آخر 10 مشاركات
الحالمة - لورا آدامس - عبير الجديدة (حصريا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree43Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-12, 05:48 PM   #151

جودي الحب

? العضوٌ??? » 98877
?  التسِجيلٌ » Sep 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,225
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » جودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك rotana
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جودي الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:14 PM   #152

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-


السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته.
إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة ()


هل للأموات رائحه؟
أنا أشتم رائحة
غانية
مقلتاها
كمقلتاي ..

أسمع
أصواتا
تجيد
خنقي ..

فقفصي
الصدرى
بات
الفضاء
يضيق به ..

أشعر بوهن
يطأ أقدامه علي
و يسحق
الحياة من حولي ..

لا شيء أبصر
لا شيء ..

سوى ضباب
يغشى بصري
و عاشقة
أقسمت على
وجعي ..

* للمُبدعة : وردة شقى.



رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 49 )


أنتهى الجُزء الأبيضُ المُتراقص ، و طرقت الثواني الأخيرة و اللحظة المُرتبكة ، البدايـة الخافتة المذعورة ، الأشياء المُنحنية الخائفة ، الجميلات المُتمايلات و الذِكر الذِي تلفظهُ الشفاه و " الله " المُرتِّلة بها الأُم الباكية فرحًا ، يالله يالله يالله ثلاثًا على ليلة زفافٍ كهذه يا أختِي ، يا عرُوسنا.
وقفت هيفَاء جانبًا لكِي لا تضعف بدمُوعِها ، ليلة كهذه كفيلة بأن تضحكُ بها الأعينُ حد البُكاء ، ليلة كهذه ترقصُ بها السماء طربًا وتصفُو للقلب الذي يهفُو إليْها ، السماء صافيـة و ريم : قمر
مشَت ريم بزفَّتِها للخرُوج من القاعة المُزخرفـة بجمالِ هذه الليلة ، رتيل المُبتسمة و الصمتُ يخيِّم للتأمل ، هذه اللحظات وجهٌ آخر للذكرى و وطرفٌ ثانٍ للتأملات فقط.
أردفت : يا شينه ريان كان دخل
الجوهرة : مايحب هالأشياء
رتيل بضحكة أردفت : أنا قلبي بدآ يرجف كيف ريم ؟
الجوهرة بحماس : حلوة أجواء العرس
رتيل تغيَّرت ملامحها ، حتى إرتجافة القلب حين تقُول " موافقة " لم تُجربها ! يالله " ما أقساك عليّ وأنا بنتك ".
الجُوهرة ألتفتت عليها بإستغراب : رتُول ؟
رتيل :نسيت لا أقولك أني تـ .. تزوجت
الجوهرة وقفت صامتة ثابتة جامدة مصدومة.
رتيل أرتجفت أهدابُها لتُردف بغير مبالاة : كل شيء حصل بدون علمي
الجوهرة بهمس : كيف بدون علمك ؟
رتيل : هذا بالضبط اللي ماأعرفه والجواب عند عمك
الجُوهرة بعد صمتٍ طال وهي تُفكر بما يحدُث الآن مع رتيل ، أردفت : من جدك رتيل ؟
رتيل أبتسمت بوجَع : إيه والله ! هالأمور فيها مزح ؟
الجوهرة : طيب كيف !! يعني .. ماني مستوعبة !!
رتيل بسُخرية : طبعًا أبوي مألفّ له دين ثاني
الجوهرة بحدة : رتييل !! وش هالحكي ؟
رتيل هزت كتفيْها بلامُبالاة : ديني يقول رضا الزوجين !
الجُوهرة تنهَّدت : على مين غصبك ؟
رتِيل بقهر : عبدالعزيز اللي ساكن معنا !!!
الجوهرة وصمتُ الدهشة يُسيطر عليها.
رتيل : من عذرك يوم تنصدمين !
الجوهرة : مصدومة من عمي ! عُمره ماكان متحجر بهالأشياء ! كيف يغصبك وهو كان يرفض اللي يجونكم و إن وافق على واحد ورفضتوه كان يرفضه !!
رتيل وهي تنظُر لعبير الجالسة على بُعد مسافات و يتضح أنها غائبة بعقلها لمكانٍ بعيد : أبوي تغيَّر من جاء عبدالعزيز ! كل شيء صار عبدالعزيز ! معتبره ولده وأنه الكل بالكل و إحنا ولا شيء
الجُوهرة بضيق : طيب ماقالك ليه ؟
رتيل : إلا ! بس وش عذره ؟ مافيه عذر يبرر هالشي ! ولو أبي كان عرفت كيف أزعل على أبوي و حتى على ضي بس خلاص مليت !! راح عُمري كله محكومة بقيود لا فادتني ولا شيء ! وبجي الحين أغص في فرحتي عشانهم !! ماهمُوني لكن فرحي بيكون لي وبكون أنانية فيه وماراح أترك لأحد مجال يفرح مني ! وش أستفدت من طيبة قلبي ؟ ماأستفدت شي! وإن جاء مثلاً عبدالعزيز يطلب مني أني أكون زوجته بطريقة طبيعية ؟ وإن جاء يطلب مني مثلا أنه يكون مبسوط في حياته معاي ؟ بروح له وأقول يالله خلنا ننبسط ونترك اللي فات !! مستحيل مادام أبوي أرخصني أنا ماأرخص روحي ! وفرحي يبقى فرحي وحزني يبقى معلق في رقبتهم !
الجُوهرة و الضيق يُضعف قلبها أكثر ، مُصارحة رتيل لها جعلتها تذبل أكثر ، أردفت : من متى كنتِ سلبية كذا ؟
رتيل بإبتسامة لم تعتادها الجوهرة : كيف تبيني أكون ؟ بالعكس ماني سلبية ! قلت لك بكون مبسوطة وبعيش حياتي زي ماأنا أبي وأن جاء يوم وحزنت بخلي كل اللي حولي يحزن معي !! فرحي يخصني وحزني يخصهم وهذي ضريبة اللي سووه فيني
الجُوهرة هزت رأسها بالنفي غير مستوعبة لتُردف : وش تفكرين فيه بالضبط ؟ هذا أبوك !! ماهو شخص عادي !
رتيل : وأنا قلت لك بشتكي عليه ؟ بس أنا من يرد لي كرامتي منه ؟ تحسين بقهري يالجوهرة ولا ماتحسين ! أقولك زوجوني وأنا مدري !! ومن شخص ... أستغفر الله بس
الجوهرة : من شخص ؟ هالشخص يكون عبدالعزيز ولد سلطان العيد اللي الكل يشهد بأخلاقه ونسبه
رتيل عضت شفتيْها حتى لاترجفْ بدمعها.
الجُوهرة تُراقب القاعة التي تفرغُ بمقاعدها متجهين للجهةِ الأخرى المخصصة للعشاء.
أردفت : الواحد لازم يتكيَّف مع الظروف اللي تجيه مايكون بهالصورة السوداوية !
رتيل : أنتِ في ليلة زواجك وش كنتِ تسوين ؟ كنتِ أكثر مني سوداوية !!
الجوهرة بإندفاع : كانت ظروفي غير
رتيل : وش الظروف الغير ؟ الجوهرة حسي فيني أقولك مقهووورة !! الحين هو مقضيها مع الحقيرة الثانية ! طيب أنا ويني منهم كلهم
الجوهرة : هو وينه ؟
رتيل تنهَّدت : متزوج وحدة ثانية إسمها أثير جعل مافيه أثير
الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة ، صمتت بشكل مُهيب لما يحصُل في إبنة عمِّها. كارثة تلو كارثة وهي آخرُ من يعلم!
رتيل و تمثيلُ البرود صعب جدًا على رُوحها المتوجِّعة : ماهمني كيفه ! بس بيجي يوم والكل راح يندم على اللي قاعدين يسوونه معايْ بس لحظتها ولا واحد فيهم راح أسامحه !!
الجوهرة همست : متزووج !!!
رتيل بتنهيدة حارقة : بكيفه ! و تدرين حتى ماراح أطلب الطلاق ! بخلي أبوي بنفسه هو اللي يطلقني بدون لا يشاورني ! أبيهم يعرفون وش خسروا !!
الجوهرة عقدت حاجبيْها بألم و حضُور أفنان المُحمَّرة عيناها قطع عليهُما : وش فيكم جالسين بالزاوية كذا !!

،

أنت يا ريّـان محظُوظ ، ظفرت بليلةٍ كهذه تستحق أن تسجُد لها شُكرًا في كل لحظة تتذكر بها أن بجانبِك أنثى تحتويك ، نحنُ فُقراء الحظ و يتامى الحُب نتفرجُ دائما لنرى العُشاق كيف تكُن نهاياتهم لنقُل " الحمدلله سلمُوا من خيبـة هذه الأرض التي تُفرقنا " حظِي الذِي بقيتُ لسنوات أهتف به ، خبأته يومًا في جديلتها لتأخذُ شَعرَها و ترحل. ومعها رحَل حظِي.
يا عُمرِي ماذا بقيَ لنحزن عليه ؟ يا عُمرِي كفاك من تلك السنين رثاءً ، كفاك ما رحَل و أبتسم لأجلِ أن نُصاحب بعض ، أحتاجُ ان أصدِّق هذه الحياة لتُحبنِي أكثر ، احتاج وبشكلٍ لاذع أن أُصادق ظلِي ، رحلتِ يا غادة و نسيتِ أن تُعلِّميني كيف لظلٍ يأخذُ مكانكِ ؟ وأنتِ التي كُنت على الدوامِ ظلِّي الأبيض الذِي يُشاركني كل شيء حتى سخافاتِ هذه الدُنيا ، لحظة! لم تكُن سخافات ! كل شيء معكِ تجمَّل وأزدهر حتى الأشياء البسيطة باتت عظيمة. أنتِ من غيَّرت عيناكِ صيغة الحياة في قلبي ! أخبريني كيف لي أن أعيش دُونك ؟
وقف مُتجهًا للخارج بعد أن ادى واجبه كصديق للعائلة ، شعر بيدٍ تُلامس كتفه ، ألتفت مُستغربًا.
فيصل بتوتر : عندي لك أمانة و بوصِّلها.
ناصر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟
فيصل : ماينفع أقولها لك هنا ! لكن ضروري بأقرب وقت
ناصر : أبشر .. أخرج هاتفه .. عطني رقمك
فيصل نطق له رقمه ليُردف : أنتظر منك إتصال . . بحفظ الرحمن . . . وترك ناصر في حيرة من أمره ، ماذا يُريد ؟

،

في ساعات الفجرْ الأولى ، رمت عباءتها بتثاقُل لتنحني وتنزع حذائها العالِي وتصعد لغُرفتها دُون أن تنطق بحرفٍ واحد ، أغلقت رتيل الباب عليْها و شعرت بأنَّ قليلاً من العزاء شاركته الجُوهرة ، لم تعرف لِمَ أخبرتها بكُل هذا ولكن شعُورها بالإفلاس أمامها جعلت كلماتها تنطق.
على بُعدِ مسافات فاصلة دخلت عبير غُرفتها الداكنة على قلبها الذِي بدأ يضيق بكل شيء ، ليس سببًا ! والله ليس هُناك سبب يجعلني أو يُجبرني أن أذهب للحرام بإرادتي ، وإن تعاظمت الظروف وعلقت الأرضُ في حنجرتي حد أنّ لاشيء يُسعف الغصات المُتراكمة بيْ ! لا أحد يجعلني أذهبُ إليْك يا مجهُولي ولكن قلبي ! قلبي حتى في رخاء هذا العالمُ يُريدك كيف وإن عُصفنا بما نكره ؟ أتراني أناقض نفسي ؟ حين أقُول لن أعصي الله و أنا أقف بكل حواسِّي أمامك ، أمام قلبك.
لِمَ فعلت بيْ كل هذا ؟ لِمَ كل هذا ؟ لِمَ جعلتني أقع بالعشق و هذا الجنُون !! لِمَ كُنت حرامًا ؟ و إن أتيت يومًا بصيغة بيضاء تتشكلُ كالحلال ؟ أين أجد التوفيق بك ؟ أين أجد البياض ؟ أين أجد بعمق الجحيم هذا جنة ؟ كل شيء ضدنا ! كل شيء يا حبيبي ضدنا لأننا كُنا ضد الحلال. لو لم تُخدرني بصوتِك ! لو لم تجعلني كالعمياء أراك.
كُنت قويَّـة بما يكفِي ولكن بحُبك أصبحتُ هشَّة وهذا حُب لارجاء به ! الحُب الذي لايقويك هو مُجرد محاولات فاشلة للحياة.
شتت أنظارها للجُدران التي تفتقد لوحاته ، حتى ملامحِي رأيتها ! يالله كيف تسربت من تحت أبوابِ عالمي التي أغلقتها و أغلقها والدِي من بعدِي. يالله عليك! أتيتْ بشكلٍ لاذع لقلبٍ هشّ.

،

بهدُوء أنيق نزعت عقدها ، لتُردف : حسيتها مصدومة بس يعني ماخذتها بشكل شخصي كثير ! بالعكس حتى باركت ليْ
عبدالرحمن المُستلقي على السرير : كويِّس
ضي ألتفتت عليْه : زعلانة على عبير حيل ! ماني قادرة أفهمها بس اليوم طاحت عيوني عليها كثير !!! يالله ماتتخيل قد أيش واضح أنها حزينة ، حتى قلت لرتيل تروح لها بس مهي قادرة تتعامل مع رتيل ، مدري يمكن ماتبي تقول شي لأحد أصغر منها ! يعني أحس شخصيتها ماتتوافق كثير مع اللي يصغرونها بالعمر ، وش رايك بكرا تطلع معها مكان وتخليها تفضفض لك
عبدالرحمن ألتزم الصمت ، لا جوابْ يشفي حُزنه على حال بناته و حال إبنته الكُبرى
ضي جلست على طرف السرير بمُقابله : أكيد ماراح تخليها كذا ؟ أنا بصراحة مقدرت أتكلم معاها بشيء ! البنت تكرهني بشكل فظيع حتى اليوم لما صبّحت عليها سفهتني ، أنا فاهمتها يمكن ماتبي أحد يشاركها في أبوها ! والله حتى ماني شايلة في قلبي يعني ماأقولك ماني متضايقة إلا متضايقة ومقهورة لما سفهتني بس بعد من حقها ! .. يعني قبل لا نسافر خلها تفضفض لك وتقولك يمكن ترتاح ، أحيانا أقول ماهو معقولة عشان هالموضوع لأن حتى تعاملها مع رتيل حاد وجاف !
عبدالرحمن تنهَّد : كيف تعاملها مع رتيل ؟
ضي : يعني مدري كيف أشرح لك بس ماهو تعامل أخوي .. يعني بعيدين عن بعض كثير
عبدالرحمن بضيق : لأن رتيل مصارحة عبير بعواطفها وعبير رمت عليها حكي من هالأشياء اللي صارحتها فيها !! فعشان كذا متضايقين من بعض
ضي أبتسمت : وأنت مصدق هالشي ! طبعًا لا ياروحي .. رتيل ماصارحتها بأي شيء وهي بنفسها قالت ليْ
عبدالرحمن : وش قالت لك ؟
ضي بلعت ريقها : يعني عن علاقتها مع عبير وأنها هالفترة متوترة و .. بس
عبدالرحمن بحدة : ضي تكلمي
ضي : وش أتكلم ! قلت لك اللي أعرفه ،
عبدالرحمن تأفأف : طيب

