آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          عودة زمن الحب (22) للكاتبة لامارا *كامله* (الكاتـب : لامارا - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          20 - حب وسط النيران (الكاتـب : MooNy87 - )           »          شببت غجرية ج2 -شرقية زائرة- للكاتبة الرائعة: مروى شيحه *كاملة &الروابط* (الكاتـب : مروى شيحه - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          العذاب حـــبك - رواية شرقية - للكاتبة المبدعة :shekinia [زائرة ]*كاملة& الروابط* (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-11, 04:02 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


4- الحب بعد صفعة!


حين أستيقظت موروينا من نومها , كان ضوء ضعيف وشاحب يتسرب من خلال ستارة منفرجة جزئيا , ظلت متمددة في فراشها بعض الوقت , مضطربة , مشوشة الفكر , لا تعرف أين هي , حتى عادت إلى نفسها , ورغم أنها نامت جيدا في الليل , إلا أنها ما زالت لا تعرف الهدوء وراحة البال , لأنها ستقابل نيكولا تريفينون.
تركت فراشها وذهبت إل الحمام , ودخلت في حوض الماء الدافىء وهي تفكر لماذا طلب نيكولا تريفينون رؤيتها , وأيقنت من حديث مارك في الليلة الماضية , أنها آخر شخص على وجه الأرض يود السيد تريفينون رؤيته , وتساءلت بقلق:
" ترى ما الذي سيقوله لي حين نتقابل بعد برهة؟).
لكنها صممت على أن لا تسمح له بأن يطعن بوالديها أمامها , لقد سمعت ما يكفي من الأهانات توجه إليهما , ربما جرحت لاورا وزوجها مشاعرهم , بيد أن هذه ليست جريمة تستحق كل هذا التجريح والطعن.
أرتدت ثيابها ومشطت شعرها وتركته ينساب على كتفيها , كانت الساعة العاشرة حين نزلت إل الطابق الأرضي , وكانت الأبواب كلها مغلقة بأستثناء باب مكتب دومنيك , لكنها لم تشعر بأية رغبة في رؤيته.
وقفت عند نهاية السلم وهي تتلفت فيما حواليها بإرتباك , ولم يطل أنتظارها كثيرا , أذ سرعان ما أنفتح الباب الرئيسي وهجمت موجة هواء بارد ألى الصالة , ثم دخل كلبان كبيران أخذا ينبحان بصوت عال حينما أنتبها إليها , جمدت موروينا في مكانها , لكنها هدأت بعض الشيء حين دخلت فتاة طويلة ورشيقة ذات شعر أسود مسرّح بعناية , وثياب أنيقة منسجمة مع تقاطيعها , وتوقفت في مكانها أذ رأت موروينا وأخذت تحدق فيها بدهشة , ثم سألتها :
" من أنت؟".
همت موروينا أن ترد عليها بأن هذا ليس من شأنها , لكنها تمالكت نفسها وهي تفكر في مخاطر مثل هذا الجواب خاصة وقد بدت الفتاة واثقة من نفسها ومن مكانتها في البيت .
" إسمي موروينا".
أجابتها بأيجاز وهدوء , وحين طال الصمت والفتاة ما تزال تحدق فيها , سألتها موروينا :
" أهي كلاب شرسة؟".
" لا تخافي فهي لن تؤذيك , لكنها أستفزت حين رأتك غربة عن هذا البيت".
" هل تدليني إلى غرفة السيد تريفينون , من فضلك؟".
" السيد تريفينون؟".
سألت الفتاة بإستغراب , وأضافت:
" أنني في الحقيقة.....".
" حسنا كارين , سأهتم أنا بأمرها".
قاطعها دومنيك وقد ظهر من غرفته وأقترب منهما , حدقت فيه موروينا جيدا , كانت هذه هي المرة الأولى التي تشاهده في وضح النهار , كان يرتدي بدلة أنيقة وبدا وجهه هادئا وودودا.
وقال بصوت عطوف:
" صباح الخير , آنسة كيرسلاك , أتمنى أن تكوني نمت جيدا , هل تناولت فطورك؟".
" كلا ...... أظن أنني تأخرت على الفطور".
" بالعكس , هل تظنين أننا تركناك بلا فطور , أنيز في غرفة الطعام وقد أعدت كل شيء".
وفتح أحد الأبواب مؤشرا إلى مورينا بالدخول , تبعته قائلة بدون أن تنظر في وجهه:
" شكرا لك........".
" حين تنتهين من فطورك , ستأخذك أنيز إلى عمي".
" حسنا , وكيف حاله هذا الصباح؟".
" أنه في حالة جيدة , فقد سأل عنك حالما أستيقظ من نومه , يبدو أنه كان قلقا من أنني لن أقدر على أقناعك بالعودة إلى البيت".
" يبدو أنه لا يدرك قدرتك على الأقناع".
" شيء آخر أرجوه منك , حاولي جعل مقابلتك معه قصيرة قدر الأمكان".
" لا تقلق , فرغبتي في ترك هذا المكان بأسرع وقت , لا تقل عن رغبتك".
دخلت موروينا , وسمعت باب الغرفة وهو يغلق , ثم سمعت صوت الفتاة الأخرى وهي تسأل:
" يا حبيبي من هي هذه الفتاة ؟".
أذن هذه الفتاة حبيبته , وربما خطيبته , ترى هل هناك أمرأة على وجه الأرض يمكن أن تعجب به , فكرت موروينا , ثم حاولت أن تتذكر فيما أذا كانت الفتاة تلبس خاتم خطبة , لكنها فشلت .
دخلت أنيز وهي تحمل صينية كبيرة , وهتفت حالما شاهدتها :
" ها أنت أذن يا عزيزتي , تعالي قبل أن يبرد فطورك".
وبينما هي تتناول فطورها , قالت لأنيز :
" أظن أنه كان من الأفضل لو لم تأخذي تلك الرسوم إلى السيد تريفينون".
نظرت أنيز إليها وقالت متسائلة:
" ولماذا لا ؟ هناك أشياء كثيرة خافية في هذا البيت , يجب أن تنكشف".
" هل يحق لي أن أسأل ما هي هذه الأشياء؟".
" أشياء عديد ما تزال بدون إيضاح , السيد نيكولا مثلا قابع في غرفته , حزين على فقدان شيء لم يكن له أبدا".
