شخصـيات للبيــع... **مجموعة متميزة**

[كونان]

قصه قصيره .. موثّقة بإسم .. كونان عازف العود

لم يتجاوز عمرهما الأربع سنوات .. نشأ كل منهما في حضن الآخر .. توأمان هما .. علي و عمر .. ارتبطا سويا مذ كانا أجنة ً في رحم ٍ واحد .. تفتحت مداركهما معا ..

في كل يوم .. عندما تشرق الشمس .. يذهب كل من في البيت إلى عمله .. ويظلان سويا يلعبان ..

اليوم يوم الجمعة .. يوم الأجازة .. قاما من نومهما ليلعبا في زاوية من الدار .. منهمكان هما في اللعب .. والأب والأم يراقباهما من بعيد ..

توقف عمر عن اللعب فجأة .. فقد سمع اسمه يخرج من على لسان أبيه .. ليستقر في أذن أمه .

-عمر ..
-ماذا به ؟؟

-ألا تلاحظي في أمره شيئا ً !!؟
- لا .. هو طبيعي و بصحة جيده والحمد لله

-لا أقصد صحته الجسدية .. اقصد صحته النفسية
-ماذا بها !!؟؟

-ألم تلاحظي الطفلين وهما يلعبان .. علي دائماً هو القائد والمحرك .. وعمر مجرد تابع .. ينفذ أوامره في اللعب
-أنهما يلعبان !!؟ .. ليس في هذا ما يخيف

- بل أنا خائف أن ينشأ عمر بلا شخصيه .. فما رأيته منهما اثناء اللعب . أن علي عنده شخصيه مميزه قيادية .. أما عمر ليس عنده شخصيه .

كان عمر ينصت لهذا الحوار .. لم يفهم منه شيئاً .. إلا شيئا واحداً .. أن علي عنده شخصيه .. أما هو فلا .. فذهب مسرعا إلي علي وسأله ببراءة

-هل صحيح .. أنت عندك شخصيه
-(بفرح و سعاده وزهو ) .. نعم صحيح .. عندي شخصيه خضراء .

-من احضرها لك ؟؟؟
-أبي

حزن عمر حزنا شديدا .. أحس بالغبن .. شعر أن أبيه يفضل أخيه عليه .. فقد احضر له شخصيه خضراء ولم يحضر له هو ..

أحس علي بحزن أخيه .. فعرض عليه أن يقتسم معه شخصيته الخضراء .. ولكن عمر سالت الدموع من عينيه .. وأسرع إلى أمه وأبيه صارخا

-أريد شخصيه الآن .. لابد أن تشتروا لي شخصيه مثل علي
-حاضر .. سوف اشتري لك شخصيه

-الآن
-اليوم الجمعة ومحل الشخصيات مغلق .. غدا سوف اشتري لك شخصيه جميله .. عندما يفتح محل الشخصيات .. أو يمر بائع الشخصيات

-سأنتظر للغد .. لكن لا تنسوا
-هذا وعد مني .. سوف احضر لك شخصيه مثل شخصيه علي

لكن علي اعترض قائلا
-لا .. لا تحضر له شخصيه تشبه شخصيتي .. حتى لا تختلط الشخصيات ولا نعرفها من بعضها .. اشتروا له شخصيه زرقاء وليس خضراء مثل شخصيتي
-اقتراح وجيه .. سوف اشتريها زرقاء .. هل توافق يا عمر ؟؟
-نعم .. أنا أحب الزرقاء

ظل عمر ينتظر الشخصيه التي سيشتريها له أبيه .. وتمر السنين .. ولم يفي الأب بوعده .. ويزيد حزنه يوما بعد يوم .. بلغ الشباب .. ثم الرجوله .. حتى تزوج ..
وطوال هذه السنين .. و دون أن يدري .. وجد نفسه معترضاً دائماُ .. مخالف أبداً .. إذا قيل يمين .. قال هو يسار .. لا عن اقتناع .. ولكن فقط .. ليثبت خطأ أبيه

[كونان]

يقف وسط الميدان .. بطوله الفارع وقامته الممشوقة .. يضم قبضته القوية بالصولجان على صدره .. يقدم رجله اليسرى الي الأمام .. واليمنى إلى الخلف .. وكأنه سيبدأ خطوته عسكريه المنضبطة .. إلى الأمام معتدل مارش ..

