15-02-11, 09:33 PM | #151 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
فعلا حبيبتي انا ايضا عنيت في الايام الماضية من عدم فتح المنتدى معي. كنت راح جن .. صرت مدمنة على دخول المنتدى كل يوم حتى لو كان لدقائق. ان شاء الله ما يحرمنا من طلة سحابة علينا الحلوة وجميع الاعضاء. اسفة حبيبتي اذا كنت عم بتاخر في تنزيل الفصول بس ماعم لحق ابدا مقتولة هاليومين مابين الدراسة والبيت. ولن شاء الله يعجبك الفصل القادم. | |||||||
15-02-11, 09:56 PM | #152 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
انور مختلف عن والديه فهو بالرغم من ثرائه الشديد وانحداره من عائلة عريقة الا انه يتمتع بالطيبة والحنان واهم من هذا انه لايرى نفسه على الاخرين. صداقة الياس وانور قوية جدا فهل ستتاثر بفعل مشاكل امل؟ شكرا عزيزتي لك وبالتوفيق. | |||||||
21-02-11, 10:56 PM | #153 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل الثامن: فكرة مجنونة. اهذا كله لكي يجلب شيئا من سيارته.. لقد تاخر كثيرا .. هكذا كانت تتسال امل في نفسها وهي تنظر حول المطعم لعلها تلمح انور .. اااه يا انور ان كنت قد تركتني هنا لكي ترعبني بفاتورة هذا المطعم .. فتاكد من انها مزحة سيئة للغاية .. لكنها عادت وقالت في نفسها .. بان انور ليس شخصا تافها لكي يمازحها هكذا .. او يلعب باعصابها .. وهنا بدات افكارها تتحول الى منحى خطير اخافها .. هل يمكن ان يكون قد حدث له شيء .. لالا.. لايمكن ..المشكلة من انها لاتستطيع الخروج من المطعم لكي تتفقد انور .. فالفتورة لم يدفع ثمنها بعد . وبعد دقائق اخرى من التوتر والخوف على انور .. لمحت من بعيد انور قادما اليها .. فتنفست الصعداء ..واخيرا اتى ذلك الاحمق .. ستريه عندما يصل اليها على الموقف الذي وضعها فيه .. لكن غضبها من انور وارتياحها في نفس الوقت لرويته .. تحول فجاة الى صدمة من ما راته.. كان شخص يمشي وراء انور .. اجل انه ذلك الشخص الذي لايمكنها ان تخطئ معرفته ابدا .. اقتربا الاثنان اليها ..وعندما وقفا امامها بالظبط .. قال ذلك الشخص مخاطبا ايها وكان لاشيء حصل في الماضي :"مرحبا امل .. كيف حالك؟" امل احست بان صدمتها انقلبت فجاة الى غضب شديد .. حتى انها قد ظنت بانها لم تشعر في حياتها بغضب مثل الذي تشعر به الان .. كانت تحدق في انور بعينيين تكدان تخرجان من مكانهما من شدة الغضب .. ايعقل بان يفعل انور هذا بها .. يجلب ذلك الشخص معه الذي جرحها ونعتها بالسارقة .. وليس ذلك فقط .. لقد اشعرها بانها فعلا لاتساوي شيء وتلك النظرة في عينيه عندما دخل ووجدها جالسة في مركز الشرطة .. كم كرهت في تلك اللحظة رويته لها في ذلك الوضع المهين لها .. في الحقيقة هي تكره رويته بكامله.. لانه يعطيها احساس بانها فعلا فتاة سيئة .. تعابير وجهه التي ترتسم على ملامحه عندما يلتقي بها .. تشعرها بان الطريق الذي تمشي فيه خاطىء جدا .. وهي تكره الاحساس بذلك الشعور .. تكره ان ترى بان مااختارته هو خاطىء .. نظرت الى انور نظرة اخيرة باشمئزاز واضح .. ثم همت بالنهوض من مكانها .. يبدوا ان انور ابن الاثرياء يجد حياتها مسرحية مسلية يتمتع بها .. لكن وقبل ان تخطو خطوة واحدة