شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   1109 - شىء من الحقيقة - شارلوت لامب جزء 1- د.ن (كتابة فريق الروايات المكتوبة) كامله** (https://www.rewity.com/forum/t175165.html)

بنوته عراقيه 27-05-12 09:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من بكرا راح تكمل فصول الروايه وهتكون بانتظام فصل كل يوم

قراه ممتعه

الاميرة النائمة 27-05-12 11:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مهانا العراقيه 28-05-12 05:45 PM

[rainbow]تجنن هاي الرواية عندي بس تلث اجزاء هاي الجزء اللي دتكتبيه بنوته والجزء الاخير الاستسلام وجزء ثالث اسمه الحلم وطبعا متشوقة اقرا التلث اجزاء الاخرى
انتظرج حبيبي بفارغ الصبر بس طبعا اخذي راحتج بالكتابة
تحياتي وشكرا عالكتابة [/rainbow]

حساسة ودمعتها الماسة 28-05-12 08:14 PM

لم تحضر جينا اجتماع مجلس الاداره ولكنها وهى تحرر مع هيزل ,بعض الرسائل التى يجب ان تذهب بالبريد هذا الصباح , كانت لا تنفك عن النظر الى الساعه بقلق ,كان هذا اطول اجتماع لمجلس الاداره مر بها ما الذى يحدث بقاعه الاجتماعات ؟كانت ساعدت هيزل باعداد القاعه ناظره طوال الوقت الى صور آل تيريل المعلقه على الجدران ,وقد بدو جميعا غايه فى الاهميه بشواربهم الضخمه ونظراتهم المتغتطرسه اليها , لم يجذبها شكلهم ولكنهم كانوا يوحون بثقه منيعه للغايه
سألتها هيزل :"ماذا فى ذهنك"
"ماذا قلت "
"انك تواصلين النظر الى الساعه ,هل تتوقعين اتصالا هاتفيا مثيرا؟ "
فقالت جينا وقد احمر وجهها :"كلا لا اتوقع ذلك "
"امازلت تقابلينه "
فقالت جينا كاذبه :"لا ادرى عما تتحدثين "ذلك انها كانت تعلم جيدا ان هيزل تتحدث عن نيكولاس كاسبيان,لم تره منذ اسبوع منذ ذلك العشاء في المطعم ,لقد بقيت تحدث نفسها بأنها مسروره لانه تبلغ الرساله,وتركها وشانها ولكنه لم يبارح ذهنها قط,كانت لا تكاد تعرفه ,وما عرفته عنه لم يعجبها .... فلماذا لم تستطع نسيانه ؟
قالت هيزل ضاحكه "اه دعك من هذا ,فأنتن تعلمين جيدا من اعنى , ماذا قلت اسمه ؟"
"لم اقل شيئا ,هل لنا ان نتابع عملنا ؟سرعان ما تحل ساعه الغذاء"
نظرت هيزل الى ساعتها :"هل تاخرنا الى هذا الحد؟لا بد ان الاجتماع قد انفض الان مهما كانت المزاضيع التى يتحدثون فيها كثيره ,لقد مضت عليهم ساعات "
لم تستطع جينا ان تمنع اهه صدرت عنها فنظرت اليها هيزل بحده " ما الذى حدث يا جينا ؟ ثمة شائعات كثيره في المكان كما تعلمين ....."
"ما كان لك ان تصغى اليها "
تشنج جسم هيزل ازاء لهجه جينا الغاضبه ,مهما كانت الصداقه التى تجمع بينهما الا ان من المستحيل على هيزل ان تنسى ان جينا من اسرة تيريل ,وجينا نفسها لا تنسى هذا,فأذا شعرت بشخص تجاوز حدوده معها سرعان ما يتلقى منها التعنيف الذى يستحق .
قالت هيزل بشيء من البروده "دوما اقول لهم ان نشر الاقاويل هو انعدام من المسؤوليه , انى لا اشجع على ذلك "
القت عليها جينا نظرت اعتذار سريعه "اسفه يا هيزيل لم يكن فى نيتي اظها الحده في صوتي , كل ما في الامر اننى قلقه ..."
اخذت هيزل تنظر اليها بعطف دوما كانت تشعر بالاسى لاجل جينا ,اذ رغم الرفاهيه التى تعيش فيها , لابد انها تشعر بالوحده احيانا , وهى تعيش في ذلك المنزل الكبير وحدها مع رجل عجوز,انها ما زالت صغيرة السن وما كان لها ان تعيش بذلك الشكل .
قالت هيزل برقه :" أعلم هذا , فالمؤسسه تعانى من مشكلات وهذا كله بسبب باربري وارف , والوقت الذى استغرقه البناء ! انا اعلم ان السير جورج قلق بشأن النفقات فهو لا ينفك عن الاجتماع بالمحاسبين والمحامين , ومن الواضح ان هناك قلقاً بشأن المال , ولكن المؤسسه ما زالت صامدهوالوظائف امنه "
لقد أبقاها السير الجورج هى ايضا في الظلام كما فعل مع جينا , لقد حمل العبء وحده ,وهو لم يكن يريدها ان تمنح هيزل ولو اشاره الى تلك الشائعات الصحيحه .
قالت جينا :" انا واثقه من انك على حق "لقد فكرت في انه لو حدث الاسوأ, فان سكرتيره في كفاءة هيزل لن يستعصى عليها العثور على وظيفه اخرى ,وفي الواقع اى شخص سيستلم الصحيفه لا بد ان يجدها مفيدة جدا ,وفكرت جينا بمرارة في شكل هيزل اذا هى اخبرتها بانها هيزل قد تجد نفسها يوما ما تشتغل تحت أمرة نيكولاس كاسبيان, ومن الواضح انها وجدته جذابا للغايه .
أشرق وجه هيزل بالابتسام :" حسنا انا مسرورة بالنسبه لهذا