،

دخل بصورة مُفاجئة للحرس المُنتشرين في هذا البيت ، أجبرهم على إلتزام الهدُوء ليصعد للأعلى و يُفاجئهم بحضُوره.
فارس المعطي لباب غُرفته ظهره ، صامت هادىء في وقتٍ كان يُثرثر بها حمد على رأسه : أنا أكلم جدار ؟ يخي تكلم أنطق حسسني أني بشر جمبك
فارس بهدُوء : أطلع برا
حمد بخبث : تفكر بمين ؟
من خلفه : حمممد
ألتفتوا جميعهُم لهذا الصوتْ الذي تحفظه قلوبهم مهابةً ، وقف فارس تاركًا كراسة الرسم البيضاء على الطاولة ، أتجه له حمد ليُسلِّم عليه ومن خلفه كان فارس ، قبَّل رأسه : شلونك يبه ؟
رائد : بخير !! .. وش عندكم ؟
حمد : ولا شيء جالسين نسولف
رائد رفع حاجبه : بأيش ؟
حمد بلع ريقه : يكلمني عن الرسم وكذا
رائد : آييه ، .. أقترب من كراسته ليأخذها فتح أول ورقة ولاشيء سوى رسومات مُتداخلة لايفهم بها شيئًا ، تركها ليتصفح الكراسة و . . آخر صفحة عيناها مُسيطرة.
ألتفت : هذي مين ؟
فارس بعد ثواني صمت أردف : خيالي
رائد بشك : خيالك !!
فارس : إيه
رائد بعدم تصديق : آيييه .. طيب أنا جاي بنفسي عشان أخبرك .. بتروح معاي
فارس : وين ؟
رائد : أقصد بتسافر يعني !!
فارس بإندفاع : لأ .. يعني ماودي أسافر هالفتـر
قاطعه رائد بحدة : أنا مو جاي أشاورك أنا جاي أبلغك
فارس : بس يبه أنت تعرف أنـ
رائد : قلت خلاص !! جهِّز نفسك هاليومين
فارس تنهَّد ليجلس مُتجاهلاً والده و غاضبًا بمثل الوقت.
رائد : يا سلام ! مدري وش عندك عشان ماتبي تسافر ..
وبُسخرية أردف : لآ يكون الدراسة شاغلتك ! ولا بنعطل أمور دوامك
فارس شتت أنظاره بعيدًا و قدمه تهتَّز غضبًا.
رائد بصرخة : أنا أكلمك !!
فارس ألتفت عليه : يعني وش أرد ؟ خلاص ابشر
رائد عقد حاجبيْه ، واقفًا على بُعد مسافات منه : تعال
فارس يعرفُ والده جيدًا لذلك ألتزم الصمتْ.
رائد : فااااارس ووجع !
فارس : يبه الله يخليك خلاص ماله داعي قلت لك أبشر
رائد بحدة : ماأبي أكرر الكلام !!
فارس تنهَّد ليقف مُتجهًا إليْه وهو يعرف تماما ماذا سيفعل ، وقف أمامه : يالله عطني كفّ عشان على قولتك أتربى وأعرف أرد عليك زين !! ماكأني بطولك و أعتبر ذراعك اليمين
رائد رفع حاجبه : دامك تعتبر نفسك ذراعي اليمين ماتقوم تراددني
فارس : أنا أناقشك !! قلت لك ماأبي أروح وقلت غصب عنك تروح وقلت لك خلاص أبشر ! يعني وش تبيني أسوي ، أبكي عند رجلك وأقولك تكفى يبه خلني هنا وماأبي أسافر ! ماعدت بزر أوصل لبطنك وأترجاك ! قلتها لك كثير وبرجع أقولها أنا لي شخصيتي مهما حاولت تهمِّشني ببقى فارس وبتبقى رائد ومستحيل أكون رائد ومستحيل تكون فارس عشان كذا يبه الله يرضى لي عليك لا عاد تكلمني بهالطريقة وكأني حيوان مربيه ما كأني ولدك
رائد أبتسم بدهشة : الله الله !! تبيني أصفق لك على الكلمات البطولية !
فارس شتت أنظاره لايُريد أن يعلق بحدة عين والده.
رائد : طيب يا ولد موضي !
فارس بحدة نظر إليْه : لاترمي الأغلاط على أمي !!
رائد : ذكي والله تفهمها وهي طايرة
فارس بقهر : الحين مين اللي ربَّاني ! أنت ولا هي ؟ أغلاطي هي نتايج تربيتك ماهي نتايج تربية *يُقلد صوت والده* موضي !
حمد ضحك على تقليد فارس لينسحب بهدُوء قبل أن يعلق هو الآخر بغضب رائد الجوهي.
رائد يحك شفته مُنبئًا أنَّ هُناك ضرب سيأكله فارس الليلة.
فارس بهدُوء أراد أن يحرج والده ، تقدَّم إليه ليُقبِّل مابين حاجبيْه : هذي نتايج تربية موضي ...

،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:15 PM   #153

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

على السرير مُستلقي و هاتفه الموصول بسماعاتٍ رقيقة على بطنه ، بخيبة أجابه : يوم شفتك طوَّلت قلت أكيد نايم .. ليه مانمت ؟
عبدالعزيز بتعب : ماجاني النوم ! حتى الحبوب مانفعت ! هذي شكلها من دعوات بعض الناس
ناصر ضحك ليُردف : ياهي دعوة من قلب !!
عبدالعزيز بإبتسامة مُرهقة : أصلا قال بوسعود بيجون بعد كم يوم ! بنبدأ شغل ومدري كيف ببدأ وأنا مخي موقف و كل خلية بجسمي أحس ودها تنام
ناصر : طيب وش سويت من الصبح ؟ رحت المقبرة !
عبدالعزيز : لأ . . والله مافيني حيل أتحرك ، بكرا إن شاء الله بروح أزورهم
ناصر : إن شاء الله ... اليوم في عرس ريان كلمني فيصل القايد .. طبعا ماتعرفه ! المهم هذا أبوه كان ويا أبوك الله يرحمهم جميعًا
عبدالعزيز : إيه وش يبي ؟
ناصر : يقول فيه أمانة ولازم يوصلها لي .. خذيت رقمه ومن اليوم أفكر فيه .. مدري وش يقصد ؟ كل الأفكار السودا جت في بالي ! خفت يكون شي يخص شغلي القديم بباريس أو مدري ..
عبدالعزيز بـ " هبل " : يمكن يبي يزوجك وحدة من خواته
ناصر بحدة : عز أتكلم جد بلا خفة دمك !!
عبدالعزيز : طيب وهذا فيصل وش يطلع ! يعني كبير ولا بزر
ناصر : بعُمرنا يمكن بالعشرينات أو بداية الثلاثينات
عبدالعزيز : إيه يعني بزر
ناصر بخبث : سبحان الله تعرف لنفسك
عبدالعزيز ضحك ليُردف : إيه أنا بزر !! أبي ماما
ناصر : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه يالله تدري لو أني حقير وأسجل حكيْك وأسمعك إياه لا صحصحت بتصرخ وتقول هذا مو أنا ... بس تسنع ونام لأنك بديت تهلوس وماهو زين !
عبدالعزيز : تراني واعي وأعرف وش أقول ! أنا جالس أتمصخر وأقولك إيه بزر ! بس أنت ودك أنه من جدِّي أحكي
ناصر : طيب خلاص أنقلع نام .. وأغلقه في وجهه.
عبدالعزيز أخذ نفسًا عميقًا لتسقُط عيناه على معطف أثير المرمي على الكُرسي ، نسيْت أن تأخذه!
يالله أرتكبت حماقة اليوم ، يجب أن أُحادثها .. أخرج هاتفه ليتصل عليها في وقتٍ يبدُو أنه غير مناسب ، رنّ مرة و مرتيْن وثلاث و بطُول الإنتظار وإمتداده أجابت بصوتٍ ليس بناعس : هلا عبدالعزيز
عبدالعزيز : نايمة ؟
أثير بهدُوء : لأ
عبدالعزيز بعد صمتٍ لثواني أردف : آسف على اللي صار اليوم ..
أثير ألتزمت الصمت هي الأخرى
عبدالعزيز : أثير أنتِ معايْ ؟
أثير : معاك
عبدالعزيز : طيب ينفع تجيني بكرا الصبح بدري ؟
أثير : مقدر .. عندي شغل
عبدالعزيز : يعني زعلانة ؟
أثير بهدُوء : مين قال ؟ بس أنا جد مشغولة بكرا
عبدالعزيز : بس كان كلامك غير لما كنتِ هنا وقلتي لي بتجين !
أثير : تذكرت انه عندي موعد
عبدالعزيز تنهَّد : طيب
أثير : نمت ؟
عبدالعزيز : لأ
أثير : طيب نام الحين !
عبدالعزيز بضيق : أثير جد متضايق على اللي صار !! ماكان قصدِي أتصرف معك بهالصورة لكن مزاجي هالأيام مش ولا بُد ..
أثير : طيب يا حبيبي قلت لك ماني زعلانة
عبدالعزيز تنهَّد : طيب .. بحفظ الرحمن
أثير : مع السلامة .. أغلقته و فكرها لا يُسيطر عليْه سوى نفوره الذي تصرف به أمامها ، كانت ردة فعله لا تمت للذوق بصلَة ، لم تكُن ستُمانع من أن يُقبلها فهي زوجته ولكن طريقته بتقبيلها وكأنها لاشيء أحرقت صدرها طيلة اليوم.
،

قبل ساعاتٍ قليلة ، عقربُ الساعة يقف على الثانيـة فجرًا ، دخلُوا جناحهم المُجهِّز في إحدى فنادِق الرياض المشهُورة ،
وقفت متوترة وأقدامها ترتجف وهي ترى إنعكاس ظلِه على الطاولة التي تُقابلها ، لم تستطع ان تتحرك ، كل هذا الكونُ يتجمَّد في عينها اللامعة بالدمع.
ريـان بهدُوء : خذي راحتك ، . . ثواني قليلة حتى سمعت صوتُ الباب.
أندهشت من أنه تركها ، من الممكن أن يكون خجول أو ربما لايُريد أن يضايقني أو من الممكن أنه رآني منحرجة منه ففضَّل أن يتركني قليلاً ، الأكيد أنه سيعُود . . رُبما كل الرجال هكذا في أول ليلة.
دخلت لغرفتهم و هي تفتح الأشياء المُعقدة في شعر أيّ عروس ، سقطت الطرحة على الأرض لترفعها وتضعها على " الكنبـة المُزخرفة بالجلد البُني " ، اليوم صباحًا أتت والدتها ورتبت أغراضها هُنا ، فتحت الدرج لترى مُستحضرات البشرة ، توقعت أنَّ هذا مكانها فهي تعرف جيدًا الريانة كيف تُفضل ترتيب الأشياء. مسحت مكياجُها لتنزع عقدُ الألماس الذي يُزيِّن عنقها ، ثواني خافتة حتى تعرَّت من زينتها بأكملها ، أغلقت باب الغُرفة بأحكام و دخلت الحمام لتستحم وتُريِّح أعصابها المُرتجفة بماءٍ دافِي ، تمُر الدقيقة تلو الأخرى و ريَّـان لايأتِي. بدأت بالتفكير و الماء يُبللها برذاذه ، لمحته اليوم لمرةٍ واحدة ، كان وسيمًا جدًا تليقُ به هيئة العريس ، لكن لم ينطق شيئًا يجعلني أبتسم ، هي مُجرد كلمتين " خذي راحتك " يالله لو قال " مبروك " على الأقل كنت طُرت بفرحي.
تأفأفت من حديثِ النفس المُرهق لها وخرجتْ ، نشفتْ شعرها و هي تسبقُ الوقت حتى لا يأتِي ويراها بهذه الفوضوية ، رتبت التسريحة التي أمتلأت بزينتها ، فتحت الدولاب و بعفوية " وش مفروض ألبس ؟ " تمتمت : أستغفر الله بس !!
بدأت الحُمرة تسري بجسدِها وتطبع بقعها الكثيرة على أنحاء جسدها نهايةً بوجنتيْها.
تركت شعرُها بنعومته ، وبثرثرة طويلة لاتملُ منها حدَّثت نفسها " أحط ماسكرا بدون كحل عشان يحسب أنه هذي رموشي طبيعية " و تذكرت حديث هيفاء لها في في الصباح الباكر " أصحي قبله وحطي من هالروج *تُشير لها للونٍ يُشبه الشفاه الطبيعية* وطبعًا حطي كونسلر عشان أكيد بتكون عيونك تعبانة وإذا ودِّك بزيادة حطي كحل خفيف وأرجعي سوي نفسك نايمة عشان لا صحى يقول ماشاء الله جمال طبيعي ، في وقتٍ آخر ضحكت نجلاء : يممه على الأفكار ! كل هذا يطلع منك ! لاتصدقينها ريوم أنتِ منتي محتاجة وبشرتك حلوة ، أندفعت هيفاء : لآ ماعليك زيادة الخير خيريين وبعدين عشان يقول عيونها كحيلة ههههههههه ، نجلاء : تراها بتمصخرك قدامه تخيلي ينتبه أنه مكياج والله عيب يقول هذي تنام بمكياج ماعندها ثقة بجمالها "
أبتسمت لذكراهم ، رُغم ربكة الفرح في قلبها الا أنها بدأت بإشتياقها لهُم ، هذه أول ليلة لها كيف ستمُر ، يالله كُن معي.
لم تجِد جلال الصلاة ، فتحت الدولاب المُرتبة بها ملابسها لتفتح الطرف الآخر المعلق بها عباءاتِها ، أخذت عباءة و صلَّت ركعتيْن تُطمئن ربكتها.
أتجهت للباب وفتحته و جلست على السرير ، مرَّت ساعة بكامل ثوانيها ، لم تعد تعرف ماذا تفعل ! تنام قبله ؟ أم تنتظره ؟ أم . . ؟
كانت تحتاج لدروس مكثفة من نجلاء و هيفاء إن حصل لها مثل هذه الأشياء الضيقة ، كانت تُفكر بأشياء بعيدة كل البعد من أن يتركها في أولِ ليلة ، إلى أين ذهب بالضبط ؟ أستغرق وقتًا طويلاً ولا ترى من هذا المكان سوى بشته الأسود المطوِي بترتيب على الأريكة ، رُبما هذا أمر عادِي ! من الممكن أن يكُون مرتبك ، طبيعي أن يكُون مرتبك لكن لم أسمع بشخص يترك عروسه في أول ليلة.
تنهَّدت بضيق ودمعة تسيلُ بهدُوء على خدها لتهمس لنفسها " صدق أني سخيفة أبكي على وش !! " هذا شيء عادي يا أنا ، شيء طبيعي أن يرتبك ! و الأكيد أنَّه بالصباح ستجِده بجوارها.

،

كررت إتصالها كثيرًا حتى أجابتها بصوتٍ ناعس ، بغضب كبير : وينك فيه ؟
العنُود : عند أبوي !
حصَّة بعصبية : وأنا جدار ورااك !! ليه ماقلتي لي ؟
العنُود بضيق : يمه الله يخليك بنام ماني ناقصة
حصَّة : يعني تبين تمشين اللي براسك ؟
العنُود بهدُوء أستعدلت في سريرها : أبوي موافق
حصَّة بغضب : تنسين ماجد واللي جابوه !! فاهمة ! لايكون تبين تكسرين كلمتي ؟
العنُود : يمه أنتِ رافضة بدون سبب واضح ! أبوه مطلق أمه وش دخلني فيه ! أنا لي دخل من ماجد ! وماجد كل الصفات اللي أبيها فيه وهو يبيني ويحبني !
حصَّة : أنا أعرف كيف أتصرف معك .. وأغلقته في وجهها.
تنهَّدت بغضب ، هذه الإبنة تُريد كسر حتى العادات و التقاليد ، منذُ متى تتمردُ الأنثى على العادات وتتزوج من هو لا صلةٍ لنا به ؟ لا أحد سيُنقذ الموقف سوى سلطان.

