آخر 10 مشاركات
رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-13, 12:22 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 البركين قصة رعب للبالغين 18+ ، للكاتب عبد الله سعيد باقلاقل / النكنك ، فصحى ، مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم قصة رعب للبالغين 18+ بعنوان

الـــــبـــــركــــــيـــ ـن

الكاتب

عبد الله سعيد باقلاقل / النكنك




كلمة الكاتبة

احبتي أعضاء هذا المنتدى الرائع
لقد اشتركت منذ فترة في هذا المنتدى ولكني لم اقدم اي مشاركة والان سوف اطرح بين ايديكم رواية اتمنى أن تنال اعجابكم ولكن قبل أن أضعه أحب اعرفكم بنفسي
اسمي عبدالله سعيد باقلاقل
كاتب قصصي روائي
لي مؤلف بالاسواق قلوب لا تعرف الرحمه مجموعه قصصية
مع احترامي لجميع اعضاء المنتدى ولكن انا اختلف معكم حيث لا احب أن اضع روايتي باللغة العامية وأنما باللغة العربية الفصحى سوف اكتب جزء منها وان وجدت منكم ترحيب ورد سوف اكملها وأن لم أجد اكتفى بالشرف بأني كتبت في هذا المنتدى الرائع
ملاحظة هامة جدا لا ينصح بقراءة هذه الرواية لاقل من 18 سنة أو قراءتها في الليل


الـــــبـــــركــــــيـــ ـن

المقصود بالبركين نوع من الجان وليس جمع بركان

تأليف

عبد الله سعيد باقلاقل

قراء ممتعة

سكنهم بمساكنهم يا رب...




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 16-10-13 الساعة 05:50 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 12:27 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


1 -



مالت الشمس للغروب معلنة انتهاء وقتها لتفسح الطريق للقمر أن يضئ الكون بأشعته الفضية في هذه الساعة كان وقت الغروب جميلاً يجذب العشاق والشعراء إلى الجلوس على الشاطئ ليكتبوا الإشعار الغزلية كان الجو منعشا للنفوس لم يعكر صحوة هذا الجو الجميل سوى صياح أحدى الأطفال الصغار الذي لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر ، بينما كانت أمه منهمكة في أعمال المنزل ، والطفل بمفردة في الحجرة ويصيح بأعلى صوته حتى احمر وجهه من كثرة الصياح ,, وفجأة أطفئت أضواء الحجرة دون سابق إنذار ، وأضئ لون بنفسجي خافت أحاط الطفل ،وصمت الطفل عن البكاء ، وفي منتصف الجدار الجانبي للحجرة أضيئت منطقة بنفس اللون ، وخرج من هذه المنطقة مخلوق عجيب وجهه شاحب كوجوه الموتى ، ولون بشرته يميل إلى الرمادي الداكن له أسنان وأنياب طويلة على نحو مخيف ، وله قرنان صغيران بارزان من جانبي رأسه ، نظر المخلوق إلى الطفل يعينيه الحمراء نظرة غامضة ، ثم رفع يده اليسرى قليلا وأشار بها إلى الطفل مما جعل الطفل يرتفع عن سطح الأرض ويسير في اتجاه المخلوق ، عاد المخلوق إلى مكانه وتبعه الطفل ، واختفى الضوء البنفسجي ، وأضيئت الغرفة كما كانت وعاد كل شي إلى طبيعته الأولى .
جاءت الأم من المطبخ مسرعة وهي تقول :
- حسناً يا بني لا داعي للبكاء أنا ..............
بترت عبارتها فجأة حينما فوجئت باختفاء طفلها من المكان الذي وضعته به ، وأطلقت صرخة مدوية اهتز لها المكان ، ثم أخذت تبحث عنه وهي تصرخ بقلق :
- أين أنت يا بني ؟ من الذي أخذك مني ؟
أخذت تبحث عنه في كل مكان لم تجده وحينما يئست من العثور عليه جلست على طرف السرير والدموع تتساقط من عينيها ووضعت كفها على جبهتها ثم شعرت بشيء يلامس ظهرها فانتفضت بذعر حقيقي والتفت على الفور خلفها ، تراجعت للخلف مذعورة حينما وجدت طفلها خلفها على السرير ، احتضنته بسرعة وكأنها تخشى أن يختفي مرة أخرى ، ثم عقدت حاجبيها بدهشة وهي تغمغم :
- ولكن أنا لم أضعك على السرير ! من الذي جاء بك إلى هنا ؟
صمتت لحظة ثم أردفت:
- هذا لا يهم ، المهم أنك عدت إلي سالماً
رمت هذه الأفكار جانباً خلف ظهرها وحينما أرادت أن تطبع قبلة على وجنته ووقع بصرها على وجهه وجسمه انتفضت مذعورة وأفلتت الطفل من يديها ، ثم نهضت بسرعة وأخذت تتراجع بذعر ازدردت لعابها في جزع وهي تقول بقلق :
- لا ، أنت ليس أبني ، أنا واثقة من ذلـ......
بترت عبارتها فجأة وأبدلتها بصرخة فزع إثر اصطدامها بشخص ما ثم سقطت فاقدة الوعي انحنى الشخص القادم وحملها بلطف حتى أرقدها على السرير ثم أخذ يفحصها ثم تنهد قائلا :
- حمداً لله أنها بخير .
ضرب القادم بلطف على خدها وهو يقول بصوت أقرب إلى الهمس :
- استيقظي يا عزيزتي ، ما الذي حصل لكِ ؟
استعادت الأم وعيها أنبعث الضوء إلى عقلها بغتة ، وأضاء ذهنها دفعة واحدة ، واستعادت ذاكرتها ببطء ثم أخذت تفتح عينيها ببطء ، وتنظر إلى القادم بشرود ، ثم اعتدلت مسرعة تصرخ وكأنها تذكرت شيئا هامة قائلة :
- أين أبني يا " باسم " ؟
صمتت لحظه ألقت خلالها نظره إلى الطفل الملقى بجانبها ثم استطردت وهي تشير إليه :
- انظر يا " باسم " اخبرني بالله عليك هل هذا ابننا ؟
قالت عبارتها الأخيرة ثم انهالت الدموع تتساقط على وجنتها قبل أن تقول :
- لم يكن يوماً كذلك
حاول " باسم " أرباط جياشة ، ثم جلس بجوارها وارتسمت على شفتيه ابتسامة حانية ، و اخذ يحسس شعرها الجميل الناعم بلطف وهو يقول بصوت خافت خانق :
- اهدئي يا " سلوى " الأمر لا يحتاج كل هذا التوتر والانفعال ، هذا هو أبننا
صمت لحظات ألقى خلالها نظرة متفحصة على الطفل النائم على السرير ، أيقنت أعماقه بأن الطفل النائم على السرير ليس طفلة ، ولا يمت إليه بأي صلة ، فقد تحول لونه من الأبيض إلى الأسمر وعيناه إلى أعلى ، وجسمه أصبح هزيلا ، هز " باسم " رأسه بقوة لطرد الفكرة من رأسه ثم اقترب من الطفل وحملة وطبع قبلة حارة على وجنته ، ابتسم ابتسامة شاحبة وهو يقول بقلق واضح :
- ما شاء الله على جماله وهدوءه ودلاله هذا هو ابننا ، يبدو عليكِ الإعياء والإرهاق
تجاهلته " سلوى " ونهضت من على السرير وخرجت من الحجرة ، بينما نظر " باسم " إلى عيني الطفل مباشرة وقال والقلق واضح من نبرات صوته :
- أنا واثق تمام الثقة بأنك لست أبني !
صمت لحظة وأخذ يهز الطفل بشدة وهو يقول بعصبية :
- اخبرني أين أبني الحقيقي ، أخبرني وألا سوف أقتــ...........
لم يكمل جملته بل أستبدلها بجملة رقيقة وقبله على رأس الطفل فور دخول " سلوى " الحجرة ومعها رضعه الحليب ، اقتربت " سلوى " وحملت طفلها من " باسم " وأخذت ترضعه الحليب ، لم تمر دقيقة واحدة حتى أنهى الطفل رضعه الحليب ,, ارتفعتا حاجبا " سلوى " بدهشة عارمة ، وفغر " باسم " فاه باستغراب ، بينما قالت " سلوى " بتعجب :
- مستحيل ! لا ، لابد أني احلم كيف استطاع الانتهاء من شرب الحليب بهذه السرعة الخيالية ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " قبل أن يقول :
- قد يكون الطفل جائع ، لا مبرر لشكوكك وظنك فليس لها أساس من الصحة
قال عبارته الأخيرة وهو يعلم تمام العلم بأن حديث " سلوى " على حق وأنه مخطئ بتحليلاته فلم يكن طفلهما بهذه الشراهة يوماً ما ، نظرت إليه " سلوى " في حنق ثم هتفت بضيق :
- حسنا ، سوف أذهب وأعمل له أخرى ، من يدري ربما يكون جائع
أعقبت حديثها بنهوضها متجهها إلى المطبخ وتدفقت إلى رأسها عشرات الأسئلة
- عجباً ! لم يكن ابني يوماً ما هكذا ؟
ما الذي يحدث لي ؟
هل أنا في وهم أم الذي أراه حلماً أم كابوساً ؟
صمتت لحظة وضعت خلالها مقداراً من الحليب على الماء الفاتر في زجاجة الرضعة ثم أردفت وهي تهز رأسها :
- ربما كان " باسم " على حق ، قد يكون الطفل جائع
قالت عبارتها الأخيرة وخرجت من المطبخ متجهه إلى الحجرة ، على الرغم من أن أعماقها تنفي حديثها إلا أنها أقنعت نفسها بذلك ، دخلت " سلوى " الغرفة والكآبة والحزن واضحين على وجهها ثم أخذت ترضع طفلها رضعه الحليب ، وفوجئ الاثنان بالطفل يشرب رضعه الحليب بشراهة لا مثيل لها وخلال دقيقة واحدة كان قد شربها كاملة ، وكأنما لأول وهلة يشرب الحليب مما جعل " سلوى " تحدق في وجه الطفل بدهشة قبل أن تصرخ بغضب :
- كفى ، من المستحيل أن يكون طفل هـ.........
بترت عبارتها بغتة وأبدلتها بشهقة فزع حينما رأت طفلها يقي جميع ما شربه ، لم يقيء من فيه مثل بقية الأطفال وإنما من أنفه
حدق " باسم " فيه بدهشة قبل أن يقول :
- ما هذا ؟ كيف فعل ذلك ؟ حسبما أعلم بأن الأطفال يقوء من أفواههم وليس من أنوفهم
ارتجف جسد " سلوى " وبدت الحيرة والذعر في كل لمحة من ملامحها ثم لم تلبث أن غمغمت بحنق وضيق :
- افعل شيئا ، لا تجلس هكذا صامتا، لا أستطيع الصبر ، أرجوك افعل شيئاً
قالت جملتها الأخيرة والدموع تتساقط من عينيها ، التقط " باسم " نفسا عميقا ثم قال :
- وما الذي تريدين مني أن أفعله ؟
نظرت " سلوى " بعيني " باسم " مباشرة وهي تقول بإصرار :
- سمعت من صديقتي " سميرة " أنها ذهبت مع زوجها إلى عالم الأرواح الشيخ " عباس " وقالت أنها استفادت منه هي وزوجها
أطلق " باسم " ضحكة قصيرة ثم أبدلها بسرعة بابتسامة ساخرة قبل أن يستطرد :
- وهل تصدقين هذه الخزعبلات والخرافات ؟
قالت " سلوى " والدموع تتساقط منها بغزارة :
- أرجوك يا " باسم " إذا لم يكن من أجلي من أجل طفلنا الوحيد
تردد " باسم " لحظات ولكن أمام إصرار " سلوى " هز رأسه وقال :
- حسناً ، سنذهب إلية في الصباح الباكر
هبت " سلوى " من على السرير وهي تغمغم بإصرار :
- لا أرجوك الآن ، لا أستطيع الصبر حتى الصباح
زفر " باسم " بشدة ثم قال :
- حسناً ، كما تريديني
لم يعلم " باسم " بأن القدر يخفي لهما الكثير الكثير .....
****************************************
سقطت أشعة القمر الفضية على مجموعة من البيوت الشعبية ، وبينهم بيت يعرفه الجميع لا أحد يستطيع الاقتراب منه خشية أن يكون وكراً للأشباح أو الجان ، في هذا البيت يسكن عالم الأرواح الشيخ " عباس "
كان الشيخ " عباس " جالسا على كرسي فاخر بلحيته البيضاء ، فدخلت فتاه لم تتجاوز العشرين من عمرها ، فأشار لها الشيخ بالجلوس جلست الفتاة على المقعد المجاورة له ثم ازدردت لعابها بصعوبة وهي تقول :
- أحبه يا شيخ ، حاولت نسيانه ولكني دائماً أفشل بذلك
نظر إليها الشيخ نظرةً متفحصةً ثم قال :
- وماذا عن شعوره هو ؟
التقطت الفتاة نفساً عميقاً ثم هتفت بصوت أقرب إلى الهمس :
- قلبه فندق يا شيخ ، بعد كل يومين يتعرف على فتاه جديدة ، وحينما يصيبه الملل يعود إلي
وضع الشيخ مجموعة من البخور على نارٍ كانت هادئة وحينما ألقى لها البخور اشتعلت جعلت الفتاة تتراجع للخلف مذعورة وهو يقول :
- هل أحضرتِ شيئا من أثره ؟
أخرجت الفتاه من حقيبتها منديلاً وقالت وهي تناوله للشيخ :
- نعم أحضرت ، تفضل هذا المنديل
أخذ الشيخ المنديل منها ثم وضعه فوق المبخرة التي على الطاولة التي أمامه وأخذ يقول حديثاً غير مفهوم ، ثم أخرج من تحت الكرسي الذي يجلس عليه منديلاً يشبه المنديل الأول وناوله للفتاه وهو يقول :
- أعط له هذا المنديل وخلال أسبوع يعود لكِ لوحدك
تهلل وجه الفتاه ونهضت وهي تقول له :
- شكراً ، شكراً ، شكراً
هز الشيخ رأسه وقال بصوت عالي :
- الذي يليه
دخل " باسم " ومعه " سلوى " متعلقة بكتفه خائفة ترتجف، فإذا بالبخور يملأ أرجاء المكان بألوانه المختلفة ، وفجأة انتفضا إثر سماعهما الشيخ " عباس " يقول بصوت عميق :
- تفضلا بالدخول
نظر " باسم " إلى مصدر الصوت فإذا بشيخ قد تجاوز الخمسين من عمره ، لحيته كثيفة بيضاء ، يجلس على كرسي فاخر وأمامه طاولة مستديرة متوسطة الحجم وبها مدخنة بخور ، اقتربا أكثر من الشيخ فجلسا على المقعدين المجاورين للشيخ فبادرهما الشيخ سائلا :
- خيراً ، ما هي مشكلتكما ؟
وضعت " سلوى " طفلها على طرف الطاولة ثم قالت :
- طفلي يا شيخ لست أدري ما الذي أصابه ، كان في الصباح أفضل حالاً من كذا ، حتى وقت المساء انقلبت حالته
صمتت لحظة وأخذت تمسح دموعها ثم استطردت :
- وفي المساء كان يبكي بأعلى صوته ، كنت منهمكة بعمل المنزل من ترتيب وتنظيف ، وحينما عدت إليه ، لم أجده في مكانه وبعد ما بحثت عنه في كل مكان وجدته على السرير برغم أن كان بسريره فلا ادري كيف جاء إلى سريرنا ، وحالته ............
لم تستطع " سلوى " إكمال حديثها وانفجرت باكية ، ازدرد " باسم " لعابة بجزع وهو يكمل :
- وحالته مثل ما ترى أمامك ، عيناه إلى الأعلى ، وجسمه أصبح هزيلاً ، ولونه الأبيض اختفى وأصبح أسمر اللون ، وعيناه كعيون الموتى
صمت لحظة سالت خلالها دمعه حارة على خده لم يستطع منعها ثم أردف :
- وأيضا أصبح يشرب الحليب بشراهة لا مثيل لها وبطريقة غريبة ، ويتقيأه من أنفه
نظر الشيخ نظرة طويلة إلى الطفل ثم نهض من على كرسيه وأخذ يتفحص الطفل وهو يقول بعض الكلمات الغريبة ثم ابتعد عن الطفل وهز رأسه مغمغما :
- هذا ما كنت أخشاه !
انقبض قلب " سلوى " واحتبست غصة بحلقها وهي تمنح صوتها كل ما تبقى من القوة والشجاعة وهي تسأل بخوف واضح :
- ما الذي تقصده ؟
مط الشيخ شفتيه بأسى ثم التقط نفساً عميقاً وهو يقول :
- طفلكم خطفة " البركين " وأبدله بهذا الطفل
ارتفع حاجبا " باسم " ثم عادا تلتقيان بتوتر حائر ثم عض شفتيه بغيظ وصاح بغضب :
- ومن يكون " البركين " الذي خطف طفلي ؟ سوف أذهب له ولو كان في آخر الدنيا !
زفر الشيخ بشدة وهو يقول :
- للأسف لن تستطيع ، ليت الأمر بهذه البساطة
ارتجف جسد " باسم " وبدت الحيرة والذعر في كل لمحة من لمحات وجهه ثم لم يلبث أن غمغم بحنق :
- ولماذا ؟ أرجوك أريد أن أفهم ؟
انعقد حاجبا الشيخ " عباس " بتفكير عميق وهو يقول :
- " البركين " مخلوق من الجان وعمله خطف الأطفال الصغار الذين يمهلونهم أمهاتهم ويقوم باستبدالهم بأطفال الجان المرضى
صمت لحظة واخذ يلتفت يميناً ويساراً كأنه يخشى أن يسمعه أحد ثم قال بصوت أقرب إلى الهمس :
- وتوجد حالات استطعنا منها إعادة الأطفال الذين تم اختطفاهم
تنهدت " سلوى " بارتياح وهي تغمغم :
- افهم من حديثك بأن هناك أمل بعودة طفلي إلى حضني
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الشيخ " عباس " وهو يقول :
- احتمال ضئيلُ جداً 1%
غمغمت " سلوى " بضراعة :
- أرجوك حاول ، ولو 0.25% أنا موافقة
حك الشيخ ذقنه وصمت طويلاً وبدت على ملامحة دلائل التفكير العميق ثم قال :
- ولكننا سنخاطر بحياة هذا الطفل
ارتسم الذعر على وجه " باسم " وهو يقول :
-لم أفهم شيئاً ، أرجوك بسِّط لنا الأمر الذي تقصده
جلس الشيخ " عباس " على كرسيه ثم استطرد وهو يضغط على زر أحمر على مسند الكرسي :
- الآن سأوضح لكم
بعد لحظات دخل رجل قوي البنية ، عريض المنكبين ، أصلع الشعر ، انحنى الرجل باحترام مبالغ فيه ثم اعتدل قائلا :
- يما يأمرني سيدي الشيخ
نظر إليه الشيخ وهو يقول :
- أحضر لي جلد شاة في الحال
أومأ الرجل برأسه إيجاباً ثم انصرف ، سأل " باسم " والقلق واضح عليه من نبرات صوته :
- ما الذي تريده بجلد الشاة ؟
أغمض الشيخ " عباس " عينية لحظة ثم قال بهدوء :
- لا تقلق يا بني ، سوف تعرف كل شيء بوقته لا تستعجل
صمت لحظة يفكر فيها ثم استطرد :
- سوف أضع طفلكم بجلد الشاة ساعة من الزمن ، وعقب الساعة أن كان له نصيب بالحياة سوف نجده
تهللت أسارير " سلوى " بالسرور ولكن الشيخ لم يدعها تكمل فرحتها حينما أكمل حديثه قائلا:
- ولكن ، لو كان " البركين " يريد طفلكم سوف نجد
صمت لحظة فقال له " باسم " خلالها يستحثه على المواصلة :
- ماذا سوف نجد ؟
تردد الشيخ ثم قال :
- سوف نجد جثة هذا الطفل !
انتفضت " سلوى " بذعر وشعر " باسم " بقشعريرة باردة تعبر جسمه وهو يغمغم :
- معنى ذلك بأن طفلنا الحقيقي لن يعود لنا وهذا الطفل سوف يموت أيضاً
اطرق الشيخ رأسه إلى الأرض وهو يقول :
- لا أستطيع الجزم بذلك
ساد على المكان صمتٌ رهيب إثر هذا الخبر المفاجئ لم يقطع أوتاره سوى دخول الرجل ومعه جلد الشاة ، وضع جلد الشاة على الأرض ثم انحنى وهو يقول :
- أي خدمة ثانية يا سيدي .
أشار الشيخ للرجل بالانصراف ، فانصرف على الفور ، نظر الشيخ " عباس " إلى " باسم " و " سلوى " ثم قال :
- ما رأيكما فيما قلت ؟
ساد صمت مطبق على المكان قطعت أوتاره صوت " سلوى " قائلة بتردد واضح :
- ليس لدينا خيار آخر
حمل الشيخ الطفل ووضعه داخل جلد الشاة ، ثم أخذ يراقب الجلد ، بدأ الجلد بالتحرك والدوران أسرع فأسرع فأسرع ، كان الوقت يمر بطيءٌ جداً ، ثقيل ، أمسكت " سلوى " بيديها على قلبها ولم ينبس " باسم " ببنت شفه ،وبعد مرور ساعة بدأ الجلد بالتخفيف من الدوران رويداً رويداً حتى توقف نهائياً عن الدوران فتح الشيخ جلد الشاة وأخرج الطفل نظر " باسم " إلى الطفل فاتسعت عيناه برعب بينما ارتسم الذعر على وجه " سلوى " وهي تقول :
- مستحيل ، مستحيل
وأخذت تتراجع ثم سقطت فاقدة الوعي
فلم يكن الطفل الذي وجداه سوى جثة طفلهما الحقيقي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 02:08 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