حساسة ودمعتها الماسة 28-05-12 08:16 PM

أشرق وجه هيزل بالابتسام :" حسنا انا مسرورة بالنسبه لهذا "
وأذا بالسير جورج يدخل متمهلا , متكئاًعلى عصاه,القت عليه جينا نظره سريعه متفحصه ,فانتبهت الى شحوبه وخطوط الانهاك على وجهه .
قال هيزل مسرورة وهى تجمع كومة الرسائل :"ها قد انتهى الاجتماع اخيرا ,اصبحت الاجتماعات اطول يوما بعد يوم "
فقال مكتئبا :" نعم احضرى لى شيئا اشربه يا جينا , من فضلك "
تبادلت الفتاتان النظرات , ثم عادت هيزل لتقول :"ان لديك موعدا للغذاء بعد نصف ساعه ,مع اصحاب شيلتون تراست , لقد تركت قائمه بالمخابرات الهاتفيه الهامه التى جاءت في غيابك وذلك على مكتبك هنا , ليس بينها ما يتطلب ردا عاجلا, ولكن الثلاثه الاولى بحاجه الى جواب هذا النهار , اتريد منى القيام بشيء قبل الغذاء سير جورج ؟"
هز راسه نفيا ثم غاص في مقعده الجلدى ,وهو يمد يده ليتناول كأس الشراب الذى احضرته جينا ,خرجت هيزل بهدوء مغلقه الباب خلفها بيناما وقف جينا خلف الرجل العجوز,واضعه يدها على كتفه تخفف عنه .
ثم سألته :"ماذا حدث ؟"
تمتم يقول :"انه اصعب اجتماع عرفته على الاطلاق , انك تظنين وانت تستمعين إليهم اننى في سبيلى متعمدا لتدمير الشركه ,حسنا انهم خائفون فمعظمهم لهم أسهم في المؤسسه ويخافون من خسارتهم اموالهم ,لكنى انا الذى عينت كلا منهم في مجلس الاداره , كما تعلمين كنت اظن بعضا منهم اصدقاء لى , ولكن يبدو انك لا يمكن ان تثقى بأحد ,ولن يدهشنى اذا هم اتصلوا جميعهم بنيكولاس كاسبيان اليوم ."
اجفلت مذعوره ثم قالت بذعر :" الجراذين هى التى تهجر السفينه عندما تغرق ."
فحملق السير جورج فيها " اننا لم نغرق بعد , فلا تبدإي بمحونا انت ايضا "
فقالت بذعر :" كلا ,كلا ابدا , كل ما عنيته هو ......."
اخذ العجوز يربت على يدها متنهدا " اعرف اعرف ... اسف يا عزيزتى ان طبعى ضيق حاليا , اولئك الرجال يأتون الى الاجتماعات فقط لكي يبصموا على القرارات , وعندما تتعسر الامور ينقلبون على "
سألته " هل اصدرتم هذه المره اية قرارات ؟"

فقال " نعم وهو ان يدعى حملة الاسهم للاجتماع حالا "
انهى كوبه ووضعه على المكتب حينئذ وقعت عيناه على قائمه الاتصالات الهاتفيه التى كانت هيزل وضعتها على المكتب فقال " ارى ان لورا اتصلت مرة اخرى "
فقالت جينا " تجاهلها "
"لا استطيع المجازفه بإغاظتها حاليا , فهى تملك خمسه بالمئه من الاسهم "
لم تكن جينا تعلم ذلك ,فتسالت اذا كان نيكولاس يعلم ذلك , وعما اذا كان هذا هو السبب الذى يجعله رقيقا ساحرا معها بشكل مدهش , كانت تعلم كيف يتصرف رجل مثله ,فهو يمسك بقائمه تتضمن اسماء حمله الاسهم , ثم يرى ما اذا كان من المحتمل ان يبيع اى منهم اسهمه ,فإذا هو ادرك ان لورا تملك اسهما في سنتنال , فقد يلبى دعوتها له الى حفلتها حيث يقنعها ببيعها .
سألت الرجل العجوز :" هل ستذهب الى حفلتها مساء السبت "
فتأوه قائلا :"اظن يتوجب على ذلك , وربما هى تتصل بي الان لتذكرنى بها مره اخرى "
غضت جينا شفتها , لو انه ذهب وكان نيكولاس هناك , فقد تتعمد لورا بخبث زله لسان تخبره بنها راتهما معا في ذلك المطعم , فهى من ذلك النوع من النساء و رغم وعدها بان لا تقول شيئا ,وهكذا ربما من الحكمه ان تسبقها فتخبر السير جورج عن مقابلتها له سرا .
قال السير جورج بتعب :"كاسبيان في السوق يشترى ما يحصل له من اسهم , لقد اعلن اهتمامه بذلك هذا الصباح وطبعا دفع هذا اسعار الاسهم الى الارتفاع على الفور , ولا شك ان كثيرون سينتهزون هذه الفرصه بما في ذلك اعضاء مجلس الاداره بدون شك بعد ان استمرت اسعارنا اشهرا في الانخفاض ". وبدت المراره على وجهه , ومال في كرسيه الى الخلف مغمضا عينيه , فنظرت اليه بمحبه وعطف متمنيه لو ان بامكانها ان تساعده بشيء .
ثم قال بإكتئاب :" كان حظنا نحسا فقد اخذنا ببناء باربري وارف في وقت غير ملائم بالنسبه الى اقتصاد البلاد , لو كنا بنيناه اثناء الازدهار لكانت النتيجه ممتازه , ولكن كيف لى ان اتكهن بأن الركود التجارى سيعم البلاد بعد سنتين من تصميمي على الانتقال ؟"
فقالت بسرعه "طبعا ما كان بإمكانك التكهن بذلك ,انه مجرد سوء حظ هل سمعت شيئ عن نيكولاس كاسبيان ؟"
" اه نعم لقد طلب الاجتماع بى .... اننى لم اتكلم معه , ولكنى تلقيت رساله مطوله من مندوب يبدو انه يريد اتفاقيه ما ......." جذبت جينا نفسا عميقا ثم قالت :" لقد تحدثت اليه "
حدق اليها ثم سألها :"ماذا ؟ متى ؟"
فقالت:" منذ يومين "
قطب جبينه ثم سألها :"في الهاتف ؟" اخذت تهز راسها , فقال بحده :"هل جاء الى هنا مره اخرى ؟لماذا لم تخبيرنى ؟"
لقد طلب منى ..... ان اكون واسطه بينكما ...ان اتحدث اليك مقترحه تسويه "رأت وجه الرجل العجوز يظلم من الغضب والصدمه فأسرعت تتابع "ظننت انه هناك ربما فائده اذا تحدثت معه , فأكتشف ما يخطط له ..... وهكذا .... وهكذا تناولت العشاء معه "
زمجر هادرا " فعلت ماذا ؟"
فأجفات " اسفه اذا كنت مخطئه , ولكنى كنت فقط احاول المساعده , قال ان كل ما يريده هو مقعد في مجلس الاداره , وصت في صنع سياسه الصحيفه , وستبقى انت الرئيس "
قطب السير جورج جبينه وبدا الاهتمام البالغ في عينيه " هذا كرم منه ولكنه لن يرضيه , انها فقط الافتتاحيه انه يسعى الى السيطره اعرف ذلك " ونظر اليها بغضب "كيف امكنك التحدث معه من وراء ظهرى ؟ كنت اظنك انت من بين كل الناس تلافضين خيانتى ...."

