آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-17, 01:31 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها
16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة

الملخص
ساندرا كانت مصممة على ان لا تساعد جايمس كوريللي بشيء, إنه شخص لا يطاق!ولكن لماذا وافقت على البقاء معه في باريس, لتأخذ مكان شقيقتها
كسكرتيرة له؟ هل يكون السبب هو سحر باريس المدينة الأكثر رومانسية في العالم؟ ام انه سحر جايمس نفسه...؟







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 02:53 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- نوع خطير من الرجال
وقف جايمس كوريللي وظهره الى مساعده الشخصي ستيفن مارشال واصابعه تقبض على طرف الطاولة النحاسية قرب النافذة ... باريس تمتد من وراء
النافذة , والسماء القرمزية بدأت الوانها تخف لتصبح معتمة اكثر بتقدم المغيب ولكن جايمس لم يكن يتمتع بالمنظر, فقد كانت افكاره منحصرة بالمؤتمر
الطبي الذي سيحضره في الصباح التالي...
ونظر بقلق الى ساعته وقطب , ثم اخذ يذرع الغرفة وكأنه نمر محبوس في قفص وتحرك ستيفن فوق السجادة السميكة لغرفة الاستقبال في الجناح الخاص
من فندق كلير مونت وصب كوبين من القهوة:
- اهدأ ياجميس..خذ هذا....
واعطاه فنجان القهوة , واستدار جايمس ليواجه الرجل المسنّ ونتزع منه الفنجان بقوة لم تكن ضرورية.. وعيناه قد ضاقتا من الغضب والقلق ورشف قليلاً من
فنجانه وعندما تكلم كان صوته جافاً بشكل غريب.
------------------------
- اذا لم تصل نتيجة الفحوصات المخبرية الليلة سيكون هذا ضياعاً لجهد ثلاث سنوات من العمل, ولا استطيع الاستمرار في هذا المؤتمر من دون هذه
النتائج و لا اسيتطيع ان اخطب غداً دون ان يكون لدي شيء اعلن عنه!
المستحضر الهرموني الجديد الذي كانوا يعملون على تركيبه منذ مدة طويلة سيكون بالنسبة لهم آخر امل للمقاومة, فهناك منافس رئيسي يتربص بهم, شركة
(بونيمت)..شركة مستحضرات كوريللي الطبية كبيرة بمايكفي , ولكن جايمس يريدها ان تكون اكبر , وبهذا المستحضر الجديد , سوف يكونون في مركز
اقوى بكثير.. ولكن جايمس لم يكن مندفعاً بسبب جنون العظمة , بل ان قلبه يتجه اتجاهاً آخر انه يفعل هذا لحبه واحترامه للمرحوم والده ولموظفيه
المخلصين, وللمؤسسة الخيرية التي انشأها واحبها والده طوال حياته.
ولكن الكارثة ضربت واضعة الشركة على شفير الهاوية فغرفة الكومبيوتر تخلفت عن القيام بدورها في الساعات الاخيرة, واتلفت عدة صفحات رئيسية ومهمة
من نتائج الابحاث.. وبدأ الذعر يدب في النفوس , وعمل الفريق الباحث طوال الليل وهاهي الابحاث الآن في طريقها الى باريس لأحمل المؤتمر.
ولكنها لم تصل بعد, وهذا ماكان يجب ان يحدث منذ ساعات. وضغط الخوف على معدة جايمس وكأنه افعى شيطانية تلتف حولها, وراقبه ستيفن بقلق ,
فهذا الرجل قد توصل ليكون محل حب واحترام تماماً كما كان والده من قبل, فقد ولد والده ليكون راعياً للمرضى.
كان طبيباً وليس رجل اعمال ولكن من كان يتوقع ان يصل الامر الى هذه المرحلة! لقد اخذ جايمس كوريللي العمل عن والده, وقوى شركة كوريللي
للمستحضرات الطبية حتى اصبحت في القمة.. وهذا المستحضر الجديد , إذا نجح سوف يكون من صنعه.
ومرر جايمس اصابعه في شعره الاسود الكثيف, ثم فرك جانب وجهه بقوة والتقط نظارته وامسك كومة اوراق وقال بتصميم:
- لنعد وندرس هذه الارقام ياستيفن.. ستصل النتائج .. يجب ان تصل!
***
- عفواً .. اسمي كايسي .. ساندرا كايسي.. أنا..
- اوه ..اجل آنسة كايسي.
ورفع موظف الاستقبال في فندق ( كلير مونت ) رأسه اليها واستطرد:
- لقد تأخرت ..أليس كذلك؟ السيد كوريللي متلهف كثيراً لوجودك معه.
وضحكت, ثم قالت:
- لا.. انا ساندرا..أترى؟ شقيقتي ... لم تستطع.
وقاطع كلام ساندرا مجموعة من الألمان كلهم يريدون ان يحجزوا في نفس الوقت, وهزت كتفيها ووقعت على كشف الزوار, أذ لم يكن من المجدي الآن
ان تشرح بأنها ليست مساعدة السيد كوريللي الشخصية, بابرا كايسي, ولكن شقيقتها ساندرا.
ووقفت لحظات لتلتقط انفاسها محاولة ايجاد مكان المصاعد وتسارعت نبضات قلبها ..إذا هكذا تعيش شقيقتها الكبرى.. تطير حول العالم مع رئيسها, رئيس
شركة كوريللي للمستحضرات الطبية, روما, جنيف, ومدريد, كلها زارتها هذه السنة, والوقت لا يزال في شهر نيسان, سوف تكلفها الاقامة في مثل هذا المكان
لليلة واحدة.
---------------------------------
ماتكسبه في اسبوع من عملها في معرض الفنون إضافة الى ماتكسبه في عملها الليلي في المقهى, وتوجهت نحو ابواب المصعد المذهبة.
وتذكرت في المصعد انها لم تسأل موظف الاستقبال عن غرفة السيد كوريللي, وكان المصعد قد توقف عند الطابق هذا. لذا عليها ان تتصل بموظف
الاستقبال لتسأله.
وقطبت ساندرا وهي تتذكر الحادث الذي حصل لشقيقتها هذا الصباح, فقد كانت تقطع المنعطف عند ساحة البيكاديللي عندما صدمتها دراجة نارية,
ولحسن الحظ لاحظها سائق الدراجة وتوقف بسرعة, متجنباً بهذا إصابة اكثر خطورة لها , وقرر المستشفى ان يبقيها تحت المراقبة.. وحضرت ساندرا بسرعة
الى المستشفى لتقول لها باربرا إن عليها ايصال خمسة اسطوانات كمبيوتر ومغلف من الاوراق الى جايمس كوريللي قبل موعد المؤتمر الطبي في الصباح
التالي. ريحانة
وقالت لها باربرا وهي تبكي وتتوسل من على فراشها في المستشفى:
- يجب ان تقومي بهذا لأجلي ياساندرا.. جايمس بحاجة لنتائج هذه الابحاث.. فالمستحضر الآن جاهز للأسواق بعد ثلاث سنوات من العمل ومؤتمر
باريس هو مكان انطلاقه.. سوف يلقي خطاباً في الصباح امام المؤتمر, وهو اول متحدث... ويجب ان اكون معه..
وتلاشى صوتها عند هذه النقطة ومضت بضع دقائق قبل ان تعاود كلامها:
- اوه ياساندرا.. لقد كانت غلطتي في فقدان بعض الابحاث في الكومبيوتر وكان الجميع رائعون معي وغلطوا غلطتي , وعملنا طوال الليل للتصحيح, ثم
حدث هذا.. لا استطيع ان اخذله للمرة الثانية ساندرا.. عليك ان تأخذي النتائج الى باريس, إنها ذات اهمية حقيقية.. وأنت الوحيدة التي يمكن ان اثق
بها!
ولم تتردد ساندرا, ووافقت على الفور بعد ان لاحظت شحوب وجه اختها الشديد واسرعت الى المنزل لتوضب حقيبتها وتتصل بالمكانين اللذين تعمل بهما
لتدبر امر الاجازة, ثم احضرت التذكرة التي دبرتها لها باربرا باتصال هاتفي من المستشفى, وهاهي الآن في باريس تسير نحو شقتها في فندق (كلير مونت )
وعلى وشك ان توصل حقيبة الصغيرة الثمينة للسيد جايمس كوريللي والذي من المؤكد انه سيغمى عليه من العرفان بالجميل.
غرفتها .. بل غرفة باربرا... كانت جميلة, باريسية جداً, فخمة بأثاثها من طراز لويس الرابع عشر, وتساءلت ساندرا مااذا كانت باربرا تنوي استقبال رئيسها في
هذه الغرفة , فقد كان بينهما علاقة, وهذا امر مؤكد لساندرا , ولو ان باربرا لم تعترف ابداً , ولكن شيئاً ما كان يحدث لوجهها كلما تحدثت عنه.. اجل, ساندرا
هي أكثر من تواقة لمقابلة هذا الرجل.
هذه ثاني زيارة لساندرا الى باريس , هذه المدينة السحرية الأولى كانت في رحلة مدرسية , لم تسجل الكثير من الذكريات في ذهنها, مجرد ذكريات
مشوشة لبرج إيفل الرائع, واحدى صديقاتها تضيع في المترو, وهاهي قد عادت ثانية كراشدة وفنانة وتستطيع ان ترى وتحس بكل مايمكن لباريس ان
تظهره لها.
وسارعت الى حقيبتها لتخرج أوراق رسم واقلاماً ملونة, وجرت مقعداً ثقيلاً الى قرب النافذة, واخذت تخطط مشهد الشارع امامها.
كان المنظر رائعاً ,الاضاءة المثالية, والظلال العميقة للأزرق والرمادي , بعض الألوان الذهبية والصدئة, متوالفة بشكل رائع...
-------------------------------
ورن جرس الهاتف في مكان مامن الغرفة , ولكن ساندرا كانت مستغرقة بماتفعله, فلم تنتبه له, لقد كان عليها ان تتخلى عن السنتين الاخيرتين من دراسة
الفنون لترعى والدها المريض الى ان مات, ولم تحصل لذلك على اي مؤهلات ,وفاتها ان تحصل على مستقبل عملي, فاتتها الحياة بشكل عام. وظيفتها في
معرض الفنون بائعة مواهب الناس الآخرين كان اهم شيء حققته منذ وصولها الى لندن لتعيش مع شقيقتها باربرا.
واستمر رنين الهاتف بإصرار وتطلعت ساندرا حولها في الغرفة, ونظرت ببلاهة الى الهاتف قرب السرير, لابد ان الرقم خاطئ, فلا احد يعرف بأنها هنا .. ماعدا
باربرا.. والمستشفى! وطارت نحو الهاتف.
- باربرا! ماذا تفعلين بحق الجحيم؟ لقد ابلغني موظف الاستقبال بأنك وصلتي منذ ساعة . كم سيستغرقك من وقت لتنتهي من فك حقائبك؟
ولم يترك لها الصوت مجالاً للرد , بل تابع عاصفاً:
- تعالي الى الجناح في هذه الدقيقة!
وتأملت ساندرا بالسماعة في يدها, ثم نظرت الى ساعتها..لابد ان هذا جايمس كوريللي, ولم يكن مخطئاً, لقد مضى عليها هذا ساعة, ونسيت سبب
وجودها في باريس.
وطلبت موظف الاستقبال بسرعة وسألته عن رقم جناح جايمس كوريللي , ولحسن الحظ كان الجناح في نفس الطابق , وامسكت الحقيبة الصغيرة في يدها
واسرعت نحو الباب, فتحطمت اقلام التلوين التي وقعت منها تحت قدميها على السجادة الفاتحة اللون .
وصاحت بيأس.. ( اوه ...لا) هذه غلطته , فقد صاح بها على الهاتف وافزعها ومسحت الآثار بمنشفة ممازاد الأمر سوءاً.
فجذبت كرسياً كبيراً فوق أثر التلوين وتمنت ان لا تلاحظها الخادمات ... وبعد ثوان قليلة كانت تركض في الممر تمسك بالحقيبة الثمينة قرب صدرها.
ووقفت مقطوعة الانفاس خارج باب الجناح..هذه سخافة.. لماذا هي خائفة وكأنها طفلة مدرسة تأخرت عن صفها؟ وهذا الرجل ممكن ان يكون صهرها
في المستقبل.ريحانة
وطرقت على الباب الخشبي بخفة, وبينما هي تنتظر الرد اخذت تتصور ذلك الرجل جايمس كوريللي رئيس باربرا وحبيبها, شقيقتها في السادسة والثلاثين,
اكبر منها بأربعة عشر سنة وجايمس, لو ان القانون النسبي للأعمار معمول به كان يجب ان يكون اكبر من باربرا بستة سنوات على الاقل, اي في الثانية
والاربعين , ولكن ساندرا تذكرت ان شقيقتها قالت لها انه رئيس مجلس إدارة هذه الشركة, ورئيس مجلس حملة الأسهم ايضاً, لذا من الممكن ان يكون اكبر
سناً وهكذا تخيلته ساندرا: قصير.. سمين.. صوته كالرعد وتصرفاته تصرفات طبيب!
وطرقت ساندرا الباب ثانية بقوة اكبر , ربما يكون لايسمع ايضاً, ومع ذلك لم يرد ومدت يدها الى مقبض الباب, ولم يكن مقفلاً, لذا دخلت وارهفت السمع
وسمعت صوت ماء, ولكنها لم تكن متأكدة.
كانت تقف في ردهة انيقة , وكل الابواب حولها مقفلة , وترددت ساندرا ..اي باب تفتح؟ لا تريد ان تقتحم غرفة نومه, ثم لم يعد الأمر يهمها بعد ان نظرت
الى نفسها في مرآة مثبتة على الحائط.
---------------------------
واطلقت شهقة شعرها الطويل الاشقر كان متجمعاً دون ترتيب في ذيل حصان عند مؤخرة رأسها مربوط بشريط زهري, بنطلون الجينز, وجهها ,يديها كلها
ملطخة بالألوان حتى كنزتها الزهرية اللون لم تنجو من التلطيخ ,إنها وسخة تماماً!
وبسرعة وضعت الحقيبة بين ساقيها وبدأت تعمل وهي تميل الى الامام نحو المرآة , ولعقت اطراف اصابعها بلسانها واخذت تمسح بها وجهها , ثم استرعى
انتابهها شيء ظهر في المرآة.. زوج حذاء اسود لماع وبنطلون طويل ذو تفصيل رائع.
واستقامت ساندرا في وقفتها , ثم ضحكت للرجل الانيق الذي كان يستند على حافة الباب وهو يراقبها عبر نظارته, لابد انها ضبطت على يد احد مساعدي
جايمس كوريللي.
- عفواً . انا ارتب نفسي قليلاً للقاء السيد كوريللي , لقد قرعت الباب ولكن احداً لم يرد عليّ..هل هو هنا؟
واستدارت الى المرآة ثانية ومسحت لطخة زرقاء عن وجهها بظهر يدها, وامسكت بالحقيبة من بين ساقيها , ونظرت الى نفسها للمرة الاخيرة في المرآة
بإعجاب, ثم ولأن الرجل الذي كان يراقبها لم يرد عليها عرفت في لحظة مريعة فظيعة .. عرفت.
واستدارت لتواجهه.. وعيناها مفتوحتان على اتساعهما, وقالت باضطراب:
- سيد كوريللي؟
ولم يتكلم ولا كلمة, وببطء تحركت يده لتعديل النظارة ذات الاطار السميك عن وجهه وعينيه.
وانحبست انفاس ساندرا في حنجرتها بسبب تأثير ذلك الرجل عليها وهو دون نظارات, كان عنده القدرة على تغريغ الهواء من الغرفة , ليتركها مخيفة
وفارغة, لم يكن قصيراً , ولا سميناً , ولا كبيراً في السن.. بل طويل , نحيف واسمر الملامح, في اواسط الثلاثين , على الرغم من ان الشيب قد بدأ يخالط
شعره الاسود اللماع الذي حيرها .
وقابلت ساندرا نظرته المرتابة بفضول, فبالرغم من مظهره الجذاب بدا بارداً وغير مهتم, ووجدت افكارها وقد عادت الى شقيقتها.
اجل .. كم من السهولة تصور هذين الاثنين كحبيبين..مثل حب (لروبوت)! لاوجود للدفء, والعاطفة الانسانية بينهما.
- انا ساندرا كايسي.. شقيقة باربرا.
الاسمين اللذين برزا من فمها لم يسجلا رداً عنده او انه يظهر الكثير من عدم الاكتراث, وبدا لها انها قد تكون مخطئة حول شخصيته التي لم يوضحها, وقد
يكون موظفاً.. ولكن لا.. فهذا الرجل لايمكن ان يكون موظفاً, الطريقة التي يقف بها, الطريقة التي ينظر بها وكأنها امامه لا شيء , بقعة حبر على ورقة, وتبدو
عليه ملامح السلطة , وحاولت ثانية:
- باربرا كايسي.. سكرتيرتك..حسناً انا شقيقتها ساندرا.
ودون ان يتكلم .. اعاد النظارات الى عينيه وراقبت ساندرا تحركه الرشيق , كان مثل الفهد الاسود وهو يستدير عنها ويفتح الباب الى غرفة الاستقبال,
ودخل الغرفة والتقط الهاتف قرب النافذة, وسمعته يصدر تعليماته بعد إزعاجه, ثم استدار ليواجهها فتسمرت ساندرا في مكان مامن منتصف الغرفة...
قسماته كانت قاسية جداً, وشعرت بدون سبب بالخوف, ومع انها لا تستطيع رؤية عينيه من وراء النظارة, فقد استطاعت ان تشعر بعدم ثقته وضجره منها.
-----------------------------
- حصل لباربرا حادث, وهي في المستشفى ولهذا انا هنا...إصابتها ليست خطرة .. واتوقع ان تتصل بك فيما بعد, ولكن عندما تركتها هذا الصباح ...
اوه , لا فائدة , وتلاشت الابتسامة عن شفتيها.
- انت لا تصدقني..أليس كذلك؟
- بصراحة ياعزيزتي... لا.
ونظرت اليه ساندرا ببرود, لقد جعلها تبدو اكبر مماهي بسنوات , ولم تتوقع هذا من رئيس باربرا.. ولماذا تخاف منه؟ ومنحتها هذه الفكرة المريحة بعض
الشجاعة, وتمسكت بالحقيبة بقوة اكثر , وتنفست عميقاً.
- وبصراحة سيد كوريللي.. لست مهتمة بتصرفاتك.. شقيقتي راقدة في المستشفى قلقة عليك, واظن ان من الأدب ان لاتشك بي وتستمع الى ما سأقوله
دون ان تنظر اليّ عبر انفك بازدراء وكأن قطة ما قد جرتني الى هنا!
وخلع النظارات ثانية, ونظر اليها بعينيه الرماديتين الباردتين بغضب.
- لقد وصفت نفسك بدقة, كيف تتوقعين مني ان يكون رد فعلي عندما تقتحمين المكان هنا بقصة غير منطقية عن كونك شقيقة سكرتيرتي؟ من الافضل ان
تجربي قصة افضل من هذه اذا كنت تنوين ان تلفتي انتباهي اكثر من العشر ثواني التي انا مستعد لتحملك فيها.
ومد يده الى ساعته الذهبية , بينما كانت ساندرا تحدق به بذهول وبدأ يعد الثواني بطريقة عكسية!
- ثلاثة اثنان ..صفر.
واعاد كم قميصه فوق الساعة, واعاد نظارته الى انفه ومد يده الى الهاتف ليتصل برجال أمن الفندق.
ولعشرة ثواني وقفت ساندرا مكانها مصعوقة.. ثم انفجرت بالغضب واسرعت الى الامام وجذبت الهاتف من يده, وقالت بالفرنسية ان هناك خطأ ما واعتذرت
بلباقة واقفلت السماعة .
ولأول مرة حصلت على رد فعل من هذا الرجل, مجرد التواء بسيط من طرف فمه, ونبضة غضب على خده واصبح غاضباً,, ولكنه غضب مسيطر عليه , وهذا
اكثر مما تستطيع ساندرا ان تقوله عن غضبها , وصاحت به وعيناها الخضراوان تلتمعان بجنون:
- هل فقدت عقلك؟ خذ هذا مااتيت من اجله.ريحانة
ووضعت الحقيبة امامه على الطاولة , وهي فزعة من القوة التي خرجت منها وتسببت في تطاير بعض الاوراق المرتبة على الطاولة واخذت الاوراق تتهادى
وبدا وكأنها لن تحط ابداً على الارض.
- أنا آسفة...
ولكنها توقفت لتعض على شفتها لتمنع الضحكة التي اوشكت ان تطلق منها , ثم انحنت ثانية وأمسكت الحقيبة بيدها وحاولت لملمة الاوراق بالأخرى...
وصاح بها:
- اتركيها!
وتوترت اعصاب ساندرا .. واه.. الرجل ليس (روبوت) على كل.. إن له طبعاً حامياً.
- انا حقاً آسفة...
------------------------------
- وتوقفي عن اعتذراتك اللعينة!
وانتزع الحقيبة من يدها وراقبته وهو يتفحص محتوياتها , ثم اعاد كل شيء الى مكانه ودفعها في جارور الطاولة, واقفل عليها وتأكد من إقفال الجارور, ثم
وضع المفتاح الذهبي في جيبه.
وحركت ساندرا قدميها باضطراب, لقد صدمها ماشاهدته لتوها, فمع ان باربرا قد ركزت على اهمية هذه الحقيبة إلا ان ساندرا ظنت ان هذا الاهتمام سببه
علاقتها الرومانسية مع رئيسها, ولأن ادركت مدى خطئها, فهذه الاشياء مهمة فعلاً, واحست لإحضارها الحقيبة بالفخرسالمة له, وسألها:
- كيف وصلت هذه الحقيبة الى بين يديك؟
وانهار افتخار ساندرا.. إنه مازال لا يصدقها.ريحانة
- لقد قلت لك, وإذا كنت لا تصدقني فتلك مشكلتك, وليست مشكلتي! انا لم اسرقها , اذا كان هذا ماتفكر به.. فمن الصعب التصديق بأنني اسرقها من
شقيقتي واطير بها الى هنا لأعطيها لك.. هل هذا ممكن ؟ والاسطوانات كلها موجودة هنا, عددها خمسة , ولقد تأكدت منها بنفسك.
واستدار ببط حول الطاولة ليقف امامها واجفلت ساندرا لقربه منها , وجهه اختلف فجأة اصبح مليئاً بالعدائية , وعضلات فكيه تشتدان من الغضب , وعيناه
اللامعتان تنظران الى وجهها المحمر, ثم تستقران على عينيها وكأنهما تدخلان الى اعماقها.
- ولكنني لا اعرف ماذا يوجد في هذه الاسطوانات...أليس كذلك؟ ربما تكون العاب كومبيوتر لحرب الفضاء.. من يعلم؟.
في الواقع لدى هذا الرجل روح النكتة.
- هل تتهمني بتبديل هذه الاسطوانات...؟
وبدا عليها الغضب والضيق لأتهاماته المجنونة, وهز رأسه بكل ريبة وقال:
- لا.. انت صغيرة جداً وغبية لتتورطي في التجسس الصناعي, ولكن قد يكون احد مادفعك لهذا...
- التجسس الصناعي! انت مجنون! أتعلم هذا؟ انت الغبي , لو سألتني ولم يدفعني احد لأي شيء, واذا كان هذا صحيحاً لما كنت هنا لأن اتحمل التجهم
منك..صحيح؟
وبدا عدم التأكد واضحاً في عينيه للحظات , ثم اصبحتا اقس من السابق واكثر اتهاماً.
- معك حق.. ولكن لدي ايضاً ارتياب بأنك اذكى مماتظاهرين به ياآنسة..مهما كان اسمك...
وصرت ساندرا بأسنانها وتراجعت عنه ,فقال:
- ولا تبتعدي عندما اخاطبك, فربما ظننتي انك تستطيعين بسحر عينيك هاتين ان تقنعيني بإعطائك بعض المعلومات.
ولم يكن هناك اي خطأ بما يعنيه, وكبتت ساندرا شهقة صدمة لسماعها آخر اتهام قاله, جايمس كوريللي مجنون بالعظمة.. وعندها فقط ادركت الجانب
المضحك من هذا كله, فهذا الرجل يعتقد فعلاً ان ساندرا كايسي الصغيرة قادرة على ان تتلاعب بسحرها الانثوي لتحصل على اسرار شركته.
فضحكت غير مصدقة:
- اتظن انني هنا لأغويك وانتزع منك اسرار تركيبتك الطبية الثمينة..اليس كذلك؟
- أليس هذا صحيحاً؟
- هه.. أنت مغرور ومتعجرف وغبي سيد جايمس كوريللي!
ياللسماء ! ستقتلها باربرا لهذا الكلام, ولكنها تابعت:
---------------------------
- واظن انك بحاجة الى حقنة من هرموناتك هذه.. فأنت وكأنك مثل (ماتا هاري ) الجاسوسة!
وبهذا استدارت على عقبيها واتجهت نحو الباب, ولكنها لم تصل , فقد امتدت يد قوية لتعيدها امامه, ولكن اقرب اليه هذه المرة, قريبة لدرجة انها احست
بأنفاسه الدافئة وصدمت , ملاحظته التالية كانت صادقة اكثر:
- ليس باستطاعتك إغواء (كازانوفا) ولو كان لم يرى امرأة منذ اشهر! وانت تعرفين الكثير مما في هذه الحقيبة!
كان يعني ذكرها للهرمونات , وتمنت ساندرا من كل قلبها لو ان باربرا لم تذكر لها شيئاً.. ولو انها لم تحصل لها تلك الحادثة.. يداه كانتا تمسكان بكتفيها
بقوة, ولكنها لم تحاول المقاومة للإفلات منه.. لماذا.. لم تستطع ان تعرف , فقوته ثبتتها في مكانها بكل بساطة, وعيناهما كانتا تتشابكتين بمعركة صامتة,
وحدقت به بيأس, منتظرة ان يقول شيئاً , اي شيء, حتى ولو كان اتهاماً آخر, يمكن له ان ينهي قبضته القوية المؤلمة عليها.
ومع ذلك, لم تكن خائفة, والقتطت انعكاس صورتها في عينيه, وصمتت ان لا تتأثر بهذا الرحيل المؤثر, وشعرت ايضاً بشيء لم تفهمه.
واستطاعت ان تتخيله وشقيقتها بين ذراعي بعضهما, وشعرت بألم غريب يغزوها , شقيقتها الجميلة وهذا الرجل المدمر, وعلى الرغم من كل ماحدث منذ
التقيت به , فقد استطاعت ان تلاحظ قدرته على اجتذاب النساء, انه متحفظ, يشكل تحدياً, ويملك عاطفة مخبتة, وغضبه السام دليل على ذلك.. وكم من
المغري ان تدفع هذا الغضب الى اقسى حده.. ووجهت افكارها الشريرة ناحية باربرا واحست بأن جسدها كله يثور.ريحانة
هذا الرجل هو حبيب اختها باربرا ومع ذلك لم يظهر اي اهتمام عندما قالت له انها في المستشفى.. حقاً .. إنه لايصدق انها شقيقة باربرا, ولكنه كان يتوقع
وصول سكرتيرته, ولابد انه الآن يدرك بأن شيئاً ما ناقص, ولكن لا, إنه بارد ومع انها تعلم ان عليها ان تكرهه لأجل هذا إلا انها لم تفعل, ولم تستطع تحليل
لماذا تشعر بهذه الطريقة , وشعرت بارتياح غريب بأنه لا يشعر بعاطفة قوية لباربرا بها نحوه, ولكن ما استطاعت تحليله وان تضعه في موقعه الصحيح, هو ان
هذا الرجل هو نوع خاص من الرجال.
نوع خاص وخطر.....
------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 02:57 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- وظيفة بالقوة

