آخر 10 مشاركات
106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-08, 10:27 PM   #1

عاشقة الرسول

? العضوٌ??? » 35561
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » عاشقة الرسول is on a distinguished road
B10 436 -لتتوقف عقـــارب الزمن ( كتابة/كاملة )**


436 -لتتوقف عقـــارب الزمن


تضافرت الأقدار ليتعارفا اثناء ترتيب حفل زفاف صديقين،
كان لقاء مرتب ومقدر له ان ينتهي بأنتهاء مراسم الزفاف.
الا أنه مالم يكن في الحسبان هذا الشعور الخفي الذي يولد وينمو اذا توافرت الظروف المناسبة.
هل سينجح هذا الحب ام يموت في مهده





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-05-16 الساعة 07:06 PM
عاشقة الرسول غير متواجد حالياً  
التوقيع





عاشقه الرسول
رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 10:27 PM   #2

عاشقة الرسول

? العضوٌ??? » 35561
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » عاشقة الرسول is on a distinguished road
B10 لتتوقف ****ب الزمن ( كتابة )

لتتوقف ****ب الزمن


تضافرت الأقدار ليتعارفا اثناء ترتيب حفل زفاف صديقين،
كان لقاء مرتب ومقدر له ان ينتهي بأنتهاء مراسم الزفاف.
الا أنه مالم يكن في الحسبان هذا الشعور الخفي الذي يولد وينمو اذا توافرت الظروف المناسبة.
هل سينجح هذا الحب ام يموت في مهده



الفصل الأول




لم تكن امام احدتلك الشلالات التي لطالما حدثها عنها والدها.
لم تكن يصدد هزة ارضية كما يتوقع سكان سان فرانسيسكو في كثير من الأحيان.
لم يكن الأمر أيا من تلك الأشياء.

كانت ويندي جرانت ممدة على ظهرها،عيناها في عيني دمية على هيئة دب من الفراء.
لقد كانت تجربتها الأولى في العمل فسقطتت كل الدمى.
كان كل شيء يمر بسلام حتى تلك اللحظة التي حاولت فيها ان تضع اخر دب اعلى الهرم الذي كونته الدمى.

وبعدها مباشرة كانت مسجاة على ارض المتجر وقد غطاها جبل من الدمى التي على هيئة حيوانات من الفراء ومقيدة بأمتار وأمتار من الأسلاك الكهربائية.

تكمن المشكلة الآن في كيفية التخلص من هذا الموقف دون ان تفسد شيئا.
ستشتعل نانسي غضبا اذا اصيبت الملابس الصغيرة التي قضت ساعات في حياكتها بأدنى مزق.
كما لم تكن ويندي على استعداد لتعيد التركيب الكهربائي الذي تحرك الحيوانات بواسطته لذرعها وسيقانها.
كانت نانسي تقوم ببعض الترتيبات في الجزء الخلفي من المتجر.
فقط جرس الباب هو من سيجعلها تهرع اليها.
صاحت ويندي:
_اريد المساعدة.
راحت استغاثتها سدى،وعلى الرغم من الصوت الذي سمعته لابد انه من ثمرة خيالها.
ومع ذلك فهي لاتستطيع ان تظل على هذا الحال طوال النهار!
حركت ذراعيها ثم قدمها فلاحظت ان ساقها اليمنى مقيدة تماما بسلك كهربائي فتفوهت بالسباب.
سمعت صوتا يقول:
_كم هو بذيء لايجب على الدببة التلفظ بالسباب.
لم يكن هذا الصوت صوت نانسي وحتى لوكانت اصيبت بالزكام خلال النصف ساعة الاخيرة فهذا الصوت الرخيم ليس صوتها.
لقد كان رجلا دخل الى المتجر فأثار ضحكه منظر ويندي
قالت ويندي:
_اذا اخرجتني مما انا فيه اعدك بألا اتلفظ بالسباب مرة اخرى.
_هل لك هذا الحذاء القماشي الممزق الذي اراه!
اجابته معترضة:
_حذائي ليس ممزقا
_آسف لست خبيرا بهذه الأشياء القديمة.
قالت في نفسها:
"ياله من رجل مزعج حقا"
_حسنا هل ستخرجني من هنا الآن!!
اجابها ستون هاملتون وهويقمع جاهدا ضحكة مجنونة:
_سأحاول.
_حاول الا تقطع الأسلاك واحذر ان تفسد الثياب.
ستقطع نانسي عنقك لأقل ضرر.
بدأ ستون بالعمل وقذف أول دب خلف ظهره.
وحرصا على حياته من التحذير الذي قد تلقاه منذ قليل أخذ يتعامل مع اللعب بحرص ولطف.
واخيرا ظهر له مدى تعقيد الأسلاك وماينتظره من عمل دقيق.سيتحتم عليه التخلص من الدببة واحد تلو الأخر مع مايستغرقه ذلك الوقت من فك كل عقدة.
قالت ويندي وقد نفذ صبرها:
_قل لي اذن اذا كنت تريد اللعب فستستطيع ذلك بعد قليل.
كما يمكنك ان تشتري واحدا..اسرع قليلا..هل مازلت هنا؟
_نعم !انا هنا.
_ماذا تفعل سنتهي بي الأمر بأن اصاب بالحول بسبب هذا الحيوان الجاثم على انفي.
_على اي حال هو لايمنعك من التكلم.
قالت ويندي في نفسها"علاوة على ذلك فهو فظ"
قالت:
_انه دب أنثى.
قال:
_لوكانت تلك السيدة او الآنسة تزعجك فأغلقي عينيك.لااستطيع ان اسرع اكثر من ذلك فجميعها متشابكة مع السلك الكهربائي.
_ارجوك احذر ان تمزق شيئا!كن حذرا على الأخص مع ذلك الذي يرتدي زي البحارة!لقد استغرق مني وقتا طويلا حتى جعلته يتحرك بالطريقة الصحيحية.
سأل ستون نفسه:
دببه كالحقيقية!في اي بيت للمجانيي وضعت قدمي!
قال واعدا:
_اذا قابلت بحار فسأعاملع برقة مفرطة.
على الرغم من انه كان متعجلا فقد دفعه الضول لأستكمال هذا العمل المثير لقد خصص ثلاثين دقيقة من وقته ليقابل الفتاه التي سيرافقها في تجربة حفل زفاف سيلفيا.
كان من المفترض ان يتم اللقاء هنا وها هو ا ضاع خمس دقائق كاملة في ازاحة هذا التل من الدمى.
وعلى الرغم من بغضه عدم الالتزام بجدول اعماله الا انه اراد رؤية هذه المخلوقة القابعة تحت كومة الدببة ،ولتنتظر الآخرى.
لقد ظهر منها بالفعل ساقان يغطيهما الجينز ثم ظهر بعد ذلك باقي جسدها الرشيق..عندما رأى الحمالات الحمراء سأل نفسه اذا كان امام صبي!
كان مازال هنلك ستة دببه عليه التخلص منها،عندما حاولت ويندي ان تنهض على الرغم من وجود الأسلاك الكهربائية التي احاطت بقدمها فلم تستطع تجنب السقوط مرة اخرى.
فشد الأسلاك ستون الذي مد ذراعيه حتى يتجنب ان يحطم اشابة بثقله.
ووجد نفسه ممددا بجانبها وبينهما ثلاثة من دببه تقابلت نظراتهما.
وعلى الرغم من انها لم ترى في حياتها هذا الرجل الا انها شعرت بأنها امام انسان صديق.

كان شعره الأشقر اشعث مما ينم عن العناء الذي مر به وعيناه خضراوان مائلتان الى الرمادي كلون المحيط وقت العاصفة.
كان انيقا بشكل تقليدي بدلة داكنة اللون فيها تقليم خفيف ورابطة عنق وقميص ابيض يفوح منه رائحة عطر رجولي لطيف،ابتسمت وهمست:
_اهلا
وبدون حاجة الى خبرة كبيرة لاحظت ويندي ان هذا الغريب يجد مشقة في منع نفسه من الأستفادة من الموقف.

سألته:
_هل تأتي كثيرا الى هنا!
_لاهذه اول مرة.
ارتجفت الشابة من انفاسه الساخنة.
قالت:
_لتشتري العابا،هذا هو المكان المثالي لبيع الألعاب.
_هذا ماقيل لي.
_هل تنوي البقاء هنا فترة طويله؟

اعترف ستون في نفسه"سيكون ذلك من دواعي سروري"
وعلى الرغم من انه ليس من عادته مغازلة النساء في الأماكن العامة،ودون ان يحسب ال15 دقيقة الضائعة من وقته.
فقد ستون مقاومته وطبع قبلة على شفتي الشابة ولم تحاول التخلص منه ومرت دقيقة ساحرة قطعها الرجل خوفا من ألا يستطيع السيطرة على الموقف.

فتحت عينيها ونهض ثم مد يده اليها ليساعدها على النهوض لاحظ على الفور انها رائعة الجمال صغيرة ملامحها دقيقة وجهها محاط بخصلات قصيرة بنية،وعيناها شديدتا الزرقة.
كانت شابة جميلة على الرغم من لبسها الغريب.
كان يستعد للحاق بالفتاه التي كان على موعد معها عندما ظهرت في مؤخر المتجر أمرأة ضخمة وقوية.ترتدي ملابس وردية اللون.
توقفت فجأة امام كومة الدببه.
سألت بصوت رصين:
_ماذا حدث؟
قالت ويندي موضحة!
لقد كانت يدي ثقيلة بعض الشيءعندما وضع اخر دب.
لاتقلقي يانانسي سأعيد ترتيب كل شي ء
ولن يستغرق مني ذلك وقتا طويلا.لقد اخبرتك ان ميلفان اطول مني ويستطيع القيام بهذا العمل افضل مني.
_لقد اردتك انت ان ميلفان يثي اعصابي.
_لماذا؟لايوجد من هو اهدأمنه!
_ان الرجال الذين يجمعون الشهادات وفي نفس الوقت هم قادرون على تحريك الأشخاص وجعلهم يتكلمون ويرقصون يصيبونني بالعقد.
اجابت ويندي؛
_انا ايضا حاصلة على شهادات واعرف تحريك الشخصيات.
_ذلك في بيتك حيث لايراها احد،اما ميلفان فهو لايستخدم الا الكلمات المكونة من عشر حروف.


التفتت ويندي الى منقذهل لتشكره الا ان تعبير وجهه أدهشها.
_تبدو غريبا
قال معترفا:
_آه نعم؟..صحيح اني ابدو غريبا.
وعلى الفور سأل نفسه:اذا كان حقا ذلك الرجل الذي طالما نعت برباطة الجأش والفطنة.

حركها صوته الأجش فشكرته لمساعدته وأسرعت تستأنف عملها.
ظنته نانسي مشتريا فسألته عن طلبه.
كانت عينيه مثبتتين على ويندي ،أومأ برأسه دون ان يجيب فتركته نانسي لشروده وابتعدت لتجمع الدببة المتناثرة.
ظل ستون واقفا في مكانه لبرهة طويلة،وسط المتجر،مبهورا بمظهر الشابة ذات الشعر البني وهي تكون هرما من الدببة في واجهة المتجر.
قالت نانسي:
_ان ذلك افضل مما كنت افكر فيه،هل تعلمين ياويندي ان فكرتك تلبيس الدمى الزي فكرة رائعة.
التفت السيدتان عندما سمعتا صرخة تعجب من الرجل الغريب.
_ويندي جرانت هل هذا انت؟!
_نعم,أنا.
_انت لست كما توقعتك على الأطلاق.
_آوه حسنا مالذي كنت تتوقعه؟
_وصيفة.

اقترب من السيدة الشابة واستطرد:
_انا "ستون هاملتون" وصيف ديف كراندال الذي سيتزوح الأحد القادم .اخبرتني سيلفيا اني سأراك هنا.
اصدمت قدمه بشيء ما،انحنى والتقط دبا قذف به اليها.

تذكرت ويندي على الفور المكالمة الهاتفيه التي تلقتها من سيلفيا ليلة امس،
لقد كانت عن شخص ما يدعى ستون هاملتون الذي سيصطحبها الى تجربة حفل الزفاف،ثم الى العشاء الذي سيضم اصدقاء العروسين.كانت سيلفيا تعتزم ان يتعارف الشابان اولا.

قالت ويندي:
_اذكر ذلك.شكرا على مجيئك.لولاك لدفنت تحت كومة الدببة هذه!..
لما تنظر الى ساعتك هل انت متعجل؟!
انتظر برهة قبل ان يجيب :
_عندي ميعاد في الواحدة تماما.
كم الساعة اذن؟
_اجاب وقد لاحظ انها لاترتدي ساعة معصم:
_انها الثانية عشر الا خمس دقائق.
_هل مكتبك بعيد؟
قال اسم المكتب والعنوان.
قالت اعرفه،انه قريب من هنا.هيا نتناول الغداء.اني اتضور جوعا.
المطعم الواقع على الناصية لابأس به ونستطيع هناك ان نتحدث عن سهرة الغد.
لديك متسع من الوقت.

قطب ستون حاجبيه من الدهشةة.فهناك اوراق قابعة على مكتبه وكان قد عزم على مراجعتها قبل موعده.
قالت ويندي باصرار~:
_هيا انها ليست نهاية العالم ان تغير في جدول اعمالك.
نانسي سأنتهي من الواجهة بعد الغداء.
_حاولي ان تعودي مبكرآ ان استعطتي.
وقبل ان يعترض ستون لبست ويندي ستره جلديه وفتحت باب الخروج.
قالت تتعجله:
_ايه حسنآ الن تأتي؟ على عكس ما كان يقول انه متعجل فقد بدا بطيئآ جدآ
وهاهو ينظر الى ساعة معصمه من جديد كما لو كانت هديه لا ينتهي من تآملها بآعجاب .
لقد بدا الشاب المسكين تائه وهو يسير بجانبها في الشارع.
لم يبدو ممتنآ من تناول الغداء معها.لا يهم فهي تتظور جوعآ.قالت وهي تمسك بذراع ستون:
_المطعم على بعد خطوتين وتقديم الطعام هنا يتم بسرعه.
انخرط وسط الزحام ومازال ستون مندهشآ لتخليه عن اتباع جدول اعماله الذي اعده بأحكام.
لقد كان الفضول الذي اثارته فيه هذه المرآه اقوى من حرصه على استخدام الوقت، وكان الامر تجربه غير مألوفه بالنسبه له.
قالت ويندي وهي تشير الى محل بيتزا
_هذا هو المكان " شييرو" يصنع افضل بيتزا في الساحل الغربي كله لكن لا تطلب بيتزا الفلفل انها حاره جدآ .
كانت طريقتها في الحديث معبره وشخصيه جدآ هككذا لاحظ ستون انها مجرده من التصنع والاندفاع بعكس اينجلا فاندرمير ,التي اصطحبها الى حفل موسيقي مساء امس ,حيث كانت كلماتها في غاية التمدن الا انها خاويه من المعنى ولم يعلق في ذهنه اي منها.

غمرته رائحه لذيذه من صلصة الطماطم والثوم والجبن وتوابل اخرى لم يستطع تميزها,عندما دلف الى المطعم تابع الشابه.

تعود أخر مرة تناولت فيها البيتزا الى تاريخ بعيد.
كان يقف خلف لطاوله رجل برز بطنه يضع فوق رأسه قبعة طهاه.
وكالمعتاد صاحت ويندي تلقي الى بيه بيه التحية:
اهلا "بيه بيه" لا فلفل ولا انشوجه لكن كثيرآ من الجبن .
اجابها بأبتسامة عريضة:
_حسنا.
جذبت ويندي ستون الى نهاية الصالة حيث كان مازال هناك مكان ،وبمجرد ان جلس،لم يستطع الرجل ان يمنع نفسه من النظر الى ساعته من جديد.
سألته ويندي:
_هل هذه هدية ل عيدميلادك؟
_لا !لماذا؟
_خيل الى ان احدا ماقد اهداك هذه الساعة،فأنت لاتكف عن النظر اليها حتى يعتقد المرء انها اغلى ماتملك.
_لقد اشتريت هذه الساعة لنفسي منذ3 سنين ،لكن معك حق انها عزيزة فلدي مواعيد في غاية الدقة.
_لماذا اذن؟
ادهشه سؤالها.
اجابها:
_هذه افضل طريقة للعمل.اذا خطط الأنسان لكل يوم فسيتجنب ضياع الوقت وسينفذ الكثير من الأعمال التي ماكان لينجزها اذا ترك الساعات تنفلت من بين يديه دون تخطيط.

سألته ويندي التي لاتعنى بهذه الامور:
_ماذا عن وقت التسريه عن النفس!! هل تدرجه في برنامجك!
_احيانا!
قال في نفسه وهو يخفض رأسه:
_في الحقيقة ،لابد ان كل ذلك يبدو لها مضجرا.
_مالوقت الذي خصصته للغداء
_ثلاثون دقيقة ..هل تضحكين و تسخرين مني؟!
اجابت ويندي:
_انا لا اسمح لنفسي بذلك.حاولت ان اتخيل نفسي افعل مثلك!
هذا لاينطبق على ،ان كل يوم يختلف عن الآخر.يحدث احيانا ان اقضي انا وميلفان الليل في الانتهاء من بعض الاعمال وبعد ذلك ننخرط في العمل مدة 10 ساعات دون توقف.
_من ميلفان؟
اختار بيه بيه تلك اللحظة ليضع البيتزا على وسط الطاوله.
قال:
_سأحضر لك شرابك المفضل.لكن ماذا سيشرب هذ ا السيد؟
عصير الشعير ام نفس شرابك.
اجابت ضاحكة:
_اعتقد انه كبير بالقدر الكافي حتى يختار ماسيشربه.
قال ستون:
_عصير الشعير.
سألها ستون:
_ماعمرك؟
_سته وعشرون عاما ومازلت احب اللبن.وانت!
_اثنان وثلاثون عاما.
قطع ستون جزء من البيتزا ووضعه في طبقه واستطرد:
_من ميلفان؟
_شريكي
_كنت اعتقد ان شريكتك تدعى نانسي.
قالت مصححة:
_لا انا لاأعمل في متجر الألعاب هذا.كنت هناك لأنظم الواجهة ذلك هو عملي.
_هل تنظمين واجهات المتاجر التي تبيع الدببه؟
_واشياء اخرى ..اذا كنت تحرص على احترام جدول اعمالك فمن الأفضل ان تبدأ بالطعام.
اكل ستون البيتزا على الرغم من عدم رغبته في ذلك ثم اضاف:
_مالأشياء الأخرى التي تقومين بها؟
كانت ويندي قد انتهت بالفعل ن قطعة البيتزا وشرعت في تناول واحدة اخرى.
_ميلفان وانا نصمم آليات..هل رأيت في عيد الميلاد الماضي المشهد الذي كان يزين مدخل عمارتك؟

اومأ برأسه:
نعم
_كان هذا العمل الذي قام به نحن"انا وميلفان"

تنهد مبهورا:
_حقا؟
استأنفت ويندي الطعام كانت معتادة على تلقي رد الفعل هذا .كان الناس بسبب حجمها الضئيل ورقتها لايستطيعون تخيلها بهذا العقل الخلاق.اوأنها قادرة على تحريك شيء سوى مبرد الأظافر.

لنسرع حتى نحدد سهرة الغد!
قال:
_لست الوحيد الذي لديه الكثير من الاعمال،انت ايضا قد وعدت بالعودة الى المتجر اذا لم تكوني قد غيرت رايك؟
_لدي بقية اليوم لقيام بذلك.
تفحصها بعيننين حائرتين
_انا لاأفهم .فلديك شركة وانت مسؤوله عن تنظيم وقتك،وتحديد فترات زمنية واحترامها،والا ستفقدين زبائنك.
_من مميزات العمل الحر وقتما تشاء فلايوجد رئيس،ولاساعات عمل محددة،ولارئيس عمال مدقق.
قال:
_انا لا آرى ذلك طريقة جيدة لأدارة شركة.
قالت:
_لايهم مادامت الأمور تسير بخير. اذا وعدنا بتسليم مشروع ما او بتركيب واجهة محددة فأننا نفي بوعدنا.
ان عيوننا ليست مثبته على عقرب الساعة،لكننا من آن لأخر ننظر الى النتيجة.

كان ستون مندهشا،كان سلوكها متناقضا مع سلوكه الذي اتخذه لنفسه منذ اليوم الذي ترك فيه والدته ومنزله.

لقد قرر منذ ذلك اليوم ان ينتهي من انقطاع الكهرباء لعدم تسديد الفاتوره،والأثاث الذي يستولي عليه البواب بسبب عدم دفع الأيجار.
ولذلك نظم حياته بشكل بالغ الدقة.
اخرج نوتته من جيبه وفتحها على تاريخ الغد.
قال:
_تجربة حفل الزفاف في الساعة السابعة سآتي لأصطحابك في السادسة والنصف .لين تسكنين؟
دون العنوان والساعة ورقم التيلفون حيث يستطيع ان يتصل بها في حالة وجود اي عائق.ثم اعاد النوته الى مكانها.
قالت ويندي مؤكدة وقد ومضت عيناها بالمكر:
_السادسة والنصف تماما.
قال مؤكدا بلهجة يعتريها الغيظ:
_لاتقلقي سأكون في الموعد.
قالت ويندي في نفسها"هاهو قد غضب"
لنر اذا ماكان يتأثر بالمجاملة
قالت:
_لك خط جميل جدا.
انفجرت اساريرستون:
_شكرا
قالت
_ليس مثل خطي .الشيء الوحيد الذي يعزيني هو ان ميلفان له خط اسوأ مني.
كف ستون عن التظاهر بالأكل واستسلم لرغبته في تأمل السيدة الشابه،
يالها من امرأة جذابة عيناها الزرقاوان تبرقان بلمعة الفرح.وفمها..فمها العذب و رقيق..
فجأة تذكر القبلة فجأة وتمنى لو يعاود ذلك من جديد.
فجأة رأى وجهها يتورد وجفنيها يضطربان.فيم تفكر ياترى؟
سألته لماذا تضحك؟
_وانت لماذا توردت وجنتاك ؟اراهن على اننا نفكر في نفس الشيء.
لم تحاولي الأنكار
قالت:
_كانت قبلة ناجحة.
انفجرستون في الضحك .اندهشت ويندي من مظهره الذي بدا اكثر جمالا وجاذبية عندما ضحك.
قالت:
_يجب ان تفعل ذلك كثيرا.
_افعل ماذا؟
_تضحك،لدي انطباع بأنك لاتضحك بالقدر الكافي.
يجب ان تدرج الضحك في جدول اعمالك"من الساعة العاشرة وخمس دقائق الى العاشرة والثلث"
ويمكن ان تحدد نوع الضحك،،ضحك بجنون،ابتسامة،ضحكة مكتومة،قهقهه.حاول!
سألها وقد تأثر بسخريتها قليلا:
اتصرحين دائما بما يجول في راسك؟
_يشكل عام،نعم.
_يلزمني الوقت لأتعود على ذلك،لكني احب طريقتك كثيرا.
مسحت شفتيها ويديها بمنشفتها وقالت:
_هل رأيت؟لقد نجحت في الكف عن النظر الى ساعتك مدة خمس دقائق.
_انه عملك انت ياويندي،وهو في الحقيقة عمل خاص جدا.
_لماذا؟
_ان مهمتي تعليم الناس كيف يستخدمون اوقاتهم على افضل وجه،فأنا خبير في منظمة العمل.
همست:
_لم اتخيل ذلك!
_مثلي تماما منذ برهة عندما شرحتي لي عملك.
اقترب بيه بيه منهما وطلب ستون الحساب.
قال:
_كنت اود ان ابقى فترة اطول معك لكن يجب ان اعود الى المكتب .
اعترضت ويندي عندما رأته يخرج حافظة نقوده.
_دعني ادفع اجر غدائي فهي فكرتي.
اجاب وهو يخرج النقود
_وكانت فكرة طيبة،لكني مصر على دفع الحساب.
فهمت ويندي انه لاجدوى من النقاش فهذا الرجل صعب المراس كحائط من الطوب.
قالت وهي تنهض:
_ايه حسنا .شكرا على كل شيء.على انقاذك لي من الدببه وعل البيتزا.
رفع يده وربت خدها
اضطربت ويندي اثر هذه اللمسة غير المتوقعة ووجدت نفسها غير قادرة على الاجابةفأومأت برأسها.
ثم خشية ان تنهمر دموعها او تلقي بنفسها بين ذراعي ذلك الرجل اسرعت نحو الباب للخروج.

لم تكن ممتنه من انها وصيفة لسيلفيا في حفل زفافها،كانت تنظر لهذا الأمر على انه شيء سخيف ستقوم به على مضض الا ان نظرتها الآن قد تغيرت ولم تعد تراه بهذا السوء.

