شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى الـروايــات الـعـربـيـة (https://www.rewity.com/forum/f39/)
-   -   مقتطفات روائيه (https://www.rewity.com/forum/t190397.html)

جرح الذات 30-01-12 08:15 PM

مقتطفات روائيه
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكره للاخت لمار عجبتنا كثير في قسم الروايات المنقوله حبيت نعمل نسخه هنا للكتابات العربيه

عباره عن بعض الاقتباسات التي تعجب العضو في اي روايه قرأها يضعه مع اسم الروايه والكاتب

كما سأفعل لاحقا .. ارجو التفاعل من الجميع ..:9[1]:


.................................................. ......

الموت

داهمني على ابواب الحياه , وأنا مازلت غرَّاً عكَّر بِحار أحلامي ، وألقى على بصري الجامح ما وراء الافق . ظلالا كثيفه من السواد . بعد ان تنام الأسره أستيقظ داخل الليل . صوت البحر يأتي كطيور خائفة . الأشياء الغامضه في الخارج وصدى الانفجارات. كلها كانت ترمي في أعماقي فزعاً وهولاً لا استطيع إدراكه .

كانوا يتحدثون عن الأحياء العربيه واليهوديه في بيتنا والمدرسه .الأحياء المفصوله والمغلقه والمتاريس والغارات التي تقوم بها عصابات اليهود على الأحياء العربيه وغارات مجاهدي الشعب . وفي ذلك الوقت انتشرت إشاعات عن نوايا الانكليز في مغادرة البلاد وإنهاء الانتداب .

وفي ذلك الوقت كنت اشعر وكأنني اترنح على سطح زورق على سطح البحر . في رأسي أحلام وصبوات عن السفر نحو بلاد بعيده ,ألوان وصور حول الحب واللعب والحرية والتجول في الشوارع والحدائق والمدن . مدن فلسطين ومدن العالم , لكن عالمي كان محدودا بين البيت والمدرسة وأسواق حينا الصغير . داخل هذا العالم الضيق همدت الأحلام وأستكانت . ومع تفاقم الحالة والتوتر في البلاد بدؤوا يمنعوننا من الخروج والذهاب الى المدرسة والسوق . كانت المدينه تغلق مع غروب الشمس وينكفئ السكان الى منازلهم . كنَّا في قلب الرعب .

كانت منظمة الأرغون اليهوديه قد بدأت حملة تفجير القنابل في مناطق التجمعات السكنيه والاسواق لإبادة العرب وإرغامهم على الهجره .

الآن أتذكر ليلة تموز الرهيبه . الليلة التي فجر فيها اليهود عشرات القنابل في حيَّنا . وأدت الى قتل وجرح أكثر من مئتي امرأه وطفل وعجوز من سكان المدينه . استيقظنا على أصوات الانفجارات في السوق والساحات وداخل المنازل الآمنه . كان الدوي يختلط بأصوات الرعب والهلع , وكان الناس يتدافعون ويتصادمون ويسقطون ، بينما كانت الشظايا تمزق وجوههم وصدورهم وأرجلهم فيهوون على الارصفه وفوق النفايات وتحت الجدران هناك كانوا يختلجون بدمائهم اختلاج طيور فاجأها القتل وهي نائمه . كنت في حضن امي ارتجف من الفزع . وكان اخوتي يجرون داخل البيت ويزقون كافئران مندفعين داخل الاسره والكراسي ونحو الزوايا .

صرخت الأم لا تخافوا يأولاد . اهدؤوا ياروحي الله يلعن ابو الانكليز واللي جابهم على بلادنا . لو لاهم اليهود كانوا مثل الكلاب . واندفعت تحجل بقدم واحده لتلم أخوتي وتطوقهم شبيه دجاجه داهمة صغارها حدأة .

بدت وجوه البنات في لون الشمع . أخواي الأخران كانا يرتجفان ويتصببان عرقا وهما يبولان في ثيابهما .

وراح رشيد البالغ من العمر العشر سنوات يرتعش ويصرخ ماما اليهود سيذبحوننا . لماذا لا نذهب ونختبئ بالبئر !

وقالت أمي : لا تخف ياحبيبي . اليهود خوًّافون . يضربون ويهربون .اهدأ يا حبيبي اهدأ . كنا حولها , وبين ذراعيها .وتحت فستانها , وقالت اختي ساميه مؤكده ما قاله رشيد : ماما . البئر أكثر أمانا من هنا .

وردت الأم وهي تمسح شعر أختي وتضمها إلى صدرها : لا لا . يا حبيبتي إذا وقعت علينا قنبله ونحن في البئر نموت جميعا . أنا معكم ياقلبي هالحين يوصل ابوكم من الشغل . كنا مكومين في الغرفة المعاكسه لجهة الانفجارات , في الزاويه الغربيه . نحتمي بالديوان والكراسي وصندوق عرس أمي الكبير . وفي غمرة الاصوات التي تأتي من الخارج والدوي والهلع الذي أصابنا جميعاً طلبت أمي ان نجمع متاع البيت من الأخشاب والكراسي والطاولات ونضعها وراء الباب كمتاريس , ثم زحفت بيننا وأنهمكت في إغلاق النوافذ واحكام الابواب وهي تردد آه آه لو كان خالكم الكولونيل ما زال حيا . بعد مامات صار اليهود يذبحوننا في بيوتنا .

وفي الصباح حضر أبي من القدس . كان مهلوعا ومغموما . بعد أن أطمأن علينا حمد الله وشكره لسلامتنا . روت له امي ما حدث . كنا حوله نعاتبه على غيابه وهو يطوقنا ويداعبنا شاعراً بوطأة الذنب والتأنيب . وقالت أمي . هذه الحاله ما عادت تطاق . أترك العمل عند هؤلاء الانكليز الكلاب . يلعن ابو هالقمه المغمسه بالدم . أولادنا أغلى من كل مال الدنيا . تصوَّر لو أنك عدت ولقيت البيت ركاما واطفالك موتى !

قالت أختي الصغرى : بابا . نحن لا نريدك ان تتركنا و تسافر بعد الآن .

وقال أخي ياسين : لوكنت معنا اليهود يخافون منك ولا يذبحوننا .

هيأنا الفطور وجلسنا نأكل . حظور ابي أعطانا دفقة أمان . تحدث والدي عن الاخبار السيئه التي سمعها من الركاب في القطار . اليهود يريدون البلاد كلها وعينهم على حيفا لأنها مرفأ وهم سيهاجمون الإنكليز إذا تدخلوا لحماية العرب .

وردت أمي . الانكليز سيسلمون جميع مواقعهم لليهود قبل انسحابهم .

وقال أبي بأن البلاد تغلي تهدد بأنفجار والناس خائفون ويفكرون بالهجره بعد ضرب يافا وحيفا والقدس ، والثوار في الجبال تشتتوا وهم محاصرون ويعانون من نقص السلاح والذخيره بعد أن بدأت عصابات اليهود بتدمير السكك الحديديه وتفجير القطارات وأنابيب النفط .

وفي الليل سمعت أبي يروي لأمي بأن قطاره سيحمل بأسلحة إنكليزيه لتسلم لليهود في منطقة العفوله تحت حماية ضابط مخابرات بريطاني متعاون مع الصهاينه ، وعندما سألته ماذا سيفعل في هذه الحاله ، قال : لن أقود القطار . منذ الآن سأترك العمل وأستقيل .




رواية حقول إرجوان للكاتب .. حيدر حيدر

تماضر 30-01-12 08:30 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

lala905 30-01-12 08:35 PM

فكرة رائعة وان شاء الله يتم التنفيذ

دلع الكويت 30-01-12 08:39 PM

فكرة مميزه مشرفتنا الغاليه
ولي عودة مع مقتطفات روائيه أعجبتني

وديــ ...