2 -

استرخى باسم على المقعد وهو ينظر إلى جسد سلوى الممد على السرير وهي فاقدة الوعي ثم اخذ يسترجع شريط ذكرياته فقد كانت الأيام الماضية مؤلمة بحق ، كم تمنى هذا الولد وكم حلم به ، لا زال لا يصدق كيف اختفى أبنه ، لم يظهر أي دليل يقوده إليه و ......
قطع شريط ذكرياته صوت خفيف وتأوي صادر من عند سلوى وهي تغمغم :
آه أين أنت يا بني ، لا أرجوك ، اترك أبني الوحيد ، لا تأخذه معك
ثم فجأة انتفضت ونهضت وجلست على السرير وهي تصرخ :
لالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالالالا
مما جعل باسم يسره وهو يهتف :
- " سلوى " ، ماذا بكِ
قالت سلوى والعرق يتصبب من وجهها :
- كابوس فظيع يا " باسم "
ثم انهارت باكية بينما جلس " باسم " بالقرب منها وهو يغمغم بضيق :
- ليس بوسعنا عمل أي شيء هذه مشيئة الخالق عز وجل
أشارت سلوى بسبابتها إلى صدرها وهي تجيب والدموع تتساقط من عينيها بغزارة :
- ولكن أنا السبب يا " باسم " فلو لم أهمله لما خطف
التقط " باسم " نفساً عميقاً ثم قال بصرامة :
- ألم اقل لكِ سابقا أكثر من مرة لا أريد سماع منك كلمة " لو " على لسانك ؟
صمت لحظة زفر خلالها بشدة وهو يغمغم :
- قد جرى ما حدث والدموع لن تجدي نفعاً أو ترجع طفلنا إلينا ، من يدري ربما يكون ذالك خيراً لنا
حدقت "سلوى " في وجهه " باسم " بدهشة وهي تقول مستنكره :
- خيراً لنا ؟ لم أفهم ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " وهو يقول :
- ربما ينفعنا في الآخرة عند رب العالمين من يدري
مطت " سلوى" شفتيها الجميلتين وهي تردف :
- ربما ، من يدري
نعم من يدري ، السنوات القادمة ماذا تحمل لكما
ظلت ذكرى طفلهما عالقة بذهنهما ولم ينساه
وتمر الأيام
وتمر الشهور
وتمر السنوات
*******************************
وبعد مرور عشرة سنوات تصاب " سلوى " بسرطان في الدم وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية
دخل " باسم " إلى مكتب الدكتور المسئول عن حالة " سلوى " وسأله بلهفة :
- أرجوك يا دكتور أخبرني هل حالتها خطيرة إلى هذه الدرجة
رفع الدكتور عينيه من الملف الذي كان يتفحص أوراقه ثم قال في أسى :
- أجلس يا " باسم " ، استرح أولاً
جلس " باسم " على أقرب المقاعد إليه ، أطلق الدكتور من أعمق أعماق صدره زفره حارة ثم قال :
- زوجتك حالتها خطيرة جداً فهي مصابة بسرطان في الدم
وقعت عبارة الدكتور على " باسم " كالصاعقة أخرسته تمالك " باسم " أعصابه وقال بثقل :
- أخبرني يا دكتور بالله عليك ، أيوجد أمل في علاجها
ارتسمت ابتسامة ودودة على شفتي الدكتور وهو يقول :
- أهدأ يا " باسم " الأمل في الله كبير
صمت الدكتور لحظة غير طويلة ثم قال :
- ولكن .........
ثم عاد إلى صمته مما جعل " باسم " يهب من مقعده قائلاً يستحثه على المواصلة :
- ولكن ماذا يا دكتور ؟
غمغم الدكتور بصوت خافت خانق :
- ولكنها تحتاج إلى إجراء عملية جراحية في الحال
تهللت أسارير " باسم " وقال بظفر :
- وكم يكلف إجراء هذه العملية ؟
زفر الدكتور بشدة وهو يقول :
- مائة ألف ريال
صدم " باسم " بهذا الخبر وسقط على مقعده مندهشاً ثم غمغم بعد أن أفاق من ذهوله :
- حسناً ، متى تريد إجراء العملية ؟
استرخى الدكتور في مقعده وهو يقول :
- في أسرع وقت ممكن .
حك " باسم " ذقنه بتفكير عميق ثم نهض مسرعاً وفتح باب مكتب الدكتور وقبل أن يغلق الباب هتف الدكتور :
- حاول أن تسرع فالتأخير يؤثر سلبياً على حالتها
أومأ باسم برأسه إيجاباً ثم أغلق الباب خلفه ، سار " باسم " في ممرات المستشفى ببطء وتكاسل وانبثقت في رأسه عشرات الأسئلة
من أين لي هذا المبلغ ؟
أين كان مختبئ كل هذا لي ؟
يجب أجراء العملية وبأي ثمن ؟
ماذا سوف افعل وكيف أتصرف ؟
من يصدق ذلك " سلوى " الوردة اليافعة ، الينبوع المتدفق تصاب بورم سلطاني
لا أتخيل حياتي بدونك يا " سلوى "
ألا يكفي أني فقدت أبني الوحيد ، لا لن أتخلى عنك لو بعت حياتي ثمناً لإنقاذك
من الصعب على " باسم " التخلي عن " سلوى " فقد كان يربطهما قصة حب تنافس قصة قيس وليلي إنه حب أزلي ، نعم يحبها حتى النخاع ، حينما فقدت طفلها لم يتخلى عنها " باسم " وإنما ساعدها على تجاوز هذه المحنة بنجاح ، ثبت لهذه الحياة لا أستطيع تدبير مبلغ كهذا لكي أنقذ زوجتي العزيزة زفر بشده حينما وصل تفكيره إلى هذه اللحظة ، ثم توقف أمام المصعد وصعد به إلى الدور الثاني وحينما وصل الدور خرج مسرعاً وهو يخاطب نفسه :
مائة ألف ريال مبلغ كبير ، لا يوجد لدي خيار ثاني ، غداً صباحاً سأذهب إلى المؤسسة واقترض المبلغ على الرغم من علمي اليقين بأنهم لن يقرضوا لي
ثم طرد هذه الأفكار من ذهنه وأسرع من خطواته حتى وصل إلى إحدى الحجرات طرق الباب بلطف ولكن لم يلق أي إجابة فعاد وطرق الباب ولكنه حينما لم يجد أي إجابة دفع باب أحد الحجرات بهدوء ولكنه فوجئ بالحجرة فارغة لا يوجد بها أي احد فخرج مسرعاً وسأل أول ممرضة صادفته :
- أليس هذه غرفة المريضة " سلوى سعيد " أين ذهبت لا أجدها على سريرها ؟
ارتسمت ابتسامة هادئ على شفتي الممرضة وهي تجيب بأدب :
- عفواً يا أستاذ ، لقد تم نقلها إلى غرفة ( 301 ) التي تقع بآخر الممر
تنهد " باسم " بارتياح ثم سار على الفور باتجاه الغرفة فطرقها بلطف حتى جاء صوت من الداخل
يقول له :
- تفضل بالدخول
فتح " باسم " الباب بهدوء ودلف إليها وجلس إلى المقعد المجاور لها وهو يسألها بحنان قبل أن يمسك يديها ويقبلها بحنان :
- كيف حالك يا عزيزتي ؟
تطلعت إلية " سلوى " في شرود ثم مطت شفتيها في أسى وهي تقول :
- بخير ولله الحمد
حاولت أن تجلس ولكنها لم تستطع مما جعل " باسم " ينهض مسرعاً وهو يقول :
- ارتاحي يا عزيزتي ، لا تتعبي نفسك
استرخت " سلوى " على السرير وهي تغمغم :
- باسم أنا آسفة يا عزيزي لقد سببت لك الكثير من المتاعب
صمتت لحظة ثم انفجرت باكية وهي تقول :
- من أين لك تكلفة العملية ، أنا على علمٍ بكل شيء ، لا أريد أن أجري العملية ، لا أريد
ارتفعتا حاجبا باسم ثم عادا يلتقيان في توتر وهو يستطرد :
- لا تشغلي بالك يا عزيزتي بأمر النقود ، أنا سأتصرف ولو كان ثمن ذلك حياتي من أجلك ، والعملية بإذن الله سوف تجرينها
قال عبارته وهو ينصرف مغادراً المكان تاركاً سلوى تبكي بحرارة
لم تعلم ساعاتها بأنها قد لا ترى زوجها نهائياً ، وبأن القدر يخفي الكثير لزوجها
**************************
- غير معقول أن نخسر مليون دولار من أجل عناد المهندس " باسم " والمهندس "عصام "
نطق مدير المؤسسة التي يعمل بها "باسم " بهذه العبارة بمزيج من الحنق والكراهية مما جعل مستشاره الخاص يغمغم :
- أهدأ يا أستاذ " خالد " الأمر لا يستدعي كل هذه العصبية
صمت لحظة ثم انعقدا حاجباه في تفكير عميق وهو يستطرد :
أمور كهذه تحتاج إلى تدبر في الأمر ، دعنا نفكر بطريقة نقضى فيها على الاثنين معاً
تمتم " خالد " بلهجة أقرب إلى السخرية :
- القضاء على " باسم " و" عصام " معاً ولكن كيف ؟
قبل أن يجيب المستشار الخاص سمع الاثنان طرقاً على باب المكتب اعتدل " خالد " في مقعده وهو يقول
- تفضل بالدخول
دخل السكرتير وهو يقول :
- أستاذ " خالد " المهندس " باسم " في الخارج يرغب في مقابلتك في موضوع خاص
جلس المستشار على احد المقاعد المجاورة لمكتب " خالد " الفاخر وهو يقول :
- دعه يدخل
انصرف السكرتير وبعد لحظات دخل " باسم " خافضاً رأسه في حياء ثم تقدم إلى الأستاذ
" خالد " وناوله ورقة مطوية ، فتح خالد الورقة وهو يقول :
- خيراً يا " باسم "
قرأ " خالد " الورقة بصمت ثم مط شفتيه في أسى وناول الورقة لمستشاره الخاص وهو يغمغم ولكن – ولكن هذا مبلغ كبير
ازدرد " باسم " لعابه في صعوبة ثم قال بصوت خافت :
- ولكن أنا في أمس الحاجة إلى هذا المبلغ فزوجتي في المستشفى وتحتاج إلى أجراء عملية جراحية و إن لم تقم بإجراء العملية ستموت
التفت الأستاذ " خالد " إلى مستشاره الخاص وهمس في أذنه :
- ما رأيك يا مستشاري ؟
التمعت عينا المستشار بظفر وهو يقول :
- ولكن يا " باسم " الأمور المالية والقروض ليست من اختصاص المدير العام لماذا لا تذهب إلى رئيسك المباشر المهندس " عصام " وهو الذي يقوم بتحويل طلبك إلى الشؤون المالية
هز باسم رأسه موافقا وهو يقول :
- أعلم ذلك ولكن كما تعلما الخلاف الذي بيني وبين المهندس " عصام " ولا أظنه سوف يوافق على طلبي مهما كانت الأسباب
صمت لحظة ابتلع ريقه خلالها ثم استطرد :
- في ليلة البارحة نشب بيننا خلاف كبير كنا سنقتل كلانا الآخر من أجل سببٍ تافه
نهض المستشار من مقعده ثم أخذ يربت على كتف " باسم " وارتسمت ابتسامه غادرة على شفتيه وهو يقول :
- ولماذا كل هذا الضيق ؟ سوف أسعى لكي أصلح بينكما وأزيل الخلاف
صمت لحظة ألقى خلالها نظرة ذات معنى " لخالد " ثم أردف :
- أذهب إلى بيتك واسترح وانتظر اتصال المهندس " عصام "
أطلق الأستاذ خالد ضحكة قصيرة وهو يقول :
- لقد أصبح لديك واسطة
نظر " باسم " إلى عيني المستشار مباشرة وتدور بذهنه عشرات الأسئلة :
- ترى ما الذي تخفيه داخل قلبك ؟
لم تكن يوما تعاملني هكذا !
هز " باسم " رأسه محاولاً طرد هذه الأفكار وهو يقول بعد أن مد يده لكي يصافح المستشار :
- شكراً جزيلاً ، أنا عاجز عن شكرك
تمتم المستشار بلهجة أقرب إلى السخرية :
- تشكرني على ماذا يا بني أنا لم افعل سوى الواجب .
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " قبل أن يقول :
- أشكرك مرة أخرى سوف أنتظر مكالمة المهندس " عصام " بفارغ الصبر
أعقب جملته بخروجه من المكتب على الفور تاركاً الأستاذ " خالد " يسأل بذهول :
- ما الذي أراه ؟ ولماذا فعلت هكذا ؟
لم ينبس المستشار ببنت شفة بل ظل صامتاً ثم تحرك وأخرج جهازه النقال من جيبه وهو يقول :
- اعتمد علي ، وقريباً سوف نتخلص من الاثنين
ثم أدار أرقام سريعاً بجهازه النقال وقال فور سماعه رداً من الطرف الآخر :
- ألو ... أريدك في مهمة خاصة ومن نوع خاص جداً
ثم أنهى الاتصال ، أطلق الأستاذ خالد ضحكة عالية وهو يقول :
- لقد فهمت ما ترمي له ، يا لك من عبقري !
**************************
دقت الساعة معلنه منتصف الليل بينما كان " باسم " جالس على إحدى المقاعد في منزله بجوار الهاتف واضعاً كفه على جبهته وفجأة وهو غارق بتفكيره وهمومه يرن جرس الهاتف،انتفض " باسم " وخطف سماعة الهاتف بسرعة البرق وهو يقول :
- ألو ,, مرحبا
أتاه صوت عبر أسلاك الهاتف يقول له :
- الو " باسم " أنا المهندس " عصام " تعال إلى منزلي الآن
ابتلع " باسم " ريقه وهو يقول :
- أتعلم كم الساعة الآن ؟
رد عليه المهندس عصام :
- أعلم ذلك ، ولكني غداً سأسافر في الصباح وقد قمت بالتوقيع على موافقة طلب القرض تعال خذ الورقة وقدمه غداً للشؤون المالية
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- مسافة الطريق وسأكون عندك
أغلق " باسم " الهاتف وخرج مسرعاً من منزله وخلال دقائق معدودة كان عند منزل المهندس
" عصام " ، صعد سلالم العمارة بحذر فقد كانت أضواء السلالم مطفئة حتى وصل عند أحدى الشقق طرق الباب عدة مرات فلم يُفتح له الباب تأمل الباب فوجده مفتوح فدفعه بحذر وهدوء ، دخل
" باسم " الشقة بقلق قائلا :
- أستاذ " عصام " ، أستاذ " عصام " أين أنت أنا "باسم " جئت حسب الاتفاق...........
بتر عبارته بغتة إثر اصطدام قدميه بجسم ما كادت قدماه تفقد توازنها ثم استعاد توازنه بسرعة ، انحنى " باسم " يقلب وجه الجسم الذي تحت رجليه فإذا به يصرخ قائلا :
- أستـ... أستـ.. عصام من الذي فعل بك هكذا ؟
ولكن المهندس " عصام " لم ينبس ببنت شفه فقد كان ممدد حول بركه من الدماء وثقب واضح في صدره ، تراجع " باسم " مصعوقاً إلى الخلف ، حاول " باسم " الفرار ولكن قوات الأمن كانت بانتظاره ، ارتعدت شفتا " باسم " وهو يقول بخوف :
- صدقني يا حضرة الضابط أنا لم أقتله جئت ووجدته في هذه الحالة
مط الضابط شفتي في آسه وهو يغمغم :
- التحقيق سيثبت صحة كلامك من عدمه
قال عبارته ورجال المعمل الجنائي ينتشرون في المكان ، وأخذوا يغطون الجثة ويمسحون الدماء ، ويبحثون عن الأدلة ويرفعون البصمات ، في حين التفت الضابط إلى رئيسهم وقال بصوت خافت :
- ما الدافع الذي يجعل شاب مثل هذه يرتكب جريمة قتل ؟
غمغم رئيس المعمل الجنائي :
- لا أظن الدافع السرقة
هز الضابط رأسه موافقاً وهو يقول :
- وهذا ما أعتقده أنا ، فلا يوجد شيء يسرقه
صمت لحظة ثم استطرد وهو يلقي نظرة استنكار إلى " باسم " وقال بصوت أقرب إلى الهمس :
- قد يكون الدافع هو الانتقام لاسيما بأنهما يعملان بشركة واحدة
أومأ رئيس المعمل الجنائي برأسه إيجاباً وقبل أن ينبس ببنت شفه تقدم أحد رجال المعمل الجنائي وهو يقول :
- سيدي لم نعثر على أداة الجريمة !
التفت الضابط إلى باسم وهو يسأل :
- أين أخفيت أداة الجريمة ؟
صمت لحظة ثم صرخ قائلاً :
- لا داعي للإنكار الأدلة كلها ضدك
ارتجف جسد باسم وبدت الحيرة والذعر في كل لمحة من لمحات وجهه ثم لم يلبث أن غمغم بجزع وهو يتراجع :
- صدقني أنا برئ لم أقتله أقسم لك أني لم أقتله


