آخر 10 مشاركات
السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          سافاير(138)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء2من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          60 - العريس لا أحد - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          85 - عنيد - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-13, 08:01 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تابع.......

بابتسامة تعبة قال : لديها عدد من الأمراء و أنت أحدهم لذا لا أعلم أي أمير تقصد بالضبط ..!
تكلمت هي حينها : سيلا ستتزوج أميراً له شعر أسود مثلها ..!
نظرت إليها و قلت : وهل عثرتي على واحد ؟!..
رفعت رأسها إلي بحماس و عيناها تلمعان : أجل ..! أنه جميل .. و هو لديه صوت رائع .. صحيح أنه يغني بالإنجليزية و لا أفهم ما يقول .. لكن ميلين تحبه أيضاً و لديها الكثير من صوره ..!
نظرت إلى الأمام و هي تقول بجرأة و ثقه : لكنه في النهاية سيكون زوجي أنا لا هي ..!
عدت بعيني إلى ايثن : لديها طموحات كبيرة .. أختك الصغرى هذه ..!
بإحباط قال : و هذا ما سيقتلني ..!
استدرك شيئاً و أشار إلى الأمام : ذلك هو منزلي .. هناك .. ذو اللون الترابي ..!
نظرت إلى تلك الجهة لأرى منزلاً بين المنازل المتلاصقة حيث كان منزل ذو مساحة صغيرة و ثلاث أدوار .. بلون جدران ترابي فاتح و قرميد على سطحه بلون أحمر قاتم ..! هناك أحواض زهور مرفقة بالنوافذ العلوية تعطي منظراً مبهجاً للمنزل ..!
تجاوزنا السور الصغير يتبعه مسطح أخضر صغير بطول ثلاث أمتار فقط و لا يبدو كحديقة منزل بل كواجهة فقط ..!
وقفنا أمام باب المنزل ذو اللون الأحمر القاني بينما كان ايثن يفتح الباب .. دخل هو أولاً لكن سيلا تجاوزته وهي تركض بمرح : سيلا .. لا تركضي هكذا ..!
دخلت خلف ايثن و قد كان هناك درج أمامنا في الجهة اليسرى بينما ممر على الجهة اليمين : تفضل ..!
سرت مع ايثن خلال ذلك الممر حيث كان هناك مساحة صغيرة اخترقتها أشعة الشمس و حيث هناك طاولة طعام صغيرة فيها لستة كراسي و بابان أمامنا و باب صغير يسرانا ..!
ما أمامنا يبدو كغرفة جلوس و الآخر مطبخ .. واضح أن الباب الأخير لدورة مياه ..!
الهدوء يغلب على المكان : هيه سيلا !!.. ابتعدي عن الشاشة ..!
جاء هذا الصوت من داخل الغرفة دخل ايثن غرفة الجلوس فتبعته حالاً و ما إن دخلت حتى لفت نظري جمال المكان .. كانت غرفة جلوس عادية .. ذات جدران ترابية و أرائك بلون السكر .. هناك طاولة في المنتصف من الخشب المحروق اللون تحتها سجادة صغيرة بلون عسلي .. بينما الأرضية كانت بلون خشبي .. و هناك شاشة تلفاز معلقة على الجدار .. الجهة التي أمام الباب كانت عبارة عن باب زجاجي على أكمل الجدار عليه ستائر بيضاء مفتوحة بالكامل يحركها النسيم الذي أعطى الغرفة انتعاشاً مذهلاً و قد قدم من الحديقة الخلفية للمنزل و التي يمكنني رؤيتها من مكاني حيث كانت هناك شرفة خشبية صغيرة ثم الحديقة الخضراء ..!
- لقد عدت .. و معي ضيف ..!
كان ايثن من قال ذلك فالتفت حالاً لأرى تلك الفتاة التي تجلس على اريكة في الجهة اليسرى وقد كانت ترتدي بنطالاً قطنياً وردياً يصل لمنتصف ساقها و قميصاً قطنياً رمادي عليه بعض الرسومات العشوائية بألوان متعددة .. ذات شعر بني قصير و متجعد بشكل جميل و عينان عسليتان .. و تبدو في حدود الخامسة عشر ..!
أمسكت بشيء قربها ليساعدها على الوقوف و من فوري أدركت أنه عكاز : اخي لما لم تخبرني مسبقاً حتى أبدل ملابسي .. أيرضيك أن استقبل الضيف هكذا ؟!..
كانت مستاءةً و قد أظهرت عبوساً بسيطاً على وجهها الجميل لذا ابتسمت لها : لا عليك .. أعتذر على التطفل فجأة ..!
تورد وجهها قليلاً قبل أن تقول بأدب : لا عليك .. أعتذر عن انفعالي ..!
اشار ايثن ناحيتها : هذه ميلين .. الأخت التي تصغرني فوراً ..! إنها في سنتها الأخيرة من الإعدادية ..! أنها رياضية ماهرة و تشارك في عدة ماراثونات في باريس ..!
نظر إليها ليردف : ميلين .. هذا صديقي لينك بروان .. كنت قد دعوته مسبقاً لزيارتي فلم تسنح الفرصة إلا الآن .. حدث الأمر على عجل فلا تغضبي ..!
ابتسمت حينها و هي تقول : سمعت عنك من اخي إيثن .. قال أن لديك توأماً مطابقاً للغاية ..!
بادلتها الابتسامة و أجبت : هذا صحيح لكننا مختلفان تماماً في التصرفات ..!
- أريد رؤية هذا حقاً .. أجلب توأمك في المرة القادمة ..!
- سأفعل ..! أرى أنك مصابة .. أرجوا أن لا يكون سيئاً ..!
تقدمت بضع خطوات بصعوبة لتظهر قدمها من خلف الطاولة حيث كان هناك ضماد أبيض حولها و هي تقول : لقد لويت كاحلي في التمرين الماضي .. كنت استعد لماراثون في بداية العطلة الصيفية لكن للأسف لن استطيع المشاركة به حتى يشفى كاحلي ..!
- أرجوا لك الشفاء العاجل ..!
وقفت سيلا أمامي و هي تنظر لأختها و تقول : أنه أمير سيلا .. لذا لا تضعي عينك عليه ..!
تنهدت شقيقتها بضجر : أن أخذت كل الوسيمين في فرنسا فستبقى الفتيات عوانس إلى الأبد ..!
أعترف أن كلامها مضحك فيبدو أنها ضاقت ذرعاً بأختها الصغيرة ..! لكني لم أضحك بل اكتفيت بابتسامة خاصةً بعد أن وصفتني بالوسيم : ايثن هل عدت ؟!.. سيلا .. أذهبي و بدلي ملابسك من أجل الغداء ..!
كان هذا صوت الشابة التي دخلت من خلال الباب الزجاجي و ما إن انتبهت إلي حتى صمتت قليلاً قبل أن تبتسم بهدوء : لدينا ضيف .. لما لم تتصل مبكراً يا ايثن كي أحضر غداءً لائقاً ..!
بسرعة قلت : لا تشغلي بالك بي .. آسف على التطفل ..!
- إطلاقاً .. مرحباً بك بيننا ..!
انها لطيفة و مهذبة .. هذا ينطبق عليهم جميعاً و ايثن ايضاً ..!
كانت ذات شعر بني كميلين طويل حتى منتصف ظهرها و قد ربطته دون رفعه و عينان عسليتان كذلك بملامح جميلة و قامة متوسطة الطول .. تبدو في الواحدة و العشرين من العمر : انه صديقي لينك براون .. لقد أخبرتك عنه سابقاً ..!
تقدمت ناحيتي و هي تقول : أجل لقد تذكرت .. الطالب الذي انضم إليكم في هذا النصف الدراسي ..!
بمرح أردفت : أنا إلينورا .. الشقيقة الكبرى و الماما الاحتياطية للمنزل ..!
لم أفهم جملتها الأخيرة و لكني قلت : و أنا لينك براون .. اعتذر عن هذه الزيارة المفاجئة ..!
- أخبرتك أنه لا عليك .. عد نفسك في منزلك ..!
نظرت إلى سيلا حينها لتقول : هيا سيلا .. بدلي ملابسك قبل أن يعود جيمس فوقت الغداء حان ..!
كانت تلك الصغيرة تتذمر لكن أختها الكبرى أمسكت بيدها و سارتا خارجتين من الغرفة بينما جلست مع ايثن على أريكة لشخصين ..!
نظرت إلى صاحبي لأقول : هل يعمل والداك ؟!..
أومأ إيجاباً بابتسامة : والدي يعمل في مشرفاً في مصنع خارج باريس لذا لا يعود إلا قبيل المساء .. أما والدتي فتعمل في دار لرعاية المسنين .. لذا تتأخر أيضاً بالعودة للمنزل و أحياناً تبيت في مكان عملها ..! لذا أختي إلينورا هي من يهتم بسيلا و بطهو الوجبات لنا و ما شابه .. رغم أننا نساعدها و لكن هي الأساس ..!
- فهمت الآن .. لذا قالت أنها الماما الاحتياطية ..!
- انه الوصف الدقيق لها ..!
إذاً أسرة ايثن تتكون من والديه و أخوته الأربعة .. جيمس الشاب المجتهد .. إلينورا الشابة الحنونة .. ميلين الفتاة الرياضية الطموحة .. و أخيراً سيلا الطفلة المرحة ذات الخيال الواسع ..!
انها اسرة مثالية بطريقة ما .. و لا حظت أن أخوة ايثن قد سمعوا عني من خلاله .. هذا يدل على أنهم كثيراً ما يتحدثون سويةً و علاقتهم ببعض كبيرة ..!
من الرائع أن يعيش المرء في اسرة متكاملة كهذه ..!
.........................................
كان الغداء عبارة عن السمك المقلي وقد تناولناه في حديقة المنزل الصغيرة حيث كانت هناك طاولة خشبية دائرية حولها عدد من المقاعد .. بينما كانت هناك أحواض زهور قرب جدرانها و دراجة صغيرة لسيلا و كذلك بعض ألعابها ..!
كانت وجبة لذيذة في تلك الحديقة المنعشة ..!
فهمت من ايثن انهم يجلسون هنا غالباً في الأيام الدافئة .. خاصة أن الشرفة الخشبية فيها بابان .. واحد من غرفة الجلوس و الآخر من المطبخ .. لذا حين ظهرت إلينورا للمرة الأولى كانت قادمة من المطبخ حقيقةً ..!
بعد تناول الغداء جلسوا سويةً في غرفة الجلوس أمام التلفاز بينما ذهبت إلينورا لتحضير الشاي يرافقها ايثن ..!
هكذا بقيت مع جيمس و سيلا و ميلين المصابة وقد كانوا يتابعون إحدى المحطات الغنائية ..!
أخرجت هاتفي من جيبي و كتبت رسالة تفيد أنني في منزل ايثن ثم ارسلتها لكل من كيت .. ليو .. و ريكايل ..!
- انه أمير سيلا ..!
لفتت نظري تلك الكلمة مع اللهفة من تلك الصغيرة وهي تحدق بالتلفاز .. و ما إن رفعت رأسي حتى رأيت شاباً بشعر اسود و عيون نهرية يجلس على قارعة الطريق محبطاً .. أنه الفيديو كليب الجديد الذي اصدره قريباً ..!
منذ فترة بدأ يعمل في مجال الغناء بعد أن قام بالغناء في احد أفلامه و قد أعجب أداءه الجمهور و طاقم العمل لذا فقد طلبوا منه أن يغني أيضاً أضافةً للتمثيل مما زاد من شعبيته فميزة غنائه هو صوته القوي الجريء ..!
أعتقد أنها أغنيته الثالثة التي صدرت منذ يومين .. لكنني لم أسمعها بعد ..!
- سيلا أجلسي حتى أستطيع رؤيته جيداً ..!
كانت هذه ميلين الغاضبة من أختها التي وقفت أمام التلفاز .. ابتسمت حينها .. إذاً أمير سيلا التي تتشاجر مع ميلين من أجله لم يكن سوى صديقي العزيز لويفان ..!
عموماً هذا ليس مستغرباً كثيراً ..!
بدأت الأغنية حيث كان صاحبي يقف على منصة مشعة في الظلام و يغني بانفعال تحت المطر كما يتطلب منه الأمر بينما تظهر بعض الصور فجأة على نمط كلمات الاغنية و إضافةً لبعض المشاهد ..!
إخراج مذهل .. و أداء يبهر العقول .. خاصة مع تلك الكلمات الساحرة ..!
:::::::::::
عشت دوماً جامد القلب .. ليست الكلمات تذيب جليدي
و بكل حماقة .. لففت ذراعي حولك لأضمك لصدري في مساء ممطر
.
.
مصابيح الشوارع المحطمة .. و وجوه المارين المستعجلين للعودة
لست ألومهم بل ألومني .. ألوم لهفتي
انستي .. أنت من انطلقت راكضة في محطة مهجورة
لم تبالي بالمطر يغرقك .. لم تبالي بثيابك تتبلل ..
فيما يختفي جسدك الراكض بين زخات المطر
و لأن الشمس تشرق على الأزقة الخلفية أبكر .. لا بد أن أمسك بك و أصرخ بك لا ترحلي لا
.
.
تلك السماء الممزقة التي على وشك أن تبكي .. لست أجد في ذراعي القوة لأمسك بها
لست بحاجة لادعاء القوة كي لا يجرحك قلبي الجامد
انستي .. حدقت بعيني لوهلة فيما ثيابك تتقطر من المطر
و دون أن أبالي بالمطر .. دون أن أبالي بثيابي تتبلل ..
مشيت خلفك و أنا أصفر
علمت عنك ما يكفي .. كليلة شجارنا الأول .. لأصرخ لا ترحلي لا ترحلي
.
.
و حين أخرج من الباب بقميصي جاف الأكمام .. لم تعد تمطر كثيراً في هذه البلدة
و اليوم وحده يستمر للغد .. لن انتهي معك بهذا الشكل
انستي .. ما زلت حتى الآن لا تفتحين مظلتك الصغيرة حتى ..
لم تبالي بالمطر يغرقك .. لم تبالي بثيابك تتبلل ..
فيما يختفي جسدك الراكض بين زخات المطر
و لأن الشمس تشرق على الأزقة الخلفية أبكر .. لا بد أن أمسك بك و أصرخ بك لا ترحلي لا ترحلي
و دون أن أبالي بالمطر .. دون أن أبالي بثيابي تتبلل ..
مشيت خلفك و أنا أصفر
علمت عنك ما يكفي .. كليلة شجارنا الأول .. لأصرخ لا ترحلي لا ترحلي
.
:::::::::::
لقطة الختام في الأغنية كانت ابتسامة ساحرة من صاحبي المبلل وهو يحدق بتلك الفتاة أمامه و التي لم يظهر سوى شعرها الأشقر من الخلف بينما شعاع الشمس قد أخترق السحب الكثيفة في الأعلى ..!
كما هو متوقع من لوي المحترف ..!
- أنه مذهل !!.. أنه يبدو كأمير حقاً ..!


يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 08:03 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تابع.......

