28-11-12, 03:17 PM | #1 | ||||||||||
نجم روايتي
| قصة ( عمر الكاتب ) القصة الأولى بعنوان : شبيها ستيفن ودايمن 1 انا عمر الكاتب طالب في الثانوية العامة , سوف أحدثكم في كل لقاء يجمعنا عن مغامرة خضتها أو اكتشفت غموض لغز أو انقل لكم ما اسمعه في قريتي التي تؤمن بالخرافات كثيرا , سوف أحدثكم اليوم حديث شخصين غريبين يظهران في المدرسة والمرة الثانية يظهران في المقبرة .... 2 الكتاب على الطاولة أقرأ منه , وفي يدي كأساً أشرب منها على دفعات فأنا أحب شرب الشاي والقراءة في فترة الاستراحة في مطعم المدرسة , ولكني أكره من يقطع علي استمتاعي في هذه الفترة التي لا تتجاوز النصف ساعة , وكالعادة جلس صديقي أيوب على المقعد المجاور لي وقال : - السلام عليك , كيف حالك . - وعليك السلام , الحمد لله أنا بخير وانت ؟ - أنا بخير , قل لي كيف تقرأ في المطعم ؟ عرفت من سؤاله أنه لن يتركني , فأغلقت الكتاب وجاوبته : - أنا أقرأ في أي مكان أريده . سألني مرة أخرى : - عمر متى نذهب إلى مدرس العربي ونطلب مــ.... بتر عبارته لما رآني أحدق في الطاولة المقابلة لنا , سألني : - عمر ما بك ؟؟ لم أنتبه لسؤاله , لقد كنت أحدق في الشخصين الذين يجلسان في الطاولة المقابلة لنا , كانا شابين أول مرة أراهما في المدرسة , إنهما يشبهان ستيفن ودايمن ( الممثلين المشهورين ) , قلت لأيوب بهمس : - هل ترى هذان الشابان ؟ نظر إليهما طويلاً ثم قال : - لا أعرفها . - إنهما يشبهان ستيفن ودايمن . نظر إلي وقال : - ومن ستيفن ودايمن . دق الجرس , فنهضت وحملت حقيبتي وذهبت الى الفصل وفي الطريق كنت أشرح لأيوب قصة ستيفن ودايمن . 3 انتهى هذا اليوم الذي كان مملاً , ركبت الحافلة وأنا في قمة السعادة بعودتي إلى منزلي في القرية , وقريتنا تبعد عن المدينة خمسة كيلومترات , جلست على مقعدي وأخرجت كتابي , سوف استغل هذه المدة في شيء يفيدني , كان الطريق رملياً كثير الحصى فكانت الحافلة تسير ببطء شديد , وبعد مدة ليست بالقصيرة وصلنا على مشارف القرية , ويوجد في بداية قريتنا مقبرة , ثم تنتشر خلفها البيوت الطينية , مررنا بجانب المقبرة فلمحت ظل شخص واقف على باب المقبرة , وبعد قليل انضم إليه آخر , تطلعت فيهما وإذ هما الأخوان ستيفن ودايمن , صحت في السائق بأن يوقف الحافلة , نقدته ثم نزلت منها وتوجهت إليهما , وقفت أمامهما وقلت : - كنتما في المدرسة اليوم . فأجابني الذي يشبه ستيفن : - نعم هذا صحيح . مد يده ليصافحني , صافحته ثم الآخر وقلت : - أنا عمر أسكن في هذه القرية . قال شبيه ستيفن : - أنا طارق وهذا أخي سمير . إذا هما ليسا ستيفن ودايمن , قلت لهما مستفسراً : - هل تريدان أية مساعدة . نظر إلي شبيه دايمن وقال بشكل عصبي وجاف : - لا نريد منك شيئاً . خفت من كلامه الجاف والعصبي فحاولت أن أتكلم ولكن الكلمات خانتني فاكتفيت بأن أحنيت رأسي ورسمت ابتسامة متكلفة على وجههي , تكلم شبيه ستيفن في أدب : - في الحقيقة يا عمر نحن نبحث عن قبر جدنا الذي توفي ودفن هنا منذ خمس عشرة سنة . نظر شبيه دايمن إلى أخيه نظرة تحمل العتاب والغضب , ولكني تكلمت بسرعة : - الحقيقة أنا لا أعرف أماكن القبور , يمكنكم أن تسألوا الشيخ صادق عن قبر جدكما . قال شبيه ستيفن : - وأين نجده الآن ؟ - لن تجدوه الآن فهو يذهب إلى المدينة , وسوف يعود قبل صلاة العصر , هيا لنذهب إلى منزلي حتى يأتي . 