" يبدو أنك كنت تحبين أمي".
" ولم لا ؟ بالطبع كنت أحبها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-11, 04:25 PM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنتهت من فطورها , فصبت لها أنيز قهوتها , رفعت الكوب وذهبت نحو النافذة , وأخذت تتأمل الحديقة الخضراء والزهور المتناثرة فيها , ثم وضعت الكوب على المائدة وهي تفكر في العثور على جهاز تلفون حتى يمكنها أستدعاء سيارة تاكسي لتأخذها من هنا حالما تنتهي مقابلتها للسيد تريفينون , مشت إلى الخارج , كان البيت غارقا في صمت غريب , وكأن الجميع قد غادروه وتركوها وحدها فيه , وكانت الغرفة مغلقة بأستثناء أحداها فأتجهت إليها ووقفت أمامها , ثم أخذت شهيقا عميقا وهي تسمع دقات قلبها من شدة أضطرابها , وطرقت الباب.
" نعم , من ؟ تفضل وأدخل".
كانت غرفة واسعة ومضيئة , ذات نوافذ واسعة تطل على المرتفعات القائمة على البحر , وإلى جانب نافذة يجلس رجل على كرسي ذي عجلات , وقد غطى ساقيه ببطانية , أبتلعت موروينا ريقها ثم مشت إليه , وقالت وهي تحاول جهدها لأخفاء أرتباكها:
" السيد تريفينون؟".
أدار وجهه نحوها وتطلع إليها , تفاجأت موروينا , أذ لم تكن تتوقع أن تجده على هذه الهيئة , ربما كانت تتخيله نسخة أخرى من السيد دومنيك تريفينون , لكن في سن أكبر منه , غير أنها بالتأكيد لم تكن تتوقع هذا الرجل بوجهه المرهق وشعره الرمادي الضارب إلى البياض , وعينيه اللتين تشعان ألما وهما تتأملانها , كانت هنالك طاولة صغيرة إلى جانب كرسيه , عليها رسومها.
قالت بهدوء:
" كنت أجهل حقيقة الأمر حين جئت إلى هنا , لم يخبرني أحد بذلك , أنني آسفة جدا وأرجو أن تعذرني يا سيد تريفينون ".
قال بصوت خشن متجاهلا حديثها:
"أنت تشبهينها جدا....".
" نعم , كان أبي يقول هذا دائما".
" ألا تتذكرينها جيدا؟".
" كنت في الثامنة حين توفيت , أتذكر بعض الأشياء لا أكثر ".
" مثل ماذا؟".
صمتت للحظة , ثم قالت وهي تتحدث ببطء وتؤدة:
" كانت تبدو سعيدة وتحب الآخرين , حتى حين أصابها المرض , وكانت تذكر هذا المكان دائما – تريفينون وأهله – بسعادة وحنين".
سكتت للحظة ثم هزت رأسها قائلة :
" لكن على ضوء ما سمعت , يبدو أن كلامها كان زيفا".
" كلا......".
قال وأغمض عينيه , ثم أسند ظهره إلى كرسيه في حالة أسترخاء وأردف:
" هذا يثبت صحة ظني في لاورا".
توقف عن كلامه , وساد الصمت بينهما , وظلت موروينا في مكانها حائرة ماذا تفعل , هل تأخذ رسومها وتترك المكان , أم تنتظر لترى ماذا ستكون نتيجة الأمر؟".
فتح عينيه أخيرا , وتطله إليها ثانية , وقال وهو يؤشر إلى كرسي خلفها:
" تفضلي بالجلوس , وأعذريني لأنني لم أنهض لأستقبالك , أنني أعان من ألم في ساقي , لا أستطيع أن أمكث هكذا , علي أن أتعود على المشي ثانية".
ثم أدار كرسيه إلى جهة أخرى وأشار بيده إلى طاولة عليها مجموعة من الأوراق قائلا:
" بدأت في كتابة تاريخ عائلة تريفينون , وعلي أن أنهيه , لا بد أن والدتك أخبرتك عن بعض قصص العائلة وأساطيرها".
" ليس كثيرا , لقد حدثتني عن طفولتها وصباها هنا".
" لكنها سمّتك موروينا , كانت تردد دائما أنها لو رزقت بطفلة ستسميها بهذا الأسم , كنت أتخيّل أن هذه الطفلة ستكون طفلتي , آسف , لا أقصد أيذاءك , سمعت بدون شك بما حدث قبل تلك السنوات".
" نعم...... سمعت".
" لقد أحببت والدتك منذ اللحظة التي جاءت إلى هنا , وكانت بعد صبية , لكنها لم تبادلني الحب , كانت تعطف علي , وقلت أن هذا يكفيني".
" سيد تريفينون......".
قالت موروينا , لكنه قاطعها قائلا:
ط| نيكولا... سمني نيكولا , الجميع يدعونني بهذا الأسم , ما عدا لاورا بالطبع , كانت دائما تدعوني دومنيك , كانت تحب هذا الأسم , لكن ما دام إبن أخي يحمل هذا الإسم , فأن إستعمالي له يسبب الأرباك".
" نعم".
قالت موروينا بتوتر.
" لم تحبي إبن أخي بالتأكيد ".
قال مبتسما وأضاف:
" أعرف أن أستقباله لك كان غير ودي , لكن هذا أنتهى الآن يا عزيزتي".
" في الحقيقة , جئت هنا لأسألك أن تحتفظ برسوم والدتي , ثم علمت بما يفترض أن تكون والدتي قد أرتكبته , وعوملت بتلك المعاملة الوقحة , والآن وقد قابلتك , وعرفت طبيعتك وسماحتك , قررت أن أهديك هذه الرسوم".
هز رأسه مبتسما وقال:
" حسبما سمعت , هذه الرسوم هي كل ما بقي لك من بيتك , ألا يكون من الأفضل لو أنك أستمعت ألى ما سأقترحه عليك؟".
" ولكن وقتي قصير , علي أن ألحق بقطار لندن اليوم , وأعود لكي أبدأ البحث عن عمل".
" تستطيعين أن تمنحيني بعض الوقت , يعرف الله أنني أنتظرت طويلا , وقد تمنيت دائما أن تكون لاورا من ستأتي إلى هذه الغرفة , لكن ذلك يبدو أكثر مما كنت أطمح إليه".
" أظن أنها كانت ستقابل بأستنكار في هذا البيت ".
" كلا , ليس الأمر كذلك".
" لقد تأخرت , لا بد أن أذهب".
" كلا , أنتظري".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-11, 08:08 PM   #33