،

في خطوات خافتة سريعة نزعت فُستانها لترتدِي بيجامتها البيضاء ، من السُخرية أنَّها منذُ أن تزوجت لم ترتدِي قميصُ نوم ينطقُ للجميع بأنها عروس و " الجميع " كلمة شقيـة مبنية على الجرح تعود إلى " سلطان " الذِي يأتي في حياتي كـ إسم مبني على الألم في محل مبتدأ سرق الخبر ولم يعتقه لأجلٍ غير معروف.
ألتفتت للباب الذِي يُفتح مُعلنًا حضُوره بعد أن صعد للأعلى ، لغُرفتها الخاوية أو رُبما مكتبته ، لا يهُم أيّ ظن سأظنُه فـسُعاد التي لا أعرفُ عنها شيء هي أسفلُ التراب و من العبث أن أغار من ميتة.
سلطان بعينِه الحادة التي تُثير القلق بلا حتى أسباب : منتظرة احد غيري مثلاً !
الجُوهرة أنتبهت لوقوفها وعيناها التي تتأمله ، شتت أنظارها بتوتر : عن إذنك ... مرَّت بجانبه لتخرج ولكن أوقفته يداه : خير على وين ؟
الجُوهرة بإختناق : مو جايني نوم بنزل تحت
سلطان شد على شفتيْه : لأ
الجُوهرة أتسعت محاجرها بلا فهم لتصرفه
سلطان : يالله نامي
الجُوهرة بقهر : ماني بزر تنومني وأنا ماأبي أنام
سلطان بحدة : قلت نامي !!
الجوهرة بضيق جلست على الكنبة لتتكتف : ماأبي أنام
سلطان عاد للباب ليُقفله ويضع المفتاح في جيبه و يستلقي على السرير.
الجوهرة أنتظرت ثواني طويلة حتى نطقت وهي تعلم بأنه لم ينام بعد : سلطان !! .. طيب أبي أنزل أشرب مويا .. أدري أنك صاحي ...
بقهر أردفت : تدري أني بكلم أبوي ومع ذلك تبي تمنعني !! .. طيب أبي جوالي ناسيته تحت ...
سلطان وهو مغمض عيناه : ولا حرف زيادة ! وراي شغل بكرا لاتسهريني
الجوهرة تأفأفت كثيرًا حتى أردفت و تشعُر بإنتصار عظيم لثقتها التي بدأت تكبُر بعد 7 سنواتٍ قضتها بهشاشةٍ عميقة : أبي جوالي
سلطان فتح عينه وبغضب : حنيتي للمراهقة على هالزن والحنّ !!
الجوهرة ببرود : أبي جوالي مالك حق تمنعني أني أكلم أبوي ! لو رجع الشرقية بخليك انت بنفسك توديني
سلطان رفع حاجبه : ماشاء الله تبارك الرحمن صرتي تهددين بعد !
الجُوهرة عقدت حاجبيْها : ليه وش ناقصني عشان ماأهدد ؟
سلطان بدهشة من تصرُفاتها الغريبة عليه وهو الذِي تعوَّد منها الصمتْ ولا شيء غير الهدُوء المُريب.
أردف بنبرة وعيد : طيب يالجوهرة
سلطان أعطاها ظهره ليُغمض عينيْه مُتجاهلاً ، الجُوهرة المُرتدية رداء الثقة العظيمة إلا أن كل خلية بها ترتجف ، خافت أن يقف ويأتيها ومن ثم يدفنها في مكانها بسبب " مراددها " له.
مرَّت 10 دقائق طويلة و مازالت الجوهرة تتأمل هدُوئه ، أتجهت للطرف الآخر من السرير وهي تنتظُر أن تسمع إنتظام أنفاسه حتى تتسلل وتأخذ المفتاح ، تخشى أن يذهب والدها في الصباح الباكر دُونها.
تمُر الثانية تلو الدقيقة العريضة و ساعات الفجرِ ترن ، بعد طُول إنتظار أقتربت منه وقلبُها يتسارع في نبضها ومن شدةِ نبضها تشعرُ أنَّ قلبها الآن له صوت رنين يُسمَع على بُعدِ أمتار ، لاتُخبىء خوفها منه أبدًا مهما تظاهرت بعكسِ ذلك ، لامست أطراف أصابعها طرفُ جيب بنطاله القطني ، أدخلت يدها وبلحظةٍ خاطفة شدَّ على يدها لتذعر بشهقة ، لوى ذراعها خلف ظهرها ليهمس في إذنها : لا تجربين تلعبين معايْ ... شدَّها ناحيته ليُلصق ظهرها في صدره و ذراعه تُحيط يديْها ، قُربه هذا أربكها وأنساها ألم ذراعها ، لم تستطع الحركة أبدًا وهو مُثبت ذراعيْها على بطنها و قلبُه يجاور ظهرها الضعيف بالنسبة له.
تشعُر بأنفاسه وهي تخترقُ شعرها ، تألمت من التجمُد بجانبه و تألمت من تمدُدها الموازي لجسدِه لتردُف بضيق : توجعني والله
و كأنه لا يسمعُ شيئًا رُغم أنَّ عيناه مُغلقة إلا أن الإبتسامة تُزيِّن ثغره.
الجوهرة : خلاص آسفة ، بس إيدي عورتني ... *حاولت أن تتحرك ولكن ذراع سلطان في هذه اللحظات كالجدار الصلب*
أردفت : لازم أكلم أبوي ،
سلطان بهدُوء : يا مزعجة أسكتي
الجُوهرة تفكيرها أتجه لحركة من الممكن أن تجعل والدها يصلي عليها اليوم ، خافت أن تُطبقها مع سلطان و تخسر حياتها.
سلطان بعد هدُوئها أرخى ذراعه ليُفكر جديًا بأن ينام ولا يسهر أكثر بعد يومٍ مُتعب.
الجوهرة بمُجرد ماحاولت الحركة عاد وشدّ عليْها.
الجوهرة أغمضت عينها خوفًا وعضَّت كفِّه بكل ما أوتيت من قوة.
سلطان أبعد يده لتبتعد الجوهرة عن السرير و تتجمدُ في آخر زاوية بالغرفة.
عقد حاجبيْه من آثار فكِّها على يدِه حتى تجرَّحت ، لم يتوقع هذه الشراسة منها. رفع عينه الغاضبة عليها : بالله ؟
الجوهرة برجاء : أفتح لي الباب !! ماراح يجيني نوم وأنا ماكلمت أبوي
سلطان بغضب كبير : تحسبيني أختك ولا أخوك تمزحين معي !!
الجُوهرة بإندفاع : ما مزحت ! بس أوجعتني و ماتبيني أكلم أبوي ! يعني تفكر أنك تمنعني بهالطريقة ، أنا متأكدة أنه أبوي راح يتصل عليك لو ماأتصلت عليه.
سلطان بحدة : تعالي ولا والله إن قمت عليك لا أخليك تصبحين على أبوك بدري
الجُوهرة بربكة شتت أنظارها دُون أن تأتيه.
سلطان : الجوههرررة !!
الجوهرة بحزن : يعني ليه ؟ يعني تدري أنه ماهو برضاي وإلى الآن تعذبني !!! طيب أنا ماأقولك أقبلني .. خلاص أعتقني واللي شرع الزواج شرع الطلاق ! أنت رجَّال وأتفهم غيرتك وعدم رضاك أنك ترتبط بوحدة مـ ....خنقتها عبرتها لتصمتْ وتخفض نظرها وتُردف بوجع : ضربتني وحرقتني وطلعت كل حرتك فيني !! ماكفاك ؟ خلاص أنت ما تقدر تعيش مع وحدة على قولتك ضيَّعت شرفها !! طيب حتى أنا ما أقدر أعيش مع شخص ما ترك لي مكان إلا و علَّم عليه بضربه ! .. وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا .... وأظن أنك ماقصرت بضرِّي
تعرف كيف تلوِي ذراعي بالقرآن وبحديثِ الله ، تعرف جيدًا هذه البريئة كيف تُوجع قلبي بآياتِ الله و بكل لؤم تُدرك أنني لن أستطيع الرد عليْها.
الجُوهرة : ماني رخيصة لك ! أنا وراي أهل وناس ، لاتحسبني مقطوعة يوم أنك تضربني كذا !! مهما كانت مكانتك في قلب أبوي إلا أني بنته ، ولو أبي كان قلت له أنه تركي عندك ! بس عشان تعرف أنه هالإنسان مايهمني و أنه كذاب ! بس أنت ماتبغى تصدق !!!
و بمحاولة أن تنتصر لرُوحها : طلقنِي وصدقني ماراح تنزل عليك دمعة ، بقبل في غيرك و بيجي يوم تعرف أنه إسمي صار أم فلان .... و بعيش ! لأني أثق في الله. ماني غبية يوم أكون غلطانة وأعترف ! ماني غبية أبد عشان أفضح نفسي ! أنا كنت أبي أصارحك عشان أعيش بس عرفت أني مقدر أعيش معك
و أتى حديثُها القوي لاذع حاد مقهُور ذو أشواك على صدرِ سلطان.
وقف ليُدخل كفيْه بجيُوبه : و أنا وش أستفيد ؟ أيامي اللي ضاعت معك مين يرجَّعها ليْ ؟
الجوهرة سقط دمعها : وأنا ؟ طيب !!! أنا اللي جلست 7 سنين مقهورة ساكتة مقدرت أحكي بحرف !! مين يرجع ليْ سنين عُمري !!!!!! مستخسر تعطيني عُمري الثاني !! مستخسر تخليني أعيش ، تبي تستعبدني في حياتك و تقهرني في اللي بقى من عُمري !
سلطان ببرود : ماهو ذنبي
الجوهرة وهذه القسوة تشطُر قلبها : بيكون ذنبك إذا حرمتني من هالحياة !!
سلطان : ماحرمتك من الحياة ! أنتِ الغلطانة في كل هذا !!! لو قلتِ لأمك في وقتها وش ممكن يصير ؟ لو قلتِ لأبوك !! لو وقفتيه عند حدَّه ! مهما صار كان ممكن تدافعين عن نفسك أكثر
الجوهرة بغضب : أنا توني جمبك مقدرت أبعد عنك وأنت بس حاط يدك عليّ وهو ... لم تستطع أن تُكمل لتُردف : حرااام عليك !! ليه ظنك سيء فيني ؟ ما جربت شعوري وأنا خايفة من كل شيء حتى دراستي اللي حلمت أكمل فيها الماستر وقفتها .. كل شي ء ضاع مني و تبي تضيّع علي اللي بقى !!! ماراح أسمح لك .. إن ماطلقتني اليوم بيجي يوم وتطلقني وبرغبة منك .. لأنك بالنهاية زي غيرك في هالمجتمع ! تعرف وش يعني زي غيرك ! يعني يقدِّس العيب أكثر من الحرام !! أنا مالي علاقة فيك لكن يوم القيامة الله بيحكم بيننا وبتعرف عيب المجتمع اللي جالس يحكم في عقلك
سلطان بغضب أكبر : برافو والله !! صرتي تعطيني محاضرات ! تبيني آخذك بالأحضان عقب هالقرف اللي جبتيه ليْ !!
الجُوهرة و دمُوعها تتناثر : لآ ماأبيك تآخذني بالأحضان أبيك ترمي عليّ الطلاق وكلن في طريقه لا أنت مستعد تعيش معي ولا أنا ! ليه تبي تقهرني !! ليه تبي تشوهني أكثر عشان تمنعني من غيرك !
سلطان بسخرية غاضبة : أشوهّك أكثر ! ليه أنتِ الحين منتي مشوَّهة !!!! إذا أنتِ مآخذة الشرف عيب ونظرة مجتمع أنا مآخذه حراااااااااااااااام *نطق كلمته الأخيرة بحدَّة*
الجُوهرة جلست على الأرض لتُدخل كفيْها بين فخذيْها وتبكِي بحُرقة كبيرة من تجريحه لها ، من الحزن الذي لن ينسلخ عنها أبدًا ، من القهر الذي لا يُريد أن يفارقها ، من المحاولات التي تُريد أن تبدأها وتنتهِي بشهقة ، من كل الأشياء الذابلة في حياتها ولا تُريد أن تُظللها لمرةٍ واحدة ، تبكِي من سلطان.
سلطان وكأنهُ أنفجر هو الآخر : لا تفكرين للحظة أنه هدوئي يعني رضاي !! عُمري ماراح أرضى فيك يالجوهرة !!!!!!!!
رفعت عينها وبصوتٍ موجوع : ما قلت لك أرضى فيني ! أتركني لاتحسب أنك بتكسر أحلامي بطلاقي !! عُمرك ما كنت حلم عشان ينكسر !!
سلطان وهذه الكلمات الجارحة كأنها زيتٌ على نار ، أقترب بخطواته : لا تحاولين تمثلين القوة !! معاي أنا بالذات لاتحاولين ...... وعاد للسرير ليتجاهلها بقسوة راميًا : تصبحين على خير يا آنسة
الجوهرة رُغم محاولاتها البائسة في كتم أنينها إلا أنه خرج بقهر كبير ، سلطان الذي هرب النوم منه أغمض عيناه وكأنه يُجبر نفسه على شيءٍ لن يأتي أبدًا في ليلةٍ كهذه.

،

صباحٍ مُبتهج لا ذنب لسماءِ الرياض في شيء سوى سخطِ سُكانها الغاضبُون في مثل يومٍ كهذا ، لا ذنبْ للرياض من الحُزانى و العاشقين ، إنَّ المدينة بريئة من الدماء البيضاء التي تهطل من جميلاتها ، إنها بريئة من كُل هذا. لأنها الشماعة التي عُلِّق عليها عيُوب الحُب و ثغراته. يا الرياض مُعاذ الله أن أطلبُ منكِ الفرح و من خلقنِي يحكُمك ، إني أطلبُ من الله أن يُبلل سماءك حتى أُحبك كما ينبغي.
منذُ ساعة و هي جالِسة على الأريكة ذات الشكل الدائرِي ولا يفصُلها عن نافذتها التي تخترقُ منها أشعة الشمس إلا خطواتٍ قليلة ، شعرُها متناثر ويبدُو أنه متعب من تعبِها ، تنظرُ لسماء الرياض الجافة وقلبُها يذبلُ بمرُور عقرب الثوانِي التي يشطُرها ستُون مرَّة في الدقيقة.
لو أعرفُ من أنت يا مجهُولي ؟ لو أعرف فقط إسمُك الأوَّل لأنادِيك به. لِمَ كل هذه القساوة ؟ أُريد أن أعرف لِمَ الجميع يتواطأ معك عليّ ؟ لِمَ الجميع يستفزُ قهري و يغيضني ؟ رتيل رُغم أنَّها لا تُريده في مثل هذا الوقت الا أنها تُحبه وتزوجت ممن تُحب مهما كانت الطرق الوضيعة التي توَّجت هذا الزواج ! المهم أنها تزوجت منه و أبِي رُغم كل شيء تزوَّج من ضي الذِي يُحبها و أنا أعرفُ أنه يحبها ! أعرفُ كيف نظراته تختلف عندما يراها مهما حاول أن يُظهر بعكس ذلك. و أنا ؟
من بينهم جميعًا لم أجِد طريقًا للسعادة/للحياة. من بينهم جميعًا أنا الخائبة الخاسرة في كُل هذا. و يسألُوني لِمَ أفعل كل هذا ؟ أهذه حياة التي أعيشها ؟ أهذه حياة حتى أبتسم لهُم في وقتٍ الجميع به سعيد أو حتى نصف سعيد ! ولكن أنا ؟ حزينة من أطرافِ أصابعي حتى جذور شَعرِي ، أيُوجد أكثر من ذلك سواد ؟ رحمتك يالله إني أحتاجُ الحُب كحاجتي للماء.
وجهُها الأبيض المأسُور بفارسٍ مجهُول يذبلُ حتى تسقيه دمُوعها الشفافة. و يا عُمرِي إنِي منك مُفلسة.

،

في جهةٍ أخرَى نزلت رتيل بوجهٍ شاحب يطلُ عليه بقايا الكحل الأسود من شُرفة عينيْها ، نظرت لأفنان المُنشغلة بالمجلة : صباح الخير
أفنان رفعت عينها : صباح النور
رتيل : محد صحى ؟
أفنان : شكلهم كلهم تعبانيين حتى عمي ماشفته راح للدوام
رتيل : ولا ضي ؟
أفنان : حتى ضي
رتيل تنهَّدت وجلست بمُقابلها لتسكب لها كُوب شايْ ، أفنان : ترى بشرتك بتتعب إذا قمتي تنامين في المكياج !
رتيل بعدم إهتمام : تعيجزت أمسحه أمس
بعد صمتْ لثواني طويلة أردفت أفنان بحماس : رتُول بقولك شي
رتيل : وشو
أفنان : بصراحة سويت شي شنيع في باريس
رتيل بإبتسامة : وش الشي الشنيع ؟
أفنان : بنص الدورة قالوا لنا بتروحون " كَان " المهم كانت معايْ ضي وقالت لي أنه زوجها جاء اللي هو عمي وأنها بتجلس معه ، عاد أنا رحت بالقطار بروحي
رتيل : إيه
أفنان : المهم مالقيت مكان الا جمب واحد
رتيل بضحكة : والله من العوابة !! قطار وش كبره مالقيتي الا جمبه
أفنان بحزن فعلي : والله العظيم مالقيت الا جمب نواف
رتيل صخبت بضحكتها : وبعد إسمه نواف ! أمداك تتعرفين عليه
أفنان تنهدت : رتيل لا تتطنزين جد أتكلم
رتيل : طيب كملي
أفنان : المهم ما حصل بيننا حكي يعني بس سألني إذا متضايقة أني جالسة قدامه ويعني كلام عادِي وسطحي حيل ، يوم وصلنا أكتشفت أنه إستاذ ومُحاضر يعني إستاذي ، المهم يعني صار يصبِّح علي وكذا يعني مجرد كلام رسمي ما صار شي أوفر والله
رتيل بإستهبال دندنت موسيقى حزينة بصوتها : يصبِّح عليك
أفنان بعصبية : الشرهة علي أقولك
رتيل : ههههههههههههههه خلاص كملي وش صار بعدها
أفنان : المهم جتنا دعوة العيد أنا و سمية طبعا سمية تعرفت عليها بـ كَان ، ورحنا وكانت فيه مشروبات كحولية وإحنا ماندري ! عاد شافنا وتخيلي عصب وهزأني .. إلا مصخرني بحكيْه وطبعا أنقهرت ورديت عليه ، المهم بعد كم يوم كنت في لادوريه أفطر وشافني وجاني قام يعتذر
رتيل بإنفعال : طبعا ماراح تقبلين إعتذاره يآكل تراب !! خير إن شاء الله يهزأك مين هو أبوك ولا أمك ! يعني خلاص كل السعوديين أخوانك وأولياء أمرك في السفر .. خليه يولي بس أجل يهزأك وأنتِ ماتدرين
أفنان : كل هذا يهون قدام الصواريخ اللي قلتها
رتيل أتسعت محاجرها : وش قلتي ؟
أفنان : أتصلت عليه زوجته وهو يكلمني ، وأنقهرت يعني مدري كذا أنصدمت ماتوقعته متزوج ! قمت وقلت له أنه زواجي بعد فترة
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه هههههههه لا تطيح السما علينا
أفنان بقهر شديد : والله أني كلبة مدري ليه كذبت مع أني ماكان قصدي أكذب يعني تعرفين لما تقولين شي لا إرادي
رتيل : بالله وش ردّ عليك
أفنان : عادِي قال الله يوفقك !! كذبت كثير حتى من قوة الكذبات أول مارجعت كتبتها بمفكرة في جوالي عشان ماأنسى
رتيل بسخرية : عيب عليك ! تكذبين !!! أفآآ بس أفآآ
أفنان بضيق : يالله والله أني ندمانة لا تزيدينها عليّ
رتيل : الحين لما بترجعين وتكملين دورتك المعفنة ذي بيكون موجود
أفنان : مدري بس أتوقع ! أصلا خلاص ما بقى الا أقل من شهر يعني بتمُر بسرعة بس ماأبغى أشوفه أحس بيكشفني ! أحس كأنه مكتوب على جبيني تراني كذابة
رتيل بجدية : يعني ماأشوف سبب يخليك تكذبين ! إلا اذا كان يهمـ
قاطعتها أفنان بإندفاع : طبعًا لأ ، أقولك ماأعرف عنه الا إسمه يعني وش بيهمني فيه
رتيل بعد صمت لثوانِي : طيب تجاهلي الموضوع ! بعدين وش بينك وبينه عشان يجلس معك وتكذبين عليه !!
أفنان : يعني وش أقوله ؟ أنقلع !! يعني أنحرجت وهو جلس !
رتيل بصوتٍ ساخر : سدًا لباب الفتنة
أفنان تنهَّدت :يا شينك بس

