سمراء اليونان ..الجزء الثاني * مميزة و مكتملة *

[جلنارag]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kit^_^kat

:

هلا وغلا جلنار
ألف مبروك الجزء الثاني من روايتك الرائعه

الود لقلبك

..

الله يبارك بيج . شكرا لكلامك اللطيف.كلك ذوق , تحيااتي

[جلنارag]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جودي الحب

بالانتظاااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااار

شكرا ياعيوني ..سلامي واعتزازي

[memonemo]

اختي جلنار الف مبروووووووووووك علي الجزء الثاني بالتوفيق وفي انتظار البارت الاول ارجوكي لا تتأخري علينا

[Breathless]

لاااا هذي صدق مفاجأه ^^ هههه و الله اني فرحانه وايد عجبتني احداث الجزء الأول
و ما زالت للحين اذكر احداثها .. شكررا لكِ على هذه المفاجأه الرائعه ..

[regway]

اهلين جلناركيفك
يسلمو على المقدمة الحلوه
متابعينك

[جلنارag]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة memonemo

اختي جلنار الف مبروووووووووووك علي الجزء الثاني بالتوفيق وفي انتظار البارت الاول ارجوكي لا تتأخري علينا

شكرا ياعيوني منوورة ., فرحت من شفتك خليك مطلة دائما

[جلنارag]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Breathless

لاااا هذي صدق مفاجأه ^^ هههه و الله اني فرحانه وايد عجبتني احداث الجزء الأول
و ما زالت للحين اذكر احداثها .. شكررا لكِ على هذه المفاجأه الرائعه ..

Breathless ياصديقتي المميزة .. اشتاقيت لوجودك وحضورك الجميل
شكراعلى ردك اللطيف , تحياااتي واعتزازي

[جلنارag]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة regway

اهلين جلناركيفك
يسلمو على المقدمة الحلوه
متابعينك

اهلين بيك ياعيوني ..منورة حياتي

[جلنارag]

مرحبه للجميع ..ياربي تكونون بخير ..هذا هو الفصل الأول ياربي يكون عند حسن ظنكم ,
تحيااتي .
استمتعو مع تالا وبراد ,,

[جلنارag]

[color="rgb(65, 105, 225)"] الفصل الأول
( لا تلعبي بأعصابي )

