آخر 10 مشاركات
220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          18 – بعدك لا أحد - مارجورى لوتى -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-17, 08:54 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 تسلسل بدون دليل/ للكاتبة BarCode.







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
تسلسل بدون دليل
للكاتبة BarCode.



قراءة ممتعة للجميع۔۔۔۔۔






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-08-17 الساعة 02:13 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:08 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها هو أول جزء من روايتي " تسلسل بدون دليل. ", أتمنى أن تنال إعجابكم وأن تحيطوها بالدعم بآرائكم.
: )





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-08-17 الساعة 02:14 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:09 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الأول


- أنا أستطيع أن أرى الموت ..

قالتها للطبيب الجالس أمامها الذي كشفت شفتاه عن ابتسامة ساخرة وأعربت ملامحه عن سخرية فشل في إخفائها, اعتدل في جلسته ليبدي لها اهتمام كاذب ثم تنحنح قائلاً :

- حسناً, كلٍ منا قد يمر بحادثة تجعله يرى الموت أو ليصح القول ( ينجو من موتٍ محتم ), لا أري مشكلةً فيما تقولينه.
- ليس هذا ما قصدته, أنا حقاً أراه ليس بسبب مروري بحادثة او شيء, أستطيع أن أراه الآن أمام عيناي وأن أرى ما يتركه خلفه من وصمات !

عم الصمت للحظة لعدم عثوره على الرد المناسب, فمهما كان ما يقوله مرضاه غير عقلاني فهو لا يستطيع تجاهل دوره كطبيب نفسي. ترجلت هي بقطع حبال الصمت وقالت له بإبتسامة هادئة لتزيل الزامه بالعثور على رد :

- لا تقلق, أنت لن تراني مرة أخري, ستكون هذه المرة الأولى والأخيرة. سأكون كعابر سبيل مر من هنا ليحكي ما يؤرقه لشخصٍ سيسمعه بدون أن يتذمر مما سيقال. فشكراً لكونك هذا الشخص.

لم تنتظر منه أي رد وهمت بالرحيل تاركه له الحيرة والذهول ليحتلوا مكانها.

************************

في دائرة مركز الشرطة للقسم الغربي, داخل قاعة المجلس التأديبي تحديداً, جلس رؤساء القسم يتشاوروا فيما بينهم ليضعوا حد لما قام به أحد المحققين الذي يعد من النخبة لديهم, فهو دائماً ما يثير لهم المشاكل متجاهل مكانتهم.

- لقد أثرت العديد من المشاكل سابقاً, لكن ما فعلته هذه المرة لن نستطيع أن نتغاضى عنه بسهولة بتحديد جزاء يسير. اعتدائك جسدياً على مشتبه به في قضية ماتزال قائمة لا يعد طريقة سليمة لحلها, تريد المجرم إذاً ابحث عنه لكن لا تجبر المشتبه به بالاعتراف بشيء لم يفعله لإعتقادك أنه الفاعل. ولا تنسى أنه على رأس القائمة قد قضاك خاصةً مع ثبوت حجته للغياب.

تبدلت ملامح المحقق من اللامبلاة إلى الإمتغاص وقال بإنزعاج :

- كيف ثبتت حجته من العدم ؟ لقد ..
قاطعه أحد الرؤساء قائلاً :

- لم يعد لك الحق في تبرير موقفك؛ فقد تحدد عقابك..
سيتم تخفيض رتبتك وستعين في الدائرة السادسة والثلاثين بقسم الجرائم الجنائية العنيفة, سيوضع تحت إمرتك أربعة متدربين وستكون مسؤولاً عنهم, وستقدم لي تقريراً شهرياً عن حالتهم سواء بالسلب أو الإيجاب. هذا ما تقرر حتى الآن, تستطيع الإنصراف.

************************

نهضت منفزعة مرة أخرى من نومها؛ بسبب الكابوس الذي أصبح صديقها رغماً خلال الخمس سنوات المنقضية, فهو يراودها بشكل يومي متكرر بدون انقطاع حتى حفظت تفاصيله عن ظهر قلب. تفقدت الساعة فوجدتها الثالثة بعد منتصف الليل, تململت حين رأتها؛ فموعد خروجها هو العاشرة صباحاً وحتى هذا الوقت لن تجد شيئاً لتفعله. تمددت على فراشها مصوبة نظرها على سقف غرفتها مفكرة في كل شيء ولا شيء. كل شيء كأنما تجمعت أحاديث الكون في رأسها, ولا شيء كالهدوء الذي يسبق العاصفة. مدت يدها لتمسك صورة موضوعة بجانب فراشها, كانت لإمرأة في آواخر عقدها الثالث, كانت مبتسمة ابتسامة هادئة تذيب القلب, ومحتضنة فتاة صغيرة في منتصف عقدها الثاني, كانت ذات ملامح مخملية وشعر بني طويل منسدل على ظهرها وعيون واسعة عسلية اللون. تمسكت بالصورة قليلاً ثم قالت متنهدة :
- لقد أشتقت إليك, أشتقت إليك حقاً حد الموت .
أنا بخير فلا تقلقي. لقد كبرت الآن وأصبحت شرطية جنائية وغداً هو أول يومٍ لي في التدريب, أعلم أنه ليس كما تمنيتي أو أردتي لكنه كما حدد لي وسأغدو تبعاً له محققة محترفة. سآتي لأراك قريباً لكن ليس الآن, فأنتظريني وسامحيني !

************************
في صباح اليوم التالي داخل جدران القسم, تجمع المتدربين الأربعة منتظرين وصول قائدهم. كان القسم يعج بالجناه والضحايا,, لم تكن جرائم كبيرة فأغلبها كان إما سرقة أو إعتداء أو ما نقابله في حياتنا اليومية.جلسوا يتحدثون فيما بينهم لقتل دقائق الإنتظار إلاها,كانت ساكنة وجالسة في هدوء دون أن تنبث ببنث شفاه, تقدم أحدهم ليسألها عن اسمها ظناً منه أنها تشعر بالحرج لتشاركهم الحديث, لكن قبل أن يقبل على هذه الخطوة كان قائدهم قد حضر.استدعاهم لأحد غرف القسم والتي كانت تستعمل لمناقشات القضايا, كانت الغرفة فارغة جزئياً, كانت تتوسطها طاولة خشبية متوسطة الحجم محاطة بستة كراسي, وكان بجانب الباب لوحٌ زجاجي متحرك يستخدم لوضع بيانات وتفاصيل القضايا عليه, وكان في أحد الأركان بعض الخزائن والأدراج المخصصة للملفات وأشياء تستخدم في عمليات التحقيق. جلس أربعتهم مواجهين له على جانبي الطاولة منتظرين أن يرفع عينيه عن ملفاتهم التي التي في يديه ويمارس معهم مهمات القيادة.

- حسناً, لنعقد اتفاق ...
إن كنتم هنا لتمرحوا وتلهوا قليلاً في الأرجاء فأنصحكم بإعادة التفكير في الأمر؛ فأنتم هنا لتروا أسوأ كوابيسكم! وإن كنتم ستسببون لي الإحراج فيما بعد فأنصحكم أيضاَ بأن تستقيلوا قبل أن يصلكم خطاب الفصل, وطالما أنتم تتحركون بقواعدي فصدقوني, ستعبر أيامكم بسلاسة وهدوء. هل هناك أي اعتراضات ؟

لم يجب أحدٌ منهم فلم يوجد شيء ليقال, فأعقب هو قائلاً :

- أرى أنكم موافقون, إذاً .. سأكون فريقين منكم, مما يعني أنكم ستكونون شركاء لذا, تعاونوا جيداً فليس هناك شيءٌ يسمى بالعمل الفردي في مجال عملنا.

نظر لهم قليلاً ليؤكد لنفسه أن أفراد الفريقين سيكونون على وفاق فهو لايريد أن يضع أحد منهم مع شخص لن يتفقوا معه فيعيق أحدهم الآخر. كانت لديه خلفيه عن شخصيات المتدربين ومزياهم من تطلعه على ملفاتهم, فلم يكن بالأمر الجليل له ..

- حسناً, رسيل مع آدم, و فارس سيكون مع أمير.

كانت رسيل من الشخصيات الهادئة والتي قلما تتحدث, كانت دائماً تتابع ما يدور حولها بصمت دون أن يدرك أحد ما في عقلها. أما آدم فكان شديد الذكاء ودقيق الملاحظة, كانت دائماً ما تلفت انتباهه أصغر التفاصيل وأبسطها. أما عن فارس و أمير فقد كانوا من الشخصيات الحيوية المليئة بالنشاط, كان فارس من الأشخاص الذين لهم ميول متفرعة, فهو كان يحب التخصص الجنائي وكان على الجانب الآخر ذو خبرة عالية فيما يتعلق بالتكنولوجيا والأجهزة الألكترونية فقرر أن يصبح شرطي ويساهم بهذه الخبرة في التحقيقات. أما أمير فهو طبيب نفسي, عمل في مهنة الطب لفترة وجيزة ثم تركها ودرس علم النفس الجنائي ليصبح محللاً جنائياً فهو لم تكن تستهويه مهنة الطب من البداية, فقد كانت رغبة والده لا أكثر.

************************



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:10 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثاني


في أحد المجمعات السكنية التي كسر حاجز هدوئها الصباحي مقتل سيدة في عقدها الرابع, اجتمع الفريق الجنائي لتصوير مسرح الجريمة وجمع الأدلة. كلف فريق المحقق أيهم بهذه القضية فأجتمعوا على الفور مع البقية. كان التقرير الأولي للوفاة هو أن الجريمة حدثت ما بين الساعة العاشرة والحادية عشر مساءً, وكان سبب الوفاة هو طعنة بالصدر وبإستثناء الطعنة فلا يوجد شيء يثير الريبة. سأله المحقق عن مقصده فأجابه بأن السلاح المستخدم غير مألوف؛ فلوهلة تظن أنها طعنت مرتان, إحداهما بشكل طولي والأخرى بشكل عرضي, لكن الجرح الطولي صغير جداً على عكس العرضي, لم نعثر على أداة الجريمة أو بصمات على جسد الضحية لكننا نأمل أن يساعدنا تشريح الجثة على كشف بعض الأشياء التي قد تساعد. أقترب أمير من الجثة ليفحصها عن قرب وأنتشر البقية داخل المسرح وخارجه, فقد تكفل آدم بالتحري عن الضحية وعن علاقاتها وإذا كان هناك أي شيء غريب حل بها خلال الفترة الأخيرة, وتكفل فارس بجلب سجلات كاميرات المراقبة للمجمع عامةً ومبنى الجريمة خاصةً, أما عن رسيل فظلت مع أمير بالمسرح. تنقلت رسيل في أرجاء المنزل لتتفحصه قليلاً, ولفت نظرها شيءٌ ما في غرفة نوم الضحية ورجعت على آثره للجثة, نظرت إليها مطولاً مما أثار فضول أمير فسألها عما يدور في عقلها ..

- أتعلم شيئاً عن الأسلحة الحساسة ؟
- لا ! ماهي ؟
- أنها نوع من الأسلحة التي يتغير شكلها أو هيئتها عند إصطدامها بأي سطح يسبب لها صدمة.
- كيف ؟
- حسناً, أنظر هنا وتذكر تقرير الوفاة, ألم يقل أن هناك قطع عرضي وطولي ؟
- إذاً ؟
- إن السلاح المستخدم عبارة عن سكين عادي لكنه تمدد عندما لامس صدر الضحية, هناك أيضاً بعض المسدسات التي عندما تصيب رصاصتها الهدف المعني تخرج من هذه الرصاصة معادن كروية صغيرة تؤذي الجسم بشكلٍ مبالغ به, مما يؤدي إلي الوفاة الحتمية.
- فيما سفيدنا هذا ؟ لا أرى المغزى ..
- هذه الأسلحة ممنوعة بأمرٍ من الدولة والحكومة لخطورتها, وإن كان هذا سفيدنا في شيء فسيفيدنا في العثور على الشخص الذي باعه للقاتل مما سيدلنا على هويته بالتدريج.

صمت أمير للحظة ثم أردف قائلاً بحماس :

- متاجرة غير شرعية !
- نعم, هذا معناه وجود طريق واحد يمكن سلوكه لكي تتاجر بهذه الأشياء دون أن تكشف وهو ..

قاطعها أمير ليقول استنتاجه ليدلل على أنه فهم مقصدها ..

- الإنترنت.

***********************

أجتمع الفريق في المركز لمناقشة تفاصيل القضية والأدلة التي حصلوا عليها, وقفت رسيل لتشرح القضية مع مستجداتها بشكلٍ مختصر وشامل :

- إن الضحية تدعى فيروز, في منتصف عقدها الرابع تحديداً, تعمل كمساعدة مدير شركة صغيرة للتوظيف, لديها صديقة واحدة من الملجأ التي تربت فيه بعدما توفى والدها وتخلت عنها والدتها من أجل زوجها, تعيش وحيدة وليست على علاقة وطيدة مع أي أحد من جيرانها, إن التشريح لم يختلف عن التقرير الأولي, الجريمة تمت ما بين الساعة العاشرة والحادية عشر مساءً, واكتشفنا أن السلاح المستخدم نوع من الأسلحة الحساسة التي منع المتاجرة بها هنا, وبما أنه سيتاجر بها عن طريق الإنترنت فسيكون هذا تخصص فارس, نريد منك أن تبحث لنا في هذا الأمر.

أعقبها فارس بموافقته على الأمر وبتقريره قائلاً :

- لقد جلبت سجلات كاميرات المراقبة لكنها لن تفيدنا بشيء؛ لتعطل الكاميرا الداخلية للمبنى المعني وتأخر صيانتها, ولم أعثر على شيء يثير الريبة في التسجيلات الخارجية.