- لماذا كنت تشير الى ذكرى للهرمونات, فباربرا هي التي اخبرتني ان الاسطوانات تحتوي على نتائج اختبارات دواء هرموني وهذا كل شيء. ولا اعرف

المزيد , أؤكد لك..

ورمت ساندرا جايمس كوريللي بنظرة جانبية, ويداه لا تزالان على كتفيها وتابعت:

- والآن ارفع يديك عني او سيكون دوري في الصراخ كي يأتي رجال أمن الفندق.ريحانة

وتركها, ووجدت نفسها ترتعد , وحدقت به عبر رموشها الكثيفة, كان الجو بينهما بارد ومتفجر , وابتعد عنها فجأة نحو الطاولة, ولم تكن ساندرا متأكدة مما

ستفعل.. اتخرج ام تحاول ان تقنعه؟ ولكن من اجل ماذا؟ لقد حصل على اسطواناته الثمينة.. اليس كذلك؟ واختارت الفكرة الاولى, ولكنها لم تكد تخطو

خطوتين حتى امرها بالعودة.

- لن تذهبي الى اي مكان قبل ان تقدمي بعض التفسيرات.

----------------------------------

واستدارت لتواجهه ولكنه كان مديراً ظهره اليها, واخذت ساندرا تتفحصه . كان شعره اسوداً لماعاً تحت الضوء المنبعث من الثريا الكريستال المتدلية فوق

رأسه, ظهره عريض ينتهي بخصر تغطيه سترته الضيقة, الرجال في البذلات يربكون ساندرا , فالبذلات كاللحى تغطي حقيقة الرجل من تحتها , وتساءلت كيف

هو جايمس كوريللي الحقيقي ..أم هذا هو ربما, الرجل الفظ المتعجرف الذي يتوقع من الجميع القفز عندما ينادي وقالت له بهدوء:

- انا شقيقة باربرا.. وقد حدث لها حادث, وقالت لي كم أنت محتاج بشكل مستعجل لهذه الاسطوانات لأجل مؤتمرك وارادت مني ان احضرها لك,

وبصراحة اتمنى لو انها لم تطلب مني هذا.. فأنا لست مستعدة لأن اتهم بأنني كاذبة...

وتهدج صوتها, فتوقفت عن الكلام, وكان جايمس سريعاً في ملاحظة تغير نبرات صوتها, فالتفت نحوها.. ولكي تغطي الإحراج الذي احست به, ابتلعت ريقها

بقوة واجبرت الكلمات على الخروج من حنجرتها بحدة:

- لقد اديت لك خدمة عظيمة بقدومي الى هنا...وانت تعلم ان العالم ليس محتكراً لشركة كوريللي للمستحضرات الطبية, لقد اضطررت لأن اخذ عطلة من

عملي.. وكلمة شكر لي لن تذهب سدى!

ولم تحصل على كلمة شكر, ولكنه قدم لها بعض القهوة وقال:

- الأفضل ان تجلسي قبل ان تقعي ..أنت تبدين شاحبة.

شاحبة! وهل هذا عجيب؟ وغرقت في اقرب مقعد امامها, على الاقل جعله الارتجاف في صوتها, يدرك ان هذه ليست طريقة لمعاملة سيدة, وتطلعت بالجينز

الذي ترتديه, وتمنت لو انها غيرت ملابسها قبل الدخول الى جناحه, فهي لاتبدو ابداً كسيدة, فالجينز لا يفرض الاحترام.

- هل تحبين ان تشربي شيئاً آخر؟

فأدارت وجهها نحوه.

- أوه ..آسفة ,أي شراب منعش..أرجوك..

- وعلى اي شراب انت معتادة؟

وبدا مشككاً بها مرة اخرى, تلك التكشيرة الخفيفة عادت الى زوايا فمه..هل هو الغضب , قلة الصبر؟

- ليس اي شراب قوي كما تعتقد!

وندمت فوراً على هذا القول الحاد, ولمعت عيناه بالدهشة فسارعت الى القول متنهدة:

- انا آسفة.. ولكنني لست معتادة على توجيه الاتهامات لي لكوني جاسوسة... اي شراب مع صودا, ارجوك.ريحانة

- ألا تحبين المشروب الفرنسي؟

- اعتقد انني لازلت صغيرة على تذوقه, فمذاقه لايروق إلا للكبار.. وانا لست معتادة عليه بعد.

وارتفع حاجبه الاسود لردها.

- ربما تفضلين بعض العصير مع الصودا, فربما هذا يناسب ذوق المبتدئين.

ولم تكن واثقة ما اذا كان يسخر منها ام لا, فاجابت :

- اجل.. ارجوك, سيكون هذا جيد.

وطرقت رأسها وعاد الغضب يشتعل في داخلها وهو يصب لها الشراب , انه حقاً يظن بأنها ليست ذكية, ولكنها لن تدع هذه الإهانة تمر.. وتناولت الكوب

الذي قدمه لها , وتركته الى ان جلس في مواجهتها وطاولة صغيرة تفصل بينهما وقالت له:

- قد يكون لي ذوق المبتدئين سيد كوريللي.. ولكن ليس هناك من شيء خاطئ في عقلي, فأنا اعرف تماماً الفرق بين الشراب المنعش والشراب المسكر.

--------------------------------

ووضعت الكوب على الطاولة دون ان تمسه وكانت على وشك النهوض للانصراف إلا ان اعتذاره اوقفها:

- أنا آسف ..اعتذر , لقد صببت لك من زجاجة اخرى بالخطأ, ولأكون صادقاً معك ذهني منصرف الى شان آخر.

- انظر ... الأمر لا يهم.

كانت على وشك القول بأنه يحاول ان يسخر منها, ولكنها كانت قد قالت له مايكفي, وابتسم لها قائلاً:

- يبدو انك خبيرة, ولكنني اعمل ليلاً في مقهى, واعلم ان المشروب الخفيف لا يكون في زجاجة كهذه...

واشارت الى الزجاجة التي صب منها المشروب لها فضحك وشعرت ساندرا بحركة غريبة في معدتها فعندما يبتسم...او يضحك, يصبح اكثر فتنة, يالباربرا

المحظوظة.. وارتشفت بعضاً من الشراب.. بماذا تفكر بقولها , باربرا المحظوظة؟ تستطيع التأكيد بأنه شخص متوحش للعمل معه, ولكن مامن شك ان

الساعات التي تقضيها باربرا معه بعد العمل تعوض عن هذا , واحست بالمرارة لهذا التفكير.

ورمشت عينيها, لأنه كان يحدق بها, وكأنه خمن بماذا تفكر , قال:

- لم اكن اعلم ابدا ان باربرا لديها شقيقة , ولكنني الآن وأنا انظر اليك عن قرب اكثر, ألاحظ بعض الشبه في عينيك وشكلك , ولكن ليس بلون العينين,

فعيناها لوزيتان بينما عيناك خضراوان, ولكن كلاهما على شكل اللوز.

ولم تكن ساندرا معتادة على الإطراء, لذا لم تكن واثقة كيف تتعامل مع إطرائه الى ان ادركت انه ليس موجها لها بل الى شقيقتها الجميلة, فابتسمت وقالت:

- لسنا متشابهتان بالمنظر او بالطبع, واعتقد ان الفرق يكمن في العمر , باربرا اكبر مني بأربعة عشر سنة, وكنت في الثالثة من عمري عندما تركت المنزل , لذا

بالكاد اعرفها تماماً, اعيش معها منذ ستة اشهر فقط ولازلت لا اعرفها تماماً, ويبدو انني اثيرها لسبب لا اعرفه.

- ولماذا تعيشين معها إذاً؟

انه لا يعلم لماذا , ولم تنهدش لهذا, فباربرا دائماً تبقى اسرارها لنفسها حتى امام من تحب, وقد تكون على علاقة مع هذا الرجل, ولكن هذا لا يعني انها

قريبة منه جداً, فمن الواضح انها لم تخبره ان والدهما قد توفي, وانها اخذت مهمة رعاية اختها الطفلة كي تحميها من الضياع في الشوراع, وقالت له:

- لم يكن لدي مكان ألجأ اليه بعد ان توفي والدي, فالمنزل الذي كنا نعيش فيه مؤخر , وأنا رعيت والدي المريض لسنتين قبل ان يموت, ولم يكن لدي

وظيفة, لذا لم استطع دفع الإيجار, إضافة الى ان صاحب الملك كان يريد بيعه, فاقترحت عليّ باربرا ان أسكن معها في لندن الى ان استطيع الوقوف على

قدمي.

-------------------------------

واعتقدت ان هذه اول كذبة قالتها في حياتها , فباربرا لم تقترح شيئاً كهذا.. والحقيقة ان ساندرا كانت على حافة الإفلاس وتوسلت لباربرا كي تسكن معها..

والدها عانى الكثير خلال مرضه وساندرا كانت كبش الفداء معه, موته احزنها, ولكن عندما واجهت الحقيقة, وجدت ان الأمر نعمة عليها, فلسنتين كانت

تكافح الحياة مع والدها, وباربرا ادارت أذناً صماء لتوسلاتها لها للعون, وكما قالت يومها لساندرا, عندها مستقبل وحياة ومساعدة أب عجوز ليس جزءاً من

هذه الحياة!

وتخلت ساندرا عن جامعتها وعن آمالها للمستقبل بسبب انانية اختها, ولكنها لم تشعر بالمرارة لهذا, قد تكون باربرا تملك منزلاً جميلاً وفخماً , ووظيفة رائعة

تحبها والكثير من المال إلا ان السعادة كانت بعيدة عنها, ولازالت, الأخت القاسية المريرة التي تتذكرها ساندرا, من ايام زياراتها للمنزل الريفي المحاط

بشرفات في ( ساكسون) والتي كانت تقوم بها لأجل الواجب فقط, حتى انها لم تبكي في جنازة امها, وفسر لها والدها هذه بأنه الغيرة , فخلال اربعة عشر

سنة كانت تعامل كالطفل الوحيد للعائلة, ثم ولدت ساندرا في وقت متأخر من حياة والديها.

ايام المراهقة الاولى في حياة اية فتاة ايام حاسمة , وشعرت باربرا بالغضب لتغير عاطفة ابويها الفجائية نحو المولودة الجديدة... وخزنت غضبها ثلاث

سنوات ثم غادرت المنزل لتبحث عن الثروة وفهمت ساندرا هذا حاولت جهدها ان تكسب حب باربرا , ولكن دون جدوى , هذا الوضع لم يكن لها يد فيه

.

ولامت والديها لانحيازهما في الحب, كان من المفترض ان يدركا كيف كانت باربرا تشعر , ولكنهما خذلاها بشكل بائس.

- هل لديك وظيفة خلال النهار, أم وظيفة المقهى فقط؟

واعادها السؤال الى حاضرها , ونظرت اليه , وشعرت فجأة بوجوب الدفاع عن شقيقتها, على الرغم من كل شيء , فباربرا تهتم بهذا الرجل, وهو لايبادلها

هذا الشعور.ريحانة

- كنت أظن ان عليك الاهتمام بشؤون شقيقتي اكثر , على الرغم من كل شيء, فباربرا تهتم بهذا الرجل , وهو لا يبادلها هذا الشعور.

- كنت أظن ان عليك الاهتمام بشؤون اكثر من اهتمامك بما افعله في الحياة.

وضاقت عيناه بالغضب, من الواضح انه ليس معتاداً ان يكلمه الناس هكذا.

- لقد قلتي إن باربرا في المستشفى , ومهما كانت حالها, فهي دون ذلك تتلقى افضل العناية , فهل يجب ان اكون قلقاً عليها؟

قسوته الباردة صدمتها فقالت غاضبة:

- لقد اعتقدت فقط ان خدماتها المخلصة للشركة قد تستحق شيئاً, وقد تثير شيئاً من الاهتمام عندك, ولكن بعد قضائي هذا الوقت القصير برفقتك, توصلت

لإدارك انك لاتسلك ذرة من الانسانية في نفسك!

ووقفت على قدميها , وهي تشعر بالغثيان لفكرة ان باربرا تهتم بهذا الرجل الفظيع, وتابعت:

- لقد حصلت على الاسطوانات الخمس ياسيد جايمس كوريللي واتمنى ان تكونوا انتم الستة سعداء!

وحاولت التحرك, بيأس للخلاص من وجودها معه, ولكن ساقاها علقتا, فالطاولة الصغيرة علقت بشكل غامض بساقيها , والسبب حذاء جايمس, فصاحت:

- دعني اخرج من هنا! انت تتصرف كالأطفال!

- اجلسي! لم اصرفك بعد.

الأمر البارد جعل الغضب يغلي في عروق ساندرا.

-----------------------------------

- تصرفني! ومن أنت لتصرفني؟

وركلت الطاولة بقوة, وفوجئ تماماً بهذه الحركة, واجفل من الألم الذي احس به في عظام ساقيه, فصاح وهو يفرك ساقيه:

- ياالهي ! انت حقيرة!

- انت تستحق هذا لعدم تعاطفك مع ماحدث لشقيقتي, وماتراه فيك لن اعرفه ابداً.

ووقف ليواجهها , ومرر يده في شعره, وقال:

- انظري ..انا آسف لماحصل لباربرا, ولكنني احاول ان اكون واقعياً, ففي هذه اللحظات انا مهتم اكثر بشركتي وبوظائف الفين من الموظفين...

- لست ارى مالهذا من علاقة ببعض الأسئلة العادية عن ماذا اعمل كي أعيش!

- لأن باربرا تركتني دون خدماتها في هذا المؤتمر, وسألتك ماهي الوظيفة التي تعملين بها لأنك لو كنت قادرة قليلاً على القيام ببعض الاختزال والطباعة

فقد تساعديني, ولا اعتقد انك تعرفين كيف تعملين على الكومبيوتر؟

وظهر ضباب احمر خفيف امام عيني ساندرا, وخرج صوتها بشهقة متقطعة:

- اتعني.. اتعني ...انك.. تريد مني أن آخذ مكان باربرا؟

- هذا امر غير وارد.. لااحد يستطيع ملء مكان باربرا..ولكن...

- انت محق تماماً! لابد انك جننت ياسيد كوريللي! فلن اساعدك ولو كنت تموت من العطش في الصحراء, وكنت انا كأس ماء, فأنت لا تحتمل. هل تعلم

هذا؟ لا تحتمل! شقيقتي راقدة مصابة في المستشفى وقلقة عليك, وأنت لا تهتم بها, لقد اصطدمت بدراجة نارية لأنها كانت مرهقة بعد العمل طوال الليل

باشيائك.. السخيفة.. أوه..أنت....

واسرعت خارجة من الجناح , وهذه المرة لم يمنعها , ومشت كالعمياء عبر الممر عائدة الى غرفتها, ودخلت رأساً الى الحمام لتغسل وجهها بالماء البارد ,

لقد اغضبها لدرجة ارادت ان تضربه.. ولو كانت رجلاً لفعلت ! وجففت وجتنيها المحترقتين بمنشفة.. كيف يكون رجل.. جذب لهذه الدرجة.. مريع هكذا؟

ووجدته واقفاً قرب نافذة غرفتها عندما خرجت من الحمام. يتفحص رسماتها ويقارنها بالمنظر في الخارج , وخفق قلبها وتسمرت في منتصف غرفة النوم

عندما شاهدته , ولم يلتفت نحوها, ولم يتكلم , بل وقف مستندا الى حافة النافذة, يتأمل برسماتها مفكراً.

ربطة عنقه كانت الآن محلولة قليلاً وخصلة شعر سوداء على جبهته, وبدا وجهه مختلفاً, أرق قليلاً بطريقة ما, وكأنما روح القتال قد ذهبت عنه.

اول مابدا لها ان تنتزع رسماتها من بين اصابعه وان تأمره بمغادرة غرفتها بقوة جو من الدفء في الغرفة, شيء لم تستطيع تفسيره ولكنها احست به في

اعماقها .ريحانة

باريس , هذا الفندق , هذه الغرفة, وهذا الرجل. وعضت ساندرا على شفتيها , لم تكن قد شعرت بمثل هذا الشعور من قبل. ولكن غريزتها الانثوية جعلتها

تعرف ماهو, انه التوتر , توتر عاطفي جعل الهواء يبدو ثقيلاً وكثيفاً, ولكنه رجل مادي ومتسلط, وهي بالكاد امرأة .. ليس في العمر, ولكن في التجربة في

الحياة, ومع ذلك استطاعت ان تدرك ماهو الجو السائد الآن.

-------------------------

واستدار نحوها وتعلقت عيناه بعينيها لمدة بدت وكأنها الأبد, ثم تكلم بصوت أجش, قائلاً ببطء:

- لقد جعلتني احس بالحياة .

