13-12-07, 02:03 PM | #121 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الأشجار العالية ضد الريح ." تمتمت كيت . " يا إلهي ، إن المكان مزدحم بالمدعوين ." أضافت سارة بعد أن شاهدت صفاً طويلاً من السيارات المتوقفة أمام منزل بيل وباتي . انسابت الموسيقى الحالمة من المنزل ، فيما بيل وباتي وقفا على المنصة يستقبلان المدعوين . " أعطني الغيتار ." أخذته باتي من بول ووضعته بعيداً في غرفة النوم ، ثم دخلوا الصالون المفروش بسجاد من صوف الغنم . وشاهدت سارة عدداً من الراقصين يتمايلون مع لحن شعبي في منتصف الغرفة . هل سيطلب فيك منها الرقص معه ؟ وقفز قلبها عندما شاهدته يقف ضمن زمرة من الرجال في آخر الغرفة ، وأحست بنظرها ينجذب كالمغناطيس إليه . لايزال كما عرفته متناسق القوام ، مفتول العضلات ، وذا ابتسامة متهكمة . لكنه لايبتسم الآن . وأفاقت إلى نفسها عندما لاحظت أن المدعوين بدأوا يتحلقون حولها ويتمنون لها رحلة سعيدة . " ما رأيك في موعد للعشاء ، الأسبوع القادم ، في لندن ." صاح بها ، رجل ، بصوت منشرح ، وعندما استدارت ، رأت جسماً نحيلاً يتقدم منها. " لاري !" قالت بدهشة عندما اقترب منها :" لم أرك منذ زمن طويل ." " من سبب هذه الغلطة ؟ لقد رفضتِ رؤيتي في كل مرة طلبت ذلك ..." " أعرف ، أعرف ذلك . ولم أتوقع مجيئك إلى هذه السهرة ، أنت تقيم بعيداً ، وأعرف أن طائرة الميكرولايت ... لاتطير في الليل ." قالت بنبرة طفولية :" لاشيء على هذه الأرض كان قد منعني من القدوم ! وكنت مسروراً عندما علمت بأنك قررت فجأة ، العودة إلى انكلترا، أنا متأكد ، من أني حطمت الرقم القياسي في السرعة ، في طريقي إلى هنا ، ولن يذهب ذلك سدى !" أمسك هذا الشاب السعيد بيدها وقادها إلى حلبة الرقص. " عندي أخبار سوف تسرك ." قال لها لاري بحماس :" أنا ذاهب إلى لندن ، الأسبوع القادم ! كنت أنتظر هذه الرحلة ، منذ زمن طويل ، ويبدو ..." شد ذراعه حول وسطها ." ... أن الرحلة جاءت في وقت مناسب." لم تكن سارة تصغي ولم تنتبه إلاّ لتحديق فيك المستمر بها . كان يقف بين مجموعة من المدعوين ، يحمل كأس شراب بيده ، وفمه منطبق بشدة . شعرت سارة مع مرور الوقت ، إنها تتحرك في حلم ، ولاري ملتصق إلى جانبها معظم الوقت ، وبسبب انشراحه لم يلاحظ أن سارة لاتصغي إلى ما يقوله عن عمله وحياته وعن رغبته في الاجتماع بها في لندن . | |||||||||||
13-12-07, 02:05 PM | #122 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| ازداد توتر أعصابها وانفعالها مع مرور الوقت ، واقتراب الصباح ، وفيما تفكر كيف ستعلن عن رغبتها في الغناء لهم ، علا صوت رجل :" نريد أغنية منك ، يا سارة ، لحناً نتذكرك به !" لقد لاحت الفرصة المناسبة ، كي تضع خطتها موضع التنفيذ ربما ، سيكون القدر إلى جانبها ، الليلة . نظرت إلى الجمع مبتسمة وأجابت : " سأغني بكل سرور ." تسارعت نبضات قلبها ولم تجرؤ على النظر في اتجاه فيك . " سأجلب الغيتار ." سمعت الصيحات والتصفيق وهي تستدير لتذهب وتجلب الغيتار . بدلت بسرعة ثيابها ، وارتدت الزي الفوكلوري الأوروبي الذي كان مخبأً داخل الغيتار . وقد أبهجها منظرها عندما نظرت في المرآة ، وكأن الزي الفوكلوري صمم لأجلها . لقد حانت اللحظة التي فيها سيتقرر ما إذا كانت ستعيش بقية حياتها مع الرجل الذي تحبه . يجب أن تنجح . خيم الصمت على الغرفة عندما دخلتها وأخذت مكاناً في وسطها ، ابتسمت للجميع ، ودوزنت أوتار الغيتار ، هل هذا ما يشعر به المقامرون عندما يراهنون بكل شيء ؟ لا تنظري إلى فيك ، ليس بعد ! أتى صوتها واضحاً وقوياً ، عندما بدأت غناء أنشودة حفاري الصمغ ، وتلاشت جميع الأصوات الأخرى . نظرت مباشرة إلى فيك ، عندما انتهت من غناء الأنشودة ، وسط موجة من التصفيق . وبدا عليه التحول عما كان في بداية السهرة ، لقد لاحظت بداية لمعان في عينيه . والنظرة التي حدق فيها ... وفي لحظة اتجه نحوها. وصل إليها لاري ، بجزء من ثانية ، ولم تأبه للخيبة التي ظهرت على وجه لاري ، فهي لم تعد ترى شيئاً في العالم غير فيك ، فيما هو يقودها إلى حلبة الرقص على أنغام لحن فالس. غمرها بين ذراعيه ، تحركا معاً ، فيما كانت تجتاحها موجة من السعادة الطاغية . اختفت الوجوه وتلاشت الأصوات ولم تعد تشعر إلا بوجود فيك. تمايلا بصمت حول حلبة الرقص ثم قادها فيك إلى الحديقة التي زينتها أضواء النجوم . وفي ظل شجرة أخذها فيك بين ذراعيه وشدها إليه ، ثم لثمها وقال بصوت منفعل :" أحبك ." " أنا أحبك أيضاً ، يا فيك ." واجتاحتها السعادة عندما تجاوبت مع عناقه وعندما استطاعت كلاماً قالت له :" لقد تذكرت ؟" " يا حبيبتي ..." وضع وجهها بين يديه " ... لا يمكن أن أنسى شيئاً عنك ، لقد أحببتك منذ اللحظة الأولى لقدومك ..." | |||||||||||
13-12-07, 02:05 PM | #123 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| قالت ممازحة :" حتى عندما عرفت من أنا في الحقيقة ؟" " أحببتك كل الوقت ." تهدج صوته فجأة :" لقد مرت علي الأيام الماضية مثل الجحيم . واعتقدت أني لن أراك ثانية أبداً." " ظننت أنك لا تريدني ." " لا أريدك ، يا حبيبتي ؟" عانقها بشوق وكأنه يؤكد شعوره نحوها ." لن أتركك أبداً ." همس في أذنها :" سنكون فريقاً رائعاً ، أنا وأنت ، ستبقين إلى جانبي دائماً ، وربما ، مستقبلاً ، لن نبقى أنا وأنت بمفردنا ، هل تعرفين ما أعني ..." رفعت سارة نظرها إليه وأجابت :" أجل ، كي نصل للكمال في صناعتنا ، يجب أن نصنع كل شيء بالحب ." عندما رجعا أخيراً إلى الحفل ، كانت عينا سارة تلمعان وبدا على وجهها السعادة . رفع فيك يده في الهواء وقال :" يا أصحابي عندي مفاجأة سارة لكم . إن سارة لن تغادر صن فالي غداً ، ستبقى هنا معنا ..." توقف عن الكلام . " ... لقد قررنا ، أنا وهي ، الزواج قريباً ، وجميعكم مدعوون إلى حفل الزفاف ..." غرق صوته بين الصيحات والهتافات التي ترددت في الغرفة ، ورأت سارة وجه لاري المذهول . ولكنه منحها ابتسامة مخلصة . واختفى عن ناظريها . ونسيت كل شيء فيما عدا هتاف :" مبروك !" | |||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
1010ـ صيف القطاف ـ غلوريا بيفان. ع د ن | عيون المها | منتدى روايات عبير و قلوب عبير دار النحاس | 676 | 14-04-24 01:02 AM |
1172 - نرجس الوادي ( صيف القطاف ) - غلوريا بيفان - د.ن | ^RAYAHEEN^ | منتدى روايات عبير و قلوب عبير دار النحاس | 733 | 24-03-24 03:59 PM |
9 - القطاف المر - كارول مورتيمر - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) | Jamila Omar | روايات أحلام المكتوبة | 313 | 20-12-23 12:16 AM |