المطحون - أميمة البدري

[أميمة البدري]

المطحون – قصة قصيرة

كانوا ثلاثة أصدقاء يتضاحكون .. اخذ كلا منهم يُلقم جهاز الصرف الآلي بطاقته البنكية .. الساعة تشير إلى الثالثة فجراً في ليلة العشرين من رمضان، وكنت أنا وسيارات أخرى متناثرة نتابع بوجل جهاز الصراف والأصدقاء الثلاثة .. أدخل الأول بطاقته، ثم خرجت ولم تخرج النقود .. ثم قذف المطحون الثاني بطاقته .. ونحن نترقب !! .. انسابت البطاقة وخرجت على لاشئ .. تضاحكوا بسخرية ..
- ربما يبتسم الحظ لثالثهم .. ألقم الجهاز بطاقته، وخرجت !!!
- .. تقافزنا، وتقافزت أعيننا من زجاج سياراتنا ..

خرجوا من غرفة الصراف الضيقة، خرجوا خائبين .. لاشئ ، الرصيد صفر .. تناثرنا حرّك كلاً منا سيارته .. وتراجعنا ..

عدت إلى المنزل وكلهم ينتظرون .. الأولاد وأمهم .. صاحب الدكان، الخياط،، صاحب القرطاسية، الجزار، بائع السوبيا، العاملة المنزلية، شركة الاتصالات والعيد !.

آويت إلى فراشي ورحت في سبات عميق .. استيقظت عصراً على نغمة رسالة واردة إلى الهاتف الجوال، فتحتها قبل أن أفتح عينيّ .." الرواتب نزلت ".. وقبل أن أفتح عيني الثانية كنت مغروساً أمام جهاز الصرف الآلي ..
وضعت بطاقتي ، على شاشة الجهاز ظهر لي المبلغ 3770 ريال، تبا لقد استقطع البنك مديونيته.!

- بعد صلاة العصر بدأوا يتقاطرون .. صاحب الدكان.
- صاحب وايت الماء..

- الأولاد.

- أم الأولاد وفواتير البيت.

- الجزار وبائع السوبيا.

- مع أذان المغرب تناولت افطاري .. تجرعت الماء وحبات من التمر، وشئ مُر كالعلقم؟! .


بقلم أميمة البدري – بريطانيا

[طيف إْلح’ـنين]

... لك مني أجمل تحية .

دمتي بود