وشحن الجو بشحنات قوية من التوتر جعلت ساقي ساندرا تكادان تنهاران من تحتها, ولم تستطع تحمل نظرته, فأبعدت عينيها عنه, فقد رأت في عينيه

الرماديتين قابلية للسقوط , قابلية لم تكن لتصدقها حول هذا الرجل المحنك, ولم تكن ترغب في ان ترى المزيد وتحركت نحو طاولة الزينة وحركت

المصباح قليلاً:

- هل جعلتك تحسّ هكذا لأنني صرخت بك, واجبتك؟

- من الممكن.

- وانت لست معتاداً على هذا ...أليس كذلك. فأنت تطلب الاحترام والخضوع.

- أنا لا اطلبهما, بل مركزي يفرضهما.

- وهل من المفترض ان اشعر بالأسف عليك؟

ورفعت رأسها تنظر اليه , لا.. ليس الشفقة مايطلب. بل انها قرأت شيئاً آخراً في عينيه, إنه بحاجة الى شيء خطر , ثم ذهبت هذه النظرة وعادت تلك النظرة

المقاومة وقال ببرود:

- لنتوقف عن هذا الجدل قبل ان يخرج الأمر من يدنا..

ووضع الرسمات من يده وتقدم نحوها:

- كنت جاداً حول مساعدتك لي.. رتبي نفسك قليلاً..

ومد يده لينتزع الرباط من شعرها ..

- وافعلي شيئاً لشعرك وسوف تبدين محترمة جداً.

ولم ترد على اهانته , بل تراجعت , انه يتمتع بإثارتها , حسناً انها ليست هنا لتسعده, بأية طريقة, فقالت له بهدوء:

- لا استطيع مساعدتك بشيء سيد كوريللي, انا لست سكرتيرة, وليست وسيلة تعويض, لذا تستطيع ان تشتكي لشخص آخر, لقد حصلت على ماتريده

للمؤتمر غداً..وهذا أكثر ما استطيع اخدمك به. ريحانة

وتوجهت نحو السرير والتقطت رسماتها وحقيبتها , لم تكن حتى قد فتحتها بعد, وهاهي الآن ستعود من حيث أتت.. لقد انتهت مهمتها .. وسألها بهدوء:

- ماذا تفعلين؟

- مسافرة بالطبع, لقد اوصلت لك الاسطوانات , وأنا الآن ذاهبة.

كانت تتكلم بطريقة هادئة وكأنها لا تهتم ابداً برؤيته ثانية, لقد اذائها واغاظها ولكنه اثارها ايضاً, واحست بالارتعاد, ثم اغلقت عينيها وكأنها تريد ان ترى الدنيا

بشكل اوضح, ماذا يحدث لها؟

- واين تجدي طائرة في مثل هذه الساعة؟

- ومن قال شيئاً عن الطائرة؟ انا خارجة من فندق ( كلير مونت) وليس من باريس, سأجد لي فندقاً آخر.

ورفعت حقيبتها لتعلقها في كتفها. متمنية ان تبدو بأنها فعلاً تعتمد على نفسها , ولكنها سراً كانت ترتجف من فكرة التجول في الشوراع في الظلام عن فندق

تستطيع تحمل اجرته.

- والى اين تظنين انك قد تصلين وانت دون مال؟

ورمت الحقيبة ثانية الى الارض, ووضعت يديها على خصرها وقالت متحدية:

- استطيع تدبر امري... شكرا لك كثيراً.

لديها بطاقة اعتماد, وقليل من المال, وهذا يكفي.

- وماذا عن بطاقة سفرك للعودة؟

بطريقة التي كان يلقي بها هذه الاسئلة كانت تشير الى انه ليس قلقاً عليها بل على مصاريف الشركة , فابتسمت له بشحوب.

--------------------------------

- لدي بطاقة سفر للعودة, وقبل ان تقول شيئاً آخر, لقد دفعت باربرا ثمنها من حسابها الخاص, وليس من حساب الشركة, لذا إذا كان لديك اية افكار غريبة

حول مصادرة التذكرة, فانسي الامر!

ياللسماء.. ماذا تقول؟ إنها تشير الى انه يحاول منعها من مغادرة الفندق , وهذا امر جنوني بالطبع.

- إذاً انت تنوين العودة الى لندن غداً؟

وبدا في صوته ان شكوكه ليست من دون سبب, وبدا ايضاً واثقاً بنفسه لدرجة خطيرة, وكان يستند الى طاولة الزينة ويداه في جيوبه, وإحدى ساقيه مرفوعة

فوق الاخرى.

- غداً بعد الظهر.

- وهل لديك جواز سفر؟

وتنهدت بقلق , إنه يسأل اسئلة غريبة , وانحنت لتلتقط حقيبتها.

- وكيف تظن انني وصلت الى هنا لو لم يكن معي ..؟

وسقطت الحقيبة من يدها وهي تطلق آهة حزينة.. بالطبع! إنها تدرك الآن كل شيء:

- جواز سفري, ومالي, كل شيء في حقيبة باربرا.. أليس كذلك؟

لقد نسيت أنها وضعت كل شيء هناك للمحافظة عليها ,لقد جعلتها باربرا تعد بأن تحرس الحقيبة بحياتها .. وبما ان الحقيبة كانت على صدرها طوال الرحلة

فإن أفضل مكان لوضع اغراضها القيمة هو تلك الحقيبة, وهي الآن في مكان آمن أكثر, في جارور طاولة جايمس كوريللي المقفل.

- ستعيدها إليّ..أليس كذلك؟

- ليس لدي النية أن أفعل.

- ولكن لماذا؟

وبحثت في وجهه عن أي أثر لجواب ..هل هو حقاً جاد حول مساعدتها له خلال المؤتمر؟ وهل هي مخطئة حول حاجته الاخرى التي لاحظتها في

عينيه؟

ولم يكن يبدو عليه ان سؤالها يحتاج لرد فوقف حيث هو يتطلع اليها , وهزت كتفيها دون اكتراث وقالت:

- ليست هذه مشكلة حقاً.. سأذهب الى القنصل البريطاني واقول له إنك سرقت جواز سفري واشيائي, وسوف يستجوبونك في وقت قصير.

- القنصلية البريطانية بعيدة من هنا, والمطر ينهمر بقوة في الخارج.

- سأذهب بالمترو.. لدي بعض المال..

لم يكن لديها شيء. فكل ماتملك موجود في تلك الحقيبة...

وبدا يتحرك باتجاهها, وفكرت بأنه سيصبح بعد لحظات على على مرمى يدها, وسوف تضربه, وجمعت قبضتيها الصغيرتين الى جانبيها..لالن تفعل..لن

تستطيع.. حتى الصفعة قد تكون تلامساً جسدياً معه, ويجب ان تتجنب هذا بأي ثمن, وقالت بيأس:

- وأين سيقودنا هذا؟

وملأت وجهه ابتسامة ساخرة :

- انوي توظيفك لفترة اسبوع تقريباً.

وامتدت يده لتلتقط خصلة من شعرها الاشقر بين اصابعه :

- ورتبي هذا, هل لديك رداء مناسب معك؟ لايهم إذا لم يكن لديك , انا واثق اننا نستطيع تحضير شيء ما لك ..احتاج اليك خلال انعقاد هذا المؤتمر,

وليس لديك اي خيار سوى القبول بشروطي.

-----------------------------

- شروط..؟

- سأدفع لك لقاء عملك.. وبسخاء. وستستمر إقامتك هنا في الفندق. وسيكون امامك وقت فراغ كاف لمتابعة هوايتك, وعندما تنتهي خدماتك لي سأعيد

لك جواز سفرك, وأتأكد من عودتك سالمة الى الوطن.

- انا .. انا لن اكون مفيدة لك سيد كوريللي, لا استطيع الطباعة .. ولا .. استطيع...

- تستطيعين فعل الكثير لي ياساندرا كايسي.

كان قريباً منها حتى انها احست بدفئه, ورائحته, وظنت انه على وشك ان يعانقها, وتحرك الخوف في داخلها, لو انه فعل هذا فستضيع , وتعرف هذا, لكنه

ابتعد عنها فجأة حتى احست بخيبة باردة.

- ولكن قبل ان نضع الختم على اتفاقنا أود ان اعتذر لك.

ووقف عن النافذة ثانية , ودار رأس ساندرا, ختم الاتفاق.. الاعتذار وقالت بضعف:

- ماذا تعني؟

وجلست على كرسي طاولة الزينة , قدماها لم تعودا قادرتان على حملها, هل يمكن ان يكون هذا الضعف بسبب تحملها السفر؟ واتى اعتذاره رقيقاً ,

متطايراً في الهواء:

- أنا آسف لأنني ظهرت لك بارداً ومن دون شعور, أنا اهتم كثير بباربرا واعرفها جيداً الاشهر الماضية, وانا فعلاً مقدر لها مافعلته للشركة, وقد لاتكون اخبرتك

ان الشركة تعاني بعض المتاعب, وهذا يعني تحمل الكثير من العمل والتوتر, وهذا قد أثر على اعصابي وأنا آسف إذا كنت أزعجتك, لقد كنت انتظرها هي

وليس أنت.وصدمت بأن أجد فتاة اخرى صغيرة في السن, مرتدية الجينز وكنزة أوسع من قياسها بكثير, تقدم نفسها على انها شقيقة سكرتيرتي.

- أنا فعلاً شقيقتها, ولست صغيرة.. فأنا في الثانية والعشرين!.

- اذاً .. تصرفي هكذا واستمعي إليّ. شكراً لك لإحضارك الحقيبة..إنها تحتوي اشياء هامة جداً لي, فأنا على وشك إطلاق عقــارجديد سوف يجعلنا في وضع

اقوى للتفوق على شركة (يونيمت ) وأنا أوثق بأنك ستكونين ذات فائدة لي..

- لست ادري كيف.. حقاً لست ادري, لقد قلت لك إنني لست سكرتيرة, وأنا لست مثل باربرا.

- لا.. أنت لست مثل باربرا.

- لا. . أنت لست باربرا.

- أنت لست معتاداً على الاعتذار.. أليس كذلك؟

- لست مضطراً للإعتذار عادة.

- ولكنك كنت فظاً معي.

- اعلم... لم يكن من داع لذلك, هل ستبقين وتساعدينني؟

كم هو غريب! في لحظة يبدو كالغول.. وفي الثانية .. باربرا لم تكن تستطيع ان تقف في وجهه, فلديه قدرة على الإقناع, ولكن كما موافقا معا, هي ليست

كباربرا, ولا يمكن ان توافق معه بكل طواعية وتتهادى على انغامه, على الرغم من المغريات, وعليها ان تكون حازمة.

- أنا اعمل في معرض للفنون خلال النهار وفي مقهى اثناء الليل, ومن الصعب ان اساعدك في مجال الادوية.. أليس كذلك؟

فنظر اليها وابتسم.

- هذا يبدو لي مناسباً تماماً.

- وماذا تعني؟

--------------------------

- أنت جميلة, وتتكلمين الفرنسية وتعرفين كل شيء عن الفنون , وأدب الضيافة...

- ولكن لا شيء عن شركتك.

- لا حاجة لأن تعرفي شيئاً , فأنا أريد مضيفة, وليس وكيلة مبيعات.

- مضيفة! وماذا يستلزم هذا العمل بالضبط؟ الأناقة المتزمتة, وثياب ضيقة, وسوط؟

وامام دهشتها اطلق ضحكة عالية.

- يبدو هذا مثيراً للاهتمام ولكنه لا يناسبني, المؤتمرات الدراسية هذه ليست كلها محاضرات واصطلاحات طبية, فهناك الكثير من النشاطات الاجتماعية..

وهذه طريقة للحصول على الصفقات: دعوة الزبائن للعشاء, وإجراء المشاورات وإقناعهم بأنهم لا يستطيعون الاستغناء عن منتوجاتنا.

- ولكنني لست ادري اين هو المكان المناسب لي في هذا.ريحانة

- انا بحاجة الى امرأة جذابة بقربي لإصغاء جو من الراحة بعد ضغوطات المحاضرات, والمسشارون عادة يأتون بزوجاتهم لمن...

- لمن يقدم المقبلات.

ابتسامته الغامضة كادت ان تصبح عادة عنده, فقال:

- شيء من هذا القبيل...

إنه يحاول ان يجعل الأمر يبدو رائعاً.. حفلات كوكتيل وعشاء مع المجموعات الطبية.. ولكن في الحقيقة عملها منصحر في تقديم المقبلات والمشروبات, اي

ساقية محترمة.

وهل سيحتفظ حقاً بمالها وجواز سفرها؟ إن هذا لا يبعد كثيراً عن كونه ابتزاز.. ومع ذلك فإن عرض إقامتها هنا في هذا الفندق , مع كل وسائل الراحة,

وأوقات الفراغ لتكتشف باريس, كان عرضاً مغرياً, لو انه اكبر سناً وبرأس اصلع لكان من المؤكد ان توافق, ولكنه اليس هكذا, إنه هذا الرجل الواقف الى

جانبها, جايمس كوريللي, الوسيم الجميل, وابتسمت بقلق, كم انها تفكر ببلاهة وسذاجة,إنه على الارجح غير مهتم بأكثر من توظيفها , فلديه باربرا... وعلى

الرغم من انها تعرف قدر نفسها إلا انها تعلم تماماً ان باربرا هي الصنف المناسب تماماً لجايمس كوريللي.

- سأفكر بعرضك قليلاً سيد كوريللي, ولكن إذا لم أوافق ستعطيني أغراضي.. أليس كذلك؟

- لقد قلت لك إنني لا انوي ان افعل هذا, ماذا افعل او اقول لاقنعك بالعكس؟

واحست بالصدمة للتعبير الفجائي الذي ظهر على وجهه, ومد اصبعه ليضعه تحت ذقنها ويرفعه , ثم انزلقت ذراعاه حول خصرها وسحبها برفق نحوه, بقوة

ولطف وكأنما يحاذر ايلامها , وشعرت بالضعف والدوار, وهي تحس بضغطه الناعم عليها, وتسارعت دقات قلبها وهو يبتعد قليلاً عنها.. ثم تمتم:

- سأعطيك فرصة عشرين دقيقة.

- عشرين دقيقة لماذا؟

- كم أنت ظريفة! سأعطيك عشرين دقيقة لتتحضري للعشاء, هل لديك باب غير هذه؟

فهزت رأسها بالإيجاب.

- جيد, سألتقيك عند قسم الاستقبال بعد عشرين دقيقة.

وتركها واقفة عند النافذة, ولم تتحرك الى ان سمعت صوت إقفال الباب, ثم توجهت وهي تشعر بالدوار الى الحمام ووقفت تنظر الى وجهها الاحمر, لقد ظنته

بارداً, حيوان دون شعور, ولكن عناقه الحميم كان صدمة لها, بدفء وعاطفة, ليس برغبة او حاجة, بل بدفء, وكأنه تقريباً لا يريد ان يخيفها حتى لا تبتعد

عنه, ومع ذلك كانت خائفة منه, من باربرا من نفسها .. فالرجل الذي يعانق هكذا....

----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 02:58 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- صرخة في الليل

لماذا تحضر نفسها للعشاء مع جايمس؟ سألت ساندرا نفسها عدة مرات وهي تتحرك بسرعة, تغسل شعرها , وتغير ثيابها الى ان اصبحت ملئية بالحيوية.. ولكن

أليست شبيهة بباربرا وخبرتها, وعناق جايمس كوريللي لها ودعوته للعشاء ماهو سوى امتداد لاعتذاره, فقد اساء معاملتها وهاهو يعوض عليها, ومااحست به

من مشاعر قبل وقت قصير ماهو إلا نتيجة مخيلتها التي عملت وقتاً إضافياً..

وعلى كل.. لابأس, وتابعت تجفيف شعرها الذهبي, بإمكانها ان تحلم قليلاً, ألا تستطيع؟ بإمكانها ان تتخيل انه طلب منها السهر معه لأنه يرغب في هذا, فقد

اعترف لها انها جعلته يحس بالحياة.

وربما يستمر في هذه المعاملة الرقيقة خلال العشاء, وان يتجاوب مع شخص لا يعتبره نقمة من الله على العالم كما تفعل باربرا, وسيكون هذا نوع من التغيير

بالنسبة له.

وكانت سعيدة لبعد نظرها في ان تجلب معها ثوباً مناسباً.. فستان اسود من الصوف الرائع, دهشت باربرا عندما اشترته.

----------------------------------

واستعرضت ساندرا نفسها أمام المرآة وهي تفكر بأن شقيقتها لن يعجبها ما امامها لو رأتها الآن. شعرها الطويل الذهبي اللامع ينسدل بإغراء حول وجهها

البيضاوي, شفتاها المليئتان بالرموش الداكنة, شعر ذهبي ورموش داكنة سوداء, مزحة من الطبيعة طالما ازعجت ساندرا.. فالناس كانوا يظنون بأنها قد

غيرت لون احديهما, وجايمس كوريللي يظن بأن عينيها فائتنتان.

والفستان ... حسناً إنه ليس ماتلبسه عادة, فقد انسدل على جسدها النحيل بالتفاف كامل, حذاءها العالي الكعبين جعل ساقيها تبدوان طويلتان الى مالا

نهاية, ولكن ماعدا ذلك كان عليها ان تعترف انها كاملة!

ولم تشاهد جايمس كوريللي قرب مكتب الاستقبال وتساءلت ما اذا كان قد اعاد التفكير, او انه نسي الأمر, وجلست على حافة مقعد كبير من الجلد الخمري

وانتظرت, مبتسمة لنفسها , وهي تفكر بأنها منذ ستة اشهر ماضية, وقبل العمل في المعرض الفني, والمقهى الليلي لم تكن سوى ريفية جبانة, ولكن الحياة في

لندن قد غيرت جبنها الرجعي في زمن قصير , ومع انها لازالت بعيدة عن ثقة باربرا بنفسها, ولكن نظرات الاعجاب من الرجال لم تكن تزعجها , وتعلمت ان

تتجاوز طلبا المواعيد بابتسامة جميلة ومزحة خفيفة لا تترك اي إنسان يشعر بالغضب.وفتحت ابواب المصعد وشاهدته واقف تأدباً ليسمح لسيدة مسنة ان

تخرج قبله وابتسمت له المرأة وهي تنظر اليه بذهول واعجاب, وفهمت ساندرا لماذا.. فهو يبدو رائعاً جداً في بذلة السهرة السوداء ومعطفه الاسود المتجلي

فوق كتفيه دون ان يرتديه , إنه كالكونت دراكولا مصاص الدماء, واحست بوخزة في عنقها وهي تفكر هكذا.ريحانة

وشكرت الله على انها احضرت معها هذا الفستان الاسود والحذاء الانيق الضيق الذي كان يضغط على اطراف اصابعها , ولكن هذا يستحق التحمل لمجرد

ان تكون برفقته, وهي لن تخذله ابداً.

ووقفت الرشاقة على قدميها وانتظرت الى ان شاهدها, ثم اتجه بعينيه ورسمت ابتسامة تحية على وجهها المحمر وانتظرت...

وتمتمت من بين اسنانها ( اوه ..لا) فبدون نظارته لم يرها , وسار متجاوز لها وكأنها قطعة من الاثاث, ونادته بما يشبه الهمس:

- سيد كوريللي! سيد كوريللي! لم تتعرف إليّ.. أليس كذلك...

وامسكت بكم سترته وعندما التفت ابتسمت ابتسامة عريضة , وجهه كان صورة كاملة من الاعجاب, ثم قال وهو يبتسم:

- انت محقة , أنا لم أتعرف عليك..

- لكنت تعرفت عليّ بسهولة لو انك تضع نظاراتك, ليس هناك داعي للخجل من لبس النظارة, وانت تعلم هذا.

وسارت معه وقد اخذ بذراعها ليقودها الى امام الفندق.

- النظارة من طراز قديم, وأنا لا ألبسها سوى للقراءة, وأنا لم أتعرف عليك لأنك كنت أفتش عن فتاة هزيلة صغيرة..لا عن...

ونظر اليها نظرة جانبية , وكأنه لا يزال غير واثق من ان عيناه لا تخدعانه.

- عن ماذا؟

-----------------------------

إنها متشوقة اسماع الإطراء الذي كانت واثقة انه على طرف لسانه:

- لا شيء.. لا استطيع ان افكر بتعبير مناسب أصف به هذا التغيير.

- ماقولك بكلمة مذهل؟

- أنت لست متواضعة كثيراً.. أليس كذلك؟

- ليس عندما أكون مدركة ان التحول هو اعجوبة صغيرة..قد كنت ابدو بحالة سيئة عندما وصلت ..ولقد فعلت الكثير لأجلك لأبرهن عن اسفي. أين

سنذهب؟

- الى مطعم صغير وحميم اعرفه قرب النهر.

- اوه.. ظننت اناا سنتعشى في مطعم الفندق.

لم تكن تتوقع هذا! مطعم حميم! ولكن مطعم الفندق سيكون آمن لها بالطبع!

وغرقت ساندرا في المقعد الوثير للسيارة الفاخرة, واخذت تحدق خارج النافذة في الظلام. الى الشوراع التي تنمو على جانبيها الاشجار, وهما يغادران

قلب المدينة. وبدأت فكرة بقائها لمساعدته تشحب فجأة, وشكت في مقدرتها على إمضاء اول أمسية معه دون القيام بغلطة خطيرة, وارتعدت ساندرا متمنية

لو انها لم تأتي..

- هل تشعرين بالبرد.

ولف ركبتيها بقماش مضلع .. فتمتمت:

- شكراً لك. لماذا تريدني ان اساعدك في اجتماعتك؟ من الممكن ان اخذلك, وانت تعرف هذا, ممكن ان اتصرف بشكل غير لائق, وان تبدو مني

ملاحظات في اوقات غير مناسبة, وقد افقد السيطرة على نفسي, وقد...

- وقد لا تفعلين اي شيء من هذا كله.

- وهل أنت مستعد لهذه المخاطرة؟

- لم اكن لأطلب منك البقاء لولا ثقتي بمقدرتك على تدبر الأمر, أنت فتاة جميلة جداً ووذكية ياساندرا, فلا تقللي من قدر نفسك.

لقد استخدم اسمها الاول وكان صداء كأجراس الفرح في اذنيها, ولم تستطع النظر اليه , وعلنت من عذاب قربه منها وجسدها متوتر لدرجة الانكسار, وتمنت

لو انها تعود الى الفندق لتتناول سندويشاً في غرفتها .. فهذه الليلة .. غلطة.. فهو ناعم جداً اكثر مما تتحمل.

