آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-12, 04:52 PM   #1

أسطورة زمن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية أسطورة زمن

? العضوٌ??? » 117154
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 488
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26 صافي ... كل ما لديك


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...


أهلا آل روايتي الأعزاء .. هذه أول محاولة لي لكتابة قصة قصيرة .. و قد وجدتها شيئا صعبا في الحقيقة ،
حاولت أن اختصر بقدر استطاعتي كي تكون قصة لا شيئا أكبر << الأمر الذي كان صعبا علي
و حاولت في ذات الوقت إيصال المعنى ... اممم .. و لا أدري ماذا نتج حقا ؟!!
سأترككم الآن مع القصة ... بإنتظار رأيكم فيها ...
و آمل أن تستمتعوا ...



¿?



¤ صافي ... كل ما لديك ¤






أسطورة زمن غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-12, 05:00 PM   #2

أسطورة زمن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية أسطورة زمن

? العضوٌ??? » 117154
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 488
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond reputeأسطورة زمن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


¤ صافي ... كل ما لديك ¤



صوته الرخيم الواضح النبرات كان يتلون بمشاعر تزيده دفئا و فخامة ،
خفق قلبها مع الكلمات العذبة التي كان ينطقها بحرفة مصممة لتأسر القلوب ،
دوما كان بارعا في إيصال ذلك الانطباع بأن الكلمات صادرة من أعماقه بصدق .. و موجهة إليها !!
لكن هل تستطيع أن تضحك على نفسها الآن بتصديق ذلك ؟!!
لقد سبق و امتلكت كل شيء .. قصائده .. أغنياته .. حبه .. كل شيء كان لها وحدها ،
لكن شيئا لم يعد على حاله بعد مضي عامين.
لقد أصبح بعيدا عنها بعد النجوم عن الأرض ... و الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو حبها له !
ظلت دوما ترقب أخباره ... لا تفوت أي مقابلة أو عمل جديد له ،

رفضت أن تئد حبها و تتابع حياتها بدونه .. كما رفضت أيا من الخطاب الذين تقدموا لها خلال هذين العامين ،
لا تعترف بذلك لكنها عميقا في داخلها مازلت تنتظره ... تنتظر أن يعود و يفي بوعده !!
لكن هذه المرة .. هذه الليلة كان مختلفا ، تأملته بعيني قلبها .. مصغية لكلماته بكل جوارحها ،
لم يكن يوما أقرب إلى حبها القديم أكثر مما يبدو عليه الآن !
منذ بدأ حياته كمطرب شهير كانت أغانيه تتميز بالصخب إلى حد كبير ..
مع أنه لم يكن من ذلك النوع من المطربين الذين يتقافزون أمام الشاشة مع مجموعة من "دمى العرض" معتمدا على فتنتهن أكثر من موهبته !!
و هي تعترف سرا أن هذا أحد أسباب بقائها على قيد الحياة ، فقد كان من الصعوبة بما كان بالنسبة لها أن تتعامل مع العشرات من معجباته في حياتها اليومية ، و ما كانت بحاجة إلى مشاهد لتحفيز تلك الغيرة التي لا تملك حيلة حيالها !
كان دائما ما ينتقي أغنياته بعناية عندما لا يكون هو كاتبها ، و دائما ينقل إحساسا خاصا به .. تعبير عن غضب .. و ألم جرح عميق ،
ربما هي وحدها تتوهم ذلك فغيرها الملايين يستمع و لا يحس بشيء خلف تلك الأغنيات !
و الآن .. بينما تتابع المشهد الذي جعل قلبها المصدوم يذوب عشقا ... كانت ترى لأول مرة منذ سنتين "صافي" الذي أحبته على الشاشة ... بالطريقة التي حلمت قديما بأنه سيبدو عليها !!
كان يرتدي كنزة ضيقة ذات لون أزرق شاحب و يلف حول رقبته شال أبيض كبنطاله ،
شعره الأسود المصفف بعناية كان يلمع تحت الأضواء ... بينما يجلس على المسرح محتضنا غيثارته ،
جفناه كانا مسبلين و حاجباه معقودين ينقلان إحساسه بالنغمات و الكلمات ...
لم ترى عينيه الرماديتين لكنها كانت تعرف كيف كانتا لتبرقا كشعلتين آسرتين في هذه اللحظة !!
بدا مذهلا و مبهرا لكن ببساطة و دون تكلف ... دون غضب و صخب أغنياته السابقات ...
بدا ك.صافي القديم .. الشاب الجامعي الطموح .. و العاشق المجنون الذي سلبها قلبها !
هالة من الحزن كانت تحيط به تمكنت هي من الشعور بها وسط الأنغام العذبة ، ليظهر لها و أضواء المسرح الحالمة تلفه ، كسحر خارج من أحد الأساطير !!

