|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-06-11, 04:02 PM | #31 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 4- الحب بعد صفعة! حين أستيقظت موروينا من نومها , كان ضوء ضعيف وشاحب يتسرب من خلال ستارة منفرجة جزئيا , ظلت متمددة في فراشها بعض الوقت , مضطربة , مشوشة الفكر , لا تعرف أين هي , حتى عادت إلى نفسها , ورغم أنها نامت جيدا في الليل , إلا أنها ما زالت لا تعرف الهدوء وراحة البال , لأنها ستقابل نيكولا تريفينون. تركت فراشها وذهبت إل الحمام , ودخلت في حوض الماء الدافىء وهي تفكر لماذا طلب نيكولا تريفينون رؤيتها , وأيقنت من حديث مارك في الليلة الماضية , أنها آخر شخص على وجه الأرض يود السيد تريفينون رؤيته , وتساءلت بقلق: " ترى ما الذي سيقوله لي حين نتقابل بعد برهة؟). لكنها صممت على أن لا تسمح له بأن يطعن بوالديها أمامها , لقد سمعت ما يكفي من الأهانات توجه إليهما , ربما جرحت لاورا وزوجها مشاعرهم , بيد أن هذه ليست جريمة تستحق كل هذا التجريح والطعن. أرتدت ثيابها ومشطت شعرها وتركته ينساب على كتفيها , كانت الساعة العاشرة حين نزلت إل الطابق الأرضي , وكانت الأبواب كلها مغلقة بأستثناء باب مكتب دومنيك , لكنها لم تشعر بأية رغبة في رؤيته. وقفت عند نهاية السلم وهي تتلفت فيما حواليها بإرتباك , ولم يطل أنتظارها كثيرا , أذ سرعان ما أنفتح الباب الرئيسي وهجمت موجة هواء بارد ألى الصالة , ثم دخل كلبان كبيران أخذا ينبحان بصوت عال حينما أنتبها إليها , جمدت موروينا في مكانها , لكنها هدأت بعض الشيء حين دخلت فتاة طويلة ورشيقة ذات شعر أسود مسرّح بعناية , وثياب أنيقة منسجمة مع تقاطيعها , وتوقفت في مكانها أذ رأت موروينا وأخذت تحدق فيها بدهشة , ثم سألتها : " من أنت؟". همت موروينا أن ترد عليها بأن هذا ليس من شأنها , لكنها تمالكت نفسها وهي تفكر في مخاطر مثل هذا الجواب خاصة وقد بدت الفتاة واثقة من نفسها ومن مكانتها في البيت . " إسمي موروينا". أجابتها بأيجاز وهدوء , وحين طال الصمت والفتاة ما تزال تحدق فيها , سألتها موروينا : " أهي كلاب شرسة؟". " لا تخافي فهي لن تؤذيك , لكنها أستفزت حين رأتك غربة عن هذا البيت". " هل تدليني إلى غرفة السيد تريفينون , من فضلك؟". " السيد تريفينون؟". سألت الفتاة بإستغراب , وأضافت: " أنني في الحقيقة.....". " حسنا كارين , سأهتم أنا بأمرها". قاطعها دومنيك وقد ظهر من غرفته وأقترب منهما , حدقت فيه موروينا جيدا , كانت هذه هي المرة الأولى التي تشاهده في وضح النهار , كان يرتدي بدلة أنيقة وبدا وجهه هادئا وودودا. وقال بصوت عطوف: " صباح الخير , آنسة كيرسلاك , أتمنى أن تكوني نمت جيدا , هل تناولت فطورك؟". " كلا ...... أظن أنني تأخرت على الفطور". " بالعكس , هل تظنين أننا تركناك بلا فطور , أنيز في غرفة الطعام وقد أعدت كل شيء". وفتح أحد الأبواب مؤشرا إلى مورينا بالدخول , تبعته قائلة بدون أن تنظر في وجهه: " شكرا لك........". " حين تنتهين من فطورك , ستأخذك أنيز إلى عمي". " حسنا , وكيف حاله هذا الصباح؟". " أنه في حالة جيدة , فقد سأل عنك حالما أستيقظ من نومه , يبدو أنه كان قلقا من أنني لن أقدر على أقناعك بالعودة إلى البيت". " يبدو أنه لا يدرك قدرتك على الأقناع". " شيء آخر أرجوه منك , حاولي جعل مقابلتك معه قصيرة قدر الأمكان". " لا تقلق , فرغبتي في ترك هذا المكان بأسرع وقت , لا تقل عن رغبتك". دخلت موروينا , وسمعت باب الغرفة وهو يغلق , ثم سمعت صوت الفتاة الأخرى وهي تسأل: " يا حبيبي من هي هذه الفتاة ؟". أذن هذه الفتاة حبيبته , وربما خطيبته , ترى هل هناك أمرأة على وجه الأرض يمكن أن تعجب به , فكرت موروينا , ثم حاولت أن تتذكر فيما أذا كانت الفتاة تلبس خاتم خطبة , لكنها فشلت . دخلت أنيز وهي تحمل صينية كبيرة , وهتفت حالما شاهدتها : " ها أنت أذن يا عزيزتي , تعالي قبل أن يبرد فطورك". وبينما هي تتناول فطورها , قالت لأنيز : " أظن أنه كان من الأفضل لو لم تأخذي تلك الرسوم إلى السيد تريفينون". نظرت أنيز إليها وقالت متسائلة: " ولماذا لا ؟ هناك أشياء كثيرة خافية في هذا البيت , يجب أن تنكشف". " هل يحق لي أن أسأل ما هي هذه الأشياء؟". " أشياء عديد ما تزال بدون إيضاح , السيد نيكولا مثلا قابع في غرفته , حزين على فقدان شيء لم يكن له أبدا". " يبدو أنك كنت تحبين أمي". " ولم لا ؟ بالطبع كنت أحبها". | ||||