كانت هذه ميلين التي ابهرت تماماً بذلك الأداء : أنه أمير سيلا .. و ليس أميرك أنت ..!
كتمت ضحكتي على تلك المشاكسة الصغيرة .. كم هي متحمسة هذه الطفلة ..!
جيمس الذي كان يعمل على حاسوبه بالقرب مني سأل باستغراب : لاحظت أنه يصدر الأغاني بالفرنسية و الإنجليزية .. مدهش أن فتى انجليزياً يستطيع غناء الفرنسية بهذه الدقة و الإتقان ..!
من فورها قالت ميلين : أنه يجيد الفرنسية بطلاقة .. اسمعه فقط حين يتحدث بها .. ستشعر انه أمير فرنسي ..! أيضاً لويفان برايك اسكتلندي و ليس انجليزياً .. مسقط رأسه ادنبره ..!
- عما تتحدثون ؟!..
تساءل إيثن الذي دخل الآن و خلفه إلينورا تحمل أكواب الشاي الصغيرة ..!
أجابته سيلا ببراءة : نتحدث عن أمير سيلا ..!
- أي واحد بالضبط ؟!..
- الذي يغني بالإنجليزية ..!
- آه .. ذلك المغني و الممثل الذي يتقن الفرنسية ..!
جلس ايثن ليقول : لينك أيضاً عاش في ادنبره لعدة سنوات ..!
تصنعت الهدوء بينما هتفت ميلين بحماس : لينك هل التقيت به من قبل ؟!..
ابتسمت ببلاهة و أنا آخذ كوب الشاي الذي مدته لي إلينورا : حسناً .. ربما ممرنا بجانب بعضنا مصادفة في أحدا الحدائق ..!
بدت عليها السعادة الأبدية وهي تقول : لكنه يحب الفرنسين .. لا شك أنك قد تحدثت معه إن كنتما قد التقيتما ..! حاول التذكر ..!
- لقد مضت ست سنوات منذ عدت لباريس لذا فكثير من ذكرياتي عن اسكتلندا تلاشت مع مرور الوقت ..!
تحولت تلك السعادة إلى إحباط .. لقد تهربت من الأمر أخيراً ..!
ارتشفت شيئاً كم ذلك الشاي ذو اللون الأحمر الناري .. أنه دافئ و له رائحة تبعث على السكون : صحيح .. لويفان كان له صديق فرنسي اسمه لينك !!!!..
شرقت في تلك اللحظة وقد شعرت أن الشاي دخل رئتي بدل معدتي مما جعلني اسعل بشدة : لينك أأنت بخير ؟!..
أخذ ايثن يربت على ظهري عدة مرات حتى استعدت أنفاسي .. و ما إن رفعت رأسي حتى كانوا جميعاً يحدقون بي ..!
مصيبة .. هل أثرت شكوكهم !!..
تساءلت إلينورا بقلق : أأنت بخير ؟!.. انه ساخن لذا اشربه بهدوء ..!
أومأت إيجاباً بتوتر : أجل .. سأفعل ..!
اسندت ظهري على الأريكة فعادت ميلين لتقول بحماس : لنعد لمحور حديثنا .. لويفان كان له صديق فرنسي اسمه لينك .. حتى انه قد ظهر برفقته عدة مرات في الصحف و البرامج ..!
بملل علق جيمس و عيناه في شاشة حاسوبه : ألم تملي من الثرثرة عنه طيلة اليوم .. و ما شأننا نحن بأصدقائه ..! ثم أنك ذكرت هذا الأمر عدة مرات .. لويفان له صديق فرنسي اسمه لينك مارسنلي .. وقد اختفى منذ بضعة اشهر في ظروف غامضة ..! لقد حفظت هذا النص ..!
- لكن أليس الأمر مثيراً ؟!.. أنا واثقة أن لويفان يعرف مكان صديقه لينك رغم أنه أنكر ذلك في أحد البرامج التي استضافته .. واضح أنهما مقربان جداً من بعض .. الكثير من معجبي لويفان الفرنسين يتحدثون عنه طيلة الوقت ..!
- و ما المثير في الأمر ؟!.. شخص انهارت ثروته فاختفى عن الأنظار ..! لا شك أن أصدقاءه جميعاً يعرفون مكانه لكن كي يتخلص من إزعاج الصحفيين قرر الاختفاء لفترة و حسب ..!
كنت أحاول الا أظهر ارتباكي و أنا أسمع ذلك الحوار بين جيمس و ميلين بينما كانت سيلا تهتف بأنها لا تسمح لهم بأن يتحدثوا عن أميرها ..!
نظرت بطرف عين إلى أيثن الذي كان شارد الذهن .. و حينها همس لنفسه بصوت يمكنني سماعه بخفوت لأني بجانبه : لينك .. لويفان ..!
تجاهلت الأمر .. لكني قبضت يدي وقطبت حاجبي بانزعاج .. لقد أخبرت ايثن مسبقاً أن لي صديقاً اسكتلندياً اسمه لويفان ..!
أخذت نفساً عميقاً .. سيعتقد أنها مصادفة بحته .. أن يكون هناك فرنسيان باسم لينك تعرفا على اسكتلنديان باسم لويفان في مدينة ادنبره .. حتى لو لاحظ أننا في العمر ذاته .. أنها مجرد مصادفة ..!
- أنظروا هنا ..!
رفعت رأسي إلى ميلين التي رفعت هاتفها و هي تقول بابتسامة : صورة نادرة للويفان برايك مع لينك مارسنلي وهما في العاشرة ..!
انقبض قلبي حينها ..ربما يتعرفون إلي من خلال الصورة !!..
أخذت سيلا الهاتف بسرعة و هتفت : أمير سيلا صغير هنا ..!
التقط جيمس الهاتف من يدها فوراً : هاته ..! لنرى .. أمممم أنه وسيم منذ طفولته ..! حتى صديقه هذا لا يبدو أقل وسامه ..! لا لحظة .. اعتقد أنه أوسم منه بعض الشيء ..!
أخذت إلينورا الهاتف باستياء : كف عن هذا الكلام و كأنك فتاة في سن المراهقة ..!
قبل أن تنظر إلى الشاشة سحب ايثن الهاتف منها : دعيني أرى الآن ..!
أخذ ينظر إلى الصورة فاقتربت منه لأنظر أنا أيضاً ..!
أنها بالفعل صورتي مع لوي .. نرتدي ملابس فريق البيسبول بمدرستنا في اليوم الرياضي للمدرسة .. لا زلت أذكر أن مشرفة الطلاب هي من التقطت لنا هذه الصورة .. لا أدري كيف انتشرت لكن ليس غريباً بما أن أحد فرديها من المشاهير ..!
كنت أقف و أنا أمسك المضرب بينما لوي قد قفز علي من الخلف و تشبث بي و هو يضحك بحماس بينما كنت أنا الآخر في قمة سعادتي بتلك الابتسامة الواسعة و العينين المغلقتين .. و قد كنت ارتدي قبعة زي البيسبول .. كان هذا بعد أن قمت برد إحدى الكرات بنجاح رغم أني لست جيداً في اللعب .. و فوراً قفز لوي علي بسعادة من فرط الحماسة بينما التقطت المشرفة الصورة ..!
لم أكن واضحاً كثيراً فقد كنت منحنياً بعض الشيء خاصة من القبعة على رأسي و عيناي المغلقتان إضافةً لكوني كنت في العاشرة أي قبل ما يزيد عن سبع سنوات ..!
هذا مطمئن .. لن يدركوا أنه أنا من الوهلة الأولى ..!
أخذت إلينورا الهاتف من ايثن : أنا لم أرها بعد .. كيف تأخذ الهاتف هكذا ؟!..
قطب حاجبيه وهو يجيب : لكنك كنت توبخين جيمس .. لو انتظرتك فسأبقى حتى المساء ..!
- يالك من ولد فاقد الصبر ..!
نظرت إلى الصورة و ابتسمت : يبدوان لطيفين حقاً في سن الطفولة ..! كما قلت ميلين واضح أنهما مقربان جداً ..!
حاولت أن أتدخل حينها كي اهدأ من نفسي و توتري و اثبت أن الأمر طبيعي لي : لكن هذه صورة قديمة .. ربما تغيرت علاقتهما فيما بعد ..!
أخذت هاتفها من أختها الكبرى و قد بدأت تبحث فيه و هي تقول : ليس الأمر هكذا .. انظر إلى هذه الصورة .. لقد التقطت قبل اختفاء لينك مارسنلي بفترة وجيزة .. بالتحديد في يوم جنازة والدته ..!
في تلك اللحظة .. سمعت صوت نبض قلبي حقاً .. أخذت الهاتف منها بيد ترتجف و نظرت إلى تلك الصورة ..!
لوي كان يرتدي ملابس رسيمة سوداء و يقف قرب بوابة قصر مارسنلي حيث كان هناك بعض الأشخاص يدخلون و يخرجون لتقديم التعازي .. و بقربه وقف فتى لم يظهر سوى نصف وجهه وقد كان يرتدي ملابس رسمية سوداء و يصفف شعره إلى الخلف ..!
هذا ليس أنا .. أنه ريكايل !!..
صورة للوي مع رايل انتشرت باعتقاد أنني الشخص في الصورة حيث كان نصف الوجه فقط ما ظهر ..!
من لا يعرف ريكايل سيعتقد أنه أنا .. لكن من رآني الآن و رأى رايل سيعرف أن في الأمر لبساً ..!
تلك الفتاة ميلين الآن تنظر إلي و لا تدرك مقدار الشبه بيني و بين الشاب في الصورة بسبب تصفيفة الشعر و الوجه الغير واضح إضافةً أن ملامح ريكايل هنا تبدو مهرقة و شاحبه و الصورة ملتقطة من بعيد ..!
لا .. لاشك أنها رأت الكثير من الصور لي مع لويفان .. لكن هي لا تفكر بالرابط بيني و بين ذلك الشاب رغم أنها تعرف أن الاسم مشترك و أن كلانا عاش في ادنبره .. إلا أنها كانت قد وضعت في بالها صورة عن لينك براون الذي أخبرها شقيقها عنه .. لذا عقلها يرفض ربطه تماماً بلينك مارسنلي ..!
لكن .. ان رأى ايثن الصورة .. فسيدرك تلقائياً القصة كاملة ..!
بلا شعور ضغطت زر التراجع في الهاتف حتى اختفت الصورة و أعدته لصاحبته و أنا أحاول أن أخفف من حدة ارتجافي و ابتسم بتصنع : أجل .. يبدوان مقربين ..!
أخذت الهاتف وهي تقول بابتسامة : ايثن ألا تريد رؤيتها ؟!..
قبضت يدي بلا شعور و قد طأطأت رأسي لأخفي عيناي المتسعتان .. لا أريد أن يكتشف ايثن هذا صدفة أو من مجرد شك !!..
إن كان سيعلم بالأمر فسأخبره بنفسي !!.. لا أريد أن يفكر أنني كنت أخدعه و أخفي عنه أمراً بهذه الأهمية !!..
أنه يثق بي .. لا أريد خيانة ثقته ..!
- فيما بعد ميلين .. لست مهتماً بهذه القضية ..!
سكن قلبي حين سمعت رده .. و بلا شعور أخذت نفساً عميقاً كي اوقف توتري ..!
لن يرى الصورة .. ليس الآن على الأقل .. لست مضطراً أن أجيبه على سؤال " لما شقيقك الأصغر ريكايل يظهر مع هذا الفتى المشهور في ذلك القصر الضخم ؟!.. "
وقف صاحبي حينها و هو يقول بابتسامة و كأنه طرد كل الشكوك التي تجول في رأسه : هيا لينك .. لنبدأ بالدراسة فليس لدينا متسع من الوقت ..!
رغم أن ركبتاي مرتخيتان الآن بعد ذلك الضغط فقد تحاملت على نفسي و وقف : أجل .. أنت محق ..!
..........................................


يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 08:04 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رفعت يدي بابتسامة صغيرة : إلى اللقاء إذاً ..!
ابتسم لي هو الآخر : أراك غداً ..!
هي الأخرى لوحت لي بمرح بيدها الصغيرة : تعال لزيارتنا مجدداً أيها الأمير ..!
كان هذا وداعي لايثن و سيلا بعد أن غادرت منزلهم و الساعة تشير إلى الخامسة و النصف مساءً .. لقد اختفت الشمس من السماء لكنها لم تغب بعد .. الجو جميل حقاً و يجعلك تتمنى أن تستلقي فوق مرج رطب و تنعم بغفوة هنية ..!
لكن من أين الغفوة بعد ما حدث اليوم ؟!..
ابتسمت نصف ابتسامة و أنا أتمتم بسخرية : في البداية أدريان ثم يوجين .. و بعدها ايثن و شقيقته ميلين .. يبدو أن القدر بدأ يلعب لعبته .. و قد بت على حافة الهاوية لكشفي ..!
اختفت ابتسامتي و أنا أفكر .. ماذا ستكون ردة فعل ايثن ؟!..
بطريقة ما هذا الفتى أصبح مقرباً لي بشكل كبير رغم أنه لم تمض سوى أشهر قليلة منذ عرفنا بعضنا .. لكن أشعر بالراحة لامتلاك صديق مثله ..!
ربما يدرك الآن شخصيتي الحقيقية لكنه لا يريدني أن أنتبه لذلك .. و ربما يدركها منذ زمن أيضاً ..!
تابعت سيري حتى وصلت للعمارة .. من فوري اتجهت لشقتي دون أن التفت للأطفال الذين يلعبون في الساحة كالعادة ..!
حتى اني استخدمت المصعد رغم تفضيلي للدرج .. و فور أن وصلت شقتي حتى فتحت الباب الذي لم يكن موصداً ..!
دخلت و أنا أسمع عدة أصوات قادمة من غرفة ليو .. يبدو أن لديه أحداً ما ..!
اتجهت لغرفة الجلوس فكانت كيت هناك مغلقة التلفاز و بيدها كتاب اللغة الإنجليزية .. يبدو أنها تستذكر ..!
لم أرد مقاطعة اندماجها لذا اتجهت لغرفتي لكني سمعت من خلفي : لينك .. لقد عدت مبكراً .. اعتقدت أنك لن تعود حتى يحل الظلام ..!
التفت فكان ليو خارجاً من المبطخ : لقد أنهيت أعمالي بالفعل فلزم علي العودة ..! لديك أحد في غرفتك ؟!..
أومأ إيجاباً و بتوتر قال : بعض الأصدقاء .. أردنا تلخيص الدروس معاً فأصروا أن يكون هذا عندي ..! والد لوسيان في المنزل لذا أحضرتهم إلى هنا ..!
لم أجد إلا أن ابتسمت له : لكن هذا منزلك و يحق لك دعوة من تريد إليه ..!
بدا عليه الارتباك من كلمتي لكنه استدرك نفسه : ألا تريد إلقاء التحية ؟!..
- أود ذلك لكن أضمن لي فقط أن أحدهم لا يعرف لينك مارسنلي ..!
كتم ضحكته حينها : ريكايل قال الأمر ذاته ..! أنتما بالفعل توأمان ..!
رفعت احد حاجبي مستنكراً .. يبدو أن تطابق أفكارنا يعمل عن بعد أيضاً ..!
- متى عاد ريكايل ؟!..
- منذ نصف ساعة ..!
- حسناً لن أعطلك عن أصدقاءك ..!
- سيغادرون بعد قليل ..!
- اوه هكذا إذاً .. سآخذ أنا قسطاً من الراحة إذاً ..!
دخلت لغرفتي بعدها و أغلقت الباب .. على عكس كيت الوحيدة ليو يملك عدة أصدقاء .. لقد رأيته يخرج معهم كثيراً .. فتيان و فتيات أيضاً ..!
لم يكن ريك في الغرفة لكني ما إن سمعت صوت الماء قادماً من دورة المياه علمت انه هناك ..!
رميت بجسدي فوق سريري بإهمال بعد أن خلعت حذائي قربه .. مزاجي مبعثر فأنا مستاء من نفسي و من أشياء عدة لكني لا أملك الطاقة للتعبير عن هذا الاستياء ..!
أغمضت عيني للحظات .. أريد ان استرخي لبعض الوقت .. قليلاً فقط ..!
قطع علي ذلك صوت قفل باب دورة المياه ..!
حركت بصري لأجد ريك قد خرج وهو يرتدي كنزة قطنية بلون البرتقال و بنطال أسود بينما شعر الأشقر مبلل و فوقه تلك المنشفة البيضاء ..!
تقدم ناحيتي وهو ينظر لوجهي باستغراب : أأنت بخير ؟!.. وجهك شاحب ..!
رفعت رأسي قليلاً ثم استلقيت على ظهري فوق السرير : أجل .. مجرد ارهاق ..!
جلس على حافة السرير : هل حدث شيء ؟!..
كان يحدق في عيني بجد .. و كأنه يعلم أنني أخفي الكثير .. أبعدت بصري عنه و تمتمت : لا شيء إطلاقاً ..!
شعرت بيده تقبض على يدي و يبدو أن لديه ما يقوله .. صمت قليلاً قبل أن يقول : لكني رأيت أدريان يحوم حول المكان ..!
شعرت بالخوف لحظتها و نظرت إليه بصدمة : متى ؟!..
- في الظهيرة ..!
هدأت قليلاً فأنا اعتقدت أنه لا يزال هنا يراقب ريك أو ما شابهه ..!
- قل الحقيقة .. لما هو هنا ؟!..
- و ما أدراني ؟!..
- لا تتجاهل الأمر .. شكله بدا مريباً و قد كان غاضباً ..!
استلقيت على جانبي وهو خلفي لأقول : و ما شأني ؟!..
بدا عليه بعض الغضب في صوته : لا تتظاهر بأنك لم تره ..! لاشك أنك تحدثت إليه .. و إلا لما سيأتي لهذه المنطقة ؟!..
قطبت حاجبي بانزعاج : لا تهتم لذلك الرجل ..! أنسى أمره و لا تذكره أمامي مجدداً ريك ..!
لم يرد .. بقي صامتاً و كأنه لا يعرف ما يقول ..!
لكن بعد ذلك الصمت تمتم : أعلم أنك تخفي شيئاً .. بل تخفي الكثير لينك .. رغم هذا أنا لن أجبرك على الكلام ..! لكن .. أنا أخفي شيئاً أيضاً .. أنا لست مثلك .. لا أستطيع كتم مثل هذا الأمر المهم في نفسي إلى الأبد ..!
عدت بنظري إليه و قد وقف هو و اتجه إلى نافذة الغرفة المغلقة بعد أن رمى المنشفة فوق سريره و أبعد الستائر قليلاً لتظهر تلك السماء البرتقالية و هو يقول : لينك .. حدث هذا في فترة بقائي في المشفى ..! لكني لم استطع إخبارك .. لا أعلم لما ؟!..
استقمت جالساً و نظرت إليه باستغراب و فضول : ماذا حدث ؟!..
لاحظت قبضته التي شدها على الستارة الصغيرة .. اوشح بوجهه بعيداً فلم اعد أرى ملامحه و قال : كان هذا منذ ثلاثة أسابيع تقريباً .. كنت أجلس مع بيير في حديقة المدينة الطبية الكبيرة .. و حينها انتبهنا إلى شابين قادمين نحونا ..!
لم أضع أي احتمال في رأسي بينما نظر إلي هو بهدوء يشوبه بعض الحزن : ماثيو ديمتري .. و دايمن رافالي ..!
.
.
شعرت لحظتها .. بتخدر في أطرافي و بذبول في مشاعري و بلا شعور استلقيت مجدداً و أنا أنظر لسقف الغرفة و لم أنطق بل تابع هو : كنت مصدوماً من وجودهما ..! قالا أنهما يبحثان عني .. كي يسألاني عنك ..! حين عرفا أني أعيش هنا أتيا للسؤال فأخبرهما أحد الجيران أني في المدينة الطبية .. قدما للمشفى فأخبرتهما إحدى الممرضات أني في الحديقة فور أن سألاها ..!
كنت لا أزال تحت تأثير الصدمة .. لقد تذكرت فوراً في يوم مقابلة ماثيو بينار .. أتصل به دايمن فأخبره أن يبحث عن ريكايل عله يعلم مكاني ..!
لقد توصلوا لمكان ريك .. إذاً معرفتهم بمكاني مسألة وقت لا أكثر ..!
تقدم ريك ناحيتي و جلس مجدداً على حافة سريري ليتابع : ألقيا التحية و سألاني عنك حالاً .. " أتعرف مكانه ؟!.." " لقد فقدنا الاتصال به منذ ذلك اليوم الذي اختفى فيه " " متى رأيته آخر مرة ؟!.. " " هل قال شيئاً حينها ؟!.. " " هل أشار إلى مدينة ما أو مكان معين " ..! و غيرها من الأسئلة الكثيرة ..!
في تلك اللحظة جلست أنا الآخر من الجهة الأخرى فبات ريك خلفي كي لا يرى ملامحي و تمتمت بصوت هادئ رغم العاصفة في داخلي : و بماذا أجبت ؟!..
صمت قليلاً قبل أن يقول : قلت " لا أعرف أي شيء ؟!.. لقد كنت خادمه فقط و لم نتحدث كثيراً لذا لا يمكنني معرفة ما يفكر فيه .. لقد رأيته آخر مرة حين عدنا للقصر فقد عدت لمنزلي حينها و فيما بعد علمت أنه تم طردي مع بقية الخدم " ..!
قبضت على يدي بقوة .. أنهم قلقون .. ما الذي أفعله أنا ؟!.. لو كنت في مكانهم لكنت غاضباً ..! ربما يعتقدون أني ميت ..!
لكن .. لقد أخترت هذا .. أخترت إخفاء الأمر حتى لا يتداخل الماضي مع الحاضر و يسببا الفوضى في المستقبل .. أردت أن أعتمد على نفسي لذ ا كان علي أن أبتعد عنهم نهائياً كي أحقق هذا ..!
ربما أكون مخطئاً بكل هذا .. لا يوجد أنسان معصوم من الخطأ .. لكن غلطتي هذه قد تكون كبيرة جداً ..!
ما رأيكم أنتم ؟!.. أتعتقدون أني مخطأ بتركهم بلا أي دليل عن مكاني أو أي خبر على حالي ؟!..
تمتمت حينها بصوت مسموع و بنبرة شبه نادمة : هل كل ما أفعله الآن خاطئ ؟!.. أكان علي أن أبقى هناك وحسب ؟!.. أنا لا أعلم ما هو الصواب حتى الآن ..!
شعرت بيده تربت على كتفي و ما إن التفتت حتى كان مطأطأ رأسه لدرجة أني لم أرى وجهه .. كان صوته متألماً حقاً وهو يتمتم : بالنسبة لي .. فأنا مثلك لا أعرف ما هو الصواب ..! لكن إن كان الأمر بما أريد حقاً .. فأنا أريدك أن تبقى هنا و تنسى الأمر إلى الأبد ..!
اتسعت عيناي و شعرت باختلاط في مشاعري إلا أن أخي الأصغر طأطأ رأسه أكثر و كأنه نادم على ما يقوله الآن : أنا آسف لينك .. آسف لإخفاء هذا عنك يا أخي ..! لم أرد هذا لكن .. كنت خائفاً .. لطالما اعتقدت أنك ستعود للعيش في ذلك العالم في النهاية و تنسى أمرنا .. حتى بات هذا الأمر يظهر في كوابيسي .. هذا غير معقول صحيح ؟!.. لا أعلم لما بت أهذي بهذه الأشياء .. ذلك لأنك ستبقى هنا لينك .. أليس كذلك ؟!..
كنت مصدوماً من كلامه هذا بينما ضغط أكثر على كتفي و هو يتابع : لم أرد أن يحدث هذا أبداً .. لذا لم أرد تذكريك بهم إن أخبرتك ..! آسف ..!
أقترب أكثر و أسند جبينه إلى كتفي وهو يتمتم بصوت مكتوم و مخنوق : لينك .. حتى لو التقيت بهم مجدداً .. حتى لو عدت للعيش هناك .. عدني بأنك لن تنسى أمري .. عدني بأنك لن تنسى براون و أمي و أبي ..! قد يكون هذا أنانياً لكني أتمنى لو تنساهم و تبقى هنا .. لأنك أخي أنا منذ البداية .. ليس من الضروري أن تعود إليهم .. أيحق لي أن أطلب منك هذا ؟!.. لا أعلم ماذا علي أن أقول ؟!.. أعتذر لأني مجرد أخ أناني لينك ..! لكن هذا .. هو كل ما أريده في حياتي .. لا أريد التفريط بك ..!
اصدقكم القول أن الدموع داعبت عيني .. لم أعلم أن ريك يفكر هكذا .. كنت أعتقد أنه لم يكن يهتم لفكرة أن حياتي تغيرت بالكامل .. لكن اعتقادي كان خاطئاً .. ريك خائف من نتائج أفعالي هذه في المستقبل ..!
ابتسمت و رفعت يدي لأربت على رأسه حيث كان شعره الأشقر لا يزال مبللاً و أنا أقول بصوت مختنق بلمسة مرحة : يالك من أحمق .. أنا لن أترك أخي الصغير وحده بعد الآن .. ريك .. لا أريد أن أفقد أسرتي الوحيدة مجدداً ..! لذا لا تتفوه بهذه التفاهة من جديد ..!
همهم إيجاباً حينها و كأنه لا يقوى على الكلام ..!
أكثر ما أفهمه في شخصية ريكايل أنه يعيش على وجود الآخرين حوله .. و بقاءه وحيداً هو أكبر كوابيسه .. لذا فإن تعلق بشخص ما فهذا الشخص سيكون كالأكسجين بالنسبة له ..!
إنه يبدو كطفل إن نظرت إليه من هذا المنظور ..!
كان رأسه لا يزال على كتفي بينما أغمضت أنا عيني أفكر في عدة أشخاص يتزاحمون خلال دماغي و فكري ..!
ريكايل .. ايثن .. ماثيو .. دايمن .. أدريان .. و يوجين ..!
جل ما أتمناه .. هو ألا تحدث لي مشكلة مع أحد منهم ..!
.....................................
يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 08:04 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