anvas

نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية anvas

? العضوٌ??? » 171037
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,460
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » anvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
افتراضي


أآأوه فصل حلوو كثير
اممم للازم راح يعرض لها تجلس معهم وهي راح ترفض
لكن اشوفه انه راح يعرضه كعمل لها،،
وتوافق و دومنيك بيرفض وبيعصب لكنه بيرضى غصباً عنه...>>يستاهل اكره><
مشكووره ياموول وبااانتظاارك
يااعمري=)




anvas غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-11, 11:29 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أعترضها بيده , فتراجعت موروينا إلى مقعدها ثانية , ثم أضاف قائلا:
" آسف يا صغيرتي , أعرف أن الحيرة قد أصابتك , وأنك محقة في ذلك , تستغربين بدون شك لماذا يحقد الجميع في هذا البيت على والدتك , لكنني آسف على ذلك حقا , أنني أذكرها دائما بأحترام , علما أن الخطأ أرتكب بحقي".
" لا أظن أن والدتي أرتكبت خطأ ما في حق أحد , لا بد أن هناك ألتباسا في الأمر".
" ليس هناك أي ألتباس , سرق شخص ما في هذا البيت , تصاميم الزورق ( لاورا ) وباعها إلى شركة أخرى , هل والدتك من فعلت ذلك لا أعتقد".
" ما دمت تعرف أن والدتي بريئة , فلماذا لا توضح هذا الأمر للآخرين؟".
هز نيكولا رأسه بيأس وقال بعد صمت طويل:
" حين وقعت هذه الحادثة , كنت متألما وغاضبا , لقد أحببت والدتك وعرضت عليها الزواج , لكنها ماطلت في جوابها , فأقنعت نفسي بأنني سأفوز بها في النهاية , وتركت الآخرين يعتقدون بأنها ستكون زوجتي , ثم ألتقت بوالدك , وحين أخبرتني بأنهما يحبان بعضهما , أصابني غضب جنوني , وأنذرتها بأنه لا يمكن لحبيبها الجديد أن يدخل تريفينون ثانية , وفرا معا في الليلة التالية , ولم أرها ثانية بعد ذلك".
" ولكن ما الذي حدث بتصاميم الزورق؟".
لقد أختفت فجأة من المصنع , وظننت في بادىء الأمر أن لاورا أخذتها خطأ لكن حين شاهدت النسخة المزورة من الزورق في المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان شقيقي , والد دومنيك ما يزال حيا آنذاك , فوجّه أتهامه أليها".
" ولكن لماذا لا توقفهم عند حدهم , ما دمت واثق من براءة والدتي؟".
" في البداية وافقتهم على أتهام والدتك , لقد حقدت عليها لعلاقتها بوالدك , ورغبت في الأنتقام منها , وحين كتبت ألي رسالتها , لم أخبر أحدا بذلك , أنيز وحدها عرفت بالأمر لأنها هي التي جلبت الرسالة ".
" هل كتبت إليك؟".
" نعم , كتبت تسألني العفو , وتخبرني بسعادتها مع والدك , وآنذاك أدركت أنها بريئة , لأنها لو كانت مذنبة لما تجرأت وكتبت ألي , خاصة وقد عرفت أن أصابع الأتهام موجهة إليها".
" ولكن لماذا لا تحاول كشف هذا الأمر للآخرين؟".
قال بعد صمت قصير:
" لو كشف عن براءة لاورا , لكان ذلك يعني أن شخصا آخر في هذا البيت قد سرق التصاميم وباعها , خاصة أن الذين كانوا يعرفون بأمر المشروع هم قلة هنا , لذا آثرت الصمت , وترك اللوم يقع على عاتق لاورا بدلا من فتح جبهة أخرى من الشكوك والتحقيقات , مع ما يقود إليه هذا الأمر من كوارث , أيقنت أن من كان يحقد على لاورا له يد في هذه الجريمة , وتركت الموضوع ليخمد مع الزمن , لكن أخي ظل يثيره بإستمرار بتحريض من زوجته , وعرفت أن هناك آخرين متورطين في هذا الموضوع , فسكت عن الأمر , وبحثنا عن كبش فداء لكي نحمله جريمة غيره , فكان ذلك الكبش والدتك , غير أنني بعد أن هدأ غضبي أسفت على ذلك جدا , وخففت الأمر على نفسي بأنها لن تعرف بالأمر , وحين لم أجبها على رسالتها , أيقنت بأنها لن تجازف بالكتابة ألي مرة أخرى".
ثم تطلّع إلى وجه موروينا بحب وإستمر في حديثه:
" أذا كنت ترغبين في الأنتقام مني نيابة عن والدتك , فأنك تستطيعين ذلك ببساطة يا عزيزتي , أن تأخذي رسومك وتتركي هذا البيت , وبذا تخرجين من حياتي إلى الأبد , ولكنني آمل ألا تفعلي ذلك".
ظلت موروينا جامدة في مكانها , وقد خيم صمت عميق لفترة , ثم أطلقت تنهيدة قصيرة وقالت:
" كلا لن أفعل ذلك , أظن أن ما حدث يكفي".
" أذن ستبقين؟".
" نعم , لكن لفترة قصيرة , فعلي أن ألحق بالقطار.....".
هز نيكولا رأسه بأنفعال قائلا:
" كلا....... كلا , لقد أسأت فهمي , أريدك أن تبقي معي هنا يا صغيرتي , ليس عندك مكان تذهبين إليه , أريدك أن تعيشي هنا , وأن يكون تريفينون بيتك".
" أوه , كلا , هذا لا يمكن".
" ولماذا لا؟".
" لأسباب عديدة , منها أن إبن أخيك يكرهني , وهو ببساطة لا يريدني هنا".
" أذا ما رغبت أنا في شيء , فليس في مقدور أحد أن يعترض".
" ثم أنني أريد العثور على عمل لأعالة نفسي , لا يمكن أن أعيش على الإحسان طوال عمري".
" من الذي تحدث عن الأحسان ؟ ثم هناك عمل لك , فأنا أريد من يساعدني في أتمام كتابة تاريخ تريفينون ".
" ولكن ليست لدي خبرة في السكرتارية".
" تستطيعين الكتابة بدون شك , أليس كذلك ؟ هذا كل ما أريده , ها أنت تشاهدين أنني شبه مشلول ولا أستطيع أنجازه لوحدي , وحين ننتهي من مسودة الكتاب , سنبعثها ألى سيدة في بورت فينور وهي التي ستطبعها على الآلة الكاتبة , حسنا ماذا تقولين الآن؟".
ظلت موروينا صامتة وعلامات التردد على وجهها , أضاف هو قائلا:
" يا عزيزتي , أنك ستساعديني كثيرا , ليس فقط في موضوع الكتاب , أنما سيكون بإمكاني البدء بالتحري , وكشف براءة لاورا , كوني كريمة وساعديني على العيش بسلام بعد كل هذه السنوات ".
لو أنها فقط تستطيع الكشف عن براءة أمها , وأن ترى أهل تريفينون يعتذرون منها على ما أرتكبوه بحقها , لا بد أن تعمل على أظهار الحقيقة أذا كانت أمينة لذكرى أمها .
قالت بهدوء:
" حسنا يا نيكولا , سأبقى حتى الأنتهاء من الكتاب".
" موافق...........".
قال فرحا ومد يده اليسرى إليها , فوضعت يدها فيها , وقال بعد توقف قصير:
" لا تظني يا صغيرتي أن مشروع الكتابة مجرد عذر لبقائك , فستجدينني مديرا حازما , ولكنني أقول أن هذا اليوم من أسعد أيام حياتي , والآن أذهبي وأبعثي لي أنيز كي أشرح لها ما تم الأتفاق بيننا , وبعد الغداء سنواصل العمل".
كانت في منتصف الطريق على السلالم حين قالت لنفسها : ( يا ألهي ما الذي فعلت ؟ هل حقا سأبقى هنا؟).
لكن دومنيك ظهر فجأة من مكتبه , ووقف في أسفل السلم قائلا:
" حالما تنتهين يا آنسة كيرسلاك , سآخذك بسيارتي إلى بنزاس".
" لا أرغب في الذهاب".
قالت بنبرة صارمة وواثقة , وقد أرتسم على وجهها علامات التحدي.
" عفوا ماذا قلت؟".
" قلت , أنا باقية هنا , طلب مني عمك أن أعينه في مشروع كتاب تاريخ تريفينون , أنه بحاجة ألى من يساعده في الكتابة".
" يا ألهي , لقد نجحت خطتك أذن , أيتها المتآمرة االصغيرة!".
قال هذا وقد أصفر وجهه من الغضب , لكن موروينا أجابته بأعتداد وثقة:
" لا تنس يا سيد تريفينون , أن أمر اللقاء مع عمك كان من تدبيرك أنت ".
" ليس من الطبيعي أن أنسى أي شيء , حسنا , لقد شاهدت البيت يا آنسة كيرسلاك , وبدون شك ستتعرفين خلال الأسابيع المقبلة على كل أملاك تريفينون وما بقي من مشروع الزوارق , ولكن أخشى ألا تجدي ما تأخذينه معك حين تتركين هذا المكان...".
" أؤكد لك أنني قادرة على ذلك يا سيد دومنيك ".
حدق فيها للحظة بشراسة وقد أشتد غيظه , وقال:
" هكذا أذن , أنك حرباء حقا يا آنسة كير سلاك , ها أنت تحولت خلال دقائق من غريبة في هذا البيت إل حبيبة للعجوز تريفينون , أنه أتسان طيب وأنا سعيدة بذلك".
" أنك تستغلين الوحد التي يعانيها هذا العجوز , ألا تشعرين بالعار من بيع جسدك إلى رجل في عمر أبيك؟".
نزلت موروينا بقية الدرجات ووقفت أمامه , وبكل ما تملك من قوة رفعت يدها وصفعته على وجهه.
أحست بأنها أرتكبت فعلا أحمق , وأنها فقدت أعصابها مثل طفلة صغيرة , لكنها لم تشعر بأي ندم حين تذكرت والدتها البريئة وكيف لوّث هؤلاء الناس سمعتها الطاهرة , نظرت إليه ثانية فرأت علامات أصابعها وقد أرتسمت على صفحة وجهه , وقالت بهدوء:
" أنني آسفة ".
" ستندمين على هذا يا موروينا , ستدفعين ثمن هذا غاليا , وهذا وعد مني لك".\كانت كلماته أنذارا حقيقيا , أستدار ومشى خارج الصالة بعد أن أغلق الباب الرئيسي بعنف , سمعت موروينا بعد برهة قصيرة صوت محرك سيارة , ثم أبتعد الصوت تدريجيا .
جلست عل السلم , ووضعت وجهها بين راحتيها , وقالت لنفسها:
( رباه , ماذا فعلت؟).