منذ شروق الشمس .. ينتظرون .. يجلس على الأرض تحت قدميه هؤلاء الشباب الخمسة .. تتعلق عيونهم بأطراف الأمل كلما اقترب منهم رجل بجلباب .. أو كلما وقفت بجوارهم سيارة فارهه .. فإذا ماانصرفت السيارة أو الرجل دون أن يكلمهم .. تركوا تلابيب الأمل و أطرافه .. وعادوا إلى حديثهم :

- انت إنسان ديماجـوجـي غوغائي مفيش في دماغك غير الكره

- انا لست ديماجوجي يا برجوازي يا متعفن .. هاأنتم اندثرتم ولم يعد لمثلكم وجود

- البرجوازية أفضل منك يا امبريالي يا لبلابي يا متسلق

- أي منا المتسلق أيها البلوروتاري الإنبطاحي

- انت وهو لينيني ماركسي عديم الدين

- خليك أنت في حالك يا مسمار دقوه في زمن البعير

- زمن البعير افضل منكم يا دعاة التبعيه

- انتو لسه بتتكلموا بعد ماسقطت الشيوعيه ياسُكان العزله

- فشل التطبيق لايعني بطلان النظريه يارأسمالي يافوضوي يا مصاصى دماء الطبقات الكادحه

- الطبقية ضرورة لتقدم الحياة يا سوائم البهائم

- كلاكما على خطأ و الإسلام هو الحل أيها الشرقوي والغربوي

- هات لنا نمط وسلوك وتطبيقات نسلكها .. يا شعاراتي يا متفيهق

- لا نأخذ منكم إلا الشعارات الرنانة .. ولكن لا تطبيق ولانظريه

- التطبيقات والنظريات تملا كتب الفقه .. ويكفي تطبيق زمن الخلافة

- زمن الخلافة في القرن العشرين !!! يا رجعوي يا متخلف

- النظام الرأسمالي أفضل النظم .. والرأسماليون سادة العالم مهما لعبتم على وتر الفقراء يا عبيد الشيوعية

- بل الشيوعية مازالت قائمه في الصين وكوبا وهي مثل يحتذي به

- الأفضل لك ان تذهب لتتطفل على موائد السي آي إيه .. لتجد عمل اذهب واجلس تحت حائط الجامعة الأمريكية.

- انا أم انت يا مخابراتي يا مباحثي يا ربيب الكى جي بي

- الإسلام هو الحل ولا يصح الا الصحيح يا تبعوي أنت وهو

كاد النهار أن ينتصف .. لازالوا يجلسون تحت أقدام الفرعون .. في ميدان رمسيس .. و لم يتقدم إليهم اليوم أي مقاول أنفار ليأخذ من بينهم عامل باليومية اليوم .. ولم تقف اليوم بجوارهم أي سيارة فارهه فيها رجا أعمل ضخم الكرش يطلب أحدهم ليحمل له علب الهدايا والجاتوهات لحفل عيد ميلاد ابنه .. أو سيارة تقودها حسناء بيدها سيجاره .. لتأخذ احدهم ينقل لها دولاب النيش من الصالة إلي الريسبشن في فيلتها .

فقدوا الأمل ان يجدوا عملا اليوم كالبارحه .. هم كل واحد منهم أن يعود الي بيته مخذولا .. ورأسه يفكر .. ماذا سيقول لأمه التي كانت تزغرد له كما نجح في مرحله من مراحل التعليم .. وماذا سيقول لأبيه الرجل الفقير الذي كان منذ سنوات يناديه بالأستاذ الدكتور ابني.

أخذ كل منهم المقطف والفأس والجاروف الذي أمامه .. وضعهم على كتفه .. وهمّوا بالانصراف .. لولا أن تقدم إليهم بائع جرائد في مثل عمرهم .. سألهم واحد تلو الآخر.