كان كل ما أخشاه في ذهابي للمدرسة في اليوم التالي نظرات ايثن و سؤال يأكل خلايا عقلي بشكل مجنون " هل رأى صورة ريك مع لوي أم لا ؟!.. "
لكن زال كل ذلك الخوف حين ألقى علي تحية الصباح بابتسامته المشرقة وهو يسألني عن احد دروس الرياضيات ..!
هل أكتشف الحقيقة أم يحاول تجاهلها ؟!.. أم أنه استبعد هذا و اعتقد أن الأمر مجرد صدفة ؟!.. و ربما نسي أمر الصورة لأنها لم تعني له شيئاً منذ البداية ..!
و ربما هو يعرف الحقيقة و لا يحتاج لأي أدلة أخرى من الأساس ..!
كان ذلك الأسبوع يسير بوتيرة بطيئة مزعجة جداً .. فكل ما كنا نفعله هو الذهاب للمدرسة ثم العودة للدراسة للامتحانات ..!
اتصلت بمدير شوكو أسأله عن أعمال الصيانة فقال أنها ستنتهي قريباً و أنه تأخر بسبب عدم توفر المال الكافي .. لكنه أكد أننا سنستأنف العمل في العطلة ..!
لازلت لا أعلم هل يمكن لريكايل العمل بعد تلك العملية أم لا ؟!.. لكني لم أحدثه بهذا الأمر بعد ..!
اليوم هو الجمعة .. و اليوم بالذات ذهبت ميراي لزيارة مدرسة كيت كولية لأمرها ..!
........................................
ارتشفت القليل من عصير البرتقال الطازج و أنا أشير إلى تلك الأرقام : هنا .. بمجرد أن تنظر إلى هذه ستكتشف الحل .. أنها بسيطة ..!
سحب الكتاب من يدي و بدأ يكتب في دفتر بقربه : أعتقد أني تذكرت .. هكذا ؟!..
نظرت إلى إجابته و تمللت بضجر : لا !!.. هات القلم ..!
أخذت منه قلم الرصاص و بدأت أحل تلك المسألة : هكذا فقط .. طبق على القانون .. ثم اكتشف أي قانون عليك استخدامه في الخطوة التالية ..! أسهل سؤال لم تتمكن من حله ..!
نظر إلي بانزعاج : لا يهم .. لقد قررت أن أحفظ إجابات المسائل ..!
رفع الآخر رأسه من كتابه : أأنت جاد ماكس ؟!.. سترسب لا محاله ..!
وافقه الفتى الجالس قبالتي : كلام ريكايل صحيح .. ذلك لأن الأرقام تتغير في الامتحان ..!
أضافت تلك التي تكتب بعض الملاحظات : ذلك ليس غريباً إطلاقاً فهو ينجح بالكاد في كل سنة ..!
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهراً .. سام ماكس و ايثن .. إضافة لي مع ريكايل ..!
كنا جميعاً في غرفة الجلوس في شقنا ندرس لاختبار الرياضيات الذي سيكون بعد يومين ..!
أنهم هنا منذ التاسعة صباحاً .. و لكننا لم نهني نصف الكتاب بعد لأننا نتوقف كل دقيقة من أجل ماكس و كذلك نعيد شرح بعض الأشياء لريكايل و التي قد تغيب عنها ..!
بالطبع نحن لم نذهب للمدرسة اليوم أو الأمس فليس لدينا شيء لفعله هناك ..!
لما اختاروا منزلنا ؟!.. لأنه لا يوجد أطفال هنا ليزعجونا ..!
ففي منزل ايثن توجد سيلا التي لن تتركنا ندرس بهدوء كما يقولون فقد عاش البقية تجربة معها أيام الامتحانات في الماضي ..!
أما منزل ماكس فهناك اخوه الصغير شارلي ذو الأربع سنوات و الذي يبكي طيلة الوقت .. و أخته طالبة الإعدادية المجتهدة على عكسه تماماً لوسيا التي لا تسمح لأين كان بالقدوم لمنزلهم أيام الامتحانات حتى لا يزعجها ..!
أما سام فرغم أنها وحيدة والديها إلا أن جدتها المريضة عندهم هذه الفترة لذا نحن نخشى إزعاج تلك الجدة ..!
تركت الكتاب و وقفت حينها : سأعد الغداء ..!
قاطعني ايثن حالاً : لا داعي لأن تكلف على نفسك لينك .. لنحضر شيئاً من الخارج ..!
ابتسمت له : تناول الطعام الصحي أمر مهم .. كما أن ريك و كيت يحتاجانه من أجل التقوي للامتحانات ..!
بضجر علق أخي : لكنني لست عجوزاً ..!
وقفت سام حينها : سأساعدك ..!
ما إن خطوت خارج الغرفة حتى دخلت كيت عائدة من المدرسة خالفها خالتي ميراي و هاري .. و قد كان ذلك الشاب يحمل أكياس أحد المطاعم : لقد أحضرت الغداء ..!
قطبت حاجبي : لما ؟!..
ابتسم لي وهو يقول : أطمئن .. لقد تأكدت بنفسي من أنه خالي من الزيوت و الأملاح الزائدة .. أنا طبيب و أكثر حرصاً منك على صحة مرضاي .. كما ان عليك الدراسة للامتحانات ..!
تقدمت خالتي إلى غرفة الجلوس وهي تقول : مرحباً يا أولاد .. أتدرسون جيداً ؟!..
كانت سام واقفة وقد أجابت : نحن كذلك .. لكن ماكس لا ..!
هتف ذلك المقصود حينها : سام يكفي إحراجاً ..!
ضحك البقية على منظره المحبط و بعدها علقت خالتي : سأرتب المائدة .. قد يأخذ بعض الوقت لذا تابعوا دراستكم ..! كيت بدلي ملابسك ثم تعالي لتناول الغداء ..!
نفذت بلا تعليق و قد تبعها هاري كي يبدل ملابس العمل هو الآخر ..!
بينما خرج ليو من غرفته وهو يقول بانزعاج و كتابه بين يديه : لينك .. لم أفهم هذه المسألة ..!
اشرت إلى رفاقي و أنا أقول : أسألهم عنها .. سأعد أنا المائدة مع ميراي ..!
- سمعتك يا ابن اختي العاق ..!
عضضت طرف لساني .. لا زلت أتجاهل كلمة خالتي أحياناً ..!
طبيعي فهي بعمر ليندا .. و اقد أعتدت على مناداة تلك الأخيرة باسمها فقط ..!
رغم ذلك هتفت لها : العقوق يكون بالوالدين فقط و ليس للخالة شأن فيه ..!
اتجه ليونيل ناحية ايثن وهو يقول : صاحب النظارات هو الأذكى بالتأكيد ..!
ذلك جعل ايثن يعلق : لا أعلم من ربط ضعف بالبصر بالذكاء ..!
دخلت إلى المطبخ حينها حيث كانت ميراي تخرج بعض الخضرة من الثلاجة : لنعد السلطة ..!
بدأت أخرج الأطباق من الخزانة و أنا أقول بهدوء : كيف كان اليوم في مدرسة كيت ؟!..
أجابتني وهي منهمكة في عملها : لا شيء .. سوى أني رأيت خالتك النبيلة تلك ..! لقد سألتني عنك ..!
التفت ناحيتها فوراً : الخالة كاثرن ؟!.. هل تذكرتك ؟!..
أومأت إيجاباً وهي تتجه إلى حوض الغسيل لتغسل الخضار : أجل .. فقد عانقتك أمامها بعد جنازة السيدة إلينا لذا هي تتذكرني بوضوح ..!
شردت بذهني قليلاً أفكر في ذلك اليوم الذي كانت الخالة كاثرن بجواري طيلته : ماذا قلت لها ؟!..
سمعت صوت الماء يتدفق من الصنبور بينما ميراي تجيب ببرود : ماذا كنت تريدني أن أقول ؟!.. أنه أبن اختي نيكول في الحقيقة و ليس ابن إلينا و أنه الآن يعيش في شقة مع أخيه التوأم بعد أن صار اسمه لينك براون ؟!..
لم أعلق بل عدت لأنظر إليها بينما أغلقت هي الماء و التفتت إلي بجد : قلت لها أني لا أعلم أي شيء عنك و أني لم أرك منذ يوم الجنازة ..! إن كنت تريد منهم معرفة مكانك فأخبرهم بنفسك فلا أحد آخر سيفعل ..!
وضعت الصحون على الطاولة و أنا أتمتم : لا أريد أن يعرفوا .. سأبقى هكذا لسنة أو سنتين على الأقل .. و بعدها أفكر إن كان علي زيارتهم ..!
أخرجت هي السكين من الدرج : لن أجبرك على شيء لينك فأنت كبير و تعرف مصلحة نفسك ..! لكن تأكد من أن لا تندم فيما بعد ..!
التفت ناحيتها فأنا لم أفهم كلامها الأخير إلا أنها نظرت إلي بعينين جادتين بشكل كامل : ما زاد عن حده انقلب إلى ضده ..! أنهم الآن خائفون من اختفائك ..! لكن هذا الخوف قد يتحول إلى غضب مع مرور الوقت ..! و إن علموا أنك تعيش حياة طبيعية و سعيدة مع علمك بانهم قلقون عليك و تجاهلك الأمر .. فربما يعتقدون أنك تستغفلهم و تعبث معهم لا أكثر ..! صدقني لن يكون الأمر بخير حينها ..!
جلست على الكرسي بقربي و أنا أشعر بالضياع .. لقد بدأوا يظهرون .. لقد قدم دايمن و ماثيو إلى هنا .. ربما يعودون ثانية و يرونني ..!
ليس من الجيد أن يكتشفوا هذا صدفة .. سيكون مزعجاً لي و لهم بالتأكيد ..!
أغمضت عيني حينها : هل سينتهي بي الأمر منبوذاً من قبلهم ..!
شعرت بيدين تربتان على كتفي .. رفعت رأسي و قد فتحت عيني فكانت خالتي ميراي وهي تبتسم ابتسامة حانية : لا تزعج نفسك كثيراً بالموضوع ..! إن أردت البقاء هنا فأبقى .. و إن أردت العودة لحياتك السابقة مع رافالي فلن نمنعك .. فهذا لا يعني أنك ستتركنا للأبد ..!
وقفت مجدداً بعد كلامها ذاك و تمتمت : انت تستطيعين البقاء بدوني خالتي ..! لكن رايل لا يقدر .. و أنا أيضاً لا أقدر على البقاء بدونه ..!
نظرت إليها و ابتسمت بهدوء : لذا سأبقى هنا .. فهذا هو مكاني ..!
تركتني حينها و عادت لعملها و قد اتسعت ابتسامتها : سعيدة لسماع هذا ..! أنسى الأمر لفترة فالامتحانات قادمة و عليك ألا تشغل بالك بأي شيء ..!
أتمنى حقاً لو استطيع تجاهل الأمر .. لكن هذا .. خارج عن إرادتي ..!
.............................................
أنهينا الدراسة تمام الرابعة .. و ها نحن ننعم بكعكة لذيذة مع القهوة الساخنة بعد ذلك المجهود العقلي الذي قمنا به ..!
كيت و ليونيل انظما إلينا أيضاً ..!
كان لدى سام شيء مهم لتخبرنا به .. لذا فجميع الأبصار نحوها و هي تخرج ظرفاً من حقيبتها و تضعه على الطاولة في المنتصف : ما هذا ؟!..
سأل ريك باستغراب فقالت بابتسامة واسعة سعيدة : تذاكر حجز في احد الفنادق ..!
أخرجت الملعقة من فمي و سألت : و ما قصتها ؟!..
كتفت ذراعيها بفخر و هي تجيب : أنها تذاكر لأحد الفنادق الواقعة داخل " ديزني لاند " !!.. لقد حصلت عليها أمي في العمل هي و صديقاتها .. لكنهن لن يستطعن الذهاب بسبب أعمالهن الإضافية و هكذا منحت التذاكر لي بالمجان لأن موعدها ثابت و لا يمكن تغييره ..!
من فرط الحماس و قف ماكس وهو يصرخ : سام أنت الأروع دوماً !!..
بدا عليها الفخر الشديد بينما كانت السعادة قد غزتنا جميعاً حتى أني هتفت بلا شعور : و متى ؟!..
نظرت إلي و هي تجيب : بعد الامتحانات .. سننهي الامتحانات يوم الأربعاء .. و نستلم النتيجة يوم الجمعة .. و يوم الأحد ستكون الرحلة ..! الحجز منذ صباح الأحد حتى صباح الثلاثاء ..! أليس رائعاً ؟!..
بذهول علق ايثن : واااااااو .. هذا يعني أنه بإمكاننا الذهاب منذ صباح الأحد و البقاء حتى مساء الثلاثاء هناك .. إنها ثلاثة أيام صافية .. كم هذا مذهل !!..
هتفت صاحبة الذاكر بمرح : أجل .. لم ننعم بعطلة منذ زمن .. لذا يجب أن نذهب ..! كلما كثر العدد سيكون أفضل خاصةً أن التذاكر بالمجان ..! هيه كيت ليو .. ستأتيان أيضاً صحيح ؟!..
باستغراب سأل وهو يضع فنجان القهوة على الطاولة : حقاً ؟!.. أيمكنني القدوم ؟!..
- بالطبع ..!
بدت عليه ابتسامة سعيدة : لا يسعني الرفض إذاً ..!
نظر الجميع تلقائياً ناحية كيت و التي قالت ببرود : بما أن الجميع سيذهب فسأنظم إليكم ..!
هتفت سام مجدداً : رائع .. ستكون رحلة الأحلام ..! ريكايل .. اخبر ميشيل و أختها جوليا أيضاً ستكون فرصة جيدةً لقوي علاقتنا ..! و لا تنسى الاتصال ببيير .. عليه أن يعود لكي يرافقنا ..!
أومأ موافقاً بابتسامة واسعة : سأفعل ..!
في أيام بقاء ريك في المشفى .. التقى رفاقي بميشيل و جوليا كثيراً .. حتى أنهم تبادلوا الأرقام ..!
تذكرت أحدهم عندها : سام .. ألم تخبري ريا ؟!..
بابتسامة خبيثة أجابت : تبدو حريصاً ..!
قطبت حاجبي : أنها صديقتنا أيضاً ..!
- سأترك مهمة إخبارها لك ..!
- و لما أنا ؟!..
- لأنك أول من تذكرها .. عموماً كنت أنوي الاتصال بها بعد الخروج من هنا ..!
تنهدت حينها بملل فأردفت هي : آه .. و لا تنسى دعوة يوجين ..!
ضربت الطاولة و صرخت باعتراض : مستحيل !!!!..
حركتي لفتت نظر الجميع فكلهم حدقوا في باستنكار : هل ضرب رأسك شيء لينك ؟!..
توترت من كلمة ماكس هذه بينما حل الصمت بعدها لوهلة قبل أن يقطعه سؤال سام المستغربة : ما القصة ؟!.. هل قلت شيئاً ؟!..
تصنع رايل ابتسامة هادئة وهو يقول : أعتقد أن لينك و يوجين ليسا على وفاق ..!
ايثن أيضاً اردف بذات النبرة : أجل .. من الصعب وضعهما في مكان واحد سام ..!
شعرت بالإحباط من هذا لكن ايثن اردف : عموماً يوجين لن يذهب حتى لو دعوناه .. لديه تسجيل في الجامعة بعد الامتحانات و ربما يقوم بامتحانات تحديد مستوى في القسم الذي سيدخله .. لذا أجزم بأنه لن يأتي ..!
بدا أن سام تفهمت الأمر لذا قالت : عموماً أنا أيضاً لست على وفاق معه فهو يبدو لي غامضاً و شرساً من الداخل ..! لذا أنسى الأمر .. سوف أدعوا ريا بنفسي أيضاً ..!
ساد الصمت مجدداً و تربع على عرش الجو .. إلى أن هتف ماكس بسعادة : دعونا من السطحيات .. أنا واثق أنها ستكون رحلة ممتعة لذا لنبذل جهدنا في الامتحانات و نحصل على افضل الدرجات كي تكون السعادة كاملة ..!
نظر له ريك بطرف عين : هذا الكلام موجه لك قبل الجميع ..!
كانت كلمات ريك كسهم اخترق رأس ماكس الذي احبط تماماً مما جعلنا لا نتمالك تلك الضحكة التي خرجت رغماً عنا بعد كل شيء ..!
.................................................. .
يتبع.......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 08:06 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يكن هناك ما يذكر خلال اليومين التاليين .. و ها نحن قد بدأنا الامتحانات النهائية للسنة الدراسية أخيراً ..!
لقد كانت أفضل مما توقعت .. اعتقدت دوماً أن الظروف التي مررت بها خلال هذا الفصل الدراسي ستؤثر في نتيجتي النهائية و ستجعلني أرسب ربما ..!
ريك أيضاً أدى جيداً خلالها .. صحيح أنه أخطأ في بعض الأسئلة لكنه أفضل بكثير من ماكس الذي على حافة الرسوب ..!
الأسبوع الأول مضى و أنتهى .. و الأسبوع الثاني كذلك إلا أنه أسهل فما بقي هي المواد السهلة فيه ..!
لقد كانت سنة طويلة جداً بالنسبة لي .. حدث فيها ما يعادل أحداث حياتي بأكملها ..!
رأيت فيها أخي التوأم لأول مرة
اكتشفت أني طفل متبنى من قبل مارسنلي
بحثت عن أم و أب لم أرهما في حياتي
أقدمت على مقابلة زواج
أحببت إحداهن
توفيت أمي العزيزة
تبدل الكثير .. بيتي .. أسرتي .. أصدقائي .. مدرستي .. و حتى اسمي بل عالمي بأكمله ..!
و الأغرب من هذا كله .. تغيرت شخصيتي
تعرفت إلى ليديا .. ميشيل .. جوليا .. أطفال الملجأ .. كيت .. هاري .. ليو .. ادوارد و انيتا .. و أخيراً ريكايل و خالتي ميراي .. هذه الأسماء التي اسهمت في تغيري إلى حد كبير ..!
لكن .. هناك أمر يجعلني أتمنى أن كل هذا لم يحدث .. فأنا ودعت أمي في هذه السنة .. الوداع الأخير .. الذي ليس له عودة ..!
بمجرد أن أتذكر وجهها الباسم الشاحب الذي رأيته في آخر مرة .. تدمع عيناي .. و تخنقني عبراتي كطفل صغير .. إلا أن طيفها يظهر في خيالي .. و هي تهمس لي أن استمر في حياتي بكل صبر و عزم .. و أن لا أنساها مهما واجهت خلال هذه الحياة ..!
كل هذا .. كان في غضون سنة واحدة بل أقل ..!
تلك السنة التي لن أنسى احداثها مهما طال الزمن ..!
......................................
اليوم كان الخميس .. غداً سنستلم النتائج أخيراً .. لقد كانت ايام الامتحانات مرهقة للجميع .. لذا فاليوم هو يوم الراحة العالمي ..!
- لنخرج للتسوق ..!
حول الجميع نظره إلى ميراي التي هتفت بسعادة .. ليو الذي كان على وشك التحول لزومبي فهو كان يسهر كثيراً أيام الامتحانات استلقى على جانبه على الأريكة حيث كنت انا قربه فصار رأسه على قدمي وهو يقول بخمول : أريد أن أنام ..!
قطبت حاجبي مستنكرا :لقد استيقظت في وقت متأخر هذا الصباح ..!
كانت الساعة هي الخامسة مساءً .. و نحن كالعادة في غرفة الجلوس نشرب الشاي الذي اعدته ميراي لنا .. حتى قفزت بذلك الاقتراح ..!
ببرود سألها ريكايل : نتسوق لماذا بالضبط ؟!..
كتفت ذراعيها بفخر : لزفافي ..!
- بالتفكير في الأمر أنا لا أملك بدلة جيدة .. ألديك واحدة لينك ؟!..
- أجل .. لدي واحدة جديدة تفي بالغرض ..!
قاطعتنا ميراي حينها : جيد .. ريك لا يملك بدلة .. يجب عليه شراء واحدة .. و أنت ليو ماذا عنك ..!
بذات خموله أجابها : آخر بدلة رسمية اشتريتها كنت قد ارتديتها في حفل زفاف أمي قبل سبع سنوات ..!
تمتمت كيت لنفسها و هي تفكر : أنا لم أعثر على ملابس جيدة أيضاً ..!
نظرت إليها بشك : هل سترتدين بدلة أيضاً ؟!..
التفت ناحيتي بحنق و قد احمر وجهها : بالطبع لا .. فأنا لست صبياً ..!
جلست ميراي بجوارها و احتضنتها بحماس : أعرف الكثير من محلات الفساتين التي تناسبك .. لطالما تمنيت أن أكون صغيرة حتى أرتديها ..! سنشتري لك أجمل فستان على حساب هاري ..!
حفل زفاف ميراي و هاري بعد شهر بالضبط .. الأمور تسير على ما يرام وهما متفاهمان جداً ..!
مهما حاولت سؤال ميراي عن تلك الحوادث فهي تغير الموضوع بطريقة أو بأخرى و في المرة الأخيرة قالت أنها كانت مجرد إزعاجات و قد توقفت منذ فترة ..!
أنها تبدو حيوية و كأن شيئاً لم يكن .. أتساءل هل تتصنع أم أنها على طبيعتها ..!
لوهلة أردت سؤالها عن إن كانت قد التقت مايا روبنس في مدرسة كيت لكني خشيت أن ألفت انتباهها للأمر فأنا لا أعلم إن كان هاري قد أخبرها بشأن خطيبته السابقة أم لا ..!
أفقت من شرودي على قرارهم النهائي بالذهاب لأحد المراكز التجارية في المساء ..!
بالنسبة لي فلم أشعر برغبة في الذهاب .. إلا أني قررت مرافقتهم لأساعد ريكايل في اختيار ملابس للزفاف ..!
............................................
كنت اعبث بهاتفي و أنا أجلس على مقعد في الميترو الذي سيوصلنا لمحطة قرب احد المراكز التجارية الضخمة و كيت بجواري : لم ترتدي قبعة .. و لم تستعر نظارة هاري .. و كذلك لم تغير تسريحة شعرك ..!
التفت إليها و قد همست لي بهذه الكلمات و هي تنظر من النافذة التي تطل على جدران الأنفاق المظلمة فقط : و لما أفعل هذا ؟!..
أجابتني ببرودها ذاته : لا أعلم من زرع في رأسك فكرة أن هذه الأشياء تنكر عملي لكنك كنت دوماً تقوم بها إن ذهبنا لمكان عام مزدحم ..!
عدت أحدق بهاتفي : لم أعد أهتم إطلاقاً ..!
ريك و ميراي كانا يجلسان أمامنا .. أما ليو فهو يقف قربنا ممسكاً بأحد الأعمدة ..!
توقف القطار في المحطة المطلوبة فنزلنا سويةً و حينها سأل ذلك الفتى : ميراي .. هل تعرفين تلك الفتاة ؟!..
التفتنا تلقائياً للمقصودة لنرى فتاة تسير خلفنا بشعر أشقر قصير و ترتدي نظارة شمسية كبيرة و قبعة كذلك و لديها سماعات اذن موصولة بهاتف في جيب معطفها الرياضي : لا .. كما أنها ليست واضحة حتى أتأكد ..! لما تسأل ؟!..
بدت الحيرة على ليو و هو يقول : لقد ركبت معنا من ذات المحطة .. و رغم أننا غيرنا القطار مرتين فقد بقيت خلفنا .. كانت تنظر إليك خلسة لذا ظننت أنها من معارفك أو ما شابه .. آه لقد نظرت إلى ريكايل عدة مرات أيضاً ..!
لا أخفي عليكم أني شعرت بالقلق و أكثر ما أقلقني هو نظرة ميراي المتوترة و تجاهلها للموضوع .. لما تلاحقها هذه الفتاة ؟!.. أيعقل أن لها بالإزعاجات التي ترد لميراي هذه الفترة ؟!..
لحظة .. قال أنها نظرت إلي ريكايل .. لما ؟!..
كانت ترتدي معطفاً رياضياً كبيراً بالأبيض و الأزرق و تنورة قصيرة سوداء و تحمل حقيبة اسطوانية متوسطة الحجم .. أنها تبدو مريبة بطريقة ما ..!
بلا شعور قلت لهم : لنسرع ..!
أمسكت يد خالتي و سرت وسط الزحام و البقية خلفي : لينك ما بك ؟!..
كان هذا سؤالها المستنكر : لا شيء .. علينا أن نكسب الوقت فقط حتى ننتهي اليوم ..!
.............................................
و أخيراً بعد جهد جهيد .. أنتهى البارت