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 05:37 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- بلا مقدمات


أنغمست موروينا في عملها بحماس , ولم يكن لديها متسع من الوقت لتفكر في نفسها , وكانت سعيدة بذلك , أما نيكولا تريفينون فلم يكن مبالغا حين وصف نفسه بأنه مدير حازم بالعمل .
أستهلت موروينا عملها بكمية كبيرة من الواثق والكتب والصور الفوتوغرافية التي وضعها نيكولا أمامها , وأخبرها أيضا أن الشطر الأكبر من تاريخ تريفينون وأساطيرها أنما هو محتفظ ومتناقل في العائلة شفاها , والحقيقة أنها وجدت تاريخ تريفينون ثريا وضاربا بالقدم . كما أنها أطلعت على الكثير من القصص والأساطير المتعلقة بهذه العائلة , وأخبرها نيكولا أنه ما يزال هناك الكثير من هذه الأساطير في ذهنه , منها مثلا أسطورة تتعلق بأسم ( موروينا ) , وحين ألحّت عليه كي يسردها عليها , أجابها ضاحكا أنه سيفعل ذلك في الوقت المناسب.
حاولت موروينا جهدها أن لا تلتقي بدومنيك , ومن حسن حظها أنه وأخاه كانا ينهضان مبكرين , وحين كانت تنزل إلى الطابق الأرضي يكون الأخوان قد أنتهيا من فطورهما وغادرا البيت , أما دومنيك نفسه فقد كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه قد نسي وجودها في البيت , وفي المساء , حينكانت تنتهي من عملها , وتتأكد من أن نيكولا لم يعد يحتاج إليها , كانت تنزل ألى قاعة الجلوس الكبيرة , حيث تكون أنيز قد أشعلت المدفأة , فتجلس هناك قبالتها تقرأ وتستمع إلى الراديو , وفي أحدى الأمسيات أنضم إليها مارك فرحبت به , كان أكبر منها بسنوات قليلة , وأصغر من أخيه دومنيك كثيرا , تحدثا طويلا عن تريفينون وعن العائلة , لكن دومنيك لم يكن يقترب من قاعة الجلوس في الأمسيات , بل كان يقضي أوقاته في مكتبه , وتساءلت موروينا : أهذه هي عادته دائما , أم أنه بدأ يتجنب قاعة الجلوس منذ جاءت هي إلى البيت , حتى لا يلتقي بها ؟ لكنها حسمت الأمر بأن ليس هذا من شأنها ما دام هو لا يقلق راحتها.
ذهبت في صباح أحد الأيام إلى غرفة نيكولا , بعد الفطور , لتبدأ عملها , لكنه أخبرها أنه لا يحتاجها اليوم , لأن الطبيب قادم بعد قليل لأجراء الفحوص له.
نظر إليها وقال:
" أنت متعبة من العمل , أذهبي اليوم في نزهة قصيرة , خاصة أن الجو صاح , ولا أثر للمطر".
وحين غادرت الغرفة , صاح من وراءها :
" أبقي بعيدة عن البحر , لأن الأمواج قوية وهائجة".
ذهبت إلى غرفتها وأخذت دفترا لرسم وعلبة أقلام , وكانت أنيز هناك ترتب الغرفة , فقالت لها:
" ما دمت تذهبين إلى الخارج , أجلبي معك عددا من البيض , أذا ما مررت قريبا من حقل السيدة هاريك".
غمرت مورينا سعادة كبيرة ومفاجئة حين أصبحت خارج البيت , وكأنها تلميذة صغيرة أطلقوها من المدرسة فجأة , ولم يخامرها هذا الشعور لأنها كانت تكره العمل مع نيكولا , بل العكس , كانت سعيدة معه , لكنها رأت نفسها وحدها لأول مرة منذ أن جاءت إلى تريفينون , وفي هذا سعادة كبرى لها.
أتخذت طريقها إلى ناحية البحر مسترشدة بهدير الأمواج , وكانت الرياح قوية , تنشر شعرها على وجهها , وحين وصلت إلى المرتفعات الصخرية المطلة على البحر , شاهدت الأمواج الهائجة وهي تصطدم بالصخور محدثة هديرا عنيفا , وناشرة كمية من الرذاذ الأبيض.
تأملت البحر طويلا , وبالرغم من سعادتها بذلك , إلا أنها أحست بخيبة أمل حين لم تلمح أثر للفقمات , تلك الحيوانات البحرية الرمادية اللون , لكنها تذكّرت أن هذه الحيوانات ستعود إلى هنا مع مطلع العام القادم , لكن هل هل ستكون هي نفسها هنا في ذلك الوقت؟
مشت طويلا فوق تلك الصخور العالية , وهي تتأمل فيما حواليها , وبالرغم من أنها عاشت سنوات طويلة في الريف , إلا أنها أحست هنا برهبة وخوف يتسربان إلى قلبها , من الوحدة تحت هذه السماء الشاسعة , والصخور والبحر وهدير الأمواج , وجلست بجانب صخرة كبيرة تستطيع الأحتماء بها من الريح , وهيأت دفترها وأقلامها وبدأت في تخطيط بيوت بورت فينور وبقايا المنجم , لكن الريح الشديدة كانت تعصف بها وتوشك أن تمزق أوراق الدفتر , وهي تفكر إلى أين ستنتهي وألى متى ستبقى في تريفينون.
بعد فترة قصيرة أنتابها الضجر , فمزقت الورقة وألقتها للريح , ونهضت لتذهب إلى حقل السيدة هاريك لتأخذ البيض وتعود إلى البيت , لم تكن تعرف الطريق إلى الحقل , فقررت الوصول إلى الطريق الرئيسي أولا , وبينما هي تسير سمعت صوت محرك سيارة من خلفها فأنسحبت إلى جانب الطريق , لكن صوت المنبه لم يكف بالرغم من وجود مكان كاف لعبور السيارة تماما , كانت سيارة مارك , فهتف لها وهو يلوّح لها بيده:
" أهلا..... هل أستمتعت بوقتك؟ هيا...... سأوصلك ألى حيث تريدين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 06:07 PM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد تردد قصير أجابته , وهي تفتح باب السيارة وتصعد :
" إنني ذاهبة إلى حقل السيدة هاريك لآخذ كمية من البيض طلبتها أنيز".
" حسنا , سآخذك إلى هناك".
بعد دقائق من الصمت سألها مارك ثانية وهو يضحك:
" كيف يسير العمل في مشروع الكتاب؟".