،

أنتظر منه رسالة تُخبره عن موعدٍ يجمعهم ، طال إنتظاره وهو ينزلُ للأسفل و ريف الصغيرة تلعبُ عند عتباتِ الدرج ، أبتسم : ريووف
رفعت عينها وهي ترمش ببراءة ، ضحك ليحملها بين ذراعيْه : يا كُبر حظه من بيآخذك
ضحكت من خلفه والدته : الله يطوِّل بعمرك وتزفَّها على رجلها
أبتسم فيصل : عاد هالزين ما تآخذ أي واحد !
والدته بإبتسامة نقيـة : طيب أجلس أبيك بموضوع
فيصل جلس ليُلاعب ريف بيديْه : سمِّي
والدته : سم الله عدوك ، للحين تبي العرس ؟
فيصل صخب بضحكته ليستفز والدته :لأ
والدته برجاء : يالله عاد فيصل
فيصل أبتسم : مين شفتي بعرسهم ؟
والدته : ماشاء الله عرسهم يهبل ويجنن حتى العروس ...
قاطعها فيصل : مايجوز يمه توصفينها
والدته : طيب طيب لاتآكلني .. المهم شفت لك ثنتين وأنت أختار
فيصل بإبتسامة : ومين هالثنتين ؟
والدته : بنت عبدالرحمن آل متعب .. الكبيرة إسمها عبير والثانية أخت منصور الصغيرة هيفاء
فيصل تنهّد : لآ يمه ماأبي آتزوج منهم
والدته : وليه إن شاء الله ؟ بالعكس ناس نعرفهم ونعرف أصلهم وأخلاقهم
فيصل بهدُوء : يمه الله يخليك خلاص سكري على الموضوع ! إذا تبين تخطبين لي دوري لي من الناس البعيدة
والدته : عشان اللي صار ؟
فيصل ألتزم الصمت وهو عاقدٌ حاجبيه
والدته : طيب خلاص ماتبي من عبدالرحمن آل متعب رضينا ! لكن الحين علاقتك كويسة مع بو منصور وأهله
فيصل مازال مُلتزم الصمت لا يروق له هذا الحديث أبدًا
والدته : طيب أنا أحس هيفاء تصلح لك وذكية ماشاء الله وأحسها هادية وجدية نفسك .. كل الصفات اللي تبيها
فيصل بسخرية : فرضًا أنصدمت فيها وطلعت غبية خبلة هبلة
والدته بعصبية : فيصل لا تتكلم عن بنات الناس كذا !! بسم الله على قلبك يا مخ نيوتن يوم تبي وحدة ذكية
فيصل أبتسم : طيب غبي وغبية ماينفع أبيها ذكية عشان تعقلني
والدته : تتمصخر على كلامي ؟
فيصل : يا فديت روحك ماعاش من يتمصخر بس قلت لك ماأبي آخذ من الناس القريبة دوري لي أحد بعيد ولا خليني كذا مرتاح
أنتبه لهاتفه الذي يهتز ، فتحه وإذ هي الرسالة المنتظرة " صباح الخير فيصل ، وش رايك نلتقي الساعة 4 في ... ؟ "

،







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:16 PM   #154

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

رجعت من موعدِها الثقيل على نفسها ، رجعت وهي تشعُر بالضعف أكثر بعد أن أوصتها الدكتُورة بالعناية أكثر وإلا ستخسر هذا الطفل بإهمالها الشديد لصحتها.
و مازال لا يُحادثها ، مالذِي غيَّره بهذه الصورة الرهيبة ، كانت أحاديثُنا الأخيرة وديَّة ماذا حصل حتى يتغيَّر هكذا ؟
أنتبهت لـ غالية الجالسة وتتأملها ، رفعت حاجبها : مضيعة شي بوجهي ؟
غالية بإبتسامة : لآ بس أشوفك متضايقة عسى ما شرّ ؟
مُهرة : ماني متضايقة ولا شي .. بس أفكر
غالية مددت بكلماتها دلعًا : آهآآآ تفكريـــن !
مُهرة تنهَّدت بضيق منها لتجلس وهي تنزعُ طرحتها من شعرها : يقولك من راقب الناس مات همًا
غالية نفثت على صدرها : الحمدلله خالية من الهم
مُهرة أخرجت هاتفها لتُردف : وين أمي ؟
غالية : وش يدريني ! لآيكون الشغالة اللي تحرسها
مُهرة كشرت و نظرت لآخر دخُول ليوسف في الواتس آب كان فجرًا. أرسلت له صُورةٍ لرحمها غير واضحة تمامًا ألتقطتها وهي بالسيارة من الصورة الأصلية التي أخذتها من الدكتُورة ، كتبت تحتها " إذا كان يهمك أمري "
في وقتٍ آخر كانت النقاشات تدُور حول الزفاف و ماحصَل به و حماسُ هيفاء بوصفِ ماحدث طوال ما كانتْ ريمْ في القاعة.
هيفاء : بس قهرر والله كنت أبيكم تدخلون
يُوسف : ريان ما بغى ومقدرت بعد أجبره بس الله يهنيهم يارب
فتح هاتفه ليفتح مُحادثة مُهرة و ينظُر للصورة ، أنقبض قلبه بل أرتجف من أنَّ جنينًا ينمُو في أحشائها ، من أن روحًا تعيشُ في رحمِها منه ، مني أنا ؟ كل هذا يعني أنني قريبًا سأصبح أبًا ! يالله كم أنت رحيمٌ بعبادِك وكم أنت كريمًا على عبادِك ، عيناه كانت تحكِي أصُول اللهفة حتى جذب غيرُه له ، نطقت والدته : وش فيك يوسف ؟
يوسف و إبتسامة ضيقة تُزين شفاهه : لا ولا شيء .. وأبتعد صاعِدًا لغُرفته ، أتصل عليْها مرةً و إثنتين ولكن لم ترد.
كتبت له " ماني لعبة لمزاجك "
يُوسف تنهَّد ليكتُب لها و تبدأ حربٌ بالكلام " علمي نفسك هالحكي ماهو أنا "
مُهرة بقهر " الحين طلعت أنا الغلطانة ؟ تدري الشرهة علي ماهو عليك "
يُوسف " إيه طبيعي الشرهة عليك لأنك غلطانة وحتى ماودك تعترفين "
مُهرة " أنا ماأدري وش اللي قلبك بس أنا الغبية اللي فضفضت لك وأنت ماتستاهل !! منت بعيد عن ظنوني "
يُوسف بإستفزاز كتب لها " أكيد ماني بعيد عن ظنونك الحسنة "
مُهرة بغضب و مزاجُ الحامل لا يُستفز " حقييير "
يُوسف صُعق من كلمتها الوقحة بحقه وكأنه أصغر أبناءها وليس زوجها " قد هالكلمة ؟ "
مُهرة خرجت من الصالة لتصعد لغُرفتها وتُغلق عليْها الباب و بدمعها كتبت " إيه قدها "
يُوسف لم يرد عليْها و أخذ مفتاح سيارته لينزل للأسفل ويرمي حديثٍ على عائلته الجالسة دُون أن يقف لهم : أنا رايح حايل ....

،

" ياعـاقـد الحاجـبـيـن علـى الجبيـن اللجيـن إن كنت تقصد قتلي قتلتني مـــرتـــيـــن " هذا ما قالهُ الأخطل الصغير و هذا ما رددهُ قلبُ الجوهرة. جالسة بجانب العمة حصَة ، كانت أحاديثهم هادئة تميلُ لمزاجية الجوهرة في يومٍ تعيس مثل هذا لا يردُ عليها والدها أو رُبما لم ينتبه لهاتفه.
نزل المُتأخر في نومه بعُقدة حاجبيْه ، حصة : طيب قول صباح الخير
سلطان دُون أن ينظر للجوهرة : صباح الخير
حصة : وش فيك معصب ؟ أجل دام كذا بأجل موضوعي
سلطان جلس بجانبها : وش موضوعك ؟
حصة : ماراح تداوم اليوم ؟
سلطان : نسيتي ؟ إجازة !
حصة بهدُوء سكبت له من القهوة : صحصح وبعدين أقولك
سلطان أخذ الكُوب مُلتزمًا الصمتْ وبعد ثواني طويلة أردف : العنود وينها ؟ صار لي يومين ماشفتها !
حصة : عند أبوها
سلطان بسخرية : والنعم والله
حصة بحدة : سلطان !!
سلطان تنهَّد ليعُود لصمته ، وسط سكينة الجُوهرة و تأملاتها . . تهتم بالجميع وتبخل عليّ ؟ تهتمُ بِأن تُداري خواطرهم وتنسى خاطرِي في جيبِك ؟ كأنك واثقُ من رضايْ.
رن هاتفُ الجوهرة ليُعلن عن ضوضاءِ عينِ سلطان. كان الهاتف على الطاولة ، وقفت لتتجه إليْه أمام سلطان ، ردَّت على والدها : هلا يُبـه ..... وخرجت من الصالة.
حصة : بترجع الشرقية ؟
سلطان بحدة : مدري
حصة : كيف ماتدري !! يعني متى تتحركون وتحلون خلافاتكم ! ماصارت كل ماقلنا تعدلت رحتوا تخانقتوا من جديد !!
سلطان بخفُوت : عُمرها ماراح تتعدَّل
حصة : يعني أرجع وأقولك الكلام نفسه ؟ إلى متى !! أنتهينا من سعاد الله يرحمها ورجعنا لنفس الموضوع من جديد ! زواجك من سعاد كان شيء إستثنائي لاتحكم على كل زواجاتك من هالأساس !
سلطان : وش دخل سعاد الحين !! حصة تراك فاهمة الموضوع غلط
حصة : لا ماني فاهمة غلط !! أنت اللي مدري من وين جايك الهبال على آخر عُمرك ! تذكر وش قلت لك عن سعاد ؟ كل شيء سوَّه بحجة تأنيب ضمير الا الزواج ! الزواج ماينفع يكون أساسه شفقة
سلطان بغضب : ومتى كان زواجي من سعاد شفقة ؟
حصة بحدة : إلا زواجك منها شفقة ولو تحلف قدامي ماني مصدقتك ! ولا تحسب أنك محتفظ بغرفتها يعني مصدقتك انك ميت فيها !! طول عمرك ماكنت تشوفها أكثر من أخت و حتى هي الله يرحمها ماكانت تشوفك زوج !
سلطان رمى الكُوب ليتناثر زُجاجه ويقف غاضبًا ومزاجه لايُبشِّر بالخير : يا سلام !!! هالحين حكمتي على كل شي بمزاجك !! وكأنك تعرفين كل شي وفاهمة فيه ! ولا بنتك عرفت كيف تغيَّر موقفك من سعاد
حصة : العنود مالها دخل بس كانت صادقة في هالموضوع ! وما ألومها أنها تنقهر تبقى صديقتها
سلطان بغضب كبير : مين صديقتها ؟ بنتك لو فيها خير كانت زارتها بالمستشفى يوم مرضت بس ونعم الصداقة اللي تعرفها بنتك ! بس شاطرة تطوِّل لسانها وتحكي لي فيلسوف زمانها وش لازم يصير ووش اللي ماهو لازم يصير ! شوفي حصة للمرة المليون أقولها لك موضوع سعاد ماينفتح في هالبيت !!
في جهةٍ أخرى كانت تسمع لكل حرف بعد أن أغلقته من والدها ، أتجهت لهُم لتقف من خلف سلطان.
حصة ولم تنتبه للجوهرة التي بجانب الباب ، أردفت والغضبْ يشتدُ بينهما : إلا بينفتح لين تسكره من حياتك وماتخليه يأثر عليك بحياتك مع الجوهرة !! ليه ماتعطي نفسك حقها ! حرام عليك اللي تسويه بنفسك !! فيه أحد يشوف وش اللي يضايقه ويسويه !!!!! وين بتلقى أحسن من الجوهرة ؟ ليه تخلي مشاكل بسيطة تنهي علاقتك بالشخص ! قولي إلى متى يعني ؟ تبي تقطع نسلك و تقهرني فيك ! يكفي يا سلطان ماعاد صارت حياة هذي !!!! الشغل اللي معطيه كل عمرك ماراح يشيلك والشيب يكسيك ! ماراح يداريك بليل و ماراح يوقف معك بمرضك !!
سلطان بهدُوء : حصة الله يرضى لي عليك أنا أعرف مصلحتي ومعطي نفسي حقها ، و *بقسوة أردف* و نفسي عزيزة عليّ ماألطخها بأحد
من خلفه أرتجف قلبها ، أأصبحتُ أنا " قذارة " حتى ألطخك ؟ يا قسوتك حتى بحديثِك يا سلطاني.
حصة أنتبهت للجوهرة و شتت أنظارها مُلتزمة الصمت.
سلطان ألتفت لينظُر إليها ، هذه المرة لم تخجل بأن تضع عينها بعينه ، رُبما وجود حصة يُعطيها بعضُ الأمان ، بحدة عينه لم تخاف أن ترمي عيناها بشرر العتبْ الذِي سيُفكر به سلطان طوال يومه ، أثق بأنك ستُفكر بـ سرِ هذه النظرات يا إبن بدر !
فاجئها بصوتٍ خافت : تعالي فوق

.
.

أنتهى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:17 PM   #155

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



يـاعاقد الـحاجبين
على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي
قـتلتني مـرتين
مـاذا يـريبك مني
ومـاهممت بـشين
أصُـفرةٌ في جبيني
أم رعشة في اليدين
تَـمر قـفز غزالٍ
بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي
ولا أذنت لـعيني
تـبدو كأن لاتراني
ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي
ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني
حـياً سوى رمقين
صبرت حتى براني
وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني
وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي
عليك في المشرقين

* بشارة الخوري





رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 50 )



أرتبكت لتُشتت أنظارها و تبتعد عن الباب ليخرج صاعدًا للأعلى ، بعضٌ من الربكة يُخففها إتصال والدها ووعده بأن يأتيها عصرًا ، صعدت خلفه و هذا الهدُوء قاتلٌ لها و قلبِي الذِي لا أفهمه ولا أفهمُ ما يُمرره على ثغره أظنُ أنني فهمتُه ويجب أن أُجيب على عاقد الحاجبيْن بمثل ما قال الأخطل " مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين ، أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين ؟ "
دخل سلطان لجناحهم المُمتد في الطابق الثاني ، ليُخرج تنهيدةٍ لها معانِي كثيرة و رُبما معانِي مروَّعة.
ألتفت عليْها : سكري الباب
أغلقته بهدُوء ، بلعت ريقها لتُدافع عن نفسها قبل أن يتهمها : ما يهمني موضوعك مع سعاد !
سلطان : وأنا سألتك إذا يهمك ؟
شدت على شفتِها السُفلى ، يُريد إحراجها بأي طريقَة حتى لو كانت طريقة لا أساس لها !
بقهر أجابته : طيب آمر وش تبي تسمِّعني ؟ أنه نفسك العزيزة ما ترضى أحد يلطخها ! ولا سموُك ما يتواضع وينزل ليْ ؟ .. على العموم أبوي على وصول و ساعتها فكِّر براحتك تطلقني ولا ماتطلقني ! بكلا الحالتين أنا باقية في الدمام ! والباقي يتفاهم معك فيه أبوي ،
سلطان رُغم البراكين المُشتعلة بداخله الا أنه أبتسم ببرود : جايبة هالقوة منين ؟
الجُوهرة بإندفاع : منك !! ولا نسيت حلالك على وش مربيه !
سلطان يعرفُ بماذا ترمي عليه ، يذكُر تلك الليلة التي أتتهُ بأقدامها ليعانقها ويهمس " وحلالي ماأرضى عليه بالغصيبة " ، تُريد إذلاله على كلماتٍ قالها في لحظةٍ كان يراها كاملة من كُل ناحية : لا مانسيت !! .. بقولك شيء يالجوهرة بس عشان ما تفكرين لحظة أني أخلفت بوعدي لما قلت لك أحسني ظنك فيني بقولك قبل لايروح كل شخص بطريقه !
الجوهرة تقطع قلبُها قطعًا بلفظه الأخير ، تقطَّع حُزنًا ، مهما كان أمرُ الطلاق على الأنثى جرحٌ و جرحٌ عميق ، أرتجفت أهدابُها ! كيف يكُون على إستعداد تام بأن يشهد على موتي ؟ كيف يكُون الرجال بهذه الصورة القاسية ؟ لمرَّة أنصفُوني يا رجال هذا العالم الهزيل ، لمرَّةٍ واحدة أعطُوني حق سلبتموه مني.
كيف أقُول " ارجوك لا تنطقها " دُون أن تسقط كرامتي بالمنتصف ، كيف أقولها يا سلطان !!
سلطان بصراحة ملَّت من أن تسكن جوفه : ما نمت أمس وأنا أفكر فيك .. ماراح أقول أنك ماتهميني ولا بكذب عليك
رفعت عينها و دمعةٌ مُرتجفة سقطت.
يُكمل : لو طلبتي الطلاق قبل لا تصاريحني أنا وأبوك ، لو أصريتي بالطلاق كان بتكونين ذكرى حلوة في حياتي ! كنتي بتكونين كذا ليه قلتي لي ؟
صُدمت من منطقه ، صُدمت وجدًا من تفكيره ، فكوكها ترتجف وتصطدم بلاحولٍ ولا قوة.
سلطان : لو كنتِ زوجة غيري ! كان بيصبر عليك مثل ما صبرت وأنا أشوفك كل يوم !! كان بيصبر ويمسك نفسه عنك وأنتِ حلاله ؟ .. محد صدقيني بس بتكون كارثة إن أكتشف بنفسه !! تدرين أني صبور وقادر أصبر عنك . . وش كنتِ متوقعة مني عقب ما قلتي لي أنا وأبوك ؟ كنتِ متوقعة أني أرضى ! أنا أحلف بالله أنك متوقعة ردة فعلي بدون أي شي ! وتعرفين أنه النهاية وحدة وهي الطلاق ! ليه قلتي لي من الأساس !!
بعصبية لم يُسيطر عليْها : عشان تقهريني ؟ عشان تخليني أفكر كيف كنت غبي وأنا أصبر وساكت !! ولا تحسبيني بقولك انا والله متفتح وأرحِّب بأني أسمع ماضي قذر زي هذا ومايهمني الماضي أهم شي عندي الحاضر !! .. مايهمني أنه برضاك ولا ماهو برضاك ! الفكرة الوحدة أني ماني متربي آخذ بقايا أحد ! شفتِي أنك غلطانة ومليون بالمية غلطانة أنك قلتي لي ! لكن هذا مايعني أني برضى لأن لو أكتشفت بنفسي والله يالجوهرة وبعزة ربي أحلف لك أني فرغت هاللي تشوفينه براسك *أشار لها لسلاحه المرمي على الطاولة* ، ليتك حفظتي شرف نفسك وطلبتي الطلاق بدون هالمصخرة ! بدون هالحقارة اللي سويتها !! إيه صح أنا أعترف أنك بريئة من قذارة عمك لكن منتي بريئة من قهري !! ولا راح تفهمين وش يعني قهر الرجال !! بس لا تطلبين مني أطلقك في وقت مثل هذا !! لأني مثل ماني متربي على آخذ البقايا بعد ماني متربي أني أكون أطرش بالزفة.
الجُوهرة بعد صمتٍ طويل أرتبكت به حواسُها : ما كنت أبي أخدعك ، صارحتك عشاني كنت بصدق معاك .. ما صارحتك عشان أقهرك ولا كان عندي أمل أنك تآخذني بالأحضان وتقولي مايهمني الماضي يهمني الحاضر ! صارحتك عشان أرضى على نفسي .. ليه تفكيرك بهالسلبية وأنه قصدي أقهرك !!! كيف أقهرك وأنت غالي عليّ ..
أردفت كلمتها الأخيرة بلا وعيْ ، بلا تفكير ، بلا شيء يُوحي أنها تتحدثُ بعقلها ، من يتكلم الآن هو قلبُها الضعيف.
أكملت بنبرة شارفت على الإنهيار : و الحين صرت بقايا ؟ أنا بقايا ؟ يالله بس بعرف بأي ضمير تتكلم !! مين المقهور فينا ؟ وأنت ترمي تجريحك عليْ ليل ونهار وأنا مقدر أرد عليك بكلمة لأني عارفة كيف بتكون ردة فعلك !! لأني عارفة لو أفتح فمي بكلمة بتحرقني بكلماتي
سلطان بغضب : ماقصرتي بأفعالك !
الجُوهرة : أيّ أفعال !! أنت تتكلم عن وهم من عندِك !! تبي تذلني ؟ تبي تعيشني عندك عشان أصحى كل يوم وأنا عارفة أنك ماراح تقبل فيني بس تبي تقهرني وتحسب أنك بهالشيء تشفي قهرك وترجع كرامتك !!
سلطان بحدة : كرامتي ما طاحت عشان أرجعها !! كرامتي محفوظة وأقطع أيد من يحاول يتعداها
الجُوهرة بإنكسار : ليه تذبحني ؟
سلطان : ما رضيت على حلالي بالغصيبة تتوقعين بأرضى عليه الذبح ؟
. . وخرج تارِكًا الجُوهرة في حيرة التناقضات الي يلفُظها سلطانها.

