الفصل 3 – عرض لا يقاوم-
نظرت كارولين للفتاة الجالسة أمامها بغضب واستنكار لكنها تماسكت وردت ببرود – فعلا ..أنا متزوجة مند عشر سنوات ولكن ما تطلبينه مني أمر صعب أولا لأنني لا اعرف قريبك ثانيا لا افهم كيف أساعدك في إقناعه وأنا الغريبة عنه...- أنا لا اطلب منك إقناعه بالزواج مني ولكن كل ما أريده منك هو إيجاد سيد نبيل يقوم بدور رجل يسعى خلفي وهو طامع في ثروتي وعندها سأضع قريبي أمام الآمر الواقع وسأضطره للزواج بي حفاظا على ثروة عائلتي وتأكدي أنني سأدفع لك أضعاف ما تاخدينه عادة وكذلك بالنسبة للرجل الذي تختارينه..لم تستطع كارولين الرد على الفتاة من شدة صدمتها ولكن فضولها تغلب على دهشتها – ولكن لم كل هدا الإصرار على الزواج من رجل لا يريدك ...- من اجل النفوذ والمركز طبعا ..ردت صوفي بسخرية ..لأنني بمجرد أن أتزوجه واحصل على لقب الدوقة سأعمل على إنجاب وريث يضمن لي البقاء هناك والحصول على الثروة اللازمة كما انه سيجعل فيليب مقيدا ولن يطلقني ويتزوج بأخرى وأقصى ما يمكنه القيام به هو اتخاذ عشيقة وهدا لا يهمني لأنني سأكون صاحبة المكان ...اخدت كارولين نفسا عميقا وأدارت الأمر سريعا في رأسها ..صحيح أن ما تطلبه الليدي صوفي غير أخلاقي ويتطلب القيام بشيء لم تقم به من قبل ..ولكن المبلغ الذي ستتحصل عليه سيحل الكثير من المشاكل ثم هي لا شان لها بما سيحد بعد دلك بين الدوق وصوفي ..حقا هي لن تهتم بمصير رجل لا تستطيع تصور ثرائه حتى في أحلامها..كما أن الليدي صوفي لا تريد له الادية ..على العكس فهي تريد زوجا لها وبصراحة فالليدي صوفي تشرف كل رجل يتزوجها فجمالها وهيئتها الرقيقة تسلبان لب أي رجل وهي لا تفهم كيف قاومها دلك الدوق المتوحش..رفعت نظرها للفتاة بحزم وقد اتخذت قرارها – حسنا ..من حسن حظك أنني اعرف بعض الممثلين ..سادهب للمدينة في نهاية الأسبوع وسأتدبر أمر الرجل الذي تريدينه ولكنني أريد مبلغا إضافيا لشراء ثياب أنيقة له ولإعداده لدوره القادم...- طبعا طبعا ..لك كل ما تريدين وسأرسل لك مع إحدى الخادمات مبلغا من المال ولكن أرجو أن يكون مقنعا في دوره وان تكون هناك إشاعات حول مغامراته العديدة مع بنات العائلات المحترمة حتى يقتنع فيليب ويبعده عني كي يتزوج بي ..نهضت صوفي من مقعدها متوجهة إلى كارولين ثم قبلت خدها بخفة – كنت متأكدة من قبولك عرضي ..تأكدي من انك ستكونين أول مدعوة إلى حفل زفافي وستمضين معي أسبوعا كاملا أنت وزوجك هدا إن استطاع القدوم طبعا فانا سمعت انه نادرا ما يأتي..ابتسمت كارولين ببرود – دعينا لا نستبق الأحداث ..أنا أحب أن أكون عملية وبعيدة عن العواطف وفي الحقيقة المبلغ الذي عرضته علي هو الذي جعلني ارغب في خوض هده المغامرة ..- فعلا .أنت محقة وتأكدي من أنني سافي بوعدي وأعطيك نصف المبلغ حين يأتي الممثل الذي تختارينه والنصف الأخر في حفل خطوبتي مع فيليب والآن اسمحي لي بالانصراف فانا وأمي مشغولتان كثيرا بتحضير القصر لان فيليب سيصل الأسبوع القادم على الرغم من انه لا يهتم بالكماليات على الإطلاق إلا أن هدا سيتغير عندما سأصبح أنا الدوقة وسأعمل على إقامة العديد من الحفلات ليعرف الناس مدى ثرائي..