" ببطء.... ما زال أمامنا الكثير من العمل".
" أوه , هذا مؤسف".
أجابته بعد أن تأملته طويلا , وهي تبتسم:
" لماذا ؟ ألأنه يعني أنني سأبقى في بيتكم مدة أطول؟".
" يا ألهي , كلا , لا أعني هذا".
" ماذا تعني أذن؟".
" أعني أن عمي رجل مريض , ولا نريد أن يرهق نفسه كثيرا حتى لا تنتكس صحته , بالرغم من أنه يشعر بتحسن كبير هذه الأيام , ونحن نشكرك على ذلك ".
" نحن؟".
سألته بدهشة وهي ما تزال تبتسم .
" بالطبع , حتى دومنيك , كان أعتراضه على بقائك في البداية , هو لخشيته من أن تسبب رؤيته لك صدمة أخرى له , لكن النتيجة جاءت عكس ذلك تماما".
" لكن دومنيك لم يغير مني موقفه حتى الآن".
" تعرفين أن أحزان وأحقاد كل تلك السنين لا يمكن أن تلاشى خلال أيام".
لم تجبه مورينا , وظل هو أيضا صامتا حتى وصلا إلى مفترق طريق , فأوقف السيارة وأشار إلى طريق الحقل قائلا:
" ذاك هو حقل السيدة هاريك , وحين تعودين إلى البيت هناك طريق مختصر , أسألي السيد حتى تدلك عليه".
أخذت موروينا البيض , وحين أستفسرت السيدة هاريك عن سبب وجودها المفاجىء في تريفينون , أعتذرت لكونها يجب أن تسرع في العودة لأن أنيز تنتظرها , وقريبا من البيت تسلقت حائطا صغيرا , ودخلت إلى باحة كبيرة كان عليها أن تجتازها قبل الوصول إلى البيت , كانت هذه الباحة جزءا من بناء قديم ملحق بالبيت الكبير , يحوي مخزن الغلال وأدوات الفلاحة التي تعود إلى أنيز , وأصطبلات كانت تستعمل أيام كانت تريفينون مزدهرة , هناك سمعت صوت كلب يقترب منها , فأنتابها الخوف , رغم أنها كانت تحب الكلاب منذ الصغر , وهرعت إلى البناية القديمة , لكن الكلب تبعها إلى هناك .
ووجدت نفسها في غرفة واسعة ومظلمة بعض الشيء , فيها معاول وفؤؤس وكميات كبيرة من الحطب والقش , كما شاهدت سلما خشبيا يقود إلى مخزن علوي , فتسلقت السلم حتى تكون في أمان أكثر هناك , دخل الكلب وراءها وظل عند أسفل السلم ينبح ويقفز محاولا الوصول إليها , كان أحد الكلبين اللذين أعترضاها في الليلة التي جاءت فيها إلى تريفينون , غير أنها منذ ذلك اليوم لم تشاهدهما , وحين سألت أنيز عنهما , أجابتها أنهما غالبا ما يمكثان خارج البيت , في البناية الملحقة.
ظلت موروينا محبوسة في المخزن العلوي فترة طويلة من الزمن , وقد جمدت من الخوف , لا تدري ماذا تفعل ولا كيف تبعد الكلب عنها , وفكرت أنه ربما دومنيك هو الذي علّم الكلب على معاداتها , لكنها سرعان ما سخرت من أوهامها.
هدأ الكلب , حين سمع صوت أقدام قادمة في الباحة , فهتفت موروينا من مكانها متوسلة , قبل أن يبتعد العابر من الغرفة.
" من فضلك , هل تبعد هذا الكلب عني ؟ أنني خائفة".
توقف العابر لحظة , ثم جاء صوت أقدامه وهو يقترب من الغرفة , ظنت أنه زاك يقوم بعمله هنا , لكن سرعان ما ألتقت عيناها بعيني دومنيك حين دخل إلى الغرفة وصاح:
" يا ألهي , ماذا تفعلين هنا؟".
" هربت من كلبك".
" أنت مجنونة ! ألا تعرفين أنه لا يؤذيك".
" أبعده عن السلم , حتى أنزل......".
" هيا... هيا , أنزلي , لا تخافي".
قعد الكلب عند ساقي دومنيك , وراح يتمسح به محركا ذيله , أما موروينا فقد بدأت في النزول , غير أن قدمها أنزلقت في منتصف السلم , فأطلقت صرخة قوية وأفلتت علبة البيض من يدها , لكن يدا قوية أمسكتها من خاصرتها وأنزلتها على الأرض , كانت ترتعش من الخوف والأنفعال , وقد أمتلأت عيناعا بالدموع.
قال دومنيك لها ساخرا:
" ماذا كنت تفعلين ؟ تستكشفين خفايا تريفينون؟".
حدقت موروينا في وجهه بغضب , تمنت لو أن علبة البيض ما تزال في يدها , لتضرب بها وجهه , ثم أجابته بصوت مرتعش:
" كلا.... كنت أجلب البيض لأنيز من حقل السيدة هاريك ".
أنتبهت فجأة أنه ما يزال يمسكها من خاصرتها , فأحست بالحرارة تصعد إلى وجهها , وقالت وهي تبتسم من بين دموعها:
" أن كلبك يكرهني".
" ما زلت غريبة عبيه , سيعتاد عليك بمرور الزمن".
" أنت تكرهني أيضا..... والكلب يحس بذلك".
" أهكذا حقا؟".
قال مبتسما وسحبها نحوه وأقترب بوجهه من وجهها.
فأصابها الذعر وحاولت أن تفلت من بين يديه , لكن بدون جدوى , وقالت وهي ترتجف بعد أن تخلص منها.
" ما كنت أظن أن هناك ذئابا مع الكلاب في هذا البيت".
" ألا تتذكرين أنك تمنيت , أن يقع ملك كورنوول في هواك؟ ها هي أمنيتك قد تحققت".
" لكنني أكرهك , ولا أود رؤيتك".
" أظن أنك تعلمت من تاريخ عائلتنا , أنه أذا ما أحببنا شخصا نظل أوفياء له".
" من الأفضل أن توفر عواطفك لأمرأة أخرى".
خيّم الصمت عليهما , وكانا ما يزالان يقفان في مكانهما بدون حركة , وحين طال الصمت ساءلت نفسها : لماذا أمكث معه في هذه الغرفة المظلمة ؟
" من فضلك لو شرحت لأنيز ما حل بالبيض".
" بل سأذهب إلى الحقل وأجلب غيره".
" شكرا......".
أجابت وتركت الغرفة , كان الجو باردا في الخارج , فرفعت ياقة سترتها حتى تغطي رقبتها أتقاء للريح الباردة , وأحست بحقيقة مرة تستقر في أعماقها شيئا فشيئا , هي أنه ليس هناك شيء يبقيها في تريفينون سوى حب دومنيك!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-11, 03:26 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- حجر في الماء


