09-11-12, 08:22 AM | #1792 | |||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| اقتباس:
أحلى جوجو في المنتدى !!!!!!!!!!!!!! أحد غيري ينفاسني على هذا اللقب أشر لي عليه حتى أفنيه ^_^ أنا أخباري يا اللقاطعة لا كلام ولا سلام ولا حتى رسائل عبر الحمام الزاجل :_( ليش هالجفاء بس أعرف بتكرهين الساعة التي سلمتي فيها علي ^_^ | |||||
09-11-12, 10:58 AM | #1797 | |||||||||||||
نجم روايتي ولؤلؤة اقتباسات مضيئة ومركز ثالث بمسابقة ملخصات
| اقتباس:
يا فرحة اهلك فيكي مش المفروض تكوني عارفه النهايه قبل البدايه حسب معلوماتي ولا انتي بتكتبي عالعمياني يعني عالعموم هاي زغرووووطه لولولولولولولولولولولوليي ييييييييييييش يالله هاتي كاسة مي انبح صوتي صباحو ام الجووووج | |||||||||||||
09-11-12, 11:05 AM | #1798 | |||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| اقتباس:
فأحمدي ربك لقيت لك دبرة ونهاية حتى أرتاح منك وألا مو سهلة تهزي على الوحدة ونص وتغرطين تجوزي للأحياء الأفراح والمناسبات كله هذا بتأكيد بفضلي أنا أكتشف مواهبك الدفينة فيلا أدفعي النص من الأرباح ^_^ Good morning تحضري يا متخلفة من يقول هالأيام صباحو | |||||
09-11-12, 11:40 AM | #1800 | ||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| على الوعد نلتقي .. ها أنا ذا أضع بين أيديكم الفص 15 وانقشاع بعض الغيوم التي تحيد بينكم وبين الأسرار التي تحيط بالأبطال .. قبل أن أضع الفصل لا بد من أن أشكر المجاهدة التي ردمت بنفسها لتهلكة بساقيها لأنها تصدت لمهمة التدقيق وللمرة الثانية على التوالي لتنقذكم مما خطته يدي هاتين من أخطاء إملائية تجلط .. بتأكيد أنا أتكمل عن (Snadybell2012) أنا أقدر صدقا معاناتك والله يشفيك من صدمة حروف الجر إلي كادت تودي بحياتك ... وألف كلمة شكر مصحوبة بالعرفان أهديها لكِ .. (( الفصل الخامس عشر )) كنت غارسة بصري بقرص الشمس الشاحبِ وهو يتخفّى والخزي يرفقه وراء جذع العمارات الشاهق من وراء منفذي الوحيد للعالم الخارجي المحصور بأربع إطارات لألحقه بالانزلاق إلى مكبّ الغباء اللاصقة بي ريحه العفنة ..موبخةً بخلدي نفسي الساذجة التي فتحت كل الأبواب المغلقة أمام شخص لا تتعد معرفتي به بضع أيام... والذي سرعان ما تحجج بأن أحدا طلبه .. ليتملص مني برقي يحمل من الجراح الكثير والكثير .. صدحت ضحكتي من العدم .. لتتبعها موجاتٌ من البكاء المتقطع .. ليتقلب حالي ما بين الضحك الهستيري والبكاء الحارق ...لينهار جسدي منهيا صراعي الغير مسبوق بلسعات مالحة ... فيدثرني الصمت الخانق بغصات العجز... يوم آخر يضاف إلى صفحات قصتي المضرجة بالدمع الدامي ... فأسلم نفسي للأمر الواقع .. (فأنا لن أتحرر من أكبال العجز) فأتنهد بعد أن بثَثْتُها هذه الخاطرة في قرارة نفسي.. فأحشر في زاوية ضيقة لا مفر منها .. لأحضن نفسي المبعثرة بكفيّ المحتويين جسدي المنتفض من الريح الباردة المقبلة عليه من اللامكان .. أغمضت عينيّ ...