آخر 10 مشاركات
560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          85 - لن يعود الموج - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          امرأة متهورة - شارلوت لامب - روايات غادة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          87 - ومرت الغيوم -آن هامبسون -عبير جديدة (كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-12, 12:58 PM   #1

منال عبد الحميد

قاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية منال عبد الحميد

? العضوٌ??? » 189000
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » منال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond reputeمنال عبد الحميد has a reputation beyond repute
افتراضي هجوم الموا المتوحش


هجوم الموا المتوحش

" جوناثان " و " ماكس " و " رافاييل " و " هنري بوف " و " أرشيبالد " .. خمسة شبان أيرلنديين ؛ كان يسعدني كثيراً أن أقول أنهم " خمسة شبان كالورد " ؛ ولكنهم للأسف لم يكونوا كذلك على الإطلاق .. ف "جوناثان " أكبرهم سناً ؛ كان أكثرهم جنوناً ورعونة .. و" ماكس " أجملهم وأكثرهم سحراً ووسامة ؛ لكنه في نفس الوقت أغباهم و" أعبطهم " .. أما " رافاييل " ثالثهم فكان كريهاً منفراً ؛ كجثة كلب ميت تعفنت على مدار مائة يوم .. ورابعهم " بوف " ، "هنري بوف" ، لم يكن إلا عصا خشبية عجوز مسندة على الجدار ؛ في بيت مهجور .. ومسك ختامهم " أرشيبالد" كان نوعاً من عجينة الأرز بالسكر بالبصل بالعسل والقشطة واللحم المتعفن ؛ التي يتناولونها بكثرة، في بلاد الواق الواق !!
هذه إذاً كانت الصحبة اللطيفة التي انطلقت من مدينة " بلفاست " الأيرلندية ؛ في الثاني عشر من تموز سنة 1462م ؛ هاربة على ظهر سفينة عتيقة نخرة ؛ تعود إلى أيام "هنري الثاني " الإنجليزي .. ولكن هؤلاء الرفاق ، للعجب ،تمكنوا من أن يصلوا بقرمة الخشب التي كانوا يركبونها ؛ إلى سواحل " زيلند " الجديدة .. " نيوزيلند " ،قبل أي مستكشف أبيض بعشرات السنين !!

