى مكانها وهى تفكر مقطبة الجبين هذا الصباح فتاة فى العشرينات لم يذكر أسمها
هل يمكن ان يكون جوناثان قد ظنها تلك الفتاة؟ لا هذا غير ممكن طبعاً!
بل يمكن ذلك كما تناقضت نفسها على الفور وبدأت الفكرة تتبلور.لقد تركها جوناثان الليلة الماضية بعد زيارة روبرت المفاجئة وظنت أنها لن تراه بعد اليوم.لكنه حاول التصال بها هذا الصباح وحين لم يسمع جواباً مر عليها فى المزرعة وهو فى طريقه إلى البيت
اعتقدت حينذاك أنه شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته لكنها لم تعد واثقة من ذلك الآن...كان الراديو فى سيارته مفتوحاً هذا الصباح عندما أدار محرك السيارة لكى ينطلق بها ولاحظت مدى فروغ صبره وهو يقفل الراديو.فهل سمع خبر الحادث؟
لعلها تتخيل.ولماذا ينزعج جوناثان حتى لو كانت هى ضحية ذلك الحادث المميت؟إنها لا تعنى له شيئاً
وسألتها أمها:
-من كان المتصل تورى؟
-ماديسن.تطمئن على أخيها .أقترحت عليها أن تتصل به وتطمئن بنفسها
أبتسمت أمها وتمتمت :
-أنهما غير متشابهين أليس كذلك؟
-ماذا تعنين؟
ومالت تورى برأسها بفضول رغم إنها تعلم الجواب.لقد أكتشفت فى الواقع أنهما لا يبدوان أخ وأخت كما أن شخصيتهما مختلفتان تماماً أيضاً
فقالت أمها تؤنبها بلطف :
-أنا واثقة تماماً من أنك تعلمين بالضبط ما أقصده تورى.إنه رجل غاضب رغم جهده فى إخفاء ذلك
نسيت تورى مدى فطنة امها !
كان أبواها سعيدين جداً فى حياتهما فهما لا يغادران المزرعة إلا فى إجازة إلى أنكلترا أحياناً وكان من السهل على أناس مثل روبرت أن يفترضوا أن عقليهما ضيقان كجزيرتهما لكنهم مخطئون لأن امها واحدة من أدهى الناس اللذين عرفتهم تورى بإمكانها تقييم الشخص بعد مقابلة قصيرة معه
هذه المرة أيضاً كانت على صواب لأن جوناثان رجل مضطرب.
-أشك فى أنه كان ليأتى إلى هنا لو لم يكن كذلك
قالت وكانها تصل إلى قرار مفاجئ.....أدهشها :
-أسمعى يا أمى أنا....اريد أن أخرج لأتمشى
نظرت أمها إلى الظلام فى الخارج:
-فى مثل هذا الوقت من الليل؟
كانت بحاجة إلى وقت للتفكير.وإذا قادها ذلك إلى منزل بيرن فليكن.ثمة قوة غير مرئية ترغمها على الذهاب لرؤية جوناثان
وخاطبت نفسها: "كونى صادقة يا تورى.انت تريدين رؤيته"
ربما تعلم ما إذا كانت على صواب بالنسبة إلى سبب حضوره المفاجئ هذا الصباح...إذا كانت كذلك فهذا يعنى أنه يشعر نحوها بشئ ما.هو أيضاً
وبعد أن أرتدت سترة احتياطاً لبرودة المساء قالت لأمها:
-لن أتأخر.سأخرج من الباب الخلفى وبهذا أتفادى الصحفيين
كان الأمر يدعو إلى السخرية فى الحقيقة....لأن الرجل الغامض على بعد أمتار منها فقط!