ثم انحنت صوفي بلباقة كاذبة – والآن بالادن ليدي كارولين...نظرت كارولين للباب المغلق أمامها وهي تفكر بأنها ولأول مرة تخطيء في الحكم على الناس..فعلا لقد أخطئت حين اعتبرت الليدي صوفي فتاة ناعمة لأنها شيطان متنكر على هيئة فتاة جميلة ..إنها تذكرها نوعا ما بهيلين ..تلك الساقطة التي أغوت والدها لأجل المال وكادت تنجح لولا تدخل القدر ..صحيح أن كارولين لامت نفسها لاحقا كثيرا لمعاملتها السيئة مع هيلين إلا أنها لم تمنع عنها زيارة الطبيب كما هددتها وقد اخبرها بان حالة المرأة ميؤوس منها تماما حتى لو لم تسقط لان سنها وإصابتها بمرض فقر الدم كانا كفيلين بقتلها و سقوطها لم يضر حالتها بشيء لو أنها كانت في صحة جيدة ..زفرت بضيق وهي تقف متوجهة إلى البهو المؤدي إلى المطبخ لأنها بحاجة ماسة إلى مشروب الأعشاب الذي تحضره الطباخة ليهدئ ألام رأسها وهي تردد أن ما ستفعله تلك الفتاة ليس من شانها وكل ما عليها القيام به هو إحضار رجل مناسب للدور وقبض أموال هي بحاجة ماسة إليها...دفعت باب المطبخ وهي تبحث بعينيها عن الطباخة ولكنها تذكرت أن الأخيرة قد طلبت منها الادن بعد الغداء لزيارة شقيقتها التي أنجبت توأما بالأمس..توجهت كارولين إلى غرفة المؤونة خلف المطبخ علها تجد رزمة الأعشاب وظلت تبحث لوقت طويل إلى أن صرخت فرحا حين وجدتها مرمية بإهمال خلف الصناديق الفارغة وأسرعت للمطبخ لتحضير دوائها وراقبت الماء وهو يغلي ثم وضعت فوقه الأعشاب وانتظرت أن يختلط المزيج جيدا وصار لون الماء بنيا غامقا وحاولت كارولين أن تتناسى رائحته الكريهة وهي تتناوله وأرغمت نفسها على إكمال الكأس حتى أخر قطرة على الرغم من تعبير الاشمئزاز الذي كان مرتسما على وجهها الجميل ثم اتبعت الدواء بكاس من عصير التفاح الحلو كي ينسيها الدواء الرهيب ولكنها اعترفت بان مفعول الدواء سريع لأنها تخلصت من الألم بشكل كبير..وضعت كأسها على الطاولة الخشبية الكبيرة ثم قررت الاستعداد لموعد الليدي أنجيلا وشقيقتها الصغرى ماري ..صعدت بسرعة الدرج متوجهة لغرفتها حتى تغير ثيابها وعند انتهائها التحقت بكارمن التي كانت تشرف على الخادمات أثناء تنظيف مكان العمل وتحضير بعض المقبلات والشاي للضيفتين وحين رأتها كارمن توجهت إليها بسرعة – كيف كانت الزبونة آنستي ..ابتسمت كارولين بسخرية – تلك الفتاة اقل براءة مما كنت أظن سأخبرك فيما بعد فعلينا الإسراع وإلا وصلت الفتاتان دون أن نكون مستعدين ...بعد ساعة من الانتظار أطلت عربة الليدي أنجيلا وشقيقتها فخرجت كارولين بنفسها لاستقبال الشابتين اللتين تعتبرهما تحديا خاصا ..كلتاهما تعدتا الخامس والعشرين من العمر ..لقد كانتا اكبر منها وعلى الرغم من بشرتهما البيضاء الناصعة إلا أنهما لا تتمتعان بشخصية مؤثرة وفرص الحصول على زوج في هده السن تتضاءل بسرعة ولكن كارولين لم تعتد اليأس حتى في أحلك أيامها مع والدها وعشيقته وهي قررت تزويجهما في هدا الموسم الذي يعد بان يكون مزدحما بالنبلاء وهي ستعمل جاهدة على دلك ..