كل عام و أنتم بخير أحبتي .. هذا البارت بما فيه هو عيديتي لكم


أرجوا أن تكون عيدية على قدر المقام

رغم التأخير الذي كان خارج أرادتي أردت أن آتيكم ببارت طويل قدر المستطاع و هذا ما خرجت به .. و أود أن أخبركم أن ما في هذا البارت هو بوابة للأحداث القادمة لذا تمعنوا فيه جيداً
أتمنى حقاً ألا أتأخر في البارت القادم .. و أرجوا منكم الصبر علي فأحياناً أكون متفرغه لكن ليس لدي إلهام لذا امنع نفسي عن الكتابة حتى لا أقدم مادة رديئة

و مع ضغوط الدراسة و الامتحانات فالألهام يفارقني للأسف

أتمنى أن أرى توقعاتكم و رأيكم بشأن البارت + ما أفضل مقطع في البارت بالنسبة لكم

آه صحيح .. بالنسبة لأغنية لوي .. هي ليست من تأليفي بل اقتبستها من فلم .. رجاء خاص من يعرف اسم الفلم ألا يعلنه حتى لا يكون الأثم علي .. و أنا بريئة ممن قد يعلنه و أرجوا عدم سؤالي عنه

كل ما في الأمر أن كلماتها أعجبتني فاخترتها للاقتباس فغالباً ما أكتب الكلمات التي تعجبني و أتأملها في وقت لاحق

في حفظ الله و رعايته


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 08:01 AM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ــــــــــــــــــــــــ

part 20

منذ دخلنا المركز التجاري لم أرى تلك الفتاة المريبة ..!
لكن لم يطمئن قلبي وقد قررت البقاء مع كيت و ميراي .. رغم أن الأخيرة رفضت بحجة أن علي أن ارافق ريك كي اساعده في اختيار بدلة مناسبة إلا أني أصريت على موقفي ..!
ريك فهم السبب تلقائياً و علم أني قلق من تلك المرأة لذا فقد قال أنه يستطيع تدبر أمره بسهولة مع ليو ..!
و هكذا انفصلنا ..!
كنا في أحد المحلات الضخمة التي تحتوي على عدة ماركات للبضائع النسائية المنوعة و خالتي مع كيت يجلن بين الفساتين مع أحدا البائعات التي كانت تنظر لكيت باختلاسٍ نظرات استنكار و هي بالتأكيد تقول لنفسها " لما هذه الفتاة التي تبدو كالفتية تلبس من بضاعتنا الفاخرة ؟!.."
أنا واثق أنها لم تدرك أن كيت فتاة إلا في وقت متأخر .. فتلك الصبيانية كانت ترتدي بنطال جينز و قميص ترابي بخطوط سوداء و رماديه و شعرها قصير للغاية حيث من الخلف يصل لمنتصف رقبتها و من الجانبين بالكاد ينزل عن شحمة أذنها ..!
كما أني واثق أنها تقصه أسبوعياً فهو لم يطل أنشاً واحداً منذ عرفتها ..!
تنهدت بملل و بقيت أتجول في المتجر مع حرصي على النظر إليهما و حولهما كل برهة خوفاً من أن يكون هناك من يتتبعهم ..!
وقفت أمام ركن لأدوات التجميل : مرحباً سيدي .. هل أخدمك بشيء ؟!..
انتبهت لمندوبة المبيعات التي وقفت بقربي بابتسامة عريضة مصطنعة و ثياب رسمية و شعر أشقر رفعته بطريقة رسمية كذلك ..!
نظرت تلقائياً إلى البضاعة .. لقد كنت أخرج مع والدتي للتسوق كل فترة .. كانت تستشيرني في أي لون من أحمر الشفاه يناسبها .. كنت أتفاعل معها تلقائياً و أقول أن هذا اللون يشبه الذي اشترته منذ أيام و أن هذا اللون يناسبها أكثر و الثالث لونه قاتم و يناسب الفستان الذي سترتديه في الحفلة القادمة ..!
أجل .. كنت دوماً اتسوق مع ألينا .. ليس فقط أدوات التجميل فحتى الفساتين و الأحذية و الساعات و خواتم الألماس و غيرها ..!
أمي معروفة بذوقها الرفيع عالي المستوى و الذي جعل جمالها الطبيعي يتضاعف .. و قد اكتسبت خبرة كبيرة من مرافقتها إلى الأسواق ..!
لذا رؤيتي لفتاة صغيرة مثل كيت بملابس الصبية هذه تجعل دماغي يتضارب و يصرخ بي " أنا لم أعتد على رؤية فتيات هكذا ؟!.. أتريد أن تقودني للجنون "
لكني بطريقة ما اعتدت على الأمر ..!
انتبهت حينها لرفوف طلاء الأظافر .. اقتربت أكثر و أنا أنظر إلى تلك الألوان الزاهية ..!
من فورها تكلمت تلك الآنسة بجواري : لدينا مجموعة جديدة و متميزة .. لقد نزلت إلى السوق في الأيام القليلة الماضية .. أنها مناسبة كهدية لصديقتك أو أختك ..!
بتلقائية قلت دون النظر إليها : هذا اللون الأرجواني قد نزل قبل ثلاثة أشهر و أحدث ضجة كبيرة .. أما الفضي فلم يلقى رواجاً فهو قاتم للغاية .. بالنسبة للأزرق المخضر فقد ذهبت لحفلة كانت كل الفتيات فيها يضعنه بسبب انجذابهن له .. أمممم لنرى .. ذلك الذي يبدو كلون البشرة تفضله السيدات الكبار ..! آه منذ فترة وقعوا في حب اللون البرتقالي القاتم مع أطراف سوداء ..!
بدا أن الآنسة انجذبت أكثر مع حديثي : أنت تعلم الكثير رغم أنك فتى ..! لاشك أن صديقتك معتادة على وضعه ..!
تمتمت و أنا أتفقد باقي الألوان : أمي كانت كذلك ..!
لفت نظري لون كان في الرف السفلي في الزاوية .. التقطته و بقيت أنظر إليه للحظات .. كان وردياً باهتاً يميل للون الحليب .. لكنه بطريقة ما كان هادئاً و يجذب النظر رغم أني أعلم أنه لن تتم ملاحظته في اليد بسرعة : لقد أعجبني هذا .. سآخذه ..!
قلتها بلا شعور فبدا على المندوبة الرضى أني لن أخرج خالي اليدين ..!
دفعت ثمنه و وضعته لي في كيس صغير فدسسته في جيبي ..!
ألقيت نظرةً إلى ميراي و كيت حيث كانت خالتي تحمل فستانين و كيت تنظر إليهما بتمعن .. أشك أنها تود ارتداء أحدهما ..!
عموماً .. يجب أن لا أنشغل عنهما .. رغم أني لم أرى تلك الفتاة منذ دخلنا .. لكن لا شيء يجعلني أطمئن لأنها لا تنوي اذية أحدهم ..!
........................................
كانت توقعاتي معاكسة تماماً .. فالفتاة لم تظهر إطلاقاً رغم مضي الكثير من الوقت و الساعة الآن هي العاشرة مساءاً وقد اقترب وقت إغلاق المتاجر لكن المطاعم مفتوحة حتى منتصف الليل ..!
جلسنا حول طاولة كبيرة بسيطة في صالة المطاعم المزدحمة كي نتناول طعام العشاء .. و قد أنضم هاري إلينا منذ ساعة بعد أن أنهى عمله في المشفى ..!
كيت لم تشتري شيئاً في النهاية .. لكنها وضعت في نفسها عدة فساتين ستختار إحداها إن لم تجد أفضل .. أما ريك فقد اشترى بدلة مناسبة و كذلك ليو .. لكن بقي الأحذية : هل اشتريت ربطة عنق ؟!..
هذا ما قلته لريك الذي يجلس أمامي فأجابني بملل و هو يفتح تلك العلبة الكرتونية و يخرج شطيرته منها : مستحيل !!.. لن ألبسها ..!
قبل أن أرد تدخل هاري باستنكار : ريك كيف ستحضر زفافاً بدونها ؟!.. أنها تجعل المرء أكثر رسمية ..!
اردفت فوراً : وأكثر وسامة و جمالاً ..!
نظر ناحيتنا بملل و برود : انها تخنقني ..! لا أحبها ..! لن ألبسها ..! أنتهى الأمر !!..
لم يتمكن احدنا من الرد حقاً بعد كلامه فهو يبدو مصراً للغاية .. أتفهم حقده الشديد عليها لكن يجب أن يكون هناك استثناءات : لا داعي لأن تلبسها ريك .. أنت جميل بكل الأشكال .. ثم أني اعتقد أن عدم ارتداءها يعطي طابعاً من الغموض و هذا رائع ..!
كانت هذه ميراي المتحمسة ليجيبها بسعادة : لا أحد يفهمني مثلك خالتي !!!..
استنكرت حقاً فأنا أخوه التوأم و ليست هي !!..
ليو كان يجلس بجواري يأكل من البطاطا المقلية خاصتي بعد أن فرغت علبته قال : أنا أيضاً لن ارتديها ..!
سحبت البطاطا للجهة الأخرى و قلت باستياء : ريكايل حالة خاصة .. أما أنت فسترتديها قطعاً ..!
بضجر قال : أنت مزعج لينك .. أعد البطاطا ..!
- أنها حصتي في النهاية !!.. اذهب من هناك ..!
مد يده حينها لعلبة كيت التي كانت أمامه وهو يتمتم بمكر : من هنا أفضل ..!
لكنها بسرعة طعنت ظاهر يده بالشوكة البلاستيكية الخاصة بالسلطة معها : ابحث عن مكان آخر ايها الجشع ..!
كتم صرخة الألم حينها وهو يقول : انت لست لطيفة إطلاقاً ..!
- لا احتاج رأيك في ..!
كان الوضع طبيعياً تماماً .. كما يحدث عادةً .. لكني لم اعتقد ان هذا الوضع السالم .. سينقلب خلال لحظات ..!
.....................................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 08:02 AM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