حدقت تالا بكوب القهوة البارد , كانت لا تزال تشعر بالتعب وكانت عضلاتها متشنجة نتيجة لوقوفها المتواصل في المطبخ , تنهدت وهي تنظر إلى الساعة حيث قاربت منتصف الظهر , ثم أخذت تفكر ( متى عليها التعلم من أخطاءها ؟) فكل شيء يسير على غير ما تريد .مشاكلها الأخيرة مع ديزموند بدأت ترهقها ..فمالذي جعلهما يصلان إلى هذه المرحلة ؟.منذ سنة فقط كانا أعز الأصدقاء ..والآن ..تأوهت بألم ..ما نفع التفكير بالأمر مادام يؤلمها لهذا الحد ؟.
اتجهت لترمي محتويات الكوب في القمامة واتكأت على حافة المجلى وهي تتنفس بعمق ..كم تغيرت حياتها خلال السنة الماضية , لقد قلب الحب عالمها رأسا على عقب , وهي التي كانت تتمسك بحريتها وتقدسها أصبحت الآن تراوح في مكانها , لا تعرف كيف تتقدم وتمضي في سبيلها ..وبعد كيف يمكنها أن تستعيد حياتها الماضية وهي تعرف جيدا إنها بلا معنى من دون براد , عضت على شفتيها حينما تذكرت كيف تركها قبل ساعة , لقد أغضبته بتصرفاتها الحمقاء كعادتها ..ولكن لا يمكنها أن تفعل شيء غير أن تنتظر عودته وفي أمل أن يصدقها في النهاية .
جفلت لصوت انغلاق الباب ,نظرت للخلف وشاهدت براد يدخل إلى غرفة الجلوس ليرمي المفاتيح على الطاولة في المنتصف , شعرت بتوتر مألوف لرؤيته ولكنها قابلته بنظرات اعتيادية , وحده قلبها الذي ينبأ بمدى ارتباكها . اتكأ هو عند باب المطبخ بعد أن لاحظها , تجهم وجهه بعد أن التقت عيناهما في لحظة متوترة , وتحركت عضلة في فكه , وضع يده في جيب بنطاله الكاكي اللون ولم يقل شيء.
فكرت تالا بأسى ( كلا , ليس هذا بالطبع ما تمنته من ردة فعل ) رطبت شفتيها وابتدأت بالحديث قائلة :" هل تأكدت من الأمر أخيرا ؟" .
أجابها بسخرية قاسية :" أنت أخبريني مادمت متأكدة من نفسك " .
دوما يصعب الأمور !..ولكنها ردت بعدم اهتمام :" ربما تحب تقديم اعتذارك بطريقة لبقة أكثر ..ولكنك تعرف بأني لا أكترث لمثل هذه الأمور ".
وعادت إلى وضعها السابق مولية إياه ظهرها وما قامت بهذه الحركة إلا لتخفي الألم الذي كاد يفضح عذابها الداخلي ولكن براد لم يفهم ذلك فسمعته يقترب بسرعة وما هي إلا لحظات حتى أدارها تجاهه وتمتم من بين أسنانه بينما تأجج الغضب في عينيه :" مادمت تعرفين ردة فعلي لماذا أوهمتني بقصتك منذ البداية ؟!" .
لم تجبه , لم تستطع ليس وهو قريب منها بهذا الشكل ..ليته يعرف ما يفعل بها , عاد يقول بصوت أكثر صلابة :" تالا .. أجيبيني , هل هذه أحدى لعباتك السخيفة لمعرفة مقدرة حبي لك أم ماذا؟ ".
رفعت بصرها لتقابل عينيه الغاضبتين وردت باستنكار :" كيف لك أن تتهمني وأنت تعرف جيدا بأنك تخطأ بحقي على الدوام ".
لم يترك ذراعها , ازداد تجهم وجهه وهو يجيبها :" وكيف أخطأ بحقك ؟.. أنت من يثير جلبة حول الأمور دوما ..أنت من تفسدين محاولاتي لإرضائك , كل شيء يدور حولك يا حبيبتي وأنت لا تدرين ..تتصرفين بأنانية ومن دون مراعاة لمشاعري .. ثم ترسليني مثل المجنون للتحقق بأمر ربما كان من مخيلتك وتقولين ..".
فقاطعته تالا بحدة :" إياك أن تتهمني بالجنون أو الكذب ..لقد أخبرتك بما رأته عيناي ..لقد رأيت جيري يقابل مجموعة من الرجال أشبه بالوفد ..كانوا يتعشون في فندق نورث ستار ومن ضمنهم كان ذلك المدعو ميشيل غاريت عدوك اللدود , فقل لي مالذي يحاول رئيسك السابق جيري توريطك به ؟"
أطلق سراحها أخيرا , وكأنه تعب من مجادلتها , بعد دقيقة رد عليها بصوت بارد :" جيري لم يكن في منزله قط تالا , إنه مسافر مع دنيز في أجازة " .
