18-06-17, 04:26 PM
| #6013 | |||||||||
| نجم روايتي  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتى دنيازادة .. رُغم كونى قد أنهيت قراءة الرواية منذ ما يقارب الشهرين أو الثلاثة أشهر، إلا أن الفرصة لم تُسنح لى سوى الآن كى أقدم إليك تعقيبى، والذى أرجو أن أفيه حقه قدر الإمكان فى السطور القليلة المقبلة. سوف يتمحور تعليقى على محورين هامين، أولهما هو أهم الانتقادات التى شعرت بها، وثانيهما هو الإيجابيات، وأقصد ذاك الترتيب حتى تكون الإيجابيات قادرة على محو أى انطباع سىء للانتقادات .. حسنًا؟ فأما بالتطرق إلى المحور الأول، فقد رأيت أن الرواية كانت بحاجة للمزيد من التطورات، أو لنقل أن الثلاث حكايات الأساسية فى الرواية كانت بحاجة للمزيد من التفاصيل، خاصة حكاية تمارا ووائل، فإن شخصية تمارا كانت أكثر ثراءً، فأنا أراها مثالا إيجابيا للمقاومة، إنها قادرة على بث السعادة لمن حولها حتى لو أنها ملآنة بالأشجان والأحزان، أعترف أنها شخصية جذبتنى كالمغناطيس بوصفها للحرب فى لبنان، والمعاناة التى قاست منها حتى بلغت هذه المكانة العالية المرموقة فى المجتمع، وكذلك قدرتها على التسامح بهذا الشكل الهائل فى غرامها بأنها تمكنت من الاعتراف بينها وبين نفسها أنها أخفقت فى جعل يوسف يقيم لها وزنًا فى قلبه، لن أنسى مقولتها "سأدعى عليك بالحب الذى يؤرقك" أو ما شابه. فهذه المقولة كانت مؤثرة بحق. إلا أن تطورات قصتها مع وائل كانت بحاجة للمزيد من التفصيل والتفسير، ووصف عن كيفية تسلق الحب أو الإعجاب فى قلبيهما جهة بعضهما البعض، بل إنى شعرت كما لو أنك تكتبين أن حبهما هو شىء "مفروغ منه". ويمكننى أن أقول أن بالفعل أنى شعرت فى الثلاث حكايات كما لو أنك تودين أن تخبرينا بأن "حب كل ثنائى" شىء مفروغ منه. لعل هذا السبب ما يدفعنى لئلا أفضل فكرة "ثنائى الرواية" لمنح الحرية للأبطال فى التنقل من حب لحب أو من طرف لطرف. أيضًا، كانت حكاية هاشم وناى أكثر تعقيدًا من أن تُحل بهذه الطريقة، إن هاشم عشق بلسم عشقًا لا سبيل للفكاك منه ولو حتى تعلق بصوت ناى فيما بعد خاصة أن موت بلسم لم يمضِ عليه مدة طويلة. كنت أحس بضرورة ذكرك على نحوٍ متزايد بهذا الذنب الذى يشعر به فى مشاعره نحو ناى. أحسب أن قصة حبهما كانت بحاجة للمزيد من التفاصيل، خاصة أنهما كانا فى معظم الرواية منشغلين فى مسألة ناهض غيَّاث والجريمة التى وقعت. لا أنفى أبدًا أن هذا الثنائى بالذات كان يحرك بى مشاعر الحنين، لاسيَّما وأن هاشم يبدو لى مثالا حسنًا للرجل الشهم، الذى يعتمد عليه، هذا الرجل الذى غرست الحياة فيه أظافرها والتحم معها حتى أضحى ركام رجل. أعلم أن الحادثة الأخيرة لاحتمالية تفجير السيارة حقًّا كانت بهدف إعلامهما أن الحياة أقصر من المقاومة لمشاعرهما، إلا أن أمر نسيانه لبلسم بهذه السرعة كان أصعب من أن أتقبله. لعل هذا ليس انتقادًا بكل تأكيد وأكون أنا هى الحسَّاسة بشأن الذكرى وأن لابد من مضي بعض الوقت قبل أن يستطيع المرء أن يمضى فى حياته. | |||||||||
|  |
|
18-06-17, 04:28 PM
| #6014 | |||||||||
| نجم روايتي