" دلع الكويت "

رياح الغضب 30-01-12 08:43 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

has2006 30-01-12 08:44 PM

فكرة رائعة وعجبتني وإن شاء الله لي عودة بمشاركة

janen 30-01-12 08:47 PM

فكرة جميلهشكرآ لمجهودكلي عوده للمشاركه

لهيب الجمر 30-01-12 08:55 PM

فكرة روووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووعه

lala905 30-01-12 09:18 PM

هذا مدخل رواية "عرسنا في الجنة" لحكاية بلد أثخنه الجراح لا من البعيد فقط أنما من القريب ومن أبن البلد وللأسف الشديد ولا نزال الى الأن ولا حياة لمَن تنادي...
وطني

"لا احد يعلم على وجه اليقين ما هو سبب اندلاع الحرب في وطننا
.. الكثير يرجعون هذا الامر الى مجزرة

ارتكبت بحق ركاب باص مدني على يد مسلحين مجهولين في قلب العاصمة.. لكن السبب الحقيقي ابعد من
ذلك ولا شك .. كانت النار تشتعل تحت الرماد على مدى سنين.. فتن مذهبية بين طوائف متناحرة، تدخلات
اجنبية جعلت البلد مسرحا لحروب الآخرين على ارضنا، لا مبالاة المسؤولين في احيان كثيرة وطمعهم في
كل حين.. من الصعوبة بمكان ان نصنف البلد الذي نعيش فيه على انه وطن.. فلطالما كان كيانا هشا ركبته
الارادة الدولية على عجل جامعة فيه اقصى التناقضات... لم يكن غريبا في هذا البلد ان ترى البيكيني يسير
قرب الشادور ولا ان تفتح المواخير امام المساجد. لم يكن غريبا في هذا البلد ان تندلع اقسى المعارك واقواها
بين ابناء الصف الواحد والطائفة نفسها فالاقربون اولى بالمعروف وحينما يتحرك الطمع في النفوس تسقط
روابط القربى والدين. لم يكن في هذا البلد مبادىء ثابتة ولا احلاف ثابتة. الكل كان مستعدا ليتعامل مع
الشيطان. والكل تعامل معه في فترة من الفترات ولو من تحت الطاولة. ارتضى الشيطان ان يكون البعبع
الذي يخيفون به الناس طالما كان يرى ان مصالحه محفوظة. ارتضى ان يكون الجندي المجهول في الحرب
الذي لا يعرف فضله في اندلاعها و اذكائها احد...
واليوم وبعد خمس وعشرون سنة من هذا الحدث الاليم


.. اتساءل هل انتهت الحرب حقا؟ ام انها ما زالت

تشتعل تحت الرماد وبحاجة لمن يطلق الشرارة الاولى كي تنفجر من جديد. احيانا اطمئن واقول مستحيل ان
تعود الحرب. لقد سئمها الناس وادركوا عبثيتها ولكن كلما تذكرت ان المسؤولين الذي يحكمون البلد الآن هم
انفسهم قادة الميليشات وسادة الحرب تشاءمت فصكوكهم مع الشيطان لم تنته صلاحيتها.. ولا ادري متى
سيطالبهم بالدين. وها اني امسكت قلمي اليوم محاولا ان استرجع بذكرياتي احداثا اليمة عايشتها بنفسي .. لن
ادعي اني ساؤرخ الحرب فالصورة اكبر بكثير من ان احيط بها.. ساكتفي بأن انظر الى انعكاس صورة
الحرب في عيني ابطال هذه القصة .. "

ثم يروي القصة...