تذمر القائد قليلاً لعدم عثورهم على طرف خيط بسيط يدلهم على أي شيء ..

- حسناً, وماذا حدث معك يا آدم ؟
- لا شيء, جميع السكان تماثل كلامهم في أن الضحية كانت منعزلة ولا تتحدث معهم وكانت تتجنب دائماً اللقاءات الأسبوعية لسكان المبنى. لكن هناك من قال بأنه كان يراها دائماً ما تصيح وهي تتحدث في الهاتف بالآونة الأخيرة على غير ما اعتاده الجميع منها.
- أريد تقرير بسجل مكالماتها الخاصة بجانب البحث بحساباتها الشخصية عن أي شيء غريب ومثير للريبة, واستدعوا صديقتها لإستجوابها وأريد أن يتم سؤال زملائها ومديرها بالعمل عن كل شيء متعلق بالضحية بشكلٍ عام, وأتمنى أن تأتوني بشيءٍ مفيد هذه المرة !

************************

تكفل كلاً من رسيل وآدم بالإستجوابات, لكن رسيل أرادت الذهاب إلي مسرح الجريمة مرة أخرى فكلفت آدم بالعمل وحده لوقتٍ قصير حتى تعود, فأخبرها بأنه يمكنه أن يذهب معها طالما أنها لن تأخذ وقتٍ طويل لكنها أخبرته بأنها لا تريد أن تؤخر مجريات التحقيق خاصةً أنها لا تريد أن يصب قائدهم جم غضبه عليهم, فتفرقوا واتفقوا على أنها ستلاقيه بعد خمسة عشر دقيقة ومن الممكن أن تكون أقل لقرب مقر عمل الضحية من المجمع السكني. توقفت رسيل بمنتصف المنزل لتبدأ عملها, بدأت بتخيل الأحداث تبعاً لما تراه, كان هناك شجار دار بين الضحية والقاتل لكن أسبابه لم تكن واضحة, كأنما هناك شيءٌ ما ينقصها فهي لم تكن ترى أو تشعر بشيء سوى بمشاعر حقد بشكلٍ كبير, لم تكن مدركة لبعض العلامات فهي دئماً ما كانت تراها دون أن تتبعها لكن الآن الوضع أختلف فأقل شيءٍ قد تراه قد يؤثر إما بالسلب أو الإيجاب في مجريات القضية. لم ترد أن تتأخر على آدم فهمت بالرحيل, لكن عندما فتحت الباب وجدت أمامها رجلٌ طويل يرتدي ملابس سوداء وقبعة على رأسه فأخفت ملامحه, فزع الرجل عندما رأها فركض سريعاً ليهرب, لم تفكر رسيل بالأمر فركضت وراءه لتمسكه فربما يكون له علاقة بهذه القضية. لم تكن ترى اي علامة تدل على أنه القاتل فكل ما كانت تراه منه هو الخوف فقط, لكن وجوده في هذا الوقت ومحاولته اقتحام المنزل وفزعه عن رؤيتها لم يقفوا في صفه. حاول أن يفقدها أثره لكنها كانت أسرع منه وأستطاعت أن تمسكه. كبلته وهاتفت آدم وأخبرته بما حدث وقالت له أنها ستذهب به إلي المركز وستلاقيه فيما بعد بعدما تخبرهم أن يتحفظوا عليه حتى يتجمع البقية.

************************


أتمنى أن أحداث الرواية تكون نالت إعجابكم لحد دلوقتي ..
يوم الأربع هيبقى اليوم المخصص لنزول الأجزاء, أدعموها بآرائكم دايماً. : )




لامارا غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:10 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الثالث.

كانت الشركة التي عملت بها فيروز صغيرة, يمكننا القول أنها أنشئت من فترة قصيرة, لكن على الرغم من ذلك سيلفت انتباهك مظهرها الداخلي, فقد كانت مجهزة بإمكانيات عالية. كان المدخل الرئيسي به ثمانية مكاتب يوجد على يسار المدخل غرفة للإنتظار, وعلي اليمين توجد دورات المياة, في النهاية يوجد مكتب المدير وخارجه مكتب فيروز وبجانبه توجد غرفة لحفظ الملفات الخاصة بالشركة وعملائها ومكتب نائب المدير.
كان آدم قد أنجز نصف العمل؛ فقد قام بإستجواب أغلب الموظفين الذين أثبتوا حجة غيابهم في وقت الجريمة. أعتذرت منه رسيل حينما وصلت فأخبرها ألا تقلق بشأن هذا الأمر, سألته إذا كان قد أنهى العمل هنا فأخبرها بأنه ينتظر أن ينهي المدير إجتماعه حتى يستطيع أن يتحدث معه. همت رسيل بالجلوس بجانب آدم حتى سمعت فتاتان تتحدثان عن علاقة ما جمعت المدير بفيروز مؤخراً, تقدمت إليهم وسألتهم عما يقصدوه فأرتبكوا قليلاً وأردفت إحداهم قائلة :

- إنه ليس بالأمر الجليل لكنهم كانوا يبدون مقربيين منذ مدة لا بأس بها, كانت رسيل ملازمة له كظله على غير المعتاد, فهي لم تكن على وفاق معه منذ أن بدأت العمل معه ..

قاطعتها زميلتها قائلة :

- يبدو أنها كانت تتصنع هذا الأمر أمامنا فقط, لن أشعر بالإستغراب إذا اكتشفنا أنها كانت متزوجاه بالسر.

نكزتها الأخرى في ذراعها فأرتبكت لشعورها بأنها قالت شيئاً خاطئ, فإستئذنوا بحجة أن هناك بعض الأعمال التي يجب إتمامها حالياً وتركوا رسيل لتغوص في تفكيرها. تململ آدم من الإنتظار فذهب إلي باب المكتب وهم بفتحه لكن إعترض طريقه شخص ما, تستطيع أن تستنتج من هيئته أنه شخصية مهمة وذات نفوذ ..

- أعتقد أنه تم إخباركم أن المدير لديه إجتماع ولن يستطيع أن يراكم الآن, وأعتقد أيضاً أنكم لستم متفرغون بالقدر الكافي لتكونوا هنا طوال هذه المدة.

تقدمت رسيل لتسأله عن شخصه فأخبرها بأنه المستشار القانوني لهذه الشركة ..

- مستشار قانوني ؟ إذاً أعتقد أنك على دراية أنك هنا تعيق عملنا وقد نعتقـ ..

قاطعها قائلاً :

- هو ليس بجاني أو مشتبه به حتى تطلبوا إستجوابه وإذا كنت تريدين إستجوابه بشده فبإمكانك أن تجلبي لي مذكرة بذلك, ولن نتطرق في أنكم إستجوبتوا الموظفين من دون إذن أيضاً, وسنتقبلكم بصدر رحب في هذه الحالة.

شعر كلاً من آدم ورسيل بالإنزعاج من أسلوبه في الحديث لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء فقرروا الرجوع للمركز. توقفت رسيل فجأة وشعرت بقلبها ينقبض وأن الزمن توقف أمامها وكان كل ما تراه هو بعض الظلال الممتدة من مكان وقوفها حتى الغرفة الخاصة بالملفات, أفاقها صوت آدم وهو يناديها متسائلاً عن كونها بخير فأخبرته بأنها كذلك لكنها بالداخل كانت على العكس فمشاعرها كانت مضطربة مما حدث.

************************

دخل أمير غرفة الإستجواب ليستجوب الرجل الذي أحضرته رسيل بناءً على أمر من قائدهم وجلس البقية خلف الزجاج يستمعون إلى أقواله.

- ما الذي كنت تفعله هناك في هذا الوقت مع علمك أن هذا المكان هو عبارة عن مسرح للجريمة ؟

كانت تبدو على الرجل علامات الإرتباك والتوتر مما أثقل لسانه ولم يجب, أعاد أمير السؤال عليه مرة أخرى فأجابه قائلاً :

- كانت هناك بعض الأوراق التي تخصني هناك وأردت أن أجلبها ..
- ما هي هذه الأوراق التي تخصك !

صمت للحظة وأبتلع ريقه في قلق وأردف قائلاً :

- أوراق تدينني ببعض الأموال التي أخذتها منها, عندما علمت بما حدث لها أردت أن أخذ هذه الأوراق حتى لا يجدها أحد من أقاربها ويطالبني بالمال فيما بعد خاصةً أنها كانت تريد مني أن أرد المال مع فوائده وإذا تأخرت في الرد كانت تزيد الدين وعندما رأيت هذه المحققة ظننت أنها صديقة فيروز أو أختها فهربت لشعوري بالخوف من أن تظن أنني القاتل أو أي شيء من هذا القبيل.

- أختها ؟
- نعم, إن لديها أخت من والدتها في سنتها الأولى من الجامعة.
- ما العلاقة التي كانت تربطك بالضحية حتي تعرف هذه التفاصيل عنها ولكي تستطيع أن تطلب منها المال !
- فيروز كانت مخطوبتي لعام ونصف ..
- ولماذا تركتها !

صمت قليلاً ثم قال :

- سأخبرك بكل شيء ..

************************
قبل الحادثة بعامين ..

في أحد المطاعم الفاخرة التي عجت بحضور العديد من الشخصيات المهمة لحفل عشاء عمل الذي أقامه صاحب إحدى شركات السياحة إحتفالاً بإفتتاحه مشروع سياحي. إقترب صاحب الحدث من أحد الفتيات هامساً لها بأمر ما فذهب على آثرة لتجري إتصال. جاء صوت من خلفه معلقاً على المرأة التي حدثها منذ قليل ..

- إن مساعدتك جميلة جداً كعادتها دائماً يا باسل.

ابتسم له باسل وعلق بعفوية على جملته قائلاً :

- أعتقد أنك فقدت الأمل في حصولك عليها الآن !
- أو على مثلها إن أردت الحقيقة, إنها إستثنائية في كل شيء
- هل يمكننا أن نعتبر أن هذه المرة الأولى التي نتفق فيها ؟
- لكن لنعترف قبلها أن الفضل يعود لفيروز.

كانت فيروز تمر على الضيوف لتحييهم تاره ولتتحدث معهم قليلاً تاره أخرى, في حين ذلك ناداها مديرها باسل ليعرفها على أحد المستثمرين, اصطدمت بأحد المدعوين حينما كانت تلتف للمرور وانسكب مشروبه على ثوبها.

- أنا أعتذر منك حقاً, لم أكن أقصد !

أبتسمت له فيروز وأخبرته أنه ليس بالأمر الجليل وتمنت منه أن يستمتع بباقي الحفل وألا يزعج نفسه وإستائذنت منه, أعتذرت من مديرها وذهبت إلي دورة المياة لتنظف فستانها. بعد إنتهاء الأمسية وقفت فيروز لإنتظار صديقتها التي واعدتها بأنها ستأتي لتقلها للمنزل, جاء من خلفها صوتٍ ما فألتفت لتراه الضيف الذي سكب عليها مشروبه.

- أتأخر عليك حبيبك ؟
- ليس لدي حبيب ..
- هل أعتبرها فرصة رائعة وأدعوك لأوصلك لمنزلك كأعتذارٍ مني على سكب المشروب ؟
- لا أعتقد أن بيننا علاقة تسمح لك بأن تعرض علي هذا الأمر وتسمح لي بأن أوافقك, وأخبرتك بألا تقلق بشأن هذا الأمر !

قاطعه رنين هاتفها عن الرد فوجدت أن صديقتها تعتذر منها لحدوث أمرٍ طارئ لن تستطيع بسبب أن تقلها, ابتسم هو وأردف قائلاً :

- أعتقد أن الحظ يبتسم لي الآن, لكن دعيني أخبرك بأمرٍ ما, لقد فقدت أيضاً وسيلة نقلي فكما ترين سأستقل الحافلة العامة !

فشلت هي في كتم ضحكتها وقالت :

- ما أعرفه هو أن من يعرض شئٍ كهذا يعرضه وهناك ما يدعمه كسيارة أو دراجة نارية حتى, لكن ليس الحافلة العامة !
- ألن توصلك لمنزلك في نهاية الأمر ؟ إذاً لا بأس بها .

أستقلت فيروز الحافلة ومعها هذا الضيف الذي عرفت فيما بعد أنه يدعى ليث وتكون شركته من ضمن الشركات التي استثمرت بمشروع باسل السياحي. كانت هذه بداية علاقة فيروز وليث فظلوا يتقابلوا لمدة نصف عام في بعض الأحيان للعمل وبعضها لرؤية بعضهم, في خلال هذه المدة أحبها ليث جداً مما جعله يقدم على خطبتها ولم ترفض هي فلقد كانت تكن له المشاعر أيضاً. مر نصف عام آخر بعد خطوبتهما لكن عكر صفو هدوئه إفلاس الشركة التي كانت تعمل بها فيروز لفشل المشروع السياحي الذي إفتتحته الشركة, لم يكن حزن فيروز يقارن بحزن ليث, فإذا خسرت هي عملها فقد خسر هو الكثير من المال نتيجة استثماره في هذا المشروع. ظلت شركة ليث تتعافى مما حدث ووجدت فيروز في هذه الفترة عمل في شركة توظيف, الذي عثرت عليه عن طريق صديقتها. بعد شهرين من عملها بهذه الشركة بدأت تتغير تغيراً جذرياً لم يعلم أي أحد أسبابه حتى صديقتها وبسبب هذا التغير إنفصلت عن ليث وعن العالم بالتدريج فقد أصبحت جافة في تعاملها ودائمة التذمر. لم تصبح كما كانت من قبل, أختفت فقط !