4 في المنزل جلسا على الأرض , فمنزلي متواضع وما به إلا كرسي واحد , لم تفارق الابتسامة وجه شبيه ستيفن أما شبيه دايمن فكان منزعجاً وكان يصدر الهواء من فمه بعصبية بالغة , قلت لهما : - في الحقيقة أنا لم أطبخ اليوم ولكن سوف أذهب إلى بيت جارنا لعلهم يمدوننا ببعض الطعام . لم انتظر رد فعلهم , وإنما نهضت بسرعة وذهبت إلى بيت جارنا شريف , الذي فتح لي الباب وقال مرحباً : - أهلا بك عمر , تفضل . - شكرا لك , أنا لم أطبخ اليوم , وعندي ضيوف , هل تسـ......... قاطعني صوت زوجة شريف وهي تصيح : - عمر , انتظرني نصف ساعة فقط وسيكون الغداء جاهزاً . شكرتهما كثيرا وعدت إلى المنزل , وبعد ساعة تقريباً دق باب المنزل , فهرعت لافتحه , وكان شريف وقد جاء بالغداء , شكرته كثيرا لدرجة أنه كاد أن يضربني , عدت إلى ضيفي ووضعت الصحنين أمامهما , الصحن الأول كان فيه بطاطا مقلية أما الثاني فكان فيه معكرونة , تبسمت لهم وقلت : - عذرا سامحوني على هذا الطعام المتواضع . نهض شبيه ستيفن ليغسل يديه أما شبيه دايمن فقد توقعت أنه لن يأكل معنا , وعلى العكس ابتسم ولأول مرة ثم نهض بدوره ليغسل يديه . وبعد مضي فترة ليست بالقصيرة وأثناء الأكل سمعنا صوت أذان الشيخ صادق , فنهضت لاذهب إلى الشيخ وأخبره عن قبر العم سعيد , كما قالا لي . 5 انضممت الى صفوف المصلين , وصليت بكل خشوع وصدق على صوت الشيخ صادق وهو يتلو على مسامعنا آيات من الذكر الحكيم ( صلاة العصر سرية وليست جهرية !! كم انا نصاب !! ) , انتهت الصلاة , وبعد أن فرغ المسجد من المصلين , جلست بجانب الشيخ وقبلت يده ثم قلت : - تقبل الله شيخنا الكريم . ابتسم ورد علي : - منا ومنكم صالح الأعمال . سألت سؤالي مباشرة : - شيخنا الكريم أريد أن استفسر منك عننننـ.... قطعت كلامي عندما رأيته يربت على كتفي ويقول : - يا عمر , انت لا تأتي إلى الصلاة إلا عندما يكون عندك سؤال أو استفسار , متى ستأتي للصلاة فقط . طأطأت برأسي الأرض خجلاً ( المفترض أن أقول خزياً وعاراً ولكن حفاظاً على مشاعر القراء الكرام لن أقول ذلك ) , تمتمت ببطء شديد : - الحقيقة .... شيخنا ... أنا ... - قل ما هو سؤالك ؟ ارتحت من جملته هذه فأخذت نفساً عميقاً ثم قلت : - في بيتي الآن شخصين يبحثان عن قبر جدهما الذي توفي من خمس عشرة سنة واسمه العم سعيد . مر ثلاث دقائق كاملة والشيخ يفكر ويفكر ويفكر , ثم نظر إلي وقال : - ولكن العم سعيد رحمه الله لم يكن لديه أولاد . نزلت هذه الجملة على مسامعي كالصاعقة , إذن هما يكذبان علي , قلت : - يعني أنهما يكذبان يا شيخنا . - يجوز ذلك , الدنيا فسدت يا بني , سوف ادلك على القبر ولكن احترس منهما . 6 عدت إلى البيت وأنا أفكر في النصابين الذين في بيتي الآن , دخلت عليهما لأجدهما راقدين , شبيه ستيفن على سريري نائم وشبيه دايمن على الفرشة على الأرض , ناديتهما بصوت هادئ , فاستيقظ شبيه دايمن على الفور أما شبيه ستيفن فقد كان يحتضن المخدة ويصدر شخيرا بصوت عالٍ , وضع شبيه دايمن سبابته على فمه إشارة لي بأن أسكت , ثم نهض وجلب كوب ماء بارد وصب على وجه ستيفن النائم , فاستيقظ شبيه ستيفن وهو يلعن ويسب , اما شبيه دايمن فتممد على الأرض من كثر الضحك , وأنا لم أجرؤ على الضحك خوفاً من غضبه . وقفنا على قبر العم سعيد , فرفعنا أيدينا وقرأنا الفاتحة على روحه , وبعد