من أنت وماذا تفعل هنا بتحت أقدام الفرعون ميدان رمسيس ؟؟

- أنا احمد علي بكالوريوس علوم 1994 .. اجلس هنا ربما يأخذني احد مقاولي الأنفار اليوم للعمل معه نظير أجر يوميه.
- أنا حسن محمود .. خريج كلية الطب 1992 .. وأنا هنا ربما يأخذني اليوم احد مقاولي البناء لأعمل اليوم في طائف المعمار.
- أنا جابر عمر .. ماجستير طبيعة نوويه كلية العلوم 1986 .. وحالي مثلهم
- ثابت اسكندر .. خريج سياسة واقتصاد 1990 .. وأنا هنا لنفس السبب
- عبد الله عيد .. خريج إعلام .. ولا اذكر عام التخرج .. وانا هنا لأننا كلنا في الهم سواء

انا سعد كامل .. بائع جرائد حاليا .. خريج آداب فلسفه سابقا ..
كنت أتابع حواركم .. شباب مثقف واعي .. سمعتكم تتحدثون عن نظم الحكم في العالم شرقه وغربه

قال احدهم .. على الأقل أفضل من نظام الحكم عندنا .. الذي يجب أن يسقط

ضحك بائع الجرائد حتى كاد أن يستلقي على قفاه وهو يقول متعجباً .. وهل لدينا نظام لنطالب بسقوطه !!! .. إذا كان للشعب مطلب واحد .. فهو .. شعب يريد إقامة نظام .. شعب يريد إسقاط السبهلله

عندما سمعت حواركم .. حزنت على نفسي وعليكم .. حزنت لأننا لم نفهم إلى الآن ..

لم نفهم انه لا يوجد عمل من تحت أقدام رمسيس .. ولن نجد حياه كريمه .. ونحن نجلس تحت أقدام الفرعون بخطوته العسكرية .. ولو انتظرنا العمر كله هنا.

إذا أردتم العمل فعلا .. بل إذا أردتم الحياة .. فلنذهب إلي ميدان آخر ربما نجد فرص عمل .. ميدان ليس به فراعين .. أو ميدان به مقاتل

نظر الستة الي بعضهم البعض .. وقالوا جملة واحده .. وكأنها جمله كانت حبيسه على ألسنتهم من سنين ..

هيا بنا إلي ميدان التحرير .. أو ميدان عبد المنعم رياض.

[كونان]

ناعمة هي .. جميلة المنظر .. كستنائية الشعر .. تسير وكأن البساط غيوما تختال عليها .. عاشت حياتها مدلله .. تنام على فراش ٍ وثير .. وجباتها الثلاثة توضع أمامها في وقتها .. ملكة هي .. متوجه بجمالها ونعومتها .. هناك من يخدمها .. يغسل قدميها .. يصفف شعرها

عندما يأتي المساء .. ونجوم الليل تـُنثر .. تتثاءب وكأنها تتنهد .. تتمطط .. ثم تهدأ وتغمض عينيها .. رتابة أنفاسها تعلن نبأ غفوتها الليلية ..

منبوذ هو.. رمادي الشعر والعينين .. ليس له من يرعاه مثلها .. يجاهد الأمرين ليجد ما يسد رمقه .. يبغضه كل من يراه .. يحتال ليسرق قوته.

في كل ليله.. يخاطر .. فيتسلق الشرفات .. ليدخل غرفتها .. يراوده أمل أن يجد بقايا من عشائها الفاخر .. يسير على أطراف أصابعه حتى لا يوقظها ..

يقف يتأملها من بعيد .. يقترب منها حذراً .. يتردد .. يبتعد مرة أخرى .. فقد كان ذكياً .. لم تخدعه برقتها .. لم يصدق هدوءها حين غفوتها .. يعلم أن الاستحالة أن يكون بينه وبينها ود .. يعلم أن حياته رهن نظرة من عينيها الخضراوتين ..

كانت عيناه معلقة بها هي فقط .. ونبضات قلبه المتسارعه ملكٌ لأنفاسها هي فقط ..

لم يعر هذا الرجل الجالس على مقعده أمام التلفاز أي اهتمام .. وكأنه ليس موجودا ..

قال له الرجل .. ابتعد عنها .. أنجُ بنفسك .. لا تصدق أنها ناعمة .. صدقني .. إنها ليست نائمة .. هكذا هي دائما .. هذا ديدنها وطبعها .. هي مثل الكثيرات غيرها .. لا تخدعك رقتها

لكنه نظر للرجل باستهانة .. وكأنه لا يراه .. فهو يعلم كل هذا .. ولكن هناك هاتف في داخله يدفعه إليها .. لا يستطيع مقاومته ..