************************

- هذا كل شيء منذ يوم أن قابلتها حتى يوم وفاتها, لكن أتعلم ؟
لقد أحببتها بصدق لقد كانت مميزة, جميلة, ذكية وعقلها كان بلسانها, لكني لا أعلم حقاً ماذا حدث لها بالآونة الأخيرة فهي لم تكن لتتصرف هكذا أبداً !
- أيمكنك إخباري بمكانك تواجدك يوم وفاتها بين الساعة العاشرة والحادية عشر ؟ وهل هناك أحد أو شيئاً ما تعتقد أنه السبب في تغير فيروز وتغير تصرفاتها ؟
- لقد كنت مع أصدقائي في مطعم بجانب منزلي فنحن دائماً ما نجتمع هناك مرة أو اثنتان بالشهر, ولا أعتقد أن هناك سبب ما أجزم لك به, لكن ما أعلمه أنها تغيرت بعد عملها بهذه الشركة بفترة ..
- حسناً, ستبقى هنا معنا لفترة قصيرة وسنتركك بعد ذلك ..

أنهى أمير إستجوابه وخرج للبقية فوجدهم ملتفين حول فارس يناقشون أمراً ما ..

- ماذا تفعلون ؟

أجابه آدم بإحباط :

- لقد وجدنا في الحساب المصرفي للضحية مبلغ كبير من المال حول لها قبل وفاتها بثلاثة أيام من حساب مجهول وسحب بعد وفاتها بيومين لكن حينما بحث فارس بالأمر وجد أن الحساب وهمي ومزيف وما يرجعنا لنقطة الصفر مرة أخرى !

قاطعته رسيل قائلة :

- لا تدع الإحباط يتملك منك, إن أردت الحقيقة هناك شيءٌ ما لا أستطيع التوقف عن التفكير عنه من بعد ظهور هذا المستشار الخاص بالشركة من العدم ..

أماء آدم رأسه ليدل على موافقة رسيل فيما قالت لكنه لم يكن يعلم أن ما أزعجها حقاً هو ماحدث لها هناك خاصةً رؤيتها لتلك الظلال. أنهى المحقق أيهم ما كان يفعله وجلس على مكتبه يفكر بما سمعه من المتدربين قليلاً ثم أمر أمير أن يبحث في خلفية تلك الشركة وموظفيها آجمعين ومعهم ذلك المستشار القانوني, وأمر بعدها آدم ورسيل بالرجوع للشركة لذلك المدير فقاطعه آدم ليذكره بأنهم يجب أن يذهبوا بالمذكرة وإلا سيزعجهم ذلك الرجل مرة أخرى, فأبتسم المحقق بمكر وأخرج المذكرة من ملفٍ كان يحمله بيده وأردف قائلاً لهم بأنهم يجب أن يستجوبوه اليوم, وإن لم يكن في الشركة فليبحثوا عنه حتى يجدوه ولا يأتوا إليه إلا بعد إستجوابه. قطع فارس مجرى الحوار وصرخ قائلاً :

- لقد وجدته ! وجدت تاجر الأسلحة الذي نبحث عنه !

************************

أعتذر عن التأخير في تنزيل الجزء ده ..
أتمنى أنه يعجبكم وأتمنى أنكم تخرجوا عن صمتكم وتدعموني بآرائكم علشان أستمر : ))




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:11 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الرابع


ذهب المحقق أيهم مع مساعده المحقق نائل الذي عمل معه في قضايا كثيرة والتي تجمعهم صداقة قوية خارج إطار العمل, كان هذا المحقق ذو شخصية مرحة وملامح طفولية تجعلك في بعض الأحيان تشك في حقيقة كونه شرطياً. تبعهم آدم و رسيل للموقع الذي أرسله لهم فارس, فعندما عثر على الشخص المعنى جعل آدم يراسله لبضع دقائق كمشتري يريد أن يبتاع منه حتى يتمكن من تحديد موقعه. كان الموقع يشير إلى مقهى للإنترنت بأحد الأحياء الهادئة التي تشعرك بأنها مسكونةٌ بالأشباح لا البشر, دخل آدم ورسيل إلي ذلك المقهى وبقي كلا المحققين بالخارج, لم يكن بالمقهى سوى أربعة أشخاص فكان من السهل تحديد هوية ذلك الشخص, كانت ملامحه تدل على أنه في آواخر عقده الثالث, كان قوي البنية وذو جسد رشيق على الرغم من صغره وكان يوجد على معصمه وشم لأفعى سوداء, تقدمت رسيل نحوه وأخرجت شارتها فنظر إليها ببرود لكنها كانت ترى خوفه يحوم حوله وكانت تعلم ما ينوي فعله فلم تعطه فرصة ليفكر حتى بأن بإستطاعته الهروب وقامت بإيقاعه أرضاً وكبلته بالأصفاد وأخذته مع آدم إلي السيارة متجهين به للمركز. كان الصمت هو رفيقه خلال فترة إستجوابه مما أثار أعصابهم, تقدم آدم ليستجوبه بعدما قرأ سجله, وفي خلال ذلك كان فارس اخترق حسابه ووجد أن الرقم الذي راسله لشراء السلاح منه كان من الأرقام تباع بدون هوية لكن الحساب الذي حول له المال هو نفس الحساب الوهمي الذي حول لفيروز المال وسحبه بعدها بمدة.

- أعتقد أنك على علم بأن ليس لديك الحق للإلتزام الصمت, فأنت لست بمشتبه به بل أنت متهم وبدليل !

ظل الرجل محافظاً على موقفه وظل الصمت ملازماً له ..

- لديك سجل إجرامي رائع, يبدو أنك بدأت حياتك لإجرامية من عمرٍ صغير !

ابتسم له بإستهزاء ورد قائلاً :

- أجل, فالحياة ليست عادلة للجميع ..
- على ما يبدو .. إذاً, ما رأيك أن تخرج عن صمتك وتخبرني عما نريد أن نسمعه ؟
- وهل سيعود علي هذا بفائدة !
- لا ..

بدت على الرجل علامات الإستغراب من ردة فعل آدم فهو توقع منه أن يعقد معه صفقة ما, لكن خابت توقعاته ..

- إذاً ليس لدي ما أقوله !

ابتسم آدم بمكر وأردف قائلاً :

- توقعت هذا, لكني أعتقد أنه ستضاف إليك تهمة القتل بجانب متاجرتك بالأسلحة, لقد أردت مساعدتك لكنك على الأغلب تريد حماية شخصٍ ما بحياتك !

إستطاع آدم أن يثير أعصابه مما جعله يقفز غاضباً من مكانه حينما رأى آدم يهم بالخروج ..

- عن ماذا تتحدث ! أنا لم أقتل أي أحد, أتريد أن تدينني بشيءٍ لم أفعله وتضع فشلك علي !!
- من تحدث عن الفشل ؟ أنا لم أفشل, أنا محقق ومهمتي أن أحقق في الجرائم وأن أبحث عن مسببيها, أنت لا تتحدث وبإمكانك أن تقول أن الأدلة ضدك فقررت ألا أتعب نفسي وأن أختصر الطريق أمامي؛ فأنا أحب الركض !
- ما هي تلك الأدلة !!
- حسنً لنرى, ما رأيك بأن من أشترى منك السلاح الذي تمت به الجريمة, هاتفك من رقم لا هوية له والحساب الذي حول المال لحسابك هو حساب وهمي, بجانب صمتك وعدم وجود شيءٌ آخر يثبت أنك لم تقم بها وسجلك الذي لن يقف في صفك, فبإمكاننا أن نعتبر أنك القاتل أو ربما لديك يد في هذه القضية, وفي النهاية سيكون حكمها النهائي هو الإعدام.

ابتسم بمرارة ولم يجد ما يقوله, لقد وضعت الحياة علاماتها المميزة على كل عضو من أعضاء جسده, وعرف معنى الحزن والألم قبل معنى السعادة فلم يعد موته يشكل فارقاً معه.

- لا يهم, أفعل ما يحلو لك ..
- ما رأيك إذاً برد الجميل ؟
- عن أي جميل تتحدث !
- لقد لفت إنتباهي أن المسؤول عن أغلب قضاياك هو المحقق قاسم.
- إذاً !
- من المحققين المسؤولين عن هذه القضية هي أبنة هذا المحقق وعلى ما يبدو هناك علاقة طويلة المدى تربطكم ببعض.

منذ أن اتخذ ذلك الطريق مر على الكثير من المراكز والكثير من المحققين الذين دائماً ما عاملوه كمجرم حقير لن يصلحه أي شيء وسيبقى فاسد للأبد, إلا ذلك المحقق فقد عامله كإنسان وكان دائماً ما يقف بجانبه ودائماً ما يصلح له أخطائه مهما كان حجمها, لا يهم كيف أو متى أو أين فهو كان يعلم أنه سيجده هناك. كان دائماً ما يخبره أنه سيرد له هذا الدين, لكنه كان يقابله برد ثابت لا يتغير وهو : " أأنت أحمق ؟ أنا شخص لا يصنع الخدمات لكي تقول لي أنك سترد دين."

صمت لوهلة بعد ما سمعه من آدم ثم أردف قائلاً :

- أتعرف ؟ يجب على المرء ألا يستهين بك فأنت لا تبدو كما يدل عليك مظهرك, لكن لأخبرك بهذا, أنا لن أفرغ ما بجعبتي من أجلك أو من أجلها وما سأقوله قد يضيع وقتك وربما لن يشكل فارقاً ملحوظاً في هذه القضية !
- سأحدد أنا إذا ما كانت هذه المعلومات مهمة أم لا ..
- إن مراحل البيع معي تمر بثلاث مراحل : تحديد السلاح لتوفيره والإتفاق على ثمنه, تحويل المال وتحديد مكان التسليم, يوم التسليم .. عند مرحلة تحويل المال قام ذلك الشخص بإعطائي مبلغ مختلف عن ما إتفقنا عليه ولم يكن بالقليل, مما جعلني أراسله ظناً مني أنه أخطأ لكنه أخبرني أنه لم يخطئ بل ذلك سيكون ثمناً لصمتي, لم أفهم ما كان يعنيه لكني أخبرته بأن لا شأن لي فيما سيحدث من بعد تسليمي للسلاح ولا أهتم فيما سيستعمل. في يوم التسليم إتفقنا أن نتقابل ميناء يبعد ساعتين من الحي الذي أعيش فيه, كان مخصص لترسوا عليه السفن التجارية الصغيرة, حينما وصلت وجدت سيارة منتظرة وبداخلها شخصان, كان أحدهما السائق, حينما أقتربت نزل السائق وأخذ مني السلاح وأخبرني بأن سيده يريد أن يراني حاولت أن أستفسر عن السبب لكني وجدت نفسي داخل السيارة بشكلٍ مفاجئ. كانت ملامحه باردة وأسلوبه في الحديث مخيف, جعلني ذلك أؤمن بأني قد تورطت مع بعض الأشخاص المريبيين, كان مسار حديثنا يدور حول وجوب لزومي الصمت, أعتذرت منه وأخبرته بأني لا أهتم بأمره وأنه يجب أن أرحل الآن وحين هممت بالرحيل قال لي بأنه يجب علي أن أكون حذراً وأن أحسب خطواتي جيداً فقد تكون نهايتي تتقاطع مع نهاية الطريق.


************************

في داخل غرفة مكتب صغيرة بمنزل شخصٍ ما, دخل المستشار القانوني لذلك الشخص وحياه بإحترام وتقدم ليجلس قبالته, كان ذو صوتٍ بارد وملامح جامدة تثير القشعريرة في جسدك إذا نظرت له ..

- كيف هي مجريات الأمور ؟
- لا تقلق, كل شيء يسير على ما يرام.
- لقد سمعت أن الشرطة قد أثارت بعض الفوضى في الشركة ..
- نعم .. كانوا يستجوبون الموظفين كإجراء روتيني لما حدث.
- أنت تعلم ما هي مهمتك, صحيح ؟ قد لا أعترف بخبرتك لكني أؤمن بذكائك, لا أريد أن يمس اسمي بأي سوء !
- لا تقلق مرة أخري ..
سأتكفل بكل شيء, وعلى مرأى الجميع المدير لهذه الشركة هو تلك الدمية الموضوعة هناك فإذا حدث أي شيء سوف يكون هو تضحيتنا.
- حسناً, سأعتمد عليك في هذا الأمر كما فعلت من قبل, لكن الأهم من كل هذا هل وجدت ما نبحث عنه ؟

تلعثم في كلامه قليلاً فهو يعلم أنه قد إستغرق وقت أكثر من اللازم في العثور على ذلك الشيء, وكلما زادت مدة البحث ستزيد إحتمالية الخطر حولهم.

- لا يوجد له أثر لكني سأستمر بالبحث عنه حتى أجده, لا تشغل رأسك بهذا الأمر.
- سنري عما قريب ..

************************

دخل أمير للمركز بعد قيامه بإستجواب صديقة فيروز وبالتحقيقات التي كلف بها من المحقق أيهم حول الشركة التي عملت بها فيروز, لم يجد أي شيء مفيد لكن وجود الشركة نفسه آثار شكوكه.

- لقد قمت بما أخبرتني به, فيما يتعلق بالإستجواب فكلامها لم يختلف كثيراً عما نعرفه وقد حققت في صحة حجة غيابها وكانت صحيحة, أما فيما يتعلق باالشركة فأريدك أن تعطينا الأمر بتفتيشها.

