رحلة امل *مميزة*,*مكتملة*

[maroska]

اولا اعتذر عن التاخير الذي كان بسب امتحاناتي .. واشكر لكل مانساندني وتمنى لي التوفيق .. ان شاء الله لاتاخير بعد اليوم .. لن اطيل اكتر .. اليكم الفصل الجديد واتمنى بان ينال اعجباكم .. قرائة ممتعة.


الفصل الثالت والعشرون: الاختلاف

كانت تسمع حركاته السريعة في الغرفة .. مع انه كان يحاول ما امكنه ان تكون تحركاته هادئة حتى لا يوقظها.. فتحت عينيها بثقل ثم اعادت اغلاقهما فورا و بالكاد استطاعت ان تقول له بصوت ناعس:"احقا ستذهب الياس؟"


اقترب الياس من السرير وجلس على حافته .. ثم قال لها وهو يلمس وجنتها بحنان:"علي الذهاب الى العمل امل .. لقد اخذت اجازة اسبوعا كاملا حتى امضيه معك .. ولو لم يكن انور لرفضوا اعطائي اياها لانني لم امضي الكثير في عملي الجديد بعد ."


قالت امل باحتجاج ضعيف:"لكن هذا يسمى اسبوع عسل وليس شهر عسل."


ضحك ضحكة صغيرة تخفي حسرته فيها هو الاخر وقال:"اعرف امل .. اعرف .. كنت اود ان امضي معك اكثر من هذا لكن لااستطيع .. علي العمل .. حتى نعيش وحتى استطيع تسديد ديوني .. فالبنك لن تنتظرني لانني كنت في شهر عسل."


تنهدت امل وهي تعاود فتح عينيها بانزعاج قائلة:"حسنا لما لاتكمل نومك قليلا .. فالوقت مايزال مبكرا وانت سهرت ليلة البارحة."


ابتسم الياس ثم قبل خدها قبل ان يقول:"لاامل علي الذهاب .. لااريد التاخر."


"والافطار"


اجابها وهو يقف مع الباب:" ساتناوله في الخارج .. وانت اعتني بنفسك ولاتنزلي الى البحر لوحدك .. وان حصل شيء اتصلي بي فورا."


كانا الياس قد اخبرها بانهما سيبقيان في البيت الصيفي حتى تنتهي شقتهما من جميع التعديلات .. في الاول اعجب هذا الامر امل كثيرا .. لكن الان وهي جالسة على الكرسي الذي في المطبخ تتناول فطورها بدون شهية .. ادركت بان المكان موحش بدون الياس .. فالهدوء والصمت يعم المكان كثيرا .. المكان كله لايوجد فيه غيرها هي .. كم تتمنى لو ان ذلك الاسبوع لم ينتهي .. لقد كان اروع اسبوع في حياتها .. كل يوم كان افضل من الاخر .. كان اسبوعا مليئا بالمفاجئات الرائعة المعدة من قبل الياس والسعادة والاثارة .. لكن للاسف انقضى بسرعة والياس عليه الذهاب الى العمل .. وهاهي الان لم تعد ترى روعة المكان كما من قبل حتى انها لم تجد اي رغبة بتناول فطورها على الشرفة حيث الهواء الطلق ومنظر الرمال الذهبية زرقة المياه الصافية .. نهضت امل من حول الطاولة بملل وحزن واعادت كل شيء لمكانه لانها لم تاكل الكثير .. بقيت تدور في البيت تحاول ان تجد شيئا يشغلها .. لكنها لم تجد شيئا .. كان البيت جميلا ويتوفر على كل وسائل الراحة .. يتكون من غرفتين .. وحمامين واحد رئيسي والاخر في غرفة النوم التي تشغلها الان هي والياس .. غرفة جلوس كبيرة تطل على البحر كما هو المطبخ الحديث والبسيط بالوانه في نفس الوقت .. لكن مع كل ذلك لم يخرجها من مللها ووحدتها التي تشعر بها وهي لوحدها تجلس في البيت.. حاولت مشاهدة التلفاز لكنها اقفلته بعد لحظات فلاشيء فيه للمشاهدة .. خرجت بعدها من البيت حيث الباب الرئيسي .. وحيث هناك يوجد على الجدار الذي يحيط البيت ورود حمراء ملتوية على صور البيت الصغير بطريقة رائعة زادت البيت منظرا خلابا طبيعيا .. قفطت منها بعضها ثم بدات تزين به البيت في الداخل بعد ان رتبته .. لكنها وجدت نفسها بانها انتهت من ذلك بسرعة قياسية .. اعادتها للمل الذي كانت تشعر به في الصباح .. كانت تحدق في الساعة كل لحظة وهي ترى بان اليوم مازال طويلا والوقت ليس سوى منتصف النهار .. والياس بالتاكيد مازال امامه ساعات طويلة من العمل حتى يعود .. لو كان احد قد قال لها بان هذا ماسيكون عليه حالها بعد الزواج لما صدقت .. لطالما كانت تبقى في بيت والديه وحيدة طوال النهار وفي بعض الاحيان لم تكن ترى الياس لايام عدة بسبب انشغاله وذلك كان بعد قران عقدهما .. لكن الان بعد ذلك الاسبوع تشعر بانها تعودت على وجوده كثيرا ولاتستطيع ان تصبر اكثر على اشتياقها له والبقاء في البيت وحيدة بدونه .. فزعت على رنين هاتفها النقال عندما ايقظها فجاة من شرودها .. فجرت الى غرفة النوم حيث هاتفها هناك .. امسكته بيدها بسرعة وحال ان رات صورته على الشاشة حتى اجابت بلهفة كبيرة غير مصدقة بانه هو قائلة:"مرحبا حبيبي"


تحدث اليها الياس طيلة فترة استراحة الغداء .. اخبرها بان العمل متراكم عليه بسبب الاجازة وعليه انجازه ولولا ذلك لكان قد قدم لتناول الغداء معها ..تحدثا بعدها عن اشياء كثيرة منها الملل الموحش الذي شعرت به امل في البيت لوحدها .. وعندما انتهت محادثتها مع الياس اقفلت امل الهاتف ثم وضعته على الطاولة حيث كان .. وذهبت لكي تغير ثيابها حتى تعمل بنصيحة الياس لكي تغير الجو وتتخلص من وحدتها ومللها.


