25-08-11, 06:42 AM
| #1 | ||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء 
|  كلمات الليل هذه القصه تعتبر ما بين الطويلة والقصيرة لذا اثرت ان اضعها هنا .. مكتملة تأتى تباعا على حسب تفاعل الأعضاء معها ... القصه من ادب الرعب .. اتمنى ان تنال رضائكم ... كلمات الليل عندما سألته عنها التفت إلي وهو يزفر ما تبقى من دخان سيجارته ،نظرة لن أنساها اعتلت ملامحه وأعقب قائلا : " اصمت ولا ترفع صوتك بها ثانية .. الم تخبرك أمك وأنت صغير أن كلمات الليل محرم ذكرها " رددت في عناد مراهق: " أنا لم انطقها .. أنا لا اعرفها من الأساس .. أنا أسألك عنها هيا اخبرني أنت ماذا تعرف عنها ؟؟ " جذبني من ياقة قميصي وقربني من وجهه عاقدا حاجبيه في غضب وقال : " أنت أحمق ومتغطرس " تركني مكملا : " أتظن أن كونك متعلما .. يرحمك من غضبهم ... أتظن أن سخريتك اللاذعة هذه تعفيك من لعنتهم هذه معاهده قام بها أجدادنا منذ زمن سحيق لتأتى أنت وتتفاخر بنطق اسمهم بل وتسأل عنهم ..!! صمت لوهلة كأنه يهضم ذلك الدرس.. الذي سمعته ألف مره.. كلما تساءلت عنهم .. عن أبناء الليل أو كلمات الليل .. مضت دقائق من الصمت لم يقطعها إلا نهوضه فجأة للرحيل .. لم يلقى حتى السلام وإنما اكتفى ببعض الهمهمات .. اعرف أن مخاوف الطفولة ستعاوده تلك الليلة .. ضحكت في خبث وأمسكت بحجر طيني صغير وألقيته في الترعة الصغيرة أمامي.. الجلباب الريفي المريح ونسمات الليل الهادئة التي تعانق جسدي كله لتشعرني بحالة من الاسترخاء .. الذي دائما ما يأتي بنتيجة واحده... ألا وهى النوم . .. **** أتلفت حولي في كل مكان لا أثر لأي شيء .. ربما كان فأرا أو كلبا ضالا!!؟؟ لم أشغل بالى وإن قررت أن البقاء ضربا من الجنون .. أمسكت طرف جلبابي الفضفاض ومشيت أدندن بنغمات لا معنى لها لكنها تفك حدة البرد من حولي والقلق الذي بدأ يعتريني .. أدندن وأشعر بواقع خطوات ترتفع من خلفي.. أتوقف فتتوقف !! التفت في سرعه لأجد الليل يحدق في بسخرية !؟ حسنا أنا اعرف هذا التأثير جيدا .. رفعت من صوت الدندنة قليلا لتشتيت تركيزي عن صدى خطواتي .. أمشى وأشعر بالظلام وقد بدأ ينتشر من حولي ..أنظر للسماء لأجدها مظلمة بلا قمر يبدد بعض من وحشتها .. تساءلت في حيره عن حقيقة من يتبعني ..وعن هدفه من هذه المطاردة ..؟! زاد توتري بدأت أسرع الخطى العمياء فأنا لا أرى شيئا أمامي .. لا قمر ؟؟ لا أضواء ؟؟ فقط فراغ من الظلمة اللانهائية .. وفجأة !! اصطدمت بجدار خفي لأتأوه في ألم وافرك أنفى من أثر الصدمة العنيفة .. مفاجأة الصدمة وآلامها.. كونا مزيجا خاصا.. كرهته بشدة.. مزيجا لا يوصف تصاعد لعقلي ..وكاد يفقدني الوعي .. عدت أتحسس الجدار لأجد يدي تعبث بالفضاء ... الآن مرحلة أخرى .. الدهشة والألم !! مزيج أخر وإنما أخف وطأه .. أتقدم بحذر يدي ممدودة أمامي .. لا شيء .. الآن بدأ الخوف في الظهور .. الخوف المجرد .. الخوف البدائي .. الخوف من المجهول ذاته .. الظلمة ،الحيرة ،القلق ،الدهشة وكل المشاعر الغامضة وقوده .. جميعهم بلا فخر تناوبوا الظهور من قبله .. ليشعلوا نار الخوف داخلي .. الآن أقف .. جمود الخوف ورهبته تتحكم .. لا مفر .. اعمي غير قادر على التمييز أو الحراك .. بدأت الهلاوس في الظهور.. أتلفت حولي في كل صوب لتلعب عيني اللعبة المعتادة .. وتبدأ الخيالات تتسارع من حولي.. أمامي ،خلفي وبجواري .. دقات قلبي ترتفع صاخبة ذات طنين مزعج يحول دون تركيزي .. والعرق البارد يغزو جسدي ليزيد الطين بله .. لأفاجأ بيد خفيه تعتصر عنقي في قوة ..وأنفاس كريهة حارقه تلهب وجهي ..وصوت هامس كالحفيف يردد بأذني : " القمر لنا... " فأسقط فاقد الوعي.. **** انظر حولي لأجد اثأر تقلبي على الأرض .. أتنفس في تأفف من الحالة المزرية التي تعتريني .. يبدو أن ليلى كان كابوسيا .. توجهت للدار،فى الطريق قابلت الحاج إسماعيل صاحب الأرض التي تجاور أرضنا ..لألقى عليه السلام فلم يرد .. أكملت مسيرتي والضيق يعتريني أشعر بجسدي كأنه رشق بالأوتاد من عناء النوم أرضا .. اعرف جيدا أنى سأتلقى الكثير من اللوم و التوبيخ عندما أصل البيت .. سميحة أختي تجلس أمام الدار تطعم الإوز ..