الى الامام .. امسكها انور من ذراعها وهو يقول لها:"امل ارجوك لاتكوني متسرعة .. فقط اسمعي ما اتى الياس لقوله لك." نظرت امل الى يده الذي تمسك بذراعها بعدم ارتياح ظاهر على وجهها المحمر من الغضب.. ثم رفعت راسها مواجهة انور والياس معا وهي تقول:"حقا .. هل تعني بانه قد اتى الي لكي يكمل كلامه الذي بداه في مركز الشرطة بمساعدتك." رات امل التوتر يظهر على وجه انور .. لكنها لم تهتم له .. وقالت للانور بحدة:"اذا سمحت اترك ذراعي ارجوك .. فعلي الذهاب من هنا." الا ان انور لم يذعن لطلبها بل قال لها بسرعة:" امل .. الياس قدم الى هنا لكي يعتذر لك عن مابدر منه ذلك اليوم في لحظة غضب." ماذا؟ هل قال بانه يريد ان يعتذر مني .. الياس يريد الاعتذار وطلب السماح؟ ومن من؟ مني انا. هكذا كانت تدور الاسئلة في عقل امل غير مصدقة بان ذلك المدعو الياس يريد الاعتذار اليها .. التفتت لكي ترى راي الياس فيما يقوله صديقه انور .. وان كان فعلا يريد الاعتذار منها .. لكنها لم تجد سوى تعابير قاسية ومتعجرفة على وجهه .. كانت نظرته لها متزال تلك النظرة المتعالية .. فلم تجد في تلك التعابير ما يدل على انه يشعر بالندم او الذنب ناحيتها .. وبينما كانت تحدق في وجه الياس بتعالي هي الاخرى .. قال لها انور وهو يرجعها الى مكانها لكي تجلس على الكرسي:"هيا امل اجلسي .. فالناس تنظر الينا." والتفت الى الياس وقال له وهو يجلس على كرسي اخر بدوره :"وانت هل ستبقى واقفا هناك." فور ان جلس الياس على كرسي مقابل لامل بادرته بالسوال:"احقا الياس .. تريد ان تعتذر لي؟" صمت الياس ولم ينطق بشيء.. فقد كان من الصعب عليه ان يعتذر لها .. خصوصا انها تنظر اليه بتلك الطريقة المستفزة وكانها تترقب اعتذاره لكي تستمتع بصورته امامها وهو يطلب منها السماح .. الا انه احس برجل انور تضربه من تحت الطاولة .. مذكرا اياه باتفاقهما الذي اتفقا عليه خارج المطعم.. ثم قال له بصوت ذات معنى:"انور .. هيا ماذا تنتظر؟" حسنا الياس تشجع .. لطالما سمعت من ابي منذ ان كنت صغيرا .. بان افظع شيء هو ان تقوم بظلم احد .. بعد هذه الكلمات التي قالها الياس لنفسه .. قال لها وهو ينظر اليها بثقة :"انا اعتذر عما بدر مني ذلك اليوم .. مكان يجب ان اقول ذلك الكلام لك." نظرت اليه امل بتعالي وكان اعتذاره لم ياثر فيها .. مع انها كانت تشعر بالسعادة بداخلها .. واخيرا اعتذر منها هذا المتعجرف الذي كان يرى نفسه عليها دائما .. واخيرا اعترف بخطاه في حقها .. لكن لحظة هو اخطىء في حقها كثيرا .. وهو لم يعتذر سوى على اتهامه لها بالسرقة .. فقالت له :اتعتقد باعتذارك البسيط هذا ساسامحك عن كل اهانتك التي امطرتني بها .. ليس فقط في مركز الشرطة .. بل في اول يوم رايتني فيه في الفندق." حاول انور ان يتدارك الموقف .. حيث انه راى غضب الياس بدا يتصاعد .. فهو سريع الغضب .. ويبدوا ان امل بعنادها ستجعله يندم لانه طلب منها الاعتذار .. وبالتالي لن يكون هناك اية فرصة اخرى للصلح بينهما .. فقال انور بسرعة وهو يوجه نظرة الى امل تكاد تكون توسلا اليها :"امل ارجوك .. اعرف بان قلبك طيب .. وبانك ستسامحينه مثلما سامحتيني.. ارجوك لاتصعيبي الامور .. فالياس لم يقصد كل كلمة