كان فائض الوسامة كما كان دائما .. امتلاكه لهذا القدر من الجاذبية إلى جانب الشهرة و المال ..بينما الكثير من الناس يفتقرون لأقل القليل من الثلاثة.. يكاد يكون أمرا غير عادل !
ابتسامة حزينة تسللت إلى شفتيه وهو يرثي ذكريات الحب القديم ،
تلك كانت أغنيتها !!
صحيح أنها سمعتها مرة واحدة فقط ... يوم طلب يدها للزواج لكنها لم تكن لتنسى أبدا !
لم تصدق "ورد" أنها تسمع أبيات الغزل الرقيق ذاتها التي سمعتها حينها ،
كان قد غير فيها قليلا ... لكن اللحن العذب لايزال كما هو ... و حكاية عشقهما المطوية بين سطور الأغنية لاتزال كما هي !!
توقف قلبها عن النبض لثانية طويلة مؤلمة ... لقد كان يناديها ...
بألحان غيثارته .. بصوته الفاخر ... بالاسم الذي كان يخصه بها في الماضي ،
الاسم الذي احتواه الآن بعاطفة حارة وهو ينطقه ... "وردتي البيضاء" !!
الإنتشاء الذي كان يتشبع به قلبها المتيم أيامها لمجرد مخاطبته إياها بهذا اللقب كان لا يوصف ،
كانت وردته .. التي نمت و إرتوت من فيض عشقه المتملك ،
بيضاء .. كلون أزهار الإخلاص .. كلون قلبها ... قلب وصفه بالجدير بالحب !!
لم تصدق مقدار الإشتياق الذي نبع من أعماقها في لحظة و تدفق ليغمرها بالكامل !!
صافي لم ينسها ... مؤكد لم ينسها ، ما من سبب آخر يدفعه لغناء أغنيتها أمام جمهوره ... ما من سبب آخر قد يجعله يسمي تلك الأغنية باسمها !!
شعرت ورد أنها قد لا تحتمل طوفان المشاعر التي تفجرت داخلها فجأة لتهاجم ذكرياتها بضراوة كان سيدها الشوق !!
تذكرت أول لقاء بينهما و قد كان في الجامعة ،
كانت هي طالبة في سنتها الأولى حينها .. مراهقة في الثامنة عشرة فقط !
كانت كثيرا ما تراه في الجامعة برفقة أصدقائه ، لم تكن تفعل شيئا عدا مراقبته من بعيد ،
أعجبت به دون حتى أن تلتقيه وجها لوجه ... كسائر الفتيات !
فلطالما امتلك صافي سحرا يجعل الناس تلتف حوله ،
كان واحدا من الأشخاص الذين ولدوا ليلفتوا الأنظار أينما حلوا !
تخيلته كثيرا يأتي ليتكلم معها بأي شيء يتيح لها سماع صوته المخملي ،
أو حتى فقط يمنحها نظرة أكثر من عابرة ،
اخترعت سيناريوهات عجيبة و عديدة يمكن أن تحمله على المجيء إليها فلا شيء كان يجمعهما ،