- لست اقلل من قدر نفسي سيد كوريللي ولكنني اعتقد انك لا تعرف ماذا تفعل.

- انا عرف بالضبط ماذا افعل.

في لهجته حدة ما.. جعلت اعصاب ساندرا تتوتر, إنه دائما يحصل على مايريد , وهذا أمر أكيد.. ولكن ماذا يريد هذه المرة ؟

- لا استطيع البقاء...

في تلك اللحظات علمت ان بقاءها سيكون خطرا.ريحانة

- هناك مليون سبب لماذا لا استطيع...

- حسنا, اخشى ان لا يكون لدي الوقت الكافي لأسمعها كلها.

وتوقفت السيارة بهما خارج مطعم عند حافة النهر, وفتح السائق الباب لها وخرجت واحست برعدة من البرد الخفيف في الجو, إضافة الى انها كانت تتخوف

من هذه الليلة, وتساءلت عما إذا كان صداع مزعوم قد ينجح, ولكن كان الوقت قد فات وصرف جايمس كوريللي السائق, وانطلقت السيارة مبتعدة.

المطعم كان دافئاً, ورومانسياً من غير تكلف, الاضواء حفيفة والموسيقى ناعمة, واستقبلتهما رائحة الطعام الشهي , ورائحة الورود في منتصف الطاولة امامهما

, كان المطعم مزدحماً ورافقهما الخادم الى مكان منعزل حجز لهما .

-----------------------------------

وحشرت ساندرا نفسها في الزواية ولم تعد تتمنى ان تكون في الفندق تتناول السندويشات, بل ان تحدث لها معجزة تعبدها فجأة الى لندن بلمحة عين.

وابتسم لها جايمس عبر الطاولة وقال:

- لا تنظري هكذا كالمذهولة.

واجابته بابتسامة وحاولت ان تسترخي لأن عقلها السليم كان يقول لها بأنها لن تستطيع فعل شيء حول هذا الوضع الذي سمحت لنفسها ان تنقاد اليه

بسهولة ولكن, .. من المثير الخروج مع هذا الرجل.

فقد استدارت رؤوس كل النساء عندما دخل جايمس كوريللي الى المطعم, ولم تكن ساندرا متأكدة كيف ستتصرف, أترفع ذقنها فخورة أم تنقبض وكأنها

ريفية جبانة كما كانت من قبل.

ورفعت ذقنها الى الاعلى بكل فخر..ولماذا لا؟ فلن ترافق رجلاً مميزاً كهذا الى مطعم في كل يوم.ريحانة

وقالت له:

- الرسومات على هذه الجدران هي من الفن الحقيقي وليست النوع الرخيص.

فابتسم وكأنه احس بأنها تحاول جذبه للمحادثة:

- وهل يروقك هذا النوع من الديكور؟

وهزت ساندرا رأسها , ثم تفحصت لائحة الطعام وقالت:

- احبها ولكن لا لأعيش معها , فعندما سيكون لي منزل خاص بي سأملأ بالزهور, واعلق رسومات لمنطقة البحر المتوسط على جدران صفراء, استرخي على

مقاعد فضاضة.

واقفلت لائحة الطعام وقالت:

- سأتناول مرق اللحم مع الخضار وبعده لحم الحمل بالبندق.

- سأنضم معك في الحساء.

وضحكت ساندرا ثم عضت شفتها , لأن جايمس لم ينتبه لما قال ثم ضحك بدوره وقال:

- سأصلح الجملة هل يمكن؟ سأتناول نفس نوع الحساء الذي ستتناوليه يتبعه دجاج روسيني.

- وماهذا؟

وافحص جايمس عينيها المتسائلتين بتعجب قبل ان يرد:

- كم أنت مختلفة عن باربرا ,فهي لن تسأل مثل هذا السؤال ابداً.

وفكرت ساندرا بندم: إنها غلطة من الاساس القبول بدعوته للعشاء , فهي غير لبقة ومرتبكة بينما باربرا محنكة, كم ياترى عدد المطاعم الحميمة مثل هذا

رافقها اليها .

- باربرا لا تسأل .. لأنها تعرف.

- ربما ولكن كبرياءها يمنعها من السؤال اذا كانت لا تعرف , ولهذا انت مختلفة جداً عنها.

- اتمنى انني من دون كبرياء..

واطبقت يده على يدها بطريقة مطمئنة فشعرت بنار الاحراج والغضب ينطفىء.

- أنا لم اقل شيئاً من هذا, مااحاول قوله , إنني اجدك صادقة ظننت لم تعرفي ماهو نوع الطعام , ولهذا سألت بكل بساطة.

- هذه قلة لياقة.

- حسناً إنها قلة لياقة, وانا احب هذا.

ولاحظت ومضة الدعابة في عينيه فارتاحت قليلاً وقالت بإصرار:

- إذا ماهو؟

ولم يعد مهماً لها ان تعرف , ليس وقلبها ينعصر في صدرها هكذا حتى لا تكاد تتنفس .. لمسته دافئة حريرية, وعيناه ساحرتان فوق عينيها وشدت قبضتيها معاً

بقوة لتبعد الافكار عنها, الافكار عنه وعن شقيقتها.

---------------------------

- روسيني.. والطاهي الفرنسي الشهير أوغست اسكوفير كانا صديقين واخترع الطاهي هذه الأكلة على شرف صديقه روسيني إنه صدور الدجاج مع البانيه

ونوع من الصلصة..هل ترغبين في تغيير طلبك؟

فابتسمت وهزت رأسها:

- يبدو لذيذاً ولكنني سأبقى على لحم الحمل.

- إذاً بإمكانك تذوقه في المرة القادمة.

هل سيكون هناك مرة قادمة .. ام ان هذا مجرد كلام يقوله الناس لبعضهم في مثل هذه المناسبات؟ حديث فارغ لا يعني شيئاً, وحدقت به, ولخيبتها كان

يراقب الناس الخارجين من المطعم , وبدا مسترخياً هذه الامسية , كان من الممكن لساندرا ان تطري نفسها على انها السبب بهذا الاسترخاء, ولك ولكن

الاكثر احتمالاً هو انه مرتاح بكل بساطة لوصول اسطوانات الكومبيوتر في الوقت المناسب للمؤتمر.

وعاد للنظر اليها وابتسما معاً.. وقال لها:

- حدثيني اكثر عن نفسك .

اوه.. هذا فظيع ..اكثر مماتوقعت ساندرا, لقد كانا متشددين ورسميين مع بعضهما وباربرا كأنها هوة بينهما, فكيف لها ان تسترخي وتتمتع بالأمسية وهي تعلم

ان لولا تدخل القدر فإن شقيقتها هي التي ستكون جالسة الآن معه؟

وهزت كتفيها وحاولت جاهدة ان تستفيد من غلطة مريعة:

- انت تعلم تقريباً كل شيء عني.. ابيع الرسومات في النهار, والقهوة والمشروبات في الليل.ريحانة

- هل لديك شاب صديق؟

فابتسمت ساندرا.

- بالكاد يكون لدي وقت فراغ..أليس كذلك؟

- لماذا ترهقين نفسك بهذه القساوة؟

- لقد اعتنيت بوالدي لسنتين وكنت احبه كثيراً, ولكن السنتين شعرت بانهما عشرة وانا احاول التعويض عن ذلك الوقت الضائع واحاول معرفة الحياة ومعرفة

نفسي...

- وهل ..أنت بحاجة لوظيفتين لتحققي هذا؟

- اريد ايضاً استقلاليتي عن باربرا..

وتساءلت في نفسها عما اذا كان عليها ان تقول هذا في مثل هذه الظروف وخاصة ان باربرا وهذا الرجل ..لا... لا تريد التفكير بالموضوع وتابعت:

- لقد كنت تلميذة فنون في المدرسة قبل ان يمرض والدي ولكنني لم اكمل دراستي, ولم اكن مدربة على عمل محدد, ولذا فكرت ان اجيء الى لندن

حيث كل شيء ممكن الحدوث.. ولكن لم يحدث شيء, حاولت ان ادخل مجال الرسم التجاري إلا انني لم اجد احداً في المجال مستعد للمخاطرة مع

شخص غير مدرب وغير كفؤ, وهكذا قبلت بوظيفتين لأكسب مايكفي لتأمين مكان خاص بي, شقة صغيرة تصلح ان تكون مرسماً , استطيع ان ارسم وافكر

واحاول ان اصنع لنفسي حياة جديدة.

- استطيع فهم هذا.

- حقاً تستطيع؟

ولم تصدق هذا, هذا الرجل بثرائه وسلطته , لايمكن له ان يفهم بكل بساطة.. واجابها :

- لقد تخليت عن هوايتي في سبيل والدي.

-------------------------------

- هوايتك؟ ماذا تعني؟

- إنها موهبة مهنية اكثر منها هواية , لقد كنت طبيب صحة عامة.

- كنت! أتعني انك منعت من العمل؟

وفكرت بماذا يمكن ان يكون قد فعل ليمنع من مزوالة مهنة الطب.. ولكنه ضحك واجابها :

- إن لك مخيلة رهيبة, لا.. أنا لم أُمنع من العمل.. لقد تخليت عنه لأجل أعمال العائلة..

- تخليت عن كل التدريب والهواية, لتبيع الأدوية؟

- إنك تظهرين الأمر وكأنني اطرح بضاعتي في الشوراع.. والدي حدثت له جلطة قلبية ولم يعد قادراً على إدارة الشركة وتخليت عن عملي لأجل عمله ,

بعض الاحيان عليك ان تقومي بمثل هذه التضحية لشخص تحبينه, لقد توفي السنة الماضية , واصبحت حراً مثلك الآن.

منذ تلك اللحظة اصبحت الأمسية اسهل على ساندرا, فقد اراحها الحديث عن والدها مع شخص يستطيع فهم مشاعرها المختلطة مابين عقدة الذنب

والندم والخسارة ومر الوقت بنعومة.ريحانة

واحست بأنها ناضجة عندما , فيما بعد وضع معطفه الكشمير حول كتفيها , انا مثل باربرا استطيع ان احبه .. وعبثت في رأسها فكرة خيالية بأنها حبيبته الى

ان اصبحت الفكرة بائسة اكثر مما تستطيع التفكير.

ووضع ذراعه حول كتفيها وهو يقودها من حول حفرة موحلة على الطريق وتجاوزا الحفرة, ولكن ذراع جايمس بقيت حول كتفيها وتمنت ساندرا ان

يتوقف بها الزمن.

وسألها جايمس عندما وقفا عند الجشر ليحدقا في النهر:

- هل انت تعبة؟

النجوم والقمر ومصابيح الشارع كانت تنعكس ملمعة فوق المياه, واستوعبت ساندرا تفاصيل المشهد لتستعيد تذكره فيمابعد وترسمه على ( الكانفا ).. قرب

جايمس منها, دفء ذراعه حولها, لم يكونا بحاجة للانطباع في مخيلتها, فسوف يبقى هذا الاحساس معها الى الابد.

- لقد كنت تعبة.. ولكن برودة هذا الليل جعلتني اشعر بالنشاط ماذا يجول في فكرك؟

ربما يريد ان يذهب الى مربع ليلي, وعادت بها الفكرة الى أرض الاحلام من جديد, واشتدت قبضة ذراعه من حولها كي يستطيع النظر الى ساعته وقال:

- كان لدي موعد .. وقد فاتني الآن, ولكن قد تكون هناك فرصة...

ولم يكمل .. فقد صدرت عنه تأوهة من مكان مافي حنجرته , وهو ينظر اليها ملتفة في دفء معطفه, وعيناها تتطلعان اليه , فضيتان واسعتان تحت ضوء القمر,

وقال لها بصوت أجش:

- انت جميلة جداً..

هذه المرة لم يكن الأمر حلماً, بل حقيقة عذبة, لم تشعر بمثل ما احست به لحظتها, في كل حياتها , ولم تختبر ابداً مثل هذه السعادة العميقة, وحاولت

جاهدة ان تفهم معنى النظرة المنبعثة من عينيه السوداوين.

وامسك بيدها في يده وهو يقول:

- هيا بنا لو اسرعنا السير فسوف نصل في الوقت المناسب.

وحث السير بها عبر شبكة من الطرقات الضيقة , مبتعداً بها عن النهر والقمر والنجوم.

-------------------------------

واحست ساندرا ان شعور الضياع قد اصبح وشيكاً, فأطلقت ضحكة وهي تحاول ان تناسب خطواتها مع خطواته, وضحك بدوره ثم خفف من سرعته ,

ولكنها كانت تبكي في اعماقها .. فعندما كانت بين ذراعيه لم تفكر بشقيقتها باربرا, ولكن فيما بعد وهي تنظر الى عينيه شاهدت انعكاس وجه شقيقتها وهزها

ضميرها هزة حادة.

- جايمس.. اين نحن ذاهبان؟

استخدمت اسمه الاول للمرة الاولى, وبدا لها غريباً وهو يخرج من بين شفتيها, والتفت اليها فجأة ليقول:

- الى معرض فنون.. ستحبينه.. هل تمانعين؟

- في مثل هذا الوقت من الليل؟ ألن يكون مقفلاً؟

- باريس لا تقفل ابداً.

وتوقف عند زواية شارع عريض, انواره مشعة اكثر من الطرقات الضيقة التي غادراها.

- ساندرا.. يبدو عليك التعب, افتضلين ان اعود بك الى الفندق يمكن لهذه الزيارة ان تنتظر الى الغد.

صوته فجأة اصبح مليئاً بالاهتمام , وهزت رأسها قائلة:

- أريد رؤية كل شيء.

لو كانت صادقة مع نفسها لاعترفت بالإرهاق, ولكنها لم تكن تريد لهذه الليلة معه ان تنتهي , وابتسمت ثم تابعت كلامها:

- من الأفضل ان أرى الفن الفرنسي واعرف ماهو.

وضغط على يدها , ثم قطعا الشارع الى معرض (دولفين ) وما إن دخلا عبر الابواب الزجاجية حتى لفهما صمت وكأنه الضباب وضاعت ساندرا , اللوحات

المعروضة كانت شديدة الروعة , وشهقت من الاعجاب وتجولت عيناها الخضراوان الفضوليتان على مجموعة من الزيتيات والمائيات.

وجذبته من يده نحو لوحة مائية جميلة وقالت :

- آوه ياجايمس هذه جميلة , تحس وكأنك قادر على شم رائحة الارض والاشجار فيها. ووقف خلفها ينظر من فوق كتفها ويداه ممسكتان بأطراف كتفيها برقة

وعندما تكلم احست بأنفاسه الحارة فوق شعرها :

- إنها تماماً اللوحة التي تخيلت بأنها ستعجبك .. إنها مثلك. دافئة , جميلة وحساسة.

وجاء صوت من خلفهما يقول:

- جايمس.. تأخرت ساعتين ولكنني كنت اعلم انك ستحضر.

واستدار وعلى الفور رفع جايمس يديه عنها ليعانق فاتنة ترتدي ثوباً قرمزياً باللون العقيق من الحرير.

- سارة .. انا آسف .. لقد تأخرنا.

واحنى ليقبل وجنتا المرأة الصغيرة المليئة بالحيوية التي برقت عيناها له, ثم اظلمتا عندما قدم لها ساندرا.

ومدت لها ساندرا يدها بأدب وابتسمت, وعلى الرغم من ان سارة تقارب عمر باربرا إلا انها كانت مليئة بحيوية فوارة تفتقر اليها شقيقتها ولكن كان هناك

شيء مشترك بينهما: انجذابهما الى جايمس وقالت سارة:

- سعيدة بلقائك.

ولكن ساندرا احست بأنها لم تكن صادقة.

كانت سارة جميلة المظهر, شعرها احمر ذهبي براق , وعطرها غالي الثمن, وفكرت ساندرا ان هذا كله من اجل جايمس, فماهو الشيء الذي جعل عينيها

الذهبيتين تضيئان ثم تخبوان فجأة لرؤية ساندرا اذاً؟ واحست ساندرا بالقوة , هذه المرأة الغريبة كانت قلقة منها , فقد كانت تتوقع جايمس لوحده, وازاح

الغضب هذا الشعور بالقوة واصبحت فجأة متضايقة من جايمس لتعريضها لهذا الموقف .

-----------------------------

وقالت لها سارة:

- ساندرا.. انا وجايمس لدينا بعض الاعمال لنتباحث بها.. ربما تحبين ان تتفرجي على الصور في آخر المعرض, قد تعجبك أكثر.

ولكن جايمس قال بحزم:

- أفضل ان احصل على رأي ساندرا بما سأشتريه ياسارة.

وقفز قلب ساندرا من مكانه, ورغبت في ان تحتضنه لأجل هذا ونظرت سارة الى ساندرا, ثم استدرات لتدخل مكتباً صغيراً عند طرف المعرض, وتبعاها الى

المكتب, ولاحظت زجاجة شراب وكوبين على الطاولة , ومرة اخرى احست بالغضب من جايمس, لم يكن يجب ان يأتي بها الى هنا.

اللوحات الزيتية الثلاث التي اشتراها جايمس كانت جميلة ,وتنفست ساندرا بقوة وقالت , وهي تحس بقلق سارة وهي تبحث عن كوب ثالث لها.

- إنها جميلة جداً ياجايمس.

وسألته سارة وهي تصب الشراب باضطراب حتى انها سكبته فوق الطاولة:

- لأي منزل تشتريها , لمنزل ( اتبن سكواير) او ( لمونت كارلو) أم..

عند هذه النقطة خرجت ساندرا من الغرفة الضيقة التي لا تسع سوى اثنين , واخذت تتجول في مرسم آخر خلف المعرض الرئيسي ونظرت بقرف الى

الصور التي قالت سارة بأنها ستعجبها.

وكانت تستطيع سماع صوت جايمس والضحك من سارة وشعرت بالوحدة بشكل لا يصدق , ثم سمعت جايمس يشكر سارة , ولهجته تدل على ان عملهما

معاً قد انتهى. وان الوقت قد حان ليغادرا المعرض, ولكن سارة اصرت على ان يتناولا كأساً آخر من الشراب, وخرجت نحو ساندرا لتملأ لها كأسها, وقالت:

- اعتقدت ان هذه الوحات ستعجبك.

وابعدت ساندرا كأسها رافضة ان تملأه, وقال جايمس:

- من النظرة التي على وجه ساندرا لا اظن انها أعجبت باللوحات .

ونظرت اليه ساندرا بغضب , إنها قادرة على الرد بنفسها لو انه اعطاها الفرصة.. وتابع جايمس إخبار سارة ان ساندرا تعمل في معرض للفنون في لندن, وانها

هي نفسها فنانة قديرة, وتذكرت ساندرا اوراق الرسم في غرفتها واحست بالزهو لتذكر منظر جايمس وهو مستند الى النافذة يتفحص رسماتها , ثم خفق قلبها

بقوة , فعندما تقدمت أكثر داخل الغرفة, توقفت امام لوحة (كانفا) مريعة وقطبت , ثم شهقت شهقة دهشة:

- هذه من أعمال ( الافارج )

وسألتها سارة بدهشة.

- وهل تعرفين اعماله؟

- اجل ..كنا زملاء دراسة, واعرفه جيداً.. لقد توفي شقيقه في حادث قارب في جنوبي فرنسا وغادر انكلترا بسرعة.. وفقدنا الاتصال معاً.

وتفحصت لوحة الكانفا الجميلة , وقد عرفت بأنها من عمل جان بيار , لقد كان معتاداً على الرسم بحساسية ولكن هذه اللوحة كانت مجرد ظل للفنان الذي

كانت تعرفه, وتساءلت كم ياترى أثر عليه فقدان شقيقه, فقد انعكس هذا بالتأكيد على عمله.ريحانة

وأتاها اقتراح مفاجئ من سارة:

- لقد بعث العديد من اعماله , وفي الواقع سأذهب لأحضر المزيد منها غداً.. لم لا تأتين معي؟

------------------------

وصدمت لهذا الدفء الفجائي من سارة, فاستدارت لتواجهها:

- أوه .. لا استطيع.

ونظرت الى جايمس من اجل الدعم, ولكن شيئاً لم يبدو على وجهه.

- لقد قال لي جايمس إنك تساعدينه في مؤتمره, ومن المؤكد انه يستطيع الاستغناء عنك لعدة ساعات؟ أستطيع ان أحضر لاصطحبك من الفندق...

وابتسمت سارة بعذوبة لجايمس , ثم فهمت ساندرا فجأة ما يجري, صحيح ان عملهما معاً قد انتهى إلا ان سارة لم تكن تنوي ان تتخلى عن جايمس ,

وهي مستعدة لاستخدام ساندرا للوصول اليه.

- لا شكراً.. لا أظن انني...

- هراء.. سأتصل بك عند الصباح لتدبير أمر الموعد.

والتفتت ساندرا بيأس الى جايمس, متوقعة منه أن يحتج, ولكن كل ماشاهدته كان شدة على عضلات فكه. ألا يرى بأنها لا تريد أن تتورط مع سارة ولا مع

صديقها الفنان القديم؟ وعضت ساندرا على شفتها , بالطبع لا يفهم ,لأنه لا يهتم بها.. ولكن للحظات هذه الليلة فكرت .. هل هي مجنون؟ جايمس لا يهتم ولو

قليلاً بها!

- حسناً.. إذا كان جايمس لا يعارض.. سأكون مسرورة بالانضمام اليك لمقابلة جان بيار بعد كل هذه المدة.

وبعد ان ودعا سارة وخرجا متجهان لالتقاط سيارة تاكسي من زواية الشارع, قال لها غاضباً:

- إذاً الآنسة البرئية ذات العينين الواسعتين لديها مخبأ في خزانتها ..أليس كذلك؟

وللحظات صدمت ساندرا ولكن لمجرد لحظات , ومن خلال نفس عميق قالت:

- أتعني جان بيار؟ وهل تلمح الى انه كان بيننا شيء؟ لقد كنا أصدقاء في المدرسة وهذا كل شيء, وتستطيع انت ان تتكلم عن الأسرار؟ يبدو أنك وسارة

قريبان جداً, كل هذا العناق والرقة ...