في ذلك اليوم وجدت امل كالعادة صفاء في البيت وحدها والكل كان خارج البيت .. تحدثت اليها امل كثيرا ولاول مرة تحدثت صفاء معها عن اشيئا ابدا لم تكن تتخيل امل انها موجدودة في حياة صفاء ..لقد عرفت بان المسكينة تعاني في طريقة عيشها مع رضى ولاتعيش حياة سعيدة كما توهم الجميع .. فصفاء صارحت امل بانها تشك بانها حامل .. وهذا مالايريده زوجها .. هذا اثار استغراب امل للغاية .. لذلك اظطرت صفاء لاخبارها كل شيء عن حياتها مع رضى والسبب الذي يجعلها تشعر بالخوف من شكوكها ان تكون حقيقية .. اخبرتها بان رضى يحاول التهرب من اي شيء يمكن ان يجمع بينهما بصفة نهائية .. وذلك عائد لانه تزوج بها ليس برضاه او باختياره لكنه فقط نفذ قرار والدته ولم يريد اغضابها .. من كلام صفاء كانت تبدوا لامل بانها تتالم لانها تحب زوجها كثيرا وهو لايبادلها نفس مقدار المشاعر .. فرضى كان شخصا مثقفا وقد اكمل دراسته الجامعية وبعدها مباشرة عمل مع والده بصورة رسمية فهذا كان حلم والده وهو رفض بالا يحققه له ..وهذا مايشعر دائما صفاء بالنقص بما انها لم تكمل سوى المرحلة الاعدادية ولاتملك شيئا يجعلها مناسبة له . امل كانت تواسيها وتخبرها بانها ان كانت حاملا فهذا ماسيجعل علاقتهما هي وزوجها تصبح اقوى من السابق .. لامشكلة ان غضب في البداية لكنه سيتقبل الامر في النهاية وبالتاكيد سيحبه ابنه . عادت امل اخيرا الى البيت بواسطة سيارة الاجرة كما ذهبت في الصباح الى بيت عائلة الياس .. بعد ان تعبت في اقناع صفاء بعمل فحص حتى تتاكد من حملها والتي رفضت بشدة قائلة بانها لاتستطيع دون ان تخبر رضى بشكوكها .. كانت امل حزينة لكل الام صديقتها .. احست بالام لاجلها فهي من كانت لها نعمة الصديقة واول من تقبلها في بيت الياس بعفوية مطلقة .. هي تعرف بان قلبها هش وطيب للغاية ومع كل هذه الاحزان والمشاكل في حياتها الزوجية الا انها لم تشعر احد بذلك فلطالما الابتسامة الشقية او الخجولة ترافقها .. رمت امل المفاتيح على الطاولة بتعب .. فما سمعته اليوم كان كافيا ليعكر مزاجها .. لو كانت فقط صفاء تقبل باكمال دراستها فحتى لو فاتها الكثير الا ان كل شيء يعوض .. فليس للدراسة سن ولا للعلم عمرمحدد .. وسيكون هذا افضل لها من الجلوس بين اربعة جدران .. هدا عدى عن ان الدراسة سترفع من نسبة ثقتها بنفسها كثيرا .. تنهدت امل بتعب وهي تنظر الى الساعة .. الياس لن يعود الان بالتاكيد .. فما يزال معه ساعات اخرى للعمل وعليها هي ان تجلس لوحدها في هذا الوقت .


..............


دخلت امل بسرعة الى البيت بدون ان تنتظر الياس الذي كان مايزال خارجا .. ذهبت مباشرة الى غرفة النوم لكي تغير ثيابها .. كانت تتصرف بحدة وهي تتنقل في الغرفة بعصبية .. ترمي حدائها بغضب على الارض وثيابها على السرير بفوضى .. لقد مر اسبوع اخر .. وقد كان اسوءا من الاسبوع الذي قبله بالنسبة لها .. فعلى الاقل في ايام ذلك الاسبوع كانت امل مشغولة .. بمشكلة صفاء .. كانت تذهب عندها كثيراحتى تساندها وايضا كان الياس في بعض الاحيان يتصل بها حتى يتناولا طعام الغداء معا .. لكن الان لاشيء .. انها تشعر بالضجر الكبير والوحدة الموحشة لم تتصور بانها ستاثر على نفسيتها بهذه الطريقة .. لم تعد تحس بوجوده معها .. وكانه هو الاخر لايشعر بها لم يصرح ابدا امامها عن اشتياقه لها او ماشابه.. وهذا مايثير غضبها اكثر وكان العمل افضل منها .. اصبحت علاقتهما متباعدة .. فهي لاتراه كثيرا الامر يشبه عندما كانت في بيت والديه .. ينهض باكرا .. ويتركها نائمة .. لكي تبقى بعدها طيلة النهار لوحدها .. لم يعد يتصل بها لتناول الغداء معا بحجة ان العمل كثير وهو عليه ان يقوم بافضل مالديه حتى يكون فعلا قدر المسوولية الكبيرة التيكلفه بها انور في العمل .. واما في الليل فهي تحاول ان تنتظره لكنها تجد نفسها في الصباح في السرير وحيدة .. لكي تتاكد وكالعادة بان النوم يكون قد اخذها امام التلفاز وهي تنتظره حتى ياتي وياخذها الى سريرها حتى تكمل نومها هناك.. اصبح هذا يزعجها كثيرا تريد ان تشعر كما كانت في بداية ايامهما الاولى .. لقد حاولت ان تتعود على البقاء طيلة اليوم وحيدة لكنها لم تستطع دون فعل اي شيء .. لايمكنها تخيل بان حياتهما ستمشي بهذه الطريقة .. عليها ان تصارحه بما تشعر به وبما يغضبها ويوترها كما فعلت صفاء .. هي في البداية لم تصدق بان صفاء بعد كل خوفها واظطرابها من اخبار زوجها بانها حامل بعد ان تاكدت من ذلك .. انها ستتسلح بالشجاعة وتصارحه بالامر لابل ايضا صارحته بمشاعرها ناحيته وعن حبها الكبيرله وايضا عن عدم رضاها عن حياتهما التي تعتبرها باردة .. اخبرته عن كل مايحزنها وعن كل ماتشعر به من غير رضى وعدم السعادة .. المفاجاة الاكبر لامل كانت هو تفهم رضى لكل ماقالته صفاء .. بل واحترمها لانها صارحته بما يورقها ويجعل علاقتهما تتباعد بصمتهما يوما عن يوم .. لقد احترم رايها ووضوحها .. لابل تقبل حملها ووعدها بانه سيغير معاملته لها .. وهذا كان واضحا من معاملته لها في الايام الاخيرة صحيح بانه لم يتخلى كليا عن شخصيته الرزينة جدا والباردة نوعا ما .. لكنه على الاقل بدا يهتم اكثر لامور صفاء ويحاول التقرب منها .. وامل تعرف بانهما مع الوقت سيستطيعان ان يحلا جميع ما كان يهدد زواجهما بالفشل .. والدليل كان اليوم .. فقد لاحظت امل تغيرا واضحا في تعاملهما مع بعض امام الجميع .. كان هناك شيء من التفاهم والحب يغلفهما .. لمعة من السعادة لم تكن تراها امل من قبل في اعينهما .. تلك اللمعة التي افتقدتها هي وخصوصا اليوم الذي كان سيئا لها على عكس ماكان لصفاء ..