21-06-11, 04:25 PM | #32 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أنتهت من فطورها , فصبت لها أنيز قهوتها , رفعت الكوب وذهبت نحو النافذة , وأخذت تتأمل الحديقة الخضراء والزهور المتناثرة فيها , ثم وضعت الكوب على المائدة وهي تفكر في العثور على جهاز تلفون حتى يمكنها أستدعاء سيارة تاكسي لتأخذها من هنا حالما تنتهي مقابلتها للسيد تريفينون , مشت إلى الخارج , كان البيت غارقا في صمت غريب , وكأن الجميع قد غادروه وتركوها وحدها فيه , وكانت الغرفة مغلقة بأستثناء أحداها فأتجهت إليها ووقفت أمامها , ثم أخذت شهيقا عميقا وهي تسمع دقات قلبها من شدة أضطرابها , وطرقت الباب. " نعم , من ؟ تفضل وأدخل". كانت غرفة واسعة ومضيئة , ذات نوافذ واسعة تطل على المرتفعات القائمة على البحر , وإلى جانب نافذة يجلس رجل على كرسي ذي عجلات , وقد غطى ساقيه ببطانية , أبتلعت موروينا ريقها ثم مشت إليه , وقالت وهي تحاول جهدها لأخفاء أرتباكها: " السيد تريفينون؟". أدار وجهه نحوها وتطلع إليها , تفاجأت موروينا , أذ لم تكن تتوقع أن تجده على هذه الهيئة , ربما كانت تتخيله نسخة أخرى من السيد دومنيك تريفينون , لكن في سن أكبر منه , غير أنها بالتأكيد لم تكن تتوقع هذا الرجل بوجهه المرهق وشعره الرمادي الضارب إلى البياض , وعينيه اللتين تشعان ألما وهما تتأملانها , كانت هنالك طاولة صغيرة إلى جانب كرسيه , عليها رسومها. قالت بهدوء: " كنت أجهل حقيقة الأمر حين جئت إلى هنا , لم يخبرني أحد بذلك , أنني آسفة جدا وأرجو أن تعذرني يا سيد تريفينون ". قال بصوت خشن متجاهلا حديثها: "أنت تشبهينها جدا....". " نعم , كان أبي يقول هذا دائما". " ألا تتذكرينها جيدا؟". " كنت في الثامنة حين توفيت , أتذكر بعض الأشياء لا أكثر ". " مثل ماذا؟". صمتت للحظة , ثم قالت وهي تتحدث ببطء وتؤدة: " كانت تبدو سعيدة وتحب الآخرين , حتى حين أصابها المرض , وكانت تذكر هذا المكان دائما – تريفينون وأهله – بسعادة وحنين". سكتت للحظة ثم هزت رأسها قائلة : " لكن على ضوء ما سمعت , يبدو أن كلامها كان زيفا". " كلا......". قال وأغمض عينيه , ثم أسند ظهره إلى كرسيه في حالة أسترخاء وأردف: " هذا يثبت صحة ظني في لاورا". توقف عن كلامه , وساد الصمت بينهما , وظلت موروينا في مكانها حائرة ماذا تفعل , هل تأخذ رسومها وتترك المكان , أم تنتظر لترى ماذا ستكون نتيجة الأمر؟". فتح عينيه أخيرا , وتطله إليها ثانية , وقال وهو يؤشر إلى كرسي خلفها: " تفضلي بالجلوس , وأعذريني لأنني لم أنهض لأستقبالك , أنني أعان من ألم في ساقي , لا أستطيع أن أمكث هكذا , علي أن أتعود على المشي ثانية". ثم أدار كرسيه إلى جهة أخرى وأشار بيده إلى طاولة عليها مجموعة من الأوراق قائلا: " بدأت في كتابة تاريخ عائلة تريفينون , وعلي أن أنهيه , لا بد أن والدتك أخبرتك عن بعض قصص العائلة وأساطيرها". " ليس كثيرا , لقد حدثتني عن طفولتها وصباها هنا". " لكنها سمّتك موروينا , كانت تردد دائما أنها لو رزقت بطفلة ستسميها بهذا الأسم , كنت أتخيّل أن هذه الطفلة ستكون طفلتي , آسف , لا أقصد أيذاءك , سمعت بدون شك بما حدث قبل تلك السنوات". " نعم...... سمعت". " لقد أحببت والدتك منذ اللحظة التي جاءت إلى هنا , وكانت بعد صبية , لكنها لم تبادلني الحب , كانت تعطف علي , وقلت أن هذا يكفيني". " سيد تريفينون......". قالت موروينا , لكنه قاطعها قائلا: ط| نيكولا... سمني نيكولا , الجميع يدعونني بهذا الأسم , ما عدا لاورا بالطبع , كانت دائما تدعوني دومنيك , كانت تحب هذا الأسم , لكن ما دام إبن أخي يحمل هذا الإسم , فأن إستعمالي له يسبب الأرباك". " نعم". قالت موروينا بتوتر. " لم تحبي إبن أخي بالتأكيد ". قال مبتسما وأضاف: " أعرف أن أستقباله لك كان غير ودي , لكن هذا أنتهى الآن يا عزيزتي". " في الحقيقة , جئت هنا لأسألك أن تحتفظ برسوم والدتي , ثم علمت بما يفترض أن تكون والدتي قد أرتكبته , وعوملت بتلك المعاملة الوقحة , والآن وقد قابلتك , وعرفت طبيعتك وسماحتك , قررت أن أهديك هذه الرسوم". هز رأسه مبتسما وقال: " حسبما سمعت , هذه الرسوم هي كل ما بقي لك من بيتك , ألا يكون من الأفضل لو أنك أستمعت ألى ما سأقترحه عليك؟". " ولكن وقتي قصير , علي أن ألحق بقطار لندن اليوم , وأعود لكي أبدأ البحث عن عمل". " تستطيعين أن تمنحيني بعض الوقت , يعرف الله أنني أنتظرت طويلا , وقد تمنيت دائما أن تكون لاورا من ستأتي إلى هذه الغرفة , لكن ذلك يبدو أكثر مما كنت أطمح إليه". " أظن أنها كانت ستقابل بأستنكار في هذا البيت ". " كلا , ليس الأمر كذلك". " لقد تأخرت , لا بد أن أذهب". " كلا , أنتظري". | ||||
21-06-11, 08:08 PM | #33 | |||||||||
نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي
| أآأوه فصل حلوو كثير اممم للازم راح يعرض لها تجلس معهم وهي راح ترفض لكن اشوفه انه راح يعرضه كعمل لها،، وتوافق و دومنيك بيرفض وبيعصب لكنه بيرضى غصباً عنه...>>يستاهل اكره>< مشكووره ياموول وبااانتظاارك يااعمري=) | |||||||||
