30-07-11, 09:20 AM | #108 | ||||
| و أجابتها ماريا بحدة: -وربما يحدث فيما لو لم تخبريه. -ماذا تعنين؟ -آه, سيدتي, أنا أعرف السيد ألكسندروس منذ صغره. إنه رجل بكل معنى الكلمة, أليس كذلك؟ إنه يعيد عن المنزل منذ وقت طويل, سيدتي هل تفهمين ما أحاول أن أشرحه لك؟ -وأحمر وجه شارلوت وهي تقول: -نعم, نعم. أظن ذلك. ولكن لا تقلقي بهذا الشأن. تسعة أشهر... -سيدتي, ولكن تقديري إنها ستة أشهر وبضعة أيام. وتابعت ماريا: -أنا لست عمياء وبإمكاني أن أرى ولكن بعد أن قضيت فترة من الزمن هنا, أريد أن تفهمي أنه أصبح لك في قلبي معزة خاصة. بادرها صوت أليكس وهو يقول: -أنا سعيد بسماع ذلك. تقدم منهما و حيا ماريا ووضع يده على كتفها و قال: -ماذا فعلت شارلوت حتى تقلقي بهذا الشكل؟ تطلعت شارلوت التي احتبست أنفاسها ولكن جواب ماريا جاء مختلفا: -لا تأكل جيدا , أظن أنها تفتقدك يا سيدي. نظر إلى شارلوت التي تجنبت النظر في عينيه وقال: -الآن أنا عدت. وتابع قائلا: -أحضري ذلك الخبز الطازج اللذيذ والذي ما زلت أحلم به منذ أن غادرت. اعتذرت ماريا لتذهب لتحضير طعام الافطار بعد أن رمقت شارلوت بنظرة موبخه لاحظها أليكس. ومن ثم اتجهت شارلوت إلى الشرفة لتبتعد عن زوجها, ولكنه لحق بها. وتمشت إلى خلف الفيلا و تطلعت خلفها فلم تره, إذ توقف مستندا إلى الباب مرتديا بنطالاً قطنيا ضيقا و صدارة كشفت عن صدره. بدى في البارحة متعبا و منهكا و أحست بالعاطفة تجاهه, واليوم تشعر بالكراهية. إنه الرجل الذي تزوجها ثمناً لديون أبيها وهمه الوحيد هو الوريث, كيف نجح بكل هذه السهولة؟ وفي حقيقة نفسها كانت تتمنى لو أنه استغرق معه الأمر وقتاً أطول. حرك عضلات كتفيه بتكاسل وقال: -يناسبك هذا اللون البرونزي. لم تجبه شارلوت و تابع هو: -ماذا كنت تفعلين في غيابي, هل شعرت بالملل؟ | ||||
30-07-11, 09:37 AM | #109 | ||||
| هزت رأسها بالنفي, لا. لم تمل ولكنها شعرت بالقلق في نهاية المدة ولها الحق في ذلك. أصبحت لهجته جافة بعض الشيء وقال: -ماذا؟ هل قررت ألا تتكلمي معي, أم ماذا؟ وتنفست شارلوت بعمق واستدارت إليه قائلة: -لا, بالطبع لا. وقطب أليكس قائلاً: -شارلوت لا تضطرينا للعودة لنبدأ من جديد, فكلانا نعرف حق المعرفة أنه ما من مجال لذلك. وانفجرت بعصبية: -ألهذا السبب بقيت بعيداً؟ وتنهد قائلاً: -لا. حسنا, ربما إلى حد ما. وتقدم منها و تابع: -بإمكاني القول أن اندماج الشركة استغرق وقتا أكثر مما توقعت فقد انتهينا من ذلك منذ اسبوعين فقط, ولكني لم أستطع العودة مباشرة. و أجابته: -ولماذا؟ هل هناك فتاة أخرى؟ وأجابها بحدة: -لا. لا. لا يوجد أحد. أهذا رأيك بي شارلوت؟ يا إلهي! وأحمر وجهها و قالت: -كنت أعني فقط... -أعرف ما تعنين ولكن في أي حال لا يوجد أحد أؤكد لك. ولكن يا إلهي أنت تعرفين نفسك تماما كما أعرفك أنك قادرة على إذلال الرجل لتشعريه بأنه كلب وتذكري كيف كنت قبل أن أذهب. ودافعت عن نفسها: -أنت آلمتني. وهز رأسه بالإيجاب: -أعرف ذلك, أعرف ذلك ولكن ما من طريقة أخرى, وهل ظننت أن الأمر لم يؤلمني ايضا؟ هناك أشياء كثيرة يجب أن تتعلميها عني شارلوت, أنا لست انسانا آليا. ورفعت رأسها قائلة: -ألستك كذلك؟ -ماذا تريدين أن تقولي؟ | ||||