.. لقد توترت في هذا اليوم كثيرا وتضاعف غضبها اكثر من ماكانت عليه في الايام السابقة .. فلقد حاولت دائما ان تتفهم ظروف الياس لكن الامر زاد عن حده .. تفهمت بان عليهما الذهاب الى والدته في يوم الاحد اليوم الوحيد لعطلته .. والتي كانت امل قد خططت لاشياء كثيرة لفعلها مع الياس .. لكن خططها كلها ذهبت ادراج الرياح .. مع ذلك صمتت ولم تقل شيئا وهي تعذر طلب والدته بان ياتيا الى بيتها .. تفهمت الامر جيدا وقالت انها والدته وهي ايضا لم تره طيلة الاسبوع لابد ان تراه في هذا اليوم .. لكن الامر اغضبها كثيرا .. عندما كانا جلسين مع عائلة الياس وبدات تسمع بضعة كلمات لم تعجبها من والدة زوجها:"الياس لقد نسيتنا بمجرد ان تزوجت." "الياس لم يعد لديك وقت لنا كثيرا بعد الزواج." تلك الكلمات احست امل بانها موجهة لها .. لم تكن تحتاج لذكاء خارق حتى تفهم هذا .. نظرت امل الى مراة الحمام بسخرية وهي تقول:"وكانه لديه الوقت لي.. انا بنفسي لااراه كثيرا مع انني زوجته." لكن كيف ستحدثه عن هذا الامر تخاف ان لايفهمها جيدا .. هي سعيدة لانه تغير بالكامل .. واصبح شخصا جديا للغاية .. لكن جديته هذه زادت عن حدها .. لقد بدا لايهتم كثيرا لعمله الم تقل بانه لايهتم لشيء سوى للعمل .. تعرف بانه شخصية عنيدة بسببها يستطيع ان يرغم نفسه لفعل اي شيء في سبيل ان يبرهن لنفسه وللاخرين بانه قدر المسوولية .. وهي واحدة من هولاء الاشخاص فهي تدري جيدا بانه يريد ان ياكد لها بانها لم تاخذ قرارا خاطئا بالزواج به والعيش معه طيلة حياتها الباقية .. خرجت من الحمام وبعدها من غرفة النوم مباشرة لغرفة الجلوس فوجدت الياس جالسا يكتب شيئا على جهاز حاسوبه المحمول .. قالت له امل بصوت هادئ لكن الحدة كانت واضحة فيه:"لقد دخلت لتوك من الخارج .. على الاقل خد قسطا من الراحة او غير ثيابك اولا"


التفت اليها الياس بابتسامة صغيرة وكان لاشيء على باله قائلا:"اريد اولا ان اتخلص من هذا العمل القليل الذي بقي لي .. حتى ابقى مرتاح البال هذا المساء."


لم تقل امل شيئا بعدها بل ذهبت الى المطبخ وجلبت معها كاس ماء فلربما يستطيع ان يهدا من عصبيتها قليلا .. وقفت بجانب باب المطبخ وهي تشرب من كاس الماء ثم سالته قائلة:"هل تذهب لكي ترى كيف وصلت التعديلات مع شقتنا؟"


من دون ان يلتفت اليها اجابها قائلا:"لا لم اذهب مند مدة .. فليس لدي الوقت الكافي لهذا .. لكنني اتصل بمن يعملون فيها وهم يخبرونني كل شيء ."


اغمضت امل عينيها بقوة .. ثم فتحتهما قبل ان تتوجه حيث يجلس الياس وجلست في المقعد المقابل له قائلة:"ومتى ستخصص وقتا لمتابعة شقتنا."


رفع راسه اليها وقد استطاعت اخيرا جذب انتباهه لكي يقول لها بوجوم:"ماذا هناك امل .. لقد لاحظت بانك لم تكوني في مزاج جيد منذ ان كنا عند والدتي."


وضعت امل الكاس فوق الطاولة بحدة وقالت له:"هذا صحيح.. انا لست بمزاج جيد .. وهذا منذ ايام .. لكنك لم تشتكشف هذا الا اليوم ." لم يتكلم الياس بل بقي ينظر اليها بملامحه الواجمة فاكملت هي قائلة:"كيف تتوقع بان يكون مزاجي .. وانا اظل هنا طوال اليوم احدق في الجدران .. وحيدة حتى انني اشعر في بعض الاحيان بالخوف .. انا لاطلب منك شيئا سوى تخصيص بعض الوقت لي ولامورنا ايضا .. وليس فقط ان تخصصه من اجل عملك .. من يرانا الان سيقول باننا متزوجين منذ سنوات عديدة."


عندما اكملت كلامها اقفل الياس حاسوبه بهدوء عرفت امل بان هدوءه ذاك لهو مصطنع فقط وقال:"هل علي ان اجلس معك طوال اليوم في البيت حتى لاتشعري بالخوف؟"


جملته تلك كانت تحمل معها كل معاني السخرية .. لكن امل نهضت من مكانها لكي تجلس على المقعد الذي يجلس عليه هو وبجانبه .. امسكت بذراعه برقة ولطف قائلة:"لا .. انا لااقصد هذا .. انا اريد فقط بان اراك .. بان اشعر بانني متزوجة .. وليس انني لاالتقيك طيلة اليوم .. نحن في بداية حياتنا .. امن المعقول لك باننا لانسنتمتع بها .. لم نعد نخرج ولا حتى نجلس مع بعض لنتحدث كما كنا نفعل من قبل ."


لانت ملامح الياس اخيرا وهو يقول لها بصوت متفهم للغاية "لكن امل انا ايضا اريد هذا .. اتتوقعين بان هذا سهل علي .. ان اتزوج حديثا ولااجد الوقت الكافي للبقاء مع زوجتي .. وانت اكثر واحدة تعرفين السبب جيدا."


"اعرف اعرف .. لكن الا يمكنك ان تتخلى عن ساعات عملك الاضافية .. انك تقريبا تعمل بدوامين."


قال الياس وهو يلمس وجنتها برقة:"لااستطيع امل .. لان نصف مرتبي يدفع شهريا لتسديد الديون .. والنصف الاخر لن يكفينا لعيش حياة هانئة ومريحة .. احتاج الى العمل ساعات اضافية."


بقيت امل صامتة عدة لحظات تفكر في الموضوع حتى تكلمت اخيرا قائلة:"حسنا لدي الحل لهذا." كانت تعرف امل بانه ربما لن يقبل بحلها وهي تنظر اليه لكن عليها ان تقنعه فهو الحل الوحيد حتى يعيشا حياة هانئة لاتكلفهما بعد بعضهما عن بعض .. قالت له بسرعة حتى لاتتردد في اخباره عن حلها ذاك:" ساعمل انا ايضا وبهذا ..."


لم تكمل كلامها اذ نهض الياس من مكانه بحدة قائلا:"ماذا؟ اهذا هو حلك ؟ "


"اجل" اجابت عليه وهي ترفع راسها حتى ترى وجهه الذي بدا يتصاعد الغضب اليه وهو يقول:"عليك ان تنسي التفكير به اصلا .. لا ولا والف لا امل .. لن اسمح لك بالعمل ابدا."