وعندما سارت عبر الحقل فى ذلك الأتجاه رأت الأنوار مضاءة فى منزل بيرن ما يعنى أن جوناثان موجود
بعد هذا الصباح لم يكن لديها فكرة عن كيفية أستقباله لها لكن قدميها تابعتا السير فى ذلك الأتجاه
وعندما قرعت جرس الباب وأنتظرت شعرت بقلبها فى حلقها.ما الذى ستقوله له؟ماذا بإمكانها أن تقول له؟كيف....؟
-نعم؟
توقفت أنفاسها حين رأت جوناثان يقف فجأة عند العتبة.بدا أكثر جفاء وبعداً من العادة....كان مرتدياً ثياباً سوداء وينظر إليها عابساً بعينين متسائلتين
نظرت إليه من خلال أهدابها السوداء وقد جف فمها
-أنا....قلت هذا الصباح إننا بحاجة إلى أن نتحدث
لوى فمه ساخراً :
-أتذكر أنك قلت أن لا حاجة لذلك
رفعت رأسها ونظرت إليه متحدية:
-لقد غيرت رأى
وأشار برأسه ساخراً وهو ليسمح لها بالدخول ثم قال ببطء هازئاً:
-تلك هى ميزة المرأة كما أعتقد
كانت وجنتاها متوهجتين وهى تتقدمه إلى غرفة الجلوس.لابد إنه كان جالساً فيها عند وصولها قد رأت قيثارته على المنضدة بينما تناثرت أوراق النوتة الموسيقية على الوسائد
لابد أنه كان يعزف عندما وصلت!وهى فرصة لتفتح معه الموضوع كما تمنت استدارت تواجهه ويداها مشبوكتان أمامها :
-الأغنية التى كنت تعزفها مساء الأحد
سألها بخشونة وقد تبددت سخريته ليحل محلها التجهم:
-وماذا عنها؟
فرفعت يدها بشكل دفاعى :
-أردت فقط أن أعلم من هو مؤلفها....ترى...
فقاطعها بإزدراء:
-لكنك تعلمين من هو مؤلفها يا تورى.فقد أخبرتك أختى بذلك أثناء أتصالها هذا النهار
كانت ترجو ألا تكون أخته قد أتصلت به فتنهدت:
-لا بأس ربما لم يكن ذلك تصرف حسناً منى لكنه لا يغير حقيقة أنى أريد أن أتحدث إليك عن تلك الأغنية وعن أغنيات أخرى كتبتها
-لماذا؟
-أسمع جوناثان.لم يكن من السهل علىّ أن أحضر إلى هنا هذا السماء....
فقال بلهجة لاذعة:
-ولماذا جئت إذن؟
ومضت عيناها وقالت بحدة :
-ابتدأت أعجب لذلك
كانت هنا لأنها لم تستطيع البقاء بعيدة عنه فهى تعلم أنها تحب هذا الرجل المتغطرس العنيد المؤذى
-أتظن أنه يمكننى أن أحصل على كأس من العصير؟
وأشارت إلى كأس أمامه
-لمَ لا؟
وتوجه إلى المطبخ حيث سكب لها كأساً من العصير ثم ناولها إياه. عبست وهى تضع الكأس على المنضدة بقرب جوناثان بعد أن شربت منه جرعة
-لا أحب عصير الليمون.
-لماذا شربته إذن؟سأحضر لك بدلاً منه
وقبل أن تمنعه خرج من الغرفة
شعرت بعد خروج جوناثان إنها أستطاعت أن تتنفس بارتياح لأول مرة منذ وصولها.أصبح هذا الأجتماع صعباً ولو توقعت ذلك لما جاءت إلى هنا على الأطلاق.