سألته ببلادة :" منذ متى ؟"
لم يرمش جفنه وهو يرد عليها :" منذ أسبوع ..لقد تأكدت من عدم وجودهما ..لذا أخبريني حقا ..( وتوقف ليرمقها بنظرة جليدية وتابع ): هل من رأيته في الفندق كان جيري ذاته ؟" .
شعرت تالا وكأنها ملبدة الأحاسيس ..ماذا يعني كلامه؟ , لا يمكن لبصرها أن يخدعها لهذه الدرجة , فقد كانت يوم أمس في الفندق ذاته تنهي أعمالها المتراكمة فلوحتها الجدارية المتفق عليها مع إدارة الفندق كانت على وشك الانتهاء , ولأن براد تأخر في عمله ارتأت أن تتناول فنجان قهوة في بهو الفندق منتظرة قدومه وهناك انتبهت لمجموعة من رجال الأعمال والذين يتناولون العشاء في مطعم الفندق , لم تصدم لرؤية جيري كيلسون من ضمنهم ..فهو أعتاد على تواجده في الفندق , ولكنها صدمت لرؤيتها لميشيل غاريت من ضمنهم , وثارت شكوكها في الحال ..اتصلت ببراد أكثر من مرة ولكنه لم يرد عليها وحينما وصل كان الوقت متأخر لأن الوفد غادر قبل وصول براد وحينما أخبرته لم يصدقها ..ومن الطبيعي أن يفعل ذلك فهو يثق جيدا بجيري ويعرف أنه لن يقوم ببيع الصحيفة لشخص نافذ مثل ميشيل غاريت , لم تعرف تالا سبب عداء براد لرجل الصحافة الشهير ميشيل ولكنه نوه لها مرة إن الأخير يريد السيطرة على نجمة مارشال وإنه قد يستخدم أي وسيلة قذرة للوصول إليها ولكن بعد أن تولى براد منصب رئيس التحرير أستطاع أن يضع له حدا , وهكذا قلقت تالا من رؤيتها للاجتماع المذكور في الفندق .
نظرت إلى براد بجمود وقالت أخيرا :" أنا متأكدة مما رأيت , كان الاثنان جالسين إلى جنب بعض وكانا يتحدثان بوفاق تام , إذ لم تشأ تصدقني فاسأل الفندق , يمكنه أن يخبرك بعشاء العمل ".
أجابها بخشونة :" أنا لست مستعدا للقيام بتلك الأساليب ..وبعد قد تكونين توهمت برؤية ميشيل فأنت لم تريه إلا بالصور " .
تأوهت تالا في داخلها , هو لا يعرف بأن رؤية رجل مثله في جريدة كافية لأن تنطبع في رؤوس النساء فقد كان جذاب بشكل مخيف , ولكنا ردت :" ولكني أعرف جيري جيدا , لقد قابلته أكثر من مرة "
أبتعد عنها براد وأخذ يدعك جبينه وقال :" تالا , لا أعرف ,كلامك غير معقول ..لا يمكن لجيري أن يقوم بذلك" .
ردت بعدم تصديق :" وماذا يعني هذا ؟.. هل ترفض تصديقي ؟ " . وحينما لم يجب أخذت تحملق بوجهه ثم صاحت به وهي تبعده عنها :" إذن أنا كاذبة ..لا بأس إذهب وتعفن في صحيفتك وابق عيناك مغمضتان فهذا أفضل من تصديق حبيبة قلبك كما تسميني ".
ولكن براد المعروف برشاقته وخفته مسكها قبل أن تخرج من المطبخ وشدها إليه ثم حاول إيقاف ثورتها الغاضبة وقال متمتما بهزل :" أمتأكدة أن لا أحد من عائلتك يمتلك مثل هذا الطبع الناري؟.. لست قادرا على مجاراتك حتى !" .
ولكنها صاحت به غاضبة :" أنا ليس لي طبع ناري ..أنت من تحاول أن تهينني وتستفزني " .
قربها براد إليه أكثر ورد بصوت ناعم " أستفزك ؟.. أنا فقد صريح معك ومنذ البداية ..ولكن عقلك هذا يحرف أقوالي ويجعلها تبدو مقيتة " .
اتقدت النار في عينيها السوداء الواسعة وردت بأهتياج :" إذن عقلي منحرف ومقيت ؟؟!! أهذا ما تحاول أفهامي ؟"
أستطاعت أن تشعر بأصابعه تداعب رقبتها من خلف , وتولتها القشعريرة رغما عنها , انحنى براد بوجهه نحوها ورد بصوت أجش :" احذري , فهو يقوم بعمله المعتاد في الوقت الحالي ..أتعرفين ماذا يقوم أيضا ؟" ؟.
