10-09-12, 02:03 AM | #1 | ||||
نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ولكن...تعمى القلوب التى فى الصدور "ولكن....تعمى القلوب التى فى الصدور" حتى تستطيع العيش لابد لك من التأمل ..تأمل مابداخلك فيجب عليك ان ترى النور فكل تعاملاتك..صدقاتك..حتى التآلف بين البشر والتعرف على الواقع... والعلم والجمال هو فى حقيقته ليس منك انت ...فحتى تستطيع التواجد والعيش لابد ان تتصل بالنور ...تراه تكون على مقربه منه فعندما تقع عينيك على الوردة لترى جمالها ...فلابد للضوء ان يقع عليها اولا حتى تستطيع الرؤيه...فبدون النور لا تستطيع ان... ترى ذهبت به الى جميع الاطباء... سواء كان من داخل المدينة او خارجها فجميع التشخيصات اجتمعت على (عين ابنك سليمة ...فلا اعلم حقيقة ماالسر وراء عدم رؤيته) هكذا قال الطبيب الى والدة احمد وكأن الحيرة تحولت الى رجل طويل عريض المنكبين يمسك بيديها بقوة من وراء ظهرها ..لاتستطيع الخلاص منه ولا الفرار...فجميع الاطباء اجتمعوا على عدم وجود خلل او اضطراب لا يسمح بالرؤية فجميع الفحوصات سليمة وليس بها اى علة او مرض ضاق بهم الحال وازدادت الحيرة اتساعا ...ولايعلمون مايجب ان يفعلوه اتكأت السيدة العجوز على ذراع ابنها فى طريق العودة الى البيت ..جسمها هزيل ضعيف اخذ منه الزمن نصيبه ...وكان احمد ياخذ بيد امه ليرى هو بها كأنه كالطفل الصغير...فكان لها جسد تستند عليه...وكانت له عين يرى بها وعندما لمحت جارتهم مجيئهم من بعيد ..ادلت بنصف جسدها الممتلئ من الشرفة تسأل بصوت جهورى...(ها يا ام احمد ايه الاخبار يارب يكون خير) وكان جزء من اهتمامها بسبب ان الطبيب من معارفها وهى التى اشارت لها باللجوء اليه بعد ما ضاقت بهم السبل...نظرت السيدة العجوز بااعلى اتجاها بنظرة مليئة بالحزن وخيبة الامل...ثم عادت وطأطأت براسها الى الارض ..علامة من علامات الانهزام وقلة الحيلة ..شعرت الجارة بها وانتظرتها على باب بيتها حتى تستطيع التحدث معها والتخفبف عليها...لم يطيق احمدالوقوف والانتظار والسماع الى ثرثراتها واحساس الشفقة من نبراتها ...اخذ المفتاح من يد والدته واتجه الى باب منزلهم واخذ يتحسس بيده اليسرى موضع المفتاح فى الباب ...حتى فتحه وترك الباب مواربا...جلس على مقعد بجانب النافذة حتى يستطيع استنشاق الهواء...وبعد فترة وجيزة دخلت والدته من وراءه وكانت فى اولى خطواتها من كلمات الشفقة لتواسيه وكانت ردة فعله غير متوقعة بالنسبة اليها فظلت تنظر اليه فى اندهاش ...حيث ثار ثورة عنيفة واخذ يخبط ويصيح يمينا ويسارا وظل يردد ...انا لااريد ان اسمع كلمة شفقة من احد ...لااريد ان اسمع اى شئ ...اكره نفسى واكره حياتى لااريد العيش.. عشرة اعوام عشرة اعوام... وانا بين بين لااعلم او افهم ان كنت اعمى او ...لا ...اريد ان اتخلص من حياتى فاتبعته امه قائلة...ياابنى ربنا فرجه قريب فعاد الى صراخه مرة اخرى ...ربنا اين هو...ان لااراه ...لا اراه وجوده ...لما يعذبنى لما انا ؟..لما كل هذه الاعوام ؟ وبوجه ملئ بالغضب تنفر منه العروق انا اكره الل.....فوضعت يدها على فاه بقوة قبل ان ينطقها... استغفر الله العظيم ...اتكفر بالله اتكفر برحمته ؟ من انت ؟ انت لست ابنى الذى ربيته فاردف بتهكم وسخرية قائلا ...اقرب الى من حبل الوريد ووقعت يده على سكين بالقرب منه واخذ يقطع فى يده وجسده وجن جنونه واخذ الصراخ والعويل يزداد اين...