شحب وجهها وهى تقول متلعثمه "لكنى لم افعل ..........هذا ولن افعله "
فتمتم يقول وقد ثقلت انفاسه "يكفى ان الرجال الذين ادخلتهم بنفسي الى مجلس الاداره قد انقلبوا على ولكن انت ! لم يخطر لى قط انك ستفعلين هذا "
إغرورقت عيناها بالدموع "لا يمكنك ان تصدق انى قد افعل شيئا يؤذيك "
ولكنك آ’ذيتنى , هيا اغربى عن وجهى "
وقفت تحدق اليه شاردة الذهن , فخبط على المائده بقبضته وقد نفر عرق ازرق في صدغه "هيا اذهبى ودعينى وحدى "
استدارت لتخرج وهى ترتجف وفى حلقها غصه ولكن ما ان وصلت الى الباب حتى قال بخشونه "كلا , كلا اسف يا عزيزتى , انا طبعا اعلم انك لا يمكن ان تخونينى,انك على صواب في الحديث اليه ,وشكرا لمحاولتك المساعدة "
التفتت اليه والدموع تنهمر على وجنتيها فمد لها يدا ترتجف "اننى عجوز احمق يا عزيزتى سامحينى "
عادت اليه راكضه ,وقفت بجانب كرسيه مائله برأسها عليه . فوضع ذراعه حولها ومضى يربت على راسها " لاتبكى بهذا الشكل تعلمن انى اكره رؤيتك تبكين "
حاولت ان تضحك فدس في يدها منديله " خذى امسحى عينيك بهذا "
أطاعته مدركه ان وجهها في حاله سيئه الان , عيناها حمراوان وقد امحت كل زينه من وجهها .
قال الرجل العجوز "اشعر بالضياع يا جينا ,لا استطيع الشرح .........ولكن ارادتى مشلوله ,ولا ادرى ماذا على ان افعل , اننى ارى الكارثه تقترب وتقترب ولا ادرى ما افعل لانقذ نفسي او المؤسسه , ماذا افعل ؟"
ساد صمت طويل ثم قال " الحق معك طبعا , ان على ان اتناول الغذاء الان مع اصحاب الجمعيه الخيريه اولئك , الان .......فهل لك ان تتصلى بكاسبيان وترتبى اجتماعى به عصر هذا اليوم ؟سأكون خاليا من العمل الساعه الثالثه , وكلما كان عدد الذين يعلمون بهذا الاجتماع قليلا كان ذلك افضل . اخبريه اذن ان يأتى الى في بيتنا , الساعه الثالثه والربع , والافضل ان تكونى موجوده يا جينا , قد يكون من الافضل ان يكون هناك شاهد , سأذهب بعد الغذاء مباشره الى البيت فلاقينى هناك قبل الثالثه بقليل والان يجب ان اذهب ,ان هاتف كاسبيان في رسالته ستجدينها في الملفات اصرى عل مكالمته شخصيا واذا لم يكن موجودا فاتركى له رساله ليتصل بك , اريد ان يبقى هذا الامر سرا تماما "
سار نحو الباب ببطءثم وقف والتفت اليها قائلا بابتسامه صغيره ملتويه "اسف لانى نهرتك يا جينا "
" لا باس انك متوتر للغايه وانا متفهمه ذلك "بعد ذهابه اخذت تبحث عن رساله كاسبيان وعندما وجدتها جلست تحدق الى الهاتف وكأنه سيعضها .
اخد رفع سماعه الهاتف وادارة الرقم كثيرا من جهدها قد لا يكون موجودا , انه اما في الخارج الان يتناول غذائه او مشغول ,اكتشفت ان الرقم هو لمكتبه في لندن وردت عليها امرأة بصوت ناعم رقيق " مؤسسه كاسبيان الدوليه "
فقال جينا بصوت ابح " السيد كاسبيان ارجوك "
"من المتكلم ؟" سالها الصوت الهادىء دون اهتمام .
فترددت برهه ثم ذكرت اسمها " انتظرى على الخط من فضلك ,وسأرى ان كان السيد كاسبيان موجودا"
اخذت جينا ان تدعو ان لا يكون موجودا , ولكن بعد لحظه جاءها صوته الهادىءيقول "الو "
سألت " السيد كاسبيان " وكانت تعلم ذلك جيدا اذ ان خفقان قلبها كاد ان يصمها .
اجاب بجفاء " تعلمين انه انا , ماذا تريدين يا جينا ؟"
اغضبتها لهجته فقالت بلهجه بارده كالثلج "يريد السير جورج ان يتحدث معك هل يمكنك الاجتماع به ,في بيته الساعه الثلثه والربع عصر هذا اليوم ؟"
سكت لحظه ثم قال فجأة " الموعد قريب جدا "
حاولت ان تجعل لهجتها عفويه كلهجته " الا يمكنك الحضور ؟"
سكت مجداا ثم قال " اه نعم سأكون هناك , ما نوع هذا الاجتماع ؟ هل على ان احضر احدا من رجالى معى ؟ اعنى محاسبين محامين ......"
" كلا يريد السير جورج ان يكون هذا الاجتماع سرا ......انت وهو فقط كما انه يفضل الا تخبر احدا انك ستقابله "
"نحن الاثنان فقط اذن ؟" وبدا على نيكولاس التفكير بإمكانها تصور تلك النظره الحذره في تلك العينين الرماديتين الصارمتين , وذلك العقل الجبار وهو يعمل بسرعه انه سيحاول التكهن بما صمم السير جورج عليه , اجابت بعداء هادىء ," كلا سأكون انا معكما ايضا بصفه شاهده على حديثكما "
بدت السخريه في صوته وهو يقول "اثنان ضد واحد ؟ هذا ليس عدلا ولكننى اقبل الى اللقاء يا جينا "
ثم اقفل السماعه فوضعتها من يدها وهى ترتجف ,يجب ان لا تدعه يؤثر عليها بهذا الشكل .
كانت تزين وجهها في غرفه الملابس عندما دخلت عليها هيزل باسمه " هل انت جاهزه ؟"
فأجابت جينا " نوعا ما "ثم انتظرت ريثما مرت هيزل بالمشط في شعرها واعادت صبغ شفتيها , وكانت دوما انيقه لا عيب فيها , تبدو وكانها خرجت لتوها من من بين يدى خبيره التجميل , وكان عملها بنفس المستوى كل ما تقوم به تنجزه بكفاءه تامه , فهى سكرتيره ممتازه .
استقلتا الحافله الى الطرف الغربي من المدينه كانت الشمس مشرقه هذا النهار , ولندن تستعد للعيد واجهات المتاجر تتألق في اشعه شمس الشتاء بزينه العيد , كما كانت الزينات تمتد من اول شارع اكسفورد الى نهايته .
قالت هيزل بابتسامه سعيده "الا يبدو كل هذا جميلا ؟كم احب فتره العيد "
"لن يحل قبل اسابيع يبدأون به باكرا هكذا ؟ انهم يبكرون به سنة عن سنه "