نظرت إلى اوراق النوتة الموسيقية متشوقة لأن تلقى نظرة عليها. لابد إنها الأغانى التى كتبها بنفسه كما أخبرتها ماديسن.ولكن ماذا لو عاد جوناثان وهى تنظر إليها؟
أجفلت لفكرة الأنفجار الذى سيسببه ذلك
-تفضلى
وناولها الكأس :
-ألا تجلسين ؟ وبهذا يمكن أن أجلس أنا أيضاً
لمَ قال لها هذا عندما كانت على وشك أن رترفض ؟
-أنا مرتاحة كما أنا لكننى أرجو أن تأخذ حريتك فى الجلوس
ربما يصبحان بعدئذ على المستوى نفسه بدلاً من أن يقف مشرفاً عليها بهذه الطريقة المشؤومة
سألها وهو يجلس على كرسى وينظر إليها بعينين ضيقتين :
-كنت تقولين.....؟
أبتلعت ريقها بصعوبة :
-كنت أقول إننى أحب كثيراً أن أرى بعض الأغانى التى أخبرتنى ماديسن أنك كتبتها
خرجت هذه الكلمات من فمها بقوة قبل أن تغير رأيها
أجاب بلطف زائف وقد نفر عرق فى فكه :
-وأنا سألتك لماذا؟
فهزت كتفها :
-أنا مجرد مغنية
فتوترت شفتاه :
-بل أنت أكثر من ذلك بقليل كما أعتقد.وقد شعرت أختى بسرور بالغ وهى تلقى علىّ محاضرة قاسية عن إنتاجك الموسيقىالضخم الذى أعرفه مسبقاً
إذا كان يعرف ذلك فلماذا يصرف بتلك الفظاعة معها؟
هزت رأسها :
-أنا أسفة إذا فهمت خطأ أننى شكوتك لأختك
-لم أفهم ذلك على الأطلاق يا تورى.أنا أعرف ماديسن بما يكفى لكى أدرك إنها كونت فكرة مسبقة عن الوضع
-أى وضع؟
-أنا أسأل مرة أخرى عن السبب الذى يجعل فيكتورى كانان الشهيرة تنظر إلى عبثى فى كتابة الأغانى
ونظر إليها بعينين صلبتين فهزت رأسها:
-إذا كان ما سمعته يوم الأحد هو ما تؤلفه فهو ليس مثيراً للرثاء.وأنا أريد ان أرى أعمالك لأننى....
بدا وجهه وكأنه نُحت من صوان وجسمه متوتراً غضباً :
-لا يهمنى ما قالته ماديسن أوما لم تقله يا تورى. لا أريد منك أو من أى شخص أخر أى أحسان أو شفقة
-أنا لا أتصرف بدافع الشفقة!
انفجرت بهذه الكلمات ساخطة وهى تحملق فيه بعينين ملتهبتين . فرد عليها غضبها:
-لا أصدقك
وقفت منتصبة وقالت:
-أنا لست كاذبة
-بل كذبت منذ فترة قصيرة حين أدعيت انك لا تعرفين من كتب تلك الأغنية التى سمعتها الأحد الماضى
أخذت نفساً حاداً :
-لم تكن تلك كذبة بل محاولة لبقة منى.....
فقال بإزدراء :
-لكنك فشلت بتلك المحاولة!
-هذا واضح . يا إلهى . جوناثان هل أوصلك الحزن على نفسك إلى حد جعلك لا تصدق عندما يظهر لك أى شخص اهتماماً مخلصاً؟
فأرتفع صوته غاضباً:
-أنا لست حزيناً على نفسى على الأطلاق
صرخت غير مصدقة :
-إذن فأنت تتظاهر بذلك بشكل جيد
-وما الذى تعرفينه أنت عن ذلك؟
تحداها بهذا القول وهو ينظر إليها بغطرسة.فقالت وهى تصرف بأسنانها:
-كان علىّ أن أمضى معك دقائق لأعرف مشكلتك
سألها بصوت ذى نعومة خطيرة:
-أحقاً؟ وما هى مشكلتى بالضبط؟
وكانت تورى ترتجف من الغضب وشعور أخر.نعم كانت غاضبة من جوناثان وغاضبة جداً لكنها من ناحية أخرى تريد أن تأخذه بين ذراعيها وتبقيه كذلك حتى يتبدد من نفسه كل شعور بالأحباط. فقالت:
-لقد أخبرتك لتوى.إنه حزن على النفس لأسباب لا أعرفها...
فرد بإزدراء بالغ:
-هذا واضح
عندئذ قالت مشجعة :
-أخبرنى إذن . تكلم جوناثان!
لم يتحرك ومع ذلك بدا واضحاً أنه انطوى على نفسه عاطفياً
-حتى الآن يبدو لى أن أحاديثنا السطحية لم تنجح
وسمرتها عيناه الضيقان حتى تحرك أخيراً وسار ليقف قريباً منها بشكل خطير وتمتم قبل أن ينحنى ويعانقها :
-أظننى أفضل وسائل أتصالنا الأخرى
وصرخت بداخلها :" ليس بهذا الشكل "
عندما جذبها إليه ليحتضنها طال عناقهما الذى تركها مقطوعة الأنفاس.وأدركت أن حبها له بهذا الشكل بدد كل القدرة لديها على المقاومة


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.