آخر 10 مشاركات
تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree132Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-13, 04:19 AM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




في أحدى قـاعات الدراسـة كـانت تـجلس تـلك الـشابة ذات الـشعر الأشقر الذهبي المنسـدل
على ظـهرهـا بكل تـموج في إحـدى المقـاعد المنتشـرة بكـثرة ، تـحمل بين أنـاملها الطـويلة دفتـرا
تـسجـل فيه محـاضـرات التي كـانت غـائبة فيهـا ، رموش طـويلة و عينين سـاحرتين ، تـلك الشـابة هي
كليـر غلوري ابنة أشهـر مقـاول في لندن بـأكملها ، يمتلك شـركته الخاصة و أخت أكبر زيـر نسـاء
كـانت تـكتب بـعدم إهتمام عنـدما لمحت صـورة صـغيرة تسقط من ذلك المـلف الموضوع جـانبا ، حملتها و
نـظرت إليهـا .. كـانت صـورة عـائلية قـديمة ، آرثر يجلس في الأرض ممسـكا بالكـرة و يضـع ذراعه حول
فـلور المبتسمة بكل مرح بينمـا هي و ماري تضحكـان و فمهما مـليء بالحلوى في حين أن جونـاثان و
روي يقومان بالشواء أمـا سيدة ليكسي كانت تـبتسم بكل سـعادة مـراقبة إيـاهم ، التقطت هذه الـصورة
من قـبل والدة فلور و مـاري ، قبـل ثـمان سنوات .. لكن فـعلا كم تـمر الأعوام بسرعة ، هاهم الآن كل
واحد فيهم منشـغل بـمشـاكله
تنهـدت كليـر بغيض و أعادتها إلى مكانها ، لما وضـع آرثر الـصورة في الملف ؟ إنها قديمة كمـا أنه يـكرهها
لأنها تذكره بـإعجـابه الأول فلور ، همست بـبرود
ـ سيليا ؟ أتسـاءل كيـف ستكون ردة فـعلها عنـدما تـعلم بـأحـوال أبنتيها المثيرة لشفقة ،
أسندت رأسها على الطـاولة بـتعب و أغلقت عينيها ، عـائلة روبرت مليئة بالمشـاكل من أسفل جذورها
إلى أعـلاهم فكيف استطاعت ماري أن تحـافظ على ربـاطة جـأشها وسط كل هـذه الجلبة ؟ لو كـانت هي
لانهارت من أول عـقبة تلقـاها لكن ربمـا هي تتحمل الآن لآنه يوجد بجانبها نايت شيطـان بنفسه فلن
يسمح لأحد بإذائها
كم تتمنى لو تحض برجل مثـله ، قـوي الشخصيـة شـديد الغـموض و قـليل الكـلام كمـا أن جـاذبيته لا
حدود لها إنه بمثـابة فـارس أحـلام لجميع النسـاء ، همست باستياء
ـ لو أنني تـلقيت دعوة لزفـاف سيدة إليزابيث و سيد كـايل لكـان الآن لي ،
شهقـت فجـأة لمـا أدركت أنها نسيت كـتابة بـقية الملاحـظات، كيف لها أن تنغمس في ذكرياتها لهـذه
الدرجـة ؟ ابتسمت فجـأة بهدوء و هي تحدث نفسها
ـ كم اشتقت لتلك الأيـام كـان كل شيء بسيطـا خليـا من أي تـعقيد يـا ترى هل كان ذلك سحر سيليا ؟

~.~.~

عندما أسدل الـظلام ستائره و أغلقت جميع أنوار الـسماء بـأشعتها، في أحدى الأماكن المهجورة بإحدى الـقرى البـعيدة
كان يقف ذلك الشـاب ذو الشعر البني أمام أحد المباني القـديمة و شحوب وجهه واضح للعيـان،
يـرتدي قبـعة و معـطفـا ليخفي ملامحـه بينما يـحمل بين يديه رسـالة بيـضاء لم يذكر فيها الكثير من الأشيـاء ،
تـقدم أكثر بخـطوات متـرددة خـائفة ثم فـتح البـوابة .. صـناديق فـارغة كثيرة و أرض ممتلئة بالغـبار بينما توجد
عدة أوراق مرمية ،
خـطوتين ، ثـلاث ثم عـشر وجد نفسه يقف أمام كرسي خشبي يبدوا و عكس هـذا المكان حديث الوضع به
قـليل من الدماء الجـافة ، اتسعت عينيه بـرعب عندما لاحظ وجود عصى حديدية بها أثـار لدماء و كاد أن
يعود أدراجه لولا سماعه لصـوت سـاخر بـارد و مرح في آن واحد
ـ آوه ، هل سوف تـرحل بهذه البساطة ؟ لكنني لم أضفك بـعد أرجوك أجلس
ظهر من وسط ذلك الـظلام شـاب لم يكن يلمح منه سوى ظله الذي استطاع الغـروب أن يرمي أشعته عليه
قبل الـرحيل ، ظل طويل و نبرة بـاردة متهكمة ذكرته بشخص ما ، قـال بـصوت غـاضب
ـ ما هـذا ؟ لو كـنت أعلم أن مكان اللقـاء بهذا المستوى من الانحدار لما أتيت ثم أتظنني شخصـا غبيـا لأجلس
بجانبك أحتسي القهوة بعد رؤية هذا المنظر ؟
تـقدم شـاب آخر يلف قدمه بقـطعة قمـاش و يسندها بـعصا حديدية ، ابتسـامة خبيثة تـغزوا وجهه الـوسيم ،
ذو شعر أشـقر و عينين واسعتين حـاقدتين ، قـال ببـرود
ـ لا تـقلق فنحن لا نـؤذي أتـباعنا ما داموا يحسنون التصـرف أليس كذلك سيد ديميتري ؟
ابتسم شاب ذو الظل الطويل بسخرية شديدة و أومـأ بـرأسه ، فـاتجه الشاب ذو الشعر الأشقر ناحية ذلك
الـكرسي الخشبي و حمل العصا الحديدية بين يديه بكل اشمئزاز ، قـال بغيض
ـ أقسم أنني سوف أنتقم منك نايت ، كما تـرى يا سيدي فهنا قـرر نايت العفو عن حياتي و أريد أن أرد له
الجميـل فما رأيك بمفـاجـأة ؟
صمت سيد ديميتري قلـيلا و قد اتضح أنه هو الشـاب ذو الظل الطويل في النهاية ، صوب عينيه الحـادتين إلى
ذلك الشـاب الجديد الذي يرتجف في مكانه خوفا من أن يصيبه شـرهم و قـال بـصوت هادر متعـالي
ـ لا تكن غبي جايسون فالصـحافة لا تـزال تـسلط ضوئها عليك لذا دع التهور جانبا و لنهتم بالأمور بطـريقة ذكية ،
الآن يـا أيها الشـاب الصغير مرحبا بك في القطيع
شحب وجه الشاب ذو الشعر البني بشكل ملحوظ و كم تمنى لو أنه لم يتبع تعليمات تلك الرسالة المشئومة،
كم لام فضوله المجنون في تلك اللحظة و كم تمنى العودة بالزمن ، فيبدوا أنه من الآن و صـاعدا ستنتهي أيام
حياته الـطبيعية

~.~.~

بـعيدا عن الانتقـام ، بـعيدا عن الكـراهية و الحقد كـان الاثنين يـجلسان جـنبا إلى جـنب و تشاهد التلفـاز
بانسجام تـام و بالـرغم من أن الفـلم كان قـديما و خـاليا من أي مميزات لكنه استرعى انتباهها بطريقة أو
بـأخرى ،
بينما كان هو يحمل أوراقا وضعت عليها نوتات موسيقية و يبدوا عليه الانزعاج ، اقترب أكثر من فلور غير آبه
بنظراتها الحـادة كـأنها تترقب منه تصرفا واحد لتتهمه ، قـال بـفضول
ـ فلور ، ما رأيك ؟
سحبتها منه ببرود و بالـرغم من أنها لم تـفهم شيئا من تلك النوتات المكتوبة بكل فوضوية قـرأت كلـمات أغنيته
بداخلها ، كـانت متـناغمة مليئة بالمشـاعر كـأنها تتحـرك و كـأن الحيـاة قد دبت فيهـا ،
الكلمات التي تخفي ارتباكنا ، الدقائق التي نحدق فيها ببضعنا ،
الوقت الذي نمضيه سويا ، أتمنى أن يستمر لمدة أطول
يدك الممسكة بيدي حتى ودعتني في المـحطة الأخيرة
لطفك الغير مبالي يجعلني سـعيدا
و إن كانت هـذه قصة خيـالية فعلى الفور سوف أحلق معك صـانعا أحلامـنا
كل وقت ، كل يوم ، كل شيء
فحتى لو لم أقل هـذا لك بـطريقة مناسبة ، أدركي أنك مكاني المميـز
نـظرت إليه ، لا يمكن لكلمـات مثل هـذه أن تخـرج من فم شخص بمثل هـذا الـبرود كيف استطاع أن يكتب أغنية
كـهاته ؟ ابتسمت بـلطف و لم تستطع أن تـخفي هـذه المرة تعـابيرها المسترخية ، لو كـان شخص آخر لظنته
واقعا في الحب لكن و بما أن هذا صدر من قبل ويليام فتصديق ذلك مستحيل ، لذلك أجابته بنبرة متعالية غيرصادقة
ـ ما هـذه القمـامة ؟ أتسمي هاته أغنية ؟ أأنت فعلا مشهور ؟ يـال خيبة الأمل
شحب وجه ويليام و اختفت ابتسامة التي زينت شفتيه ، أمسك بتلك الورقة بين يديه بـفقدان أمل ، لقد
أعاد الكلمات مرارا و تكرارا و لم ينجح يبدوا أنه مجبر على إنشاء أغنية ثنائية مع أوسكار في النهـاية ، وقف
بـإنكسـار و كاد أن يرحل لولا أن فلور أمسكت قميصه من الخلف في أخر لحـظة ، استدار ناحيتها فـوجدها
مبتسمة بكل مرح
ـ لكنها من أروع ما قـرأت ، أريد أن أكون أول من يستمع إليها ويليام
رمقهـا بدهشة غـير قـادر على تصديق أن أغنيته قد نالت إعجاب فلور ، التي تعتبر نفسها منافسته ، فابتسم
بـراحة كـأن جبـالا قد انزاح من فوق كتـفيه اقـترب منها و احتضنها بقـوة ثم أخذ يدور بها في الأرجـاء بينما
صـوت ضحكـاته يتـعالى ، بـعد أشهـر من عـناء ، بـعد أيـام و ليـالي من السـهر قد استطاع أخيرا أن يكتب أغنيته
هـكذا ربما قد يستطيع أن يقنع شركته بـفسخ عقد شـراكته مع أوسكار ، لن يضطر للعمل معه ، ضحك بـفرح شديد
و تـرك فـلور لتسقط على الأريكة ممسكة بـرأسها ، ركض ويـليام إلى غـرفته صـارخا بـحماس
ـ في وجـهك أوسكـار ها ها
نـظرت فـلور إلى الأرض و وضـعت يدها على قـلبها بينما وجنتيها محمرتين بشدة ، نبضـاته المجنـونة تـكاد
تـكون مسـموعة لكل من في المبـنى ، ما هـذا الشيء الذي داهمهـا فجـأة ؟