اقترب منها .. لازالت مغمض العينين .. وقف أمامها في حذر .. كان على يقين انه لن يقع في حبائلها .. فهو سريع التصرف .. سريع الهرب عند الخطر .. كانت ثقته في نفسه تدفعه لأن يقترب منها أكثر فأكثر .

وقف أمامها .. فتحت عينيها فجأة .. نظرت إليه .. نظر هو إليها .. التقت أعينهما .. ثبتت نظرتها في عينيه .. ثبتت نظرته في عينيها .. سلبت نظرتها روحه .. شلت حركته بسحر عينيها .. خارت قواه .. ارتخت عضلات جسده .. لا يستطيع الحراك .. نسي كل ما علمته له السنين من حيل وقت الهرب ..

قامت في هدوء ودلال من مخدعها .. تقدمت إليه .. نشبت مخالبها في جسده .. والتقطته في فمها .. وقفزت به على جدار الشرفة ..

وبعد ثواني معدودة .. عادت إلى مخدعها .. وقد خضبت شفتاها الرقيقتين بدمائه كأحمر شفاه .. تتمطط.. تتثاءب وكأنها تتنهد .. ثم تهدأ وتغمض عينيها

ضحك هذا الرجل الجالس أمام التلفاز قائلا .. ألم أقل لك أيها الفأر اللعين .. أن لا تصدق رقة القطط

[كونان]

منوره بأهلها

- لا .. مستحيل أن نتركها لكم بلا مقابل .. فلابد أن ندمرها قبل رحيلنا عن سيناء .. لن نترك لكم كل هذه المليارات من استثماراتنا

- لكنها كانت استثمارات ليست من حقكم .. وفي أرض ليست أرضكم


- لو كنا قد استفدنا منها شيئا.. أو كنا قد بدأنا الانتاج منها فعلاً .. ربما كنا استعضنا مادفعناه .. وتركناها لكم .. ولكننا لم لم نكن قد بدأنا بعد مرحلة الانتاج .. فكيف نتركها بلا بقابل دون تدمير .. انها أموالنا نحن .. منصات بترول نحن الذين أنشأناها .. وخطوط أنابيب نحن الذين عملناها طوال ست سنوات بأموالنا وجهودنا .. هل نتركها بعد كل هذا بدون أي مقابل!؟ .. لابد من أن ندمرها قبل خروجنا .. حتى لاتستفيدوا انتم منها على حسابنا دون ثمن.


- ولكن هذا جنون .. هل ستدمرون كل منصات البترول وخطوط الانابيب التي كلفتكم المليارات


- هل لديكم مقترح .. نسترد به بعض أموالنا التي سنفقدها دون عائد ؟


- يمكننا التفكير في وسيله ندفع لكم بها تكلفة هذه المنصات وخطوط الانابيب .. على ان تتركوها لنا دون تدمير وسوف نستغلها نحن


- وهل تستطيعون دفع تكلفتها .. كي نتركها لكم كما هي ؟؟ .. لتستفيدوا منها في استخراج البترول والغاز.


- لكن تكلفتها عاليه.. ونحن مازلنا في طور النقاهه من حربنا معكم.. وما بخزانتنا لايكفي لتغطية تكاليف هذه المنصات والخطوط دفعة واحدة.


- إذاً.. ليس هناك بديل من تدميرها .. فلن نخسر نحن كل مادفعناه لانشاء منصات بترول وغاز على اعلى مستويات التقنيه .. و لم نستفد منها شيئا.. وتضيع علينا كل هذه الاستثمارات .. كيف أوافق على تركها لكم بدون مقابل .. بالتأكيد سوف يسلخ اليهود جلدي ويحرقونني حرقاً


- مارأيكم لو سددنا لكم ثمنها على اقساط .. بشرط ان تتركوها دون مساس عند خروجكم من سيناء



- وكم يمكن أن تدفعون لنا قيمةً لكل قسط ؟؟


- لن ندفعها لكم أموالاً .. فليس في خزانة مصر مايغطي تكلفة الدين نقداً .. كما اننا في حاجه الى الاموال النقديه لبناء مصر بعد فترة الحرب الطويله ..