الكاتب م. عزام حدبا



nourhan 30-01-12 09:27 PM

فكرة رائعة جدا,حالاااااااااااااااااا

nourhan 30-01-12 09:33 PM

قطبت أماني قائلة :- لو عرفتني جيدا لأدركت بأنني لا أستطيع إرغام نفسي على اصطناع اللطف إلا لو عنيته حقا ...أنا فعلا آسفة لأنني قد أسأت إليك .. استغرقت وقتا لأدرك بأنك لست إلا بيدقا في اللعبة الأبدية التي قدر لنا أنا وصلاح أن نلعبها .. لم تقصدي أبدا أن تسببي لي الأذى في الماضي .. صحيح ؟
أومأت لندا برأسها بتوتر .. ثم قالت :- لا أظن صلاح أيضا تعمد أن يسبب لك الأذى حقا ..
أدهشها دفاعها عن صلاح كما أدهش أماني التي قالت عابسة :- أنت تحبينه حقا ..
ترقرقت الدموع في عيني لندا وقد تضخم قلبها بالأحاسيس لذكره .. إنما تمكنت أخيرا من القول بدفاعية :- لماذا تشكين بهذا ؟
هزت أماني رأسها قائلة :- لا أشك بهذا .. انا فقط أظن ...
ترددت للحظة .. قبل أن تقول :- الحب من طرف واحد قد يكون قاتلا .. وأظن صلاح قد عانى بما يكفي ..
تشنج جسد لندا .. وازداد توترها .. هبت نسمة باردة لتحرك شعرها الطويل المنسدل خلف ظهرها .. دون أن يساهم في التخفيف من تشنجها وهي تقول :- أعرف بأنه قد أحبك لفترة طويلة جدا .. أعرف بأن حبي له بينما عقله وقلبه مرتبطان بك إلى الأبد صعب للغاية .. إلا أن صلاح يستحق التضحية .. وأنا لا أتذمر .. أنا أمنحه قلبي وحياتي .. مقابل أن يكون سعيدا ..
شحب وجه أماني وهي تستمع إلى التفاني في صوت لندا الأجش .. وترقرقت الدموع في عينيها بشيء من الألم وهي تقول :- لم أكن أتحدث عنك أنت يا لندا ..
أشاحت بوجهها محاولة ضبط مشاعرها .. بينما نظرت إليها لندا بحيرة .. قالت أماني دون أن تنظر إليها :- لفترةطويلة جدا .. ظننت بأنني أكره صلاح .. يا الله كم كرهته .. كنت أرى في حبه لي آفة .. لعنة .. تمنيت دائما لو أنه يختفي من حياتي بطريقة ما ...أن يختفي فقط بدون رجعة .. لطالما فكرت بالأسوأ .. تخيلت سيناريوهات وحشية لطريقة اختفاءه .. لقد حقدت عليه دائما وأبدا .. كما كره هو نفوري منه .. وقد كنا غبيين للغاية .. وسخيفين للغاية ..
نظرت إلى لندا بتعاسة ساخرة وهي تقول :- لا صلاح أحبني جقا .. ولا أنا كرهته حقا .. هو أراد مني تقبل الأم التي لم ترغبه .. وأنا أردت منه ابن العم الذي لم أحظ به .. لم أدرك كم كنت بحاجة إليه حتى أعاد لي هشام ... أتعرفين كم هو ممتع ورائع أن يكون لديك أخ أكبر .. يقف في الظل دائما ... مستعد باستمرار للتدخل والوقوف إلى جانبك وقت الحاجة ... ؟؟؟
نعم ... لندا تعرف ... تذكرت عادل الذي كان لها دائما الأب الروحي ... والمربي والراعي حتى قبل أن يتوفى والدها .. وشعرت بالأسى على أماني لأنها لم تحظ بأخ مماثل ..
قالت أماني بإحساس جارف :- لم أدرك إلى أي حد افتقدت صلاح حتى غادر منزلي بعد أن اعاد لي هشام .. غادر تاركا فراغا كبيرا .. كان دائما موجودا .. وأنا رفضت الاعتراف به .. كنت أرى علاقته بجودي وأشعر بالحسد .. كنت أتساءل دائما عن السب الذي يمنعه من النظر إلي كما كان ينظر إليها ... لماذا كان عاجزا عن أن يحبني بهذه الطريقة .. ؟
تمتمت لندا كارهة :- نحن لا نختار عادة من نحب ..
أومأت أماني برأسها قائلة :- ربما أنت محقة .. إلاأن صلاح ما كان ليكون مهووسا بهذا الشكل حولي لو لم أكن أنا أيضا بذلك التعنت والعناد حوله ... لا أعرف لماذا رفضته .. لماذا كرهته بهذا الشكل عندما دخل بيتنا بعد وفاة والده .. ربما لأنه كان الصبي الذي أرادني أبي أن أكونه .. لقد شعرت بالتهديد منذ أخذه أبي تحت رعايته .. لقد شعرت نحوه بالغيرة .. بالحسد .. وهو كان قادرا على الإحساس برفضي ...
قاطعتها لندا قائلة بهدوء :- فلم يزده هذا إلا إصرارا على الحصول عليك ..
لم تعرف لندا ما يبقيها لسماع هذا الحديث المزعج ... هي لا تريد أن تسمع كيف كان زوجها مهووسا بأماني طوال سنوات طفولته .. والأسوأ أن تعرف بأن أماني لم تعد تكرهه كالسابق .. الرجل الذي كانت تحقد عليه في الماضي بات بطلها الآن وقد أنقذ حياة زوجها .. كيف على هذه الأخبار أن تسعدها ؟
قالت محاولة اختصار الحديث ... علها تتمكن من وضع أكبر المسافات بينها وبين أماني .. :- أماني ... أنا أفهمك ... أنت ممتنة لصلاح بسبب ما فعله لأجلك .. بينما أنا أتفهمه بالكامل .. رغم معرفتي القصيرة به .. فأنا أعرف إحساس صلاح العالي بالمسؤولية .. لم يفاجئني على الإطلاق وقوفه إلى جانبك .. فأنت ابنة عمه .. وهذا يربطك به شئت أم أبيت .. وستظلين مسؤولة منه مادام في قلبه عرق ينبض ..
نظرت إليها أماني بحنان قائلة :- أنت تفهمينه جيدا .. أليس كذلك ؟ .. لا عجب أنه يحبك إلى هذا الحد ..
نظرت إليها لندا باستنكار ونفور ...وقالت :- لا حاجة بك إلى مجاملتي يا أماني .. اعرف بأنه يحبني بطريقة أو بأخرى .. إلا أنك أنت من ستظل أبد الدهر مالكة قلبه ... دائما ستظلين أنت حلمه المستحيل .. مهما أقنع نفسه بأنه قد تجاوزك أو تخطى مشاعره اتجاهك ..
ساد صمت ثقيل معبر بينهما بينما كانتا تقفان على الرصيف .. تحدقان بالسيارات المارة ... غير عابئتين بالناس من حولهما ..
همست أماني فجأة:- لا تسمحي لي بأن أدمر حياتك يا لندا ... لاتسمحي لماضي تافه لا قيمة له أن يعميك عن حب صلاح لك .. لقد كنت سببا غير مباشرا بجميع المشاكل بينكما .. أعرف هذا الآن .. لقد فرقت أنا بينكما .. أنا .. ذلك المساء في منزل جودي ... كنت أعرف بأنك تستمعين .. لقد لمحتك من وراء الباب الموارب .. وتعمدت أن أجرحك بحديثي ... وقد تشاجرت بعدها مع هشام طويلا بسبب ما فعلت ... لم أعرف نفسي حاقدة إلى هذا الحد .. لم أرغب بأن أفعل هذا .. إلا أنني لم أفكر ... أظنني أشبه صلاح بهذا الجانب ... عندما أغضب .. عندما أجد نفسي محاصرة ... ألجأ إلى أكثر الحلول يأسا للانتقام ممن حولي ...
تجمدت لندا مكانها دون أن تنظر إلى أماني التي تابعت بمرارة :- ثم سافر تاركا إياك عندما كنت في أمس الحاجة إليه بسبي أنا ... لقد سافر لينقذ هشام في محنته عندما كانت أمك مريضة .. وأنت كنت حاملا بطفله .. بحاجة إلى حبه ودعمه ... وأنا .. لم أفكر بك على الإطلاق .. كل ما فكرت به هو ما يستطيع صلاح فعله كي يعيد زوجي ... صلاح الذي أكرهه .. الذي ظننت نفسي أكرهه .. لقد استغليته .. وظللت أستغله .. حتى عندما أرادت جودي الاتصال به وإخباره بإجهاضك ... أنا حاولت منعها .. خشية أن يفقد تركيزه في مهمته .. خشبة أن يتخلى عنها ويعود إليك ... أترين إلى أي حد أنا أنانية ؟ .. أترين الآن الإنسانة الحقيقية التي تظنين زوجك واقعا في حبها ..؟ أفيقي يا لندا ... ولا تسمحي لي بإيذائك أكثر ... بإيذاءكما أكثر .. صلاح يحبك ... لم أره أبدا كما في تلك اللحظة التي نطق فيها باسمك وهو يتحدث عن المرأة الرائعة التي أحبته دون ان يستحق حبها .. صلاح يحبك .. مهما كانت مشاعره نحوي ... مهما كاه هاجسه فيما يتعلق بي .. أنت هي المرأة التي يحتاج إليها .. التي يريدها ... أرجوك اسمحي لي بأن أفعل هذا لأجله ... أن أعيدك إليه ... لم أفكر به يوما من قبل كإنسان ضعيف وهش بحاجة إلى الحب ... ليس قبل أن أرى نظرته إلى عائلتي يوم عاد هشام ... عندما انزوى وحيدا ... بعيدا ... عندما رحل طالبا مني السماح دون أن أتمكن من منحه إياه ... لقد كنت عمياء من قبل ...عمياء وغبية ... إلا أنني حقا أريد أن أراه سعيدا ... لن يحرره مني .. من أشباح ماضيه ... إلا أن يجد السعادة .. وأنت الوحيدة القادرة على منحه إياها ..
ده الحوار بين امانى ولندا فى مرت من هنا

remas2007 30-01-12 09:48 PM

اعجيتني الفكررره كثيييير
صحيح بعض الاحياان ...يمرر مقطع في روااااايه ومن جماااااال المقطع نقراااهاااا اكثرررر من مررررره
لي عوووده باذن لله ....

جرح الذات 30-01-12 09:49 PM

رجاء اختي نورها اكتبي اسم الروايه بالاضافه لاسم الكاتبه اعملي تعديل واضيفي اسم الكاتب حياااااااااااااك

do3a 30-01-12 10:04 PM

الفكرة راااااااااائعة بصراحة
ولنا عودة قريبة

nourhan 30-01-12 10:16 PM

الباب الصامت



حيدر عاشور

مرة أخرى أقف أمام بابه الخشبي الطامس في الأرض لقدم البناء ، هذا الباب وحده يحمل على كتفيه ثقل البيت ، كنت مشتاقا جدا أن ادخل الى باحته ،واقف في رواقه المجسم والمقسم بفواصل خشبية على شكل شبابيك عمودية الوضع قد مضى عليها دهرا من الزمن ... الباب لأول مرة مقفل والممر فارغ تماما من المارة والزائرين وحتى من سكنت المنطقة ، أرعبني منظر الجمود والصمت ولكن اندفاعي وشوقي جعلت أقدامي تخترق هذا المجاز الصامت الذي تنحني على جانبيه الدور وكأنها عاشقة ترغب في الاعتناق ، يمنعها بعض الجذوع النخل والخشب السميك الدائري الشكل الذي يمسك بالبيت كاكف كي لا يلامس الأرض ولا يحاول السقوط وتشعر عند مرورك إن انهيار البيوت قائم في أي وقت أنت سائر فيه ولكن بقيت على حالها قرابة مائة عام أو أكثر ... طرقت الباب ورجعت خطوتين الى الوراء بلا شعور وضغطي بدا بالتصاعد ونبضي يتسارع بجنون أحسست بدوار براسي .. لماذا أنا خائف ؟ فتح الباب وإذا بالخادم يومي لي بالرجوع وغلق الباب بسرعة بوجهي ... قدماي توقفتا عن الحركة أمام الباب لا قدرة عندي للرجوع وترك الأمر ولا استطيع طرق الباب مرة أخرى .. سمعت همسا حنونا من وراء الباب يقل: لي اذهب الحالة صعبة جدا ونحن خائفون عليك، حاول أن تتمكن من الرجوع بالسلامة.