~.~.~

كان نايت مستلقيا بكل راحة على ذلك العشب الأخضر و رائحة الأزهار العبقة تنسل بكل لطف إلى أنفه
بينما الـرياح تداعب شعره الحريري الأسود ، عينيه مركزتان على مغيب الشمس ، في حين كان صوت الأمواج
من أسفل المنحدر يـأتي كسيمفونية هادئة منومة
بينما ماري تقطف الأزهار بكل سـعادة ، من هـذا المكان العجيب الذي قد وجده نايت بالرغم من أن الـرحلة قد
استغـرقت الـيوم بـأكمله لكن لا بـأس مـا دام المـكان بهذا الـسحر الخيالي
ركـضت إليه و وضـعت وردة حـمراء صـغيرة على شـعره ثم ضحكت و أخـرجت هـاتفها لتلتقط بسرعة صـورة له ،
جلست بجانبه و استنشقت الهواء الطلق ثم عادت تنظر إلى نايت به من سحر هـذا المكان ما يجعلها غير
قادرة على إبـعاد عينيها عنه ، ربما سكونه الشـديد أو ملامح وجـهه الجـذابة
ربما الهالة التي حوله ، توحي بنوع من الإستقراطية القديمة و كبرياء موجع لحد الثـمالة .. ربما عينيه اللتّـان
تـنطقان بعـبرات شتى و غمـوض خـطير ، ربما جسمه الـرياضي و ربمـا الأسـرار التي يخفيهـا ،
عـادت تضحك على نفسها من بلاهتـها و وضـعت صورته خـلفية لهـاتفهـا ، يـاله من أمير نـائم جميـل قد
حضيت به و يـا ليته يبقى سـاكنا هـكذا فـما إن فتح فـمه حتى تتـشوه جميـع تـخيلاتها المـثـالية ، تـذكرت فـجـأة ويـليام و
فلور لقد قـال ويليام أنه سوف يذهب بموعد مع أختها لكن من الصعب تصديق كلماته المفعمة بالإرتباك ، قـالت بمرح
ـ أتعـلم نايت ، أنا قـلقة قـليلا على ويـليام و فـلورا فـهما لا ينسجمـان جيدا مـع بعضهما البعض
رمقهما ببـرود ، بـعد ان استمتعت و قـطفت جميع الأزهار ثم رقـصت حول المكـان و غنت بحمـاس تـقلق الآن عليهما ؟
أتـمزح ؟ لقد نستهما كليـا ، تـنهد بغيض و استدار إلى الجهة الأخرى كي يصبح وجهها مقـابلا لـظهره
و قد بدى الآن واضحا أن لا رغبة له بالحـديث معها فابتسمت ماري و عـادت تحـاول فـتح مـجالا للكلام مـعه
حتى و لو لثـواني
ـ نـايت ، لدي هـذه الـرغبة الـجـامحة التي تـحثني على محـاولة مـعرفتك ، أريد أن أعـلم ماذا تـحب و مـاذا تـكره
، لمـا اخترتني ؟ لما كل هـذا الـوجوم ؟ إنها أسئلة عـديدة تـجول ببالي
ابتسم بسخرية و وضع يديه خلف رأسه فوقفت ماري باستياء لكنها لم تـيـأس حتى لو كـانت المحـادثة من
طـرف واحد ، ركضت ناحية ذلك المـنحدر و وقفت على الحافة ثم استدارت ناحيته تنظر إليه و ذراعيها ممدودتين
بجانبها بينما الـرياح تهب حولها ، ابتسامتها و شفق يغطيها
ـ هيـه ألا يبدوا هـذا المشهـد مـألوفـا لك ؟
جلس بضجر و وضع يده على خـده بينما عينيه تراقبانها بكل ملل فـابتدأت هي بالغـناء مجددا ، أغنية سيلين ديون
المشـهورة ، ابتسم بـخفة عـندها قـالت بـكل درامية
ـ جـاك ، جـاك ..
شـعرت بالـراحة عندما لمحت ابتسامته و بالـرغم من أنها بالكـاد تـظهر على شفتيه لكنها مجرد بصيص أمل ،
مجرد أمل لمـاري أنه و في يوم مـا قد تستطيع كسر هـذا الجـليد المحـاط حول قلبه فـضحكت و عـادت تلتفت
نـاحية الـبحر، الأمواج تتلاطـم بعضها البعض قد وصـلت قطرات منها إلى حيث تقف ماري فقالت بهدوء و نبرة جدية
ـ نايت ، عنـدما يحين الـوقت المنـاسب أريد أن أخبرك بـشيء مـا لذلك إلى أن يحين ذلك الـوقت أرجوا أن تنصت فيه
إلى كلامي حتى النهاية ، إلى أن يحين الـوقت المنـاسب للاعتـراف بحبها له ، هل سيستمع إلى النهـاية ؟ هل سيتقبل
مشـاعرها بـصدر رحب أم يرفـضها ؟ نـظر إليها ببـرود ثم وقف ، اقترب من ذلك المنـحدر فبـدأت الـرياح بتحريك معـطفه في
كل اتجاه و خصلات شعره أيضـا ، رفع يده و وضعها على جبين ماري قـال بغموض
ـ أتعلمين و أن بـمقدرة هاته الـيد فقط أن تدفعك ؟
أمسكت يده الباردة تماما كـقلبه الخالي من أي دفء و اقتربت هي بنفسها من الحافة أكثر و على شفتيها
الـورديتين ابتسامة مفعمة بالحيوية و الأمل ، أمالت رأسها قـليلا و قـالت بمـرح
ـ لا بـأس فـأنا أثق بك
تنهد قد أخرسته بكلماتها البلهاء هذه للمرة الثـانية ، فـرفع أصبعه السبابة و أشار على السيارة المركونة
بـعيدا حيث أنها كانت مركونة باستقامة إذ أراد نايت أن يستند عليها خلال فترة جلوسه ، وضعت يدها على
جبينها كحركة عسكرية و ركضت إلى السيارة ، جلست على مقعدها منتظرة قدوم نايت ، إذ كان يلتقط معطفه
و يسير بخطوات كسولة جدا كـأنه غير راغب بالقدوم ،
فجـأة ظهرت سيارة مظللة من الـعدم بسرعة جنونية محـاولا استغلال فرصة وجود ماري لوحدها فالتفتت الأخيرة
لتراها و قد كانت قادمة من جهة اليسرى لسيارة حيث تجلس هي ، رفعت حاجبها باستنكار و قد تذكرت قيادة
نايت الجنونية عندما يكون غاضبـا كتلك المرة التي حضرت فيها حفلة الخمسين السنوية ، بينما شحب وجه نايت
بشدة فصـاح بنبرة حادة
ـ مـاري ، أخرجي فـورا
قطبت ماري و قد استاءت من تغير مزاجه بهذه السرعة ، فقد كان توا هادئا و مبتسما أما الآن فيصيح بها كمـا لو
كـأنها خـادمة له ، أجابته بنبرة متهكمة مسـتاءة
ـ لمـا ؟ كي تـذهب و تتـركني ؟
صـرخ بغـضب و عينيه تـراقبـان تلك السيـارة المسرعة مع نية مسبقة في القتل ، لقد بدى واضحا أن السائق يريد قتلهم من
إنحراف سيارته عن الطريق المفترض أن تسير عليه و سـرعته الجنونية ،
ـ مــاري
نـظرت إليه ماري بتسـاؤل و عينيها الـزجاجيتين الواسعتين تنـطقان بمدى استغرابها ، فهذه هي المرة الأولى التي ينطق فيها اسمها
هكذا مشبعا بالقلق فاحمـرت وجنتيها خـجلا بينما دخل نايت إلى السيـارة مسـرعا ، أمسك بـمعصم ماري و حاول سحبها ناحيته لكن
الوقت لم يسعفه ، فـلف ذراعيه حـولها و أغلق عينيه حين اصطدمت تلك السيارة بهما لكي تنقلب مرارا و تكرارا قبل أن تسقط في
ذلك المنحدر ، ترددت كلمـاتها العفوية كالصدى في أذنه

لا بـأس فـانا أثق بك

رفـع ذلك الـرجل هـاتفه بـعد أن رمى نفسه قبل حدوث الاصطدام و قـال بنبرة بـاردة مشبـعة بـرائحة الانتصـار
و نشـوة الفخر
ـ سيـدتي ، لقد تـمت المهمـة بنجاح

sira sira likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-13, 04:19 AM   #32

marro
 
الصورة الرمزية marro

? العضوٌ??? » 103434
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,365
?  نُقآطِيْ » marro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond reputemarro has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

marro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-13, 04:53 AM   #33

dorga

نجم روايتي ومصممة سابقة وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضو تسالي متألق وفراشة متالقة في قسم الاناقة والازياء و افضل طاهية في مسابقة المعجنات وعضو فريق الكتابة

 
الصورة الرمزية dorga

? العضوٌ??? » 142313
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,761
?  نُقآطِيْ » dorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond reputedorga has a reputation beyond repute
افتراضي

اشكرك على الموضوع
مشاركة حلوة منك خلنا دائما نشوف جديدك
لك مني كل الود


dorga غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:18 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