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 02:10 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


3 -


لعيونكم راح اكمل الرواية
دخل الدكتور المسئول عن حالة " سلوى " مكتبه وجلس على كرسيه خلف مكتبه بتهالك وهو يخاطب نفسه في أسى :
- من أين " لباسم " مثل هذا المبلغ ؟
ليتني أستطيع مساعــ.........
بتر عبارته فجاه إثر رؤيته ظرف أبيض على مكتبه ، تناول الظرف بلهفه وفضه فإذا به مبلغ من المال وورقه مكتوب بها عبارة واحدة جعلت الدكتور يتراجع بكرسيه مصعوقاً لا يصدق ما يرى أعاد قراءة الورقة من جديد لكي يتأكد بأن هذا ليس وهماً :
" هذا المبلغ من المال قيمة علاج المريضة " " سلوى محمد " غرفة رقم 301 "
لم يدهش الدكتور من المبلغ فقد يكون وضعه أحد فاعلي الخير ، ولكن الذي أدهشه أن العبارة المكتوبة كانت حروف من الذهب الخالص
ضغط الدكتور على زر صغير أسفل مكتبه ، وبعد لحظات دخلت إليه الممرضة ، وفور دخولها قال لها:
- بعد نصف ساعة جهزوا غرفة العمليات للمريضة التي بغرفة 301
أومأت الممرضة برأسها إيجاباً وهي تغمغم :
- حسناً يا دكتور
ثم انصرفت مغادره المكتب ، نهض الدكتور من خلف مكتبه وأخذ يدور في أنحاء المكتب وهو يحك ذقنية ثم توقف بغتة وكأنما اتخذ قراره ، فأخذ مفاتيحه والورقة من على المكتب وخرج فور خروجه صادفته الممرضة سائله :
- ألي أين يا دكتور غرفة العمليات جاهزة
أشار الدكتور بسبابته وهو يجيب :
- لن أتأخر كثيراً
ثم انصرف تاركها وسط ذهولها من تصرفاته ، خرج الدكتور من مبنى المستشفى وركب سيارته الفارهه وانطلق بها بأقصى سرعة ، وخلال دقائق أوقف سيارته أمام أحد المحلات مكتوب عليها لافته بالخط العريض " محلات الأمجاد لبيع وشراء الذهب والمجوهرات "
خرج الدكتور من سيارته ودخل المحل على الفور ، فور دخول الدكتور المحل نهض رجل في المحل وحياه بترحاب ودود وهو يقول :
- دكتور " عيضة " أي ريح طيبة أتت بك !
صمت الرجل لحظة ليفسح الطريق للدكتور أن يدخل المحل ثم استطرد :
- مرحباً بك .
ابتسم الدكتور " عيضة " ابتسامة لطيفة وسأله وهو يناوله الورقة والقلق واضح من نبرات صوته:
- هل هذه الحروف البارزة من الذهب الخالص يا عم " علي " ؟
تناول عم " علي " الورقة من الدكتور " عيضة " ثم ارتدى نظارته الطبية التي كانت موضوعة على إحدى الطاولات ، ودخل مكتبه وأخذ يفحص الحروف بدقة بالغه ، وحينما انتهى من فحص الحروف ، التقط نفساً عميقاً ، وارتفعتا حاجباه بدهشة وصمت طويل وبدت على ملامحه التفكير العميق ثم سأل بحيرة :
- من أين لك هذه الورقة ؟
زفر الدكتور " عيضه " بشدة وهو يقول :
- هذا لا يهم الآن ، الأهم من ذلك هل هذه الحروف من الذهب الخالص
انعقدت حاجبا عم علي في تفكيرٍ عميق وهو يقول :
- ولكن هذا مستحيل
ازدرد الدكتور " عيضة " لعابة بصعوبة وهو يهتف بعصبية :
- ما هو المستحيل ؟ أخبرني بالله عليك
مط عم " علي " شفتية قائلا :
- هذا النوع من الذهب صعب جدا أن نجد مثله في هذا الوقت من أجل ذلك أنا في حيره من أمري ولا أدري ...........
قاطعه الدكتور " عيضه " سائلا :
- لم تخبرني أيضاً هل هذه الحروف من الذهب أم لا ؟
ارتسمت ابتسامه هادئة على شفتي عم " علي " وهو يقول :
- يا بني الصبر جميل دعني أكمل حديثي
صمت عم " علي " لحظات التقط خلالها نفسا عميقا ثم قال :
- هذه الحروف من الذهب الخالص 100% وهذا الذي جعلني أحتار
صمت قليلاً ثم خلع نظارته الطبية وهو يردف :
- كما أخبرتك من الصعب جداً أن نجد مثل هذا النوع من الذهب سوى في مكان واحد
نظر إليه الدكتور ثم سأل بلهفه بالغه :
- أين ؟
هز عم " علي " رأسه وهو يقول :
- في مناجم الذهب ، كيف استطعت الحصول عليها
حدق الدكتور " عيضة " في وجهه بدهشة قبل أن يقول :
- معنى ذلك بأن هذه الحروف من الذهب الخالص ، أشكرك يا عم علي
ثم عاد أدراجة منصرفا تاركاً عم " علي " يصيح عليه قائلاً :
- انتظر لحظة يا دكتور " عيضة " ، أنا مستعدٌ شراء منك هذه الورقة بأي مبلغ تطلبه ، أنت لا تعرف قيمتها ، ولا تعرف كيف تبيعها ، أنتظر لحظة ........
ولكن الدكتور " عيضه " تجاهله وقال وهو يركب سيارته :
- أعذرني يا عم " علي " ليس من حقي بيعها لأنها ليست ملكي
ثم انطلق بسيارته حتى أوقفها عند باب المستشفى وخرج منها مسرعاً وصعد سلالم المستشفى بخفة وصادفه في طريقه أحد الأطباء فقال له على الفور :
- دكتور " عيضة " أين كنت غرفة العمليات جاهزة والمريضة في الغرفة قد أعطيت حقن البنج
تطلع إليه الدكتور " عيضة " ثم مط شفتيه وهو يسأل :
- هل أنت جاهز يا دكتور " بندر " ؟ وأين الدكتور " عادل " ؟
أومأ الدكتور بندر برأسه إيجاباً وهو يقول :
- أنا جاهز والدكتور " عادل " ينتظرنا في حجرة العمليات
التقط الدكتور " عيضه " نفسا عميقا وهو يقول :
- حسناً ، هيا بنا على بركه الله
********************************
تثاءب النقيب بملل وهو ينظر إلى ملف " باسم " ثم قال :
- هل يمكن للخلافات الذي نشأت بين " باسم " والمهندس " عصام " هي السبب ، وهي التي جعلته يرتكب جريمة القتل !
اعتدل النقيب على مقعده فور سماعه طرق على باب مكتبه وهو يقول :
- تفضل بالدخول
دخل أحد الجنود وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- سعادة النقيب الشهود جاهزين
هز النقيب رأسه وهو يقول :
- حسناً ، أين " حلمي " ؟ دع " حلمي " يدخل أولاً ثم بعد ذلك ادخل علي أولهم
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف وبعد لحظات دخل رجل ومعه دفتر كبير أدى التحية العسكرية وهو يقول :
- صباح الخير يا سيادة النقيب
أشار له النقيب بالجلوس قبل أن يغمغم :
- صباح النور يا " حلمي " ، أين الملازم أول " أشرف "
ثم جلس بالمقعد المجاور للنقيب وهو يقول :
- الملازم أول " أشرف " لم يحضر بعد
ضغط النقيب على زر صغير على مكتبه فدخل أحد الجنود وأدى التحية العسكرية قبل أن يقول باحترام :
- نعم يا سيادة النقيب
قال له النقيب على الفور :
- أدخل الشاهد الأول
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم انصرف مغادراً المكتب ، وبعد لحظات دخل رجل بملابسٍ قديمة وهو يرتعد ، أشار إليه النقيب بالجلوس ثم نهض النقيب من مقعده وهو يقول :
- اسمك وعمرك ووظيفتك
جلس الرجل على المقعد وهو يقول :
- أسمي " حسن المفتح " ، عمري 45 سنة وأعمل حارساً في خالدكو للاستيراد والتصدير
جلس النقيب على مقعده وتناول علبة سجائره من النوع الفاخر وأخذ واحدة منها ثم قدم العلبة لحارس المؤسسة وهو يقول :
- تفضل يا عم " حسن "
أشارة عم " حسن " بكفة علامة الرفض وهو يغمغم :
- أشكرك ، يا إبني فأنا لا أدخن
ابتسم النقيب وهو يقول بعد أن أشعل سيجارته :
- هذا أفضل لك فالتدخين ضار بالصحة
صمت النقيب لحظة ثم استطرد :
- ما الذي تعرفه عن الخلافات بين " باسم " والمجني علية المهندس " عصام " ؟
مط عم " حسن " شفتيه في أسى ثم غمغم :
- أنا لا أعرف عن هذه الخلافات سوى الشيء اليسير ، الخلاف دائماً من أجل أتفه الأسباب
صمت لحظة وكأنه يحاول يسترجع شريط ذكرياته ثم بلع ريقه وهو يقول :
- لا زلت أتذكر المشكلة التي حدثت بينهما ونشب بينهما خلاف كبير . قبل يومين جاء
" باسم " إلى المهندس " عصام " رحمه الله عليه وقال له :
- يوجد نقص في الإسمنت
غضب المهندس " عصام " وثار غاضباً في وجه " باسم " قائلا :
- لا تتدخل فيما لا يعنيك أنا المسئول الأول والأخير هنا
اخفض " باسم " رأسه وهو يقول :
- أنا آسف يا مهندس " عصام " لم أقصد أن ............
قاطعه المهندس " عصام " صارخاً :
- اخرس لا أريد سماع أي كلمه منك
نظر إليه " باسم " بغضب ثم قال غاضباً :
- لا أعتقد بأن منصبك يسمح لك بمخاطبتي بهذه الطريقة ، أنا لست عاملاً لديك
أشار المهندس " عصام " بسبابته وهو يقول بعصبية :
- إسمع يا أستاذ من الأفضل أن تلزم أدبك ، أنا أملك الصلاحية لفصلك نهائيا من العمل ، وأجعلك من المتسولين تبحث عن صدقة
صمت لحظة ثم استطرد قائلاً وقد زادت عصبيته :
- لم يبق سواك ليعلمني كيف أتحدث ، إن كنت لا تعرف كيف تتحدث مع أسيادك أنا سأعلمك يا غبي
ظهر الغضب على وجه " باسم " وكال للمهندس " عصام " صفعة قوية أسقطته أرضاً ، وحينما حاول الهجوم عليه أمسك به عم " حسن " ، وأخذ العمال يحاولون تهدئة المهندس " عصام " ، وذهب عم
" حسن " بـ" باسم " إلى حجرته والأخير يصرخ بأعلى صوته :
- أين ستذهب مني ؟ أنا وأنت والزمن طويل ، أتركني أقتله
هذا الذي أعرفه فقط .
حك النقيب ذقنه وهو يسأل :
- أتتوقع يا عم " حسن " " باسم " هو القاتل ؟
هز عم " حسن " رأسه نفياً وهو يغمغم :
- لا بالطبع ، أشك بنفسي ولا في " باسم " مجرد خلافات في العمل
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي النقيب وهو يقول :
- حسناً ، وقع على أقوالك
نهض عم " حسن " وتناول القلم من يد النقيب ووقع على الدفتر بيديه المرتعدتين ثم أنصرف مغادراً المكتب ، وبعد لحظات سمع النقيب طرقاً على باب مكتبه فقال على الفور :
- تفضل بالدخول
فتح باب المكتب شاب يرتدي زياً عسكرياً ثم أدى التحية العسكرية وهو يقول :
- صباح الخير على أنشط نقيب رأيته
أطلق النقيب ضحكة مرحة وهو يقول :
- صباح الظهر على أكسل ملازم
امتقع وجه الملازم تابع النقيب حديثه وهو يكتب بعض المعلومات على ورقة صغيره أمامه :
- انظر كم الساعة الآن ؟
لم ينبس الملازم ببنت شفة ناوله النقيب الورقة وهو يقول :
- اسمعني جيدا يا " أشرف " ، حصلت جريمة قتل ليلة أمس وأتّهم بها شاب أثق تمام الثقة من براءته
صمت قليلاً ثم استطرد :
في هذه الورقة بعض المعلومات أريدك أن تتحرى عنها ، وأريد أن تعرف أدق التفاصيل ولا تهمل أي معلومة مهما كانت بسيطة
أخذ الملازم " أشرف " الورقة وهو يغمغم :
- أنا على علم تام بأني طالما أعمل معك فالراحة ممنوعة
ابتسم النقيب " أيمن " وهو يقول :
- كلنا فداءٍ للوطن
أومأ الملازم " أشرف " برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وانصرف مغادراً المكتب
إعتدل النقيب " أيمن " على مقعده وضغط زر صغير في مكتبه وبعد لحظة جاء الجندي وأدى التحية العسكرية وهو يقول :
- نعم سيادة النقيب
نظر إليه النقيب وهو يقول :
- أدخل الشاهد الثاني
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف ، وبعد لحظات دخل رجل متوسط القامة ، أصلع الرأس ، عريض المنكبين فأشار له النقيب بالجلوس وهو يسأله :
- اسمك ، وعمرك و، وظيفتك
جلس الرجل وهو يقول بثقة زائدة :
- اسمي " فؤاد عطية " ، وعمري 32 سنه ، وأعمل مهندس مساعد في خالدكو للاستيراد والتصدير
نظر إليه النقيب " أيمن " قبل أن يقول :
- لقد سمعت بأنك المساعد الأول للمجني علية المهندس " عصام " وذراعه اليمن هل هذا صحيح ؟
أومأ " فؤاد "برأسه إيجاباً وهو يقول :
- نعم هذا صحيح
ارتسمت ابتسامه ماكرة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- معنى ذلك بأنك كاتم أسراره وجميع أسراره لديك
ارتعدتا شفتا " فؤاد "وهو يغمغم ببطء :
- لا ، ليست جميعها ، فلديه أسراره الخاصة الذي يخفيها عني ويحتفظ بها لنفسه
نهض النقيب " أيمن " ودار حول مقعد " فؤاد "وسأله بغتة جعله ينتفض :
- حسنا ، أخبرني ماذا قال لك المهندس " عصام " يوم الحادث
ازدرد " فؤاد "لعابه في جزع وهو يقول :
- كان المهندس " عصام " يرحمه الله يشعر بأن منيته قد اقتربت فقال لي حينما كنا جلوس في فترة الراحة :
- أنا خائف يا " فواد " من " باسم " من المؤكد أنه يضمر لي الشر ، وعندي إحساس قوي بأنه سيقتلني
وضع " فؤاد " يده على كتف المهندس " عصام " وهو يقول :
- وأنت تصدق تهديدات " باسم " ، إنه دائماً هكذا ، لا أعتقد بأن " باسم " يفكر بقتلك
صمت لحظة ثم أردف :
- أنت لا ترعب نفسك وتتوهم بشي لن يحصل أبداً ، " باسم " لا يعرف كيف يقتل دجاجة تريده أن يقتلك
هز المهندس " عصام " رأسه نفياً وهو يقول بصوت أقرب إلى الهمس :
- لا تحاول إقناعي بغير ذلك ، أنت أعز أصدقائي تريد أن تخفف علي
صمت لحظة ثم استطرد :
- وسوف تثبت الأيام أني على حق
ثم نهضت تركت المهندس " عصام " لوحده ، وحينما اقتربت من كبائن الكهرباء وجدت " باسم " خلفها يحدث نفسه ، بصراحة لا أدري هل كان يتحدث مع أحد أم يخاطب نفسه يقول :
- اصبر علي ، لقد حانت لحظة فراقك لهذه الحياة
- أقسم لك يا سياد................
قاطعه النقيب صارخاً :
- لم أطلب منك أن تقسم
ارتسمت ابتسامه شاحبة على شفتي " فؤاد "وهو يقول :
- أقسم لكي أثبت لك بأن " باسم " هو الذي قتل المهندس " عصام "
جلس النقيب على مقعده ثم قال :
- معنى ذلك أنك تتهم " باسم " بقتل المهندس " عصام "
أومأ " فؤاد "برأسه إيجاباً مغمغماً :
- نعم هو المجرم الوحيد الذي كان معادياً المهندس " عصام "
مط النقيب " أيمن " شفتيه وأشار إليه أن يوقع بالدفتر قبل أن يقول :
- حسناً ، وقع على أقولك
نهض " فؤاد "من مقعده واتجه إلى الدفتر ووقع ثم انصرف
- أطلق النقيب من أعمق أعماق صدره زفرة حارة مما جعل " حلمي " يسأل في خفوت :
ما الذي يقلقك يا سيادة النقيب ؟
ألتفت النقيب إلية ثم قال :
- الأدلة جميعها ضد " باسم " ولكن لا أدري فلدي إحساس قوي إنه بريء
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حلمي " وهو يغمغم :
- يا سيادة النقيب في عملنا هذا لا نؤمن بشيء إسمه الإحساس ، ولا نعترف بالمشاعر ، والقانون يحتاج إلى أدلة وبراهبين وليس إلى أحساسيس أليس كذلك ؟
أطلق النقيب " أيمن " ضحكه مرحة وهو يقول :
- أنك على حق يا " حلمي " !
أعقب حديثه بضغطه على الزر الصغير ، ودخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
نعم سيادة النقيب
نظر إليه النقيب " أيمن " ثم قال :
- أدخل الشاهد الثالث
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف
وبعد لحظات دخل رجل طويل القامة فبادرة النقيب بسؤال بعد أن أشار له بالجلوس :
- اسمك ، وعمرك ، ووظيفتك
جلس الرجل على المقعد ثم قال :
- أسمي " جميل الجميل " ، عمري 27 سنه ، وأعمل أمين الصندوق في خالدكو للاستيراد والتصدير
التقط النقيب " أيمن " نفسا عميقا ثم سأل :
- ما الذي تعرفه عن خلافات " باسم " والمجني عليه " عصام " ؟
غمغم " جميل " بصوت خانق :
- دائماً أرى " باسم " يبدأ بالشر والخصام ، ينشب الخصام بينهما بدون سبب ، ربما السبب أن المهندس " عصام " رئيسه في العمل برغم صغر سنه ، في أحد الأيام دخل " باسم " مكتبي وقال لي والشرر يتطاير من عينيه :
- إسمع يا أستاذ " جميل " ، لقد صبرت كثير على تحامل المهندس " عصام " علي