هاري و ميراي يبدوان متوافقين كثيراً .. حينما أراهما سويةً .. كل منهما ينظر للآخر بابتسامة لطيفة .. أشعر بالسعادة ..!
ها هما يسران سويةً أمامي .. كزوج مثالي .. بينما يداهما المتشابكتان تظهران تلك الخواتم اللامعة ..!
كنت أبتسم و أنا أنظر لميراي .. لقد عاشت وحيدة دائماً .. انها تستحق هذه السعادة ..!
بقي بعض الوقت قبل أغلاق المتاجر .. لذا قررنا إكمال جولتنا بعد أن تناولنا العشاء ..!
ميراي و هاري يسيران في الأمام .. بينما كنت خلفهما على مسافة مع ليو و بعدنا مباشرة كيت و ريك ..!
- آه عذراً .. الست هاري ليبيرت ؟!..
التفت الجميع تلقائياً إلى شاب كان يبدو بعمر هاري .. بشعر اشقر و عينان عسليتان و ملامح جميلة و على وجهه ابتسامة لطيفة ..!
بقي الآخر يحدق بالشاب باستغراب حتى قطب حاجبيه وهو يفكر : ماذا هل نسيتني يا صاح ؟!.. لم تمض سوى عشر سنوات منذ رأينا بعض آخر مرة ..!
لم يكد يكمل جملته حتى هتف هاري بحماس : أنت !!.. أيعقل أنك ريوني مكبلي ؟!!.. لقد تغيرت حقاً يا فتى ..!
ضحك ذلك الأشقر بخفة وهو يصافح هاري : لكنك لم تتغير .. ذات النظارة .. و الشعر الفاحم الكثيف .. منذ الثانوية لم تتغير إطلاقاً .. إلا أنك ازددت وسامة ..!
انتبه ذلك الشاب لنا حيث أننا اقتربنا تلقائياً منهما ..!
لذا أشار هاري ناحيتنا و إلى ميراي خصوصاً : دعني أعرفك .. هذه الآنسة ميراي ستيوارت .. و هي خطيبتي ..!
بدا الحماس على ذلك الفتى : أوووه كما متوقع من ليبيرت الوسيم ..! مرحباً يا آنسة .. أدعى ريوني .. و قد كنت زميل هذا الشاب في الثانوية ..!
ابتسمت خالتي له بطلف : تشرفت بلقائك ..!
عاد إلى هاري و كأنه استدرك شيئاً : لكن .. منذ سنة تقريباً سمعت من أحد الرفاق أنك ستتزوج ..!
نظرت إلى ميراي حالاً لأجد أنه ليست لديها أي ردة فعل واضحة .. هل تعلم بأن هاري كان سيتزوج إحداهن ؟!.. أم أنها تظن أن هناك لبساً في الأمر ..!
بالنسبة للمقصود فقد أجاب بابتسامة هادئة : لقد حدثت الكثير من الأمور .. لا تشغل بالك ..! آه كيت اقتربي ..!
تنهدت بضجر واضح و بطريقة لا مبالية سارت ناحيته ليقول وهو يشير إليها : أنها أختي الصغرى .. كيت ..!
- لقد كبرت حقاً .. أذكر أنك كنت تحملها في حفلة التخرج من الثانوية .. لقد كانت صغيرةً جداً ..!
- كانت في الرابعة ..!
دون أن يقول شيئاً أدرك أنه لم يستوعب كون الواقف أمامه فتاةً في البداية .. أنا متأكد من هذا ..!
تكلمت كيت بنبرة لبقية متصنعة : تشرفناً .. شكراً لأنك تحملت هاري لثلاث سنوات في الماضي .. أعتذر عن المتاعب التي سببها لك ..!
كتمت ضحكي بسرعة لألحظ أن كلاً من ريك و ليو و حتى ميراي فعل الأمر نفسه بينما كان ذلك الريوني مستنكراً و هاري ينظر لها بطرف عين نظرة توعد ..!
- دعك منها يا صاح .. سأعرفك للبقية .. ليونيل صديق للعائلة .. أما هذان التوأمان هما ريكايل و مايكل و هما قريبا خطيبتي ..!
تمتمت باستنكار : مايكل ؟!.. ألم تجد أسماً أقل كلاسيكية ..!
ادرك انه غير اسمي كي لا ينتبه ذلك الشاب للشبه بيني و بين لينك مارسنلي إن كان يعرفه فالاسم قد يلفت انتباهه ..!
صافحنا الشاب بطريقة رسمية : أنهما متطابقان حقاً ..!
لم يعلق أحد فنحن نسمع هذه الجملة دوماً .. رغم أننا نرتدي ملابس مختلفة تماماً و تصفيفة الشعر مختلفة حتى تعابيرنا تختلف .. إلا أن الجميع لن ينفك عن قول " متطابقان " عوضاً عن " متشابهان " ..!
عموماً هذا الأمر لا يشكل مشكلة لنا إن لم يعتقد أحدهم ان رايل هو لينك مارسنلي ..!
- هل أتيت وحدك إلى هنا ريوني ؟!..
- آه لا .. لقد كنت في أحد المقاهي في نهاية هذا الممر مع بعض الأصدقاء من العمل .. صحيح !!.. جايسون و وليهم هناك .. أنت لم ترهما منذ الثانوية صحيح ..! سيكونان سعدين برؤيتك ..!
- اوه حقاً .. بالفعل نسيت شكليهما ..!
- تعال معي لإلقاء التحية .. سيكونان سعيدين بهذا ..!
- لا بأس ..!
نظر إلى ميراي حينها بابتسامة حانية : لحظات و أعود ..! يبدو أننا سنزيد عدد بطاقات الدعوة للزفاف ..!
توردت وجنتاها و هي تومأ إيجاباً .. بينما سار فارسها برفقة صاحبة مبتعداً ..!
همست لرايل حينها : أتمنى لو أجد طريقة تجعل خالتك بهذا اللطف و الخجل على الدوام ..!
أجابني بذات الهمس : يفترض بك إذاً أن تضع نسخة من هاري في جيب معطفك ..!
اقتربت منها حينها بابتسامة : حسناً مدام ليبيرت .. ماذا سنفعل ريثما يعود عزيزك ؟!..
لم أفقه إلا بحقيبتها تصطدم برأسي و تكاد تسقطني أرضاً : كف عن محاولة ارباكي ..!
وضعت يدي على رأسي و أنا أتمتم بألم : أتمنى ان يرى هاري هذا ليعرف حقيقتك النكراء ..!
- أقلت شيئاً ؟!..
- لا شيء !!..
- أريد المثلجات ..!
- لقد تناولنا العشاء قبل قليل أيتها الشرهة ..!
- لا شأن لك يا سارق البطاطا ..!
- توقفا الآن قبل أن يتحول الأمر لشجار .. لينك .. سأذهب مع كيت لشراء المثلجات .. أتريد شيئاً ..!
أومأت سلباً بينما نظر لميراي : ماذا عنك خالتي ؟!..
- شكراً لك عزيزي .. لا أريد شيئاً ..!
سار مع كيت ناحية عربة آيسكريم على بعد ممرين منا ..!
اتجه ليونيل ناحية مقعد قريب فلحقت به و جلست بجواره : أنا منهك ..!
أضاف هو : أريد أن أنام ..!
كانت ميراي أمامنا على بعد أمتار بين كثير من الناس الذين يسيرون ذهاباً و اياباً .. تنظر إلى واجهة احد المحلات حيث عرضت مجموعة من الملابس الأنثوية بألوان لطيفة تناسب الفتيات ..!
تمتم ليو حينها ببرود : في طفولتي كنت أعتقد أن الفتيات مصنوعات من القطن .. ففي الروضة فور أن أقول كلمة سيئة لأحداهن أو أخبأ حقيبتها أو أضربها فهي ستبكي بمرارة و إن كان الأمر لا يستحق البكاء .. هذا أكثر هشاشة من الدمى المحشوة ..!
ببرود و نبرة استنكار بسيطة تمتمت : أنت مجرم منذ الطفولة إذاً ..!
لم يعلق بل تابع : لقد غيرت رأي منذ تعرفت لكيت .. و الآن ميراي أكدت لي هذه النظرية .. إن قلوب الفتيات مصنوعة من مادة هلامية دائمة التقلب .. و هذا يجعلهن متقلبات المزاج على الدوام ..!
راق لي كلامه فأردفت بدوري : أنت محق .. أن سذاجة الفتيات تتجاوز الحدود ..! قد تتوقف قلوبهن بسبب أمور تافهة .. مثلاً إن رأت احداهن فتاةً أخرى في حفلة ترتدي ذات فستانها .. فهي ستفقد الوعي على الفور ..!
التفت لي مستنكرا: حقاً ؟!!!..
أومأت إيجاباً دون أن أنظر إليه بملل و أردفت : أجل .. لقد حدث هذا أمامي عدة مرات ..! أيضاً .. الغيرة قد تقتل الفتيات إن رأت أحداهن صاحبها مع فتاة أخرى فهي قد تقتله و تنتحر بعدها ..!
قطب حاجبيه و هو يعلق : أعتقد أنك محق بهذا ..! أكبر مثال هي آنيا .. لقد جن جنونها حين أخبرها مارك بأن فتاة جميلة قد بدأت العمل معه و بدأ يعدد محاسنها الشكلية و الأخلاقية ..! في ذلك الوقت .. لم تهدأ إلا حينهما استلمت رسالة بريدية تحتوي على ورقة طلاقها ..!
شهقت بفزع : لا تقل لي أن والديك انفصلا لهذا السبب ؟!!!..
ببرود أجاب : بلا .. النساء معقدات حقاً ..!
كدت أنطق بكلمة لولا سماعي لارتطام شيء ما أو بالأحرى جسد ما بالأرض بعنف ..!
التفت حالاً و وقفت و أنا أراها قد سقطت أرضاً و حقيبتها على بعد متر منها و قد انتثرت أشياءها على الأرض ..!
لقد توقف كل من حولها بارتباك و هم يتهامسون عن سبب سقوطها هكذا ..!
تجمع الناس أخفاها عن ناظري لذا ركضت بسرعة و خلفي ليونيل لنقتحم ذلك التجمع و حينها صدمت بتلك الفتاة تمسك بيد ميراي بشدة و كأنها تحاول أخذ شيء منها ..!
أنها ذات الفتاة المريبة !!..
تركت يد خالتي التي كانت تتألم من السقطة و من يدها ثم رمت بشيء ما على الأرض و داست عليه بحذائها قوة و كأنها تنوي تحطيمه : خاتمي !!..
هكذا هتفت ميراي وقد امسكت بقدم الفتاة كي تأخذ خاتمها وهي لا تزال على الأرض إلا أن تلك الأخرى ركلتها بشدة مما جعل رأسها يصطدم بالأرض بعنف !!..
كل هذا أمام ناظري و ليونيل و كثير من الناس المصدومين بما يحدث ..!
أفقت من صدمتي حينها و زمجرت بغضب و أنا أركض ناحيتها و أدفعها بشدة : هيه أنت !!.. كيف تجرئين ..!
اصطدمت بالجدار .. لتسقط قبعتها الرياضية و يتضح شعرها الحريري القصير و عيناها البحريتان الجميلتان مع تلك الملامح الغاضبة الحاقدة ..!
اتسعت عيناي بصدمة و تجمدت في مكاني : مايا .. روبنس ..!
أجل .. لقد كانت تلك المايا لا غير !!..
خطيبة هاري السابقة ..!
رغم أنها قامت بقص شعرها حتى بات بالكاد يتجاوز شحمة أذنها .. إلا أني تعرفت إليها بسرعة ..!
كانت تنظر إلي بذات الحقد .. و حينها وجهت نظرتها إلى خالتي التي كانت تجلس أرضاً و ليو بجوارها : لما ؟!.. لما أنت ؟!..
ساعد ليونيل ميراي على الوقوف و قد كانت تحدق بها باستغراب و خوف و قلق : ماذا ؟!!..
صرخت مايا حينها بذات غضبها العارم الذي لا يوصف : لما هاري أختارك أنت ؟!!!..
ما الذي علي فعله الآن ؟!.. الكثير من الناس تجمعوا ليشهدوا الموقف ..! هاري ليس هنا ليحل هذا النزاع ..!
- أهذا فيلم أم ماذا ؟!..
- شجار فتيات على شاب .. أنه أمر اعتيادي في فرنسا ..!
- اليس ذلك الخاتم الذي أخذته من يدها خاتم خطوبة ؟!..
- أنهما شابتان كبيرتان .. يفترض أن تكونا أرقى من أن تتشاجرا أمام الناس هكذا و تسببا الإزعاج ..!
- يالالدراما ..!
كانت هذه تعليقات الناس من حولنا .. أنهم يأخذون الأمر فرجة و تسلية ..!
ميراي لم يكن لها أي رد على تلك الفتاة .. هي بالتأكيد مرتبكة بشدة الآن .. بل و خائفة أيضاً و هي تمسك بخاتمها الذي تعرض لكثير من الخدوش بين يديها ..!
لكن الاخرى لن تتوقف عن هذا المدى .. بل قالت بكل جرأة و حقد : لقد كنت أحبه .. و كان يحبني ..! كنا سنتزوج قريباً ..! لا يمكن أن أسمح لك بأخذه بعيداً ..! أنا أجمل منك .. و أفضل منك نسباً .. و أثرى منك و أرقى ..! لا يحق لك البقاء معه ..!
هل أتدخل و أوقفها ؟!.. أم أترك الأمر لميراي فقط ؟!..
أنها قوية .. و ستتدبر الأمر ..!
- أتركي هاري !!.. عليك تركه حالاً !!.. فتاة مثلك لا يمكنها العيش معه ..! أنت أقل منه مستوى ..! لا يحق لك حتى النظر في عينيه ..!
كنت أحدق بميراي .. بينما نظرتها الخائفة المتوترة تحولت إلى نظرة جد و هدوء .. لقد عادت القوة إلى عينيها ..!
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول بنبرة هادئة واثقه : اسفه .. لقد فات الأوان على هذا .. أنا و هاري سنتزوج قريباً .. كل منا سعيد مع الآخر .. نحن نحب بعضنا كما أننا متوافقان ..! لذا .. لا يحق لك العبث بيننا ..!
بدا أن كلماتها القليلة و بسيطة التعبير قد استفزت تلك الفتاة بشدة ..!
لذا .. و في طرفت عين .. لم انتبه إلا أنها تجاوزتني مسرعةً ناحية ميراي تحمل في يدها شيئاً لا استطيع رؤيته .. لكن حين التفت لفت نظري ملامح ليو المرعوبة التي جعت قلبي يسقط ..!
و قبل أن أتحرك كان أحدهم قد وقف أمام خالتي فارداً ذراعيه بينما ليو ركض ناحية الشابة بسرعة و أمسك بذراعيها كي يعيق تقدمها : توقفي يا مجنونة !!..
و ما إن رفع يدها و هو يمسك بذراعها حتى رأيت ذلك المشرط الصغير معها !!..
أهي جادة بهذا ؟!!..
اسرعت ناحيتها بخوف إلا أن أخي سبقني وقد أمسك يدها ليسحب ذلك الشيء منها بينما دفعها ليو بشدة لتسقط أرضاً ..!
كيت كانت تقف أمام ميراي فاردة ذراعيها و هي تلهث بشدة و الواضح أنها جرت إلى هنا بصعوبة .. الأمر ذاته مع ريك ..!
وقفت أمام تلك الشابة فاقدة العقل و صرخت : أمجنونة أنت ؟!.. أتعلمين أنك لو أذيتها فالسجن هو مكانك ؟!..
صرخت بشدة وكأنها ستأكل وجهي : سأقتلها !!.. أجل سأقتلها !!.. هاري لن يكون لأحد آخر .. هاري سيكون لي أنا فقط ..!
كنت مصدوماً منها وقد وقفت بسرعة و هي تجري مجدداً ناحية ميراي : هاري لي أنا ..!
اسرعت لأمسك بها من الخلف و ريك معي إلا أننا الأثنان لم نستطع إيقافها عن دفع خالتي فقد ضربت كتفيها بشدة !!..
كانت أعيننا جميعاً معلقة بها وهي تسقط إلى الخلف إلا أن شيئاً ما أوقفها عن السقوط .. أو جسد أحدهم كان خلفها ..!
فتحت عينيها المغلقتين و فور ان رفعت بصرها إلى ذلك الشخص حتى تمتمت : هاري ..!
أنه هو .. هكذا تمتمت ميراي بنوع من الاطمئنان بعد أن التقطها و ساعدها على الاتزان وهو يهمس لها بهدوء : انتظري هنا ميرا ..!
تجاوزها و تجاوز كيت .. أنه غاضب .. عيناه تشتعل غضباً .. أجل أنه غاضب أكثر مما رأيته غاضباً في حياتي ..!
بل أكثر من تلك المرة التي حطمت بها كيت زجاج سيارته ..!
تلقائياً ابتعدت أنا و أخي و كذلك ليو عن تلك الشابة خوفاً من أن يشملنا غضب هذا الشاب ..!
وقف أمامها مما جعل جميع المتفرجين يتحمسون وهم يقولون في أنفسهم " لا شك أنه هاري المحبوب " ..!
كانت الدموع تسيل من عيني مايا .. و قد ابتسمت بسعادة و هي تتشبث بقميص ذلك الشاب و بنبرة مهزوزة قالت كمن فقدت عقلها للتو: هاري .. أخبرها بأنك لا تحبها ..! أخبرها بأنك تحبني أنا .. أليس هذا صحيحاً ؟!.. هاري أنت ستتزوجني أنا صحيح ..! ذلك لأن هاري ملك لي أنا أليس كذلك ؟!..
كان ينظر إليها بنظرات قاتلة غاضبة رغم البرود على وجهه ..!
طال صمته .. حتى أن رجال الأمن في المركز التجاري وصلوا إلى هنا ..!
قطبت حاجبيها بخوف حين تأخر في الرد : هاري تكلم ..! لا تبقى صامتاً ..! أنت ستبقى معي .. أنت ملك لي ..! أنا هي محبوبتك و ليست تلك الفتاة ..! ألست محقة ؟!.. أخبرهم أننا سنتزوج قريباً ..! هاري قل شيئاً أرجوك ..!
لم تكد تكمل رجاها الأخير حتى دوى صوت صفعة قوية مؤلمة جعلت رقبة الفتاة تلتف بشدة مع خطوتين إلى الخلف و قد أجبرتني و كل من حولي على أغلاق أعيننا بألم ..!
فتحت عيني لأجد أنها رفعت يدها لوجهها المحمر بصدمة مضاعفة حتى أن قدميها خارتا وقد جثت أرضاً بينما صرخ ذلك الشاب بها بغضب بالغ : أنا لست ملكاً لك !!.. أنت لم تعودي سوى نقطة سوداء في حياتي !!.. الفتاة التي أحبها و التي سأتزوجها هي ميراي !!.. أما أنت فمن الأفضل أن تتوقفي عن هذه التفاهات و تستردي عقلك حتى ينظر أحدهم في وجهك !!.. و إن اقتربت منها مجدداً فلا تلومي إلا نفسك يا حمقاء ..!
- هيه أنت .. كيف تضرب الفتاة علناً هكذا .. سيعاقبك القانون على هذا ..!
كان أحد رجال الأمن الذين وصلوا إلى المكان إلا أن هاري نظر إليه بجد : هذه الفتاة حاولت إيذاء خطيبتي أمام الملأ ..!
بسرعة قلت مؤكداً على كلامه : هذا صحيح .. لقد كانت تمسك بمشرط و قد حاولت طعنها به ..!
ليو أيضاً قال : جميع الحاضرين شهدوا على هذا ..!
تقدم رايل ناحية الشرطي و أعطاه المشرط : لقد أوقفناها في الوقت المناسب .. ها هو المشرط ..!
مايا كانت تبكي بمرارة و صوت مرتفع بل بصراخ و كأنها دخلت في حالة هستيرية ..!
ميراي تقف بجانب هاري و هي لا تزال خائفة مما حدث للتو بينما ربت هو على كتفها كي تهدأ قليلاً و قد كان ينظر إليها بقلق و بالتأكيد يلوم نفسه لأنه لم يصل مبكراً ..!
سرت ناحية كيت التي كانت تقف هناك نظر ناحية مايا ببرود يتخلله بعض الحقد وقد كانت هناك دموع متجمعة في جفنيها .. هي بالتأكيد كانت مرعوبة مما حدث تواً ..!
ابتسمت و أنا أربت على كتفيها : شكراً لك كيت .. لقد دافعتي عن ميراي ..!
لم تنطق بل أخذت نفساً عميقاً و أغمضت عينيها باطمئنان بعد أن مر الأمر على مايرام ..!
نظرت إلى ريكايل لأرى التعب و الإرهاق واضحها على وجهه .. لا شك أن ما حدث أرهقه خاصة بعد يوم متعب كهذا و من الجيد أن قلبه صمد أمام الموقف فميراي مهمة للغاية له و لو تأذت أمامه فهو سيجن بالتأكيد ..!
أقترب منه ليو و قد كان الهدوء و القلق في عينيه وهو يحمل حقيبة خالتي بعد أن التقط اشياءها المبعثرة أرضاً ..!
اقربت من رايل لأمسك بيده التي كانت ترتجف و أهمس له : أنت بخير ؟!..
اخذ نفساً عميقاً وهو يقول : اشعر بألم بسيط في صدري ..سيزول فور تناول الدواء فلا تقلق ..!
لقد كان الموقف مفزعاً فتلك المايا كادت تؤذي ميراي أمامنا كما أن ريك ركض إلى هنا : لنعد للمنزل حتى تأخذ قسطاً من الراحة .. أنا قلق على كيت أيضاً فأخشى ان يرتفع سكرها أو ينخفض بسبب الانفعال .. هاري سيتولى الباقي من هنا ..!
تردد قليلاً قبل أن يومئ إيجاباً ..!
أخبرنا رجال الأمن أن على كل من هاري و ميراي و كذلك مايا مرافقتهم إلى مركز الشرطة مع اثنين من الشهود للتحقيق في القضية ..!
و قد تبرع أثنان من الموجودين للذهاب معهم ..!
لذا توليت أنا مهمة إعادة البقية للمنزل ..!
..................................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 08:03 AM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