تخصصهما كان مختلفا كما كان هو في عامه الأخير في الجامعة !
لكن بالرغم من إعجابها المتزايد به إلا أنها لم تجد يوما الجرأة الكافية للقيام بأي خطوة تجاهه !!
كانت تجلس وحدها في كافتيريا الجامعة حين تحققت خيالاتها و جاء ليكلمها لأول مرة ،
بإحساسها الفطن دوما لوجوده بالقرب .. علمت اللحظة التي كان عليها رفع بصرها فيها لتلتقي عيناها بعينيه الجذابتين ،
و بوضوح لا لبس فيه ابتسم لها فما كان منها إلا أن هربت بعينيها بعد دقيقة من التحديق المتبادل !!
لم تكن تلك اللحظة بالرومانسية التي تخيلتها ، بل كان الأمر كله أبعد ما يكون عن الأناقة و الثقة التين كانت ستحدثه بهما في خيالها ،
مع وجبة الكعك و العصير التي كانت تلتهمها بجوع لا تشعر به إلا بعد انقضاء أيام الامتحانات و بالتالي إنتهاء أزمة فقدان شهيتها ،
أحست بحرج من فكرة كونه قد راقبها تأكل على ذلك النحو !
تذكرت كيف وجدت صعوبة بالغة في ازدراد اللقمة حين رأته بطرف عينها يتقدم نحو طاولتها أكثر !!

ذلك اليوم كان يوم الصدمات بالنسبة لها ... يوما فريدا ... لم تكن أول مرة يلاحظها فيها صافي و يمنحها ابتسامة خاصة فقط ،
بل إنه دعا نفسه للجلوس معها ، ثم كلمها بمباشرة صادمة يعلمها باعتراف لم تتهيأ لسماعه مهما تكرر في أحلامها الوردية !!
فاجأها بأنه كان يعرف عنها أكثر مما عرفت هي عنه ... يعرف حتى بإعجابها الخفي به ! أعترف بذلك كما أعترف لها بمشاعره بمزيج من الجرأة و العاطفة ما كانتا لتلائما أحدا غير صافي !‏الذي حدث بعدها كان جميلا لحد الخيال !
حلقت خلف قلبها في سماء الحب ... عاشت أحلامها الوردية حقيقة ... و عرفت صافي بعمق أكبر لم يزد سوى من مقدار تعلقها به.
كان ذا أخلاق سامية جعلتها تثق به في لقاءاتهم النادرة ، كما كان شابا موهوبا و طموحا معتزا بنفسه بالرغم من تواضع حاله الإجتماعي.
تقدم إليها بعد تخرجه مباشرة ، لا تنسى أبدا تلك الليلة و لا مقدار السعادة التي شعرت بها ..
تذكر الأغنية التي كتبها لأجلها خاصة ... كم كانت عذبة جلبت الدموع لعينيها !
و تذكر الجو الساحر حولهما .. سحر يتبع صافي أينما كان ، نسمات البحر المنعشة .. و انعكاس ألوان الشفق على صفحة مياهه خلفهما و هما يتبادلان عهود الحب !
لكن كل الفرح الذي شعرت به ليلتها .. كل تلك السعادة .. كل الحب و السحر ... تحطم في لحظة ... بكلمة رفض خرجت من فم أبيها !!
والدها رفض صافي جاعلا سببا تقليديا يحطم أحلامها ! رفضه و أي من أسبابه لم تبدو لها ذات أهمية ،
كيف يكون الفقر مانعا لإرتباطها بمن اختار قلبها ؟!!

ما العيب في كونه متخرجا حديثا و شابا في بداية الطريق ؟!! ألا يبدأ أي إنسان حياته من نقطة ما ؟!! و مادامت أصغر من أن تعرف مصلحتها كما يقول فلما لا يمكنها أن تنتظر قليلا .. تنتظره حتى يكون نفسه ؟!!
لم يكن أي من هذا منطقيا .. لم تقبل بقرار والدها لكن إحترامها و حبها له منعها من مخالفته !
منذ يومها ابتعد صافي ... غادر حياتها نهائيا ...
اختفت حتى مكالماته الهاتفية ،
لم تعلم هل غضب منها ؟! أم هل تخلى عنها ؟! و هل نسي كل ما كان بينهما ؟!
كل ما علمته هو شعورها بأنه خذلها و تركها تتجرع مرارة هذا الانفصال وحيدة !
نجح صافي كمغني بعد عدة أشهر فقط من انفصالهما ،
إنفجار الشهرة التي حضي بها بأغنية واحدة و النقلة التي حدثت في حياته جعلاها تدرك أن شيئا لم يعد يربطها به .. بالنجم الذي أصبح عليه !!
ظلت تداري حزنا شوه طعم الحياة بنظرها ، تستمر بتأكيد أنها بخير ... و يظل قلبها منزويا يسلي ألمه بفكرة العودة يوما !!