تقدمت رسيل وتدخلت في الحوار القائم بين المحقق أيهم وأمير ووافقته على أمر التفتيش, فهي كانت تريد أيضاً أن تقوم بتفتيش تلك الشركة ..

- لماذا تريدون ذلك ؟ أخبروني بما يدور في خاطركم !

أخبره أمير بأن تلك الشركة ازدهرت في فترة زمنية قصيرة وكان رأس مالها في تزايد مستمر على الرغم من قلة عملها وذلك أمر مريب في حد ذاته, وأخبرته رسيل عن الحوار الذي دار بينها وبين الموظفتان من الشركة.

- حسناً إذاً .. لنرى ما نستطيع فعله فيما بعد, أما الآن فأريد منك يا فارس أن تجلب لي تسجيلات كاميرات المراقبة للمجمع السكني مرة أخرى, ولتتبعيني يا رسيل لنراجعها معاً.

جلست رسيل بجانب المحقق أيهم ليراجعوا التسجيلات وكما هو متوقع لم يكن بها أي جديد حتى لاحظت رسيل وجود ذلك المستشار القانوني ليلة الجريمة في أحد التسجيلات التي لم يدققوا فيها بشده نظراً لأنها خاصة بالمجمع أجمع، , قفزت رسيل من مكانها حماساً لثبوت شكوكها حوله وذهبت مع أمير للقبص عليه.

************************

تكفلت رسيل هذه المرة بالإستجواب, كانت تعلم أنه ليس القاتل فلم ترى عليه أي شيء لكنها كانت تعلم أنه المفتاح لحل هذه القضية, كانت ردوده مختصرة وصارمة كمن يقرأ سيناريو لمشهد بفيلمٍ ما قبل تمثيله.

- يبدو أن جدار ثقتك سيهدم عن قريب ..

ابتسم بسخرية ليثير أعصابها ورد قائلاً :

- لا أعتقد أن شخص مثلك هو من سيحطم ذلك الجدار !
لا انتظري لحظة .. لا أعتقد أنك بالكاد تستطيعين شرخه أو لمسه.

كانت رسيل على دراية باللعبة التي يريد أن يلعبها معها فقررت أن تجاريه فيها ..

- سنرى ذلك قريباً ..
ما رأيك أن نتناقش الآن في سبب وجودك عند فيروز ليلة وقوع الجريمة !
- هل أنا الآن مشتبه به ؟
- وربما قاتل إن أردت .. أعتقد أنك أكثر من يعلم أن هذه الإجراءات شيءٌ طبيعي لأنك محاميٍ !
- ياللإزعاج, لم يأتي من وراء هذه الفتاة سوى وجع الرأس !
لقد كانت هناك بعض الملفات التي تحتاج مراجعة عاجلة وهذه الملفات كانت بحوزتها لهذا ذهبت إليها.
- ألا تعتقد أنها صدفة غريبة ؟ وجودك هناك بهذا الوقت تحديداً ولهذا السبب الذي لا يبرر موقفك.
- لقد وقعت الجريمة بين الساعة العاشرة والحادية عشر مساءً, لقد وصلت للمجمع الساعة العاشرة والنصف وإذا احتسبنا الوقت الذي أخذته للوصول للمبني والصعود لشقتها ستكون عشر دقائق, من يستطيع أن يقتل شخص في عشرين دقيقة وأن ينظف ما خلفه وراءه ويهرب في هذه المدة القصيرة دون ترك أي أثر !
أعتقد أنك يجب ان تعيدي النظر في حساباتك ..

كانت التسجيلات تبين وقت دخول المستشار لكنها لم ترصد وقت خروجه, فقد كان لكل مبنى باب خروج خلفي والباب الخاص بالمبنى المعني كانت الكاميرا الخاصة به معطلة فكان من الصعب تحديد موعد خروجه من المجمع. أكملت رسيل إستجوابها للنهاية على الرغم من أنها كانت تدور معه في دوائر فارغة, فلم تجد هي ما يثلج قلبها ولم يمل هو من ممارسة ألعابه معها. لم يجدوا سبب لجعله بالمركز أكثر من ذلك فأطلقوا سراحه مع وضعه تحت المراقبة الغير مباشرة, وذهبوا مباشرة للشركة ليبدأوا في إجراءات تفتيشها.
************************


مبدأياً, كل عام وأنتم بخير.
ثانيا, أنا بعتذر جداً عن إهمالي للرواية الفترة دي ..
ثالثاً, إن شاء الله هعوض اللي فات وهلتزم بالمواعيد.
رابعاً, وده أهم حاجة ..
بتمنى أنكم تدعموني سواء بالسلب أو الإيجاب لأن جزء من نجاح أي كاتب بيعتمد على الآراء والدعم من القراء, وللأسف أنا مش لاقية دافع لأني أكمل للنهاية وشكراً.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:12 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الخامس


قلبت الشركة رأساً على عقب أثناء تفتيشها, كانت رسيل تعرف أين هو المكان الذي يجب أن تبحث فيه لكنها لم تعلم ما الذي تبحث عنه, كانت الغرفة مرتبة بشكل منظم, ومكدسة ببعض الملفات الموضوعة على الأرفف التي تتوسط الغرفة وداخل الخزائن الموضوعة في الزاوية. اتبعت رسيل الظل الذي رأته والذي جذبها بدوره إلى غرفة الملفات, كان نابع من ملف ما موضوع على أحد الأرفف, حينما أمسكته ظنت أنها ستعثر على شيء سيغلق هذه القضية وينهيها لكنها لم تجد أي شيء, كان يحتوي على بيانات وبعض الرسوم البيانية الخاصة بعمل الشركة, لم تفهم الأمر جيداً فهي لم تجد شيء يثير الشبهة مما جعلها تستاء, حينما كانت تضع الملف في مكانه تحسست يدها شيء غريب في ظهر الملف ووجدت أن هناك طبقة صغيرة من ورق تغليف الملفات لن تلاحظ إختلاف درجة لونها إلا إذا أدققت النظر, نزعت هذه الطبقة ووجدت بها ذاكرة بيانات صغيرة. خرجت رسيل لباقي الفريق ووجدت أن عملية التفتيش قد أنتهت دون العثور على أي شيء, كانت علامات الإنتصار ظاهرة على المستشار القانوني لكن سرعان ما اختلف الوضع عندما أظهرت رسيل ذاكرة البيانات للمحقق أيهم.

- ما هذا ؟
- دليل, على ما أعتقد, لقد وجدته في أحد الملفات بداخل الغرفة, قد لا تكون بداخله معلومات مهمة لكن ما يثير الريبة هو مكان تواجده.

لم يفهم المحقق أيهم ما كانت رسيل تعنيه بكلامها, لكنها أخبرته أنها كانت تنظر ببعض الملفات ووجدت ذاكرة البيانات مخفية داخل أحد الملفات, فأعتقدت أنه من الممكن أن تكون فيروز من تركته لسببٍ لا نعلمه, حتى الآن على الأقل. خرج الفريق ومعهم مدير الشركة لإستجوابه مستخدمين المذكرة التي تحجج بها المستشار القانوني الذي أتبعهم كمحامي له. فور وصولهم للمركز, تكفل فارس بذاكرة البيانات وبقى معه أمير وتكفل آدم ورسيل بالإستجواب المبدأي حتى يخبرهم فارس علي ماذا تحتوي ذاكرة البيانات.

- ما هي علاقتك بالضحية ؟
- لقد كانت مديرة مكتبي ومساعدتي.
- ما السبب في قربها منك خلال الفترة التي تسبق وفاتها ؟
- لا شيء على وجه التحديد, لقد كانت مساعدتي والمسؤولة عن الإهتمام بجميع أعمالي, فمن الطبيعي أن تكون معي في أغلب الأوقات !
- لكن هذا ليس النوع من القرب الذي نتحدث عنه ..

قاطعهما محاميه قائلاً :

- إن الناس لا يملكون شيئاً يفعلونه سوى الحديث, وأعتقد أن رجال الشرطة يعتمدون على الدلائل والحقائق لا ما يقال !

حينما كان آدم يهمَ بالرد قاطعه دخول أمير عليهما ليسلمهم ما وجدوه على ذاكرة البيانات من ملفات وتقارير, حينما أمسك آدم بالملفات بدت على وجهة إبتسامة إنتصار مما رأى بداخلها, قام بتمرير الملفات لرسيل وشرع هو في الحديث ..

- أخبرني مرة أخرى ما هي طبيعة عمل شركتك ؟
- شركة توظيف .. لماذا ؟
لاحظت رسيل علامات القلق التي بدت على كلامها من بعد دخول أمير عليهما بالملفات, لكن لسببٍ ما كان المستشار القانوني مهزوزاً عن مدير الشركة. كانت الملفات توضع حقيقة العمل المخفية تحت مسمى هذه الشركة, كانت الشركة واجهة للأعمال الغير شرعية, عمليات إختلاس من شركات أخرى و عمليات غسيل أموال ناتجة عن أشياءٌ مجهولة..
عندما وجه له آدم التهمة قام بإنكار كل شيء وقال بأنه لا يدرى عما يتحدثون أو أي شيء عن حقيقة هذه الأعمال. كانت دفاعات المستشار القانوني مهملة, فهذا هو ما تم تخطيطه من البداية بخصوص دميتهم. تم الشروع بغلق القضية بشكلٍ جزئي فسلاح الجريمة لم يعثر عليه حتى تلك اللحظة, لكن في كلتا الحالتين كان سيتم تعليق التهمتين له, الأولى بالأدلة والثانية مبنية على الأولى, أنه قتلها لمعرفتها بكل هذه الأمور.

************************

لم تستطيع رسيل النوم على الرغم من معاناة جسدها المتعب, حقيقة أنها تعرف أنه ليس القاتل لعدم رؤيتها أي شيءٍ حوله تشعرها بالذنب لكنها لا تستطيع العثور على ثغرة واحدة تثبت العكس, قررت أن تذهب للمركز لدراسة الأدلة مرة أخرى لعلها تجد شيئاً. كان الوقت متأخر لهذا لم يكن هناك أحد سواها, جمعت جميع الأدلة التي تم العثور عليها منذ بداية القضية ووضعتها أمامها حتى قطع حبل أفكارها صوت إرتطام شيءٌ ما بغرفة الإستجواب, أخرجت مسدسها وتقدمت نحو الغرفة وفتحت الباب بشكلٍ مفاجيء مصوبة المسدس نحو من بداخلها ..

- آدم !

آدم بصوتٍ مهزوز :

- لقد أفزعتني حقا ً!

سألته رسيل بعدما تنهدت إستدلالاً على الإرتياح :

- ماذا تفعل هنا في هذا الوقت ؟
- ألا يجب علي أن أسأل هذا السؤال ؟ ودعينا نتحدث بعد أن تزيحي هذا السلاح من وجهي.

ضحكت رسيل قائلة :

- أعتذر منك, لقد جئت فقط لأراجع ملف القضية.
- كما هو متوقع منك, هناك شيءٌ غريب بهذه القضية لا يشعرني بالراحة مما آلت إليه ..

لم تكن رسيل هناك لنفس السبب الذي جاء له آدم, فقدرتها هي من ساعدتها لا إحساسها.

- حسناً إذاً, ماذا سنفعل الآن ؟
- لا أدري .. يجب أن نحدد ما سنبحث عنه أولاً, وإلا سندور في حلقات فارغة. لقد كنت أراجع تسجيلات الإستجواب الأخيرة, منذ معرفة ذلك المستشار بوجود ذاكرة البيانات والملفات التي عليها كان تصرفه غريب, لا أدري كيف لكنه غريب !
- أعتقد أن حل هذه القضية يوجد داخل ذاكرة البيانات التي وجدتها, لهذا لنبدأ بها.
- حسناً ..

بدأوا بتحليل الملفات التي كانت تحتويها الذاكرة لكن بدون جدوى, دققوا في كل شيء ولم يتركوا حرفاً دون التدقيق فيه لكن لا شيء. تململ كلاً من آدم ورسيل بسبب حماسهم الذي بدأ يتناقص عن البداية, فقرروا تغير مجرى الحديث قليلاً حتى يستعيدوا طاقتهم.

- لماذا قررت أن تصبح شرطياً ؟
- هذا السؤال ليس له إجابة مثيرة عندي, فلقد قررت أن أصبح شرطياً بسبب حبي للألغاز والألعاب الغامض. ماذا عنك ؟

أجابته رسيل بعد أن تنهدت وإبتسمت إبتسامة مفتقدة للحيوية :

- أنا ؟ .. همممـ, أنا على عكسك لا أحب الألغاز وهذه الأمور, لكن أتعلم حين تجبرك الحياة على سلوك طريقٍ ما وتجد نفسك في منتصفه دون أن تدرك هذا ؟ لا يمكنك الرجوع ولا يمكنك المضي قدماً !

لم يفهم آدم ما هو مقصد رسيل تحديداً لكنه كان يشعر بحزنها وفضوله لم يمنعه من سؤالها عن السبب ..

- لماذا ؟
- لأنك تشعر بالخوف.

لم تعطي رسيل لآدم الفرصة بأن يجيبها أو أن يكملوا حديثهما, نهضت من مكانها وأخبرته بأن هذا الوقت كافي لإستراحتهم القصيرة وحان الوقت لأن يعودوا لعملهم. بدأوا بمراجعة باقي الملفات حتى سألها آدم سؤالاً جعلها تحرز نقطة في صالحهما.

- كيف عثرتي على تلك الذاكرة في وسط جميع تلك الملفات !
- أتؤمن بالحظ ؟
- إن أردتي ذلك ..
- إذاً فهو حظ, فالملف لم يكن به أي شيءٍ مهم سوى بعض البيانات وملفاتٍ موقعة و ..