وبمجرد أن وطئت أقدامهم أرض الشاطئ المهجور ؛ فوجئ الرفاق بعاصفة عاتية تهب على البحر ؛ الذي ثار وهاج وقذف بأمواجه الهائلة على امتداد الشاطئ المترامي .. وكانت المصيبة أن الأمواج الغاضبة حملت معها " قرمة الخشب " ،السفينة العتيقة ، إلى داخل البحر !
وأفزعت هذه الكارثة الأصدقاء الخمسة ؛ وخلقت لهم مشكلة لم يفكروا في حل لها .. فكيف يعودون إلى بلادهم ، إذا عن لهم أن يعودوا ، بدون قرمة الخشب العزيزة المخلصة ؟
ولكن .. لم يكن هذا هو السؤال الملح أمام الأصدقاء الآن، بل كان السؤال هو: ألا يوجد مأوى يحميهم وطعام وماء صالح للشرب في هذا المكان العفن ؟ .. وبينما كان الأصدقاء يجرون على امتداد الشاطئ بحثاً عن مكان يختبئون فيه من العاصفة والمطر والبرد القارس .. قال " جوناثان " فجأة بكل بساطة ؛ وبدون أي وخز من ضميره :
" أتعرفون ! هذا أفضل شيء حدث لنا منذ أن انطلقنا من " بلفاست " اللعينة ؛ فالآن وبدون السفينة اللعينة ؛ لن نفكر أبداً في العودة إلى بلادنا اللعينة !! "
فأكمل " أرشيبالد " له فوراً :
" وحتى إذا فكرنا فلن نستطيع .. يا للمسيح !.. أنا دائماً أقول إننا محظوظون كالغانيات ! "
وفي هذه اللحظة ؛ في هذه اللحظة بالذات ؛ تجمد الرفاق الخمسة في أماكنهم ؛ وتحولوا من عصى مكانس خشبية إلى تماثيل جليدية .. وكف " هنري بوف " عن التنفس فجأة ؛ فأرتبك هواء الشهيق ، الذي كان على وشك الدخول إلى أنفه ،وتجمد على مقربة من أنف " بوف " على هيئة سحابة صغيرة .. وتوقف " أرشيبالد " عن الكلام فجأة وفمه مفتوح ؛ فأخذت ذبابة ضخمة تحوم حول شفته السفلى المدلاة في بلاهة .. أما الباقون فلم يكن حالهم أفضل في شيء .. وكان سبب هذا الذعر والفزع كله معقولاً ؛ فعلى امتداد الشاطئ ، الذي تعربد فيه العاصفة وتلهو ، كانت جموع هائلة من المتوحشين المسلحين بالحراب والنبال ؛ تتجه من كل صوب نحو الرفاق الخمسة حتى اقتربت منهم .. وأحاطت بهم إحاطة تامة !
..........................
وكل ما حدث بعد وقوع الأصدقاء الخمسة في أيدي القوم المتوحشين الذين يسكنون هذه الأرض النائية .. أن أظهر أولئك المتوحشين من اللياقة وحسن المعاملة أكثر مما يتمتع به اللوردات الإنجليز المتحذلقين المحيطين بملكة إنجلترا .. فلم يكد يتبين لهم أن " جوناثان " ورفاقه مسالمين ولا ينوون أي شر بهم ؛ حتى أغمدوا حرابهم ونبالهم واقتادوا الرفاق إلى كوخ زعيمهم ؛ و قدموا لهم الطعام والشراب الوفير والفاكهة المتنوعة.. فانهال الرفاق الخمسة على الأكل والشراب بصورة أذهلت المتوحشين المحيطين بهم !
وبرغم أن كوخ الزعيم كان بدائياً ، إلا أنه كان رحباً ومريحاً للغاية .. وتمدد الخمسة ، " جوناثان " و " ماكس " و " رافاييل " و " هنري بوف " و " أرشيبالد " ، على الأرض الصلبة العارية وغطوا في نوم عميق ، كنوم الجراء الميتة ، لم يستيقظوا منه إلا في صباح اليوم التالي .. ولكن الغريب أن الكوخ ، كوخ الزعيم ، كان خالياً من الأحياء إلا منهم .. والأغرب أن الشاطئ كله ، على امتداده ، كان مقفراً ساكناً ؛ إلا من صوت أمواج البحر؛ خالياً من البشر.. أما المفزع فهو أن الأصدقاء الخمسة ، حينما راحوا يتفقدون الشاطئ بحثاً عن أي أثر لأصدقائهم المتوحشين الطيبين ، فوجئوا بظل هائل ينقض عليهم ، مثل الكابوس ، من السماء !!