كلامه ذاك اغضب امل هي الاخرى اذ حياتها متعلقة بالعمل هي لاترى مشكلة في العمل وهي لن تستسلم لقراره هذا .. فما المشكلة بان تعمل .. بالعكس هي ستضرب عصفورين بحجر واحد .. تتخلص من مللها وضجرها بالعمل على الاقل هذه السنة بما انها اجلت اكمال دراستها بسبب الزفاف حتى السنة القادمة .. فهي من الاحسن بان تعمل وهكذا يتخلى الياس عن الساعات الاضافية التي هو يعملها كل يوم .. لهذا فمن المستحيل ان تتخلى عن هذا الحل اللذي كان بنظرها عبقريا .. حاولت ثانية ان تقنع الياس لكنه لم يدعها حتى ان تكمل كلامها قائلا بصوت مرتفع اصم اذانها:"اين تريدين العمل .. كعملك السابق ام ماذا ؟.. اخبريني امل .. في الفنادق ام في مصنع انور كعاملة بسيطة."


كادت امل على وشك ان تقول له بان ذلك عمل ايضا ولا عيب فيه .. لكنها بقيت صامتة وهي تتتفهم وجهة نظره .. فهو يعمل في مصنع انور في مكانة ليست بسهلة ابدا .. ومن غير المعقول ان تكون زوجته تعمل في نفس المصنع برتبة بسيطة للغاية .. لكنها لم تكن تفكر في ذلك العمل بل بافضل منه لانه اولا عمل لن يفيدها ابدا فمرتبه الشهري لايساوي ملبغ الذي يتقضاه الياس لساعاته الاضافية التي يعملها .. لذلك لايمكن ان يحل مكانه وايضا انور .. انور سيكون ضد فكرتها ولن يقبل بان تعمل لديه كعاملة بسيطة .. كانت هذه كلها اعذار كافية لكي تبعد امل عن تفكيرها فكرة العمل مثل السابق .. ولكنها قالت لالياس موضحة بهدوء وهي ماتزال في مكانها:"اسمع الياس .. انا لن اعمل مثل السابق .. بل ساطلب من انور ان يجد لي عملا يليق بمستواي الدراسي ويناسب ماريده .. ولااظن بانه ليس هناك عمل جيد لاصحاب شهادات الثانوية."


استدار اليها الياس من حيث كان يقف قائلا:"اسمعي امل .. لا عمل .. هذه الفكرة فقط انسيها نهائيا .. وبالنسبة لي فحتى لو اعطاك انور ان تكوني مديرة مصنعه فلن اقبل ذلك .. ثم انني لااحتاج مساعدة منك اتفهمين؟"

فقدت امل اعصابها ونهضت من مكانها قائلة بصوت مرتفع هي الاخرى:"هذه ليست مساعدة مني لك .. بل مساعدة مني لنا نحن الاثنين .. نحن بحاجة اليها حتى نعيش مثل بقية الناس .. او تظن بان حياتنا ستكون هكذا لسنوات .. نعيش معا مثل الغرباء .. لانك لم تتقبل فكرة ان اعمل .. ان هذا يعني بانه عليك ان تعمل لسنوات بهذه الطريقة حتى تستطيع تسديد ماعليك .. ما استدنته الياس ليس بالمبلغ السهل ابدا .. السيارة .. الزفاف الضخم .. التجهيزات .. حتى اسبوعنا الاول الذي

[maroska]

كان بعد حفل الزفاف هو لوحده بذرنا في مايقارب لكي نعيش شهرين او اكثر . "

امسك بذراعها بقسوة المتها قائلا:"الان فقط تقولين تبذير .. لما لم تقوليه في ذلك الوقت .. انا فعلت كل ذلك من اجلك وليس من اجلي وفي الاخير اكافئ بهذه الطريقة.. بانه لم يعجبك وكان تبذيرا."

ترقرقت الدموع في عينيها .. ليس من اجل الالم الذي كانت تشعر به في ذراعها وانما لانها احست بانها قد جرحته وبان كل مارادت فعله هو ايجاد حل لتباعدهما عن بعض بسبب عمله .. لكن الامور سائت لاغير .. قالت له وهي تضع كفها على وجنته وتمرر ابهامها برقة عليه :" انا كنت سعيدة في تلك الايام اكثر مما تتخيل واتمنى ان يعود بنا الزمن الى ذلك الاسبوع .. انا لم اقصد شيئا صدقني .. لكنني كل ماريده منك ان تلتفت لي .. ايعقل بان تكون حياتنا هكذا .. نحن بهذه الطريقة لانشبه حتى المتزوجين."

لم يبعد قبضته عن ذراع امل لكن امل احست بانها تخف قوتها تدريجيا على ذراعها .. حتى اصبحت لاتشعر بها وهي ممسكة بذراعها.. لم يقل شيئا بل بقي يحدق اليها للحظات وكانه يبحث عما يطمئنها به ثم قال بصوت هادئ وهو يبعد قبضته نهائيا عن ذراعها :"سافكر فيما علي ان افعله لحل هذه المعضلة .. لكن فكرة العمل تلك لن اقبلها ابدا."

"ولما لا؟" هكذا سالته امل وهي تدير وجهه اليها ممسكة بذقنه .. لكي ينظر اليها ويجيبها بدوره بعناد قبل ان يعطيها ظهره ثانية :"لانني قلت لا ."

"وانا قلت نعم."

استدار اليها الياس وهو يحدق اليها بطريقة اخافتها .. الا انها ابت ان تظهر له خوفها وبقيت هي الاخرى تحدق اليه بتعال .. فمن المستحيل ان تتخلى عن فكرة العمل .. وايضا اكثر شيئا تكرهه هو التحكم في شخصيتها والسيطرة عليها مثلما كان والدها يفعل .. من غير المعقول ان تكون هي قد هربت من كل ذلك الظلم لكي يعاملها الياس بنفس الطريقة .. على الاقل هو لم يعطيها سبب واحدا مقنعا لرفضه فكرة ان تعمل .. اقترب منها ببطئ وعيناه اصبحت فجاة ضيقة وهي تنظر اليها وقال:"عفوا لم اسمع ماقلته جيدا."

ابتلعت امل ريقها بصعوبة غير ظاهرة له وقالت بشجاعة مع انها عرفت بانها تلعب بالنار لكن كبريائها لم تسمح لها بان تظهر له خوفها وقالت بنفس النبرة الواثقة والحاسمة:"قلت انااريد ان اعمل وساعمل."

الدموع هي كل ماترقرقت في عينيها بالم وبدات تنزل على وجنتيها بصمت وهي تقول له:"افعلها الياس .. لما توقفت .. لابد وانك تريد فعلها .. ان تضربني صحيح؟"

كانت تنظر الى يده الذي اوقفها في اخر لحظة .. وهي ينظر اليها والشرر يتطاير من عينيه .. لقد توقف في اخر لحظة قبل ان تقول له تلك الكلمات التي جعلته يشد على قبضته بقوة كبيرة كانت واضحة لامل انه كانما يريد ان يكبت غضبه فيها ورغبته في صفعها .. ارجع قبضته بعد لحظات اليه وامسك بسترته التي كانت على المقعد بعصبية .. و توجه الى الباب بسرعة غاضبة .. لكن امل صاحت فيه قائلة:"اهذا ما تستطيع فعله .. الهروب .. اي مشكلة تواجهنا تحاول ان تحلها بالعصبية والغضب وان لم تنجح تهرب."