صمتت للحظة ثم بدأت بقول لقد وجدت ثغرة, شعرت رسيل أن فيروز لم تضع الذاكرة بهذا الملف بطريقة عشوائية, بل لغاية اكتشفتها رسيل.

- الحل في التوقيعات !
- التوقيعات ؟ ماذا تقصــ ..

قام آدم بالتفكير لثوانٍ معدودة حتى فهم مقصدها, ثم أردف قائلاً :

- تزوير التوقيعات !

************************

لم يستطع كلاً من آدم ورسيل أن ينتظرا تجمع الفريق حتى يخبروهم, فالصباح كان حل بالفعل عندما بدأوا بمقارنة الخطوط وأثبتوا أن هناك شيءٌ خاطيءٌ بها , قرروا أن يهاتفوا المحقق أيهم لكي يبعثوا بالأوراق إلى محللٍ للخطوط, كانت بحوزتهم الملفات ذات التوقيعات المزورة, ولم تكن مشكلة بالنسبة لهم أن يجلبوا التوقيع الأصلي للمقارنة. بعد تسليم الملفات جائت لهم نتائج التحليل كالتالي : إن التوقيعين لشخصين مختلفين بالكامل, التوقيع الأصلي لشخصٍ أيمن والآخر أعسر. الشخص الأيمن يهده مهزوزة في الكتابة والتي قد تكون ناتجة عن مشكلة بأعصاب يده أو حادث جعله لا يكتب بشكلٍ سليم. أما الشخص الآخر فتوقيعه ثابت ومتزن, يمكننا القول أنه شخصٌ عصبي إلى حدٍ ما, لا يحتاج إلى التفكير فيما يعمله فهو يعرف كيف ومتى يفعله, وهذا على النقيض تماماً من الشخص الآخر. بدأوا بتحليل وتطبيق الإستنتاجات التي أعطاها لهم محلل الخطوط على مدير الشركة, وكان هو صاحب التوقيع الأصلي كما توقع آدم ورسيل. قامت رسيل بتطبيق الإستنتاجات على المستشار القانوني لكنها لم تتطابق, فكانأخر ما توصلوا إليه أن هناك طرف ثالث مجهول في هذه القضية.


************************

أتمنى أن الجزء ده يعجبكم : )
إن شاء الله هنزل الجزء السادس يوم الخميس أو يوم الجمعة كـ تعويض للي فات ولـ قصر الجزء ده ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:12 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء السادس

لم تكن مراقبة المستشار القانوني تعود عليهم بفائدة فعلى ما يبدو كان يعلم ما كانوا ينون عليه. قام آدم بعمل زيارة سريعة لتاجر الأسلحة ليطلب مساعدته في وصف السيارة الخاصة بالرجل الذي اشترى منه السلاح. في فترة الإستجواب عندما إستطاع آدم أن يجعله يتحدث لم يستطع الرجل أن يتذكر رقم السيارة أو أي شيء قد يفيد بشكلٍ ما في العثور على طرف خيط ليساعدهم.

- لقد تقابلنا في منتصف الليل لهذا لا استطيع أن أتذكر أي شيءٍ مميز بالسيارة لكن وصفها العام هو ما أستطيع أن أعطيك إياه.
- لا بأس, أخبرني ما تتذكره ..
- لقد كانت السيارة من نوع بي إم دابليو, سوداء اللون, زجاجها الخلفي مظلل بشكلٍ تام حيث أنه لا يسمح لك برؤية من بالداخل. أما ما في داخلها فلا شيء غريب بها أو مميز.

شكره آدم وسلك طريقه إلى المركز مرة أخرى وأخبرهم بما وجده ولم يعطهم فرصة ليفكروا في كيفية الإستفادة من هذه المعلومات ..

- لنبحث عن جميع السيارات التي تحمل هذه المواصفات والتي دخلت المجمع في ليلة الجريمة أو خرجت منه.

بدأ الجميع في التدقيق بالتسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة مرة أخرى ليجدوا السيارة المعنية. أوقف فارس جريان التسجيل فجأة لعثوره على سيارة بنفس المواصفات, تم تسجيل دخولها حوالي الساعة التاسعة والنصف لكن لم يتم تسجيل خروجها. طلبت رسيل من أمير أن يقرب الصورة قليلاً حتى يستطيعوا العثور على رقمها. لم يضيعوا أي وقت وبدأوا بالكشف عن رقم السيارة وعن مالكها. كانت السيارة تعود لصاحب شركة إستيراد وتصدير معروفة يدعى جاسر, قام الفريق بجمع أشياؤه وتوجهوا مباشرة لمنزل ذلك الرجل, فتحت لهم فتاة في آواخر عقدها الثالث التي تبين فيما بعده أنها أبنته.

- من أنتم وماذا تفعلون هنا ؟!

أظهر له المحقق أيهم شارته قائلاً له أنهم من الشرطة فأكتست ملامحه بالرعب. رأت عليه رسيل أنه القاتل وبدأت بتفحص المكان بعينيها لكي تستطيع إثبات ذلك مادياً, إلا أن وقعت عينيها على إثباتها فأبتسمت بسمة ماكرة عندما بدأ بإنكار كل ما أخبره به المحقق أيهم وبدأ بالصياح وبإخبارهم بأنه سيقاضيهم على ما يفعلوه.

- أيمكنك أن تفتح الخزانة المجاورة لمكتبك يا سيدي ؟

إرتبك الرجل وإبتلع لسانه بعد ما قالته رسيل لكنه حاول أن يكسب صوته الثقة لكنه إهتز خارجاً عن إرادته ..

- ما علاقة هذا الأمر بذاك !!
- كيف تقول هذا ! يجب أن تكون أنت أكثر العالمين أنه هناك علاقة كبيرة بين هذا الأمر وذاك, لقد رفضت طريقتنا الودية التي طرحناها عليك للقدوم معنا, لهذا سنضطر لإجبارك على القدوم معنا بإستخراج دليل إدانتك !

لم يفهم الجميع ما تقصده رسيل فأخبرتهم أنهم إذا قاموا بفتح تلك الخزانة سيفهمون مقصدها. كانت الخزانة تفتح ببصمة يده, أجبره أمير على فتحها ووجدوا فيها بعض الملفات وظرفٍ ثقيل وكانت الصدمة عندما قاموا بفتح الظرف ووجدوا بداخله سلاح الجريمة بدماء فيروز الباردة عليه. قام أمير بتكبيله بالأصفاد مخبراً إياه أنه ليس لديه الحق لإلتزام الصمت لوجود دليل يدينه بهذه الجريمة وهو السلاح, أما حقيقة تغيير إسمك الحقيقي وهو أمجد إلى جاسر وإستخدامك لشركة الإستيراد والتصدير كستار لأعمالك القذرة فهذه تثبتها الملفات التي وجدناها مع السلاح, ويبدو أننا كنا ندور حول شريك المجرم بدون أن نرى ذلك.

آدم باحثاً عما يرضي شكوكه :

- لا تخبرني أنه ..
- نعم هو, المستشار القانوني الذي يبدو أنه يفتقر إلى تعلم القوانين.

جاء صوتٌ من ورائهم يحاول أن يتماسك رغم إهتزاز أحباله الصوتية بالبكاء قائلاً :

- أتقولون أن زوجي قد قتل إبنتي !

************************
قبل الحادثة بثلاثة شهور ..

إستيقظت فيروز على صوت جرس الباب فنهضت من فراشهابتململ ظناً منها أن صديقتها هي التي على الباب. ظلت تحدث نفسها وهي متجهة إلى الباب فهي تعلم أن صديقتها على علم بأن فيروز تكره أن يقلق أحداً نومها. فتحت الباب وهي عينيها لكنها لم تجده صديقتها بل وجدت فتاة في آواخر عقدها الثاني. همت فيروز بغلق الباب في وجه تلك الفتاة لكنها أوقفتها وبدأت في ترجيها لتدعها تدخل ..

- أرجوك اسمحي لي أن أدخل, فأنا بحاجة لمساعدتك !
- ولماذا يجب علي أن أساعدك ؟
- أعرف أنك تكرهيني ولا يهمني حقيقة عدم ترحيبك بي كأختٍ لك, لكني حقاً ليس لدي غيرك.

فتحت لها فيروز الباب لترى ما تريده فشكرتها وجلسوا قبالة بعضهم ..

- إن منزلك لطيفٌ حقاً !
- ماذا تريدين !

صمتت الفتاة للحظات فهي لم تعرف كيف تبدأ حديثها. أخرجت من حقيبتها ملفاتٍ كثيرة ووضعتها أمام فيروز على الطاولة التي كانت تتوسط الغرفة ..

- ما هذا ؟
- يمكنك القول أنها لعبة أريد أن ألعبها وأنت أحسن من سيديرها ..

كانت الملفات مسروقة من خزانه والدها بعد أن إستطاعت أن تأخذ بصمته, كانت تحتوي على جميع الأعمال الغير شرعية التي بدأ فيها منذ أن تقرب من ذلك المستشار القانوني, لم تستطع أن تعرف ما هي البداية لهذه الأعمال أو كيف تقابلا,لكنها كانت تريد أن تؤذي والدها بكل الطرق الممكنة أمامها.

- وما الذي يجعلني أوافق على لعب هذه اللعبة ؟
- ما رأيك بالإنتقام !
- وما الذي يجعلني أنتقم منه !
- أتمازحينني ! ألا يكفي أنه أفسد حياتك ؟
- كما قلت أنها حياتي أنا !
لا أفهم ما هو مرادك ! إن كان لدي سبب للإنتقام فماذا أنت بفاعله.
- أنتقم أيضاً ..
لا نعلم ماذا أصابه حقاً, لقد تغير بدون سابق إنذار وأصبح عنيفاً بطريقة لا يمكنك تخيلها ! لا يمر يوم دون أن يترك علامات يومه القاسي على جسدنا. لم يعد جسد أمي الهزيل يتحمل كل هذا ولم يعد قلبي يتحمل كل هذا !

ظلت أخت فيروز تقنعها بأمر الإنتقام بكل الطرق الممكنة حتى لان عقلها وقبلت بالأمر ..
قامت فيروز بالتنفيذ وأختها بالتخطيط .. في بادئ الأمر أعطتها ذاكرة بيانات تحتوي على نسخ من هذه الملفات وأخبرتها بأن الشركة التي يستغلها أباها الآن هي شركة توظيف وإستطاع أن يزرع فيه ذلك الشخص كمستشار قانوني للشركة. إن الشركة بحاجة إلى مساعدة لمكتب المديرلأنها ماتزال جديدة, وأعلم أن لديك خبرة بهذا المجال لهذا لن يشكل الأمر لك مشكلة, عندما يسألك أحد عم كيفية إستطاعتك العثور على عمل, أخبريه بأنك عثرتي عليه عن طريق صديقة, فنحن لا نعرف إلى أي مدى تستطيع أن تمتد أيادي والدي. بدأت الأمور تأخذ منحنى آخر على غير المتفق عليه, فقد بدأت فيروز بإبتزاز زوج والدتها, أخبرته أنها مقابل المال ستعطيه الملفات التي بحوزتها. علمت أختها بالأمر وتشاجرت معها بسبب أنها لم تتفق معها على هذا الأمر. بدأت في هذه الفترة علاقاتها تدهور مع جميع من حولها. كان زوج والدتها يقوم دائماً بزيادة رصيد الشركات التي يستغلها ليجعلها تزدهر في فترة قصيرة مما يثير الشك حولها لتقع هي في المصيدة وينجوا هم بكل شيء.
عندما أرسل لها المال أخبرته أنها قد غيرت رأيها لأنه تأخر في إرسال المال المتفق عليه في الميعاد المحدد, لهذا سترفع السعر قليلاً وإن تأخر مرة أخرى سترفعه هي بدورها وهكذا ..
أراد أن ينهي هذا الأمر فأرسل إليها المال وأخبرها أنه سيأتي ليأخذ منها ذاكرة البيانات فلن يستطيع أن يأتمنها عليها. أرسلت إليه العنوان وذهب إليها مباشرةً. عندما فتحت له الباب وأدخلته إلى شقتها بدأت في إثارة أعصابه.

- المال الآن بحوزتك, أعطني مبتغاي.

أجابته فيروز ضاحكة بسخرية :

- هل تعتقد حقاً أني أهتم بمالك التافه هذا ؟ هل تظن أن جروحي ستداوى بمالك ؟ أنا لن أرتاح إلا عندما أفسد حياتك كما أفسدت حياتي. أتعلم ؟ هناك وقت ما ستجد فيه من هم أقوى منك وأعتقد أنك تشهد هذا الوقت الآن !

بدأ الحوار يشتد بينهما إلى أن أنقلب إلى مشاجرة محتدة. لم يستطع أن يتمالك أعصابه في هذه الحظة فهاجمها على حين غرة وطعنها بصدرها بسلاحٍ قام بشراءه لإخافاتها فلم يكن يقصد أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه. قام بالإتصال على المستشار القانوني لكي ينجده مما حدث خاصةً بعد فزعه عندما إكتشف أنها ماتت ورأها غارقة في دمائها. حضر المستشار القانوني على الفور بعدما هاتفه أمجد ولم يستطع أن يستوعب ما حدث إلا عندما رآه بعينيه, قام بمسح البصمات بسرعة وحاول العثور على ذاكرة البيانات خلال ذلك لكن بلا جدوى ..
قام الإثنان بالخروج من الباب الخاص بالمبني التي تسكن به فيروز حتى لا ترصدهم الكاميرات. قاموا فيما بالبحث عن الذاكرة في كل مكان حتى أغربها لكنهم لم يعثروا عليها. عندما علمت أختها بوفاتها لم تستطع أن تفعل شيء, فقد وعدت فيروز قبل وفاتها أنه مهما حدث لن تتدخل بهذا الأمر ولأنها كانت خائفة مما قد يحدث لها إذا علم والدها بأنها السبب وراء كل تلك المشاكل التي حلت به. كانت فيروز تريد أن تخفي تلك الذاكرة بعيداً عن الأنظار بقدر الإمكان فوضعتها داخل ورق تغليف الملف الخاص بتوقيعات مدير الشركة كضمان في حالة حدوث شيءٍ ما ونجح أحدٌ في العثور عليه, فهي كانت تعلم أن نار الإنتقام تحرق صاحبها في النهاية.