لم تجبه ..لم تستطع , ليس وبعد أن طوقتها ذراعه القوية بينما سمعته يكمل هامسا بشاعرية :" يقوم بأثارة جنوني " . لم تستطع الأحتجاج على طريقته في أصلاح الأمور ..فهو قادرا على الهاب مشاعرها وهكذا استسلمت لرغبته الشديدة في جعلها المخلوقة الوحيدة التي تهم قلبه , ولكنها تمنت لو استطاع محو ألم قلبها فكل الذي فعله هو جعلها تعيش في دوامة من المشاعر الغير منتهية , ابتعدت عنه وهي تحاول التنفس ثم قالت بصوت مرتجف :" لقد وعدتني الا تقوم بمثل هذه الحركات وأنت تخلف وعدك دائما " .
وحينما أعطته ظهرها شعرت به يقترب منها ويهمس بأذنها من خلف :" وإلى متى تريديني التحمل ؟, أنا أعيش على أمل ضمك هكذا إلى الأبد " هزتها كلماته الرقيقة المتلوعة ولكنها لم تعرف ماذا تقول , تعرف جيدا إنها ترغب بهذا الشيء أيضا ولكن هناك أمور تمنعها ..أمور تجعلها غير مرتاحة بأرتباطهما سوية , كثيرا ما تمر عليها أفكار وهو بعيد عنها وتوحي لها بأنها تتوهم وجود براد إلى جنبها , لم تستطع حتى أن تخبر عائلتها بقصة الحب بينهما , لا تنكر إن هذا الموضوع كثيرا مايضايق براد فوحدها نيسا التي تعرف وكثيرا ما نصحتها بالأبتعاد عن براد حتى يحن الوقت المناسب لأخبار والديها بالأمر .
حينما طال الصمت كثيرا بأنتظار جوابها عاد براد يتهمها :" أنت تنأين عني ..أما عدت تريدين حبي؟ " .
عضت تالا على شفتيها كي تمنع نفسها من قول إنها تريده بكل جوارحها ولكن حينما تركها شعرت بفراغ مؤلم , لم تلتفت وترى ردة فعله غير إنها شعرت بموجات الغضب تندفع منه وهو يقول :" أنا عائد للصحيفة سأنتظرك خمس دقائق ,وإلا تعالي بسيارة أجرة "
شعرت كما لو إنه يصب عليها ماء بارد وتساءلت كيف يمكن أن يسيطر على عاطفته بمثل هذه السرعة , راقبته بقلب كسير وهو يخرج من المطبخ ثم اتجهت وراءه صاعدة نحو غرفتها لتحضر حقيبتها ومعدات التصوير اليدوية .
ابتدأت وظيفتها الرسمية منذ ستة أشهر في صحيفة نجمة مارشال كمصورة فوتوغرافية , لم تتصور قط إنها ستبدأ بصفحة جديدة في حياتها المهنية , فهي كانت تحب الرسم ومنذ صغرها ولكن الحياة التي عاشتها في صحيفة براد جعلتها تدرك كم كانت حياتها تفتقد الحيوية , كل شيء أغراها هناك , الحركة والتجول في أنحاء المدينة , العمل بجانب براد وانغماسها في الأوضاع السياسية جعلها تعرف جانبا آخر من الحياة لم تدركه من قبل , وازدادت موهبتها تدريجيا وامتلكت خبرة لازمة مكنتها من اثبات جدارتها كما إنها نالت شهادة من معهد ليلي للتصوير الفوتوغرافي ولشد ماشجعها براد في تلك الفترة , ولطالما آمن بموهبتها وقدراتها الفنية .
غير إن المشاكل ابتدأت منذ أن عرف ديزموند بعدم قدرتها على الرسم بسلاسة , وهذا لأنها لاتملك الوقت الكافي للرسم فقد اصبح الأرهاق يتعب يديها وتمنت لو بأمكانها اصلاح الأمور بينها وبين ديزموند فقد تخلى عنها وخيرها بين بقاءها في الصحيفة وبين تخليه عن ادارة أعمالها ,لم تستطع وقتها أن تخبر براد بالأمر فهي لم ترد ترك عملها في الصحيفة ليس وبعد ان وضع براد ثقته فيها , لم تشأ ان تخذل حبيبها أمام بقية الموظفين , وحينما أدرك ديزموند قرارها أخبرها إن الحب أعماها عن أدراك مصلحتها وإن كل التعب الذي مر بها من أجل رسم أسم فني ستذره الرياح إن تركت الرسم لأجل مهنة التصوير.
كانت تالا تعرف بأنها تغيرت , وبأنها ليست تالا القديمة المندفعة , لقد غيرها حبها لبراد ولكن كل تلك الأفكار تتلاشى حينما يكون هو معها , فالدنيا تشرق بألوان غريبة بمجرد أن تراه في الصحيفة في صدفة ما فهو بعد ان تولى منصب رئيس التحرير قلت فترة لقاءهما أثناء العمل, وهكذا كانت تتلهف لكل دقيقة تقضيها معه وتستاء حينما يبتعد وينشغل بعمله هو الآخر .