لم يجيبها وقبل ان يفتح الباب كانت امل قد وصلت اليه بسرعة غاضبة وامسكت بذراعه بحدة وغضب رافضة بان يذهب دون ان تكمل حديثها .. لكن في اللحظة التي امسكت بذراعه .. دفعها الياس بقوة عنه .. حتى اختل توازنها واصطدمت مع حافة الجدار الذي كان بجانب الباب .. اطلقت في الحال امل شهقة الم لم تطل طويلا .. ولو لم يكن الياس من ثبتها بيده لكانت قد سقطت على الارض .. لم يكن وجهها ظاهرا له اذا كان شعرها الكثيف البني يغطيه .. نفضت عنها يده بضعف فابعد يده عنها هو الاخر .. لكي تنزل الى الارض ببطئ وجلست .. كان القلق يعصف به من اجلها .. هو لم يتعمد بان ياذيها لقد اراد فقط ابعادها عنه حتى لايتهور ويبقى بجانبها في لحظة غضبه .. لكن ما كان هاربا من اجله حصل بدون قصد منه.. كان يريد ان يطمئن عليها بشدة خصوصا وبانه بدا يسمع صوت بكائها الضعيف والمنخفض وهي تضم ركبتيها اليها تخفي وجهها بين ساقيها بالم .. كان على وشك ان يمسك بكتفها .. لكن كبريائه لم تسمح .. اذ كلامها قد جرحه كثيرا وهومع كل هذا يراها هي المخطئة .. تخلى عن رغبته الشديدة في الاطمئنان عليها وضم قبضته اليه ثم فتح الباب وخرج من البيت .. امل بقيت هناك لمدة طويلة تبكي .. في مكانها جالسة على ارض تضم ساقيها اليها .. لم تتوقع منه ابدا هذه المعاملة .. انه هو من يتحكم في كل شيء .. لايتناقشان وان فعلا فهو من ينهي النقاش بينهما دائما ووقت مايريد هذا عدا عن عدم اهتمامه بمشاعرها .. لقد المها ثان يوم من زفافهما .. واقفل موضوعا رفض التحدث به معها غير مهتم لحاجتها الشديدة بان تعرف بانه يثق بها وبانها كانت تتمنى ان يتحدث عن الامرحتى تعرف ماضيه ويشعرها بانهما روح واحدة لااسرار بينهما .. لكن مع ذلك هي حاولت تنفيذ رغبته و سامحته بسهولة عن مافعله تلك الليلة .. لان ماتشعر به ناحيته يغطي دائما على افعاله المالمة باتجاهها .. صمتت امل بعد ان تعبت من البكاء وهي تشعر باعياء كبير محاولة ان تخفف الدوار الذي كان يعصف بها .. وعندما شعرت بانه قد خف رفعت راسها .. وقد شعرت بالالم في عينيها من جراء الضوء الساطع الذي كان في غرفة الجلوس .. لم تكن قد شعرت من قبل بالم قوي في جبينها حتى تلك اللحظة فرفعت راسها الى جبينها الذي كانت تحس بان هناك شيء مبلل ساخن يمر على جبينها وقد جعل شعرها يلتصق به .. ابعدت خصلات شعرها .. لكي تفاجئ عندما نظرت الى اصابعها بانهاملونة باللون الاحمر .. نهضت من مكانها والدموع تابى ان تتوقف دخلت الى غرفة النوم لكي تتفحص جبينها .. كان هناك جرح كبير في جبينها .. عرفت بانه كان من نتيجة الاصطدام بالحائط.. كانت تحاول ان توقف النزيف الذي على جبينها بالمنادل الورقية التي كانت امامها على طاولة الزينة .. عندما رات بان حالتها اصبحت مزرية بجبينها المتسخ بالدم وبيجامتها الزرقاء بلون السماء التي اصبح لونها الجميل متسخا ايضا ببضع قطرات قليلة من الدم الاحمر القاني .. دخلت بسرعة الى الحمام الكبير وخلعت عنها ثيابها بقرف وبسرعة دخلت تحت رشاش المياه الدافئة .. لم تهتم للالم الذي سببته لها المياه على جرحها .. لان دموعها اخدت كل تركيزها .. كانت تبكي بحرقة شديدة تحت المياه الدافئة .. وهي تشعر بالالم في الداخل اكثر منه في الخارج .. بعد كل هذا الحب والمعاملة الملكية ينقلب فجاة .. هذا اكثر مالمها لم تتوقعه بانه سيعود لما كان عليه لان الياس القديم فعلا لاتستطيع التصديق بانه قد عاد .. معاملته هذه تشبه معاملة والدها وهذا مالا تستطيع استحماله لايمكن ان تكون قد تخلصت من عبودية بعد طول عناء لكي تقع بين قبضتها من جديد وللابد بل الاكثر الما هي انها من الرجل الذي تحب .. كانت تعرف بانها تاخرت كثيرا في الحمام حتى بدات تشعر ببعض الدوار نتيجة المياه وهي تنزل عليها كشلال تحاول ماامكنها غسل دموعها لكن لاحياة لمن تنادي فدموعها بقيت ترافقها حتى بعد ان خرجت من الحمام واكتفت بلبس روب الحمام .. لم تجفف شعرها حتى بل دخلت مباشرة تحت اللحاف الخفيف .. وضمت ساقيها اليها وبقيت تبكي هذه المرة اكثر واكثر من قبل .. النوم ابى ان ياتيها حتى بعد ان توقفت عن البكاء لساعات .. بقيت تتقلب كثيرا على السرير .. وفي الاخير استقرت على ظهرها وبقيت تنظر الى سقف الغرفة الناصع البياض .. سمعت بعد مدة باب البيت يفتح .. فعرفت بانه قد عاد .. استدارت الى جهتها بسرعة وقد كانت الساعة التي بجانب اباجورتها تشير الى الثانية والنصف صباحا اعادت اللحاف عليها واطفات نور الاباجورة .. فهي لاتريد ان يعرف بانها ماتزال مستيقظة لهذا الوقت بسببه او انها بكيت كل هذا من اجله .