|  أما بالنسبة لحكاية يوسف ونجلاء، ما أنتقده ليس حكايتهما، فقد أوضحتى حقًّا إلى أى مدى هو كان متباسطًا معها، ومحاولًا بشتى الطرق لأن يكون صبورًا معها، لكننى فى الوقت ذاته أعتب على أمها ماهيتاب نفسها، بأنها قامت بما تشاء وتصرفت على النحو الذى تشاء، وأحبت من تريد، وتزوجت من تريد، وعاشت كما تحب، وغرست مبادىء معينة فى قلب ابنتها حول البساطة والوطنية وغيره، ثم تأتى فى النهاية لمرضها وترغب من نجلاء أن تناقض كل الأسس التى بنت عليها حياتها. لابد لنجلاء أن تتشتت بكل تأكيد ما بين ما قارفته أمها من رفض القيود والرغبة فى التحرر ورؤيتها لرمزى أنه مثال مشرف وأن الفقر ليس عيبا، ثم ما تطلبه منها من أن ترفس الفقر، وأن تعود لهذا الوسط الذى رماها من قبل. إن ماهيتاب ترى العالم كالدمية التى تقذفها كما تشاء وتستعيدها فى الوقت الذى ترغب. لم تفكر لوهلة واحدة فى ابنتها وما ترغب. لعل نجلاء حقا لا تحب يوسف، وبنت قناعة معينة حول أهل هذا القصر ولا تريد فى زعزعتها. أحسست أن نجلاء بالفعل لا تملك قرارها، وهذا ما أعتب على ماهيتاب فيه. وكذلك هنا بلغنى الشعور بمسألة "الحب الغير مفروغ فيه". إنه من الممكن جدًا أن تنتهى هذه القصة على غير زواجهما "على فكرة". ليس بالضرورة أن تخضع فى النهاية نجلاء، وهذا ما كنت أنتظره فى الحقيقة. فى بعض الأحيان كذلك كنت أحس بأن بعض الأحداث متوقعة نوعًا ما، مثل حكاية شريهان وبريهان، أعلم أنها مهمة جدًا لإبداء أى المخاطر التى يمكن لنجلاء أن تتواجه معها فى هذا المحيط الجديد –الذى ألقتها فيه ماهيتاب ويوسف أيضا دون تدريب- خاصة أنها توضح أيضا استمرارية شك نجلاء فى يوسف، ولن أنكر أن وصفك لجزئية حزن يوسف الأخيرة تلك أثرت في بشكل هائل بأن حقًا صرتُ محتارة مثله فيما يفعل لإقناعها بحبه. لكن هذه القصة –بريهان والأخرى- بدت لى "عادية" مقارنة بما يمكنك أن تكتبيه، كما لو أنك كنت متعجلة بشأن إنهاء حكاية يوسف ونجلاء، خاصة أن هاتين الشخصيتين ظهرتا فجأة دون سابق إنذار من البدء. لابد يا دنيازادة أن تطرقى إليهما منذ فترة طويلة حتى يتقبل القراء وجودهما بهذه القوة فى هذه الجزئية ومخططهما. شعرت كما لو أنك زججتى بهما فجأة كحل أخير للحكاية. وبلا ريب أنت الأدرى يا عزيزتى بهذا الشأن، وهذا لا يقلل أبدًا من الإيجابيات التى سأنتقل إليها بعد قليل، أنا فقط أذكر هنا الانتقادات وليس أكثر. شىء هام رأيته فى الرواية، هو أنك فى بعض الأحيان لم تكونى تذكرين وصفًا للأماكن حولهما، فكنت أرى أن الوصف شىء ضرورى حتى يستطيع القارىء تخيل الموقف إلى حدٍّ ما، خاصة أنك لم تذكرى أماكن واقعية فى الكثير من المواقف، فكنتُ بحاجة أحيانًا للتعرف على شكل الموقع الذى يتحدث فيه الأبطال بدلا من الجمل العامة. وإن هذا الأمر أضحيت أركز فيه عندما كبرت نوعًا ما حتى يضفى على الرواية واقعية فلا تكون رواية رومانسية تطير فى الفضاء. فنحن نكتب أساسا للتطرق إلى حيوات أشخاص حقيقيين أحيانا وحتى لو لم يكونوا حقيقيين، فإننا نجعلهم حقيقين .. أليس كذلك؟ | |||||||||
|
| |
|
18-06-17, 04:29 PM
| #6015 | |||||||||
| نجم روايتي