شاشة التلفاز أمامها الآن ملأتها صورة كبيرة له و هو يرد تحية جماهيره و معجبيه الحماسية ،
انتهت الأغنية الجديدة .. أغنيتها ... و انتهت الحفلة التي شاهدتها ببث مباشر من التلفاز ،
لكن .. للحظة .. خيل إليها أن النظرة على وجهه التي بدت و كأنها موجهة إليها من خلال الشاشة .. تحمل معنى يعنيها هي خاصة !
لقد كانت تعرف صافي .. تحفظ كل حركاته و سكناته .. تعرف النظرة التي كان يخصها بها في الماضي ،
وهي ذاتها التي تراها الآن .. هل تهذي ؟!!
بدا و كأنه يخاطبها ... يرسل لها بعينيه رسالة أخرى إلى جانب أغنية حبهما !
تسمرت في مكانها فوق السرير زمنا لم تتبينه ، و عقلها يرفض تصديق ما قد صدقه قلبها مسبقا و راح يرفرف مغردا لأجله !
هل من الممكن .. هل تجرؤ أن تصدق .. ؟!!
أصبح التفكير باستقامة مع التشوش الذي بات يغمرها شيئا صعبا ،
تحركت منقادة خلف أمر مفاجئ أملاه عليها قلبها في رغبة لحسم هذا الصراع داخلها ،
و قبل أن تدرك فعلا كانت تلتقط هاتفها المحمول بجوارها تطلب الرقم الذي لم تنسه حتى مع مرور عامين ... و كيف تنسى و صاحب الرقم و كل تفاصيله محفورة بعمق قلبها !
الدوي الصاخب لنبضاتها كاد يصم أذنيها و يغطي على الصوت الرتيب الذي كان يصلها عبر الهاتف ،

لقد كان يرن !! ما احتمال أن يحتفظ بالرقم نفسه رغم أن الكثير قد تغير خلال هذين العامين ؟!
الإجابة جاءتها سريعا من الصوت المألوف إلى حد مؤلم الذي رد عليها :
_نعم ..
لم تستطع النطق و هي تتشبث بالسماعة بكلتا يديها خشية أن تنزلق إثر الزلزال الذي رج داخلها بقسوة !!
لم يجيب عليها الآن .. لم تسمع صوته ؟! وهو لم يرغب في الإجابة على مكالماتها قبل عامين ؟!!
_من معي ؟!
صوته الرخيم سألها بحزم .. بقوة رافضة لترددها .. بدا و كأنه يعني الكثير بهاتين الكلمتين ، لا تظنه نسي رقمها الذي لم تغيره هي الأخرى .. هل فعل ؟!!
سمعت بعض الضجة .. ثم هدأت الأصوات التي كانت تسمعها من حوله فجأة و كأنه ابتعد عن مداها ، أصبحت تسمع تنفسه الثائر بوضوح :
_أنت من اتصل .. تكلمي !
صوته الآمر جاءها هذه المرة رقيقا .. عذبا .. ملحا ، لقد عرفها !!
جسدها .. روحها .. كلها سكن طيلة نبضتين من قلبها ، ثم تمكن لسانها من النطق أخيرا .. همسا :
_صافي ؟!!
اخرج صوتا كالأنين جعل قلبها يتلوى :
_كنت بإنتظارك !

راحت الدموع تطفر من عينيها ، جملته كانت تحمل أكثر من معنى .. شعرت كم كانت شاملة .. تخمد عذاب كل ما عانته في العامين الماضيين !
خاطبها بحرارة و رقة أذابت ما تبقى من تماسكها :
_تعالي وردتي ... تعالي إلي ... أريد أن أراك !