بعد مرور ثلاث سنوات
أخيراً ، وبعد مرور هذه السنوات الثلاثة فهم الأصدقاء الخمسة سبب الذعر الذي أصاب أصدقائهم المتوحشين في ذلك اليوم ، الذي لا يُنسى ، ودفعهم إلى ترك"جوناثان " ورفاقه الأربعة نائمين في كوخ الزعيم ؛ والفرار إلى جبل " جاربا " البعيد .. هرباً بأرواحهم !
كان هؤلاء المتوحشين أولاداً طيبون بحق ؛ يعيشون في بساطة وسعادة ؛ ولا يشغلهم إلا أسماكاً تُصاد ؛ ونيران تُعد للطهي والتدفئة؛ وحفلات رقص وغناء يومية لا تنقطع ..ولكن هذه السعادة الكاملة ، التي لم يكن بوسع ملكة إنجلترا اللعينة نفسها التمتع بمثلها لم يكن يعكر صفوها سوى أمر واحد فقط،هو هجوم " الموا " المتوحش كل عام في يوم معين ؛ على مساكن أولئك المتوحشين المحببين !
كان في هذه البلاد نوع غريب من الوحوش الطائرة ، أو الطيور المتوحشة ، يسميه السكان المحليون " الموا " ؛ ولم يكن " الموا " طائراً جارحاً عادياً ،كالنسر أو الصقر ، بل كان حجمه في مثل حجم الفيل ؛ ولم يكن رأسه أقل حجماً من رأس الحصان ! وكان يهاجم ، بجموعه الكثيفة ، هذا الشاطئ مرة كل عام .. ويدمر أكواخ السكان ؛ ويقتلع أشجار الشاطئ ، من جذورها ،بمخالبه الهائلة ؛ ويلقى بها في البحر !
أما أي آدمي تعيس يتصادف وجوده في طريق " الموا " فقد كان مصيره الدوس حتى الموت تحت أقدام هذه الطيور الهائلة !
وعلى الرغم من وقوع عدة هجمات لجموع " الموا " على الشاطئ خلال هذه السنوات الثلاث ؛ إلا أنه لم يتسنى ل " جوناثان " ورفاقه رؤية هذا " الموا " بالفعل .. فقد أعتاد الرفاق الخمسة أن يحذوا حذو أصدقائهم المتوحشين ؛ كلما أقترب موعد هجوم " الموا " ؛ ويهرولوا معهم إلى جبل " جاربا " .. ليلوذوا به من هجوم " الموا " المتوحش !
شيء واحد فقط ساهم به هؤلاء الرفاق الخمسة في مسألة " الموا " ؛ وبالتحديد أحمقهم و" أعبطهم " " ماكس " ؛ الذي تأخر ذات مرة عن اللحاق بالجموع الهاربة
من وجه " الموا " .. ثم لحق بهم في جبل
" جاربا " و هو يصيح بانفعال أنه قد رأى بعينه طائر " موا " واحد فقط يهاجم الشاطئ .. طائر "موا " واحد فقط ؟!!
أي هراء هذا ؛ إن هناك الآلاف منه يا أحمق .. أجلس وأنت ساكت يا أبله !!
......................................
بعد عدة أسابيع في كوخ " ماكس " ، فقد أتخذ الحمار له كوخاً أخيراً ، جرى هذا الحوار بين الأصدقاء الخمسة ..
ماكس:" أقول لكم أنه كان طائر واحد فقط ! "
رافاييل : " أنت تردد ذلك منذ أسابيع .. ولا أحد يصدقك ! "
ماكس: " وحق المسيح إنني لا أكذب " !
بوف : " لم يتهمك أحد بالكذب يا صغيري .. ولكنك ربما لم ترى جيداً ! "
ماكس : " أتراني أعمى يا " بوف " ؟ أنظر .. أنظر تحت أبطي .. أترى شعراً ها هنا ! حسناً.. أنا أرى الشعر تحت أبطي قبل أن ينمو !! "
أرشيبالد ( بصوت غير مسموع ) :
" اللعنة عليك وعلى شعر أبطك ! "
ماكس : " ها ؛ ها ! لقد سمعتك يا " أرشيبالد " .. أرفع صوتك يا جبان ! "
بوف : " أقصر.. أقصر يا " ماكس " ! هب أننا صدقناك وصدقنا أن طيور "الموا " المتوحشة التي تقلب هذه الأرض رأساً على عقب ؛ ليست إلا طائر واحد فقط ! فماذا تريدنا أن نفعل ما المطلوب منا بالضبط ؟؟!
أرشيبالد ( بصوته الذي لا يُسمع ) : "أن نعد شعر إبطه بالطبع ! "
ماكس: " إذا تأكدنا أنه ليس إلا طائر" موا " واحد فقط ؛ فلماذا لا نقنع أصدقاءنا المتوحشين بالتصدي له و قتله ؛ والتخلص من جرائره ، ونتقدمهم في ذلك ؟ "
أرشيبالد : " وماذا سوف نجنى نحن من ذلك يا بني ؟! "
ماكس : " أوه ! يا لكم من حمقى ! سنجنى ما لا يخطر لكم على بال ! "
بوف : " بالطبع ! خاصة إذا ما ابتلعنا " الموا " أحياء ؛ وزقنا في معدته ؛ لنرى ما الذي يوجد بداخلها !! "