قالها فتلك الفترة ." الياس نظر الى توسل انور لها .. ادهشه ذلك .. هو يعرف بان انور يترجاها لكي تسامحه حتى تقبل في ما بعد العيش معهم .. الهذه الدرجة يحبها .. لقد كان متاكدا بان انور يحب هذه الفتاة .. فهو لايومن بالصداقة بين الرجل والمراة .. والدليل ان انور ذلك الشاب المسوول والجدي في عمله وحتى في حياته الشخصية رغم صغر سنه .. قد تغير تماما منذ ان تعرف على امل .. لكن مالايفهمه هو ما راه انور في هذه الفتاة حتى يجعله يقع في حبها لدرجة الجنون والمخاطرة بكل شيء لديه من اجلها . "اليس كذلك الياس؟" افاق سوال انور المفاجىء الياس من شروده .. فساله الياس ماذا كان يقول فاجابه ذلك الاخير:"كنت اخبر امل عن شدة ندمك لما فعلته." نظر الياس الى امل التي كانت تطل من عينيها نظرة عدم تصديق لكلام انور فقال لها:"انا حقا نادم على كل كلمة سيئة في حقك اخرجتها من فمي." الياس لم يكن نادما فعلا على كل كلامه .. بل هو لايزال يراها فتاة غير مسوولة لانها هربت من بيت والدها بعد ان سرقت ماله .. والسبب الذي جعلها تهرب من المنزل لم يجده الياس عذر كافي لفعلتها تلك .. عكس انور الذي يراه سببا كافيا لجعل اي بنت تهرب من عائلتها .. لكنه اظطر الى قول ذلك من اجل صديقه .. فهو يعرف تمام المعرفة بان انور سيحمل نفسه المسوولية ان لم توافق امل على الانتقال الى بيتهم .. اكمل لها قائلا وهو يرى دهشتها من كلامه :"اسمعي امل .. لم لانتصالح وننسى الماضي .. اعتبريني شخص جديد .. وبان الياس الذي عرفته في شفشاون لم يكن ابدا." حدقت امل اليه بذهول .. لم تعرف ماعليها قوله .. يبدوا بان الياس نادم فعلا لما فعله .. وفي لحظة نسيت انتقامها منه الذي رسمته في راسها حتى تسخر منه ان طلب منها السماح .. هي لم تتعود بان تجرح احدا او تسخر منه .. صحيح بانها لاتحب ان تهان ولكن هي ايضا لاتحب ان تهين احدا .. لهذا نسيت كل ما قاله الياس لها من قبل وقالت وهي تبتسم ابتسامة عريضة:"حسنا انا اسامحك ." ثم مدت له يدها وقالت:"اصدقاء؟" نظر الياس الى يدها باستغراب .. وتسائل مع نفسه .. لقد طلبت منها الاعتذار .. ولم اطلب منها ان نكون اصدقاء .. يبدوا بانها فعلا فتاة بلهاء .. لكن لاباس .. ان كان هذا سيسعد انور.. ثم مد يده هو ايضا لكي يتصافح معها عنوانا على مصالحتهم وصداقتهم الجديدة .. وقال "اصدقاء." التفت الياس الى انور الذي كان يصفق لهما فقال الياس بصوت تعمد ان يكون منخفض :"ثنائي جميل .. ابله وبلهاء." قال انور بعد ان استعاد جديته :"والان سنتكلم في الشيء الاهم." ........................ "انور انا لااريد ان انتقل الى اي مكان .. لست بحاجة الى ذلك." كانت امل ماتزال تحتج على اقتراح انور .. الذي فاجاها به في المطعم بعد تصالحها مع الياس .. لا تصدق حتى الان كيف استطاع انور والياس اقناعها بهذه الفكرة المجنونة. قال انور وهو يركز على الطريق الذي امامه :"هل عدنا ثانية لعتراضك السخيف .. صديقني امل .. عائلة الياس رائعة جدا .. ستعجبك كثيرا .. انا بنفسي اتمنى لو انني املك عائلة مثل عائلته هو." قالت امل بنفاذ صبر:"انت لاتفهم انور .. لقد سئمت من التجول على بيوت الناس .. والاقامة مع غرباء حتى لو كانوا طيبين .. وبصراحة انا اريد الاعتماد على نفسي .. انا لم اخرج من بيت والدي لكي اصبح كالمتشردة .. كل يوم تنتقل من مكان الى مكان." التفت اليها انور لحظة قبل ان يعود الى سياقة سيارته ويقول :"حسنا .. اتسمين هذا اعتماد على النفس .. تسكنين في ذلك المكان المهمش ومع فتيات غريبات يعاملنك مثل خادمة لديهم .. حتى انهم يهددونك بالطرد في اية لحظة .. ان كنت مسوولة عن نفسك حقا فانتقلي الى العيش في بيت الياس .. هناك ستجدين الحنان والحميمة مع عائلة مستقرة .. ومتعاونة .. وايضا اخت الياس في مثل سنك وهي فتاة لطيفة للغاية.. انا متاكد من انكما ستصبحان صديقتان.. لذا اعرفي قيمة نفسك .. ولا تخاطري بها ." " انور انا لا اعرفهم ؟" "وهل عرفت عائلة فاطمة من قبل ؟ لقد قبلت الذهاب معها من اول لقاء بينكما." "هذا صحيح لكن .." قاطعها انور بحدة بعد ان بدات امل تفقده السيطرة على هدوء اعصابه:"يكفي يا امل .. يكفي احتجاجا .. انت ستقيمين معهم لمدة قصيرة فقط حتى تنتهي العطلة الصيفية ثم ساكون قد تدبرت حلا جيدا جدا حيث ستكملين دراستك وتعشين باستقرار وتحققين كل احلامك ولا عمل مهين بعد الان او السكن في امكنة عشوائية ." قالت امل بصوت حزين:"هل اصبحت تامرني مثل والدي؟" تنهد انور بعمق ثم وضع يده اليمنى على يدها التي كانت بقربه بينما بقيت يده الاخرى على مقود السيارة:"امل .. انا لا ولن اعمالك مثل والدك .. انها حياتك ومن حقك ان تختاري الطريقة التي تريدين العيش بها .. لكن في بعض المرات يحتاج الانسان لمن يساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة .. كي لايندم في الاخير على قرارته الخاطئة .. وانا لااريدك ان تدمري حياتك بقرارات طائشة نتجت عن عناد طفولي.. انت مازلت صغيرة .. ولست قادرة على روية الحياة على حقيقتها .. لذا ارجوك ثقي بي .. فكل ما افعله الان هو لمصلحتك ." سالته امل بهدوء:"حسنا لما لاتخبرني اذن بماذا تفكر بعد ان تنقضي المدة التي ساقضيها في بيت الياس؟" ابعد انور يده عن يد امل ثم قال لها من دون النظر اليها:"ليس الان .. فيما بعد ساخبرك." حدقت امل في جانب وجهه مستغربة لتصرفاته وخططه الغريبة .. والاغرب من ذلك هو انها كلما سالته عن ما يفكر في فعله تكون اجابته كالعادة "فيما بعد ساخبرك" . رات امل ان انور لايزال يسوق في طريق مستقيم .. عكس الياس الذي ابتعد عنهم بدراجته النارية باخده طريقا جانبية اخرى. "الا اين ذهب الياس .. الم تقل باننا سنذهب معه الى بيته." "هو سيسبقنا الى هناك .. اما انا وانت فسنذهب الى التسوق .. كما تعرفين اذا ذهبت الى بيت الياس بهذه الملابس فلن تنجح خطتنا ابدا." "تقصد بان كذبتك الخبيثة هي التي لن تنجح اذا ما راوني بهذه الملابس البسيطة ." لم يرد عليها انور .. بل راى انه من الاحسن بان يتركها تتكلم لوحدها .. فعلى ما يبدوا امل لن تتوقف عن الاحتجاج على ما يفعله . اوقف انور السيارة في شارع واسع عريض .. مليء بالناس .. كان المكان يشبه وسط الدار البيضاء مدينتها التي غادرتها بدون رجعة .. يوجد على طول الشارع محلات للملابس والاحذية الغالية الثمن الى غير ذلك من اشياء فخمة وراقية .. دخل انور مع امل الى محل فخم جدا .. وفورا ان دخلا تقدمت منهم