كان شارع اكسفورد يعج بالمشترين ,ولكن الهواء كان باردا ,رغم اشعه الشمس ,فارتجفت جينا داخل معطفها الروسي ,لقد ازداد شعورها بالبرد منذ لقائها ذاك مع نيكولاس كاسبيان , لقد اصبحت اكثر حساسيه لما يحدث من حالة الجو الى نقاش في المكتب ,كما ان دموعها اصبحت سريعه التدفق ,وطباعها ازدات حده .
سارتا على رصيف الشارع تتفرجان على واجهات متاجر الاحذيه , وعندما وصلتا الى مكان ماربل ارك , عثرتا على ما كانت هيزل تبحث عنه ......... حذاء ذا لون ازرق باهتا يتلائم مع ثوب اشترته حديثا لترتديه في عرس صديقة لها سألتها هيزل "اين سناكل ؟"
اجابت جينا وهى تنظر الى ساعتها "في سلفريدج وهو امامنا حيث انه ليس لدينا ما يكفى من الوقت اذ لدى موعد في الساعه الثالثه , وهكذا على ان اتركك الساعه الثانيه والنصف "
فقالت هيزل " لا باس بالنسبه لدى "ثم استقلتا المصعد الى الطابق الاعلى حيث المطعم ,وما ان دخلتا حتى جاء النادل يعتذر بأن ليس لدهم مائده خاليه
سألتها هيزل " هل ننتظر ؟" ولكن جينا هزت رأسها وهى تبتعد , واذا بصوت خلفهما يقول " مرحبا يا سيده تيريل .... هل تذكريننى ؟ انا بييت فان ليدن , سمعت النادل يقول انليس ثمة مائده خاليه لأجلكما ,ولكن يسعدنى ان تشاركانى مائدتي انا وحدى ,ولكن مائدتي تتسع لثلاثه بسهولة "
اجفلت جينا ثم ابتسمت بخجل "شكرا يا سيد فان ليدن ,هذا لطف بالغ منك "
"قولى بييت فقط من فضلك "
"اه حسنا, شكرا يا بييت وانا جينا فقط " ثم عرفته الى هيزل ,فصافحها دون ان ينظر اليها تماما , وهو يحييها بأدب ,ثم ابتسم لجينا "لم اظن ان الحظ سيسعدنى برؤيتك مره اخرى .......هذا رائع تفضلا بالجلوس هنا "وكان النادل قد اعد مكانين لهما اثناء حديثهم ,اشار بييت الى جينا بالجلوس بجانبه , فجلست هيزل الى جانبها الاخر بينما ناولها النادل قائمة الطعام ,واذ رات جينا نظرت هيزل المستفهمه , قالت لها "السد فان ليدن هو مهندس يعمل في مؤسسه كاسبيان الدوليه "
فقال هيزل بأدب " مهندس ؟هذا مهم جدا "
القى بييت عليها نظره سريعه ثم قال بادب "نعم وانا احب مهنتى "
احمر وجه هيزل قليلا كانت جميله جدا , وقد اعتادت الحصول على انتباه الرجال ولهذا جرحها عدم اهتمام بييت بها , فقال بحده " طبعا ,اما انا فلست سوى سكرتيره لا اهميه لها "واخذت تتسال بامتعاض عما اذ كان مظهر جينا هو الذى يعجبه ......ام اموال السير جورج ؟
قالت جينا بسرعه محاوله تهدئه مشاعر هيزل "ان هيزل تتواضع بتحولها هذا , فهى سكرتيرة السير جورج تيريل "
ولكن بيت لم يهتم بذلك , فقال بعدم اكتراث "احقا ؟"
قالت هيزل بحده وهى ترفع وجهها نحوه "نعم حقا "
ولكن بييت كان قد عاد بنظراته الى جينا "وانت مساعدته الشخصيه اليس كذلك ؟"فأومأت ايجابا شاعره بالضيق من نظرات هيزل الغاضبه . سأل "هل كنتما تتسوقان؟"
اجابت هيزل باقتضاب "انا التى كنت اتسوق , وقد اشتريت حذاء "
تكرم عليها بنظره قصيره ,ربما لاحساسه بالغضب في لهجتها , ثم قال متصنعا الاهتمام " اه ما اجمل ذلك "ثم عاد ينظر الى جينا "وانت ؟ الم تشترى شيئا ؟"
بعد ذلك لزمت هيزل الصمت وهى تفكر باكتئاب ......بينما اخذت جينا تنظر اليها بقلق ,لقد اوضح بييت فان ليدن بتصرفاته انه يعتبر ثلاثه اشخاص حشد كبير , وانه يتمنى لو ان هيزل لم تكن موجوده , وقد تملك جينا الحرج ,ولكن ماذا بامكانها ان تفعل ؟
كانت الخدمه سريعه لحسن الحظ ,وكان بييت يخص جينا بحديثه ما جعلها تحاول اشراك هيزل ولكن هذه لم تستجب .اكلت طعامها المؤلف من السمك المشوى والشمام ,مسمره نظراتها في طبقها وعندما انتهت نهضت واقفه "انا ذاهبه يا جينا ,سأراك في المكتب "
رفع بييت فان ليدن بصره اليها ,وكأنه انتبه الى العداء الموجه نحوه , ثم اقترف اكبر غلطه حتى الان ,فقد ابتسم بحراره "اه هل ستتركينا ؟"قال دون ان يخفى سعادته بذلك
فقال هيزل بحده "نعم كما ترى "ثم استدارت على عقبيها خارجه , اتسعت عينا بيت الزرقاوان وهو يحدق في اثرها وقد بدا عليه الاضطراب , ثم سأل جينا مقطبا حاجبيه "اترانى اخطأت بقول شيء"
نظرت اليه بشيء من الرثاء " هذا غير مهم " وما فائدة الشرح ؟ربما هو لن يلتقى هيزل بعد الان , واذا حصل هذا بامكان هيزل ان تقول له ما تريد ,دون شك , قال لها "صديقتك هذه غريبه الطباع "ثم منحها احدى ابتساماته الصبيانيه المتألقه "انما الان بعد ذهابها لم يعد سوانا نحن الاثنين .........وبإمكاننا الان ان نتعرف على بعضنا البعض حقا "
نظرت جينا الى ساعتها بأسف " انا اسفه اذ على ان اذهب الان "تنهد باسى بينما احالت اشعه شمس الشتاء الباهته المنبعثه من النافذه ,شعره الى ذهب متألق , انه يكاد يكون رائع الجمال بالنسبه الى رجل ,كما اخذت تفكر وهى تنظر اليه ,كان ظريفا دافىء الحديث محبوبا , لكنه لم يكن يبدو بقوة شخصيه نيكولاس كاسبيان المثيره طبعا , وتوهج وجهها
قال " اريد ان اراك مرة اخرى ارجوك, هل نتعشى معا المرة القادمه ؟ سيكون لدينا المزيد من الوقت للحديث "
فقال " ربما ذات مساء "واشارت الى النادل قائله "اريد قائمه الحساب لنفسي وللسيده التى كانت معى من فضلك