انتهى الفصل.

..........................
[COLO
R="Magenta"]الفصل الثاني[/color]



كانت الساعة السادسة والنصف عندما طرق ستون بابا معدنيا كبيرا في حي ليس بالبعيد عن محطة القطار.
حيث العديد من المخازن التي تحولت الى مساكن .ومن المؤكد انها اعجبت ويندي لغرابتها.
كانت واقفة بطول الرصيف شاحنة حمراء مكتوب عليها جرانت وجان لتحريك العرائس ومرسوم عليها جهاز كمبيوتر.
طرق ستون الباب من جديد ولم يفتح له الابعد الطرقة الثالثة ليجد امامه رجلا ضخم الجثة يضع نظارة طبية .
تمتم بصوت فظ:
-ماذا تريد؟
يبدو انه لم يحلق ذقنه منذ فترة طويله وملابسه المجعدة مترهلة حول جسده.يوحي لمن يراه انه بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثون.
قال ستون في نفسه:ربما يكون ميلفان جان اتمنى الا يكون هوالمسؤول عن استقبال العملاء.
قال ستون:
-جئت ارى ويندي جرانت
اجاب وهو يفتح الباب محدثا ازيزا
-انها هنا.
دلف ستون خلفه الى قاعة شديدة الأضاءة اغمض عينيه من شدة الضوء ثم فتحهما،فرأى ذرات التراب تسبح في ضوء مصباح الفلورسنت.
كميات من الآليات متراكمة في كل مكان,
عبر الرجل الذي يفترضه ميلفان جان المخزن بخطوات متأرجحة.
تبعه ستون وعيناه ترمشان من أثر الضوء المتوهج.
في نهاية القاعة كانت هناك منصة يتبوؤها نيبتون ملك البحار عند الرومان يحيطه سرطان بحر ضخم وقوقعتان وكل ذلك من الورق الملون.
نادى ميلفان:
_ويندي هناك من يسأل عنك.
تبا.مالساعة اذن
صدر هذا الصوت المختنق من تحت المنصة.
اجاب ميلفان وهو يجلس امام لوحة الرسم.
عندما دار ستون حول المنصة رأى زوج حذاء من القماش قد برز من تحتها.
_ويندي؟
سمع صوت اصطدام تبعه صرخة الم.
سألها ستون:
_هل جرحت؟
_لاشيء سآتي.
ظهرت ويندي فجأة بين قدمي ستون ممدة على عربة مسطحة بعجلات تشبه العربة التي يستخدمها الميكانيكي لتصليح السيارات.
ساعدها ستون على النهوض.
رمقته ويندي بنظرة فاحصة من رأسه حتى اخمص قدميه:كان مرتديا بدلة داكنة وقميصا ابيض ورابطة عنق وحذاء لامع.
كما كان حليق الذقن.
اما هي فكانت ترتدي لباس العمل ووشاحا احمر معقود على شكل عصابة على جبينها.
سألها ستون:
_هل تنوين الذهاب الى حفل تجربة الزفاف بهذه الهيئة؟
تبدين كمن نجا توا من خطر.
_ماذا!
_هيبي او متمردة من الستينات.اذا كنت تفضلين هذا الوصف.
حاولت ان تظهر استيائها الا انها لم تعرف بماذا تفسر هذه الملاحظة.
_لم الاحظ الوقت.سأسرع.
وبدلا من ان تسرع حقا،انكفأت على الرسم الذي يقوم به ميلفان.
بدأ ستون يشعر بالقلق اذ كان عليه ان يصطحبها الى منزلها حتى تبدل ثيابها.سيتأخران بالفعل.
قالت وهي تشير بأصبعها الى جزء من الرسم.
_ان المشكلة تكمن هنا.اعلى القوقعة ثقيل جدا.
اجاب ميلفان:
اذا جعلناه خفيفا ستقتلعه الرياح.
صوت تنهد من خلفها جعلها تستدير
قالت مفسرة:
_لدينا مشكلة صغيرة مع هذه القوقعة.
صاح ستون:
_سيكون لدينا مشكله اخرى اكبر مع سيلفيا ان لم نرحل على الفور!
نظر ستون في هلع السيدة الشابة وهي تفك ازرار ثوبها.
هل ستخلع حقا ثيابها في وجودهما!واعجب مافي الأمر ان ميلفان لم يبدي اضطرابا كما لوكان ذلك عاديا.شعر ستون بشيء من الغيرة والغضب.
اخذ ستون ينظر في دهشة الى الأزرار تنفك الواحد تلو الآخر بينما استمرت ويندي في الحديث مع شريكها.
فجأة رأها تتجه مسرعة نحو برافان في ركن الحجرة .وتصاعدت من خلف البرافان اصوات الماء والثياب وهي تنزلق فوق جسدها مما جعله يرتعش فاختار ان يبتعد الى الناحية الاخرى من المخزن.
خلف البارافان كانت ويندي تضع فستانا من الكريب جورجيت وتتعجب لما بها من اضطراب.
هل كان وجود ستون هاملتون هو سبب اضطراب يديها!
لقد قابلت حين كانت مراهقة عدد لابأس به من الأناس المهمين دون ان يرمش لها جفن.
ترائى الى مشامعها صوت ستون غر واضح !مالشيء الخاص به حتى يضعها في مثل هذه الحالة من العصبية!انها تكاد لاتعرفه وتشعر امامه بأنها فاقدة القوى.
ارتدت حذائها واقتربت من من المرآة وأصلحت زينتها ثم تنهدت بعمق وعادت الى الحجرة.
كان الرجلان منهمكان في الحديث وهما منكفئان على رسومات المشروع الجديد.
استغلت ويندي الفرصة لتتفحص ستون ،أبرز الضوء لون شعره الأشقر الكثيف كما أبرزت حلته كتفيه العريضين.
انه رجل وسيم للغاية حقا الا انها قد رأت غيره كثيرين فلماذا هذا الشخص يجذبها الى الحد الذي لاتستطيع ازاحة نظرها عنه.
واخيرا قالت:
_انا جاهزة.
استدار ستون وتسمر مكانه كما لو كان قد تلقى ضربة.
لقد كانت رائعة ثوبها الأزرق يتناسب مع عينيها الزرقاوين،يبرز مفاتن جسدها الرشيق ثوب بسيط بدون زينة لاطائل منها.
قالت ويندي وقد احرجتها نظرات الرجل الملحة:
_لنرحل والا سنتأخر.
بدا وكأنه لم يسمع .عيناه مثبتتان ،فاغر الفم،كان ستون يلتهمها بعينيه ثم سألته ويندي:
_هل لبست ثوبي بطريقة خاطئة؟
همس:
_انت في غاية الأناقة آنسة جرانت.
_شكرا لك ياسيد هاملتون هل لي ان ارد لك المجاملة؟
_يمكنك.
تقدم خطوة نحوها وبسط ذراعه اليها.
امسكت بذراعه وسألها ستون وهو يفتح الباب:
_هل هو كذلك دائما؟انه لم يستطع ان يحادثني الا عن مشروع التنين الذي يقذف نارا،ان صديقتك نانسي على حق فهو يستخدم لغة مبهمة.
_ان ميلفان يفضل العرائس المتحركة عن الكائنات الحية.
تلامس جسداهما وهما يعبران الباب بالمصادفة.ارتعش ستون حتى اعماقه،ومنع نفسه بصعوبة من ان يأخذها بين ذراعيه وسأل نفسه وهو من عرف عنه الهدوء والرزانه وكاد ان يفقد صوابه:ستكون معجزة اذا مرت هذه الليلة دون ان ارتكب حماقة.
سألها عندما استقلا السيارة:
_هل تنفذين بنفسك الشخصيات التي تصمميها؟
_نعم على وجه العموم،فهذا اسهل من تحريك شخصية جاهزة التنفيذ.
_يبدو لي انك تقومين بعملين في آن واحد التنين ونبتون،وسرطان البحر،فالعملان لايتماشيان معا.
_التنين من أجل المركز الثقافي الصيني،ونيبتون من اجل سباق يجري في بازادينا
_هل تصنعين الملابس ايضا؟
_كلا نعهد بذلك لنانسي فهي تقص الملابس حسب تعليماتنا واذا لم تجد الوقت لتخيطها فهي تعهد بها الى اخرين.
_كيف طرأت على ذهنك فكرة العرائس المتحركة؟
ذكرها صوته بالنبرة القلقة التي اتخذها والدها عندما صرحت له كيف تنوي الاستفادة من مجموعة الشهادات التي حصلت عليها كانت نبرة مازالت تثير غيظها.
أجابت :
_كم من الوقت يلزمك لتفيذ نموذج؟
قالت:
_هل انا امام محقق؟
_لقد درست مكان عملك ولتكسبي الوقت وبالتالي تزيدين الانتاج.
_ربما لانلقي نفس اهتمامك لأستخدام كل دقيقة.
_ان ماأقترحه عليك من اجل...
قاطعته:
_اعرف انها نصيحة شكرا جزيلا على هذه الأستشارة المجانية.
لكننا سنستمر في تصريف الأمور على سجيتنا.
ساد صمت يشوبه الأضطراب ،ثم سألته ويندي منذمتى تعرف الزوج؟
اجابها:
_كنا نتقاسم نفس الحجرة في الجامعة وماذا عنك انت وسيلفيا؟
_كنا معا في المدرسة الثانوية وكان والدانا يعملان معا..أليس غريبا اننا لم نتقابل ابدا؟
_سان فرانسيسكو كبيرة.
قالت في نفسها:نعم انها كبيرة،لكن ليس على دائرة الأصدقاء التي تدور في فلك ديفيد وسيلفيا.
مرت تجربة حفلة الزفاف على اكمل وجه.
لقد تصرفت سيلفيا كمربية فاضله الكل اطاعها ووقف مكانه وقرأ الصلاوات المعينة.
للمرة الاخيرة جمعت سيلفيا الجميع حولها ورددت عليهم تعليماتها
قالت محددة لستون:
_اني اعتمد عليك في اصطحاب ويندي في الساعة المحددة الى الكنيسة لن يكون لدي الوقت لأهتم بكل هذا كما انك مسؤول امامي عن ذلك.انها تنسى الوقت.
اجابها ستون وقد أثاره الحاحها بعض الشيء.
_سنكون هنا نحن الأثنان في الوقت المحدد.
وقد أثاردهشته ايضا كون ويندي لاتتأثر من انها تعامل كطفلة في الثامنة.
لقد كان ماقالته سيلفيا حقيقيا فأنها لاتعمل حسابا للوقت وخاصة اذا كانت تعمل.
كان اصدقائها يعرفون ذلك عنها ويتقبلونه،كما كان ذلك موضوع للمزاح قيما بينهم.
هل سيقابل ستون هذه الصفة بنفس التسامح؟
على ايه حال لم يكن هو أول من يصفها بعدم المسؤولية والطيش والطفوليه.لقد وصفها والدها بذلك ولم يتعب من ترديد هذا الوصف.

بعد تجربة حفل الزفاف ذهب الجميع للعشاء في احد المطاعم.
جلس ستون بجانب ويندي.
سألها السيد باسكومب والد سيلفيا وهو يميل نحوها:
_كيف حال والدك؟
انه يتعايش مع تقاعده بصورة لابأس بها في ناد للجولف واحيانا اخرى في العناية بالحديقة.
كبح السيد باسكومب ضحكة:
_لا استطيع تخيل الاميرال ستيوارت جرانت متقاعدا!
قالت ويندي:
_امي تواجه نفس المشكلة فهي ليست معتادة على ان يكون زوجها في المنزل طيلة اليوم.

كان وجود ستون الصامت بجانب ويندي سببا لشرودها لماذا هو صامت؟هل هو الآن فقط ليطيع ماأمرت به سيلفيا؟
انه مازال متمسكا بعادته وهو ان ينظر الى ساعته في كل لحظة مثل الأرنب في قصة اليس في بلاد العجائب.
تنهدت ويندي في خاطرها:
_هذا هو خطئي.
كان ستون مهموما بالوقت كوالدها تماما.
كانت ويندي تشعر بالضيق تجاه كل مايذكرها بحياتها المنظمة التي عاشتها طفلة ومراهقة.
اذا كان لديها اي ذرة تعقل لأطلقت ساقيها للريح وفرت بعيدا عن ستون هاملتون،لسوء حظها كان اكثر الرجال سحرا في عينيها.

بعد العشاء عزفت الفرقة الموسيقية لحنا راقصا.
توجه ديفيد وسيلفيا الى ساحة الرقص وتبعهما عد من اصدقائهما.
استمتعت ويندي بالنظر الى الراقصين الى ان استأنف السيد باسكومب حديثة وتفاقم حنقها ووصل الى ذروته عندما حدثها عن نفسها:
_اخر مرة شاهدت فيها والدك كانت منذ عامين.اتذكر جيدا كيف كان منزعجا وهو يشاهدك تضيعين وقتك في هذه العرائس.
ماذا تفعلين الآن؟
_مازلت أصنع العرائس.
ازاحت مقعدها بقوة ونهضت.
_هل ترقص ياستون؟
لاحظ ستون مندهشا وجها العابس.
يرقص معها لم يكن ذلك معقولا! على اية حال لم يكن اي مما يفعله معقولا منذ اكتشف تلك السيدة تحت كومة الدمى،
بالأضافة الى ان الرقص معها سيكون جميلا بالتأكيد.
عندما فتح ذراعيه ووضعت يدها فوق كتفه سألها:
_هل أردت الرقص فرارا من هذا المزعج؟
اجابته مندهشة لأستطاعته ان يكتشف غضبها:
_والدي ليس موضوع الحديث المفضل بالنسبة لي.
_لقد لاحظت ذلك.
ساد الصمت بينهما لحظة وهما يرقصان ثم استطرد ستون:
_مايدهشني حقا هو انك سمحت لسيد باسكومب هذا ان يصف الشخصيات التي تحركينها بالعرائس.
اني لاأعرفك منذ زمن طويل لكن هذا التسامح لايتناسب مع ماعرفته عنك.
_السيد باسكومب لم يفعل شيئا سوى ترديد كلمات والدي.
_لقد ادهشني ايضا ان اعرف ابنة من تكونين.
_لست الوحيد الذي دهش لذلك،لنغير الموضوع.
_لماذا؟بناء على ماقرأته في الصحف فأباك رجل مثير للعاطفة والأهتمام.
اجابت ويندي بخشونه:
اسمع اذا كنت قد قطعت الحديث مع باسكومب فلم يكن ذلك لكي أستأنفه معك!
من الأفضل ان نتحدث عن الجو،عن مشكلة الشرق الأوسط،او عن وجبة شهيه.
_يروق لي الحديث في هذا الموضوع الأخير لكني افضل لهذا المساء الحديث عن موضوعات اكثر شخصية تساعدنا على التعارف.
جحظت عينا ويندي
_نتعارف هل تريد ذلك حقا؟
شدد قبضته ذراعيه حولها وقال:
_نعم.
قالت ويندي بصوت هاديء:
_من الأفضل ان نعود للجلوس ،ان الأنصات للسيد باسكومب لن يضر بسمعتي كما يفعل الرقص معك.
همس ستون بصوت رخيم لم تعرفه عنه ويندي:
_من فضلك احب كثيرا ان احتفظ بط بين ذراعي!هذا ماكنت احلم به منذ التقينا.
شعرت بعاطفة كادت تسقطها لولا انها تشبتت به حتى تحفظ توازنها.
_ليس من الواجب ان تقولذلك.
_لماذا؟هذه هي الحقيقة.يجب على المرء ان يقول الحقيقة من آن لآخر.
كانت الدهشة تختلط بصوت ستون كما لوكان يكتشف بنفسه حجم احساسه نحوها.
_ستون اذا كان هناك شخصان في سان فرانسيسكو لايجمعهما شيء فسيكونان انا وانت اننا مختلفان تماما.
_هذا ليس صحيح ،هناك شيء بيننا،هناك انجذاب لاتستطيعين انكاره.
اضاف بتنهد:
_اما الباقي فمن الواضح انا مختلفان فيه.
_كم نحن محظوظان اننا تبينا ذلك في الوقت المناسب.
رد بصوت حزين:
_كم نحن محظوظان حقا!سيسمح لنا ذلك بتجنب خطأجسيم.
_هذا ماأفكر فيه تماما.
_من الأفضل الا يفكر احدنا في الآخر.
_نعم.انت محق.
لقد اتفقا بالفعل لماذا اذن هذا الشعور بالفراغ؟
كانت ويندي فتاة واقعيه وأمينه،لم يمنعها اقرارها لقرار ستون من ان تعترف بينها وبين نفسها بأنها لم تشعر ابدا بهذا الأنجذاب تجاه اي رجل كان.
انها منجذبة اليه بقلبها وجسدها ،انهارت مقاومتها تماما.
عزفت الفرقة الموسيقية لحنا صاخبا فخفض ستون ذراعيه.
ظل الأثنان ساكنين وسط الحلبة وجها لوجه دون ان يعيرا انتباها الى الراقصين الذين يدفعوهما.
واخيرا سأل ستون:
_هل تريدين العودة للجلوس ام تفضلين العودة الى منزلك؟
_افضل العودة للمنزل اذا لم يضايقك ذلك.
لقد كان هو ايضا متعبا من هذه السهرة.
في السيارة انخرطت ويندي في الحديث عن موضوعات هشة واخذت تجول بين الموضوعات كما لوكان الصمت عدوها الأوحد.
كان ستون يشعر بضيق متزايد .كان سيقطعها ويطلب منها ان تنسى الكلمات الحمقاء التي حدثها بها في المطعم عندما صاحت:
_أخطأت الطريق.
_كيف ذلك ؟يجب ان اسلك هذا الشارع لأصل الى المخزن.
_انا لاأسكن في المخزن
واشارت اليه بعنوانها وبعد عدة دقائق توقف في حي جميل امام عمارة كلاسيكيه.
بعد لحظة تردد قصيرة سألته ويندي:
_هل تريد ان تصعد لتناول بعض الشراب؟
اجابها بقوة:
_كلا.
بدا عليها التأثر الا انه تظاهر بعدم ملاحظة ذلك.
_الى اين سآتي لأصطحبك يوم الأحد المخزن ام هنا؟
_الى هنا فسأكون جاهزة هذه المرة.
تألقت ابتسامة خافته على شفتيها.
_زيادة في الحرص سأتصل بك هاتفيا قبل ان اخرج من المنزل.
زالت عنها ابتسامتها.لقد كان قاسيا في ان يذكرها بعدم التزامها بالوقت،بأن يشير الى مايفرقهما.
قالت وهي تفتح باب السيارة:
_حسنا.
قال:
_ويندي لقد اثبت حسن التصرف بهذا القرار فلا يجب ان ترجعي فيه,يجب ان...
توقف عن الكلام غير قادر على مواصلته.
أومأت برأسها دون ان تنطق بكلمة وخرجت من السيارة.
نظر اليها ستون وهي تبتعد نحو العمارة رافعة هامتها.
قال ليمنع نفسه من ان يثب خلفها:تعقل،يجب ان تكون عاقلا.
لم تستدر ،فتحت الباب واغلقته خلفها دون ان تحييه كما كان يتمنى رغما عنه.
سأل نفسه وهو يدير المفتاح في السيارة:هل هو حقا عاقل وذكي كما اعتقد؟

نهاية الفصل
.........................
الفصل الثالث.





بعد ذلك بساعة وصلت ويندي الى المخزن مرتدية الجينز وبلوفر سميك من التريكو،
كان ميلفان مازال منكفئا على لوحة الرسم.
سألها:
_اين الأمير الساحر؟
_ذهب ليفتن واحدة اخرى بالتأكيد..هل تريد البيتزا؟
_فكرة طيبة.
جلست الى طاولة وقطعتها .
التهم ميلفان ثلاثة قطع ثم قال:
_بدونك انت وبيتزا بيه بيه لكنت مت جوعا.
اقترحت ويندي :
_يجب ان نبرمج احدى الشخصيات لكي تجهز لنا الوجبات.
_فكرة جيدة !ارى سيدة بدينة ترتدي مريلة بيضاء ستطعمنا خلال اربع ساعات تقريبا بالفطائر وهي تهددنا بملعقتها الخشبية.
ماذا تفعلينظتبدين كما لو انك لم تأتي الى هنا من قبل ابدا.
كانت ويندي تتفحص المكان بعين ناقدة.وهي تحاول ان تتخيل ماأقترحه ستون.ثم قالت:
_ماذا لو اشترينا ساعة حائط؟!
اجاب ميلفان بعد ان مسح فمه:
_لايمكن تنفيذ اعمالنا باتباع جدول زمني محدد .انت تعرفين ذلك جيدا فبعض النماذج تأخذ وقت اكثر من الآخرى وخاصة اذا كان هناك العديد من الشخصيات واذا قابلنا مشكلات غير متوقعة فعملنا هو خلق الشخصيات وليس تأمل ساعة الحائط.
_هل تجد هذا العمل غريبا؟
_لا،ليعتقد الآخرون مايريدون فالأمر سيان بالنسبة لي ،اقتربت من لوحة الرسم وسألته:
_كيف حال التنين؟
قال وهو يقترب من حيث تقف:
_بدأ يأخذ شكلا.ماذا حدث لك ياويندي؟انت لست في حالتك الطبيعيه.
_لست أدري...
اومأ ميلفان برأسه ..ربما تكون حمى ربيعيه،فلقد تعرضت مدة طويلة لأشعة الأمير الساحر ،هذا ما ألم بك.
_لست صغيرة الى هذا الحد وارجوك لاتكلمني عن الأمير.
_اقصد ستون هاملتون.
_حسنا مقابل الا يتدخل هو ايضا في عملنا.
اكدت له ويندي بنبرة حاسمة:
_لامجال للنقاش في ذلك.لقد كلف بأن يرافقني الى الحفل ولن يرى احدنا الآخر بعد ذلك.
_هكذا اذن؟
_نعم،نعم!اذا لم يكن لدينا اصدقاء مشتركون آخرون يتزوجون وذلك غير متوقع..حسنا سأبدل ملابسي وأهتم بقوقعة سان جاك.
قال ميلفان وهو يتمدد:
_سأتركك واذهب الى النوم.
_الى الغد.
دخلت ويندي خلف البارفان وبدلت ملابسها.
افزعها صوت تنحنح فنظرت من فتحة البارافان.
_اعتقدت انك رحلت،هل نسيت شيء؟
تمتم لحظة وقد بدى عليه التوتر،سألها اخيرا:
_نعم..هل هناك شيء تودين ان تتحدثي بشأنه معي؟
_كلا لاشيء يمكنك ان تعود الى منزلك.
وعندما رأته مترددا اضافت بأبتسامة ود:
_كل شيء على مايرام لاتقلق اريد ان اسوي بعض الأمور هنا هذا المساء،هذا كل شي.
لم يبد مقتنعا الا انه لم يستطع الألحاح.
_حسنا الى الغد.
وعندما سمعت صوت الباب المعغدني وهو يغلق خرجت ويندي من ركنها.
دوى صوت خطواتها بشكل لم تعهده في الغرفة الخاويه.
تركت نفسها لتسقط على المقعد واتكأت برأسها على المسند.
سألت نفسها وهي تتنهد بعمق من التعب:
_جاءت الى هنا لتفعل ماذا؟لقد تعدت الساعة منتصف الليل.
كان ميلفان قد عاد الى منزله ولم يكن لديها الرغبة ولا الشجاعة لتعمل.
ادارت ويندي رأسها فرأت ستون واقفا يشير اليها من على الرصيف بأن تسرع.قالت:
_يجب ان اذهب.
_قولي لي اين تركت سيارتك؟
_استطيع ان اهتم بذلك بمفردي.
_لاأشك في ذلك ومع ذلك اخبريني اين هي؟
_انها سيارة فولكس سوداء صغيرة وقد ارسل ميلفان من يصلحها.
_كلا،لقد اخبرته بأني سأعتني بالأمر كله.
اخبرته بمكان السيارة واعطته المفاتيح.
سألها وهو يعطيها الشنط والأكياس.
_هل ستكونين هنا بعد قليل؟
_لست ادري ستون ماحاولت ان افهمك اياه هو اني لا اخطط ليومي وارفض ان يكون مخططا.
_وانا حاولت ان افهمك ان ذلك ليس له اي قيمة.على اي حال انا مشغول هذا المساء.