فصاح ماكس : " يا لكم من حمقى ..يا لكم من حمقى ( ثم بصوت هامس ) يا مغفلين ؛ يا بهائم ؛ تخيلوا لو أننا تقدمنا ، كالأبطال ، وخلصنا أصدقاءنا المتوحشين الطيبين من خطر " الموا " المتوحش .. فالمؤكد أنهم سيحتفون بنا احتفاء خاصاً ؛ بل ربما جعلوا أحدنا زعيماً عليهم بدلاً من " أولوبو " ذو الكرش العملاق ! "
رافاييل : " هل تطمع في أن تكون زعيما ً على أولئك المتوحشين بدلاً من " أولوبو " يا " ماكس " ؟! "
ماكس ( بتواضع ) : " أنا لا أسعى للمناصب يا صغيري .. بل إن مواهبي الفذة هي التي تقودني للمناصب يا بني ! "
ماكس [ مرة أخرى ] : " المهم هل توافقون على ما عرضته عليكم ؟ "
تلفت الأصدقاء الخمسة إلى بعضهم وتبادلوا النظرات الغبية ؛ ثم هتف أربعة منهم ؛ في عزم الرجال الأبطال ، الذين لا يخشون شيئاً ، قائلين :
" لا بالطبع يا أحمق ! "
............................
بعد عدة أشهر وبالتحديد في موعد هجوم " الموا " التالي ! الآن لم يعد هناك أي سبيل للتراجع .. ووقع الرفاق الخمسة في الفخ .. تماماً كما أراد لهم " ماكس " الأحمق ! .. ولكن ما خفف على الرفاق فداحة الورطة التي وضعوا أنفسهم فيها ؛هو أن بعض أصدقاءهم المتوحشين، القليل منهم ، قد قبلوا مشاركتهم في تلك المغامرة الخطرة
..أما باقي المتوحشين فقد تبعوا زعيمهم الجبان " أولوبو " إلى جبل " جاربا " ؛ هرباً من وجه " الموا " المخيف !
وفي صباح اليوم الموعود قام " ماكس " ورفاقه بمسح الشاطئ المترامي لاختيار أنسب المواقع ؛ التي يتخذونها لمواجهة هجوم" الموا " .. كما يفعل المقاتلون الحقيقيون .. أما شركائهم المتوحشين فقد اعتبروا أنفسهم قوات احتياطية ؛ واختبئوا خلف تل صغير يشرفون منه على الشاطئ .. ليرقبوا سير المعركة بين " ماكس " ورفاقه وبين " الموا " ؛ ويسرعوا بنجدتهم وقت اللزوم .. و قد تسلح الجميع بالحراب الطويلة والسهام ؛ وأعدوا شبكة عملاقة لاصطياد " الموا "، إذا حالفهم الحظ ، وكثير من الفخاخ ؛ لعرقلته إن أمكن .. وحمل أحد المتوحشين ويدعى " ليكوكو " ، وكان بارعاً في الرماية ، حربة هائلة وكمن في موقع قريب ؛ دون أن يراه أحد من الرفاق الخمسة ؛ أومن المتوحشين الآخرين ؛ وبعد وقت طال لاح النذير في الجو .. وصمت الجميع ؛ وخمدت أنفاسهم ولم تعد تُسمع ؛ بل حتى البحر ، الذي لم تهدأ ثائرته منذ الفجر، بدا وكأنه هو الآخر يحبس أنفاسه ترقباً .. وران على أمواجه سكون مفاجئ ؛ كسكون الموت ؛ وتجمدت أرجل الأبطال الخمسة المغاوير .. وفجأة صاح أحد المتوحشين بشيء ما وأشار إلى الأفق ؛ فألتفت الجميع إلى حيث يشير ؛ وتوترت الدماء في عروقهم ؛ حينما وقعت عيونهم على " الموا " العملاق ؛ و هو ينشر ظله المخيف على البحر ؛ متقدماً نحوهم في قوة وثبات .. ولكنه ،على الأقل ، كان طائر " موا " واحد فقط !!
..................................
أخذ " الموا " الهائل يتقدم في الأفق ؛ ناشراً ظله المخيف على البحر وعلى كل صخرة وكل وجه .. حتى قرص الشمس بدا وكأنه توارى خلف " الموا " ، الذي لا مثيل له على سطح الأرض .. وأقترب " الموا " جداً من الشاطئ ؛ حتى غطى ظله شاطئ البحر على امتداده ؛ وكاد يهبط على مقربة من الموقع الذي أنتشر فيه " ماكس " ورفاقه ؛ ولكنه غير رأيه بغتة ؛ ودار على عقبيه وعاد إلى التحليق فوق البحر لبرهة ؛ ثم توقف عن الطيران وبقى للحظات جامداً في مكانه في الفضاء .. ثم فجأة أندفع لأسفل ،كالقذيفة الهائلة ، وأقتحم وسط البحر في ضجة هائلة .. وفزع " ماكس " ورفاقه ؛ وكذلك المتوحشين المختبئين خلف التل ؛ لروعة هذا المشهد الجبار ؛ وبعد أن غاص " الموا " بمنقاره للحظات تحت سطح البحر ؛ خرج وهو يحمل حوتاً صغيراً كاملاً !