الياس عندما دخل كان قد هدا قليلا .. كالعادة كان اختياره جيدا .. فلطالما كان لمكانه السري التاثير الكبير عليه لتهدئة اعصابه منذ ان كان في عمر المراهقة وهو يذهب الى ذلك المكان .. لكن هذه المرة مكانه السري لم يعد يستطيع ان ينسيه امل .. بل بالعكس هي لم تفارق افكاره خصوصا بان ذلك المكان اصبح كله يعبق برائحة ذكرياتها.. دخل الى غرفة النوم فوجدها مظلمة .. اكتفى باشعال الاضواء الجانبية الخفيفة التي كانت في الغرفة .. حدق اليها كانت مستلقية على جانبها تعطيه ظهرها .. ابتسم بسخرية .. فهي لاتستطيع خداعه كان يعرف بانها تدعي النوم فقط .. وهو ايضا لاينوي ان يقوم باي خطوة لاصلاح ماجرى فكل ماحصل بسببها .. هي من حولت موضوعا تافها الى موضوع كبير حتى ادى بهما الى كل هذا الشجار .. خلع ثيابه حتى يغيرها .. وعندما دخل الى الحمام استغرب من وجود بيجامتها التي كانت ترتديها قبل ان يخرج من البيت غاضبا .. بانها مرمية على الارض بعبث .. امسكها وهو يستغرب من الامر فهي ابدا لاترمي ملابسها بهذه الطريقة العابثة .. ظن في البداية بانها ربما رمتهم بهذه الطريقة لانها كانت غاضبة .. كان سيعيد البيجامة التي كانت في يده مكانها على الارض .. عندما لاحظ بضع قطرات من الدم على القميص الازرق .. فوجئ من الامر بشدة فرمى القميص وخرج من الحمام .. بقي يحدق في ظهرها وهي نائمة على جنبها حيث لايستيطع روية وجهها.. كان متاكدا من انها ليست نائمة .. كان يريد بشدة الاطمئنان عليها .. لكنها هي ايضا لاتساعده على البدا في اصلاح ماحدث بينهما فهي لم تكلف نفسها حتى عناء اللتفات اليه .. استدار بحدة الى طاولة الزينة حتى يضع ساعة يده عليها .. لكنه فوجئ ايضا بالمناديل الورقية التي كانت موضوعة على طاولة الزينة وكلها مليئة بالدماء ذلك المنظر اخافه عليها اكثر من قميصها الملوث ببضع قطرات فقط .. ذهب اليها واستدر الى جهتها .. وامسك بذراعها وهو يقول:"ماذا حصل لك؟"

على اثر مسكته لها فتحت امل عيناها بسرعة متفاجئة منه فاعاد سواله لها وهو يجلسها على السرير .. والقلق كان واضحا في عينيه .. لكن امل ابت ان تخبره عن شيء لانه يستحق ان يعيش اكثر من القلق .. بقيت صامتة تحدق فيه بحدة وهي تزم شفتيها .. حتى مد يده الى جبينها وبدا يبعد شعرها عنه .. اطلق شتيمة غضب فور ان راى الجرح الذي كان على جبينها .. كان النزيف قد توقف لكنه مع ذلك كان مايزال طريا .. قال لها وهو يلمس المكان الذي يحيط جرحها برقة:"هل هذا حصل عندما دفعتك عني ؟"

لم تجبيه امل اذ ابعدت يده عن جبينها وعادت الى الاستلقاء وهي تجذب اللحاف اليها .. احست به ينهض من مكانه ويبتعد ففتحت عينيها بغضب .. وقالت بصوت لم تسمعه سوى اذنيها:"لم يكلف نفسه حتى عن الاعتذار .. اهذا كل ماتستطعت فعله."

لكنها فوجئت به يعود ويشعل ضوء الغرفة .. استدار الى ناحيتها وجلس بقربها .. كانت تنظر الى مايفعله .. كان في يده علبة الاسعافات الاولية .. زفرت امل الهواء كتعبير عن انزعاجها وعدم تصديقها لما ينوي فعله .. فالبنسبة لها هذا اخر ما عليه فعله ان يضمد هو جرحها وهو الذي كان السبب فيه .. جلست تتكا على مقدمة السرير تنظر اليه .. وهو يفتح العلبة ويجهز لتنظيف جرحها .. اقترب لكي ينظفه لكنها ابعدت يده بحدة قائلة:"لااريد .. ان اردت فسافعل ذلك بنفسي."

لم يهتم لها بل امسكها من ذقنها رغم محاولاتها لابعاده وبدا ينظف الجرح .. كانت تضغط على عينيها بالم وتطلق في بعض الاحيان شهقات الالم حتى قال لها:"ان لم تهدئي .. وبقيت تعانديني هكذا سيالمك اكثر وانا انظفه لك."

هدات امل بعدها وكفت عن محاولات ابعاده عنها .. واكتفت بالتحديق اليه .. كان ينظفه لها وقد بدا بانه مشغول بما يقوم به .. نسيت امل كل الامها وهي تحدق في وجهه الذي لم يكن يبعد عنها سوى مسافة لايمكن ذكرها .. لم ترى حتى انه قد انتهى من تنظيف جرحها .. هو الاخر بدا يحدق في عينيها .. لكي يقطع تلك المسافة التي كانت بينهما ويقبلها برقة استجابت معها امل لكن تاثيره ذاك لم يدم طويلا اذ دفعته امل عنها وهي تقول له:" الا تعتبر بان لدي كرامة او كبرياء عليك احترامهما."

ابتعد عنها في الحال ولم يقل شيئا بل اكتفى بانه جلب لاصق طبي صغير ووضعه على جبينها ثم تكلم اخيرا قائلا:"بالطبع احترمك." وقبل مكان الجرح على جبينها فقالت له :"اذا انتهيت .. فدعني انام ارجوك."

دخلت تحت اللحاف مرة اخرى حتى تنام مع انها كانت تعرف بان النوم الان من المستحيل ان ياتيها بعد كل ماحصل .. لكنها اغمضت عينيها وهي تحاول الا تفكر في قبلته الاخيرة تلك وما كان يريد منها .. كانت تلوم نفسها بشدة لانها نسيت كل الالم الذي تسبب به لها اليوم بسبب قبلة صغيرة .. ومع كل ذلك الغضب من نفسها ومحاولة انكار استجابتها له .. كانت تتمنى في اعماقها بان يكلمها ويصالحها الان بطريقته التي تنسيها كل مايغضبها ويعكر مزاجها .. طريقته التي هي احسن بلسم لمداواة جروحها الذي يفتحها هو بنفسه في قلبها .. شدت يدها بقوة على اللحاف عندما اطفا الضوء .. وشعرت به يدخل تحت اللحاف حتى ينام .. اغمضت عينيها بقسوة حتى لاتنزل دموعها .. لانه احبطها ولم يقم باي محاولة اخرى لاصلاح ما ارتكبه من خطا .. فتحت عينيها بسرعة عندما فوجئت به يقول:"تعرفين بانني لم اقصد ايذائك .. لقد اصطدمت لوحدك بذلك الجدار اللعين."

لم تجيبه .. لان كلامه ذاك لم يعني لها شيئا .. لكنها بقيت تحبس انفاسها تستمع اليه .. حتى سمعته يقترب منها .. ويضع يده على على ذراعها .. امل حاولت بشدة عدم افتعال اي حركة حتى تاكد له بانها نائمة وبانها لم تسمع كلامه .. لكن الياس لم يستسلم اذ كان متاكدا من انها تستمع الى كلامه .. امسكها من خصرها ثم ادارها اليه بسرعة فاجئتها والتي بسببها لم تجد امل سوى التحديق في عينيه بصمت .. فرات تلك العينين التان كانتا قبل ساعات والشرر يتطاير من منهما .. لكي تبدا حبات الدموع تتدحرج على وجنتيها فقال لها وهو يمسح دموعها بابهاميه:"انا لم اقصد ايذائك .. اقسم لك."