¤

تقدمت بخطى هادئة بطيئة خلاف أفكارها و مشاعرها الهائجة في هذه اللحظة ، نحو الخيال الطويل الواقف مواجها غروب الشمس و ظهره إليها ،
يقف وسط المكان البسيط بأريحية بعيدة عن تكلف المشاهير و النجوم !
الشاطئ كان خاليا بسبب جو كانون الأول البارد ، وحدهما المجنونان كفاية ليكونا هنا في مثل هذا الوقت !
شعرت بالحرارة في وجهها بالرغم من الهواء البارد وهي تتذكر كيف اعتنت بنفسها و زينتها بشكل بالغ اليوم حتى أنها ارتدت اللون الذي تعلم أنه يفضله !
كانت قد قررت بأن تحارب العالم كله لأجله هذه المرة بمن فيه والدها .. فقط إذا ما منحها فرصة .. وهي ستثبت له ذلك !
شدت يديها تكاد تعتصر دليل صدقها في هذا القرار الذي حملته بين أصابعها المتوترة !
استدار إليها بعد أن أصبحت على بعد خطوتين عنه .. و كأنه سمع وقع خطواتها المترددة فوق رمال الشاطئ ،‏انتفض قلبها لرؤيته أمامها بعد غياب دام زمنا طويلا ، لم يكن وجودها أمامه يشبه رؤيته على التلفاز في شيء ... لقد كان قريبا الآن ... قريب و حقيقي !!
_صافي !
انطلق لسانها يهتف بصوت شبه باكي لم تملك أي سيطرة عليه !
اشتعلت النار في تلك العيون الرمادية لرؤيتها ، ثم خبت و بهتت بطيئة .. رأته يشد على شفتيه !
قال أخيرا قاطعا صمتا ساد بينهما لدقائق :
_أتيت !
كلمة واحدة قالها بصوت جامد ... لم يكن هذا الترحيب الذي توقعته .. تقهقرت مشاعرها .. فكرت بالإنسحاب ... بالإلتفات و المغادرة .. لكنها علمت أن قلبها لن يتركها تحيى إن فعلتها هذه المرة أيضا و استسلمت !
خطت خطوة أخرى باتجاهه و مدت يدها تقدم إليه دليلها على صدق مشاعرها ، و كلها أمل في أن يقبله !
عصف هواء البحر باردا و ارتفع هدير الموج .. ‏ معطفه الطويل الفاخر رفرف مع الريح كما كان قلبها يرفرف في تلك اللحظة ، انخفض بصره نحو الوردة البيضاء التي أخذها من يدها ،
و عندما رفع عينيه لوجهها من جديد رأت أن الجمود زال عنهما ، أصبحت عيناه لطيفتين رقيقتين كما لم يستطع خيالها تصويره يوما !
_وردة بيضاء ؟!
اهتز صوتها بينما تجيبه :
_قلت لي مرة .. أنها تهدى فقط إلى من يكون جديرا بالحب !
_أو إلى من ينتظر رحمة الشفاء !
توجست .. تبحث عن معنى لعبارته ، لكن ذهنها تشتت و إنكمش قلبها حين قال بصوت لم تستشف منه شيئا وهو يمزق ساق وردتها بأصابعه الطويلة :
_أنا لا أريد أي أزهار ...
قطع الخطوة الأخيرة الفاصلة بينهما بعد أن ترك الجزء المقطوع يقع فوق الرمال ،
عندما رفع يده يدس الوردة في شعرها قرب أذنها كانت عيونه تلمع كبحر عميق من الفضة ، قال بنعومة :
_وردة واحدة فقط هي التي أريدها ... وردة هي الأرق و الأجمل !
تحركت يده تبعد خصلة من شعرها الأسود المتماوج كانت قد تهدلت على وجهها تتحرك مع النسيم ليعيدها خلف أذنها الأخرى ،
تحدث مجددا دون أن يدع لها فرصة لإلتقاط أنفاسها و قلبها الأحمق يئن منكمشا من جديد .. يحاول استيعاب السعادة التي تدفقت عبره مرافقة لكلماته :
_ورد .. وردتي .. لا تعلمين كم كانت صعبة علي تلك السنتين ، لكنني فعلت ما بوسعي ... فعلت أقصى ما أستطيع لأصبر !
دموعها راحت تسيل على وجنتيها .. كانت غير قادرة على تحمل هذا الكم من المشاعر :
_ظننتك نسيتني يا صافي ... ظننتك لم تحبني كفاية حين انسحبت مستسلما ، لما كان عليك أن تصبر ... لما تركتني ؟!!
ارتجفت حين أحاطت يداه بوجهها برقة يمسح دموعها بإبهاميه ... لم تعتد أن تكون بهذا القرب منه .. في الماضي دوما كان يحفظ مسافة بينهما ،
ذات النظرة الرقيقة كانت تطل من عينيه الآن تسمرها و تمنعها من التحرك مبتعدة كما خطر لها أن تفعل للحظة !
_لا أريد رؤية دموعك وردتي ... أنا لم أتركك و ما كنت لأفعل ، كان علي الابتعاد لأفي بوعدي !
سألته بصوت مبحوح مرتبكة من لمسة يديه الدافئة و اللطيفة على وجهها :