أدركت أن هناك أمرا غير طبيعي يحدث ،المكان موحش بالفراغ لا صوت ولا إنسان ولا تلك الزقزقة الصباحية للعصافير وهي تدور في الفضاء وتتمركز في زوايا العالية للبيوت وأعشاشها واضحة وفراغها أحيانا تسقط على الأرض وتحاول الأم زقها والأب رفعها وتفشل المحاولة للارتفاع المكان فيكون الصغير أما ملكا لصبي المنطقة أو وجبة طعام سمينة لقطط البيوت وهي تتربص دائما هذه الوجبة الدسمة ... خطوت خطواتي باتجاه الشارع دون أن التفت يمينا أو يسارا شاخصا بصري على كتلة الضوء التي كونتها أشعة الشمس على شكل خيوط ذهبية نهاية الممر ،انظر إليها كسراب كلما اقتربت بعدت أكثر المسافة كانت أطول مما أتوقع وأنا أتعثر في الوصول لقلة السيطرة على قدماي ... هل أنا في كابوس جثم على روحي أو أضغاث أحلام تدور في فلك مخيلتي ... ثقلت خطواتي بعد أن سمعت صوت مفتاح يدور من إحدى الأبواب التي أمامي، تواصلت المسير بتمهل وحذر وخوف بل رعب حقيقي حينما سحبت بقوة جنونية إلى داخل البيت الذي فتحت بابه فجأة ،وكأني سقط كما تسقط صغار العصافير بعد أن عصب عيني وشد معصمي بحديد وضربت على راسي وتحت قدمي حتى أصبحت تماما على ارض ضيقه ترفس جسدي أرجل بوحشية وقسوة دون رحمة ... كنت صامتا لا أتكلم واستسلمت لواقع الضرب دون أن اعرف السبب فقط شعور بحدوث حدث لا يمكنني معرفته قد يخص المكان الذي أنا فيه... خفت الركلات قليلا وامتدت أيدي إلى جيوبي لتفريغها من محتوياتها ... الصوت يقول... اكتب:

- مبلغ من المال ، قلم حبر شيفر ،هوية أحوال الشخصية ، رسالة غرامية ، صورة لفتاة مكتوب عليها لن أنساك حبيبتي ، اسمها (أحلام عباس حمودي ) ، شهادة وفاة باسم صبرية علوان ، مسبحة حمراء حجر يماني هوية دائرة خاصة ..

توقف الصوت عند الهوية الخاصة وساد الصمت وشعرت أن المكان قد فرغ تماما لأصوت ولا نفس ولا ضرب بقيت على هذه الحالة وقتا طويلا ،ورغم شعوري بألأم الضرب غفت عيني وهجرت روحي جسدي وذهبت إلى تلك الروح الجليلة التي لم تفارق خيالي منذ رؤيتها أول مرة حين ذهبت مع صديقي سعد كروان لزيارتها ومصالحتها والتحاسب الشرعي للأموال مضى عليها سنة كاملة ،كان حينها سعد كروان عليه أن يدفع مبلغا كبيرا من المال ولكن لا يملكه وقتها وكان خائفا أن يقع في إشكالا شرعيا مع مقلده الشرعي وصاحب الأمر في العقيدة ... دون أن ينطق سعد مشكلته عفا عنه الدفع لهذه السنة وكلفه بتوزيعها على المحتاجين والفقراء أو جمع زوجين بالحلال عند الميسرة ، وقتها عمت الفرحة قلوبنا ليس من اجل المال بل كيف عرف أمر عدم التمكن من الدفع وما هذا السر الرباني الذي بداخله ولماذا محبته تنساب إلى القلب بمجرد رؤيته وأنا في تلك الحالة تبسم لي وهمس في إذني صوتا يقول لي قل لا اعرف ... صحوت مع هذا الهمس من نومي وهم يرفعون عن عيني الغطاء ويفكون ذلك الحديد الذي طوق يداي وأجلسوني على كرسي من خشب رفعت راسي فرأيت شخصان طويلان ذو شاربان سميكان تقاسيم الغضب والقسوة واضحة على محياهما ،كان احدهما يقف أمامي والأخر وراء ميز مكتبي صغير .... وقد اشتركا في طرح أول سؤال عليّ وبصوت واحد...

- ماذا تفعل هنا ؟

كان جوابي سريع وغير متردد ومتمكن وليس خائفا وكان الجواب يأتي كهدير الماء بانسيابية وسلاسة دون شعور بشيء ،تتخللني قوة كامنة بداخلي وصورة مبتسمة في خيالي تستنطقني حسب رغبتها ويدا كريمة تمس هامتي فيزول وجعي ... إنها صورة ويد ذلك الطاهر الذي عبرت المسافات الطويلة لرؤيته وهو الآن يحميني بروحانيته ... إذن افرح أيها القلب والجسد المضروب إن سيدك راض عنك ويحميك فنطقت :

- سمعت أن رجلا مباركا يقطن هنا صيته في كل مكان رغبت في رؤيته وأظن أخطئت المكان من المحتمل في الفرع الأخر من هذا الشارع .

- ماذا تريد منه ؟

- لاشيء مجرد حب اطلاع لا أكثر .

- من هي صاحبة الصورة ؟

- زوجتي ممكن التأكد منها من هوية الأحوال الشخصية.

هنا ضحكا الاثنان على غبائهما وقال احدهما للأخر كذلك شهادة الوفاة تعود لوالدته.. علينا أن نكون دقيقين نحن أمام رجل إعلامي فطن... ولكنه وقع بيدنا لنكسر فطنته وغروره وسنرسله إلى بغداد ليأخذ حق فضوله الصحفي.

- نعم أنا صحفي وجئت لزيادة معلوماتي ولدينا موضوع خاص عن حوزة النجف فقلت طالما أنا هنا فلماذا لا أقوم بالاستطلاع ولم أكن اعرف أن هذا يخالف القانون في شيء.

- هل هذا الموضوع لدائرتك الخاصة ؟

- نعم

- الم تسمع عن أحداث النجف مؤخرا ؟

- لا يهمني أمر النجف ... أنا هنا لغرض أربعينية والدتي وجئت لقراءة سورة الفاتحة عليها وتخلفت عن أهلي لمعرفة من يكون هذا الرجل الديني الواسع المعرفة والانتشار.

- تأكدنا من ذلك تستطيع أن تذهب من هنا وعليك أن لا تعود إلا بصفة رسمية... ولولا هويتك الخاصة هذه لذهبت وراء هذا الباب إلى الجحيم وبئس المصير مع الكثير من الموالين لرجلك الديني واسع الانتشار بزهده وعلمه ...ارجع حالا الى بغداد ولا تتصل بأي شخص في النجف ستكون مراقب حتى خروجك هذه نصيحة لك لكونك صحفي أولا ،وثانيا كي لا نبرحك ضربا وتذهب تحت الأقدام .

دون أن انبس بأي كلمة لملمت أشيائي وخرجت متجها الى محطة الباص والشك يحوم حولي بأنني مطارد ... وفي يومي الثاني ذهبت الى دائرتي مرعوبا أن تصل معلومات كذبتي حول موضوع الحوزة وسارت الأيام ولم يطرق احد بابي وعرفت فيما بعد أن اليوم الذي كنت فيه لزيارة بيت من أقلد من خلاله أمور ديني وعقيدتي، ذلك الرجل الروحاني الجليل ... كان منكوبا بفقدان احد علماء الحوزة وهو قريب له نسبا وقد اغتيل أمام بيته من قبل رجال الدولة الكارهين لا امتداد العلوم الإنسانية على يد علماء يملكون المعرفة والبصيرة لدينهم ودنياهم.

remas2007 30-01-12 10:26 PM

روااايه معذيتي ...

للمرة العشرين ضغطت على زر الإغلاق .. مخرسا صرخات هاتفي الذي لم يفتك عن الصياح خلال الساعات الثلاثة الماضية .. فأنا أريد أن أنسلخ عن العالم الحالي .. وأبقى معها في عالم خاص بنا .. لا يزعجنا أحد فيه .. ولا حتى يجرحنا ..
عدت أسكن رأسي على الجدار .. لا أحيد ببصري الناعس عنها .. هي التي أستسلمت مجبرةً للغة النوم ...
كنت انتظرها لتصحو .. لكي أعتذر لها عن حماقتي .. عن تركي لها وهي في أمس الحاجة لي .. كان اللوم لا يفتءُ يفتح علي جوفه .. ليوبخني بفوج جديد من العتاب ... بأنني السبب في ما آل لها من حال ..
وبالفعل أنا الملام في كل شيء .. كل شيء حل بها .. من حادث قتل مستقبلها .. وجعلها حبيسة لكرسي متحرك .. إلى حياة زوجية ملئها الشقاء .. نهاية .. نهاية بتواجدها على هذا السرير الأبيض الذي يحتضن أوجاعها ...
أحسست بسائل لزج يدفء جفوني ...
لقد كان نزيف قلبي الذي ترجمته عيناي بصورة دمع مالح .. يحاكي المرارة التي أستقيها الآن في جوفي ..