وتنهر ابنها العاري دوما لينتهي من مشاكسة الكلب الغافي .. ألقى عليها السلام لتحدجني بنظرة اشمئزاز غريبة .. فبادرتها قائلا : " اعرف ،أرجوك وفري عناء سخطك على فلم أقابل أبى بعد " ادخل الدار متوجها للحمام مباشرة دون النظر حولي .. باب الحمام مغلق..مما يشي وجود شخص ما بالداخل .. تنهدت ساخطا وتوجهت صوب غرفتي لأجدها مغلقه هي الأخرى!! طرقت بابها في غضب بلا فائدة .. الباب مغلق بالمفتاح .. خرجت من الدار منزعجا ساخطا .. لأتوجه لأختي قائلا : " سميحة من أغلق باب غرفتي ؟؟ نفس النظرة بلا جواب .. صرخت بها أن تكف عن العبث .. لكنها ظلت تطعم الإوز في لا مبالاة .. هززتها لأجدها تنتفض فجأة وتنهض مسرعه حامله ابنها وتركض للدار في خوف تعبر الباب الخشبي وتغلقه خلفها .. أتلفت حولي في دهشة أتساءل في وجل : ما الذي أخافها لتلك الدرجة !!؟؟ أتلفت حولي من جديد .. لا شيء.. فقط الإوز يهرول في كل اتجاه بنعيقه المشئوم الذي دائما ما بث الخوف داخلي .. استدرت صوب الدار. وقفت أمام الباب ،طرقته أكثر من مرة بلا إجابة .. صرخت بسميحة لتفتح الباب بلا أمل .. نزلت على درج الدار الصغير قلقا وأنا أفكر .. باب الدار عندنا من الأبواب القديمة صعبة التهشيم لو حاولت أن أهشمه سيحدث ما أعرفه جيدا .. مزيدا من الآلام ستضاف إلي الآلام التي يعاني منها جسدي .. الكثير من الضباب ينتشر في سرعة من حولي ليغيم المكان ويحجب الرؤية .. الأمر الذي جعلني ارتاب أتلفت حولي صارخا بسميحة مجددا لتفتح باب الدار .. اهرع لباب الدار ثانية فأتعثر بالدرج الصغير ،أصطدم به .. الضباب يبتلعني داخله لتنعدم الرؤية تماما أتجمد مكاني على الدرج في رعب .. فجأة !! شيء ما يعتصر قدمي ويجذبني نحوه لأصاب أنا بالهلع وأحاول تخليص نفسي منه بقوه بلا فائدة .. يجذبني أكثر لأمسك أنا بأحد عواميد مدخل الدار بلا فائدة .. أبتلع الرمال وأغرس أصابعي في قلب الأرض حتى تآكل جلد يدي من شدة تشبثي في محاولة مني للنجاة .. اجتاحت الآلام الحارقة قدمي وجسدي .. وصوت خافت يتردد داخل عقلى: " الضباب ردائنا ... ليستسلم جسدي من شدة الألم وتظلم الدنيا من حولي من جديد .. **** ذلك البرد اللعين الذي ينخر بشده في عظامي مما يجعل رجفة جسدي معاناة بذاتها .. اشعر به أتذوقه افتح عيني بصعوبة.. مجهود مضني وشاق فقط لمحاولة فتح عيني ..الرؤية مشوشة ورجفة البرد ترج جسدي رجاً افتح عيني لأعرف سبب هذه البرودة القاتلة !! جسدي بأكمله مغطى بالجليد فقط وجهي يبرز وان كساه الكثير من ندف الثلج .. فزعت بشده ،صرخت حتى تلاشى صوتي بلا فائدة صرخت ،الألم يعتصرني الخوف والرعب ألجموا لساني..لم أكن بحاجه لرفاهية الدهشة ولا التساؤل عن سر وجود هذا الجليد .. بخار الماء المتصاعد من فمي يتجمد ملتصقا بشفتي إنها نهايتي بلا شك .. هكذا اقتنعت وبدأت اهدأ تدريجيا .. نطقت الشهادتين بشفاه راجفة وأغمضت عيني في استسلام ،سكنت لثواني منتظرا النهاية ليغمر جسدي وكياني هدوء ودفء محببان .. ترجم عقلي ما يحدث بأنها اللحظات الأخيرة أن روحي في طريقها لتفارق جسدي .. حتى وجهي بدأت درجة حرارته ترتفع تدريجيا ،يتساقط الماء الثلجي من على وجهي في سرعة مع صفاء تفكيري بدأت أشعر تدريجيا بالتحرر من هذا القبر الجليدي .. لينقشع الضباب من حولي أرى نفسي ممددا بجوار الترعة وجسدي مبتل وجلبابي ينز الماء ..والحيرة هي كل ما املكه أمام هذا الموقف العجيب .. الليل جاثم وشواهد المقابر تلوح من بعيد ..تلمع بين الضباب .. ونداء خفي مبهم يحثني على الذهاب .. ذاكرتي تعانى أحاول العبث بغرفها بلا فائدة .. لا اعرف حقا ماذا يحدث لى .. لكنى تحررت أخيرا من ذلك القبر الجليدي .. هذا كل ما أتذكره الآن .. التقطت طرف جلبابي المبتل اتجهت صوب المقابر تلبية لذلك النداء .. أعبر جسر البدائي عبارة عن جذع نخله مشطور نصفين ، أعبره وانظر إلى ظلي على صفحة المياه اللامعة لأجد عينين ناريتين تحملقان فى بشده ، ينقبض قلبي في خوف أفقد توازني واسقط في الترعة الترعة ليست بعميقة لكن خوفي أشعرني بها كمحيط ، محيط ينوي ابتلاعي داخل أحشائه المليئة بالشياطين أتخبط في المياه ذات القاع الزلق .. أقف واسقط في اضطراب.. حتى