_كيف .. كيف تفي بوعدك ؟!!
أعلن بوضوح و حزم :
_الوعد الذي قطعته على نفسي قبل سنتين .. بأن استحقك أولا قبل أن أطلبك زوجة !
همست متفاجئة :
_تستحقني ؟!! كيف .. أقصد .. لماذا .. لماذا تعتقد أنك لا تستحق ؟!!
تصلبت تعابير وجهه فجأة و انسحبت يداه عن وجهها بهدوء ، ثم استدار نحو قرص الشمس الأحمر الذي أوشك أن يختفي في الأفق.
لم تعلم لما أشعرها ابتعاده المفاجئ بالتوتر :
_صافي ؟!
ظل صامتا يتأمل آخر خيط باهت من نور الشمس ، شعرت بالبرد يتسرب لقلبها كما في أطرافها .. ما الخطب ؟! ماذا عنى بكلماته تلك ؟!
دون أن يلتفت نطق عبارة مفاجئة لم تفهم ما علاقته بحديثه السابق :
_بسبب والدك !
حين استدار إليها من جديد رأت غضبا غامضا في وجهه أخفاه سريعا لكنه ظل رغما عنه يبرق في عينيه ،
قال يجيب الحيرة المرتسمة على وجهها :
_حين جئت والدك قبل عامين استفزني بشدة ،‏ سخر من فقري قائلا أنني ارتبكت أمامه كما لو أنه يطالبني بعشرة ملايين لا يسألني حقوق بسيطة تضمن مستقبل ابنته الوحيدة ! قال لي بصراحة أن هناك من يريدك غيري و يستطيع توفير ما هو أفضل لك !! و بقدر ما أثار ذلك جنوني بقدر ما علمت أنه كان محقا ، لم أكن جاهزا ... و لم أملك ما أقدمه ، كنت أعرف كل ذلك مسبقا .. و تسرعي كان سببه خوفي من خسارتك ، عاهدت نفسي يومها أن أعود إليك فقط حين أصبح قادرا على أن أوفر لك الحياة التي تستحقين !
عيناه أسرتا عينيها المشوشتين بالحقائق التي تسمعها أول مرة ، قويتين .. حازمتين .. محبتين :
_الآن ... لدي العشرة ملايين التي أشار إليها والدك بإستهزاء يومها ، لم يعد يملك سببا ليرفض و قد أصبحت أمتلك كل المال الذي أحتاج .. و بت قادرا على إسعادك أكثر من أي رجل آخر !
ظلت تحدق فيه للحظات تستوعب ما يقوله ، ثم همست معترضة و دموعها تلتمع بتأثر من جديد :
_صافي .. أنت تظن أنني ...
ابتسم يقاطعها بنعومة :
_أنا أعلم أنك انتظرتني ورد .. و أعلم أنك مازلت تحبينني ، استجابتك السريعة لرسالتي أكدت ذلك ، سنكون معا منذ اليوم .. أنا أعدك وردتي .. لا شيء سيحول بيننا هذه المرة .. لا شيء !أطلقت همسا آخر متحشرجا :
_لكن صافي .. أنا ..
_أؤكد لك أن والدك لن يعترضنا ثانية ، أنا لن أسمح له أو لأي شيء بأن ...
رفعت أناملها أمام شفتيه بمحاولة لجعله يتوقف قليلا و يستمع ،
رد الفعل الذي حصلت عليه من حركتها العفوية كان مفاجئا ،
اربكتها النيران التي عادت تشتعل في عينيه و الابتسامة الماكرة التي ارتسمت على شفتيه ،
شتت انتباهها بالإنحناءة السريعة التي قام بها برأسه لتقبيل تلك الأنامل المرفوعة أمامه !!
ابعدتها مصدومة .. تضم يدها إلى صدرها و هي تحيطها بالأخرى و عيناها المتسعتان لا تتحركان عن عينيه !