حساسة ودمعتها الماسة 28-05-12 08:17 PM

"
فقال بييت " كلا لقد دعوتكما للغذاء معى , وسادفع انا الحساب "
لم تجادله بعد ان رات تصميمه ,ولم يكن لديها وقت لحديث طويل وهكذا ابتسمت له "شكرا انك بالغ اللطف , اما الان يجب ان اذهب مع الاسف "سالها وهو يقف معها "ايمكننى الاتصال بك ؟"
ترددت لحظه ثم اندفعت تقول "نعم طبعا " ربما بامكان بييت ان يصرف ذهنها عن التفكير في نيكولاس كاسبيان .
فلمعت عيناه " انى متشوق لذلك كثيرا "
عندما اسرعت خارجه من المطعم واستقرت في التاكسي اخذت تتسال عما اذا كان سيذكر لقائهما هذا لينكولاس , وكان هذا ما ترجوه ,عندما عادت الى منزل السير جورج قبل الثالثه وجدته خاليا ,كانت مدبره المنزل في الخارج تتسوق في الاغلب , وزوجها جون يقود السياره بالسير جورج , كان الاثنان يديران المنزل دفتى تطبخ وتنظف المنزل , بينما جون ليس سائقا فقط ولكنه يقوم بكل ما يطلبه منه سيده .
سارت جينا من خلال الردهة الى المطبخ الذى كان يقوم خلف باب من خشب الماهوجانى حيث اعدت صينية الشاي لكي تقدمها للسير جورج ونيكولاس كاسبيان عندما يصلان ,هذا اذا لم يطليا شيئا اخر ثم اندفعت صاعدة الى الطابق العلوي حيث غرفتها لكى تغير ملابسها من تنوره رصاصيه وبلوزه بيضاء انيقه , الى ثوب اكثر رقه وجمالا ,محدثه نفسها بان ذلك ليس من اجل نيكولاس طبعا ,او ليس بالظبط انها ما تزال تكره الرجل , واذا لم تره قط بعد ذلك فهذا افضل , ولكن بما انه سياتى في اية لحظه , فانها لا تريد ان تفتح له الباب بادية الاحتشام والبلادة , كلا تريدة ان يجلس وينتبة اليها !
اخذت تنبش خزانتها بلهفة ,وفجأة رات ما كانت تبحث عنة .....كانت اشترتة عندما كان جايمس حيا وذلك لترتدية في حفلة ازياء تنكرية ,وكان من طراز ازياء العشرينات من هذا القرن ,كان جايمس اعجب بها جدا في هذا الثوب ,ولكنها لم تلبسة قط بعد ذلك كان ثوبا اسود بسيطا تنحدر منه فتحة العنق بشكل فاضح , كما ان التنورة ذات الكشكش تنتهى فوق الركبه ,هل ما زال يلائمها ؟ اخذت تتسأل عن ذلك وهى ترتديه ,ودهشت اذ رأته ما زال كذلك ,سرحت شعرها النحاسي ,ورفعته فوق رأسها وثبتته بعقده كبيره بشكل فراشة سوداء ,وصبغت شفتيها بلون احمر ,وذّرت على جفتيها لونين ذهبيا واخضر , ما جعلهما يتألقان كالشمس ثم تراجعت الى الخلف واخذت تحدق في صورتها في المرآة .
كلا لا يمكنها ان تدع نيكولاس كاسبيان يراها بهذا الشكل ,وكذلك السير جورج ان بأمكانها ان تتصور وجه الرجل العجوز يكسوة الذعر ........كلا ان عليها ان تغير ملابسها الى ثوب اكثر ملاءمه واتزان .
بعد لحظه واحدة تصاعد رنين جرس الباب ,فأجفلت من المؤكد انه ليس هو , وبينما اخذت تتسأل من عسى ان يكون عاد رنين الجرس يتصاعد فأسرعت تهبط السلم .
توقعت ان يكون القادم نيكولاس مع ذلك ,عندما فتحت له الباب شعرت بسهم عنيف يخترق صدرها لم تعلم ما اذا كانت صدمه ام الما , قالت بصوت خافت " انك مبكر ".
لم يجب نيكولاس فقد شغله عن ذلك التحديق اليها , من كتفيها الابيضين الناعمين منحدرا الى الساقين الطويلتين بجوربيهما الاسودين .
اخذت نبضات قلبها تتسارع ولكنها تمكنت من القول " السير جورج لم يأت بعد ولكنه سيصل حالا ".
ثم تنحت جانبا وهى ترتجف فدخل بأناقه متزنا بمعطف اسود من الكشمير كان مفتوحا كاشفا عن البدله الرماديه المخططه التى يرتديها , اغلقت الباب شاعرة بالتوتر من الرأس الى القدم والخجل البالغ يتملكها وهي تشعر به يراقبها كالصقر ولكن ما الذى كان يفكر فيه ؟
خلع معطفه وألقى به على كرسي بالردهه, ثم اخذ يتمشي محدقا في الصور المعلقه على الجدران .
قالت له "ربما يعجبك الانتظار هنا "فسار داخلا الى غرفة جلوس فسيحه يغلب عليها اللونان الاخضر والذهبى , وهو ينظر حوله الى الاثاث الستائر المخملية الذهبية اللونخزانة البروسلينالزجاجية الطرازتقف في كوة في الجدار في زوايه من القاعة , وذلك قبل ان يحول عينية المضطربتين الى جينا مرة اخرى .
قال بسرعه " اجلس من فضلك , هل احضر لك شرابا ؟شاى قهوة , ام شيئا اخر اقوى ؟"
ابتسم لها والسخريه في عينيه "لا اظنك تريدين ان تغويني ومن ثم تقنعينى بقبول ما يريدة السير جورج , اليس كذلك ؟"
انفجرت تقول وقد التهب وجهها "لا تكن سخيفا "
"احقا ؟ ولكن بإمكانك بثوبك هذا ان تجعليني اقبل بأى شيء "
فقالت بحدة " انى لم البسه لاجلك "
نظر اليها بحدة وقد ضاقت عيناه " كلا ؟ من هو ذلك الرجل المحظوظ اذن ؟"
فقالت وقد التهبت عيناها الخضراوان "هذا شأنى الخاص "
نظر اليها بإمعان , وعادت تسأله عما يريد ان يشرب بقى لحظه لا يجيب وقد تجمدت ملامحة , ثم قال بلهجه بارده " الافضل ان اتناول كوبا من القهوة السوداء تجلى الذهن "
"سأحضرها اليك " قالت ذلك شاعرة بالارتياح للابتعاد عنه وعن صحبته , وفي المطبخ اخذت باعداد القهوة وقد انشغل بالها ,لماذا كذبت علية فجعلتة يعتقد ان في حياتها رجلا؟ لقد قالت ذلك كيلا يظن انها ارتدت هذا الثوب لاجله , ولكن الكذب هو دوما خطأوتمنت لو انها لم تفعل ذلك .
وضعت الفناجيم وصحونها وابريق القشدة وأناء السكر ,وأطفأت النار تحت ابريق القهوه ثم نظرت حولها تبحث عن صينيه , واذا بها تكتشف ان مديرة المنزل وضعت الصوانى عل رف في المطبخ القديم الطراو والذى يكاد يصل الى السقف .
صعدت الى كرسي عال لتصل الى الرف ولكن ما زال عليها ان تقف على اطراف اصابعها ,متطاوله لتصل يدها الى الصينيه ما جعل الكرسي يتارجح بها .
واذا بصوت نيكولاس يهتف بها في تلك اللحظه " حذار"فأجفلت ما جعلها تنزلق وهى تصرخ مذعورة , ثم تسقط ولكن نيكولاس تلقاها قبل ان تصل الى الارض , ممسكا بها بشدة بينما سقطت الصينية الفضية الثقيلة على الارض محدثة صوتا كالرعد .