كان وجهها المخملي ساكناً لأول مرة .. لا يشكل ذك الوجه الذي يتقد حقدا وكراهية كلما وقعت عيناي بعينيها ..
لقد تلذذت بمتابعة تلك الملامح السرمدية التي علقتني في سحرها .. سحرها الذي أمتزج بمقادري تتصدرها الرموش اللتي كرموش المها من طولها .. وتلك الشفاه المتفجرة بمعالم الأنوثة الصارخة بحياءها الوردي .. وذلك الأنف الشامخ بكبرياء الأميرات .. أما شعرها الكستنائي ذو التموجات اللولبية فهذا لوحده حكاية .. لا تكفي عقودا لسردها ... والذي حرمت من تكحيل عيني به منذ أن أرتدت حجابها ... فتنقطع عني خمره من حينها مخلفا قفارا من الشوق لمرآه ..
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآه "
خرجت من نياط قلبي لتلك الكدمات التي عكرت صفاء تلك الصورة الملائكية .. رفعت يدي أريد بأن أمسح تلك الضربات التي شوهت صفاء بشرتها القطنية .. مررتها برفق على وجهها المستسلم لسبات المهدء خوفا من أن أجرحها بكفي الخشنة ..
لكن تلك الجراح وقفت متحديتا لي .. وأبت الرحيل ..
مما زاد من فوج الدمع المنطلق من بؤبؤتا عيناي ...
وأنا منغمس في ظلمة الملامة الممتزجة مع الوجع الصارخ في أعماقي زحف صوت أنسي:
- " لماذا تعذبها وتعذب نفسك ؟!! "
رفعت رأسي دون تفكير مسبق .. وحبل التعجب يجترني .. لأجد والدي واقفا أمام صفحة الباب .. وكلا عيناه تنطق بالأسى ..
حين هممت على عجل أهرب بدمعي بعيدا عن مجهر عيناي .. أوئدها من عيناي بكفي .. وأمسح طرقاتها التي شقتها من على خدي ..
ليعود صوت والدي يجذبني رغما عني من كينونتي :
- "مجد أجبني على سؤالي .. "
أبتلعت بقاي ريقي الذي حلت به السموم .. وأنا أجذب شيئا من قواي الضامرة صوب حنجرتي .. لأمدها بالقوة التي أفتقدتها أثر عصف الدمع الهائج :
- " أبي ألا يجب بأن تكون مع والدتي ؟! .. فالوقت متأخر .. وهي بحاجتك "
قلت قولي هذا وأنا لا أزال أتهرب من عيناه الواسعتان .. اللتان لا شك بأنهما سوف تصدان ما يخالجني من مشاعر حرصت على طمرها بعد جفائها ..
لامس طبلتي أذني صوت خطواته الدانية مني .. وما إن توقف صوتها .. حتى تسلم زمام الأمور صوته الصارم :
- " خالتك مع أمك .. فلا تقلق عليها .. هيا أجبني ولا تغير الموضوع "
عدت أبل ريقي بأشباه لعاب .. وأنا أجاهد من أجل أن أضبط وتر صوتي المهتز .. وأشحذ قوتي اللتي توشك على الأنهيار ..
لأقول بعد مضي دقيقة يتيمة هزمت فيها شر هزيمة أمام جيوش مشاعري المنقلبة على صوت عقلي المتجبر المانع لها من الأنفجار لغمر كل أرجاء جسدي الذي وهن .. فما كان مني إلا الرضوخ لمطالبها .. والأنصياع للغة الأعتراف ..فصوبت عيناي صوب والدي الذي فوجئت بأنه لا يفصلنا سوى السرير الذي يحتوي نرجس في حضنه.. وقلت ومع كل كلمه أنبس بها ينغرس رمح في قلبي:
- " أنا لست المعذب يا أبي هي تكرهني .. ولا ألومها .. لقد قتلتها منذ زمن حين أفقدتها القدرة على المشي .. وأنهيت مستقبلها الواعد .. وحبستها في زواج فاشل ...لم أذقها يوما طعم السعادة معي .. لأنني كنت تائه .. لكن .. لكن هي وجدتني .. بطريقتها الخاصة وجددتني .. أنا نفسي لا أصدق كيف حصل هذا الشيء .. طوال حياتنا كنا نرى بعضا .. لم ألحظها .. لكن هذه السنتان .. آآآآآآآآآآآآه من هذه السنتان .. لا أعلم ما الذي فعلته في حينها.. رغم كرها .. زحف شيء في قلبي .. رغم جفاءها .. تمسك ذلك الشيء الغريب كالوباء في قلبي .. وكأنه يعاندني ويعاندها .. أمر غريب لا أجد له تفسيرا صدقا .. لم يظهر بالعلن إلا حين رأيتها ذلك اليوم حين كنت قد نسيت فيه هاتفي في الشقة وعدت لك أحضره .. فصدمتُ بسامر وهو يكلمها أمام عتبت الشقة وهي .. وهي .. وهي تضحك .. تضحك كمن لم تضحك قبلا .. لم أرها بهذه السعادة طوال الأيام التي قضيتها معها كزوج وزوجة .. أحسست حينها بأن .. بأن مدية أنغرسة في قلبي ... ومن حينها وأنا .. وأنا أتعذب .. أتعذب ولا أعلم ما الذي يجدر بي ان أفعله .. فهذا الشعور أكبر من أحتمالي .. أكبر بكثير يا والدي ..بكثير "
شعرت برعشة تجتاح شفتي .. فأعتكفت ألي الصمت رغما عني .. فالحرقة تحتل كياني ...ولا تدع لي مجالا للراحة .. التي لا أظنني سوف ألقاها قريبا ..
تأوه أبي وهو يهز رأسه بأسى مغمض العينان .. وقال:
- " لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا أعلم ما الذي يجب بأن أقوله .. "
جدت على رئتي بأكسير الحياة الذي هجرها .. متسلحا بفتات جلد .. وقلت مدعم كلمات بالثبات:
- " لا تقل شيئا .. ربما من الأفضل بأن أرحل .. لكي أسهل علي مهمة نسيانها .. وأيضا أريحها من وجهي الذي تكرهه بكل جوارحها .. "
وبالفعل نفذت ما نطق به لساني .. فهممت بالوقف .. ليجيئني صوت والدي الفائض بالدهشة:
- " أجننت .. أسوف تجعلها لقمة سائغه لسامر وأشكاله "
كورت يدي أمتص بهما براكين الغضب المتدافعة في صدري على ذكر ذلك المجرم .. وقلت وشرر يتطاير من عيني:
- " ذلك الحقير أدبته .. ولن يجرأ مرة أخرى بأن يلمسها .. وإذا فعل .. أقسم برب الكعبة سوف أقتله .. أستغلاليٌ خسيس أستغل ضعفها لكي يحصل منها على المنزل ويبيعه فيسدد ديونه .. لم أرى أحقر منه قد "
ألتف والدي من حول السرير الذي لم تتحرك زائرته من على سطحه .. وما إن صار بالقرب مني .. وضع كفه على كتفي وقال والأمل يضيء وجهه الذي نحته الزمن:
- " لهذا يا بني يجب أن تبقى فهي بحاجة لك "
عادت تلك الغصة المرة تغلف حنجرتي وأنا انظر إلى أبي بعينان شبه مفتوحتان .. وقلت بصوت تدنت نبرته لرضوخها لصفعات الوجع المتفشي كالوباء في بدني:
- " قربها أصعب بكثير من بعدها .. أنا بحاجة لكي أبتعد عنها ولو لفترة وجيزة .. لعلي أقدر بأن أكتم هذا الشعور "
لأحلق بيدي اليسرى .. فأحطها على منبع حياتي الذي تمرد من وراء سجنه .. وأكمل قائلا.. وقد ذبلت مقلتي:
" الذي يوجعني .. يوجعني "
أحسست بقبضة والدي تشتد على كتفي وكأنه يشد من أزري لكن بلغة أخرى غير الكلمات ..
وضعت يدي الأخرى على يده المشجعة لي .. وقلت وطيف ابتسامة تهتز على شفاهي مهددتا بنهيارها :
- " البركة فيك يا والدي .. أمانة أعتني بها .. أرجوك "
وضغط على يده .. أستجديه الموافقة .. ليرد علي بعد أن تعمق في النظر في عيناي بهزه لرأسه بمعنى نعم ..
ثم أطلقت سراح قدماي من أكبال قلبي الذي يأبى الرحيل .. وشرعت بالمشي الذي أثقل خطواته أرطال الحزن ..وما إن وصلت خط الوداع .. بترت حركت قدمي .. فهناك مغناطيس قوي يجتذبني صوبها .. لا يمكني مقاومته أكثر من ذلك .. فألتفت ببطء إلى ورائي حيث ترقد زهرتي النرجسية .. وودعتها برمشي الذي قفزت دمعة يتيمة متشبثة بطرفه ..
لأنهي مشهد الوداع بسرعة البرق.. ذلك المشهد الذي حبس أنفاسي .. وفجر قنابل أحزاني ..
وبخطى واسعة أبتعدت عن نبع حبي وعذابي في نفس الوقت .. بلا رجعه ..