21-06-11, 11:29 PM | #34 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أعترضها بيده , فتراجعت موروينا إلى مقعدها ثانية , ثم أضاف قائلا: " آسف يا صغيرتي , أعرف أن الحيرة قد أصابتك , وأنك محقة في ذلك , تستغربين بدون شك لماذا يحقد الجميع في هذا البيت على والدتك , لكنني آسف على ذلك حقا , أنني أذكرها دائما بأحترام , علما أن الخطأ أرتكب بحقي". " لا أظن أن والدتي أرتكبت خطأ ما في حق أحد , لا بد أن هناك ألتباسا في الأمر". " ليس هناك أي ألتباس , سرق شخص ما في هذا البيت , تصاميم الزورق ( لاورا ) وباعها إلى شركة أخرى , هل والدتك من فعلت ذلك لا أعتقد". " ما دمت تعرف أن والدتي بريئة , فلماذا لا توضح هذا الأمر للآخرين؟". هز نيكولا رأسه بيأس وقال بعد صمت طويل: " حين وقعت هذه الحادثة , كنت متألما وغاضبا , لقد أحببت والدتك وعرضت عليها الزواج , لكنها ماطلت في جوابها , فأقنعت نفسي بأنني سأفوز بها في النهاية , وتركت الآخرين يعتقدون بأنها ستكون زوجتي , ثم ألتقت بوالدك , وحين أخبرتني بأنهما يحبان بعضهما , أصابني غضب جنوني , وأنذرتها بأنه لا يمكن لحبيبها الجديد أن يدخل تريفينون ثانية , وفرا معا في الليلة التالية , ولم أرها ثانية بعد ذلك". " ولكن ما الذي حدث بتصاميم الزورق؟". لقد أختفت فجأة من المصنع , وظننت في بادىء الأمر أن لاورا أخذتها خطأ لكن حين شاهدت النسخة المزورة من الزورق في المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان شقيقي , والد دومنيك ما يزال حيا آنذاك , فوجّه أتهامه أليها". " ولكن لماذا لا توقفهم عند حدهم , ما دمت واثق من براءة والدتي؟". " في البداية وافقتهم على أتهام والدتك , لقد حقدت عليها لعلاقتها بوالدك , ورغبت في الأنتقام منها , وحين كتبت ألي رسالتها , لم أخبر أحدا بذلك , أنيز وحدها عرفت بالأمر لأنها هي التي جلبت الرسالة ". " هل كتبت إليك؟". " نعم , كتبت تسألني العفو , وتخبرني بسعادتها مع والدك , وآنذاك أدركت أنها بريئة , لأنها لو كانت مذنبة لما تجرأت وكتبت ألي , خاصة وقد عرفت أن أصابع الأتهام موجهة إليها". " ولكن لماذا لا تحاول كشف هذا الأمر للآخرين؟". قال بعد صمت قصير: " لو كشف عن براءة لاورا , لكان ذلك يعني أن شخصا آخر في هذا البيت قد سرق التصاميم وباعها , خاصة أن الذين كانوا يعرفون بأمر المشروع هم قلة هنا , لذا آثرت الصمت , وترك اللوم يقع على عاتق لاورا بدلا من فتح جبهة أخرى من الشكوك والتحقيقات , مع ما يقود إليه هذا الأمر من كوارث , أيقنت أن من كان يحقد على لاورا له يد في هذه الجريمة , وتركت الموضوع ليخمد مع الزمن , لكن أخي ظل يثيره بإستمرار بتحريض من زوجته , وعرفت أن هناك آخرين متورطين في هذا الموضوع , فسكت عن الأمر , وبحثنا عن كبش فداء لكي نحمله جريمة غيره , فكان ذلك الكبش والدتك , غير أنني بعد أن هدأ غضبي أسفت على ذلك جدا , وخففت الأمر على نفسي بأنها لن تعرف بالأمر , وحين لم أجبها على رسالتها , أيقنت بأنها لن تجازف بالكتابة ألي مرة أخرى". ثم تطلّع إلى وجه موروينا بحب وإستمر في حديثه: " أذا كنت ترغبين في الأنتقام مني نيابة عن والدتك , فأنك تستطيعين ذلك ببساطة يا عزيزتي , أن تأخذي رسومك وتتركي هذا البيت , وبذا تخرجين من حياتي إلى الأبد , ولكنني آمل ألا تفعلي ذلك". ظلت موروينا جامدة في مكانها , وقد خيم صمت عميق لفترة , ثم أطلقت تنهيدة قصيرة وقالت: " كلا لن أفعل ذلك , أظن أن ما حدث يكفي". " أذن ستبقين؟". " نعم , لكن لفترة قصيرة , فعلي أن ألحق بالقطار.....". هز نيكولا رأسه بأنفعال قائلا: " كلا....... كلا , لقد أسأت فهمي , أريدك أن تبقي معي هنا يا صغيرتي , ليس عندك مكان تذهبين إليه , أريدك أن تعيشي هنا , وأن يكون تريفينون بيتك". " أوه , كلا , هذا لا يمكن". " ولماذا لا؟". " لأسباب عديدة , منها أن إبن أخيك يكرهني , وهو ببساطة لا يريدني هنا". " أذا ما رغبت أنا في شيء , فليس في مقدور أحد أن يعترض". " ثم أنني أريد العثور على عمل لأعالة نفسي , لا يمكن أن أعيش على الإحسان طوال عمري". " من الذي تحدث عن الأحسان ؟ ثم هناك عمل لك , فأنا أريد من يساعدني في أتمام كتابة تاريخ تريفينون ". " ولكن ليست لدي خبرة في السكرتارية". " تستطيعين الكتابة بدون شك , أليس كذلك ؟ هذا كل ما أريده , ها أنت تشاهدين أنني شبه مشلول ولا أستطيع أنجازه لوحدي , وحين ننتهي من مسودة الكتاب , سنبعثها ألى سيدة في بورت فينور وهي التي ستطبعها على الآلة الكاتبة , حسنا ماذا تقولين الآن؟". ظلت موروينا صامتة وعلامات التردد على وجهها , أضاف هو قائلا: " يا عزيزتي , أنك ستساعديني كثيرا , ليس فقط في موضوع الكتاب , أنما سيكون بإمكاني البدء بالتحري , وكشف براءة لاورا , كوني كريمة وساعديني على العيش بسلام بعد كل هذه السنوات ". لو أنها فقط تستطيع الكشف عن براءة أمها , وأن ترى أهل تريفينون يعتذرون منها على ما أرتكبوه بحقها , لا بد أن تعمل على أظهار الحقيقة أذا كانت أمينة لذكرى أمها . قالت بهدوء: " حسنا يا نيكولا , سأبقى حتى الأنتهاء من الكتاب". " موافق...........". قال فرحا ومد يده اليسرى إليها , فوضعت يدها فيها , وقال بعد توقف قصير: " لا تظني يا صغيرتي أن مشروع الكتابة مجرد عذر لبقائك , فستجدينني مديرا حازما , ولكنني أقول أن هذا اليوم من أسعد أيام حياتي , والآن أذهبي وأبعثي لي أنيز كي أشرح لها ما تم الأتفاق بيننا , وبعد الغداء سنواصل العمل". كانت في منتصف الطريق على السلالم حين قالت لنفسها : ( يا ألهي ما الذي فعلت ؟ هل حقا سأبقى هنا؟). لكن دومنيك ظهر فجأة من مكتبه , ووقف في أسفل السلم قائلا: " حالما تنتهين يا آنسة كيرسلاك , سآخذك بسيارتي إلى بنزاس". " لا أرغب في الذهاب". قالت بنبرة صارمة وواثقة , وقد أرتسم على وجهها علامات التحدي. " عفوا ماذا قلت؟". " قلت , أنا باقية هنا , طلب مني عمك أن أعينه في مشروع كتاب تاريخ تريفينون , أنه بحاجة ألى من يساعده في الكتابة". " يا ألهي , لقد نجحت خطتك أذن , أيتها المتآمرة االصغيرة!". قال هذا وقد أصفر وجهه من الغضب , لكن موروينا أجابته بأعتداد وثقة: " لا تنس يا سيد تريفينون , أن أمر اللقاء مع عمك كان من تدبيرك أنت ". " ليس من الطبيعي أن أنسى أي شيء , حسنا , لقد شاهدت البيت يا آنسة كيرسلاك , وبدون شك ستتعرفين خلال الأسابيع المقبلة على كل أملاك تريفينون وما بقي من مشروع الزوارق , ولكن أخشى ألا تجدي ما تأخذينه معك حين تتركين هذا المكان...". " أؤكد لك أنني قادرة على ذلك يا سيد دومنيك ". حدق فيها للحظة بشراسة وقد أشتد غيظه , وقال: " هكذا أذن , أنك حرباء حقا يا آنسة كير سلاك , ها أنت تحولت خلال دقائق من غريبة في هذا البيت إل حبيبة للعجوز تريفينون , أنه أتسان طيب وأنا سعيدة بذلك". " أنك تستغلين الوحد التي يعانيها هذا العجوز , ألا تشعرين بالعار من بيع جسدك إلى رجل في عمر أبيك؟". نزلت موروينا بقية الدرجات ووقفت أمامه , وبكل ما تملك من قوة رفعت يدها وصفعته على وجهه. أحست بأنها أرتكبت فعلا أحمق , وأنها فقدت أعصابها مثل طفلة صغيرة , لكنها لم تشعر بأي ندم حين تذكرت والدتها البريئة وكيف لوّث هؤلاء الناس سمعتها الطاهرة , نظرت إليه ثانية فرأت علامات أصابعها وقد أرتسمت على صفحة وجهه , وقالت بهدوء: " أنني آسفة ". " ستندمين على هذا يا موروينا , ستدفعين ثمن هذا غاليا , وهذا وعد مني لك".\كانت كلماته أنذارا حقيقيا , أستدار ومشى خارج الصالة بعد أن أغلق الباب الرئيسي بعنف , سمعت موروينا بعد برهة قصيرة صوت محرك سيارة , ثم أبتعد الصوت تدريجيا . جلست عل السلم , ووضعت وجهها بين راحتيها , وقالت لنفسها: ( رباه , ماذا فعلت؟). | ||||
22-06-11, 05:37 PM | #35 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 5- بلا مقدمات أنغمست موروينا في عملها بحماس , ولم يكن لديها متسع من الوقت لتفكر في نفسها , وكانت سعيدة بذلك , أما نيكولا تريفينون فلم يكن مبالغا حين وصف نفسه بأنه مدير حازم بالعمل . أستهلت موروينا عملها بكمية كبيرة من الواثق والكتب والصور الفوتوغرافية التي وضعها نيكولا أمامها , وأخبرها أيضا أن الشطر الأكبر من تاريخ تريفينون وأساطيرها أنما هو محتفظ ومتناقل في العائلة شفاها , والحقيقة أنها وجدت تاريخ تريفينون ثريا وضاربا بالقدم . كما أنها أطلعت على الكثير من القصص والأساطير المتعلقة بهذه العائلة , وأخبرها نيكولا أنه ما يزال هناك الكثير من هذه الأساطير في ذهنه , منها مثلا أسطورة تتعلق بأسم ( موروينا ) , وحين ألحّت عليه كي يسردها عليها , أجابها ضاحكا أنه سيفعل ذلك في الوقت المناسب. حاولت موروينا جهدها أن لا تلتقي بدومنيك , ومن حسن حظها أنه وأخاه كانا ينهضان مبكرين , وحين كانت تنزل إلى الطابق الأرضي يكون الأخوان قد أنتهيا من فطورهما وغادرا البيت , أما دومنيك نفسه فقد كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه قد نسي وجودها في البيت , وفي المساء , حينكانت تنتهي من عملها , وتتأكد من أن نيكولا لم يعد يحتاج إليها , كانت تنزل ألى قاعة الجلوس الكبيرة , حيث تكون أنيز قد أشعلت المدفأة , فتجلس هناك قبالتها تقرأ وتستمع إلى الراديو , وفي أحدى الأمسيات أنضم إليها مارك فرحبت به , كان أكبر منها بسنوات قليلة , وأصغر من أخيه دومنيك كثيرا , تحدثا طويلا عن تريفينون وعن العائلة , لكن دومنيك لم يكن يقترب من قاعة الجلوس في الأمسيات , بل كان يقضي أوقاته في مكتبه , وتساءلت موروينا : أهذه هي عادته دائما , أم أنه بدأ يتجنب قاعة الجلوس منذ جاءت هي إلى البيت , حتى لا يلتقي بها ؟ لكنها حسمت الأمر بأن ليس هذا من شأنها ما دام هو لا يقلق راحتها. ذهبت في صباح أحد الأيام إلى غرفة نيكولا , بعد الفطور , لتبدأ عملها , لكنه أخبرها أنه لا يحتاجها اليوم , لأن الطبيب قادم بعد قليل لأجراء الفحوص له. نظر إليها وقال: " أنت متعبة من العمل , أذهبي اليوم في نزهة قصيرة , خاصة أن الجو صاح , ولا أثر للمطر". وحين غادرت الغرفة , صاح من وراءها : " أبقي بعيدة عن البحر , لأن الأمواج قوية وهائجة". ذهبت إلى غرفتها وأخذت دفترا لرسم وعلبة أقلام , وكانت أنيز هناك ترتب الغرفة , فقالت لها: " ما دمت تذهبين إلى الخارج , أجلبي معك عددا من البيض , أذا ما مررت قريبا من حقل السيدة هاريك". غمرت مورينا سعادة كبيرة ومفاجئة حين أصبحت خارج البيت , وكأنها تلميذة صغيرة أطلقوها من المدرسة فجأة , ولم يخامرها هذا الشعور لأنها كانت تكره العمل مع نيكولا , بل العكس , كانت سعيدة معه , لكنها رأت نفسها وحدها لأول مرة منذ أن جاءت إلى تريفينون , وفي هذا سعادة كبرى لها. أتخذت طريقها إلى ناحية البحر مسترشدة بهدير الأمواج , وكانت الرياح قوية , تنشر شعرها على وجهها , وحين وصلت إلى المرتفعات الصخرية المطلة على البحر , شاهدت الأمواج الهائجة وهي تصطدم بالصخور محدثة هديرا عنيفا , وناشرة كمية من الرذاذ الأبيض. تأملت البحر طويلا , وبالرغم من سعادتها بذلك , إلا أنها أحست بخيبة أمل حين لم تلمح أثر للفقمات , تلك الحيوانات البحرية الرمادية اللون , لكنها تذكّرت أن هذه الحيوانات ستعود إلى هنا مع مطلع العام القادم , لكن هل هل ستكون هي نفسها هنا في ذلك الوقت؟ مشت طويلا فوق تلك الصخور العالية , وهي تتأمل فيما حواليها , وبالرغم من أنها عاشت سنوات طويلة في الريف , إلا أنها أحست هنا برهبة وخوف يتسربان إلى قلبها , من الوحدة تحت هذه السماء الشاسعة , والصخور والبحر وهدير الأمواج , وجلست بجانب صخرة كبيرة تستطيع الأحتماء بها من الريح , وهيأت دفترها وأقلامها وبدأت في تخطيط بيوت بورت فينور وبقايا المنجم , لكن الريح الشديدة كانت تعصف بها وتوشك أن تمزق أوراق الدفتر , وهي تفكر إلى أين ستنتهي وألى متى ستبقى في تريفينون. بعد فترة قصيرة أنتابها الضجر , فمزقت الورقة وألقتها للريح , ونهضت لتذهب إلى حقل السيدة هاريك لتأخذ البيض وتعود إلى البيت , لم تكن تعرف الطريق إلى الحقل , فقررت الوصول إلى الطريق الرئيسي أولا , وبينما هي تسير سمعت صوت محرك سيارة من خلفها فأنسحبت إلى جانب الطريق , لكن صوت المنبه لم يكف بالرغم من وجود مكان كاف لعبور السيارة تماما , كانت سيارة مارك , فهتف لها وهو يلوّح لها بيده: " أهلا..... هل أستمتعت بوقتك؟ هيا...... سأوصلك ألى حيث تريدين". | ||||
22-06-11, 06:07 PM | #36 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| بعد تردد قصير أجابته , وهي تفتح باب السيارة وتصعد : " إنني ذاهبة إلى حقل السيدة هاريك لآخذ كمية من البيض طلبتها أنيز". " حسنا , سآخذك إلى هناك". بعد دقائق من الصمت سألها مارك ثانية وهو يضحك: " كيف يسير العمل في مشروع الكتاب؟". " ببطء.... ما زال أمامنا الكثير من العمل". " أوه , هذا مؤسف". أجابته بعد أن تأملته طويلا , وهي تبتسم: " لماذا ؟ ألأنه يعني أنني سأبقى في بيتكم مدة أطول؟". " يا ألهي , كلا , لا أعني هذا". " ماذا تعني أذن؟". " أعني أن عمي رجل مريض , ولا نريد أن يرهق نفسه كثيرا حتى لا تنتكس صحته , بالرغم من أنه يشعر بتحسن كبير هذه الأيام , ونحن نشكرك على ذلك ". " نحن؟". سألته بدهشة وهي ما تزال تبتسم . " بالطبع , حتى دومنيك , كان أعتراضه على بقائك في البداية , هو لخشيته من أن تسبب رؤيته لك صدمة أخرى له , لكن النتيجة جاءت عكس ذلك تماما". " لكن دومنيك لم يغير مني موقفه حتى الآن". " تعرفين أن أحزان وأحقاد كل تلك السنين لا يمكن أن تلاشى خلال أيام". لم تجبه مورينا , وظل هو أيضا صامتا حتى وصلا إلى مفترق طريق , فأوقف السيارة وأشار إلى طريق الحقل قائلا: " ذاك هو حقل السيدة هاريك , وحين تعودين إلى البيت هناك طريق مختصر , أسألي السيد حتى تدلك عليه". أخذت موروينا البيض , وحين أستفسرت السيدة هاريك عن سبب وجودها المفاجىء في تريفينون , أعتذرت لكونها يجب أن تسرع في العودة لأن أنيز تنتظرها , وقريبا من البيت تسلقت حائطا صغيرا , ودخلت إلى باحة كبيرة كان عليها أن تجتازها قبل الوصول إلى البيت , كانت هذه الباحة جزءا من بناء قديم ملحق بالبيت الكبير , يحوي مخزن الغلال وأدوات الفلاحة التي تعود إلى أنيز , وأصطبلات كانت تستعمل أيام كانت تريفينون مزدهرة , هناك سمعت صوت كلب يقترب منها , فأنتابها الخوف , رغم أنها كانت تحب الكلاب منذ الصغر , وهرعت إلى البناية القديمة , لكن الكلب تبعها إلى هناك . ووجدت نفسها في غرفة واسعة ومظلمة بعض الشيء , فيها معاول وفؤؤس وكميات كبيرة من الحطب والقش , كما شاهدت سلما خشبيا يقود إلى مخزن علوي , فتسلقت السلم حتى تكون في أمان أكثر هناك , دخل الكلب وراءها وظل عند أسفل السلم ينبح ويقفز محاولا الوصول إليها , كان أحد الكلبين اللذين أعترضاها في الليلة التي جاءت فيها إلى تريفينون , غير أنها منذ ذلك اليوم لم تشاهدهما , وحين سألت أنيز عنهما , أجابتها أنهما غالبا ما يمكثان خارج البيت , في البناية الملحقة. ظلت موروينا محبوسة في المخزن العلوي فترة طويلة من الزمن , وقد جمدت من الخوف , لا تدري ماذا تفعل ولا كيف تبعد الكلب عنها , وفكرت أنه ربما دومنيك هو الذي علّم الكلب على معاداتها , لكنها سرعان ما سخرت من أوهامها. هدأ الكلب , حين سمع صوت أقدام قادمة في الباحة , فهتفت موروينا من مكانها متوسلة , قبل أن يبتعد العابر من الغرفة. " من فضلك , هل تبعد هذا الكلب عني ؟ أنني خائفة". توقف العابر لحظة , ثم جاء صوت أقدامه وهو يقترب من الغرفة , ظنت أنه زاك يقوم بعمله هنا , لكن سرعان ما ألتقت عيناها بعيني دومنيك حين دخل إلى الغرفة وصاح: " يا ألهي , ماذا تفعلين هنا؟". " هربت من كلبك". " أنت مجنونة ! ألا تعرفين أنه لا يؤذيك". " أبعده عن السلم , حتى أنزل......". " هيا... هيا , أنزلي , لا تخافي". قعد الكلب عند ساقي دومنيك , وراح يتمسح به محركا ذيله , أما موروينا فقد بدأت في النزول , غير أن قدمها أنزلقت في منتصف السلم , فأطلقت صرخة قوية وأفلتت علبة البيض من يدها , لكن يدا قوية أمسكتها من خاصرتها وأنزلتها على الأرض , كانت ترتعش من الخوف والأنفعال , وقد أمتلأت عيناعا بالدموع. قال دومنيك لها ساخرا: " ماذا كنت تفعلين ؟ تستكشفين خفايا تريفينون؟". حدقت موروينا في وجهه بغضب , تمنت لو أن علبة البيض ما تزال في يدها , لتضرب بها وجهه , ثم أجابته بصوت مرتعش: " كلا.... كنت أجلب البيض لأنيز من حقل السيدة هاريك ". أنتبهت فجأة أنه ما يزال يمسكها من خاصرتها , فأحست بالحرارة تصعد إلى وجهها , وقالت وهي تبتسم من بين دموعها: " أن كلبك يكرهني". " ما زلت غريبة عبيه , سيعتاد عليك بمرور الزمن". " أنت تكرهني أيضا..... والكلب يحس بذلك". " أهكذا حقا؟". قال مبتسما وسحبها نحوه وأقترب بوجهه من وجهها. فأصابها الذعر وحاولت أن تفلت من بين يديه , لكن بدون جدوى , وقالت وهي ترتجف بعد أن تخلص منها. " ما كنت أظن أن هناك ذئابا مع الكلاب في هذا البيت". " ألا تتذكرين أنك تمنيت , أن يقع ملك كورنوول في هواك؟ ها هي أمنيتك قد تحققت". " لكنني أكرهك , ولا أود رؤيتك". " أظن أنك تعلمت من تاريخ عائلتنا , أنه أذا ما أحببنا شخصا نظل أوفياء له". " من الأفضل أن توفر عواطفك لأمرأة أخرى". خيّم الصمت عليهما , وكانا ما يزالان يقفان في مكانهما بدون حركة , وحين طال الصمت ساءلت نفسها : لماذا أمكث معه في هذه الغرفة المظلمة ؟ " من فضلك لو شرحت لأنيز ما حل بالبيض". " بل سأذهب إلى الحقل وأجلب غيره". " شكرا......". أجابت وتركت الغرفة , كان الجو باردا في الخارج , فرفعت ياقة سترتها حتى تغطي رقبتها أتقاء للريح الباردة , وأحست بحقيقة مرة تستقر في أعماقها شيئا فشيئا , هي أنه ليس هناك شيء يبقيها في تريفينون سوى حب دومنيك! | ||||
23-06-11, 03:26 PM | #37 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 6- حجر في الماء كان الجميع صامتين أثناء الغداء , وبدا نيكولا مشغول البال , أما موروينا فقد أجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام , وكانت منشغلة الذهن هي الأخرى , تستعيد ما حدث لها في الصباح مع دومنيك في تلك الغرفة المظلمة , وشعرت أنها بحاجة شديدة لأن تفكر أكثر فيما حدث , وفي الشعور الذي أنتابها نحوه , أختطفت نظرة إلى نيكولا , كان متعبا ومنهك القوى , وبدا أكبر مما كانت تراه دائما , وكأنه شاخ فجأة , ربما أنبأه الطبيب أن نتائج الفحوصات غير مشجعة , لذا فأنها ذهلت حين أعلن بشكل مفاجىء عن نيته االقيام بجولة بعد الظهر , فسألته مندهشة : " جولة! أين؟". " بورت فينور". لكن أنيز تدخلت قائلة : " لنر ما سيقول دومنيك , أظن أن صحتك لم تتحسن بعد , حتى تبدأ في الركض ". صرب نيكولا الأرض بعصاه , وصاح بها: " عليك اللعنة أيتها المرأة , من قال أنني سأركض ؟ هل تعتقدين أنني سأبقى حبيس هذا البيت حتى الموت؟". ثم سكت وقد بدا عليه الأعياء التام , وأردف قائلا بعد لحظات: " لم أتخل بعد عن حوض الزوارق , ولم أتنازل عنه.....". هدّأته أنيز قائلة , وهي تغادر قاعة الطعام حاملة الأطباق إلى المطبخ: " لا أقصد ذلك , ما أعنيه هو أن تأخذ الأمور على مهل". قالت له موروينا , وقد أصبحا وحدهما: " أنها على حق". " لتذهب إلى الجحيم , لا بد أن أذهب إلى الحوض , هناك شيء أريد جلبه". " ألا يقدر أحد أبناء أخيك أن يجلبه لك؟". " يقدرون بالطبع , أذا ما طلبته منهم , لكنني أريد جلبه بنفسي لأسباب عديدة". ثم تأمل موروينا بعض الوقت , وقال لها: " تستطيعين أنت جلبه لي , أنه ملف أخضر يحمل رقم ب . و|23في خرانة الملفات في مكتب دةمنيك". أجابته موروينا بدهشة : " لا أستطيع , أفرض أن أحدا رآني وأنا أبحث في خزانة الملفات؟". " تخبرينه بالحقيقة , أنك تأخذين الملف بأمر مني". أنتظر جوابها بعض الوقت , وحين ظلت صامنة قال: " أذا لم تذهبي , فلا خيار لي سوى الذهاب بنفسي". " كلا , لن تتحمل الذهاب إلى هناك , سأذهب أنا". قالت موروينا وهي تضع يدها على يده , محدقة فيه بحنان , ثم سألته: " كيف سأصل إلى بورت فينور؟". " سيأخذك مارك , فهو يذهب إلى هناك , عادة في الساعة الثانية بعد ظهر كل يوم , قولي له أنك ذاهبة لشراء بعض الحاجيات". تناولت سترتها وحقيبتها من غرفتها , ونزلت الى الصالة , كان مارك واقفا أمام الباب يتحدث مع زاك ويقدم له بعض الأرشادات , وحين لمحها سألها بدهشة: " مرحبا موروينا , الى أين؟". " الى بورت فينور , لشراء بعض الحاجيات , عرفت أنك ذاهب الى هناك , هل تأخذني معك؟". " بالتأكيد سآخذك". قال لها مارك في السيارة: " لماذا لم تخبريني منذ الصباح ؟ لو فعلت لكنا تناولنا الغداء معا هناك". ابتسمت موروينا , وتأملته طويلا , كان وسيما ونشطا وعلى قدر كبير من المرح والحيوية , وقالت لنفسها : ( لو كنت في وضع آخر لعشت معه قصة حب رومانسية ممتعة). " الآن فقط قررت الذهاب الى هناك". أستمتعت كثيرا بأحاديثه ومزاحه , حتى وصلا الى حوض الزوارق , فأوقف السيارة وقال لها: " الكثير من المحلات مقفلة الآن , في هذا الموسم من السنة , لكن هناك محل مفتوح لبيع الصحف والمجلات , وآخر صيدلية , ثم مهى جميل يبيعون فيه أيضا التحف والهدايا , وحين تنتهين من شراء حاجياتك , تعالي الى حوض الزوارق". شكرته موروينا , وراقبته وهو يبتعد بسيارته , ثم سارت في خطوات بطيئة وهي تتأمل واجهات المحلات , حتى ينقضي بعض الوقت قبل أن تعود الى حوض الزوارق , وفكرت أنه كان بأمكانها أن تخبر مارك ببساطة حول الملف , وأنها جاءت لتأخذه بناء على طلب نيكولا , لكن نيكولا أراد أن يتم الأمر سرا لسبب ما , وعليها أن تنفذ رغبة الرجل المريض. عثرت على المقهى الذي تحدث عنه مارك , ودخلت اليه , كان صغيرا , ليس فيه سوى بضع موائد ولم يكن فيه رواد , فجلست الى احدى الموائد تنتظر مجيء الخادم , ومن خلف الستارة التي كانت تحجب غرفة داخلية , خمنت موروينا أنها المطبخ , تناهت اليها أصوات نساء وأطباق تغسل , ولم يطل أنتظارها , وبينما هي تتأمل قائمة الطعام , أنزاحت الستارة , وظهرت فتاة في رداء طويل , عرفتها موروينا حالا: "مرحبا.......". قالت بيدي بأبتسامة عريضة , وهي تحمل سلة فيها مجموعة من الخزفيات. | ||||
23-06-11, 04:08 PM | #38 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وأردفت: " جئت بهذه الخزفيات علّني أبيع منها شيئا للمقهى ". " أوه , أنا سعيدة برؤيتك يا بيدي , أتشربين القهوة معي؟". " بالطبع أكون سعيدة". قالت بيدي , ووضعت السلة جانبا , وجلست على المقعد المقابل , ثم أضافت: " أخبرت أخي عنك , وكنا نتساءل هل ما زلت في تريفينون؟". " ما زلت , والحقيقة أنني أشتغل هناك". " تشتغلين ؟ لدومنيك تريفينون؟". " مع عمه , فهو يكتب تاريخ العائلة , وأنا أساعده". " رائع , وكيف هو مارك تريفينون؟". " جيد , أنت تعرفينه؟". " كنت أعرفه , لكن ذلك أنتهى منذ زمن , لم يرض أخوه الكبير عن علاقتنا , أعتبرني غير ملائمة لعائلة تريفينون؟". سكتت بيدي وظلت تحدق في قائمة الطعام ثم أضافت : " هنالك فتاة أخرى الآن , تبدو ملائمة لهم". " ماذا تقصدين؟". " تقولين أنك في تريفينون منذ أسبوع , ألم تشاهديها بعد؟". " الفتاة الطويلة ذات الشعر الأسود؟". " بالضبط , أنها كارين أنجلس". " أجل , لقد شاهدتها , سيتزوجها؟". " ربما سيتزوجها أحد الأخوين , خاصة أنها ثرية , وعمتها ترغب في ذلك , بعد أن فشلت هي في الزواج من نيكولا؟". " وكيف عرفت ذلك؟". " مارك أخبرني". " هكذا أذن.......". قالت موروينا , وسادت فترة صمت بينهما , أخذتا خلالها ترتفشان قهوتهما , ثم قالت بيدي: " سأكون سعيدة لو جئت للغداء معنا يوما ما في سانت أينا". " سأكون سعيدة أيضا". " أذن سنكون على أتصال ". قالت بيدي , وجرعت ما تبقى من قهوتها , ثم نهضت وحملت سلتها , وودّعت موروينا. " أتريدين أن أبلغ مارك أية رسالة؟". " كلا , لا أرغب في ذلك في الوقت الحاضر". أجابتها بيدي مبتسمة , ثم غادرت المقهى. أنتهت موروينا من قهوتها , نهضت وحملت حقيبتها , وتركت المقهى , أشترت خارطة للمنطقة من المكتبة الصغيرة , ثم ذهبت الى الصيدلية وأشترت علبة صابون وزجاجة عطر. حين وصلت الى حوض الزوارق , لمحت سهما يشير بأتجاه المكاتب , فسارت في ذلك الأتجاه على ممر ضيق ومرصوف بشكل جيد , كانت هنالك زوارق وقوارب صيد عديدة ومختلفة , وقفت أمام الباب الأول , وكان عليه عبارة ( الأستعلامات ) , ترددت في الدخول للحظات , ثم دفعت الباب , كانت عبارة عن غرفة ضيقة فيها فتاتان تطبعان على الآلة الكاتبة . " أنني أبحث عن السيد مارك تريفينون". نهضت أحدى الفتاتين وتقدمت منها قائلة: " الجميع في أجتماع الآن , أهو ينتظرك ؟ أتودين أن تنتظري ؟". ترددت موروينا في الجواب بعض الشيء , ثم أومأت بالأيجاب. " حسنا , أذن تفضلي". قالت الفتاة , وقادتها الى مكتب مارك. لاحظت موروينا أن كلتا الفتاتين تتأملانها بفضول , ربما تحسبانها عشيقة جديدة لمارك , ومن جانبها تساءلت: ( هل يا ترى أستطاع مارك الوسيم والمرح أن يقاوم أغراء هاتين السكرتيرتين الفاتنتين ؟). كان مكتب مارك صغيرا جدا , ليس فيه غير طاولة للكتابة وبضعة مقاعد , جلست على أحد المقاعد وبدأت تستعيد أنافسها , وتتذكر في الوقت نفسه أرشادات نيكولا , وحين تأكدت من أن السكرتيرة عادت الى مكتبها , فكرت أن هذا هو الوقت الأنسب لأخذ الملف , خاصة أن الجميع في الأجتماع الآن , نهضت بهدوء وفتحت الباب , وسارت وهي تتطلع الى أبواب الغرف , حتى لاحظت عبارة ( مكتب دومنيك تريفينون ) , فتحت الباب ودخلت , وثلما أخبرها نيكولا , كانت هنالك خزانة واحدة للملفات , فتحت الدرج الأول , وكانت فيه مجموعة من الملفات الخضراء , غير أن أيا منها لم يكن يحمل العنوان الذي ذكره تيكولا , ثم بحثت في الدرج الثاني , ولم تعثر عليه أيضا , وفتحت الدرج الثالث , وهي جاثية على ركبتيها , حين سمعته يقول من الخلف: " هل تبحثين شيء ما؟". لم تصادفها في حياتها لحظة كتلك , تمنت فيها لو أنها تموت حالا , أو أن تنشق الأرض وتبتلعها في اللحظة نفسها , نهضت من مكانها , وألتفتت الى الباب , كان هو هناك , يقف أمام الباب , واضعا يديه في جيبيه , يتطلع اليها بهدوء. أجابت موروينا بأرتباك بدون أن تتجرأ على النظر في وجهه : " نعم , لكنني لم أجده". " ربما أستطيع مساعدتك". قال دومنيك وهو ما يزال يحدق فيها بوجه عابس. ثم سار الى الخزانة وأخرج مجموعة مفاتيح من جيبه , وفتح درجا سفليا , وسحب منه ملفا أخضر اللون , قدمه اليها قائلا ونبرة غضب في صوته. " تفضلي هذا ما تبحثين عنه". أرادت موروينا أن توضح الأمر له وتبرر سلوكها هذا , فقالت : " أظن أنك أسأت تفسير سلوكي هذا". أجابها ساخرا: " بالعكس , يا ليدي موروينا , الحقيقة أنني كنت منذ مجيئك الى تريفينون". | ||||