احمر وجهها باستيعاب متأخر وهي تهتف بحرج و غضب :
_صافي ؟!!
لم تصدق الضحكة المستمعة التي أطلقها ... لم يكن حتى آسفا ! ما كان صافي القديم ليفعل شيئا كهذا يوما ، هتفت بغضب :
_النجومية أفسدتك !!
ابتسم لها برقة فشعرت بقلبها ينتفض و بغضبها يتلاشى ، قال بنبرة ملتاعة و حاجباه الكثيفان ينعقدان بالطريقة التي تحب :
_اشتقت إليك كثيرا وردتي ... كثيرا جدا و أنت لا تساعديني بكونك .. بهذا الجمال المبهر !
عبست وهي تنظر إليه بوجه محمر ، قالت :
_لا تفعل شيئا كهذا ثانية ... و إلا غادرت في الحال !
أحاطت يداه بوجهها من جديد حازمتين و رقيقتين في ذات الوقت ... النار لازالت تلتهب في لون الرماد بعينيه ، قال بصوت أجش منفعل :
_أبدا وردتي .. أبدا لا تذكري شيئا عن الرحيل ، لا تعلمين كيف قضيت العامين الماضيين أحارب كي لا أعود إليك قبل الأوان ... و أنا الآن لن أحتمل ساعة أخرى بعيدا عنك .. أتفهمينني ؟!
نبرة صوته هزت أعماقها .. اجتاحت بضع ثوان لإيجاد صوتها :
_ص .. صافي ... أنا ..
تلعثمت و اشتعل وجهها بشدة لكنها تابعت بإصرار وهي تضع كفيها فوق يديه المحيطتين بوجنتيها :
_أنا أريدك أن تفهم صافي أن المال لا يهمني .. لا الملايين العشرة و لا أكثر منها ! أنا أحببتك أنت صافي .. و كل ما لديك أنت ! كل ما تملك من صفات و مميزات تخصك وحدك .. المال لم يعنيني أبدا .. أنا أحببتك من قبل أن تصبح ثريا و مشهورا !!
_لا ...
احتج بهمس مغمضا عينيه وهو يتابع بصوت منخفض مثير :
_لا تعلمين ما تفعله بي كلماتك ...
فتح عينيه .. الرماد فيهما مشتعل يبرق بشكل ساحر .. وجهه الجذاب قريب جدا من وجهها ... اختنقت أنفاسها !!
_أنت فعلا لا تساعدين !!
تأوه بتلك الكلمات قبل أن ينحني برأسه يطبق بشفتيه على شفتيها .. بقبلة رقيقة .. خطفت أنفاسها .. أشعرتها بوهن في ركبتيها !
فكرة ملحة استيقظت في رأسها أعادتها إلى وعيها لتدرك مدى فداحة ما يفعلانه .. خاصة و حلمهما المشترك يوشك أن يغدو حقيقة !
لم تكن تلك النار في عينيه قد خبت عندما ابتعدت عنه فجأة ... يداها دفعته في صدره و رغم أن دفعتها لم تكن قوية كفاية لإبعاده إلى أنه حررها.
لم تصدق أنه فعل شيئا كهذا ... صافي الذي لم يسيء إليها يوما في الماضي ، يدها ارتفعت بحركة سريعة غاضبة و صفعته !!
كان ذلك الشيء التالي الذي وجدت نفسها تقوم به تلقائيا بعد استعادتها لعقلها !
الذهول في ملامح صافي سرعان ما اختفى وهي تقول له بغضب و وجهها يحترق حرجا و خجلا :
_تعال مساء الغد .. سأخبر أبي و سأنتظرك ... و إياك أن تتأخر !!
ثم استدارت مغادرة الشاطئ الفارغ بخطوات سريعة .. بينما امتدت على وجهه ابتسامة وهو يتحسس خده حيث صفعته :
_عادل تماما !! ... سأراكي مساء الغد .. وردتي !




‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏تمت


أسطورة زمن غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-12, 11:15 PM   #3

bessoum

نجم روايتي وقاصة بقلوب أحلام وعضو في فريق التراس قلوب أحلام و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية bessoum

? العضوٌ??? » 214428
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,970
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك اسطورة تنزيل قصتك صافي كل ما لديك
عراقيل متعارف عليها وقفت في وجه قصة الحب الجميلة بين صافي و ورد بسبب المادة
كحال الكثير اليوم
والأب كان يريد الافضل لابنته كما حال كل الاباء لذلك اشترط المال لانه العيب الوحيد لصافي
صافي حمل الحب الصافي لورد وعقد العزيمة وتغلب على شوقه وهجرها وثابر حتى عاد صافي الذي اشترطه والدها
رغم ان الطريق الذي اتخذه هو الاسهل لجمع المال الا انها خطوة ايجابية ان يسعى لهدفه ويطالب به وهو مقتنع انه يستحقه عن جدارة مع سلكه الطريق الصحيح
كل من يصبر ينال وكل من يعزم يحقق مناله باذن الله
هكذا هم صافي وورد
شكرا اسطورة على القصة التي احكتهاا في ثوبها الجميل ورسالتها الاجمل باسلوب مميز
في انتظار جديدك
موفقة


bessoum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 02:33 AM   #4

عبد الكريم أحمد

نجم روايتي و شاعر متألق في المنتدى الأدبي


? العضوٌ??? » 269506
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 290
?  نُقآطِيْ » عبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ
افتراضي

عادل ولكن ليس تماما
بسبب بعض الأخطاء الإملائية ومنها :
1- غيثارته ،فالأصح إما غيتاره وهو الغيتار ، وإما قيثارته وهي القيثارة .
2- الشهرة التي حضي بها والأصح "التي حظي بها " .
3- إلى أنه حررها ، الأصح "إلا أنه حررها".
وبسبب المبالغة التالية :
"أعجبت به دون حتى أن تلتقيه وجها لوجه ... كسائر الفتيات !"
بالعامية " لو جبنا كل البنات اللي بيحضروا تركي وهندي وكوري وكل هالمسلسلات المليانة ميلو دراما وأخدنا أي بطل وحياتك ما رح يتفقوا عليه ..ما صارت بالتاريخ أنو في شخص_مهما كان جذاب وعاطفي ورومانسي الخ.. _ أتفقوا عليه كل النساء اللي شافوه وعرفوه مستحيل ..ولا تفكري أنو عم غار من صافي أبدا ..بس مستحيل "
القصة جميلة وسلسلة ومتدفقة وهذا شيء مهم بالقصة القصيرة كونها "تؤكل دفعة واحدة" فلا تسبب أي عسر فكري بالدماغ أو عاطفي بالقلب ونهاية جميلة رغم أنني تمنيت لو أن والدها مات بعد يوم واحد وصافي لا يدري وتكون آخر كلمة بالقصة ..صافـ ـ ـ ـي ..مات أبي ، لا تشغلي بالك بهذه "الأفكار الشيطانية"
نقطة أخيرة ..عنوان القصة برأيي الشخصي غير مناسب لمحتوى القصة فغالبا القصة القصيرة تؤدي رسالتها من خلال الفكرة بشكل أساسي وليس من خلال الشخصيات التي تكون غالبا لإيصال الفكرة كوسيط ،و لو كان لي أن أضع لها عنوانا لوضعت ......أو لا لن أقول ماذا كنت سأضع فعندها سأعتبر نفسي متطفلا.
تقبلي تحياتي وجميل تمنياتي وشكرا لك .


عبد الكريم أحمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم كنت وحدك يابن أمي
_____
درويش

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.