أفاقت تالا من تأملاتها على أثر صوت بوق السيارة وتاوهت بأسى وهي تحمل اغراضها وتنزل إلى الطابق الأرضي , وحينما خرجت إلى الشارع رأت براد ينتظرها في سيارته الحمراء وكان يبدو فارغ الصبر ..لم ينظر إليها وهي تصعد إلى جانبه بل لم يكلف عناء نفسه في ترك لها مجال لأن تضع حزام الأمان لأنه أنطلق بالسيارة بسرعة قصوى , أندفعت تالا من مقعدها ثم ثبتت نفسها وألقت علية نظرة تنطق بالغضب , تجاهلها هو تماما , فالتفتت تنظر إلى الجهة الثانية وهي تزفر بحنق , بعد ذلك تجاهلته هي بدورها ولم تلتفت نحوه ولا مرة .
حينما أقتربا من شارع الصحافة شعرت به يتململ إلى جانبها وهو يخفف السرعة , كانت تعرف جيدا إنه يكره لحظة فراقهما في بناية الصحيفة , فهما لن يريا بعضهما حتى وقت متأخر من الليل وكانت تالا تجادله حينما يطيل من بقاءها جنبه , في بعض الأحيان تجد صعوبة من الأبتعاد عنه وتضحك حينما يخبرها بأنها سبب شقائه في الدنيا !.
بعد قليل سمعته يقول لاعنا :" أنت تقوديني إلى الجنون ببرودتك هذه ؟.. هل يحلو لك تعذيبي ؟" .
لم تقم بحركة , كتمت تنفسها , فقد خشيت ان يفترقا عن خصام وهكذا قالت بهدوء :" انا لا أفعل ذلك ..أنت تعرف إني لا أقوم بأيذائك " .
كانت ضحكته بالغة التهكم مما جعلها تنكمش في مقعدها وهي تستمع لرده :" كل عمل تقومين به هو يحرق أعصابي ..لا أعرف حتى ماذا تريدين أن أفعل أكثر من هذا ؟" .
فركت تالا جبينها وأجابته بصوت ثاقب :" أنا لا أود الشجار معك ..ولا أريدك أن تكون غاضبا بسببي ..المفروض أن أكون أنا الغاضبة لأنك لم تشأ تصديقي بشأن الليلة الماضية ..ولكن لينتهي الأمر عند هذا الحد مادمت واثقا جدا من تحرياتك " .
لم يقل شيء لدقيقة , تمنت لو إنه يحاول السيطرة على أعصابه وهو يركن السيارة في المكان المخصص في الكراج الداخلي للصحيفة , وهكذا حينما تحدث لم تستطع سوى أن تكتم ابتسامتها فقد اخذ يقول ووجهه متجهم :" أحيانا تالا أجد نفسي نفسي مشتت بسببك فأنت تفسدين علي راحتي " .
ونظر إليها بأمتعاض , فشعرت تالا بسرور غريب , إنه إذن لايزال يحبها فهو يستخدم هذه الطريقة ليوصل لها بطريقة غير مباشرة كم تعني له في الحياة وهي تفضلها على كلمات الحب المعسولة , ولحقت به وهو ينزل من السيارة متناولا حقيبته الجلدية بينما أخذت أغراضها وخرجا من الكراج صامتين .
كان معظم العائدين إلى الصحيفة هم من تناولوا طعام الغداء , وكانو يتجهون إلى المصاعد حينما قال لها براد فجأة :" هل رأيت دييغو خلال هذه الأيام ؟" .
أومأت له قائلة :" أجل , لقد رأيته قبل يومين ولكنه غادر إلى مدريد " .
ألقى عليها نظرة ضيقة وسألها بوجوم :" أهاه ولم لم يخبرني ؟"
بللت تالا شفتيها وأجابته :" ربما لأنك مشغول " .
لم يقل شيء دخلا إلى المصعد ولكنها شعرت بأنزعاجه ..متى عليها التعلم من أخطائها ؟.. فبعض الأشياء لا تتغير بمرور الزمن , فبراد لايزال يملك تلك النظرة الضيقة بشان أبن خالته دييغو ويتحذر من لقاءه بتالا . ولكنها تمسكت بصداقة دييغو رغم كل شيء , فبعد أن أبتعد ديزموند بحايته الخاصة عنها لم تجد غير دييغو ليملئ الفراغ الذي تركه ديزموند في حياتها .
حينما وصل المصعد إلى قسمها ألقت على براد نظرة عجلى وكأنه تخبره بأنها ستراه لاحقا , وتلوى قلبها حينما تركته مرغمة فقد ودت لو تراضيه بكلمة منها ولكن أبواب المصعد أغلقت وأتجهت هي إلى قسمها شاعرة بالأنكسار .
