29-10-12, 11:26 AM | #1 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الرضا .... او احدى مسمّياته ! الرضا ...كلمة البعض يبحث عنها بقناعة ... يحددها كهدف فيصلها سريعا ... بينما البعض الاخر يبحث عن مسميات اخرى لها دون ان يدرك ان الراحة بالاعتراف بمسمى واحد للسعادة ... انه الرضا ... فحسب ! تلهينا الاضواء التي نلهث خلفها وتشوشنا الاحلام لكثرتها وتبهرنا الاماني التي تتحقق فنسعى لغيرها وتحبطنا الخسائر فننكفي في احدى الزوايا نتألم قليلا او كثيرا قبل ان نحاول الوقوف لنبدأ من جديد رحلة البحث عن تلك الكلمة او احدى مسمياتها .... اكتشفت انني استطيع ان اصل الى السعادة بطريق اسرع عندما ابحث عن الرضا بمعناه المبسط ... ابحث عن الكلمة في وجه عجوز مبتسم او طفل متساءل او حتى عصفور مغرد !... ابحث عنها في شعاع الشمس عند الصباح الباكر وقرب امواج البحر الهادر او في ارض شاسعة ممتدة امام البصر قد تكون صحراء ذهبية جرداء او خصبة غنّاء بزرعها او حيوية عامرة بمبانيها ... ما يهم ان ابحث بنفسي عمّا يمنحني الاحساس بالرضا ... في اشياء قد تبدو صغيرة لاني لااملكها لكنها كبيرة بما تمنحني اياه ... اذكر مرة كنت على خصام مع زوجي والتزمنا صمتا خانقا وهو يقود السيارة بنا لوجهة ما ... لم اسأله لماذا حاد بنا ليقف على جانب الطريق ويترجل من مقعده دون ان يوجه لي نظرة ! وانا بتعنت رفضت الخضوع لفضولي والتزمت نفس الصمت وانا ادير وجهي جانبا اتطلع للمحلات المتراصة ... ما بين محل لبيع لعب الاطفال واخر لبيع الحلويات وثالث لبيع ادوات منزلية .. وعند الزاوية القريبة مني كانت صيدلية .. لم اتنبه اي المحلات اختار زوجي مقصدا له وظللت اراقب المارة بفضولي المعتاد ... احب مراقبة الناس ... لاتفهموني خطأ ! ليس من باب التدخل في شؤونهم او التطفل على خصوصياتهم ولكنه مجرد طبع او تطبع اعتدت عليه كجزء من شخصي .... احب اكتشاف ما يفكر به البشر ودراسة شخصياتهم وتحليلها عبر حركات الجسد ونظرات العيون .. احب رؤية انفعالاتهم المختلفة باختلاف طبائعهم وردود افعالهم تجاه بعضهم البعض ... وخلال رحلتي الاستكشافية هذه رأيتهما ... عجوزان يخرجان من الصيدلية ... رجل وامرأة ... الرجل كان ضعيف الجسد بينما المرأة ممتلئة .... خاتمه الفضي يلتمع في بنصره فتأكد لي انه يعتني بتنظيفه شخصيا لكن لمعان الفضة لايضاهي لمعان الذهب ... فقد شع خاتمها مبتهجا في بنصرها ... كشعاع ابتسامتها وسط وجهها المرهق بينما زوجها ينظر اليها بحنق !... لم اشعر بنفسي الا ويدي تخفض زجاج النافذة الجانبية لاسمع ما يقوله لها بينما يمد يده نحوها ... كانت ما تزال تبتسم وهي تركز على خطواتها لتهبط درجات ثلاث لا اكثر توصلها للرصيف ... سمعت صوته الذابل يقول " امسكي يدي يا امرأة ! انت مرهقة وقد تتعثرين على هذه الدرجات المتهالكة فتسقطين ارضا .." هزت راسها رافضة وهي تقول بحنان " لاتقلق انا انزل على مهل ... اخاف ان لاتحتمل وزني ان اتكأت عليك " فجأة ضحك ثم قال غامزا وهو يمسك يدها عنوة " ايتها الواهمة .. انا استطيع حملك حتى ! هل تريدين التجربة ؟؟" ضحكت هي الاخرى واستكانت ليده بينما هو يسندها قائلا باهتمام شديد " على مهلك عزيزتي .. لاتتعجلي ... خذي كل الوقت وانا معك ..." اجفلت عندما انحجبت الرؤيا بظل ضخم ... رفعت عينيّ لارى زوجي يقف امامي حاملا بيده الحلوى التي احبها بينما يصارع ابتسامة من ان تشق شفتيه غفلة منه .. فيكفيه انه تنازل اولا واشترى لي شيئا احبه والكرة في ملعبي الان ... بطارف عيني لمحت العجوزين وقد اكملا نزول الدرجات الثلاث ويداهما ما زالتا متعانقتين ... عدت بنظراتي نحو زوجي الذي استبد به الغيظ لتأخري في ابداء ردة فعل ... ابتسمت ... لا ... بل ضحكت ! فاسبل اهدابه ليقول " هل تهزأين مني ضاحكة هكذا ؟!" رددت وانا اختطف الحلوى منه " بل اضحك لانك لاتجيد الكلام كما تجيد الفعل ! " ثم غمزت له وانا اراه يضحك بخفوت لاقول بعدها من اعماقي " لكني راضية بك كيفما تكون ...." التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-08-13 الساعة 11:28 AM | ||||||||
29-10-12, 12:17 PM | #2 | |||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير
| يالله كم أنتِ رائعة كارى فى كل أحوالك وبكل أنواع كتاباتك وأسلوبك المميز المتسم دائما بالحكمة والنصيحة كأفخر انواع الحلوى مغلفة بأرق واروع ورق الهدايا الرضا الكلمة التى يتلخص فيها كل اسرار الحياة الرضاأسمى مقاماً وأرفع رتبة من الصبر، إذ هو السلام الروحي الذي يصلبالعارف إلى حب كل شيء في الوجود يرضي الله تعالى، حتى أقدار الحياة ومصائبها، يراها خيراً ورحمة، ويتأملها بعين الرضا فضلاًوبركة. ومن الأقوال الجميلة فى الرضا قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك... وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك وردا ...!! ويحكى أن أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق وطلب منه أن يساعده في كتابه إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له، أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع، ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة... الخ، وقرأ كلمات الإعلان علي صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد.. وبعدها طلب منه أن يقرأ الإعلان مرة ثانية، وحين أعاد الكاتب القراءة، صاح الرجل: يا له من بيت رائع! لقد كنت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه!! ثم أبتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان، فبيتي غير معروض للبيع!!! وهناك قصة معبرة عن الرضا كان هناك غرفة صغيرة فوق سطح أحد المنازل ، عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة، إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء. فالحجرة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي، غير أنه ليس لها سقف، و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة، و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة والطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب. نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران، و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر. فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا، وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء، ففي بيتهم باب ! ما أجمل الرضا، إنه مصدر السعادة و هدوء البال، و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد. إذن فالرضا مفتاح السعادة وفعلا الرضا الوجه الآخر للقناعة الكنز الذى لايفنى ما اجمل ان يكون الانسان راضيا عن حياته التي كتبها الله له بحلوها ومرها فذلك هو الرضى | |||||||||||
29-10-12, 12:20 PM | #3 | |||||||||||||
نجم روايتي وعضوة نشطة في التراس قلوب أحلام
| صباح الخير كاري تسلم ايدك يا رب استمتعت جداً بكل كلمة قرأتها .. احلى شي بكتابتك بكلمات بسيطة جداً ببتركي أثرك فينا وفيّ أنا بشكل خاص وبطريقتك الخاصة بتوصيللنا الرسالة اللي بدك اياها راح احاول دايماً ادور على الرضا في داخلي قبل ما ادور عليه في الخارج شكراً عنجد كنت بحاجة لهاي الكلمات اجت بوقتها ... يعطيك العافية كاري ويسلمك من كل شر يا رب دمتي مبدعة | |||||||||||||
29-10-12, 12:31 PM | #5 | ||||
نجم روايتي وقارىء ذهبي في قلوب أحلام وشاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| حين نحرم الرضا لن نحصد سوى الحسرة وما اشقانا من منا لم يئن من مصيبة ويبكى الالم ويهزمه جرح لا احد مع اختلاف الام كل منا هنا فقط يفيض نور الرضا يهبه الله لم يحب فما اروع الحب والرضا.. شكرا لكى كارى على كتاباتك الرائعة التى تتسم بالنصيحة والحكمة .... دمتى فى امان الله ورعايته... | ||||
29-10-12, 02:40 PM | #9 | |||||
نجم روايتي وقاصة بقلوب أحلام وعضو في فريق التراس قلوب أحلام و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار
| مساء السعادة والرضا وردتنا شكرا لك على المقال الحكيم صدقا لم اجد ما اعلق عليه سوى ببارك الله فيك فعبارتك لوحدها كافية ووافية لتجعلنا نقتنع ونرضى بما لدينا ... شكرا لك عزيزتي | |||||
29-10-12, 02:40 PM | #10 | |||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
|
| |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|