تمالكت نفسي ووقفت متزنا .. خائفا.. أتلفت حولي في كل لحظة الضباب والظلام لا يتيحان لي الرؤية .. ولا يمنحاني الاطمئنان ... انظر للمياه لأجد العينين الناريتين تحملقان في مرة أخري فينقبض قلبى من جديد ويتولاني الخوف والفزع .. أضع يدي المبتلة على وجهي اتقاء لهجوم هذا المخلوق لكن لا شيء يحدث.. عدا انتفاضتي المتتالية التي عكرت صفو المياه .. رفعت يدي عن عيني ونظرت لصفحة المياه ليطالعني وجهي وعيني .. الوجه على صفحة المياه هو وجهي فقط بتغير طفيف ، هو عيني المتقدة نارا .. هلعت ، انزلقت قدمي ثانية لأسقط في المياه ، أتخبط حتى تصطدم يدي بحافة الترعة اغرس أصابعي بها واخرج جسدي زاحفا من المياه مرتجفا هلعا .. ما هذا المنظر المروع الذي رأيته في المياه ؟؟ هل كنت انظر لنفسي منذ بدأ الأمر ؟؟ قشعريرة الخوف تمر على جسدي كتيار كهربي فتجعله ينتفض ثم يسكن .. لا اعرف ماذا يحدث ؟! فمنذ أن أفقت وأنا اشعر بشيء مختلف بى وحولي .. أرهفت السمع ثانية كان هو مرة أخري !! النداء المبهم .. أكمل مسيرتي المجبرة في اتجاه المقابر خائف،حائر لا أملك من أمري شيء .. النداء يستحوذ علي وأنا أطيع في هدوء .. على أعتاب ساحة المقابر أجد جلباب ريفي لفتاه ملقى علي الأرض وفوقه طرحة رأس مزركشة محببة لفتيات الريف .. تلفت حولي على أمل إيجاد صاحبة الجلباب بلا أمل .. النداء المبهم يلح على بمتابعة السير ... أخطو وقدماي تحملان أطنانا من الخوف الفطري من المقابر، جوها المقبض وضبابها كريه الرائحة .. الضباب يتموج من حولي وعقلي المريض بالخوف يستعيد كل شياطين الطفولة .. النداهة .. أمنا الغولة ..أبو رجل مسلوخة ... جميعهم هنا ولم يتغيب احد عن الحفل.. التفت حولي بلا توقف ، جسدي يرتجف مع كل التفاته .. اسلك اتجاها إجباريا بين الشواهد لا استطيع الفرار يمينا أو يسارا .. مجبرا لا اعرف ماذا سأجد خلف تلك الخيالات الضبابية وان كنت متيقن بأني سأرى ما لا يسرني بالتأكيد .. الضباب بدأ يهدأ تدريجيا ليبدأ في الظهور شاهد قبر كبير نسبيا عن بقية الشواهد ، أمامه حجر مسطح كبير وهناك على الحجر تقف مجموعة من الأشباح ، قلبي المزعج ينبض في فزع .. مع اقترابي الإجباري تبينت حقيقتهم فانتصبت شعيرات جسدي وتوغل بداخلي صقيع الرعب ليدمر ما تبقي من أعصابي .. برغم ما يجتاحني من مشاعر ما زلت أمشى بخطي وئيدة مقتربا من الهول المنتصب أمامي .. أربعه من بنات آوى يزمجرون كاشفين عن أنياب دامية لامعه في قلب الليل وعيون مضيئة صفراء تتوهج ، مع اقترابي تيقنت بأني وجبتهم التالية .. فوجئت عندما وجدتهم يتراجعون ببطء زمجرتهم تصم الآذان ، نظراتهم النارية مصوبة نحوي .. تملكتني بعض الشجاعة فاقتربت أكثر من موضع تجمعهم السابق لأرى الجسد الممزق يفترش الأرض ولم يتبقى منه إلا بقايا أطراف ورأس ذات عيون محملقة في الفراغ .. عرفت الآن فقط لمن يعود الجلباب الذي كان على باب ساحة المقبرة وانتظرت مصيرا مماثلا .. شعرت فجأة بقوه خفيه تسقطني أرضا على ركبتي لأجد يدي تلتقط ساعد الفتاه التي فتكت بها بنات آوى ونهشت لحمها وجسدها كله ، أقربه من فمي رغما عني .. افتح فمي قهريا، واضع جزء من الساعد داخله واقضم .. الصوت يتردد بداخل عقلي : " الوهم غذائنا" ... امتعاض شديد يعتصر جسدي .. فارتفعت العصارة لحلقي وبدأت الرؤية تغيم ..ومعها أخذ الوجود يختفي شيئا فشيئا من حولي .. أتهاوى أرضا ..ويكون أخر ما أراه هو نزاع بنات آوى على ساعد الفتاه الأخر .. وتظلم الدنيا .. يتبع | ||||
|  |
|
25-08-11, 11:52 AM
| #2 | ||||
| نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي 
| صباح الخير مبروك دراك على القصة احسست باختناق وخوف خصوصاً من ركضه في الظلام لكن ماهي المعاهدة ولماذا منعوا من كلام الليل ؟ هل هذا كله كابوس ام كوابيس متتالية يصحو من واحد ليسقط في الاخر لكن متى يبلغ النهاية وهل رؤيته لتلك الفتاة الممزقة مجرد وهم كما قال له الصوت صراحة شيء مخيف لكنه شيق يدفع القاريء الى التهام السطور ليعرف ما التالي والشوق يعصر بنا لنعرف ما التالي شكراً لكَ سلملم | ||||
|
| |
|
25-08-11, 08:21 PM
| #3 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