،

بعد نومٍ عميقْ فتحت عيناها على السقفْ السُكرِي ، ثواني صامتة تستوعبْ أين هيْ ؟ ثواني حتى تستوعب أنَّ هذا صباحُ العروس. ألتفتت يمينًا و يسارًا ولا أثر لريَّان ، رُبما أستيقظ قبلِي ؟ ولكن الجُزء الذي بجانبِي مُرتَّب ويبدُو أنّ لا أحد أستلقى عليه.
تركت وساويسُ عقلها وأتجهت للحمامْ ، هي الدقائِق الخافتة الصاخبة المُتناقضة بكل شيء حتى تتزينُ ريم بما يليقُ للعروس.
ودَّت لو أنها تقفز من السرير حتى تُبيِّن حجم السعادة التي تُعانق قلبها ، تُريد أن تعود لطفولتها عندما تتراقص على السرير إن حققت شيء ما ، كل شيء سيء يختفي بمُجرد أن تُفكر بأنها " عروس " وهذه الكلمة كفيلة بأن تنبت على شفتيْها زهرتيْن و أضعافُها. هذه الكلمة تعنِي جميلة ، فاتنة ، باذخة ، راقصة ، مُتمايلة ، ثابتة ، مُتزنة ، مُتفردة ، إستثنائية ، ... هذه الكلمات مُعتادة ولكن هذه المرَّة تأتِي على لسانٍ تُزهر به الضحكات الحلزُونيـة أيّ الضحكات الصامتة التي تحمرُ بها الوجنتيْن وتبكي بها العين.
فتحت هاتفها و أنهالت عليها رسائِلُ الواتس آب. أبتسمت لـ " قروب صديقاتها " فتحته و لم يُسعفها أن تقرأ كل الكلام لتلتقط عيناها " بنسوي قروب ثاني للمتزوجات ! إحنا العوانس مالنا رب " ضحكت لتخرج من غُرفتها وتقع عيناه عليْه ، نائمْ على الأريكة.
أولُ خيبـة تتلقاها في حياتها الجديدة ، هل هو يرسُل إليْ رفضُه الغير مُباشر ليْ ؟ وقفت مُتجمدة من هذا المنظر.
قاسي جدًا أن تبدأ زواجها بهذه الصُورة ، أنتبهت لإستيقاضه ، رفع عينه عليها وببرود : صباح الخير
ريم بلعت ريقها لتبتسم : صباح النور
وبهدُوء مرَّ بجانبها مُتجهًا للغرفة. تُريد أن تستوعب ما يحدُث ؟ يالله يالله أفعلاً أنا عروسه حتى يتجاهلني هكذا ؟
جلست وهي تُراقب خطواته حتى دخل الحمام. دخلت في قوقعة تفكيرها ! " أصلاً عادي كل الرجال كذا " لم أتعرف عليْه بعد رُبما أظن به سوءً من أول مرَّة رُبما يقصد شيئٌ آخر.
لا تعرفُ لم دمُوعها أتت حارَّة في محاجرها ، أخذت منديلا لتمسحها قبل أن تسقط ولكن الحُمرة التي تُدمي عينها من يمسحها ؟
دقيقة تلو دقيقة و ريم صامتة تنتظرُه ، سمعت صوتُ الإستشوار ، تأكدت أنه أنتهى من إستحمامه ، لاتعرفُ لِمَ ضاقت و قلبُها الذي بحجم الكفْ بات يضيقُ حتى أنه تتصوَّرهُ كحجمِ أصبعها الآن. تذكرت حديثُ صديقتها بأن أولُ أيام الزواج لا تفوَّت وأن هذه الفرحة الحقيقة لأيّ زواج. ولكن ؟
رفعت عينها للريان الخارج كان سيتحدثْ لولا أنه أنتبه لحُمرةِ عينيْها ، جلس على الطاولة التي تُقابلها ، أربكها بقُربه : ليه تبكين ؟ .... نمت بدون لا أحس هنا
أخفضت نظرها ، لا قوةً لديْها حتى تراه ، هي المراتُ قليلة التي رأتها به ولكن بهذا القُرب تعجز أن ترفع رأسها.
ريَّـان بهدُوء : ريم طالعيني !!! زعلانة من أيش ؟
ريم توترت حتى سقطت دمُوعها بحديثه لتهمس : ماني زعلانة
ريان أبتسم : أجل هالبكي ليه ؟ دلع ؟
ريم رفعت عينها وسُرعان ماأخفضتها
ريان وضع يده على كفِّها المُرتجفة ، لولا إصرار والدته لمَا حجز لشهر عسلهم : المغرب طيارتنا عندك علم ؟ .... تبينا نروح لأهلك تسلمين عليهم ؟
ريم شدت على شفتيْها لا تُريد أن تبكِي ولكن دمعة سقطت على كفِّ ريَّان.
ريَّان الهادىء على غير العادة ، وبنظرةِ الشك التي لم يتخلى عنها : تبكين من أيش ؟
ريم بلعت ريقها : آسفة مو قصدِي بس متوترة شويْ
ريَّان ترك يدها ليُردف : بطلب الفطور و بعدها بلغيهم أننا بنجيهم

،

في عصرِ باريس المُشمس ، غفت عيناه بعد أيامٍ مُثقلة بالأرق ، غفت وأخيرًا لينام مُرتاح البال ، على الأريكة الوثيرة نائمًا والشُباك مفتُوح و نسمات البرد تخترق الشقة و لا شيء يُغطيه. نائم بوضعية الجنين و سكينة ملامحه تُغري للتأمل والرسم وكل الفنون الجميلة مصدرُها رجلٌ وسيم و إمرأة فاتنة و لا ننسى أنَّ الفُرشاة أحيانًا تكُن لئيمة بفتنتها.
فتحت الباب بهدُوء وهي التي أخذت نسخة من مفتاح الشقة ، وقعت عيناها عليه لتبتسم بحُب.
نزعت معطفها لتُعلقه خلف الباب وبخطواتٍ خافتة دخلت لغُرفته وجلبت له غطاء تُغطيه به. ، تركت الطعام في المطبخ وجلست بجانب رأسه. لا تُريد إزعاجه بل ستنتظره متى يستيقظ ؟ أخرجت هاتفها من جيبه لتتسلى وتشغلُ وقت فراغها الآن.
مرَّت ساعة كاملة و شقيقتها الأخرى ، أصبحت الساعة تُشير إلى السابعة مساءً.
بدأ جسده بالحركة ليفتح عينيْه بتثاقل ، أستعدل بجلسته ليلتف ويرى أثير بجانبه ، يشعرُ بصداع وكتلة ضخمة فوق رأسه ، نومٌ بعد أيامٍ أفلس فيها النوم جدًا مُرهقة ، رُغم أنه يشعر براحةِ أعصابه ولكن عقله مثقل و مثقل و مثقل إلى مالانهاية.
أثير بإبتسامة : مساء الخير
عبدالعزيز ببحة : مساء النور .. كم الساعة ؟
أثير : 7
عبدالعزيز تنهَّد : يالله كنت راح أزور المقبرة الصبح
أثير : خلاص بكرا إن شاء الله
عبدالعزيز وقف ليُعدِل ملابسه التي تجهلُ بدايتها من نهايتها وهذا إثر نومه العميق .. ومن ثم اتجه للحمام.
أثير بصوتٍ عالي حتى يسمعها : بحضّر لك الأكل ...
تمُر الدقائِق بسُرعة مُفجعة ، وبالفترة التي جهَّزت بها أثير الطعام كان عبدالعزيز يُسلِّم من صلاته الفائتة ، وضعت آخر طبق على الطاولة وجلست : عسى أرتحت ؟
عبدالعزيز من خلفها أنحنى ليطبع قُبلة على خدها ويهمس : آسف على اللي صار
أثير المتوردة بحُمرة وجنتيْها : حصل خير
جلس بمُقابلها مُلتزمًا الصمتْ ، أثير : الأحد الجاي بسوي حفلة بسيطة ببيتنا وبعزم كل اللي نعرفهم من شغلنا والكلوز مررة ماراح نعزم ناس بعيدة
عبدالعزيز : والكلوز يدخل من ضمنهم مين ؟
أثير : يعني عادل و
قاطعها عبدالعزيز بحدة : أثييير !!!
أثير : هذولي كلهم أصدقائك
عبدالعزيز : فيه خط أحمر إسمه عادات وتقاليد !! من متى إن شاء الله الحفلات مختلطة ؟ ناقص بعد ترقصين وياهم
أثير بهدُوء : وأنا عازمتهم في نايت كلُوب الله يهديك !! يعني حفلة بسيطة وأبي كل أصدقاءنا يكونون موجودين
عبدالعزيز : قلت لأ
أثير تنهَّدت : طيب
عبدالعزيز : وياليت تخففين من هالمكياج اللي على وجهك !!
أثير : ماتلاحظ أنك قاعد تعطيني أوامر !! أنا إنسانة ماأحب أحد يأمرني
عبدالعزيز : لأن ماأبي كل من هب ودب يشوفك ! وحتى لبسك مررة ضيق ومايعجبني
أثير بهدُوء : سكر على هالموضوع
عبدالعزيز : ما تتنازلين عن الأشياء اللي تحبينها عشان خاطري على الأقل ؟
أثير رفعت عينها : إلا أتنازل وهذا أنا متنازلة حتى بموضوع رتيل !! لكن لبسي وشكلي لو سمحت لاتتدخل فيه
عبدالعزيز بغضب : كيف ماأتدخل فيه ؟ أنتِ زوجتي ومن حقي أحاسبك على لبسك !!! ولا تبيني حمار وراك أشوف عيون الكلاب بالشوارع تشوفك بنظرة ***** وأرضى !!
أثير بحدة : عزوز أنتقي ألفاظك !!
عبدالعزيز ببرود يشرب من كأس العصير البارد ليُردف : أنا قلت اللي عندِي !!
أثير وقفت : أجل مع السلامة .... وأخذت معطفها المُعلق و حقيبتها وهاتفها الذي على الطاولة لتخرُج بغضب يُعبِّر عنه الباب.
عبدالعزيز عقد حاجبيْه ، يعرف ويثق تمامًا بأنه هو وأثير لا يتفقا أبدًا لا تفكيرًا ولا عاطفيًا.

،




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:18 PM   #156

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

في إحدى مقاهِي الرياض على شارع الأمير محمد بن عبد العزيز ، بينهُما قهوتيْن تبدُو أنها تبرد و الصوتُ لايخرج من فيصل ، كيف يلفظُ له ، كيف يقُول له أنّ شخصًا ميتْ أصبح حيًا ؟ كيف يُخفف عليْه وطأةُ هذا الحديث ؟ كيف يُخبره دُون أن يخدشه بحُرقة ؟ كيف يقوله يالله ؟ صعب جدًا أن يُخبره ، مُرتبكًا متوتِرًا ، يالله خفف عليّ فجيعته ، لا أعرفُ أيّ جنُون سيتحلى به عندما يعرفُ بأنَّ شخصًا صلى عليه حيًا يُرزق ! يالله يالله يالله يا هذا الشعُور ! مؤلم وضيع ! لا أعرفُ أن أحدًا أبصره و عاش بعقله. أثق بصبرِ ناصر وقوته ولكن جنونا ما سأقُوله له.
ناصر أبتسم : إيهه وشو ؟ صار لنا ساعة وأنت تعيد نفس الحكي !! الموضوع يخص مين ؟
فيصل بربكة : مدري كيف أقولك
ناصر : إذا شي بيضايقني تطمَّن من هالناحية
فيصل تنهَّد : أنا أعرف أنه زوجتك مـ
ناصر قاطعه بحدَّة : وش فيها ؟
فيصل أخذ نفسًا عميقًا لايعرفُ فعليًا كيف يقُولُ له بإنسيابية تُناقض عظمة هذا الموضُوع : يعني أنت شفتها قبل لا تتوفى
ناصر ببرود : لأ ، شافها عبدالعزيز هي وأبو عبدالعزيز الله يرحمه .. وش بتوصله من هالحكي ؟
فيصل وأراد أن يُمهِّد له : طيب تأكدُوا من الجثث ؟
ناصر : إيه تأكدُوا
فيصل بربكة : أقصد يعني .. صليت عليهم صح ؟
ناصر بضجر : وش فيك فيصل تعيد نفس السؤال ؟ يعني بتشكك عبدالعزيز بعينه وهو شافهم
فيصل : لآ مو قصدِي بس ..... يعني ..
أنتبه لهاتفه الذِي يهتز ، ناصر : ثواني بس .. رد : هلا يبـ .... بُتِر كلمته مذعُور وهو ينطق : أي مستشفى ؟
أخذ محفظته و مفاتيحه : أعذرني فيصل .. وخرج.
إن المصائِب يا ناصر لا تأتي فُرادى ، حتى حينما أردتُ ان أُخبرك كان للقدرِ كلمته. رُبما حكمة من الله ولكن يجب أن تعرف بأقربِ وقت ، يالله كيف سألتقيه مرةً أخرى ؟ لا فُرصة لديْ إلا هذا الأسبوع وإلا سأضطر أن أفعل ما أخافه ولو كان هذا في سبيل خسارتِك يا سلطان بن بدر و يا عبدالرحمن بن خالد. كل الأشياء ما زالت تقف بصفهم. كلها دُون أن ترحمني وأريِّح صدري من هذا الهم. هذه المرَّة سأهزمُ كل هذه الأشياء وأخبره وإن كان سيشهدُ على ذلك جثتي.

