07-12-12, 04:23 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| الهروب للنافذة الهروب للنافذة هل جربتم يوماً الهروب سواء من شيء مُحدد أو من كل شيء حولنا. دوماً عندما أقف عند النافذة , أتسآئل كثيراً لما هي و ليس الباب مثلاً من أقف عنده . و بالرغم من هذه التساؤلات مازلت أُحب و أُطيل الوقوف أمـام النافذة . أنظر لمَدّ بصـري للأبنية للشوارع للناس , لكن حقيقة الأمر أكـاد لا أدركها و لا أراهـا . تتشكل أمامي صور ضبابية من الماضي أو صور خيالية من المستقبل , أما الحاضر هو ما هربت منه . لطالما مَثَّل لي الوقوف عند النافذة كحال من ينتظر أحِبّه رحلوا عنه , أو كحال من طال به الصبر و ينتظر الفَرج . و كثيراً من المرَّات التي يغمرني فيها الأمل , كأن مُجرَّد وقوفي أمام النافذة سَتتحقق الأحلام و تأتيني زائِرة , حتى إذا ما رأيتها أقبَلتْ أُسرِع إلى الباب لأفتح لها . هكذا تختلف مشاعري في كُل مره أقف عندها . ليست النافِذة في الحقيقة هي وجهتي دائماً عند الهَرَبْ , فأحياناً لا أفضل من الهروب لأخذ مكان مُنعَزِل أُمارس هِواية الإبحار في الفِكر , تأخذني حِينها الأفكار إلى عوالم مُتَغيرة , منها ما قد مَررت به و منها ما لم يسبق لي القدوم إليه , و بعد رحلة حافلة ترسوا بي أفكاري على شاطيء دفاتري مُمسِكة بقلمي أُدَوِّن به حصيلتي النهائية . و أحياناً تكون وجهتي هي التجول في عُقول الآخرين ممن أحضى بفرصة القرآءة لهم . و تعتمد وجهتي دوماً على ما أَمُّر به في حياتي اليومية , اليوم مثلاً أُعلِن عن مسابقة وظيفية تُمكنني شهادتي الجامعية من التقديم فيها , و تسرب داخلي أمل الفوز بها . توجهت فوراً إلى النافذة أُطالِع للأعلى حيثُ السماء شديدة الإتساع , أريد مساحة رحبة أطلق فيها أفكاري قبل بصري . فالنظر حولي يختنِق بالمباني التي تتسابق في الإرتفاع و الإلتصاق ببعضها البعض , و الشوارع التي تَئِن ممن يمرون عليها , و الهواء الذي يكافح للوصول لطالبيه , و الشمس الباحِثة عن فُرَج تتسلل منها . هذا الآن قبل أن تولي تِلك الأيام التي كان يمرح فيها بصري حول مزارع تزينت بالورود و طرقات بسيطة مُمتِع السير بها على الأقدام , و منازل متوسطة الإرتفاع تُحيط بها الأشجار . كانت مدينتي عبارة عن مزارع تطول قائمة ما يُزرع بها من أشجار الفاكهة و أشهرها الرُمَّان و العِنب و التِين و التين الشوكِّي ( البرشومي ) , و كذلك الحُبوب أشهرها الذُّره و الشعير , وقائمة أخرى تُنافسها من الورود . جَعلت منها حديقة كبيرة حتى اشّتُهِرت بـ مدينة الورد . وَوُلِد بها عشقي للورد و مُتعة النظر عبر النافذة إن لم أتمكن من الخروج لها و النظر عن قُرب . كُل ذلك كان سابقاً أما اليوم فلم يبقى إلا القِّله من المزارع التي تُكافح للبقاء , و جهود خجولة للتشجِّير و المُحافظة على ما تبقى من الورود . رُبما هذا التغيِّر ضريبة التقدُّم العُمراني و الصِناعي الذي نُعاصره . و بالتأكيد أيضاً ضريبة الإهمال و نقص الموارد المائية . نُسرف في إستهلاك الطبيعة و المُحصِّلة أننا لم نستَفِد فعلياً سِوى القليل , و الكثير طاله التبذير ليكون نهايته الفنـاء . مازلت واقفة أمام النافِذة أتمنى لو حصلت على وظيفة لرُبما أجد نفسي بها و أكُن أكثر فاعلية و أستَفيد منها بالمقابل , لِتتحول أُمنياتي إلى ليتني يوماً أجد نفسي مُزارعة مُحاطة بالورد أحْرُث و أسقي و أجني الثِمار و أقُص الأغصان ليزداد طُولها . بالرغم من أنه في الأرض التي تَضُم منزلي تُوجد مساحة فارغة ومناسبة لزرع أي شيء و إن كانت صغيرة . فقط لو كان من أهلي أحد يفهم في الزراعة أتعلم منه , نظراً لمحاولاتي السابقة الفاشلة , أو لو أمكن وجود تخصص زراعة للبنات سواء أكاديمي أو مهني عَملي , لفضَّلت الدراسة و الإلتحاق به بدلاً من تخصصي الحالي . هه سأتوقف هُنا فغالباً تطول فترة هروبي للنافذة , كنت أود فقط نقل بعضاً من تجاربي في الهروب . * بقلم / مدامع عين * الحقوق محفوظة لــ / شبكة روايتي الثقافية التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-12-12 الساعة 06:39 AM | |||||||||||
07-12-12, 06:39 AM | #2 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| نعم جربت ... وكثيرا .... ليس الهرب بمعنى الهرب لو لنسميه التقاط الانفاس ومنح فسحة للعقل كي يسترخي ... وصفك للوقوف عند النافذة اقدر اهميته لابعد حد ... تقدير العارف بهذا الاحساس ان اكون في حالة تراخٍ وهدوء بينما ارقب مااراه دون ان اكون جزءا منه ... فتتداخل افكاري المنشغلة بمشاكلي الشخصية مع الحكايا التي تلتقطها عيناي وانا اتابع ما يحصل خارجا عبر النافذة .. مع مناجاة لرب السموات والارض ... وفي النهاية ومع كوب من الشاي اجد الافكار تنظمت لتأخذ كل منها الحيز المثالي والمكان الصحيح ... شكرا لنافذتك | ||||||||
07-12-12, 03:15 PM | #3 | |||||||
نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية
| لا اعتقده هروبا بقدر اعتقادي أنه استمداد لقوة ... قوة لروح خنقتها الزحمة! زحمة العمل و التعب من معاملة الأشخاص وحتى زحمة الفراغ! لست الوحيدة التي تستمد قوتها من الأفق الذي خلقه الله تعالى لتحلق به أرواحنا بعيدا عن نصب الدنيا وهمها للأفق ألق ...و في فسحته أمل ..يكاد يخبو من الزحمة لكنه يعود ليشب في لحظة تأمل.. خاطرة جميلة شكرا لمشاركتك لنا بوحك يعطيك العافية....................... | |||||||
19-12-12, 01:45 AM | #4 | ||||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| اقتباس:
الشكر لك كاااااري على مشاركتك لي تجربتي في حفظ الله ............. | ||||||||||||
19-12-12, 01:47 AM | #5 | ||||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| اقتباس:
الشكر لك ساندي على ردك و يعطيك ألف عافية ......... | ||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|