03-01-11, 01:52 AM
| #113 | ||||
| عضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة 
|  _ المواجهة المستمرة أسرعت هانا بارتداء ملابسها ونزلت الدرج لمساعدة جون في إعداد العشاء ما إن دخلت إلى المطبخ حتى شعرت بالسعادة عندما سمعت جون تدندن أغنية قديمة من الواضح أن كلامها المشجع أعطى ثماره تمنت لو أنها تشعر بالثقة نفسها بقدرتها على إنقاذ هذا الفندق كما تفعل جون استدارت المرأة العجوز ما إن اقتربت هانا فابتسمت لها ورحبت بها . نظرت هانا حولها المطبخ نظيف كما هو دائما ميتشي نائم على سجادته رأت على طاولة إعداد الطعام وعاء كبير مليئا بالبطاطا بكمية كافية للعشاء سألتها ((ماذا تريدينني أن افعل ؟)) _قطعي البطاطا وجهزيها للقلي أنا سأبدأ بتحضير فطيرة الدراق . لم تستطع هانا إلا أن تضحك قائلة ((قطعة أخرى من فطيرتك الشهية ولن أتمكن من ارتداء سروال الجينز)) اندفعت جوان لإعداد المقادير لفطيرتها وهي تقول ((لا تكوني سخيفة فأنتن الفتيات الشابات اليوم نحيفات جدا. أمسكت هانا بسكين حاد من الدرج وبدأت بتقطيع البطاطا . قالت ((آه!لكني لا استطيع شراء سروال جديد)) عضت لسانها شاعرة بالانزعاج من نفسها أمن الضروري أن تتكلم عن وضعها المادي ؟ أدركت أنها غير قادرة على التحدث عن طريقة إنقاذ الفندق ألان فهي مرهقة جدا عاطفيا ودماغها في فوضى كاملة. لم تتبدل ابتسامة جون بل قالت ((ستتبدل هذه الأمور ما إن تبدأ بتحويل هذا إلى مكان مزدهر )) ابتسمت هانا ثم رفعت قطعة البطاطا وسألتها ((هل هذا الحجم مناسب)) قالت جون (( رائع جهزت وعاء الطهي على النار عندما تنتهين من تقطيعها ضعيها داخله )) حسنا ! كيف كانت نزهتك مع العزيز ديكون ؟ كادت هانا تقطع إصبعها هذا موضوع أخر تفضل تجنبه يبدو لها كأن زمنا مضى منذ خرجت برفقة ديكون أجابت: ((آه ! جيدة )) _ألا تجدين انه أفضل رجل على الإطلاق ؟ _لا يفاجئني قولك هذا . عندما انتهت من تقطيع البطاطا وضعتها في وعاء تساءلت أي موضع تستطيع التحدث عنه لكي تبعد ذهن جون عن خطتها للتقريب بينهما وبين ديكون تسارعت الأفكار في رأسها فقالت ((أتعلمين ؟ فكرت بعدة طرق للإعلان عن الفندق مادمت تحبين التحدث مع الناس عبر الانترنت ولديك الكثير من الأصدقاء على الشبكة يمكننا ..)) قاطعتها جون ((رائع عزيزتي ! هل قمتما أنت وديكون بأي أمر مميز اليوم ؟)) أجفلت هانا لاستخدام جون كلمة مميز بدا لها كأنها بشأن العناق الذي تبادلاه على الطريق الخاصة بالفندق تنهدت من أعماق صدرها ماجدوى الدوران حول الموضوع ؟ وضعت السكين على لوح التقطيع ثم نظرت إلى جون وقالت ((حسنا لنكن صادقين ...)) هزت رأسها باحثة عن الكلمات المناسبة قبل أن تتابع ((مازال ديكون مغرما جدا بزوجته المتوفاة وهذا أمر يناسبني لأني لست في وارد إقامة علاقة حميمة الآن )) في الواقع ما تقوله صحيح لكن للأسف الشديد أضاف قلبها بصمت :ماعدا الافتتان السخيف بشخص متكبر. علقت جون (( لا اصدق ذلك !)) وضعت الخلاط على الطاولة بقوة جعلت غيمة من