ولا أعلم كيف استقبلني الوسن بكل رحابة صدر على غير عادته النافرة مني..لم يتركني إلا حين أفزعه نعيق هاتفي النقال ...لأفتح عينيّ بصعوبة بالغة فالنفخ قد أصابهما من كثرة لسعات العبرات السامة ... لأبحث عنه وأنا لا أبرح مكاني المتدني على ظهر الجدار الذي تعلوه لوحة الشباك .. كان الضوء المتسلل من بطن الشباك شحيحا .. مما صعّب عليّ مهمة إيجاده .. إلا أن ضوءه الصارخ جذبني إلى حيث مرقده القابع تحت قعر سريري ...والذي لا يبعد عني إلا مسافة ذراع واحد ..لأدفع بيدي المثقلة بالأحزان ...فأجذبه إلى حيث أذني بعد أن ضغطت الأخضر .. وأنا أسأل نفسي بطريقة لاذعة: ( ألم تكتفي من الأخبار السيئة التي يجلبها لك هذا الهاتف؟! ) صَمَمْتُ أذنيّ عن كلام العقل ... ليقابلني على الطرف الآخر من الخط صوت كله أسفٌ صادق: " أنا آسف جدا يا بيسو لقطعي لاتصالنا بسرعة .. لكن كما قُلت لكِ فقد طلبوني بالمستشفى.. فقد حدث حادث بالقرب من المستشفى وكانوا يحتاجون إلي في وحدة الطوارئ على وجه السرعة " كنت معلّقةً ما بين الوعي واللاوعي .. لهذا لم أنطق ببنت شفة ... ليكون هو الطرف الوحيد الناطق في الحوار الذي من المفروض أن يشكله جبهتين: " أأنتِ متضايقة من فعلي ؟!! أنا صدقا آسف .. أرجوكِ سامحيني " لأبل ريقه بجواب مني هُدّت طبقته لتصل درجة البحّة: " كلا .. أنا الآسفة لأنني أوجعت رأسك بمشاكلي " لينهرني قائلا: " لا تكوني حمقاء .. أنا الذي طلبت منك بأن تحكي لي قصتك ... ومن ثم يا بيسو لو كان أحدٌ غيرك لما ظل واقفا على قدميه بعد كل ما جرى " ليحفّني بدفء صوته حين أكمل : " بيسو لن أكذب وأقول لكِ بأنني أتفهم رضوخكِ وإذعانكِ لهذا المدعو أمين .. فهو أساس المصائب .. لهذا يجب أن تتحرري منه حتى تحصلي على أبنائك " لأصرخ به وقد تجعد وجهي بعلامات الضيق النابع من عجزي: " حاولت الهرب لكن عبثا كان دوما يجدني .. لقد تعبت .. والله تعبت يا عاطف .. كلما أردت بأن إصلاح أوضاع حياتي .. أجد نفسي أعود إلى الخلف ( تهدّج صوتي وأنا أسترسل بفتحي قلبي له) لا أريد مالا .. كل ما أريده ابنيّ .. بأن أضمهما إلى صدري ونعيش بعيدا بعيدا عن هذا العالم المتوحش " ليهمس بأذني: " سوف يحصل .. لكن في البدء يجب أن تكوني جاهزة .. فهذا الأساس الذي سننطلق منه " لأتشبّث بهاتفي وكأنّه مصدر حياتي وأقول بصوت يصدح به الثبات وقد ارتسم وجهيهما الغاليين أمام ناظري الشاخص: " أنا جاهزة .. أقسم لك بأني جاهزة .. ومستعدة لأفعل أي شيء في سبيل أن أضمهما إلى صدري " لتصطاد طبلة أذني صوت تنهيدة ارتياح من على الطرف الآخر للأثير ومن ثم قال: " جيد