دمت راقيه | |||||
|
| |
|
25-08-11, 08:41 PM
| #4 | ||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الضياع .. هو المعني الكامل لما أشعر به ..عالم من الفراغ والوحدة الخام .. شعور الخوف هو السائد هنا .. الظلمة هي البنية الرئيسية لهذا العالم كل ما حولي مظلم ضبابي ارض خصبة لبعث أشنع مخاوفك .. والوقت .. الوقت هو كل ما تملك ها هنا .. فلتستمتع بكل لحظة خوف ،عذاب ،ضياع ووحده ... استمتع بقدر ما تشاء فأنت هنا في عالم الكوابيس ، العالم الذي لا يرحم أحدا .. أتلفت حولي بلا أمل ، اركض بعض الوقت ،أقف لألتقط أنفاسي .. لا اتجاهات أو إرشادات تدلني على الطريق .. أصوات صاخبة تأتى من لا مكان لتذهب في اللامكان .. ضحكات ماجنة ، عرق بلا أثر ، قشعريرة باتت اعتيادية هنا تأتى وتذهب مع قدرتك على تخيل أشنع مخاوفك .. فقدان أمل ، كراهية ، ألم ، كل المشاعر الكريهة تتجمع هنا لتخلق ذلك الكيان الأشد إظلاما من أعماق النفس .. اركض بعيدا عنه لكنه يلاحقني في هدوء وثقه ، أركض .. و أركض .. و أركض .. واسقط أرضا .. يقترب منى الكيان بمعالمه المظلمة، شكله الضبابي الذى يتغير في كل ثانية بأفظع التخيلات المريضة التي يحملها عقلي .. يقترب بفمه الذي يتحول لنابين ثم للسان أفعى مشقوق ، تخرج الكلمات كالفحيح لتضرب أعماق عقلي : " الخوف وليدنا .. " ***** لولا تلك الغصة المؤلمة التي اخترقت قلبي لوهلة مع إحساس عاتي بالقلق بذرة الخوف الأولى زرعت في روحي دون سبب، فنبت ككيان مبلبل غير قادر على لملمة شتات نفسي يأخذني التيه ويلقيني مرات عده حتى كدت اسقط لولا بقايا من رغبة في الحياة .. شرعت في السير من هذا المكان واتجهت لمنزلي .. هناك شيء ما مبهم يتحرك داخل عقلي ، أحاول تذكر كيف أتيت لهذا المكان بلا فائدة .. امشي بين الحقول ،اختصر الطريق للدار ويبدو أن البساط الأخضر يمتد إلي ما لانهاية.. الضيق يحتل صدري فأقف لاهثا، التقط أنفاسي برغم قصر المسافة التي قطعتها .. اعبث بغرف عقلي الفارغة ،لا شيء يدلني عن كيفية قدومي لهذا المكان .. مشاهد غير مترابطة تظهر وتختفي كومضات الضوء .. أحاول بكل جهدي أن استوعب أن أفهم بلا فائدة .. الفراغ يحتل اكبر قدر ممكن من عقلي ،مما يجعل محاولة التذكر ضرب من المستحيل ... تزداد آلام صدري،معها يطول الطريق الذي يبدو بلا نهاية ، مساحة شاسعة من اللون الأخضر .. متاهة لا فكاك منها .. أواصل الطريق ويمر الوقت فلا اعرف كم مضى لكنى خمنت انه الظهيرة فالشمس تتوسط السماء الحرارة مرتفعة ،العرق يغمرني ولا توجد شجرة أو كوخ أو أي شيء استظل به .. مساحة لا نهائية من العشب الأخضر تمتد إلي مدي البصر .. وحلقي الذي بدأ يجف دقيقه بعد دقيقه جعلني اهذى .. أترنح .. لم اعد استطيع الاستمرار في هذا الجحيم ، رأسي مشتعلة من شدة الشمس ،حلقي جاف بشده كغصن يابس .. المح من بعيد آبار الماء ، لكنى أعرف أنه سراب .. بلا شك عيني متوهمة.. لكنى تساءلت إذا كانت عيني تتوهم السراب وهذا وارد ، لكن هل تتوهم أيضا ذلك الجسد البعيد المحنى.. نشط بصيص أمل في جسدي ،أعطاني القوة لأكمل الطريق على أجد منقذا أو رفيق يصحبني في هذه المتاهة اقترب ويبتعد عنى السراب ، يقترب مني الجسد أتيقن أنى على الطريق ويزداد بقلبي الأمل .. اقترب وتبدأ المعالم في الوضوح جسد محنى عيني لم تخطأ ،ظننت انه فزاعة لكن تحركه أكد لي انه حي .. اقترب علي أمل أن أجد معه بعض الماء أو حتى وصفه منه تحدد اتجاهي في هذه المتاهة اللعينة .. اقتربت أكثر .. يبدو من انحناءته انه جسد أنثى .. ابتلعت لعابي في صعوبة وأنا اشعر به يمزق حلقي من شدة جفافه .. فتحت فمي المتقشف لأنبهها لوجودي لتعتدل من انحناءتها ، استدارت نحوي فنظرت إليها في أمل.. وشعرت بشيء غير طبيعي في نظرتها.. الدموع المختطله بكحل عينيها ،ردائها الأسود المترب بشده ، صدرها الذي يقطر منه الدماء والذي جف بعض منها .. شعرها الملتصق بجبهتها الدامية .. وتلك النظرة الباكية التي تعلو ملامحها المقهورة أنقبض قلبي في فزع وهزه المنظر شنيع .. ساعدها مبتور..