شـآبتر السـآبع عـّشر
ـ غـّريبة كيّفية الخّلاص ـ


بمغيب الشمس الهادئ و اضمحلال النهار تدريجيا .. شعت ابتسامتها بسعادة غريبة و قد خلى ضميرها من أي تأنيب ،
فـرفعت كـأس النبيذ عاليا بفخر عجيب مقيمة حفلة وداع أخيرة برفقة زوجها لحصـولهما على جميع نفوذ عائلة لبير
العظيم لهما و لوحدهما و فقط لهما بـعد رحيل الشخص الوحيد الذي كان مـعرقلا لهدفهما ، همست إليزابيث بنبرة ساخرة
ـ على الـرغم من أن نايت لم يكن أبدا هـدفي لكن من الجيد ضرب عصفورين بحجر واحد أليس كذلك عـزيزي ؟
رمقته من خلف رموشها الطويلة بنظرتها الجذابة الساحرة و قد شـغلته ملامحها الجميلة عن أي شيء آخر فأومـأ بهدوء
موافقا إياها ، اقترب منها ببطء عندما و فجـأة قد دق باب جناحهما ، فسارعت إليزابيث بدفع النبيذ جانبا و رفع كايل ملفا كان
مرميا بجانبه لكي يتظاهر بقراءته فيجب أن لا يشك أحد بهما ، ليدخل الجد بيتر و علامات الاستفسار قد ملأت وجهه فقال باستنكار
ـ أيـعلم أحدكم أين من المعقول قد يكون نايت ؟ فرئيس الحرس فرانسوا لم يسمح له بمرافقته أتظنون أن مكروها قد أصابه ؟
زفرت إليزابيث بغيض بينما قال كايل مكشرا عن أسنانه و قد ضاق به الكيل من نايت فحتى بـعد موته هو يرفض تركه ، إنه الآن
لشديد السـعادة لقتله ،
ـ و لمـا قـد نـعلم أين يكون ؟ كم مرة أخبرتك أن نايت يعـمل وحيدا و خير دليل هو فصخه لعقدنا مع شركة جونسون بفرنسا دون أن يستشير
أي أحد منا
قطب الجد بأسى ، إن كايل محق فحتى لو كـان الخطأ من طرف شركة جونسون فهو لا يحق له فعل أي شيء بدون استشارته ، أومـأ برأسه
إيجابا و قد بدى متـضايقا فعلا من تصرفات نايت الغير مفهومة ليعود إلى جناحه مفكرا بعمق ، و في حين لحظة خروجه تنهدت إليزابيث بكره
و هي تتحدث بكل برود
ـ كان يجب علينا قتله هو أولا
ضحك كايل بـقوة على عبوس وجهها ، فعلا للأسف فهما لا يستطيعان فعل شيء له فجميع الخدم مخلصون له و هو محاط بحراسه طوال الوقت
لذا قتله لن يكون سهلا لكن ليس مستحيلا فقال بمكر
ـ دعي حادثة نهاية نايت تنتهي كي لا توجه أصابع الاتهام لنا ثم ربما بعد سنة سنقتله أو أقل لنرتاح من وجـوده
وافقته فورا و أخرجت الزجاجة لتضعها على الطاولة بينما شغل كايل مسجل الأغاني فوقفت إليزابيث ليمد كايل يده ناحيتها ، شد أصابعه على
خصرها النحيف بكل رقة في ين وضعت هي رأسها على كتفه و أنغام الأغنية الهادئة تنساب شيئا فشيئا إلى قلوبهما مصاحبة بنشوة الانتصار ،
غـريب كيف طغت هذه الموسيقى على قلوبهم بكل سهولة في حين قتل فرد من أسرتهم لم يجعل عين تدمع أو أسى يلمح حتى لو لفترة بسيطة
من الزمن فـأغلقت إليزابيث عينيها العسليتين ببطء منسـجمة مع خـطواتها السـلسة في الرقص ، حدق بها كايل بهدوء ثم أشاح نظراته إلى
الشـرفة و قد كان وجهه حينها خـاليا من أي تعبير

~.~.~

بـعد أن قـام ويليام أخيـرا بكـتابة أغنيته الموعودةّ ذهب مسـرعا لزيـارة مدير أعماله و لم تستطع رؤيته منذ ذلك الحين ، كـانت تقف أمام شـقة
ماري حاملة المفتاح و عينيها متجهتين إلى حيث يعيش ويليام ، رفعت حاجبها باستغراب و هي تميل رأسها واضعة يدها على قلبها
ـ إنها المرة الأولى التي ينتابني فيها هذا الإحساس ،
فجـأة دخل آرثر المبنى حـاملا أكياسا بين يديه و يضع السماعات في أذنه ، كان يبدوا غـير مباليا فرمقته فلور باستنكار ، أين ذهب كرهها
الشديد له ؟ و ماذا عن مزاجها المتعكر دوما ؟ ثم لما تشعر بخيبة الأمل ؟ .. نـظرت جيدا إلى آرثر الذي تجاهلها كعادته ثم صاحت برعب و هي
تستند على ركبتيها مبعثرة خصلات شعرها الأصهب
ـ يـا إلهي إنني أنتـظره ، لابد أنني جننت بحق
بينما تـوقف آرثر أمامها مستنكرا حركاتها المجنونة ، أخـرج من إحدى الأكياس عـلبة مثـلجات صغيرة و قدمها إلى فـلور ، قـال بـبرود
ـ يبدوا أن زواج أختك القريب قد أثر عليك كثيرا خصوصا و أنت لديك عقدة الأخوة لذلك سـوف أعطيك هذه ،
أمسكت فلور العلبة بصدمة ، إنها نكتها المفضلة فراولة ..عادت تنـظر إليه و هو يضع يده على شعره بقليل من الإحراج و عـزة النفـس،
ـ لا تفهميني خطـأ فـأنا لا أريد أن أكون صديقك أو شيء من هذا القبيل ، أنا فقط أريد أن أكون صفحة جديدة معك
زمت شفتيها بعبوس واضح للعيان لكنها لم تعد العلبة بل أخذتها معها و هي تفتح الباب بـكل عصبية ، صـاحت بـصوت حاد محتقن الغضب
ـ غبي ، لا تظن أنني سـأعجب بك الآن
ثم أغلقت الباب خلفها بكل قوة خيل له أن جميع من في حي سمعها ، بقي يحدق في المكان الذي كانت جالسة به بيـأس ، كانت تبدوا وديعة
و لطيفة جدا أما الآن فقد عـادت فلور الشرسة و العتيدة ، يا ليته لم يعطها العلبة لكان استمع قليلا برؤية ملامحها المضطربة ،
هز كتفيه بعدم اهتمام ثم قـال ببرود
ـ ليس كما لو كـأنني أحبك يـا غبية ، المرة القادمة سـأخبرها أن تعطيني ثمن العلبة المثلجات تلك ناكرة الجميل
إتجه إلى شقته ببطء مفـكرا ، بـعد أن طرده والده صـار يعرف من أصدقائـه الفعليين و الذين يعـادلون الصفر حاليا و صـار يـعلم أيضا مدى
صعوبة العيش ، كيف أن يجني النقود بعرق جبينه ، شغل التلفاز ببرود لتـظهر صـورة رئيس شركة جونسون و نسبة انخفاض أسهمها الضخمة
التي تقدر بالملايين ، ثم كتب بـخط عـريض هجوم من قبل شركة لبير لتـظهر صورة آخرى تخص نايت ، أنف مسلول و شعر كحلي لامع غطى
على معظم ملامحه ، عينين داكنتين حادتين خـطرتين ، في منتهى الجاذبية و بغاية الوسامة ، شـرب آرثر قليل من المياه و هو يقول بسخرية
ـ لا يـزال مصدر الإشـاعات
انسلت لذاكرته لمحة صغيرة ، عنـدما كان بالثانوية في السنة الأخيرة إلتقى بكلا الشـابين كايل و نايت و ويليام، لكن و بالرغم من ذلك كان هم الأربعة
الأكثر شهرة و بالـرغم من أنهم لم يقوموا بمحادثة فعلية مع بعضهم البعض إلا أنهم كانوا يعلمون تماما من يكون الآخر ، كـايل لاعب البيسبول الشهير ذو
صيته الخاص بين النساء ، ابن خالته نايت الذي بالرغم من كونه التحق في السنة الثانية إلا أنه سرعان ما أصبح مشهورا أيضا عـبقري نال الدكتوراه
في الأعمال بسن الخامسة عشر و عاد من بريطانيا فقط بطلب من جده ذلك الوقت ، ويـليام سجل في المدرسة بالسنة الأخيرة كان رفيق نايت المخلص ذو
صـوت مدهش و مظهر جـذاب ،
قطب ببـرود و أمـال رأسه للخلف نـاظرا إلى السقف ، الكل قد صنـع دربه بنفسه إلا هو لما لم يفكر بذلك قبلا ؟ كل كان المال فعلا يعمي عينيه عن الحقيقة ؟
حقيقة أنه اعتمد على والده طوال فترة عيشه ، همس بخفوت
ـ لو أنني درست قليلا لكانت لي شركتي الخاصة
فجـأة رن هاتفه فتنهد بضجر ، إنه يعلم تماما من المتصل فبعد طرد والده له لم يـعد أحد يريده سوى أخته كلير أو والدته ، رفـعه إلى مستوى نظره و قد
صدق حدسه فهاهو إسم كلير و صورتها تعلوا الشاشة بأكملها ، أجاب بصوت بارد
ـ مرحبا ،
بـعد فترة كان يجلسان كلاهما في إحدى المقاهي الموجودة بالحي يشربان قهوتهما بغيض و غبن ، فكلاهما حتى الآن لم يريا ماري و كـأنها تجاهلت
تحذيرهما و هذا يثير غضبهما ، أن يكون المرء بلا نقود أمر صعب فعلا ، تحدث آرثر
ـ آه لقد نسيت أن أخبـرك ، فـلور تعيش بنفس المبنى الذي انتقلت إليه
شهقت كلير برعب و إلتفتت حولها لتنظر إلى ذلك المبنى الذي يقصده آرثر بريبة و قليل من الخـوف ، همست له بـنبرة متوترة مرتبكة
ـ لا تقل أنها لا زالت تـطاردك ؟
أومـأ بالنفي و قد تذكر ويليام جاره أيضـاّ ، فخلال فترة عيشه البسيطة هنا وجد أن و حول هـذين الاثنين شيء غريب فهما يمضيان الكثير من
الوقت معا ، و بمعرفته الجيدة لفلور فهي لا تستطيع أبدا الإنسجام مع الشباب ، هـز رأسه نافيا هذه الأفكار من باله فيجب عليه أن يركز
في كيفية جمع المال بهذه الفترة ، قـال بعمق
ـ ربما يجدر بنا الذهاب إلى نايت و إطلاعه على أسرار خطيبته العـفيفة ؟ لا لن ينفع هذا فذلك الرجل شخص خبيث و شيطان ماكر ما إن نسلمه
ما بحوزتنا حتى ينهي حياتنا
نـظرت إليه كلير بملل شديد و أجـابته
ـ و هـا نحن نعود إلى نفس النقطة ماري ، إنها الهدف الأضعف من بينهم لذا يجدر بنا فقط استدراجها هي فقط هـذا أفضل لكي نحافظ على
أرواحنا و كي لا نعبث مع أفراد لبير ، هم خطيرون بما فيه كفاية
توقفت سيارة سوداء طويلة أمام المقهى لينزل منها ويليام بابتسامته الدائمة ، برفقته رجل يرتدي بذلة سوداء ضخم الجثـة ، نـظر
إليه بهدوء ثم ابتسم مرحبا و هو يتقدم منه
ـ أوه يالها من مصادفة جميلة ، آرثر أليس كذلك ؟
أراد آرثر أن يتجاهله فهو يجذب الكثير من الانتباه كما أنه يثير أعصابه نوعا ما لولا أن كلير قد ضربته في كوعه بعصبية ، فقطب ثم
رسم على شفتيه ابتسامة ساخرة قائلا
ـ مرحبا يا صاح ، لا أراك برفقة فـلور ؟
قهقه ويليام و قد تذكر ملامح فلور العصبية و شتائمها النارية ، ألقى التحية على كلير بينما لا يزال ذلك الرجل واقفا خلفه منتـظرا إنهائه
لحديه فتحدث بنبرة مرحة
ـ لا أظن أنها ستقبل الخروج معي بعد ذلك اليوم ، بالمناسبة من هاته المرأة الجميلة ؟ لما لا تعرفنا عليها ؟
وضع الرجل يده على قميص ويليام من الخلف بـبرود ثم سحبه ليقف على قدميه و قد اتضح في النهاية أنه فـرانسوا ، اليد اليـمنى لنايت ..
إنخفض فرانسوا و تحدث بخفوت مع ويليام لثواني فابتسم الأخير و أشـار عليه بإرتباك
ـ هذا فرانسوا ، إنه ممتع إن أراد ذلك لكن الآن مزاجه معكر بعض الشيء لذلك أرجوا أن تـعذرونا على تطفلنا ، أراك لاحقا آرثر .. آنستي
عاد يتحدث مع فرانسوا بخفوت و سار الاثنين مبتعدين تدريجيا عنهما ، بينما رمقه آرثر بحقد فـهذا المدعو بويليام شخص مثير لريبة ، ما الذي
يفعله برفقة ذلك الرجل ؟ و ماذا عن فلور ؟ فهي لم تكن أبدا نوعه الخاص من النساء ، يبدوا أن هناك شيء يدور حول عائلة روبرت و نايت
أيضا ويليام معني بالأمر لأنه صديقه لكن ما هـذا الشيء الذي يدفع العبقري لتحرك ؟