كان الجميع صامتين أثناء الغداء , وبدا نيكولا مشغول البال , أما موروينا فقد أجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام , وكانت منشغلة الذهن هي الأخرى , تستعيد ما حدث لها في الصباح مع دومنيك في تلك الغرفة المظلمة , وشعرت أنها بحاجة شديدة لأن تفكر أكثر فيما حدث , وفي الشعور الذي أنتابها نحوه , أختطفت نظرة إلى نيكولا , كان متعبا ومنهك القوى , وبدا أكبر مما كانت تراه دائما , وكأنه شاخ فجأة , ربما أنبأه الطبيب أن نتائج الفحوصات غير مشجعة , لذا فأنها ذهلت حين أعلن بشكل مفاجىء عن نيته االقيام بجولة بعد الظهر , فسألته مندهشة :
" جولة! أين؟".
" بورت فينور".
لكن أنيز تدخلت قائلة :
" لنر ما سيقول دومنيك , أظن أن صحتك لم تتحسن بعد , حتى تبدأ في الركض ".
صرب نيكولا الأرض بعصاه , وصاح بها:
" عليك اللعنة أيتها المرأة , من قال أنني سأركض ؟ هل تعتقدين أنني سأبقى حبيس هذا البيت حتى الموت؟".
ثم سكت وقد بدا عليه الأعياء التام , وأردف قائلا بعد لحظات:
" لم أتخل بعد عن حوض الزوارق , ولم أتنازل عنه.....".
هدّأته أنيز قائلة , وهي تغادر قاعة الطعام حاملة الأطباق إلى المطبخ:
" لا أقصد ذلك , ما أعنيه هو أن تأخذ الأمور على مهل".
قالت له موروينا , وقد أصبحا وحدهما:
" أنها على حق".
" لتذهب إلى الجحيم , لا بد أن أذهب إلى الحوض , هناك شيء أريد جلبه".
" ألا يقدر أحد أبناء أخيك أن يجلبه لك؟".
" يقدرون بالطبع , أذا ما طلبته منهم , لكنني أريد جلبه بنفسي لأسباب عديدة".
ثم تأمل موروينا بعض الوقت , وقال لها:
" تستطيعين أنت جلبه لي , أنه ملف أخضر يحمل رقم ب . و|23في خرانة الملفات في مكتب دةمنيك".
أجابته موروينا بدهشة :
" لا أستطيع , أفرض أن أحدا رآني وأنا أبحث في خزانة الملفات؟".
" تخبرينه بالحقيقة , أنك تأخذين الملف بأمر مني".
أنتظر جوابها بعض الوقت , وحين ظلت صامنة قال:
" أذا لم تذهبي , فلا خيار لي سوى الذهاب بنفسي".
" كلا , لن تتحمل الذهاب إلى هناك , سأذهب أنا".
قالت موروينا وهي تضع يدها على يده , محدقة فيه بحنان , ثم سألته:
" كيف سأصل إلى بورت فينور؟".
" سيأخذك مارك , فهو يذهب إلى هناك , عادة في الساعة الثانية بعد ظهر كل يوم , قولي له أنك ذاهبة لشراء بعض الحاجيات".
تناولت سترتها وحقيبتها من غرفتها , ونزلت الى الصالة , كان مارك واقفا أمام الباب يتحدث مع زاك ويقدم له بعض الأرشادات , وحين لمحها سألها بدهشة:
" مرحبا موروينا , الى أين؟".
" الى بورت فينور , لشراء بعض الحاجيات , عرفت أنك ذاهب الى هناك , هل تأخذني معك؟".
" بالتأكيد سآخذك".
قال لها مارك في السيارة:
" لماذا لم تخبريني منذ الصباح ؟ لو فعلت لكنا تناولنا الغداء معا هناك".
ابتسمت موروينا , وتأملته طويلا , كان وسيما ونشطا وعلى قدر كبير من المرح والحيوية , وقالت لنفسها : ( لو كنت في وضع آخر لعشت معه قصة حب رومانسية ممتعة).
" الآن فقط قررت الذهاب الى هناك".
أستمتعت كثيرا بأحاديثه ومزاحه , حتى وصلا الى حوض الزوارق , فأوقف السيارة وقال لها:
" الكثير من المحلات مقفلة الآن , في هذا الموسم من السنة , لكن هناك محل مفتوح لبيع الصحف والمجلات , وآخر صيدلية , ثم مهى جميل يبيعون فيه أيضا التحف والهدايا , وحين تنتهين من شراء حاجياتك , تعالي الى حوض الزوارق".
شكرته موروينا , وراقبته وهو يبتعد بسيارته , ثم سارت في خطوات بطيئة وهي تتأمل واجهات المحلات , حتى ينقضي بعض الوقت قبل أن تعود الى حوض الزوارق , وفكرت أنه كان بأمكانها أن تخبر مارك ببساطة حول الملف , وأنها جاءت لتأخذه بناء على طلب نيكولا , لكن نيكولا أراد أن يتم الأمر سرا لسبب ما , وعليها أن تنفذ رغبة الرجل المريض.
عثرت على المقهى الذي تحدث عنه مارك , ودخلت اليه , كان صغيرا , ليس فيه سوى بضع موائد ولم يكن فيه رواد , فجلست الى احدى الموائد تنتظر مجيء الخادم , ومن خلف الستارة التي كانت تحجب غرفة داخلية , خمنت موروينا أنها المطبخ , تناهت اليها أصوات نساء وأطباق تغسل , ولم يطل أنتظارها , وبينما هي تتأمل قائمة الطعام , أنزاحت الستارة , وظهرت فتاة في رداء طويل , عرفتها موروينا حالا:
"مرحبا.......".
قالت بيدي بأبتسامة عريضة , وهي تحمل سلة فيها مجموعة من الخزفيات.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-11, 04:08 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأردفت:
" جئت بهذه الخزفيات علّني أبيع منها شيئا للمقهى ".