الطحين الأبيض تتشكل فوقها وأضافت : ((ليس بعد ما رأيته )) نبرتها القوية أكدت لهانا أنها على حق بشكها كانت جون تختلس النظر إليهما عندما وصلا شعرت بوجهها يتورد من الخجل رفعت السكين ثم عادت إلى العمل وهي تقول : (( نعم عانقني ديكون لكن كانت تلك تجربه من قبله )) بدت جون سعيدة وهي تعلق((بدوتما رائعين كعصفوري الحب وأنتما تتعانقان )) أجبرت هانا نفسها على التمسك بالهدوء قالت ((لا ! تلك كانت تجربة وقد فشلت)) بعد فتره من الصمت كافية لمسح ابتسامة جون عن وجهها قالت ((لا افهم شيئا مما تقولينه)) لم تجرؤ على تكرار ما قاله ديكون بالتحديد لذا قررت أن تكذب فقالت ((قال انه يستطيع فقط أن يكون صديقي )) نظرت إلى جون وأكملت ((مارايته هو عناق صديقين لا عناق حبيبين )) ظهر الضيق على وجه جون ثم قالت ((لا يمكنني تصديق ذلك اخبرني ديكون انه منجذب إليك )) _ حسنا! اشعر بالإطراء فعلا لأنه قال مثل هذا الكلام عني لكن قد يكون المرء منجذبا إلى شخص ما إلا أن الوقت ما زال غير مناسب لحدوث شيء بينهما . | ||||
|  |
|
03-01-11, 01:53 AM
| #114 | ||||
| عضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة
| وضعت يدها على ذراع جون وتابعت ((محاولتك التقريب بيني وبين ديكون أمر لطيف جدا يوما ما ستأتي امرأة ينجذب إليها إلى درجة تنسيه حبه لزوجته المتوفاة وانا احسد تلك المرأة لأنها محظوظة جدا لكنها ليست أنا فهو مازال غير مستعد لتقبل علاقة حقيقية كذلك أنا )) ربتت على يد جون ثم أمسكت بالسكين وستانفت عملها _صدقيني جون !أنا لا ارغب مطلقا بالاعتماد على أي رجل أو أكون دمية متحركة بيد أي رجل . تابعت جون ((أتيت إلى هنا لاستعيد ثقتي بنفسي وهكذا سأتمكن من المواجهة من جديد فأتمكن من رفس أي أحمق متفاخر )). وجهت ابتسامتها إلى جون وتابعت ((بدأت استعيد ثقتي بنفسي اعلم الآن إني لا أريد العمل في مؤسسة كبيرة)). هزت برأسها لتؤكد ماقلته وهي تكمل ((أنت من ساعدني على القيام بذالك وهذا أمر في منتهى الأهمية يجب أن تكوني فخورة بذلك)). لم تقل جون شيئا وهذا ليس من عادتها بفضول نظرت هانا إلى المرأة بدت ملامح وجهها خالية من أي تعبير بالرغم من الإطراءات التي تفوهت بها هانا فسألتها ما الأمر جون ؟ ابتسمت لها مضيفتها وقالت)(أنا لا اشعر بالمرارة نحو الرجال )) _ أعتقد انك كذلك قبل أن أرسل لك بطاقة الدعوة لتمضية عطلة لمدة أسبوعين هنا تحدثنا عبر الانترنت عن تجربتك في عملك الأخير وعن طلاق والديك. أتذكرين؟ حسنا ! ربما بدوت ... بحثت عن الكلمة المناسبة . قالت جون ((مليئة بالمرارة من الرائع أن تكوني مستقلة هانا أنا أيضا كنت فتاة مستقلة )) امتلأت عيناها بالحنين إلى تلك الأيام كما يحدث معها دائما عندما تفكر بزوجها .