اسفت لعدم قدرتها على برمجة عواطفها كما تفعل مع الأليات لكنها لم تستطع محو الذكرى المزعجة لرقصتها الآخيرة في المطعم،والسعادة الغامرة التي شعرت بها عندما تعلقت بستون واحتواها..بين ذراعيه..لقد اعتقدت للحظة انها قد وجدت سعادتها اخيرا.
لقد كان خطأ.ان حياة ستون هاملتون منظمة دقيقة بدقيقة وليس هناك مكان في مفكرته لأمرأة تجهل النظام والدقة.

********************
سأل ستون نفسه هل يتغدى ام ينام ؟
لم يكن جائعا وكان يريد النوم بشدة لم تكف صورة ويندي عن ملاحقته منذ البارحة .
كان الاختيار بين ان يتغدى او ينام سهلا ولكن طفا الى ذهنه اختيار ثالث وهو ان يرى ويندي على الفور،لايهم اين.
انه جنون لقد لاحقته ذكراها طول اليوم لتقف بين عينيه وبين مايقرؤه من ملفات.
انهارت قراراته الصارمة الواحد تلو الآخر في الظهر،ولم يتبق منها الا انقاض.
مالذي يدفعه لتظاهر بأنه يعمل؟اوراقه مليئة بالشطب وسلة المهملات مليئة بمسودات ممزقة.
واخيرا استسلم واحضر مفكرته ليبحث عن رقم تيلفون المخزن.
اجاب ميلفان:ويندي ليست هنا.
_متى ستعود؟
_لقد اتصلت بي توا، لاتجد تاكسي لتستقله وانا سأذهب لأحضرها من يونيون سكوير هل تريدني ان اخبرها بأنك اتصلت؟
صاح ستون:
_سأذهب اليها واهتم بالأمر.
_كما تشاء.قالت بأنها ستنتظر امام فندق سانت فرانسيس.
_سأجدها.
_شكرا ياأمير.

سأل ستون نفسه وهو يضع السماعة اذا ماكان قد سمع جيدا،أمير!ماذا يعني ذلك؟
يجب ان يؤجل الاجتماع مع شركائه ولايوجد امامه الآن اي ملف عاجل.
خرج من مكتبه واخبر سكرتيرته بهذا التغير في البرنامج .
سألته السكرتيرة:
_اتشعر بسوء؟
_ليس لأنني عدلت جدول اعمالي ستتوقف الأرض عن الدوران ياسده تيلور.
تمتمت:
_ومع هذا فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
تركها وانصرف.

يبدو ركن السيارة في يونين سكوير امرا مستحيلا.
لحسن الحظ لمح ستون ويندي على الفور مرتدية جيبا واسعا وقميص ابيض،محملة بشنط واكياس وغير بعيدة عن فندق سان فرانسيس.
اوقف سيارته وناداها عبر النافذه كانت تبحث بعينيها عن شاحنة ميلفان.
دق نفير السيارة وناداها مرة اخرى.رأته وسلكت الطريق عبر المارة حتى وصلت الى سيارة البي ان دبليو.
قال:
_اصعدي.
_لااستطيع اني انتظر ميلفان.
_جئت بدل عنه هيا اصعدي.
ترددت وتعالت اصوات نفير السيارات خلفهما
قال ستون:
_هناك اناس متعجلون خلفنا.
فتحت الباب وقال:
_سأضع الأكياس في الخلف.
انزلق خارج الشنطة ثوب نوم حريري وردي محلى بالدانتيل.
صاح ستون وهو يطوي الثوب.
_جميل!
_اتمنى ان يكون ذلك رأي سيلفيا ايضا.
_انه هدية زواجها.
_ياله من محظوظ ديفيد هذا.
اعاد السيارة الى نهر الشارع بينما اخذت ويندي تعيد الثوب الى احد الأكياس.
_لماذا جئت انت وليس ميلفان؟
_لأني اردت ان اراك،اربطي الحزام.
_لماذا؟
_وسيلة امان.
_اقصد لماذا تريد ان تراني؟
كان من الواضح انها لاتنوي تسهيل الأمور عليه فبعد ماصرح به ليلة امس فهي حرب معلنه.
اجابها:
_لنقل انني بحاجة لرؤيتك.سواء اردت ام لا لم يعد بين يدي خيار..من فضلك اخلعي نظارتك الشمسية.
اطاعته لكنها تجنبت النظر اليه،لايجب ان تدعه يؤثر عليها.
قالت بصوت رتيب:
_لقد قبلت بأختيار الأمس فأنت محق لايجب ان يرى احدنا الآخر..سنكون تعساء حقا.
توقف ستون عند الأشارة الحمراء واستغل الفرصة لينظر اليها.
_حسنا افضل ان اكون تعيسا بجانبك من ان اكون تعيسا بعيدا عنك.
ظلت ويندي صامتة وممزقة بين مايمليه عليها عقلها ومايضج في قلبها من مشاعر تجاه ستون.
_لماذا كانت الأمور معقدة وصعبة الى هذا الحد؟
همست وهي تحث في داخلها كل مالديها من رجاحة عقل:
_الحكمة تحتم علينا ماقررناه بالأمس.
_ليس للحكمة مكان في هذا الشأن.ان مااقترحته هو ان نزيد قليلا من تعارفنا.ربما لانكون مختلفين الى الحد الذي نظنه.
تحولتالأشارو الى اللون الأخضر واضطر ان يولي انتباهه الى الطريق.
قالت ويندي بعد لحظة صمت:
_على اي حال ليس مقدرا لي ان اعيش مع احد،اذا كان هذا مايجول بخاطرك.
_ماذا تقولين؟
_لقد خضعت حتى الثامنة عشر الى ديكتاتور حقيقي وعندما غادرت المنزل اقسمت على ان انتهي من هذا النمط المتسلط للحياة.
ولا اريد ان اخضع لأي شخص آخر.ذهابي وايابي.من رأيت،الى اين ذهبت،متى اعود،كل ذلك شأني وحدي..الاترى اننا لن نتوافق.
_لقد تراءت لي مشكلتك.
قالت مؤكدة عندما توقفت السيارة امام المخزن.
_ليست هناك مشكله.
اوقف المحرك ووضع ذراعه على مسند المقعد الذي تجلس ويندي عليه.
قال:
_انت تفسرين لي الآن مايفرقنا وليس مايقربنا.
شرد برهة ثم بسط يده.
قالت مندهشة:
_هل تريد ان ادفع لك ثمن توصيلي؟؟!!
_لابالتأكيد،ضعي يدك فوق يدي.
_لماذا؟
_سترين،هيا!انها نظيفة،لاتخافي.
ترددت برهة ثم اطاعته.اغلق اصابعه على يد ويندي الصغيرة.
تواصل بينهما تيار غريب ثم اختلطت نظراتهما.
قال ستون وقد اعتلت شفتيه ابتسامه حانيه:
_هذا مايقربنا.وهذا امر ليس شائعا لم اشعر قط بمثل هذا الشعور.انه مثل تلاطم امواج البحر،ويندي يجب ان نتعلم كيف نسبح معا.
_حتى لانغرق.
_اني سباح ماهر.
_اما انا فلست واثقة بذلك.
_لنحاول وسنرى.
وضع يده على رأسها وجذبها نحوه،وطبع قبلة حانية على وجنتها .اما هي فلم تقاوم.فقبلته
وعندما ابتعدا عن بعضهما ،فتحت ويندي عينيها على نظرة ستون البريئة والحزينة في نفس الوقت.
تنهد:
_النجدة،اني اغرق.
_انا ايضا.
ابتسم وجذبها نحوه من جديد ثم ابتعد متنهدا وقال:
_يالهي ،كم يبدو ذلك معقدا.
فتح ستون باب السيارة وقال:
_هناك من يستدعيك،ديفيد يودع حياة العزوبية وسأذهب اليه.
سألته ضاحكة:
_هل سيكون هناك كعكة ضخمة تخرج منها الراقصات؟
_هذا مستحيل بما ان سيلفيا هي المنظمة للحفل.
مال وطبع قبلة على وجنتها
_هيا قبل ان يقلق ميلفان،وفكري فيما قلت لك.

هذا ماقضت فيه ويندي الجزء الأكبر من بعد الظهر
ستبوء كل محاولة للعمل بالفشل ..ستون..يداه،ماقاله،أخذت افكارها تدور وتجول كالفراشات المجنونة،لقد اصبح الأمر مثيرا للسخط.
بعد الخامسة بقليل احضر لها الميكانيكي سيارتها وكانت ويندي على خبرة كافية بمصلحي السيارات حتى تدرك ان هذه السرعة والامانة ترجعان الى توصية ستون.
لقد اقتطع بضع دقائق من وقته ليهتم بسيارتها هذا يستحق اكثر من مجرد شكر في التيلفون.
طرأت على بالها فكرة,فتحت الصندوق المعدني ووجدت ماكانت تبحث عنه.

نهاية الفصل.





الفصل الرابع






صباح اليوم التالي اخرج ستون من افكاره صوت ضحكت متعالية وصخب.
لم يكن من عادة موظفيه ان يمازحو ويثرثروا في مدخل المكتب.
نهض مندهشا وخرج من مكتبه.
كان كل الموظفين تقريبا والسكارتارية وعمال التيلفون والمحاسبين حتى البواب ملتفين حول شيء لم يستطع ستون تميزه.
سأل كارل شامبير:
_من اين اتى هذا الشيء؟
قالت عاملة التيلفون :
_لم ارى اجمل من هذا.
سأل ستون ماذا يحدث؟
قال كارل وهو يفسح له الطريق انظر بنفسك.
فاغر الفم رأى ستون ارنب ابيض طوله ستون سنتيمتر تقريبا يرتدي سترة حمراء وصديري استكلندي يلوح بساعة يد ضخمة ويحرك رأسه في كل الأتجاهات.
تعرف ستون على شخصية الأرنب .انه الأرنب المشهور في قصة اليس في بلاد العجائب.بخوفه دائما من ان يتأخر.
سأل:
_كيف اتى هذا الشيء الى هنا؟
اجاب حارس العمارة:
_لقد اتى به سائق تاكسي كان يضحك حتى دمعت عيناه لأن الأرنب لم يكف عن الحركة طوال الوقت.
قالت السيدة تايلور وهي تمد اليه يدها بورقه مطويه:
_لقد ترك هذه ايضا.
فتح ستون الورقة وقرأ
_هل اخترت الوقت المناسب لأشكرك؟سيارتي تسير بشكل جيد كما لم تفعل من قبل...ويندي.
سألته السيدة تايلور عندما رأت ابتسامة عريضة تنير وجهه
_هل هذه هدية من احد العملاء؟
صاح وهو يضحك من قلبه:
_عميل!كلا!
مال نحو الحيوان الصغير واخذ يتحسسه حتى يجد مكان ابطال التشغيل وانفض الجميع متألمين عندما سكن الأرنب.
امسكه ستون من ذراعه وادهشه وزنه.كيف استطاعت ويندي الصغيرة هذه ان ترفعه دون ان ينفك ظهرها؟
قال وهو يحمل الأرنب الى مكتبه.
_لقد انتهى العرض هنا.
وضعه على الطاولة امام النافذه الزجاجية
حملق اليه الأرنب بعينيه الجاحظتين
_ستبقى هنا حتى اعيدك الى صاحبتك اتفقنا؟تبا،هاأناذا اتحدث الى دمية!
ادار ظهره ووض الورقه على المكتب وعاد الى العمل.
كان يومه مزدحما باللقاءات وكان عليه ان ينتظر حتى المساء ليذهب الى ويندي.

كانت ويندي تأخذ دشا في شقتها وهي لاتعرف ان في هذه اللحظة كان ستون يدق بب المخزن.
لقد انتظرت طول اليوم ان يتصل بها ربما يكون قد غضب لأنها ارسلت اليه الأرنب الآلي،على الرغم من انها وجدتها فكرة رائعة.من الواضح انها اخطأت.
خرجت من تحت الدش وجففت جسدها وارتدت بشكيرا ابيض.
شدت انتباهها صورتها في المرآة.
كانت تبدو منهكة وفريسه لقلق عميق.بالنسبة للقلق لم يكن هناك الكثير لتفعله،اما بالنسبة للاجهاد،فهناك ماتفعله وهو ان تدخل لسريرها وتنام اثنتي عشر ساعه.
وضعت وعاء اللبن على النار واخرجت علبة مسحوق الشوكولا.وعندما كانت تفرك شعرها،دق جرس الباب.
اغلقت الموقد وربطت حزام البشكير.
فتحت الباب وابتسامة ودود تعلو شفتيها،ثم انفلتت من فمها صيحة تعجب.كان ستون يقف امامها والأرنب بين ذراعيه.
_هل استطيع الدخول؟
ترددت،لم يكن ذلك متوقعا،وفجأة اصبح الشيء غير المتوقع يخيفها:
سألته:
_كم الساعة الآن؟
_السابعة تقريبا،يالأسئلتك الغريبة!
_لأني سأذهب للنوم.
لم يظهر اي نية للرحيل كما شعرت ويندي بأنها مضطرة لأن تتركه يدخل.
لأول مرة تراه ويندي في مظهر مرح،لقد استبدل الحلة الرسمية ببنطلون وسترة من الجلد الأسود الذي يتناسب مع شعره الأشقر.
قالت:
_كنت اعد لنفسي كوبا من الشوكولاته الساخنة.
هل تريد قدحا؟ليس لدي ماهو اشهى لأقدمه لك.
اجابها:
_حسنا
لم تكن حجرة المعيشة كما تراءت له في باله كان الديكور بسيطا وذا ذوق عال.
كانت الحجرة مؤثثة بأريكة ومقعدين مكسوين بقماش منقوش.والستائر بيضاء والموكيت اخضر غامق وطاولة منخفضة من خشب الزان عليها مجموعة من الكتب.
وضع الأرنب على المقعد وخلع سترته.جذب انتباهه مجموعة من المراوح الشرقيه معلقة على الحائط كانت تشكل لوحة ساحرة.
قال ملاحظا:
_بعض من هذه المراوح قديم.
_انها كذلك بالفعل لقد جمعتها منذ وقت طويل.
قال وهو يلتفت نحوها:
_تروق لي شقتك.منذ متى وانت تسكنين فيها؟
_منذ سنه.
كانت تترد في ان تذهب لتلبس شيئا مناسبا اكثر من هذا البشكير عندما استطرد:
_لقد اثار ارنبك ارتباكا كبيرا في المكتب لقد جاء كل سكان العمارة ليشاهدوه.
_كان عليك ان تحتفظ به لقد اهديته اليك لأشكرك.
لم استطع ولكني احتفظتبكلمتك التي كتبتها على الورقة.
لم تجبه وتوجهت الى المطبخ.
جلس على احد المقاعد يشاهد ويندي وهي تضيف بعض اللبن البارد الى الوعاء..ابتعد طرف البشكير عن احدى ساقيها واغلق ستون عينيه وعندما فتحهما من جديد كان البشكير قد عاد الى وضعه الصحيح.
سألها وقد جف حلقه:
_هل اخرجتك حيث لم تكملي حمامك؟
_لقد انتهيت منه وكنت ذاهبة الى النوم.
_ان الوقت مبكر للذهاب الى النوم اليس كذلك؟
_ليس عندما يكون المرء متعبا.
_ولاعندما يكون برفقة شخص ما!
لم تكن معتادة على مثل هذا النوع من المزاح توردت وجنتاها خجلا وغيرت الموضوع.
كيف ودع ديف ايام العزوبية؟
_بصخب كبير!
كتفت ذراعيها لقد احرجتها نظرات ستون الفاحصة واصلت الحديث بصوت مهتز:
_ديف لديه الكثيرمن الاصدقاء
_نعم ولقدكنوا جميعا هناك وشربوا نخب العريس الأمر الذي استلزم استئجار بعض من سيارات الأجرة لتوصيلهم الى منازلهم.
_تخيلت انه سيكون هناك شيء اكثر اثارة.
_لقد كان هناك بالفعل فتاتان متنكرتان في صورة عروسين في بداية الحفل.
اثارت نظرات ستون اضطرابها اكثر فأكثر واخرجت من الخزانه علبه بها حلوى الشوكولا ووضعتها على طبق.
قالت:
_اتمنى ان تعجبك لقد صنعتها مساء امس.
لقد صنعتها في الثالثة صباحا عندما كانت تعاني الأرق لكنها لم تكن تنوي ان تعترف له بأنها تعاني قلة النوم منذ عدة ايام.
قال بعفوية:
_ويندي انت مخادعة.
_كيف؟
انت مخادعة.انك تمثلين مسرحية هزليه تبلورين فيها عدم الألتزام باتخاذك هذه المهنة الغريبة وهذا المظهر المتمردعلى التقاليد.لكنك في المساء تعودين الى عشك الهاديء المصمم طبقا لأحدث الصيحات كما تعدين الحلوى بنفسك.ان المهندسة التي ترتدي الحذاء القماشي الممزق لاتسكن هنا.ان هذه الشقة لسيدة شابة تحب كل ماهو جميل ومريح.
كانت هذه الملاحظة هي ماتخشاه تماما،طالما لايعرف عنها الا مابها من غرابة اطوار قلن يرى الا مايفرقهما وعندما اكتشف المكان الذي تعيش فيه،قدر مايقربهما من بعضهما وتعقدت المسائل اكثر فأكثر.
_مالذي كنت تتوقع؟كوخا قذرا بصناديق برتقاليه؟!
_اتوقع اي شي من ناحيتك الآن فأنت كالماسه لها عدة اوجهواستمتع بأكتشافها الواحد تلو الآخر.
-بعض الماسات لاتخلو من الشوائب.
_اتمنى ذلك!فليس هناك ماهو اكثر مللا من الكمال.
_في هذه الحالة فلن يخسر كلانا اي شيء.على الرغم من كل مجهوداتك.
_مجهوداتي؟
ملأت قدحين باشوكولاته الساخنة واضافت اليهما بعض السكر
_الايهدف مستشار التنظيم مثلك الى الكمال؟اليس هدفك هو تذليل العقبات وتفويض الصعوبات!والا فلماذا اخترت هذه المهنة؟
نظر ستون الى حبات السكر وهي تذوب وسأل نفسه اذا كان سيستطيع شرب هذا الشراب الشاخن.
اجاب بأبتسامة غريبة:
_لوكنت اريد حياة بدون تعقيدات لما كنت هنا الآن.
قالت في اصرار:
_انت لم تجب على سؤالي.لماذا اخترت هذه المهنة؟هل كن والدك مثلك مبهورا بساعته؟
_لست ادري من هو والدي وامي ايضا لاتعلم الكثير عن هذا الموضوع.
احمر وجه ويندي حتى اذنيها
_اسفة ياستون
_لاتلقي بالا.وللأجابة على سؤالك فقد اخترت هذه المهنة بعد حياة عشتها يوما بيوم فلقد كانت امي امرأة متحررة غريبة الأطوار.
كنا نعيش في حجرة في بئر السلم حيث كانت امي تصنع الحلي وتبيعه في الشوارع.لم تكن تعبأ بالغد.
_رغم كل شيء كنت تحبها.
_نعم كنت احبها حتى عندما كنت اضطر لسرقة الأيجار من حقيبتها والذي نسيت ان تدفعه اوعندما كنت ابحث عمن يتعهد بالقطط والكلاب الضاله التي كانت تلتقطها ثم تنساها.احيانا كنت اجلس في الظلام لأنها لم تدفع ثمن الكهرباء.
وكانت تكدس البريد في الدرج دون ان تقرأه.
_اين هي الآن؟
اعترف بفتور.
_لست ادري لقد ذهبت الى بيركلي لأتابع دراستي وعند عودتي كانت قد رحلت.
-هكذا دون اي كلمة؟
_نعم لقد ارادت ان تكون حرة كليا.
الأن ادركت لماذا اردت ان تتجنبني في باديء الأمر،
لقد اعتقدت بأني مثل والدتك!
_لم اعتقد ذلك ابدا.واستطرد وهو يأخذ قطعة من الحلوى
_ثم ان والدتي لم تكن تسطيع ان تصنع الحلوى.
_لم تكن تهتم بالوقت مثلي.
_كانت تعيش يوما بيوم وليس مثلك لو لم تكوني تحترمين مواعيدك لفشلت شركتك منذ البدء.
انت لست مستهترة الى هذا الحد الذي تدعينه.لو راق لك الأمر ام لا فأنت ياويندي ناضجة جديرة بالثقة,اسف لكن الأمر كذلك.
جمعت الأقداح ووضعتها في الحوض منعها صوت انسياب الماء من سماع ستون وهو يقترب منها.
استدارت لتجد نفسها وجها لوجه معه،ظلا ساكنين برهة ثم هزت كتفيها
_لست على صواب بشأني فأنت لاتريد ان ترى الا مايريحك.
_لي نظرة صائبة.
_انت تخرج عن الموضوع
_لست انا بل انت
ربت على كتفيها وهمس
_مماتخافين؟ممن؟
_لابد ان اخاف.
امسك بأصابعه ذقنها فرفعت هامتها واستطرد:
_اتمنى ال تكوني خائفة مني. فأنا مسالم الى حد كبير ولا أؤذي احدا.
لو كانت في ظروف اخرى ل أضحكتها هذه العبارة
_مثل سمكة القرش عندما لاتكون جائعة.
قال بصوت أجش:
_احذري اذن فأني اتضور جوعا.
ازدرت ويندي عندما قرأت في عينيه شدة عاطفته نحوها كما شعرت بحرارة يديه عندما ضمها الى صدره وعندما نظر في عينيها عرفت انها قد وقعت في أسر هذه النظرة المتقدة بلهب عاطفة جامحة.
واستسلمت ويندي لقبلة طويلة فهي لم تشعر بمثل هذه السعادة من قبل.
اما ستون فكان يتعجب في قدرة هذه الفتاه على ان تؤثر فيه وتجعله يفقد عقله .
همس:
_قولي لي ان اذهب.
_لا استطيع
اطلبي مني ان ابقى اذن هذه الليله
_لااستطيع ذلك ايضا..تبدو غريبا..مغتاظا اوتشعر بالمرارة لست ادري!
لقد كانت محقة كانت رغبته فيها تخفي غضبه..ليس منها بل من نفسه،لقد استسلم لمشاعر لم يفكر فيها من قبل مع فتاة مثل ويندي ليس من المحتمل ان يكون الأمر مجرد مغامرة مدتها ليلة او عدة ليال.ان الأمور تمتد الى ماهو ابعد من ذلك وهو لايريد ذلك.
تبا!
قالت:
_ربما لن اطلب منك ابدا ان تبقى
_لماذا؟
_انت ترغبني هذا مؤكد لكنك في نفس الوقت غاضب مني،لقد شعرت بذلك جيدا.
_لست غاضبا منك لكن بالأحرى كني انا ولست ادري انا نفسي لماذا.
قال وهو يتنهد:
_الى الغد سآتي لأحضارك.
_يمكنني ان استقل سيارتي.
_سآتي
لم يكن ذلك رجاء بل امر.
عبرا الصالون ويدها في يده.التقط السترة ووضعها على كتفه ثم قال للأرنب:
_اعتني بها جيدا.
عندما وصلا الى الباب ترك يدها ونظر اليها
_طاب مساؤك ياويندي.
همست بوهن:
_طاب مساؤك.
وما ان اغلقت الباب حتى توجهت الى الأرنب وضمته بين ذراعيها.
وعندما كانت تضعه على المقعد شاهدت مفكرة ستون لقد وقعت بالتأكيد من جيب سترته.
ترددت لحظة ثم اخذت تتفحصها.


انتهى الفصل
.....................
[الفصل الخامس




كانت الكنيسة مزدحمة بالأقارب والأصدقاء
اختلطت رائحة الشموع التي تحيط الهيكل بعطر الزهور.
كانت ويندي تقف بجانب سيلفيا وبيدها باقة من الزهور تحاول دون جدوى ان تنتبه الى مراسم الزواج،الا ان عينيها كانتا تتحولان رغما عنها في اتجاه ستون.
كان شعره الأشقر وحلته الرسمية السوداء يشكلان تناقضا مع شعر العريس البني وحلته البيضاء.
لقد ارادته سيلفيا كذلك،حتى انها اختارت ثوب اشبينتها.
ثوبا مجسما طويلا لونه بلون الخوخ لم يعجب ويندي.
كان سلوك ستون غريب للغايه،قاسيا،ورصينا،ينظر اليها بأهتمام كما لوكانت اشارة مرور.فيم يفكر؟بالتأكيد ليس في عناقهما الدافيء ليله امس.
منذاللحظة التي اغلق فيها باب الشقة لم تكف ويندي عن المعاناة فقد ظلت ساكنه على الأريكة تقلب في مفكرة ستون .
كان ممزقا بين الصواب وبين انجذابه اليها ففي يوم ما قد قررالا يكون بينهما علاقة وفي اليوم التالي تأكد من انه لايستطيع البعد عنها.
ثم اهتم بسيارتها وبعد ذلك عندما بدا كل شيء جميلا اعتراه غضب غريب جعله مقيتا.
انتهت مراسم الأحتفال كان على ويندي ان تبقى بجانب سيلفيا اثناء تلقيها التهاني،
كان المصور نشطا للغاية فلم يتعب من تصوير الشهود وتقريبهم وتحريكهم يمينا ويسارا ويرجوهم ان يبتسمو،
ودون ان تريد ذلك تأرجحت ويندي وسقطت بين ذراعي ستون رجع الى الخلف كما لو انه لايحتمل لمسها.
شعرت بمرارة عميقة لكنها لم تستطع ان تخفيها.
قلبها مجروح وقدماها شهيدتان لهذا الحذاء الجديد،كانت ويندي ترغب بشدة في ان تجري الى بيتها لكنها كانت تعرف سيلفيا جيدا وما يمكن ان يحدث اذا انسحبت بهذا الشكل كما انها تبعت ستون الذي رافقها الى حفل الأستقبال بناء على طلب سيلفيا.