ارتسمت ابتسامه شاحبة على شفتي " جميل " وهو يقول :
- استرح وأخبرني ما الذي حصل بينكما هذه المرة ؟
ضرب " باسم " بكفه على المكتب وهو يقول صارخاً :
- جميعكم تعرفون كل شيء
ثم فتح باب المكتب وقبل أن يغلقه قال لي :
- أنا أحذره إذا استمر بمخاطبتي بهذه الطريقة وتعمد تجريحي سوف أقتلة ، نعم سوف أقتلة وبدون تردد أو شفقة
ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوة
نهض النقيب من مقعده وأمسك بكتف " جميل " أراد " جميل " أن ينهض ولكن النقيب أجلسه بالقوة وهو يسأل :
- معنى ذلك تتهم " باسم " بقتل المجني عليه المهندس " عصام " ؟
التفت " جميل " ونظر إلى النقيب " أيمن " وهو يقول :
- نعم هو فلا يوجد أحد يكره المهندس " عصام " مثله
زفر النقيب " أيمن " بشدة وقال وهو يشير بسبابته إلى " جميل " :
- حسنا ، وقع على أقولك
نهض " جميل " ووقع على أقوله ثم أنصرف مغادرا المكتب تاركا النقيب الحيرة تغمره
تناول النقيب علبه سجائره وأخذ واحده وأشعلها بقداحته التي أخرجها من جيبه ثم وضع كفه على رأسه وهو يفكر بحيرة هل يعقل أن يكون " باسم " هو القاتل ؟ هل إحساسي البوليسي قد أخطأ هذه المرة ؟ لا أظن ذالك ، من المؤكد بأن التحريات التي سوف يحضرها الملازم " أشرف " ستغير مجرى القضية
نعم إنه على حق فالتحريات التي قام بها الملازم " أشرف " ستقلب القضية رأساٍ على عقب ، وتزيد من الغموض الحاصل بالقضية





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 02:12 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

4 -


أطلق الأستاذ " خالد " مدير عام خالدكو للاستيراد والتصدير ضحكة عالية شاركه إياها مستشاره الخاص وهو يغمغم :
- أخيراً تمكننا من التخلص من " باسم " والمهندس " عصام " بضربة واحدة ، لقد تم القبض عليه متلبسا ، جميع الأدلة ضده
استرخى الأستاذ " خالد " في مقعده وهو يقول :
- حتى يكون عبرة لغيره
أعقب حديثه بضحكة مجلجلة إهتزت لها الأركان سأله المستشار بسعادة :
- أعتقد بأنك قادر الآن على إتمام الصفقة
نهض الأستاذ " خالد " من مقعده وهو يقول :
- بالطبع ، بالطبع ، ولكن .............
قاطعة المستشار غاضباً :
- ولكن ماذا ؟
ازدرد الأستاذ " خالد " لعابه في جزع وهو يغمغم :
- أصبر قليلا حتى تنتهي القضية ، ويقفل ملفها ويحكم على " باسم " و ..............
قاطعة المستشار مرة أخرى ولكن بهدوءٍ عجيب :
- هذا الحديث لو علم به " الأشرم " ، " الأشرم " لا يحب التأخير في مثل هذه الأمور
امتقع وجه الأستاذ " خالد " فور سماعة أسم " الأشرم " وكأنه رأى شبح وهو يقول في خفوت :
- أعلم ذلك ، ولكن لا أستطيع التوقيع على الصفقة الآن ، يجب إختيار موظفين بدلاً من المهندس " باسم " والمهندس " عصام " ، ولا أستطيع إختيارهم بسرعة ، يوجد عدة إجراءات يجب إتباعها
وضع المستشار رجلة اليسرى فوق اليمنى وهو يقول :
- أنا آسف يا أستاذ " خالد " هذا الحديث لا يقنع " الأشرم " ، يريد إتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن ماذا تريدني أن أقول له ؟
حك الأستاذ " خالد " ذقنه بدهشة ثم جلس على مقعده قائلاً :
- حسناً ، أخبره خلال يومين سوف يتم الانتهاء من هذه الصفقة
صمت لحظة ثم قال بصوت هامس :
- " فالأشرم " لا يعرف الرحمة
**********************************
سمع النقيب " أيمن " طرقاً على باب مكتبه فاعتدل في جلوسه ثم قال :
- تفضل بالدخول
دخل الملازم " أشرف " وفور دخوله نهض النقيب من مقعده وسأل باستعجاب :
- أمعقول استطعت بهذه السرعة التحري على المعلومات التي أعطيتك إياها ؟
صمت لحظة النقيب قائلاً :
- أتمنى أن تحمل أخباراً سعيدة
جلس الملازم " أشرف " على المقعد وجلس النقيب " أيمن " على المقعد المجاور له ثم استطر الأول قائلاً بدهشة :
- لقد بدأت التحري بالفعل ، وبدأت بالمستشفى ، ولكن لم أستطع إكمال التحري
نظر إليه النقيب وسأله بدهشة :
- ولماذا ؟
ارتسمت ابتسامه مرحه على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- قد تكون الإخبار التي أحملها تغير مجرى القضية ، بل قد تقلبها رأساً على عقب
صمت الملازم " أشرف " لحظة ثم أردف :
- وبصراحة من الصعوبة تصديقها ، أو قد تكون من الواقع ، ولاسيما بعد تقرير المعمل الجنائي الخاص بنا
ارتفعتا حاجبا النقيب في توتر حائر ثم سأل :
- ما الذي تقصده ؟
التقط الملازم " أشرف " نفساً عميقاً ثم أخبر النقيب بما حصل عليه من معلومات
ما قال الملازم " أشرف " أخرس النقيب وجعله يترنح من الدهشة
لقد كانت مفاجأة
بل لقد كانت معجزة
وبالفعل سوف تقلب مجرى القضية
وتغير الكثير من الأحداث
******************************
جلس الملازم " اشرف " على المقعد المجاور للنقيب " أيمن " ثم التقط نفساً عميقاً قبل أن يقول :
- زوجة " باسم " في المستشفى وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية وتبلغ قيمة العملية مائة ألف ريال ، وإن لم تجر العملية حياتها في خطر ، وقد يؤدي ذلك إلى وفاتها وبالطبع " باسم " لا يملك مثل هذا المبلغ
شهق النقيب أيمن شهقة فزعة وهو يسأل :
- وما الذي حدث ؟ هل ماتت زوجته ؟
هز الملازم رأسه نفياً وهو يغمغم :
- لا لم تمت ، لان العملية قد أجريت لها وتكبلت بالنجاح
فتح النقيب أيمن فاه بدهشة وهو يقول :
- من أين لها قيمة العملية ، أم أجريت لها بدون مقابل أو تم التبرع لها ؟
زفر الملازم بشدة قبل يهتف بصوت أقرب إلى الهمس :
- هذا الأمر الذي حيرني وسوف يجعلك تحتار أيضاً
حدق النقيب أيمن في وجه قبل أن يقول مستنكراً :
- ما الذي تعني ؟ أفصح عما يدور بخلدك ، واترك عنك الألغاز
التقط الملازم أشرف نفساً عميقاً واعتدل في مقعده وكأنما يستعد لإلقاء كلمة أو محاضرة ثم قال بدهشة :
- في بادي الآمر أنا دهشت مثلك ، ولكن حينما سألت الدكتور المعالج لحالتها من الذي دفع لها أجرة العملية قال لي حديث أعجب من العجب ولم أسمع أعجب منه قطاً سوى في القصص الخيالية والأفلام الأمريكية وأفلام الرسوم المتحركة أو بقصص ألف ليلة وليلة
أطلق النقيب ضحكةً قصيرة قبل أن يستطرد :
- ما الذي سمعته يعني ؟ هل السماء أمطرت ذهباً ذاك اليوم ؟ أم وجد الدكتور دجاجة تبيض ذهباً ؟ أم وجدت لديها كنزاً ؟
أعقب كلامه بضحكة أخرى ساخرة
ارتسمت على شفتي الملازم " أشرف " ابتسامة واسعة وغمغم :
- ما سأقوله لك أعجب من جميع ما قلته ، لقد قال لي الدكتور : أنه حينما عاد إلى مكتبه في الصباح الباكر وجد ظرفاً وبداخلة المبلغ وورقه مكتوبٌ عليها " هذا المبلغ من المال قيمة علاج المريضة سلوى سمير غرفة 301 "
نظر إليه النقيب باستغراب ثم انفجر ضاحكاً وهو يقول :
- ماذا حدث لك ؟ منذ ساعة تصف لي بأن الذي أسمعه أعجب من أفلام الرسوم المتحركة وغير هذا الحديث ، وثم تخبرني بأن الدكتور وجد المبلغ في مكتبه ، وما العجب في ذلك قد يكون أحد من طرف " باسم " قد وضعها في مكتبه أو يمكـ..........
قاطعه الملازم " أشرف " قائلاً :
- الموضوع ليس مثل ما تظن ، يا سيادة النقيب ، إن الحروف التي كتبت بها الرسالة من الذهب الخالص
صمت لحظة إبتلع ريقه خلالها ثم أردف :
- وأخبرني الدكتور بأنه ذهب بالورقة إلى أحد محلات بيع الذهب والمجوهرات وأكد له أنه من الذهب الخالـ.........
قاطعة النقيب " أيمن "سائلاً وابتسامة ساخرة على شفتي :
- وهل صدقت هذه الخزعبلات ؟
استرخى الملازم " أشرف " على مقعدة ثم غمغم :
- بالطبع في باديء الأمر لم أصدق الموضوع ولكني أخذت الورقة وأعطيتها خبيرتا وأعطاني هذا التقرير
اعتدل النقيب في مقعدة وهو يهتف :
- إقرأ الذي فيه
فض الملازم " أشرف " الظرف وأخذ يقرأ التقرير بصوت مستمع :
- إن الحروف البارزة التي في الرسالة من الذهب الخالص الذي لا مثيل له وينذر العثور على مثله سوى في مناجم الذهب ، ومن المستحيل العثور على هذا النوع من الذهب بالذات وبهذا الصفاء والنقاوة إطلاقاً حتى في مناجم الذهب نفسها ، وقد نجد شبيه لهذا النوع وأقل منه قيمة ونقاوة ولكن لا نجد مثله بالضبط ، ويتراوح قيمه النوع المشابه له ما بين 40 – 60 ألف ريالاً للحرف الواحد ، وهذا النوع الذي يصنع منه الألماس والجواهر الثمينة ، وأما الذي أمامنا لم أرى مثله قط ، وربما يكون قيمة الحرف الواحد يتراوح ما بين 150 – 200 ألف للحرف الواحد ، وأنا في غاية الدهشة كيف يفرط شخص بهذه الثروة الثمينة
ساد صمت مطبق رهيب على المكتب بعد قراءة التقرير استمر لثواني قطع هذا الصمت النقيب "أيمن" متسائلاً باستغراب :
- ما الذي أسمعه ؟ أيعقل هذا ؟ أخبرني بالله عليك هل أنت واثق من هذا التقرير وهذه الورقة؟
أومأ الملازم " أشرف " برأسه إيجاباً وهو يجيب :
- تمام الثقة يا سيادة النقيب
عقد النقيب " أيمن " حاجباه في تفكير عميق ثم قال :
- شيءٌ بالفعل أعجب من العجب
صمت النقيب لحظه وحك ذقنه خلالها ثم استطرد سائلا :
- من الذي وضع الظرف في مكتب الدكتور ؟
هز الملازم " أشرف " رأسه وهو يجيب :
- الإجابة على هذا السؤال يا سيادة النقيب صعبهَ جداً فالحروف من الذهب الخالص والثمين أيضاً ، ولا أعتقد بأن شخصاً عاقلاً يفرط في مثل هذه الثروة من أجل أي شخص
صمت لحظة ثم أردف :
- أعتقد بأن حل هذا اللغز يكمن عند " باسم " !!
هز النقيب " أيمن " رأسه موافقاً وهو يقول :
- هذا صحيح ، ،ربما يكون الحل عند " باسم "
أعقب حديثه بضغطه على زر صغير على مكتبه وبعد لحظات دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- نعم سيادة النقيب
أشار إليه النقيب بسبابته وهو يقول :
- أحضر لي المتهم " باسم "
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وأنصرف
تطلع النقيب " أيمن " إلى الملازم " أشرف " وقال بشرود :
- لا أعتقد بأن " باسم " يعرف أي شي عن هذا الموضوع ولا عن علاج زوجته
ابتسم الملازم " أشرف " ثم قال :
- بعد لحظات سنعرف كل شي و .........
قطع عبارته أثر دخول الجندي ومعه " باسم " وهو يقول بعد أن أدى التحية العسكرية :
- المتهم "باسم " يا سيدي
نهض النقيب " أيمن " من على المقعدة والابتسامة لم تفارق شفتي وهو يقول :
- مرحباً بك يا " باسم " ، كيف حالك الآن ؟
نظر إليه " باسم " والحزن واضحٌ عليه ثم زفر بشدة وهو يغمغم :
- تسألني عن حالي ، أنا بأسوأ حال
صمت لحظة ثم استطرد قائلا :
- ماذا أقول لك ؟ أقول لك بأن زوجتي في المستشفى بين الحياة والموت وقد تكون ماتت أم أقول لك بأني سجنت ظلماً ، ماذا أقول أو ماذا أقول ؟
نظر إليه النقيب أيمن ثم قال له بهدوءٍ وبرودٍ عجيب :
- إجلس إسترح ، وأهدأ ، وأخبرني ماذا تريد أن تشرب ؟
هز باسم رأسه نفيا وهو يقول :
- شكراً لا أريد أشرب شيئاً
نظر النقيب إلى الجندي الذي لا زال واقفاً وهو يقول :
- ثلاث أكواب من عصير الليمون
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف
جلس النقيب على مقعده والملازم أشرف في المقعد الآخر وأشار له الأول بالجلوس وهو يقول
- إجلس وسوف أشرح لك كل شي
جلس باسم في المقعد المقابل للملازم أشرف ،وقبل أن ينبس أحد ببنت شفه دخل الساعي ومعه صينية وبها ثلاث أكواب من عصير الليمون ووضعها على مكتب النقيب ثم أنصرف
أخذ النقيب كوب الليمون وناوله " لباسم " وهو يقول :
- إشرب الليمون وحتما ستهدأ أعصابك
أخذ " باسم " كوب الليمون من النقيب بيدين ترتجفان وشرب الليمون برشفتين ثم وضع الكوب على المكتب وهو يغمغم :
- شكراً يا سيادة النقيب ، أريد الحقيقة هل حصل مكروه لزوجتي ؟
أعتدل النقيب في مقعده قبل أن يقول :
- زوجتك قد أجريت العملية وتكللت ولله الحمد بالنجاح
هتف " باسم " وقد ازداد تألق عينية وبلغ انفعاله ذروته :
- أأنت واثق من حديثك أم تريد التخفيف عني والتقليل من صدمتي ؟
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي النقيب وهو يقول :
- لا أعتقد بأن من اللائق المزاح في مثل هذه الأمور
صمت لحظة ثم استطرد بهدوء :
- العملية نجحت ، أطمئن
نهض " باسم " مندهشا وقال وهو يلوح بكفه غير مصدق :
- لا ، لا ، لا ، أكيد أنت مخطئ ، والتي عملت العملية ليست زوجتي
صمت لحظة محاولة تفهم الوضع ثم هتف وهو يهز رأسه :
- لا استحالة من أين لها قيمة العملية ؟
نظر النقيب في عيني " باسم " مباشرة وقال بهدوء :
- أنا لست مخطئاً ، وزوجتك التي أجرت العملية ، أنا الذي أريد أن أعرف من أين لكم قيمة هذه العملية ؟
ضرب " باسم " على صدره بلطف وهو يسأل :
- وكيف لي أن أعرف وأنا متواجد هنا بين أربعه جدران ؟
أشار إليه النقيب " أيمن " بالجلوس وهو يقول :
- هدئ أعصابك ، واجلس وأنا سأشرح لك كل شي
جلس " باسم " على مقعده بينما التقط النقيب أيمن نفساً عميقاً وهو يقول :
في الواقع ..............
***********************************
دخلت الممرضة مكتب الدكتور " عيضة " وهي تقول بهلع :
- دكتور ، دكتور
انتفض الدكتور " عيضة " وهو يقول :
- خيراً ما الذي حدث ؟
توقفت الممرضة وبلعت ريقها وهي تقول :
- المريضة " سلوى " التي في غرفة 301
إبتلع الدكتور ريقه بصعوبة وهو يغمغم بقلق واضح :
- خيراً ما الذي حدث لها ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الممرضة قبل أن تقول :
- لا تخش شيئا يا دكتور فهي ولله الحمد تتمتع بصحة جيدة
صمتت لحظات ترددت قليلاً ثم استطردت بعد أن عزمت أمرها :
- ترفض الخضوع للعلاج وممتنعة عن الأكل والشراب ولا تريد أخذ العلاج اللازم وتسألني بإلحاح شديد عن الذي دفع لها ثمن إجراء العملية وكذلك عن زوجها
زفر الدكتور بشدة ثم استرخى على مقعده وهو يقول :
- أخبريها بأن زوجها هو الذي دفع لها ثمن العملية وهو الآن مسافرٌ في مهمة عمل رسمية تقتضي ظروف عمله أن يذهب هو شخصياً
أومأت الممرضة برأسه إيجابا ثم انصرفت بينما شبك الدكتور أصابع يده وهو يحاول أن يجد حلاً لهذه المشكلة ، " فسلوى " الآن تمر بأصعب مرحلة في حياتها مرحلة النقاهة التي تحتاجه للعناية الفائقة والاهتمام ، ومن أجل إنجاح هذه الفترة يجب تكديس جميع الطاقات لها وإلا سوف تفشل العملية وكأنها لم تعملها وقد يتضاعف المرض ويعود لها السرطان وربما يتكاثر وينتشر في جميع أرجاء جسمها ، لابد من وجود حل لكي ينقذها من موت محقق ، ولكن أسئلتها تحتاج إلى إجابات شافية يعجز الجميع عن إيجادها ، ما الحل أذن ؟ قد يكون لزيارة زوجها " باسم " أثر فعال ودوراً معنوياً في الإسراع في علاجها ولكن كيف
نهض الدكتور " عيضة " من مقعده حينما وصل تفكيره إلى هذه النقطة وهو يقول :
لابد أن يتعاون معنا رجال الشرطة
*******************************
- لا أصدق أي كلمة من الذي تفوهت بها
نطق باسم هذه العبارة بمزيج من الدهشة والحيرة ، لوح النقيب " أيمن " وهو يغمغم :
- الجميع لا يصدق ، ولكن هذا ما حصل
صمت قليلا ثم أردف :
- والآن بعد أن هدأت أعصابك وأطمأننت على زوجتك باستطاعتنا إكمال التحقيق
تنهد " باسم " بارتياح ثم قال :
- كما تريد يا سيادة النقيب
ضغط النقيب على زرٍ على مكتبه وبعد فترة وجيزة دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية:
- نعم سيادة النقيب
أشار النقيب أيمن بسبابته وهو يقول :
- دع الكاتب " حلمي " يدخل
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وأنصرف ، وبعد لحظة دخل الكاتب " حلمي " وبيده دفتر كبير ، أدى " حلمي " التحية العسكرية ، ثم جلس بجوار والنقيب وأمسك القلم وفتح الدفتر ، سأل الملازم " أشرف " الذي كان صامتاً طيلة الحوار :
أخبرني يا " باسم " لماذا جئت إلى منزل المجني " عصام " في تلك الساعة المتأخرة من الليل على الرغم من الخلافات التي بينكما
إبتلع باسم ريقه بصعوبة وهو يقول :
- جئت في صباح ذاك اليوم المشئووم إلى الأستاذ " خالد " لكي أطلب منه سلفه من أجل عمل العملية لزوجتي ، ولكن المستشار الخاص له قال لي : بأن هذا الموضوع من اختصاصات مديري المباشر المهندس " عصام "
صمت لحظة ثم استطرد :
- وشرحت له مدى الخلافات والمشاكل التي بيننا ، ولكن المستشار أكد لي بأن سوف يصلح بيننا وأن المهندس " عصام " سوف يتصل علي في الليل ، وبالفعل في منتصف الليل اتصل علي شخص صوته إلى حد كبير يشبه صوت المهندس " عصام " وطلب مني الحضور فورا إلى منزله لأنه في الغد مسافر في الغد ومعه ورقة طلب السلفية موقعة ما علي فعله هو تقديمها للشئوون المالية ، حاولت تأجيل الموضوع إلى الغد لأن الوقت متأخر ، ولكن مع إصراره رضخت لطلبه وجئت و يا ليت لم أحضر فقد وجدته غارقاً وسط دماءه هذا كل شيء
أغلق النقيب " أيمن " عينيه لحظة ثم قال بهدوء :
- ولكن أنت هددته بالقتل أكثر من مرة أهذا صحيح
أومأ باسم برأسه إيجاباً ثم نهض من على مقعدة وهو يغمغم بعصبية :
- هذا صحيح ، ولكن هذا مجرد كلام في ساعة غضب ، أقسم لك أني لم أقتله
ارتسمت ابتسامة صغيره على شفتي النقيب " أيمن " وضغط زر على مكتبه قبل أن يقول :
- حسناً ، حسناً
دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- نعم سيادة النقيب
نظر النقيب " أيمن " إلى الجندي ثم قال :
- أنقله إلى الزنزانة رقم 3
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وانصرف وهو ممسك " بباسم "
أشار النقيب " لحلمي " قائلا :
- اذهب إلى مكتبك الآن
أدى " حلمي " التحية العسكرية ثم انصرف ، نهض الملازم " أشرف " من مقعده وهو يقول :
- هيا بنا ما الذي تنتظره ؟
حدق النقيب " أيمن " في وجه الملازم " أشرف " وهو يسأل باستغراب :
- إلى أين تريد الذهاب ؟
ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يغمغم :
- نذهب إلى السوق لكي نشتري بعض الأغراض للمطبخ
نظر إلى النقيب " أيمن " بدهشة وهو يقول مستنكرا :
- أغراض للمطبخ !!!
هب الملازم " أشرف " من مقعدة منفعلا وهو يهتف :
- في هذه الساعة إلى أين سنذهب ؟
ضحك النقيب " أيمن " ثم استطرد :
- أعتقد بأن الشخص يذهب إلى المطعم ليشتم رائحة الطعام أليس كذلك ؟
عض الملازم " أشرف " شفتيه في غيظ وصاح غاضبا :
- الحمد لله أننا ليس في زمن أشعب
صمت لحظة ثم أستطرد قائلاً :
- هيا بنا لأي مطعم عصافير بطني تغرد
نهض النقيب " أيمن " من مقعده وهو يقول :
- حسناً ، حسناً ، هيا بنا قبل أن تموت


