جواب مقترح لأسئلة كثيرة

[عبد الكريم أحمد]

كبداية : لا أعرف لمن أكتب أو لماذا

كثيرا ما نقرأ بعض القصص أو الروايات التي تتحدث عن مواضيع قريبة من حياتنا الشخصية ولكننا نتفاجئ من سطحية الكاتب وعدم مقدرته على الولوج إلى أعماق الحالة التي يكتبها ، وكثيرا ما نظل نشعر بالحواجز الزجاجية المغبرة التي تفصلنا عن واقع الرواية ، ثم ومع تنوع قراءاتنا نسأل أنفسنا لما تلك الرواية دون غيرها هي التي أثرت فينا وحُفِرت في ذاكرتنا ؟ لما تلك القصيدة دون غيرها تتراءى لنا في الصحو وفي المنام ؟ لم نبكي مع هذا الروائي الذي لا يسعى إلى دموعنا ؟ بينما لا تتحرك مشاعرنا مع الروائي الذي يجهد نفسه لإبكائنا ، لم نضحك هنا ولا نضحك هناك ؟ لما نغضب هنا ولا نغضب هناك ؟ لم ولم ولم ...
كثيرٌ من الأسئلة الحائرة وخاصة للذين يكتبون أو يريدون الكتابة .. في الماضي بحثت عن الأجوبة في الأسلوب وفي الحبكة وفي اللعب الروائي وفي استخدام الضمائر و في كل أساليب الفن الروائي وهو ما لا أنكر قيمته الكبيرة في العمل الأدبي ، إلا أنه هناك الكثير من الأعمال التي تلتزم أساليباً فنية وأدبية رائعة ، ولكنها مع ذلك لا تترك في القارئ ذلك الأثر الذي تتركه غيرها...
في الحرب " وبسبب أحداث لا مجال لذكرها" أزعم أنني وجدت الجواب .. وهو الصدق، أي أن يروي الإنسان ويكون صادقا تجاه نفسه أولاً وتجاه من يروي له ثانيا، وأن يبتعد عن الاصطناع وتطويع اللغة ، أن يبتعد عن تغليف مواضيعه بطبقات دهنية تخفي ما يضمره في صدره تجاه نفسه وتجاه شخصياته وتجاه موضوعه .
الموضوع كبير جدا ومتشعب وقد كنت أريد التوسع في الموضوع أكثر من ذلك ، ولكن الهدوء الغريب وتراجع معدل القصف يثير في قلبي شعورا لتصديق ما سرب عن هجوم كيميائي وشيك وهو ما لا يمنحني قدرة على التوسع والإطالة ،لذلك سأحصر باقي الموضوع في نقطة واحدة، فـ أقول وأجري على الله فيما أقول :
إن أكثر الموضوعات انتشارا في المنتديات الأدبية /بشكل عام / حسب معرفتي القديمة نسبيا بسبب انقطاعي عن عوالم النت لفترة ليست بالقصيرة ، هي الموضوعات الرومانسية بشكل يصدع الرأس أحيانا ، ولا أريد أن يفهمني أحد أنني أهاجم هذا النوع من المواضيع ، لا أبداً فمن خلال علاقة حب يمكن سرد تاريخ ثورة ، وإنما بقولي هذا استهدف التالي :
1-يمكن للقارئ الحذق أن يكتشف بسهولة بالغة أي الكتاب يكذب وأيهم صادق فيما يروي ، أَيُهُم يكتب لأنه يريد أن يقول الحقيقة وأَيُهُم يكتب ليكذِب ، أيُهُم " يكذب ليقول الحقيقة كما كان غسان كنفاني " وأَيُهُم يكذب ليقال أنه يَكتُب .
2-أكرر أن أكثر المواضيع انتشارا هي الرومانسية ، وأكثر من يكتبها الإناث "ولا أنكر عليهن ذلك " بل أقدره وأرفعه عالياً لأنهن النسبة الأكبر ممن يكتب في المنتديات ليس لغلبة النساء عددياً على الرجال في عالمنا ، بل لأن نسبة كبيرة من الشباب تبحث في نفس الموضوع في مواقع أخرى وبطرق أخرى لا يستخدم فيها القلم ، ولكن بسبب طبيعة مجتمعاتنا فإن الكاتبات غالباً ما يملن إلى "درء الشبهة " عن أنفسهن فيغلفن ما يكتبن بطبقة تخفي ذواتهن ومشاعرهن خلف هذه الطبقة وهذا ما لا يخفى على القارئ فيبدو النص منفصلاً عن القارئ وعن الكاتب في آن معاً .. فتفشل الكاتبة في إيصال ما تريد لكل من تريد .
ومؤكدٌ أنني لن أقول أنني قرأت شيئا ما دعاني لكتابة ما كتبت.

إلى الذين لا أعرفهم وإلى نفسي التي لا تعرف لما تكتب وماذا تكتب

كن صادقاً ولا تكذب

[أحلامها]

بالضبط

مايترك اثرا فينا هو مايجسد رغباتنا وافكارنا بدون تمويه او (تبرء من الفكرة او حتى الصاقها كتهمة باحدى شخصيات الرواية)

واعتقد ان الصدق وحده هو ماجعل احلام مستغانمي تحلق في سماء الادب


مقال رائع اخي الكريم
وفقك الله