~.~.~

سـكون فضيـع و هدوء ، تهب نسمات الرياح في كل اتجاه حاملة برفقتها صوت ذلك الأنين الخافت المتـألم الذي يصدر من تلك البقعة
الصغيرة فاقترب بفضول ليرى إمرأة ربما ببداية الأربعينات تبكي و قد وضعت ورودا حمراء شديدة الجمال على ذلك القبر ، فابتسم و
هو يقف بجانبها قـائلا بكل لطف ـ كنت أتساءل متى قد تظهرين سيليا
رفعت سيليا إمرأة في غاية البساطة و بمنتهى الرقة نظرها إلى روي صديقها فيما مضى ، عينين عسليتين زجاجيتين تعكسان مدى ألمها و
شعر بني ناعم مع شفتين ورديتين صغيرتين ، ابتسمت بحزن ثم أجابته بنبرة متحشرجة
ـ هل لي بمكان غيره يا روي ؟
جلس بجانبها مستندا على ركبتيه و وضع هو الأخر ورود بيضاء اللون شديدة الصـفاء ، ثم رسم على وجهه ملامح حزينة وحيدة لتذكره رحيل
صديقه ، تحدث بمرح متـألم
ـ لم يـعلم يوما كيف يبقي أحباءه حوله ، على كل حال ماهية أخبارك سيليا ؟ لم تردني أية رسالة منك
لم تجبه بل اكتفت بصمت موحش و قد أبت شفاهها بقول أنها بخير بعد موته ، كيف تكون بخير و قد رحل حب حياتها عن هذه الدنيا قبل أن تستطيع
عينيها رؤيته ، قبل أن تقول له أنها تحبه للمرة الأخيرة ، فضحك روي فجـأة محاولا سحب هذا الجو التعيس بعيدا عنهما و أكمل حديثه بينما الذكريات
تنهل عليه من جميع الجوانب
ـ أتذكرين يا سيليا يوم راهن الجميع بـأنك و أنت وحدك فقط قادرة على كسب قلب هذا العتيد الغبي ؟
ـ كنت ساذجة حينها ، لم أدرك أن المحبة لا تفرض يـا روي فقد أخبرتكم أنني قادرة على جعله يقع في غرامي لكن أنا من وقعت في عشقه فهيامه
فصار كل شيء بالنسبة لي
هز روي كتفيه فليس بيدهم حيلة ، ثم قال بخفوت
ـ عند أيامه الأخيرة كان لا ينفك لسانه ذكر اسمك فخلته يهذي و لم أفهم أنه و أخيرا قد زرع حبك في قلبه لم تذهب محاولاتك سدى
ـ بعد فوات الأوان بعد أن تحطم كل شيء
تنهد ثم أخرج من جيب سترته البنية هاتفه و وضعه أما سيليا فنظرت إليه مستفسرة ، أمسكه مجددا بغيض و أراها صـورا عـديدة لجوناثان لم
يكن مبتسما في معظمها كذلك فـلور محاولا إبهاجها فابتسمت أخيرا بلطف ، ليتحدث روي بمرح
ـ ألن تسـأليني عن أبنتيك ؟
لم تجبه ، بل لم تستطع إيجاد الشـجاعة لقول نعم لأنه بكل بساطة لم يعد لديها الحق بالسؤال عنهما عندما قررت تركهما في رعاية والدهما ،
عندما قررت ترك جوناثان بالرغم من حبها الكبير له ، هي فقدت القدرة على التدخل في شؤونهما ،
عندما لمح روي ملامحها المترددة شعر بالغضب ، طريقتهما في إظهار حبهما لأبنائهم فعلا غريبة ، فصـاح بنبرة عـالية حادة
ـ سيليا كفي الرثاء عن حالك رجـاء و أنظري إلى ابنتيك و لو قليلا ، انصحيهما .. أخبريهم بمدى حبك لهن ، لا تكتفي بقلق فقط و النظر من
بعد كما لو كـأنك ارتكبت جريمة لا تغتفر ، بحق الله لما أنتم أفراد روبرت بهذا السخف ؟ جوناثان ، فلورا و أنت أيضا ؟
رمشت بدهشة و هي تراقب وجهه المحمر من الغضب و نبرته الحادة ، فلم يسبق لروي أن حدثها بهذه الطريقة إلا عندما قررت الرحيل و ترك
عائلتها ، عـاد يتكلم بعصبية
ـ تبا سيليا لقد حاول جوناثان إيقاف ماري من إرتكاب غلطة عظيمة بحياتها لكنه لم ينجح فهي لا تـزال تسير على خطى مليئة بالأشواك
نظرت إليه بإستغراب مستنكرة قوله ، ماري ؟ أيتحدث عن ماري ؟ طفلتها المطيعة التي دوما ما تنفذ أوامر الغير بدون تردد رفضت الانصياع
لرغبة والدها ؟ لو أنه قال فلور لكان الأمر معقولا لكن ماري ؟ قـالت بـتوتر
ـ ما الذي تتحدث عنه ؟
رمقها بأسى ، إن كانت بهذا القلق فلما لا تزورهما ؟ فتحدث بنبرة هادئة خافتة
ـ ماري سوف تتزوج من نايت لبير ، إبن سكارليت
فتحت عينيها على أقصى اتساعهما و وقفت بصدمة ، ماري سوف تتزوج من ابن سكارليت ؟ بينما أخذ روي هاتفه الذي قد سقط على الأرض
ثم استدار راحلا قـائلا ببرود
ـ لقد فات الآوان بنسبة لك أيضا لإنقـاذها ، ابنتكما و إبنها قد اجتمعا في النهاية فما الذي أنت قادرة على فعله الآن ؟

~.~.~

كان موعد عودة فلور من عملها فهاهي ترتقي السلالم بتعب حاملة بين يديها كيسا من مـأكولات جاهزة التحضير و شيكولاته لأختها الصغرى فلابد
أنها قد عـادت ، أخرجت المفتاح من حقيبتها البنية و رفعت عينيها لتـجد ذلك الشاب الذي يقف على مقربة منها ، ذو شعر بني تتخلله خصلات رمادية
حاملا غيتارا ، أمالت فلور رأسها قليلا بإستغراب ثم قـالت بإستغراب
ـ أتبحث عن ويليام يا سيد ؟
نظر إليها أوسكار بعينين ساخرتين رامقا إياها من أسفل قدميها إلى أعلى رأسها فنبرتها و ملابسها لا توحي أبدا بـأنها قد تكون من رفيقات ويليام
العديدات فهل أصبح ذوقه في النساء منعدما أم ماذا ؟ أجابها بنبرة متعالية مغرورة
ـ و أيعقل أنك تعلمين أين يكون يـا .. آنسة ؟
زمت فلور شفتيها بإنزعاج لقد ظنت أنه سيكون مثل ويليام لبقا في التعامل و لطيفا لكن مما يبدوا فهو مغـرور و لو علمت بكبريائه لما تجرأت بالحديث معه
، لذلك رفعت حاجبها باستنكار و هي تضع كلتا يديها على خصرها بجرأة و تحدي ، قـالت بلهجة حادة
ـ أجل أنا جارته فلورا روبرت ، ماذا بك ترمقني باستصغار هكذا كـأنني لم أنل إعجابك لأنني لم أطلبه في الحقيقة
شحب وجه أوسكار من الصدمة و انفلت من لسانه ما بدى كشتيمة من الدرجة الأولى مما جعل فلور تدهش من ألفاظه فرفعت أكمامها بقليل من
الاستعداد و هي تقول بنبرة غاضبة
ـ ويليام مشغول خلال هذه الفترة و قد لا يكون قادرا على مقابلتك لذا أترك له ملاحظة على ورقة و إرمها من أسفل الباب يا أحمق
تلعثم للحظات غير قادر على إيجاد شيء يصف به هذه المـرأة ، إنها كالمدفع .. ترمي ما بجعبتها دون أي إهتمام للآخرين ، حين استعاد هدوءه تحدث
ـ لست أنا من يحدد مواعيد للقاء الناس بل العكس تماما ،على آية حـال أخبريه أن مدير قد رفـض فصل العقد و أيضا أغنيته ، أخبريه أيضا أنني أنا
شخصيا أوسكار قد أتيت للعمل معه على ألبومنا الجديد
شهقت فلور بصدمة و سارعت برمي كيسها أرضا لتمسك أوسكار من ياقته بـعنف ، صـاحت بغضب
ـ لما ؟ إنها أغنية جيدة و كلمات من أفضل ما يكون كما أنها تمس القلب قبل الأذن فلما لم يقبلها مدير ؟
نزع قميصه من بين يديها بحدة و إستدار مغادرا بينما بقيت هي واقفة بدهشة فيّ مكانها غير قادرة على تصديق أنهم رفضوا أغنية ويليام ، لما ؟
لما بالرغم من أنها كانت رائعة ؟ أليس هذا ظلما ؟ ماذا عن ويليام ؟ لقد كان سعيدا جدا بإنهائه إياها بعد شهور من التعب و العمل ، لقد كان سـعيدا