هناك صوت يسبب الصداع لرأسي .. و شيء ثقيل يطبق على كتفي .. ظهري يؤلمني و رقبتي كذلك .. أريد فتح عيني لكني لا زلت نعساً ..!
هذا الصوت مزعج .. أدرك أنه يحثني على الاستيقاظ لذا فتحت عيني بخمول .. أول ما رأيته كان التلفاز المغلق أمامي و خلفه تلك النافذة المغلقة و الستائر الخفيفة عليها سمحت لضوء شمس الصيف بالدخول إلى الغرفة لتنيرها بالكامل ..!
سمعت عطسة صغيرة عن يميني التفت لأجد رأس أحدهم على كتفي بذلك الشعر الأسود .. انها كيت .. لما تنام هنا ؟!..
آه صحيح .. لقد عدنا من المركز التجاري و بقينا ننتظر هاري و ميراي حتى غلبنا النعاس في أماكننا و رغم أن جهاز التكيف بارد فأحدنا لم يفكر في احضار أغطية له و للبقية ..!
نظرت إلى يساري حيث اريكة أخرى تخص شخصين و قد كان ريك عليها نائماً أيضاً و هو مستند إلى ذراع الأريكة بينما ليو قد استلقى حيث رأسه على قدم رايل و قدماه تتدلى من فوق الذراع الأخرى لتلك الأريكة الجلدية ..!
عاد الصوت مجدداً .. صوت الجرس ..!
وقفت من مكاني فسقطت تلك الفتاة على الأريكة لكنها لم تستيقظ ..!
اتجهت من فوري إلى الباب و فتحته و كما توقعت .. هاري و ميراي كانا هناك ..!
كانت ملامحهما متعبة و مرهقة بعد هذا الحدث الطويل ..!
ابتعدت قليلاً فدخلا : كيف جرى الأمر ؟!..
بهدوء أجابني وهو يخلع سترته : لقد حلت المشكلة حين اعترفت تلك الحقيرة بذنبها ..! لكن الأمر استغرق الكثير من الوقت ..!
- هذا أمر جيد .. زفافكما قريب و الأفضل أن لا تكون هناك مشاكل ..! اجلسا الآن و خذا قسطاً من الراحة .. سأبدل ملابسي و اعد الفطور ..!
لم يجب احدهما بل نفذا على الفور .. كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف .. قبل أن أنام اعتقد أنها كانت الخامسة فجراً ..!
اتجهت إلى غرفتي بعد أن أيقظت رايل و ليو و كذلك كيت و دخلت إلى دورة المياه لآخذ حماماً سريعاً و ارتدي ملابس المدرسة حيث سنذهب هذا الصباح لاستلام النتائج ..!
وجدت في هاتفي اتصالات من أصدقائي .. لاشك أنهم مستغربون من تأخرنا .. فحفل تخرج طلاب السنة الثالثة سيبدأ بعد قليل .. عموماً لا أنوي الحضور له فأنا لن أقوم بتهنئة ذلك الشيطان يوجين مثلاً ..!
خرجت من الغرفة و اتجهت إلى المطبخ حالاً .. كان ريكايل قد بدأ بإعداد الفطور بعد أن غسل وجهه : لينك .. أكمل أنت ريثما استحم و أبدل ملابسي .. لقد تأخرنا بما فيه الكفاية ..!
- لما أنت مستعجل ؟!.. سيأخذ حفل التخرج وقتاً و بعدها يتم تسليم النتائج ..!
- اريد رؤية الحفل .. طلاب السنة الثالثة كانوا لطيفين معي طيلة الفترة الماضية .. أود تهنئتهم حقاً ..!
بهدوء قلت و أنا أقوم بتشغيل الفرن على ابريق الماء : كما تشاء ..!
خرج هو بينما توليت أنا إعداد الإفطار .. كان قد ترك البيض على النار .. لذا قمت بإخراج الجبن و الخبز و صنع الشاي و الحليب ..!
وضعت البيض في صحن وقد دخلت كيت حينها بعد أن بدلت ملابسها هي الأخرى : صباح الخير .. أتحتاج لمساعدة ؟!..
نظرت إليها لأجد أنها ترتدي ثياب المدرسة : صباح النوم .. انتهيت .. فقط أخرجي الأكواب ..! و دعيني أعطك أبرتك لتبدئي بالإفطار ..!
لم تعلق بل نفذت بصمت .. لذا قمت بمهمة قياس ابرة الأنسولين و إعطاءها إياها لتبدأ بتناول فطورها : ستذهبين للمدرسة ؟!..
ببرود أجابت : نتيجتي تظهر اليوم ..!
- و ماذا عما حدث بالأمس ؟!..
- لن ينتشر الخبر بهذه السرعة .. سأخذ شهادتي و أخرج من المدرسة فوراً ..!
كما تتذكرون فمايا معلمة في مدرسة كيت .. و بالتأكيد يعلم بعض الطلبة و المعلمين إن لم يكن الجميع أنها كانت خطيبة شقيقها .. و ربما ما حدث بالأمس قد وصل لأحدهم و أخبر بقية المدرسة عنه لذا أنا قلق ..!
أخذت نفساً .. كنت سأقلق لو كان شخصاً آخر .. لكن كيت كالحجر اتجاه هذه الأمور ..!
اتجهت إلى غرفة الجلوس لاستدعاء البقية فوجدت أن ميراي قد غفت في مكانها و هاري كذلك ..!
ابتسمت بهدوء : استيقظا .. تناولا الفطور ثم خذا قسطاً من الراحة ..!
فتح كلاهما عيناه حالاً .. أنهما مرهقان حقاً و هذا طبيعي ..!
تناولنا الافطار سويةً .. فذهبت خالتي لشقة الجيران كي تنام في غرفة كيت هذا الصباح فالأفضل ألا تعود لشقتها وحدها ..!
أما هاري فقد قال انه سيوصل كيت للمدرسة بنفسه ثم يعيدها أيضاً خاصة انه يجب ان يذهب للمشفى كي يأخذ أذناً رسمياً بالتغيب عن الدوام و يؤجل مواعيد مرضاه ..!
لديه الكثير من العمل رغم أنه لا يقوى على السير .. هذا الرجل ..!
............................................
فتحت عيني حين شعرت بأحدهم يهزني : لينك .. كيف تنام في مكان كهذا ؟!.. أأنت قط أم ماذا ؟!..
كان شعرها البرتقالي أول ما لفت نظري فتمتمت بخمول : سام .. هل انتهى الحفل ؟!..
أومأت إيجاباً : أجل .. سيبدأ تسليم النتائج بعد قليل .. كل ما عليك هو الذهاب للمعلم المسؤول عن صفك و استلام نتيجتك ..!
رفعت جسدي لأجلس و أنا أمسك برأسي .. أشعر بالصداع فأنا لم أنم إلا فجراً ..!
لم يكن لدي أدنى نية لحضور ذلك الحفل لذا صعدت مباشرة إلى السطح و استلقيت هناك ريثما ينتهون ..!
بنبرة استنكار قالت تلك السام : لكنك حقاً غريب .. المكان هنا مشمس و رغم هذا توجد نسمات باردة و الأرض قاسية .. لكنك تستلقي بكل هدوء و كأنك نائم على فراش وثير .. أنت حقاً تثير تعجبي ..!
التفت ناحيتها بهدوء ثم ابعدت بصري عنها لأتمتم : أنا أكثر تعجباً من نفسي في هذه الحالة ..!
وضعت يدي على رقبتي التي لا زالت تؤلمني من الصباح بسبب تلك النومة فوق الأريكة : حسناً .. مرحباً سام .. أنت لم تلق التحية علي ..! رغم هذا فلا استغرب فأنت لا تفعلين عادةً ..!
نظرت إلي باستغراب و هدوء : و لما أفعل ؟!.. لقد ألقيت التحية على ريكايل ..!
قطبت حاجبي باستنكار : و ما شأن ريكايل ؟!..
ابتسمت ابتسامة واسعة و هي تقول : أنتما توأمان صحيح ؟!..إذاً كشخص واحد ..! لذا القاء التحية على أحدكما كافي بالنسبة لي .. ريك في صفي كما أني التقيه قبلك دائماً ..!
تنهدت بضجر و أنا أقول دون أن أنظر إليها : لا يعني أننا توأم أن نكون شخص واحداً قسم إلى نصفين ..! أنا شخص .. و هو شخص آخر ..!
لم تعلق فقد وصل أحدهم للسطح وهو يركض ناحيتي بحماس و يصرخ : لينك ..!
التفت بسرعة فلم أفقه إلا به يقفز ناحيتي و يدفع بي حتى اصطدم رأسي بالأرض فصرخت بألم و غضب : ماكس ابتعد يا أحمق ..!
ابتعد عني وهو يهتف بحماس : لينك لقد انتهت السنة الدراسية .. لقد انتهى ذلك الجحيم المر ..!
وضعت يدي على رأسي و أنا أشعر بالألم : سحقاً لك كدت تحطم جمجمتي ..!
وضع أحدهم يده على رأسي بعد أن جلس بقربي و بالطبع عرفت أنها يد ريكايل بالتأكيد : آآآ آآآ .. أخي المسكين .. كن أكثر رفقاً به ماكس ..!
ريك و كذلك ريا و ايثن قد وصلوا مع ماكس إلى السطح .. هذا المكان الذي قضينا فيه الفترة الماضية سويةً بكل ما فيها ..!
جلسنا على شكل حلقة كما نفعل دوماً : هل استلمتم نتائجكم ؟!..
أومأ الجميع سلباً و أضاف ايثن : سنذهب سويةً لاستلامها .. هذا أفضل ..!
ابتسمت له و أومأت إيجاباً ..!
هتف ماكس حينها بسعادة : لينك أتعلم .. قبل قليل في بعد الحفل أعلنوا عن رئيس الطلبة للسنة القادمة ..!
نظرت إليه لأجد عيناه تلمع بحماس و هو يقول : سيكون ايثن الرئيس ..!
سام أردفت بسعادة أيضاً : و فوق هذا ريا ستكون نائبة رئيس مجلس الطلبة الجميع يعلق آماله عليها بما أنها شقيقة يوجين ..!
نظر إلى المعنين بابتسامة و ذهول بسيط : هذا رائع .. مبارك لكما ..!
ابتسم ايثن ببعض التوتر : أشعر بالارتباك حقاً .. الجميع كان يعتقد أن ينار ستكون خليفة يوجين .. و بما أنها انتقلت إلى مدرسة أخرى صرت أنا في وجه المدفع ..!
ريا أيضاً كانت قلقة وقد تورد وجهها : حين أعلنوا اسمي شعرت بالخوف .. لكن أخي طلب مني ان اقبل بالمنصب و أبذل جهدي ..!
رمى ماكس بجسده إلى الخلف حتى استلقى وهو يقول بنبرة حالمة : هذا رائع في السنة القادمة ستكون المدرسة تحت سيطرتنا ..!
تمتم ريكايل باستنكار وقد قطب حاجبيه : أهذه حدود تفكيرك ؟!..
وقفت حينها و أنا أقول : لنذهب لاستلام النتائج .. أشعر بالشوق لمعرفة نتيجة ريكايل ..!
وقف هو بجواري ليقول بتوتر و هو يتصنع البرود : أهتم بنتيجتك أنت فقط ..!
ضحكت بخفة حينها : سأرى أن كنت معلماً ناجحاً أم لا ..!
وقف البقية معي وقد قررنا ان نذهب سويةً لغرفة المعلمين ..!
.................................................
لقد كانت نتائج الجميع مرضية بالنسبة لما بذلناه في سبيل الوصول إليها ..!
ايثن كان ارفعنا درجات .. و من بعده ريا لكن هي اصغر منا لذا مناهجها مختلفة ..!
كنت بعدهما مباشرة .. صحيح أن الكثير من الظروف حصلت في هذا الترم الدراسي .. لكن الحقيقة أني درست كثيراً أثناء تدريسي لريكايل .. لذا اعتقد أني استحق علامات مرتفعة كهذه ..!
ريكايل كان بعدي بمسافة لا بأس بها و معه سام .. و طبعاً ماكس في القاع كما هو متوقع ..!
و السبب .. امتحان الرياضيات فهو في النهاية قرر حفظ الأرقام بالفعل مما أودى به إلى الهلاك و من الجيد أنه لم يرسب فيه ..!
في ساحة المدرسة كان معظم الطلاب يودعون أصدقاءهم الأكبر سناً و الذين تخرجوا الآن .. كان هناك البعض يبكي و البعض سعيد و يغني .. هناك بعض الأهالي قدموا لحضور حفل ابنائهم و ها هم يلتقطون لهم الصور مع اصدقائهم و معلميهم ..!
كنت اقف مستنداً إلى احدى الأشجار الكبيرة في ساحة المدرسة اراقبهم من حولي .. ريك ذهب مع سام لتقديم التهاني لبعضهم .. ماكس كذلك فهو رغم غباءه اجتماعي و جميع طلاب المدرسة يعرفونه و يحبونه .. ايثن ايضاً كان يتحدث إلى زملاءه من مجلس الطلبة الذين تخرجوا و معه ريا و هم يأخذون النصائح منهم ..!
- بـ .. براون ..!
التفت حين سمعت احدهم يناديني بهذا الاسم الذي اعتدت عليه هنا فالجميع ما عدا قلة من الطلبة ينادونني به و ينادون ريكايل باسمه بحكم أنه الأصغر ..!
كانت فتاة اعتقد أنها من طلاب السنة الثانية .. إن لم تخني الذاكرة فهي من صف ينار ..!
ذات شعر عسلي قصير و ملامح جميلة و قامة متوسطة الطول .. وجهها تورد و عيناها العسليتان كانتا ترتجفان بتوتر ..!
التفت بجسدي ناحيتها و أنا أقول بهدوء : ماذا ؟!..
شهقت بخفة كأنها تمنت أن لا أرد عليها .. رأيت خلفها اثنتين تقفان خلف الشجرة التي تبعد عنا بضعة أمتار كانتا متحمستين و قلقتين .. أنهما صديقتاها كما يبدو ..!
اقتربت الفتاة مني أكثر حتى باتت المسافة بيننا متراً لترفع يديها و تمد إلي شيئاً بهما ..!
نظرت إلى ذلك الشيء لأجد أنه ظرف رسائل وردي ظريف عليه بعض الرسومات الصغيرة التي بلا معنى ..!
تمتمت الفتاة بخجل و بالكاد أسمع صوتها : أرجوا أن تقبله .. و تقبل ما فيه ..!
عرفت بداخلي ما هو محتوى الرسالة من تصرفاتها و من ملامح وجهها و كذلك من شكل الظرف .. ذلك لأني تلقيت العديد منه سابقاً ..!
تعلقت صورة احدهم في ذهني و أنا أقول بشكل أوتوماتيكي دون أن أفكر في الأمر حتى : آسف .. لا استطيع قبوله ..!
تلقائياً تجمعت الدموع في عينيها فأردفت و تلك الصورة لا تزال في بالي : أعتذر .. لكني لا أفكر في مثل هذه الأمور حالياً ..! أرجوا ان لا تستائي كثيراً مني و أن تعذريني ..!
للمرة الأولى .. أرفض أحدهم بطريقة لبقة كهذه .. لا أعلم إن كان ما قلته كذباً أم لا ؟!.. أجل فأنا نفسي لا أدرك ..!
لست أدري لما كانت ميشيل تسيطر على ذهني حينها ؟!.. كنت اعتقد انني نسيتها نهائياً و لكن .. يبدو أن هذا الأمر ليس بيدي ..!
سحبت الفتاة رسالتها من أمامي و تمتمت حينها : إذاً أنت حقاً .. تحبها ..!
تجمدت في مكاني غير مستوعب حتى ابتعدت الفتاة بسرعة و دموعها تتسابق إلى الجريان و قد لحقت صديقتاها بها ..!
كنت مندهشاً من عبراتها الأخيرة .. هي بالتأكيد لا تعرف ميشيل .. لا شك أنها تعتقد أنني احب احداهن من داخل المدرسة او ما شابه ..!
ربما رأت ريكايل مع ينار في مكان قريب فاعتقدت أنه أنا !!..
لا أعلم ؟!.. لن الحق بها بالتأكيد لأسألها عن اعتقادها ..!
- رفضتها ؟!.. يالك من فض ..!
التفت خلفي بسرعة لأجد يوجين يستند إلى الشجرة التي كنت استند إليها قبل قليل و ينظر إلي بابتسامته الماكرة المعتادة ..!
لا استطيع تحمل هذا الشخص .. ذلك لأني أشعر أنه مصدر خطر كبير ناحيتي ..!
نظرت إليه ببرود و تجاهلت كلامه قبل قليل لأقول : ستتخرج أخيراً .. و سأرتاح منك ..!
اتسعت ابتسامته و هو يقول بلا مبالاة : لكننا جاران نعيش على ذات الشارع أليس كذلك ؟!.. لذا سنلتقي كثيراً ..! حتى إن لم نكن في ذات المدرسة ..!
كنت أشعر بحقد داخلي ناحيته .. ففي مرة ماضية هو سلمني لأدريان على طبق من ذهب .. و المرة التي تليها أستطاع ابعاده عني ..!
أنه يتحكم بالأمر بطريقة ما .. هذا مزعج للغاية ..!
- لينك .. هل نذهب الآن ؟!.. بيير سيصل قريباً و يجب أن تستقبله في المطار ..!
التفت إلى ريكايل الذي قال هذا إلا أنه نظر إلى يوجين و ابتسم : كانت فترة قصيرة لكنها كانت جيدة بالنسبة لي يوجين ..! رغم أن لينك لا يبدو كذلك ..!
كلمته الأخيرة قالها بعفوية مما جعل يوجين يجبه بلطف : أنت محق .. يبدو أني لن أتمكن من أن أكون صديق لينك في النهاية ..! لكن لا بأس بما أننا اصبحنا صديقين ريكايل فالأمور ستتحسن مع أخيك قريباً ..!