،

عادُوا لباريس ، و الأجواءُ تختنق في باريس. لم تعُد زهريـةٌ تسُر الناظرين و العاشقين ، يالله ماذا أفتقدُ أنا ؟ جُزءٌ مني أجهله مفقود هُنا ، جُزءٌ أتنفسه هُنا ولكن أين ؟ أُريد أن أعرف كيف تكُن سماءنا واحِدة ولا نلتقي ؟ يا خيبةُ قلبِي ويا خسارتي!!
أين أنت يا ناصر ؟ هل تحت التُراب أم عيناك تنظُر لهذه السماء الآن ؟ أين أنتم يا عائلتي التي تخليْتُم عني ؟
أودُ أن أعرف كيف تجرأت قلوبكم بقسوة أن تتركُوني بعد الحادث ؟ ماذا يُوجد قبل الحادث وتخجلُون منه ومني ! ماذا كان هُناك ؟ أُريد أن أعرف من أنا قبل الحادث! سئمت هذه الحياة التي لا أعرفُ بها إلا إسمي الذي خلفه إسمُ أبٍ كاذب أو خائن أو لاأعرفْ حتى كيف أُصنفه. رفعت عينها للغيم الخفيف الذِي يضجُ في سماء باريس ، يومًا ما سينجلِي هذا الغيم ويبقى صوت الحقيقة واضحة. أُريدكم ولكن قلبي يحملُ عليكم كثيرًا ، رُبما أنا مستعدة أن أسامحكم في سبيل الفرح لكن أرجُوكم أبحثُوا عن أعذار تُرضي قلبي.
وليد بهدُوء : وين ودِّك نروح ؟
رُؤى التي تجهلُ كيف تعرف معلوماتٍ قديمة وهذا شيءٌ لم تنتبه إليْه : فيكتوريا نتمشى شوي هناك
وليد أبتسم : قريبة خلنا نروح لها مشي
و أقدامُ رؤى لم تفقد الذاكرة بعد ، تعرفُ هذا الطريق جيدًا ، تتوسَّل أرجُوك يا عيناكِ تذكرِي هذا الطريق ، هذا الذِي شهدتِ به أولُ لقاءٍ مع ناصر ، دعكِ من هذا ، هذا الطريقُ الذِي تراكمت عليه الثلوج وأضطررت ليلتها أن تنامين عند ناصر ، أرجوك يا قلبها تذكَّر. هذا الطريقُ الذِي مارست به الحُب كما يبنغي أو فوق ما ينبغي ، هذه لافنيو فيكتوريا أو كما تنطيقنها بتغنُجك بالفرنسية ، هذه فيكتوغيا. أنا أقدامُك ، أنا يديْك ، أنا كل حواسِك أتوسلُ إليْك يا عقلها و يا قلبُها تذكَّر أننا على أرضٍ لم تنكُرنا يومًا. هذا طريقُ ريفُولِي الذِي جئنا إليْه كثيرًا ، نحنُ أجزاءُ جسدِك لاننكرك. نحنُ نقيم ثوارتنا على قلبك الذِي يتذكرُ بأنانية و لايُرسل إلى عقلك معلوماته. نحنُ نريدك يا من تُحركِينا بإختيارك.
رؤى تسيرُ و الجو في هذه الأثناءُ غائم. سقطت عيناها على الجهة التي يصطفُ بها سياراتُ الأجرة ليطرق سمعها صوتُها الذي تخافُه " هي بضحكة : بوفِي فو غولي ؟ أجابها صاحبُ التاكسي : ديزُولِي غِيزفِيّ .. وذهبْ لتصخب ضحكةُ من تجهله : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه قلت لك من البداية اليوم النومة عندِيْ يالله هذي شقتي قريبة نروح لها مشي "
هذا الطريقُ تعرفه ، رفعت عينها للبيُوتِ العتيقة التي تطلُ منها شققُ كثيرة ، بدأت عينها بالغرق في هذه الشقق البيضاء و البنيـة.
وليد ألتفت عليها : رؤى !!
رؤى بضياع نظرت إليْه : هلا
وليد : وش فيك ؟
رؤى : فيه أحد أعرفه ساكن هنا
وليد : مين ؟
رؤى بتشتت : مدرِي بس أقولك أحس أنه فيه أحد هنا

،

الربكة تنفضُ قلبها بشدة ، هذا التوتُر يلاحقها بلا إنقطاع. فسَّرت حالها بأنَّ حياة جديدة تُقبل عليها والأكيد أن الطريقُ الذي يفصلُ بين هذه الحياتيْن لن يكُون ممهدًا بل سيضطرب وسيضطرب كثيرًا. رُبما في سفرنا هذا نجِد فُرصة حتى نفهم بعض. حتى المكان الذِي سأذهبُ إليْه أجهله. أأسأله أم " عيب " ؟
أنتبهت لوقوف السيارة أمام بيتهم ، هذه المرَّة تأتيهم كزائِرة ، يا فظاعة هذا الشعُور ، تشعُر بأن قلبها يسابقها في البُكاء قبل عينها المُتخمة بالدمع. هي ليست مُفرطة بحساسيتها ولكن لاتعرف لِمَ مسألة البُعد عن أهلها تجعلها تبكِي بكثرة.
نزلت دُون أن تنطق كلمة في جهةٍ دخل فيها ريَّان لمجلس الرجال ،
دخلت عليهُم لتصرخ هيفاء فرحةً : ريوووم .... ركضت لها لتُعانقها بشدَّة
خرجت والدتها من المطبخ : هلا هلا بالزين
ريم ووجدت سببًا لتبكِي ، وتُبلل ملامحها بماءٍ مالح ، أبتعدت هيفاء لتُعانق ريم هيفاء وهي تنحني لتُقبل رأسها وكفُوفها.
والدتها تبللت عيناها هي الأخرى ، من يشرح شعُور الأم التي تنظرُ لإبنتها العرُوس ؟ من يُفسِّر ضحكة العين الباكية ؟ من يقُول الشِعر في عين الأم و ثغرها المُبتسم ؟ بربِ هذه الحياة من يستطيع أن يتسع بوصفه ويُخبرنا عن ضحكات الجنة المُنسدلة من عين الأم ؟
ريم جلست بإبتسامة : وين الشباب ؟
هيفاء : يوسف رايح حايل يجيب مُهرة ومنصُور أكيد في المجلس
ريم بضحكة : إيه قولوا لي وش صار من بعد العرس ؟
هيفاء تُشاركها الضحكات اللامنتهية : رجعنا البيت و صحينا أنا وأخوانك نحلل اللي صار ، بس أنتِ بشرينا ؟
ريم : لآ الحمدلله .. الساعة 9 طيارتنا
هيفاء : بتسافرون بسرعة ؟
ريم : إيه مدري هو قالي
والدتها : الحمدلله أهم شي أنكم مرتاحين
ريم : إيه الحمدلله
هيفاء : طيب وين بتروحون ؟
ريم ضحكت : والله ما سألته يعني أستحيت أقوله وين !!

،
في مجلسه ذو الألوانِ العتيقة التِي تميلُ للماضِي ، مُتكأ ليُردف بإتزان : بس قبل كل شيء لازم تعرف أني لقيت تُركي
أنتفض من مكانه بغضب : لقيييته !!
سلطان بهدُوء : ماحبيت أقولك قبل العرس وطبعًا هذا سبب والسبب الثاني لحاجة في نفس يعقوب
عبدالمحسن : وينه ؟
سلطان : الجوهرة راح تبقى عندي
عبدالمحسن بحدة : وين تركي ؟
سلطان : الجوهرة زوجتي و أنا أبيها
عبدالمحسن بغضب : سلطان لا تستفزني !! أنا أدري كيف تفكر لكن بنتي برا كل أفكارك
سلطان : أنا جد أتكلم زوجتي وأبيها
عبدالمحسن بحدة: لا تكذب
سلطان بمثل حدتِه : أكذب ليه ؟ لو ماأبيها طلقتها وقلتها في وجهك بس أنا جد أبي أبني حياتي من جديد
عبدالمحسن لا يُصدقه بل غير قادِر أن يُفكر حتى بتصديقه : أسمع من الجوهرة هالحكي وبعدها أنا أقرر
سلطان بثقة : تسمعها ! ليه ما تسمعها !! .. الحين أناديها لك
عبدالمحسن : أول وين تركي ؟
سلطان تنهَّد : في مزرعتي

،

تجرَّدت من شعُور الخطوبة ، من تراقص الفرح حين تسمع أحدهم يقُول " فلان سيخطبك " كل هذا لم تعُد تشعر بالحماسة إتجاهه ، تماما مثل المتزوجة حين يخبرونها و تضحك بسُخرية ، هذه المرة من لم تضحك بسخرية بل شعرت بإشباعٍ لأنوثتها جعلتها تضحكُ بشماتةٍ لاذعة. أغلقت الهاتف لتلتفت عليْها ،
بضحكة عفويـة أطلقتها : جاء الوقت اللي يشهرون فيه بزواجكم
رتيل شاركتها الضحك : ههههههههههههههههههه قلتي لي وش إسمه ؟
ضي بإستهبال تُقلد صوتها : محنا لاقين لحاتم أحسن من رتيل ونعم التربية والأصل
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههه تكفين ضيوو روحي قولي لأبوي بس قولي له بجدية
ضي بإبتسامة : تبين تقهرينه !! تراه زوجي لاتنسين
رتيل برجاء : الله يخليك ضي صدقيني ماراح ينقهر
ضي : لأ مستحيل أبوك فيه اللي مكفيه
رتيل بضجر : تفكيين عاد
خرج عبدالرحمن من مكتبه ليُقابلهم بالقرب من الدرج : وش فيكم واقفين هنا ؟
رتيل كتمت ضحكتها لتُمثِّل البرود في ملامحها ، ضي : ولا شيء
عبدالرحمن رفع حاجبه : وأنا كل ما سألت قلتي ولا شيء !!!
ضي بحرج : لآ ماهو قصدِي بس يعني شي ماهو مُهم
عبدالرحمن ألتفت لرتيل : وش عندك رتيل ؟
رتيل بهدُوء والفُرصة أتت إليْها : أتصلُوا على بيتنا ناس وبس
عبدالرحمن : والناس مالهُم إسم !!
ضي شعرت بالورطة لتنطق : فيه ناس يبون يخطبون رتيل بس قلت لهم أنها مخطوبة
رتيل أنسحبت من المكان بهدُوء لتصعد للأعلى. وبمُجرد ما إن أعطت والدها ظهرهَا حتى أبتسمت بخُبثٍ شديد لمُجرد أن تُفكر بأفعالِ عبدالعزيز ، أتى اليوم الذي تُبرهن فيه عن إستغناءها التام عن عزيز وليس أقوالاً فقط. أتت اللحظة التي تقُول بها بقلبٍ بارد " أنا يا حبيبي لا يعنيني أمرك و الدليلُ المدعو حاتم " يالله يا عزيز متى أشعرُ بالنصر عليك. أنا في أوجِ إستعدادي لأهزمك بعد سنة كاملة هزمتني بها بكل شيء ولكن أتى دوري و " يوم لك و يوم عليك "
عبدالرحمن ولم يُفهم من ملامحه ردةٌ فعلٍ واضحة. كل ما أُبصِر هو تنهيدته.
ضي : لا تخاف صرَّفتهُم بس ماهو لازم تعلن عن زواجهم يعني عشان حكي الناس بعد !!
عبدالرحمن بهدُوء مُريب : بس نرجع من السفر
ضي : اللي تشوفه .. شفت عبير اليوم ؟
عبدالرحمن تنهَّد : بصعد لها الحين ... وبخطواتٍ ذابلة أتجه إليْها ليطرق الباب : عبير
تركت شعرها على جنب لتقف مُتجهة للباب ، فتحته بأعيُن لاتختلف عن شعُور خطواته. الذبُول نفسه نفسه. وإني يالله على إبتلائِك صابر و إني على حُزن بناتِي صابر.
بهدُوء : ممكن أدخل ؟
عبير صمتت ، لا أحد يُدرك جرحُ الكلمات البسيطة تخيَّل أن " ممكن أدخل " تجرح ! تجرح وبشدَّة إن أتت من قريبٍ كأبي ؟ تجرح كثيرًا إن أتى الإستئذانُ من صاحبِ القلب ذاتُه. الكلماتُ العاديـة التي لا تهُم غيرنا هي ذاتُها التي تترك بنا شرخًا عميقًا لا يُشفى بسهولة.
شدَّت على شفتيْها و هدبُها يرجفْ ، شتت أنظارها واقفة لاتنطق بكلمة. لا كلام يحضُر أمام والدها.
عبدالرحمن دخَل ليجلس على طرف سريرها : تعالي
بصمت أغلقت الباب وأتجهت نحوَه ، لتقف بين يديْه بضعف وهذا الضُعف لا يقرأه سوَى أحدٌ يحفظُها عن ظهرِ حُب ، هذا الأحد إسمُه أبي ويا للخيبة إن باعدتُ يومًا عن من يقرأني.
عبدالرحمن مسك كفَّها ليضغط عليْها وكأنه يُريد أن يمتص بريق الحُزنِ من عينيْها : صايرة تقسين كثير ! حتى على نفسك
تعرَّج جبينُها بضيق ومن يتعلمُ فراسةِ خطُوط الجبين ، إنَّي لوحةً لايتقنُ رسمها إلا القليل والقليل جدًا ومنهُم مجهُولِي الذِي يفهمُ كيف الرسم يكُون ؟ والآن أنا أفلستُ من ألوانِي ولا أحد قادر على تلويني بضحكة ، كل الألوان مائعة تذُوب في وجهِي وتُبقيني بشحُوب. كلها والله.
عبدالرحمن : وش اللي مضايقك بالضبط ؟ ضي ؟ منتي قادرة تتقبلينها ؟ قولي لي وش اللي معكر مزاجك ؟
عبير ولا جوابٌ تستنطقهُ.
عبدالرحمن تنهَّد : يالله يا عبير !! ليه تحبين تضايقيني ؟ أنا بسمعك .. قولي لي بس وش اللي مضايقك ؟
عبير بحزن : أنت تعرف وش مضايقني !
عبدالرحمن : يعني ما هي ضي ؟
عبير والدمُوع تتحشرجُ بها : ماتهمني ، متضايقة من حياتي كلها .. كلها يا يبه
عبدالرحمن : وش مضايقك فيها ؟ ناقصك شي ؟ ودِّك بشي وماسويته لك ؟
و دمعةٌ توَّردتْ على خدِها لتُردف : كثيير أشياء ناقصتني ، عُمري 26 لا وظيفة لا زواج لا شيء .. ماتحس أنك ظلمتني كثير يبه ؟
عبدالرحمن ترك يدها لينغرزُ به الألمُ من كل جهة ، نظر إليْها وكأنهُ يجهل إبنته في هذه اللحظة.
عبير : ما أقولك ميتة على الزواج ولا أقولك ميتة على الوظيفة .. بس ...
ببكاء أردفت : أصلا وش بيتغير لو أقولك
عبدالرحمن : قلت لك كملي الماستر والدكتوراه وأخليك تشتغلين بالجامعة نفسها
عبير بضيق : بس أنا ماعندي ميول للتدريس أبي أشتغل في تخصصي نفسه
عبدالرحمن : هالفترة لأ ، مقدر يا عبير
عبير بقهر : وتسألني إذا ودي بشي وما سويته ليْ !! .... عادت بخطواتها للخلف لتجلسْ على الكُرسي.
عبدالرحمن بتنهيدة أردف : أسوي لك شي أنا متطمن عليه !! بكون متطمن لو تشتغلين بالجامعة على الأقل أضمن أنه محد يدخل الجامعة .. لكن بنك وغيره ناس داخلة وناس طالعة .. أفهميني يا عبير بهالفترة مقدر أخليك تشتغلين بمكان مفتوح
عبير ببحةِ الحُزن الموجعة : خلاص ماأبي منك شي
عبدالرحمن وقف ليجلس بجانبها ويُخلخل أصابعه في شعرها : يا قو قلبك إن كانك ناوية على الزعل
عبير رُغمًا عنها أبتسمت لتُمحيها بسرعة ، هذه الجُملة كثيرًا ما رددتها على مسامعهُم.
عبدالرحمن بإبتسامة : يا بعد هالدنيا صدقيني أني خايف عليك ماهو مسألة أقيّدكم بس أنا من وعيت على هالدنيا وأشوف ناس أشكال وأنواع وأعرف أنه فيه ناس مندسِّين ويمشون جمبنا وإحنا نحسبهم زملاء وأصدقاء .. لكن بعدين نكتشف العكس وأنا منهم يا عبير أخاف عليك