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 03:24 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


5 -

ثم ركز النظر أكثر في الشاشة وهو يرى " فؤاد عطية " يقف عند باب شقة المهندس " عصام " وأخذ يلتفت يمينه ويسرة ثم طرق جرس الباب بعد لحظات فتح الباب المهندس " عصام " الذي بادره بسؤاله وهو يتثاءب كما يبدو من مظهره أنه قد أستيقظ من النوم :
- " فؤاد " خيراً ، ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتأخرة ؟ هل حدث لك مكروه لا سمح الله ؟
لم ينبس " فؤاد " ببنت شفة وإنما ظل صامتاً وطيف إبتسامة غادرة تداعب شفتية مما جعل المهندس
" عصام " يقول وهو يشير للداخل :
- عفواً تفضل بالدخول .
لم يتحرك " فؤاد " من مكانه وإنما أخرج من جيبه قفازين وارتداهما من حيرة وذهول " عصام " أبتلع المهندس " عصام " ريقه بصعوبة وقال بجزع بعد أن رأى نظرات الشرر تتطاير من عيني " فؤاد " :
- ما الذي تريده ؟ أقصد ما الذي تنوي فعله ؟
أطلق " فؤاد " ضحكة خبيثة وهو يقول :
- لن أفعل شيئاً أطمئن ، فقط جئت لكي أعطي لكي هدية مغلفة من الأستاذ " خالد " في قلبك
أعقب حديثه بإخراج مسدسه الكاتم للصوت من جيبه وصوبه باتجاه المهندس " عصام " انقبض قلب المهندس " عصام " وأحتبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة وهو يقول :
- وأنت ، وأنت سوف تنفذ حديثه ؟
ثم أخذ يتراجع ببطء حتى اصطدم بمقعد جلس عليه ، و " فؤاد " يتقدم وابتسامة ساخرة على شفتيه ثم تمتم بسخرية :
- أعذرني يا صديقي العزيز ، قد حذرتك قبل ذلك ألا تتدخل في ما لا يعنيك
ثم رفع " فؤاد " المسدس نحو المهندس " عصام " وضع المهندس " عصام " كفة على وجه وهو يقول بانهيار :
- أرجوك لا تقتلني ، لا أريد الموت ، و .................
لم يستطع إكمال عبارته فقد ضغط " فؤاد " على الزناد فانطلقت رصاصة مكتومة من مسدسه الكاتم للصوت اخترقت جسد المهندس " عصام " ، جحظت عينا المهندس " عصام " وتدلى رأسه على المقعد ثم سقط على الأرض جثةً هامدة وحوله بركه من الدماء ، ألقى " فؤاد " نظرة على جثة المهندس " عصام " ثم قال في شماتة :
- لقد انتهيت من الخطوة الأولى ، يبقي لي تنفيذ الخطوة الثانية
قال عبارته وهو يمسك بجهاز الهاتف وضغط على عدة أرقام بخفة حتى أتاه صوت " باسم " من الطرف الآخر يقول :
- ألو ,, مرحبا
قال له " فؤاد عطية " :
- الو " باسم " أنا المهندس " عصام " تعال إلى منزلي الآن
ابتلع " باسم " ريقه وهو يقول :
- أتعلم كم الساعة الآن ؟
رد عليه " فؤاد " :
- أعلم ذلك ، ولكني غداً سأسافر في الصباح وقد قمت بالتوقيع على موافقة طلب القرض تعال خذ الورقة وقدمه غداً للشؤون المالية
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- مسافة الطريق وسأكون لديك
أغلق " فؤاد " سماعه الهاتف وأطلق ضحكة ساخرة وهو يقول :
- الوداع يا حضر المهندس " عصام " سابقاً و ..........
وقبل أن يكمل عبارته أضيئت أنوار الحجرة واختفت شاشة السينما ، مما جعل النقيب يهتف بحنق :
- ما هذا الذي أراه ؟ أذن إحساسي صحيح و" باسم " بريئ ، ولكن لن يصدقني أحد وقد يعتقدون بأني مجنون أو مسني جان
زفر النقيب بشدة وهو يقول قبل أن ينهض :
- أشعر بإرهاق شديد سأذهب للنوم الآن وغداً سوف أجد الحل المناسب بإذن الله
****************************
استيقظت " سلوى " من نومها فوجدت الممرضة تفتح الستائر لتنفذ أشعه الشمس إلى الحجرة ، غمغمت " سلوى " وهي تحاول الجلوس :
- صباح الخير
ألتفتت إليها الممرضة وقالت وطيف ابتسامة على شفتيها :
- صباح النور
صمتت لحظة اقتربت خلالها من " سلوى " وجلست على طرف السرير وهي تستطرد :
- كيف حالك الآن ؟ هل تشعرين بتحسن ؟
أومأت " سلوى " برأسها إيجاباً وهي تقول :
- الحمد لله على كل حا....
بترت عبارتها بغتة وكأنما تذكرت شيئاً هاماً وقالت :
- هل عاد " باسم " من سفره ؟
ازدردت الممرضة لعابها بصعوبة وهي تقول :
- لا علم لي بذلك ، ولكن المؤكد أنه لو عاد سوف يأتي إلى هنا على الفور
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " سلوى " وهي تقول :
- معك حق ، لقد اشتقت إلية كثيراً
صمتت لحظة ثم أردفت :
- ولكن قلبي يحدثني بأنه قد أصابه مكروه ، وأنتم تخفون عني ذالك
نهضت الممرضة من على السرير وهي تقول :
- لا تقلقي بشأن زوجك فهو يتمتع بصحة طيبة
قالت عبارتها ثم خرجت مغادرة المنزل تاركهٌ " سلوى " غارقة بحيرتها وقلقها .
************************************
طرق الملازم " أشرف " باب مكتب النقيب " أيمن " وانتظر قليلاً حتى سمع صوت يقول له :
- تفضل بالدخول
فتح الباب وفور دخوله قال وابتسامة عريضة تملأ شفتيه :
- صباح الخير
ولكنه لم يتلق أي إجابة من النقيب " أيمن " ، اقترب الملازم " أشرف " فوجده يضع وجهه بين كفيه ، انتفض قلب الملازم " أشرف " وجلس في المقعد المقابل وهو يقول بقلق :
- خيراً يا سعادة النقيب ، ما الذي حدث ؟
رفع النقيب " أيمن " رأسه ونظر إلى عيني الملازم " أشرف " مباشرة وهو يقول :
- " باسم " بريئ وقد علمت ليلة البارحة من هو القاتل الحقيقي .
اتفض الملازم " أشرف " ونهض من مقعده هاتفا :
- هل وجدت الدليل على إدانة " خالد " ؟ هل أحضر لك ذالك الرجل العجوز الدليل الذي نحتاجه ؟ هل ..............
قاطعه النقيب " أيمن " صارخاً :
- ليس " خالد " هو القاتل ، وإنما شخص بعيد كل البعد عن الشبهات ولم يخطر إطلاقاً على بالنا .
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- لا يمكننا سوى الشك في رجل واحد لا غيره
نظر أليه النقيب " أيمن " بدهشة قبل أن يسأل :
- من تقصد بالضبط ؟
أطلق الملازم " أشرف " ضحكة مرحة وهو يقول :
- ذلك الرجل العجوز
هز النقيب " أيمن " رأسة نفياً وهو يغمغم :
- عم " حسن " ، لا .. لقد ذهب تفكيرك بعيد جدا ً .
زفر الملازم بغيظ وهو يقول :
- من هو القاتل الحقيقي أخبرني بالله عليك فأعصابي توترت .
مط النقيب شفتيه في أسى وهو يقول بهدوء :
- " فؤاد عطية "
حدق الملازم " أشرف في وجه النقيب " أيمن " بدهشة قبل أن يقول :
- المهندس المساعد للمجني عليه المهندس " عصام "
أومأ النقيب برأسه إيجابا بينما تابع الملازم " أشرف " حديثة قائلا :
- ولكن كيف علمت ذالك ؟ أقصد من الذي أخبرك بذلك على الرغم من أن " فؤاد عطية " بعيد كل البعد عن الشبهات
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- ألم أقل لك بأن القاتل بعيد عن الشبهات ، في البداية أعتقدت بأنه رجل شريف ولكن ما شاهدته ليلة البارحة أكد لي بأنه هو القاتل .
نظر إليه الملازم " أشرف " بدهشة وحيرة قبل أن يقول :
- ما شاهدته ؟ ، لم افهم شيئا هل شاهدت فيلماً هندياً أم شاهدت كابوسا
التقط النقيب " أيمن " نفساً عميقاً وهو يقول :
- سوف احكي لك الذي حدث معي بالتفصيل الممل
***********************************
فتح " فؤاد عطية " باب شقته وارتمى على أول مقعد صادفه وزفر بشدة وهو يقول :
- أشعر بتعب هذا اليوم ، وكأن لم أذق طعم النوم منذ شهر
ثم نهض ودخل حجرة النوم وفجأة تراجع مصعوقا للخلف حينما وقع بصره على السرير فقد كان يجلس على السرير شخص يشبه المهندس " عصام " إلى حد كبير بملابس بيضاء وعيناه جاحظتان ،
وابتسامة ساخرة على شفتيه نهض المهندس " عصام " من على السرير وأقترب من " فؤاد " والأخير يتراجع مذعوراً ثم فر هارباً وفتح باب شقته وخرج راكضاً من السلالم وهو يلتفت خلفه
***********************************
- هذا الحديث لا يدخل العقل ، ولا يمكننا تصديقه
نطق الملازم " أشرف " هذه العبارة بمزيح من الدهشة والتعجب ، بينما تطلع إليه النقيب " أيمن " في شرود وهو يقول :
- أعلم ذلك ، ولكن هذا ما حصل ، وبالطبع المحكمة لن تصدق هذا الحديث ، وقد يتهمونني بالجنون
صمت لحظة ثم استطرد بغضب :
- لست أدري ماذا أفعل بعدما شاهدت القاتل بأم عيني يرتكب جريمته بمهارة فائقة
نهض الملازم " أشرف " من مقعده وربت على كتف النقيب وهو يقول :
- هدئ من روعك ودعنا نفكر في حل يقودنا إلى دليل الإدانة
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا وهو يغمغم :
- إن القاتل قد ارتكب جريمته بمهارة فائقة ولم يترك لنا أي دليل يرشدنا إلى هويته أو أثر
هتف الملازم " أشرف " بصوت هامس :
- ما الذي جرى لك يا سيادة النقيب ؟ ألست أنت من علمتنا أن أي جريمة لابد أن تكون بها نقاط ضعف ، لا تجعل اليأس يعرف طريقة إلى قلبك
صمت قليلا ثم استطرد قائلا :
- على العموم أنا اليوم سأدعو نفسي للعشاء ، وسوف نفكر سويا في حل يرشدنا إلى دليل الإدانة
************************************
اقترب الرجل المتين من " باسم " وجلس بالقرب منه وهو يهمس بصوت هادئ :
- ما الذي يشغل بالك ؟
زفر " باسم " بشدة قبل أن يقول :
- زوجتي يا " حسام " أنا قلق بشأنها ، أخشى أن يفعلوا بها شيئاً
ربت " حسام " على كتفي " باسم " وهو يقول :
- هدئ من روعك يا صديقي ولا تقلق بشأنها
**********************************************
استرخى " فؤاد عطية " على مقعده وهو يتابع فيلماً عربياً على إحدى القنوات ثم فجأة أطفئت الأنوار ، انتفض " فؤاد " ونهض على الفور ثم سمع أصوات وضحكات عالية ، اتسعت عينا
" فؤاد " برعب وهو يلتفت يمناً ويساراً ، ثم أضيئت الأنوار مرة وساد المكان صمت رهيب ، جلس
" فؤاد " على مقعده وهو يرتجف ، وفجأة سمع صوت كأنه صادر من بئر عميق يقول له :
- " فؤااااااد " ، " فؤاااااااااااااااد "
نهض " فؤاد " وأخذ يلتفت حوله بذعر وهو يغمغم :
- هذا صوت المهندس " عصام "
ثم فجأة ظهر المهندس " عصام " بنفس الهيئة التي ظهر بها المرة السابقة ازدرد " فؤاد " لعابة بصعوبة وأخذ بالتراجع وهو يقول :
- من أنت ؟ وما الذي تريده مني ؟
أشار المهندس " عصام " بسبابته وهو يجيب :
- بهذه السرعة قد نسيتني يا صديقي ، أنسيت " عصام " رفيق دربك الذي قتلته غدراً
ارتعدتا شفتا " فؤاد " وهو يقول :
- ولكن أنا قتلتك بيدي هاتين والميت لا يمكنه العودة مرة أخرى للحياة
أطلق المهندس " عصام " ضحكة عالية وهو يقول له :
- ومن قال لك بأني أنا المهندس " عصام " و إنما أنا شبحه وجئت لكي أنتقم منك وأقتلك
انقبض قلب " فؤاد " وانحبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة ويقول :
- لا أرجوك ، لا أريد أن أموت فأنا عبد مأمور أنفذ الأمور فقط وأنت تعلم ذلك ، الأستاذ " خالد " هو الذي أمر بقتلك
هز شبح المهندس " عصام " رأسه في أسى وهو يقول :
- تنفذ أوامر الأستاذ " خالد " من أجل أن تقتل رفيق دربك ، أنت إنسان جاحد تستحق القتل
انكمش " فؤاد " في مقعده وهو يقول والدموع تتساقط من عينيه :
- أرجوك لا تقتلني
تراجع شبح المهندس " عصام " للخلف وهو يقول :
- أطمئن ، لن أقتلك الآن ، سوف أجعلك تكره اليوم الذي فكرت فيه بقتلي ، سوف أجعلك تتمنى الموت ، انتظرني سوف أزورك قريباً
ثم أطلق ضحكة عالية واختفى عن الأنظار ، تساقط العرق غزيراً من جبين " فؤاد " ثم نهض بتثاقل وأخذ يلتفت يميناً ويساراً ثم قال بصوت عالياً :
- لن تستطيع قتلي لأنك مجرد شبح ، نعم مجرد شبح
*****************************
فتح النقيب " أيمن " باب شقته ودخل وتبعه الملازم " أشرف " بينما غمغم الأول :
- تفضل خذ راحتك فزوجتي لا تزال عند أهلها
أضاء النقيب الأنوار ، ثم جلس على المقعد المقابل لجهاز التلفاز وجلس الملازم " أشرف " في المقعد المجاور وتناول جهاز التحكم بالتلفاز وهو يقول قبل أن يضغط زر التشغيل :