وعلى مرأى من جميع المتربصين به ؛ فتح " الموا " منقاره البالغ الضخامة وأبتلع الحوت مرة واحدة ، وكأنه يبتلع دودة صغيرة ! وأفزع هذا المشهد الرهيب أحد المتوحشين الموجودين وراء التل ؛ وأفقده صوابه ؛ فبرز من مكانه وأندفع يجرى محاولاً الابتعاد عن المكان ؛ و هو يصرخ
ويصيح فزعاً .. والتقطت عينا " الموا " الثاقبة منظر الرجل و هو يجرى ؛ فنشر جناحيه ليخفي بهما قرص الشمس .. وحلق بسرعة حتى أقتحم الشاطئ ؛ ثم أنحرف ، على بعد أقدام من رؤوس " ماكس " ورفاقه ، الذين انبطحوا على بطونهم بسرعة ليبعدوا رؤوسهم عن أقدام " الموا " .. وأندفع " الموا " باتجاه الجنوب الشرقي ؛ ملاحقاً الرجل الذي طار صوابه ؛ ولحق به بالفعل ومد قدمه الهائلة وأصطاد الرجل من أذنه بمخالبه ، واستمات الرجل ، الذي أصبح معلقاً من أذنه في قدم " الموا " ، محاولاً تخليص نفسه ؛ وفي نفس اللحظة برز " ليكوكو " من مخبئه ؛ و هز حربته في الهواء ؛ ثم أطلقها نحو " الموا " في رمية بارعة بحق ؛ فأصابت قدمه التي يتعلق فيها الرجل ومزقتها ؛ و هوى المتوحش المسكين، الذي تحولت أذنه اليسري إلى مصفاة ، على الأرض مصعوقاً ؛ و هولا يصدق أنه نجا .. ورغم أن رمية " ليكوكو " لم تصب " الموا " بضرر بالغ ؛ إلا أنها أشعلت حماسة الآخرين ؛ فاندفعوا مطاردين" الموا "
وأطلقوا حرابهم ونبالهم نحوه من كل اتجاه ؛ حتى " ماكس " ورفاقه ،الذين لم يحركوا ساكناً حتى هذه اللحظة ، رغم أنهم أصحاب فكرة مواجهة " الموا " ؛ سرت فيهم الحمية ؛ فاشتركوا في مطاردة " الموا " ونجح " بوف " في إصابته إصابة بالغة في منقاره.. وكانت هذه الإصابة سبباً في إثارة جنون " الموا " ؛ الذي ترك جميع مطارديه ؛ وأندفع خلف " بوف " بالتحديد ، وكأنه أدرك أنه هو من أصابه تلك الإصابة البالغة ، بل وكاد " الموا " يدهس " هنري بوف " بأقدامه ؛ عندما أختل توازنه و هو يجرى هرباً ووقع تحت " الموا " تماماً .. ولكن " ليكوكو " البطل أسرع وأنتزع حربة
" جوناثان " وأطلقها نحو " الموا " ؛ في ضربة أكثر من رائعة ؛ فأصابت كبده تماماً !!
وهوى " الموا " مرة واحدة ؛ وسقط بجوار التل محدثاً صوتاً مدوياً !
وهلل الجميع وأحدقوا بجثة " الموا " ؛ وهم لا يصدقون بموته !.. فهل أخيراً مات " الموا " المتوحش .. وتخلصوا من شره وخطره و هجماته المفزعة ؟!.. وأظهر
" ماكس " ورفاقه ، خاصة "بوف "فخرهم الشديد بهذا الإنجاز العظيم باعتبار أنهم وحدهم هم أصحاب الفضل فيه ! بينما أنطلق صاحب الفضل الحقيقي"ليكوكو " إلى جبل " جاربا " ؛ لاستدعاء المختبئين هناك ؛ وعلى رأسهم الزعيم " أولوبو " ؛ ولكن ما كاد " ليكوكو " يتحرك مبتعداً ؛ حتى صاح الباقون فزعاً وذعراً .. وألتفت"ليكوكو " ليجد قدم " الموا"العملاقة تضربه في وجهه !
وضم " الموا " قدميه معاً حاملاً " ليكوكو " الشجاع بينهما .. ونشر جناحيه الهائلين ومضى مبتعداً نحو الشمال .. والحربة ما زالت مغروسة في كبده! وتجمد الباقون من هول المفاجأة للحظة .. ثم اندفعوا جميعاً خلف " الموا "الذي يحمل معه " ليكوكو " الشجاع !
............................
حاول " ليكوكو " الشجاع أن يحرر نفسه من بين قدمي " الموا " مراراً .. ولكنه لم يكن يحمل معه أي سلاح ؛ ولا حتى سكينه الضخمة التي سقطت منه أثناء مطاردة "الموا " .. أما " الموا " فقد شدد من إطباق قدميه ومخالبه ؛ لكي لا يتمكن أسيره من الإفلات.. وعندئذ وجه " ليكوكو " اهتمامه لمحاولة معرفة أين يمضى به "الموا " ؛ فوجده يمضى به في اتجاه الشمال ؛ وهذا شيء غريب ؛ ف" الموا " كان دائماً يأتي من ناحية الجنوب ؛ ويذهب من ناحية الجنوب أيضاً .. ولم يره أحد أبداً يحلق نحو الشمال .. فإلى أين يحمله إذاً ؟!