" أوه , أنا سعيدة برؤيتك يا بيدي , أتشربين القهوة معي؟".
" بالطبع أكون سعيدة".
قالت بيدي , ووضعت السلة جانبا , وجلست على المقعد المقابل , ثم أضافت:
" أخبرت أخي عنك , وكنا نتساءل هل ما زلت في تريفينون؟".
" ما زلت , والحقيقة أنني أشتغل هناك".
" تشتغلين ؟ لدومنيك تريفينون؟".
" مع عمه , فهو يكتب تاريخ العائلة , وأنا أساعده".
" رائع , وكيف هو مارك تريفينون؟".
" جيد , أنت تعرفينه؟".
" كنت أعرفه , لكن ذلك أنتهى منذ زمن , لم يرض أخوه الكبير عن علاقتنا , أعتبرني غير ملائمة لعائلة تريفينون؟".
سكتت بيدي وظلت تحدق في قائمة الطعام ثم أضافت :
" هنالك فتاة أخرى الآن , تبدو ملائمة لهم".
" ماذا تقصدين؟".
" تقولين أنك في تريفينون منذ أسبوع , ألم تشاهديها بعد؟".
" الفتاة الطويلة ذات الشعر الأسود؟".
" بالضبط , أنها كارين أنجلس".
" أجل , لقد شاهدتها , سيتزوجها؟".
" ربما سيتزوجها أحد الأخوين , خاصة أنها ثرية , وعمتها ترغب في ذلك , بعد أن فشلت هي في الزواج من نيكولا؟".
" وكيف عرفت ذلك؟".
" مارك أخبرني".
" هكذا أذن.......".
قالت موروينا , وسادت فترة صمت بينهما , أخذتا خلالها ترتفشان قهوتهما , ثم قالت بيدي:
" سأكون سعيدة لو جئت للغداء معنا يوما ما في سانت أينا".
" سأكون سعيدة أيضا".
" أذن سنكون على أتصال ".
قالت بيدي , وجرعت ما تبقى من قهوتها , ثم نهضت وحملت سلتها , وودّعت موروينا.
" أتريدين أن أبلغ مارك أية رسالة؟".
" كلا , لا أرغب في ذلك في الوقت الحاضر".
أجابتها بيدي مبتسمة , ثم غادرت المقهى.
أنتهت موروينا من قهوتها , نهضت وحملت حقيبتها , وتركت المقهى , أشترت خارطة للمنطقة من المكتبة الصغيرة , ثم ذهبت الى الصيدلية وأشترت علبة صابون وزجاجة عطر.
حين وصلت الى حوض الزوارق , لمحت سهما يشير بأتجاه المكاتب , فسارت في ذلك الأتجاه على ممر ضيق ومرصوف بشكل جيد , كانت هنالك زوارق وقوارب صيد عديدة ومختلفة , وقفت أمام الباب الأول , وكان عليه عبارة ( الأستعلامات ) , ترددت في الدخول للحظات , ثم دفعت الباب , كانت عبارة عن غرفة ضيقة فيها فتاتان تطبعان على الآلة الكاتبة .
" أنني أبحث عن السيد مارك تريفينون".
نهضت أحدى الفتاتين وتقدمت منها قائلة:
" الجميع في أجتماع الآن , أهو ينتظرك ؟ أتودين أن تنتظري ؟".
ترددت موروينا في الجواب بعض الشيء , ثم أومأت بالأيجاب.
" حسنا , أذن تفضلي".
قالت الفتاة , وقادتها الى مكتب مارك.
لاحظت موروينا أن كلتا الفتاتين تتأملانها بفضول , ربما تحسبانها عشيقة جديدة لمارك , ومن جانبها تساءلت: ( هل يا ترى أستطاع مارك الوسيم والمرح أن يقاوم أغراء هاتين السكرتيرتين الفاتنتين ؟).
كان مكتب مارك صغيرا جدا , ليس فيه غير طاولة للكتابة وبضعة مقاعد , جلست على أحد المقاعد وبدأت تستعيد أنافسها , وتتذكر في الوقت نفسه أرشادات نيكولا , وحين تأكدت من أن السكرتيرة عادت الى مكتبها , فكرت أن هذا هو الوقت الأنسب لأخذ الملف , خاصة أن الجميع في الأجتماع الآن , نهضت بهدوء وفتحت الباب , وسارت وهي تتطلع الى أبواب الغرف , حتى لاحظت عبارة ( مكتب دومنيك تريفينون ) , فتحت الباب ودخلت , وثلما أخبرها نيكولا , كانت هنالك خزانة واحدة للملفات , فتحت الدرج الأول , وكانت فيه مجموعة من الملفات الخضراء , غير أن أيا منها لم يكن يحمل العنوان الذي ذكره تيكولا , ثم بحثت في الدرج الثاني , ولم تعثر عليه أيضا , وفتحت الدرج الثالث , وهي جاثية على ركبتيها , حين سمعته يقول من الخلف:
" هل تبحثين شيء ما؟".
لم تصادفها في حياتها لحظة كتلك , تمنت فيها لو أنها تموت حالا , أو أن تنشق الأرض وتبتلعها في اللحظة نفسها , نهضت من مكانها , وألتفتت الى الباب , كان هو هناك , يقف أمام الباب , واضعا يديه في جيبيه , يتطلع اليها بهدوء.
أجابت موروينا بأرتباك بدون أن تتجرأ على النظر في وجهه :
" نعم , لكنني لم أجده".
" ربما أستطيع مساعدتك".
قال دومنيك وهو ما يزال يحدق فيها بوجه عابس.
ثم سار الى الخزانة وأخرج مجموعة مفاتيح من جيبه , وفتح درجا سفليا , وسحب منه ملفا أخضر اللون , قدمه اليها قائلا ونبرة غضب في صوته.
" تفضلي هذا ما تبحثين عنه".
أرادت موروينا أن توضح الأمر له وتبرر سلوكها هذا , فقالت :
" أظن أنك أسأت تفسير سلوكي هذا".
أجابها ساخرا:
" بالعكس , يا ليدي موروينا , الحقيقة أنني كنت منذ مجيئك الى تريفينون".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-11, 05:10 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

