|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-04-11, 10:22 PM | #11 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| الفصل الثاني في تلك اللحظة عرفت جوستين أن الليلة بكاملها ستكون قاتمة , وتمنت من كل قلبها أن تكون لديها الشجاعة لترفض الخروج مع ميتشيل واريندر , بمن تذكّره هي تماما؟ لقد كان سؤالا مؤلما لا ينوي الأجابة عليه بسرعة – والى أن يفعل , هي كانت تحت رحمته. كان واضحا الآن لماذا عرض عليها هذا العمل , ليس لأنه بحاجة الى مصممة أخرى بل بكل بساطة ليضع يديه عليها , الذي لم يكن واضحا , هو لماذا؟ لماذا يأخذ الأمر عليها؟ سرت رعشة فوق جوستين , لكنها أبتسمت , وهي تحاول بأن لا تدع رفيقها يرى مدى أضطرابها . " أنك تبدو شؤما , مع ذلك , لا أستطيع أن أتصور أنك جاد". نظر اليها , وكان عليها أن تكون عمياء كيلا ترى الكراهية في عينيه , شعرت بالبرد , برد مميت , لقد أجاب على سؤالها دون أن يتكلم , أنه لم يكن أكثر أخلاصا في حياته. " أفضل عدم مناقشة القضية في هذه اللحظة". بلعت جوستين ريقها : " أعتقد أنني أفضل الذهاب الى البيت ". هز رأسه : " ألست جائعة؟". " لم أعد جائعة". أتسعت عيناه الداكنتان . " لكنني أنا جائع , وأنا واثق أن فقدانك لشهيتك هو مؤقت فقط , أنني لم أقصد أزعاجك". نظرت اليه جوستين بحدة : " أنت تعلم جيدا ماذا تفعل". " هناك مناسبات لا يستطيع فيها الرجل أن يساعد نفسه , أرجوك أن تنسى أنني قلت أي شيء". تنسى! كيف يتخيل أنها ستفعل ذلك ؟ لقد هددها , على الأقل – والمفروض منها أن تنسى ؟ " أنا آسفة ". قالت بصوت حاد : " لكن ذلك مستحيل , مع ذلك , سيكون تطفلا مني أن أخرب ليلتك". " أنني مسرور لأنك عدت الى رشدك". وأعطاها ما بدا كأبتسامة حقيقية , رغم أن جوستين كانت الآن تشتبه بكل ما يفعل أو يقول , عندما عرض عليها العمل في البداية نظرت اليه كمنقذها , أما الآن فهي غير متأكدة. ظلاّ صامتين بقية الرحلة القصيرة , وكانت جوستين تتأمل في نتيجة أشتراكها مع ميتشيل واريندر , التي خافت أن ينتهي بكارثة , أما ميتشيل نفسه , بدون أن ينزعج , كان يدندن لحنا مفرحا , كأن الشيء كله كان تسلية له. في الوقت الذي وصلا فيه الى المطعم , كانت جوستين تغلي , وعندما حاول أن يأخذ بيدها أبعدتها عنه. كانت ردة فعله رفع حاجبه , لا أكثر , مع أنها تستطيع أن تخمن الأفكار التي تدور في عقله. كان المطعم فرنسيا ووديا وتركته يقوم بالطلب , المارتيني الذي شربته قبل العشاء دخل رأسا الى رأسها , لأنها لم تأكل شيئا طوال النهار سوى شريحة توست , لكن حالما دخل بعض الطعام الى داخلها شعرت بالتحسن , وقد كانت بالفعل تستمتع بالوجبة الممتازة وتقارع ميتشيل كأسا بكأس فيما يتعلق بالنبيذ. ناقشا تجارة الأحذية بشكل عام , وقد أطرى ميتشيل على أفكارها المختلفة مما جعل جوستين تستغرب كثيرا , لقد تعجبت أذ لربما كان لا يحاول من تخفيف الضربة قبل وقوعها؟ لم يرد أي ذكر على موضوع طردها من شركة دين أند غرايس , وقد أعتقدت بأن هذا كان آخر شيء في ذهنه الآن , أنه قد أستغل بطالتها كحافز لوضعها تحت سيطرته , في تلك اللحظة كان هو الأدب نفسه , لكن الى متى سيدوم ذلك؟ لقد أنذرها بأنها يوما ما ستتمنى لو أنها لم تقابله. " براندي؟". " أرجوك". وصلا الى مرحلة القهوة بدون أية كلمة نابية منه , لقد بدا بأنه يبذل قصارى جهده لتصحيح الأنطباع الخاطىء الذي تكوّن لديها عنه. شعرت جوستين بالأسترخاء , لقد كان ميتشيل رفيقا مثاليا عندما وضع نفسه للترفيه عنها , وألتقاء الطعام الممتاز , والنبيذ القوي , وسحره الخاص , قد حذروا أحاسيسها مما جعلها تعجب أذا كانت شكوكها السابقة هي محض خيالية . أخذها الى بيتها , وعندما راحت تفتش في الظلام عن مفتاح بابها فتح لها الباب , وتبعها الى الداخل , كانت جوستين ثملة تماما فلم توقفه . " هل تحب القهوة؟". سألته: " أو ربما الشوكولا الساخنة ؟". ثم أبتسمت , لكن ميتشيل واريندر لم يكن رجل الشوكولا الساخنة. لكنه فاجأها بأحناء رأسه : " الشوكولا الساخنة جيدة ". وجلس على كرسيها المريح. وفيما كانت جوستين تملأ الغلاية , لم تستطع ألا أن تتذكر بأن هذا المساء كان مليئا بالمفاجآت – والأغرب من ذلك كله كانت طريقتها الخاصة , أنه سيكون من المميت أن تشجع هذا الرجل بعد التهديد الذي أطلقه , ومع ذلك لم يظهر عليها أنها تستطيع أن تساعد نفسها . عندما أنضمت اليه , كان نائما تقريبا , عيناه كانتا مقفلتان , وملامحه الخشنة كانت في أسترخاء , لقد ظهر بأنه أصغر , وفجأة سريع العطب , فأبتسمت . فتح عينيه , ونظر اليها , وقفز واقفا ليتناول منها الصينية مع الكوبين الساخنين , وضعها على طاولة منخفضة أمام الديوان بحيث لا يكون لدى جوستين خيارا ألا الجلوس الى جانبه. | ||||
03-04-11, 09:52 PM | #12 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| " هل يمكنني أن أقول بأن هذه الغرفة جميلة؟ أن ذوقك ممتاز , من الواضح أن والديك قد علماك على تقدير الأشياء الجميلة في الحياة". " أعتقد أنهما فعلا ذلك ". قالت جوستين بأختصار , وهي تريد أن تناقش موضوع أمها , أو جيرالد , مع هذا الرجل. " هل لاحظت نوعا من الغضب؟ ". كان سريعا في ألتقاط التعير في نغمتها: " هل الأشياء ليست على ما ما يرام بينكما ؟ هل ذلك هو سبب تركك البيت؟". رفعت جوستين كوبها : " لقد تركت لأن أمي توفيت , وأنا أريد الأستقلال". " أنا آسف". قالت بهدوء: " لكن يجب أن يكون ذلك صعبا على والدك بعد فقدك أنت , ألم تفكري بذلك؟". " أنه لم يهتم بي ". قالت وذقنها ترتعش , وعيناها تلمعان : " أنه لم يحبني , لقد فرح عندما غادرت". أخذ ميتشيل جرعة من شرابه أيضا , وهو يراقبها عن كثب من فوق حافة كوبه : " هل كنت الطفلة الوحيدة؟". " عندي أخ". " وهل هو لا يزال في البيت؟". أطرقت برأسها : " هل تذهبين لرؤيته؟". " لا , أننا نلتقي خارج البيت , لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟". " هل تمانعين؟". " لا". وللغرابة , لقد كانت تلك هي الحقيقة. " هل أنت تشبهين والدتك؟". عبست جوستين , كان صوته مختلفا , وليس عاديا: " الناس يقولون أنني أشبهها". " هل تلك هي صورتها؟". نظرت الى الصورة ذات الأطار الفضي على