| يكفى هكذا ذكرًا للانتقادات التى أعتقد أنها انتهت بالفعل، ولم يعد يبقى منها شيئا ولله الحمد، ولنذهب إلى الجزء الذى أحبه، وهو الإيجابيات، والتى أود أن أستهلها بتهنئتك بأنك تقدمتى بلا شك فى شأن السرد، مقارنة برواية "هلوسات"، أو قصة "رصاصة واحدة". كما أنى شعرت بسلاسة فى كتابة وصف المشاعر، كما لو أنك أطلقتِ عنان قلمك للكتابة بلا تقييد، وهذا شىء أحييك عليه، وأتمنى استمرارك عليه، لأنه يضعك على طريق الأدب بقوة، استمرى ولا تتوقفى أبدًا. أحب ذكرك لقضايا سياسية واجتماعية على نحوٍّ كبير، مثل قصة "أليس فى الإقامة الجبرية"، لعل هذه القصة الأخيرة قد جعلتنى أتوقع حكايات فى هذه الرواية بالذات، للأسف أعترف أن الخطأ منى فى توقعها وليس منك، إلا أنك بذلتى بلا شك مجهودًا فى هذه الرواية لا يمكننى أن أنكره خاصة فى حكاية "ناى وهاشم" لا سيمَّا أنك كنت متأثرة بقصة الكاتب الكبير سمير القصير، وهذا شىء جميل منك أن تحاولى تجسيد شخصه فى رواية، وهكذا أرى هدف الروايات أحيانا فى تقديم جانبا حيًّا لقضية قد يعتبر البعض أنها انتهت، إلا أنها لا تنتهى أبدًا. أحببت ذكرك للحرب اللبنانية، والتى أعتقد أن العديد قد اجتازها دون التطرق إليها بشدة، وهكذا أحييك، فلابد من أن تتناول قصصنا حكايات لها صلة بالواقع المرير الذى نحياها حتى نسبغ عليها طابع "العربية". هذا غير مسألة "الهجرة لن تفيد بشىء، وأن القوة هو أن نظل فى أوطاننا، وأن نبذل الغالى قبل الرخيص فى سبيل إنقاذه، يكفى البقاء حتى يثبت أننا نحاول". وهذا ما جسدتيه فى شخص "وائل"، و"تمارا" بلا شك. أعجبنى هذا الأمر رغم أن أوطاننا حاليا أضحت أقسى علينا من البلدان المعادية الخارجية أحيانا، إلا أنه الواقع، "الفرار ليس الحل". شىء آخر أثار إعجابى بهذه الرواية هو محاولاتك الحثيثة لأن ترسمى أن فى معظم الأحيان، طموح الإنسان العالى مع نبذه لكل نصائح من حوله قد يؤدى إلى كارثة حقيقية مثلما جرى مع ناى، والتى ظنت نفسها أكبر من هذا الوسط الإعلامى الذى نعلم جميعًا أن جزءًا كبيرًا فيه يسير بطرق غير شريفة للأسف –رغم ما لهذه المهنة من حساسية وضرورة الحقيقة إذ أنها إعلام الشعب بوضعه الحقيقى فى الحياة-!! إلا أن لدي استفسار، كيف لها إذًا أن تصل إلى هذا المنصب الإذاعى الشهير بعد جريمة "ناهض غيَّاث"؟ لم تتطرقى لهذا الأمر .. أليس كذلك يا دنيازادة؟ وصفك لشخصية هاشم بحق حرك مشاعرى بدرجة فائقة، لقد بدا لى الرجل الحقيقى الذى لا يخاف لومة لائم، والذى إذا أخبره الناس أن الناس قد اجتمعوا للإضرار به، ما خشى أحدًا! كنت أتفاعل جدًا معه، خصوصا مع هذا الموقف الذى ضربته فيه ناى دون قصد على رأسه ظنًا منها أنه سارق متهجم!! كما كنت أبتسم بحنان دائما لحواراتهما، ولن أنكر فرحتى من اجتماعهما سويًّا فى النهاية، إلا أنى كنت أطلب المزيد من التمهيدات! –بلا شك لم يعجبنى أبدًا احتساؤه للخمر .. مهما كانت لا تسكره، فهى حرام بكل تأكيد- .. وهنا يسعدنى أنك أوضحتى مضار الخمر فى أنها ببساطة أدت إلى أن "أخ وشى بجريمة ارتكبتها أخته وهو الذى ساعدها للخروج منها!!!!" وهنا أتحدث عن وائل الذى قام بالوشاية على ناى بشأن هذه الجريمة!! أيمكننى أن أخبرك أن أكثر ما يجذبنى إلى قلمك هو حديثك الدائم عن أهمية الأمل، أهمية المضي قدمًا، أهمية إلقاء كل مصاعب الإنسان وراء ظهره وأن يستمر مسلحا بالتفاؤل وأن "القادم سوف يكون أفضل"؟ لقد كنت أدوِّن أقوال ناى فى الإذاعة، كى أعيد قراءتها مادمت محبطة أو حزينة أو أحس بأن أبواب الحياة تغلقت أمام وجهى  | |||||||||