************************
دخلت رسيل غرفة الإستجوابات وجلست قبالة أمجد والمستشار القانوني. كان المستشار القانوني يحاول الهرب لكن المحقق نائل وفارس إستطاعوا أن يوقفوه قبل فوات الآوان, قام فارس على الفور بعمل مذكرة مزورة لمنعه من السفر, فهو كان يتابع حساباته بدون أن يشعر ووجده حجز تذكرة طيران للخارج, وبسبب ذلك إستطاعوا أن يلقوا القبض عليه.

- ما هي أحوال جدارك الذي لا يقهر ؟ أعتقد أنك الآن بحاجة لترميمه !

نظر إليها نظرة حقدٍ شديدة وأعقبها قائلاً :

- سأخرج من هنا وسترين, ووقتها ستندمين !!
- لا يوجد لدي أكثر من الوقت, سأنتظر.

وجهت رسيل كلامها بعد ذلك إلى أمجد قائلة :

- يمكنك بالطبع أن توكل محاميٍ ليدافع عنك لكنه بالطبع لن يفيد بسبب الأدلة, لكن لا بأس.
اه لحظة, أنا أعتذر منك .. فمحاميك سيكون شريكك في السجن, لهذا أتمنى أن تتوطد علاقتكم جيداً خلال فترة عقوبتكم ويمكنك خلالها أن تسأله عن كل الأمور القانونية التي تثير فضولك.

أراد المستشار القانوني أن يثير أعصابها قبل أن ترحل فقال لها :

- يبدو أنه ليس فقط الأبناء هم من يشبهون آبائهم, فهناك فتاة قد كسرت القاعدة وأصبحت حالةٌ شاذة.

لم تدر رسيل ظهرها له ولم تعطه الفرصة ليشعر بأنه إستطاع أن يحرك أي شيءٍ بداخلها, فأعقبت على حديثه قائلة :

- يجب علينا ألا نتحدث عن أناسٍ ميتة, فقد يصيبنا مكروه.

كان آدم يستمع للحديث الذي دار في الغرفة من وراء الزجاج. لم يفهم جيداً ما كانت تعنيه من جملتها الأخيرة, لكنه بدأ ينجذب إلى هدوء وغموض رسيل وبدأ ذلك يثير فضوله أكثر فأكثر لكنه لم يرد أن يقحم نفسه في أمور لا تعنيه فهو لا يمكنه أن يجعل فضوله هو المتحكم به. عندما خرج من الغرفة وجد الفريق متجمع ليقرر المكان الذي سيحتفلون به بأول قضية قاموا بحلها. كان المحقق أيهم يريد أن يرى فيهم ما يقلل من قدراتهم أمامه, فهو لم يرد أن يعترف بهم كمتدربين, كان يظن أنهم سيكونون كالكوارث المتحركة لكنهم أطاحوا بظنونه بعيداً, لكن على الرغم من ذلك فالطريق أمامهم طويل ليصبحوا محققين رسميين فيه وإن أصابوا في واحدة فقد يفشلوا في ألف. تملصت منهم رسيل بحجة أنها تشعر بالتعب لكنها كانت تهرب من حقيقة أنهم يريدون سؤالها عن كيفيه معرفتها بوجود السلاح هناك وبهذه الثقة, فلا يمكنها أن تخبرهم بمساعدة ظلال الموت لها.

************************

وبـ هنا تنتهى أول قضية أشتغل فيها الأربع متدربين, فاكرين أنهم عدوا شيء صعب لكنهم جاهلين باللي هيحصلهم بعدين ..
أتمنى أن الجزء ده يكون عجبكم وأتمنى أن الأجزاء يكون فيها عنصر الحماس وبعيدة عن عنصر الملل : ))




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:15 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء السابع

إن لون الحزن أزرق وبارد.
هذا أكثر ما آمنت به رسيل من بعد ما إكتسبت قدرتها. أنظر لوجه شخصٍ حزين بدقة وستجده باهت ويميل إلى الزرقة كمن سحبت الحياة من روحه. إذا مات شخصٌ ما ستجد لونه أزرق؛ فالموت حزن, والخوف حزن, والفراق حزن. كل ما يؤلم القلب هو حزن ..
كانت رسيل تستطيع ترى ألوان لمشاعر الناس متجسدة على هيئة هالات تحيط بهم.
الشخص الذي يشعر بالسعادة ترى حوله لون أبيض, يجعلك اللون تشعر كأن ذلك الشخص لم يعلم معنى الحزن أبداً, وترى لون يشبه النار على الشخص الغاضب؛ فالغضب كالنار التي تحرق كل ما حولها إن لم يخمدها أحد, وهكذا الأمر لكل المشاعر كالحب, الكره, السكون, الغيرة, التوتر و الحقد. لكن لون الموت وهيئته كانت مختلفة, فقد كان لونه أسود داكن, ويأخذ شكل الظل, كانت رسيل تعرف أن الشخص الذي أمامها سيموت بمجرد أن ترى ذلك الظل يتتبع هذا الشخص, وكلما إقترب موعد موته ترى الظل يندمج معه كأنه يبتلعه. لم يكن الأمر مختلف كثيراً حول الشخص القاتل, فالإختلاف هو أنها ترى ذلك الظل ملطخاً بالدماء وفي بعض الأحيان تراه ممزوجاً باللون الأحمر الداكن كلون الدماء, وإذا كان القاتل له عدة ضحايا فتزيد تبعاً له عدد الظلال, يجعلك الأمر تشعر كأنها أرواحهم. أما وصماته فقد كانت تظهر لها كالظلال الضبابية, ترشدها دائماً إلى الحلول أو إلى ما يقربها منها.
قامت رسيل من فراشها لتصنع بعض القهوة بعد أن زارها ذلك الكابوس مجدداً. تطوعت هي بكتابة تقرير القضية نظراً لأنها لن تذهب معهم ولوجود وقت فراغ كبير أمامها , فتحت حاسبها وبدأت بكتابة التقرير, لم تكن لديها خبرة كافية في كتابة التقارير لهذا كان به بعض الأخطاء التي تحتاج إلى مراجعة؛ فنقلته على ذاكرة بيانات لتعدله بالمركز بمساعدة المحقق نائل قبل أن تطبعه وتسلمه. أضاعت وقتها بين مشاهدة التلفاز وقراءة بعض الكتب حتى حان موعد عملها, أرتدت ملابسها ورتبت شعرها ووضعت أشيائها بحقيبة ظهرها وغادرت المنزل. كان منزلها يبعد مسافة لا بأس بها عن المركز, لهذا كانت تمشي في الكثير من الأحيان. عندما وصلت للمركز كان الوضع هادئ إلى حدٍ ما, حيت زملائها ووضعت أشيائها على المكتب وجالت بعينها في المكان للعثور على المحقق نائل لكنها لم تجده. كانت مكاتب المحققين جميعاً في نفس الغرفة, لم تكن كغرفة ليصح التعبير بل من الممكن أن نقول أنها قلب المركز. كان المركز مكون من طابقين, في الطابق الأول توجد ردهة كبيرة على يمين المدخل منها الدرج, وفي أقصى اليمين يوجد غرفة أرشيف, كانت خاصة بالقضايا القديمة أو القضايا التي لم تحل لعدم وجود أدلة كافية أو عدم العثور الجاني. أما عن يساره فيوجد بابً لغرفةٍ ما, وفي أقصى اليسار يوجد مدخل زجاجي يدخلك على مكاتب المحققين المتخصصين في الجرائم العنيفة, كانت الغرفة بها عشرة مكاتب, أربعة منهم تتوسط الغرفة, كانت المكاتب خاصة بالمتدربين, شكلت على شكل مربع, فالأربعة مكاتب متجاورة ومتقابلة. يوجد مكتبين آخريين في الربع الأول من الغرفة ومكتبين في الربع الأخير من الغرفة, كانت تلك المكاتب تقوم عليها بعض الإستجوابات الخاصة بالجرائم البسيطة الخاصة بنطاق عمل هذه الدائرة, أما عن أخر مكتبين فكانا يخصان المحقق أيهم والمحقق نائل, كانت مكاتبهم متوسطة الغرفة من عند الحائط, تفصلهما مسافة تسمح بوضع مكتبين متقابلين بينهما. كان يوجد بها أربع غرف, الغرفة الأولى خاصة بالإستجواب, الثانية خاصة بالملفات, الثالثة خاصة بمناقشة القضايات والأدلة والرابعة خاصة بالمحققين, وكان بها حبسٌ صغير مخصص لوضع المجرمين به, سواء للإجراءات الوقائية أو حتى يتم تحويلهم إلى السجن. أما الطابق الثاني فيوجد به غرفة للإجتماعات ومكتب رئيسة القسم وبعض المكاتب الخاصة بمحققين ذو الرواتب العليا والتخصصات المختلفة, كالمتخصصين بجرائم الخطف أو جرائم العنف أو جرائم المخدرات أو جرائم خاصة بالأموال .. وهكذا, وبالطبع في نطاق عمل تلك الدائرة أيضاً.
أنتظرت رسيل المحقق نائل بضع دقائق؛ فربما يكون قد تأخر بسبب الطريق أو أي شيء لكنه لم يحضر فقررت أن تسأل زملائها ..

- أرأى أحدكم المحقق نائل ؟

أجابها آدم :

- أعتقد أنه كان هنا مع المحقق أيهم منذ قليل ..

أعقب فارس قائلاً :

- لقد رأيتهم يصعدون للطابق الثاني.
- حسناً, شكراً لكم.

صعدت رسيل السلم متجهة إلى الطابق الثاني, وأسرعت خطواتها عندما سمعت صوت المحقق نائل لكنها سرعان ما وقفت عندما سمعت ما كانوا يتحدثون عنه ..

- كيف تظن أن رسيل علمت بشأن ذلك السلاح ؟
- لا أعلم, لكن ما يهم أننا وجدنا وحللنا القضية وأغلقناها, وأنقذنا مدير تلك الشركة.
- لا أدري حقاً, يجب ألا ننسى أنها أبنة المحقق قاسم, وأنت تعلم من هو ذلك المحقق !
- بأي منطق تتحدث أنت ؟ حقيقة أنها أبنته لا تعني أنها مثله !
إن رسيل ذكية وسريعة الملاحظة, ربما لاحظت شيءٌ ما لم نلاحظه نحن, وإن كان سيثيرك الشك إلى ذلك الحد الذي يجعلك تظن أن لها علاقة بالقضية, فأسألها.

لم تكمل رسيل الإستماع إلى هذه المحادثة, لكنها أيضاً لم ترحل. هبطت درجتين من الدرج ثم أخذت نفساً عميقاً يحبس أنفاسها ودموعها معاً, وصعدت بسرعة إليهم وهي مبتسمة. إرتبك كلا المحققين عند رؤيتها وبداخلهما سؤالٌ واحدٌ فقط وهو " هل سمعتنا يا ترى؟."

نظر إليها المحقق أيهم سائلاً إياها بإرتباك :

- رسيل .. ماذا تفعلين هنا ؟

حيتهم رسيل ثم قالت :

- لقد كنت أريد من المحقق نائل أن يعاين تقريري للقضية قبل أن أسلمه لكني لم أجده فأخبروني أني سأجده هنا ..

عندما أطمئن المحقق نائل أنها لم تسمع شيئاً من شكوك المحقق أيهم ولا أياً من حديثهم أجابها قائلاً :

- حسناً يا رسيل, يمكن أن تضعيه لي على مكتبي وسأقوم بفحصه بعد قليل.

أماءت رسيل برأسها وإستدارت لتهبط الدرج ولتزيل إبتسامتها وحاجز دموعها لتدعها تنهمر.لم تكن حقيقة والدها هي ما آلمتها فلقد إعتادت ذلك الأمر, بل حقيقة ظنون رئيسها عنها وحقيقة أنها كل يوم تكره قدرتها عن اليوم الذي يسبقه. عندما هبطت الدرج وجدت آدم واقف أمامها ومسنداً ظهره إلى الحائط, قامت بمسح دموعها على الفور لكنه كان قد رأها بالفعل ..

- أأنت بخير ؟
- اه, نعم.. على أحسن ما يرام.
- أمتأكدة ؟
- بالتأكيد, يجب على أن أذهب الآن لأنهي عملي ..

لم تدرك رسيل أن سؤال آدم كان بسبب أنه يعلم سبب بكائها, ليس لرؤيتها تبكي, أو هذا ما ظنه هو.

************************

كان المركز هادئٌ جداً في ذلك اليوم, كان من الممكن القول أنه هدوء ما قبل العاصفة, والعاصفة كانت المحقق أيهم. كان الأربع متدربين جالسين بدون فعل شيء أو بالأحرى منتظرين حدوث شيء. تقدم إليهم المحقق أيهم ومعه الكثير من الملفات التي أسقطها على مكاتبهم مما جعلهم يفزعون من صوت إرتطامها الذي دوى في المكان. كانت نظرات التساؤل بادية عليهم جميعاً, فتنحنح قائلاً لهم ما يفسر الأمر ..