التلفزيون : " نعم , لقد أخذت لها في عيد ميلادها الأربعين ". أحضرت الصورة وناولتها له : " آمل أن أبدو جميلة مثلها عندما أبلغ الأربعين , كان الناس يعتقدون بأننا شقيقتين". في الحقيقة , أنهما لم تكونا قريبتين كشقيقتين , ولا حتى قريبتين كبعض الأمهات , لكن جوستين أحبت والدها , وأفتقدتها كثيرا. خيم السكون عليه وهو يدرس الشبه , تعجبت جوستين بماذا يفكر. " نعم ". قال أخيرا , وخشونة جديدة في صوته : " هذه الصورة قد تكون أنت فعلا , شيء مدهش". لقد أعتادت جوستين على ملاحظات الناس بالنسبة للشبه , لكن ميتشيل بدا منجذبا أكثر من العادة , هناك شيء ما , لم تستطع أن تسبر غوره , كان غاضبا لسبب ما. فجأة , رمى الصورة جانبا : " لقد شاهدت ما فيه الكفاية". أطلقت جوستين صرخة أحتجاج على أهماله في التعاطي في هذه الصورة الثمينة : " لا تفعل ذلك , يمكن أن تكسرها". تقدمت عبره لتستعيد الأطار وعلى حين غرة وجدته يسحبها بخشونة بين ذراعيه : " يا سيد واريندر ! ماذا أنت ...؟". ضاع أحتجاجها عندما أطبق بفمه على فمها , وعرفت جوستين أنها ضاعت. من البداية شعرت وقاومت مغناطيسته القوية , يساعدها في ذلك العداء المتبادل بينهما , لكنها الآن , وقد أمتلأت بالطعام الجيد والنبيذ , فأن مقاومتها قد أنخفضت بحيث لم يعد لها وجود. رغم جهودها فقد عجزت عن السيطرة على نفسها , وفي اللحظة التالية وجدت نفسها راقدة على الديوان. أنزلق الثوب الأزرق عن كتفيها , رأت في وجهه بريق الشهوة وهو ينظر اليها , لقد بدا أن كل شيء كان صحيحا وطبيعيا , لقد حدث بدون أن يتوقع أي منهما ذلك , لو أن الحقيقة عرفت , فأنه سيكون مستغربا مثلها. ثم , بدون سابق أنذار , نهض على قدميه , شعرت جوستين بأن جزءا منها قد أنتزع , ونظرت اليه , بعينين واسعتين , كان التحول فيه مخيفا , عيناه كانتا كالثلج , ووجهه قناع بشع , حتى تنفسه كان ممزقا. " ماذا فعلت؟". قالت له , وهي تحكم من تعبيره بأن هناك شيئا ما مخيفا. " لقد تجاوبت ما هو متوقع ". قال بوحشية , وهو يدور على عقبيه , كان وضعه كمن يقاتل في سبيل الجائزة , وقد تعجبت جوستين أذا كان سيجعل منها كرة للتمرين. تحركت بسرعة , وقفزت واقفة على قدميها , وراحت تلملم ثوبها وتواجهه , وعيناها براقتان , وشفتاها منفرجات : " هل ذلك غير عادي؟ هل الفتيات عادة يحاربن تقدمك ؟ هل كنت سهلة جدا ؟ أذا كانت الحال كذلك , فأنني أعتذر , أنها ليست ممارستي العادية أن أقع بين ذراعي رجل عند أول أشارة تقدم". " لكنك وجدت أنني لا أقاوم ؟". قال والسخرية بادية على وجهه. " أنك جذاب جسديا , كما تعلم ". حتى وهي تتحداه , موجة عفوية شدت عضلات معدتها ونظرت بعيدا , لقد كان هذا جنونا". " وأنت هل تتجاوبين مع أي رجل شكله مقبول؟". دار رأس جوستين : " لا , أنني لا أفعل ذلك , ما الذي أنت وراءه ؟". توترت شفتاها الآن , وأحمر وجهها من الغضب. تجعدت شفتاه في أستهزاء : " أعتقد أن الجواب واضح ,أشكرك على تأكيد شكوكي , لقد كانت أمسية مريحة , تصبحين على خير , وفي خطوتين , وصل الى الباب. | ||||