خطت خطوتين الى الأمام , وأخذت الملف من يده ودسته في حقيبتها بيد مرتجفة.
" حسنا , أظن أن من الأفضل أن تتركي هذا المكان , قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه".
قال دومنيك غاضبا وهو يؤشر لها بالخروج , وبينما هو يتكلم جاء صوت أنفتاح أحد الأبواب مختلطا بوقع أقدام آتية وأناس يتحدثون , فأستدار بأتجاه الممر وسد الباب بجسده وكأنه يحاول أخفاء وجود موروينا عن الآخرين.
سمعت موروينا صوت مارك في الممر وهو يسأل :
" هل شاهدت موروينا يا دوم ؟ أخبرتني السكرتيرة أنها هنا , لكنها أختفت".
" أنها هنا في الغرفة".
دخل مارك الى الغرفة , وهتف حالما شاهدها.
" مرحبا موروينا , هل تأخرت عليك ".
" أبدا , هل نغادر ؟ لا أستطيع أن أتأخر كثيرا".
" بالتأكيد , هيا".
قال مارك , وهو يمد يده اليها , ثم سألها:
كيف وجدت بورت فينور ؟ أنها شبه مهجورة في هذا الوقت من السنة".
قبل أن تجيبه موروينا , دخلت الى المكتب أمرأة أخرى , كانت قصيرة ونحيفة , ترتدي ثوبا ورديا من الصوف , وقد سرحت شعرها الى الخلف بعناية , لم تشاهدها موروينا من قبل , لكنها حدست أنها باربارة أنجلس , وهي الأخرى عرفتها , أذ أنها حالما وقع نظرها عليها , ضيّقت ما بين عينيها الزرقاوين , وتأملتها طويلا وقد أحمرت وجنتيها , ثم قالت:
" صديقة جديدة لمارك؟".
وقبل أن يتكلم مارك أجابها دومنيك :
" كلا , يا باربارة , دعيني أعرفكما ببعضكما , هذه موروينا كيرسلاك , صديقة نيكولا الشابة , والتي ستقضي معنا بعض الوقت , موروينا , هذه باربارة أنجلس , سكرتيرة الشركة , وصديقة مقربة جدا".
كانت يد باربارة باردة وهي تصافح موروينا قائلة:
" أوه يا عزيزتي , يا للسعادة ! أدخل هذه الغرفة فأجد لاورا كيرسلاك واقفة فيها بعد كل هذه السنين , أنها مفاجأة بصراحة , الشعر .... والبنية".
ثم أستدارت الى الرجلين وقالت وهي تبتسم:
" بالله عليكما لا تقفا هكذا مرتبكين , لقد حدث ما حدث قبل سنين , وألتفتت الى موروينا قائلة بحماس:
" أعرف والدتك جيدا , لكننا أنقطعنا عن بعضنا طوال هذه الأعوام , كيف هي الآن؟".
" ماتت وأنا في الثامنة من عمري , أما والدي وشقيقي فقد قتلا في حادث سيارة في بداية هذا العام ".
" وطبيعي جدا , أنك جئت الى تريفينون باحثة عن ملجأ ".
قالت ذلك وكان صوتها دافئا وشفوقا , ثم ضحكت ضحكة خفيفة وهي تقول:
" يا للسماء , كيف يعيد التاريخ نفسه!".
أحست موروينا بحرارة شديدة في الغرفة , وأن ياقة قميصها الضيقة تكاد تخنقها , ألتفتت الى مارك وقالت بنبرة متوسلة:
" مارك , لا بد أن أعود الى البيت".
قالت باربارة بلطف:
" حسنا , سنتحدث طويلا هذا المساء , هل أخبرك نيكولا بأننا سنجري مباراتنا الأسبوعية في الشطرنج؟ لم يخبرك؟ يبدو أنه يريد أن يفاجئك بذلك , وسنرتب قريبا أيضا حفلة صغيرة للترحيب بعودة أبنة لاورا الى البيت".
ردت موروينا :
" سيكون ذلك جميلا , وسأكون شاكرة".
أستعادت موروينا هدوء أعصابها حين أضحت خارج المكتب , وشعرت بحيويتها وهي تسير الى جانب مارك الذي تأبط ذراعها , وخلفها كانت باربارة أنجلس تتحدث مع دومنيك وتضحك , خمنت موروينا أنها موضوع حديثهما بدون شك , قالت لمارك:
" قابلت اليوم صديقة لك , تدعى بيدي , تملك مخزنا للفخاريات في سانتا أينا".
" أوه , حقا ؟ كيف هي الآن؟".
" كانت تبدو سعيدة".
أجابته موروينا , ثم سكتت للحظا , وقالت ثانية:
" هل سببت لك أرباكا في عملك ؟ أخبروني في الأستعلامات أنك كنت في أجتماع".
" أبدا , كان مجرد أجتماع روتيني".
فتح لها باب السيارة فصعدت , ثم صعد هو الآخر , ألتفتت موروينا الى الوراء , فلمحت دومنيك واقفا أمام المكتب والى جانبه باربارة , لوح لها بيده مودعا , فردت عليه بأشارة مماثلة , ثم أستوت في جلستها.
" أهدأي , يكفي أنفعالا".
قال لها نيكولا في البيت , لكن موروينا أنفجرت فيه صائحة:
" أهدأ ....... كيف؟ لم أر في حياتي أذلالا مثل هذا , لقد ضبطني في مكتبه وأنا أبحث في الملفات , ولم يعطني أية فرصة حتى أوضح له الأمر".
قال نيكولا وهو يحاول تهدئتها:
"صدقيني أن الأمر ليس بهذه الأهمية , سأشرحه له بنفسي , لا تهتمي".
" كيف لا أهتم؟ أما كان من الأفضل لو طلبت من غيري القيام بهذا العمل , أم أنك أردت أ تحشرني في هذا الموقف المحرج فقط؟".
" كلا يا صغيرتي , ليس الأمر كذلك , أنا أحتاج الى هذا الملف , ولم أسأل دومنيك لأنني كنت أشك أنه سينفذ طلبي".
" كان بأمكانك تكليف شخص آخر.....".
" أعذريني يا صغيرتي , دعيني أوضح لك الأم , لقد كلفتك لأنك ستكونين الحجر الذي سألقيه في بركة ماء راكدة , حتى أحركها".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-11, 09:09 PM   #40

romea

? العضوٌ??? » 168065
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 138
?  نُقآطِيْ » romea is on a distinguished road
افتراضي

ارجو كتابة باقى القصه ارججججججججججججججججججججججج جوكى

romea غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.