فتاة جميلة ترتدي بذلة انيقة .. كانت ترسم ابتسامة جميلة على وجهها وهي تقول له:"سيد انور .. كيف حالك؟" اجاب عليها انور ايضا وهو يبتسم لها بلطف:"انا بخير شكرا.. في الحقيقة انا احتاج الى مساعدتك." "انا في خدمتك سيد انور." قال انور مشيرا بيده الى امل:"اريد ان تختاري لها مجموعة من الملابس تكون انيقة وراقية وتكون مناسبة لها." نظرت البائعة التي تعمل في ذلك المحل الكبير الى امل من اخمض قدميها حتى اعلى راسها .. وقالت له محاولة اخفاء دهشتها .. "طلبك سهل سيد انور .. لن تتعرف اليها عندما ترتدي ما ساختاره لها." نظرت امل الى الفتاة باستنكار وقالت :" وكان الملابس الراقية ستقوم بتبديل ملامح وجهي." قال لها انور بصوت لم تسمعه الا هي :"اصمتي امل ودعي الانسة رودينة تساعدك في اختيار الملابس." التفتت اليه امل وقالت بنبرة ذات معنى:"يبدوا لي انك تتردد على هذا المحل كثيرا .. يتملكني الفضول فقط لاعرف كم من فتاة اتيت بها الى هنا لكي تغير من مظهرها؟" ابتسم انور وهو يقول لها بهدوء:"لا تجعلي خيالك يذهب بعيدا امل .. انا اشتري عادة ملابسي من هنا .. فالطابق الثاني من هذا المحل مخصص لازياء الرجال." بعد ذلك تبعت امل وانور البائعة حيث اختارت لامل العديد من الملابس لكي تجربها .. كانت ملابس متكلفة جدا .. من بدل فخمة وبناطيل كلاسيكية مع قمصان بالوان باهتة .. لم يعجب ذلك امل ابدا .. لكنها مع ذلك ذهبت الى الغرفة الصغيرة حيث يجرب الزبائن الملابس الذي اختاروها.. كانت في كل مرة تخرج الى انور والعاملة رودينة .. لكي يقيموا مظهرها .. ومع كل زي كانت تخرج به .. كان يعبر انور على انه ليس مناسبا لشكلها .. حتى تعبت امل وقالت وهي تنظر الى المراة الكبيرة التي امامهما :"انور انظر جيدا .. المشكلة ليس في الزي بل في انا .. لاتناسبني هذه الملابس المتكلفة .. فانا ابدوا كطفلة في ملابس امها.. وجهي صغير وملامحه طفولية .. لاتتناسب ابدا مع هذه الملابس الفخمة ." "وماذا تقترحين؟" سالها انور ذلك بعد ان اقتنع بوجهة نظرها .. استدارت امل الى العاملة وقالت لها:"اليس لديكم هنا ملابس رياضية او حتى ازياء صيفية خفيفة." "لدينا هنا جزء مخصص لازياء المراهقات اعتقد بانك ستجدين ما تبحثين عنه؟" اختارت امل مجموعة من الملابس بنفسها واستغنت عن مساعدة البائعة لها .. وبينما كانت تحمل فستانا صيفيا بيدها قالت وهي تشهق:"ااااه .. ماهذا انه ليس سوى قطعة ثوب رقيقة جدا .. وثمنه اكثر من مرتبي الشهري في المصنع؟" قال لها انور:"خدي ما تريدين ولا تهتمي للثمن." قالت له امل بمكر:"انا لم اقل بانني لن اخذه .. كنت فقط اعلق على الثمن .. فانت تستحق ان تصبح مفلسا على خطتك الخبيثة التي اجبرتني على تنفيذها." لم يعلق انور على كلامها بل اكتفى بالابتسام في وجهها ثم قال لها معيدا كلامه:"خذي كل ما يعجبك." .............. "اين نحن الان؟" اجاب انور على سوال امل بينما يواصل مشيه بين الازقة وامل تمشي بجانبه:"هذا الجزء من مدينة طنجة يسمى بالمدينة القديمة .. لان هنا ماتزال توجد الزقق والدروب الضيقة .. والبيوت التي ماتزال تحافظ على بنائها التقليدي." وقف انور فجاة امام بيت بابه خشبي .. لونه بني قاتم .. عرفت امل