23-06-11, 05:10 PM | #39 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| خطت خطوتين الى الأمام , وأخذت الملف من يده ودسته في حقيبتها بيد مرتجفة. " حسنا , أظن أن من الأفضل أن تتركي هذا المكان , قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه". قال دومنيك غاضبا وهو يؤشر لها بالخروج , وبينما هو يتكلم جاء صوت أنفتاح أحد الأبواب مختلطا بوقع أقدام آتية وأناس يتحدثون , فأستدار بأتجاه الممر وسد الباب بجسده وكأنه يحاول أخفاء وجود موروينا عن الآخرين. سمعت موروينا صوت مارك في الممر وهو يسأل : " هل شاهدت موروينا يا دوم ؟ أخبرتني السكرتيرة أنها هنا , لكنها أختفت". " أنها هنا في الغرفة". دخل مارك الى الغرفة , وهتف حالما شاهدها. " مرحبا موروينا , هل تأخرت عليك ". " أبدا , هل نغادر ؟ لا أستطيع أن أتأخر كثيرا". " بالتأكيد , هيا". قال مارك , وهو يمد يده اليها , ثم سألها: كيف وجدت بورت فينور ؟ أنها شبه مهجورة في هذا الوقت من السنة". قبل أن تجيبه موروينا , دخلت الى المكتب أمرأة أخرى , كانت قصيرة ونحيفة , ترتدي ثوبا ورديا من الصوف , وقد سرحت شعرها الى الخلف بعناية , لم تشاهدها موروينا من قبل , لكنها حدست أنها باربارة أنجلس , وهي الأخرى عرفتها , أذ أنها حالما وقع نظرها عليها , ضيّقت ما بين عينيها الزرقاوين , وتأملتها طويلا وقد أحمرت وجنتيها , ثم قالت: " صديقة جديدة لمارك؟". وقبل أن يتكلم مارك أجابها دومنيك : " كلا , يا باربارة , دعيني أعرفكما ببعضكما , هذه موروينا كيرسلاك , صديقة نيكولا الشابة , والتي ستقضي معنا بعض الوقت , موروينا , هذه باربارة أنجلس , سكرتيرة الشركة , وصديقة مقربة جدا". كانت يد باربارة باردة وهي تصافح موروينا قائلة: " أوه يا عزيزتي , يا للسعادة ! أدخل هذه الغرفة فأجد لاورا كيرسلاك واقفة فيها بعد كل هذه السنين , أنها مفاجأة بصراحة , الشعر .... والبنية". ثم أستدارت الى الرجلين وقالت وهي تبتسم: " بالله عليكما لا تقفا هكذا مرتبكين , لقد حدث ما حدث قبل سنين , وألتفتت الى موروينا قائلة بحماس: " أعرف والدتك جيدا , لكننا أنقطعنا عن بعضنا طوال هذه الأعوام , كيف هي الآن؟". " ماتت وأنا في الثامنة من عمري , أما والدي وشقيقي فقد قتلا في حادث سيارة في بداية هذا العام ". " وطبيعي جدا , أنك جئت الى تريفينون باحثة عن ملجأ ". قالت ذلك وكان صوتها دافئا وشفوقا , ثم ضحكت ضحكة خفيفة وهي تقول: " يا للسماء , كيف يعيد التاريخ نفسه!". أحست موروينا بحرارة شديدة في الغرفة , وأن ياقة قميصها الضيقة تكاد تخنقها , ألتفتت الى مارك وقالت بنبرة متوسلة: " مارك , لا بد أن أعود الى البيت". قالت باربارة بلطف: " حسنا , سنتحدث طويلا هذا المساء , هل أخبرك نيكولا بأننا سنجري مباراتنا الأسبوعية في الشطرنج؟ لم يخبرك؟ يبدو أنه يريد أن يفاجئك بذلك , وسنرتب قريبا أيضا حفلة صغيرة للترحيب بعودة أبنة لاورا الى البيت". ردت موروينا : " سيكون ذلك جميلا , وسأكون شاكرة". أستعادت موروينا هدوء أعصابها حين أضحت خارج المكتب , وشعرت بحيويتها وهي تسير الى جانب مارك الذي تأبط ذراعها , وخلفها كانت باربارة أنجلس تتحدث مع دومنيك وتضحك , خمنت موروينا أنها موضوع حديثهما بدون شك , قالت لمارك: " قابلت اليوم صديقة لك , تدعى بيدي , تملك مخزنا للفخاريات في سانتا أينا". " أوه , حقا ؟ كيف هي الآن؟". " كانت تبدو سعيدة". أجابته موروينا , ثم سكتت للحظا , وقالت ثانية: " هل سببت لك أرباكا في عملك ؟ أخبروني في الأستعلامات أنك كنت في أجتماع". " أبدا , كان مجرد أجتماع روتيني". فتح لها باب السيارة فصعدت , ثم صعد هو الآخر , ألتفتت موروينا الى الوراء , فلمحت دومنيك واقفا أمام المكتب والى جانبه باربارة , لوح لها بيده مودعا , فردت عليه بأشارة مماثلة , ثم أستوت في جلستها. " أهدأي , يكفي أنفعالا". قال لها نيكولا في البيت , لكن موروينا أنفجرت فيه صائحة: " أهدأ ....... كيف؟ لم أر في حياتي أذلالا مثل هذا , لقد ضبطني في مكتبه وأنا أبحث في الملفات , ولم يعطني أية فرصة حتى أوضح له الأمر". قال نيكولا وهو يحاول تهدئتها: "صدقيني أن الأمر ليس بهذه الأهمية , سأشرحه له بنفسي , لا تهتمي". " كيف لا أهتم؟ أما كان من الأفضل لو طلبت من غيري القيام بهذا العمل , أم أنك أردت أ تحشرني في هذا الموقف المحرج فقط؟". " كلا يا صغيرتي , ليس الأمر كذلك , أنا أحتاج الى هذا الملف , ولم أسأل دومنيك لأنني كنت أشك أنه سينفذ طلبي". " كان بأمكانك تكليف شخص آخر.....". " أعذريني يا صغيرتي , دعيني أوضح لك الأم , لقد كلفتك لأنك ستكونين الحجر الذي سألقيه في بركة ماء راكدة , حتى أحركها". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|