ولم تذكر له باربرا, فسيكون هذا مؤلماً لها, وامام خجلها ضحك برقة:

- وهل أزعجك هذا.. صحيح؟ أتعلمين .. لقد ظننت أنك فتاة قوية, خبيرة بالشارع عندما قابلتك أول مرة, هل هذا كان منذ ساعات؟ ولكنك في قرارة

قلبك فتاة رقيقة جميلة قديمة الطراز, ألست هكذا؟ هل تحضنين وسادة فراشك الحريرية ليلاً وتحلمين ببراعم البرتقال, والأعراس البيضاء؟

وصمتت ساندرا , لم تستطيع ان تفهم لماذا يسخر منها فجأة وبهذه المرارة.

- لا.. لا افعل هذا, وهل هناك خطأ كبير لو انني فعلت ؟

- لا شيء ابداً.

ووصلا الى موقف تاكسي وصعدت ساندرا الى المقعد الخلفي, لم تشعر بالتعب هكذا طوال حياتها, لقد كان يوماً طويلاً لها, وليلة مربكة, واغلقت عينيها, لا

تريد ان تفكر بسارة الفظيعة وهي تلعب لعبتها لاجتذاب جايمس تحت أنفها, وهناك في اعماق افكارها المرتبكة توجد شقيقتها .. ولابد انها استغرقت في

النوم.

كانت تشعر بالدفء والراحة واستفاقت .. إنها في المقعد الخلفي للتاكسي .. وهي بين ذراعي جايمس كوريللي! وحاولت ان تقوم مبتعدة ولكنه همس لها:

- اهدأي.. واسترخي..

--------------------------------

- أهدأ !كيف.. كيف تجرؤ على فعل هذا..كنت نائمة لماذا.. لماذا ..أنت ..!

- أتعنين أنني اشتهي الأموات؟ ياصاحبة العقل الشاذ, انت لست ميتة, كنت تتظاهرين بالنوم وواعية جداً لمايجري..

- انت صاحب العقل الشاذ. وأنا عني ماأقول, أنت ساحر لعين! والآن اتركني ودعني اخرج من هذه السيارة!

وبقوة لا تصدق استطاعت ان تدفعه الى زواية مقعد التاكسي. وتوقفت السيارة عن منعطف فندق (كلير مونت) وفتحت الباب وغرز كعب حذاءها صدفة في

قدمه وهي تنزل الى الرصيف , وتأوه بألم وامسك بقدمه , فقالت:

- ولا تتلاعب لأجل شفقتي عليك .. فلن أقع في شراكك بسهولة مرة ثانية, فقد تكون باربرا سهلة المنال ولكنني لست مثلها , فأنت على حق تماماً, إنني

فعلاً أحلم بالبراعم البرتقالية!

واستدارت عنه بحركة متفاخرة وصعدت درجات الفندق وعبر الأبواب الدوارة , وقد فاتها صيحته لفراقها التي صاح بها عبر هواء الليل الباريسي البارد:

- حسناً .. تزوجيني إذاً!

-----------------------

__________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 02:59 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- تبقى أو لا تبقى!
ربت جايمس على وجهه بمنشفة ثم نظف ماكينة الحلاقة فوق المغسلة. وتطلع الى نفسه في مرآة الحمام.. فرأى امامه ابلهاً.
- لابد انك جننت.
وأغمض عينيه لبضع ذكريات الليلة السابقة , لقد طلب الزواج من فتاة صغيرة بالكاد يعرفها, وحمداً لله لأنها لم تسمع, فلديه مايكفيه من مشاغل, وعندما فتح
عينيه في الصباح كان كل شيء قد توضح امامه . يجب ان تذهب من هنا.
- صباح الخير ستيفن.
وحيا مساعده وقد دخل الى غرفة الجلوس في جناحه.
- صباح الخير جايمس, كيف تشعر.. هل أنت مضطرب؟
وصب جايمس لنفسه بعض القهوة ثم وقف عند النافذة, وشرب القهوة الساخنة القوية المرة. وهو ينظر الى الشارع في الأسفل , تقريباً نفس المنظر الذي يظهر
من غرفتها.
- مضطرب؟ ولماذا الاضطراب؟
-------------------------
ونظر اليه ستيفن بقلق, وهز كتفيه وتابع كلامه:
- الاسطوانات بحالة ممتازة, والأوراق كذلك, لقد راجعتها ليلة امس عندما كنت في الخارج, لقد قامت باربرا بعمل رائع بعدما حصل في غرفة الكومبيرتر,
عبقرية منها ان ترسل شقيقتها لتوصلها لك, ولكن لو انها ضاعت .. كيف شكلها؟
- من؟
- شقيقة باربرا, هل هي جميلة مثلها؟
وكاد جايمس ان يقول له ان يصمت, فكيف يستطيع ان يقارن بين الاثنين.؟ واحدة قاسية, جمالها لماع يصلح لغلاف المجلات. والأخرى فيها كل الدفء
والنضارة والجمال لزهرة الصباح .. اللعنة!. وضرب فنجانه فوق الطاولة, قطعاً يجب ان تذهب من هنا!
وقال ستيفن بابتسامة:
- انا متلهف للقائها.
- لن يكون امامك فرصة .. إنها مسافرة اليوم.
- ولكنك الليلة الماضية قلت إنها واقفت أن تبقى من أجل المؤتمر.. ماذا غير رأيها؟
- أنا غيرت رأيي.. إنها غير مناسبة , مجرد طفلة.
وترك ستيفن المسألة, فقد كان امامهما امور اخرى مهمة وضاغطة, ودفع لجابمس بمجموعة أوراق على الطاولة وقال:
- بول برادشو جاء بالأمس وسايحضر المؤتمر.
ولأول مرة ذلك اليوم بدأ على جايمس كوريللي الرضى.
- دبر بعض اللقاءات الشخصية معه ياستيفن.. إنه من أريد.
برادشو كان لمدير المالي لمجموعة (يونيمت) واحدة من أضخم الشركات المساهمة في العالم . والتي من المحتمل أكثر ان تقبل بشروط جايمس, فهناك
الموظفين ليهتم بهم, ومستشفى الاطفال المرضى التي بناها والده وموّلها طوال تلك السنوات , وجايمس لايريد ان يسيء اليهم فيما لو لم تغيير الإدارة, ولن
يحصل هذا إذا نجح المستحضر الجديد. وكانت ( يونيمت ) مهتمة بأن تشتريه , ولكن قبل هذا هناك شيء تافه يجب التخلص منه!
واستيقظت ساندرا على قرع ملحاح على بابها, ولبضع ثواني لم تكن متأكدة ممايجري, ثم عاد كل شيء الى ذاكرتها!
واخذت وقتها في النزول من سريرها ..هل حل موعد الإفطار .. انها تشعر وكأنها لازالت في منتصف الليل... ونظرت الى ساعتها ,إنها السابعة.
- لحظة من فضلك.
وقطعت الغرفة ,مستعدة لتقول للخادم انها طلبت افطار عند التاسعة وليس السابعة.
- اوه ..هذا أنت.
وتمنت لو انها جلبت معها روبها , فثوب النوم الذي تلبسه يكشف أكثر مما يخبئ.
- بماذا تحدق؟ ام ان هذا سؤال سخيف؟
- غطي نفسك..فقد يكون من دق الباب عليك احد الخدم.
ولم تستطع فهم المنطق من وراء هذا الكلام, إنه سيء المزاج .. وارتدت كنزة فوق غلالتها . وبدا الأمر سخيفاً, ولكنها لم تهتم.
- هل جئت لتعتذر عن تصرفك معي ليلة أمس في التاكسي؟ لا فائدة من اللف والدوران , فلا سبب آخر لمثل هذه الزيارة في مثل هذا الوقت من الصباح.
- وهل أعتذر لما كنت ترغبين به؟
وكان امام ساندرا خيار من اثنين , اما إن تتجاهل كلامه, وإما أن تصفع وجهه لهذه الإهانة, ثم شاهدت المغلف البني الذي يحمله بيده وبرد غضبها.
-------------------------
- ماهذا؟
ورمى المغلف على السرير بدون اكتراث وقال:
- هذا حريتك.
- حريتي...؟ لست أفهم.
- إنه جواز سفرك ومالك, وتستطعين أخذ أول طائرة عائدة الى الوطن هذا الصباح.
الحاجة للجلوس كانت تلح عليها, ولكن ساقاها لم تطيعاها, فوقفت دون حراك تنظر اليه ببلاهة , إنه يريد منها ان تسافر والألم الذي سببته هذه المعرفة لها
جعلها تشعر بالمرض.
- ولكنك الليلة الماضية كنت مصراً, أردتني ان ابقى لأساعدك , لماذا هذا التغيبر المفاجئ؟
واستدار جايمس عنها, غير قادر على تحمل هذه النظرة من عينيها الجميلتين.. والمكان الوحيد امامه كان النافذة, ولكنها امسكت به قبل ان يصل .
- لماذا يا جايمس؟
وشدت على كمه مجبرة إياه على مواجهتها.
- لأنك لاتناسبين الوظيفة, لست مناسبة وهذا كل شيء.. لقد كنت على حق منذ البداية .. وهذه مخاطرة أستطيع الاستغناء عنها في الوقت الحاضر.
وتحرك نحو الباب, ولكن ساندرا لن تدعه يفلت منها هكذا. وسدت له الطريق بجسدها وسمعت صوت تنفسه الحاد . وصاحت به:
- لا.. لن تفعل . فأنا لم أظهر كالغبية في المطعم.. وأنا أعلم أنني ثرثارة بعض الاحيان ولكنني أعرف تماماً متى أتوقف , وأنا اعمل في واحد من أكثر
المعارض أهمية في لندن.. ولايمكن لي أن احتفظ بوظيفة كهذه إذا لم أكن جيدة في التعامل مع الزبائن...
وتوقفت في منتصف الكلام, وقلبها يخفق بجنون, لماذا تقوم بحق السماء بمدح نفسها له بينهما هذا بالضبط ماتريده... أليس كذلك؟ جواز سفرها وعودتها
الى بلادها!
وبرزت امامها الحقيقة المرة, وتراجعت مبتعدة عنه, وكأنها لسعت إنها لاتريد ان تسافر.. بل تريد البقاء, هنا في باريس معه.
وأدارت ظهرها له, مواجهة الجدار وكأنها طفلة قد عوقبت, وقد لفت ذراعيها حول جسدها لتخفي الألم في داخلها.
- الأفضل ان تغادر غرفتي قبل ان افقد اعصابي...
التهديد كان أكثر مايمكن ان تملأ به صوتها , وهذا أمر قليل لو قارنته مع الضربة التي تلقتها عندما قام بصرفها , حتى انها بالكاد استطاعت ان تنتفس.
ومضى وقت طويل قبل ان يعود الى الكلام, وقت طويل أمضته ساندرا في صراع مع مشاعرها .
- لقد وضعت بعض المال فوق مالك, دفعة صغيرة..
واستدارت اليه بغضب:
- لأجل مافعلته في التاكسي؟ أيها القذر .... أستطيع ان أرى كل شيء الآن, ولماذا تريد مني الذهاب, لكان الأمر قد اختلف لو انني تجاوبت معك ليلة
أمس..أليس كذلك؟.
- ساندرا!!
- لا تذكر اسمي! لماكنت في نصف تلهفك للخلاص مني لو انني .. قبلت..
واصبح ممسكاً بها قبل ان تدري .. يداه تشدان بقوة على كتفيها, وكانت السيطرة القوية على اعصابه هي التي منعته من أن يهزها بين يديه كما يهز كلب
الصيد الأرنب بين أنيابه.
-------------------------------
- إن لك عقلاً قذراً وراء هذه الوجه البريء ياساندرا كايسي.وتستحقين الجلد بالسوط على كلام مثل هذا, صدقيني! انا لست محتاجاً لأن أدفع لقاء أية
خدمات.
- مامن شك ان مثل هذه الخدمات تقدم اليك على طبق , اتركني ! انت تؤلمني!
- الرجال يقتلون لأقل من هذا القول.. والآن قولي إنك آسفة لإتهامك القدر.
وصرخت بسرعة...
- حسناً.. حسناً ..أنا آسفة.
وتركها بدفعة قوية , ووقفت تفرك ذراعيها من الألم.
- أنت لا تدرك مدى قوتك.
- والآن من هو الذي يتلاعب لأجل العطف.
والتقط الهاتف وطلب قهوة لاثنين , فقالت متعمدة:
- أنا لا أنتظر ضيفاً.
- اصمتي يا ساندرا.. لقد اكتفيت من كلامك اللاذع, وأنا آسف لو كنت آلمتك الآن , ولكنني أشد أسفاً على ماحدث الليلة الماضية, لم يكن يجب ان ادع
هذا يحدث, فلست معتاداً على ان افقد عقلي هكذا.
وتلاشى غضب ساندرا , وقوتها وتدافعت الدموع بقوة الى عينيها , ولكنها وبشجاعة منعتها من النزول, فهناك وقت كاف للدموع عندما تصل الى لندن, كم
كانت بلهاء وساذجة, لسماحها لنفسها ان تقع في حب هذا الرجل , فهو لا يهتم بها.ريحانة
والتقطت المغلف عن السرير. وافرغته فوق الأغطية , ورمت رزمة المال الفرنسي اليه, وقالت له بصوت خافت:
- لقد فعلت هذا لأجل باربرا, ولن اقبل اية دفعة منك...
- خذيها...
وصرخت ( لا!) ثم خفضت صوتها وتابعت:
- لا اريد اي تعويض , أريد فقط ان اخرج من حياتك بأسرع وقت ترغب فيه ان ترى ظهري.
وخطا نحوها خطوة.
- انظري ياساندرا, الأمر ليس كما تعتقدين..
- لا تقترب مني ياجايمس كوريللي.
والتقطت جواز سفرها ومالها ووضعتهما في المغالف ثم في حقيبة يدها.
- لست أعلم لماذا اردت مني البقاء اصلاً.. كنت تريدني, ثم أصبحت لاتريدني. ولا استطيع تصور كيفية نجاحك في إدارة شركة تساوي ملايين الملايين
المضاعفة من الجنيهات..
واستدارت لتنظر اليه والحيرة تغشي عينيها: هل هذا هو الرأس المدبر لشركة كوريللي للمستحضرات الطبية. الرجل ذو الدماغ, الرجل الذي عليه ان يقوم
بالقرارات الحاسمة كل يوم من أيام حياته.. الرجل ذو النوعية الخاصة.. لماذا..؟
وقالت له بهدوء, متشوقة لمعرفة الحقيقة:
- جايمس.. لماذا هذا التغيير؟ لقد طلبت مني البقاء لمساعدتك, والآن تقول بأنك اخطأت , وقمت بحكم بمتحدث في الاكسي؟؟ أليس كذلك؟
ومضت برهة طويلة قبل ان يجيب:
- انا بالتأكيد لم أقم بحكم خاطئ عليك.. فأنت ذكية ولا بأس بك, ولهذا كل العلاقة بماحدث في التاكسي.
-------------------------------
- ماذا تعني؟
وتقدم منها وبدأت مشاعرها تتصاعد لقربه منها, ثم امسكها قريباً جداً منه وهمس:
- أعني هذا.. هل انت مستعدة لتقبله ياساندرا؟
فدفعته في صدره .
- انا لا افهمك.
ونظر اليها وعيناه قد تغير لونهما.
- وهل تنكرين هذا؟
وضمها اليه بقوة.. وأحست بمشاعرها تتصاعد بشكل خطير.. فانتزعت نفسها منه وهي تقاوم دموع الألم والبؤس وقالت:
- لماذا تفعل بي هذا ياجايمس؟ هل هو نوع من العقاب؟
- أنا أؤكد لك فكرة معينة ياساندرا, لو بقيت هنا معي في باريس فهذا ماسيحدث بيننا , وأنا لست معتاداً على العبث , فأما ان احصل على كل شيء , أو
الأفضل ( لا شيء)
وهمست وهي تحاول الخلاص من بين ذراعيه :
- أنت نذل! أتحاول ان تقول إنك تصرفني من هنا لحماية طهارتي؟ ومنذ متى أنت تقي ورع هكذا؟ إن لك علاقة مع شقيقتي .. وهي بحاجة للأحترام
ايضاً, ولكنك لا تفكر بها.
- أنا على علاقة بأختك؟ اهذا ماعنيته عندما قلت في التاكسي إنك لست سهلة المنال مثلها؟
وعضت على شفتها وتمنت من كل قلبها ان لا يذكر باربرا في هذه اللحظات ونظر اليها جايمس, والغضب يتجمع في عينيه, وتركها وكبح غضبه, ثم قال
- شقيقتك ليس لها علاقة بيننا. إذا بقيت في باريس فأنت تعرفين ماذا ستتوقعين مني...
- بكلمات اخرى.. جزء من وظيفتي هو القبول بمغازلتك ؟
وحدقت به ساندرا بألم.. كيف يمكن له ان يقترح عليها هذا الأمر؟ وقالت له وهي تهز رأسها:
- لا استطيع ان افعل هذا, اريد ان ابقى وأساعدك ولكن ليس بهذه الطريقة , ولا بهذه الشروط.
وطافت عيناه فوق وجهها وقال ببرود:
- الليلة الماضية لم تريدي البقاء, وقلتي إن لديك مليون سبب لعدم استطاعتك, وتلوميني لأنني غيرت رأيي, ولكن ماهي الريح التي غيرت رأيك أنت؟
هل لها علاقة باكتشافي لحبيب قديم لك هنا في باريس, يمكنك بسهولة الوصول اليه؟.
وصفعته على وجهه بكل قوتها, ولكنه لم يتأثر وصاحت به:
- لم يكن حبيبي, وليس له علاقة ابداً بتغيير رأيي, لقد غيرت رأيي بسبب شيء لن تفهمه أنت ولو بعد ألف سنة, فأنت مشغول جداً بربط أطراف شركتك
وموازناتك, ولعب العاب التعاون, فالناس وجدوا لتستغلهم في حياتك...أليس كذلك؟
ولمعت عيناها بقوة, ثم أشاحت بنظرها بسرعة , لقد أفشت بالكثير من اسرار قلبها, ومشاعرها تتصاعد بشكل خطر الى شفتيها , وجان بيار بعيد مئات من
السنين الضوئية عن قرارها بالبقاء في باريس, وهو جايمس كوريللي, السبب الوحيد لرغبتها في البقاء هنا, ولكنه لا يريدها إلا كلعبة للعبث لبضعة ايام, وهذا
كل شيء.
وحطمت دقة على الباب جو العداء بينهما وسارعت ساندرا للتحرك وفتحت الباب للخادم الذي احضر لهما القهوة , وبينما كان يضع الصينية على الطاولة
الصغيرة قرب النافذة أصلح جايمس من ربطة عنقه, واعطى الخادم البقيشيش وانتظر الى ان غادر الغرفة , ثم قال:
--------------------------------
- الخيارات لك في البقاء او عدمه .. انا احتاج لمساعدتك بعد المؤتمر , ولكنني واثق انني لا أرغب في تمويل إعادة جمع شملك مع ذلك الفنان غير
الموهوب, وأية مصاريف خارج إطار العمل ستتحملينها أنت.
وقطع الغرفة نحو الباب وفتحه , ثم وقف عندما نادته وسألته بخشونة وتردد:
- هل تريدني أن أبقى؟
وابطأ دقات قلب ساندرا وهي تنتظر الجواب الذي يبدو انه وجد صعوبة في ايجاده, ثم قال اخيراً:
- اجل.. أريدك ان تبقى ,فأمام الشركة وقت عصيب, واحتاج الى كل المساعدة التي استطيع الحصول عليها.
ثم خرج واغلق الباب وراءه وصدمت لبرودته واخذت ترتجف, وبم يتح لها الوقت لجميع شتات مشاعرها, فدق رن جرس الهاتف وصاحت من الدهشة
عندما ردت:
- أوه.. باربرا! هل تتصلين بي من المستشفى؟
- لدي اخبار سيئة كما اخشى, لقد كسرت عظمة صغيرة في قدمي اليسرى , يجب ان اضع الجفصين عليها هذا الصباح, إنه شيء مزعج فظيع..لن استطيع
..أن ألا قيك في المطار..
- لا تقلقي باربرا .. انتبهي لنفسك لتشفي ..استطيع ان ...
- هذا ماقاله جايمس بالضبط عندما اتصلت به ليلة أمس حبيبي المسكين.. لقد بدا على حافة الإحباط, لقد كان ممتناً لي كثيراً لإرسالك مع الاسطوانات,
وقلت له إنني سأتحسن بأسرع وقت ممكن ولكنه قال إن كل شيء على مايرام وإنه دبر أمر من يساعده بصورة مؤقتة...
- اجل .. أنا ...ولكن...
ارادت ان تقول لها إنها لن تبقى ولكن باربرا قاطعتها بريبة:
- أنت! جايمس طلبك أنت؟ لابد أنك مخطئة ياعزيزتي!
- بالطبع لست مخطئة, لقد طلب جايمس مني البقاء لأساعده بعد محاضرته..
- لا تكوني سخيفة هكذا ياساندرا, أنت دائماً مشتتة الافكار , من الواضح أنك لم تفهمي ماقاله...
واخذت تفتخر حول انها القادرة الوحيدة على مساعدة جيمس كوريللي, وان ساندرا إنما تجعل نفسها تبدو مغفلة ومزعجة, وعند هذه النقطة بدأت الدهاء
تغلي في عيونها .
- اعتقد بأنك لم تستطيعي في حياتك استيعاب فكرة ان شقيقتك ليست قادرة على الاعتناء إلا بأب مريض.. لقد طلب مني جايمس المساعدة , وهو مؤمن
انني قادرة على توفيرها له, فأنا أتكلم الفرنسية بطلاقة, لاتنسي هذا, وهي أمر لا تستطيعينه...
وصدرت من الناحية الاخرى للهاتف صيحة الاستهجان وتعجب مماجعل ساندرا تدرك ان رصاصتها الوحيدة التي تملكها ضد شقيقتها اللغة الثانية , قد
اصابت هدفها , ثم وكالعادة ندمت على انفجارها هكذا بوجه شقيقتها , فهدأت من لهجتها وقالت:
- باربرا, انا لن استطيع القيام بالوظيفة بشكل رائع مثلك, وحتى جايمس يقر بهذا .. ولكنه اراد...
ولم تكن باربرا خائفة من أن تخسر حبيبها لأختها الصغيرة ولكنها كانت خائفة من ان تقوم ساندرا بعمل أبله قد يؤثر عليها بشكل ما .
-------------------------------
- ساندرا, هذه ليست فكرة جيدة! جايمس يطلب الكمال . فلو خرجت عن الخط معه, لو قلت كلمة واحدة خاطئة , فقد يكلفني هذا وظيفتي!
اخرج عن الخط! كلمة واحدة خاطئة! إنها صفعت هذا الرجل ودعته بكل الاسماء القذرة المعروفة تحت الشمس...
- ساندرا ! ساندرا؟ الا زلت معي ؟
- أجل... أجل لازلت معك...
ولكن من المؤكد انها ليست معها تماماً, كم هي مغفلة لأن تترك الحديث يتشعب هكذا, باربرا الآن مقتنعة بأنها ستبقى لمساعدة جايمس. واذا حاولت انكار
فستضطر الى الشرح الطويل.
- اسمعي .. سأتصل الآن بجايمس..
- وماذا ستقولين له؟ إن شقيقتك الصغرى بلهاء, ولافائدة منها لأي كائن حي؟ حسناً هيا ياباربرا اتصلي به , فهذا سيعني له انه لا يستطيع اتخاذ القرارت
بنفسه, وأنا متأكدة انه سيشكرك على هذا بنفسك .
- هل جننتي؟.
- أجل.. هذا ممكن ...
ووضعت ساندرا السماعة من يدها, ثم جلست على حافة السرير لفترة طويلة, تتأمل وهي تضع رأسها بين يديها. لماذا قالت لأختها ما قالته؟ لقد حشرت نفسها
في وضع لا تستطيع إخراج نفسها منه... كان عليها ان تقول لباربرا إن ليس لديها النية في البقاء, منذ ان بدأتا تلك المحادثة السخيفة , وها إن باربرا الآن
مؤمنة بأنها باقية لتساعد جايمس , واذا عادت الى لندن بعد ظهر اليوم , فستريد ان تعرف السبب.
وماذا ستقول لها؟ أتقول لأن رئيسك الغالي يطلب بأكثر من ساعات عمل طبيعية ياباربرا العزيزة, وأنا واثقة أنك تعرفين ماذا أعني . وبالقدر الذي رغبت فيه
ان ترد الضربة لشقيقتها, كانت تعرف ان باربرا مهتمة جداً بجايمس. ولكنه مع ذلك لم يؤكد ولم ينفي تلك العلاقة .. ولكن ماذا يهم على كل الاحوال؟
ونهضت عن السرير لتقف قرب النافذة تراقب ازدحام السير لساعات الصباح العملية, في الشارع خارجاً, ولكن الأمر يهم...وحضنت نفسها بذراعيها .. الأمر
يهم , وبألم.
واحست ساندرا بألم في رأسها, كم من السهولة تستطيع بها أن تقبل بشروطه, وان تعمل معه وتحبه. كما طلب , ولكن هذا لن يكون كافياً , لقد علمت هذا
من شعور يجتاحها ولم ويعطها أية راحة بال.. هل من الممكن الوقوع في الحب بهذه السرعة, وهذه السهولة, وهذا العذاب؟
وتنفست في الهواء, ولكنني لا أحبه, إنه مجرد شعور رغبة, ولكن لا يمكن ان يكون الحب, أليس كذلك؟ وتمنت لو تعرف وتمنت لو ان هناك كتاب تستيطع
شراءه, يسأل العديد من الاسئلة, ثم في النهاية يجيب عليها لتستطيع معرفة مشاعرها وتتأكد, ولكن ماذا ستفعل بهذه المعرفة. فهل ستشكل فرقاً لها في كيفية
التعامل مع هذا الوضع؟...
ان تبقى او لا تبقى .. هذه هي المسـألة! وعضت على شفتها بقوة, وحاولت ان تفكر بشكل ايجابي , ان تضع قائمة للسلبيات والايجابيات.
وأخذت أوراق الرسم وقلماً, وكتبت قائمتين, الايجابيات كانت سهلة: باريس في الربيع.. وسائل الراحة في فندق (كلير مونت).. وقت للرسم ولإشباع
هوايتها في المعارض.. والسلبيات كانت سهلة ايضاً, ولكنها واحدة فقط: جايمس كوريللي!
----------------------------------
الأمر كله عائد اليها:حقاً, وتنهدت , ثم مزقت الورقة من دفتر الأوراق ولفتها في يدها كالكرة.. إنها ترغب في البقاء في باريس.. فهي مدينة أحلام كل فنان,
وماهي فرصتها في أن تعود ثانية إليها؟ الأمر صعب عليها بمافيه الكفاية لتجمع المال لتشتري حريتها بعيداً عن باربرا, وفي العام القادم سوف يصبح معها
مايكفي لدفع تأمين شقة صغيرة في ضاحية ما من لندن, ولن يحصل على إجازة ولو بعد دهر من الزمن, ولكنه ليس بالسبب القوي ليجعلها تعاني ماقد لا
تستطيع تجنبه من المعاناة في سبيله, ان ترى جايمس كل ليلة, وان تقع بعمق أكثر في حبه , ولكن ربما لا .. فقد تتعلم كيف تكرهه خلال الأيام القليلة
المقبلة .
إذاً سوف تبقى وتضع رباطاً شديداً حول مشاعرها, ولا حاجة له لأن يعرف كيف تشعر تجاهه, وستكون قوية الإرادة, فهي لم تعتبر نفسها ابداً ضعيفة, اما
بالنسبة لتهديداته بمغازلتها...حسناً الأمر ايضاً عائد لها , فقد رفضت مرة .. وإذا ظهرت أية بوادر قادمة فسوف ترفض ثانية.
كانت تجلس قرب النافذة تتقاسم قطعة الكرواسان مع الحمام الواقف على النافذة, عندما رن جرس الهاتف , وكانت سارة لتقول لها بأنها ستقابلها في قاعة
الاستقبال, بعد ساعة .
وهذا ما أعاد جان بيار الى تفكيرها , فلم يكن جايمس بعيداً عن الحقيقة عندما قال بأنه حبيب سابق , كان جان بيار يعاملها مثل واحدة من بنات اعمامه
واخواله الذين تركهم في (ليون) ومع ذلك فقد كان هناك تلك الساعة عندما رفع لها ذقنها الى الأعلى ليقول لها إنها تملك أجمل تكاوين وجه راها في
حياته, وعبث بأصابعه في وجهها, وكانت متأكدة بأنه سوف يعانقها لو لم يدخل عليهما مجموعة من التلاميذ, ملأوا الاستديو استعداداً للمحاضرة, بعدها
بقليل حدثت تلك الفاجعة وسافر ومثل بقية الفتيات نسيته.
لقد تغيرت نوعية عمله, وكانت محبة للاستطلاع قليلاً , وماذا لو ذهبت مع سارة لتمضي نصف ساعة سعيدة مع صديق دراسة قديم؟
وارتدت الجينز والكنزة بسرعة, ومشطت شعرها , ثم نظرت في ساعتها لتجد ان امامها فترة طويلة تقضيها قبل ان تصل سارة, واستقلت المصعد نحو الطوابق
السفلى تحت الأرض حيث ينعقد المؤتمر الطبي فهي تريد ان تحضر افتتاح المؤتمر وخطاب جايمس ولكن الحارس أوقفها عند المصعد:
- هل لديك اذن مرور؟
- لا.. ولكنني أعمل لشركة كوريللي.ريحانة
- وهل معك جواز سفرك؟
ومدت يدها الى حقيبتها, ولحسن الحظ كان الجواز هناك, وتفحصه الحارس, ثم مرر اصبعه فوق لائحة, ولاحظت ساندرا بذهول ان اسمها موجود في في
اسفل اللائحة , من المؤكد ان جايمس كوريللي رجل كفؤ, وواثق من انها ستبقى.
وابتسم الحارس وأعاد اليها الجواز واشار الى باب مزدوج في نهاية الممر , وقال لها:
- المكان مليء, ولكن هناك مجال للوقوف في المؤخرة.
وتسللت ساندرا الى الداخل, واستقرت عيناها على المتحدث الطويل عند المنصة, وللحظات لم تدرك الى من كانت تتطلع.
------------------------------
لقد كانت غريباً.. غريباً رائعاً, استولى على اهتمام وانتباه الجميع بخطابه الجذاب..صوته غريباً رائعاً, استولى على اهتمام وانتباه الجميع بخطابه
الجذاب..صوته كان طلقاً بدرجة خارقة, مقاعد المشاهدين كانت مليئة بالرجال والنساء, يسجلون الملاحظات يراقبونه بانتباه, والبعض يمسك بسماعات
الترجمة الفورية بشدة, خوفاً من ان تفوقهم كلمة, أهذا هو جايمس كوريللي الذي أهانته وصفعته؟ هل هو نفسه هذا الواقف امامها بعيداً عن مرمى اللمس
وكأنه آت من كوكب آخر؟
وخرجت الى الممر وتنفست الصعداء وبطريقة ما وجدت طريقها الى الطابق الارضي ثم الى قاعة الاستقبال.
- لقد اردت حقاً ان ارى جايمس قبل ان نذهب.
الصوت من ورائها جعلها تلتفت لتواجه سارة ..إذاً هي لم تكن مخطئة ..فتصرفات سارة الودية معها لها هدف وحيد, هو الاجتماع بجايمس ثانية, وقالت لها
ساندرا:
- إنه في المؤتمر يخطب.
وهزت سارة كتفيها , فهي لن تستسلم.
- لا داعي للقلق, سألتقطه عندما أوصلك , فقد سمعت لتوي عن أروع مجموعة من اللوحات الاصلية قد تثير اهتمامه...
واخذت تثرثر وهما تخرجان نحو الباب الامامي لفندق (كليرمونت ) ولكن ساندرا بالكاد استطاعت ان تفهم منها كلمة.
وتبعت سارة على مضض نحو سيارتها, وهي تتمنى لو ان هناك دراجة نارية مسرعة تمر امامها لترمي بنفسها تحتها!.
----------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 03:00 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