وبما انها ابنة الأميرال ،فرض عليها المجتمع الذي احاط بها ان تخوض في احاديث المجتمعات الراقية.
منذ ان بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف لم تترك ويندي حلبة الرقص ،دعاها الى الرقص اخوة واولاد عم واصدقاء العروسين.
دون توقف حتى شعرت ان كعب حذائها الدقيق قد غرس في قدميها.
ربما كان والد سيلفيا محاسبا ممتازا لكنه سيئا في الرقص،لقد داس اصابع قدميها ولسوء حظها لم يكن الوحيد الذي يسيء الرقص.


مستندا الى احد العواميد لم يحول ستون عينيه عنها.لم يزعجه وجودها بين ذراعي السيد باسكومب ولكن كلما رأى الغرباء يتقدمون منها ويحيطونها بأذرعهم للرقص معها يشعر بشيء غريب يتحرك في اعماقه.من الممكن ان يدعي ذلك غيرة لابد ان يعترف بذلك وهو يمنع نفسه بصعوبة ان يذهب ويحطم وجه كل من يشاركها الرقص.
كانت ويندي تعرف بالأضافة الى دراستها كيف تصيب رجلا بالجنون في ثلاثة دروس والنتيجة مضمونة والأتعاب مؤجلة ولن تندم ابدا فالخطة تعمل جيدا.
عندما بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف اقترب مارك ديليز من ويندي واحتضنها بشدة .
هذا كثير وثب ستون الى الحلبة وضرب على كتف غير المرغوب فيه.
قال:
-هذا دوري
اقتنع مارك بألا يقف امامه عندما نظر الى تعبير وجهه وابتعد بهدوء.
جذب ستون ويندي نحوه .استسلمت ويندي الى قبضته وعيناها مثبتتان خلف ظهره.
تمتم:
_لايجب ان ترقصي مع كل من يعرض عليك الرقص.
_عندما يدعوك احد للرقص فليس من الأدب ان ترفض دعوته.
_لم ادعك ومع ذلك فأنت ترقصين معي.
استطرد:
_من الآن تخلي عن الأدب
تشبثت به اكثر:
_هل هذا امر.
_على اي حال لن ترقصي بعد ذلك الا معي وأول شخص يفكر في الأقتراب سأحطم وجهه.
قالت:
_اعتقد ان اليوم هو دور السيد هايد
ابتسم وضمها اليه بشده.لم تكن على خطأ عندما اعتقدت انه مزدوج الشخصية.
-دعني ياستون
قال وهو يعيدالأمساك بيدها:
_لا
_اصبحت هذه اللعبة الوضيعة غير محتملة.
_انا لاألعب ياويندي
انفجرت قائلة:
_اي تفسير اخر يمكنني ان اطلقه على تصرفاتك؟في ليلة تحاول اغوائي وفي اليوم التالي تهرب مني واذا ما تلامسنا بغير قصد يصيبك الفزع!
كفاني هذا السلوك المتذبذب لست ادري ماتريد مني ياستون ويبدو انك ايضا لاتعرف.
اجاب وهو يجذبها نحوه مما زاد غضبها:
_اعرف ماأريد ولمني لست متيقننا من اني استطيع الحصول عليه.
_هذا يكفي!دعني!
_لااستطيع تحلي بالصبر من فضلك.اعرف اني مدين لك ببعض التفسيرات لكن ليس هنا لنؤجل ذلك اتفقنا.
اذعنت حتى لاتتسبب في فضيحة عامة.
هل لي خيار؟
_طبعا


لم يبعد عنها خلال السهرة قيد انمله،كان تعبير وجهه يقوض كل محاولة للأقتراب منها من قبل اي رجل.
كما انه لم يدعها تهرب الاعندما ذهبت الى حجرة الثياب.

بعد ساعة رحل العروسان تحت وابل من الأمنيات بالسعادة والتهاني.وضع ستون يده فوق كتف ويندي،
ادارت رأسها فواجهت نظرة عينيه الغريبة.
قال مقترحا:
_اذا كنت مستعدة فسأرافقك للبيت.
استندت الى ذراع ستون وقالت وهي تخلع الحذاء وتخرج مفتاحا.
هل يمكنك ان تضع هذا في جيبك؟
اخذ المفتاح ووضعه في جيبه وقال:
_اليس معك حقيبة يد؟
_لاشيء يتناسب مع هذا الثوب..أف! ماكنت استطيع ان اخطو خطوة واحدة الى الأمام المفتاح وهذا الثوب الضيق يمثلان عذابا حقيقيا.
قال وهو يفتح باب السيارة:
_لناذا اذن اشتريت هذا الحذاء؟
_كل شيء في سبيل الصداقة.
_حتى هذا المساء لم اكن اعرف ان العمل الذي يتطلبه تنظيم حفل الزواج.ان سيلفيا رائعة.
_بما انها لم تكن تنوي الزواج مسبقا فقد ارادت ان يكون زفافها فريدا ومثاليا.
_ليس للرجال نفس النظرة ,لقد قبل ديفد كل هذا الصخب لأرضاء سيلفيا. لكنه بدا سعيدا عندما انتهى كل ذلك.
_هل تريد ان تقول انك عندما تتزوج،لاتريد احتفالا كبيرا؟ومع ذلك ستسارع سيلفيا بطلب تنظيمه.
_بما اني لاأنوي الزواج فلن ادع لها فرصة تقديم خدماتها.
عندما لمح تأثرها من هذا التنويه استطرد بصوت رقيق:
_وأنت بالتأكيد سيريد والدك ان يرى ابنته وزوجها يزفان بين قوس من السيوف.
_هذا لوتزوجت ضابطا وهذا لن يحدث.
_لماذا كنت اعتقد ان النساء ضعيفات امام الزي العسكري.
_لا للزي ولا البدلة كاملة،اني مثلك لا انوي الزواج.
شغل محرك السيارة وسألها:
_هل انت جائعة؟
هل تريدين ان نتناول المشروبات في مكان ما؟
اجابت دون ان تفكر:
_اكثر ماارغب فيه هو ان اخلع هذا الحذاء وهذا الثوب،توردت وجنتاها فجأة خجلا.
_هل مازال لديك حلوى الشوكولاته؟اريد ان اكل اثنين اوثلاثا مع قدح من القهوة.
تظاهرت ويندي بأنها مشغولة بالنظر الى الشارع ولم تجب.
هل من الحكمة ان يمدا ليلتهما الأخيرة؟ربما من الأفضل ان يتركها عند باب منزلها ويرحل فورا.
ثم تذكرت مفكرته لقد نسيت ان تعيدها له.
فسر ستون صمتها على انها موافقه.
لم يجد مكانا خاليا فاضطر ان يركن سيارته على بعد ثلاثمائة متر من العمارة.
حتى في سان فرانسيسكو كان مشهد سيدة شابه في ثوب سهرة تمشي حافية القدمين بجانب رجل يرتدي السموكينج في الساعة الثالثة بعد الظهر امرا مثيرا فأخذ بعض المتسكعين يصفرون.
فتح باب الشقة بالمفتاح وابتعد حتى يجعلها تدخل ثم اغلق الباب خلفهما.
قال:
_هل ستبدلين ثيابك؟اعرف اين تضعين الحلوى.
_سأستغرق دقيقة .مفكرتك توجد فوق المكتب،لابد انها وقعت من جيب سترتك بالأمس.
ناسيا انه يرتدي السموكينج بحث في جيب سترته وتبين انه عاش الأربع والعشرين ساعة الماضية دون ان ينظر الى مفكرته.هذا غير معقول!
انتظر عودة ويندي وهو يقضم الحلوى امام النافذه.كانت ابعاد التفسيرات التي عليه تقديمها بعد قليل تصيبه بالقلق،كرامته فقط هي التي تمنعه من الهرب.
عندما خرجت من غرفتها حافية القدمين ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت مكتوب عليه بحروف ذهبية الولايات المتحدة،لم يستطع ان يمنع نفسه من الأبتسام.كانت تبدو رقيقة وبريئة.
تبعها الى المطبخ
كانت القهوة التي وضعتها على النار في طريقها لتكون جاهزة.
اخرجت ويندي قدحين وملأتهما بيد مرتعشة.
بدت نظرات ستون المشتعلة تتبع كل حركة من حركاتها مما يجعلها مضطربة اكثر فأكثر.
وضعت ابريق القهوة وسمعت خلفها تنفس ستون ،انتظرت برهة،ثم تنفس بعمقـاستدارت.
بدا كأنه متحجر.
ازاحت اليه بطرف اصبعها القدح.
_تفضل
استمر في النظر اليها وقطعة الحلوى مازالت في يده.
قالت بعد جهد:
_ارى انك قد وجدت علبه الحلوى.
_هذه القطعة الأخيرة خذيها.
مالت الى الأمام وقضمت جزءا منها.
سأل ستون نفسه:هل تدرك ماذا تفعل؟انها تثيره!وهي تلعق شفتيها لتلتقط الفتان.ومع ذلك فلها نظرة بريئة لطفلة انتهت من طعامها شاكرة ابيها ،اولجدها،اولأخيها الكبير،أو...تبا،سأصاب بالجنون!
همس وهو يخلع جاكيته:
_لنجلس قد يطول بنا الحديث.
تبعته ويندي ووضعت قدح ستون على الطاولة واحتفظت بقدحها فوق ركبتيها،وجلست في ركن على الأريكة،
قبل ان يجلس وضع الجاكيت فوق المقعد وفك ازرار الكمين وشمرهما.
فكرت ويندي ان كل هذا الأعداد لايفصح عن وداع قصير.
قالت مازحة:
_بقي الحذاء.
_اطمئني سأتوقف عند هذا الحد.لم آت الى هنا لأقدم عرض اغراء.
_حقا؟
جلس بجانبها واخذ قدحه
_اليس من الأسهل ان تقول الى اللقاء آنستي شرفني معرفتك وتتوجه الى الباب.
_الى اللقاء؟لماذا اذن الى اللقاء؟
_ديفيد وسيلفيا تزوجا لقد قمت بمهمتك ولست مضطرا لمرافقتي.
استدار ليواجهها.
_لست بحاجة لحجة كي استمر في رؤيتك ياويندي
قالت بصوت منخفض:
_لست افهم
قال معترفا:
_هذا خطئي.
ربما يكون لك تجربة مختلفة عن تجربتي،لكني لم اعرف زوجين سعيدين،اما ديفيد وسيلفيا فسنتعرف عما وصلا اليه بعد بضع سنوات،فأنا لم امنح امرأة ابدا اكثر من اربع لقاءات وهذا اقصى حد لأنها بمجرد ان تتحول الى محبة للأمتلاك اوتشعر بأن الأمور اصبحت في جيبها اتركها وارحل!
_اربع لقاءات ثم الأفتراق؟
قالت ويندي في نفسها:
_كان هذا رابع لقاء
استطرد:
_نعم اربع لقاءات،لقد رفضت دائما ان اعاني ماعاناه اصدقائي،الطلاق.النفقة،الا� �تفاظ بالأطفال الزواج من جديد وبدء هذه الدورة الملعونة من جديد.
_ان ماتتمناه هوالسلام،حياة ناعمة ومنظمة.
هذه خطتي.
وضع قدحه على الطاولة ونهض وبعد عدة خطوات في الحجرة عاد يقف امامها
_لاتسير الخطط دائما وفق مانحدد له،لقد كلفتني سيلفيا بمرافقتك الى مراسم الزفاف ويبدو ذلك بسيطا ودون اخطار،ثم رأيتك وتعقدت الأمور لقد فقدت عقلي ونسيت خطتي مثلا،
عندما ذهبت لأحضارك من يونيون سكوير اوعندما قبلتك مساء امس
اخذت الامور تتضح شيئا فشيئا.
_مساء تجربة الزفاف عندما صرحت بانك لاتريد علاقة معي،هل نفذت خطتك؟
_نعم حرفيا،وصباح اليوم التالي عدلت عنها.
_واليوم عندما كنت تتهرب مني،هل كان ذلك خطة ايضا؟لقد قفزت عندما لمستك كما لوكنت حية سامة.
لاحظ تألمها وهي تقول ذلك على رغم محاولتها كي تبدو لا مباليه.
اقترب منها وجلس على احدى ركبتيه.
همس وهو يأخذ منها قدحها ويمسك بييديها:
_آسف لست حية على الأطلاق،لكن مجرد ان المس يدك،استنشق عبيرك،احتك بك،كل ذلك يجعلني في حالة يرثى لها،هذه هي الحقيقة.
توردت وجنتاها ولم تعرف بما تجيب،اطبقت اصابع ستون على اصابعها.
سألته بنبرة تنم عن غيظها:
_حسنا وبقية الخطة؟ ماهيظهل نتوقف ام نستمر؟
_لا اعتقد انني على استعداد لأعيش حياة مستمرة وجادة ياويندي،لكن للمرة الأولى في حياتي اريد ان احاول.
_تحاول ماذا؟ان نكون مجرد اصدقاء ام اكثر من ذلك؟
_لست ادري هذا يترتب عليك
اجابت وقلبها يخفق:
_اتخيل ن ذلك مثل الزواج اومثل ان نصبح اسرة،
دون ان يترك يدها نهض وساعدها ان تنهض.
_لقد قلت ما أردت قوله،والآن اريد ان استمع اليك وانت تقولين ماترغبين بقوله.
كان القلق واضحا في عينيها
همست بصوت مخنوق:
_اريد بعض الحنان.
جحظت عينا ستون من المفاجأة ثم ابتسم
قال وهو يطوقها بذراعيه ويجذبها نحوه.
_هذا بسيط
كانت ضمتهلها ودودا حيث توحدت روحاهما في دفء،وتراقص قلباهما.
ابتعد عنه ستون وهمس لاهثا:
_لقد وعدت نفسي ان احتفظ بهدوئي لم اكن اعرف ان الامر بهذه الصعوبة.
قالت:
_واذا حررتك من هذا الوعد؟
لمعت عينا ستون بشرارة العاطفة المتقدة داخله
_لاتضعيني في مثل هذه التجربة ارجوك
_بالنسبة لي هناك فارق كبير بين علاقة ليلة وعلاقات دائمة وعميقة كالتي ارغب في محاولة اقامتها معك..مارأيك؟
بدا القلق على ملامحه وهو ينتظر اجابتها.
امسكت المفكرة وعندما وجدت الصفحة الخاصة بالغد امسكت القلم وكتبت كلمات تحير ستون ووقف خلفها وقرأ:
الأحد الساعة الحادية عشر ،حديقة جولدن جيت،نزهة خلوية مع ويندي جرانت،احضر بعض العصائر.
ارتاح ستون وتنفس الصعداء.ازاحت اجابة ويندي حجرا من فوق صدره.
امسك القلم والمفكرة وكتب في الصفحة الخاصة بيوم الأثنين:
الساعة السابعة العشاء مع ويندي،ارسال زهور.
اخذت منه القلم وشطبت الكلمات الأخيرة وهمست وهي تستند اليه برفق:
_لست بحاجة الى الزهور ياستون.
قال وهو يطبق ذراعيه حولها:
_وانا بحاجة كي اهديها اليك.وضعت رأسها فوق صدره:
_هل انت متأكد من ان ذلك ماتريده ياستون؟
ادارها لتكون في مواجهته وامسك ذقنها.
_لقد اقلعنا انا وانت على اية حال ونحن الآن على نفس السفينة في عرض البحر دعينا لاننظر للوراء.
حرارة جسد ويندي وهي بين احضانه ورقة عطرها وعيناها الموجهتان نحوه تبثان فيه الحنان والثقة،كل هذه الأشياء تتسابق في ان تفقده صوابه من جديد.يجب ان يسرع بالرحيل.
قال:
_الى الغد
_هل سترحل فعلا؟
خيبة امل ويندي الظاهرة ملأته سعادة ولكنها جعلت فراقهما اكثر صعوبه.هز رأسه في صمت.
_لاتنس مفكرتك فهي تحوي الآن على ملاحظات قيمة.
سألها:
_هل آتي لأخذك من هنا او من المخزن؟
اجابت:
_حاول هنا اولا.
التقط الجاكيت ورابطة العنق وتوجه نحو الباب وفتحه،استدار ليلقي اليها ابتسامة رقيقة وخرج دون وداع.
انفلتت من بين شفتي ويندي صيحة غضب عندما رأت الباب يغلق.
كان يستطيع ان يقول لها شيئاما.يقبلها اويربت على يدها
من الغد ستتولى تعليمه ان يحدد في مفكرته دقائق خاصة بالوداع.