جيد ... أعطيني بضع أيام أفكر بطريقة نعيد فيها أبناءك إليك ونخلصك من هذا المسخ المسمى أمين.. وأعتذر لأنني اتصلت بك بمثل هذا الوقت المتأخر " خيّمت روح السّكينة على سحنتي وأنا أجيبه وقد أسندت رأسي على الجدار الملاصق لبدني: " لا عليك اتصل بي في أي وقت تشاءه .. فقط أعد لي آية ووائل " ليقول: " مع السلامة .. ترقّبي اتصالي " بابتسامة صفراء لكنها تظل ابتسامة !! رددت عليه: " مع السلامة .. وشكرا لأنك أحييت الأمل في قلبي بعد أن مات " ليجيبني بكلام كان بمثابة طلاسم بالنسبة لي: " لا شكر على واجب .. فهذه فرصتي لكي أداوي جراحي " فينهي الحديث صوت الخط وهو يغلق من جهته .. لم أتعب رأسي بالتنقيب عن تفسير لجملته الأخيرة .. فما كان يهمني ساعتها ..بأن نور الأمل تسلل إلى روحي فأنعش أحلامي الوردية من جديد ... قمتُ من ذلي .. والدنيا تلوّن بألوانٍ فَرِحَةٍ وتدحض لون السواد في مخيلتي ..لأجلس على سريري .. فأستر كتفي العارية برداء النوم الحريري الذي أنزلق بدون إذن مني ليكشف لحمي ..لأتمكن بعدها من النوم قريرة العين مع استمرار حلول الظلام على سماء غرفتي .. إلا أنّه تنغص بكابوس دمر هدوءَه النسبي .. وبِطَلَّةِ هذا الكابوس كانت هدى الصارخة تطلب النجدة مني وبقعة من القذارة التي تثير الغثيان تمتصها لتبتلعها في جوفها ... لأجفل من نومي صارخة بـ (لااااااااااااااااااااااا� �اااااا) من على سريري ... والعرق يهطل على جبيني كليلة شتاء قارص ..لأقول والجزع الأكبر يلتهم محيايّ محاولة الإمساك بأنفاسي المنزلقة من بين رئتي ّ كما ينزلق الماء من بين الأنامل: " كيف نسيتها؟!! ... يا لي من حمقاء " لأجلد جبيني الغارق في عرقه براحة كفي وأنا أكرر بلا هوادة: " حمقاء .. حمقاء .. حمقاء " عاد العجز يحيط بي .. والخلد يتفنن في تصوير أبشع الصور لمصيرها المعروف سلفا في داخلي ..لتعود الأنهار تجري من مقلتيّ... وأنا أتذكر مسرح الجريمة الذي كان فيها أمين هو القاتل والمجني عليه هذه المرة لست أنا بل هدى .. ساعات كبطء السلحفاة مرت عليّ وأنا لا أفتأ أعاقب نفسي بكرباج نفسي الحانقة .. حتى أنني لم أحس بعين الشمس الفضولية المتلصصة عليّ من وراء زجاج النافذة... فقد كنت كتمثال عاجي يتفرج عليه السياح في المتاحف ...لا أسمع لا أرى لا أتكلم ... هكذا أصف حاليّ حينها .. دخل كالباشا ونظرة التشفي تقدح من عينيه .. لتصيبني في مقتل فأنكس رأسي والقرف يعربد في كل خلية تحيا بجسدي .. حاضنةً ما تبقى من ستري المكشوف له سلفا ... كان الخروف المسمى بسعد كعادته بذيله .. بخطا ثابتة وأنف يناطح السماء دنا من الشباك شبه المستور .. ليحل ما تبقى من وثاقه.. فيشرع أبوابه.. حتى يكتمل الغزو الكلي على غرفتي من قبل جيوش خيوط الشمس الذهبية .. سحب نفسا عميقا ووجهه يواجه النافذة .. ليضع بعدها يديه المشبوكتين وراء ظهره.. قائلا بصوت رخيم: " كيف حالك اليوم ؟ أرجو أن عقلك عاد إلى رشده ؟!! " كان يبتغي أن يفتق جراح الأمس بكلامه هذا ولكنه لم يعلم بأن الجراح لازالت طازجة توجعني بالثانية آلاف المرات .. لهذا لم أجاريه في لعبته القذرة ... وبترت أي فرصة سانحة له لوضع الملح على جروحي بسؤالي الذي يلح عليّ أن أطلق سراحه من سجن جوفي منذ أن فجعت بخبر رحيلها معه: " أين هي هدى ؟" وأنا على وضعي المنصرم إلا أن انكساري زاد من انحنائه .. استدار إلى حيث أجلس ذليلة ... وابتسامة مكر تلتصق بشفاهه المقززة .. وبريق شيطاني يقبع في مقلتيه .. ليوجه لي كلامه الذي يبطن فيه نوايا شريرة: " جيد بأنكِ تذكرتيها .. اعتقدت بأنكِ نسيتها بعد أن قابلتي زوجكِ السابق " وكأن الحياة سحبت مني بعد أن قذفني بجملته الأخيرة ... فأنا لم أخبره عن قصتي قبلا .. (( فكيف... كيف؟!!)) تكررت هذه الكلمة في ذهني وكأنّها أسطوانة مشروخة ... بدأ يتلاعب بلسانه في محيط جوف فمه وهو لا يسمح بأن أغيب عن ناظره المتشفّي ولو لبرهة : " أتعتقدين بأنّي أحمق؟ .. لا أملك عقلا ؟.. أنا أعرف تاريخك كله من اللحظة التي ولدت فيها حتى الآن .. بيسووو كم مرة قلت لكِ لا تلعبي بالنار معي لأنّكِ سوف تندمين .. تندمين .. لكنكِ .. ماذا أقول .. ماذا أقول؟!" ليتهاوى بالقرب مني على السرير .. فيخزني بمقلتيه من تحت جفنيه شبه النائمين .. ويكمل: " لكنك لا تفهمين .. كما يبدوأن السنوات الست التي قضيتها في مدرسة قريتك العفنة لم تفد عقلك الغبي هذا؟ " ليطرق على رأسيّ المغموس بالوحل وكأنّه يطرق على باب!! ليقفز بكفيه فجأة .. ويسحب بهما رأسي نحوه غصبا .. ليصبح جبينه ملاصقا لجبيني اللزج نتيجة العرق المتفصد مني بدون أن أدرك .. ليقول بصوت تخلله طبقات متباينة من العلو والهبوط: " أنتِ كنزي يا بيسووو .. وأنا لا أفرط بكنزي بسهولة .. لهذا أجعلي عقلك الأحمق هذا يفهم هذا الكلام .. ولا تتعبيني بتلقينك دروسا أخرى.. أنت بغنى عنها " ليطبع على جبيني قبلة بشفتيه اللتين كالجمر حرقتهما.. ليقوم بعد ذلك وابتسامة النصر مطبوعة على شفتيه .. لكن لم يدعني وشأني .. أراد أن يرمي سهما مسموما آخر بقلبي قبل أن يدبر: " على فكرة لقد روضت لكِ هدى .. والآن هي جاهزة لكي تضعي عليها لمساتك السحرية يا كنزي الغالي " ليغمزني بعينه ومن ثم يدفع بسهمه ليغرس أكثر في قلبي فيخترق لبه بقوله: " صحيح كنت رائعة لليلة البارحة... فشكرا " ليعطيني قبلة طائرة ويرحل بعد أن أثخنني بجراح جديدة غير تلك التي لم تندمل بعد.. (( أكسجين .. أين الأكسجين ؟!! )) صرخت دوت بداخلي .. تنشد النجدة ... وأنا أتلفت كالمجنونة من حولي .. أبحث عن رشفة هواء .. تنعش رئتي الذابلتين ... فأرى الشباك الفاتح لي ذراعيه .. فأهرول له بدون أي تفكير .. فألتهم ما يحتويه من أكسجين حتى لو كان ملوثا بأدخنة المدينة الملوثة .. ارتشفت أكسجين الحياة حتى الثمالة .. لكن للأسف لم يشفِ أوجاعي الصارخة بكل آلامها في عقلي الذي كهل من كثرة الهموم الواقعة عليه بدون أن تعطيه وقتا للراحة ... عيناي استرقتا النظر على المسافة الشاسعة بين شقتي وتلك الأرضية الإسفلتية شبه الخاوية من المارة فالوقت لازال باكرا للعق همومهم في مغارة الكد... لقد باتت تلك الأرضية ذات اللون النافرة عنه الأعين مغرية في نظري .. والهامسة في ذهني بكلام هواه عقلي .. وطرب له قلبي .. لهذا شقت ابتسامة واهنة طريقها على ثغري .. وأنا أمسك بأطراف النافذة أبتغي الاستناد عليها.. فأحمل ثقلي الذي ما هو إلا وثواني شحيحة وسوف تتخلص منه النافذة ونفسي المتهالكة مرة واحدة... كالمخدرة كنت أحث الخطا لنهايتي التي تهربت منها مرات عديدة... لكن انشقاق الباب وصوت نعيق سعد.. كبحا سعيي الحثيث لجعل جسدي ينحصر بين الزوايا الأربع للنافذة: " ها هي ذا .. لا أريد أي مشاكل منكما ..فعندي صداع مفهوم ؟" ليصفق الباب بعنف ... أما قطعة اللحم التي ألقاها في عقر داري فقد كانت كلوح خشبي دس في باطن الأرض .. حتى أن أنفاسها لم أتمكن من سماعها !!!! تبخرت تلك الفكرة الجنونية بلمح البصر وقرصا عيناي يعكسان لي هدى أخيرا ... لأركض نحوها ... وقلبي يتفوق عليّ في حلبة السباق ... فأمسك بذراعيها وأهزها باندفاع غير مدروس صارخة ُفي وجهها الشاحب وكأنّها رأت الموت بأم عينيها: " هدى ما الذي فعله بكِ أمين ؟ أجيبيني ... هدى أرجوكِ أجيبيني.. هدى .. هدى " صمت .. لا غير الصمت يرد عليّ .. صمت جعل النار تتضخم في صدري... وتجعل عقلي يُطمس أكثر وراء غشاء الهستيرية .. فأهزها أكثر وكأنها ورقة خريفية تتقاذفها الرياح: " أرجوك لا وقت للصمت .. أريد جوابا يريحني .. هل أذاك .. هدى .. هدى أتسمعين ؟!!" ليذوب الجليد من على تضاريس وجهها.. فتنبس بما أكد ظنوني السوداء بنبرة سُلبت منها الحياة: " إنه ليس أبي .. فمستحيل بأن يعمل أبُ بابنته هذا الشيء.. مستحيل .. مستحيل " انزلقت كلتا يديّ من ذراعيها وأنا أتلقى لكمة موجعة في وجهي .. لينهرني عقلي اللائم بقوله: " أيتها الأنانية فضّلتِ مصلحتكِ على مصلحة هذه المسكينة .. أنتِ السبب .. أنت السبب .. لقد ضاعت بسببكِ .. ضاعت .. ضاعت " لترمي جسدها بحضني الجاف .. منهالةً عليّ بضربات كفيها المكورتين.. هادرة فيّ بنزيف دمعها: " أنتِ السبب .. لماذا لم تدعيني أموت .. لكنت ارتحت كما فعلت أمي .. لماذا .. لماذا .. لماذا ؟؟!!!" أغلقت بابي عينيّ ... والحرقة تلسع جفنيّ... وأنا أرفع رأسي بكل انكسار .. وقد أحطتها بذراعيّ الراجفتين ... والحيلة قد خانتني وألقت بي في بئر الخذلان .. بكت حتى ما عاد دمع في قربتيّ عينيها ... ليتبقى في جوفها