~.~.~

كان منظرهما يجذب الانتباه ، رجلين طويلا القامة أحدهم شديد الجاذبية و الآخر شديد الضخـامة حيث بدا على كلاهما الجدية و التصميم ، في تلك
الطـاولة المعزولة بذلك المـطعم الهـادئ ، تحدث فـرانسوا بنبرة رخيمة عملية للغاية
ـ أعذرني على طلب رؤيتك المفاجئ هـكذا سيد دويل ،
أومـأ ويليام بهدوء ،الجميع يعلم أنه هو صديق نايت الوحيد و عاداه فلا أحد يهتم بـه إذ أن نايت ليس بذلك الشخص المحبوب لا من قبل أفراد أسرته
أو زمـلائه في العمل فـقال هو أيضا بملامح جدية خـالية من أية تعبير
ـ أخبرني فرانسوا ، ماهو الـظرف الطارئ الذي استدعى رؤيتي فـقد بدأت تثير الرعب بي
تنهد فرانسوا بألم و أخرج من حقيبته صورا ثم نشرها بكل ترتيب على الطاولة حسب التوقيت الظاهر أسفل كل صورة ، وضع أصبعه على صورة
محددة ليرى ويليام سيارة سوداء مضللة مركونة في أسفل المبنى و التاريخ يشير إلى البارحة ، قطب حاجبيه بعدم استيعاب و قال
ـ ما الأمر ؟
أمسك فرانسوا صورة أخرى لنايت و ماري كلاهما يقفان أمام سيارته و تبدوا على ماري ملامح الإستياء بينما توجد آثار لتلك السيارة خلفهما ،
همس بهدوء مخيف
ـ لآن سيد نايت يرفض أن نتـدخل نحن الحرس في خصوصيته فـأنا قد وضعت جهاز تعقب بهاتفه دون علمه و ذلك لكثرة أعدائه
شهق ويليام بذعر ، لو أن نايت يعلم أن تحركاته مراقبة من قبل فرانسوا لسوف يقوم بعدمه دون تردد غير آبه بأسبابه حتى لو كـانت لصالحه ،
لكن هذا ليس مهما الآن فـأشار له أن يكمل حديثه بينما هو يربط الخيوط ببعضها البعض
ـ قبل يومين بحدود الساعة السابعة و النصف مساءا انقطعت الإشارة فحاولت الإتصال بسيدي لكنه لم يجب و بحثت عنه في كل مكان اعتاد الذهاب
إليه و لم أجده و قد كان آملي الوحيد أن يكون برفقتك لكن
شحب وجه ويليام و وضع يده على رأسه غير مصدق لما يحدث من حوله و قد اتضحت أخيرا الأحداث ، لقد كان مشـغولا جدا بـأغنيته الجديدة و لم
يـعطي نايت أي أهمية فقد أتى له ليتحدث معه لكنه طرده ، لكن أن يصل الأمر لمؤامرة تحاك لقتله ؟ أهذا معقول ؟ فـأكمل فرانسوا بتردد
ـ بـعد أن عجزت عن إيجاده قررت القيام ببحث صغير فالتقطت هذه الصور عبر القمر الصناعي و وجدت أن هـذه السيارة كانت تتبع سيدي بخفاء ،
لا أعلم فعلا كيف لم يلحظها بالرغم من أنه يدقق في أصغر الأمور
زّفر وّيليامّ بـّغيّض ثمّ قـّال بكّل غّضب
ـ سحقا ، أنه ذنبي فلم يكن علي أبدا أن أجبره على الخـروج مادام بتلك الحالة ، تبا و الآن كيف نجده ؟ لما تنفك أشياء كهذه تحدث له ؟
هل من المعقول أنه قد اختطف ؟
ظهر توتر على وجه فرانسوا و قد كان ذلك واضحا من خلال نظراته التي تتجول في الأرجاء دون أن تركز على شيء ، قـال بتردد
ـ أنا فعلا لا أظن أن أحدا سيجرؤ على اختطاف نايت فالعالم أجمعه يعلم أن نايت وحيد نفسه و لن يتهم أحد بحياته أو بموته لكن جميع
شكوكي تدور بإتجاه شركة جونسون أظنهم يحاولون الإنتقام أو رد دين لما فعله لهم سيدي
جمع ويليام تلك الصـور و وضعهما بملفها الخاص ثم قال بهدوء متمالكا أعصابه ،
ـ فـرانسوا نحن وحيدين فـي هـذا لذلك حـاول تغطية على نايت و إن سـألك أي أحد عنه قل أنه بـرفقتي و دعنا نبحث عنه و عن ماري
وقّف فـرانسوا ثمّ انحنى بّلبّاقة و غـّادّر بينمّا بقى ويّليامّ هنـاكّ تـّراوده أفكـّار سّوداءّ و موحّشة عنّ فقدّان صدّيقه الوحيدّ و خطّيبته


،،،


sira sira and مززززون like this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-13, 09:19 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مصائب كثيرة و متاعب أليمة تـأتي مع أخيلة الليل و سرعان ما تضمحل بمجيء الصباح حين فصل الموت أعناقهم تـرأفا بشبابهما الموعود ،
مدت يدها إلى الأمام تـريد أن تقبض بـأصابعها المتوجعة يده الباردة و قد تصاعد الدم من شفتيه الأرجوانيتين فجمدت أجفانه و قد خيـل لها
أن ملاك الموت قد نـاله فـزحفت و الدموع تـراود مقلتيها و الخوف يسحق قلبها
وضعت أناملها المجروحة على وجهه الشفاف الشاحب بـأمل وحيـد و أوحد في نجاته ثم صـاحت بصوت يحاكي رنين أوتار الفضية ،
صد نزلت دمعة محرقـة استقطرتها شفقة من أجفانها على حالهم متذكرة أحداث البارحة
اقترب بسرعة منها و أحتضنها بين أضلعه ليجعل لها مـأوى ، كيف تمسك بها رافضا تركها بينما هما يسقطان من تلك السيارة إلى أسفل
المنـحدر ، كيف تدحرج على الأرض بين تلك الصخور الصـلبة لافظا آخر آنفاسه ، كيف سحبها من وسط ذلك الحطـام و الدم شق طريقه من فمه ،
كيف ابتسم بألم في النهاية
تحاملت على ألامها و جلست بجانبه ، بالرغم من أنه يكرهها إلا أنه فضل حياتها على حياته ، من خلف قميصه الممزق رأت صدره المائل للازرقاق
فـأطلقت صيحة موجوعة و قد فقدت آخر قطرة آمل في نجاته، بكت و هي تضـع رأسها على صدره بقلة حيلة محتضنة إياه ، لقد أحبته .. لقدّ كآن
آول شـآب نبضّ قلبها بجنون في حضوره ، تـراه عينيها من بين الجموع الغفيرة وحـده فقط ، لكن الآن و قد فاضت روحه ما الذي تبقى لها لتفعله ؟
حينها بمعجزة فتح عينيه الداكنتين كـآنتا تشبهان السماء عند أحلك لحـظاتها ظلما و قد شحب لونهما لكن بهما من نبض الحياة ما يكفي لبقائه
على هذه الأرض مقاتلا ، عم سكون لم يتجـرأ على خرقه سوى بكاء ماري المرير على صدره ، فجمـع ما يكفيه من قوه ليتحدث بنغمة صوت
رخيمة و لفظات متلاحقة
ـ مـاري أبعدي جسمك المترهل عنيّ
نظرت إليه غير مصدقة ثم رمت نفسها بقوة عليه لتحتضنه بين ذراعيها ، تغدقه بالامتنان و الشكر لنجاته و صوت بكاءه قد شع كرنين الصدى في
ذلك المكان الموحش فكح بـألم و بالرغم من محاولته العديدة لفك يديها عنه إلا أنه لم يستطع ، عندها استسلم و ترك يده تستقر بكل لطف على
ظهرها ، فقـال بهدوء
ـ ماري
أمسكت بوجهه الممتلئ بشتى الخدوش لتنظر إليه ثم عادت لتحضنه مجددا و بغصص موجعة تقطع ألفاظها ردتّ عليه
ـ لقد ظننتك ميتا ، يـا إلهي كم أشكرك
رمقها بنظراته الباردة فابتعدت عنه و رفعت يده لتضعها بحجرها رافضة تركه بـأية طريقة كانت ، كـأنها لا زالت غير مصدقة أنهما قد نجيا من
موت عنيف بينما تحامل هو الآخر على نفسه و اعتدل في جلسته ليتـأوه ممسكا بصدره ، قـال بنبرة حاقدة و قد ظهرت نظرة الكبرياء و الانتقام
لتعلو ملامحه الشاحبة
ـ ستدفع ثمن هـذا أضعـافا
صاحت بقلق
ـ ماذا ؟ نايت هذا ليس وقت التفكير في الانتقام فـأنت بالكاد تستطيع الجلوس و قدمك مصابة أيضا ، لن نحصل على المساعد بهذه الطريقة
بالرغم من أنه يرفض الإعتراف بهذا لكنه لن يخطوا إلا خطوتين و سيخر ساقطا على ركبتيه هذا بغير وجودهم في أسفل المنحدر و الوصول إلى
الطريق العام يتطلب وقتا كما أنه يشعر بحمى شديدة تجتاح كيـانه تحثه على ترك كل شيء ، نظر بعينين واهنتين إلى ماري قلقها لم يجعلها تلحظ
إصاباتها الخـطيرة و المتفـاوتة لكنها أفضل حـالا منه ، فـأجابها بهدوء
ـ اذهبي للحصـول على المساعدة و أنا سـأبقى هنا
أومـأت نفيا و فكرة التخلي عنه قد أرعبتها ، فرمقها بحدة و قد باتت أعصابه بالفوران كم يغضبه موقفه هـذا .. أن يكون عاجزا في لحـظة التي يحتاجه
الغير و أنّ لا يّستطيعّ حمايتهاّ ، تلكّ الوحيدّة التيّ رضّت بكل بلاهةّ أن تقفّ معه ،و كون أحد تجـرأ على العبث معه و محـاولة قتله لهذا يدفعه للجنون ،
همس نبرة آمرة غير قابلة لنقاش
ـ لا يمكنك قول لا
نظرت إليه بعينيها الواسعتين و الدامعتين مترجية إياه أن يتركها بجانبه على الأقل حتى تطمـئن عليه ، بينما دماء قد جفت على جبهتها في حين أن
قدمها ملتوية و فستانها قد أصبح كخرقة بالية اضمحلت به دمائها ، استسلمت مسرعة لكبريائه الشديد و تحدثت بدون وعي لما تقوله
ـ لكن نايت ، ألا يمكننا الذهاب معا ؟ هكذا سأطمئن عليك ، أنا لا أريد أن أجرب شعور فقدانك مجددا
رفع حاجبه ثم سحب يده من حضنها ببرود ، إن أضلعه تـألمه لكن يستطيع البقاء حيا لحين عودتها فكل ما أوقده من سباته هو صوتها المـزعج
الباكي ليكشر عن ملامحه ، و قد احتدت عينيه بشكل خطير ، فرد بنبرة رخيمة غامضة
ـ أحدهم حاول قتلنا و قد نجونا لذا تركي في أرض جافة لن يقتلني ، غادري من أمامي فقد سئمت فعلا من رؤية وجهك و أريد أن أرتاح
ثم عاد ليستلقي ببرود و قد وضع تلك الصخرة كوسادة له فرمشت ماري بعينيها مرارا و تكرارا قبل أن تقف بتصميم ، يجب عليها الذهاب فهذا ما
تستطيع فعله الآن ، قالت بقلق
ـ سوف أعود قريبا نايت لذلك لا تنم
أشار بإصبعه على اتجاه الذي من المفترض أن تذهب به ، ترددت قـليلا فجلست مجددا و وضعت يدها على شعره الحريري الأملس فاستدار
بقليل من الغضب ليندهش عندما وجدها تبتسم له بكل لطف بينما جسدها بـأكمله يرتجف خوفا
ـ أنا بكل تـأكيد سـأعود ، إنتظرني أرجوك
عادت تقف و سارعت بالركض ، قد نست ألامها فيجب عليها أن تسرع قبل أن تفقده حقا ، حين توقفت فجـأة و نظرت إلى الخلف حيث كان نايت
مستلقيا على الأرض بقلة حيلة يضع يده على صدره و يتنفس بكل صعوبة ، إنها فعلا تـرغب في البقاء بجانبه فهي لا تملك القوة إلا بحضوره ،
لكن الآن عليها أن تتشجع من أجلهما معا