انتهى الفصل
...................
الفصل السادس




في صباح اليوم التالي عندما ازاحت ويندي الستائر كان الضباب قد انقشع وبدأت الشمس في البزوغ.
كان اعلانا لمولد يوم جميل،لبست معطفا بسرعة واخذت مفاتيحها وبعض النقود ونزلت درجات السلم بسرعة متجهة الى الشارع.
مازالت المدينة نائمة والمحال خاوية.تسوقت بسرعة وعادت الى منزلها حاملة حقيبتين ثم اخذت دوشا وارتدت ملابسها.
بنطلون ابيض وقميصا مقلما باللون الازرق.
ولتتجنب ضحكات ستون لم تلبس حذائها القديم واختارت حذاءا رياضيا في حالة جيدة.
في العاشرة والنصف كان كل شيء جاهزا في قاع سلة الرحلات.
كان الطعام موضوع في علب صغيرة وجميلة وعلى جدار السلة رصت الأطباق الصينية ومفارش وكؤوس فضية،واعلى هذه الأشياء وضعت ويندي مفرشا ومنشفات مطبوع عليها مربعات حمراء وبيضاء للجلوس على الحشائش،احضرت غطاء كانت قد وضعته بجانب السلة.
دق جرس الباب في الساعة الحادية عشر تماما.
ظهر ستون عند الباب مرتديا بنطلون جينز وصديريا من الصوف الرمادي.
قالت في نفسها"يالهي كم هو جميل"
كان هذا هو نفس تفكيره عندما تفحصها من رأسها حتى قدميها.
رجعت الى الخلف حتى تفسح له الطريق ليدخل.مال نحوها وقبلها على وجنتها.
_اهلا
ردت بصوت مهتز:
_اهلا
امسك بيدهاوجذبها نحو الصالون
_سمعت توقعات الأرصاد الجوية وانا في الطريق من المحتمل ان تمطر.اما اذا كنت مستعدةللتنزه فأنا على أتم الأستعداد للمخاطرة.
نظرت عبر النافذة كانت السماء قد اصبحت زرقاء وليس بها اي سحب.
قالت ويندي:
_الجو جميل الآن،الا انه من المحتمل ان يتغير.انا لا اخشى المطر خذ السلة وسأحضر الغطاء والبلوفر.
تظاهر ستون بأنه لايستطيع حمل السلة لثقلها
_هل وضعت احدى ادواتك بالسلة؟
_هيا ايها السوبرمان عندما ترى مابداخلها ستأكل مايكفيك لأسبوع.
قال وهو يخلصها من الغطاء:
_اعطني هذا حتى تتمكني من غلق الباب.والآن ضعي المفتاح في جيب بنطلوني.
_لماذا؟
_ليس لديك حقيبة وجيوبك صغيرة جدا ستفقدين مفتاحك عندما تجرين فوق الحشائش وسيزعجنا ذلك كثيرا،انفجرت في الضحك.
_لست انوي الركض على الحشائش!
_آه حسنا؟ومع ذلك ضعي المفتاح في جيبي.كان هذا العمل شاقا ومزعجا اذ كان بنطلون ستون ملتصقا بجسمه.
قالت ويندي وهي تدخل اصابعها في جيبه
_اعتقد اني انتهيت الان.
_اعتقد ذلك ايضا
ضحك في هدوء بينما توردت وجنتاها من الخجل.
اثناء الطريق واثناء جلوسهما على الحشائش لم يتبادلا الا القليل من الكلمات .فالنظرات تكفي للتعبير عما يشعران به.
افرغت زجاجة العصير ،كان ستون ممدا على جنبه ورأسه مستند على يده يلتهمها بعينه.
رفع ستون كوب العصير
_اشرب نخب اول نزهة خلوية.
قالت وهي مندهشة:
_هل هذه هي نزهتك الاولى.
_نعم
_انني اعشق النزهات والجلوس على الأرض والاكل بالاصابع.والصيد
ماأفضله حقا هو النزهات وقت الأفطار عند مطلع الشمس حتى لو لم يتعد الامر فنجان قهوة وقطعة من الخبز.انها الطريقة المثلى لبدء النهار.
قال ستون:
_اود ان اجرب ذلك.
_ماذا تحب ان تأكل في الصباح؟
_اي شيء الا البسكويت فهذا ماأتناوله كل صباح،اذا كان لدي الوقت اكسره في وعاء به لبن،واذا كنت متأخرا ابتلعه وانا اجري في الشارع.
_حسنا لاللبسكويت ،انا في الصباح احب اي شيء الا البطيخ والبيض والخبز المحمص فقد كانت هذه القائمة التي لاتتغير في منزلنا وقد سئمت منها كما سئمت انت من البسكويت.
_انت تحبين التغير.
خذت ثمرة خوخ ناضجة
_الجميع يحبون التغير.
عندما قضمت ثمرة الخوخ سمع ستون صوت الأستحسان رفعت رأسها وكانت عيناه جاحظتان وينظر اليها بشغف.
قالت ببراءة :
_هل تريد منها؟
في هذه اللحظة سال عصير الثرة على شفتيها فلعقته بلسانها ونظرت اليه بقلق وهو يزحف نحوها.
قال:
_لاتتحركي سأساعدك.
قضم جزءا اخر من الثمرة واقترب منها اكثر غير مبال بالمتنزهين الذين يحيطونهما.
_ستون.
همس
_اعرف
طوق وجهها بيديه واخذ ينظر في عينيها وانفاسه متلاحقة.
اختفت الشمس وغطت السحب السماء.ارتعشت ويندي.وابعدت يديه عن وجهها.
قال راجيا:
_كلا ارجوك دعيني لحظة اخرى.
سمعت خلفها فتاه صغيرة تقول:
_امي ماذا يفعلان؟
وكان ذلك هو السبب الذي جعل ستون يبتعد عنها.
جلس ستون منزعحا ويده فوق جبينه كان يبدو في قمة الانزعاج.
اسفت ويندي ان ليس لها الحق بأخذه بين ذراعيها ومواساته.
كان ذلك ممنوعا كما كان ممنوع اي حب بينهما.
غيمت السماء واشتدت الرياح وتجمعت السحب في الأفق وسقطت بعض قطرات من المطر.
_ستون؟
رفع راسه وقال دون اي ابتسامه:
_ارى ان الطبيعة تساهم في تهدئة مااشعر به من حمى.
رفعت الريح العاصفة طرف الغطاء وسقط كوب العصير،جثت ويندي على ركبتيها لتجمع اغراضها.
_لنسرع حتى لانبتل!
_ان هذا مااحتاج اليه فعلا.
ساعدها ستون في جمع الأغراض وترتيبها في السلة،اخذ يدها وتوجها الى باب الحديقة.
اشتد المطر كانا قد ابتلا تماما في المسافة التي قطعاها من الحديقة الى السيارة.
قالت وهي تقف مترددة امام باب السيارة:
_سأبلل المقعد.
_لايهم اسرعي.
عندما اصبحا في مأمن من الأمطار اعطاها ستون منديلا لتمسح وجهها.
_ماذا يفعل المرء اذا كان جائعا ولديه فائض من الأكل؟
اعادت اليه المنديل المبلل وقالت
-سنواصل الاكل في هذا المخبأ.
_لماذا؟هل مازلت جائعا؟
_بشدة.
كانت نظرته معبرة.
قالت موضحة:
_اتحدث عن الغداء؟
_انا جائع بمعنى الغداء ايضا.
_حسنا لنقل تحن بخير هنا،اذا لم تفضل الذهاب الى بيتي.ان نفرد الغطاء ونتظاهر بأننا نسمع زقزقة العصافير فوق رؤوسنا.
عبس وجهه.
_كلا هذا بعيد جدا
وبدون اي تفسيرات انطلق بالسيارة.
اتجهت السيارة الى اليمين واختفت في الجراج وبسبب الأمطار لم تستطع ويندي ان ترى سوى منزل كبير محاط بالحشائش والأشجار الكثيفة.
وضعها ستون امامه في المدخل وفتح الباب.
خلعت ويندي حذائها حتى لاتلوث الأرض.قال ستون:
_سأجد لك شيئا تلبسيه حتى تجف ملابسك.
تبعته الى حجرة يسود بها اللون الازرق.
اخرج رداء نوم من الخزانه واعطاها اياه وذراعاه كانا مكتوفاتان فوق ملابسها المبتلة.
قال مشيرا الى باب:
_الحمام هنا،هناك واحد اخر لي.
_هل استطيع ان اخذ دوشاظاني اتجمد من شدة البرد.
نظر اليها نظرة فاحصة:
كان قميصها ملتصقا بجسدها وشعرها مبتلا بفعل المطر ومع ذلك كان وجودها في هذه الغرفة الذي طالما تمناه يثير اضطرابه.
اومأبرأسه وخرج من الحجرة وهو لايستطيع ان ينطق بكلمة.
وليهدأ اخذ ستون دوشا باردا ثم لبس بنطلون وصديريا.
اثناء مروره لمح ويندي ممدة على السرير في ثوب كبير جدا تتحدث في التيلفون.
اشارت اليه بيدها ليدخل.مما جعله يبتسم .على اي حال فهذه حجرته وهذا سريره وهذه الثياب ثيابه.
وضعت السماعة بقوة وقد بدت على وجهها علامات الغضب.
لأول مرة يراها ستون غاضبة مقطبة الحاجبين شفتاها مضمومتان.كان صمتها مثيرا للقلق.
سألها:
_ماذا هنالك؟
_ميلفان هذا اللعين كان عليه ان يذهب الى حفل استقبال هذا المساء والآن ليس لديه الوقت ليذهب بسبب هذا التنين الذي لم يتوصل حتى الآن الى تشغيله.
حملقت في وجهه لحظة يبدو عليها التفكير ثم انفرجت اساريرها وصاحت:
_تعال،اجلس بجانبي.لدي اقتراح.
اجابها:
_قولي اذن:انا لست احد عرائسك!اذا كنت سأجلس بقربك على السرير فلن يكون ذلك لأتحدث معك.
وغادر الحجرة بعد تلك الكلمات.
جلست ويندي فاغرة الثغر لم يعودها ستون على مثل تلك الكلمات الصارخة.
بعد دقيقة ن التفكير نهضت ولحقت به في الصالون.
كان قد فتح شباكا زكانت الأمطار قد هدأت رفعت نسمة باردة خصلة من خصلات شعره الذهبي لم يسمعها وهي تدخل.
اقتربت منه:
_ستون؟
رفع راسه وقال دون اي ابتسامه:
_ارى ان الطبيعة تساهم في تهدئة مااشعر به من حمى.
رفعت الريح العاصفة طرف الغطاء وسقط كوب العصير،جثت ويندي على ركبتيها لتجمع اغراضها.
_لنسرع حتى لانبتل!
_ان هذا مااحتاج اليه فعلا.
ساعدها ستون في جمع الأغراض وترتيبها في السلة،اخذ يدها وتوجها الى باب الحديقة.
اشتد المطر كانا قد ابتلا تماما في المسافة التي قطعاها من الحديقة الى السيارة.
قالت وهي تقف مترددة امام باب السيارة:
_سأبلل المقعد.
_لايهم اسرعي.
عندما اصبحا في مأمن من الأمطار اعطاها ستون منديلا لتمسح وجهها.
_ماذا يفعل المرء اذا كان جائعا ولديه فائض من الأكل؟
اعادت اليه المنديل المبلل وقالت
-سنواصل الاكل في هذا المخبأ.
_لماذا؟هل مازلت جائعا؟
_بشدة.
كانت نظرته معبرة.
قالت موضحة:
_اتحدث عن الغداء؟
_انا جائع بمعنى الغداء ايضا.
_حسنا لنقل تحن بخير هنا،اذا لم تفضل الذهاب الى بيتي.ان نفرد الغطاء ونتظاهر بأننا نسمع زقزقة العصافير فوق رؤوسنا.
عبس وجهه.
_كلا هذا بعيد جدا
وبدون اي تفسيرات انطلق بالسيارة.
اتجهت السيارة الى اليمين واختفت في الجراج وبسبب الأمطار لم تستطع ويندي ان ترى سوى منزل كبير محاط بالحشائش والأشجار الكثيفة.
وضعها ستون امامه في المدخل وفتح الباب.
خلعت ويندي حذائها حتى لاتلوث الأرض.قال ستون:
_سأجد لك شيئا تلبسيه حتى تجف ملابسك.
تبعته الى حجرة يسود بها اللون الازرق.
اخرج رداء نوم من الخزانه واعطاها اياه وذراعاه كانا مكتوفاتان فوق ملابسها المبتلة.
قال مشيرا الى باب:
_الحمام هنا،هناك واحد اخر لي.
_هل استطيع ان اخذ دوشاظاني اتجمد من شدة البرد.
نظر اليها نظرة فاحصة:
كان قميصها ملتصقا بجسدها وشعرها مبتلا بفعل المطر ومع ذلك كان وجودها في هذه الغرفة الذي طالما تمناه يثير اضطرابه.
اومأبرأسه وخرج من الحجرة وهو لايستطيع ان ينطق بكلمة.
وليهدأ اخذ ستون دوشا باردا ثم لبس بنطلون وصديريا.
اثناء مروره لمح ويندي ممدة على السرير في ثوب كبير جدا تتحدث في التيلفون.
اشارت اليه بيدها ليدخل.مما جعله يبتسم .على اي حال فهذه حجرته وهذا سريره وهذه الثياب ثيابه.
وضعت السماعة بقوة وقد بدت على وجهها علامات الغضب.
لأول مرة يراها ستون غاضبة مقطبة الحاجبين شفتاها مضمومتان.كان صمتها مثيرا للقلق.
سألها:
_ماذا هنالك؟
_ميلفان هذا اللعين كان عليه ان يذهب الى حفل استقبال هذا المساء والآن ليس لديه الوقت ليذهب بسبب هذا التنين الذي لم يتوصل حتى الآن الى تشغيله.
حملقت في وجهه لحظة يبدو عليها التفكير ثم انفرجت اساريرها وصاحت:
_تعال،اجلس بجانبي.لدي اقتراح.
اجابها:
_قولي اذن:انا لست احد عرائسك!اذا كنت سأجلس بقربك على السرير فلن يكون ذلك لأتحدث معك.
وغادر الحجرة بعد تلك الكلمات.
جلست ويندي فاغرة الثغر لم يعودها ستون على مثل تلك الكلمات الصارخة.
بعد دقيقة ن التفكير نهضت ولحقت به في الصالون.
كان قد فتح شباكا زكانت الأمطار قد هدأت رفعت نسمة باردة خصلة من خصلات شعره الذهبي لم يسمعها وهي تدخل.
اقتربت منه:
_ستون؟
اغلق النافذة واستدار دون ان ينطق بكلمة.
قالت بصدق واضح:
_آسفة لم اكن اقصد ان اعاملك كالدمية ولا ان اهينك.عندما جلست على سريرك واستخدمت تيلفونك لم يكن الا اني شعرت بأني في منزلي فاذا كنت تراني اتصرف براحتي فأرجو منك المعذرة.
_ليس هذا مااغضبني.
_ماذا اذن؟
احاط وجهها بيديه.
_ويندي ارغبك بشدة لاتخبريني بأنك تجهلين ذلك،عندما اراك هنا في حجرتي تجلسين على سريري،فهذا فوق احتمالي.
اجابت:
_وانت لاتقل لي انك تجهل ماأشعر به تجاهك.
سحبها حتى الأريكة ودفعها كي تجلس بينما بقي واقفا امامها.
قال:
_لدي سؤال لك.
_ماهو؟
_انت لم تعرفي رجلا ابدا! اليس كذلك؟!
صاحت ويندي وقد توردت خجلا.
_ياله من سؤال!
_انه السؤال الذي اطرحه على نفسي كلما قبلتك.
اثارت هذه الكلمات غضب ويندي:
_يبدو انك تنظر الى الأمر كما لوكان مرضا! هل كنت تفضل ان اسقط بين ذراعي اي رجل اقابله.
_لابالتأكيد لا أقصد ذلك
جلس امامها وقال بصوت اجش لم تعهده:
_ويندي اسعاد امرأة ليس بالأمر اليسير على اي رجل اوعلى الأقل بالنسبة لي.اعرف انه اعتقاد قد عفا عليه الزمن لكنه اعتقاد راسخ في داخلي وانت ايضا لست مسايرة لعصرك رغم مظهرك المتحرر والا لمابقيت عاقلة.
همست:
_ربما كنت انتظرك انت.
تحول لون عيني ستون الى الأخضر الداكن وتيبست قبضتا يديه.
_من فضلك لاتحدثيني هكذا لاتثيريني.
احاول ان اكون امينا معك.
وحده الرجل الذي ستتزوجينه يملك الحق بأن يكون الأول وليس انا لا اريد ان اؤذيك.
ان عباراته تشير بالفعل الى عدم نيته بأقامة علاقة دائمة معها.انه يريد ان يراها لكن دون ان يستسلم لرغبته.
لم يفهم لماذا شردت ويندي فجأة واصبحت نظراتها زائغة.نهض وهم في ان يقترب منها ويقبلها عندما سألته بصوت غير مبال:
_هل لديك مجفف للثياب؟
_ماذا؟
قالت وهي تنهض:
_اريد تجفيف ثيابي .يجب ان اسرع في العودة الى منزلي.لأتمكن من حضور هذا الحفل الملعون.
رمقها بنظرة غتضبة وقال بصوتينم عن غيضه:
_هل تقصدين التظاهر بأني لم اقل شيئا؟
نظرت ويندي اليه واجابت بصوت متعب:
_يبدو انه ليس لدي ماأقوله.لقد قررت انت كل شيء.انماتريده صديقة بريئة هادئة وحكيمة بدون نتائج.هل اخطأت الفهم؟
صمتت لحظة ثم استطردت:
_مع ذلك مايدهشني انك تبدو بصحة جيدة وبنيانك طبيعي،تعيب على من يعيشون مغامرات و علاقات عابرة دون ان يتعارفوا وفي نفس الوقت ترفض انسانه تعرفها،هذا ليس شأني بالتأكيد،لكني اسأل نفسي كيف تعيش.
اجاب:
_اولا اذا كنت لا ارغبك فما كان هنالك مشكلة،
ثانيا انت تعرفين جيدا لماذا لاأستسلم لرغبتي فيك.
انفجرت قائلة:
_لأنني بريئة اليس كذلك؟اعلم ان ابي لايستطيع ان يمنعني من الذهاب لقضاء ليلة عند شخص ما.
اني في هذه الحالة لأني لم اعرف رجلا قبلك قد جذبني اليه وجعلني اتمنى ان انتمي الى عالمه.والآن اذهب ياستون هاملتون الى صديقاتك ذوات الخبرة اللاتي لن يسبب حبهن لك اي قلق.اما انا فعرضك لايهمني.
اختلج صوتها لتختبيء في الحجرة لكن ستون قد لاحظ عينيها وقد اغروقتا بالدموع.
ياله من احمق لقد اراد ان يحميها وبدلا من ذلك جرحها بكلامه.
اسرع نحو الحجرة.رأى البشكير مكوما على الموكيت.
لم تكن ويندي في الحجرة.انتظر حائرا.
خرجت ويندي من الحمام وعليها ملابسها المبتله.
قال راجيا:
_انتظري.
_لاجدوى لقد قلت مايكفي.استدعي لي تاكسي او اوصلني.وثب نحو الباب واغلقه بعنف.
_دعني ارحل ارجوك.
_ليس هكذا
شعرت بأنها في شدة التعب حتى انها لم تقاومه عندما رفعها ووضعها على السرير وجلس بجانبها.كان هذا التصرف ضربا من الحماقة الا انه كان يموت شوقا ليفعل ذلك.
قال في نفسه هذا فقط لأواسيها وينتهي الأمر.
سألها:
_اذا اعتذرت هل سيحسن ذلك الأمر؟
مغلقة العينين اومأت ويندي برأسها
_لا
مسحت خصلات شعرها خد ستون فلم يستطع ان يمنع ابتسامة اعتلت شفتيه
قال
_اسف.اسف لأني تصرفت مثل...
اكملت:
_الأحمق!
_نعم اعترف بذلك ياويندي ومع ذلك فلقد نبهتك الى هذا.
احتضنها بشدة وقال
_سامحيني .اعطني فرصة اخرى.
نظرت الى وجهه كانت اللهفة التي تراها في عينيه تقلقها الا انها تظاهرت بعدم ملاحظة شيء.
قالت :
_حسنا لكن بشرط .
_ماهو؟
_حتى الآن انت من يتخذ القراراتالتي تخصنا ولم يحقق ذلك اي نجاح.لقد خضعت لتسلط ابي الدكتاتوري والآن افضل الديموقراطية.
قال وهو يداعب شعرها.
_هناك الكثير الذي يجب ان اعرفه عنك.
_وعنك ايضا.
_اذا ساعدتني فسأبذل جهدي لأحتفظ بك فأنا لا اريد ان افقدك.
_سيكون عليك ان تجدني اذن.
قهقه وضمها اكثر اليه
_انت فريدة ياويندي في كل لحظة تدهشيني.لكن يجب عليك ان تخلعي هذه الثياب المبتله.
_يجب ان انهض .لقد بدأت مشاكلنا بسب هذا السرير.
منعها من النهوض
_السنا ننعم بالديموقراطية..لنصوت اذان.
على ماذا؟
_على امكانية مرافقتي لك الى الحفل.
اهتز صوتها من المفاجأة
_هل تريد مرافقتي؟ستصاب بالسأم.
تنهد:
_يجب ان ابدأ من الآن في بذل بعض الجهد
اذعنت قائلة وهي تتشبث به:
_هذا صحيح.الم تلاحظ كم كان هذا الصباح مجديا بالنسبة لنا؟
ربتت صدره
_لقد مررنا بأول شجار لنا وتخطيناه بسلام.
والآن هيا:
_خذي البسي هذا الثوب حتى تجف ملابسك.يمكن للحفل ان ينتظر.
ما ان دخلت ويندي الى الحمام واغلقت الباب خلفها حتى استندت الى الحائط واطلقت زفرة ارتياح.فبعد قليل ستمشي هيا وستون جنبا الى جنب ،هذه الفكرة تكفي لأسعادها،الى اين،كم من الأيام،كم من الأسابيع؟لايهم
كانت تجهل ذلك وترفض ان تشغل فكرها به.
قالتفي نفسها وهي تنتصب:ليس صحيحا ان كل قصص الحب تنتهي نهاية حزينة.


انتهى الفصل
........................
الفصل السابع




في اليومين التاليين بذل كل من ستون وويندي قصارى جهدهما حتى يقضيا معظم الوقت معا،
وفي اليوم الثالث الذي ظل فيه ستون يبحث عن ويندي شعر بالغضب.
وفي النهاية اكتشف وجودها في متجر لبيع قطع غيارات السيارات.
خشي ان تكون سيارتها معطلة من جديد،الا انه ارتاح عندما وجدها جاثية على ركبتيها،
وبيدها مفك تعمل به في ظهر قرد طوله متر.كان هناك بعض العمال يحضرون المشهد،
ويلقون بالمزاحات الى ويندي،وهي بدورها ترد مزاحاتهم على نفس الوتيرة.
مماأثار غيظ ستون قال وهو يقترب منها:
_اني سعيد لأنك تمضين وقتا جميلا.
اقتلع تعبير وجه ستون اي رغبة في نفس ويندي للضحك.
تنهدت في اسف:
_كان من المفترض ان نتقابل في المخزن.
_في السادسة والآن هاهي السابعة.
_معذرة انا على وشك الأنتهاء.
اخذت تعمل في ظهر القرد ثم ركبت زرا.
اخذ القرد يحرك بأحدى يديه مفتاحا وبالأخرى اطارا مصغر ويحرك رأسه.
صفق العمال بحماس.فأسرع احد العمال الى ويندي ليساعدها على النزول من فوق المنصة.
ابعده ستون في عصبية وجمع ادواتها المتناثرة ودفع بها للخروج.
كان متعجلا في ان يقتلعها من هذا المكان حيث نظرات العمال المتبجحة.
كانت قد حضرت بواسطة شاحنتها واقترحت عليه ان يتبعها الى المخزن بسيارته.
_هل هناك لعبة متحركة اخرى تنتظر خدماتك في ساان فرانسيسكو؟
اجابت:كلا لقد انتهى العمل لهذا المساء.كلي لك الآن.
طبع قبلة رقيقة على شفتيها ثم قال:
_لست لي بعد,لكن لن يتأخر ذلك كثيرا.
ركنت الشاحنة امام المخزن ووثبت داخل سيارة ستون قبل ان يخرج منها.
_بسرعة امامنا الكثير من الأشياء الواجب انجازها.
_ماهي؟
_اولا لنتسوق.هيا انطلق..
طلبت منه ويندي ان يتوقف امام متجر للمجوهرات فتبعها ستون الى الداخل متحيرا,
قال مندهشا؟
_هذا ليس محل بقالة؟
_الاحظ ذلك.
طافت لحظة على المعروضات ثم توقفت .لكزها ستون على كتفها قائلا:
_ويندي انها ساعات.
_لقد لاحظت ذلك ايضا..سأشتري واحدة.
ادارها نحوه ثم
سألها بصوت مختنق:
_لماذا؟
واجهته واجابت بكل هدوء :
_لأن اضاعة وقتي تحرمني من مرافقتك.
اخذها بين ذراعيه واحتضنها بقوة.
ظلا على هذا الوضع لحظة طويلة وسط المتجر،حتى اعادهما الى الواقع صوت تنحنح البائع.

جربت ويندي احدى الساعات فوجدتها ثقيلة جدا،
وشاهدت اخرى ولم تعجبها.واخرى غالية الثمن..
فجأة رأت ستون يقترب من طاولة عرض اخرى ويشير للبائع على ساعة تحمل على اطارها صورة لميكي.
اعطاها اياها البائع دون اندهاش.
قال لها ستون:
_البسيها دون ان تنظري الى الثمن.
اطاعته في سعادة.
_هل تعجبك؟
_كثيرا.
سألها البائع هل اضعها في علبة؟
_لا سألبسها.
كان ثمنها اكثر مما توقعت ويندي ان تنفقه.حاولت ان تعترض عندما رأت ستون يخرج حافظته.
قال في اصرار:
_من فضلك ،دعيني اهديها لك.ان ماتمنحيني اياه اغلى مائة مرة مما ادفعه الآن.
شعرت ويندي بالأحراج امام نظرات ستون المعبرة فخفضت بصرها.
قال ستون:
_لنذهب الى منزلي الآن فهو الأقرب.
استقلا السيارة وشريا بعض الأغراض.
كانت ويندي جائعة ففتحت كيسا من الشيبسي.
عاملها ستون على انها صبية قليلة التهذيب فقال لها:
_انتظري لن يبقى لنا شيء عندما نصل الى المنزل.
_اني اتضور جوعا.
نظرت الى ساعتها واضافت:
_ومن ناحية اخرى فقد تعدينا وقت العشاء بكثير.
_اذا اكلت كل شيء ياويندي فستضطرين للطهي..بالمناسبة هل تعرفين الطهي؟
_بالتأكيد
قال في نفسه"بها كل الخصال الحميدة وخاصة انها تدخل السعادة الى قلبي بمجرد وجودي معها"
ادخل السيارة الى الكاراج ودخلا المنزل.
فرد ستون غطاء مزركش على سجادة الصالون واشعل النار في المدفئة.كانت المصابيح مطفأة،عدا واحدا صغيرا في زاوية الحجرة.
خلع رابطة عنقه وسترته ورفع كمي القميص بينما خلعت ويندي الحذاء وجلست على الغطاء.
أمرها:
_انظري الى ساعتك واخبريني بالوقت.
اجابت وهي تمد له يدها بشطيرة:
_انه وقت العشاء.
اكلا بشهية ثصم احتسيا العصائر.
قالت ويندي:
_لو اضأت الشمعدان لخطر ببالي انك تحاول اغوائي.
_لا اعتقد اني بحاجة للشمعدان لأغوائك.
زحف اليها:
_قبليني.
اقتربت منه ومالت نحو شفتيه وراحا في عناق حميم.الا انه قال فجأة:
_ابعديني عنك!افعلي شيئا!انقذي نفسك ! استدعي المطافيء!
ضحكت وشبكت يديها خلف عنقه ليظل قريبا منها.
التهبت مشاعرهما وللمرة الأخيرة حاول ستون ان يهديء من اللهيب المتأجج الذي يعتمر بداخله.
_لا اريد ان اصيبك بسوء.
همست:
_البعد عنك هو مايصيبني بالسوء.
ضمها اليه اكثر وقبلها بشغف ا`ذابت كل حصونه المنيعه التي حاول ان يبنيها بينهم،
لم يستطيع ان يسيطر على رغبته القوية ولاان يرغم نفسه على البعد عنها فهاهي الآن بين ذراعيه وتتشوق اليه كما يتشوق اليها.
لقد عاشا ليلة من السعادة لم يعيشانها من قبل،مشاعر لم تتخيلها ويندي اجتاحتها والهبت عاطفتها نحوه
استسلمت ويندي لستون هذه الليلة روحا وجسدا،
على الرغم من انها
كانت تعلم بأن ليلة من السعادة لن تحل بينهما كل المشكلات.
فما يلزمها هو الصبر،الشجاعة ،الحب.

***********************
في صباح اليوم التالي لاحظت ويندي ان ستون كان متضجرا قبل الأفطار.
اضاء التلفزيون ليرى الأخبار وأعد البض وهو يلعن المقلاة التي يلتصق بها الطعام.
سأل ويندي عندما رآها تكتفي بشطيرة واحدة وقدح شاي.
_هل هذا ماتأكلين؟
_هذا يكفيني.
بعد ان اكلا بدا على ستون الأرتياح،اطفأ جهاز التلفزيون .كان حديث ويندي اكثر جاذبية من سرد الفظائع المرتكبة في جميع انحاء العالم.
عندما رأته غير متعجل في لبس سترته وعقد رابطة عنقه،سألته:
_ستتأخر
_هذا صحيح.
هناك حل لكسب الوقت في الصباح وهو ان تتركي بعض ملابسك هنا.
لم تتوقع هذا الأقتراح فلم تجب.
_انت فاتنة وانت ترتدين قميصي.لكني لا اريد ان يراك ميلفان هكذا.
لم تعجب ويندي نبرة الأمتلاك التي لمحتها في صوته
قالت:
_ستون لايجب ان تتسرع في الأمور .الا تعتقد ان الوقت مازال مبكرلأقيم عندك؟
_لست ادري هل هناك قاعدة لذلك؟؟
_لا ادري انا ايضا.لاتنسى بأني اجهل هذه الأمور.
قال وهو يمسك يدها.
_لم تعودي كذلك الآن.
احمر وجهها وخفضت رأسها.
سألته:
_ليلة واحدة تكفي؟
قال مؤكدا وهو يدفعها لرفع هامتها:
_سيكون هناك العديد من الليالي.
التقت نظراتهما في حنان.
همست ويندي:
_لايجب ان نتسرع.
_ربما تكونين على صواب،اذهبي لتلبسي بينما ارتب المطبخ.
شعرت بخيبة الأمل لرد فعله لقد قال:ربما تكونين على حق.فكرت وهي تلبس:هذه لم تكن بأجابة.
هل كان يريد حقا ان تقيم في بيته ام انه القى اليها بالدعوة فقط ليسعدها ثم ندم على دعوته؟


عندما توقف ستون امام عمارة ويندي نظر الى ساعته وقال معتذرا:
_آسف ،لن يمكنني انتظارك.
قالت بقلب متصدع يملؤه الأسى:
_لايهم.
قالت في نفسها بعد ان همت بالخروج من السيارة:يلقي بك على الرصيف ككيس من القمامة.
امسك يدها قائلا:
_هل ستكونين في المخزن هذا المساء؟
كان في سؤاله شيء من المواساة فقالت:
_نعم لكن قل لي الساعة التي ستمر بها وسأكون هناك دون اي خطأ.
_لقد حاولنا ذلك بالفعل ولم ننجح.
قالت وهي تضرب على ساعتها:
_نعم لكن لدي الآن ميكي ليذكرني.
_حسنا الساعة السابعة.هل يناسبك ذلك؟
_تماما
امسك يدها من جديد
_انتظري،لقد نسيت شيئا.
ماهو؟؟
جذبها نحوه وقبل شفتيها وقال:
_هذا..وهذا...وهذا ايضا..
انتفضا على صوت نفير سيارة.
قال ستون وهو يبتعد
_في السابعة.