جرح الذات 30-01-12 10:35 PM

رجاء اكتبوا اسم الكتاب لحفظ الحقوق لا اكثر .. ^_^ حيااااااااكم

nourhan 30-01-12 10:55 PM

كتاب "الله" لمصطفى محمود

نزلت عقيدة التوحيد كاملة على آدم وعلمه ربه الأسماء كلها منذ الخلق الأول..ولهذا لا يصلح القول بتطور الأديان من ناحية تنزلها الربانى لأنها وحى منزه لا يحتمل النقص وعلم الهى نزل كاملا من بدايته
والذين يتكلمون عن تطور الاديان يقصدون بذلك شيئا اخر وهو معرفة الله اجتهادا وبالعقل الذى يخطئ ويصيب.. ومثل تلك المعرفة كان لها بالفعل تاريخ وتطور.. وهى غير المعرفة الاخرى الثابتة التى جاء بها الانبياء.. ولقد نزل الوحى بين فترة واخرى لاصلاح ما افسده العقل وما ادخلته الاهواء على تلك المعارف
ومنذ فجر التاريخ,وقبل ان يعرف الانسان كيف يطهو طعامه,وكيف يبنى لنفسه بيتا,أحس انه لابد ان يعبد شيئا,ولابد له لن يبنى لهذا المعبود بيتا
كانت العبادة ضرورة اولى مثل ضرورة الحصول على الطعام والحصول على الماوى
ادرك الانسان البدائى بوجدانه ان روحه فى حاجة الى عقيدة تاوى اليها
كانت روحه ترتجف جوعا الى ايمان مثل جسده الذى يرتجف جوعا الى اللقمة والامان
وكما انه لم يستطع ان يعرف ما تخفيه الارض حوله من اسرار وطاقات كالكهرباء والبخار من اول خطوة,كذلك لم يستطع ان يعرف حقيقة ذلك الاله المعبود اجتهادا وبالعقل من اول وهلة وانما اكتشفه عبر رحلة طويلة من التجربة والخطا تماما كما حدث فى اكتشافه مكنونات الطبيعة

جرح الذات 30-01-12 11:26 PM

على السطح . كنت أحس بقوى النهر الهدامة تشدني إلى أسفل وبالتيار يدفعني إلى الشاطئ الجنوبي في زاوية منحنية . لن أستطيع أن أحفظ توازني مدة طويلة . إن عاجلاً أو آجلاً ستشدني قوى النهر إلى القاع . وفي حالة بين الحياة والموت رأيت أسراباً من القطى متجهة شمالاً . هل نحن في موسم الشتاء أو الصيف ؟ هل هي رحلة أم هجرة ؟ وأحسست أنني استسلم لقوى النهر الهدامة . أحسست بساقي تجران بقية جسمي إلى أسفل . في لحظة لا أدري هل طالت أم قصرت تحول دوي النهر إلى ضوضاء مجلجلة ، وفي اللحظة عينها لمع ضوء حاد كأنه لمع برق . ثم ساد السكون والظلام فترة لا أعلم طولها ، بعدها لمحت السماء تبعد وتقرب والشاطئ يعلون ويهبط . وأحسست فجأة برغبة جارفة إلى سيجارة . لم تكن مجرد رغبة . كانت جوعاً . كانت ظمأ . وقد كانت تلك لحظة اليقظة من الكابوس استقرت السماء واستقر الشاطئ وسمعت طقطقة مكنة الماء ، وأحسست ببرودة الماء في جسمي . كان ذهني قد صفا حينئذ ، وتحددت علاقتي بالنهر إنني طاف فوق الماء ولكنني لست جزءاً منه فكرت أنني إذا مت في تلك اللحظة فإنني أكون قد مت كما ولدت ، دون إرادتي . طول حياتي لم أختر ولم أقرر . إنني أقرر الآن إنني أختار الحياة . سأحيا لأن ثمة أناس قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب أن أؤديها ....


لا يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى . وغذا كنت لا استطيع أن أغفر فسأحاول أن أنسى . سأحيا بالقوة والمكر . وحركت قدمي وذراعي بصعوبة وعنف حتى صارت قامتي كلها فوق الماء . وبكل ما بقيت لي من طاقة صرخت ، وكأنني ممثل هزلي يصيح في مسرح : (( النجدة . النجدة )) .


رواية موسم الهجرة الى الشمال .. للكاتب الطيب صالح




جرح الذات 31-01-12 06:53 PM

ومضت ورنين ضحكتها الهازئة يخترق عبائتي الى مكمن أحزاني , فتفيض كما تفيض مياه البحر الهائجه لتغرق نفسي بطوفان من الاحزان ..تلبستني الطفله الاهيه في اعماقي وهي تفتح عينيها على النهاية المفجعه بين والديها ..لم تسمع سوى الصراخ .والم ترى الا الدموع ..تتكوم وشقيقها الاكبر في حجره من حجرات المنزل ليتلقيا اول جرعات الحياة صراخا وضربا وبكاء ونحيبا ..ولم يدركا ان الموده والرحمه تسكنان بيوت الغير عدا بيتهما ،، لم يعرفا من الحياة غير جانبها المؤلم حتى فوجئت ذات ليله بصراخ مؤلم ..صراخ مختلف عن ذلك الصراخ الذي آلفاه وعاشاه دائما .. كان صراخا رهيبا صارخا يصدر عن نفس ملتاعه مثخنه بجراح الاسى ..صراخ يحمل بين طياته الألم واليأس والعذاب ..


الكاتبه قماشه العليان .. رواية عيون قذره

نور لينة 31-01-12 07:12 PM


الغائبان -يوسف السباعي



كانت الريح تهب من البحر قوية عاتية , فتعصف بأشجار الشاطئ الكثيفة التي لفها الليل بأرديته السوداء الحالكة ...
فبدت كأنها أشباح مخيفة متهجمة الوجوه .. مكفهرة الأسارير ..
وكأنما اتخذت ريح البحر من الأشجار المكتئبة قيثاراً تعزف عليه لحنها الحزين ...
الذي زادت رهبة الليل من وحشته فبات كأنه نحيب الثكلى , أو نعيب البوم , يوحي بالخراب والدمار .
كان كل ما في المكان موحشاً كئيباً ..
فكأن الطبيعة هناك في حداد دائم , وحزن مقيم ..
وأقفر المكان من ساكنيه , إلا كوخاً مهدماً خرباً بدأ فيه بصيص من ضوء مرتجف مرتعد , كان هو كل ما يستطيع المرء رؤيته في تلك الظلمة المدلهمة .