لا !! إن ساعدها منزوع وان تبقى منه بعض من النسيج المهتك . الامتعاض يعتريني .. تقترب منى رافعه يدها السليمة ، أتراجع أنا في فزع .. تقترب هي بصوت باكي تقول : " أعطني إياها " أتراجع أنا في خوف ، لا أعرف ماذا تقصد ؟؟ قلبي يتقافز داخل صدري بعنف مع اقترابها البطيء ، صوتها يتردد بقوة تخترق وجداني ذاته : " أعطني إياها .. أعطني يدي " انظر بفزع ليدها المنزوعة وانظر لها وأجيبها بصوت مضطرب : " يدك ليست معي .. يجب أن تذهبي علي الفور للوحدة الصحية الآن أو لمستشفى ،أتراجع مكملا : "سيقتلك النزيف بهذه الطريقة " يتهدج صوتها ويزداد جنونا : " أعطني يدي .. إني أراها معك .. أنت تحملها الآن " انظر ليدي التي تشير إليها لأجد بقايا ساعدها بين أصابعي .. القيها في فزع واسقط أرضا .. امتعاض قاتل يغلفني .. أحاول التقيؤ بلا فائدة معدتي فارغة، فأبصق لأرى قطع اللحم والدماء تتساقط من فمي .. أمعن النظر في ذهول ..لأجدها أجزاء من ساعد الفتاه الممزق.. لم استطع أن أتحمل أكثر من هذا .. فبدأ جسدي يرتجف ، أخر نظراتي كانت على الفتاه التي حملت ساعدها وأكملت مسيرتها .. قبل أن تظلم الدنيا من جديد.. ****** نبضات قلبي تعلو و تهبط في سرعة وأنا أتذكر تفاصيل ذلك الكابوس الشنيع أحسست أنى محاصرا بداخله لسنين .. سنين من الرعب والأهوال .. نظرت للقمر لأجده يتوسط السماء ناشرا نوره في كل مكان ، مع إحساس بالأمان بدا يغزو جسدي .. اقرص ساعدي لأتأكد من أنى لا أخوض في تبعات هذا الكابوس اللعين .. الم لذيذ .. ابتسامه ساذجة تعلو وجهي المترب ، انظر باتجاه المقابر الموجودة على الناحية الأخر من الترعة لأجدها قائمة ككابوس غافي .. انهض بجسد أنهكه الألم والخوف والكوابيس .. أمشى قاصدا الدار أخطو داخل احد الحقول ، صوت قدمي يعلو بين الأعشاب ويصدر صوتا كالحفيف . يذكرني بصوت ما زال ينبض داخل عقلي .. " القمر لنا .. الضباب ردائنا .. الوهم غذائنا ... الخوف وليدنا .. " ما جدوى هذه الكلمات التي كانت مصاحبة لسلسة الكوابيس الشنيعة ..التي ما زلت أتذكر تفاصيلها فكرت هنيهة وضحكت لخيالي الخصب الذي حاول أن يجد معنى أو صيغة لكلمات الليل .. لم أكن اعرف أن خيالي نشط لهذه الدرجة .. صوت الحفيف يتعالى ، ضحكي الهستيري يخفت.،فها أنا ذا أرى أنوار كوخ " عمار " المبني من أعواد الذرة الجافة مع سقف هزيل يمنع أشعة الشمس بصعوبة ، يبدو انه ما يزال مستيقظا ولم يستطع بعد التغلب على خوف الطفولة والنوم .. عادت ضحكتي الخبيثة للظهور ثانية ، اعرف انه على حق فما كان يجب على الكلام في هذا الموضوع بالتأكيد هو خرافة ،لكننا ألقينا هذا النوع في الجانب المظلم من عقولنا ورفضنا أن نخرجه لننقده .. لقد رأيت وعشت ألعن كوابيسي لمجرد التفكير فيها .. مع اقترابي اسمع صوت قرقرة ،كصوت قط غافي دائما ما أغاظني هذا الصوت .. اسحب باب الكوخ الهزيل في رفق ، انظر لمصباح الكيروسين المعلق بسقف الكوخ بحبل غليظ .. الناموس يدور حوله في فلك أبدى .. دهشت عندما لم أجد "عمار" بالداخل ، تلفت في كل مكان حولي لم أجد سوى جلباب نومه ملقى بأحد الأركان ، قصعة النار الممتلئة بالحطب المشتعل كشموس صغيره بين طيات الرماد .. رجحت انه خلف الكوخ جالس تحت الشجرة كعادته يدخن " الجوزه " .. خرجت عبر الباب درت حول الكوخ فلم أجد أثرا له ، مما أثار ارتيابي وخوفي ، رغم ذلك قررت أن انتظره بالداخل ريثما يعود ،فربما ذهب ليلبى نداء الطبيعة ؟؟ جلست فى ذلك الجو الدافئ المغرى بالنوم ، لكنى لم أعطى نفسي الفرصة للنوم ثانية .. من يستسلم للنوم الآن ؟؟ وقد بات الأمر شبيها بفيلم رعب..ينز من صديد عقلي الذي لن يتوارى عن عرض ألعن كوابيسي طره .. سأنتظر هذا المأفون لأخبره عما حدث ، أحكى له عن الكابوس واضحك معه قليلا .. مضي الوقت ، بعد دقائق .. سمعت صوت خطوات تقترب من الكوخ .. إذا فقد وصل "عمار" .. نهضت في خفه مستعدا لمفاجأته .. اكتم ضحكاتي بصعوبة وصوت الخطوات يقترب بهدوء .. استعد وخلايا قلبي تستعد لكمية الأدرنالين الشقية التي ستتدفق مع مفاجأة" عمار".. الخطوات تقترب .. ابتسامه خبيثة تعلو وجهي .. تقترب أكثر .. دقات قلبي في أوج نشاطها .. وفجأة !! انتفض أنا فزعا ،اسقط بركن الكوخ فما أراه أمامي شنيع لأقصى حد .. شنيع بالقدر