25-10-08, 09:26 PM | #1 | ||||
نجم روايتي
| الحرب في روايات ( إرنست همنجواي ) السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته رواية (وداعا للسلاح) تدور حول الحرب العالمية الأولى.. حيث العنف والدمار والموت. يستخدم الكاتب في هذه الرواية الحوار الداخلي المكثف لطرح هموم الإنسان والتي عاشها هو وعاصرها من خلال الحرب. فالحرب هي المأساة الإنسانية على المستوى الجمعي. و(الحرب) هي الهاجس الأساسي والدرامي في معظم أعمال إرنست همنجواي الروائية. ومن أشهرها رواية (لمن تدق الأجراس) يصور خلال أيام معدودات أحداث من الحرب الأهلية الأسبانية.. يجسد محاور الصراع من خلال البناء الروائي بين مجموعة صغيرة من الفدائيين وبين أعوان الجنرال فرنكو لتفجير أحد الجسور المهمة. حتى لا تكون هناك جسور للتواصل بين الطرفين. المعروف أن الأجراس تدق في الاحتفالات بالانتصارات التي يتم تحقيقها في الحروب. وإن كانت تدق في أوقات أخرى ومناسبات عديدة !! لكن..(إرنست همنجوي) في رائعته هذه والتي كتبها عن الحرب الأسبانية، يتساءل: لمن تدق الأجراس؟! إذ لم يكن هناك غالب ولا مغلوب، منتصر أو مهزوم!! وإرنست همنجواي من أوائل الروائيين الأميركيين الذين حصلوا على جائزة نوبل للآداب عن روايته الشهيرة والممتعة (العجوز والبحر). وإن كانت هناك آراء كثيرة تعتبر (العجوز والبحر) قصة طويلة وليست رواية طويلة يطلق عليها (الرواية النهر) كما يعد همنجواي من رواد الرواية الأميركية إذ ترك بصمات واضحة على الفن الروائي الأميركي والعالمي. والرواية كجنس أدبي، هي أكثر الأجناس والأشكال الأدبية تعبيرا عن الإنسان بكل همومه وآلامه وآماله وصراعاته. واتخذ همنجواي من الحرب وسيلته للتعبير عن كل هذا.. ففي رواية (الشمس تشرق مرة ثانية) نجد تجسيدا للعقم البشري الذي أصاب العالم في أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث خرج بطل الرواية من هذه الحرب عنينا!! صور لنا الكاتب ـ همنجواي ـ عبثية هذه الحرب التي لا طائل من ورائها.. سوى الخراب والتدمير.. وأن الإنسان هو الذي يجني الشوك والجراح والألم من وراء هذه المأساة على المستوى الجمعي. فالجريمة مأساة فردية بينما الحرب مأساة جماعية. لمن تدق الأجراس إذن؟! هل هناك غالب تدق له الأجراس؟ هل هناك مغلوب ومهزوم؟! القاتل هو القتيل. الجلاد هو الضحية. فلماذا كل هذا العناء؟! لمن تدق الأجراس. تدور أحداثها فوق الأرض الأسبانية وبين أهل البلدة الواحدة. فما جدواها إذن.. وما الداعي لها ـ من البداية ـ إذا كنا نعرف أن المحصلة النهائية واحدة هو الإنسان. الإنسان فقط ولا غيره هو الذي يفقد إنسانيته في الحرب المدمرة!! يقول بطل رواية وداعا للسلاح: (في الليل، كنا نستيقظ على صوت المتفجرات ودوي القنابل، ونتأمل بريق المدافع). وفي موضع آخر يذكر: (وفي مطلع الشتاء هطل مطر غزير، وحملت مع المياه المنسابة في زحفها جراثيم الكوليرا، فأرعبت النفوس واقضت المضاجع، ولكنهم استطاعوا القضاء عليها، بعد أن أزهقت من أرواح الجنود سبعة آلاف فقط!! كانوا جميعا في فرحة الشباب ونضرة الصبا). الحرب في روايات همنجواي تغير كل شيء، الفصول في روايات الحرب تتغير، فقد جعلت من خريف هذا العام ـ كما جاء على لسان بطل الرواية ـ فصلا مخالفا لقرينه في العام المنصرم.. الحرب نفسها تغير وسائلها كذلك!! وفي رواية وداعا للسلاح يبدو تيار الوعي ـ المنولوج الداخلي ـ واضحا في نهاية الرواية: (آه.. أيها الحمل البريء، لو أني اختنق مثلك، لا.. لا أريد فليس من الحكمة أن تتلاحق الوفيات، إن كاترين ستموت، ستموت الآن، وهذا ماسببته أنت). فالحرب كانت هي الهاجس الوحيد عند (همنجواي) في هذه الأعمال التي جاء ذكرها. وكلها تدور حول الخاسر الوحيد في الحرب ـ في كل زمان ومكان ـ هو الإنسان. الإنسان فقط . فلماذا تدق الأجراس؟! * عبد الستار خليف * التعديل الأخير تم بواسطة Dalyia ; 25-11-10 الساعة 03:31 PM | ||||
08-02-09, 07:41 PM | #4 | |||||
نجم روايتي
| تسلموووا على المرور ياجماعه . اقتباس:
منوووره حبيبتي .. سعيده أنه الموضوع أعجبك .. هو كاتب رائع جداً .. ويستحق الجائزه بجداره . | |||||
27-11-10, 09:26 PM | #5 | |||||||||||
نجم روايتي وقاصة بقصص من وحي الأعضاء وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة ومحرر لغوي بقسم وحي الخيال - مقيم التسالي - منسق المجلد الأول لوحي الخيال - م
| شكرا علي الرواية | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|