30-07-11, 09:52 AM | #110 | ||||
| وتناقصت شجاعتها و هي تقول: -أحاول أن أقول... كان عندي شكوك. بشأن عودتك. -نعم. و لعقت شفتيها و قالت: -لماذا؟ و أجابها وقد شد على قبضتيه: -لأنك سألتني, سأجيبك. شارلوت ربما لن تصدقيني ولكن شعرت بالأسف عليك. بالاسف لما فعلت معك. صحيح أن أباك لا يستحق أكثر ولكن أنت لا... وانفجرت شارلوت قائلة: -كل انسان يرتكب أخطاء, و إذا كان والدي مقامرا مدمنا... و برم ألكس شفتيه بسخرية قائلا: -نعم, صدقيني كان مدمناً -حسنا... و أنت دفعته للانتحار. فأجابها بعصبية واستدار بعنف: -شارلوت, يا إلهي تلك لم تكن المرة الاولى. كيف تطرقت لهذا الموضوع؟ أنا ما كان يجب ان أتكلم معك. وشعرت شارلوت بالخوف وقالت: -انتظر. ماذا تعني؟ إنها... لم تكن... المرة... الأولى؟ وتنفس أليكس بعمق وقال: -إنسي الموضوع. وفي تلك اللحظة دخلت تينا, وتقدم هو نحوها و قال: -أنا سعيد برؤيتك مرة ثانية يا تينا. و رد على تحية الفتاة باللغة اليونانية وتابع: -هلا أعطيتني من هذا الخبز الطازج قبل أن أموت جوعاً. وضحكت تينا و دخلت قبله إلى الفيلا, في حين أن شارلوت اتجهت إلى كرسيها في الشرفة ولكنها كانت قلقة بحيث لم تستطع الجلوس. كانت منزعجة بعصبية و غير متأكدة مما كان يحاول أليكس أن يخبرها. ولكن شيئا واحدا بدى لها واضحا. أن زيارته لها في الليلة الماضية لم تعن أنه أراد أن يتابع من حيث انتهى قبل أن يسافر. كان بإمكانها أن توقظه عندما استغرق في النوم وتطلب منه أن يذهب إلى غرفته و بالتالي لما كان حصل حادث الصباح. ولكن ماذا كان ذلك سيغير في الموضوع؟ حاولت أن تناقش الأمر بنفسها, كان الموضوع متأخرا جداً. ولو أن أليكس لا يعرف ذلك. ربما يريدها أن تجهض. ووضعت يدها على بطنها بشعور من الحماية. لا, فمهما حصل فلن تسمح بذلك. لن تسمح بذلك طالما أنه بإمكانها أن تنجب طفلا صحيحا. لقد أصبح في داخلها مخلوق حي ولا يمكنها قتله. ولكن ماذا يمكنها أن تفعل؟ عاجلاً أو آجلا سيعلم أليكس. وربما يجب أن تنتظر لتكتشف نواياه بالضبط وحدقت بمروج الليمون غير مدركة لجمال هذه الطبيعة في الخريف. ماذا كان يعني أليكس عن أبيها؟ لماذا لم يخبرها بالحقيقة؟ يجب أن يعلم أنه مهما فعل أبوها فإنه ضعف وليس جريمة بعدم شعور بالمسؤولية. وشعرت بحاجتها للاستلقاء على كرسي الشرفة. وتوقعت أن يأتي أليكس ليبحث عنها بعد أن ينهي طعام افطاره. و كانت بالتالي تنوي متابعة الحديث معه. ولكنه لم يأت, وشعرت بالضيق ونهضت و دخلت الفيلا رافضة الاعتراف بأنها تبحث عنه. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|