الذي يجعل وصفه هو الجنون بعينه .. "عمار" بجسده الضخم وقد شطرت نصف جمجمته وظهرت محتويات دماغه شنيعة المنظر ككابوس مقيم .. ما أراه هو الجحيم بذاته .. " عمار " يحمل في يده رأس دامية شعرها التصق بها من اثر الدماء التي تتساقط في رتابة .. يجر قدمه المهشمة لقطع صغيره فتظهر كخرقه مختلطة بسرواله المهتك من اثر قدمه المطحونة .. ينظر لي بعين واحده بارزه تقطر منها الدماء .. ساقطا أنا في ركن الكوخ اصفع نفسي بقوه .. أنا احلم .. هذا مجرد كابوس مريض أخر .. يكمل مسيرته ليجلس في ركن الكوخ أمامي ويمسك الرأس الدامية ويربت عليها في حنان .. لم أتحمل هذا المنظر الشنيع وقمت بإفراغ معدتي فوق أرضيه الكوخ .. نهضت مفزوعا ، لأخرج من الكوخ الملعون ..لأجدهم أمامي .. يقفون متشحين بالسواد ..عيونهم حمراء مشعة في الظلام .. ينتشرون بطول الحقل بعدد يختفي داخل الضباب الأسود الذي غيم المكان .. يقفون محنيين الظهر ويزفرون البخار الملتهب في ثبات .. صوت قرقرة متصاعدة تصدر منهم .. جمدني الخوف حتى بدء احدهم في التحرك، لا أعرف إلى أين اذهب ؟؟ هالك أنا لا محالة .. قلبي لم يعد ملكي الآن و يجاهد بكل قوته ليقتلني بنوبة قلبيه أفضل مما سألقاه على أيدي هؤلاء .. اقترب المخلوق حتى صار أمامي مباشرة .. أضع رأسي أرضا غير قادر على رفعها في مواجهته .. يفوقني طولا بقليل برغم انحناءة جسده المسربل بالسواد .. أنفاسه الكريهة الحارة تلفح وجهي المتصنم ،صوت كالحفيف يدق بطنين مؤلم يكاد يهتك طبلة أذني مرددا: " انحنى فأنت في حضرة أبناء الليل " لا إراديا انحنيت ، أم انه الخوف؟؟ لا أعرف حقا ..!! وبصوت اشد طنينا قال : " اتلو كلمات الليل .. صرخت من شدة الألم بصوت ملتاع : " لا اعرفها ..لا أعرفها .. أرجوكم الرحمة .. أرجوكم .. " عاد الصوت يدوي من جديد بإصرار أدمى أذني من شدته : " ردد كلمات الليل .. ردد كلمات الليل ".. أمسكت رأسي من شدة الألم ، ظهرت الكلمات داخل عقلي في أخر لحظة.،كنت وقتها على وشك الموت ألما ، تذكرت الكلمات التي لم افهم مغزاها فرفعت رأسي له صارخا بصوت باكي : " القمر لنا " وصوت ترانيم تصدر من المجموعة الواقفة في إيقاع شيطاني ... "همممم .. همممم .. هاااااهممم .. تنننا تننا .. همممم .. تاااااا هاااهم .. تن.. تن " ويختفي القمر من السماء لتشع عينوهم احمرار .. وأصرخ أنا : " الضباب ردائنا " و ما تزال الترانيم تعلو في انتظام .. "همممم .. همممم .. هاااااهم .. تنننا تننا .. همممم .. تاااااا هاااهم .. تن.. تن " الضباب يمشط الأرض من حولهم .. واصرخ بصوتي المجروح : " الوهم غذائنا .. وأرى أنا الكوابيس مجرده في وجوههم السوداء .. شياطين ضبابيه تتقلب من شكل لأخر كل ثانية .. أشكال لا توصف لكنها تؤدى دورها في تذكية فزعي المتواصل واغتصاب ما تبقى من روحي .. تعبرني أطيافها في قوة تدمى روحي ذاتها .. ألم كابوسي شنيع ، الترانيم في الخلفية لها فعل السحر .. "همممم .. همممم .. هاااااهم .. تنننا تننا .. همممم .. تاااااا هاااهم .. تن.. تن " يزداد بكائي وألمي فاصرخ من الألم : " الخوف وليدنا .. ليعم الصمت فجأة المكان!! صمت ذا طنين .. افتح عيني الملتهبة وانظر في خوف ودهشة وترقب لما سيحدث .. ليتردد الصوت في عقلي مؤلما : قف أيها البشرى .. أقف لا إراديا أم أنه الخوف ؟؟ لا فارق .. فضولي يكسر حدة فزعي ارفع رأسي وانظر لهم .. يعود صوت القرقرة المتصاعد من جديد .. لا أعرف ماذا سيحدث الآن !! لكنهم بدئوا في التحرك .. التفوا جميعا وغاصوا في قلب الضباب كما جاءوا .. يتردد الصوت مؤلما أمرا : " اتبعنا ..!! يختفون كنجوم تنطفئ وسط السماء واحد تلو الأخر .. لا اعرف كيف سأتبعهم هكذا ؟! أتجمد مكاني وتتوالى عمليات الاختفاء حتى وجدتني دون مقدمات ..