وبعد قليل كان " الموا " يحلق به فوق جبل " جاربا " ؛ثم عبره وتوجه به نحو سلسلة جبال منخفضة ، يسميها سكان البلاد " أكمولا " ، وكان يقع وسطها وادي شاسع أندفع نحوه " الموا " حاملاً " ليكوكو " الذي جمده الذعر ؛ عندما رصدت عينه الثاقبة ، من على هذا البعد ، عشاً ضخماً وسط الوادي ؛ ويبدو كأنه عش " الموا " نفسه.. فهل يحمله " الموا " إلى عشه ليطعمه لصغاره ؟؟!
وبعد لحظة حط "الموا"بجوار العش العملاق ؛ وأفلت " ليكوكو " من بين قدميه .. وكاد " ليكوكو " يطلق العنان لساقيه ويفر ناجياً بحياته .. ولكنه رأى في العش منظراً مذهلاً .. منظر لا يخطر على بال أحد .. منظر أصاب " ليكوكو " بالذهول وجعله يتجمد على مقربة من العش ؛ ويحدق داخله مبهوراً وغير مبالي حتى ب" الموا " الضخم .. الذي سقط على قيد خطوات منه شبه ميت !!
..................................
كان بداخل عش " الموا " شيئين : الشيء الأول .. هو " موا " آخر لا يقل ضخامة عن الأول ؛ ولكنه ميت !
وبدا من اختلاف ألوان الريش بينهما أن أحد الطائرين ذكر والآخر أنثى .. أما الشيء الآخر ، الذي كان موجوداً في عش " الموا " ، فهو فتاة !!
فتاة آدمية صغيرة لا يتعدى عمرها الثماني سنوات .. والغريب أنه لم يكن يبدو عليها أي نوع من الخوف أو الفزع ؛ بل كانت
تمرح في داخل العش وكأنها في بيتها ! والأغرب أنها أسرعت إلى " الموا " الضخم ؛ حينما رأته يسقط أمام العش ؛ وبدا عليها الحزن والفزع عندما رأت الحربة المغروسة في كبده ! وحاولت جاهدة انتزاعها ، و هي تبكى بعصبية بريئة، .. ولم يتمالك " ليكوكو " نفسه أمام ذلك المشهد ؛ فأسرع نحو الفتاة وحملها بعيداً ؛ و هي تقاومه بفزع وتضربه بيديها الصغيرتين ؛ وتخمش وجهه بأظافرها ؛ وتطلق أصوات غريبة ،كصوت بطة صغيرة ، حتى أجبرته على إطلاق سراحها .. وأسرعت الفتاة إلى " الموا " المصاب ؛ وأخذت تناغيه بأصوات غريبة .. ولكنه كان قد مات !
................................
بعد مضى عدة أشهر كانت تغييرات كبيرة قد حدثت في هذا الجزء من العالم !
أهمها أن " جوناثان " و " ماكس " و " رافاييل " و " هنري بوف " و " أرشيبالد " قد تمكنوا من العودة إلى بلادهم اللعينة.. على متن سفينة هولندية ، تابعة لشركة الهند الشرقية الهولندية ، وكانت هذه السفينة تعبر بالمصادفة أمام سواحل " زيلند " الجديدة ؛ فالتقطت الرفاق الخمسة مقابل تزويدهم للشركة الهولندية بكل المعلومات ؛ التي بحوزتهم عن تلك الأرض الجديدة !
وكذلك المتوحشين سكان هذه الأرض طرأ عليهم الكثير من التغييرات في أسلوب معيشتهم ؛ وحتى في لغتهم ؛ نتيجة للأثر الذي لا يُنكر الذي تركه " جوناثان " ورفاقه عليهم !
الشخص الوحيد في العالم الذي لم يتغير هو " مايا " !
الطفلة التي عثر عليها " ليكوكو " في عش " الموا " .. وحملها إلى قومه لتعيش بينهم .. فقد ظلت الطفلة عازفة عن الأكل واللعب مع أقرانها من الأطفال .. بل حتى الكلام رفضت أن تتعلمه ؛ وظلت تعبر عن نفسها بتلك الأصوات الغريبة التي تطلقها من حنجرتها ! وبقيت الفتاة "مايا" ، التي تولى " ليكوكو " رعايتها ؛وأطلق عليها هذا الاسم ، في رعايته حتى ماتت ؛ ودفنت إلى جوار أباها " الموا " ..
وكان ما يحير المتوحشين هو من أين أتى " الموا " بتلك الطفلة ؛ التي هي قطعاً ليست من أهل تلك البلاد ؟!
أما السؤال الذي ظل يحير " ليكوكو " باقي عمره هو : هل
حمله " الموا " في ذلك اليوم المشهود إلى عشه ليرجوه ويوصيه برعاية طفلته "مايا"؟!