بانه بيت الياس .. ارادت ان تمسك بيد انور وتحاول اقناعه بالعدول عن فكرته للمرة الاخيرة.. لكن انور كان قد سبقها وطرق الباب .. وكان احدا كان ينتظر وراء ذلك الباب .. فقد فتح فورا .. واطل منه الياس .. وقال وهو يتنحى لهم جانبا لكي يستطيعوا الدخول:"هيا تفضلا .. الجميع بانتظاركما " احست امل بتوتر كبير لانها ستقابل عائلة الياس .. توتر لم تحس مثله عندما ذهبت لمقابلة ام انور وابنة عمه .. مع انها لم تحب جلستهما ايضا.. الا انها لم تكن تشعر بالخوف كما الان ..فقد كانت خائفة بان تحكم عائلة الياس عليها بالسوء كما فعل ابنهم من قبل.. مع ان انور اتفق معها ومع الياس بانهم لن يقوموا باخبارهم شيئا عن ماضي امل .. وهنا تكمن المشكلة الكبرى .. فلو تقبلوها هولاء الناس .. فكيف تستطيع العيش معهم على الخداع .. انها فعلا عندما تفكر في فكرة انور .. تجدها فكرة مجنونة جدا .. لاتعرف كيف حتى انور استطاع التفكير فيها. قبل ان يدخلوا الى صالة تتميز باثاثها المغربي التقليدي .. خرجت الى استقبالهم امراة متحجبة .. ظهرت ابتسامة كبيرة على وجهها التي بدات التجاعيد تعرف الطريق اليه.. اقتربت من انور فورا وضمته اليها بحنان وهي تقول:"اين كنت كل هذه المدة يا بني؟ لقد اشتقنا اليك." قال انور والسعادة تملىء وجهه :"وانا ايضا اشتقت اليكم كثيرا." "اذا كنت قد اشتقت لنا فلما اختفيت اسبوعين كاملين من دون ان تزورنا." التفتت امل ورائها لكي ترى من قال ذلك .. فرات رجلا يرتدي جلباب مغربية تزيده احتراما وهيبة .. اقترب الرجل من انور الذي قبل يده ثم قال:"اسف .. فلقد كان لدي عمل مهم." ربت الرجل على كتفيه وقال :"لاباس المهم بانك قد اتيت." التفت الرجل الى امل التي كانت ماتزال واقفة في الوراء بجانب الياس ثم سال الرجل انورقائلا :"هذه هي ابنة عمك امل الذي اخبرنا الياس عنها منذ قليل .. اليس كذلك؟" اوما انور بالايجاب وهو يقول:"اجل انها هي .. لابد بان الياس قد اخبركم عن السبب لمجيئنا معا الى هنا." "اجل اجل .. لقد اخبرنا .. لكن ادخل اولا فلن نتحدث ونحن واقفون هنا." دخل الجميع الى الصالة وجلسوا .. كانت امل جالسة بجانب الياس .. فهما الاثنان اللذان بقيا لوحدهما .. جالسين بصمت يحدقان في والدي الياس وهما يصران على ان يجلس انور بينهما في الوسط حتى يتسنوا التكلم معه براحة اكثر .. بعد ان اختفى عنهم مدة طويلة .. كانت امل ترى كيف ان انور يبدوا سعيدا مع والدي الياس وكانهم عائلته .. بل انهم كذلك فعلا .. فالاثنين يعاملانه افضل من ابنهما الذي لم يلتفتا اليه منذ ان رايا انور . قال انورمخاطبا والدي صديقه:"الان كما قال لكما الياس .. ابي وامي قد سافرا في رحلة طويلة خارج البلاد .. وابنة عمي قدمت الينا من امريكا .. ولم تكن تعرف بان والدي مسافران .. وهي قد قدمت الى المغرب بصفة نهائية اي انها لن تعود الى امريكا ." كانت امل تنظر مذهولة الى انور .. لم تكن تتوقع منه ان يتقن الكذب بهذا الشكل المقنع .. حتى انها وشكت ان تصدق بانها قدمت من امريكا مع انها لم ترى بعد مدينة طنجة كلها .. اكمل انور كلامه قائلا:"كما تعرفان .. انا اقيم لوحدي في البيت .. وليس من اخلاقنا او عادتنا ان يعيش شاب لوحده مع فتاة .. حتى لو كانت ابنة عمه." احست امل بالاحراج لكلام انور .. خصوصا عندما قال له والد الياس :"فعلت الصواب يا بني .. انا فخور بك لانك متشبث بعادتنا وديننا الحنيف." ثم التفت الرجل اليها وقال:"مرحب بك يا ابنتي في بيتي .. سنعتبرك مثل ابنتنا اسراء" ابتسمت امل ردا على ترحيب والد الياس لها .. ثم شكره انور على ذلك . عندها دخلت فتاة تبدوا في مثل سن امل .. كانت ترتدي حجابا انيقا .. وكانت ملامح وجهها جميلة جدا .. تشبه ملامح الياس .. الا ان ملامحها كانت خالية من قسوة الرجولة التي كانت مسيطرة على ملامح الياس الوسيمة.. وضعت الفتاة الصينية التي كانت تحملها بيدها فوق الطاولة وسلمت على انور وامل .. ثم سالها انور بمرح:"كيف حالك يا اسراء؟" ابتسمت الفتاة ابتسامة مودبة وقالت بهدوء:"بخير .. وانت ؟" "انا افضل حالا الان.. ولو كنت قد سالتني قبل اسبوعين .. لكنت قد اجبتك بانني لست بخير ومشغول ومشوش جدا. " قال ذلك انور وهو يضحك وينظر الى امل .. وقد فهمت امل بدورها بانه يقصد التعبير لها عن حالته التي كان فيها بعد ان اختفت فجاة عن مدينة شفشاون.. من دون ان تترك اثرا ورائها." سال انور مرة اخرى اسراء قائلا: "هل اشتقت الى الدراسة؟ اعرف بانك تحبين الدراسة كثيرا؟" قال الياس مشاركا في الحديث بعد طول صمت:"اظن بانها اشتاقت الى صديقتها وليس الى الدراسة." رات امل عبوس الفتاة واختفاء ابتسامتها من ملاحظة الياس السخيفة .. فمن الواضح بان الفتاة احبت تعليق انور على انها فتاة مجدة لدراستها .. لكن اخاها افسد عليها سعادتها. قال لها انور:"لااظن بانها ستمل في هذه العطلة .. لان امل ستكون لها صديقة جيدة جدا .. ولا بد من انها ستسعد بوجودها." ابتسمت الفتاة ردا على كلام انور.. الا ان تلك الابتسامة لم تخدع امل .. فمن الواضح بان اسراء لم تحب فكرة انور بان يصبحوا هي وامل صديقتين .. وامل ايضا لم تحبها .. لم تعرف لماذا؟ .. فقد شعرت بعدم ارتياح لها .. كانت الفتاة تبدوا جميلة جدا .. متحفظة ومثقفة .. اي انها ستعجب اي رجل يراها .. شكت امل من ان يكون انور يحمل مشاعر لهذه الفتاة .. فهو من الواضح بان علاقته مع عائلتها .. علاقة قوية جدا .. فلما لا يمكن ان يحبها ؟ بقي السوال معلقا في عقل امل يطالب بالجواب .. الا ان امل لم تستطع الاجابة عليه .. بل ان ما ازعجها اكثر .. هو عدم معرفتها للسبب الذي يجعلها تحزن ان كان انور يحب فتاة اخرى .. قفزت اجابة تجيب على جميع اسئلتها التي كانت تدور في راسها .. الا انها طردتها بعنف من افكارها .. لم تكن تريد ذلك .. بل لم تكن تريد ان تعترف بان ذلك صحيحا .. لانه لايمكن لذلك الحدوث .. هي تعرف منذ البداية بان حياتها مختلفة تماما عن حياة انور .. وبانه يعتبرها كصديقة او كالاخت الذي لم يحظى بها يوما.. فهذه هي المشاعر التي يكنها لها انور لا غير. التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 22-02-11 الساعة 01:50 AM سبب آخر: إسمحى لى بتكبير الخط | ||||||
21-02-11, 10:58 PM | #154 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اسفة لتاخري في انزالي الفصل .. لكن ظروفي لم تسمح بانزله قبل الان. انتظروني يوم الاربعاء القادم مع فصل جديد. قرائة ممتعة .. وشكرا. | ||||||