****************

كانت واحدة من خصال ميلفان الا يكترث بما لا يتعلق بعمله.لم يلاحظ الا في منتصف النهار سلوك ويندي الجديد.
مالذي في معصمك؟
_لاشيء لماذا؟
_انت لا تكفين عن رفع كمك والنظر الى معصمك..هل جرحت؟؟
_لا انا بخير.
نهض وامسك بذراعها وشمر عن كمها:
_تبا ماهذا؟هل هذا من قبل الأمير الساحر؟
_نعم.في الحقيقة كانت فكرتي.
_هدية رائعة.فسري لي الآن لماذا لاتكفين عن النظر اليها؟
_سيأتي ستون ليأخذني في السابعة.
عندما وصل ستون كانت ويندي قد انتهت ومستعدة.القى ميلفان كم نكته على دقتها غير المعهودة فلم تجبه وفرت تتأبط ذراع ستون.


مر الأسبوع بسرعة ـبذلت ويندي جهدا كبيرا في ان تحدد في المساء جدول اعمالها لتتصرف وفقه في اليوم التالي.
في يوم الجمعة لاحظت ويندي انها لم تنجز نفس القدر من الأعمال التي كانت تنجزها سابقا وبدون شكوى.
كان ميلفان يحل محلها في الأعمال التي لم تنجزها.
طوال اليوم كانت تفكر في المساء.
تناول العشاء مع ستون،الحديث معه،الأستلقاء بجانبه،كل ذلك يستحق بعض التضحية.
ولأنها كانت لاتريد ان تتورط.لقد قال لها وردد بأنه لايرغب بالزواج.
ان قصتهما ستكون قصيرة ،ونتيجة لذلك،كانت كل دقيقة غالية.وقررت ويندي الا تضيع منها لحظة.


انتهى الفصل
...........................
الفصل الثامن




قرب نهاية الأسبوع بدأت ويندي تعاني الأرق,التعب,والضغط والخوف من ان تتأخر ,وبدون شك ايضا
الأحساس بالذنب تجاه ميلفان,لأن كل ذلك كان يتسبب بفرار اي فكرة ابداعية قد تطرأ على ذهن ويندي في اي وقت.
ومما زاد من انزعاجها ان ستون يسترخي بجانبها هانيء البال.،غير واع بالتضحيات التي تبذلها لأجله.
كان دق الساعة في لصالة يتناغم مع دقات قلبها الثائر.تساءلت وهي تسمع دقات الثانيه والنصف ثم الثالثة:
كم من الوقت ستصمد لذلك؟

يوم الجمعة ذهبت يندي الى منزلها لتاخذ بعض ملابسها وتسمع رسائلها المسجلة على جهاز الرد الآلي.
انتفضت حين سمعت صوت والدها الجهور
_ويندي سأبقى انا ووالدتك في سان فرانسيسكو حتى يوم السبت.لسنا مرتبطين بشيء مساء الجمعة،
ونريد ان نتناول العشاء معك،اتركي رساله في فندق هيلتون.
الجمعة انه هذا المساء.ليس هناك خطأ.كان صوت والدها حازما كالعادة.

كانت الساعة الثالثة من بعد الظهر وكان ستون ينتظرها في مكتبه تمام السابعة،
اتصلت به في المكتب.
سألها:
_ماذا هنالك؟

_لن استطيع تناول العشاء معك هذا المساء.
_لماذا؟
شرحت له ان والديها يريدان رؤيتها ولن يقتنعا بأي سبب لرفض دعوتهما.
أجاب برصانة:
_اخبري والدك بأننا سنكون هناك في السابعة.مطعم هيلتون ليس سيئا.
_ماذا؟!
_يمكننا ايضا تناول العشاء هناك اذا ارادا..آلو؟
_نعم .اسمعك ,لست مضطر للمجيء .لن يكون الأمر لطيفا بالنسبة لك ومن ناحية اخرى،افضل..
قاطعها سائلا بصوت تعتريه المرارة:
_الاتريديني ان اشاهد والديك؟أمم الا يشاهداني هما؟ هل تخجلين مني؟الا اعرف كيف اتصرف على المائدة؟
_لا افهمني هذا العشاء يشكل عبئا علي.لاكنهما والدي وانا مضطرة للذهاب اليهما.
_اسمعي يجب ان اتعرف عليهما سأمر لآخذك في السادسة والنصف.
لم يكن والداها في غرفتهما عندما اتصلت فتركت لهما رسالة،
تعلمهما فيها بأنها ستحضر الساعة السابعة مع صديق.
ثم اتصلت بميلفان لتعتذر منه عن عدم مجيئها بعد الظهر.
ذكرها بلطف انه بقي القليل من الأيام لينتهيا من تشغيل التنين.
قالت في نفسها وهي تضع السماعة:عليها ان تعمل في الأجازاة سواء راق ذلك لستون ام لا،
يجب عليه ان يفهم انها تحب مهنتها وليمكنها ان تترك ميلفان يعمل بمفرده مرة اخرى فهذا ليس من الأمانة.

************************************************

اندهش جرانت اول مرة حين رأى ستون الا ان اساريره قد انفرجت حين علم بمهنته.
كان الأميرال جرانت رجلا قويا,عيناه زرقاون،شعره ابيض.
ينتظر احترام الآخرين في حين لايوليهم هو الآحترام الا بعد اختبار عسير.
اخذت ويندي من والدتها هيكلها الأنيق وشخصيتها القوية التي مكنتها من العيش بجوار زوجها الطاغية.
اعجبت ويندي بأسلوب ستون في الرد على الأسئلة التي تتعلق بصداقتهما.مثل مدتها ومشروعاتها المحتملة.
حاولت ان تغير مجرى الحديث فسألت والديها عن سبب مجيئهما الى سان فرانسيسكو.
اجابت والدتها:
_يجب ان يجري والدك الفحص الطبي السنوي فانتهزت الفرصة لأتسوق واتنزه.
سألته ويندي:
_هل عرفت نتائج الفحص؟
اجاب بصوت قاطع:
_كل شيء على مايرام.انا اقوى من اي وقت سابق.
قالت ويندي:
_هذا لايدهشني.
اشار الأميرال بأنه قد غضب من ويندي لأنها لم تجب على تليفونه.
_لقد اتصلت بك بعد العشاء ظانا انك ستكونين قد عدت دون جدوى،العمل الى هذا الوقت المتأخر دليل على سوء
التنظيم.
وانت ايها الشاب لماذا لاتعلمها حسن ادارة الوقت؟؟
اجاب:
_ان ويندي تعمل كثيرا واعمالها تسير بشكل طيب.اما لماذا لم تكن في منزلها مساء امس،
قلأنها كانت معي.
سأل جرانت وهو يحملق في ابنته:
_هل هذا صحيح ياويندي؟
_ماذا؟ان اعمالي تسير بشكل طيب؟
اومأبرأسه بالأيجاب
-نعم صحيح فأنا وميلفان مكبلان بطلبات كثيرة.
_لماذا لم تخبرينا؟انا وامك لانكف قلقا عليك.في الحقيقة لاادري مالذي يعجب الناس في هذا النوع من الدمى.
سأل ستون بنبرة هادئة:
_اميرال،هل رأيت بالفعل احد اعمال ابنتك؟
_لا.
_يجب عليك ان تراها،اني معجب حقا بما تتوصل لتحقيقه بقطعة صغيرة من المعدن وسلك كهرباء.
حيوانات،مشهد لعيد الميلاد،اساطير،كل ذلك يعجب الأطفال والكبار.
اغرق هذا الحديث والد ويندي بالدهشة،استدار ببطء نحو ابنته وحملق فيها ،بعد كل هذه السنين يكتشف ابنته.
اما ويندي فقد ادهشها دفاع ستون عنها كما حرك مشاعرها نحوه اكثر فأكثر.
شكرت رفيقها بأبتسامة عذبه.
تنحنح والدها ثم قال:لما لم تخبرينا اي شيء عن عملك؟
_لقد حاولت لكنك لم تبد اي اهتمام يأبي.
قالت والدتها بصوت هاديء:
_لن تقلع طائرتنا قبل الغد لدينا الوقت لنرى ماتفعله ويندي..
يبدو ان الأقتراح لم يلق قبولا عند الأميرال ولا عند ابنته.
قال ستون:
_سآتي لأصطحابكما في الساعة العاشرة الى المخزن،ثم ارافقكما الى المطار.مارأيكما؟
_القت ماريون جرانت ابتسامة تنم عن العرفان
صاحت:
_فكرة ممتازة.
تأهبت ويندي لتعترض عندها شعرت بيد ستون تضغط على فخذها.

كان طريق العودة كئيبا.كانت ويندي تفكر في المشاهد التي واجهتها وكان والدها فيها عنيفا تجاهها.
كانت كل حججه مقبوله،التأخرعن الطعام،ملابسها،زيارات الأصدقاء،وفجأة وصل الأمر بينهما الى صفق الأبواب،عبوس دائم.
ودون ان يرغب كلاهما بالأعتذار.وكانت والدتها دائما ماتسعى الى الأصلاح بينهما.
وعندما اعلنت لوالدها عن نوع العمل الذي تنوي امتهانه،اصبحت المأساه عرضا مستمرا.
منذ فترة اقلعت عن زيارة والديها،واكتفت بالأتصال بوالدتها بأنتظام.
قطع افكارها ستون قائلا:
_لما انت صامته؟
_لماذا دعوتهما الى المخزن؟
_حان الوقت ليريا ماتفعلين.
قالت:
_لقد توفرت لهما الفرصة الف مرة ولم يتمسكا بواحدة منها.
_ربما ارادا ان تطلبي انت منهما ذلك وان تصري ايضا.
صاحت:
_الأمر ليس بهذه السهولة.
_لقد رأيت هذا منذ قليل،كما رأيت ان والدتك ممزقة بينك وبين والدك.
قالت متألمة:
_انت لاتعرف ماتقول.
_فسري لي اذن.
رفعت كتفيها .ماذا أفسر الحياة تحت قبضة الأميرال.لااحد يستطيع ان يدرك ذلك.
وجدت نفسها فجأة امام البحر.
_اين نحن ذاهبان؟
_اريد ان امشي على شاطيء البحر.
ركن ستون السيارة ونزل ليفتح لها الباب.
لم تكن ترتدي سوى ثوبا من الحرير وسترة خفيفة.عندما رأها ستون ترتعش وضع ذراعه حولكتفيها ومشى هو بجانب المحيط،
حتى يحميها من الهواء.
شعرت ويندي بقلقها يزول شيئا فشيئا تحت هدير الرياح،وصرير الرمال تحت قدميها،وتكسرامواج الشاطيء،
شعرت بأسترخاء في عضلاتها وهدوء تنفسها فسعد ستون بذلك.
شعر ستون بدفء لذيذ وهي تتكيء عليه.قبلها على عنقها.
تخلصت من ذراعه وواجهته:
_بالمناسبة يجب ان تعرف اني اغتظت كثيرا لتدبيركما لدفع ابي لزيارة المخزن.
_اسمعي لايستطيع احد ان يجبر والدك على فعل شيء لايريده.اذا لم يرغب لقال ذلك،
لكني اعتقد ان والدك يرغب بذلك بشدة دون ان يفصح عن ذلك.
_هل كانت ساعتان كافيتان لك حتى تعرف كل شيء عنه.؟
_لست اعرف مالذي بينك وبين والدك ،حتى تصلا الى هذا الحد من العداء،لابد ان هناك شيئا اخر بخلاف مهنتك فلماذا لاتخبريني؟؟
لم يكن ستون ينوي في العدول عن رغبته لسماع تفسير منها.
اجابت:
_ان مهنتي هي الأساس بالنسبة له.فمهنتي ليست ذا مظهر مهيب ولاتناسب النساء.كانت صدمته ستكون اقل وطأة اذا لم ادرس،
فلا لوم على النساء الجاهلات.فرجل متسلط كوالدي متحيز لجنس الرجال يمكنه ان يرى ذلك صوابا.
_والدتك كيف تصرفت؟
_لم يحدث ان وجهت لي النقد لكنها لم تقف الى صفي صراحة ابدا،
كانت تتصرف كوسيط يحاول تهدئة الطرفين.
_اني افهم ماتقولين وحريص على ان ينهي هذا الخلاف الأحمق،وغدا ستتوفر لك الفرصة المناسبة.
_لاتحلم،جولة صغيرة في المخزن لن تقنعه،هدفه الوحيد هو ان يصحح وضعي المهني.
_انك تبالغين،على اية حال الأمر يستحق المحاولة.
_لأفهم لماذا تحاول ان تصحح وضعنا العائلي؟
اجاب بهدوء:
_لم اعرف معنى ان يكون للأنسان عائلة لكني متأكد من شيء واحد،وهو ان كانت لدي عائلة لحرصت على الأحتفاظ بها.
هل تعلمين:
انت محظوظة بأن يكون لديك اب،اوافقك بأنه ليس كما تتمنين.
لكن هل انت الأبنة التي كان يحلم بها؟
انت تريدين منه8 ان يتقبلك بأخطائك،افعلي انت اذن ذلك تجاهه..ويندي العائلة شيء ثمين لايمكنك ان تستغني عنها بهذه السهولة.
لم تجب،لقد اربكته نبرته القوية التي عبر بها عما يجيش به.
استطرد:
_كما انني اشعر بالقلق عندما اراك تنسلخين عن والديك بهذه السهولة،هل عندما تسأمين مني ستلقين بي بنفس الطريقة؟!
لم تجبه.
بزغ القمر واضاء وجه ويندي الحزين كانت تبدو وكأنها تصارع هما لاتستطيع البوح به.
سأل نفسه:هل تحدثت اكثر مما ينبغي؟
عندما رآها ترتعش من البرد خلع سترته ووضعها على كتفيها،همس وهو يضمها اليه
_تشجعي ياويندي.
كانت يدا ستون الدافئتين لهما مفعول السحر عليها،تنفس بعمق.
قالت مذعنة:هو ليس على خطأ ان عائلة حتى لوكانت تفتقر الى الكمال تعد افضل من عدم وجود العائلة على الأطلاق.
ستون لم يكن لديه عائلة،وقد عانى كثيرا ومازال يعاني.
همست:
_سأفعل ذلك من اجلك انت،لكن لاتحزن اذا استمر والدي على عناده.في الحياة نادرا مايحصل المرء على مايريده.
_ليس دائما.اني اريدك مثلا فهل سترفضين؟؟
بحث عن شفتيها وقبلها بنهم،فاستسلمت بدورها لقبلاته في مواجهة البحر.


انتهى الفصل
..........................
الفصل التاسع

كان الليل يشرف على الأنتهاء عندما انسلخت ويندي من بين ذراعي ستون ونهضت لتجمع ملابسها دون ان تحدث صوت ودخلت الى الحمام،
اخذت دوشا سريعا وكان ستون مازال نائما عندما عبرت الغرفة على اطراف اصابعها.
كان نائما على بطنه وذراعه ممتدة صوب المكان الذي تركته،كان يبدو رقيقا على غير المعتاد.
توقفت لحظة عند قدميه تتأمله.
لم تتمكن من النوم طوال الليل.الأفعال ،الحركات،الكلمات كل ماحدث هذا المساء لم يكف عند التردد الى ذهنها.
كانت مدركة تماما لما يقلق ستون،اذا كانت ويندي قادرة عن الأستغناء عن والديها فلما لاتفعل ذلك في المستقبل معه؟
لقد هجرته امه،ربما كان محكوما عليه ان يعيش الى الأبد في ظل هذه التجربة الحزينة.
كان على ويندي ان تثبت له بأنه لن يتعرض لشيء كهذا معها.
غادرت الحجرة واغلقت الباب خلفها ببطء.وبعد نصف ساعة,تحسس ستون بيده على الوسادة باحثا عن ويندي.نهض وفتح عينيه.لم يلاحظ اي ضوء منبعث من الحمام.ازاح الغطاء ولبس بنطلونه الجينز.
كان في انتظاره على طاولة المطبخ ابريق القهوة مملوءا وساخنا.
لابد ان ويندي رحلت منذ قليل لكنها لم تترك اي رسالة.
جلس وصب لنفسه بعض القهوة.ثم اعتراه القلق.تبادر الى ذهنه العديد من الأسئلة..الى اين ذهبت؟ولماذا؟ هل كان مبالغا معها؟افعلي ذلك؟ولاتفعلي ذلك..ثم امنحيني حبك..اريد حبا اكثر..ربما تكون قد سئمت وهربت كما فعلت امه من قبل.
مع ذلك لم تكن ويندي من نوع النساء اللاتي يهربن دون ابداء تفسيرات.لقد كانت شجاعة وصريحة.اين هي اذن؟
دقت الساعة السابعة.اقترب ستون من النافذة،كانت سيارة ويندي مازالت في مكانها تحت العمارة.
عاد الى حجرته واخذ يقلب في جيوب حلته التي كان يرتديها بالأمس.لاشيء.لقد اخذت ويندي مفاتيح ستون وبالتأكيد اخذت سيارته.لقد تورط بالفعل،وعلى اي حال لن يستطيع الذهاب لأحضار الأميرال وزوجته من الهيلتون.
ترك نفسه ليسقط فوق السرير،يحملق في السقف باحثا عن حل.
الفكرة الوحيدة التي طرأت على ذهنه هو ان ينتظر عودة ويندي لتعيد اليه سيارته.
قرر ان يرتدي ملابسه ويرتب السرير.عندما كان يأخذ ساعته من فوق المنضدة،لاحظ ورقة بيضاء صغيرة.فردها وقرأ:لاتقلق بشأن والدي،سأذهب لأحضرهما بنفسي، احبك ،ويندي.
مندهشا اعاد ستون قراءة الرسالة مرتين قبل ان يعي مضمونها.
ثم جلس في المقعد منتظرا، غير قادرا على التركيز في قراءة كتاب اوقصة.يفكر في عدة وسائل للأنتقام، منها العتيف ومنها الحاني.
دقت الساعة الحادية عشر عندما سمع باب الجراج يفتح وقف خلف الباب منتظرا.
لابد ان ويندي ستلقي مابيدها وترتمي في احضانه.
_ستون لقد افزعتني،لماذا تقف هكذا؟
_انا في بيتي لأقف حيثما شئت!
كانت الحقائب ثقيلة ،اسرعت تضعها على طاولة المطبخ.
دار ستون حول نفسه ليراها بينما كانت تخرج احدى مشترياتها.
_كان النهار طويلا.
_انها لم تعد الحادية عشر.
_اشعر كأن الوقت متأخر.ماذا بداخل كل هذه الحقائب؟
_هذا يسمى غداء.
لم يكن ستون في حالة تسمح له بالضحك،سألها:
_الا تستطيعين التحدث بجدية؟
اجابت وهي تضع كيسا به قهوة على احد الرفوف:
_ بالتأكيد،عما تريدنا ان نتحدث؟
امسك رسغ ويندي بعنف.
_حسنا.كفي عن التلهي بمشترياتك واخبريني ماذا فعلت هذا الصباح!
وأكمل الجملة في رأسه كلمة:احبك في رسالتك هل كانت صادقة؟
ادركت انه في قمة غضبه فأجابت بنبرة ارادت بها تهدئته:
_سأتحدث اليك عن ذلك بعد الأفطار.
تمتم وهو يجلس على مقعد ويجذب ويندي على ركبتيه.
_سنتحدث الآن.
لم تحب شعورها بأنها حبيسة وحاولت التخلص من قبضته.
_هل انت متأكد من عدم رغبتك في تناول الأفطار اولا؟
_اسمعي لاتزيدي غضبي لقد اختلست سيارتي وهربت دون تفسيرات،يمكنني ان اخنقك الآن.
استندت الى صدر رفيقها وقالت:
_حسنا لقد كنت افكر طوال الليل بما قلته لي بالأمس.
واتصلت بوالدي هذا الصباح.واقترحت عليه ان اذهب لأخذه على الفور.تركنا والدتي نائمة وذهبنا الى المخزن.ثم اوصلته الى الفندق بعد ذلك.
قال:
_حسنا،وكيف سار الأمر؟
عبست واحتفظت بصمتها.رفع ذقنها وثبت عينيه في عينيها.
_لقد عرضت عليه كل شيء.النماذج التي لم تنتهي بعد وتلك التي قمنا بها من سنتين.فتحت له الخزانات شغلت نماذج الزرافة والشامبانزي وبحار صغير.حكيت له عن المشكلات التي نصادفها في انجاز نموذج التنين.التعليق الوحيد لأبي ونحن في طريق العودة،كان مثيرا..مثيرا.هذا كل شيء.
كانت ويندي تعسة بما لايدع مجالا للشك.
قال ستون:
-انه ليس من النوع الذي يظهر استحسانه بالتصفيق والصياح.انت تعرفينه جيدا.
_لقد شاهد كل شيء دون ان يظهر اي ضيق على الأقل،فهو اذن يعرف ماذا يصنع.
_انها بداية فقط.
قالت:
_فيما يتعلق بالبدايه،سأبدأ بأعداد الفطور.
_لماذا انت متعجلة هكذاظمن المعتاد ان انبئك انا بمواعيد الوجبات.
اخرجت وعاء من الخزانه وقالت دون ان تلتفت اليه:
_اردت ان افطر معك قبل ان اعود الى المخزن.
اقترب منها ستون وامسك كتفيها:
_انتظري لحظة،هل يجب ان تعودي الى المخزن اليوم؟
تنهدت وخفضت رأسها وقالت:
_نعم يجب ذلك.
_لماذا؟فاليوم هو السبت وكنت اعتقد بأننا سنقضي اليوم معا.
_هناك امر عاجل بشأن التنين،ميلفان لايستطيع ان يفعل كل شيء وحده،
ومن ناحية اخرى لقد عمل بمفرده كثيرا في الآونة الآخيرة،يجب ان اساعده،فهي شركتي انا ايضا.
_كم سيستغرق ذلك من وقت؟
_من الصعب تحديد ذلك.فمن الممكن ان تظهر مشكلات غير متوقعة.
_هل تريدين القول انك ستعملين طوال اجازة نهاية الأسبوع؟ وربما طوال الأسبوع.يجب ان تنتهي من العمل يوم الجمعه.
رفعت رأسها ولاحظت تغير نظرة ستون.اضافت:
_لقد اخبرتك من قبل ان مثل هذه الأمور قد تحدث.
_نعم لكن ذلك قبل..قبل ان..في النهاية،لقد انتظم جدول اعمالك واعتقدت ان..
وضعت يدها على ذراعه
_ستون لقد حاولت ان اعمل وفقا لمواعيدك بهدف ان نقضي اكبر وقت ممكن معا.لكن ميلفان كان الضحيه.لقد انجز قسطا من عملي يفوق قسط عمله وهذا ليس عدلا.
شعرت ويندي بخيبة امله.
سألها بصوت رخيم:
_هل هذه طريقتك في ان تقولي وداعا؟
_لكن ماذا تقول؟
اشار الى يده بالمشتريات والأكياس التي جاءت بها.
_هل كل ذلك لتقديم الوجبة الأخيرة لمن حكم عليه بالأعدام؟
_ستون لن اذهب الى النصف الآخر من الكرة الأرضية.اني ذاهبة الى المخزن.
قال بصوت تعتريه مسحة غضب:
-ويندي لقد اختلطت علي كثير من الأمور،مساء امس قضينا وقتا جميلا معا،وهذا الصباح تختفين تاركة رسالة بها كلمة احبك،والآن تخبريني بكل هدوء ان عليك العودة الى المخزن وانك لاتعرفين متى ستعودين.ربما اكون احمق لاكني لا افهم شيئا.
كانت عيناه مفعمتين بالحزن ونبرته تنم عن مرارة.
شعرت ويندي بموجة حنان تقتحمها.
قالت في نفسها:انه يعتقد بأني سأهجره كليا كما فعلت امه.
بادرته قائلة:
_اسمع مشكلتي هي الآتي:اريد ان أراك,اتعشى معك،اعيش الى جوارك،وفي نفس الوقت اقوم بألتزاماتي تجاه شركتي،يجب ان اساعد ميلفان وهذا يتطلب ان لا اراك كثيرا.سأتألم لذلك فأذا كان هناك حل لأرضاء جميع الأطراف فلم اتوصل اليه حتى الآن.هل فهمت؟
اومأبرأسه ورأت في عيناه انه قد اطمأن.شمر عن ساعديه وغسل يديه وشرع يغسل الخضراوات.
_قالت مندهشه:
_ماذا تفعل؟
_اساعدك كما ترين.كلما تناولنا الفطور مبكرا وصلت اللى المخزن مبكرا وعدت مبكرا،اليس كذلك؟
تشبثت به واغرقته بقبلاتها.
همست:
_شكرا لتفهمك الموقف.
قال:
_كنت اود ان ارد على هذه العاصفة من القبلات ولكني اذا فعلت ذلك فلن تسرعي في عملك ولن تعودي مبكره.
_لقد اخبرت ميلفان انني سأحضر في الواحدة لدينا وقت فسيح للأفطار.
همس وهو يقضم اذنها:
_مالم نستخدم هذا الوقت في شيء آخر.ان اسبوعا وقت طويل.
_يمكنك ان تراني في المخزن.
اصبح تنفس ستون ثقيلا ،ويده تربت على ظهر ويندي،تأوه.
استندت اليه بكل ثقلها واحست بسعادة غامرة لما يكنه لها من شعور.
تبادلا قبلة طويلة حميمة.
همس ستون وهو يبتعد:
_تبا،لن اصبر مدة اسبوع.
_سترى ان الأسبوع سيمر بسرعة.
_اعرف جيدا ان ذلك لن يحدث.
رفعها وحملها الى الغرفة.
_ويندي هل كلمة احبك التي كتبتها في الرسالة صادقة؟
اجابت بصوت اجش:
_انها صادقة ياستون، احبك.
لمعت عينا ستون،تمدد الى جوارها وضمها بين ذراعيه.
_لست ادري ان كان صحيحا ان نسمي مابيننا حب!
استطر:
_اسمعي اول ماأفكر فيه هو انت، عندما يرن جرس التيلفون اتمنى ان اسمع صوتك،اعتقد اني سأراك في كل لحظة في الشارع، افتح الباب وابحث عنك،اسمعك،اراك،استنشق عبيرك في كل مكان دائما واذا ابتعدت اشعر بأني وحيد عديم الفائدة..هل هذا هو الحب؟!
اغروقت عينا ويندي بالدموع فمسح خديها بأصبعه.
_لماذا تبكين؟ماذا فعلت؟
_لقد كنت رائعا،كنت اخشى بألا تتقبل قراري بالعودة للعمل.
_ويندي ايتها الحمقاء الصغيرة،ستعملين بما ان العمل واجب عليك،هذا يجعلني تعسا حقا لكني سأفكر بحل لذلك.
وسنجد حلا اعدك بذلك.
ارتاحت ويندي عندما وجدته مقتنعا واستسلمت دون تحفظ للمساته الحارة.
في الأيام التالية كرس ميلفان وويندي نفسيهما للأنتهاء من التنين.
كان العمل يتقدم وستون يراقبهما في صبر ويهتم بأحضار الطعام اليهما.
كان يجلس في مقعد ويندي ويقرأ الصحف او يدرس بعض الملفات.
في وسط الليل كانت ويندي تسقط نائمة من شدة الأجهاد.وبدلا من ان يتركها تنام على الطاولة كما يفعل ميلفان ،كان يحملها بين ذراعيه الى بيتها ويضعها في سريرها.
عندما تستيقظ صباحا كان يعد لها فطورا قيما قبل ان يوصلها الى المخزن.
منعته التزامات عمله من ان يواصل السهر عليها مساء الجمعة كما كان يتمنى.
عندما وصل الى المخزن وجد ستون ويندي مستغرقة في النوم على مقعدها وساقاها على المكتب.
اقترب من ميلفان فوجده منحنيا وراء التنين.سأله وهو يمد اليه يده بالشطائر:
_هل يتقدم العمل؟
اجاب ميلفان:
_يومان آخران وسننتهي.
_تقصد اثنين في 24 ساعة؟
_تمتم ميلفان وفمه مملوء بالطعام بكلمات غير مفهومة.
جلس ستون على حافة المنصة وانتظر.مرت بضع دقائق.
مازالت ويندي نائمة وشريكها يأكل بنهم دون ان يحول نظره عن التنين.
تجاسر ستون وطرح السؤال الذي يقلقه منذ عدة ايام:
_مامشروعاتكما بعد التنين؟
_لاتتحدث عن ذلك! لدينا اكثر من طلب لا نستطيع الوفاء به.
يلزمنا اربع ايد وأيام تصل ساعاتها ال 48ساعة.
طرأت على ذهن ستون فكرة،فكرة مشرقة وبسيطة تعجب من انها لم تطرأ على باله من قبل.
صاح ميلفان:
_فيم تفكر ايها الأمير؟
كان ستون قد اعتاد على الأسم الغريب الذي اطلقه عليه ميلفان.
رمق ويندي بنظرة وهي مازالت نائمة ثم اجاب:
_انته من طعامك.لدي شيء مهم جدا اريد ان احدثك بشأنه.


