كرسى هـــزاز ...

[نبض]

كرسى هزاز

يقف امام المرآة ليهذب فيها شعره وينظر النظرة الاخيرة قبل النزول من بيته ليصل الى عمله الجديد فى احدى الشركات المرموقة ...يتميز احمد بشخصية هادئة منظمة يحب الترتيب والنظافة جدا فى هيئته وفى بيته ...وصل احمد بالفعل الى الشركة فى ميعاده المحدد وذهب الى رئيسه والقى عليه التحية وقابل بقية زملائه فى العمل بابتسامة وكانوا مرحبين به جدا ولكن كان يشعر بقليل من الارتباك مثله مثل اى شئ جديد يتعرض اليه لايعتاده ...وبعد التعرف على جميع الزملاء ظهر فى النهاية من بينهم موظف يقترب منه وتبدو عليه ملامح مريبة غريبة فاقترب منه وضمه اليه بابتسامة عريضة كأنه يعرفه من زمن ..فقابله احمد بابتسامة خفيفة ثم ذهب الى مكتبه وكان بجواره مباشرة ذلك الموظف غريب الطباع ...فى بادئ الامر لم يقم ذلك الموظف باى تصرفات تسئ اليه ...ولكن بعد مرور الايام تحول الى كائن تطفلى فكان يتدخل فى جميع شئونه ويتتبع خطواته ويلتصق به اينما ذهب ...ولكن الشئ الغريب فعلا ان ذلك الموظف الوحيد فى المكتب الذى يجلس على كرسى خشبى هزاز ولا احد يمنعه من ذلك ...توالت الايام وتوالت المضايقات ...وتوالت الاوامر ...ويكاد احمد يفقد صوابه بسبب ذلك الشخص المجنون..حتى كان يتدخل فى عمله حيث كانت فى احدى المرات تقف امام احمد موظفة تمد يدها تعطيه بعض من الملفات فكان يقفز بين يده مرددا (خد الورق ياحمد...مد ايدك ياحمد...خده ...خده)...فكاد ان يقف يصرخ ويصيح فى وسط المكاتب من تصرفاته ولكن حافظ على هدوءه وتوازنه آمرا بان تضع مابيدها من ملفات على المكتب وترحل فوجده يرجع برأسه للخلف بكرسيه الهزاز ضاحكا بسخرية منه مرددا بثقة (كأنك ترفض اخذ الورق من الموظفة مخالفة لاوامرى )
على الرغم من تصنع احمد بالامبالاه لذلك الموظف الذى يعتقده احمق ومجنون... الا انه يغلى غضبا من داخله ...وبعد طول استياء قرر ان ياخذ فترة اجازة وراحة من العمل... وقبل ان يجن جنونه
وبعد نوم هادئ ومريح ليفتح عينيه ببطئ من اثر التعب والارهاق ويكاد لايشعر بجسده ...ليجد نفسه مربط الايدى والارجل فى سرير وتدخل الممرضة مسرعة تغرز فى يده حقنة مهدئه تغيبه عن دنياه وقبل ان يتغلل المخدر فى جسده ...يدير وجهه عن يمينه ليجده يجلس بنفس الابتسامة العريضة على كرسه الهزاز .

المقصود بالموظف صاحب الكرسى الهزاز ....(قدره)