- إذاً.. كيف يمكنكم سداد تكلفة المنصات وخطوط الانابيب ؟؟


- يمكن أن نفكر مثلا في التصدير لكم من إنتاج هذه المنصات عدة سنوات .. ونخصم من أسعار التصدير جزءأ من تكلفة المنصات .. حتى ننتهي من قيمة الدين وبعدها نعود للاسعار العالميه.


- هذا اقتراح جيد يعود بالفائدة عليكم وعلينا .. نحن نسترد مادفعناه في انشاء المنصات والخطوط .. وانتم تستفيدون بمنصات بترول وغاز عالية التقنيه مجهزه وجاهزه للعمل فوراً .


- إذاً.. اتفقنا على هذا المبدأ حاليا .. ودعنا ننهى مفاوضاتنا الأساسيه ... بعدها نتفاوض حول موضوع التصدير وسداد تكلفة الانشاءات البتروليه بعد ذلك في اتفاقيه مستقله.


هكذا انتهى الحديث الطويل الذي دار بين السادات ومناحم بيجن في منتجع كامب ديفيد بأمريكا .. وبعد أن تصافح الرجلان ..

اجتمع السادات برجاله المرافقين له .. وعرض عليهم مادار بينه وبين بيجن حول موضوع تصدير البترول وكيفية سداد قيمة هذه الاستثمارات لاسرائيل بدلا من تدميرها .. فتبدأ مصر عندئذ من الصفر لانشاءها من جديد بتكلفة أعلى بكثير.


استحسن معاونو الريئس ماتوصل إليه.. للحفاظ على هذه الاستثمارات التي دفعتها اسرائيل .. لتستفيد منها مصر بثمن زهيد مقارنة بتكلفتها الحقيقه.. فهذا ثمن لم تشعر به مصر.. ولم يثقل كاهل ميزانيتها .. عن طريق خصم جزء من أسعار التصدير.. حتى تنتهى قيمة التكلفه التي تكلفتها هذه المنشآت البتروليه..

ولكن جميع المعاونين أصروا أن يتمسك الرئيس بعدة ثوابت عند الحديث مره اخرى عن هذه الاتفاقية مع اليهود .. وهي:


- أن يقوم فريق من الخبراء بتقدير قيمة تكلفة هذه الانشاءات بدقه حتى لا يبالغ اليهود في المبلغ المطلوب سداده

- أن يكون مقابل الدين هو خصم جزء من سعر الغاز وليس البترول .. فمصر أحوج للبترول من تصديره.. ولكن يمكن السداد من قيمة الغاز لعدة سنوات حتى ينتهي الدين.. ومصر هى الرابح من هذه الصفقه باستبدال تكاليف منصات البترول بالبحر المتوسط وبسيناء ببعض من سعر الغاز بعدما تبدأ مصر في مرحلة الإنتاج حتى تنتهي الصفقه


- ألا توقع مصر كدوله .. على مثل هذه الاتفاقيه مع اسرائيل .. حتى لايكون لاسرائيل الحق في مقاضاة مصر بالمحاكم الدوليه إذا حدث خلاف حولها ..

واقترح الساسه البارعون في دهاليز السياسه.. أن تعطي مصر الحق في استغلال هذه المنصات لأحد الأفراد المصريين .. ويقوم هو من الباطن بالتعاقد مع اسرائيل.. فإذا ما حدث بعد ذلك خلاف .. فليذهب الطرفين الى الجحيم دون الرجوع على مصر كدوله بأي عقوبات لإخلالها بالشروط المتفق عليها.. انما تقع التبعات على هذا الشخص المصري.



رأى السادات الحكمه والحق والحكنه في رأي مستشاريه من السياسيين .. فكلف نائبه المدعو مبارك باختيار أحد رجال الاعمال ليتحمل هذه المسئوليه.. وسوف تعطيه الدوله حق استغلال الغاز المصري .


ومن هنا كانت البدايه .. بدأت الفكرة نبيله كل النبل ... وطنيه غاية في حب الوطن .. ولكن بعد حين .. وعندما بدأت مصر في انتاج الغاز .. ومات السادات .. بدأ التلاعب لجنى مزيد من الأرباح للاشخاص .. على حساب هذه الاتفاقية التي ربحتها مصر من فك الثعالب .. وضاعت الحقائق في النفوس الرخيصه

لكن.. ليس بالغاز تـُنار الضمائر .. ولا ليالي مصر .. و إنما..

منوره بأهلها