وضعت يدي في جيب سترتي و أنا أقول : هيا بنا رايل .. لنعد للمنزل ..!
سار بقربي لنغادر المدرسة و نظرة يوجين الهادئة تلاحقنا .. أرجوا أن تشغله الجامعة عني قريباً ..!
ودعنا بقية الرفاق على اساس أن نلتقي بهم صباح الأحد كي نذهب سويةً إلى ديزني لاند ..!
و بينما كنا نسير مغادرين المدرسة قلت بهدوء : لاشك أنك أتلقطت الكثير من الصور أيها المحبوب .. بعد ذهاب يوجين ستكون أنت الأكثر شعبيةً في المدرسة ..!
- أنت تبالغ يا أخي .. ثم أني رفضت التقاط الصور ..!
توقفت مكاني و التفت اليه مستنكراً : لما ؟!..
ابتسم ببساطة و هو يتابع طريقه أمامي : علي أن أتحمل ضريبة أني النسخة المطابقة للينك مارسنلي ..! لا أريد أن تنتشر الشائعات خارج المدرسة ..!
كنت أحدق به وهو يسير أمامي بعد ما قاله .. ان ريك يبدو حريصاً أكثر مني من هذه الناحية ..!
حسناً بعد ما قاله لي منذ فترة فأنا لا ألومه .. يجب أن أكون حذراَ أنا الآخر ..!
ابتسمت حينها و سارعت خطواتي حتى صرت أسير بجواره ..!
كنت سعيداً في داخلي لأن رايل يقضي وقتاً ممتعاً في المدرسة وقد حصل على علامات ممتازة و على الكثير من الأصدقاء رغم المدة القصيرة التي بقي فيها هنا .. لأكون صادقاً .. لقد خفت من أن يرسب هذا العام بسبب حضوره القليل لكن الأمور سارت على ما يرام في النهاية ..!
..................................................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 08:04 AM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت نتيجة كيت صادمة للجميع .. فهي تمكنت من الدخول إلى قائمة أعلى عشر طالبات في دفعتها الدراسية ..!
هذا الخبر أسعد ميراي و أعاد لها نشاطها ..!
ليو كذلك .. نتيجته كانت مرضية له و أفضل مما كان يحصد في السابق .. حتى أن السيدة آنيا كادت تبكي من فرحتها حين علمت بأمره ..!
صحيح أنه لم يذهب لإخبارها بنفسه لكن لا بأس .. الوضع مسالم بينهما على الأقل ..!
تمام الخامسة مساءاً ذهبت للمطار وحدي .. كان ريك يريد الذهاب أيضاً لكن لديه اليوم موعد في المشفى لذا ترك مهمة استقبال بيير لي ..!
هذه المرة وضعت قبعة على رأسي و ارتديت نظارة أيضاً .. ففي المركز التجاري بالأمس كنت أتلقى العديد من النظرات و الهمسات ..!
وقفت في صالة الاستقبال .. لقد وصلت الطائرة القادمة من جنيف قبل قليل .. و بعد عشرين دقيقة تقريباً .. ها هو الباب يفتح ليدخل منه المسافرون الذي وصلوا على متنها ..!
رميت بكوب القهوة الورقي الفارغ في سلة المهملات و اقتربت أكثر و عيناي تتفحص القادمين حتى رأيت فتاً قصيراً يسير بينهم و ينظر حوله كأنه ضائع ..!
كان يرتدي نظارة طبية مما اثار استغرابي و هو ينظر إلى اللوحات المعلقة في السقف .. بنطال اسود و قميص بلون العسل كشعره تماماً و وشاح خفيف بذات لون البنطال .. انه انيق كالعادة ..!
رفعت يدي لألوح له : بيير ..!
هكذا هتفت فانتبه لي و حين استقرت عيناه علي ابتسم : لينك ..!
اقترب أكثر حتى وصل إلي فحييته بعناق : أهلاً بك في باريس مجدداً ..!
بذات ابتسامته قال وقد بادلني ذلك العناق : شكراً لك ..!
ابتعد عني و خلع نظارته الطبية حينها و سار بقربي و هو يسحب حقيبته : كيف حالك ؟!.. و كيف حال ري و البقية ؟!..
أجبته بابتسامة هادئة : جميعهم على ما يرام .. كان ريك يريد استقبالك لك لديه موعد في المشفى ..!
- أجل أخبرني بهذا ..! ذلك مؤسف حقاً ..!
- ستبقى لفترة ؟!..
- أجل .. سأبقى حتى زفاف الآنسة ميراي ..!
- هذا أمر جيد حقاً ..!
خرجنا من المطار فأشرت لاحدا سيارات الأجرة حتى تتوقف و حين نظرت إله وجدت أنه قد ارتدى النظارة وهو ينظر إلى هاتفه الذي شغله الآن بعد أن كان على وضع الطيران بالتأكيد ..!
باستغراب قلت : هل ترتدي نظارة منذ زمن ؟!..
التفت إلي ليقول : ليس كذلك .. منذ اسبوعين تقريباً نصحني الطبيب باستعمالها .. لكنها للقراءة فقط ..!
لم أعلق على الأمر فقد توقفت سيارة أجرة حينها و قد نزل السائق لأخذ حقيبة بيير و وضعها في صندوق السيارة ..!
ركبنا سويةً في الخلف و أخبرت السائق عن عنوان العمارة فأنطلق بنا إليها ..!
حينها تذكرت شيئاً و سألته حالاً : ماذا حدث مع ابن خالتك المزعج ذاك ؟!.. أقصد الذي حدثته بالهاتف ..!
بدا عليه الاستمتاع و هو يرخي جسده على مقعد السيارة : ذلك الأحمق .. ذهب ليشكيني إلى جدتي ليقول " صديق بيير أهانني و أهان شرف اسرة غوستاف " لكنها ردت عليه بكل برود " لا أعلم ماذا قال صديق بيير ؟ لكنه أهانك وحدك بالطبع .. الحمقى مثلك هم من يعرضون أنفسهم للإهانة لذا فأنت من يهين شرف غوستاف " أنه أحمق .. نسي أني المدلل لدى البارونة لذا لا يمكنه أن يشكيني عندها ..! منذ ذلك الوقت و هو يحقد علي و لا يجرأ حتى على الجلوس معي في مكان واحد حتى لا يكون محط سخريتي ..!
كنت أنظر إليه بطرف عين : هوووه .. يبدو أن لديك شيطانك الخاص أنت الآخر ..!
- تستطيع قول هذا ..! يجب أن يكون للشخص شخصية شيطانية ليردع بها من يحاول ازعاجه ..! لذا فهي سلاح فعال ضد أفراد اسرتي ..!
- أتفق معك في بعض مما قلته ..! إذاً أنت لا تبقى في القصر طويلاً صحيح ؟!.. هذا ما فهمته من رسالتك حين قلت " أضررت للمبيت في القصر " ..!
- أجل .. شقتي تقع في الحي الفرنسي من جنيف ..! كما تعلم هي مدينة على حدود سويسرا لذا هناك جزء منها داخل الحدود الفرنسية و كذلك البحيرة جزء منها في سويسرا و الآخر في فرنسا ..! لقد أخترت هذا المكان لأن فرنسا هي وطني الأم و لم تعترض جدتي على هذا ..! لكني ازور القصر دوماً للبقاء مع جدتي و اتجنب التجمعات العائلية ..! في النهاية علي أن أكون الحفيد المحب لها في نظرها فهذا كل ما استطيع فعله الآن .. تستطيع القول أنها مصدر رزقي رغم أني لست أحبها إلى تلك الدرجة ..!
لم أرد .. ليس لدي ما أقوله .. الحياة أجبرت فتاً صغيراً مثل بيير على أن يكون هكذا .. يعلم أن ما يقوم به نوع من النفاق .. أن يتظاهر أمام جدته بأنه يحبها و أنها هي مصدر السعادة في حياته بينما الحقيقة هو أنه يبغضها في داخله فقط كي يستغلها و يستغل مالها .. ذلك لأنه يعتقد بأن هذا حقه و حق والدته من اسرة غوستاف ..!
الحياة جعلت بيير يصنع شيطانه الخاص كما حدث معي ..!
يوجين كذلك .. زواج والده بتلك المرأة أجبره على التصرف بشيطنة ضد البعض .. يتظاهر بالقوة رغم أنه عانا منها كثيراً ..!
و حتى ريك .. قد لا يظهر شيطانه دوماً .. لكني بالتأكيد أتذكر في أول لقاء لي به و في الأيام الأولى لنا معاً .. نظراته الباردة .. و تصرفاته الحاقدة .. لقد كان يتصرف بتغطرس أحياناً ليظهر كم هو قوي رغم أن هذا معاكس للواقع ..!
كيت أيضاً .. و ليونيل .. كل منهما كان يتظاهر بأنه قاس و غير مبال و لا يحتاج لأحد بجانبه .. لكن الحقيقة أنهما لا يستطيعان العيش وحدهما إطلاقاً ..!
لم يرد أحدنا أن يكون هكذا .. لم يرد أحدنا أن يتصرف بما ينافي شخصيته .. لكن .. الحياة أجبرتنا على هذا ..!
...........................................
كان المساء قد حل حين دخل رايل إلى المنزل و قد كنت حينها خارجاً من المطبخ أحمل قارورة ماء : أهلاً بعودتك ..!
رفع وجهه و ابتسم بذبول دون أن يعلق .. مهما كانت نتائج فحصه .. جيدةً أم سيئة .. فهذه تعابيره حين يعود من المشفى ..!
أنه يكره ذلك المكان .. لكنه مجبر على زيارته دوماً .. لقد أصبح أمراً روتينياً في حياته ..!
- ري ..!
انتبهت لبيير الذي خرج من غرفة الجلوس و هتف بسعادة باسم أخي كما يسميه وقد أسرع ناحيته بينما تغيرت ملامح ريك إلى سعادة غامرة وهو يعانق صديق طفولته العزيز : بيير .. سعيد لرؤيتك بخير .. من الجيد أنك عدت ..!
ابتسمت حينها .. وجود بيير في هذا الوقت كان أمراً جيداً بالفعل ..!
ابتعد بيير عنه و هو يسأل بلهفة : كيف حال صحتك ؟!..
بذات ابتسامته السعيدة : بأفضل ما يرام .. ماذا عنك ؟!.. هل ارهقتك الرحلة ؟!..
- أطلاقاً .. كانت سريعة كالعادة .. مبارك نجاحك .. لقد فعلتها حقاً ..!
- لينك و البقية ساعدوني كثيراً .. لذا تمكنت من فعلها ..!
قاطعت حوارهما ذاك : ستتحدثان عند الباب ؟!.. أجلسا في الغرفة بينما احضر القهوة ..!
ابتساما لي حينها وهما يدخلان غرفة الجلوس بينما عدت للمطبخ لتقع عيناي على ميراي التي كانت تجلي الصحون منذ قليل و ها هي الآن تجلس شاردة الذهن على طاولة الافطار ..!
اخذت نفساً عميقاً و إلى الفرن حيث ابريق الماء الساخن : خالتي .. ألم تهدئي بعد ؟!..
وضعت رأسها على الطاولة وهي تمتم : لا تلمني .. لا أزال في حالة صدمة ..! رغم أني كنت أعرف أنها من كان يتسبب بالإزعاجات في السابق ..!
التفت ناحيتها مصدوماً : أكنت تعرفين انها خطيبة هاري السابقة ؟!..
رفعت رأسها من على الطاولة و أومأت إيجاباً و ملامحها تدل على الحزن : هاري أخبرني من قبل الخطوبة .. أن له خطيبة سابقة ..! لذا حين بدأت الازعاجات على هاتفي و الرسائل و غيره تصل بعد خطبة هاري لي استنتجت تلقائياً انها هي لذا قررت السكوت عن الأمر بما أني أدرك دافعها ..!
قطبت حاجبي حينها : لذا لم تريدي مني التدخل ؟!..
ابتسمت بذبول و هي تجيب : شيء من هذا القبيل ..! رغم هذا اكتشف هاري الأمر .. قال انه ذهب ليتحدث إليها .. و أنها أخبرته أنها ستنساه و ما شابه ..! لذا توقفت الازعاجات لبضعة ايام .. حتى حصل ما حصل بالأمس ..!
اقتربت منها و أنا اتساءل بتردد : ما الذي شعرتي به ؟!.. حين رأيتها بالأمس .. و سمعت ما قالته ؟!..
طأطأت رأسها بحزن عميق و صوتها مخنوق : لقد أشفقت عليها ..! ذلك لأني لو كنت في مكانها لن أعلم ماذا أفعل ..! أنا أحب هاري حقاً .. و هي كذلك .. لذا لو كان سيتركني و يذهب لفتاة أخرى سأجن بالطبع ..! أعلم أنها من فسخت الخطبة في البداية ..! رغم هذا .. انه مؤلم .. هذا الشعور ..!
كانت دموعها قد تجمعت في عينيها و هي تتابع : هي حتى الأمس كانت تحب هاري من أعماق قلبها ..!
أنا بالتأكيد لم أكن لأفكر هكذا .. لكن .. ميراي فتاة و تدرك كيف غيرة الفتيات ..!
أعلم انها لن تسامح مايا بسهولة .. لكنها وضعت لها حجج على الأقل ..!
ربت على كتفها بينما كانت هي تمسح دموعها بكفيها و ابتسمت : اغسلي وجهك و انسي الأمر .. صحيح أنك لم تسامحيها في قلبك لكنك عفوتي عنها أمام القضاء في النهاية ..! أنك لطيفة حقاً ميراي ..!
نظرت إلي بطرف حين بوجهها المحمر و هي تقول باستياء و صوتها لا يزال مختنقاً : خالتي .. أيها الأحمق ..!
ضحكت بخفة حينها وقد عدت ناحية ابريق الماء الذي بدأ يفور و لأغلق النار عنه : حسناً خالتي .. اذهبي لغرفة الجلوس فريك عاد من المشفى للتو .. لنشرب القهوة سويةً و سنستمتع ببداية العطلة الصيفية ..!
.............................................
اليوم هو الأحد .. و الساعة هي السابعة صباحاً ..!
انه اليوم الذي انتظره الجميع ..!
فقد بقينا طيلة الأمس نستعد من أجل هذه الرحلة الترفيهية بعد هذا العام الطويل و المرهق ..!
عادة ما أقضي أيامي الأولى من الاجازة الصيفية خارج باريس و غالباً في منزلنا في ادنبره فالتقي برفاقي من الابتدائية و اقضي وقتي مع لوي .. أمي كذلك كانت تسعد برؤية صديقاتها اللاتي تعرفت عليهن خلال السنوات الست التي بقينا خلالها في اسكوتلندا ..!
هذه السنة ستكون مختلفة .. عموماً كانت مختلفة بكل أيامها لذا هذه الرحلة لا تشكل شيئاً حقاً ..!
أغلقت حقيبة الملابس خاصتي و التفت ناحية الخزانة قرب السرير و فوقها اطار صور يحتوي على صورة رسمية لي مع والدتي و أنا في سن الخامسة ..!
كانت تجلس على كرسي فخم بملابس راقية و ابتسامة حانية هادئة بينما كنت أجلس على قدميها بجسدي الصغير و ملابس رسمية للأطفال حيث البنطال قصير و السترة على شكل صدرية بلا أكمام مع قميص أبيض و ربطة عنق حمراء صغيرة .. و قد كنت انظر ناحية الكاميرة بهدوء دون أي ابتسامة أو ما شابه ..!
ابتسمت بهدوء .. لطالما قلت أن هذه الصورة فضيعة لأني لم أكن مبتسماً للكاميرة .. لكن والدتي كانت تحبها كثيراً و تقول اني اشبه ابي فيها لذا كانت تبقيها دوماً قرب فراشها و تنظر إليها كل ليلة ..!
حملت الحقيبة الرياضية على كتفي و استدرت مغادراً الغرفة حيث كان ريك في الممر يقول : آه لينك .. هل لك أن تذهب إلى منزل الخالة آنا ؟!.. جوليا قالت أنها لا تعرف أي الحافلات عليها ان تستقل كي تصل إلى هنا .. أخشى أن أخبرها فتتوه فلا وقت لهذا .. فهي لم تأتي إلى منزلنا إطلاقاً ..!
تمتمت بهدوء لنفسي : و كأن ميشيل فعلت ..!
أخذت نفساً و قلت : لا بأس .. سأذهب الآن فقد انتهيت ..!
كان ذلك الفتى يخرج من المطبخ فقلت حينها : ليو .. احمل حقيبتي إلى محطة الحافلات ..!
تمتم بضجر و ملل : لما أنا ؟!..
مررت بقربه و همست : إياك ان تجعل ريكايل يحملها .. أنا ثقيلة و ليس من الجيد أن يحمل حقيبتين و يسير بهما لمسافة ما ..!
اقتنع بكلامي فتجاوزته مغادراً المنزل ..!
لقد اتفقنا على اللقاء أمام موقف الحافلات في حينا تمام الثامنة .. فالطريق طويل و نحن نريد الوصول مبكراً ..!
..............................................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 08:06 AM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