تابعت ((كنت ناجحة جدا في أيامي تلك لم أكن بحاجة إلى رجل لأحصل على السعادة )). ضحكت من ذكريات الماضي ومضت تقول ((كنت شابة يافعة ومليئة بالثقة بالنفس وارغب بقوة في المحافظة على حريتي والدي كان متسلطا ربما يشبه والدك أقسمت عندما رحلت من منزل والدي أنني لن اسمح مطلقا لرجل بأن يسيطر علي أو يأمرني )) تابعت خلط العجين من دون أن تفكر بما تفعله وهي تتابع ((ولم يفعل ذلك أي رجل أبدا ليس لأني تجنبت أي علاقة ,بل لآن حبيبي دور كان نصفي الأخر وشريك روحي كان بإمكاني أن أطلق عليه صفات والدي وأبعده عني بسبب الخوف أو الضيق أو العناد لكن لحسن حظي سمحت لحكمة عميقة في نفسي أن تقودني إذ همست لي ((ثقي بهذا الرجل ثقي بعاطفتك تلك)) ابتسمت وعادت إلى متابعة عملها بحماسها المعتاد . _وهذا مافعلته هانا وثقت بشيء ما عميق في داخلي مع أنني لم افهمه جيدا ذلك الإحساس المجهول وذلك الحدس الغريب بالإضافة إلى تصرفات دور الرائعة هي التي أوصلتني إلى الحقيقة لم يكن دور ذلك الأب الظالم المتفاخر بل كان حبيبي وصديقي كان ضحكاتي عندما تباغتني الدموع وجرأتي عندما اشعر بالخجل ونور حياتي عندما أتعثر في الظلام. في تلك اللحظة رأت فيها هانا تلك الشابة المتوهجة الحرة التي كانتها عندما قابلت زوجها تابعت جون ((الشريك الحقيقي لن يرغب مطلقا في السيطرة عليك عزيزتي سيكون حصنا تتكئين عليه وأنت ستكونين له كذلك أجل في الأوقات التي يحتاج فيها إلى قوتك ستجدين أبارا عميقة منها في داخلك لتقدميها له لان هذا ما تريدينه وهذا إحساس أقوى من الحياة نفسها )). هزت جون رأسها مؤكده ما تقوله ((لا تسمحي للخوف بأن يمنعك من التعرف على نصفك الأخر ثم رفضه بسبب مرارة عمياء أو عناد أحمق)). شعرت هانا بالدموع تملأ عينيها فرمشت لتتخلص منها وقالت ((سأحاول القيام بذلك )) ضمت المرأة العجوز إليها وأضافت ((شكرا لك)) ضمتها جون إلى صدرها بدورها وربتت على كتفها وهي تقول ((مع أنني وروث على خلاف دائم لكن اعتقد حقا انه نصفك الأخر ففي النهاية ....)) تراجعت هانا من بين ذراعي جون وتبدل مزاجها من الدفء والحنان إلى الصدمة الصاعقة وصرخت ((ماذا ؟؟)) تابعت جون إعداد فطيرة الحلوى وهي تعلق ((القمر الأزرق عزيزتي )) حسنا أنا لا اصدق شيئا من هذا . ليس بقدورنا دائما أن نفهم القدر . لكنه مسيطر وعنيد ولا يشبه أبدا حبيبك درو . بدأت جون متعاطفة معها وهي تقول ((ربما معك سيكون مختلفا )) ربما سينمو له جناحان وهالة من نور أيضا لكنني اشك بذلك تابعت بسخرية ((من جهة أخرى حتى لو كان مختلفا معي لا يمكن أن أحب شخصا يعامل الناس بالطريقة التي عاملك بها شخصا يهدد ويزعج الناس كما فعل بك )) _هل أذناي تحترقان ؟ | ||||
|
| |
|
03-01-11, 01:54 AM
| #115 | ||||
| عضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة
| سؤال روث جعل هانا تلتفت بسرعة نحو الباب قالت ((يجب أن تعلق جرسا في ثيابك وهكذا تعلم الناس بقدومك المرعب )) ابتسم لها روث بمكر لكن لم يظهر أي فرح حقيقي في عينيه أشار نحو حذائه وقال ((لابد أن حذائي هو السبب انه رياضي لا يصدر صوتا أسف لذلك )) قالت جون مرحبا روث !أترغب في تناول شيء ما ؟ ربما وجبة سريعة وخفيفة تكفيك حتى موعد العشاء )) لا يمكننا تقديم الطعام في أي وقت . قالت هانا ذلك ورمقته بنظرة كأنها تتحداه أن يطلب شيئا . حدق إليها بتحد كأنه يقول أنا مستعد للمواجهة في الواقع بعد أن فكرت بالأمر اشعر بالقليل من الجوع . حسنا إذا ... نظرت جون نحو هانا وقالت بصوت هامس بالكاد يسمع ((في الواقع هانا أنا ابقي مطبخي مفتوحا أمام الضيوف )) إن كنا سنعمل على وضع هذا المكان على طريق الاستثمار والربح فلابد من تغير ذلك . سألقي نظرة على البراد لأرى ما يغريني تناوله . وسار روث إلى هناك . سبقته هانا ورمت نفسها أمام البراد واضعة ذراعيها على جانبيه وقالت ((فوق جثتي )). وقف روث على بعد خطوة واحدة ضحك بصوت عال وأجاب ((لا تغريني للقيام بذلك عزيزتي )) _ أطفالي ! أطفالي ! من فضلكما ... ظهر القلق في صوت جون لكن هانا لم تبعد عينيها عن روث ابتسامته ذكرتها بزمجرة الذئب أما عيناه فتشعان كالنار ما جعلها تشعر باضطراب في معدتها شعرت هانا بالتوتر ليس لأنها خشيت أن يؤذيها لكنها تحدته بحماقة متى ستتعلم ألا تتصرف بتهور ؟ فجأة وعلى حين غرة أمسك روث كتفيها بيديه وعانقها ... بدا عناقه كأنه مدخل لسلسة من الأحداث تلاحقت دقات قلبها بسرعة الصاروخ وعاشت تجربة من الفرح ثم شعرت بألم غريب في أطرافها فاندفعت النار في عروقها بعد مرور لحظه واحدة انحرفت الأرض من محورها بطريقة غريبة بارتباك شديد وجدت هانا نفسها متعلقة بالبراد بقوة كي لا تقع أرضا لم تعد يدا روث ممسكتين بكتفيها بعد أن أنهى عناقه لها بدا كالبرج قربها بدت جاذبيته قوية تماما كعناقه . قال بصوت عميق ((هذا يكفيني حتى موعد العشاء )) بعد لحظة واحدة أغلق الباب الخلفي ولابد انه رحل تجمعت عقدة في حلقها مع صرخة خافتة من الخيبة ولولا تمسكها بإرادة جبارة لسقطت على الأرض في كومة واحدة . علقت جون برهبة ((يا الهي !! لاشك انه رجل عاطفي جدا )) نسيت هانا أنها وروث ليسا بمفردهما أغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل الشديد ما أن سمعت صوت جون حتى فتحت عينيها لتحدق بمضيفتها مذعورة من تلك الفكرة . _انه..... انه ...... عضت على شفتها لتتخلص من إحساسها بالخجل تمكنت أخيرا من المتابعة ((. . . انه قاس وفارغ كما أنه اقل الناس عاطفة في العالم كله)). ابتسمت لها جون بتعاطف وعلقت ((إن كان هذا ما تقولينه!)) أظهرت نبرة صوتها عدم اقتناعها وهي تسير نحو هانا أبعدت خصلة من الشعر عن وجهها وأمسكت بذراعها لتقودها إلى المقعد وهي تقول ((لا تسمحي له أن يعانقك إذا يا عزيزتي )). ********* فعلت ذلك ثانية !! مرر روث يديه بشعره مندهشا من فقدانه السيطرة على نفسه قرب هانا لقد هجم عليها بالفعل وعانقها في المطبخ أمام جون باترسون ما الذي كان يفكر فيه؟ وأين عقله ؟ أطلق شتيمة عقله يضيع تماما عند رؤية العينين الرماديتين الخضراوين اللتين تشعان بالغضب.لماذا يشعر بهذا الانجذاب نحو هذه المرأة التي تلفظ النار ؟ الأمر الأكثر إزعاجا وسخرية هو أنها لاتخفي حقيقة أنها تكرهه بشدة . مع أن روث يعرف ذلك فهو يستمر في معانقتها . لماذا؟ هناك الكثير من النساء الراغبات به في العالم وللواتي سيشعرن بالسعادة لمجرد التفاته إليهن لكن لا ! ها هو يعانق امرأة ترمي بنفسها في طريقه عند كل منعطف سواء أراد شراء فندق مفلس أو حتى أراد أن يفتح باب البراد . بالطبع ! لم يوفر هو مناسبة إلا وعانقها لكن عليه أن يعترف أن عناقها كان رائعا ومن المستحيل نسيانه ومع ذلك يبدو أنها تكره نفسها وتكرهه بسبب ذلك . نادته مونا التي كانت تقف في الظل وخرائب المعبد القديم لترسم لوحة. سيد جيرك ! وصلت فعلا في اللحظة المناسبة اقترب من فظلك ! رفع روث نظره نحوها . تفاجأ لأنه سار هذه المسافة وأصبح قريبا من المكان الذي ترسم مونا فيه بدون أن يلاحظ حسنا ! | ||||
|
| |
|
03-01-11, 01:55 AM
| #116 | ||||
| عضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة
| لاشيء لديه ليفعله في هذه اللحظة لذا فعل ما طلبته منه هز رأسه بتهذيب وقال ((مساء سعيد مونا )) نظرت إليه مونا بصرامة ومالت برأسها باهتمام ذات اليمين وذات اليسار سألها ((ماذا استطيع أن افعل لك ؟)) شعر بالامتنان لأن لديه ما يفعله فهذا سيبعد أفكاره عن هانا . أتريدين أن احضر لك شرابا باردا لترتاحي قليلا ؟ قالت مونا ((أنا لا اشرب مطلقا عندما تأتيني لحظة الإلهام )) أشارت إليه ليقترب أكثر وهي تتابع ((احتاج إلى مساعدتك من أجل محاولة فنية جديدة )) فكر بولع مونا بالرسم من خلال رمي الألوان وتساءل إن كان قميصه وسرواله سيتمكنان من النجاة سألها ((ماذا ؟)) كانت ترتدي ثوبا فضفاضا أخضر اللون مليئا بالبقع والطلاء فوق سروال جينز ممزق شعرها الأسود والأبيض يلتف حول وجهها النحيل بغموض وكثافة أنزلت مونا اللوحة الملطخة بالطلاء عن حامل اللوحات ووضعتها بجوار شجرة قريبة وضعت لوحة قماش جديدة نظيفة على الحامل وقالت ((إلهامي يصرخ بي ((ارسمي جذع رجل ))وها أنت هنا هذه فرصة سعيدة لكلينا سيكون جذعك أول جذع رجل ارسمه وستصبح خالدا من خلال لوحاتي )) لم يستطع روث إلا أن يبتسم من غرورها وطريقتها الارتجالية الواثقة من انه سيقبل أن يكون نموذجا للوحاتها روث ليس رجلا تقليديا لكن أن يجلس أمام مونا لترسمه . . . تسعدني مساعدتك لكن يجب أن تعلمي أن وقتي ثمين جدا . وقفت حيث أشارت له كي يقف حدقت مونا به بعين فنانه خبيرة . حركت فرشاتها قبالة صده وقالت ((رائع لديك جذع متناسق وعضلاته قوية يمكنك أن تكون نموذجا رائعا )) قال روث بمرح ((سأتذكر ذلك دوما )) هزت رأسها برضى ثم ضربت ذقنها بمؤخرة عصا الفرشاة وأضافت ((وسيم جدا سيكون عملا رائعا )).\ أمالت رأسها إلى درجه خشي روث معها أن ينقطع راقبها وهي تتأمله بجدية وتركيز . لوحت بطريقة غامضة بيدها وتابعت ((اتكئ على تلك الشجرة وقم بتحريك ذراعك )) تردد روث لحظة متسائلا ماذا تراها تقصد؟ كيف تريده أن يحرك ذراعه ؟