03-04-11, 10:16 PM | #13 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| " أنتظر.... لا يمكنك...". أستدارت جوستين بغضب في الغرفة , لعنة اله على هذا الرجل ! ما هي اللعبة التي يلعبها؟ ما الذي أكدته له ؟ أخذ رأسها يلف , لقد كان وضعا جنونيا , كانت مشوشة تماما. مهما كانت النتيجة التي رسمها , فأن كل شيء يبدو بأنه يشير لأنزعاجه من فتاة أخرى – فتاة بدا واضحا بأنها آلمته كثيرا – وهو يريدها – أي جوستين – أن تدفع الثمن! لقد فقد عقله , أنه لا يستطيع أن يفعل هذا , أنها لن تسمح له , لكن كيف يمكنها أن تضع حدا لذلك؟ ترك عملها كان أحد الحلول , لكنها كانت مضطربة لقبوله , أنها بكل تأكيد لن تجد عملا آخر , أن السبب الوحيد لهذا كله هو شبهها لفتاة مجهولة لعبت دورا مدمرا في حياة ميتشيل واريندر. لقد كانت حلقة فاسدة , وهي في وسطها , أن العمل لدى شركة واريندر يعني الفرق بين عيشها حياتها الخاصة المستقلة أو الرجوع الى جيرالد جاميسون البغيض , الرجل الذي دعته مرة والدها هو بكل تأكيد سيجعل حياتها بائسة , أن العيش في هذا البيت سيكون أسوأ من التعامل مع هذا التعسف. غسلت جوستين الكوبين , وأخذت دوشا , وذهبت الى الفراش لكن النوم هرب منها , تسارعت أحداث المساء في ذهنها , وأصبحت مشوشة , ومعكوسة , الى أن نهضت أخيرا. كوبين من الشاي وأخيرا بعد نصف ساعة غرقت في النوم , لكنها أستيقظت باكرا على صوت طرق على الباب . كان تفكيرها الأول هو أن ميتشيل واريندر قد عاد ليلقي عليها ببعض الأتهامات الأخرى غير العادلة , ثم أدركت بأن هذا هراء , كان رئيسها في ذهنها , أذا أراد أن يقول لها أي شيء , فأن عليه أن ينتظر حتى تذهب الى العمل. لبست روبها , وأدارت جوستين المفتاح ونظرت الى الخارج , كانت لا تزال تشعر بالنعاس , دفع اليها مالك البيت بمظروف في يدها , وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة , وذهب. لا حاجة بها لكي تنزعج من محتوياته , مزقت جوستين المظروف وفتحته وسحبت الورقة الوحيدة التي كانت فيه , أنه يعطيها أنذارا رسميا بأخلاء الشقة خلال سبعة أيام . هبط قلب جوستين , لقد كان مالك البيت قد أنذرها عدة مرات , لكنها لم تفكر بأنه سيفعل ذلك , لقد كانت تدفع له الأيجار , بدون المتأخرات , فأي وغد كان هو ؟ لكن لا فائدة من البكاء , أنها بكل تأكيد لن تعود الى جيرالد جاميسون , خلال الليل أتخذت قرارها حول هذا الموضوع , أنها ستجد شقة أصغر , أي شيء يكون خاصا بها. حالما تثبت جدارتها في شركة واريندر , فأنها ستطالب بزيادة , أن السيد هنت مسرور منها , وهي متأكدة بأنه سيقدم كلمة طيبة بحقها , في الواقع , لقد أمتنعت عن التفكير بميتشيل واريندر. لقد سبب لها ليلة مليئة بالأرق وجعلها تفتش عن روحها , أنها لم تستطع فهمه , ولا فهم نفسها في التجاوب معه عندما كانت هناك عداوة مكشوفة بينهما , أن خير ما يمكن أن تفعله هو الأبتعاد عن طريقه – أذا كان ذلك ممكنا . لكنها لم تستطع أن تخفي قلقها في العمل : " تبدين كأنك فقدت جنيها ووجدت بنسا ". قال لها فران , أحد المصممين الآخرين الذي أصبحت متآلفة معه. عبست جوستين : " لقد تلقيت أنذارا بأخلاء شقتي في نهاية ألأسبوع , أنني قلقة ! هل تعرف مكانا معقولا ؟ أنني لا أستطيع أن أدفع الكثير بالراتب الزهيد الذي يدفعونه لي". " راتب زهيد؟". أكفهر وجه فران: " لقد كنت دائما أعتقد بأنهم كرماء , ماذا أعتدت أن تقبضي – ثروة صغيرة ؟". في الدقائق التالية أكتشفت أن راتبها كان نصف راتب الفتاة الأخرى التي الى جانبها – والتي كانت بنفس السن والخبرة , أذن لماذا الفرق؟ " ربما وضعوك قيد التجربة؟". أقترحت الفتاة: " أني أعرف بأنه سيتخلص من واحدة أو أثنتين لأنهما لم يثبتا جدارتهما , لكنك أنت جيدة , والسيد واريندر يعلم ذلك , لقد سمعت السيد هنت يخبره بذلك ذات يوم". هزت جوستين كتفيها : " لا فرق – وبكل تأكيد هذا لن يساعد الآن". " سأسأل الآن ". قالت الفتاة: " أن شخصا ما يجب أن يعرف عن غرفة , أذا الأسوأ جاء الى الأسوأ , فأنا واثقة أن والدتي سترحب بك حتى تجدي مكانا ما". عاشت بقية اليوم في خوف مستمر كيلا يرسل ميتشيل واريندر في طلبها , لماذا , ليست لديها أية فكرة , لكن ما فعله بها الليلة الماضية راح يفترس عقلها , وكانت واثقة بأنها لن تكون النهاية. | ||||
03-04-11, 10:46 PM | #14 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أمضت المساء وهي تصنف أشياءها , لأنه لم يكن لديها شيء لتقوم به , لكن في صباح اليوم التالي , أخبرتها صديقتها بأنها وجدت لها شقة. " أنه مناسبة من حيث المال , وهناك غرفتي نوم , فأذا كنت تريدين أن تطلبي من صديقة ما أن تشاركك فأن ذلك سيخفض من التكاليف". " أنت ملاك ". قالت جوستين : " كيف وجدتها؟". "أنني لم أفعل شيئا ". أبتسمت صديقتها فرانسيس : " لقد أشعت بأنك تبحثين عن شقة , وأحدى سكرتيرات المدراء أخبرتني بذلك , لقد فهمت أن أحدى صديقاتها أنتقلت الآن , سنذهب ونلقي نظرة عليها عند الغداء , أذا رغبت؟". لقد كانت على ما يرام – واحدة من أربعة شقق في بيت كبير يقع في بايزووتر , ليست راقية كشقتها , لكنها جيدة , كانت هناك غرفتا نوم صغيرتان , ومطبخ صغير وغرفة جلوس , وبأستطاعة جوستين تأمين الأيجار بسهولة. أنتقلت في نهاية الأسبوع , وليلة الأحد كان لديها زائر , قال لها بأنه المالك الجديد. لقد كان ميتشيل واريندر. وقفت جوستين مذهولة : " أنت! كيف يمكن أن يكون ذلك ؟". " ولم لا؟". كانت أبتسامته مليئة بالخطيئة , كان يرتدي طقما داكنا وقد بدا متوعدا. " لكن لماذا لم أعلم؟". بدأ قلبها يرفرف كطائر وقع في الشرك. " هل سألت من المالك؟". " أعتقدت بأن ذلك ليس ضروريا , لكنني لو علمت....". " لما كنت أستأجرت الشقة؟ هذا ما أعتقدته , هل يمكنني الدخول؟". بدت بأنه لا خيار أمامها , تماما عندما لم يكن لديها الخيار في ذلك المساء عندما دعاها الى وجبة , لقد دهشت فما الذي يدور في ذهنه في هذه المناسبة. دخل الغرفة , وسارت جوستين الى الجانب الآخر منها , وقد شعرت بأنه يضيق عليها الخناق عندما أغلق الباب , لم يكن هناك شيء سوى غريزة الأنثى التي جعلتها تشعر بالقلق , وقد كانت كذلك. نظرت اليه بشجاعة , وقالت: " هل هو الأيجار الذي أنت بصدده ؟". كانت تأمل أن لا يكون الأمر كذلك , ليس لديها دراهم حتى يوم القبض القادم. " أريد الحديث , لا أكثر , هلاّ جلسنا؟". لم يكن في الغرفة سوى كرسيين , موضوعين مباشرة قبالة بعضهما , وليس أمامها بديل سوى الجلوس في الكرسي الآخر. شعرت بالدفء لقربه ,وتحولت دقات قلبها الى طرقات تردد صداها في أذنيها , وكل جسمها يرتعش لرجولته التي لا تقاوم , لقد كان من الجنون أن تعتقد بأنه يكرهها ويبذل جهده لكي تكرهه. " يبدو أنك تسيطر على حياتي ". قالت جوستين : " في البداية عملي , والآن بيتي , لماذا؟". " هل يزعجك ذلك ؟". لم تخدعها نظراته . " أنه يتوقف على دوافعك للقيام بذلك". " وهل يجب أن يكون هناك من سبب ؟ لقد جئت الي طلبا للعمل , لا تنسي , صديقتك سألت سكرتيرتي أذا كانت تعرف أين يمكنها أن تجد شقة للأيجار , أن دوري في هذا كان عرضيا". لم تصدقه جوستين لحظة , لقد كان هناك بريق حاسب في عينيه , كان يبذل جهده لأخفائه , لكنها كانت واعية تماما بمشاعره نحوها ولا يمكنه أن يخدعها. " أذن لماذا تنغص علي حياتي ". سألته. " لقد ظهر لي بأنك لا تمانعين ذلك المساء". " لن يحدث ذلك ثانية , لقد أوضحت لي تماما لماذا تريد العبور , لقد وجدت بأنني متجاوبة كأية فتاة أخرى , أليس ذلك كافيا ؟". لم تجرؤ على النظر اليه , نظرته المباشرة جعلت معدتها تنخض , أنه وضع جنوني , تريده أن يبتعد عنها , فيما جسمها قد أستجاب , تأملت بأن لا يحاول لمسها. " أنت جذابة جدا , وجميلة جدا , وأستطيع أن أرى لماذا لا يستطيع الرجال مقاومتك". " أي رجال؟". قالت جوستين معترضة. " أي رجال , لقد أحدثت ثورة منذ دخولك للعمل عندي , لا تقولي لي بأنك لا تدركين ذلك؟". " لا , أنا لم أدرك ذلك ". قالت وقد لمعت عيناها. " أن المثل الذي يقول بأن الرجال يفضلون الشقراوات ليس صحيحا , شعرك الأسود وتلك العينين الزرقاوين هم مجموعة فتاكة, أنت تبدين نحيلة لكنك تسيرين بقامة طويلة وليس هناك من رجل واحد في الشركة يمكنه أن يرفض قضاء ليلة معك". " أنت تقول ذلك ". أمالت جوستين ذقنها بتحدي ونظرت اليه : " كنت سأعلم لو كان الأمر كذلك". " تعلمين؟ أنك تسيرين ضائعة معظم الوقت – كأن لديك كل هموم الدنيا على كتفيك ". مال ولمس يدها على ذراع الكرسي. | ||||
03-04-11, 10:57 PM | #15 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أنتزعت جوستين يدها , وشعرت بأنه كواها : " هل لديك أية شكاوى حول عملي؟". هز رأسه نافيا: " أذن فالأمر لا يعنيك". " أعتقد". قال ببطء : " أن همومك قد أنتهت الآن , أن لديك عملا , وشقة...". " ليس أي منهما من أختياري ". قالت بسرعة: " لقد كنت سعيدة تماما حيث كنت , وأفضل من الناحية المالية , أن حياتي قد أنقلبت في الأسابيع الأخيرة – ويبدو أنها ستظل حياة كفاح". " ربما تساهلت كثيرا في الأمور ؟". عيناه لم تبرحا وجهها , تقدران , وتنتظران ردة فعلها. عبست جوستين , وهي تعجب مما يعنيه : " لا أعتقد ذلك , أن تعليمي جيد لكنني لم أكن مبتذلة لأن والدي لن يسمح بذلك ". " آه ,والدك , ألا تجدين أن طريقته نحوك كانت غريبة؟". نظرت