ربع ساعة خرجنا من المقبرة وقد بدت عليهما علامات الارتياح , قال شبيه ستيفن : - شكرا لك يا عمر, سوف نذهب الآن . مد يده ليصافحني , فصافحته وقلت : - لا شكر على واجب . لاحظت بريق الشر يتطاير من عيني شبيه دايمن وهو يرمق قبر العم سعيد , ابتعدا عن القرية حتى غابا عن نظري , فعدت إلى بيتي وأنا أفكر فيهما . عدت إلى الشيخ لأخبره بأنهما قرءا الفاتحة على روح المرحوم ثم ذهبا , فأوصاني الشيخ بأن أراقب القبر الليلة , فهو يتوقع حدوث شيء ما , إن لم تكن الليلة فالليلة التي تليها . 7 وقفت خلف شجرة أراقب القبر , جلبت معي حقيبتي وفيها أشياء ضرورية مثل بسكويت - علكة - سندويش مرتديلا واخرى زيت زعتر , من يراني يحسبني أني خرجت إلى رحلة وليس إلى مراقبة . قضيت وقتاً طويلاً , لم يظهرا إلى الآن , أصبت بملل شديد وكدت أعود إلى المنزل لولا أن سمعت صوتاً من بعيد , نهضت وبحثت عن مصدر الصوت ولكني لم أجد أحداً , وبعد ربع ساعة رأيت ظل شخص يقترب إلى المقبرة , توجه الشخص إلى قبر العم سعيد , إذا إما أن يكون ستيفن أم دايمن , وقف الشخص عند القبر تلفت حوله وما أن اطمئن من عدم وجود أحد أصدر صوتاً غريباً وبعدها ظهر شخص آخر وفي يده فأساً , انضم إلى الآخر إنهما شبيها ستيفن ودايمن الذين شرعا في نبش القبر . إنهما ينبشان قبر العم سعيد , قررت أن اقتحم عليهما ولكني آثرت بأن أذهب لأخبر الرائد رمضان , تسللت بهدوء من مخبئي حتى ابتعدت عن المقبرة فأطلقت ساقي للريح , اقتحمت المخفر وأنا ألهث , استوقفني المساعد ربيع , فقلت له بصعوبة : - أرجوووك .... أريد .... الرائد .... ضروري . دخل المساعد ربيع الغرفة فوجد الرائد نائماً , فأيقظه وأد التحية ثم قال بصوت جهوري: - حالة ضرورية يا سيدي . رد عليه الرائد وهو يتثائب : - ماذا هناك ؟ لم أحتمل الانتظار أكثر من ذلك , دخلت الغرفة وأخبرت الرائد بكل شيء , نهض الرائد ولبس لباسه وأمر باصطحاب قوة وتوجه إلى المقبرة . وصلنا المقبرة , ولكن لا أثر لهما , نظر لي الرائد بنظرة لوم وعتاب فصحت : - أقسم يا سيدي بأني رأيتهما ينبشان قبر العم سعيد . توجهنا إلى قبر المرحوم , فرأيت ما يثبت صحة بلاغي , كان الفأس مرمياً بجانب القبر , والقبر نبش جزء منه , ولكن لا أثر لمن قام بهذا الفعل . 8 في الطريق إلى المنزل كنت أترنح في المشي , وفجأة سمعت صوتاً مخيفاً خلفي , فتلفت بهدوء وإذ بشبيه دايمن خلفي وقد احمرت عيناه ,وأسنانه بارزة , إنه مصاص دماء , وضع يده على عنقي بعنف ثم عضني بقوة . - لاااااااااااااااااااااااا اا صحت بهذه الجملة وأنا استيقظ لأجد نفسي على سريري والشمس قد أشرقت , وضعت يدي على عنقي ولكني لم أجد أثر عضة الشرير شبيه دايمن , كان كابوساً مرعباً , كاد أن يقضي علي . عرفت فيما بعد من أن مختار قريتنا الذي هرب منها منذ عشر سنوات , كان قد وضع ماله الذي كان ينصب على أهل القرية المساكين كان قد وضعه في قبر العم سعيد , نبش القبر بأمر من الشيخ صادق واستخرج المال ثم أعيد القبر كما كان . أما أنا فقد كافأني أهل القرية بمبلغ يكفيني لمدة خمس سنوات , لاكتشافي هذه الجريمة التي أنكرها كل من سمعها .... ..........عمر الكاتب........ التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 11-02-19 الساعة 11:54 PM | ||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|