انتهى الفصل
..................
الفصل العاشر



كان التنين رائعا قام ثلاثة من الخياطين بعمل غطاء مزركش بالذهب لظهره.كان ذلك بالتأكيد اجمل ماصنع ميلفان وويندي وقد شعرا بالفخر لذلك.

يوم الجمعة جاءت شاحنه لتحمله .حرص مبدعاه على مرافقته حتى المركز الثقافي الصيني.حيث كانا يتحققان من صلاحية التشغيل.الا ان النقل في بعض الأحيان قد يسبب الأضرار بمصنوعاتهما.
وقفت ويندي بجانب المسؤولين تنتظر بفارغ الصبر ان ينتهي ميلفان من وضع التنين في مكانه.
وفجأة اخذ التنين يتحرك.يقذف من فمه شعلات من الحرير البرتقالي.فصفق الجميع تحية لهما على سلامة عملهما.
جمعا ادواتهما ورحلا كالمعتاد،عندما ينتهي حماس النجاح تشعر ويندي بالفراغ يمتلكها من جديد.
كان النموذج صعب التنفيذ لكنه ممتع في عمله.

كانت الساعة قد تخطت السابعة عندما وصلا للمخزن،سقط كل منهما على مقعده.اندهشت ويندي لغياب ستون.
قال ميلفان:
_سأعود الى منزلي وانام طوال الأسبوع القادم.
_يجب ان ننتهي من النموذج الخاص بمسابقة الزهور نهاية الشهر.هل نسيت ذلك؟
_لدينا ايضا الكثير من النماذج الأخرى التي يجب انجازها،ويندي لقد حان الوقت لأستخدم مساعدا.
_مساعد؟اي نوع من المساعدة؟
_ايد وعقول اضافيه.
_عم تتحدث ياميلفان؟انا متعبه جدا حتى افكر في حل الألغاز.
_لقد اقترح الأمير علي اقتراحا الليلة الماضية وفكرت فيه واعتقد انه محق.
صاحت:
_اقتراح؟اي اقتراح؟
_ان نلحق بالعمل لدينا شبانا حديثي التخرج متخصصين في الألكترونيات،طلبه يبحثون عن منحة،واشخاصا مهتمين بتحريك العرائس،في النهاية ان نستخدم عمالة.
بقيت ويندي صامته لم تندهش من ان ستون قد وجد هذه الفكرة،لكن لماذا لم يفصح عنها لها وليس لميلفان؟
سأل ميلفان:
_هل انت موافقه حتى ابدأ بالتنفيذ؟
_يالهي يجب ان نمعن التفكير اولا،هل لدينا الأمكانات؟

اكد ميلفان:
_تماما،لقد حسبها ستون ،اذ الحقنا بالعمل ميكانيكين فسنضاعف عدد الأعمال وستكون هذه مجرد البدايه.
_اعتقد ان ستون ايضا قد عمل هذا الأسبوع!
قهقه ميلفان
_انه يريد ان يراك من وقت لآخر،لماذا لست ادري؟
_على اي حال فهو لم يأت هذا المساء.
_نعم،يجب ان نتصرف بمفردنا حتى نجد مانأكله.اعتقد بأني سأعود الى المنزل انه لشيء جميل ان انام اخيرا في السرير.انصحك انتي ايضا بأن تفعلي نفس الشيء فأنت تبدين منهكة.
اومأت برأسها دون ان تجيب.
واغلقت عينهيها رغما عنها.
كانت تغط في نوم عيق عندما دلف ستون الى المخزن،ظل واقفا لحظة امامها،مذهولا من علامات التعب البادية على وجهها.
كان ذلك فظيعا لن يحتمل ان يراها تجهد صحتها الى هذا الحد،
لم تستيقظ عندما حملها ستون ولاعندما وضعها في السيارة.
لم تفتح عينيها الا عندما بدأ يبدل ملابسها على سريرها.
همست:
_اهلا.
_اهلا.
_لقد انتهينا من التنين.
قال ضاحكا:
_وانت ايضا قد انتهيت هذا شديد الوضوح.
_لق كان رائعا.كان يجب ان تأتي لتراه.
_لقد رأيته كثيرا.
كانت ويندي جالسة بلا حراك وهو يلبسها رداء النوم.
شبكت ذراعيها خلف عنقه:
_لاتذهب اني افتقدك.
_لم ارحل عنك.
_لقد كنت شبه بعيد.ابق
تردد برهة. ذكره وجهها الشاحب على الوسادة بالحقيقة.
لقد كانت منهكة ويجب ان تنام قبل اي شيء.
انحنى وقبل جبينها وسألها:
_هل تنوين الذهاب الى العمل غدا؟
_ليس قبل الأثنين.
وانقلبت على جنبها الآخر وخلدت للنوم.
بينما كان يفرد عليها الأغطية ويضع ملابسها على احد المقاعد,قرر ن يتصرف دون تأخير.اطفأ الأنوار وخرج من الغرفة.
نامت ويندي 12ساعة تقريبا.
عندما فتحت عينيها كانت الشمس تملأ الغرفة،تمددت في استرخاء وهي تفكر في عطلة نهاية الأسبوع.
اخيرا ستتمكن من البقاء مع ستون دون ان تنظر الى الساعة في كل لحظة.
بمجرد ان يأتي اويتصل ستقترح عليه ان يذهبا في نزهة.
كانت السماء زرقاء صافية والجو يعلن عن يوم جميل.
وثبت خارج السرير وبدأت تستعد.
في الظهر لم يتصل ستون بها وفي منزله لايجيب على التيلفون وفي مكتبه نفس الشيء.
فكرت في انه قد يكون سافر،لكنه كان يجب ان يتصل بها من المطار،ثم فكرت بأنه قد يكون تعرض لحادث وبدأت تقلق.
كان يوم السبت كئيبا بالنسبة لويندي،نظفت المنزل،اكلت طعاما،اتصلت بستون وهي تقضم اظافرها دون جدوى.
يوم الأحد حل القلق مكان الغضب وفي المساء اصابحها شعور بالهلع واليأس.
تمددت على السرير وتوصلت لنتيجة،ان الرعاية التي منحها اياها ستون في الأيام الماضيه كانت طريقة ليأخذ اجازة منها.
اتصلت بسكرتيرة مكتبه يوم الأثنين فأخبرتها بأن السيد ستون قد سافر ولم يقل متى سيعود.
بالتأكيد هذه المعلومات مزيفة قد ساقتها اليها هذه السكرتيرة بناء على تعليماته لأبعادها عنه.
شعرت باليأس يقوضها.
عملت دون حماس طوال اليوم، طرحت على نفسها مئات الأسئلة دون ان تجد لها اجابات..لماذا يبعدها ستون..لماذا؟ لماذا؟
ذهبت الى صديقتها نانسي قرب الواحدة،وعندما عادت كانت محمله بالدببة ذات الفراء.
كان هناك عدد غفير يسد باب المخزن..اندهشت..سقط من بين يديها دب،اسرع شاب فحمله من على الرصيف.
قال:
_تبدين مرتبكة لكثرة ماتحملين.هل تريدين ان احمل ذلك من اجلك؟
_شكرا
كان يقف امامها مايقرب من عشرين شخصا كما لوكانوا ينتظرون عودتها.
سألته:
_ماذا يحدث؟وماذا تريدون؟
اجابو بصوت واحد:
_ان نعمل.
_تعملون؟لا افهم
قالت فتاه وهي تلتقط دباب اخر كاد يسقط:
_البروفيسور سترنير من جامعة كالفورنيا هو من بعث بنا.
فتح باب المخزن وظهر ميلفان وصاح:
_هاأنت اخيرا.
_ماذا يحدث ياميلفان؟
_انهم مرشحون للوظيفة بعث بهم الأمير.
فكرت في استقبالهم كل واحد على حدة وان اشرح طريقة عملنا ث3م اختبر امكاناتهم.لكن عددهم كبير.
اجابت:
_انتظر سأساعدك.
خصصا مابقي من اليوم لأستقبال المتقدمين للوظيفة.
جاء الليل وسقط الشريكان منهكين على المقعد.
اتصلت ويندي ايضا بمكتب ستون فأجابوها بأنه مازال غائبا.
قالت في نفسها"سيعود بالتأكيد الى منزله في يوم ما"
بعد ساعة ركنت شاحنتها اما منزل ستون، فتحت الباب الخلفي للشاحنه وجذبت اليها دمية كبيرة الحجم
نجحت في ان تضعها على عربة تجر باليد.ساقتها حتى المنزل.
وضعتها بالداخل وعادت وهي سعيدة بحيلتها.
هبطت طائرة ستون حوالي العاشرة من نفس المساء.
كان متعبا لكن سعيد بما انجزه.
في هذه الساعة المتأخرة يجب ان تكون نائمة سيتصل بها مع اول ضوء للصباح.قبل ان يقدم اي فرد من المرشحين للوظيفة.
ادخل سيارته الجراج واتجه الى غرفة نومه وهو يخلع رابطه عنقه وسترته.
اضاء الغرفة وادرك على الفور ان اتصاله في الصباح سيكون دون جدوى.ان ويندي تعرف بالفعل.
كانت واقفة بالقرب من سريره دمية على هيئة حكم كرة قدم ادرك ان حركة الحكم تشير الى انتهاء وقت المباراة.انفجر ستون في الضحك ثم ادار الدميه باحثا عن رساله.
قال ستون هاهي الرسالة:ان الوقت يتوقف،لقد انتظرتك.ويندي.
اوقف الدمية ولبس سترته.
كانت ويندي في الحمام مستسلمة للماء الساخن المعطر .اغلقت عينيها وكانت الرغوة تغطيها حتى العنق.
فتحت عينيها عندما شعرت بتيار هواء بارد.وثب قلبها من بين ضلوعا.
كان ستون واقفا عند عتبة الباب.
سألته:
_هل يعجبك هذا المشهد؟
_كثيرا.
ارتعشت وقالت انت تشعرني بالبرد.
دخل واغلق الباب .جثا على ركبتيه اما البانيو واخذ يلهو بفقاعات الصابون.
سألها:
_كم من الوقت سيستغرق ذلك؟
اجابت:
_ماذا؟الرغوة تقصد؟لست ادري؟لم اهتم بذلك ابدا.
تسلقت اصابع ستون كتفيها.
همست:
_لاتغير الموضوع.
انا غاضبة جدا وانت تعرف ذلك.
سحب يده مندهشا وقال:
_لماذا؟
_لقد جندت نصف اهالي كاليفورني لحسابي؟
ويندي كان الأسبوع الماضي فظيعا،كنت اغار من التنين الملعون ومن ميلفان والخياطين وافراد المركز الثقافي الصيني،كان يجب ان افعل شيئا.
لم استطع ان انتظر .كنا سنجن نحن الأثنين.
لقد ذهبت الى اصدقائي في جامعة سان جوزيه وسانتا كلارا ولوس انجيلوس وشرحت لهم اي نوع من المتخصصين نريد بهدف ان يتحدثو ا الى طلابهم.
_لماذا لم تتصل بي؟
_لقد عدت منذ اكثر من ساعة كنت افكر ان اتصل بك غدا،بجانب سريري وجدت رسالة معبلاة جدا،وها أنا هنا.
_لماذا لم تتصل بي من قبل؟
امس،اول امس،كل الأسبوع؟كانت سكرتيرتك تجيب دائما بأنك غائب؟لم اعرف ماذا اعتقد؟
اضطرب لفكرة انه تسبب في حزنها.
خرجت من البانيو ولبست بشكيرها ودون ان يخشى ان يبتل اخذها ستون بين ذراعيه وضمها اليه بشده.
همس:
_آسفنلقد افتقدتك ياويندي كل يوم كل ليلة.لم اكن استطيع ان اتصل بك لأني اردت ان اشرح كل شيء بنفسي.
شبكت اصابعها خلف عنقه:
_اعتقدت ان كل شيء بيننا قد انتهى.
صاح:
_كيف استطعت ان تعتقدي ذلك لحظة،اني احبك.
كانت نظراته مفعمة بالصدق فانهارت كل شكوك ويندي على الفور
قالت:
_انا ايضا احبك،اني بحاجة اليك ياستون.
_حسنا لنتصل بسيلفيا دون تأخير.
_سيلفيا؟ لماذا؟
_لنرتب لحفل زفافنا.
_لقد قلت لي انك لاتنوي الزواج.
_لم اكن انوي ان اقع في حبك،تزوجيني ياويندي،اريد ان ابني معك حياة عائلية قوية ومستمرة.
اريد اطفالا يملئون سيارات الرمل ويلوثون الأثاث بالمربى.
جحظت عينا ويندي من فرط المفاجأة وبقيت صامته.
سألها بنبرة قلقة:
_الا تريدين؟
_آوه،بلى طبعا،لكن لندع سيلفيا خارج كل ذلك.
لنتزوج بدون صخب بدون سموكينج ولا احذية ضيقة من فضلك.
انفجر في الضحك:
_موافق موافق،لنفعل ذلك بسرعة اذن.
لاحظ انها ترتعش فضمها اليه من جديد.
قالت:
_لقد ابتلت ملابسك.
_لايهم فلا أنوي الأحتفاظ بها
_هل تريد النوم
قال
_اريد ان انام بجانبك،حيثما تكوني يكون مكاني
قالت وهو يضعها على السرير:
_على الرحب والسعة ياعزيزي انت في بيتك



THE END


عاشقة الرسول غير متواجد حالياً  
التوقيع





عاشقه الرسول
رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 10:27 PM   #3

عاشقة الرسول

? العضوٌ??? » 35561
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » عاشقة الرسول is on a distinguished road
B10 لتتوقف xxxxب الزمن ( كتابة )

لتتوقف ****ب الزمن


تضافرت الأقدار ليتعارفا اثناء ترتيب حفل زفاف صديقين،
كان لقاء مرتب ومقدر له ان ينتهي بأنتهاء مراسم الزفاف.
الا أنه مالم يكن في الحسبان هذا الشعور الخفي الذي يولد وينمو اذا توافرت الظروف المناسبة.
هل سينجح هذا الحب ام يموت في مهده



الفصل الأول




لم تكن امام احدتلك الشلالات التي لطالما حدثها عنها والدها.
لم تكن يصدد هزة ارضية كما يتوقع سكان سان فرانسيسكو في كثير من الأحيان.
لم يكن الأمر أيا من تلك الأشياء.

كانت ويندي جرانت ممدة على ظهرها،عيناها في عيني دمية على هيئة دب من الفراء.
لقد كانت تجربتها الأولى في العمل فسقطتت كل الدمى.
كان كل شيء يمر بسلام حتى تلك اللحظة التي حاولت فيها ان تضع اخر دب اعلى الهرم الذي كونته الدمى.

وبعدها مباشرة كانت مسجاة على ارض المتجر وقد غطاها جبل من الدمى التي على هيئة حيوانات من الفراء ومقيدة بأمتار وأمتار من الأسلاك الكهربائية.

تكمن المشكلة الآن في كيفية التخلص من هذا الموقف دون ان تفسد شيئا.
ستشتعل نانسي غضبا اذا اصيبت الملابس الصغيرة التي قضت ساعات في حياكتها بأدنى مزق.
كما لم تكن ويندي على استعداد لتعيد التركيب الكهربائي الذي تحرك الحيوانات بواسطته لذرعها وسيقانها.
كانت نانسي تقوم ببعض الترتيبات في الجزء الخلفي من المتجر.
فقط جرس الباب هو من سيجعلها تهرع اليها.
صاحت ويندي:
_اريد المساعدة.
راحت استغاثتها سدى،وعلى الرغم من الصوت الذي سمعته لابد انه من ثمرة خيالها.
ومع ذلك فهي لاتستطيع ان تظل على هذا الحال طوال النهار!
حركت ذراعيها ثم قدمها فلاحظت ان ساقها اليمنى مقيدة تماما بسلك كهربائي فتفوهت بالسباب.
سمعت صوتا يقول:
_كم هو بذيء لايجب على الدببة التلفظ بالسباب.
لم يكن هذا الصوت صوت نانسي وحتى لوكانت اصيبت بالزكام خلال النصف ساعة الاخيرة فهذا الصوت الرخيم ليس صوتها.
لقد كان رجلا دخل الى المتجر فأثار ضحكه منظر ويندي
قالت ويندي:
_اذا اخرجتني مما انا فيه اعدك بألا اتلفظ بالسباب مرة اخرى.
_هل لك هذا الحذاء القماشي الممزق الذي اراه!
اجابته معترضة:
_حذائي ليس ممزقا
_آسف لست خبيرا بهذه الأشياء القديمة.
قالت في نفسها:
"ياله من رجل مزعج حقا"
_حسنا هل ستخرجني من هنا الآن!!
اجابها ستون هاملتون وهويقمع جاهدا ضحكة مجنونة:
_سأحاول.
_حاول الا تقطع الأسلاك واحذر ان تفسد الثياب.
ستقطع نانسي عنقك لأقل ضرر.
بدأ ستون بالعمل وقذف أول دب خلف ظهره.
وحرصا على حياته من التحذير الذي قد تلقاه منذ قليل أخذ يتعامل مع اللعب بحرص ولطف.
واخيرا ظهر له مدى تعقيد الأسلاك وماينتظره من عمل دقيق.سيتحتم عليه التخلص من الدببة واحد تلو الأخر مع مايستغرقه ذلك الوقت من فك كل عقدة.
قالت ويندي وقد نفذ صبرها:
_قل لي اذن اذا كنت تريد اللعب فستستطيع ذلك بعد قليل.
كما يمكنك ان تشتري واحدا..اسرع قليلا..هل مازلت هنا؟
_نعم !انا هنا.
_ماذا تفعل سنتهي بي الأمر بأن اصاب بالحول بسبب هذا الحيوان الجاثم على انفي.
_على اي حال هو لايمنعك من التكلم.
قالت ويندي في نفسها"علاوة على ذلك فهو فظ"
قالت:
_انه دب أنثى.
قال:
_لوكانت تلك السيدة او الآنسة تزعجك فأغلقي عينيك.لااستطيع ان اسرع اكثر من ذلك فجميعها متشابكة مع السلك الكهربائي.
_ارجوك احذر ان تمزق شيئا!كن حذرا على الأخص مع ذلك الذي يرتدي زي البحارة!لقد استغرق مني وقتا طويلا حتى جعلته يتحرك بالطريقة الصحيحية.
سأل ستون نفسه:
دببه كالحقيقية!في اي بيت للمجانيي وضعت قدمي!
قال واعدا:
_اذا قابلت بحار فسأعاملع برقة مفرطة.
على الرغم من انه كان متعجلا فقد دفعه الضول لأستكمال هذا العمل المثير لقد خصص ثلاثين دقيقة من وقته ليقابل الفتاه التي سيرافقها في تجربة حفل زفاف سيلفيا.
كان من المفترض ان يتم اللقاء هنا وها هو ا ضاع خمس دقائق كاملة في ازاحة هذا التل من الدمى.
وعلى الرغم من بغضه عدم الالتزام بجدول اعماله الا انه اراد رؤية هذه المخلوقة القابعة تحت كومة الدببة ،ولتنتظر الآخرى.
لقد ظهر منها بالفعل ساقان يغطيهما الجينز ثم ظهر بعد ذلك باقي جسدها الرشيق..عندما رأى الحمالات الحمراء سأل نفسه اذا كان امام صبي!
كان مازال هنلك ستة دببه عليه التخلص منها،عندما حاولت ويندي ان تنهض على الرغم من وجود الأسلاك الكهربائية التي احاطت بقدمها فلم تستطع تجنب السقوط مرة اخرى.
فشد الأسلاك ستون الذي مد ذراعيه حتى يتجنب ان يحطم اشابة بثقله.
ووجد نفسه ممددا بجانبها وبينهما ثلاثة من دببه تقابلت نظراتهما.
وعلى الرغم من انها لم ترى في حياتها هذا الرجل الا انها شعرت بأنها امام انسان صديق.