"اعتذر امل .. اقسم بانني لم اقصد ان اتسبب لك باي اذى .. وانت تعرفين هذا."

"ابتعد عني ارجوك."

لم ينفذ الياس رغبتها .. لانه كان مصرا على ان يصلح مافعله .. لكنها اعادت كلماتها بتقطع من بكائها متوسلة اليه وهي تقول:"ارجوك الياس."

لم يستطع الياس ان يضغط عليها اكثر فابتعد عنها وعاد لمكانه .. لكنها لم تبقى مكانها بل نزلت من على السرير وفتحت باب الشرفة الذي في غرفة النوم والذي يطل ايضا على البحر والرمال مباشرة .. وخرجت منه.. عرف الياس بانها تحتاج لان تبقى وحيدة .. انها تريد مسامحته .. لكن في نفس الوقت كبريائها يقف في طريق اتخاذ ذلك القرار .. تنهد الياس بغضب من نفسه .. هو لم يقصد بان يالمها حتى انه لم يتعمد دفعها بتلك الطريقة القوية .. هو لاينكر بانه كاد ان يصفعها لكنه توقف في اخر لحظة عن فعل ذلك .. حتى انه عندما دفعها لم يتوقع بانها قد جرحت .. والا لما كان قد خرج من البيت .. نهض من السرير هو الاخر .. وخرج من باب الشرفة الذي كان امل قد تركته مفتوحا لكي يلحق بها .. الرمال كانت باردة حتى الجو لم يبقى مثل تلك الليالي الدافئة والحارة التي كانت في اول قدومهما الى البيت الصيفي للاقامة به .. فالجو في الليل اصبح يفققد شيئا فشيئا هواء الصيف الساخن .. اقترب منها وقد كانت جالسة فوق الرمال تضم ساقيها اليها .. كانت ترتدي فقط روب الحمام فعرف بانها ولابد انها تشعر بقليل من البرد .. قال لها بهدوء:"ادخلي الى الداخل وانا لن ازعجك فالجو هنا بارد عليك."

فاجئته عندما التفتت اليه بحدة بعد ان كان يظن بانها لن تجيبه وستبقى على صمتها .. قالت:"لا .. لن ادخل سابقى هنا والجو ليس باردا علي."

ابتسم وهو ينظر كيف انقلبت فجاة الى عنادها الطفولي فجاة .. بل وقد وقفت على رجليها حتى تثبت له بانها لاتشعر بالبرد وبدات تتمشى بتثاقل على الشاطئ وكانها مستمتعة بمياه الشاطئ التي تداعب رجليها .. كان هو الاخر يمشي بمحاذاتها .. صامتا يراقبها .. حتى قالت له :" لما تتبعني لقد قلت لك بانني لااشعر بالبرد."

"احقا." قالها وهو يرش عليها بعض المياه برجله .. فمسحت امل بغيظ قطرات المياه التي حطت على وجهها ورشت عليه هي الاخرى المياه كرد على مافعله .. الياس نظر الى نفسه وقد تبلل قميصه القطني .. ورفع راسه اليها وهو يكتم ضحكة كادت ان تخرج من بين شفتيه .. فقد بدات تلين ولكن بطريقة مضحكة جدا .. بطريقة تذكره باسراء عندما كانت صغيرة وتحب معاندته .. اقترب منها بسرعة فاجئتها بحيث لم تستوعب ما سيقوم به حتى وجدت نفسه بين ذراعيه يحملها وهو يدخل بها الى البحر .. كانت تتشبث به وهو يدخل اكثر ويضحك من دون ان يستجيب لصراخها وصياحها فيه بان يرجعها الى الشاطئ .. انزلها في وسط الماء حيث الماء كان يصل الى اعلى خصره والذي لم يكن بارد ابدا .. كانت ماتزال متشبثة برقبته .. فهمس لها في اذنها:"اسف."

ثم ابتعد حتى ينظر الى عينيها .. كانت مشاعر كثيرة قد اختلطت في لون عينيه المميزتين ذلك اللون الرمادي المخطط بالاسود .. بعثت فيها هي الاخرى مشاعر لم تستطع ان تخفيها .. حتى تلمع عينها بهما .. راته يقترب منها بهدوء بطيء .. وقد كانت دقات قلبها تضرب بعنف وكانه لاول مرة سيقبلها .. عندما التقت شفتهما لم تستطع امل ان تبعده كما فعلت عندما عاد من الخارج وحاول تقبيلها بل هي من زادت تشبثا به اكثر واكثر .. فقد كانت للمرة الثانية لقبلتهما جو خاص .. مثلما كانت اول قبلة قد شهد عليها شروق الشمس .. شهد القمر هذه المرة عيلهما بضيائه الذي كان يعكس صورتهما على المياه.

[noor.al.shams]

قهرني الياس

هو كل رجل ينشغل بالعمل صح

لكن يعوض اهل بيته بساعه وحده تعوضهم عن شهر كامل

اتذكر ابي كان يغيب عنا بالاشهر ويرجع لفتره اسبوع احيانا عشر ايام

بس كانت تسوي عندي مليون سنه

احس علاقتهم فيها شرخ بدا يكبر

لان الحب كان معمي عيونهم عن مسؤليات الزواج

لكن الحين بدا الجد

مدري قلبي للحين مو مرتاح

متي ان شاء الله الفصل الجاي

[Jamila Omar]

سكيننة الله يعطيك الصحة على هاد الجرعة المسائية واخا كنت طامعة فجوج فصول ههههههه و لكن ياله ماشي مشكل نعوضها مرة أخرى
بقات فيَّا أمل كتحس بالوحدة و لكن حاليا ما عندها ما دير
إلياس راجل يا ختي ما بغاهاش تخدم
هو فكر أنَّها إلى خدمات غادي تقلَّل منو
و هي كتفكر أنَّه إلى منعها غادي يكون بحال باباها
عندهم نقص في الحوار بيناتهم
غياب أنور عن الفصل مقلق فين درتي لينا الولد ؟؟
إسراء حتَى هي غابرة !!
أواه غبرتيهم بجوج أش كيديرو هههه
أسعدني تفاهم صفاء و رضى
تبارك الله عليك سكينة عجبني الفصل بزااااااف كالعادة
دمتي مبدعة حبيبة ديالي
"حيزبون" ههههههه