- الآن يعرض في قناة الأفلام فيلم كومـ ..............
بتر عبارته بغتة أثر انطفاء الكهرباء مما يجعله ينهض ويهتف بحنق :
- ما هذا ؟ إن الكهرباء مغلقة فقط في هذه الحجرة ،، هل أنا شؤم عليك أم ........
بتر عبارته مرة آخرة حينما رأى بقعة من الجدار تضاء بلون بنفسجي ثم ظهرت شاشة تشبه شاشات السينما ، غمغم النقيب " أيمن " بسعادة :
- انظر ، انظر إلى الجدار قد يعاد ما شاهدته البارحة .
هتف الملازم " أشرف " بصوت خافت :
- اعتقدت في بادئ الأمر أنك تحلم أو تتوهم
ظهر الغضب على وجه النقيب " أيمن " وقبل أن يتفوه بأي كلمة ظهر على الشاشة منزل المهندس
" عصام " ، ثم ظهر المهندس " عصام " وهو ملقي على الأرض وسط بركة من الدماء ، و " فؤاد " يخرج مسرعاً ويغلق أضواء السلالم ، ثم يركب سيارته وينطلق مسرعاً حتى أوقفها عند أحد المزارع القريبة وخرج وهو يلتفت يميناً ويساراً وأخذ يسير بحذر شديد حتى توقف أمام نخلة كبيرة فحفر بجانبها حفرة ووضع المسدس بها ثم عاد ودفن المسدس ، ثم عاد أدراجه إلى السيارة ، واختفت الشاشة وأضيئت الأنوار وسط ذهول وحيرة الملازم والنقيب بينما غمغم الأخير :
- ما رأيك الآن ؟ هل صدقتني ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم وهو يقول :
- لا يهم أن أصدقك ، المهم من سوف يصدقنا ؟
حك النقيب ذقنه واسترخى على مقعده وهو يقول :
- دعنا نفكر بطريقة نقبض فيها على هذا المجرم
صمت الملازم " أشرف " طويلاً وبدأت على ملامحه دلائل التفكير العميق ثم قال باهتمام :
- بالطبع الموضوع لا يصدقه عقل أو منطق ، ومن الصعب كتابة ذلك في تقريرنا بالإضافة إلى ذالك لن يصدقنا أحد
صمت لحظات نهض خلالها وانعقدت حاجباه في تفكير عميق ثم قال وهو يسير في أرجاء الحجرة :
- رسالة من شخص مجهول يوضح لنا مكان أداء الجريمة ، بسرعة إنهض وهات ورقة
نهض النقيب " أيمن " بسرعه وهو يقول :
- فكرة عبقرية نوعاً ما
*******************************
دخل " فؤاد عطية " حجرة نومه وتمدد على السرير وسرعان ما غرق في النوم ، وفجأة اهتز السرير بقوة ، انتفض " فؤاد " وجلس فرأى شبح المهندس " عصام " يقترب منه وهو يقول والابتسامة الساخرة لم تفارق شفتية :
- كيف تستطيع النوم وأنت قتلت أعز أصدقاءك بيدك من أجل حففه من المال
ازدرد " فؤاد " لعبابه بصعوبة وهو يقول :
- ما الذي تريده مني ؟
أطلق شبح المهندس عصام ضحكة ساخرة ، وتمتم بلهجة أقرب إلى السخرية :
- أريد أن أنتقم منك ، وأقتلك مثلما قتلتني
ارتعدت شفتا " فؤاد " وهو يقول :
- لن تستطيع قتلي ، لأنك مجرد شبح ، نعم مجرد شبح
وأخذ يضحك بطريقة جنونية بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي شبح المهندس " عصام " وهو يقول :
- أتراهن على ذلك ؟
صمت لحظة اقترب خلالها من " فؤاد " وقال بعد ما أخرج مسدس من جيبه ووجهه إلى رأس
" فؤاد":
- دعنا نجرب ذلك الآن
ارتسم الذعر على وجه " فؤاد " وهو يقول :
- لا ، لا لقد صدقت ذلك
ثم سقط فاقد الوعي
*************************
استرخى الملازم " أشرف " في مقعده بينما سمع طرقاً على باب مكتبة فاعتدل بجلوسه وهو يقول:
- تفضل بالدخول
دخل أحد الجنود وأدى التحية العسكرية وهو يقول :
- الدكتور " عيضة " في الخارج يرغب بمقابلتك
نهض الملازم من مقعده وهو يقول :
- دعه يدخل .
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف وبعد لحظات دخل الدكتور " عيضة " بادره الملازم
" أشرف " مصافحا وهو يقول :
- أهلاً وسهلاً يا دكتور " عيضة " ، كيف حالك ؟ تفضل بالجلوس
مده له الدكتور " عيضة " يده مصافحاً وهو يجيب :
- بخير ولله الحمد .
ارتسمت ابتسامة ودودة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- وكيف حال المريضة " سلوى " ؟
جلس الدكتور " عيضة " وأطلق من أعمق أعماق صدره زفره حارة وهو يقول :
- في أسوء حال ..
ارتفعا حاجبا الملازم " أشرف " ثم عادا يلتقيان بتوترٍ حائر وهو يقول :
- خيراً ، هل حدث لها مكروه لا سمح الله ؟
هز الدكتور رأسه نفياً وهو يجيب :
- كما تعلم بأنة تم إجراء عملية استئصال الورم السرطاني لها ولله الحمد تكللت العملية بالنجاح ولكن لكي نتأكد من نجاحه العملية يحتاج المريض عادة فترة نقاهة وهذه الفترة تعتبر أهم من العملية ، والمريضة الآن تعاني من انهيار عصبي وقلق و ...........
قاطعه الملازم " أشرف " بهدوء :
- حسنا يا دكتور وما المطلوب منا بالضبط ؟
انعقدت حاجبا الدكتور " عيضة " في تفكيرٍ عميق ثم قال :
- " سلوى " دائمة السؤال عن زوجها ، ودائماً نضطر أن نكذب عليها ونخبرها أنه مسافر
صمت الدكتور لحظة جفف خلالها عرقه ثم أردف :
- وحالتها الآن بهبوط مستمر ومن أجل ذلك أرجو الموافقة بالسماح لزوجها بزيارتها
صمت الملازم " أشرف " وبدأت دلائل التفكير العميق على وجه وسأل في أهتمام :
- هل من الضروري زيارة زوجها لها في هذا الوقت ؟
أومأ الدكتور " عيضة " برأسه إيجاباً وهتف :
بالطبع ، كما أخبرتك سابقاً تمر بفترة نقاهة يلزمها الراحة التامة وهي تعتبر أخطر مرحلة يمر بها المريض إن لم نهيئ لها الجو المناسب قد تنعكس العملية سلبياً عليها وقد تؤدي لا سمح الله للوفاء
شهق الملازم " أشرف " بضيق قبل أن يقول :
- هذا الأمر يتطلب موافقة النقيب " أيمن "
صمت لحظة نهض خلالها وهو يقول :
- هيا بنا إلى مكتبه
خرج الملازم " أشرف " من مكتبه وتبعه الدكتور " عيضة " ثم سارا في ممر طويل حتى توقف عند أحد الأبواب وطرق الباب وانتظر قليلاً حتى سمع صوت يقول له :
- تفضل بالدخول
دلف الملازم " أشرف " إلى الداخل وتبعه الدكتور ، بينما نهض النقيب " أيمن " من مكتبه وصافح الملازم " أشرف " والدكتور " عيضة " بينما غمغم الأول وهو يشير إلى الدكتور " عيضة " :
- " عيضة السعيد " الدكتور المسئوول عن حالة المريضة " سلوى سمير " زوجة المتهم " باسم أمير " المتهم في قضية قتل المهندس " عصام "
أشار إليهما النقيب وهو يقول :
- أهلاً وسهلاً تفضل ، كيف حالها الآن ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يغمغم :
- هذا ما جاء الدكتور من أجله .
أغلق النقيب " أيمن " لحظة وهو يقول :
- هات ما لديك فكلي آذان صاغية
أعتدل الدكتور " عيضة " في مقعده وقال بهدوء بعد أن عدل منظاره الطبي :
- سوف أشرح لك الأمر يا سيادة النقيب ، كما تعرف بأن " سلوى " قد أجريت لها عملية استئصال الورم السرطاني وقد تكللت بالنجاح ولله الحمد والآن تمر بفتره نقاهه و .....
*******************************
أخرج " فؤاد " هاتفه النقال من جيبه وأدار أرقام معينة بيديه المرتعشتين وقال فور سماعه الطرف ألآخر يقول له :
- نعم ، مرحباً
ازدرد " فؤاد " لعابه بصعوبة وهو يقول :
- أستاذ " خالد " لا أستطيع الصبر أكثر من ذلك فشبح المهندس " عصام " يطاردني في كل مكان
أطلق الأستاذ " خالد " ضحكة مجلجلة وهو يقول :
- يبدو أنك تعز المهندس " عصام " من أجل ذالك تتخيل أنك تشاهد شبحه
غمغم " فؤاد " بصوت خافت :
- ولكن يا استـ ...........
قاطعه الأستاذ " خالد " بهدوء وهو يقول :
- اسمع يا " فؤاد " الليلة يوم ميلادي أريدك أن تحضر لكي تشاركنا الاحتفال لقد أعتدت كل سنة أن أقوم بعمل حفلة في فيلتي ، وغداً احجز لك إلى أوروبا لتسافر وتنسى هذا الموضوع لكي تجعل أعصابك ترتاح
التقط " فؤاد " نفساً عميقاً ثم قال :
- كل عام وأنت بخير ، إذا كنت ترى ضرورة سفري فليس لدي أي مانع ، ولكن أعذرني لا استطيع الحضور للحفلة الليلة فأعصابي متوترة
زفر الأستاذ " خالد " وقال بصوتٍ عميق :
- أنا قلت لك أن تحضر فعليك الحضور وبدون أي نقاش
ثم أغلق هاتفة النقال وهو يقول موجهاً حديثه لمستشاره :
- يبدو بأن تاريخ " فؤاد " قد انتهى وبدأ يقول حديث وعبارات غير منطقية ، يقول شبح المهندس " عصام " يطاردني أي عقل يصدق ذلك !
نطق عباراته الأخيرة بسخرية شديدة ، بينما أطلق المستشار ضحكةً عالية وهو يغمغم باستنكار :
- أي عقل مريض يمتلكه " فؤاد " إذن لابد من التخلص منه وبأسرع وقت ، لو علم بذلك " الأشرم " سيقضي علينا
إنعقد حاجبا الأستاذ " خالد " في تفكير عميق وهو يقول :
- غداً رحلته إلى أوروبا وهناك سنقضي عليه
******************************
- إذن لابد أن يزورها " باسم " ؟
نطق النقيب " أيمن " هذه العبارة بمزيج من الصرامة والحد ، ظهر السرور على وجه الدكتور "عيضة"
وقال بسعادة عامرة :
- أشكرك يا سيادة النقيب على سعة صدرك والموافقة بالسماح " لباسم " بالزيارة
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- هذا أقل واجب نعملة لنساعد على شفاء مريضة ، وهذا من ضمن مهام عملنا
أعقب حديثة بضغط زر أسفل مكتبه وبعد لحظة دخل احد الجنود وأدى التحية العسكرية وهو يغمغم باحترام :
- نعم يا سيادة النقيب
أشار إليه النقيب " أيمن " بسبابته وهو يقول :
- أحضر المتهم " باسم أمير "
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف ، وبعد لحظات عاد ومعه " باسم " ثم أدى التحية العسكرية وترك " باسم " وانصرف ، رفع " باسم " نظره وحينما وقع بصره على الدكتور " عيضة " انتفض وقال والقلق يملأ كيانه :
- دكتور " عيضة " هل حدث مكروة " لسلوى " ؟
صمت لحظة أقترب خلالها من الدكتور ومسك كتفة وأخذ يهزه وهو يقول :
- أخبرني بالله عليك ولا تخفي عني شيئا
تدخل الملازم " أشرف " وأمسك بكتف " باسم " وأخذ يشده بلطفٍ وهو يقول :
- إهدأ يا " باسم " فزوجتك بخير وهي ترغب برؤيتك والنقيب سمح لك بذلك
هتف " باسم " وقد ازداد تألق عيني وبلغ انفعاله ذروته :
- هل هذا صحيح يا سيادة النقيب
أومأ النقيب برأسه إيجاباً بينما تابع " باسم " قائلاً :
- شكراً جزيلاً
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي النقيب وهو يردف :
- لم أسمح لك بزيارتها إلا لثقتي الكبيرة بك ، وأنا بذلك أخالف الأنظمة والقوانين لأجلك
صمت لحظات ثم ضغط على زر أسفل مكتبه فدخل الجندي وأدى التحية العسكرية بينما تابع النقيب حديثة موجه للجندي :
- اذهب مع " باسم " والدكتور " عيضة " وكن على حذرٍ شديد
أومأ الجندي برأسه إيجابا ، ثم خرج الثلاثة من مكتب النقيب " أيمن " ، بينما نظر النقيب إلى وجه الملازم بحيرة مما جعل الأخير يهتف بدهشة :
- أمر غريب يا سيادة النقيب أن تترك متهماً بجريمة قتل يخرج لزيارة قريب له
زفر النقيب بشدة ثم قال :
- بصراحة لست أدري سبب ذالك شعرت بنفسي أوافق بدون تفكير أو تردد
صمت لحظة تناول خلالها ظرف أبيض من على مكتبة وناوله للملازم " أشرف " ثم استطرد :
- خذ أقرأ هذه الرسالة
أمسك الملازم " أشرف " الظرف من يديه النقيب وهو يقول باسما :
- ما هذه يا سيادة النقيب ؟ هل هذا رسالة غرامية تريد رأيي بها ؟ ، أم ............
بتر عبارته بغتة حينما وقع بصره على سطور الرسالة فارتفعت حاجبا بدهشة وهو يردف :
- هذا مستحيل ، من الذي أرسل هذه الرسالة ؟ وكيف وصلت بهذه السرعة ؟ هذه الرسالة ترشدنا إلى مكان أداءه الجريمة
أومأ النقيب " أيمن " برأسه إيجاباً قبل أن يقول :
- نعم هذا صحيح
أطلق الملازم " أشرف " زفرة حارة من أعمق أعماق صدره مما جعل النقيب يقول بدهشة :
- ماذا بك ؟
لوح الملازم " أشرف " بيديه وهو يقول :
- القضية هذه معقدة من بدايتها
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- القضية انتهت بالغد نقدم الملف للمحكمة وتبدأ الإجراءات اللازمة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 04:10 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