|
| |
|
18-06-17, 04:30 PM
| #6016 | |||||||||
| نجم روايتي
| هدوء أعصاب، والإنسانية التى لا تنتهى التى تملكها تمارا تجعلها بكل تأكيد هى الشخصية رقم واحد قربا إلى قلبى، فهى تعلِّم كل من يقرأ عنها أن التضحية هى أساس الحب، وأن فى بعض الأحيان يمكن ألا ينسجم قلبان، وأن من الممكن لكل الهيام الذى يكنُّه شخصٌ إلى شخصٍ آخر ألا يلقى صدًى. إلا أن هذا لا يعنى أن العيب فى الشخص الأول، أو أى شىء عدا النصيب، وأنه لا يزال القدر قادر على أن يفاجئه بحبٍ عميق آخر يعتنى به ويكون به وكيلا. أحييك على تقديمك لهذه الشخصية التى رغم كل ما بها من مظاهر خادعة وملابس مزكرشة ضيقة وخليعة فى بعض الأحيان كما هو حال معظم عارضات الأزياء، إلا أنها تظل إنسانة معطاءة، وجسورة، وأكثر شجاعة من أناس آخر يبدون متدينين وهم فى واقع الأمر يراءون من حولهم. قدرة يوسف على تحمِّل كل تلك الإهانات والشكوك كانت تفوق الوصف بكل تأكيد، وأنا واثقة تمام الثقة أن أبواب السماء كانت مفتوحة واستجابت لدعوة تمارا الصادقة، وها هو أحب حبًّا خبل عقله، وقض مضجعه، وسهَّده سهادًا. إلا أنه كان حمولا للغاية، وأشجعه على ذلك لأن نجلاء بلا شك كانت إنسانة مسكينة، وكما ذكرتُ فإن أمها ماهيتاب لم تدع لها الكثير من الخيارات، إنها رفضته تطبيقا لمبدأ "المفروض مرفوض"، ولها كل الحق فى ذلك. ولولا أنه طيب القلب، لما انتهت حكايتهما على خير. غير أنى لم أفضل كثيرًا مسألة الشك فى موضوع الملابس التى عثرت عليها فى الشاليه، والتى كانت لبلسم أخته. ليس من السهل أبدًا أن يُتهَم شخصٌ فى عرضه بهذا الشكل، وكنت أتمنى لو نحدد أن هذه العلاقات النسائية للرجل ليست بالشىء الحلال بكل تأكيد مهما جرى، وألا ندع الأمر يمر مرور الكرام حتى لو كان يتم أحيانا فى الحقيقة .. فهذه العلاقات مهما جرى هى زنى وليس من السهل اتهام شخصٍ بها. وكان على يوسف أن يكون أكثر حزما فى هذا الأمر بلا شك. فى ختام الأمر، أرجو ألا أكون ثقيلة أولا، وألا يكون التعقيب قد طال بى فأزهدك فيما كتبتُ، أو جعلك تملِّين، لكن الإسهاب هو "أسلوب حياة" بالنسبة إلي. كما أن روايتك "كوابيس قلب وإرهاب حبٍّ"، تظل ذات مكانة خاصة فى قلبى رغم كل العيوب -التى أراها من وجهة نظرى فى الأول وفى الآخر وأنا واثقة أن هذا ليس رأى الآخرين أيضا-، إذ أنها علامة على تطور هائل فى قلمك .. وأنا واثقة أن المقبل سوف يكون أفضل فأفضل .. ولم يكن لإخبارى لك عن الانتقادات إلا رغبة فى مشاركتك ما أرى وليس أكثر، ولا يقلل أبدًا من الجهد المبذول .. أقلها لم تحاولى تقديم رواية رومانسية عادية بلا مغزى، كما أحب فيكِ روح النضال. استمرى يا عزيزتى، ولا تتوقفى أبدًا، وفى شوق لما سوف تقدمينه فى المستقبل من صديقتك: إنجى | |||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| وإرهاب, قلـب, كوابيس |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
148Likes
.png)
العرض العادي