منال عبد الحميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-12, 10:05 AM   #2

hadya

نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية hadya

? العضوٌ??? » 160169
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,521
?  نُقآطِيْ » hadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond reputehadya has a reputation beyond repute
Elk

إذًا..
فإننا لا نتقبل الاختلاف بسهولة، إن تقبّلناه أصلاً..لا نتقبل المختلف عنّا لمجرد كونه يخرج عن إطار طبيعتنا نحن..صحيح؟

و إننا لا نتفهم وجهة نظر الآخر..ما دام هو بالطرف الآخر، و كأن عدم مماثلته لنا كفيلة بجعله هو المخطئ

إذًا..
فإننا ننصرف لأشياء نعطيها كل اهتمامنا و نصبّ عليها الفكر و التركيز صبّا، و نتوقع منها أن تأتى بنتائج نتخيلها، فى حين أن تلك الأشياء لا تنتظر تفكيرنا من الأساس

و إننا نترك الأشياء الأَوْلى بالاهتمام و التفكير، ذاهبين بعقولنا التى تشتت نصفها و تبخر منها النصف الآخر، لما لا يستدعى هذا التفكير

إذًًا..
فإن ليس كل من تتعسر عليه بعضُ أحواله؛ فيلجأ لتحويل العُسر لوقود مشتعل يحرق ما سواه فى الدنيا؟

و إن بعض من لم تتعسر عليهم الأحوال، يلجأون لتحويل الفراغ الواسع الذى شكّلته الرفاهية المصطنعة، إلى موقد يحرقون فيه (مَن لم يحرقوا أنفسهم بمساوئهم مكتفين بأبسط المتطلبات)...ربما السبب، هو أن ذوى الرفاهية المُصطنعة يريدون ارتداء ثياب المتعسرين..يريدون سرقة قميص المُعدَم السعيد، الذى ليس لديه أى قميص

و إذًا..
فعندما نستعرض بعض الأوضاع الإنسانية، نشعر بالخجل، و الخِزىْ

و إذًا..عندما أقرأ لكِ منال؛ أرى أشياءً تخصك وحدك، فإنك تطوين بلادًا واسعة و عقود من السنين، بل و قرون كما حدث هنا..فإنهم جالسين أمامنا جميعهم؛ أرى الرفاقَ الخمسة..بهيئتهم، و ملابسهم..بأرواحهم المهترئة و عقولهم الرثة
أرى البحر، و شواطئه المنبسطة، و ظلال الرعب المُخيم فوقهما، و آثار أقدام الجميع؛ كبارًا و صغارًا..خطوات راقصين مدخلين أبسط البهجات اليومية لبلادهم، و خطوات غازين مستكثرين حق الحياة..أستشعر رائحة البحر و نكهة البر، ملمس الحياة القديمة، و طعم الدماء و الموت