اسحب لا إراديا داخل دوامة من الضباب الأسود .. وشرر استاتيكي يغلف الجو من حولي مما جعل شعيرات جسدي تنتصب جميعها .. ذلك الإحساس المنفر من جلدي ومن روحي ذاتها يتصاعد .. بعد ثواني بدأ ينقشع الضباب لأرى ساحة ترابية واسعة تمتد لتختفي في الظلال .. تضيء الساحة مجموعة من المشاعل القديمة .. أتلفت حولي عيني تجوب المكان ، تصدم قدمي ببروز بالأرض ، انحنى لأرى ،انتفض للخلف مفزوعا جمجمة بشرية .. مدفون معظمها في أرضية الساحة .. أنحني أمعن النظر في الأرضية لأجد البروز يظهر في أكثر من مكان .. تبدو كمقبرة جماعية لعينه .. لا اعرف بماذا أصف شعوري الآن ، ما بين الفضول القاتل وبين الخوف من القادم .. وبين الرهبة من الاكتشافات التي تتوالى على رأسي منذ أول الليل . من الظلام يقترب .. في هدوء وثقه قطع أفكاري ظهوره المفاجئ .. عباءته التي تطفو خلفه ، عينيه الحمراء المشعة التى ما لبثت أن خفت توهجها عندما دخل دائرة الضوء ما زال وجه مختفي داخل العباءة السوداء ، العرق البارد يمشط جسدي كسوط رفيع يهتك خلاياي العصبية ويمزقها .. يقترب منى يرفع غطاء رأسه ويظهر وجهه .. شعر كخيوط الكتان تطول حتى تدخل في العباءة ذاتها ، بشره بيضاء باهته كوجوه الموتى . عيون غائرة في مقلتيه مظلمة لا تعرف أين ينظر تحديدا ، شفتاه بنيه متبلدة ،إفراز اسود يخرج ببطء من بين حناياها بلا حاجبين وأنفه عبارة عن ثقبين فوق شفتيه .. لم يعد وصف حالي ذا جدوى تذكر .. شعره الشبيه بخيوط الكتان له إرادته الحرة ، يتحرك ليخترق جسده ذاته ـ بعض الخصلات تداعب جسدي وتتمسح في انفي ووجهي ، ثم تقف على رأسي و تخترقها .. الم شديد... ورؤى تندفع كشلال داخل عقلي .. رؤى هى الجحيم .. | ||||
|
| |
|
26-08-11, 02:00 PM
| #6 | |||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء 
|
| |||||||
|
| |
|
26-08-11, 03:48 PM
| #7 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
تابعى النهاية | |||||
|
| |
|
26-08-11, 03:59 PM
| #8 | ||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الذكريات التى تندفع داخل عقله تأخذه الى ما قبل التاريخ .. ما قبل جنس البشر ذاتهم العالم القديم كان موحشا .. بريا .. يسكنه الجان .. لم يكن ابو البشر قد طرد بخطيئته بعد .. هذا هو العالم البكر الوحشى الحار كالجحيم صباحا .. البارد كالزمهرير ليلا .. هذه طبيعه لم يتحملها سوى مخلوقات خارقه ، مخلوقات بعثت فى الأرض لتكون خليفه لكنها تحولت الى حرب شعواء بين ممالك الجان ... هذه فترة لم يذكرها التاريخ ولكن حملت الأرض اثارهم ، ندوب فى الأراضى السبع تنؤ بما تحمل من هول التاريخ القديم .. المشاهد تبين مبانى ذات طرز لم تخطر ببال بشر ... قصور من فضه .. قلاع من نار .. هذه فتره كان الصراع يحتدم بين مملكتين .. وملكين من اكبر ملوك الجان " باخور" قائد ممالك الشمال .. " عزار " قائد ممالك الجنوب . ملكين من اكثر الملوك شرا وطمعا .. فترة حكمهم قد تعدت الخمسة الاف عام .. حروب ليل ونهار .. جنود تموت بالبلايين .. الأرض ذاتها كانت ثائرة لم تتحمل هذا العبء الملعون .. حكماء المملكتين قد اضناهم البحث عن وسيلة تنهى هذا الصراع .. وبدأ الملكين يفقدون صبرهم .. الخسائر من الميدان بدات فى الزياده قرون بعد قرون .. الأجيال الجديده اسرع لكنها اضعف بكثير من الأجيال القديمه .. لا تأخذ حقها فى التناسل الجيد .. ثم جاء الغيث .. فى هيئة المنبوذ .. الحرس النارى منعه من الإقتراب من القصر .. لكنه اصر على مقابله الملك " باخور" وانه يحمل الحل الأخير فى الحرب المستعره .. أمر الملك بإدخاله وقد اشتعلت نار الفضول بين جنبات روحه .. يمشى فى القاعه محنى الظهر وأسماله القذره تترك أثارا على الأرضيه الناصعه .. الجميع فى القاعه ينظر له بإزدراء هذا من الجنس المنبوذ لا احقيه له فى الدخول هنا .. وتندفع الذكريات لتحكى عن الجنس المنبوذ.. ذلك الجنس المصنف من الدرجة السفلى بين درجات الجان .. مخلوقات لا تحمل من القوه من ان تكون جنود .. او حتى من الجمال ما يتيح لها ان تصنف خدما .. هذا هو الناتج من تزاوج الجان قديما مع مخلوقات " الدارمك " الحيوانيه البدائية .. بعدها نتج هذا الجيل الملعون الذى تبرأ منه الجان وتركوهم فى المنطقه المحرمه مخلوقات منذ ولادتها وهى تتغذى على الكره والحقد والقبح .. تمارس السحر الأسود ولا تختلط مع اى من اجناس الجان .. انعزلوا فى المنطقة المحرمه.. لم يكونوا مديدى العمر كالجان ولكنهم كانو يتكاثرون بكثرة ويمارسون السحر الأسود بكثرة ، بعيدا عن معترك الحرب والممالك