ابتسمت كارولين للفتاتين ورحبت بهما ثم دخلن جميعا إلى الصالون الفسيح حيث كانت الطاولة تزخر بأنواع المقبلات والشاي ...نظرت أنجيلا لربة المنزل معتذرة – أنا فعلا آسفة كارولين لكنني اضطررت للبقاء عند الخياطة لإتمام فستاني الجديد وقد تأخرت في إنهائه لازدحام جدول أعمالها ..ربتت كارولين على يد الفتاة بلطف – لا داعي للاعتذار..والآن لنتحدث عن موضوعنا المهم ..لا يخفى عليك أن موسم الحفلات في المدينة سيبدأ بعد شهر وأنا اعتمد عليه لتعريفكن لبعض النبلاء الجديين بغرض الزواج ..ابتسمت الليدي ماري بحماس – شكرا كارولين أنا فعلا اعتمد عليك في موضوع زواجي ..ابتسمت كارولين للفتاة – لا تتحمسي كثيرا ..علينا انتظار بداية الموسم وانطلاق الحفلات الفخمة والأعياد وعروض المسارح التي يكثر فيها السادة وعندها سنحاول اختيار الأشخاص المناسبين ضمن زبائني ..ردت أنجيلا بثقة – نحن نثق بك ثقة عمياء واعرف انك ستجدين من يناسبنا..ابتسمت كارولين بامتنان للفتاتين وامضين بقية الأمسية في الحديث عن الموسم الماضي واهم الأشخاص المنتظرين للموسم القادم ثم تنزهن قليلا في الحديقة إلى أن وصلت عربة التي تقودها الأحصنة لتقل الفتاتين فودعتهما كارولين على أمل اللقاء مجددا بعد شهر في المدينة ...جلست كارولين في المقعد الخشبي وسط حديقتها وهي تراقب ابتعاد العربة وسط الغبار الذي تثيره حوافر الجياد الأربعة وهي تأمل حقا في أن تتزوج الفتاتان قبل حلول العام المقبل فقد أخبرتها أنجيلا أنها بدأت تشعر أنها عبء على والديها وكذلك الحال بالنسبة لشقيقتها ..لقد شعرت كارولين بالشفقة عليهما ولأول مرة مند بداية عملها أحست بالسعادة رفقة زبونة على الرغم من رفضها التام أن يعتبر المجتمع إن قدر المرأة هو الزواج وطاعة زوجها طاعة عمياء فهي عايشت جبروت والدها وخنوع أمها بنوع من الثورة وبمجرد أن سنحت لها الفرصة مند سبع سنوات هربت من دلك المكان بلا رجعة لكن ولسخرية القدر اتخذت إيجاد أزواج مهنة لها ..ابتسمت كارولين وهي تفكر في انجازاتها ...بالنسبة لشخص يرفض الزواج فهي حققت الكثير من النتائج فخلال العام الماضي تزوج أربعة من زبائنها وأولهم الليدي مادلين الرهيبة ..مسكين زوجها..فكرت كارولين ..لابد انه يعاني ويتحسر على عزوبته الضائعة ..انفجرت ضحكا وهي تتخيله يركض هربا من زوجته التي تلحق وراءه بدزينة من الأطفال..نهضت من المقعد وقد أحست بالبرد وقد بدأت الشمس بالغروب ..سارت للداخل وهي تفكر في الليدي صوفي ..تلك الفتاة الداهية ..لم تستطع منع نفسها في التفكير في نتائج ما سيحدث وكيف ستكون ردة فعل قريبها الدوق ..عليها أن تتأكد من عدم ورود اسمها في هده المهزلة وإلا لتحول لمهاجمتها وهي ليست قادرة على مجابهته لأنها تعرف مما سمعته انه إنسان شرس ومتوحش ولو علم أن لها يدا فيما سيحدث سينتهي أمرها وعند هده الفكرة ارتعد جسدها فيكفيها خوفها من أبيها وانتقامه وهي ليست بحاجة لجعل رجل كالدوق عدوا لها ولكن دافعها هو الحاجة للعمل وتمنت ينتهي الأمر على خير واتجهت لكتابة رسالة الى صديقة والدها لاختار سعيد الحظ....