~.ْْ~.~

في غرفة مليئة برجال عدة يبدون أنهم من الحرس الخاص يحملون خلف ستراتهم مسدسات كاتمة لصوت يترأسهم ذلك الرجل ضخم الجثة
و عينيه الخضراوتين تراقبان ساسة الحاسوب الكبير بكل عملية و تفكير ، إنه مستعد لفعل أي شيء لإسترجاع سيده حتى لو عنى ذلك إقتحام
شركة جونسون و قتل رئيسهم أمام أعين الملأ
أشـّار على بـّقعة مـّا فتّم تّقـّريبّ الصـّورة ، نـظّر إلى رقّم السيـّارة بـعدّهّا اتصل بّشبّكة مـّراقّبة السيـّاراتّ و الطـّرقّات ثمّ بـدأّ بـّمـّراقبةّ الـمكـّانّ
من جديدّ لـّعله يلمّح سّيارة نّايت من بينّ هـذّه الـزحمـّة و أينّ بالضبطّ كـّانت وجـهته بجـّانبهّ يجّلس ويّليامّ و عينيهّ قدّ أغدّقتا بالقّلقّ ، لّيس مجددّا
.. لنّ يسـّامحّ نفسه إنّ حدّث لهمّا مـكّروهّ ، شتمّ بـغّضب ثمّ زفّر فقـّال فّرانسوا بـّهدوء
ـ سيدّ ويّليامّ ، لمّ يتبقى على الـزّفافّ سوى أربـّعة أيّام ما الذّي يجّب عليناّ فعله ما إنّ لمّ يـظهر سيدّي ؟
لمّ يـّعلمّ تمامّا ما الذّي يستوجّب عليهّ فـّعله فـّكلا العـّروسين فيّ عدادّ المفقودينّ كما أنه يبدواّ أن الأمر قدّ خططّ له بـّعنايةّ لذاّ ماهيّ
الخـطوة الصحيحّة ؟
فـّعلا لا يـّعلم ما قدّ يفعلّّ فهذا ليسّ اختصاصه ، لكنهّ قـّال بـّهدوء
ـ نحنّ لنّ نقومّ بإلغائه إلاّ باللحـظة الأخيرة دّعنّا ننتظّرهماّ قّليلّا ، فّرانسواّ راّقبّ تحـّركّاتّ رئيسّ جونسونّ و أعّلم ما الذي كّان يفعله خّلال
ثـلاثة أيامّ المـّاضية إن كانّ قدّ سّافر تحتّ اسم مستعـّار إلى لندنّ ،
أومـّأ فـّرانسوّا بالإيجاب و أمـّر الآخرين بتنفيذّ تعليمـّات ويّليام ، فّي حيّن قدّ وقفّ هو و قـّال متـحدّثا بنبرة رخيمة
ـ سـأحـّاول أناّ أنّ أجهـّز لحّفلة الـزفافّ بهـذّه الأثناء
رمقـّه فرانسوا بـّبرودّ ، ثمّ أخرجّ مفـّكرة رّقمية منّ سّترتهّ و وضـّعها بين يدّي ويّليّام لّيقولّ بـهدوء و جديّة
ـ هـذّه هي الأغراض الناقصة ،
تنهـدّ وّيليامّ و خّرجّ مصّمما على جـعّل فلورا تهتمّ بهـذّه الأشيّاء معهّ فهو لا يمّلك أدنى فكّرة منّ أينّ يبدأ أو كيّف يبدأ لذّا الحّصول على مسـّاعدّتهّا
لأمّر مـطّلوب ، أيّضا فكّرة موّت نايتّ تثّقل كّاهله ، يّا ترى هل هو بّخير الآن ؟
عندّ خروجّه من تلكّ الـّغرفة فيّ تلكّ الشركة العّملاقة لعـّائلة لبيّر الشهيرة ، كـانّ يّسير بكّل ثّقة و جـاذّبيتهّ قدّ طـّغت فيّ كلّ مكـّان لتمّس قّلوّب
الموظّفاتّ بينمّا يبدوا بّاله مّشغـّولاّ ، و كّل أصّابّعّ تّشـّار إليه على أنهّ صدّيق رئيسهمّ الوحيـدّ وّيليـّام دوّيـّل ،
حّين رآه كـّايلّ عندّما كاّن يمّر كعادّته جّولة تفحصيه ، رمقّه بسخّرية و استندّ على الجـدّار الذّي خلفه مـّراقّبا إيّـاه ، لابدّ أنهّ قدّ عـلمّ و بحّلولّ هـذّا
الوقتّ أنّ نايتّ قدّ اختفى أو بالأحرى تّوفيّ و هو يحـّاول الآن إيجـادّ طّريقة لكّي يّعثر على جثتهّ ألقى عليهّ التحّية بكّل بّراءة فـأجّابه وّيليامّ
مستعـجّلا لكّنهّ لمّ يتركّه يذّهب بّل حـّاول فّتحّ حدّيثّا معـهّ و على شّفتيه ابتسامة لطّيفة
ـ ، هل أتى مـعكّ نايتّ ؟
قطّب وّيليامّ و نـّظر إليهّ متمعنّا بـينمّا نـظّرات الموظفينّ تلاحقهمّ و أذّانهمّ تتلهّف لسمـّاع حـّوارهمّ فلمّ يسبّق لـرئيسهم أن تـّرك عمله و غـّادر
غيّر آبه بأمور الشركة خصوصاّ و أنهم يواجهون انتقادات لاذعة بخصوص تركهم لشركة جونسون عندما كانت هي في أوج الحاجة إلى لبيرّ ،
نـظر ويليام إلى كايلّ ثمّ ابتسمّ بكلّ لطفّ مجيّبا إياهّ
ـ لاّ ، لقدّ أتيتّ فقطّ لـرؤية فـرانسوّا لدّي عـمّل أرّغّب فّي أنّ يقومّ به لأجّلي
أومـأّ كّايّل بخّبث ، أجّل لابدّ أنّهمّ يبحّثون عن قّريبه المسكينّ الآنّ .. فـتّركهّ يـرحّل ، ليكّمل وّيليامّ طـّريقهّ باتجاه مكـّان عمـّل فّلورا ، لكنّ لما قدّ
أخفى أمرّ اختفائه و قد مضى عليه ثلاثة أيامّ ؟

~.ْ~.~ْ

sira sira likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-13, 08:37 PM   #36

rahoub
alkap ~
? العضوٌ??? » 288077
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 201
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rahoub is on a distinguished road
افتراضي

عزيزتي شكرا على الفصل روعة
لكن هل يمكن ان تخبيرينا على موعد انزال الفصول


rahoub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 10:17 PM   #37

اسماء88

? العضوٌ??? » 86218
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 307
?  نُقآطِيْ » اسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond reputeاسماء88 has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية رائعة أتمنى لك المزيد من التقدم و النجاح.


اسماء88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-13, 08:14 PM   #38

ضوء أحمر
 
الصورة الرمزية ضوء أحمر

? العضوٌ??? » 120642
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 416
?  نُقآطِيْ » ضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond repute
افتراضي

رائعة وممتعة أتمنى للكاتبة كل النجاح

ضوء أحمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-13, 03:38 PM   #39

sara13
alkap ~
 
الصورة الرمزية sara13

? العضوٌ??? » 129040
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,632
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond reputesara13 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

sara13 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 21-09-13, 03:55 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شـآبتـّر الـثآمنّ عـّشر ـ
آلا يـّنتهـيّ بـّحـرّ دّمــوعهـّا يـّومـّا ؟


خـطوة تليها خـطوات سريـعة قـبل أن يصدر صوت سقوط عميق، استندت على تلك الشجرة القريبة منها و هي تلهث باحثة
عن قليل من الطـاقة ثم وقفت تعلوها نظرة تصميم و عزم لتعود إلى الركض مجددا ..
كانت ضعيفة و بلهاء لكن جرى هذا قبل أن تستيقظ حياتها من سبات الحداثة العميق و قبل أن ترتفع جناحيها إلى السمـاء و قبل أن
توقظ في قلبها شعلة المحبة و الحب ، لديها الآن سبب أقوى في المضي .. في الـركض لآنقاذ الشخص الذي اختاره قلبها شريكا له
أيام دنّياها المتبقية و سوف لن تستسلم لليـأس
أنيرت عينيها بضوء الأمل عندما وصلت آخيرا إلى الطريق العام فرفعت يديها شاكرة الله ، حينما ارتجفت قدميها فجـأة و سقطت على
ركبتيها أرضا بكل إمتنان ، إنها نهاية مـأساتهم و سوف تجد المساعدة ليهبوا بإنقاذهما فانتـظرت
مقاومة جفاف رمقها ، ألآلام جسدها و رغبتها في النوم لسبيل الخلاص ، انتظرت و قلبها يدق عنفا بينما أمالها تختفي تدريجيا من
شدة خوفا عليه و قد قـارب الظلام على الرحيل و الشمس على الـشروق
حين رأت سيارة قادمة من بعيد فتحاملت على نفسها بعزم و ركضت لتقف مجددا وسط الـطريق مغلقة عينيها الواسعتين، انحرفت
السيارة من طريقها بقوة فلم تفصل عنها سوى أنشا أو اثنين ،
خـرجت إمرأة بجزع متـأملة حال ماري و قد ظنت أنها قد أصابتها يرافقها رجل في منتصف الثلاثينات ، دماء تلطخ ثوبها و شعرها
الأشعث كمـا لو كـأنها شبح ما ، بينما تقدمت ماري منها و قـالت بغصة متوجعة تقطع أنفاسها
ـ أرجوك سـاعديني يـا آنسة ، خطيبي بين الحيـاة و الموت أرجوك أنا أتوسل إليك
تنهدت المـرأة براحة و قد اختفت فكرة كونها مجنونة أو شبحـا من رأسها قـليلا ثم أمسكت بذراع ماري لتجعلها تستند عليها كي
تستقيم في وقوفها ، تحدثت بنبرة قلقة و هي ترمق زوجها بنظرات محذرة
ـ ما الأمر ؟
نـظّرتّ إليها مـّاريّ بـأملّ لتنـّزل دّمعة استقصرتها الرحمـّة و الألمّ منّ أجّفانهاّ السّوداءّ ، لتتحدّث بـّنبرة مـّبحوحّة خـّافتة
ـ لقد تعرضنا لحادث و سقطت السيارة من أعلى المنحدر فأصيب خطيبي و لا يستطيع الـحركة أرجـوك سـاعدينا، سـأكون ممتنـة لك للأبد
أومـأت المرأة بالإيجاب و عـادت تنظر إلى زوجها ، ركنا السيارة جانبا و أسرعا خلف ماري التي كانت تركض بخفة كما لو كـأن
قدميها لم تلامسا الأرض قط و بكل رشـاقة قد آثارت الرعب في أنفسهما ، فكيف لشخص بكاحل ملتوي و جروح لا زالت تنزف أن
يركض هكذا كما لو كـأن هناك قوة خفية تحركه و تحثه على الاستمرار ؟ استغرق الأمر وقتا حينها بدأت الريبة تنتقل شيئا فشيـئا إلى
قلبي المـرأة و الرجل ظنا أنها مجنونة أو ربما قـاتلة لكن أنينها المتـألم المنـاجي باسم حبيبها كـان بمثـابة الأمل الوحيد لهما بـأنها
ربما ذات عقل سليم
حين وصلا إلى حيث تلك البقعة الخالية ، كانت هناك آثار لحطام سيارة في نهاية المنحدر فكيف استطاع هـذين الآثنين أن ينجوا من
السقوط في الهاوية ؟ .. اتجهت ماري مسرعة إلى ذلك الشاب المستلقي على الأرض و يبدوا كما لو كـأن روحه في آي ثانية ستفـارق
جسده ، أمسكته من معصمه و احتضنته بخفة لتسمع دقات قلبه المتبـاطئة
شفتيه المـائلتين لزرقة و شحوب وجـهه الفـظيع بينما عـينيه مصـوبتان نـاحيتها ببرود قد اختفى منهما شعلة الحياة ، يهمس متـألما
بكلمـات عدة حيث تضاءلت مقاومته لتعادل الصفر تقريبا ، همست بنبرة خافتة بـأنين متـألم
ـ نايت لقد أحضرت المسـاعدة ، أرجوك لا تتركني حسنا ؟ لقد وعدتني
تقدم الرجل واضعـا نايت بكل بطء و حذر على ظهره بمسـاعدة كلا من زوجته و ماري كي لا يصيب جروحه بإلتهاب أو يزيدهم سـوءا
في حين أمسكت ماري بيده البـاردة بكل لطف و خوف في آن واحد ، إنها خـائفة من أن تفقده بـعد أن وجدته .. السبب الذي يدفعها بالاستمرار
في العيش ، بينما بدأت تلك المـرأة بمواساتها و هي لا تعلم فعلا ما الذي قد تقوله لتخفف من وطئه الفـاجعة التي حدثت لهما ،
عـادت تهمس مجددا بـرجاء أخير
ـ نـايت أصـغ إلي ، أنت كل مـا أهتم له .. و أنـا أحبك فلا تمت رجـاءا
فتح نايت عينيه الزرقاوتين و قد بهت لونهما المميز بكل تعب ، رفع جفونه ليحدق بها لفترة لست بطويلة ، فلمح دموعها التي غـزّت كل
وجههاّ و صوتهاّ المنتحب بكلمات لم يّفهمها حينها فـأغلق عينيه بتعب مفكراّ ، ألا ينتهي بحرّ دموعها يوماّ ؟