- إن ما يجعل عمل المحقق يتطور هو الممارسة, إختلاف وتنوع مسارح الجريمة يجعله مع الوقت يفكر كالمجرم ويلاحظ أدق وأبسط التفاصيل التي قد تقلب مسار القضية 180 درجة. لكن الممارسة العملية ليست كل شيء على الرغم من أنها تشغل النسبة الأكبر في العمل, لهذا قررت أن أجعلكم تتطورون أنفسكم عن طريق الممارسة النظرية أولاً ثم العملية.

صمت قليلاً ثم وضع أمام كل واحد من الأربع متدربين رزمة كبيرة من الملفات, وأردف قائلاً بعدها :

- هذه ملفات قضايا قديمة, الطابع الغالب عليها هو الصعوبة. أريدكم أن تدرسوا هذه القضايا جيداً, تدرسوا جميع تفاصيلها حتى أصغرها, أمامكم أربع ساعات لتدرسوا هذه الملفات وعندما تنهوها سأختبركم بها, قد يكون الإختبار عملي وقد يكون نظري. فلتعتمدوا على حظكم.

قاطعه فارس متعجباً ..

- كيف لنا أن ننهي جميع هذه الملفات في أربع ساعات !!
- أنتظر لحظة فيبدو أنني لم أفسر الأمر جيداً ..

بدت عليهم علامات الإرتياح لثوانٍ معدودة ثم تبدلت من بعدها بسبب قاله المحقق أيهم ..

- إن الملفات التي أمامكم ستنهوها في ساعة وبعد أن تنهوها ستعطوها لشريككم وتدرسوا الملفات التي كانت معه في ساعة أخرى, إنقضت هكذا ساعتان. بعد أن ينتهي الشريكين من دراسة ملفاتهم سيبدلونها بينهم وبين الشريكين الآخرين وستعاد الدائرة وهكذا تنقضي الأربع ساعات. سأذهب الآن وأعود إليكم بعد أربع ساعات.

تركهم المحقق أيهم غارقين وسط الملفات لا يعلمون كيف سيبدأون وإلى أين سينتهون. مضت نصف ساعة ولم ينجزوا حتى نصف الملفات التي أمامهم. تنهد أمير بتململ ثم ضرب فارس على مؤخرة رأسه بالملف الذي كان في يده ..

- أكان يجب عليك أن تسأله ؟ أنظر إلينا الآن لا نستطيع أن ننجز حتى الملفات التي أمامنا لكي نبدلها فيما بيننا !

حك فارس رأسه أثر ضربة أمير وشرع في ترتيب شعره ثم أعقب على كلامه قائلاً :

- حتى إن لم أتذمر حول الأمر, لا تتجاهل حقيقة أن ذلك الرجل يستمتع بتعذيبنا.

مرت نصف ساعة أخرى ولم يستطيعوا أن ينهوا الملفات. كان رسيل وآدم جالسين بهدوء, على الرغم من أنهم لم يستطيعوا أن ينهوا الملفات مثل أمير وفارس لكنهم كانوا يركزون إهتمامهم على الدراسة والتحليل وكتابة الملاحظات, لم يكونوا مهتمين بإنهاء جميع الملفات بقدر أن يفهموها جيداً. وضعوا جميع ملفاتهم أمامهم وقاموا بدراستها معاً غير منقسمين, فساعدهم هذا على أن يسبقوا الزمن قليلاً. لاحظ أمير وفارس طريقتهم هذه وبدأوا بتطبيقها لكن على طريقتهم, فقد كان أمير يدرس مسارح الجريمة ويحللها جيداً ومن ثم يقارن تحليله بالتحليل المكتوب بالملفات ومن ثم يكتب الإختلافات التي يجدها. أما عن فارس فقد كان يدرس التقارير والسجلات والمتعلقات الإلكترونية الخاصة بالملفات. إستطاع الأربع متدربين أن يدرسوا الكثير من الملفات على الرغم من أنهم لم يستطيعوا إنهائها جميعها. بعد إنقضاء الأربع ساعات جاء إليه المحقق أيهم ووراءه المحقق نائل ..

- يبدو أنك لم تستطيعوا أن تنهوها جميعاً كما هو متوقع منكم !

قاطعه آدم قائلاً :

- لكننا إستطعنا أن نفهم ونحلل جيداً ما درسناه, وأعتقد أن ما يهم هو أن نطور قدرتنا على التحليل والملاحظة لا أن نعلى عدد دراستنا للملفات دون فهمها ..

إبتسم المحقق أيهم إبتسامة باردة ومكارة, وجال في المكان ذهاباً وإياباً ثم وجه كلام إلى الأربع المحققين الذين معهم في الغرفة قائلاً :

- يمكنك أن تذهبوا إلى بيوتكم الآن ولتعتبروا أن بقية هذا اليوم إجازة, شكراً لعملكم.

لم يفهم المحققين ولا المتدربين ما الذي يقصده المحقق أيهم وما الذي ينوي فعله ..

- لماذا مازلتم هنا ؟ سيتولى هؤلاء الأربعة قضايا بقية اليوم مكانكم, لهذا يمكنكم الذهاب, ولا تقلقوا .. أنا سأتحمل مسؤولية هذا الأمر, وسيتحملون هم مسؤولية كوارثهم.

بدت على وجه المحققين السعادة ونفذوا ما أخبرهم به المحقق أيهم وقاموا بتسليم ملفات القضايات للأربع متدربين. كانت القضايا عبارة عن سرقة, إعتداء, محاولة إختطاف وملاحقة. قضية السرقة كانت لرسيل, الإعتداء لفارس, محاولة الإختطاف لآدم والملاحقة لأمير. كانت السرقة بين صاحب محلٍ للطعام والفتى الذي يعمل معه, والإعتداء كانت بين بائعتين تقاطعت أرزاقهما مع بعضهما فبدأوا بالشجار الذي أنتهى بوجودهم بالمركز, أما محاولة الإختطاف فكانت من رجلٌ في عقده السادس محاولاً إختطاف طفلٌ في منتصف عقده الأول, والملاحقة كانت بين شابٍ والفتاة التي يحبها أو يظن ذلك, فقد حللها أمير بأن الشاب مصاب بهوس العشق. إستطاعت رسيل أن تحل قضيتها عن طريق سجلات كاميرات المراقبة وإتضح أن صاحب المحل هو المخطئ, فقد كان المال مخصص لإيجار المحل فجهزه للمالك ونسي أنه وضعه بحقيبته التي تركها في أحد الخزائن وظن أن مساعده هو من سرقه. أما قضية الإعتداء فقد قام فارس بمراضاة السيدتين حتى إنتهى الامر بالتصالح. وقضية الإختطاف إتضح من سجلات المجرم أنها لم تكن أول قضية له فتم تحويل إلى الطابق التاني للمحققين المتخصصين بتلك القضايا. وآخراً قضية الملاحقة, قام أمير بوضعة بالحبس لمدة أربعٌ وعشرون ساعة كإجراء وقائي وتم أخذ منه مذكرة تعهد على عدم الإقتراب من الطرف الأخر, وقام بالتحدث معه قليلاً فهو في بادئ الأمر كان طبيباً نفسياً.
بعد أن أنهوا القضايا التى سلمها لهم المحققون والقضايا التي توالت من بعدها, جلسوا متعبين غير قادرين على الحراك. وقف فارس وقام بتمديد عضلات جسده حتى يريح جسده قليلاً ثم أردف قائلاً :

- لقد قررت قراراً تغاضيت عنه منذ فترة كبيرة !

إنتبه له الجميع بإنتظار ما سيقوله..

- سأذهب لأعمل مع شرطة الإنترنت, بعد التفكير في الأمر قليلاً أستطيع أن أرى أنه التخصص المناسب لي.

ضحك الجميع على طريقة قوله لقراره بعدما بدأ بوضع أشياءه في حقيبته, وشاركه القرار أمير قائلاً :

- وأنا سأعود لأصبح طبيباً نفسياً, فعلى ما يبدو مكاني وسط المرضى والإستشارات.

قاطعته رسيل قائلة :

- على ذكر ذلك, أريد منه أن تصف لي منوم فأنا لا أستطيع أن أنام جيداً هذه الأيام ..
- لماذا ؟ أهناك شيء !

إبتسمت له رسيل قائلة :

- لا تمارس مهامك الطبية معي, كل ما في الأمر أني أعاني من الأرق.

ضحك أمير على ما قالته وأماء برأسه على الموافقة. كان قد إنتهى وقت عملهم الرسمي فقاموا بترتيب الغرفة ونقل الملفات ووضعها في أماكنها وهموا بالخروج,أوقفهم المحقق أيهم قائلاً :

- لا تنتظروا مني أي تشجيع فأنتم فعلتم ما يجب عليكم فعله, وإن أنتظرتم إطراء أو تشجيع في كل مرة تنجزون فيها شيئاً فلن تستطيعوا العمل هكذا .. أما الآن فهناك شيئٌ مهم يجب أن تتدربوا عليه !

تململ الجميع مما قاله فلقد أرهقوا كثيراً من العمل الذي وكل إليهم منذ بداية اليوم. خرج بهم إلى سيارة الشرطة المصفوفة بجانب المركز وأدخلهم إليها ..

- أنتم تعلمون أن في بعض الأحيان يتوجب علينا كمحققين أن نرصد ونراقب أماكن معينة قد يتردد المجرم أو المشتبه به عليها, قد يظهر الشخص المعني بعد بضع ساعات وقد يظهر بعد العديد من الساعات وقد يظهر بعد يوم, ومن الممكن ألا يظه. لهذا سيتم تدريبكم على هذا الأمر عن طريق جلوسكم هنا لمدة أربعٌ وعشرون ساعة ستسجلون جميع التحركات التي ستروها وسأتأكد منها بنفسي. إن خرجتم قبل الموعد المحدد فسيتم معاقبتكم وإن خرجتم في الموعد المحدد فهنيئاً لكم.

أغلق المحقق أيهم باب السيارة وتركهم مذهولين من سرعة حدوث الأمر. كانوا متعبين جداً ويشعرون بالإرهاق والنعاس, لهذا كان بقاء أربعتهم مستيقظين أمرٌ صعب فقرروا أن يتبادلوا مع بعضهم البعض وتطوعت رسيل بأن تبدأ بالربع الأول من الأربع وعشرون ساعة ثم تتناوب مع آدم ومن بعده فارس وأمير إلى أن ينقضي الوقت.

************************

في أحد المباني المتهالكة التي تجعلك تشعر أنها ستقع إن أثقلت خطواتك في المشي على أرضها, جلس شخصاً ما وحيداً في الظلمة التى أخفت ملامح وجهه, ينظر إلى دقات الساعة التي أعلنت بدورها عن حلول منتصف الليل. نهض من مكانه وكتب على أحد الحوائط جملةً ما, وقام بحمل حقيبة ظهره التي أثقلت ظهره بثقلها وشق طريقه في الظلام. حينما انقشع السحاب عن القمر وأنار ما حوله, تبينت الجملة التي كتبها وكان نصها :

" إن الألم الذي آلم قلوبهم ليلاً, كان نتاج تجارب كثيرة نزعت الحياة من أرواحهم, ربما لم يتغير بعضهم وربما صنع من بعضهم وحوشاً لا يمكن هزيمتها, وهذا ما يجب أن يؤول إليه الأمر. أما من تركت في قلبه ضوءً أبيض أعاد روحه فأولئك من يجب أن ينطفئوا. "

************************




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 11:16 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الثامن


أنهت رسيل ربعها الأول من المراقبة وسلمت الربع الثاني لآدم, كان الجميع في نومٍ عميق إلا آدم الذي كان يقرأ كتاباً ما حتي يشغل نفسه ولا يشتت ذهنه ويفقد تركيزه في فترة مراقبته. نظر إلي رسيل التي كانت نائمة في المقعد المجاور لها نظرةً خاطفة, فوجدها تتصبب عرقاً, فقام بفتح نافذتها ظناً منه أنها تشعر بالحر.لم يمر الكثير من الوقت حتى وجدها تتقلب كثيراً في مكانها. حاول إيقاظها كثيراً لشعوره أنها ترى كابوساً ما لكنها لم تستجب, وما أقلقه أن جسدها كان حاراً جداً. قام بإيقاظ أمير ليرى ما بها وما الذي يستطيعون فعله..

- إن حرارتها مرتفعةٌ جداً ! منذ متى وهي هكذا ؟
- نصف ساعة ..
- يجب أن نأخذها الآن إلى المسشفى فوضعها لا يبشر بالخير !

لم تكن رسيل فاقدة لوعيها بالكامل, فهي كانت تسمعهم وتسمع ندائهم لكنها لم تستطع أن تجيب, كانت كالعالقة في وسط عالمين, ما تسمعه مختلفاً عما تراه, فقد كانت ترى ذكريات قديمة وأحداث مشوشة. إستفاق فارس على أصواتهم التي بدأت تتعالى وبدأ يستجمع ما يحدث بالتدريج ..

- ماذا سنفعل الآن ! وماذا سفعل بخصوص المحقق أيهم ؟

أجابه آدم بنفاذ صبر :

- أتمزح الآن يا فارس ! يجب علينا أن نتحرك على الفور وليفعل ما يشاء !

لم يعقب فارس وشرع في البحث على أقرب مشفى ليذهبوا إليها ..

- هناك مشفى للطوارئ على بعد شارعين من هنا, يمكننا الذهاب إليها.