اتكأ على الشجرة واضعا كاحليه فوق بعضهما ومرر يديه داخل جيبي سرواله لم يقم بأي حركة أخرى بذراعيه نظر إلى البحيرة سطحها أملس كالزجاج وليس هناك نسمة واحدة تحرك المياه ومع الرطوبة العالية بدا له أن الحرارة هنا أقوى من الجحيم . رائع !! بدأت قطرات العرق تظهر على جبينك وعنقك ابق كما أنت . نظر إليها مليا . قال يمازحها ((العرق يكلفك أكثر )) لم تجب بأي كلمة فسألها ((هل وضعية ذراعي جيدة ؟)) _إنهما رائعتان . على الأقل هاهو يحظى باستحسان إحدى النساء الماكثات هنا ألقى رأسه إلى الوراء على الجذع الخشن للشجرة ورفع نظره إلى الأعلى حيث السماء الزرقاء تشع من بين الأغصان . قالت مونا ((آه ! ابق راسك عاليا فلديك عنق جميل )) أغمض روث عينيه وهو يشعر بالكآبة. _اجل !! أحب ذلك . ملامح وجهك حزينة بشكل مؤثر ليس هناك أشد جاذبية من رجل وسيم حزين . تعليقها أربكه هل سمح لقلقه أن بظهر على وجهه ؟ رجال الأعمال المميزون لا يشكون بأنفسهم . ليستعيد قدراته السابقة قرر أن يمازح مونا قال : ((هل الرجل الحزين المليء بالعرق ملفت فنيا ؟)) بدا كأن مونا خرجت من انبهارها الفني ونظرت إليه كأنها سمعت بالفعل سؤاله بعد لحظة قالت بجدية مطلقة : ((لا شك بذلك هذا أمر داخلي . . . إحساس عميق مليء بالعواطف )) تابعت مونا تثرثر غير مدركة للألم الذي يشعر به ((الافتتان الفني مماثل جدا للإلهام الفني كلاهما أمران يصعب تفسيرهما تعلمت عبر السنوات أن اتبع ما يمليه علي إلهامي واكتشفت أن الفنان يفشل عندما يحاول مقاومة إلهامه )). قطب جبينه متأملا بما قالته .بعد لحظة تمتم قائلا (( وهل هذا ينطبق على النزوات ايظا ؟)) _ماذا قلت ؟ هز رأسه ورفعه تماما كما طلبت منه قال : ((لا شيء)) أغمض عينيه محاولا ألا يفكر بشيء بعد مرور عدة دقائق قالت : ((الوقوف لفترة طويلة أمر متعب سنأخذ استراحة لخمس عشرة دقيقة هل يمكنك أن تبقى كئيبا طوال تلك الفترة )) لا مشكلة في ذلك . استقر إحساس كئيب وثقيل على صدره لم يعلم روث كم من الوقت مضى لأنه كان يعمل على تهدئة أفكاره المقلقة . _ حسنا ! مونا كيف تجري الأمور آه ! فتح روث عينيه ما إن ظهرت هانا وراء الجدار الحجري عندما التقت عيونهما توقفت عن السير فجأة لاحظ أنها تحمل بعض الزهور البرية لم يستطع إلا أن يشعر بالإعجاب بها فهي واقفة هناك كغزالة مرتبكة في ذلك الثوب الزهري اللون وقد جذبت شعرها إلى الوراء على شكل ذيل فرس أمسكت هانا بعناية باقة الزهور التي جمعتها ومن الواضح أنها فوجئت لرؤية مونا ترسم روث بدت مونا غارقة في عملها الفني لدرجة أنها لم تلاحظ وجود هانا فشعر روث بحاجة ليفسر لها قال : (( إنها تقوم برسم جذع إنسان )) _همم ! رمشت هانا بعينيها ونظرت إلى الأرض وهي تتراجع خطوة إلى الوراء بدا واضحا أنها لا تريد أن تتكلم معه أو حتى تراه لكن روث تجاهل انزعاجه وابتسم لها قائلا ((لا اعتقد أنها سمعتك )) _كل ما في الأمر أنني كنت مارة . . . وأشارت بيدها بدون قصد منها وكأنها فقدت القدرة على متابعة الجملة . ساعدها قائلا ((كنت تمرين من هنا )) _آه ! اجل . مال برأسه وحدق بمونا قائلا بصوت عال ((لديك رفيقة )). استدارت مونا وتحولت ملامح التركيز في وجهها الى حيرة واضحة وهي تسأل : ((ماذا؟ هل قلت شيئا ما سيد جيرك؟ )) _لديك زائرة . _لا ! غير صحيح أقصد . . . كنت مارة . . . أضاف روث (( من هنا )) يساعدها حتى في الكلام ؟ ألانه يريد التواصل معها ؟ قالت مونا : ((لا تذهب ! بالكاد بدأت )) نزع يده من جيبه وأشار إلى هانا قائلا ((لديك رفيقة )) سارت هانا نحو مونا ونظرت بفضول إلى اللوحة ثم قالت ((هل تعملين على موضوع جديد ؟)) جلست مونا على كرسيها وأظهرت إعجابها بما فعلته بابتسامة واثقة وسعيدة ((اجل جاءني الإلهام فما رأيك ؟)) | ||||
|
| |
|
03-01-11, 01:56 AM
| #117 | ||||
| عضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة
| نظرت هانا عن كثب إلى اللوحة ظهر على ملامح وجهها عبوس مفاجئ نظر روث إلى وجهها وانفها المجعد تساءل كيف أصبحت صورة جذعه بين يدي مونا قالت مونا : (( حسنا ! عبري عن رأيك )) هزت هانا رأسها فشعر روث أنها تأخذ وقتها لتفكر في الإجابة . _ إنها بدون شك . . . جذع رجل . _ لكن هل هو مؤثر فنيا ؟ سألها روث ذلك راغبا في جذب نظرها إليه أكثر من رغبته في سماع إجابتها نظرت إليه هانا ورمته بتلك النظرة المعادية ثم غضنت انفها وعلم أن ما ستقوله لن يكن لطيفا قالت : (( تمكنت مونا من تحويل جذعك إلى شيء يستحق النظر إليه )) قال : ((المرأة عبقرية )) قالت مونا : ((هيا هانا ! أقدر كثيرا مدحك وهذا طبيعي لكن . . .)) نظرت أولا إلى عملها ثم إلى روث وتابعت ((. . . علينا أن نظهر الإعجاب عندما يكون أمرا مميزا بالفعل لدى السيد جيرك جذع رائع حقا )) راقب روث هانا وقد أصبح خداها حمراوين حتى انه شعر بالقلق سألها : ((هل أنت بخير ؟ تبدين متوردة الوجه !)) التقت نظراتها بنظراته لأقل من لحظة قالت بضيق وهي تستدير بسرعة ((أنا بخير علي أن اذهب لأضع هذه الأزهار في الماء )) نظرت مونا إلى ساعة يدها وقالت متفاجئة ((يا الهي ! روث إنها السادسة والنصف أحتاج إلى تنظيف معداتي والاستحمام قبل العشاء )) تنهدت وهي تهز رأسها وتتابع : ((لم لم تقل لي أن وقت فرصتك قد انقضى منذ وقت بعيد ؟)) رفع كتفيه قائلا : (( لا يشعر المرء بمرور الوقت عندما يكون مستمتعا )). ابتسمت مونا وقد انطلت عليها الكذبة : ((هذا صحيح كما انك نموذج رائع للرسامين )) جمعت فراشها ونظرت إليه قائلة : ((يمكنك المغادرة )) حملت نبرة صوتها تنازلا واضحا ! هز رأسه وقال : ((شكرا)) يمكنك أن تأتي لأتابع الرسم غدا بل يفضل أن تلتهمه الذئاب الشرسة قال : ((سنرى )) الآن بات عليه إيجاد عذر مناسب تذكر تردد هانا وانزعاجها من البقاء بقربه انحنى جاثما تحت الشجرة وتابع ((سأبقى هنا لفترة)) حسنا ! ارتاح فأنت تستحق ذلك . ركز روث نظره على البحيرة الهادئة قاوم إحساسا قويا يدفعه إلى التحديق بظهر هانا وهي تتمايل مبتعدة عنه وضع مرفقيه على ركبتيه وتخيل انه يتنشق عطرها . علم أن ذلك من صنع خياله فقط . . . .  انتهى الجزء العـــــــــــــاشر:chirolp_kra ckr: | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4Likes
.png)
العرض العادي