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:19 PM   #157

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

فِي آخرُ الليل ، السماءُ صافيـة و الجوُ مُعتدِل مائِل للبرُودة. وهذا لايهُم ما يهُم جسدٌ بارد و قلبٌ مائِل للحُرقة و الأجواءِ بين أجزاءِ جسده ليست بصافية وجدًا.
سلَّم على خالِها الأصغر : السلام عليكم
: وعليكُم السَلام .. حياااك تفضَل
يوسف دخَل مُتنهِدًا ليجلس في غيابْ الكثير ، الهدُوء يخيِّم على هذا البيتْ.
الخالُ الصغير يسكبُ له من القهوة ليمدُها له : شلونك ؟ بشِّرنا عن أحوالك
يُوسف بإبتسامة : الحمدلله أحوالنا تسرِّك ، أنتم بشرونا ؟
: أبد بخير ،
بعد دقائِق طويلة تبادلُوا بها الأحاديثِ الوديـة حتى هبط الصمتُ عليهُم ، ليقطعه الشابُ الثلاثيني بحسبِ توقعات يُوسف : أنادي مُرتك ؟
يُوسف : ياليت والله لأني برجع الرياض
: أفآآ يا ذا العلم .. أنت ريِّح اليوم وبُكرا إن شاء الله تسرِي
يُوسف ويبحث عن حجَّة : مقدر والله عندي ظرف في البيت مقدر أطوِّل
بإستسلام : بيزعلون عليك *قاصِدًا أخوانه الكبار*
أبتسم : البركة فيك
وقف بإبتسامة : بروح أناديها لك
دخَل لتسقُط عيناه عليها خارجة من المطبخ : مُهرة ... يوسف بالمجلس
شعرت وكأن قلبُها يسقط في بطنها و يُجاور جنينها ، أخذت نفسًا عميق : طيب ، لم تتوقع بهذه السرعة سيأتيها ، لم تتوقع أبدًا بأنه يتنازل ويأتيها.
: وشو طيب .. يالله لا تصيفين عليه وأنا بصعد أشوف أمك
ولا مجال حتى للنقاش وهي تراهُ يصعد تاركها في ليلةٍ كهذه لا أحد هُنا ينظرُ لفضيحة عينيْها.
أقتربت من باب المجلس ، وضعت كفَّها على المقبض ، بلعت ريقها بل بلعت كلماتٌ متراكمة. تخاف؟ لا أكذبُ على نفسي وأخدعها بغير ذلك ! فتحتهُ لتلتقي عينه بعينها.
يُوسف وقف و سُرعان ما أستقرت نظراتُه على بطنها الذِي لايتضحُ به معالم الحمل ولكن الشعُور النفسي فوق أيّ إعتبار.
مُهرة بهدُوء : السلام عليكم
يُوسف : وعليكم السلام . .
بدأت أصابُعها مُتشابكة و بينهما خطواتِ مُرتبكة ،
يُوسف بتنهيدة : روحي حضرِي نفسك بنمشي الرياض الحين
مُهرة أخفت ربكتها لتُردف : عندي مواعيد كثيرة هنا .. مقدر
يُوسف بحدة : عسى بس الرياض تشكِي فقر العيادات ؟ لا تأخريني أكثر
مُهرة بهدُوء : مـ ...
قاطعها دخُول أم مُهرة ، لا إراديًا أبتسم .. " هلا هلا "
أقترب منها وقبَّل رأسها : هلا والله .. مشتاق لك
أم مُهرة : هلابك ، والله عاد العتب عليك مخلي مرتك هنا ومعشعش عند أهلك
يُوسف ضحك ليُردف : بشريني عن أحوالك ؟
أم مُهرة : الحمدلله حالنا يسرِّك
يُوسف جلس ليُردف : جايْ آخذ مُهرة
أم مُهرة : حلالك محنا بقايلين شي
يُوسف أبتسم ليرفع عينه : بسولف مع طويلة العمر ماعلى تجهزين نفسك
مُهرة بضيق : يمه تدرين أنه عندي مواعيد و مقدر .. يعني
قاطعتها والدتها : تشوفين مواعيدتس بالرياض
مُهرة : مقدر يمه
والدتها بعصبية : وش اللي ماتقدرين عليه !!
مُهرة خرجت لتغلق الباب بقوة مُعبرة عن غضبها ، صعدت للأعلى وهي تشتمُ كل شيء في هذا الكون.
والدتها بتغيُر النبرة الفظيع : وشلون أختك المعرسة ؟

،

يمرُ الوقت ، يمرُ العُمر ونحنُ العُشاق ننتظِر على مشارِف الموت. من يُطلقنا للحياة و يثقبُ ما بقيَ منَّـا ؟ يثقبُه إننا لا نُريد بعضُنا الملتصق بنا. المُتشبثُ بلا رحمة يجرُّنا للهاويـة. تمُر الأيام و سماءُ الرياض على حالها لا تبكينا ، تمُر الأيام و باريس لا تعطفُ علينا ، تمُر الآيام و مثل الأيام. لا شيء يُخبرنا أننا بخير. لا شيء يعنينا ولا شيء بات يهمُنا. نحنُ نُفكِر الآن كيف نمُوت بطريقةٍ سلمية ؟
في إحدى مُستشفياتِ الرياض ، الطابقُ الأول حيثُ يستديرُ القلبُ يسارًا و من ثُم ممرٌ موحش حتى تلتقي الأعيُن بزُجاجٍ فاصِل يهمسُ لنا قبل الدخول " أنتبه! هُناك أحدٌ يهمُه أمرك "
مُمسكِ يدّ والده الباردة بين يديْه الدافئة وعيناه تتأملُه بضعفٍ شديد ، أُفكِر كيف الحياة دُون والدِي ؟ أشعرُ بالجنُون ! حياتِي تشعرُ بالخواء لمُجردِ التفكير بأن لا أحد بقيْ سوَى والدِي و عبدالعزيز. وهذا هو عبدالعزيز يرحلُ لجهنمِ الدُنيا بإبتسامة واسعة. لا أحد يرحمُني من هذا الغياب ! أُريد أن أصرخ إن حياتكم لا تعنيكم وحدكم ، إن حياتكم تعنيني أنا أيضًا ، تعني من يُحبكم ! إن نويتُم الرحيل فكرُوا بنا ، نحنُ المُعلقين على مشجبِ حياتكم ، وأنا أشهدُ بالثلاثة أنَّ نيتكُم فاسِدة لاتمتُ للعقلِ بصلة يا أنتم يا من أحببتُهم وكانوا أناسًا متهورين متذبذبين أنانيين. يالله أرحمنِي من غباءِ عبدالعزيز إنِي لا أتحملُ غيابه ، وأرحمنِي من إستسلام والدِي إني لا أتحملُ فقده. أخبرته مرارًا أنك كبرت يا والدِي ، كبرت على القيادة ويجب أن يأتيك سائِقًا كجميع الرجال في عُمرك ، إن أمتنعت عن القيادة أخبرنِي أنا أقُودك ، أنا أفعلُ كل شيء تريده. إنه إبنك الذي يجلس أمامك الآن ، إنه إبنك التي تُناديه بين ضحكاتِك " نويصر ووجع " ما عاد له قوة حتى يتحمل أكثر تهوراتِ من يُحب. حتى " الوجع " الذي تقوله بعد إسمِي أشعرُ بأنه أتى كُدعاء وألتصق بيْ ، حياتِك يا أبِي لاتعنيك وحدِك ، من خلفك إبنٌ يبكِي حضُورك وأنت أمامه. أرجُوك يالله لا ترني به مكروهًا.

،

لم تراه منذُ أن أستنشقتْ به هواء باريس ، في المقهى يجتمعن ثلاثتهن وسط أحاديثُ رتيل و ضي و هدُوء عبير.
لا تُخفي إشتياقها و لهفتها لرؤيته ولكن كانت تُخطط كيف تُهينه باولِ حديثٍ لها ، تخجلُ من أنها تُخطط على الإهانة قبل وقوعها في وقتٍ تجد أن عبدالعزيز لا يُخطط وهو الذِي يكسبُ دائِمًا في حصارها بشتائمه المُبطنَّـة.
ضي : لآ بـ كَانْ بتكون ، بس لازم نخليها تزورنا هنا إذا ما طلعنا من باريس
رتيل : أنا قلت لها أصلاً إذا خلصتِي بدرِي تعالي باريس ولاتجلسين هناك
ضي بإبتسامة : طيب وش رايكم نطلع ، طفشت من الجلسة
رتيل تنظرُ للباب الذِي يُدلف : أبوي جاء
ضي ألتفتت لتضحك عيناها بمُجرد أن رأته ، أقترب منهم : خلصتُوا ؟
رتيل : كلها كم محل بس
عبدالرحمن يتأملُ الأكياس الكثيرة بدهشة : كل هذا وكم محل !!
رتيل أبتسمت : لا تنسى أن أسواق الرياض ما طبيناها صار لنا قرن
عبدالرحمن أبتسم : طيب ، بتكملون يعني تسوّق ؟ لأن عندي شغل الحين
عبير : أنا ودي أرجع الشقة تعبت وأبي أنام
ضي : دام كذا خلاص نرجع كلنا ونطلع العصر
رتيل : أنت بتطوّل يبه ؟
عبدالرحمن : لآ مو مرة بس أوصلكم وبعدها ماتطلعون
رتيل تنظرُ لنافذة المقهى الزُجاجية لتقع عيناها عليه ، هذا ظهرُه وطوله. على بُعدِ مسافةِ طويلة واقف ومُعطي المقهى ظهره. تعلقت عيناها حتى أنتبه لها والدها و ليس هو فقط. بل ضي وعبير أيضًا.
عبدالرحمن تنهَّد : يالله خلونا نمشي
رتيل بلعت ريقها لتأخذُ حقيبتها وبعضُ الأكياس ، خرجُوا ليلتفت عبدالعزيز لهُمَا وهو الذِي يحسب بأنَّ الخارج عبدالرحمن فقط بعد أن أخبره بأنه سيتطمئن عليهم ويتجهون للتخطيط للعمل.
تعلقت عيناه بعينِ رتيل ، تجاهل والدها وغضبه الذِي سيحدثُ من وقع نظراته ، أطال نظره لتُشتت الأخرى نظراتها ، أعطتهُ درسًا في شراسةِ العيُون ، أعطتُه جوابًا للحُبِ من نظراتٍ حادة عنيفة لا تخرجُ من رقيقة كـ رتيل ولكن خرجت بعنفوان ولا أحد يجرؤ أن يسأل عن أسبابها.
في جهةٍ كانت نظراتُ عبدالعزيز تحملُ شيئًا مُبهم كأنه رأى قطعةً بعد أن فقدها لفترةٍ زمنية طويلة ، كأنه رأى شيئًا غريبًا يتملك قلبه اللهفة بأن يُطيل النظر ويفهمه.
مُقاطعًا كل تصوراته : نوصلهم وبعدها نروح . .
عبدالعزيز لم ينطق بكلمة ، تنفس بعُمق ليخرُج بخارٌ أبيض من بين شفتيْه يُبرهن على برودةِ الأجواء في مثل هذا الوقت من السنة.
سارُوا على الرصيف والفندق قريبٌ جدًا ، كانت خلفه تماما ، يشعرُ بخطواته ، يكاد يتعلمُ فراسة الخطواتِ أيضًا من صخبِ هذه الأقدام ، هي تسيرُ بين جسديْن ، بين ضيء و عبير ، يفهمُ جيدًا طريقة عبدالرحمن في التناقض ، لا يرضى بأحدٍ مهما كان أن يرى بناته والآن زوجته ولكن يرضاها عليْ ، يعتبرني إبنه لدرجة أخجل بها من نفسِي ، أخجل والله أن أرى هذا اللطف بعد أن أعتدتُ الجفاف. نفث أفكاره ليقف أمام الفندق وينظرُ لسيرها المُرتبك للداخل.
،

دخَل مبنى عملِه بثوبِه الأبيض الأنيق و الشماغ الأحمر يأخذُ وضعيته في الجمال الشرقي ، عوارِضه الخفيفة تتكاثرُ حول فمِه لتكُن سكوكة " تسرُ الناظرين " ، كل من يمرُ بجانبه يُصبِّح عليه ليُبادره بإبتسامة و يدخل مكتبه : وين أحمد ؟
متعب يضع الملف على الطاولة : راح يشوف المتدربين الجدد ، أمس رائد الجوهي سافر ومعه ولده بس غيَّر وجهته ، راح باريس
رفع حاجب الإستنكار : غريبة ! هالولد اللي مستتر عليه من عيوننا دايم ليه يبي يظهره الحين !
متعب : فيه شخص ثاني ماكان واضح شكله لأن معطي الكاميرا ظهره بس كان يقُول أنه أبوه يبي يعرِّف فارس على صالح
سلطان شد على شفتيْه : يعرفه ؟
متعب : إيه كذا سمعته يقول ، بس أكيد فارس مايدري عن شي لأن عازله بشكل كلي
سلطان : طيب أرسل صورته لعبدالعزيز و انا بكلم بوسعود
متعب : إن شاء الله .. تآمر على شي ثاني ؟
سلطان : لأ .. خرج متعب من جهة و بدأ هو بالتفكير بموضوع فارس ، لِمَ في هذا الوقت بالذات يُقحمه بعمله ؟ ماذا يُريد أن يصِل إليْه ؟ فارس شاب والأكيد أنه لايعرفُ الكثير عن عمل والده ! بماذا يُفكِر هذا الرجل ؟ أريد ان أفهم فقط بماذا يُفكر !! مجنون حتى تصرفاته باتت تُصبح محل غباء.
أشتغلت أصابعه الموسيقية بالطرق على الطاولة و أفكارُه تتداخل ، لو جعلنا رائِد يشكُ في رجاله ماذا سيفعل ؟ إن جعلناه يُفكر بوسوسة إتجاه إبنه !! بالطبع سيلجأ لصالح بأنه الرجُل المناسب ومحلُ الثقة
ضحك ليُردف : جبتها يا ولد بدر .....
وقف مُتجهًا لغُرفة المراقبة و تخطيطات كثيرة تلتهمُ عقله في مثل هذه اللحظات ، متعب وقف بمُجرد أن رآه
سلطان : شغِّل الكاميرات اللي حول بيت رائد
متعب فتح هذه الكاميرا على الشاشة الرئيسية التي تتوسطُ بقية الشاشات : هذا البيت اللي قدامه مين له ؟
متعب : أظن تابع له
سلطان : شف أبيك تتأكد لي من البيت اللي قدامه و كل خدمه تجيب لي أسمائهم ، خصوصا الحرس اللي عند الباب أبي أعرفهم واحد واحد.
متعب : إن شاء الله
سلطان أخذ ورقة و قلم ليكتب : شغل مخك شوي معي أبيك تحفظ كل كلمة
متعب بتوتر وهو من النوع الذِي إذا قيل له " ركِّز " يفقد كل تركيزه : طيب
سلطان : عند الباب الرئيسي أبيك تحذف من كاميرات المراقبة الصغيرة ، أبيها محروقة بس بدون لحد ينتبه لك ، وبعدها بتروح لأيّ بقالة وتطلب منه تكلم من تليفونه .. إلى الآن فاهم ؟
متعب : إيه
سلطان : تتصل على هالرقم *كتب له بالورقة رقم مُحدد* و تقول بالحرف الواحد روسيا ما تصلح لك .. وش تقوله ؟
متعب بربكة كبيرة : روسيا ما تصلح لك
سلطان : بعدها تقول لأحمد يكلِّم الشباب هناك أنهم يراقبون رائد ويصيرون له مثل ظله
بتمتمة أردف : أنا أخليه برجوله يجينا

،

بردٌ يا أسطنبُول و رقصُ لا يهدأ على أوتارِ فتنتِك ، الغيمُ يثقل في سماءِك و أنباءٌ عن أمطارِك الملوَّنة ، اللغةِ تتغنجُ من المارَّة و تسلبُ السمع لينحصِر به ، هذه المدينـة مُتخمة بالأثار المُمتدة لثلاثِة عصُور عاصرتها بإختلافاتها وتناقُضاتها ، هي التي تملكُ التفرد وتجمعُ بين قارتين بجسرِ البوسفور ، مدينة عملاقة و فخمة منذُ سلالات العهدُ الروماني حتى أتى محمدُ الفاتح.
تسيرُ بجانبه في إحدى أكثر شوارع أسطنبُول إزدحامًا " شارعُ إستقلال " ، لم تُناقشه بشيء مُهم أو حتى حديثٌ مطوَّل تشعرُ بأنه مغصُوب رُغم انه يغيِّر رأيها بسرعة إن باغتها بسؤالٍ ودِي أو حديثٍ حميمي يكسرُ أفكارها. أحاولُ جاهدةً أن أفهمك يا ريّـان ، صبيةٌ مثلي لم تعتاد أن ترى الرجال كثيرًا حين أخبروها أنَّ هُناك رجلاً سيتزوجها وقعت في حُبه دون أن تراه لأنها كانت في حاجةٍ ماسة بأن تكسُر عينها برجلٍ غير أقرباءها. رُبما أنا لا أُحبك ولكن . . لا أفهم حتى شعُوري إتجاهُك ولكن الحياةُ معك ستجعلني أعرفُ تحديدًا من أنا و ماهو قلبي.
ريـان : بردتي ؟
ريم : لا بالعكس الجو حلو
ريان غرقت عيناه في جنباتِ الطريق حيثُ الرسامُون و العازفُون و حتى الواشمُون ومن فوق المحلاتِ الموسيقى تصخبُ بالأندية الليلية.
مرّ شابٌ سكران بجانبها جعلها تمسكُ ذراع ريـان بشدَّة ، ألتفت عليْها بعد ان قطعت سرحانه : وش فيك ؟
ريم بحرج أبعدت يدها : لآ بس مر واحد شكله شارب ... ماأحب الأماكن الضيقة
ريّان خلخل أصابع كفِّه الأيمن بكفِّها اليُسرى ليخرُج من الطريق : نجلس يومين هنا ونروح بورصة ؟ وش رايك ؟
ريم : ما قد جيت تركيا ماأدري اللي تشوفه
ريَّان : بورصة أهدى و طبيعة أكثر
ريم بإبتسامة : اللي تشوفه
ريّان أقترب من إحدى الدكاكين ليشتري قارورتيْن مياه : تبين شي ؟
ريم هزت رأسها بالنفي ، ليخرجان على الساحةِ العريضة ، أتى على بالها هيفاء تُحب هذه الأجواء المُزدحمة والصاخبة في وقتٍ تكرهها كثيرًا. يالله لم يمُر سوى أيامٌ قليلة وأشتقت بها لهيفاء و يُوسف و منصُور و حتى مزاجية نجلاء. الأهم من كل هذا أنها أشتاقت لوالدها و والدتها.
جلسَا على إحدى الكراسي الخشبية ، والصمتُ يُدار بينهُما ، تمرُ الدقائِق الطويلة الخافتة لتضيق على ريم التي ملَّت من هذا الهدُوء ، هي تُحب الهدُوء ولكن لا يعني أن تتأمل وفقط دُون أيّ حديثٍ يُذكر. أهذا أيضًا طبيعي في بداية الزواج ؟