جعلها الصوت تجفل , ناظرة الية وهو يطوقها بذراعيه ومضت لحظه دون نهاية اخذا فيها يحدقان في عيني بعضهما البعض ,كانت تسمع دقات قلبها تخفق بين ضلوعها بقوة وسرعة فيتجاوب صداها في مكان ما ...... أم لعلها خفقات قلبة ؟.
طالما أرقت الليالى في سريرها تتساءل عما يكون عليه شعورها لو انة اخذها بين ذراعية .... وها هى ذى تعلم الان .

ثم اذا بصوت باب يصفق تبعة صوت مفتاح يدور في قفل الباب الخارجى تركها نيكولاس حالا فهمست مجفله " لا بد انه السير جروج "وشعرت بساقيها من الوهن ,بحيث لم تستطع ان تصل الى الكرسي .
اومأ وقد اظلم وجهه واخذ يسوى شعره بيده " سأذهب لاتحدث الية ,بينما تعدين انت القهوه " ثم استدار على عقبية وخرج من المطبخ .
بقيت جينا لحظه لا تستطيع الحراك ,كيف امكنه تمالك نفسه بهذه السرعه , كان محمر الوجة غير ثابت على قدمية , ولكنو كان سريع التفكير والحركه , ربما لم تكن المشاعر التى تبادلاها تعنى شيئا كثيرا بالنسبة له ,والا كيف استطاع العودة الى طبيعتة بهذة السرعة ؟.

بدت المرارة على ملامحها ,لا شك انة بالغ الخبرة في هذه الامور , كم من النساء ذابت بين ذراعية وتوهج وجهها ازاء شعورها بالخزى والذنب , وشعرت بالاحتقار لنفسها بللت منشفه بالماء البارد ووضعتها على عينيها وجبينها ,كان راسها ينبض بالالم عليها ان تجمع شتات نفسها , فهى لن تتمكن من مواجهته الان ,لا تستطيع الجلوس معه ومع الرجل العجوز في غرفه واحده ,موجهة عينية السا خرتين اه ولكنه كان متأثرا بها ايضا ,وتذكرت توهج وجهه وارتجاف يدية ونظراته .....فهل كان يخدعها ؟يا له من ممثل بارع .

ابتدأ الهاتف على جدار المطبخ بالرنين ,اجفلت ثم تقدمت ترفع السماعه , جاءها صوت السير جورج هاتفا بضيق "جينا ؟ اين القهوه ؟ سأتناول فنجانا انا ايضا "
" انا قادمة الان "ووضعت السماعه ثم وقفت للحظه تتنفس بعمق مجاهده في تمالك مشاعرها , عليها الا تدع نيكولاس يرى ما فعله بها .
عندما دخلت بالصينيه الى الردههوقفت للتفحص مظهرها في المرآة , لكنها بدت طبيعية بشكل مذهل هذا بستثناء شعرها الاشعث , ثم دست خصلات شعرها بالشينيون ما بدت معه اكثر اناقه .