أرى جسدَى زوجى الموا المُتكومَين بجوار عُشهما..و لُعب ابنة وفية لهما، و إن كانت ابنتهما بمجرد التواصل الشعورى فقط

أرى زوجَى الموا و قد كُتبت لهما قصة كالمثل الحى
- - -
تساءلوا؛ إن كان زوجا الموا قد عثرا على ابنتهما، أتيا بها من مكان ما..على الأقل كانت الطفلة الناقصة الإنسانية من نظرهم، أكثر إنسانيةً فطريةً من البعض منهم

تساءل ليكوكو؛ إن كان الموا قد حمله قاصدًا تحميله الوصية، أجيب افتراضًا بأن هذا صحيحٌ تماما

و أتساءل أنا أيضًا؛ هل كانت الموا من البدء بحاجة لحمل رجلٍ معها؟!..أرى أنها عندما احتاجت للافتراس، فإن حدسها يُقدّم لها فرائسها الذين لم يكُن منهم إنسيًا سوى من ضاعوا تحت أقدام البحث المستميت بخطواتٍ ثقيلة عمياء
و عندما أرادت الموا الافتراس؛ ببساطة التقطت حوتًا و تناولته بلحظاتٍ دون حولٍ منه ولا قوة

و أتساءل أخيرًا؛ ألم يفكر أحدهم بسبب حملها لمن أصابها بالسهم الأول و جرحها؟..إنها كانت تبحث عن شهمٍ و ليس شحمٍ و لحم، أو حتى عِظام..

أخيرًا أحببتُ أن أقول، الله عليكِ منال
أُحيّيكِ، و أُصفق إلكترونيًا لكِ و لموهبتك الفريدة
و أتمنى لكِ كل التوفيق



التعديل الأخير تم بواسطة hadya ; 12-04-12 الساعة 11:31 AM
hadya غير متواجد حالياً  
التوقيع

أنا كنت شىء، و صبحت شىء؛ ثم شىء
شوف ربنا، قادر على كل شىء
هزّ الشجر شَواشيه... وشوشنى قال:
لابدما يموت شىء؛ عشان... يحيا شىء
- - -


رد مع اقتباس
قديم 12-04-12, 01:16 PM   #3

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
قرأت قصتكِ البارحة ليلاً لكن النت لفظ انفاسه الاخيرة
منال لكِ طريقة خاصة في التشويق وذكر قرون مضت وجزر مفقودة كأن التاريخ له حيز كبير في حياتك ولكِ اطلاع عليه
بدياة من الاصدقاء الخمسة الذين اجتمعوا سوية ليس لتشابهم بل لتناقضهم المتباين لكن لكل واحد فيهم صفة تميزه عن الاخر حتى الغبي فيهم استطاع ان يتوصل لفكرة مميزة ..صبرهم على العيش في تلك الجزيرة وتأقلمهم مع الحياة هناك
اما الموا
فهو وصف اخر جميل
شعرت كأنني في مغامرات السندباد وطائر العنقاء
زوج الموا لهم قصة انسانية بالرغم من انهم حيوان لكن في قلوبهم اكثر مما في قلوب البشر
حتى وهو يدنو من اجله لم يستطع ان يترك تلك الطفلة لوحدها وحمل اشجع الرجال ليعتني بها بالرغم من انها لم تستطع التعايش مع بني البشر لانها اعتادت العيش مع الموا وشعتر بالفقد لموتهما


شكراً منال على الثصة
سلملم


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 21-05-12, 01:42 AM   #4

mimi_love
 
الصورة الرمزية mimi_love

? العضوٌ??? » 111290
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » mimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to beholdmimi_love is a splendid one to behold
افتراضي

روعة مرةاستمتعت لاخر لحظة
لك اسلوب غريب في سرد قصصك تخلي القارئ يتمنى ما تخلص القصة
ننتظر جديدك يسلمو ان شاء الله


mimi_love غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.