من كان يعمل معها كانوا لابأس بهم , لم تكن تالا أجتماعية بطبعها ولكن تواجدها مع كل هؤلاء الناس المذهلين جعلها تتخلى عن تحفظها فهم بحاجة ماسة لها بعد أن برعت في نقل الأحداث من خلال كامرتها ذات الكفائة العالية , قبل دخولها إلى القسم علقت هويتها وهي تتمنى أن لا ينتبه أحد لفعلتها فتعليق الهوية كان أمرا ضروريا وهي غالبا ما تنسى ذلك لأنها تأتي مع براد وهو لا ينتبه لمثل هذه الأمور .
قابلت تالا عيني زميلها كارل وفهمت الرسالة التي كان يقولها , لقد تأخرت كعادتها , عضت على شفتيها وهي تدخل الغرفة لتتجه إلى مكتبها الصغيرة , وضعت حقيبتها بسرعة وحيت الجميع بتمتمة خافتة , كانت مديرة قسمها شيريل أوستن الكاتبة ذات القلم الحاد هي من تولت منصب براد بعد أن أصبح هو رئيس التحرير , كانت الآن تجتمع بزملائها بأجتماع صغير , أتخذت مكانها إلى جنب كارل ونظرت بقلق حينما تحولت شيريل نحوها وقالت بصوت ساهم :" وانت آنسة بريستون , الصور التي التقطتيها البارحة تنقصها بعض الأشياء المهمة , عليك الأتفاق مع كارل في هذا الأمر " .
تنحنحت تالا وسألتها مستفسرة :" لم افهم ما تقصديه سيدة أوستن " .
كانت شيريل أوستن في منتصف عقدها الثالث , طويلة ورشيقة ووجها يمتلك تقاطيع حادة جميلة توحي بقوة الشخصية وغالبا ما ترهب تالا بنظراتها المستعلية وخاصة الآن وقد نظرت إليها بحدة ثم لوت شفتيها لتقول :" لو كنت حاضرة في بداية الأجتماع لفهمت ما قصدته , والآن ليذهب كلا إلى عمله , ليس لدي وقت آخر لتضييعه معكم " .
أحتقن وجه تالا وهي ترى نظرات العطف مرسومة على وجوه زملائها , وادركت إنها تتلقى التوبيخ الأول في وظيفتها ووعدت نفسها أن تكون أكثر حذرا في المستقبل فهي لا تريد أن تفقد أحترام الجميع , ألتفتت نحو زميلها كارل هانسون زميلها الصحفي اللامع الذكاء , كان في منتصف العشرينات ..شاب جريء وتتصف ملامح وجهه بالذكاء الحاد النادر وكان ذو عينين فاحمتي السواد لامعة , كانت تالا مجبرة على العمل معه فهما يلاحقان الأخبار ذات الطابع الخاص وحينما أصبحت مساعدته قبل أسبوعين أخذت تشك بتصرفاته الجافة معها , فربما يظنها نالت الوظيفة فقط لكونها صديقة رئيس التحرير وهكذا كانت تحاول دوما أثبات كفاءتها أمامه . أتجهت إلى مكتبها وسحبت الصور التي التقطتهم سابقا وتصفحتهم عابسة , مالخطأ في صورها ؟.. هناك سمعت كارل يقول لها :" لا تتعبي نفسك , الخطأ كان في المقال , لم أصيغه بشكل جيد " التفتت إليه تالا مستفهمة فرفع بعض الأوراق المجعدة ورماها في سلة القمامة إلى جانب مكتبه . بدا الأرهاق عليه فشعرت بالعطف , لاشك وإنه تلقى التوبيخ من شيريل ..حاولت أن لا تتدخل بالأمر وهكذا سألته بهدوء :" ألا يمكنك أجراء التعديلات عليه ؟" .
رمقها كارل بنظرة حادة وأجابها :" الأمر كله هو إني بالغت في الوصف فبدا .." توقف قليل فأكملت عنه تالا الجملة :" غير مناسب مع الصور ..لا بأس فهمت " وأتكأت على مقعدها لتفكر لبرهة ثم قالت :" أنت محق , عليك أن تعيد كتابة المقال من البداية " .
أجابها ساخرا :" يسهل عليك قول ذلك " وبذلك جعلها تصمت , فهو لايحب مناقشتها , أمن الممكن أن يعتبرها منافسة بطريقة ما ؟..دونت تالا بعض الملاحظات في الورقة بينما انشغل كارل في أعادة كتابة المقال وأستمر ذلك على نحو نصف ساعة ’ ثم وصلهما أتصال من مخبر في الخارج فأرتدى كارل سترته وأشار إليها أن تلحق ورائه فتبعته تالا دون كلمة وتوجها نحو المصاعد.

نهاية الفصل الأول ..ياربي يعجبكم ..والتكملة في الفصل الثاني يوم الأثنين ..تحياتي للجميع .



[/color]