06-12-12, 10:11 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| رسائل لا تتجاوز صندوقى على اختلاف الرؤى التى تقص سيرة موناليزا دافنشى؛ ربما أن أكثر ما كان من أسباب شهرتها بين العامة هو بسمة العين التى تلاحق المتأمل لها أينما اتجه، و تلك الحياة الساكنة فى عينى المرأة، و كأن ماء العين يطفر من نظرتها المتأثرة، ما كان مغايرًا للكثير مما سبق فى تلك الفترة، و نقطةً شهيرةً قبل تحولاتٍ تلَتْها فى أساليب الفن فيما بعد؛ فكان لذلك تميزها و كثافة الضوء المسلط نحوها. فى كل ذلك من رأى اللوحة الجمالَ المميز باختلافه، و من نقد، و من حلّل فدقّق، و من عبّر عن فكره و رؤيته لفكر دافنشى المجسد فى لوحته. الأغرب فى رأيى هو تسجيل الانتقاد باستخدام ذات الأداة؛ على قدر ما يحتاج ذلك النوع من تسجيل الاعتراض إمكانياتٍ و قدرة؛ على قدر ما يكون سلاحًا نافذ الأثر بالغ الأهمية، و يدوّن به مستخدمه آراءه و رؤيته بشكل لا يقبل المحو، و يودع سيرة عقله و حكاية ذاته فى مجلدات التأريخ مصاحبةً للعمل الأصلى، مثلما أرفق السلفُ قصيدةً و الرد عليها، و كتابًا و كتابًا مضادًا تفصيليًا فى تفنيده... أما فى تسجيل الانتقاد للموناليزا، بذات الأداة؛ فتعددت تلك التسجيلات بمثابة إمضاءات شخصية لكل من انتقد. ما أجده أكثرها جديّةً بين تلك الإمضاءات -بتنحية من صوّرها تدخن المخدرات و من استبدل قطعًا منها بأخرى- هو إمضاء مارسيلو دوشامب على لوحة موناليزا قام بتقليدها تقليدًا جيدًا، مُكسبًا إياها لمحة ذكورةٍ إضافية، مع شاربٍ و لحية، و أسماها على طريقته إشارةً ساخرةً صريحة منه لرؤيته الخاصة لفكر دافنشى فى لوحته و انتقادًا فجًّا لميوله التى ما من جزمٍ حقيقى فيها، و التى يرجح البعضُ أنها مرجع الجمع بين ملامح الأنوثة و الذكورة فى لوحة الموناليزا، ولا يعدو ذلك كونه رؤىً خاصة. إذًا؟! إن ما فعله عندما أراد التعبير عن رأيه؛ هو أن سخّر طاقته و قدرته و موهبته الظاهرة؛ ليُسجل اعتراضه. و إن ما فعله عندما انتقد؛ هو أن استنسخ نسخةً من العمل الأصلىّ ليضع علامة (أرفض و أسخر) عليها. و الأكثر أهمية؛ أنه عندما استنسخ تلك النسخة، أغفل ميزةً هامةً توّجت اللوحة الأصلية فى مكانتها التى يرفضها... أغفل تأثر العينين. لم يعبر إلا عمّا يرفضه؛ لكنه كان يعبر عن قصده باللوحة ككل؛ فأين بقية ملامح اللوحة قبل أن تُضيف رأيك! هناك كذلك إمضاءٌ حديث على نسخة موناليزا مقلدة تقليدًا ركيكا، بوضع حجاب رأس، تسجيلاً للاعتراض على نظرة الغرب ككل للشعوب الإسلامية، و لفوبيا الحجاب التى تعترى فئةً من الناس غربًا أو شرقا، و إعلاءً للحجاب و إرساءً لحدود الفن. إذًا؟! إن ما فعله صاحب تلك اللوحة لا يبتعد عن لوحة دوشامب، أخشى أن أقول أنه أسوأ فى رأيى الخاص؛ فإنه حتى لم يكن يوجه رأيه للموناليزا ذاتها ليستخدمها كخلفية يضع عليها إمضاءه و يسجل اعتراضه؛ بل اتخذها كنموذجٍ ذائع الصيت للغرب، موجهًا رأيه للغرب. و إنه عندما عبّر عن رأيه، كان يعبر عن قيمة عامةٍ دينية لا ينبغى أن يهبط بها كى يوجّهها كرسالة. و إلا فإن من يرفض الحجاب و ينتقد فكر الشعوب الإسلامية سيرى أنه يحق له أن يتخير ما يحلو له من نماذج تعبر عنّا واضعًا عليها إمضاءه العقائدى الخاص... فى كلٍّ من المثالين لم تكن الأهمية الرئيسية لحقيقة القضية موضع اختلاف الآراء. ماذا لو كان الانتقاد موجهًا بما يليق به؟ ماذا إن كانت هناك القدرة و الخبرة و الموهبة و المعرفة، التى يستطيع الإنسان استخدامها و تنميتها و بث الرسائل عبرها بشكلٍ إيجابى تعبيرًا عن آرائه و عن القيم الخاص منها و العام؟ ليس بالحكم على الأشياء بعبارة (نعم، و لكن)، بدلاً من (لا، و لكن)؛ إنما بكيف سأقول تلك الـ لا، و كيف سأضع عبارة نعم. و كيف سأزن الكلمة بميزان العقل الحساس، و كيف سأقدمها لمن أهدف فتح بابٍ فى عقله و خلق جسرٍ تعبره الرسائل بالوسيلة الأكثر أمنًا و نفعا. و كيف أصوغ الرسالة كلما ازداد عدد المستقبلين و بعدت المسافة بينى و بينهم؛ فأحتاج جسرًا أكثر متانة و رسالةً أكثر قدرةً على النفاذ. و كيف أنى سأدون الرسالة على ورقةٍ من أرض و حياة من سأرسل له حتى يستطيع قراءتها بدلاً من أن يمزق الورقة الغريبة عنه، أو يحتفظ بها كذكرى من مكانٍ صعب عليه بلوغه. إن الأكثر اجتذابًا و الأكثر أثرًا فى أى مجال و أى هدف