21-02-11, 11:46 PM | #156 | |||||
نجم روايتي
| سلمت يداك عزيزتي عن جد حلوة كتييييير طريقة كتابتك وأندمج تماما معك في سردك للاحداث والمواقف...شعرت أنني كنت أجلس في بيت الياس أنظر الى والديه يرحبان بشدة بأنور و فعلا نجحت بايصال التوتر بين الفتاتين....لا أعرف لماذا شعرت أن أخت الياس تحمل شيئا من المشاعر نحو أنور...ربما هي أخوية لكنها بالتأكيد لم ترق لها فكرة أن أمل هي ابنة عم أنور وهي بلا شك لاحظت نظرته لها حين تكلم عن القلق حين اختفت أمل من شفشاون( ان شاء الله أكون كتبت اسم المدينة صح)... الياس, أنور, أمل و اسراء ولعبة المشاعر بينهم...عزيزتي لا تطولي الغيبة...نحبك ونحب روايتك الحلوة ووصفك الخيالي الجميل ...على فكرة أحب زيارتي للمغرب ,,في كل مرة أقرأ فيها فصلا من روايتك أشعر أنني أسافر للمغرب بمدائنه وناسه وعاداته الحلوة.. ننتظرك بشوق لنعرف التطورات بين ابطالك المتميزين... شكرا لك ولك مني كل التقدير والاحترام لوقتك وجهدك في كتابة فصول الرواية لترضي قراءك المحبين لك... مهاتي | |||||
22-02-11, 02:19 AM | #157 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| تسلمى maroska على البارت الرائع ... أنور ... فكرة جيدة أن تخبر أهل إلياس أن أمل إبنة عمك ... و لكن ألم تنظر لما سيحدث بعد ذلك و كيف ستتأثر نظرة والدى إلياس لك بعد معرفتهما بالحقيقة ؟؟؟ أمل ... أتمنى أن يكون مستقرك ببيت والدى إلياس خياراً جيداً و لكنى أتوقع المزيد من المشاكل خاصة أنه من الواضح أن إسراء تكن المشاعر لأنور ... maroska متابعاكى و شكراً لك | |||||
22-02-11, 06:21 PM | #158 | ||||
نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي
| مساء الخير شكراً عزيزتي على الفصل أنور وإلياس وخطتهم التي ربما ظنوا انها محكمة ولكنها لاتبدو كذلك وسيكون لها تأثير سيء وكيف ستكون ردة فعل اهل الياس على ذلك اما أمل هي من ستتحمل تبعات قرارها وخطتهم إسراء ... لتظهريها شريرة لانها على اسمي ويبدو انها ستصعب الحياة نوعاً ما على أمل سلملم | ||||
22-02-11, 07:24 PM | #159 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| : خطه غريبه جدا كحل مؤقت ربما تكون ناجحه ..الا اذا اكتشفوا امرها خصوصا ان امل لاتحب الكذب او خداع الناس فما بال من تسكن لديهم وربما ستعتبرهم مثل اهلها .. فصل كشف الكثير عن مشاعر الابطال حتى لو لم يكن بطريقه مباشره امل تبرر تصرفات انور بالصداقه وترفض اعتراف قلبها بوقوعه في الحب و الياس يعطف على صاحبه الذي ( وقع وماحد سما عليه) وأخت الياس ربما تكون مستلطف او معجبه بأنور من خلال راحتها بمدحه ..الكارثه لو اشتعلت نار الغيره بين الاثنتين ..او اصبحو صديقات فستتنازل احداهما اخرى وتغلف قلبها بقناع واهي ..لكن لااعتقد ان نوره ستقبل بان لايمكون لها من الطيب نصيب ..خصوصا ان والد انور بصفها ولا اعتقد ان امل واسراء لهم طول صبر او دهاء بمقدار نورا المتفتحه .. أحب جدا الزي المغربي ..استشعر بهيبه و وقار ابو الياس وامه الود لقلبك | |||||
22-02-11, 07:49 PM | #160 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|