/

كانت تجلس خلف مكتبها و تضع نظارتين لترى الأوراق بوضوح ، بينما تحك شعرها بيأس من هـذه الكمية المتراكمة فطوال فترة جلوسها لم
تنهي سوى بضعة أوراق تعد على اليد كل هـذا بسبب ويليام إنه السبب فهو يعرقل سير أفكارها في المنحى الصحيح و لما تفكر بّه بكثرة ؟
هزت رأسها بغيض و عادت تحـاول أن تكتب شيئا كي لا تتأخر أكثر في عملها لكن هاهو ويليام يتسلل مجددا إليها
هل عـلم بـأن أغنيته قد ألغيت ؟ و أنه مجبر على كتابة أغنية ثنائية مع ذلك المدعو بأوسكار ؟ لما ؟ لقد كانت واثقة أن الكلمات جميلة جدا و
ستنال بكل جدارة المرتبة الآولى و ستكون في الصدارة إذن لما رفض مدير أعماله هذه الأغنية ؟ فجـأة رن هاتفها بإسمه فلم ترغب أن تتحدث
معه و أرادت فعلا أن تغلق السماعة بوجهه لكن توقفت قليلا مفكرة ، ربما علم بالأمر إذن لابأس بالرد عليه هذه المرة فقط ، فحملته بتكبر
واضح و ردت
ـ مرحبا
ابتسم ويليام شاكرا الله عندما قد رفعت السماعة أخيرا و هو قد خال نفسه أنه سيضطر للبحث عنها أو سحبها من مكتبها ، لذا قال بمرح
ـ أهلا فلورا ، أريد لقائك إن أمكن
قطبت حاجبيها مستغربة ، نبرة مرحة ماذا ؟ ألم يعلم بعد ؟ ظنت أنه بحاجة لمن يواسيه لكنه يبدوا بحال جيدة فكادت أن تقفل السماعة لكنه
أكمل كلامه بجدية كما لو كـأنه قد قرأ أفكارها
ـ لدينا بعض الأعمال لننهيها فلور ، حفلة الزفاف
تنهدت و رفعت ساعتها تنظر إليها ، لا ضرر في لقائه فهي ليس لديها أي شيء لتفعله بـعد الآن ، سابقا كانت تحضر العشـاء لوالدها و قبل
ثلاثة أيام كانت تسرع بالمغادرة لتعوض ما فاتها هي و أختها أما الآن فظل غياب ماري ، لم يبقى لديها لفعله سوى العمل و النوم
فتحدثت بنبرة كسولة خاملة
ـ حسنا لا بـأس ، تعال لاصطحابي عند الساعة الرابـعةّ مساءا
و مـاّ إنّ أنهت جملّتها حّتى فتحّت صدّيقتها بّاب مكتبها و بّرفقتها ويّليامّ قدّ كانتّ واضحة علّيها ملامحّ الإعجاب ، شهقتّ و ابتعدّت بكّرسيّها ،
كّيف له أنّ يـّعلم أينّ تـّعمل ؟ أهو دّجـّال أم مـاذّا ؟ بينما ابتسمّ وّيليامّ بسّذاجة و اقتربّ منهـّا ، قّبلها على خدهاّ بعفوية ثمّ قـّال بكلّ تّعب
ـ يّا إلهي زحمة السيّر تستغّرقّ وقتـّا أطّول منّ سيّر مشـّيا على الأقدّام ، دّعيني أرتاحّ قليّلا ثمّ لنذّهب ،
رّمقتها صدّيقتها بـخبّث فـأشّارت لها فلوّر بأنّ تبتعدّ فوراّ قّبل أن تقذّف كومّة هـذّه المّلفات فّي وجهها ، فتحدّثت بلهجة حاولت أن تجمعّ فيها
أعّصابها بينما كست حمرة طفيفة وجنتيها
ـ كيّف تتجـرأ على المجيء إلىّ مكان عمليّ أولا ثمّ تقّبيلي ثّانيّا و الاتصّال بّي ثاّلثّا ؟ إنّ كنت لمّ تلحظ فنحن لّسنا أصدقاءا
زم شفتيه باستياء من نبرتها الحادة العالية و همس لها بكل مرح على شفتيه ابتسامة جذابة كادت لتأسر نسـاء
ـ ماذاّ لقدّ ظننت أنناّ أصدقاء فعلا،
تجاهلته ، فابتسم بسخرية و أخرج من جيبه صورة لماري و نايت كي يضعها أمام نظريها ، رفعت حاجبها مستغربة فقـال بنبرة باردة
بـعد أن رأى أنه لا يوجد حل آخر
ـ لقد تم اغتيال كلا من ماري و نايت قبل ثلاثة أيام و حتى الآن لم نجد لهما آثرا لذا أنت سوف تقفين الآن و ستساعدينني على التحضير
لهذا الزفاف اللعين قبل أن أفقد عقليّ كليا
شهقت برعب و وقفت بسرعة فلم تدري إذ كيف خطت تلك المسافة بينهما لتجد نفسها أمامه أمسكته من معصمه محاولة أن تتأكد مما قد
سمعته أذنيها توا ، قبل أن تسـأله أي شيء أجـابها بنبرة حزينة متـألمة
ـ نحن لا نعلم شيئا ، لا مكانهما و لا أين ذهبا و لا حتى من قتلهما أو حاول قتلهما ، نحن بكل بساطة لا نعلم ما إن كانا لا يزالان على قيد الحياة
و أين كان من فعل ذلك فخطته هي عرقلة سير الزفاف لذلك نحن لن نسمح بهذا بكل تـأكيد
صمتت و قد شحب وجهها من شدة الصدمة فاستندت على المكتب خلفها و وضعت يديها على وجهها محاولة إخفاء تلك الدموع الضعيفة التي
قد أفلتت من مقلتيها ، كان يجب عليها أن تكون أكثر حذرا .. كان يجب عليها الإعتناء بها أكثر بينما وضع ويليام ذراعه حول كتفيها و جذبها
نحوه بألم ، همس بكره
ـ دعينا نهتم بهذه الحفلة اللعينة أولا ، التي المضيفين الرئيسين فيها مفقودينّ

/

بعد مرور يوم آخر ، و قد بدأ العد التنازلي للزفاف الموعود بقصة حب أسطورية كأنها تعود للعصور الوسطى ، قصة أحب فيها شـاب غني
فتاة فقيرة كرواية المشهورة سندريلا و الأمير و توجا حبهما بزفاف لكن هذه المقتطفات لم تكن حقيقية على الإطلاق
أجل فكلا من الأمير و سندريلا قد توفيا الآن و ثورته مع مقعده قد احتلت هي ، هي فقط ابتسمت بخبث ياله من أمر جميل أن تكون مغدقا بالثروات
في كل ناحية ، أن تسير على فضة و تشرب من ذهب و تـأكل الألماس فقط ، شعور جميل لن يختبره أحد سواها
ضحكت بسعادة غـامرة
لقد نالت منه قبل أن ينال منها ، نقطة لصالح إليزابيث .. لا بل جميع النقـاط لها و المنافس الوحيد المتبقي هو ذلك العـجوز، كل ما عليها فعله
هو إيجاد خطة مثالية لقتله بعد أن تهدى الأوضاع قليلا ربما بـعد عام من الآن سيكون ميتا و ستنعم هي بكل الثروة ، بكل مال لبير
لكن ألن يبقى شخص واحد ؟ آه آجل زوجها ؟ كايل ؟ لا بـأس ببقائه إلى جانبها .. سوف يغدقها بكل من المال و الحبّ ، إنه زوج صالح فعلا و
كذلك هي ، هي أيضا زوجة صـّالحة تريدّ سعادته .. همست بخبث بينما صوت ضحكاتها يعلو بكل فخر و تكبر
ـ و سـعادته تكمن في كوني راضية
لقد حققت مرادها في فترة بسيطة من الزمن ، كان يكفي أن تملك إسم لبير إلى جانبها و ها قد فعلت ما فعلت ، مسكينة هي ماري فهي لم ترى
نور هذه العائلة أبدا و لن تشعر بهذه الفرحة و لا هـذه القوة مطلقا ، تحدثت بنبرة ساخرة رقيقة مدعية الشفقة
ـ مسكينة هي آجل لكن لم يكن عليها أخذ شيء من أملاكي تلك الحقيرة