5- حب لأيام قليلة
انطلقت سارة بسيارتها الرينو في الشارع دون ان تنظر خلفها, وسمعت منبهات السيارات من حولهما ولكن سارة تجاهلتها, وسألت ساندرا بصراحة:
- وكيف أتيت الى باريس وأصبحت تعملين مع جايمس؟
ماكانت تريد معرفته حقاً, هو كم هي وجايمس متقاربان, ولم تكن ساندرا في مزاج للتلاعب, فاخبرتها عن ان شقيقتها هي سكرتيرة جايمس, وعن الحادثة
وعن الحقيبة التي كان يجب ايصالها وانهت كلامها بالقول:
- ومن دون باربرا, يحتاج جايمس الى من يساعده في العلاقات الاجتماعية , وطلب مني ان ابقى , وسأعود الى وظيفتي عندما ينتهي المؤتمر.
- إذاً أنت لست متورطة عاطفياً مع جايمس؟
ولم تستطع ساندرا إلا ان تبتسم , فهذا يشير الى ان سارة بعيدة عن جايمس , فقالت وهي تأمل ان ترضي سارة بهذا الرد وتتركها وشأنها:
--------------------------------
- إنه كبير في السن عليّ.
- أنت على حق.. إنه من الطراز الذي يرضى امرأة أكبر منك سناً.
وبدا ان سارة قد اصبحت دافئة اكثر تجاهها بعد ان علمت بأنها لاتشكل تهديداً لها. مع ان ساندرا لم تكن واثقة من شعورها نحوها.
مجموعة الابنية التي يسكن في احدها جان بيار, كانت في منطقة شعبية في ضواحي المدينة, كانت بناية طويلة ضيقة دون مصعد, وتسلقتا السلالم ,ورائحة
الثوم والملفوف المطبوخ تغمر المكان .
شقة جان بيار كانت أعلى شقة في البناية ودقت سارة على الباب, ولم يصدر اي رد , وارتاحت ساندرا ثم استدارت :
- من الواضح إنه ليس هنا ياسارة, دقي على الباب لتوقظي الميت.
وندمت ساندرا على اختيار هذه الكلمات عندما فتح الباب, وظهر جان بيار وكأنه الشبح لذلك الوسيم الذي كانت تحبه في المدرسة .
شعره البني الفاتح اصبح غامقاً جداً, وبشرته الذهبية اصبحت منتفخة وفمه الذي كان يضحك بسهولة اصبح جافاً, وبخطوط متزمتة.
وكانت الردهة معتمة حتى كان على سارة ان تعرف عن نفسها مضيفة :
- لقد اتيت معي بصديقة قديمة لك.
عندها خطت ساندرا نحو الضوء, فأضاءت وجهه ابتسامة مشرقة لمعرفتها.
- ساندرا! لا استطيع التصديق ! انت هنا في باريس.. دعيني أنظر اليك.
وامسكها من كتفيها بأصابع لا قوة فيها, ومع ان ساندرا حاولت ان تبدو سعيدة لرؤيته ثانية, فقد شعرت بالقلق فهو يبدو مختلفاً جداً, واكبر بكثير وبدون حيوية,
وتراجع الى الخلف واشار لهما تفضلا الى الداخل.
وقالت له سارة شارحة:
- لقد تعرفت سارة على احدى لوحات (الكانفا) التي تصنعها. أليست هذه صدفة رائعة؟ هل أنهيت الصور التي طلبتها منك؟ ولكنني لا أعدك بأنني سأبيعها
كلها...
واخذ جان بيار سارة نحو طرف الغرفة حيث عدة لوحات تستند الى حائط , وعندها لاحظت ساندرا من منظر الاثاث في الشقة ان صديقها مفلس , وصنع
لهما القهوة, وتحدث الى ساندرا سائلاً إياها عن بعض المعارف المشتركين , بينما كانت سارة تفتش بين اللوحات . وتضع بعض ماتهتم به جانباً, وقالت له
ساندرا:
- لقد فقدت الاتصال بالجميع بعد ان تركت الدراسة لأهتم بوالدي المريض.ريحانة
- وأنا كذلك.
- أنا آسفة بخصوص شقيقتك, لقد تركت المدرسة بسرعة ولم تتح لي الفرصة لأن أودعك, لابد انك افتقدته كثيراً.
- أجل.. ولكن الحياة تستمر.. لازلت غير قادرة على التغلب على دهشتي للقائك ياساندرا, ولا على صدفة تعرفك على إحدى لوحاتي في معرض سارة.
فضحكت ساندرا وقالت:
- اجل .. الأمر لا يصدق أليس كذلك؟
واخيراً أعلنت سارة عن نيتها في الذهاب.
- سأخذ هذه اللوحات الثلاث ياجان بيار, ولكن كما قلت لا أعدك ببيعها.
--------------------------
- ألا تستطعين إعطائي شيئاً على الحساب؟
واحست ساندرا بالألم يعصر قلبها, لابد انه مديون, على الاقل بالايجار, وهو لا يطعم نفسه بشكل لائق, وترددت سارة للحظات ثم قالت:
- انت تعرف انني لا افعل هذا عادة.. فإما ان تباع اللوحات أو تعود...
ولاحظت نظرة التوسل في عيني ساندرا, ففتحت حقيبتها وفتشت عن بعض المال, وقال جان بيار هامساً:
- أود رؤيتك ثانية قبل سفرك.
- أجل.. أجل سيكون هذا جميلاً.
كان من الممكن ان تسعد لرؤيته جان بيار القديم, ولكن هذا الرجل يقلقها بشكل عميق . إنه بحاجة للعون , وهي متأكدة من ذلك, ولكن هل تستطيع
عرض العون عليه؟
- سأعطيك رقم هاتف فندق (كليرمانت) ورقم غرفتي, وتستطيع الاتصال بي.ريحانة
وفي الخارج , عند الشارع, وبعد ان تودعا تنفست ساندرا الصعداء ,ثم تنهدت وقالت لسارة:
- شكراً لك لمجئيك بي الى هنا لرؤيته .. لقد تغير كثيراً.
- لن اعود معك ياسارة, أريد ان اشتري بعض الاشياء بعض الفساتين للسهرة.
فضحكت سارة:
- لن تجدي شيئاً هنا, اصعدي في السيارة وسأوصلك الى محلات (لافاييت) ..إنها طريقي.
وأوصلتها سارة الى خارج محلات (لافاييت ) ثم تركتها وانصرفت دون ان تودعها .. واشترت ساندرا فستاني سهرة :احدهما أحمر كلون اشارة السير والآخر
بلون المحار. وبدا الأمر غريباً ان تصرف كل هذا المال بعدما رأت بؤس حياة جان بيار, ولكن هذا كان ضرورياً, فهي لم تعد تستطيع لبس ثوبها الأسود كل
ليلة.
واستقلت سيارة أجرة عائدة الى الفندق.
عند باب غرفتها وقفت تفتش عن المفتاح .. اللعنة! لابد انها اضاعته عند جان بيار, عندما وضعت حقيبتها على الصوفا.
ولعنت نفسها مئة مرة وهي تستقل المصعد في طريقها الى قسم الاستعلامات في الفندق لتأخذ المفتاح الإضافي.. ياللسماء, انه كبير بمايكفي لأن تراه..
- إذاً لقد قررتي البقاء.
ودخل خلفها في المصعد, واستدارت ساندرا, وقفز اللون الى وجهها وهي تواجه جايمس, وبدا تعبأ ومرهقاً, وشعرت نحوه بالشفقة, لقد امضى النهار وهو
يعمل بكد, بينما كانت هي تضيع وقتها مع سارة وجان بيار.
- أجل ...أنا...
ولم تستطيع التفكير بسبب... فقال لها متهكماً:
- لقد سمعت انك امضيت وقتاً طيباً مع صديقك القديم..
- وهل قالت لك سارة هذا؟
- اجل.. سارة كان يمكن لك ان توفري عليّ لقائها, فآخر شيء أرغب به الآن هو مجموعة اللوحات الأصلية لفنان تشيكي مغمور...
- إنها مولعة بك...
-----------------------------
وضحكت, وسرت لرؤية وجهه يبتسم.
- هل هذا صحيح..؟ انا مندهش , وماذا فعلتي بعد ذلك؟
- لقد كنت محتاجة لفساتين, فأنزلتني سارة عند احد المحلات.
- انا بشوق لاراك ترتدينها..او تخلعينها, لافرق.
إنه لا يزال يداعبها, او هو يحاول إخافتها وقطبت جبينها فتابع قوله:
- واين أنت ذاهبة الآن؟
وتوقف المصعد عند الطابق الارضي, وفتحت الأبواب:
- لقد نسيت أن آخذ المفتاح من موظف الاستقبال.
وصلت كي لا يأتي الى طاولة الاستقبال معها, حتى لايكتشف بأنها كانت حمقاء لفقدانها مفتاحها, وسالته وهما يسيران معاً:
- كيف كانت المحاضرة ياجايمس؟
وتنهد وكانه قد ارتاح لأن الأمر قد انتهى واجاب:
- بشكل رائع.
وتوقفت ساندرا لتمسك بذراعه وتقول بصوت خافت:
- انا سعيدة لهذا.
- وانا سعيد لأنك سعيدة.سأذهب الآن فأنا بحاجة لهواء نظيف ولتغيير المناظر, قابلي مساعدي ستيفن مارشال عندما تصلين الى فوق .. إنه في جناحي
وسيعطيك المعلومات اللازمة لهذه الليلة.. سأراك فيما بعد.
وابتعد عنها, وراقبته ساندرا وهو يبتعد , متمنية لو انها تذهب معه..
واعجبت ساندرا بستيفن على الفور, كان متوسط العمر, مكرش قليلاًَ , بشعر فضي خفيف, وعينان زرقاوان لامعتان رائعتان.
- ادخلي ساندرا.. اجل..! استطيع ملاحطة الشبه , لقد كنت اتكلم لتوي مع باربرا على الهاتف, ماهذا الارتباك حول بقائك او عدمه؟ لقد بدا أن جايمس
يعتقد انك لن تبقي هذا الصباح.
- لقد حصل سوء تفاهم صغير و...
- أوه .. لست مندهشاً , جايمس ليس رب عمل سهل التفاهم معه في هذه الايام, فالكثير يشغل فكره , وأتعجب كيف باستطاعته تدبير أمر نفسه, ولكنه يتدبر
الأمر حتى لو اضطر الى تمزيق رأس أي إنسان آخر.. على كل, أنت هنا وهذا هو المهم, هل ترغبين في شيء تشربينه؟
وطلبت ساندرا بعض العصير , وقد شعرت بالتعب والعطش فجأة, ومع بعض الحظ قد تجد وقتاً قبل حلول السماء.
ووجدت ان ستيفن سهل التحدث معه, فبدأت ترتاح , وفي الوقت الذي انهت فيه كوب العصير واستمعت الى تعليماته السهلة حول حفلة الكوكتيل , كانت
تتوق لأن تبدأ الحفلة, كما توقعتها , وابتسمت لنفسها وهي تذهب الى غرفتها:جايمس وستيفن سيتوليان أمر محادثات المبيع , بينما هي ستهتم بأن يكون
الجميع مسرورين.
وفتحت العلبة التي تحتوي على الفساتين وعلقتها في الخزانة, سوف ترتدي الفستان الاحمر هذه الليلة , وسوف تمشط شعرها الى الأعلى لتزيد من تأثير
الفستان الجميل.. وارتاحت لما اختارته, فصعدت الى الفراش واغلقت عينيها.
واستغرقت في النوم , ولكنها استيقظت منزعجة, وبعد ان استحمت وضعت مكياجها بعناية , ثم مشطت شعرها عالياً فوق رأسها , وما ان انتهت حتى ساورها
الذعر, كيف تصورت ان بإمكانها ان تفعل هذا؟
------------------------
لقد قال لها ستيفن ان العديد من نخبة المجتمع سوف تساعدها هذه الليلة..
عندما وصلت الى جناح جايمس قال لها:
- أنت تبدين رائعة.
ولكن الإطراء لم يسعدها , فهي تفضله مع ابتسامة, ولكنها ادركت انه متوتر ولذا سامحته.
وتغير الجو عندما بدأ الضيوف بالتوافد. وخف توتر جايمس وأصبح تصرفه معها ألطف, ولو انها لا تعرفه تماماً لظنت بأنه فخور لتقديمها لضيوفه, ولكن كل هذا
كان تمثيلاً, فهي بكل بساطة جزء من موظفي شركة كوريللي.
ولم تخذله , لقد كانت متأكدة من هذا, واخذت تدور بين الضيوف وتقوم بماهو متوقع منها, ولم تقم بتقديم المقبلات والمشروبات بنفسها , بل ان موظفي
الفندق قاموا بهذا.. وكانت المائدة معدة بشكل رائع عند طرف الجناح.
وكان رائعاً كيف ان وظيفتاها في لندن قد دربتاها جيداً على استقبال الناس, فالتحدث عن الفن والمشروب في باريس كان سهلاً عليها, وبدأت تتمتع
بأمسيتها, وهمس لها ستيفن , في خلال لحظة قصيرة لم يكن برفقة احد.
- كيف تجري الأمور؟
- دون مشاكل...
وفي تلك اللحظة التقت عيناها بعيني جايمس عبر الغرفة , ورفع يده بالتحية لها, وكانت هذه أول إشارة حقيقية لإعجابه بها طوال السهرة, فابتسمت له ,
وخفضت نظرها وهي غير قادرة على استمرار النظر اليه.
ولم تبق ساندرا لوحدها لحظة, لقد انضم اليها (السير هوارد) وزوجته الصغيرة الجسم (الليدي هيلدا ) ووقف معهم واوول دومارو احد المستشارين الخبراء
من ليون , واصبحت ساندرا بعد قليل تقوم بالترجمة من الفرنسية الى الانجليزية وبالعكس بينهما.
واقتربت السهرة من نهايتها , وبدا الضيوف يغادرون .. وكان رأس ساندرا يلف ويدور من التوتر لأضطرارها الى التنقل بين اللغتين تكراراً وبسرعة , وأحست
بألم في رأسها, فجلست على الصوفا وصب لها ستيفن أول كأس عصير لها هذه الليلة.
- أوه ستيفن, أنا بحاجة لهذا العصير.
وارتاحت لخروج آخر ضيف فخلعت حذاءها بارتياح فضحك ستيفن:
- باربرا لا تفعل هذا ابداً.. سوف تقاسي الألم حتى التهاية.
- هذه بلاهة منها.. يشعرني هذا بأكبر ارتياح في الدنيا..يبدو انك تعرف شقيقتي جيداً.
- للأسف , ليس كثيراً..فشقيقتك سيدة مراوغة , لقد عرضت عليها الجواهر والسيارات الفاخرة والرحلات الى اقاصي الأرض...
- توقف عن المزاح ياستيفن.
- ومن يمزح ياصغيرتي؟ إنها تحمل مشعل الأخلاص لجايمس وليس لي.
وجالت ساندرا بنظرها في الغرفة, ولم يكن جايمس هناك, ولم تدري لماذا قالت له:
- أنا آسفة.
- آسفة عليّ أم على باربرا؟
--------------------------------
- لو اتيحت لك الفرصة, لكنت انت وجايمس رائعين بشكل مماثل.
ورمى رأسه الى الخلف وضحك:
- أنا .. رائع. انا معجب بك ياساندرا كايسي الصغيرة, أتعلمين يجب عليك ان تعملي في العلاقات العامة, وهناك عدة فرص مفتوحة امام الشابات في مثل
براعتك وقدراتك العقلية.
- أنا سعيدة بما أعمل.
وفجأة ارادت ان تكون لوحدها , هل يعلم العالم كله كم ان باربرا مهتمة بجايمس؟ إنها تحسد شقيقتها لوجودها معه كل يوم من ايام حياتها العملية , وحب
ساندرا يجب ان ينتهي خلال ايام.. وهي مثل ستيفن يجب ان توافق نفسها على الشروط غير المكتملة, وتنهدت متسائلة:
- اين جايمس.؟
واحست بالخيبة عندما اخبرها ستيفن انه ذهب الى قاعة المؤتمرات ليتأكد من ان كل شيء محضر لسلسلة المحاضرات في الايام القادمة, وشعرت بانها
مهجورة , وكأنها قد أنهت مهمتها ولا لزوم بعد لخدماتها هذه الليلة, وقالت لستيفن وهي تحشر قدميها المتورمتين في حذائها :
- الأفضل ان أذهب.
- ألن تنتظري رجوع جايمس؟
من دون شك باربرا كانت ستنتظر , ولكنها ابتسمت وقالت:
- لقد انهيت مهمتي , وأنا مرهقة و أرغب في النوم الى مالا نهاية , سأراك غداً.
- سأرافقك الى غرفتك, إنها قريبة من غرفتي.
- لابأس ياستيفن, ارتح وانهي قهوتك.
واغلقت باب الجناح خلفها بهدوء, والتفتت لتشاهد جايمس قادماً عبر الممر واخذ يدها بين يديه .
- هل تشعري كما أشعر؟
- الهذه الدرجة؟ مارأيك بماقمت به , جيد؟
- جيدجداً, شكراً لبقائك.. لقد جعلتي كل شيء سهلاً.
قال هذا بصدق حتى ان ساندرا شعرت بالاعتزاز. واخذها بين ذراعيه , ولم تعترض.. وتمتم لها:
- حان وقت النوم.. سأراك غداً.
وأخذ منها المفتاح وفتح الباب فقالت بنعومة :
- تصبح على خير ياجايمس.
وأغلقت الباب وراءها, واستندت عليه, مغلقة عينيها وهي تتنفس بعمق , إنها تحبه, لرقته واهتمامه واحترامه لها.
- أمسية قاسية؟
وأضاء المصباح قرب السرير, وصدرت عن شفتي ساندرا صرخة صغيرة.
- جان بيار ما.. ماذا تفعل هنا؟
- لأعيد لك المفتاح, فقد تركتيه على الصوفا عندي.
ودون ان تدري لماذا, فإن الصدمة لوجوده في غرفتها لم تتلاشى بسرعة , واستمر قلبها بالخفقان.ريحانة
- كان بإمكانك ان تتركه عند موظف الاستعلامات.
كان بإمكانه الاتصال, كان يمكن ان يفعل عدة اشياء , ولكنه لم يفعل , وهو الآن هنا , وهي لا تريد هذا.
وبللت شفتيها بلسانها بقلق. وهي تعاود خلع حذاءها, لا يجب ان تكون خائفة , كانت تشعر بأنها مذنبة , ولكن ليست خائفة.
-------------------------
- لم تستطع التحدث عندما كانت سارة معنا, ففكرت ان اعيد المفتاح وأراك ثانية.
كان يجلس على حافة السرير, يبتسم لها تلك الابتسامة الطفولية التي كانت مألوفة لها في الماضي , والتوتر الذي لاحظته على وجهه في وقت مبكر قد زال,
وبدا أقرب الى ماكان عليه في الماضي.
وابتسمت له ساندرا, وتركت التوتر يغادرها.. من البلاهة ان تخاف منه.
- هل ترغب ببعض القهوة؟
وتناولت الهاتف وطلبت قهوة لاثنين, كان هذا آخر شيء قد ترغب به هذه الليلة, ولكن وبشكل غريب, أحست بأنها ستكون مرتاحة أكثر لو ان احدهم
