احلام عايض بين الواقع والمحال

[مواصل وفاصل]

عايض شاب هادئ فيه قليلا من الوسامه قصير القامه وصاحب شهامه
ولقصر قامته كانوا يطلقون عليه المتندرين عايض المتر!!!!
كان في طفولته طفلا خجولا لكن مثابر يضع له هدفا ولايحيد عنه
يعرف من اين تؤكل الكتف ذكي لماح خفيف الظل ينتهز الفرص
لديه اصرار عجيب حاز على شهادات كثيرة في حسن السيرة والسلوك
كان كلما يضع لنفسه هدفا يحققه بالطرق الشرعية وغير الشرعية
كانت اهدافه وطموحاته تكبر وتنمو وفقا لنمو عمره وافكاره فمثلا
عندما كان طالبا في بداية دراسته وضع لنفسه هدف التفوق وبالفعل
نجح بتفوق وكان الاول على زملائه في السنة الثالثة لدراسته
اراد ان يصبح الاول على المدرسة وفعلا بعد مجهود كان له مااراد
كل هذه النجاحات كانت تصب في تعزيز ودعم ثقته بنفسه مماولد لديه
قليلا من الغرور الذي لم يكن واضحا لديه بسبب خجله الذي نقص معدله
لدى عايض بسبب الغرور المتولد كبر وكبرت احلامه التي كانت تتحقق
بسهولة وبسبب اجتهاده وتفوقه نشأت بعض الحواجز بينه وبين الاخرين
كان يحب الكتب والعلم ومتابعة اخبار العلماء والمستكشفين ولم يكن
يطيق الدخول في علاقات انسانية مع الاخرين لم يكن يطيق التسمع
الى اسلوبهم الرخيص وعقولهم الفارغة فهم لايواكبون العلم ولا التطور
كل همهم اطلاق النكات على الاخرين والتندر بهم وكانت اوقاتهم تضيع
في مالافائدة ولاطائل منه بعد ان كبر عايض وبلغ الحلم واجتيازه لدراسته
بتفوق وكان في اثناء دراسته مثال للشاب المطيع لوالديه فكان يساعد
والده في تربية المواشي ويسعى لحاجات امه التي تعلق بها كثيرا
ونذر حياته في خدمتها كانت تلك جوانب مشرقة من مسيرة عايض
دخل الجامعة بعد تخرجه من الثانوية وبنفس الصرامة والحزم انهى الجامعة
بتفوق كان سبب التفوق الرئيسي هو ان التفوق بحد ذاته كان هدفا
وعايض قرا في كتب تطوير الذات ان تحديد الاهداف بوضوح من اسباب
تحقيقها بعد ان انهى الجامعة وضع لنفسه هدفا اخر وهو الحصول على وظيفة
وبالفعل حصل على وظيفة ولكن هذه المرة حصل عليها بواسطه صحيح انه
كفاءة ومجتهد في عمله لكن طريقة حصوله على الوظيفة كانت غير شرعية
يمضي قدما عايض وبعد ان حصل على الوظيفة ذات المرتب العالي
كان الغرور قد كبر لديه مما ازال عقدة الخجل لديه فاصبح جريئا ياخذ مايريد
بقوة الصوت بعد ان حصل على اول مرتب له وضع له هدف اخر في اقتناء سيارة
كان امرا يسيرا بسبب مرتبه وتمكن من شراء سيارة كشخة زاد لديه الغرور
اكثر فاكثر كان في عايض خصلة جميلة ويندر ان تتواجد في شخص غيره
وهي قضاءه لحوائجه بالكتمان لم يكن يخبر احدا عن نواياه واحتى اسراره
او حتى همومه ومشاكله وبعد كل تلك النجاحات وضع لنفسه هدفا جديدا اخر
اراد عايض ان يحصل على منزل له في بلد المليون برميل ظن عايض
انه سيكون له مايريد وفق قراءاته في الكتب وتطوير الذات ولم يعلم هذا
المتر ان لكل قاعدة شواذ بدا عايض بالبحث عن منزل له ولااسرته وجد
الاسعار خيالية ذهب للبنك للحصول على قرض(سلفة) لشراء المنزل
وبعد حساب البنك لمرتبه وحساب الفوائد وجد عايض ان القرض لن
يكفي ولاحتى ربع قيمة المسكن سبب ذلك كسرا كبيرا في ارادة عايض وتصميمه
وبعد محاولات من هنا وهناك لعله يجد من يقرضه لم يجد عايض
فهبطت معنوياته الى الحضيض اراد عايض ان يخفف من وطأة الصدمة عليه
فقال لو اخبرت اصدقائي بما حدث لي ربما يواسونني او يهونون علي
توجه الى زملائه في المكتب الذين استغربوا مجيئه اليهم وسألوه ماسبب مجيئه
فاخبرهم بالسالفة فلما اتنهى من سالفته دخل الجميع في نوبة قوية من الضحك
مما جعل عايض في موقف لايحسد عليه اراد عايض في هذه اللحظة ان تنشق الارض
وتبتلعه انتابته حالة دوار واحمرار في الوجه في هذه الاثناء
قاله له احد المتندرين بضحك عزيزي عايض هل تعرف عايض!!!!
كانت تلك غلطة عايض هو ان لم يستطع ان يميز الفرق بين الواقع والمحال
والى القاء في قصة اخرى