الوصف هنا أعجبني جدا جدا





shyma2010 31-01-12 07:13 PM

شكرا ع الدعوه
اممممممم المشكله انى مش بفتكر النص بالطبط
هحاول افتكر او اشوف احلى جزء وارجع اقوله شكرا كتييييييييييير ع الدعوه
تقبلى مرورى جرح الذات

Dalyia 31-01-12 07:19 PM

روووعة يا جروحة..تسلمى على فكرة التوبيك
----------------------------------------
الحب لا يعيش في الظلام... إنه يسعى دائما إلى النور، إلى الحرية، إلى الإعتراف بكيانه,
الحب كالإنسان يريد أن يسير في الشارع، ويتفرج على الدكاكين، ويضحك بصوت عال,
إنه لا يطيق الإختباء طويلا، ولا يطيق أن يظل طول عمره يتكلم في همس
ولكن الحب عندما يحاول أن يخرج إلى النور يصطدم بالمجتمع ...

احسان عبد القدوس
(بنت السلطان)






Dalyia 31-01-12 07:21 PM

لصغار الذين يواجهون الدبابة في فلسطين..
يفعلون عملا جنونيا, يختارون لحظة مطلقة من المعنى, والقدرة
حرية مركزة وبعدها الموت, يشترون لحظة واحدة بكل حياتهم..
هذا جنون, ولكنه جنون جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز والمهانة.

رضوى عاشور
(قطعة من أوروبا)

shyma2010 31-01-12 07:45 PM

انظر بعينين ..
نحن نبدع في أحيان كثيرة في رؤية أخطاء الناس وملاحظتها .. وربما في تنبيههم عليها ..
ولكننا قلما نبدع في رؤية الخير الذي عندهم .. والانتباه إلى الصواب الذي يمارسونه .. لنمدحهم به .

دكتور/ محمد العريفى
من كتاب "استمتع بحياتك"

رونق الروح 31-01-12 07:46 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكره رائعه جرح
ان شاء الله تلاقى التفاعل
وان شاء الله احاول اشارك معاكم
ودى

الشوق والحب 31-01-12 08:31 PM

شكرا"" لك اختي جرح على الدعوة والفكرة حلوة.....
هذا المقطع من كتاب الروح والجسد للكاتب مصطفى محمود
بعنوان الصمت ......اعجبني هذا المقطع كثير وحبيت اشاركم
فيه ......
نحن نتبادل الكلمات والحروف والعبارات كوسائل للتعبير عن المعاني
وكادوات لكشف كوامن النفوس ..... ونتصور ان الحروف يمكن ان تقوم
بذاتها كبدائل للمشاعرويمكن ان تدل بصدق على ذواتنا ومكنونانتا .
والحقيقة ان الحروف تحجب ولاتكشف .... وتضلل ولا تدلل .... وتشوه
ولا توضح ..... وهي ادوات التباس اكثر منها ادوات تحديد........
بقول الجبيب الى حبيبته:
احبك....
وهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانية خاصة جدا" وذاتية وجديدة عليه
فلا يجد الا كلمة هي صك مستهلك تهرأ من كثرة الاستعمال ... كلمة
اصبحت ماركة مسجلة لاردأ انواع البضائع .... كلمة حولتها الاغاني المبتذلة
والهزليات المسرحية الى مشنقة لتجفيف ماينضح من العرق : في حالات
فسيولوجةعديدة ومتناقضة .......ولكنه لايجد غيرها.....
فاذا حاول ان يستخرج من القاموس الحروف ومعجم العبارات كلمات
اخرى فانه لايجد الا المجاز والاستعارة والبيان والبديع وضرب الامثلة
فيقول الى حبيبته انه يحبها كما تحب الوردة ندى الفجر او كما تحب ظلمة
الليل شعاع الشمس او كما تحب صغار العصافير اعشاشها وهو كلام
فارغ اخر يترجم الحالة الخاصة الفريدة الى سلسلة من البدائل المزورة
ويحول الشعور البكر الى ثرثرة جوفاء لاتدل على شيء........
ولو انه صمت لكان صمته ابلغ .....
وللصمت المفعم بالشعور حكم اقوى من حكم الكلمات وله اشعاع وله
قدرته الخاصة على الفعل والتاثير.......
والمحب الصامت يستطيع ان ينقل لغته وحبه الى الاخر ......... اذا كان الاخر
على نفس المستوى من رهافة الحس واذا كان هو الاخر قادرا" على السمع
بلا اذن والكلام بلا نطق ......

sunlight 31-01-12 08:35 PM

الفكره رائعه وهناك الكثير من المقاطع التي تعجبني في العديد من الروايات
وان كانت ردودي مقتضبه فلانني اشعر انه لا يوجد كلام يوفي الروايات والكاتبات الاتي تكتبن في منتديات روايتي
حقهن و شكرا علي الدعوه جرح الذات

عاشقة القصص 31-01-12 08:38 PM

فكره حلوه وسأبحث عن مشاركه أعود بها

نوسه2 31-01-12 08:38 PM

[rainbow][read]فكره رائعه وجميله جدا موفقه باذن ال[/read]له[/rainbow]

ام هناء 31-01-12 09:35 PM

فكرة مميزة ,,ورائعة ..رغم أنها لاتفئ حق المؤلف المبدع .,وأحياناً كثيرة توجد مقاطع في الرواية موجعة أومضحكة أو مؤلمة أو ........ تمس بمشاعر القارئ وتختلف تأثيرةلنفس الشخص إذا أعاد قراءة الكتاب حسب نفسيته في تلك الفترة ..كما تختلف تأصلها في أعماقه ومشاعره من شخص لاخر ......لي عودة أخرى معكم فإلى المتلقى

جرح الذات 31-01-12 10:25 PM

مثل سراب خادع يلمع فوق سهوب بعيده ..سراب يمتد ويمتد ، هكذا الان يبدو ركام الحكايات ،شفافا، لامعا ،عصيا َّ على اللمس ، عصياَّ ربما على الادراك . حكاياتنا التي افلت في غروب يوم كئيب مع شمس دمشقيه تهوي بلا استئذان خلف قمة قاسيون الأجرد ..

سيمضي وقت طويل قبل ان استطيع إدراك كُنه تلك العلاقه الآثمه والطهرانيه التي يخيل الي الآن انها قد جمعتنا . انني استعمل كلمة الجمع لا الالتحام ، لا لان ما حدث كان محض صدفه عابره . إنما لأن الانسان يبدد عمره بإندفاع حار شوقاً الى حاله دائما مع الاندماج مع شيء ما ، ربما مع نفسه . لاكنه يكتشف في النهايه انه قد خاض حرباً خاسره ..اضاع خلالها شيئه ونفسه ، وان العالم ليس اكثر من أصداء تتردد كالنواقيس في كاتدرائيه النفس المصدعه ،

الآن . وليس هناك غير صحراء بلا شجر ولا ماء ولا أنس ؟؟، علي ان أكون متماسكا كقديس يستبطن في اعماقه زنديقا ..وأنا أنحدر الهوينا عبر رمال سرابيه مسكونه بصمت الاصداء . ورياح الخماسين الجامحة ، الملتهبه .

عندما كانت بقربي في اصياف وشتاءات الايام التي تصرمًّت الة غير رجعة ، كان إلي ان حظورها متَّسم بخاصيَّة الخلود ، ومن أجل هذا الاحساس الخفي كانت المشاحنات تعكر صفاء دقائق الزمن التي حوَّمت في سمائنا ، دون أن يضع أيا منا معادلا سلبيا لذلك الاحساس المتفائل . وهكذا كنا نفترق طويلا ، ثم فجأه على غير موعد نتقابل وجها لوجه عبر شارع ما أو بيت ، وإذا بكل غفران الأرض المُسامح يشعُ حزناً ولهفة من عيوننا ، لنغيب في عناق حار ، لذيذ، عاتب .

لقد رحلت . غابت كحلم هاجَسَ النفس في ليلة صافيه ، ولم يبق غير الطيوف والتهويمات تهتز وتهتز مثل زلزال عميق عميق يرج الاغوار السحيقه فترتعش الذرات الباطنيه . التي فتتها هبوبها السافي الحزين عبر فصول النفس .