دخل الغرفة الآن.
- شكراً لقدومك لرؤيتي ياساندرا.
ووضع رأسه على يده, وأسند كوعه الى ركبته, ناظراً الى السجادة, وجلست ساندرا بقربه, واخذت يده بين يديها:
-أوه .. جان بيار.. انت تمر بوقت سيء حقاً, أليس كذلك؟
- هذا اضعف تصريح لهذه السنة.
- ولكن يا جان بيار.. لقد كان كل شيء يبشر بمستقبل زاهر لك في المدرسة, لقد كنت واحداً من ألمع وأكثر التلاميذ موهبة.. فماذا حدث لك؟ أكره ان
اقول لك هذا , ولكن عملك الآن ليس كما كان. فاستدار اليها وابتسم:
- وأنت كنت لامعة ايضاً ساندرا..لقد تحطم كل شيء عندما عدت الى فرنسا, لقد افتقدت اخي , ووفاته حطمت قلب أمي, ودفن والدي نفسه في العمل,
وأتيت الى باريس أملاً في ان أعمل في الفن التجاري, ولكن دون فائدة.
- ولماذا لم تعد الى المدرسة في انكلترا؟
- لم استطع تحمل المصاريف, لقد كان والدي يدفع مصاريفي من قبل, ولكن بعد وفاة شقيقي لم يعد يهتم.
- ولكن كيف تعيش ؟ هل تتمكن من جني المال من لوحاتك؟
- الأمر ليس سيئاً خلال الصيف, فهناك سواح يرغبون في الشراء, وفي الشتاء اعمل في المقاهي . اغسل الصحون واحياناً أخدم الزبائن.
ووصلت القهوة فصبت ساندرا فنجانين واعطت جان بيار واحداً , فاخذ بأصابع مرتجفة, ولاحظت انه قد قضم أظافره.
- اوه ياجان بيار اتمنى ان يكون هناك ما أساعدك به. ربما إذا باعت سارة لوحاتك قد تصبح معروفاً, لديها بعض الزبائن الاثرياء.
- احوالك ليست سيئة.
وأشار الى مايحيط بهما ولاحظت المرارة في صوته, وحدقت بعينيه , إنها الآن مقتنعة بأنه يتناول نوعا من المخدرات, لقد شكت باالأمر هذا الصباح ولكنها
لم ترد ان تقبل بهذه الشكوك ولكنها الان تشعر بالشفقة عليه.
- لقد شرحت لك, أنا هنا بالصدفة, فهذه ليست طريقتي في الحياة ياجان بيار , انها حياة شقيقتي وليست لي.ريحانة
- اجل.. حسناً .. الأفضل ان أذهب.. لديك اعمال أفضل من ان تستمعي لقصص سوء حظي, ربما سنلتقي صدفة مرة اخرى.
- جان بيار.. انظر .. لاتكن يائساً هكذا, ارغب في مساعدتك لو استطعت, وأريد ان أراك قبل ان أسافر , ربما نتناول الغداء معاً.
- لا اعتقد هذا.. لدي أعمال كثيرة .. ولكن .. ربما.. ربما .. أجل.. سأحب هذا.
--------------------------------
ودس يده في جيبه واخرج قطعة ورق وقلم. وكتب عنوان مقهى في حي مونتماتر.
- يوم الثلاثاء.. سأكون هناك حوالي الثامنة مساء.
وأمسك بيد ساندرا!!
- شكراً لكونك صديقة طيبة ياساندرا.. سنتكلم المزيد في المقهى.
وحاولت ساندرا الاحتجاج , فالأمسيات كلها مشغولة , ولكنها لم تستطيع الكلام قبل ان يصل الى الباب .. هل تستطيع ان تعتذر لجايمس , وتتملص من تلك
الحفلة. فجان بيار يحتاجها كثيراً, وفتحت له الباب, فوقف قليلاً, ونظر اليها والرجاء يغمر عينيها.
ولمست وجهه بأصبعها بحنان , فأمسك بيدها وأغلق عينيه للحظات وكأنما يشكر ربه على ظهورها ثانية في حياته, ثم ابتسم لها وسار مبتعداً, وأغلقت ساندرا
الاب برفق وراءها والدموع تترقرق في عينيه.
وفي لحظات فتح الباب بقوة, واستدارت ساندرا, معتقدة ان جان بيار قد عاد.. وخفق قلبها بقوة لرؤية جايمس الغاضب امامها.
- موقف مؤثر جداً, ولم أكن لأعرف به لولا ان اخرجت من جناحي للحظات .. وماذا رأيت .. شخص مغفل يخرج من غرفتك . هل هو الفنان ؟ وماهذا؟
ومد يده ليمسح دمعة عن وجهها, وقال ساخراً:
- الفراق يبعث على الحزن.
- الأمر ليس كما تظن.
وانتقلت نظراته الى فنجاني القهوة, والى الأثر الذي تركه جان بيار على الفراش عندما كان ينتظرها.
- ياللجحيم..كان من الصعب عليك الانتظار لتتخلصي مني..أليس كذلك؟ ولك الجرأة كي تأتي به الى غرفتك؟...
- أنا لم آتي به الى غرفتي.. لقد أعاد اليّ مفتاحي...
وأمسك جايمس بذراعها بقوة.
- أي مفتاح؟ عن ماذا تتكلمين؟
- لقد نسيت مفتاحي عنده في المرسم...
- وهكذا استطاع الدخول وأنت غائبة ..
- لا! أنا لم أعطه المفتاح ..لقد اعضعته , ولم يكن لدي ادنى فكرة بأنه سيأتي الى هنا, ولم أطلب منه...
- لقد قلت لك انني لن امول غرامك المتجدد مع هذا الفنان, وأنا اعني ما أقول.. لن تريه مرة ثانية, مفهوم؟ وإذا غادرت هذا الفندق للحظة واحدة
لمقابلته , سأمزقكما معاً.
وسار بغضب نحو الباب.. فصاحت به متحدية:
- إذاً أنا سجينة هنا.. أليس كذلك؟
واستدار على مهل, وقال بهدوء أكثر:
- لا ياساندرا..أنت حرة لتفعلي ماتشائين, كل شيء ماعدا أن تلتقي بمغفل حقير.. هل أنا واضح في كلامي؟
- إنه صديق قديم ياجايمس, وليس حبيب لي, وأنا اقول لك الحقيقة, وأنا لم أطلب منه المجيء الى هنا.ريحانة
ولم يصدقها.. ولكن غضبه تلاشى, وبدا مرهقاً , ولكن عيناه كانتا تبديان الاحتقار ماشاهدته ياساندرا.. لقد كنت بين ذراعيه .
وهزت رأسها بيأس:
- لقد كنت أودعه وهذا كل شيء.. لقد شعرت...
- شعرت بماذا؟
-------------------------------
وتقدم ليقف امامها, وعضت شفتها , لن تستطيع قول الحقيقة له, بأنها اعتقدت ان جان بيار محتاج لمساعدة, وبأنها تشعر بالأسف عليه, فقد يثير هذا سلسلة
من التساؤلات لا تريد ان تجيب عليها, المخدرات.. يالسخرية ! مسكين جان بيار, لابد انه مدمن عليها, وهذا الرجل اللامع امامها يعيش من صناعتها.
- لم أشعر بشيء , كانت مجرد عاطفة.
- كما فعلتي معي قبل الآن.
وأمسك بها قبل ان تستطيع الاحتجاج, وأحاط بها بذراعيه بقوة حتى لم تعد تستطيع المقاومة , واحست بتعب كل اليوم الذي مر بها واندفعت الدموع من
عينيها, ارادت هذا ولكن بشكل مختلف , ان لا يكون هناك جان بيار , ولا باربرا , فقط هي .. وهذا الرجل, ولم تعد تحتج..فكيف تحتج وكل كيانها يصيح
بها نعم؟
وعضت شفتها من الخجل, وتراجعت قليلاً لتنظر الى عينيه, وأمسك وجهها الصغير بين يديه وقال:
- هذا ليس لائقاً .. أريد ان نكون معاً دون ان يقف أي شيء بيننا .. وليس هكذا.. متألمين وغاضبين من بعضنا.
وآمالت برأسها على كتفه..هل من المفترض ان تعجب بشعوره الشريف بينما هي لا تشعر بهذا؟ إنها تريده , بغض النظر عن أي شيء آخر, ولكنها تمتمت
مبتعدة عنه:
- أجل..طبعاً.
وسمعت الباب يقفل وراءه, ولكنها لم تتحرك , لم ترغب في أن تفسد سحر شعورها بذراعيه وحرارتهما حولها, ولكن هذا واجب عليها .. لأجل الجميع...
وخلعت ملابسها ببطء وصعدت الى السرير ونامت فيه وكأنها حجر لمدة ثماني ساعات.
-----------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 03:04 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6- الأخت العزيزة
انفجرت ساندرا بالبكاء في الصباح التالي عندما اكتشفت امراً فظيعاً ..كانت قد استيقظت لتوها ووحاولت النظر الى الساعة التي لم تكن ترتديها في الليلة
السابقة, فلم تجدها, وأسرعت تبحث عنها في حقيبتها لتجد ان كل شيء له قيمة قد اختفى منها, الساعة وسوار ذهبي صغير, هدية من والدها , كل أموال
جايمس , وأموالها حتى بطاقة المترو المجانية.
وجلست على سريرها وابعدت شكوكها عن موظفي الفندق, وسرت رعدة في جسدها , لابد انه جان بيار, لقد شاهد اموال جايمس في حقيبتها وكالبلهاء
قدمت له فرصة سرقتها على طبق , لقد تركت له مفتاح غرفتها, لم يكن لديها اي سبب لعدم الثقة به ايام المدرسة, ولكنه لم يعد ذلك الشاب الذي كان, إنه
صديق قد التجأ للمخدرات.
لا عجب انه بدا مرتبكا بشكل غريب ليلة أمس, فهو لم يكن ينتظرها عندما دخلت , ولابد انه سمع وقع اقدامها في الممر, واخترع قصة إعادة المفتاح لها,
ورغبته في رؤيتها ثانية, في البداية لم يكن لقاءها ثانية عندما اقترحت ذلك, فقد علم بأنه سيكون تحت الشك عندما تكتشف فقدان اغراضها الثمينة...
-----------------------------
ومسحت آخر دمعة من عينها, وتطلعت الى العنوان الذي اعطاها العنوان وهو لا ينوي ان يلتقيها؟ إنها تعرف أين يسكن وتستطيع ان تجده هناك لا.. لديها
شعور بأنه سيظهر , وانه حقاً بحاجة لمساعدتها. يجب عليها ان تخبر جايمس.. ولكن كيف ستقول له؟ وسوف يطلب البوليس , وهي لا تريد ان تورطه في
فضيحة وسط انشغاله بأكثر المؤتمرات أهمية له في اعماله.
ذلك المساء , فعلت كل مافي طاقتها لتظهر بشكل حسن , ومع ذلك لم تسمع اي إطراء من جايمس, وهمس لها وهما يخرجان الى السيارة بعيداً عن
مسامع ستيفن:
- تعجبيني بهذا اللون الفاتح الناعم, إنه يجعلك تبدين بريئة.
وتمتمت:
- ولكنني فعلاً بريئة..
- ساندرا أنا آسف لماحدث ليلة أمس .. فليس لي حق عليك, هل هذا كثير عليك؟ أنت تبدين شاحبة.
صوته كان مليئاً بالاهتمام العميق.. وقوله انه لا حق له عليها آلمها, ولكنها شعرت بأنها أنانية جداً للتفكير بنفسها , وبجان بيار في مثل هذه الساعة, فجايمس
كوريللي هو من يجب ان تهتم به.. فهو لم يسرق اشياءها, ولم يلجأ الى المخدرات.. وابتسمت لجايمس وقالت له مطمئنة:
- أنا بخير.. وفي الواقع استطيع القول إنني اتمتع بما أنا فيه , كنت أعتقد ان حفلات الكوكتيل هذه , والاجتماعات الطيبة ستكون مصدر إزعاج لي, ولكن
الجميع كانوا لطفاء معي.
وسعى ستيفن قليلاً ليلفت الانتباه له وقال:
- جايمس, اعتقد اننا يجب ان نثبت ساندرا في ملاك الموظفين فهي تملك مقدرة رائعة بإراحة الناس, ولقد لاحظت ان هوارد ميللر كان يبتسم خلال
العشاء أمس.
وضحك الجميع.. لأن ستيفن كان قد حذرها سابقاً من أن عالم الكيمياء .. من هامبورغ معر وفبأخلاقه الشرسة , ومع ذلك, فخلال حديثه معها سقط قناعه
عن وجهه وبرز الرجل المرح, امام دهشة الجميع, وقال لها جايمس:
- حقاً ساندرا .. إذا كنت منزعجة فقولي.
- لا تقلق..أنا بخيرصدقني!
وعضت شفتها في الظلام, لقد فاتتها الفرصة هنا, كان ممكناً ان تنجح بالإرهاق, وتسلل من الفندق للقاء جان بيار, ولكنها وجدت نفسها موزعة بين
ولائين:قلقها على صديقها القديم وواجبها تجاه جايمس , وجايمس جعل الخيار عليها صعباً, فخلال تناول الغداء لم يترك جانبها لحظة, وعندما علق ستيفن
على هذا.. كان رد جايمس:
- لو كان لديك خيار بين صحبة ساندرا والابهة الاحتفالية المجتمعة هنا اليوم, فأي منها تختار ياستيفن ؟
فضحك ستيفن وقرص ذراع ساندرا فرصة مداعبة ورفض ان يعلق.
وتمنت ساندرا ان تتمتع بهذا الاهتمام الذي يغدقه عليها جايمس, ولكن الأمر كان مستحيلاً, فخيانة جان بيار لها استمرت في السيطرة على تفكيرها, املها
الوحيد انحصر في ان تتمكن من الابتسام بشجاعة وان تستمر في عملها وكأن شيئاً لم يحدث.
---------------------------
واستيقظت في الصباح التالية وقد امتلكها صداع أليم للجهود التي بذلتها, اعصابها كانت مشدودة كالكرة, فعند عودتها ليلة أمس الى الفندق ارادت ان
ترمي بنفسها بين ذراعي جايمس لتخبره بكل شيء , ولكن وجود ستيفن لم تفعل, بعدما استدعى جايمس على عجل رافقها ستيفن الى غرفتها.
واليوم لن ترى جايمس قبل المساء, فهذا الصباح سوف يخرج ستيفن لزيارة مختبر ادوية جديد في ضواحي باريس, وبعد الظهر لديه اجتماع لمدة ساعتين
مع بول برادشو.. ومضى النهار ببطء عليها , كانت تعلم انها يجب ان تخرج ..فقد اصبح جو الفندق وهي لوحدها لا يطاق.
وخف الألم في رأسها قليلاً , وهي تخطو خارج الفندق تحت شمس باريس الدافئة دون مال, لن تستطيع الابتعاد والفندق لا يبعد كثيراً عن برج ايفل,
وتوجهت ساندرا نحو ساحة ( تامب دومارس) التي تمتد تحت البرج.
كان هناك مئات السواح يتجولون هناك, ولكن ساندرا لم تشعر بالوحدة هكذا من قبل, وفكرت في ان تذهب سيراً الى مرسم جان بيار , وبنظرة سريعة الى
الخريطة السياحية معها ابعدت هذه الفكرة , فالمكان بعيد عدة اميال , والمقهى الذي اعطاها عنوانه أقرب لها , وتستطيع الوصول اليه .. ولكن ماالعذر الذي
ستقوله لجايمس؟
- هل قمت ببعض الرسم.
وأجفلت ساندرا لسماعها هذا الكلام, وهي تقطع مدخل الفندق والتفتت ثم ابتسمت بارتياح لستفن.
- لا.. لم أفعل هذا الصباح, ولكنني ذاهبة بعد الظهر الى سوق أهم من الرسم...
- إذاً يجب ان تتناولي الغذاء معي قبل ذهابك.
واتجهت ساندرا معه نحو المطعم وهي تشعر بالسعادة.
- كيف كانت الزيارة للمختبر؟ أهو مثير للاهتمام؟
ما أرادت ان تعرفه حقاً, هو هل عاد جايمس معه, ولكنها كانت قد تعلمت ان لا تظهر اهتمامها به كثيراً امام ستيفن, فهو كما يبدو, عنده حاسة غريبة لالتقاط
المشاعر العاطفية , وقد ضبطته عدة مرات يحدق بها وبجايمس باهتمام.
- لم أذهب .. لقد كان امامي اعمال مكتبية كثيرة وعدة مكالمات ,أقفلت على نفسي الجناح طوال الصباح الى ان جرني الجوع الى مطعم.
وكان الغداء لذيذاً وصحبة ستيفن سهلة وودية, واخبرها عن صراع القوة بين المؤسسات المهتمة بشراء ( يونيمت) وجعل الأمر يبدو مثيراً لدرجة ان ساندرا
وجدت نفسها تسأل وتفهم الرد فعلاً.
- اذاً اللقاء مع برادشو بعد الظهر أمر مهم حقاً؟
- مهم جداً..و لو كان الxxxx ناجحاً سيجد جايمس نفسه في وضع قوي ليتقدم بعرض لليونيمت , ولن يوقفه شيء!
- سأبقى أصابعي متشابكة, أصلي لكما.. وهكذا فإما ان نحتفل هذه الليلة وإما ان نقضيها بحزن.
- اتمنى ان يكون الأمر بهذه البساطة, فهذه اللقاءات قد تستمر لأسابيع .. واليونيمت شركة اميريكية , وقد تستمر المفاوضات فيما وراء الاطلسي, ولقاؤه بعد
الظهر سيقرر ما إذا كانت الاجتماعات ستتابع., ومهما كانت النتيجة, فقد دعا جايمس, بول برادشو وزوجته للعشاء هذه الليلة...
وتنفست ساندرا الصعداء..اذاً فهي حرة هذا المساء , وتابع ستيفن قائلاً:
- ستكونون أنتم الأربعة فقط.
------------------
واعاد هذا الكلام ضغط الدم الى الارتفاع عند ساندرا.
- لاتبدي قلقة هكذا.. انت تعرفينه.
ولم تستطع ساندرا إلا ان تضحك, فستيفن مرح, ولكن قلبها اصبح في صدرها كقطعة حجر, كيف تستطيع التخلص من هذا الوضع ؟ ادعاء المرض هو
الطريق الوحيد.ريحانة
وبحثت الفكرة في ذهنها وهي تسير نحو السوق , على بعد عدة شوراع من الفندق, وتوصلت الى نتيجة حتمية بأن جيمس يأتي بالدرجة الاولى من
الأهمية, فليس هناك أي مجال لأن تخذله, ليس هذه الليلة من بين كل الليالي, ويجب عليها ان تنسى أمر جان بيار, وقبل ان تعود الى لندن ستقول
لجايمس الحقيقة لأن امواله تقلقها, وتمنت لو انه استرجعها عندما رفضتها أول الأمر.
واحزنها هذا القرار بطريقة ما, لأنها لن تتمكن من مساعدة جان بيار.
وارتفعت معنوياتها قليلاً, عندما وصلت السوق فالجو كان مؤثراً وهذه المرة رسمت الساحات الملونة والباعة الصاخبين وناسب كل هذا ذوقها الفني أكثر