وصلت إلى منزل الخالة آنا حيث استغرقت 20 دقيقة لذلك ..!
طرقت الباب عدة مرات و رننت الجرس ففتحت لي جوليا و على وجهها ابتسامة : أهلا رايل ..!
بدا انها استدركت من أنا فقد تغيرت ملامحها بينما قلت : طلب مني ريك أن آتي عوضاً عنه .. فهو لم ينتهي من توضيب حقيبته .. مع أنه جهزها بالأمس لكنه اكتشف انه نسي بعض الأشياء ..!
ابتعدت عن الباب و ابتسمت مجدداً : تفضل لينك .. ميشيل لم تنتهي أيضاً .. لذا أيمكنك أن تنتظر في غرفة الجلوس ؟!..
اومأت ايجاباً بهدوء و دخلت خلفها لاتجه لتلك الغرفة .. و فور دخولي لفت نظري ذلك السرير الذي لا يزال هناك .. يبدو أنهم سيبقونه للأبد ..!
استأذنت جوليا بأنها ستذهب لرؤية ميشيل و استعجالها ..!
بينما اتجهت أنا لأريكة قريبة لأجلس عليها ..!
انتبهت حينها لمجموعة اطارات صور قرب التلفاز .. لقد رأيتها في السابق لكني لم ادقق فيها ..!
التقطت أحدها حيث كان لطفلة في عامها الرابع بشعر بني قصير و فستان وردي بسيط مع عينان زرقاوان واسعتان .. تلك العينان التي اسرتني في احدى المرات ..!
انها تشبه أليس .. حتى في طفولتها هي نسخة مطابقة لأليس .. و ولولا أني رأيت اليس تقتل بعيني لجزمت انها ميشيل بلا شك ..!
أغمضت عيني حينيها .. لو كانت اليس حيةً حتى الآن لكانت بعمر ميشيل .. و ربما لكانت تشبه ميشيل أيضاً ..!
لكن .. أنا من تسبب بموتها .. أنا من لم استطع حمايتها .. لقد دمرت حياتها و لا أريد تدمير ميشيل كذلك ..!
اخذت نفساً عميقاً و فتحت عيني لأعيد التحديق بتلك الصورة التي تبدو كأنها جزء من ماضيي البائس ..!
كانت تقف قرب حوض زهور وهي تمسك بالمرش .. بابتسامة ظريفة واسعة .. أي نوع من الأطفال كانت ميشيل يا ترى ؟!..
- ماذا تفعل ؟!..
التفت لميشيل التي قالت هذا بهدوء و استغراب بسيط فأعدت الصورة إلى مكانها و قلت : كنت أفكر أي نوع من الأطفال كنت أنت ؟!..
بقيت تنظر الي و شردت للحظات قبل ان تشيح بوجهها ببرود و بلا اهتمام : لا تسألني .. فأنا لا أذكر ..!
لم اعر الأمر بالاً ..!
لكن .. في الوقت ذاته بدا و كأن هناك شيئاً في ميشيل لا استطيع معرفته .. تلك النظرة قبل قليل .. كانت غريبة بعض الشيء ..!
سألتها بهدوء حينها : هل انتهيتم ؟!..
- أجل .. لنذهب الآن حتى لا نتأخر على البقية ..!
خرجت مع ميشيل من غرفة الجلوس و قد كانت جوليا تغلق أبواب المنزل ..!
غادرنا بعدها متجهين إلى موقف الحافلات قرب حينا و بعدها نصعد إلى الحافلة التي سوف تقلنا إلى ديزني لاند مباشرة ..!
.................................................. ..
كنا اثنا عشر صديقاً من المرحلة الثانوية و الاعدادية في تلك الحافلة في بداية عطلتنا الصيفية ..!
أمر طبيعي رغم عددنا الكبير ..!
الجميع في حالة سعادة و انشراح وهم يتناولون الأطعمة الخفيفة فالطريق إلى دزني لاند يستغرق 45 دقيقة إلى ساعة تقريباً ..!
في مؤخرة الحافلة حيث تستطف ستة مقاعد جلست على احدها قرب النافذة يساراً و بجانبي ماكس ثم ريك و بعده ينار بجانبها ميشيل و قرب النافذة اليمنى سام ..!
على المقعد أمامي مباشرةً كانت ريا و بجانبها كيت .. و أمام سام كان ليو و بجواره ايثن .. و أمامهما جوليا و بيير..!
الجميع يتبادل الأحاديث في أمور متنوعة و يبدون حماسهم حين اخبرتنا سام عن جدول الوصول حيث سنترك حقائبنا في قسم الأمانات حتى يبدأ حجزنا في الفندق تمام الثانية ظهراً ..!
اليوم هو الأحد .. و نحن سوف نبقى حتى مساء الثلاثاء ..!
بما أنه يعد اليوم الأول في الاجازة الصيفية فالاحتفالات و المهرجانات تضج بالصخب هناك .. و هذا سيزيد نسبة الزوار بشكل كبير و بالتالي أسعار الفنادق هناك ستكون مجنونة .. من الرائع أن لدينا حجزاً من دون سابق تخطيط ..!
- حسناً لينظر الجميع إلي ..! آآآآه .. لنبدأ بتسجيل احداث رحلتنا الممتعة ..!
نظر الجميع تلقائياً ناحية ليو الذي كان يقف و يحمل آلة تصوير فيديو صغيرة في يده ..!
باستنكار سأل بيير: من أين أحضرتها ؟!..
ابتسم بمكر وهو يقول : استعرتها من والدي .. و تركت له ملاحظة بهذا ..!
تمتمت حينها وقد شعرت برجفة في جسدي : لدي شعور سيء .. ترك ملاحظة إذاً ..!
أردف أخي الذي كان يفكر كما أفكر و بذات النبرة : ألا يعني هذا أنه سرقها بطريقة مهذبة ؟!..
تقدم حينها ناحيتنا وهو يقول كتعليق على التسجيل : في البداية .. رحلتنا المتجهة إلى دزني لاند تحت أشراف سام ..!
كان يشير بالكاميرة ناحيتها فلوحت له بسعادة هي تقول : أريد شكر أمي و صديقاتها على منحنا هذه الفرصة ..!
ميشيل التي كانت بجانبها أردفت أيضاً بابتسامة عريضة : و الجميع يقدم الشكر لهم أيضاً ..!
فقز ماكس من مكانه و التقط الكاميرة من ليو ليتولى المهمة : حسناً حسناً لنعرفكم الآن بأعضاء الرحلة .. في البداية لديكم هنا الفتى الأوسم و الأذكى ماكس ولسون ..!
علقت سام من بعده فوراً : السيد ولسون الذي كان على وشك الرسوب و حضور الدروس الصيفية ..!
لم يتمالك أحدهم نفسه من الضحك حينها بينما علقت ينار التي كانت تضحك أيضاً : كم هذا قاسٍ سام كوني أكثر تعاطفاً معه ..!
ماكس الذي كان يضحك هو الآخر تابع ما يقوم به حين وجه الكاميرة إلى سام : و لدينا هنا الآنسة سام ديريك .. هي لم تكن أفضل مني بكثير في الدراسة و علاماتها متدنية رغم أنها نجحت في النهاية .. لكني لن أشمت بها لأنها قامت بدعوتنا هذه المرة ..!
وقفت غاضبة حينها : لا يمكنك أن تشمت بمن هم أفضل حالاً منك ..!
- على الأقل أنا لم أبذل جهداً في الدراسة كما فعلت أنت ..!
- اصمت يا كومة الغباء ..!
يا إلهي .. هذان الاثنان لا يتوقفان عن اثارة الفوضى ..!
التفت لينار حينها ليقول : ولدينا هنا الوريثة الثرية .. الآنسة ينار سميث ..!
اختفت ابتسامتي حينها و كاد يتوقف نبض قلبي حين نطق الاسم و فوراً نظرت لريكايل الذي كان يحدق بهاتفه لكنه تجمد لبرهة و هو يشك فيما سمع بينما قالت ينار باستدراك وهي تخفي ارتباكها خلف ابتسامة : ينار كريسفورت يا ماكس .. مابك تهذي ؟!.. أم أن الامتحانات اثرت عليك ..!
بدا عليه الاستغراب من ردها : لكن ...!
قاطعه ايثن فوراً بابتسامة : ماكس .. أسألها ذلك السؤال الذي لطالما اردت أن تسألها إياه ..!
اخذ يتذكر قليلاً قبل أن يقول : أه صحيح ..!
هل اتخيل ؟!.. أم ان ايثن قام بإشغال ماكس عن ما حدث ..! انها بالتأكيد مصادفة ..!
نظرت لريك لأجد أنه التفت ناحيتي وهو يهمس حيث صار بجانبي بعد ان ذهب ماكس : هل سمعت ما سمعت ؟!..
اخفيت توتري ببراعة : ماذا ؟!..
- الاسم ..!
- كريسفورت ؟!.. ألم تعلم ؟!..
- لا .. لقد سمعت اسماً آخر ..!
- ماذا تقصد ؟!..
حاولت جعله ييأس و قد حدث بالفعل حيث طأطأ رأسه وهو يتمتم : لا شيء ..!
ربت على كتفه حينها و قلت : يبدو أن رأسك يؤلمك ريك ..ثم انك جلست في مكان ماكس لذا ربما لم تسمعها حين قالت كريسفورت جيداً ..!
ابتسم حينها ليقول : آه .. أنت محق ..!
عاد ليعبث في هاتفه فأخذت نفساً عميقاً .. لقد مر الأمر بسلام ..!
كان ماكس لايزال يصوب الكاميرة لينار ليقول : أردت أن أسألك دوماً .. ما سر لون عينيك و شعرك ؟!..
- أممم .. وراثة ؟!..
- فقط ؟!..
- بالتأكيد هو ليس شيئاً كعشبة تناولتها في طفولتي ..!
- كنت اعتقد شيئاً مثيراً أكثر ..!
- انه لون شعر و عينين .. ما المثير في هذا ؟!
- حسناً .. شيء كطاقة خارقة تجعل شعرك أحمراً هكذا ..!
تنهدت بملل من غبائه : يبدو أنك تتابع الكثير من الأفلام أو تقرأ المانجا كثيراً ماكس .. أنتقل للشخص التالي من فضلك ..!
اشار فوراً إلى ميشيل حينها : حسناً .. لدينا هنا فتاة لطيفة .. و التي تصغرنا بعامين ..! الآنسة ميشيل ..!
ابتسمت له بلطف : ميشيل ويلر ..!
- حدثينا عن نفسك قليلاً ..!
- آمممم .. تخرجت من الاعدادية منذ أيام ..! قد أبدو قصيرةً قليلاً لكني سأدخل الثانوية في العام القادم ..!
- لست قصيرة .. أنت بطول بيير رغم أنك فتاة بينما هو فتى يكبرك بعام ..!
- أنا اسمعك ماكس .. لا داعي ان تنوه على قصري في كل مرة ..!
كان هذا رد بيير الضجر و الذي جعل ريك يضحك مجدداً مع البقية .. لاشك أنه طرد اسم سميث من رأسه الآن .. هذا مطمئن ..!
- اوووه ماذا أرى ؟!.. توأم براون يقضيان وقتهما سويةً كالعادة ..! ماذا ريكايل هل كنت تشعر بالوحدة حين كنت أجلس بينك و بين أخيك ؟!..
بدا الخجل و التوتر على ريك وهو يقول : ماذا تقصد ؟!..
بمكر أجابه : لأني فور أن وقفت قمت أنت باحتلال مكاني ..!
- ليس الأمر هكذا ..! كل ما في الأمر أني اردت أن ارى المنظر من النافذة ..!
- اعترف .. لقد رأيتكما تتهامسان منذ قليل ..!
قاطعته حينها : هذا يكفي ماكس .. كف عن ازعاج أخي الصغير و ابدأ مقابلتك ..!
بذات ابتسامته المرحة : حسناً السؤال موجه إلى كليكما .. هل كنتما تشعران بالوحدة في المدرسة بما انكما لستما في ذات الصف ؟!..
باستياء تمتم ريك : أنه المحور ذاته في النهاية ..!
أجبت انا على ذلك السؤال : ماكس هل نسيت ؟!.. تعلم أني و ريك لم نكن نعيش سويةً في طفولتنا بل كان كل منا في بلد مختلف ..! لذا ان كان في الصف المجاور فذلك أمر طبيعي ..!
- اممم .. إجابة مقنعة..! ريكايل أخبرني هل تتشاجر مع لينك ؟!.. أم أنكما ودودان على الدوام ..!
لم يعجبه السؤال فهو بالتأكيد يذكره و يذكرني بأيام سيئة .. لكنه أجاب : حسناً .. نتشاجر أحياناً ..!
- هل يكون شجاراكما حاداً و يستمر لوقت طويل ..!
- يعتمد هذا على السبب ..! أحياناً يبقى لأيام و احياناً ينتهي في ذات اللحظة ..!
تغيرت ملامحه إلى الذهول و هو يقول : مستحيل !!.. توأم براون يتشاجران لأيام ؟!.. ما السبب الذي يجعل هذا الشجار طويلاً ؟!..
السبب يا عزيزي أني في مرة فقدت عقلي و كدت اتزوج أفعى من أجل المال ..!
لم يرد ريك الإجابة إطلاقاً على هذا السؤال و حتى لا يتوتر أكثر وقفت و قدر ربت على كتفي ماكس و انا ادفعه بانتظام ليسير إلى الخلف : هذا يكفي لقد طالت مقابلتنا أكثر من البقية ..!
بضجر علق ماكس : لكنكما اثنان و هذا يأخذ وقتاً ..!
- افعل مثل سام و اعتبرنا شخصاً واحداً ..! إلى التالي ..!
تنهد بأسف ثم اتجه إلى كيت و ريا : لنتابع هنا .. لدينا هذه الصغيرة الذكية كيت ليبيرت .. سمعت أنك حصلت على علامات مذهلة في الامتحانات .. ما السر ؟!..
ببساطة قالت : إن أخبرتك لن يكون سراً ..!
- ماذاااا ؟!.. لا شك أنك درست حتى تمزقت كتبك ..!
- ليس الأمر كذلك .. لست مجبرةً لكشف سر ذكائي لفتى على حافة الرسوب ..!
كان ماكس يتلقى الاهانات لهذا الموضوع منذ الصباح لذا لم يتمالك احدنا نفسه من الضحك رغم أننا نشعر بالأسف عليه ..!
بصوت مرتفع قال حتى يقطع ضحكنا : ريا اندرياس .. نائبة رئيس مجلس الطلبة الجديدة ..! كيف ستكون سياستك السنة القادمة ؟!..
أخذت تفكر قليلاً قبل أن تقول : لم أفكر بعد .. ثم ان الرئيس هو من يضع القوانين و لست أنا ..! عموماً اعتقد أني سأتبع نهج أخي مبدئياً ..!
- كما هو متوقع من الأخت الصغرى لرئيس الطلبة يوجين ..! للنتقل للرئيس الجديد .. ايثن روكبيل .. ما شعورك و أنت ستقود المدرسة في العام القادم ؟!..
اجابه بهدوء مع ابتسامة : كل ما في الأمر اني سأهتم بشؤون الطلبة .. ليس الأمر أنني سأصبح المدير أو ما شابه ..! لذا اعذرني ماكس .. لا يمكنني تنفيذ أفكارك المجنونة كالسماح للطلاب بالرقص في الممرات صباحاً ..!
ياله من اقتراح !!!!!!!..
- آآآآه ذلك مؤسف حقاً ..! كم أنت رئيس ممل ايثن ..!
ليو الذي كان بجانب ايثن علق باستنكار : أعتقد أنه رئيس طبيعي على الأقل ..!
اشار بالكاميرة إلى ليو وهو يقول : لدينا سارق الكاميرة ليونيل كلاوس .. هل لك أن تخبرنا عن خطتك لسرقة هذه الكاميرة ؟!..
قطب حاجبيه باستياء بسيط : لم أسرقها .. لقد استعرتها فقط ..! فتحت الخزانة و اخذتها و تركت مكانها ملاحظة على روقة ..!
- مهما نظرت إلى الأمر فهو يبدو كالسرقة ..!
- لا تهتم كثيراً فدوماً ما استعير اشياء أبي هكذا ..!
انتقل حينها للمقعد أمامهم حيث كانت جوليا مع بيير ليقول : الآنسة جوليا ويلر .. سمعت أنك تعلمين في ملجأ للأيتام بدوام جزئي ..! ان هذا مذهل ..!
ابتسمت لتقول : والدتي كانت تعمل في ملجأ ايتام .. و قد اثرت ان اكون مثلها فقد كنت اساعدها منذ كنت صغيرة ..!
- انه عمل انساني للغاية ..!
- أنت محق من هذه الناحية ..!
نظر إلى بيير ليقول : و أخيراً آخر الحضور .. بيير لايسر .. كيف حالك يا صاح ؟!..
بهدوء أجابه : بخير ..!
- كيف كانت الرحلة من سويسرا ؟!..
- هادئةً كالعادة ..!
- أخبرني بيير .. هل تعيش في قصر كبير مثل ينار أم ماذا ؟!..
- لا .. أعيش في شقة في الجزء الفرنسي من جنيف ..!
- اوووه كم أنت وطني ..!
- فرنسا بلدي الأم و مسقط رأسي و قد ولدت هنا .. لذا من الطبيعي ان أشعر بالانتماء إليها ..!
أومأ إيجاباً بابتسامة : كلام رائع ..! حسناً هكذا انتهينا من تقديم الجميع ..! سنستكمل التسجيل بعد الوصول ..!
جلس ماكس في مقعد ريكايل السابق حيث عدنا للحديث في امور عدةً ..!
لم تكن الحافلة مزدحمة و بما اننا كنا في اخرها فنحن لم نلفت النظر كثيراً و هذا جيد ..!
بالتأكيد لا اريد ان يتعرف علي احدهم هنا و أنا مع كل هؤلاء الرفاق ..!
و أيضاً .. تغطية رأسي و النظارة سيثيران استنكار الجميع مما جعلني اتخلى عنها ..!
لقد مضى الوقت سريعاً بسبب كثرة الأحاديث حتى وصلنا إلى وجهتنا أخيراً ..!
وفور نزولنا من الحافلة صرخ كل من سام و ماكس بحماس : ها نحن في أرض الأحلام !!!..
كان ذلك كافياً لجعل الجميع يضحك بسعادة متفائلين برحلة لا تنسى ..!
فأي رحلة ستكون يا ترى ؟!..
.................................................. ..

هكذا انتهى البارت

أرجوا أن يكون بالطول المناسب و الأحداث الكافية

متحمسة حقاً لمعرفة توقعاتكم بشأن الأحداث القادمة e106

الامتحانات العملية النهائية بدأت و بعدها مباشرةً الامتحانات التحريرية النهائية .. لدي الكثير من الامتحانات هذا الترم بسبب المواد التي ادرسها .. في الترم القادم ستكون أقل بالتأكيد ..!
لذا .. لا أعدكم ببارت قبل الامتحانات النهائية رغم أني سوف أحوال كتابته و إنهاءه قدر الإمكان ..!
و الآن أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم بهذا البارت ..!
أخبروني ما أفضل مشهد أو حدث بالنسبة لكم فيه ؟!.. e415

في حفظ الله و رعايته


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.