عندما دخلت الى الغرفة , كان نيكولاس جالسا على كرسي بذراعين فهب واقفا لرؤيتها ثم تقدم منها يأخذ من يدها الصينيه ثم يضعها على المنضدة .
سألته" كنت طلبت قهوه سوداء اليس كذالك ؟" قالت له ذلك وهى تواجه عينيه الهادئتين بثبات , شاعرة بالارتياح لتوقف يديها عن الارتجاف .
اخذ نيكولاس الفنجان الذى قدمته له ,ثم عاد الى كرسيه فحملت فنجان السير جورج الية , كان الرجل العجوز ينظر اليها بأمعان رافعا حاجبيه وفى عينيه نظره ذهول " لم ار هذا الثوب من قبل "

احمر وجهها وهى تشعر بنيكولاس ينظر اليهما مستمعا وقالت "انه عندى منذ سنوات ولكننى لا ارتدية دائما "
" هل ستخرجين الى مكان معين فيما بعد ؟"
اجابت كاذبه اذ لم تكن تريد ان يظن نيكولاس انها ارتدت هذا الثوب لاجله "ربما "
انفجر نيكولاس يخاطب السير جورج متوترا "هل نتابع حديثنا ؟"

نظر اليه العجوزبمرارة ثم نظر الى جينا " لقد اخبرنى السد كاسبيان لتوه انه اشترى اسهم لورا "
عضت شفتها ثم قالت "اول جرذ يهجر السفينه الغارقه "
أومأ الرجل العجوز برأسه متنهدا , فقال كاسبيان بهدوء " وفر على نفسك الكثير من المتاعب يا سير جورج بالاعتراف بالهزيمه "
نظر العجوز الى جينا وقد بدا العجز والقنوط في وجهه " اى خيار بقى لدى "
قال نيكولاي " لا خيار مع الاسف , ان اشهار افلاسك ما هى الا مسأله وقت ,الا اذا اذعنت لشروطى "
اخذت جينا تنظر اليه بمرارة هو ذا نيكولاس كاسبيان الحقيقي .......بارد عديم الشفقه غير جدير بالثقه , المرأة الحمقاء وحدها هى التى تقع في غرام رجل كهذا .

قال للرجل العجوز بهدوء " اذا اردت لشركتك الانتعاش عليك ان تمدها برأس مال جديد ,ولا احد يقرض مبلغا كهذا دون ان يطلب لنفسه قدرا من السيطرة ,انك تعلم هذا بقدر ما اعلم "

قال السير جورج بصوت متعب "نعم اعلم هذا حسنا جدا ,انا اعترف بالهزيمه "
سرت في ظهر جينا بروده الثلج , لقد انتصر حسنا الم تكن تعلم انه سينتصر ؟وذلك من البدايه ؟ انه قاس حيوان مفترس في دنيا الاعمال والمال ,انه يرصد فريسته بصبر لا حدود له ودوما يحصل عليها , والرجل العجوز ليس كفؤا له على الاطلاق ربما كان كذلك في شبابه لكنه اصبح الان متعبا كبير السن ,ربما يبقى متمتعا في حياته بلقب الرئيس ولكن نيكولاس كاسبيان من الان فصاعدا ,هو القوة الحقيقية خلف صحيفة سنتنال



تم الفصل

بحر الندى 29-05-12 11:31 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

خفايا الشوق 30-05-12 12:37 AM

شـكــ ـــرا لك على الروايه الرائعه ...
لك مني أجمل تحية .

حساسة ودمعتها الماسة 30-05-12 09:35 AM

الفصل الخامس
بعد عشرة ايام كانت هيزل تشرب علبة من اللبن خلف مكتبها ,عندما نفتح الباب فجأة ما جعلها واقفة شاعره بالذنب وهى تلفت لترى القادم , كانت تكره ان يراها احد تاكل شيئا فى المكتب , رغم انها كانت غالبا ما كانت تحضر معها غذائها الى العمل عندما كانت تعلم انها ستكون مشغوله ذلك النهار , كانت بذلك تربح ساعه الغذاء لاكمال ما قد يكون هناك من عمل متخلف , انها تكره ان تبقى خلفها اى عمل ينتظر الانجاز ,عندما عينها السير جورج في عملها هذا بصفتها كبيرة السكرتيرات , متجاوزة عدة نساء يكبرنها في السن ,لم يخفين امتعاظهن لذلك , قائلات " انك اصغر كثيرا من ان تستطيعي القيام بمثل هذا العمل "
ولكنها بعد تدريب مرهق ,استطاعت ان تثبت خطأهن , كما اعترفن بذلك متظاهرات بالعطف , مضيفات قولهن "ولكن هذا كثير عليك ,انك لن تستطيعي المتابعه يا عزيزتى "
اخذن يراقبنها كالنسور منتظرات سقوطها او اظهار دلائل الضعف , لكن هيزل كانت مصممه على الاحتفاظ بوظيفتها والقيام كأحسن ما يمكن , وهكذا تعودت الوصول باكرا , وترك العمل متأخره , اغفال الغذاء كلما كان عملها كثيرا , حاولت ان لا يراها احد تاكل فى المكتب من الموظفين او حتى السير جورج , كانت هيزل تفضل ان تبدو غايه في الكفاءة , لكن هذا النها لم يكن القادم احدى السكرتيرات وانما كان بييت فان ليدن , كانت شمس الشتاء تتألق على شعرة الاشقر الناعم وبشرته الملوحه , تملك هيزل الذعر وكأنه احدى زميلاتها , وضعت في يدها علبة اللبن الرائب , ووقفت راجيه ان لا يكون رآها, قالت ببرودة "اسفه يا سيد فان ليدن , لأن السير جورج غير موجود ,إنه لن يعود قبل عدة ساعات هل تريد ترك رساله له ؟"


اننى لم احضر لرؤيه السير جورج في الواقع , وانما السيدة جينا تيريل "
فقالت باختصار " انها هى ايضا فى فرصة الغذاء "
" هل ستعود قريبا؟"
"ليس لدى فكرة "
نظر اليها بحدة مقطبا جبينه , " انك غير متعاونه معى " بادلته النظر بجمود "احقا ؟ ربما لانى مشغوله جدا , كما انى لا اخذ اجرى لاقتفاء اثر السيده جينا وتنقلاتها "
قال متذمرا " كما انك غير مهذبه" وهذه المره لم ترد عليه
كان هذا صحيحا ولم تكن مهذبه معه , انها لا تنكر ذلك ولا ودودا او متعاونه , ذلك لان ايا من هذه المشاعر لم تراودها وهي تواجهه , كان في غاية التهذيب معها ولكنها كانت واثقه انه لا يستطيع تذكر اسمها , غير متأكد من شخصيتها , لكنها لم تهتم لذلك على كل حال , كثير من الرجال الذين يأتون الى هذا المكتب لرؤيه السير جورج كانوا يتحدثون اليها بعدم اكتراث مهذب او حتى غطرسة , ولكن هذا لم يكن يهمها , ولكنها لامر ما , غاظها ان تلمس ذلك في هذا الرجل الهولندى .