المتنازعه كانوا فى كهوفهم يخططون ، اجيال خلف اجيال ، يعكفون على تطوير سحرهم ليكون اشد اظلام ، وبعد خمسة الاف عام من الفشل ظهرت بكورة سحرهم الأسود .. مخلوقات مظلمة قبيحه مخلوقه من صديد السحر الأسود ، مخلوقات تدين لصانعيها بالولاء .. مخلوقات الليل مخلوقات صنعت من الظلام والى الظلام .. الليل كان يدوم أعوام فى هذا الزمن الغابر لذا بدأ " المنبوذين " يضعون خطتهم السوداء حين بدأ غروب الشمس الأخير ، ظهر المنبوذ على ابواب مملكة الشمال .. ليطلعهم على سلاحه السرى ، السلاح الذى سينهى الحرب .. بعد ان انهى المنبوذ رسالتة وقد جذب انتباه الملك باخور لدرجة انه نهض من على عرشه فى اهتمام جلى ... قال له الملك وما مصلحتك ايها المنبوذ فى انهاء الحرب ؟؟ لم يرفع المنبوذ رأسه فى وجه الملك باخور وانما قال بصوت واثق " لا نبغى الا ان نكون خدما مطيعا وعبيدا وننول هذا الشرف المجيد .. " كان العرض مغرى لدرجة ان الملك اخبره " حسنا اريد ان ارى سلاحك الفتاك هذا .. لم يجب المنبوذ وانما اكتفى بان رفع عصاء التى توهجت بضباب اسود ثم ظهر من داخالها كهفهم فى الأراضى المحرمه مشهد لمجموعه كبيرة من المنبوذين وهم يحيطون مخلوق ضخم للغاية بشع الخلقه مسلسل بأصفاد نارية يزوم بصريخ شيطانى ارهب الملك باخور ذاته .. لم يكن المشهد حقيقا .. مجرد خدعه قام بها المنبوذ .. وقد نجحت بجدارة وحازت على اهتمام الملك .. وقتها وقف المنبوذ يشرح خطته فى الهجوم القادم على ممالك الجنوب .. خطه ساذجه ،لكنها لاقت اقبال وحفاوه من قبل الملك .. صرح له الملك بالإنضمام لكتائب جيشه المهوله بمخلوقه القادم من الجحيم .. خرج المنبوذ يحمل ابتسامه مقيته تحمل كل حقد الدنيا .. .... تتوالى المشاهد لتظهر مذبحه كامله قام بها الجنود ، كانت مخلوقات الليل تقدم الوهم والخوف وجبات جاهزة وتسمم بها ارواح الجنود ، تتغذى على خوفهم ، طاحت الجيوش تحطم نفسها .. سقطت الممالك وعاثت فى الأرض فسادا .. لكنها بقيت تدين بالولاء لصانعيها ... ولم يجد الجان بدا من فعلها فقاموا بغاره اخيره بعدما توحدت الممالك كلها وافنت كل المنبوذين ، ذريتهم المحرمه .. لكن لم يفطنوا الى الوبال الذى تركه المنبوذين خلفهم ، مخلوقات الليل ، مخلوقات مظلمة شنيعه انتقاما لصانعيها افنت حضارات الجن كلها.. وبقيت هى سيدة الأرض لسنين مديده الاف السنين كانت الأرض خواء الا من بعض مما بقى من الجان مختفيين فى بقاع نهاريه .. يتنقلون مع الشمس .. ولا يزروهم الليل قط .. فهناك فى الظلمه يعرفون ان ابناء الليل لن يرحموهم .. بعدها بعقود طويلة عمر الأنسان الأرض .. مخلوق بكر لا يعكر صفوه شىء صافى لا يعرف للشر طريق .. ربما هذا ما ابعد مخلوقات الليل عنه ، حتى حدث وبدأ البشر فى التفرقه وقتل بعضهم البعض ،وقتها آن لأبناء الليل الحضور .. ظهروا يحملون على اكتافهم لعنات السنين ، جاءوا بهول ارعب البشر قديما .. لم يجد البشر من نصير حتى ظهر الجان ، مقاتلين اشداء وقفوا بجوار البشر فى محاولة لردع الفناء عن الجنس البشرى الهش ... حتى جاءت المعاهده فى اول تواصل فعلى يحدث بين الأجناس .. معاهده لم يسجلها التاريخ ، لكنها توارثت بين الأجيال .. جيل بعد جيل ينقل التحذير ، لا تذكروا كلمات الليل ، لا تستدعوا ابناء الليل ... ومع طى البشر الأرض بحضاراتهم المتعدده تناسوا الأمر وان ظلت حكايا اسطورية تتناقلها القبائل حتى وصلت لتكون حكايا ليليه يخيفون بها الأطفال . **** افتح عينى وقد فهمت كل شىء .. اسئلتى جميعها تمت الإجابه عليها .، فضولى القاتل ارتوى .. المخلوق يقف امامى بلا اى انفعل وان تردد صوته مؤلما بعقلى المنهك .. " الان وقد اجيبت أسئلتك ايها البشرى .. فقد حان وقت الحصاد .. " اعرف انى انتهيت الأن ستسقينى هذه المخلوقات الوهم والخوف بحور .. ستقتلنى الف مره فتردد صوته " لا تجفل ايها البشرى .. فأنت الوريث " وانتفضت خصلات شعره مخترقه رأسى يضع بها خطتهم الأخيره .. خطة الفناء .. فناء كل الأجناس .. | ||||
|
| |
|
27-08-11, 12:29 AM
| #10 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
 | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