6 -

جلس " فؤاد " حول طاولة في أحدى المطاعم شارد الذهن، جلس بالقرب منه رجل فقال له "فؤاد" بعصبية :
- لو سمحت هذا الطاولة محجوزة
التفت إلية الرجل وفور وقوع بصر " فؤاد " عليه ارتعدت فرائضه من الخوف وأنكمش على المقعد وهو يقول :
- أرجوك إبتعد عني يا " عصام "
نظر إلية شبح المهندس " عصام " وقال والابتسامة الساخرة لم تفارق شفتية :
- هل تعتقد بسفرك سوف تبتعد عني وتستطيع الفرار مني ومن مصيرك المحتوم
أنكمش " فؤاد " أكثر في مقعدة وهو يقول :
- أرجوك ، أبتعد عني ، أريد الحياة
أطلق شبح المهندس " عصام " ضحكة عالية وهو يقول :
- وأنا ما الذنب الذي اقترفته لكي تقتلني من أجل بعض المال ، هل نسيت صداقتنا
ازدرد " فؤاد " لعابة بصعوبة وهو يقول :
- كما أخبرتك سابقاً أنا أنفذ الأوامر فقط
أقترب شبح المهندس " عصام " وقال بصوت خافت خانق :
- و" باسم " ما الذنب الذي اقترفه من أجل يدخل السجن ؟
أبتلع " فؤاد " ريقه بصعوبة وهو يقول :
- لا أعلم ذالك صدقني ، ولكن الذي أثق به بأن الأستاذ " خالد " يرغب بالتخلص منك وكذالك من " باسم " من أجل الصفقة التي رفضت التوقيع عليها
نظر أليه شبح المهندس " عصام " بغيض وهو يقول :
- اذهب للشرطة وأخبرهم بكل شيء وإلا سوف تكون نهايتك على يدي
أنكمش " فؤاد " أكثر وأكثر في مقعده وهو يقول بصوتٍ خافت لا يكاد يسمع :
- ولكن لو علموا بذالك حتماً سيقتلونني
مط شبح المهندس " عصام " شفتيه في أسى ثم قال :
- وإن لم تذهب للشرطة سأقتلك أنا ، سوف تموت ،،، سوف تموت
وأخذ يردد هذه العبارة ببطء ، انفعل " فؤاد " واستجمع ما تبقى من قواة وأخذ يرمي شبح المهندس " عصام " بما تقع عليه يديه ولكنها كانت تخترق جسم شبح المهندس " عصام " وأخذ الأخير يطلق ضحكات عالية وهو يقول يردد :
- سوف تموت .. سوف تموت
أمسك " فؤاد " بكفيه على أذنيه وأخذ يركض مغادراً المطعم وسط ذهول وحيرة المتواجدين في المطعم
**************************
سار " باسم " خلف الدكتور " عيضة " في ممرٍ طويل ثم توقفا واستقلا المصعد حتى أوصلهما إلى الطابق الثالث ، خرجا من المصعد وفور خروجهما استقبلتهما الممرضة صارخة :
- دكتور " عيضة " المريضة التي في غرفة 301 اختفت
إنقبض قلب " باسم " واحتبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة قائلاً بعصبيةٍ واضحة :
- ماذا قلتي ؟ ماذا حدث لزوجتي ؟ تحدثي بسرعة
أمسك الدكتور بكتف " باسم " وهو يقول :
- هدئ من روعك
أزاح " باسم " كتف الدكتور بعصبية وهو يقول :
- كيف تريدني أن أتحدث معها ، هل تريد أن أقول لها صفي لي يا أستاذة حادثة إختفاء زوجتي
تجاهل الدكتور حديث " باسم " الساخر وقال موجها حديثة للممرضة :
- أخبريني كيف اختفت ؟
ازدردت الممرضة لعابها بصعوبة وهي تقول وقد تسيطر الخوف على جميع ملامح وجهها :
- دخلتُ عندها منذ ساعة تقريباً لكي أعطيها الدواء ولكنني فوجئت باختفائها بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها ولكن .........
صمتت لحظة مما جعل الدكتور يقول يستحثها على المواصلة :
- ولكن ماذا ؟
ابتلعت الممرضة ريقها بصعوبة ثم غمغمت :
- ولكن موظف الاستقبال أخبرني بأنه قد رآها تخرج بصحبة دكتور
شُلَّت المفاجأة أعصاب " باسم " فقال في جنون :
- " سلوى " خُطِفَت ، خطفوها المجرمين .
************************************
استرخى " فؤاد " على مقعد وثير في فيلا الأستاذ " خالد " ثم تثاءب بملل وهو يتابع إحدى الرقصات القديمة التي تقوم بها فرقة الفنون الشعبية ، وفجأة لمح شبح المهندس " عصام " يرقص معهم ثم ترك الرقص وأقترب منه ، نهض " فؤاد " من مقعده مذعوراً وهو يصرخ بانهيار تام :
- أتركني ، أنا أنفذ أوامر الأستاذ " خالد " هو الذي آمرني بقتلك.
صمت لحظة وجلس خلالها على المقعد وهو يبكي :
- أرجوك إبتعد عني
وأنهار على المقعد باكياً ، توقفت الفرقة على الفور وأخذ الضيوف بالنظر إليه بتعجب أشار المستشار لرجال الأمن وقال بعصبية موجهاً حديثه للأستاذ " خالد " :
- ألم أقل لك أقض علية ؟
أومأ الأستاذ " خالد " برأسه إيجابا وهو يقول :
- ولكن " الأشرم " لم يأذن لنا بذالك
صمتا معا وهما ينظران إلى رجال الأمن وهم يحملان " فؤاد " خارج الفيلا والأخير يصرخ بصوت عالياً :
- أتركوني ، لا أريد الموت ، سوف يقتلني المهندس " عصام "
*****************************
جلس " باسم " في الزنزانة وهو حزين قلق بينما اقترب منه " حسام " وقال له :
- لم تجد زوجتك أليس كذلك ؟
أنتفض " باسم " وبحلق النظر في " حسام " وهو يغمغم بحذر :
- كيف علمت بذالك ؟
زفر " حسام " بشدة ثم قال بعد أن أخرج ورقة من جيبه :
- بعد ذهابك دخل رجل لدينا ولم يجلس سوى ساعة وقبل خروجه ناولني هذه الورقة وبلغني أن أسلمها لك
خطف " باسم " الورقة منه وفض محتوياتها وقرأ ما سطر بها بصوت مسموع :
" زوجتك لدينا ، أن كنت بالفعل تحب زوجتك ، أترك القصية تسير كما هي "
طوي " باسم " الورقة بغيظ وهو يصرخ :
- المجرمين ، أقسم أن أنتقم منك ، ولكن كيف وأنا هنا بين أربعة جدران
ثم أخذ يضرب الجدار بكلتا يديه اقترب منه " حسام " وهو يقول له :
- إهدأ ولا تفعل بنفسك هكذا وهناك حل لكل مشكلة .
توقف " باسم " ونظر إليه وهو يقول ويبدو علية دلائل الحزن :
- مات طفلي ، وخُطِفَت زوجتي وأنا في السجن أيُّ ظُلمٍ أبشعُ من هذا ؟
ارتسمت ابتسامة هادئ على شفتي " حسام " وهو يقول :
- لا تقلق ، دع الأمر لي
********************************
وقف رجلً غريب الأطوار أمام منزل النقيب " أيمن " وأخذ يطرق الباب بشدة في وقتٍ متأخر من الليل فتح النقيب " أيمن " الباب وهو يتثأب ثم هتف على الفور فور رؤيته القادم :
- " فرديغة " أهلاً بك تفضل ، لقد اشتقت إليك كثيراً
دخل " فرديغة " المنزل بينما غمغم النقيب " أيمن " قائلا :
- أين زوجتك لماذا لم تحضر معك ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- لقد طلقتها .
انتفض النقيب ثم صاح وهو يجلس على أحد المقاعد :
- أجننت أنت ؟ هل نسيت قوله تعالى : " أن أبغض الحلال عند الله الطلاق "
زفر " فرديغة " بقهرٍ وهو يقول :
- أرجوك اتركني من هذا الموضوع لا أريد التحدث عنه ، يبدو أنك تجهل كيد النساء ، المرأة بحد ذاتها نقمة ، والمغفل الذي يفكر بالزواج
فتح النقيب " أيمن " فاه بتعجب وهو يقول :
- ألهذه الدرجة تكره النساء ، والله أن المرأة كائن عجيب احترت في وصفه أنت تتهم من يتزوج بالحماقة و " أشرف " بالجنون
ارتسمت إبتسامة مرحة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- إذا أردت ألا تشكي من زوجتك ولا زوجتك تشتكي زوجتك منك إفعل مثلما فعل صديقي
نظر إليه النقيب وهو يسأل :
- وماذا فعل ؟
ابتسم " فرديغة " وهو يقول :
- أجعل شعارك " أفتح جيبك وأطبق فمك "
أطلق النقيب " أيمن " ضحكة قصيرة وهو يقول :
- من المؤكد أنك مبالغ في الوصف
نظر أليه " فرديغة " ثم غمغم :
- أنا لست مبالغاً أطلاقاً ، في إحدى المرات سمعتها تتحدث بالهاتف وتقول لصديقتها :أن المنجمة قالت لي بأن زوجي سوف يموت مقتولاً ، ولكنها لم تخبرني هل سوف تحكم المحكمة ببراءتي أم لا ؟ ما رأيك بهذا الحديث ؟
أطلق النقيب " أيمن" ضحكة مرحه وهو يقول :
- ربما تتمازح مع صديقتها ..
هز " فرديغة " رأسه نفياً وهو يقول :
- لا أظن ذلك ، في إحدى المرات رأيت في المنام أني في الجنة
ابتسم النقيب وهو يقول :
- من المؤكد بأنك رأيت زوجتك معك ؟
زفر " فرديغة " بغيض وهو يقول :
- من أجل ذلك علمت بأني أحلُم ، حتى في أحلامي تطاردني ..
أطلق النقيب ضحكة عالية ثم قال قبل أن ينهض :
- سوف أعد لك الشاي وفيما بعد أسمع بقية قصصك مع زوجتك .
ثم تركه وذهب للمطبخ .
**********************************
دخل النقيب " أيمن " مكتبه فوجد الملازم " أشرف " بانتظاره فهتف الأول :
- صباح الخير يا " أشرف " أعذرني على التأخير ولكن كنت ليلة البارحة أسهر مع صديقي " فرديغة" المجنون لقد طلق زوجته
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- خيراً فعل ، ألم أقلك مجنون الذي من يفكر بالزواج
نهض الملازم " أشرف " وهو يقول :
- جميع المسجونين في السيارة سوف يتم ترحيلهم إلى المحكمة
نظر أليه النقيب " أيمن " ثم قال :
- إنتظر قليلاً أريد أن أسمعك شيئاً قد وصلني ليلة البارحة .
جلس الملازم " أشرف " بينما أخرج النقيب " أيمن " من درج مكتبة شريط مسجلٍ ووضعه بجهاز التسجيل وقبل أن يضعه سأله الملازم " أشرف " :
- ما هذا الشريط ؟
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- دليلٌ جديد يضيف للقضية عقدة جديدة ، إنه إعتراف صوتي من " فؤاد عطية " ولكن الغريب في الأمر بأنه كأنه يتحدث مع المهندس " عصام "
ضغط النقيب على جهاز تشغيل المسجل ودهش الملازم " أشرف " بما يسمع ، فالذي كان يسمعه من أعجب الخيال .
***********************************
جلس عشرة من الرجال فوق أحد الجبال ببنادقهم ملثمين الوجوه ، هتف رجل منهم ويبدو أنه زعيمهم بصوت آخر :
- لقد تأخروا كثيراً ، الزعيم أكد لي أن أنتظره في هذا الطريق
نهض رجل آخر وهو يقول :
- لا تقلق يا سيدي سوف يأتون من هذا الطريق
ارتسمت إبتسامة شاحبة على شفتي الزعيم وهو يقول :
- أخشى أن يغيروا الطريق أو ...........
بتر عبارته فجأة حينما هتف رجل آخر منهم :
- لقد وصلوا يا سيدي
نهض الزعيم فلمح على الطريق الإسفلتي سيارة جيب تتقدمها سيارة وتتأخرها سيارة أخرى ، أخرج الزعيم جهاز لاسلكياً من جيبة ووضعه أمام فمه ثم قال :
- من مقر القيادة إلى صقر ، (الفريسة دخلت المصيدة ) .....حول
ثم أنهى الاتصال ووضع الجهاز بجيبه وهو يقول :
- هيا بنا يا رجال ساعة الصفر قد حانت
نهض الرجال على الفور وركب كل شخص دراجة نارية وانقسموا إلى قسمين ، سارت السيارات الثلاثة حتى اعترضت طريقهم شاحنة كبيرة ، توقفت السيارات دفعه واحدة ، خرج الملازم" أشرف" من السيارة الأولى ، وفجأة دون سابق إنذار أنهال عليهم وابل من الرصاص من كل صوب وكأنما السماء تمطر رصاصاً ، احتمى الملازم " أشرف " بإحدى السيارات وأخذ بإطلاق الرصاص تبادل رجال الشرطة أطلاق الرصاص مع الرصاص وسقط عدد كبير من رجال الشرطة ، أقترب الزعيم من سيارة الجيب وأطلق رصاصاً على القفل جعله ينكسر ويفتح الباب على مصرعية خرج " باسم " و
"حسام" من الجيب ، وفجأة ظهر الملازم " أشرف " وصوب مسدسه نحو " حسام " وهو يقول :
- قف مكانك يا " حسام " وأنت يا " باسم " المحكمة حتماً ستبرئك لان دليل براءتك قد ظهر
نظر إليه " حسام " بغيظٍ ثم قال :
- حسناً خذ هذه مني .
بمجرد ما نطق عبارته انطلقت رصاصة من الخلف أصابت كتف الملازم " أشرف " وأسقطته أرضاً ، أسرع " حسام " و " باسم " وركبا الشاحنة التي انطلقت بهما على الفور وبينما ركبا بقية الرجال سيارة الشرطة وانطلقوا خلف الشاحنة ، تأوه الملازم " أشرف " وأخذ يطلق النار بطريقة عشوائية ولكن دون جدوى ، فأخرج جهاز لاسلكي من جيبه .
********************************
دخلت الشاحنة أرضاً كبيرة وحولها سور وبها مجموعة من السيارات وفي وسطها فيلا قديمة جداً ، من يراها يعتقد أنها آيلة للسقوط خلال أيامٍ معدودة ، أما في الداخل فتختلف اختلاف كلياً عن مظهرها الخارجي حيث بالداخل مجموعه من المرات أشبة بشبكة العنكبوت ، توقفت سيارات الشرطة وخرج الرجال منها ثم انهالوا عليها بالرصاص حتى تفجرت جميع السيارات ، وأما الشاحنة فقد ضغط سائقها المنبه وبعد لحظات أنشق الجدار إلى نصفين دخلت الشاحنة خلفه ثم عاد كما كان ، خرج " حسام " وتبعه " باسم " وأستقبلهم رجل متوسط القامة وهو يقول :
- حمداً لله على سلامتك يا زعيم ، لقد اشتقنا لك
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حسام " وهو يقول :
- لقد نفذ الرجال الخطة على الوجه المطلوب دون أي خطأ يذكر يا " عباس "
أطلق " عباس " ضحكة مرحة وهو يهتف :
- هذا بفضل تعاليمك يا زعيم
صمت لحظة ألقى خلالها نظره على " باسم " وهو يقول بصوت خافت :
- لا أدري سبب إصرارك بالفرار مع هذا الشخص قد ندخل في متاهات ومشاكل مع الشرطة
ظهر الغضب على وجه " حسام " ثم أشار بسبابته وهو يجيب في حنق :
- إسمع يا " عباس " لا أسمح لك أطلاقاً بالحديث عن " باسم " بهذه الطريقة ، ثانياً " باسم " ضيفي
أزدرد " عباس " لعابة في جزع ثم غمغم :
- أنا آسف يا زعيم لم أقصد الاهانة
زفر " حسام " بشدة وهو يقول :
- دعنا من هذا الموضوع الآن أين " أبو شنب "
أجاب رجل على الفور :
- جاهز دائما وماكينتي تحت أمرك
أبتسم " حسام " وأقترب مع " باسم " ووضعها أيديهما في المكينة ضغط " أبو شنب " على زر فانفكت القيود تحسس " باسم على يديه وكذالك " حسام " بينما غمغم الأخير :
- أريدك يا " عباس " أن تجمع لي كل المعلومات عن مدير شركة " خالدكو للاستيراد والتصدير" الأستاذ " خالد درويش "
*********************************
دخل النقيب " أيمن " منزله مهموماً ، بينما كان " فرديغة " جالساً واضعاً رجله اليسرى على اليمنى يقرأ أحدى الجرائد ويضحك وحينما دخل رأى النقيب قال له :
- تعال بسرعة إسمع هذه النكتة
أشار إليه النقيب بيديه وهو يقول :
- أتركني الآن فليس لدي أي مزاج لسماع نكاتك السخيفة .
امتقع وجه " فرديغة " ثم قال بقهر :
- خيراً ، ما الذي حدث لك وعكر عليك صفو خاطرك ؟
زفر النقيب " أيمن " بشدة وهو يقول :
- لقد هرب اليوم مجرمان من السجن وأصيب الملازم " أشرف " و .............
قاطعه " فرديغة " بابتسامة بلهاء قائلا :
- إهذا الذي ضايقك فقط ؟ أستمع لهذه النكتة وسوف يزول همك
صمت قليلاً ثم استطرد قبل أن ينهض :
- دكتور في مستشفى المجانين دخل على أحدى المرضى فوجده يكتب رسالة فسأله الدكتور : ماذا تفعل ؟ فقال المريض : أكتب رسالة لنفسي ، أبتسم الدكتور وسأله : أخبرني إذن ماذا بها ؟ نظر إليه المريض بتعجب ثم قال : لست أدري فلم تصلني الرسالة بعد
أطلق " فرديغه " ضحكة عالية وهو يقول :
- لابد أن النكتة قد أعجبتك
زفر النقيب " أيمن " بغيظٍ وهو يقول :
- أرجوك أتركني لا أريد أن أستمع إلى المزيد
ولما أراد النقيب " أيمن " الانصراف أمسك به " فرديغة " وهو يقول :
- أنتظر لحظة أسمع هذه أيضاً
ألتفت إلية النقيب وقد كظم غيظه وهو يقول :
- هات ما لديك بسرعة
ترك " فرديغة " معصم النقيب " أيمن " ثم قال :
- أشترت أحد السيدات في أمريكا دواءاً لزوجها وآخر للهرة ، وبعد أن انصرفت عادت وقالت للصيدلي : أرجو أن تكتب لي كل دواء لمن خوفاً من حصول خطأ فيتضرر الهر ، ما رأيك بهذه المرأة ، تخشى من ضرر الهرة ولا تخشى ضرر زوجها ، وأحد النساء سألت صديقتها : أصحيح زوجك صدمته السيارة ؟ قالت المرأة : نعم ولكن لله الحمد وجدت في جيبة كامل مرتبه ، لماذا أنت ساكت لا تضحك .
ألتفت " فرديغة خلفه فلم يجد النقيب " أيمن " فغمغم في غضب :
- أين ذهبت ؟

جلس " حسام : على الشرفة المطلة على الشارع العام بينما دخل " عباس " عابس الوجه فبادرة
" حسام " قائلاً :
- ما هي الأخبار ؟ هل استطعت الحصول على معلومات كافية ؟
ولكن " عباس " تجاهله مما جعل " حسام يهتف بحنق :
- ما الذي حدث ألم تسمعني ؟
صمت " عباس " طويلاً وبدأت على ملامحه التفكير العميق ثم لم يلبث ألا أن عزم أمره وقال :
- لا أعتقد أننا نستطيع التغلب عليهم في الوقت الحالي
نهض " حسام " من مقعده وهو يقول :
- ولماذا ؟ ما السبب في ذلك ؟
مط " عباس " شفتيه في أسى ثم غمغم :
- لأن " خالد " مدير شركة " خالدكو للاستيراد والتصدير " أحد رجال " الأشرم "
كان هذا الخبر بمثابة صاعقة أخرست " حسام " ثم أطلق ضحكة عالية وهو يقول :
- أخيرا القدر جمعنا مرة أخرى ، لقد انتظرت هذا اليوم طويلاً
هتف " باسم " بصوت أقرب إلى الهمس :
- ومن يكن " الأشرم " هذا ؟
نظر إليه " حسام " ثم قال وغضب الدنيا تحمل كل كلمة من حديثة :
- " الأشرم " من اخطر العصابات على الإطلاق ، لقد خطف " الأشرم " ابنتي الوحيدة وهو السبب في إدخالي السجن
صمت لحظات ثم قال موجهاً حديثه " لعباس " :
- أذهب الآن وجهز الرجال سوف نهاجم وكر " الأشرم " في الغد




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 04:13 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