رفعت وجهها ناظره في عينيه بثبات الى ان حول هو نظراته , مقطبا جبينه لكنه لم يخرج , اخذ يتمشى نحو النافذه , ناظرا منها الى الخارج وبعد لحظه عاد فالتفت اليها قائلا :"لا يدهشنى سوء طبعك فهذا المنظر من الكأبه بحيث يبعث الكأبه في النفوس "
" انه مثال لمناظر لندن ثم اننى احبه , كما اننى لست سيئه الطبع وانما مشغوله فقط "
نظر الى مكتبها فرأى علبة اللبن الرائب فقال ضاحكا :"ومثل هذا الطعام البسيط لا يبهج النفس كذلك " نظر اليها بامعان :" انك لست بحاجه الى نظام نحافه "
"يا سيد فان ليدن ,اذا كان لديك خبر تريد تركه للسيده تيريل , فسأبلغها اياه "
قالت ذلك بحدة فقال ببتسامه ملتويه " شكرا يا انسه ....." وسكت ثم عاد يقول "اسف نسيت اسمك "

حساسة ودمعتها الماسة 30-05-12 09:37 AM

كانت تعلم هذا مع ذلك قالت غاضبه :"فوربس "
فقال :" هيزل فوربس ......انه اسم جميل ........ هيزيل ....انه اسم شجرة جميلة رشيقه لم تعد توجد بكثرة في انجلترا هذه الايام , كان خشبها يستعمل لاشياء كثيرة من السلال الى الاثاث "تقدم من مكتبها واخذ يمعن النظر فيها ما جعلها تحمر خجلا وتتوتر اعصابها , لماذا اخذ ينظر اليها بهذا الشكل ؟ فكرت عابسة في انه ربما يفكر ان الاسم لا يناسبها , إذا قال شيئا كهذا فهى ستضربه !
ولكنها لم تتوقع منه اطلاقا ان يقول :"ان لون عينيك خطأ"
تمتمت تقول وقد فوجئت :"ماذا ؟"
"يجب ان تكونا بنيتين , لتتلاءما مع اسمك, ولكن ليس لهما لون على الاطلاق في الحقيقه اليس كذلك ؟"
قالت بحدة " رماديتان ان عيني رماديتان "لكنه كان قد فقد اهتمامه واخذ ينظر الى ساعته :" هل لك ان تطلبى من السيدة تيريل الاتصال بي حين تعود؟"
حين خرج جلست هيزل ببطء خلف مكتبها , وهى تنظر الى علبة اللبن النصف فارغة , دون شهيه لم تعد تريدها الان .
نظرت الى خارج النافذة حيث سطوح منازل لندن وشعرت بالكآبه تماما كما كان فان ليدن يقول
كان اهتمامه ينحصر في جينا فقط, ربما انتبه اليها نوعا ما ولكن فقط ليقرر ان عينيها دون لون , وانها هى فتاة ممله القت باللبن , ثم كتبت ورقه لجينا تخبرها فيها انه زارها ويريد منها الاتصال به هاتفيا , ثم تابعت عملها محاوله ان لا تفكر ببييت فان ليدن او ماذا يحدث بينه وبين جينا .
كانت جينا امرأه كتومه من النادر جدا ان تتحدث عن حياتها الخاصه , لم يكن لدى هيزل فكره عما اذا كانت جينا تقابل احدا , وليس فقط ببيت فان ليدن كان خطر لها مرة او اكثر ان جينا مهتمه بنيكولاس كاسبيان ولكنها كما رأتهما معا , لم تكن تشعر سوى بالعداء يشتعل بينهما وليس الانجذاب , رغم انه كان من الصعب غالبا تمييز الفرق من الظاهر , لكنهما كانا دون شك بالغى الاهتمام ببعضهما البعض


ببعضهما البعض لاى سبب كان , كان هذا يبدو واضحا لكل من يجلس معهما لمدة خمس دقائق بإمكان هيزل ان تفهم سبب عداوة جينا لينكولاس كاسبيان لقد اختطف صحيفه سنتنال من السير جورج وجينا شغوف بالرجل العجوز . وبالتالى من غير المحتمل ان تصفح عن كل من يسبب له الما .
لم تر هيزل تقرأ الملاحظه التى كتبتها لها ومنعتها كبرياؤها من ان تسألها بصراحه عما اذا كانت قابلت الرجل هذا او عما اذا كانت ستخرج معه اذا ما طلب منها ذلك , سبق في الماضى ان القت على جينا مثل هذا السؤال بصراحه وبشاشه فلم تكد تحصل على جواب , ما عدا احدى ابتسامات جينا الخجوله وربما هزه بسيطه من كتفيها , لم تكن جينا تتحدث عن نفسها قط , وهذة المره لم تستطع هيزل ان توجه اليها هذا السؤال ذلك انها فضلت ان لا تعرف الجواب على سؤالها هذا .
* * * * * *

جاء بييت الى المكتب مرة اخرى يوم الاثنين التالى , وهذه المره كانت هيزل تتوقع قدومه لانه كان على موعد مع السير جورج
لاحظت انه كان متأنقا لهذه المناسبه اخذت عيناها الهادئتان تتأملانه من الراس الى القدم كان عادة يرتدى ملابسه بشكل عفوى جدا لكنه اليوم كان في ملابس رسميه انيقه التفصيل ذات لون رمادى مخطط بالازرق كما كان قميصه مخططا هو ايضا بالابيض والازرق وكان شعره لامعا كالزجاج .


الساعة الآن 11:10 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.