اين... ولاتقوى الام العجوز على ايقافه..ووقع مغشيا عليه غارقا فى دماءه الى ان وصلت سيارة الاسعاف حاملة جسده الى العربه ...وامه غارقة فى دموعها وقلبها يتمزق من شدة حرقتها على ولدها وبعد طول انتظار استطاع الطبيب اسعافه وظل فى المستشفى قرابه اسبوع حتى عاد الى منزله واخذ شهور كثيرة لايتكلم مع احد ...تناول طعامه قليل... فيتناول فقط مايبقيه على قيد الحياه...يمكث فى غرفته ليالا طويله ... الى ان سمعت امه صوت بكاءه من وراء باب غرفته ...فتقدمت وفتحت الباب الى ان وجدته جالسا مفترش سجادته لاول مرة من... عشرة اعوام ..فاقتربت اليه تجلس بجانبه ...وعينيها تسأل عن حاله فى صمت الى ان نظر اليها ووجهه غارق فى الدموع...قائلا اتعلمين يا امى كان العمى والغشاوة من" هنا " ولذلك احتار الاطباء فى علاجى... وهو يضغط بيده بقوة على صدره ...موضع" قلبه" انتهـــــى... | ||||
10-09-12, 05:37 AM | #2 | ||||||||||
إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة موثرة احمد الغشاوة التي على قلبه واعمة بصيرته ادت به الى الالحاد ثم الى الانتحار البصيرة اهم من البصر وهو عرف الداء ووجد الدواء { بَلِ اﻹنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } | ||||||||||
11-09-12, 12:29 AM | #3 | |||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. رائعة .. أختي نبض قصتك .. جذبني عنوانها لأقرأها .. لاكن إعجابي الآن بالرواية نفسها يفوق إعجابي بعنوانها .. سلمت يداك على الدرر التي نثرتيها .. .. العمى الحقيقي ليس عمى العين .. بل عمى القلب .. كم من أناس يتمتعون بالبصر و لاكنهم فقدوا البصيرة .. دليلهم للطريق المستقيم .. فكان البصر شاهدا على كثير من خطاياهم التي إقترفوها .. بعد أن كان نعمة .. تبجحوا بها طويلا .. و غفلوا عن شكر خالقهم السميع البصير .. شكرا لك .. نبض .. و أنتظر جديدك .. تحياتي .. | |||||||||||
11-09-12, 10:32 PM | #4 | |||||||
نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية
| صدقت والله فكم من بصير لا يرى وكم من أعمى رُفِعَتْ عنه الحُجُب كنت أتوقع أن يكون تفصيل أكبر عن الآلية التي اهتدى بها ..كانت نقلة سريعة من حالة الانتحار ...إلى حالة التوبة.. جزاك الله خير يعطيك العافية..................... | |||||||
12-09-12, 05:10 PM | #5 | |||||
نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته sarah...اسعدنى جدا مرورك من هنا وقرائتك لكلماتى البسيطة وحقا البصيرة اهم من البصر اسأل الله ان ينعم علينا بنوره سبحانه وتعالى ارجو ان اكون عند حسن ظنك شكرا لكى | |||||
14-09-12, 02:10 AM | #6 | |||||
نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مدامع عين...وانا فرحتى بردك وتعليقك على كلماتى البسيطة يفوق الوصف شكرا لكى اختى على قرائتك ومجاملتك اللطيفة سعيدة جدا انها نالت اعجابك ربنا يحفظ قلوبنا بالايمان ومرة اخرى...شكرا | |||||
14-09-12, 02:17 AM | #7 | |||||
نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ساندى...جزانا الله واياكم نعم كانت نقلة سريعة جدا ...لانى اعتقد واظن ان الهداية فى "لحظة" واشعر بأنها سر من اسرار الله ...عزوجل دائما يعجبنى تعليقك الشامل شكرا لكى اختى...وشكرا لذوقك | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|