لم يكن بحوزتهم مفتاح السيارة فقام فارس بإستخدام مهاراته الحوسبية لإدارة السيارة.عندما وصلوا للمشفى تم نقلها لغرفة الطوارئ لعمل اللازم. في لحظات إنتظارهم خروج الطبيب جاءهم إتصال من المحقق نائل ..

- أين أنتم !!
- في المشفى.
- مشفى ! لماذا ؟ ماذا حدث ؟

شرح له آدم ما حدث وأخبره أنهم لم يستطيعوا أن يتركوها في هذه الحالة ..

- وكيف هي الآن ؟
- لا نعلم بعد ..

صمت المحقق نائل للحظة ثم أردف قائلاً :

- حسناً .. هناك ما هو أهم الآن.
- ما هو ؟
- قضية.

************************

جاء بلاغ من رجلٌ ما عن عثوره على جثة لشابٍ في آواخر عقده الثاني ملقاه على أحد جانبي طريقٍ ما, قلما تمر به السيارات. تجمع المتدربين في حضور المحقق أيهم ونائل في مسرح الجريمة وبدأوا بالتحقيق بعد أن تلقوا التوبيخ الذي كان غير مبرر من وجهة نظرهم. كانت إحتمالات أن يكون هذا الشاب توفي نتيجة حادث سير بعيدة جداً, فقد كان هناك علامات إعتداء كثيرة على جسده لكنه أيضاً لم يمت بسبب التعذيب. كانت التقرير المبدئي من الفريق الجنائي يدل على أنه مات خنقاً, ساعة الوفاة كانت ما بين الساعة الثانية عشر والواحدة بعد منتصف الليل, توجد علامات تقييد على كلتا يديه وقدميه, ولا شيء آخر. لم يكن بمسرح الجريمة أي شيء قد يساعدهم بالتحقيقات, فقط جثة ذلك الشاب. جلس أمير بجانب الجثة ومعه آدم, وقام آدم بالكشف عن يد ذلك الشاب ثم وجه سؤاله إلي أمير قائلاً :

- ماذا تظن ؟

أزاح أمير يده من على خده وقام بحك ذقنه قليلاً قبل أن يقول ما يجول في خاطره ..

- يبدو أنه كان مقيد منذ فترة طويلة, لا تبدو أنها الأحبال هي التي تسببت بها بل أصفاد حديدية كانت مغلقة بشدة على يديه وقدميه, علامات الخنق التى على رقبته كانت ناتجة عن سلكٍ مطاطي, ويبدو أنه كان محتجز منذ فترة طويلة ..
نحن لسنا أمام قضيةٌ سهلة هنا ويجب علينا ألا ندعها تغلق لنقص الأدلة التي معنا.

- لا تستبق الأحداث, ربما يكون الحل أمام أعيننا ونحن فقط لا نراه.

************************

إستيقظت رسيل على صوت الطبيب الذي كان يعطي الممرضة بعض الإرشادات والتعليمات للإهتمام بها. حاولت أن تنهض من مكانها لكن دوارها الشديد ووجع رأسها منعاها من ذلك. لاحظها الطبيب فمنعها من الحركة لعدم تعافيها التام ..

- ماذا حدث لي ؟
- لقد أرتفعت حرارتك بشكلٍ مفاجئ وجلبك زملائك إلى هنا فاقدة للوعي وواهنة.

صمتت رسيل ولم تعلق فأردف الطبيب قائلاً :

- لم أعثر على أي شيء قد يفسر حالتك هذه, لذا بحثت في سجلك الطبي ووجدت أنك تعرضتي لهذه الحالة من قبل .. أربع سنين وبضعة أشهر على ما أظن !
لكنك كنت في غيبوبة حينها.

ظلت رسيل صامتة هذه المرة أيضاً ولم تعلق ..

- لا يهم إن لم تريدي أن تتحدثي. أما الآن فستمكثين هنا معنا ليومان آخران حتى تتعافي وحتى نطمئن على حالتك الصحية و يمكـــ ..

قاطعته رسيل قائلة :

- أنا بخير ولا أشعر بغير ذلك .. لذا أظن أنه يمكنني الذهاب.

لم تكن قدرة رسيل كعادتها, فقد كانت تظهر لها بصورة مشوشة مما أضعف تركيزها. حينما كانت تهم بالنهوض مرة أخرى منعها دوارها عن ذلك, فأعقب الطبيب قائلاً :

- يبدو أن لجسدك رأي آخر ! على الأقل فلتمكثي هنا حتى تتحسني, فغير ذلك لن أسمح لك بالخروج.

خرج الطبيب من الغرفة وترك رسيل غارقة في أفكارها .. لا, غارقة في ذكرى واحدة فقط, ذكرى ذلك اليوم التي حصلت فيه على قدرتها.

************************

بعد أن تم نقل الجثة إلى المشرحة ليتم تشريحها وإعطاء التقرير النهائي لها, تم أخذ الرجل الذي أبلغ عن الجريمة ليتم إستجوابه. كان الرجل في عقده الخامس, ذوه بنية هزيلة وضعيفة, ملامح وجهه تعكس مقدار الإرهاق الذي ألم به. كان آدم المسؤول عن إستجوابه, قام بفحص سجله وكان نظيفاً, فبدأ بسؤاله الأسئلة الإعتيادية لهذا الوضع ..

- ما الذي ذهب بك في ذلك الوقت إلى ذلك الطريق ؟
- العمل ..
- ماذا تعني بالعمل ؟
- أنا مهندس كهرباء .. إن هذا الطريق مهمش إلى حدٍ ما, فلا تسلكه السيارات إلا قليلاً لأنه تفرع طويل من طريقٍ آخر. في الفترة الأخيرة كانت هناك حوادث إصطدام به نتيجة تلف المصابيح الكهربائية. تم تكليفي بإصلاحها في ذلك اليوم الذي عثرت فيه على جثة ذلك الشاب أظنها كانت الساعة الخامسة والنصف فجراً, وقت انقشاع الظلام. عندما قمت بإصلاح المصباح لاحظت وجوده على الطريق المقابل للذي أقف به. ركضت نحوه مسرعاً لكني وجدته ميتاً.
- لكنك أبلغت عن الجريمة بوقتٍ متأخر عن وقت وصولك وإنتهاءك من تصليح المصابيح !
- لقد تملكتني الرهبة, لم أعلم ماذا يجب أن أفعل ! شخصٌ فجأة أبلغ عن جريمة قتل ولا يوجد ما يثبت أنه ليس القاتل أو على الأقل مشتبه به, بسبب عدم وجود كاميرات للمراقبة بذلك الطريق. بالتأكيد سأفزع ولن يكون رد فعلي سريع !
- لا توجد كاميرات للمراقبة !
- نعم .. كما أخبرتك أن هذا الطريق مهمش ولا تسلكه الكثير من السيارات.
- حسناً, ستبقى هنا قليلاً معنا حتى نقرر غير ذلك.
- لكني لا أستطيع أن أتأخر عن منزلي وعملي !
- أعتذر منك لكنها الإجراءات ..

خرج آدم من الغرفة وتفكيره مشغول بالكثير. كان يفكر في كيفية حل هذه القضية بدون أي دليل, خاصةً وأنه كان يضع أملاً كبيراً إلى حدٍ ما على تسجيلات الكاميرات بالطريق لكن سرعان ما تبدد ذلك الأمل. أخرجه صوت فارس والمحقق أيهم من تساؤلاته عندما بدأ بالإنضمام إلى محادثتهم. كان فارس يرى مواضع كاميرات المراقبة في الطريق بعدما أمره المحقق أيهم بذلك ..

- إن الطريق الأصلي ينتهي بتفرعين, التفرع الأول طويلٌ جداً وهو الطريق الذي عثر على الجثة به, أما الثاني فهو طريق مختصرة. الطريق الأصلي والتفرع المختصر بهما كاميرات للمراقبة,لكن التفرع الآخر يمكننا إعتباره مهجور ..
- إذاً ماذا ستفعلون الآن ؟

أجابه أمير قائلاً :

- ماذا سنفعل ! نحن لا نعلم أي شيء عن مواصفات السيارة التي ألقت بذلك الشاب هناك ولا أعتقد أنه تسجيلات الطرق الأخرى قد تفيد.
- أمتأكد ؟

صمت جميعهم للحظة حتى أخرجهم آدم عن صمتهم قائلاً :

- يمكننا أن نراقب السيارات التي مرت بالطريق الأصلي والتفرع المختصر في خلال فترة منتصف الليل, والسيارة التي لن نعثر عليها في التفرع المختصر فبالتأكيد سنعثر عليها في التفرع الآخر !

إبتسم المحقق أيهم فلم يكن يتوقع أقل من ذلك من آدم, ثم أردف قائلاً :

- جيد جداً, يمكنكم الآن أن تذهبوا لتجلبوا تلك التسجيلات حتى تظهر نتيجة تقرير التشريح الخاص بالجثة.

************************

دخل المحقق أيهم إلى غرفة رسيل فوجدها نائمة, جلس على الأريكة المقابلة لفراشها ساكناً بدون أي حركة, لم تمر سوى بضع دقائق حتى دخل عليه المحقق نائل ووراءه آدم. لم يتوقعوا أن يلاقوا المحقق أيهم هناك فهو حتى لم يكلف نفسه بالسؤال عن حالها فكيف سيأتي ليطمئن عليها ..

- أيهم ! ماذا تفعل هنا ؟
- على ما يبدو أني أزور مريضاً كما ترى .. ما الذي تفعلونه أنتم هنا ؟
- لقد جئنا لنطمئن على رسيل قبل أن نذهب لنرى أنا وآدم الطبيب الجنائي, فقد قال أنه هناك شيءٌ مهم يجب أن نراه ..
- ما هو ذلك الشيء ؟
- لا ندري .. سنذهب لنرى ذلك الآن.
- سأتي معكم إذاً, لنذهب إلى الطبيب أولاً لنسأله عن حال رسيل ومن ثم ســ ..

قاطعه صوت رنين هاتفه والذي أيقظ رسيل بدوره ..
كانت المحادثة من طرف واحد, فقد كان المحقق أيهم يكتفي فقط بالإستماع إلى ما يقال في بعض الأحيان ويجيب بالموافقة في أحيانٍ أخرى. بعدما أغلق الهاتف بدت على وجه ملامح الإمتغاص والتعصب, فتنحنح المحقق نائل سائلاً إياه عن مضمون المحادثة.

- ماذا حدث ؟
- لقد كلفنا بقضية ..

تعجب المحقق نائل من تكليفهم بقضيتين وأردف قائلاً :

- مرة أخرى !!
- لا أعلم إلى أي حد سيتمادون معي حتى يشعروا بالرضى ..
- ماذا سنفعل الآن إذاً !
- إذهب أنت وآدم لتروا الطبيب الجنائي وسأذهب أنا إلى مسرح الجريمة .. أخبروا فارس وأمير أن يأتوا إلى هناك بعد أن يحصلوا على التسجيلات الخاصة بالقضية الأولى.

نهضت رسيل من فراشها وأخبرت المحقق أيهم أنها ستذهب معه فإعترض قائلاً :

- لا يمكنك ذلك فـ ..

قاطعته قائلة :

- أنا بخير .. سأذهب لأبدل ملابسي أولاً ومن ثم سنذهب إلى مسرح الجريمة.

لم تكن رسيل تريد أن تمكث أكثر من ذلك بالمشفى, على الرغم من شعورها بالإنهاك الشديد ومن رؤيتها التي ماتزال مشوشة.

************************

كان مسرح الجريمة نظيفٌ جداً, نظيفٌ لدرجة تجعلك تتسائل إن كان هناك من قتل حقاً. كانت الجثة لرجلٌ في آواخر عقده الخامس, نائماً على فراشه بسكينة, جسده نظيف ولا توجد بقعة دماءٍ واحدة عليه أو حوله. دخل كلا من المحقق أيهم ورسيل إلى المسرح وإتجهوا مباشرةً إلى غرفة الضحية. كانت رسيل تشعر بشعورٍ غريب, وكانت ترى أشياءً ومشاعر تشعرها أنها كانت في هذا المكان على الرغم من أنها لم تكن كذلك, ظنت أنها ناتجة عن تشوش رؤيتها لكن ما حدث بعد ذلك غير أسقط تلك الظنون. وقفت رسيل لتستمع مع المحقق أيهم إلى تقرير الفريق الجنائي الذي كان يقول بأن الرجل على الأغلب قتل عن طريق مادة حقنت بالوريد فهناك آثار لإبرة الحقن, توقيت وفاته يمكن القول أنه كان منذ أربع ساعات, أي بين الساعة السادسة والسابعة مساءاً, لكن ما هو غريب أنه حفر على معصمه رمز الرقم إثنان باللغة اللاتينية. صعقت رسيل عندما سمعت آخر ما جاء بالتقرير وذهبت لتتأكد بنفسها مما قيل, رفعت معصمه لتراه ووجدت الرمز كما ذكر الفريق الجنائي وكما رأتها من قبل .. كما رأتها من قبل على معصم والدتها !
لم تستطع رسيل أن تقول شيئاً فقط وقعت على الأرض جالسة وتعالت على وجهها ملامح الذهول. لم يكن يدور في عقلها سوى سؤالٍ واحد في وسط نظرات المحقق أيهم والفريق الجنائي لها " لماذا قرر الظهور الآن بعد كل هذه السنين ؟ لماذا أعلن ظهوره بجريمةً أخرى !. "

**********************

بعتذر عن التأخير وأتمنى أن الجزء يعجبكم ..
شاركوني توقعاتكم عن الأجزاء الجاية :d




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.