7 -


توقف النقيب " أيمن " أمام إحدى حجرات المستشفى ثم طرق الباب وانتظر لحظات حتى سمع الملازم " أشرف " يقول له :
- تفضل بالدخول
دخل النقيب " أيمن " الحجرة ثم وضع باقة الورد التي يحملها على الطاولة بالقرب من الملازم
" أشرف " ثم قال :
- حمداً لله على سلامتك .
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- أتمنى أنك تحمل لي أخباراً سعيدة واستطعت القبض عليهم .
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا وهو يقول :
- للأسف ، لم نعثر على الشاحنة وكأن الأرض انشقت وابتلعتها ، وكذالك سيارتنا لم نعثر على أي أثر لها
صمت لحظة ألقى خلالها نظرة من النافذة ثم استطرد :
- ولكن لازال البحث جارٍ نأمل أن نجدها في القريب العاجل
لم يدر النقيب بأن " باسم " يمر بأصعبِ أوقات حياته وقد تنتهي حياته للأبد
**********************************
خيم صمت على أحدى المناطق المنعزلة عن السكان وتوقفت مجموعه سيارات أمام سور وبداخلة مستودع كبير بينما هتف رجل منهم :
- أأنت واثق من هذا المكان يا " عباس " ؟
أومأ " عباس " برأسه إيجابا وهو يقول :
- تمام الثقة يا زعيم والآن مجتمعين بالداخل
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حسام " وهو يقول :
- هذه فرصتنا أذن ، ولكن كيف سوف ندخل إلى هنـ .......
قاطعه " باسم " قائلا :
- أترك هذه المهمة لي و" لعباس "
ثم خرج من السيارة وهو يقول " لعباس " :
- هيا بنا
تقدم " باسم " وخلفه " عباس " جهة السور ثم رمى الأول بحبل طويل ارتبط بحدائد السور ثم تسلق " باسم " عبر الحبل حتى وصل حافة السور وتبعه " عباس " فمد " باسم " يده ليساعده على الصعود ثم قفزا برشاقة إلى داخل السور فوجئ الحرس بهما بادرهما " باسم " قائلا :
- مساء الخير
ثم مد يده لكي يصافح أول الرجال القريبين منه مد الرجل يده بتعجب فأسحبه " باسم " ثم كال له ركلة بقدمه اليسرى وأردف بلكمة في وجه جعله يسقط أرضا ، أحاط بقية الرجال " باسم " ولكن
" عباس " قفز وركل أحدهم بقدمه وهو يقول :
- أنا هنا
مال عباس جانباً متفادياً انقضاض أحد الرجال وأصطدم الرجل " بباسم " الذي استقبله بلكمة كالقنبلة في وجه وأخرى بأنفة ثم أعقبهما بركلة فولاذية ، في نفس الوقت كان " عباس " يلكم رجل في معدته ثم يركله ركلتين متتاليتين جعلته يسقط أرضا أمسك " باسم " بالرجل المتبقي وأحاط ذراعه حول عنقه وهو يقول :
- أخبرني أين " الأشرم " وإلا سوف أقتلك بيدي هاتين
أشار الرجل بسبابته إلى المستودع وهو يجيب بصوت متحشرج :
- أنه في ذاك المستودع
كال له " باسم " لكمة في مؤخرة رأسه أقدته الوعي ثم تركه ليسقط أمامه بلا حراك ، ثم قال موجهاً حديثة " لعباس " :
- أذهب أنت للمستودع وأنا سأفتح الباب للرجال
أومأ " عباس " برأسه إيجابا ، ثم أنطلق جهة المستودع وجنح الظلام يستره ، أقترب أكثر من المستودع ولكنه توقف حينما رأى رجلين واقفين أمام المستودع فأنقض عليهما كأسد ثائر كال للأول لكمة كالقنبلة وأخرى في صدره وركلة ثالثة في فكه ، هجم الرجل الثاني على " عباس " الذي تفادى انقضاضه بمهارة فائقة بقفزة جانبية أعقبها بركلة على أنفة وأخرى على صدره أسقطه أرضاً فاقد الوعي ، ثم تقدم ودفع الباب بهدوء ، دخل عباس بسرعة كسرعة البرق ثم صعد فوق الكراتين وأخفض رأسه وهو يسترق النظر فوجد رجل يجلس على كرسي من ذهب وحوله مجموعه من الرجال يحيطون برجل آخر قال الرجل الجالس على الكرسي بصوت جهوري :
- لقد انتهيت يا " خالد " ، كثرت أخطاؤك ، وأصبحت نقطة ضعفنا الوحيدة وفشلت في عدة مهام أوكلت لك
ازدرد " خالد " لعابة بجزع وهو يغمغم :
- أرجوك يا " أشرم " أعطني فرصة أخيرة
أطلق " الأشرم " ضحكة عالية وهو يقول :
- أشرح له يا مستشاره جزاء من يخطىء مع " الأشرم " بماذا نكافئه ؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي المستشار وهو يقول :
- رصاصة على الرأس مباشرة
أعقب حديثة بإخراج مسدسه من جيبه أرتجف جسد " خالد " وبدأ الخوف والذعر في كل لمحة من وجهه ثم لم يلبث أن غمغم بصوت خانق :
- ما الذي تنوي فعلة يا مستشاري ؟
أطلق المستشار ضحكة عالية وهو يقول :
- سوف تلحق بالمهندس " عصام " لقد حذرتك أكثر من مرة ، لقد عانيت معك مرارة الذل والأهانه ستذهب إلى مكانك الطبيعي .
ثم رفع المسدس باتجاه " خالد " بينما اتسعت عيني " خالد " في رعب وهو يقول :
- أرجوكم لا أريـ .........
أخرست رصاصة انطلقت من مسدس المستشار لتستقر في رأسه واردته قتيلا بلا حراك ، وفجأة دخل رجلاً مسرعاً وهو يقول :
- يا " أشرم " " حسام " ورجاله في الخارج يهاجموننا من كل صوب
نهض " الأشرم " من مقعدة الوثير وهو يقول بدهشة عامرة :
- " حسام " كيف أستطاع الخروج من السجن ، انطلقوا بسرعة أقضوا علية
تقدم " الأشرم " قليلا وحينما وقع الضوء على وجه " الأشرم " شلت المفاجأة " عباس " وقال ببطء وتردد :
- أمعقول هذا ؟ عم " حسن " حارس " خالدكو للاستيراد والتصدير " هو نفسه " الأشرم "
خرج الرجال مسرعين ولكن تراجعوا للخلف حينما انهال عليهم وابل من الرصاص فاحتموا داخل المستودع ، وأخذوا يتبادلون إطلاق الرصاص مع رجال " حسام " ، ، وفجأة ظهرت طائرتين تمطر رجال " حسام " ركض " حسام " ورجاله واحتموا خلف أحد السيارات القديمة ، رأى " باسم " دبابة كبيرة فانطلق نحوها متفادياً رصاصاً منطلقاً من رجال " الأشرم " قفز " باسم " قفزة بهلوانية إلى داخل الدبابة ، ثم صوب بندقيتها نحو أحد الطائرتين فانطلقت منها قذيفة أصابت هدفها لتسقط أشلاء الطائرة الأولى وقبل أن تطلق الطائرة الثانية أيَّ صاروخ كانت قذيفة قد انطلقت من الدبابة أصابتها جعلتها تنفجر في السماء ، ثم أنطلق بالدبابة وأخذ يطلق القذائف باتجاه رجال " الأشرم " الذين بدوا بالتساقط الواحد تلو الأخر ، رمى أحد رجال " الأشرم " قنبلة يدوية داخل الدبابة ودوى انفجار هائل وقبل الانفجار بثانية كان " باسم " قد قفز منها بمهارة فائقة ، ، أخذ رجال " الأشرم " يرمون القنابل باتجاه رجال " حسام " الذين بدأوا يتشتتون ، أخذ " باسم " مدفعاً رشاشاً من
" حسام " وهو يقول صارخاً :
- أنا سأهاجمهم من الأمام وأنت من الخلف
ثم أنطلق "باسم " مسرعا وقبل أن يصل إلى مرادة أضيء المكان بالأنوار الساطعة ، جعلت " باسم " يضع كفه على عينيه من شده الإضاءة ثم سمع صوت يقول لهم :
- ارمو أسلحتكم ، أوقفوا القتال ، وألا قتلناهما
نظر " حسام " و " باسم " فوجد " حسام " أبنته بين يديهما وكذلك " سلوى " قال " حسام " على الفور وبدون تردد :
- ارموا أسلحتكم ، ارموا أسلحتكم
رمى الجميع أسلحتهم بينما هتف " باسم " :
- هل تعتقد بأنك سوف تنجو بأفعالك هذه و ..........
قاطعه " الأشرم " قائلا :
- " باسم " أيضاً هنا يبدوا أنكما قد تعرفتما على بعضكما البعض في السجن
نظر " باسم " في وجه " الأشرم " ثم تراجع مصعوقا للخلف وهو يهتف بصوت خافت :
- عم " حسن " ، لا هذا غير صحيح من المؤكد أني أحلم
أطلق " الأشرم " ضحكة مدوية اهتز لها المكان وهو يقول :
- لا أنت في واقع أنا " الأشرم " أنا الذي قتلت ونهبت وسرقت ، نعم أنا الذي جعلت الجميع يهاب مجرد سماع أسمي ، ظهرت لكم بشخصية " حسن المفتح " حارس الشركة الذي مديرها يعد أحد رجالي أليس ذالك مضحكاً ؟ سوف أقضى عليكما معا هنـ ...
قاطعته طلق رصاصتين أصابت الرجل الممسك بالمسدس الذي كان يسوق " سلوى " و ابنة "حسام"
فأسقطته أرضا ، لم يكن الذي أطلق الرصاص سوى " عباس " ثم قال بابتسامة :
- دائما تنسوا تواجدي
ثم نظر إلى رفقائه وهو يتمتم :
- أكملوا ولا تقلقوا بشأنهم
تناول رجال " حسام " أسلحتهم وأخذوا يتبادلون أطلاق الرصاص مع رجال " الأشرم " ، وفجأة سمع الجميع أصوات سيارات الشرطة ، هرب " الأشرم " على الفور ، ولكن " باسم " ركض خلفه دخل " الأشرم " المستودع وتبعه " باسم " أعترض طريق " باسم " ثلاثة من رجال " الأشرم " كال للأول لكمة كالقنبلة ومال جانبا متفاديا لكمة الرجل الثاني وركلة بقدمه اليسر أسقطته أرضا ، أخرج الرجل الثالث خنجراً وأخذ يلوح به في وجه " باسم " ثم أنقض علية ، مال " باسم " جانبا متفادياً انقضاضته ثم قفز ناحيته بحركة بهلوانية وقبض ذراع الرجل الممسكة بالخنجر وأخذ يضرب بها بالجدار حتى أفلت الرجل الخنجر ثم كال له عدة لكمات ثم تركه ليسقط فاقد الوعي ، لهث " باسم" بصعوبة وأخذ يبحث عن " الأشرم " بينما كان الأخير مختبئاً خلف مجموعة من الكراتين ، فقز
" باسم " من فوق الكراتين على " الأشرم " وكال له لكمة على وجه وأعقبها بأخرى على صدره ، سقط " الأشرم " على بطنه ، وحينما أقترب " باسم " منه تدحرج " الأشرم " وكال " لباسم " ركلة بمعدته بمرونة لا تدل على كبر سنة ، وأعطى له ركلة أخرى في وجه جعلت " باسم " يترنح قليلاً ، نهض " الأشرم " وأنقض على " باسم " ولكن هذا الأخير قد مال جانبا متفاديا انقضاضه الأول ، ارتفعت قدم " باسم " اليسرى لتركل وجه " الأشرم " وتراجعت في حركة دائرية وركلته مرة أخرى جعلته يترنح ثم أنقض " باسم " علية وانهال علية باللكمات بكل ما أوتي من قوة حتى أمسك به النقيب وهو يقول :
- سوف تقتله وتدخل السجن من أجله
نهض " باسم " وقال بغيض :
- أنه يستحق الموت و .............
بتر عبارته إثر رؤية زوجته " سلوى " تنادي فألتفت إليها وركض إليها وحضنها بشوق وحب وحنان وهو يقول :
- لقد اشتقت إليك كثيراً
دخل الملازم " أشرف " ويده قد لفت وخلفه " فرديغة " وأقتحم رجال الشرطة المكان بينما غمغم النقيب " أيمن " قائلاً :
- " فؤاد عطية " هو القاتل لقد أعترف بكل شي وانهار أيضاً ، وأعترف بأن " حسام " أيضاً بريء وهو الذي وضع المخدرات في منزله وبلغ علنه .
هتف " حسام " بسعادة وهو يقول :
- أنا اليوم أسعد إنسان بالوجود أبنتي قد عادت إليّ وبراءتي ظهرت
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- وجدنا أداة الجريمة وعليها بصمات " فؤاد " لو انتظرت قليلاً لظهرت براءتك
هز " باسم " رأسه نفياً وهو يقول :
- القانون لم ينصفني ، لم أتمالك أعصابي حينما علمت بخطف زوجتي
قالها وطبع قبلة حارة على يديها
أطلق " فرديغة " ضحكة عالية مما جعل الجميع ينظر إليه بدهشة بينما قال النقيب بحيرة :
- ما الذي يضحك ؟ أجننت ؟
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- لقد تذكرت موقف طريف حدث لي
في أحدى المرات قلت لفتاه : وجهك جميل كالقمر قالت لي الفتاة : ليتني أستطيع قول ذالك عنك ، قلت لها : كوني كاذبة مثلي
ضحك الجميع وفجأة ودون سابق إنذار أطفئت الأنوار بغتة مما لجأ الجميع للصمت ، وأضيئت بقعة في الجدار بلون بنفسجي ، اتسعت عينا " باسم " برعب وأنقض على " الأشرم " وهو يقول :
- ما هذا ؟ أهي لعبة جديدة منك
أزدرد " الأشرم " لعابة بصعوبة وهو يقول :
- أقسم لك بأنني لم أفعل ............
بتر عبارته أثر خروج مخلوق عجيب وجهه شاحب كوجوه الموتى ، ولون بشرته يميل إلى الرمادي الداكن له أسنان وأنياب طويلة على نحو مخيف ، وله قرنان صغيران بارزان من جانبي رأسه ، نظر الجميع للمخلوق في هلع ، بينما اتسعت عيني " فرديغة " برعب وهو أخذ يتراجع وهو يقول :
- ما هذا ؟ لابد أنني أحلم ، لا هذا كابوس ، مستحيل أن يوجد كائن مثل هذا على وجه الأرض
ثم سقط على الأرض منهاراً وهو يقول :
- ليتني لم أحضر معك و .......
بتر عبارته حينما رأى المخلوق ينظر إليه بغضب ثم نظر المخلوق إلى البقعة التي خرج منها فأشار بيده فخرج منها طفل قد تجاوز العشر سنوات بقليل جميل الهيئة والمظهر كالقمر الساطع نظر الطفل إلى " باسم " وسلوى " نظرة ذات معنى ثم أقترب منهما وقال لهما بصوت هادئ وهو يشير إلى باسم و" سلوى " :
- أنت " باسم أمير " وأنتِ " سلوى سمير "
أومأ برأسهما إيجاباً ، ألقى الطفل نظر للجميع الذين ظلوا صامتين من هول المنظر ثم عاد وألقى نظرة أخرى إلى " باسم " و " سلوى " وهو يقول :
- ألم تتعرفا علي ؟
أخذ الطفل يسير بين الجميع وهو يقول :
- أنا الذي دفعت تكلفة العملية
صمت لحظة وأشار إلى النقيب " أيمن " وهو يكمل :
- وأنا الذي كنت أزورك في البيت وأظهر لك شاشة السينما ، وأنا الذي أرشدتكم إلى أداة الجريمة وأرسلت لكم تسجيل صوتي لاعتراف " فؤاد عطية " بعد أن جعلته ينهار ويسلم نفسه أيضا ، وأنا الذي أخبرتكم بمكان " الأشرم " ، أنا الذي فعلت كل هذا
ارتعدتا شفتا النقيب " أيمن وهو يقول :
- لماذا فعلت هذا ؟ ومن تكون ؟
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي الطفل وهو يقول :
- الإجابة على أسئلتك يا سيادة النقيب عند " باسم " و " سلوى "
ركز الجميع النظر إلى " باسم " و" سلوى " بينما الأول قال :
- نحن ! كيف ؟ لم أفهم شيئا ؟
أطلق الطفل ضحكة قصيرة بينما هتفت " سلوى " :
- من المؤكد أنه هو قلبي يحدثني بذلك
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " وهو يقول :
- من تقصدين ؟
ازدردت " سلوى " لعابها بصعوبة وهو تقول :
- طفلنا يا " باسم "
زفر " باسم " بشده ثم قال :
- ألا زلتِ تذكرينه ، ألم نر جثته عند الش...........
قاطعه الطفل قائلا :
- ما تقولة أمي صحيح يا أبي ، أنا طفلكم الذي خطفة " البركين " وقد ساعدتكم بكل نفوذ الجان الذين أعيش معهم
كان هذا الخبر بمثابة قنبلة أخرست الجميع ، انقبض قلب " سلوى " واحتبست غصة في حلقها وهي تمنح صوتها كل ما تبقى من الشجاعة والقوة وهي تقول :
- أنت طفلي الذي خطفة " البركين " قبل عشرة سنوات ، ولكننا رأينا جثتك
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الطفل وهو يغمغم :
- هذه الخطة قد عملها " البركين " لكي تيأسوا من البحث عني ، ولان " البركين " اعتبرني من اللحظة الأولى مثل أبنه فساعدني بكل ما يملك من نفوذ حتى أظهر براءة والدي وشفاء والدتي
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- تعال يا بني إلى حضني لقد أشتقت أليك كثيراً .
أحتضن " باسم " أبنه وكذلك " سلوى " بينما ساق رجال الشرطة أفراد العصابة وهتف
" فرديغة " الذي ازدادت حيويته في صوت خافت :
- بهذه المناسبة سوف لابد أن أسمعكم آخر نكته على الإطلاق ، أراد أحد المعلمين وقد كان أصلع الرأس ، أن يظهر لتلاميذه بأن شمشون الجبار قد أشتهر بقوته وأن مرد ذالك إلى طول شعره ، فأشار إلى رأسه قائلا : أشتهر شمشون الجبار بشيء ليس عندي ، فما هو ؟ فقال أحد التلاميذ : العقل يا أستاذ
ضحك الجميع بمرحٍ ودون استثناء


تمت ولله الحمد


ودمتم في حفظ الله ورعايته



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-13, 11:06 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت ذه رواية الأسبوع الفصحى والمرعبة في نفس الوقت

نرجو انها أعجبتكم ولم ترعبكم كثيراً



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البركين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.