جوستين اليه بحذر: " ليس ألا بعد أن أكتشفت السبب". " ما هو؟". لم تجد مانعا لرفض أخباره , رغم أنه كان يتحدث بأهتمام أكثر من عادي : " أنه لم يكن والدي الطبيعي". الأعتراف لم يفاجئه قدر ما توقعت , فقط عيناه أتسعتا وقال: " أذن , من هو؟". هزت كتفيها : " هذا ما أريد أن أعرفه". " ألم تخبرك والدتك؟". " لا". " تبدو أنها ليست سيدة , أسم من على شهادة الولادة؟". سرت رعشة من الغضب في كيان جوستين : " أنه أسم جيرالد – ولن أشكرك لو تحدثت عن والدتي هكذا , أنها لم تكن عاهرة". " لقد ظلت مخلصة لزوجها ؟ مدهشّ ". ثم لوى شفتيه : " لكن نظرا لأنه تزوجها ليعطي الطفلة أسما , أعتقد بأنه لم يكن لديها خيارا , أنه مدينة له بالكثير". أخذت جوستين تنفسا عميقا غاضبا ووقفت مستقيمة : " كيف عرفت ؟ لقد كنت مهينا تماما , بعد الأخذ بعين الأعتبار بأنك لم تعرف والدتي". كان هادئا للحظة , ثم وقف هو , أيضا : " لقد قابلت والدتك". قال بنعومة , على شكل تهديد تقريبا : " قبل أن تولدي أنت , أيتها الطفلة الصغيرة". تراجعت جوستين خطوة الى الوراء , ماذا يقول ؟ كيف أستطاع أن يتعرف على دلفين؟ " تبدين مندهشة , أن دلفين لم تكن واحدة من فتياتي المفضلات , لو أنني كنت رجلا حينذاك , لكنت قتلتها , لقد كان عمري أثنتا عشرة سنة في ذلك الوقت , كان علي أن أقتنع بوعد نفسي بالأنتقام منها عندما أكبر". " الأنتقام ماذا؟". كانت عينا جوستين عبارة عن بركتين زرقاوين عميقتين من الدهشة , أنه يتحدث بالألغاز. أتسع خيشوماه وهو يحدق بها , ووجهه يعبر عن الشدة والمرارة : " لقد حاولت أن تخدع والدي بأن طفلتها – أنت – كانت منه , لقد عرف بأنها لم تكن أبنته , وقد دمّره خداعها , وكانت النتيجة ضربة تركته مشلولا بصورة جزئية ". توقف لكي تفرق كلماته : " ونظرا لأن والدتك لم تعد موجودة , فأنني أنوي الأخذ بثأري منك". | ||||
04-04-11, 11:38 AM | #16 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| الفصل الثالث نظرت جوستين الى ميتشيل وهي مذهولة , ودقات قلبها يتردد صداها عاليا في رأسها , ويشد على خناقها , أنه لم يكن جادا ؟ تصبب العرق البارد فوقها وبدأت ترتجف: " أنني لا أصدقك ". همست قائلة. " عن أمك؟". القساوة المحسوبة لم تغادر عينيه. أطرقت , وهي تحاول أن تبتلع ريقها , وشعرت بأنها على وشك الأختناق. " أنه صحيح , بكل كلمة فيه , لقد كانت دلفين عاهرة صغيرة ذات تخطيط". أرتعشت جوستين لأنغامه اللاذعة , وأمسكت بالكرسي الذي خلفها , لأن قدميها لم تعودا قادرتين على حملها. " لا! ". صرخت , وهي تهز رأسها بوحشية: " لا!". " ربما أخفت جانبها السيء عنك؟ ". قال ميتشيل بخبث. " لكنني أستطيع أن أؤكد بأن ذلك كان صحيحا". نظرت جوستين اليه بعينين يملؤهما الألم: " هذه كذبة , لقد أحبت أمي جيرالد". " تصحيح , لقد أستخدمت أمك جيرالد , لقد أعطاها الأمان – الأمان الذي حاولت أن تحصل عليه من أبي , أنني لم أستطع أن أقبلها كزوجة لأبي , لكن جيرالد المسكين قبل ذلك , لقد كان شيطانا مسكينا , مذهلا , أن الله يعلم ما الذي كان يجعل الرجال يقعون صرعى في حبها , أو ربما أنا أعرف , بعد أن قابلتك , أن لديك شيئا ما لا حدود له يؤدي بالرجال الى الأنقياد وراءك كالمجانين , لسوء الحظ , لم يركبها والدي – بالرغم مما فعلت له". شعرت جوستين بالقرف : " أنك تكذب , أنك تحاول أن تستخونها فقط لأنك لا تحبها , والدتي لم تكن هكذا أبدا". " لا؟. رفع حاجبيه بسخرية. " لا !". صرخت. " وأنا أرفض الأسماع الى أتهاماتك , عقلك مريض , أنك تقوم بكل هذا الشيء فقط لأنك أكتشفت من أنا". " أنني أوافق بأن والدي كان أحمق ". كانت في صوته رعشة صباح الشتاء : " لكنه أحب دلفين بطريقته , كانت على نقيض والدتي , ربما كان ذلك هو الجاذب , لقد كان حبا مختلفا – لا أحد يستطيع أخذ مكان والدتي". " لكنه من الواضح أنه لم يحبها بالقدر الكافي لكي يتزوجها عندما أصبحت حاملا؟". قالت جوستين بتحد , وهي تعجب مما كان سيحدث لو كان رجلا كهذا شقيقا من أبيها , أنه قدر أسوأ من الموت , بسبب ما نالته منه لغاية اليوم. " أنه ربما كان قد فعل لو أنها حاولت الأصرار على الطفلة كانت منه , لم تظهر دلفين ذلك الجانب من خلقها من قبل". " وكيف عرفت أن الطفلة ليست طفلته لو لم يكن قد ضاجعها في الفراش؟". قالت جوستين بعصبية. " لأن....". قال بعبوس متجدد: " .... والدي كان عقيما". " أنت تكذب". قالت بصوت خاطف: " والدك لم يكن يريد أن يتحمل مسؤولياته , هذه هي القصة من الألف للياء". حملق فيها , وعدوته حالت بينهما كالحائط : " أنها الحقيقة , والدي لم يكن قادرا على أنجاب أطفال , لقد تبناني – لكنني أحببت والديّ دائما كما لو كانا من لحمي ودمي , وأنني على أستعداد للذهاب الى أي مدى في سبيل الأنتقام لمصلحتهما". توقف , ثم تنهد : " لقد كان دائما لديه ضغط دم مرتفع , أصيب بنوبة قلبية عندما توفيت والدتي , والصدمة حول الطفلة , خاصة عندما أخبرته دلفين بأنها لم تحبه , وهي أنها كانت تجري فقط وراء زوج غني – أوه , لقد قامت بعمل جيد – فقد أصيب بعاهة دائمة". شعرت جوستين بقشعريرة تسري في عظامها : أن دلفين لا يمكن أن تفعل شيئا كهذا! أن ميتشيل يفعل ذلك ليبرر معاملته لأبنتها , أنه سادي متوحش , وهي تكرهه. " أنت كاذب , ولن أصدقك , ولو بعد ألف سنة". صرخت به. " أن عواقب عمل أمك كان تذكيرا دائما بفعلتها الشنيعة , لقد شفي والدي الى حد معين , لكنه عندما حاول تسلم زمام عمله من جديد , كان ذلك كثيرا جدا , أصيب بنوبة ثانية , وقال له طبيبه أنه أذا لم يأخذ الأمور على عواهنها فأنه سيصبح رجلا ميتا , وفي الوقت الذي لم أكن قد كبرت بما فيه الكفاية لتسلم زمام الأمور , فأن الأحوال قد ساءت الى حد أنه لم تعد هناك أحذية واريندر , فالمدير الجديد لم تكن لديه نفس المبادرة مثل أبي , أنني لم أنس لماذا حدث كل ذلك". " لكن النوبة القلبية الأخيرة لوالدك حدثت على أي حال , وأنت مخطىء أذا كنت تضع اللوم على والدتي". قالت جوستين بصوت أجش. "لا أعتقد ذلك , وقد كان ذلك منذ وقت طويل , لكن الآن يسلاني جدا أن أجعلك تدفعين الثمن". قال وهو يدفع بنفسه فوقها. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|