بكثير من الحدائق الرسمية تحت البرج , والناس هنا باريسيون وليسوا سواح, ورسمت ساندرا بسرعة وحماس.
باريس تحب الفنان, والجميع هنا أحب ساندرا , وتبادلت الضحكات والأحاديث مع الناس, وتبادلت التفاح والجوز مع الباعة مقابل رسماتها.
وضحكت ساندرا كثيراً, واحتارت كثيراً, فهي كادت ان تقسم بأنها شاهدت ستيفن عدة مرات وانها نادته مرة, ولكن الرجل لم ينتظر نداءها وتوارى عن
الأنظار وأقسمت ان لا تأكل الطعام البحري بعد الآن للغذاء , لابد انها تهذي.ريحانة
وعادت الى الفندق وهي تشعر بالتعب, ولكن على الأقل كانت اعصابها هادئة.. لفترة ما.
وشهقت عندما دخلت غرفتها, وأوقعت أوراق الرسم وحقيبتها تحت قدميها بفزع وهي تقول :
- باربرا!
- اجل ...باربرا!
جاءها الرد الحاد وكأنه انطلق من فوهة بندقية.
- هذا المكان يبدو في فوضى وكأنه ( حصن نوكس) ومادفعك بحق السماء لأن تحجزي هنا باسمي؟ لقد امضيت وقتاً كالجحيم وأنا أحاول إقناعهم بأنني
باربرا كايسي!
- لقد كان هناك ازدحام على مكتب الحجز عندما وصلت , وظنوا انني أنت, وتركت الأمر هكذا بكل بساطة , فلم أظن ان الأمر مهم.
- حمقاء! بالطبع مهم!
واستدارت باربرا, واخرجت علبة ماكياجها, ووضعتها على طاولة الزينة بعد ان ازاحت اغراض ساندرا , وتابعت الكلام:
- لو حدث هنا حريق لدفنوا بقايا باربرا كايسي وليس بقايا ساندرا كايسي!
- ياللتفاهة! وهذا سيدمر حياتك , أليس كذلك؟
- هذا ليس مزاحاً ياساندرا, فهناك إجراءات يجب اتباعها في مثل هذه الفنادق.
وتنهدت ساندرا, ثم التقطت أوراق الرسم والحقيبة, لايمكن ان تكسب شيئاً من باربرا!
- أنا آسفة.
مع انها لم تكن آسفة , ونظرت الى قدم باربرا المربوطة..
------------------------
- كيف حال قدمك؟ كنت أظن أنهم سيضعون لك الجفصين حولها.
ولم يهدئ الاعتذار من ثورة باربرا, فهدرت وكأنها قطار الديزل .
- لم استطع التحرك بالجفصين, فأقنعتهم ان الرباطات أسلم لي, وقد اصبح معقدة في أواخر ايامي ولكن الفضل سيكون لك , أليس كذلك؟
- أنا ؟... وكيف يمكن ان تكون غلطتي؟
واستوت باربرا في جلستها ونظرت اليه بوحشية:
- لأنني اضطررت ان آتي الى هنا, اليس كذلك؟ لقد صرفت نفسي من المستشفى على مسؤوليتي لأكتشف ماقد تكوني سببتيه من فوضى, واول ماوجدته
انك زورتي في سجلات الفندق , الله وحده يعلم ماهي الأعماق الشريرة الاخرى التي قمتي بها , ولا اعلم ابداً ماالذي اقنع جايمس باستبقائك, هناك
شيء مايجري هنا ولا يعجبني ابداً!
وامسكت حقيبتها وأغلقتها بقوة ثم رمتها الى داخل الخزانة ووقفت ساندرا في منتصف الغرفة تراقبها بعينيها الخضراوين, وهي تكبح غضبها.
- ليس هناك شيء يجري هنا ياباربرا , واذا كنت قلقة بخصوص تصرفاتي فأقترح عليك بحث الأمر مع جايمس نفسه.
- لدي كل النيةان افعل هذا تماماً.
وبكل أناقة وكبرياء خطت نحو الباب, فقالت ساندرا ناصحة:
- لن اذهب الآن لو كنت في مكانك, انه في اجتماع مع بول برادشو ولا يرغب في ان يزعجه احد.
وافترضت ساندرا ان الاجتماع لابد ان يكون متوتراً, وان آخر شيء قد يرغب به جايمس هو وجود باربرا.
- يالهي ياساندرا , هلى وصلت الى هذه الدرجة في اعماله!
- انظري , انا افكر بك وبوظيفتك ياباربرا, وانت تعلمين التوتر الذي يعانيه, ودعيني أذكرك ان فكرة قدومي الى هنا هي فكرتك...
- لم أرسلك لتستولي على وظيفتي.
- أنا لم أفعل هذا, لقد طلب مني جايمس ان اساعده, وهكذا فعلت.
- حسناً مساعدتك لم نعد بحاجة اليها ياشقيقتي العزيزة, فأنا هنا الآن وانت اصبحت مهملة.
ومزقت كلماتها ساندرا, إنها على حق, جايمس لن يحتاجها بعد الآن, وجلست على حافة السرير, إنها غبية عندما اعتقدت ان هناك شيئاً يربطها به, ولكنها لم
تستطع نسيان عناقه لها, ولم تستطع إقناع نفسها بأنه لم يعد يرغب بها, ولكن باربرا هنا الآن , ولباربرا الأفضلية.
- أنت على حق.. ولكن ماذا بشأن هذه الليلة؟ من المفترض ان أتناول العشاء مع جايمس وبول برادشو وزوجته.
- ياالهي .. لقد وصلت في وقت مناسب, انت وبرادشو؟ لابد ان جايمس مجنون.
وكادت ساندرا ان تبكي , ولكنها لن تدع باربرا تعلم كم جرحتها..
وصاحت عندما شاهدت باربرا تخرج من الحمام وهي تحمل أغراضها:
- باربرا! ماذا تغعلين؟
- أحضر لك أغراضك , هناك طائرتان هذا المساء الى لندن.وسأتأكد من حصولك على مقعد على إحداهما.
-----------------------------
وتابعت تجميع أغراض ساندرا من الخزانة, ولاحظت ساندرا برعب اثواب باربرا معلقة في الخزانة بكل ترتيب , لقد انتهى الأمر فعلاً, حمى باريس وحبها
المستحيل لجايمس كوريللي.
- ولكنني لا استطيع السفر الليلة!
ووقفت على قدميها , لن تستطيع السفر دون رؤية جايمس.
- ولماذا لا؟ فالآن وقت مناسب كما بقية الاوقات, وأنا متأكدة تماماً ان جايمس لن يريدك هنا بين اقدام الجميع.
وتدخل القدر لصالحها , ولم تجد باربرا مقعد لها قبل صباح الغد , وغرقت ملامح باربرا الجميلة في خيبة أمل مريرة, وبرزت على وجهها نظرة أزعجت ساندرا
فقطعت الغرفة لتقف امام النافذة..لماذا لم تدرك الأمر من قبل؟ ولماذا لم تفهم سبب إصرار باربرا على الخلاص منها؟ إنها تغار وغير واثقة من مدى علاقتها
بجايمس , حتى انها ترتاب في ان ساندرا تحاول الحلول مكانها , وهي ليست قلقة من ان تسيء ساندرا لوظيفتها , إنها مذعورة من ان تنقلب عاطفة
جايمس نحو ساندرا , وهل حدث هذا فعلاً عندما لم تكن باربرا موجودة؟... ممكن جداً.
والتقطت باربراالهاتف ثانية.
- ماذا تفعلين الآن؟
- احاول ان احجز لك غرفة اخرى, لن نستطيع المشاركة بهذه .
- استخدمي عقلك يا باربرا..الفندق مليء بالناس المشاركين في المؤتمر ولن تستطعي إدخال سمكة سردين صغيرة حتى ولو حاولتي.
- أوكي ياذكية, ربما أنت على حق , عليّ ان انتقل اذاً الى جناح جايمس..
واستدارت ساندرا ببطء نحو شقيقتها, وعلمت بالتأكيد ان ظنونها بغيرتها كانت في محلها, فآخر ملاحظة قيلت وشيء واحد في ذهنها: لتذكير ساندرا ان
باربرا لوحدها من لها مكان في قلب جايمس.
وحدقتا ببعضهما عبر الغرفة, وعلمت ساندرا كم تكرهها شقيقتها ..لقد لامتها في البداية لأخذها كل حب والديها, والآن هي تعتقد بأنها قد أخذت منها
حبيبها, ماعدا انها لم تفعل, لقد حلمت بالأمر فقط, ولكن لو قارب هذا الحلم من الحقيقة, فهل كانت ستمضي قدماً في تحقيقه؟ فتترك جايمس يحبها كما
تتألم هي بحبه؟ إنها تشك في هذا.. ففي آخر لحظة سيصرخ قلبها وضميرها ... باربرا!
باربرا كانت جميلة جداً حتى في غضبها , جسدها والطريقة التي تختار بها ملابسها كانت تبلغ الكمال, ونظرت الى ثوب اختها الحريري الاسود وهو ملقى
بكل عناية على المقعد, وادركت ان ثوبها الاصفر المتكور تحت الوسادة, لا يماثله في الجمال ابداً, وسينظر جايمس نظرة واحدة الى باربرا وسينسى
وجود ساندرا بالكامل.
ونظرت باربرا بنفاذ صبر, الى ساعتها ونظرت الى نفسها بإعجاب في المرآة وقالت:
- لابد انه انتهى من لقاء برادشو الآن, واذا لم يكن قد انتهى فيجب عليه ان ينهيه, فقد تأخر الوقت , وهناك اشياء يجب تحضيرها .
وتنفست ساندرا الصعداء بعد ان خرجت باربرا, ربما من الأفضل ان تنتقل لجناح جايمس, فلن تستيطع تحمل دقيقة اخرى برفقتها وعضت على الألم من
التفكير بهما معاً في ذلك الجناح الأنيق, لقد انتهى كل شيء.. وأصبح حبها لجايمس محطماً.
-------------------
ودخلت الى الحمام لتغتسل, وعندما انهمرت دموعها , دموعها على فقدان حبها الميؤوس منه.
ولدهشتها عادت باربرا الى غرفة النوم بعد قليل وقالت:
- يبدو انني يجب ان اتحمل عذاب البقاء معك هنا, فقد ابلغني جايمس آسفاً ان ستيفن يشغل الغرفة الأخرى في الجناح.
ومدت ساندرا يدها المبللة بالماء الساخن, وهي غارقة في المغطس لتمنع صيحة سعادة كادت ان تخرج منها, فهي تعلم انه كذب عليها .. جايمس كذب
عليها! ستيفن لديه غرفة على بعد خطوات من غرفتها.. اذاً جايمس لا يريد ان تقيم باربرا في جناحه!
- تحركي يا ساندرا.. انت لست ذاهبة الى أي مكان , لذا انتهي من حمامك, عليّ أسرع لأستعد.
وخرجت ساندرا من الحمام دون ان تكمل استحمامها , ولفت نفسها بمنشفة ووقفت وهي تقطر ماءاً عند الباب.
- اعتقد .. انه كان مسروراً لرؤيتك؟
- كثيراً.. ولكن يجب ان اقول بأنه يبدو مرهقاً, لقد قلت له ان يرتاح قليلاً, ولا اعتقد انه سيستمع لنصيحتي, فالرجل دينامو بشري, وآمل ان استيطع حمل
بعض التوتر عنه بما انني الآن هنا , انه رجل رائع.. أليس كذلك؟
وأنت عاهرة كبيرة مع حرف عين كبيرة , وعادت الى الحمام لتجفف نفسها جيداً, فجايمس قد يكون كذب بخصوص غرفة النوم. ولكنه استقبل عودة
باربرا بذراعين مفتوحين, ومن الواضح انها عادت لتلعب دورها كسكرتيرة ممتازة, وسترافقه على العشاء مع آل برادشو..حسناً , هناك شيء واحد جيد برز
من كل هذه الفوضى المؤلمة: لقد اصبحت حرة الآن لتقابل جان بيار كما هو مقرر , وسوف تخصص كل اهتمامها لمساعدته.
فيما بعد , بينما كانت ساندرا ترتدي ثيابها صاحت بها باربرا متحدية:
- أين أنت ذاهبة بحق الجحيم؟
- الى الخارج.
الغرفة كانت مليئة بعطر شقيقتها الفاخر, وفستان سهرتها الرائع مفرود على السرير يعطي إهانة لمظهر ساندرا البسيط.
- استطيع ان أرى انك ذاهبة الى الخارج.. ولكن الى أين ومع من؟
- لأتناول القهوة فقط, لقد التقيت بصديقة من ايام الدراسة لم أكن اعتقد بأنني سأراها ثانية, لذلك اتصلت بها عندما كنتي مع جايمس.. وسوف نتعشى معاً
الليلة.
جزء من كلامها كان صحيحاً, بعض التحريف , وهذا كل شيء فلا سبب يدعوا باربرا لتعرف ان من ستقابله صديق وليس صديقة.
- ربما يكون بعيداً عند الصدفة لقاؤك هذا مع صديقة قديمة في باريس, أليس كذلك؟
- لقد حدثت أشياء أغرب من هذا باربرا.
كانت الأمسية دافئة والسير غير متعب, كان المكان بعيداً ولكن ساندرا كانت سعيدة بتمرين ساقيها , ولتعيد الصفاء الى افكارها, كما املت, لم يكن هناك
ماتستطيع فعله بخصوص جايمس سوى محاولة التعايش مع الألم في داخلها, وأراحتها فكرة انها ستساعد جان بيار..
وقررت ان لا تذكر سرقة اغراضها, فلا فائدة من ذلك, فأملها باستعادة المسروقات ضئيل, ولكنها ستحاول حتماً ان تقنعه بأن يحصل على مساعدة طبية, فلكي
يفعل مافعل, لابد انه يائس جداً, وقال لها رجل باريسي عجوز, عندما استوقفته لتسأله عن مكان المقهى.
----------------------------
- كافيه لاروشل؟ اجل اعرفها , ولكنها ليست من النوع الذي يليق بسيدة شابة ان تدخله.
ولم تندهش بأن تعلم ان المقهى سيء السمعة, فلم تكن تتوقع ان يقابلها في مكان محترم, بسبب ظروفه العاطلة, وكافيه لاروشل هي طرازه تماماً.
ودخلت ساندرا الى المدخل المعتم وكادت ان تفقد شجاعتها في الحال وتخطو الى الخارج , جان بيار لم يكن موجوداً هناك, ولكنها تقدمت وسألت
الفتاة الجالسة الى الصندوق, انها تعرف جان بيار تماماً, والساعة تجاوزت الثامنة, وهو فعلاً يأتي عادة في مثل هذا الوقت.. وأمالت الفتاة رأسها الى جانب
وسألتها:
- هل أنت صديقة جان بيار الانكليزية..ساندرا؟
- اجل .. هل ترك لي رسالة؟
- لا رسالة, لقد ذكر بأنك قادمة , وقال إنك صديقة من انكلترا.
يبدو ان جان بيار ينوي الحضور , وجلست ساندرا قرب نافذة قذرة عليها ستائر رائحتها عفنة, وهي ترغب في الانتظار, لقد قطعت مسافة طويلة, ولن تغادر
على عجل لأنه تأخر, وكانت ترغب ان تتناول القهوة, ولكن لا مال معها, لذا فقد ركزت اهتمامها على لعبة دومينو يلعبها مجموعة من الرجال المسنين على
الطاولة المجاورة.
وتحركت نحو زواية الطاولة أكثر, عندما دخل بعض الشبان والفتيات وجلسوا معها على نفس الطاولة, واخذوا يصخبون ويضحكون, ووضع احدهم اسطوانة
روك في الآلة وضج صوت الدوي في أذنيها , وأصبح الجو ثقيلاً بدخان التبغ وقدمت الفتاة التي بقربها سيجارة فقالت لها:
- لا.. لا .. شكراً لك, انا لا أدخن.
وسارع بقية رفاقها لالتقاط لهجتها.
- انت انكليزية..أجل.
- هل انت صديقة جان بيار؟.
واجفلت للسؤال المفاجئ.. كلماتهم , مزاحهم, انفاسهم السيئة الرائحة, تجمعت عليها, واحست بمعدتها تنقلب,لقد اخطأت بالمجيء الى هنا.. ولم يكن
هناك أثر لجان بيار, وكانت خائفة جداً من أن لا يأتي ابداً, وحاولت النهوض.
- عليّ أن أذهب.
- لا..لا..
وامسكها الشاب بقربها واجبرها على الجلوس.
- أنت جميلة جداً, فلا تتركينا.
وضحك شاب آخر .. وقال:
- ستبقين هنا وسنعلمك كيف تعيشين.
ولمس وجهها باصابعه القذرة فتراجعت الى الخلف مذعورة فقال:
- لا..لا شيري, لا تخافي .. لن نؤذيك, خذي , جربي هذا...سيجعلك تبتسمين..
ووضع كأس شراب على شفتيها, فصرخت ساندرا مذعورة, وهزأت برأسها وتملكها الرعب والهلع, يجب عليها ان تخرج ..
واحست بمن يجذبها من الخلف بكتفيها ويسحبها فوق الطاولة الغرفة والمجموعة على الطاولة تسارعوا نحوها وصرخت بقوة وهي تكافح كي تخلص نفسها.
- تماسكي.. بحق سماء!
----------------------------
وامسكت بها الايدي , وهي تجرجر يمنة ويسرى هنا وهناك, ولكن يدان فقط كانتا تمسكان بها بقوة وسيطرة وحملناها فوق الجميع , وادارت ساندرا وجهها
المحمر الى من يسحبها , وجف الدم في عروقها , تاركاً اياها ضعيفة ودائخة:
- جايمس.. جايمس .. ماذا..؟
لم تكن سعيدة برؤية احد من قبل كسعادتها الآن..انه ليس من يهاجمها, بل من سينقذها , على الاقل هذا مافكرت به, الى ان لاحظت ابيضاض وجهه ونار
الغضب في عينيه, واصبحت خائفة منه اكثر من الشبان الذين كانوا يتجاذبونها, واشتدت قبضته القاتلة حولها, وهو يجرها بقسوة نحو الباب حتى انها أخذت
تصرخ:
- جايمس ارجوك.. إنك تؤذيني الى حد الألم!
- سأقتلك عندما أخرجك من هنا!
وكانت صيحته قوية وشرسة.. ولم تشك ابداً بأنه سيفعل ...
-----------------------


دانه عبد likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 03:07 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 03:14 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 05:55 PM   #10

سومه76

? العضوٌ??? » 368146
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 730
?  نُقآطِيْ » سومه76 is on a distinguished road
افتراضي سومه76

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
شكرا كتير على الروايه اكثر من رائعه


سومه76 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.