شهقات تعبه بالكاد تلامس مسمعي ... وأنا أتشبث بها وكأنها سوف تتبخر من أمامي ليتحرك لساني بعد ركود دام لدقائق لا أعلم عددها : " أنا آسفة " لأستشعر يديها وهما تتسلقان ظهري .. وكأنها بفعلها هذا تستجديني لكي أُعينَها مما ابتُلت به.. لهذا وجدت نفسي أسألها رغم أن الوقت يعارضني : " أخرجي ما في صدرك .. ولا تدعي شيئا فيه يكدركِ" طل رأسها من بين حضني .. لتسأل بعدها بشيء من الظمأ لرشفة راحة : " وهل سوف أرتاح .. ويبرح هذا الوجع صدري المثقل ؟" لأهز لها رأسي بالإيجاب .. فأدفع بكلا جسدينا التعبين إلى حيث الكنبة .. توسدت صدري ... وثبتت بصرها في العدم .. ومن ثم بدأت بسكب ما في قلبها بأذنيّ.. دون أن يعرقلها التردد: " أمي لم تخبرني عن هوية أبي إلا حين دخلت السجن .. لتهمة لم ترتكبها ... فقد شهدت جريمة قتل في مقر عملها كخادمة في شقة عائلة ثرية .. كان الزوجان دائمي الشجار بسبب أو بدونه لأن زواجهما مبني على مصلحة مادية متبادلة لا عن حب ... وفي خضم أحد شجاراتهما .. أقدم الزوج على قتل زوجته ... ولم ينتبه بأن أمي كانت لا تزال بالمنزل .. إلا بعد أن صرخت ... ليهجم عليها ويقيدها ويغيب عن بصرها فترة طويلة ليعود بعدها من الخارج وفي يده زجاجة .. سكب شيئا منها في منديل وخنق أمي بها بعد ذلك .. والذي كما يبدو كان منوما ... لتصحو أمي بعد ذلك وفي يدها أداة الجريمة ألا وهي قطعة أثرية .. غارقةٌ بدم الضحية ... وهي في خضم صدمتها فُتح باب الشقة .. وقد كان المقبل هو القاتل ومعه أحد أصدقائه الذي دوما ما كان يتردد إليهما .. ليمثل دور المصدوم ... وما كان جلبَه لصاحبه إلا لكي يكون شاهدا على الجريمة التي اقترفتها أمي!! " غرست أظافرها بلحم كتفي وأنا أرى النظرة السوداء تغيم على مقلتيها ..وهي تكمل سرد حكاية حياتها الماضية: " كانت الجريمة الكاملة ... التي وقعت ضحيتها أمي .. ولأنها عبده فقيرة .. فمستحيل بأن تخرج منها مثل الشعرة من العجين .. خاصة حين قال للشرطة ذلك الشيطان بأن أمي دائمة الجدال مع زوجته بسبب المعاش .. وبدأ يسرد حكايات أناس آخرين كانوا ضحايا الخدم .. لكي يجعل كل الأبواب موصدة في وجه أمي.." كانت تجاهد لكي تفرز الدمع لكن عبثا .. فمخزونها قد نضب ...فكانت النتيجة إطلاق رصاصة تأوه طويلة خارجة من القلب المتلوي كمدا: " آآآآآآآآآآآآآآآآآآه الظلم صعب صعب .. لهذا أمي لم تتحمل العيش مع وضعها فانتحرت ... لم أعرف بهذا الشيء إلا ذلك اليوم حين أقدمت أنا الأخرى على الانتحار بعد أن اتصلت بالسجن الذي حبست فيه ظلما .. خبر جعل عقلي يتوقف عن العمل .. ولم أجد نفسي إلا وأنا أبتاع بالمال الذي أعطتني إياه علبة المنوم .. وأفرغها في جوفي" تمدد بصري على كلامها الزمهريري .. فاحتويت بكفي وجهها المتغضن بألوان الحزن قاطبة ..