/

لم تعلم كم ليلة مرت و هي بهذه الحالة السقيمّة أو كم من دقيقة مضت منتظرة خروج ذلك الطبيب من غرفة العمليات ليبشرها بنجاته ،
بعد أن عالجت الممرضة جميع جروحها كانت تجلس على الأرض مقرفصة و قد غالبها النوم في الممر حين خرج ذلك الطبيب و على شفتيه
ابتسامة نجاح و فخر ، فخر لأنه أنقذ روح شخص ما .. هزها بلطف من كتفها ففتحت مقلتي عينيها برعب ليتحدث بنبرة فـّرحة سعيدة لهذا الإنجاز
ـ تهانينا سيدتي ، زوجك بخير لكنه يحتاج إلى الراحة
دمعة نزلت بكل هدوء شاقة طريقها عبر خدها المتورم ثم أومـأت بسعادة و تبعته إلى حيث يقودها ، و بعد أن تم نقله إلى غرفة آخرى
كآنت تجلس بجانبه على السرير تنظر إلى شحوب وجهه تارة و إلى صدرّه المليء بالشّاش المعقم و الملّفوف بعناية ، أمسكت يدّه الموصولة
بّالمصل و وضعتها في حجرها كمّ هي شاكرةّ الآن لنجاته و أن تسمع نبضّاته لهو أعظمّ شيء تمنته بهذا العـالم ، وجودّه فقط إلى جانبها يكّفيها
فقـالت بنبرة رقيقة هامسة تحاكي نغمة الناي
ـ لا أعلم ما الذي كنت قدّ أفعله إن لمّ تدخل حياتي ، وجودكّ هو أفضل شيء حدث لي
تنهدت براحة غير مصدقة نجاتهما سّالمين من هـذه الحـادثة ، ثم احتضنته بخفة خائفة من أن توجعهّ بلمساتها الحـّانية ، عليهاّ أن تستغل جميع
هذه اللحظات فبمجرد أن يستيقظ سوف يبعدها كعادته فرفعت أصابعها و أزالت بضعة خصلات من على عينيه ، ثم حركت شعره الأسود الحريري
بهدوء .. لن تتركه أبدا من الآن فصاعدا لن تتركه و هذا وعد إلى نفسها
نظرت إلى مذكرة معـلقة في الجـدارّ ، إنه الخامس و العشرين من شهر أكتوبر أهذا يعني أنه لم يبقى سوى ثلاثة أيام لزفافهما ؟ ضحكت بمرح
، زوجين مليئين بالخدوش تمكنا من حضور حفل زفافهما بعد محاولة قتلهما ، أجل إنه عنوان مضحك
فتح عينيه الزرقاوتين الداكنتين بتعب ليجد وجه ماري ممتلئا بدموع كعادتها لكن ليسّ حزنا أو ألما و إنماّ فرحا لنجاتهما ، تسللت رائـحة أدوات
المـعقمة إلى أنفه فـأدرك من خلالها أنهما في المستشفى إذن يبدوا أنها قد وجدت المساعدة الملائمة ، و كانت تجلس بالقرب منه تمسك بيده
رافضة تركها و تنـظر إلى توقيت الأسبوعي بكل شرود فبقي صامتا عندما عادت لتراقبه
وجدت أنه قد استيقظ فشهقت بعدم استيعاب لأنه لم يمضي الكثير من الوقت على خروجه من غرفة العمليات ، ابتسمت بكل لطف إنه مكافح
حتى النخـاع فكشر نايت بوجهها قـائلا و البرود يغلف كلماته
ـ لا تضعي مثل هـذا التعبير السخيف على وجهك ، إنه يجعلك تبدين بلهاءا
رفعت حاجبها باستياء ، أهذه هي طريقته في إظهار قلقه عليها ؟ لآنها لا تبدوا نافعة على الإطلاق ، ردت بنبرة متهكمة
ـ شكرا عزيزي لسؤالك أنا بخير و سعيدة لأنك بخير أيضا
تنهد و رفع ظهره ببطء قبل أن تلامس قدميه السيراميك شديد البرودة ، بينما ماري تراقبه بكل ترقب ، ثم وقفت أمامه قـائلة بشكّ
ـ ما الذي تحاول فعله ؟
نـظر إليها بجدية و قد ظهر بريق الإنتقام في عينيه فإرتجفت قليلا حيث آثار الرعب بقلبها ، أيعقل أنه سيحاول الإنتقام الآن ؟ لكنه بالكاد
يستطيع السير ؟ هل ستضطر مجددا لرؤيته و هو يعاني ؟ أن يواجه الموت مرة آخرى ؟ بينما همس هو بنبرة حادة قوية
ـ و ما الذي تخالينني أفعله ؟ سوف نعود
شحب وجهها بشدة ، و لم تعد قدميها قادرتان على حملها .. لما لا يفهم قلقها عليه ؟ بدأت دموعها بالنزول مجددا ، و بغصص متوجـعّة
بـنظرات متـألمة و بنبرة حزينة صـاحت به
ـ أنت لن تفعلّ هذا بي ، ألا تدرك ما انعكاس تصرفاتك المتـهورة عليك ؟ حسنا مادمت تحاول التصرف بعناد فكذلك سوف أفعل أنا لذا أنت
لن تغادر أبدا سوف تبقى هنا حتى أنا أسمح لك بالرحيل ، أيها الغبي ألا تدرك أنك قد كسرت ضلعين أحدهما قريب جدا من قلبك ؟ و نجاتك
معـجزة فلا تصعب الأمور و ابقى مستلقيا
ضيق عينيه بعدم رضى و احتذت نظراته بشكل خطير جعلها تبتعد لا إراديا عنه ،تغـيرت ملامحـه الجدية إلى الغضب فرد عليها بلهجة شديدة
التحـذير و التهديد
ـ أتظنين و بإنقاذي لحياتك سوف تتغير الأمور ؟ أنت مخـطئة يا هـذه بل سوف أبقى دوما الرجـل الذي اشتراك و أنت دومـا المرأة التي وضـعت
قيمة نقدية لنفسها فلا تحاولي أمري
صدمت من كلماته و تلعثمت غير قادرة على إيجاد شيء تقوله ، لقد ظنت أنهما أصبحا على وفاق الآن ، بينما كاد هو الآخر يسقط لولا أنه
وقف متحاملا على نفسه مستندا على طرف السرير ثم كشر بغيض شديد ، لامحا نـظراتها المصدومة و شحوب وجهها الفظيع، كما لو كـأن
الموت قد إختطفها في تلك اللحـظة فـابتسم بإستهزاء متحدثا
ـ أنت تتسـاءلين عن سبب إنقاذي لك أليس كذلك ؟ حسنا سـأخبرك إذن ، ليسّ لأنني طيب القلب و لا لأنني أشفقت عليك بل لأنني بكل بساطة
سئمت من الحياة ، سئمت من العيش فأفضل طريقة للمـوت كانت هي بدفع نفسي اتجاهك
خـطت بضعة أمتـار لتصل إلى باب الغـرفة و تـقف أمامه بتصميم ، ثم أمسكت مقبض بكل قوة امتلكتها في تلك اللحـظة و علت ملامحها
صفات الهدوء بابتسامة صغيرة لطيفة تخللت شفتيها الورديتين ، بينما زادت حدة غضبه هو ليصرخ بـنبرة عالية مبحوحة
ـ أنت تمـاثلين فتيات الهوى فكلاكن تضعنّ قيما لأنفسكن و تنفذن أوامر أسيادكنّ بلا نقـاش لكن الفرق هو أنهن يعتـرفن بأصلهن لكن أنت لا
، تـظنين أنك شريفة .. أتعلمين ؟ أنا أكره هؤلاء الناسّ الذين يدعون الطيبة و الشـرف أكثر من أي شيء آخر
وضعت يديها على أذنيها مغلقة عينيها الواسعتين بشدة ، لتنحدر دمعة يتيمة على خدها و هي تهز رأسها نفيها ، لماذا يفعل هـذا ؟ لماذا
يتصرف هـكذا ؟ لما يقول هذه الكلمات الجارحة كمـا لو كـأن لسانه قد اعتاد على نطقها ؟ أفعلا لا تعني له أكثر مما وصفها به ؟ فتاة هوى ؟
فتحت عينيها مجددا بثّقل و نـظرت إليه ، حينها لمحت شيئا مختلفا بملامحـه الوسيمة .. فبين تقـاسيم وجهه الحـادة و بين شفتيه المـطبقتين بتعب
، خلف عينيه الداكنتين كان هناك أسى و قهر ، فابتسمت بلطف
نايت شـاب لطيف لكنه يـرفض الإعتراف بذلك ، لذا لا بـأس إنه لا يعني ما قـاله تواّ .. هذه هي طريقته في إظهار قلقه فلما هي تشـعر بهذا
الظلام يلتف حول قلبها و يعتصره بكل قوة ؟ حين ارتخت عضلاتها و سقطت أرضـا بلا حـراكّ، لا بـأس إنه لا يعني ما قـاله توا ، هو فقط مستاء
لأن شخصا ما حاول قتله ..
سوف تـأخذ غفوة بسيطة و عندما تستيقظ ستجد نفسها مجددا في ذلك المكان ، حيث العشّب النديّ و الرياح العـاتية ، الأزهار العبقة
و رائحـة المياه المنـعشة .. و ابتسـامة نايت اللطيفة الهـادئة نحوها

/

كان فرانسوا يقف أمام ذلك المنحدر مراقبا أشلاء تلك السيارة في كل مكان ، آثار العجلات و الدماء لكن لا توجد جثة ،
أهذا يعني أن سيده لا يزال حيا ؟
نزل إلى الأسفل برفقة رجاله و تبع خطوات ماري المتعثرة و الغير مدركة لما حولها ، إلى غاية وصوله إلى الطريق العام ،
آثار عجلات سيارة آخرى و انحرافها ظاهر للعيان ، طريقة إيقاف السائق لسيارته تنم عن تفاجئه بوجود شيء ما عرقل حركته ،
ابتسم براحة شديدة و أشار لرجاله بجلب سياراتهم رباعية الدفعّ ، سوف يغـادرون إلى أقرب مستشفى بهذه المـدينة
كـّان فّرانسـّوا يـقّف أمامّ ذلك المنحـدّر مرّاقبّا أشّلاء تلك السيـّارة فيّ كلّ مكّان ، أثّار العـجّلات و الدمـّاء لكنّ لا توجدّ جثـّة ،
أهـذّا يعني أنّ سيده لا يزّال حّيـّا ؟

/

لقد أخذا قياسّ خصرّ ماري و اختارا فستان زفاف مناسبا سوف يتم جلبه خصيصا من إيطاليا لأجلها فكرت فلور قليلا ، سوف يبدوا رائعاّ
على أختها .. هذا إن استطاعت ارتداءه و إن كانت حية ، نـظما كيفية جلوس المدعوين و تكفلا بتوزيع الدعوات ، و بالرغم من أن أمل فلورا
ضعيف و هي لا تعلم لما تقوم بهذا لكن لديها إيمان ، أمل أنهما سوف يجدانهما قريبا ، يقال أن الغبي لا يموت بسهولة ؟ و ماري غبية نوعا ما ،
صحيح أنه مثل سخيف لكن هذا ما خطر في بالها الآن .. تنهدت بأسى
عندما أتى ويليام مسرعا من الغرفة المجاورة ، ابتسم حالما رآها و قال بسعادة عـاّرمة لنجاة صديقه الوحيد
ـ فلورا لقد وجدهم فرانسوا ، إنهما في المستشفى و كلاهما على قيد الحياة
وقّفتّ و هيّ عاجزة عنّ التعّبير فّحملت معطّفها و كـّادت أنّ ترحّل لوّلا أنّ ويّليام قدّ أمسكها منّ ذّراعها ، أومأ بالنفّي ثمّ ابتسم بّشقاوة
ـ يجّب علينا التحضير لحّفل الزفّاف فـلورا ، دعي فرانسوا يهتمّ بهـذّا فهو عمله في النهاية
عادّت تجّلس على مقـعدّها، ما دامّت أختها بخّير فهي ليّست بحاجةّ لأي شيء آخر ، يكّفيها فقّدان والدّها ، من الآنّ لنّ تقوم بــتأنيبها أو
نهرها عنّ ما تـّفعله سوف ساندّها و تنصحّها ، يكّفيها وجودها على هذه الأرضّ حية تـّرزق




sira sira likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لجلالته

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.