[maroska]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noor.al.shams

قهرني الياس

هو كل رجل ينشغل بالعمل صح

لكن يعوض اهل بيته بساعه وحده تعوضهم عن شهر كامل

اتذكر ابي كان يغيب عنا بالاشهر ويرجع لفتره اسبوع احيانا عشر ايام

بس كانت تسوي عندي مليون سنه

احس علاقتهم فيها شرخ بدا يكبر

لان الحب كان معمي عيونهم عن مسؤليات الزواج

لكن الحين بدا الجد

مدري قلبي للحين مو مرتاح

متي ان شاء الله الفصل الجاي

عزيزتي الرجل هو مايعوض عائلته عن ساعات انشغاله والا ياخذ العمل كذريعة لعدم لتفاته لبيته ومايدور في بيته .. اطال الله عمر والدك.
الياس عليه العمل بشكل مكثف .. امل في البداية لم تفكر بان تلك الديون سكيون ثمنها غاليا وهو الثمن .. زواجهما منذ البداية اصبح يتخلله شرخ كبير ووحدة بالنسبة لها .
فعلا الان بدات المسوولية الحقيقية .. الزواج ليس فقط الحب وانما ايضا مسوولية وجدية .. وامل الياس ماذا سيعيق طريقهما .. اظن بان القادم لهو اصعب واكبر عن هذا .. هذا الفصل لم يمكن سوى تميهدا للقادم .. والفصل القادم هو فصل اطول من هذا واقوى من حيث الاحداث.
شكرا لك عزيزتي على متابعتك الجميلة والفصل القادم لن اتاخر به كثيرا .. اتمنى بان يكتمل يوم الابعاء حتى انزله الابعاء باذن الله

[jeT'aime]

الفصل حلو كتير ياماروسكا
ها بقى هتنزلى الفصل الجديد امتى ههههههههههههه
بهزر معاكى ازيك ياحبيتى عامله ايه وايه اخبار امتحاناتك ربنا معاكى ومعايا وااااااااااااااع

[maroska]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jemmy

سكيننة الله يعطيك الصحة على هاد الجرعة المسائية واخا كنت طامعة فجوج فصول ههههههه و لكن ياله ماشي مشكل نعوضها مرة أخرى
بقات فيَّا أمل كتحس بالوحدة و لكن حاليا ما عندها ما دير
إلياس راجل يا ختي ما بغاهاش تخدم
هو فكر أنَّها إلى خدمات غادي تقلَّل منو
و هي كتفكر أنَّه إلى منعها غادي يكون بحال باباها
عندهم نقص في الحوار بيناتهم
غياب أنور عن الفصل مقلق فين درتي لينا الولد ؟؟
إسراء حتَى هي غابرة !!
أواه غبرتيهم بجوج أش كيديرو هههه
أسعدني تفاهم صفاء و رضى
تبارك الله عليك سكينة عجبني الفصل بزااااااف كالعادة
دمتي مبدعة حبيبة ديالي
"حيزبون" ههههههه

جرعة والحمد لله لي زدقت جرعة ماشي فالصو .
جوج فصول احم احم .. وهذا ونتي عارفة نهار كله ونا نصحح فيه وندقق حتى خارجو عينية .
فعلا جيمي عندهم نقص في التحاور .. كل واحد فيهم كيفهم كيما بغا وماكيحاولش يوضح افكاره ووجهة نظره للاخر وحتى ويدا حاول كيتفهم غلط هذا مشكل بالنسبة ليهم بزوج وكيعيق الحياة ديالهم .. ماشي فحال رضى وصفاء .. كلشي تحل بينتهم بالصراحة والحوار والنقاش .
الوليد انور انا قوتليك عطيته اجازة يرتاح شوية من الهم ديال امل والياس .. راه ياكل البيصار عن ماما .
وخا يا حيزبونة يا سنفورة .. هذا كله بسب ملكة القردة .. كاملين عطتنا لقب هههههههههه
شكرا احبيبية بزاف بزاف على التشجيع ديالك الدائم لي والمتابعة .. سلام

[has2006]

زين ديالي فصل روعةولكن وخا هدك قلبي ما كطمنش

امل مسكينة باغا تكسر الروتين والحق معها وهداك الياس انا من اول ما عجبنيش الان حالو متقلب

وهو لو كانت عندو مفهومية كان فهم عليها علش باغية تخدم

اجي العايلة فين انور وطلقي منو مسكين غير لي فيه يكفيه

جمعي راسك راه انور ديالي انا وجيمي مناقشين فيه هههههه

تبارك الله عليك الغزالة وخا شي ناس غا يخب املهم في الفصل الان مفيهش السحاب وهي كانت بغيا فصل عامر بيه ولكن كا غي شوية الضباب هههههههههه


يارب يدوم تفاهم رضى وصفاء ديما

تحياتي وحبي الي احلي حيزبون في الدنيا

[bobos]

البارت جنان تسلم ايدك حبيبتي ,,دايما اسمع ان اول سنة وخصوصا في البداية بتكون فيها مشاكل كتير بس اول مرة اعيش بقي المشاكل دي المشكلة ان لما المشاكل بيزيد الصلح ما بيبقاش سهل زي الاول ربنا يستر بقي و يخفوا علي بعض شوية .....في انتظارك يا قمر

[توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ]

:

مساء وصباح العسل سكينه

ارى ان امل معها حق في كلامها ..الياس مثل اللي يبي يحط لها حواجز وحدود اذا تخطتها ..بيقلب عليها ..
يخليها في خوف وتوتر من اي موضوع ممكن تتكلم معه فيه يزعل ويثور
و خير ياطير اشتغلت ..مافيها شئ..كل مقصدها المساعده وتوفير وقت لراحته وراحتها يعني في النهايه تفكيرها
تعاوني عاطفي ..ومحد قالك يـ الياس سو عرس من الف ليله وليله
>>>>بس حلو عن انور قال يساعدها بشغله تلقيق بمستواها ..
أحساسي ان الياس كان عنده هدف يبي يوصله هو الحصول عليها مثل الطفل اللي يبحث عن لعبه ..
وبعد ما لقاها بدى يدخل في متاهات الملل ...!..
ممكن صاحبته القديمه ترجع كلوديا ..وممكن صفاء تزل وتتكلم عنها ..والكلام ما راح يسعد امل
في النهايه تبقي المواضيع او المشاكل عائمه خامده تحت السطح ..
يعني ما اتوقع ان امل اقنعت بـ رفضه ..ومع الوقت بتزيد الفوه وماراح يكون
الحل كلام معسول ..
وفعلا امل ما تركتي نار ابوك لتجي ع لهيب الياس ..حطي له حد ..بالتفاهم كل شي يصير
صفاء وضي ..ما كنا متوقعين انهم يعيشوا قصة روميو وجوليت وهذا الواضح من تعامل ضي
بس توصل لدرجه انه ما يبي شيء يربطه فيها ..يعني كانها سياره يمشي فيها وقته لحتى يلقى
سياره افضل تناسب.. قويه ...طيب وهي وش بذنبها مشاعرها ..أحلامها يعني ما هدمتها وحطمت
انسانه .. يوم انك رجال تقول لابوك من البدايه ..ما تناسبني ..مو تعيشها ك قطعه اثاث
..حبيت تدخل امل الانساني في تشجيع صفاء ع المصارحه واخباره بحملها ..
ام الياس ...صدقيني كلامك بيكون فتيل مساعد لاشعال النار ..اللي اساسا هي
موجوده فياليت تحطي لسانك بفمك وتسكي عليه ..توهم متزوجين ..وانت امه ..
لك خلفيه بنظام عمله قبل الزواج



فصل رائع و...كا العاده

ودي