لأقول والحزن يعتمر بصدري: " لا تقولي هذا الكلام .. فأنت لا تزالين صغيرة .. العمر أمامك .. ومن ثم أين أهلكِ؟ .. أقصد أهل أمكِ .. بالتأكيد هم مشتاقون لكِ؟ " مسحة من ابتسامة ساخرة مرت على وجهها قبل أن تمسك بكفيّ فتبعدهما عن وجهها الذي ما لبث أن تداعى ليقع على أرض صدري الثائر بأنفاسه .. لترد عليّ أخيرا: " لقد تبرؤا منها بسبب هذا القذر الذي من المفروض بأن يكون أبي .. لقد كانا طالبين في نفس الكلية ... رمى عليها شراكه فأحبته بكل صدق ..ليدس في عقلها أكاذيب بأنه سوف يتزوجها .. وهي كالبلهاء صدقته وأعطته أغلى ما تملك .. وبعد بضعة شهور عرفت بخبر حملها لتلهث تبحث عنه .. لكن كان قد تبخر .. فهو كان يداوم يوما ويغيب شهرا .. لكن توالت الأيام ولم يعد يداوم بتاتا.. لتسأل أحد أصدقائه عنه.. فيقول لها بأنّه هرب من بيت أهله بعد أن اندلع شجار كبير بينه وبين أبيه بسبب تصرفاته الطائشة .. ليكشف المستور بعد فترة وجيزة .. فيرميها أهلها في بيت جدتها الكفيفة والتي كانت مصابة بالزهايمر في قرية قصية عن المدينة حتى لا يعرف أحد بعارها .. لم يتصل أهلها بها أبدا طول تلك الفترة ... وحين أنجبتني كانت المبادرة بالاتصال بهم .. لتعلمهم بأن الفترة التي قالوا لها بأنها سوف تقضيها مع جدتها قد انتهت .. ليخبرها أبوها بكل برود بأنها صارت في عداد الموتى بالنسبة لهم وبالنسبة للناس .. فقد أخبروا الجميع بأنها ماتت في حادث سير بقرية جدتها .. لتداعى حياتها من حولها ... وكله بسبب ذلك عديم القلب .. يا ليتها لم تخبرني عن وجوده وظلت تكذب علي بقولها بأنه مات ..ويا ليتها لم تطلب مني بأن أبحث عنه .." ابتلعت الحنظل وأنا أدسها أكثر إلى حضني وكأني سوف أقيها خناجر الزمان بفعلي هذا !!! "جئت إلى المدينة وأنا لا أعلم ما تخفيه لي " (( هذه أنا .. أنا)) تشدقت بها روحي وهي تولول بداخلي ...وتحارب انسكاب عبراتها فهي من يجب بأن تكون السند لهذه المسكينة ..وأنا أسمعها وهي تشير لي على مواقع ألمها ... " والصدفة البحتة دلتني إليه .. حيث رأيت لوحة كبيرة بها إعلان يحتوي اسمه وهو إعلان لافتتاح محل ملابس رجالية .. ليتم اللقاء على وجه السرعة ... فقد كنت أتحرق شوقا لمقابلة أبي .. أبي .. أبي " ظلت تكررها والوجع يصرخ بتقاسيم وجهها ... العجز الرفيق الذي أكرهه.. حل عليّ كضيف ثقيل الطينة حينها.. ليجعلني أُغصب على القبول بدور المتفرجة .. كنت أراها تتلوى ألما بين يديّ .. وأنا .. وأنا ... وأنا لا شيء فقط جسد يحتل حيزا من المكان ... رقد رأسي على سطح الكنبة واللوم ينمو بسرعة صاروخية في نفسي اللاذعة التي تهوى عقاب ذاتها ... فأنا أشهد الآن ولادة نسخة طبق الأصل عني ... لا أعلم إلى متى سوف تصمد في بؤرة الفساد هذه !!! وللحكاية بقية ... | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|