هل كانت حقيقه ؟ هل كانت وهما ؟ هل كانت ريحا ؟ هل وجدت بأبعاد ماديَّة أم أن الذاكره هي التي خلقتها ولونتها ؟ أم انها كانت مزيجا من الحلم والحظور والرمز ؟







من رواية الزمن الموحش للكـــــــــــاتب حيدر حيدر

مختلف 01-02-12 01:20 PM

ربنا يعطيكم على العافية على هذا الكم الجميل الذي جسده تفاعلكم مع هذا الموضوع المتميز بتواجدكم وأراؤكم الجميلة
كل الشكر للاخت المبدعة جرح الذات على هذا الموضوع الجميل والذي يعد بمثابة أمتداد لما تم تقديمه من قبل .



https://img02.arabsh.com/uploads/imag...3e444362f6.jpg






.

جرح الذات 01-02-12 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختلف (المشاركة 6346006)
ربنا يعطيكم على العافية على هذا الكم الجميل الذي جسده تفاعلكم مع هذا الموضوع المتميز بتواجدكم وأراؤكم الجميلة
كل الشكر للاخت المبدعة جرح الذات على هذا الموضوع الجميل والذي يعد بمثابة أمتداد لما تم تقديمه من قبل .



https://img02.arabsh.com/uploads/imag...3e444362f6.jpg






.

الف شكر لك مختلف ع التثبيت وربي يعافيك من كل شر ,.

الابداع انت اهله .. وانت اللي تستحق الشكر والثناء لما تقدمه لنا هنا

ننتظر مشاركتنا بأقتباساتك :6[1]:

حيااااااااااااك

هديل2012 01-02-12 09:47 PM

أنا لا أقاتل كي أنتصر، بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصرة إلى الأبد. أنا أخاف شيئاً واحداً: أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد


-لقد خلق الله الحصان من الريح والإنسان من التراب. (والبيوت من البشر)!!

- أن عُمْر الرجال أطول من عُمر الإمبراطوريات

- هذه البلاد بحجم القلب لاشي فيها بعيد ولاشي فيها غريب

-( فنحن ننسى ، الله كم ننسى، ياعيبنا كم ننسى ، كيف نسينا أنهم خدعونا عام 1936 كيف؟ كيف ننسى؟ أرسلوا لنا جيوشا صنعها الانجليز ويقودها الانجليز لنقاتل الانجليز واليهود ، الذين يحميهم الانجليز، كيف صدقنا؟ كيف صدقنا؟)


من رواية زمن الخيول البيضاء - ابراهيم نصرالله

هديل2012 01-02-12 09:58 PM

إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دين ، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء ومن سنوات ، وإن فقدت ولداً فغيرك فقد عدداً من الأولاد و في حادث واحد .. لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخرو القضاء خيره و شره لا تحزن .. لا تحزن إن أذنبت فتب ، و إن أسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة والباب مفتوح ، و الغفران جم ، و التوبة مقبولة .. لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، و الأقلام جفت ، و الصحف طويت ، و كل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً و لا يؤخر، و لا يزيد فيه شيئاً ولا ينقص .. لا تحزن لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن ، وحبس الشمس ، وإيقاف ****ب الساعة ، والمشي إلى الخلف و رد النهر الى مصبه .. لا تحزن لأن الحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء و تبعثر الماء و تغير السماء ، و تكسر الورود اليانعة في الحديقة الغناء .. لا تحزن و أنت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، و معك الثلث الأخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود .. لا تحزن فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها ، وأنبت لك حدائق ذات بهجة ، و بساتين فيها من كل زوج بهيج ، و نخلاً باسقات لها طلع نضيد ، و نجوما لامعات ، و خمائل و جداول ، و لكنك تحزن .. لا تحزن فأنت تشرب الماء الزلال ، وتستنشق الهواء الطلق ، وتمشي على قدميك معافى ، و تنام ليلك آمناً .. لا تحزن .. أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، و الليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح الصرصر كيف تسكن ، والعاصفة كيف تهدأ ؟! إذا فشدائدك الى رخاء ، و عيشك الى هناء ، ومستقبلك الى نعماء .. لا تحزن لهيب الشمس يطفئه وارف الظل ، و ظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير ، و عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء ، و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ ، و آلام المرض يزيلها لذيذ العافية ، فما عليك إلا الصبر قليلا والانتظار لحظة .. لا تحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، و تبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على الغموم ، و لا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين



من كتاب لا تحزن - عائض القرني

noormohannad 01-02-12 10:04 PM


فكره منتهى الرقه و الروعه !!
فعلا رح نجمع اغلى و اروع المقتطفات من قصص اثرت فينا فعلا !!
تسلم الايادي على الموضوع و تسلم العيون على الدعوه الحلوه !!

جرح الذات 01-02-12 10:11 PM

الكتابات العفوية على الجدران ،في الأزقة الشعبية تعبر أحيانا عن واقع الشعب،كما تفعل الصحف
ولكن الذي يسحرني حقا هو الكتابة على السيارات
على إحدى السيارات خطفت انتباهي هذه العبارة :"أصدقاء الشدة قليلون – لا تحزن فالله معنا "
وكانت السيارة صغيرة ومتعبة ،وكان واضحا أنها فقدت دواليبها أكثر من مرة .
وأنها تعثرت في الدرب أكثر من مرة ،ولكنها استطاعت في كل مرة أن تنهض منكبوتها لتتعلم درس الحياة الأول :"أصدقاء الشدة قليلون –لا تحزن......."
هل نملكإلا أن نحزن ؟هل بيننا من لا تمثله تلك السيارة الصغيرة ،التي ركضت أمام عيني ذاتصباح ماطر وكنت أرقبها كما يرقب إنسان نفسه في المرآة ؟...

كنت في ما مضىأودع سفينة العام السابق الغارقة بتذكر قول أفلاطون :
"لا تشغل فكرك بما في ذهبمنك ،واحفظ ما تبقى منك "
وكنت دوما أغضب لهذه الحكمة ،إذ كيف أحفظ ما تبقى منيإذا كان ما ذهب مني هو القلب ؟!
فحين يفقد الإنسان شيئا هاما ،لا يملك إلااستعادته لأجل أن يحفظ ما تبقى منه!!
وهذا العام ،تبخر أفلاطون من رأسي ،وظلتتلك الحكمة تلح على صدري "أصدقاء الشدة قليلون – لا تحزن "

استحضروا معيأيام شدتكم (هل بينكم من لم يمر بها )وأحصوا أصدقاء الشدة – إن وجدوا !!!-وأحصواخناجر الأصدقاء المتلهفة للانقضاض لحطة تسقطون ...وأتمنى أن يكون عاما بلا سقوط ........
واذا كان بينكم من هو حائر في أمر الكتابة على سياراتكم ،فأنا أقترحهذا الشعار:
"أنا سعيد ،فيوم سقطت ،لم يطعني صديقي"!

من زمان كان المثليقول :"الصديق وقت الضيق "،وفي هذا الزمن يصح تعديله ليصير
"الصديق من كفاك شرهوقت الضيق "!



ختـم الـذاكـرة بالشمع الأحـمر
غادة السمان




للمعلومه بعض المقتطفات والله انقلها مباشره من الكتب فلا تبخلون علينا بمشاركاتكم .. أكيد كل شخص فينا عنده كتاب اعجبه وتأثر فيه واعجبه الكثير منه .. هذا شيء بسيط لتعبير عن حبنا لكتابات هالكتاب مع العلم إنا ما راح نوفيهم حقهم .. بإنتظار تفاعلكم https://www.rewity.com/vb/images/icons/20.gif

FIFIY 01-02-12 10:27 PM

فكره كثير رائعه حبيبتى جرح الذات لانه مرت عليينا مقاطع كانت قمه بالتأثير على النفس تلمس المشاعر والعواطف كما ان هناك مقاطع تشعل ذكريات وامور تلمس شغاف القلوب فنتظرينى عزيزتى لان المقاطع بصراحه كثيييره لكن هناك مقطع تأثرت به كثيرا وسأنزله تسلمىىىىىىىىىىى على الفكره رائعه

أم سيف 01-02-12 10:44 PM

فكرة حلوه حبيبتي اتمنى ليك التوفيق


الساعة الآن 06:03 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.