هو الكيفية، و الأكثر صعوبةً و الأعلى قيمةً هو القدرة على صياغة تلك الكيفية. ما أبهر به الله -جل و علا- البشر ربما لنتعلم كذلك قيمته فى حياتنا، هو الكيفيات التى خلق بها أدق الأشياء مُطْلعًا إيّانا على بعضها، ولا نتوقف عن اكتشاف تلك الكيفيات التى وضعها الله بين أيدينا فى تصريف كل شىء خلقه؛ من أبسط مواقفنا اليومية و حتى الاكتشافات العلمية المتتالية، و على اختلاف تلك الكيفيات بين سهلٍ لا يخطر على عقل بشر فيتجلى الإعجاز، و بين ما لا يقدر عليه إلا خالقُ البشر فيُسلِّم القلب المؤمن بالإعجاز. = = = تجرأتُ و أدرجتُ حديثى هنا، كنت أدونه كعبارات أضيفها فى نافذة لعالم بلا حدود؛ لكن تغير حالها... التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-12-12 الساعة 06:37 AM | ||||
06-12-12, 10:53 PM | #4 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| شكرًا لكِ أنا شخصيًا تقديرى للموناليزا أو الجيوكاندا راجع لتأثرى بفكرة العينين و النظرة، ربما لذلك جاءتنى كمثال لأنها قضية شائعة لا أدافع بقلبى عنها كفكرة؛ و إنما أدافع عن الطريقة التى تترتب عليها كل حياتنا و فى أبسط السلوكيات أنرتِ عزيزتى | ||||
06-12-12, 11:03 PM | #5 | ||||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
أهم حاجة في رسائل تاني في الصندوق ؟؟ لو في طلعيها بالذوق أحسن اقتباس:
| ||||||||||
07-12-12, 01:11 AM | #6 | |||||
نجم روايتي و شاعر متألق في المنتدى الأدبي
| أمر المعلم تلامذته بإحضار المصابيح الملونة ،لكي يعلمهم كيفية رسم لوحات ليلية بالأضواء الملونة ،وفي المساء انبهر التلاميذ من جمال اللوحات التي ترسمها الأضواء ،في اليوم التالي أمر المعلم أحد تلاميذه بإحضار المصابيح التي لا لون لها ونظارات موجودة معها ، واجتمع التلاميذ في المساء ،أمر المعلم ذلك التلميذ بارتداء تلك النظارات ، وبدأ يحرك يديه بالمصابيح التي لا تصدر أي ضوء ، وهنا كانت ملامح وجه التلميذ الذي ارتدى النظارات تعبر عن انبهار شديد ، ونطق لسانه ليقول : يا إلهي ، هذا أجمل ما رأيت في الحياة . وهنا علت نظرة الدهشة والاستغراب وجوه بقية التلاميذ ونظروا تجاه المعلم الذي توقف ليقول لهم : هناك أشعة ضوئية لا نراها بالعين المجردة ، لذلك نرتدي نظارات خاصة لنتمكن من رؤيتها ، وكذلك عقولنا يجب أن نغير طريقة تفكيرها أحيانا ، لنتمكن من رؤية أشياء ، لا تستطيع طرق تفكيرنا التقليدية رؤيتها . اعتذر على ركاكة الأقصوصة ، ولكنها صيغت على عجل ...وبدون تنقيح . [rainbow]في الطبيعة توجد أشعة ضوئية لا ترى ..فوق البنفسجية وتحت الحمراء.[/rainbow] | |||||
07-12-12, 05:57 AM | #7 | |||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا ما عرفت الموناليزا إلا من خلال أفلام الكرتون >>>> ههههههههههههههه زمان لما كنت صغيرة مو الحين كانت مشهورة ودار حولها جدل طويل .. منها من إنتقدها أو ينتقد من خلالها كما ذكرتِ ومنها من حاول يقلدها لتبدو كالأصلية ليحصل على الشهرة و ينضم لــ خالف تُعرف حقيقة .. نحن بحاجة للكيفية .. كــ كيف ننتقد !! نُنكر !! نُخالف !! وقبل كيف السابقة و الأهم برأيي نحتاج لــ كيف نتعلم و نعمل !! نبذل المعروف !! نتفق عند المشترك و نتحد لا نختلف !! و كمان كيف أشكرك تسلم يديك .. آيه .. بالتوفيق يارب وقبل ما انسى كثري من هذه الرسائل | |||||||||||
07-12-12, 06:28 AM | #8 | |||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ربما ما قلته في هذه الاسطر هو ما يجعلني اقدر الاشياء مهما بدت صغيرة او حتى تافهة ... ربما هو الايمان اننا لم نكتشف الكثير من عظمة الخالق الظاهرة فيما خلق واوجد فاكيف عقلي لتفحص صغائر الامور علّني اكتشف شيئا جديدا مبهرا ... وربما هو ما تعلمته من امي رحمها الله ان خلف كل وجه توجد وجوه اخرى خفية قد تبهرني وقد تصدمني ! المهم اني (وعلى قدر استطاعتي) ابحث ... اتعمق ... اقدر ... | |||||||||
14-04-13, 02:01 AM | #10 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقال مميز هاديه .. اول مره اقرااللك مقاال انتي هايله بجد سلاسة أفكارك وطريقتك خلتني اكمله للنهايه دون ملل رغم انه مش قصه مسليه .........فعلا افدتيني منتظره جديدك ياقمر | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|