،

جالِسـة دُون أن تنطق بحرف ، في الجهة المُقابلة يسألها و تتجاهله تماما لتغرق في صمتها ، مازالت مقهورة منه ، يُريدها فقط من أجلِ هذا الجنين ! لو لم تكُن حامل لَمَا أتى لحائل ، كل شيء يفعله من أجل إبنه ليس من أجلي ، لو لم أُرسل له الصُورة لَمَا قال أُريدك ، رجل إستغلالِي وضيع !!
يُوسف : أكلم جدار ؟
مُهرة رفعت حاجبها : ماأبغى أكلمك ولا غصب بعد !
يُوسف بعصبية : لما أسألك تجاوبيني ماهو تسكتين
مُهرة بتصرفات طفولية : لآ كيفي ماأبغى أجاوبك
يُوسف عض شفته : بزر والله بزززززر
مُهرة تنهَّدت : على الأقل ما يجيني إنفصام بالشخصية من مزاجي
يُوسف : وش قصدِك ؟ يعني أنا مزاجي ؟
مُهرة : مدري أنت تعرف نفسك
يُوسف بحدة : لآ أنا أبيك تعلميني
مُهرة بعد صمتٍ لثوانِي رفعت عينها :أتخيل وش بتسوي بعد ما أولد ؟ بتآخذ ولدك وتقول تبين الطلاق ؟ ماطلبتي شي من عيوني
يُوسف أبتسم بدهشة : هذا ظنك فيني ؟
مُهرة : إيه هذا ظني ، ولا تخدعني بكلامِك .. أنا عندي عقل وأفكر .... لو ما أرسلت لك الصورة ماجيت حايل
يُوسف : يا شناعة تفكيرك بس الله يصبرك على روحك
مُهرة بعصبية : دام الله يصبرني على روحي وش تبي فيني !! إيه قولها أنك تبيني عشاني حامل ولو أني ماني حامل كان رامي طلاقك عليّ من زمان
يُوسف عقد حاجبيْه : تبين تقولِّيني شي ما قلته !!
مُهرة : أفعالك تقوله ماهو أنا
يُوسف ببرود يسخر : إيه أفعالي وش قالت لك ؟
مُهرة تُقلد نبرته بمثل سخريته : أنا والله مشغول ماعندي وقت لناس مثلك .. أنتِ أصلا مين ؟
يوسف أتسعت محاجره بصدمة : الحين أنا كذا ولا أنتِ ؟ ولا أنتِ حلال وأنا حرام !! إيه عادِي أنتِي تصرفِّين وتسبين وكل شيء منك عادي لكن أنت يا يوسف تآكل تراب وما تتصرف كذا عشان ماأطلع أنا الظالم
مُهرة بغضب : متى صرّفتك ولا سبيتك ؟ أنت تبي تقوّلني شي ما قلته .. وواضح أصلا تدوِّر الزلة بس أنا غلطانة يوم كلمتك لأنك عمرك ماراح تتغير
يُوسف بسُخرية لاذعة : أرحميني تكفين الله يخليك ..كان عُمري راح يضيع لو ما كلمتيني
مُهرة و لم تكُن يومًا حساسة ولكن هذا الحمل يملكُ سطوته عليها ، أردفت برجفة أهدابها : الشرهة علي ماهي عليك ... وقفت لكن يُوسف بعدم سيطرة أجلسها بقوة ليصطدم ظهرها بظهرِ الكُرسي ، شعرت بوخزٍ مؤلم ولكن كابرت لتُردف والدمعة تلمعُ من بين هدبيْها و بنبرةٍ تُسايره : خلاص لا تكلمني أنا غلطانة وأنت ماغلطت بأي شي .. أنا آسفة
يُوسف ببرود : إيه طبعا غلطانة لأن ماهو من الذوق أني صار لي ساعة أكلمك وتسفهين فيني .. ماني بزر عندِك !! أعرفي مين جالسة تكلمين فاهمة
مُهرة شتت أنظارها لتعُود لصمتها ، تكتمُ قهرها و ضيقها في أوقاتٍ كانت تنفجر به أمامه ولا تخشاه أبدًا.

،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 08:20 PM   #158

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

مُستلقية على السرير بتعبٍ شديد ، تشعرُ بأن قوَّاها كلها أنهارت وأندثرت. هذا " الحيل " أنقطع والله أنقطع منِّي ولم يبقى شيئًا يُهدأ سكينة قلبِي ، لم يبقى شيئًا من هذا العالم. فقط هذا القرآن يطمئنني في وقتٍ أرى به الجميعُ يتخلى عنِّي.
لم تستطع منذُ أيام أن تطرد صوتُه من عقلها ، من حقده و قهرِي وهو يقُول " أنتِ عارفة أنه من بعد الله محد قادر يفصل بيننا إلا أنا و بمزاجِي ، سواءً برضا أبوك أو برفضه أنتِ راح تبقين عندِي لكن الأمر يرجع لك تبين أبوك يكون راضي ولا رافض وضايق "
مسكها من يدِها التي تؤلمها ، تعرف جيدًا أنَّ كلمةٌ من والدِي ستُحرجه وتجعلني أذهب ، لكن لم اتجرأ بالمغامرة حتى يصدمني سلطان بقلةِ ذوقه عند أبي ، كنت أثق بأن سلطان من المستحيل أن يتفوه بكلمة عناد أمام شخص يكّن له كل التقدير لكن خشيْت ، صرتُ أتوقع منه مالايتوقع ، أجبرنِي كعادة هؤلاء الرجال في بلدِي. كما أجبرني تُركي على الصمت لسنوات و الضحكة في عزِّ بُكائي ، مثله تماما يجبرني أن أكذب و أُخبر أبِي عن الحياة الوردية التي أعيشها مع سلطان. يالله كيف ينخدع أبي بسهولة ، شعرتُ بنظراته أنه يشكك بكلامي ولكن لم يقُول شيء ، لِمَ الجميع يتخلى عني بسهولة ، كان واضحٌ عليّ وأنا أخبره بأنني لا أرضى العيش ، الآن لا جدوى من الندم ، أعترف بأني نادمة ولو يعود الزمن للوراء لصرختُ في وجه سلطان وركضت لوالدِي. و أعوذ بالله من " لو " ومن أبواب الشيطان التي تُفتح منها. يا رب أرحمنِي.
طلَّت برأسها : عادي أدخل ؟
الجوهرة جاهدت أن تبتسم والدمُوع تبللها : حياك حصة
حصة أقتربت منها لتجلس على السرير بجانبها : مين مزعِّل القمر ؟
أستعدلت بجلستها لتمسح دمُوعها : تعبانة شويْ
حصة بتشكيك : والتعب يبكيك ؟
الجُوهرة بضيق : مشكلتي ماأعرف أكذب
حصة أبتسمت : وهذا الأحسن ، مزعلك سلطان ؟
الجُوهرة : كنت أبي أروح الدمام مع أهلي بس عيَّا
حصة : تبيني أكلمه لك تروحين كم يوم ؟
الجُوهرة بإندفاع : لألأ .. لاتقولين له بعدين يحسب أني أشكي لك
حصَّة مسحت على شعرها : والله مدري وش أقولك يالجوهرة بس سلطان أحيانا والله يقول كلام وفي قلبه كلام ثاني ، صعب عليه أنه يبدأ المبادرة ، أنتِ بادري بالرضا
يالله كيف أُفهمك يا عمته ما بيننا ! كيف أصِف لكِ أنَّ الذُل مرتبط بالرضا والله مرتبط به بشكلٍ رخيص جدًا ، لستُ أفهم الجميع حين يطلب مني المُبادرة رُغم أنَّ الأحقية معي. نسيت أننا مُجتمع شرقي والأحقيةُ مع الرجل دائِمًا.
حصَّة : أتركي كل خلافاتكم ورى ظهرك وأبدي من جديد ، أفتحي صفحة جديدة معاه وصدقيني سلطان بيبدأ معك
الجوهرة أخفظت نظرها لتنساب دمُوعها بإنسيابية الوجع بين احشائها.
حصة بإبتسامة حانية : نبي نشوف عيالكم
الجوهرة وكأن هذه الكلمة شطرتها نصفيْن ، يا نقاءُ الأحلام البيضاء ، طفلٌ يسيرُ أمام عيني و ضحكات لاتنتهي ، طفلٌ أنام بجانبه حتى لا يستيقظُ فزعًا و أُطعمه لأني أخشى على ملابسه بأن تتسخ ، طفلٌ طاهر يُشبهني أو يُشبهه لا يهُم. طفلٌ هذا أيضًا من أحلامِ الصِبَا التي أندثرت وماتت.
حصَّة بخجل شديد : أعتبريني أمك وأسمعي نصيحتي ، أحيانًا نص الخلافات تنحل من العلاقة الزوجية .. أقصد يعني.. أنتِ فاهمتني صح ؟
الجوهرة دُون أن تنظر إليْها هزت رأسُها بالإيجاب
حصَّة أكملت : بالنهاية هو رجَّال وأكيد له رغباته ، لاتخلينه يبعد عنك وبعدها يدوِّر عند غيرك ، عند اللي تشبع رغباته وتخسرينه ، الحُب مهم لكن العلاقة اللي بينكم أهم ، الحُب لازم تترجمه هالعلاقة ! إذا ماترجمته ماراح يفيد الحُب والإحترام المتبادل ! صحيح أهم شي العشرة وبيننا إحترام لكن بعد لازم العلاقة تكون في أحسن حالاتها .. هو قالك عن سعاد ؟
الجُوهرة رفعت عينها : لأ سألته مرَّة وعصب .. بس أدري أنه زوجته
حصَّة : سعاد الله يرحمها كـ . .

،

يشعرُ بأن النوم يهربُ منه من ضخامة ما يُفكر به ، كلامُ أخيه أوجعه ، جعل عقله يتوقف عن التفكير ، كيف يعترف أمامه بهذه الدناءة ؟ كيف يقهره ؟ شعر بأن العالم كله يتوقف أمامه و أن هذا الكون يعلقُ في حنجرته ، شعَر بأن الحياة هُنا تقف وهُنا تنتهي.
تُركي الذي من لحمِي ودمي يغدرني هكذا !! يالله يالله يالله ثلاثًا على ما يحصُل فينا ، يالله كيف تجرأ ؟ كيف تجرأ على إنتهاكِ حدُود الله !! يارب لا تخسف بنا أرضك بشرِ أعمال عبادِك. تُركي المُصلي الصائِم يفعل هذا ماذا بقي لغيره ؟ كيف مرَّت هذه الـ 7 سنوات دُون أن أشك للحظة بما حدث !! يالله أعفُ عنِي إني أبُوء لك بذنبِ تقصيري بتربية أماناتِك ، يالله أرحمنا من فتن هذه الدُنيا. وددتُ لو أقتله ولا أسمع ما قال. لو أنّني تخيلتُ عن إيماني للحظة وقتلته ولكن خشيْت ، خشيْت عذابٌ من ربٍ عظيم. ولكن يا تُركِي أني أبرأ نفسِي منك ، لا أعرفُ أخًا يغدُر بيْ. لا أعرفُ أبدًا و جزاءُك عند الله أما أنا فأني نفضتُ يدايْ منك. و رُغم رفضي في البدء من أن سلطان يجدك قبلِي ولكن الآن أنا راضٍ تمامًا بأن يفعل بك سلطان ما شاء وحتى لو سلَّمك وجلب الفضيحة لنا أنا عنك لستُ مسؤول ولكنِي أثق بأن سلطان لن يذهبُ بك إلى الشرطة هكذا ، رُبما يجد طريقة بأن يسجنك أو غيرها فهذا لا يهُمني ، ما يهُمني كيف غدرتني يا أخي يا إبن أمي وأبي ؟
قاطعهُ صوتها : ماهو من عادتِك تنام هالوقت ؟
ألتفت لزوجته ، لايُريد أن يتخيَّل لو أنها تعرفُ بالموضوع ! أن إبنتها التي تفهمُ سرّ نظراتها فشلت بأن تُفكِك شفراتها ، لا يعرفُ كيف ستنام لو أنها تعرف ! كيف ستستوعب أنَّ تُركي الذِي أصبح كإبنها هو خائِن وغدرها في إبنتها ؟ والله هو لا يكادُ يستوعب كيف قلبُ الأم ؟ أخشى عليك من الموت في حسرتك لو تعلمين ما يحدثُ بإبنتك.

،

أكتئب من هذه الأجواء التي يُمسي عليها و يُصبح بها ، من الإتصالات الكثيرة ، الأصوات الصاخبة المُزعجة ، التخطيطات الغبية السخيفة ، الأشياء العظيمة التي يتناقلونها ، القتل و التهريب ، التفاصيل المروِّعة التي تتناقلُ بين أفواههم ، تنهَّد بعُمق ليجذبُ انظار والده إليْه و بنبرةٍ ساخرة :أرسم ماعلى أخلص
فارس إبتسم ليُجاريه بالشماتة : حالف أني ماأرسم غيرك
رائِد : بالله !! طيب يا حبيبي
فارِس : جد طفشت ، ممكن أطلع أتمشى شويْ
رائِد : وش يخليني أثق أنك بترجع ؟
فارِس بسُخرية : ركِّب لي جهاز تتبع
رائِد : ههههههههههههههههههههههههه تعال .. عاد أنا آخذ هالأمور بجدية
فارس أقترب منه ليُخرج من درجه قطعةٌ سوداء ، وضعها على ذراعه ليصرخ فارس بألم لأن مسمارًا صغيرًا نسيَهُ ألتصق بجلدِه.
بانت الكدمةُ على ذراعه ليتقاطرُ الدمُ منها.
رائِد عقد حاجبيْه وبنبرةٍ حانية : بسم الله عليك
فارس سحب ذراعه وبغضب : خلاص ماني رايح بلصق فيك
رائِد أبتسم : خلاص روح ولا تزعل .. بس قبل الساعة 9 أنت هنا
فارس بقهر سحب معطفه وخرج من الشقـة التي تصخبُ بأقدام الخارجين و الداخلين.
تنفس بعُمق عندما خرج من العمارة بأكملها ، وبتنفسه يخرجُ البياضُ من بين شفتيْه ، أدخل يداه بجيُوبه وهو يتأملُ الطريق ، على بُعدٍ قليل تسكنُ عبير ، سيعبرُ هذا الشارع و من ثم الشارع الآخر ليلتف يمينًا و يدخلُ في تلك المنطقة المُزعجة التي في زاويتها الفندق ذاك. ليس بعيدًا أبدًا ، أخرج هاتفه وهو يعرف تماما أنَّ والده يُراقبه عن طريق هذه الجوال.
أتجه قليلاً لإحدى المحلات ليُطفىء هاتفه ويُصبح آخر تحديثاته في هذه المنطقة ، لاتُوجد حيلة للهرب من أعين والده المنتشرة في كل مكان إلا هذه الحيلة. يشعرُ حتى الجُدران تُخبر والده بخطواته.

،

أشترت أثير من الكعك الفرنسِي المشهُور وأفكارُها لا يمرُها سوَى أن تُراضيه. بالنهاية هي قادرة أن تُقنع عبدالعزيز بوجهات نظرها ، أنا أثقُ بقدراتِي بإرضاءه ، سارت حتى ألتقت عيناها بها ، رمشت كثيرًا بل أكثر من كثيرًا ، تسارعت نبضاتها وهي تتمتم : أستغفر الله .... سبحان اللي يخلق من الشبه أربعين .. أبتعدت عن هذا الطريق بعد نظراتِ تلك الغريبة التي تُشبه غادة ، سارت بخطواتٍ سريعة للعمارة التي تعشقها وكيف لا تعشقها وشقته بالطابق الرابع حيثُ حبيبها.
في جهةٍ أخرى تسللت للخرُوج بعد أن رأت أن الجميع غرق في نومه و والدها بالتأكيد مع عبدالعزيز ولن يرجع باكِرًا ، أخذت جاكيتها وخرجتْ بهاتفها دُون حقيبتها ، خرجت من الفُندق وبمثل اللحظة دخل والدها من الباب الآخر ، لو تأخرت قليلاً لرآها وهي خارجة من المصعد الكهربائي.
رتِيل تنهَّدت من برودة الأجواء ، لتُدخل يديْها في معطفها وتسيرُ بجانب الفندق و عينها أمتدَّت للعمارة التي في نهاية الشارع ، " أكيد إلى الآن ما سكنت عنده !! " . . . أكملت سيرها و . . . .

.
.

أنتهى + نلتقِي الخميس إن شاء الله.

إن شاء الله يروق لكم البارتين ويكونون عند حسن الظن دايم :$()

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.

و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.

و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" +

+ و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار.
لا تشغلكم عن الصلاة


*بحفظ الرحمن.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-12, 12:13 AM   #159

دانه وبس

? العضوٌ??? » 147340
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » دانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond reputeدانه وبس has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

دانه وبس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-12, 11:56 AM   #160

جودي الحب

? العضوٌ??? » 98877
?  التسِجيلٌ » Sep 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,225
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » جودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك rotana
افتراضي

اليووووووووووم الخميييييييييييس



بليييييييييييييييييييييز نزلي بارتين طويلة بليييييييييييييز


جودي الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.