كان شعره الأشقر اشعث مما ينم عن العناء الذي مر به وعيناه خضراوان مائلتان الى الرمادي كلون المحيط وقت العاصفة.
كان انيقا بشكل تقليدي بدلة داكنة اللون فيها تقليم خفيف ورابطة عنق وقميص ابيض يفوح منه رائحة عطر رجولي لطيف،ابتسمت وهمست:
_اهلا
وبدون حاجة الى خبرة كبيرة لاحظت ويندي ان هذا الغريب يجد مشقة في منع نفسه من الأستفادة من الموقف.

سألته:
_هل تأتي كثيرا الى هنا!
_لاهذه اول مرة.
ارتجفت الشابة من انفاسه الساخنة.
قالت:
_لتشتري العابا،هذا هو المكان المثالي لبيع الألعاب.
_هذا ماقيل لي.
_هل تنوي البقاء هنا فترة طويله؟

اعترف ستون في نفسه"سيكون ذلك من دواعي سروري"
وعلى الرغم من انه ليس من عادته مغازلة النساء في الأماكن العامة،ودون ان يحسب ال15 دقيقة الضائعة من وقته.
فقد ستون مقاومته وطبع قبلة على شفتي الشابة ولم تحاول التخلص منه ومرت دقيقة ساحرة قطعها الرجل خوفا من ألا يستطيع السيطرة على الموقف.

فتحت عينيها ونهض ثم مد يده اليها ليساعدها على النهوض لاحظ على الفور انها رائعة الجمال صغيرة ملامحها دقيقة وجهها محاط بخصلات قصيرة بنية،وعيناها شديدتا الزرقة.
كانت شابة جميلة على الرغم من لبسها الغريب.
كان يستعد للحاق بالفتاه التي كان على موعد معها عندما ظهرت في مؤخر المتجر أمرأة ضخمة وقوية.ترتدي ملابس وردية اللون.
توقفت فجأة امام كومة الدببه.
سألت بصوت رصين:
_ماذا حدث؟
قالت ويندي موضحة!
لقد كانت يدي ثقيلة بعض الشيءعندما وضع اخر دب.
لاتقلقي يانانسي سأعيد ترتيب كل شي ء
ولن يستغرق مني ذلك وقتا طويلا.لقد اخبرتك ان ميلفان اطول مني ويستطيع القيام بهذا العمل افضل مني.
_لقد اردتك انت ان ميلفان يثي اعصابي.
_لماذا؟لايوجد من هو اهدأمنه!
_ان الرجال الذين يجمعون الشهادات وفي نفس الوقت هم قادرون على تحريك الأشخاص وجعلهم يتكلمون ويرقصون يصيبونني بالعقد.
اجابت ويندي؛
_انا ايضا حاصلة على شهادات واعرف تحريك الشخصيات.
_ذلك في بيتك حيث لايراها احد،اما ميلفان فهو لايستخدم الا الكلمات المكونة من عشر حروف.


التفتت ويندي الى منقذهل لتشكره الا ان تعبير وجهه أدهشها.
_تبدو غريبا
قال معترفا:
_آه نعم؟..صحيح اني ابدو غريبا.
وعلى الفور سأل نفسه:اذا كان حقا ذلك الرجل الذي طالما نعت برباطة الجأش والفطنة.

حركها صوته الأجش فشكرته لمساعدته وأسرعت تستأنف عملها.
ظنته نانسي مشتريا فسألته عن طلبه.
كانت عينيه مثبتتين على ويندي ،أومأ برأسه دون ان يجيب فتركته نانسي لشروده وابتعدت لتجمع الدببة المتناثرة.
ظل ستون واقفا في مكانه لبرهة طويلة،وسط المتجر،مبهورا بمظهر الشابة ذات الشعر البني وهي تكون هرما من الدببة في واجهة المتجر.
قالت نانسي:
_ان ذلك افضل مما كنت افكر فيه،هل تعلمين ياويندي ان فكرتك تلبيس الدمى الزي فكرة رائعة.
التفت السيدتان عندما سمعتا صرخة تعجب من الرجل الغريب.
_ويندي جرانت هل هذا انت؟!
_نعم,أنا.
_انت لست كما توقعتك على الأطلاق.
_آوه حسنا مالذي كنت تتوقعه؟
_وصيفة.

اقترب من السيدة الشابة واستطرد:
_انا "ستون هاملتون" وصيف ديف كراندال الذي سيتزوح الأحد القادم .اخبرتني سيلفيا اني سأراك هنا.
اصدمت قدمه بشيء ما،انحنى والتقط دبا قذف به اليها.

تذكرت ويندي على الفور المكالمة الهاتفيه التي تلقتها من سيلفيا ليلة امس،
لقد كانت عن شخص ما يدعى ستون هاملتون الذي سيصطحبها الى تجربة حفل الزفاف،ثم الى العشاء الذي سيضم اصدقاء العروسين.كانت سيلفيا تعتزم ان يتعارف الشابان اولا.

قالت ويندي:
_اذكر ذلك.شكرا على مجيئك.لولاك لدفنت تحت كومة الدببة هذه!..
لما تنظر الى ساعتك هل انت متعجل؟!
انتظر برهة قبل ان يجيب :
_عندي ميعاد في الواحدة تماما.
كم الساعة اذن؟
_اجاب وقد لاحظ انها لاترتدي ساعة معصم:
_انها الثانية عشر الا خمس دقائق.
_هل مكتبك بعيد؟
قال اسم المكتب والعنوان.
قالت اعرفه،انه قريب من هنا.هيا نتناول الغداء.اني اتضور جوعا.
المطعم الواقع على الناصية لابأس به ونستطيع هناك ان نتحدث عن سهرة الغد.
لديك متسع من الوقت.

قطب ستون حاجبيه من الدهشةة.فهناك اوراق قابعة على مكتبه وكان قد عزم على مراجعتها قبل موعده.
قالت ويندي باصرار~:
_هيا انها ليست نهاية العالم ان تغير في جدول اعمالك.
نانسي سأنتهي من الواجهة بعد الغداء.
_حاولي ان تعودي مبكرآ ان استعطتي.
وقبل ان يعترض ستون لبست ويندي ستره جلديه وفتحت باب الخروج.
قالت تتعجله:
_ايه حسنآ الن تأتي؟ على عكس ما كان يقول انه متعجل فقد بدا بطيئآ جدآ
وهاهو ينظر الى ساعة معصمه من جديد كما لو كانت هديه لا ينتهي من تآملها بآعجاب .
لقد بدا الشاب المسكين تائه وهو يسير بجانبها في الشارع.
لم يبدو ممتنآ من تناول الغداء معها.لا يهم فهي تتظور جوعآ.قالت وهي تمسك بذراع ستون:
_المطعم على بعد خطوتين وتقديم الطعام هنا يتم بسرعه.
انخرط وسط الزحام ومازال ستون مندهشآ لتخليه عن اتباع جدول اعماله الذي اعده بأحكام.
لقد كان الفضول الذي اثارته فيه هذه المرآه اقوى من حرصه على استخدام الوقت، وكان الامر تجربه غير مألوفه بالنسبه له.
قالت ويندي وهي تشير الى محل بيتزا
_هذا هو المكان " شييرو" يصنع افضل بيتزا في الساحل الغربي كله لكن لا تطلب بيتزا الفلفل انها حاره جدآ .
كانت طريقتها في الحديث معبره وشخصيه جدآ هككذا لاحظ ستون انها مجرده من التصنع والاندفاع بعكس اينجلا فاندرمير ,التي اصطحبها الى حفل موسيقي مساء امس ,حيث كانت كلماتها في غاية التمدن الا انها خاويه من المعنى ولم يعلق في ذهنه اي منها.

غمرته رائحه لذيذه من صلصة الطماطم والثوم والجبن وتوابل اخرى لم يستطع تميزها,عندما دلف الى المطعم تابع الشابه.

تعود أخر مرة تناولت فيها البيتزا الى تاريخ بعيد.
كان يقف خلف لطاوله رجل برز بطنه يضع فوق رأسه قبعة طهاه.
وكالمعتاد صاحت ويندي تلقي الى بيه بيه التحية:
اهلا "بيه بيه" لا فلفل ولا انشوجه لكن كثيرآ من الجبن .
اجابها بأبتسامة عريضة:
_حسنا.
جذبت ويندي ستون الى نهاية الصالة حيث كان مازال هناك مكان ،وبمجرد ان جلس،لم يستطع الرجل ان يمنع نفسه من النظر الى ساعته من جديد.
سألته ويندي:
_هل هذه هدية ل عيدميلادك؟
_لا !لماذا؟
_خيل الى ان احدا ماقد اهداك هذه الساعة،فأنت لاتكف عن النظر اليها حتى يعتقد المرء انها اغلى ماتملك.
_لقد اشتريت هذه الساعة لنفسي منذ3 سنين ،لكن معك حق انها عزيزة فلدي مواعيد في غاية الدقة.
_لماذا اذن؟
ادهشه سؤالها.
اجابها:
_هذه افضل طريقة للعمل.اذا خطط الأنسان لكل يوم فسيتجنب ضياع الوقت وسينفذ الكثير من الأعمال التي ماكان لينجزها اذا ترك الساعات تنفلت من بين يديه دون تخطيط.

سألته ويندي التي لاتعنى بهذه الامور:
_ماذا عن وقت التسريه عن النفس!! هل تدرجه في برنامجك!
_احيانا!
قال في نفسه وهو يخفض رأسه:
_في الحقيقة ،لابد ان كل ذلك يبدو لها مضجرا.
_مالوقت الذي خصصته للغداء
_ثلاثون دقيقة ..هل تضحكين و تسخرين مني؟!
اجابت ويندي:
_انا لا اسمح لنفسي بذلك.حاولت ان اتخيل نفسي افعل مثلك!
هذا لاينطبق على ،ان كل يوم يختلف عن الآخر.يحدث احيانا ان اقضي انا وميلفان الليل في الانتهاء من بعض الاعمال وبعد ذلك ننخرط في العمل مدة 10 ساعات دون توقف.
_من ميلفان؟
اختار بيه بيه تلك اللحظة ليضع البيتزا على وسط الطاوله.
قال:
_سأحضر لك شرابك المفضل.لكن ماذا سيشرب هذ ا السيد؟
عصير الشعير ام نفس شرابك.
اجابت ضاحكة:
_اعتقد انه كبير بالقدر الكافي حتى يختار ماسيشربه.
قال ستون:
_عصير الشعير.
سألها ستون:
_ماعمرك؟
_سته وعشرون عاما ومازلت احب اللبن.وانت!
_اثنان وثلاثون عاما.
قطع ستون جزء من البيتزا ووضعه في طبقه واستطرد:
_من ميلفان؟
_شريكي
_كنت اعتقد ان شريكتك تدعى نانسي.
قالت مصححة:
_لا انا لاأعمل في متجر الألعاب هذا.كنت هناك لأنظم الواجهة ذلك هو عملي.
_هل تنظمين واجهات المتاجر التي تبيع الدببه؟
_واشياء اخرى ..اذا كنت تحرص على احترام جدول اعمالك فمن الأفضل ان تبدأ بالطعام.
اكل ستون البيتزا على الرغم من عدم رغبته في ذلك ثم اضاف:
_مالأشياء الأخرى التي تقومين بها؟
كانت ويندي قد انتهت بالفعل ن قطعة البيتزا وشرعت في تناول واحدة اخرى.
_ميلفان وانا نصمم آليات..هل رأيت في عيد الميلاد الماضي المشهد الذي كان يزين مدخل عمارتك؟

اومأ برأسه:
نعم
_كان هذا العمل الذي قام به نحن"انا وميلفان"

تنهد مبهورا:
_حقا؟
استأنفت ويندي الطعام كانت معتادة على تلقي رد الفعل هذا .كان الناس بسبب حجمها الضئيل ورقتها لايستطيعون تخيلها بهذا العقل الخلاق.اوأنها قادرة على تحريك شيء سوى مبرد الأظافر.

لنسرع حتى نحدد سهرة الغد!
قال:
_لست الوحيد الذي لديه الكثير من الاعمال،انت ايضا قد وعدت بالعودة الى المتجر اذا لم تكوني قد غيرت رايك؟
_لدي بقية اليوم لقيام بذلك.
تفحصها بعيننين حائرتين
_انا لاأفهم .فلديك شركة وانت مسؤوله عن تنظيم وقتك،وتحديد فترات زمنية واحترامها،والا ستفقدين زبائنك.
_من مميزات العمل الحر وقتما تشاء فلايوجد رئيس،ولاساعات عمل محددة،ولارئيس عمال مدقق.
قال:
_انا لا آرى ذلك طريقة جيدة لأدارة شركة.
قالت:
_لايهم مادامت الأمور تسير بخير. اذا وعدنا بتسليم مشروع ما او بتركيب واجهة محددة فأننا نفي بوعدنا.
ان عيوننا ليست مثبته على عقرب الساعة،لكننا من آن لأخر ننظر الى النتيجة.

كان ستون مندهشا،كان سلوكها متناقضا مع سلوكه الذي اتخذه لنفسه منذ اليوم الذي ترك فيه والدته ومنزله.

لقد قرر منذ ذلك اليوم ان ينتهي من انقطاع الكهرباء لعدم تسديد الفاتوره،والأثاث الذي يستولي عليه البواب بسبب عدم دفع الأيجار.
ولذلك نظم حياته بشكل بالغ الدقة.
اخرج نوتته من جيبه وفتحها على تاريخ الغد.
قال:
_تجربة حفل الزفاف في الساعة السابعة سآتي لأصطحابك في السادسة والنصف .لين تسكنين؟
دون العنوان والساعة ورقم التيلفون حيث يستطيع ان يتصل بها في حالة وجود اي عائق.ثم اعاد النوته الى مكانها.
قالت ويندي مؤكدة وقد ومضت عيناها بالمكر:
_السادسة والنصف تماما.
قال مؤكدا بلهجة يعتريها الغيظ:
_لاتقلقي سأكون في الموعد.
قالت ويندي في نفسها"هاهو قد غضب"
لنر اذا ماكان يتأثر بالمجاملة
قالت:
_لك خط جميل جدا.
انفجرت اساريرستون:
_شكرا
قالت
_ليس مثل خطي .الشيء الوحيد الذي يعزيني هو ان ميلفان له خط اسوأ مني.
كف ستون عن التظاهر بالأكل واستسلم لرغبته في تأمل السيدة الشابه،
يالها من امرأة جذابة عيناها الزرقاوان تبرقان بلمعة الفرح.وفمها..فمها العذب و رقيق..
فجأة تذكر القبلة فجأة وتمنى لو يعاود ذلك من جديد.
فجأة رأى وجهها يتورد وجفنيها يضطربان.فيم تفكر ياترى؟
سألته لماذا تضحك؟
_وانت لماذا توردت وجنتاك ؟اراهن على اننا نفكر في نفس الشيء.
لم تحاولي الأنكار
قالت:
_كانت قبلة ناجحة.
انفجرستون في الضحك .اندهشت ويندي من مظهره الذي بدا اكثر جمالا وجاذبية عندما ضحك.
قالت:
_يجب ان تفعل ذلك كثيرا.
_افعل ماذا؟
_تضحك،لدي انطباع بأنك لاتضحك بالقدر الكافي.
يجب ان تدرج الضحك في جدول اعمالك"من الساعة العاشرة وخمس دقائق الى العاشرة والثلث"
ويمكن ان تحدد نوع الضحك،،ضحك بجنون،ابتسامة،ضحكة مكتومة،قهقهه.حاول!
سألها وقد تأثر بسخريتها قليلا:
اتصرحين دائما بما يجول في راسك؟
_يشكل عام،نعم.
_يلزمني الوقت لأتعود على ذلك،لكني احب طريقتك كثيرا.
مسحت شفتيها ويديها بمنشفتها وقالت:
_هل رأيت؟لقد نجحت في الكف عن النظر الى ساعتك مدة خمس دقائق.
_انه عملك انت ياويندي،وهو في الحقيقة عمل خاص جدا.
_لماذا؟
_ان مهمتي تعليم الناس كيف يستخدمون اوقاتهم على افضل وجه،فأنا خبير في منظمة العمل.
همست:
_لم اتخيل ذلك!
_مثلي تماما منذ برهة عندما شرحتي لي عملك.
اقترب بيه بيه منهما وطلب ستون الحساب.
قال:
_كنت اود ان ابقى فترة اطول معك لكن يجب ان اعود الى المكتب .
اعترضت ويندي عندما رأته يخرج حافظة نقوده.
_دعني ادفع اجر غدائي فهي فكرتي.
اجاب وهو يخرج النقود
_وكانت فكرة طيبة،لكني مصر على دفع الحساب.
فهمت ويندي انه لاجدوى من النقاش فهذا الرجل صعب المراس كحائط من الطوب.
قالت وهي تنهض:
_ايه حسنا .شكرا على كل شيء.على انقاذك لي من الدببه وعل البيتزا.
رفع يده وربت خدها
اضطربت ويندي اثر هذه اللمسة غير المتوقعة ووجدت نفسها غير قادرة على الاجابةفأومأت برأسها.
ثم خشية ان تنهمر دموعها او تلقي بنفسها بين ذراعي ذلك الرجل اسرعت نحو الباب للخروج.

لم تكن ممتنه من انها وصيفة لسيلفيا في حفل زفافها،كانت تنظر لهذا الأمر على انه شيء سخيف ستقوم به على مضض الا ان نظرتها الآن قد تغيرت ولم تعد تراه بهذا السوء.

انتهى الفصل.

..........................
[COLO
R="Magenta"]الفصل الثاني[/color]



كانت الساعة السادسة والنصف عندما طرق ستون بابا معدنيا كبيرا في حي ليس بالبعيد عن محطة القطار.
حيث العديد من المخازن التي تحولت الى مساكن .ومن المؤكد انها اعجبت ويندي لغرابتها.
كانت واقفة بطول الرصيف شاحنة حمراء مكتوب عليها جرانت وجان لتحريك العرائس ومرسوم عليها جهاز كمبيوتر.
طرق ستون الباب من جديد ولم يفتح له الابعد الطرقة الثالثة ليجد امامه رجلا ضخم الجثة يضع نظارة طبية .
تمتم بصوت فظ:
-ماذا تريد؟
يبدو انه لم يحلق ذقنه منذ فترة طويله وملابسه المجعدة مترهلة حول جسده.يوحي لمن يراه انه بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثون.
قال ستون في نفسه:ربما يكون ميلفان جان اتمنى الا يكون هوالمسؤول عن استقبال العملاء.
قال ستون:
-جئت ارى ويندي جرانت
اجاب وهو يفتح الباب محدثا ازيزا
-انها هنا.
دلف ستون خلفه الى قاعة شديدة الأضاءة اغمض عينيه من شدة الضوء ثم فتحهما،فرأى ذرات التراب تسبح في ضوء مصباح الفلورسنت.
كميات من الآليات متراكمة في كل مكان,
عبر الرجل الذي يفترضه ميلفان جان المخزن بخطوات متأرجحة.
تبعه ستون وعيناه ترمشان من أثر الضوء المتوهج.
في نهاية القاعة كانت هناك منصة يتبوؤها نيبتون ملك البحار عند الرومان يحيطه سرطان بحر ضخم وقوقعتان وكل ذلك من الورق الملون.
نادى ميلفان:
_ويندي هناك من يسأل عنك.
تبا.مالساعة اذن
صدر هذا الصوت المختنق من تحت المنصة.
اجاب ميلفان وهو يجلس امام لوحة الرسم.
عندما دار ستون حول المنصة رأى زوج حذاء من القماش قد برز من تحتها.
_ويندي؟
سمع صوت اصطدام تبعه صرخة الم.
سألها ستون:
_هل جرحت؟
_لاشيء سآتي.
ظهرت ويندي فجأة بين قدمي ستون ممدة على عربة مسطحة بعجلات تشبه العربة التي يستخدمها الميكانيكي لتصليح السيارات.
ساعدها ستون على النهوض.
رمقته ويندي بنظرة فاحصة من رأسه حتى اخمص قدميه:كان مرتديا بدلة داكنة وقميصا ابيض ورابطة عنق وحذاء لامع.
كما كان حليق الذقن.
اما هي فكانت ترتدي لباس العمل ووشاحا احمر معقود على شكل عصابة على جبينها.
سألها ستون:
_هل تنوين الذهاب الى حفل تجربة الزفاف بهذه الهيئة؟
تبدين كمن نجا توا من خطر.
_ماذا!
_هيبي او متمردة من الستينات.اذا كنت تفضلين هذا الوصف.
حاولت ان تظهر استيائها الا انها لم تعرف بماذا تفسر هذه الملاحظة.
_لم الاحظ الوقت.سأسرع.
وبدلا من ان تسرع حقا،انكفأت على الرسم الذي يقوم به ميلفان.
بدأ ستون يشعر بالقلق اذ كان عليه ان يصطحبها الى منزلها حتى تبدل ثيابها.سيتأخران بالفعل.
قالت وهي تشير بأصبعها الى جزء من الرسم.
_ان المشكلة تكمن هنا.اعلى القوقعة ثقيل جدا.
اجاب ميلفان:
اذا جعلناه خفيفا ستقتلعه الرياح.
صوت تنهد من خلفها جعلها تستدير
قالت مفسرة:
_لدينا مشكلة صغيرة مع هذه القوقعة.
صاح ستون:
_سيكون لدينا مشكله اخرى اكبر مع سيلفيا ان لم نرحل على الفور!
نظر ستون في هلع السيدة الشابة وهي تفك ازرار ثوبها.
هل ستخلع حقا ثيابها في وجودهما!واعجب مافي الأمر ان ميلفان لم يبدي اضطرابا كما لوكان ذلك عاديا.شعر ستون بشيء من الغيرة والغضب.
اخذ ستون ينظر في دهشة الى الأزرار تنفك الواحد تلو الآخر بينما استمرت ويندي في الحديث مع شريكها.
فجأة رأها تتجه مسرعة نحو برافان في ركن الحجرة .وتصاعدت من خلف البرافان اصوات الماء والثياب وهي تنزلق فوق جسدها مما جعله يرتعش فاختار ان يبتعد الى الناحية الاخرى من المخزن.
خلف البارافان كانت ويندي تضع فستانا من الكريب جورجيت وتتعجب لما بها من اضطراب.
هل كان وجود ستون هاملتون هو سبب اضطراب يديها!
لقد قابلت حين كانت مراهقة عدد لابأس به من الأناس المهمين دون ان يرمش لها جفن.
ترائى الى مشامعها صوت ستون غر واضح !مالشيء الخاص به حتى يضعها في مثل هذه الحالة من العصبية!انها تكاد لاتعرفه وتشعر امامه بأنها فاقدة القوى.
ارتدت حذائها واقتربت من من المرآة وأصلحت زينتها ثم تنهدت بعمق وعادت الى الحجرة.
كان الرجلان منهمكان في الحديث وهما منكفئان على رسومات المشروع الجديد.
استغلت ويندي الفرصة لتتفحص ستون ،أبرز الضوء لون شعره الأشقر الكثيف كما أبرزت حلته كتفيه العريضين.
انه رجل وسيم للغاية حقا الا انها قد رأت غيره كثيرين فلماذا هذا الشخص يجذبها الى الحد الذي لاتستطيع ازاحة نظرها عنه.
واخيرا قالت:
_انا جاهزة.
استدار ستون وتسمر مكانه كما لو كان قد تلقى ضربة.
لقد كانت رائعة ثوبها الأزرق يتناسب مع عينيها الزرقاوين،يبرز مفاتن جسدها الرشيق ثوب بسيط بدون زينة لاطائل منها.
قالت ويندي وقد احرجتها نظرات الرجل الملحة:
_لنرحل والا سنتأخر.
بدا وكأنه لم يسمع .عيناه مثبتتان ،فاغر الفم،كان ستون يلتهمها بعينيه ثم سألته ويندي:
_هل لبست ثوبي بطريقة خاطئة؟
همس:
_انت في غاية الأناقة آنسة جرانت.
_شكرا لك ياسيد هاملتون هل لي ان ارد لك المجاملة؟
_يمكنك.
تقدم خطوة نحوها وبسط ذراعه اليها.
امسكت بذراعه وسألها ستون وهو يفتح الباب:
_هل هو كذلك دائما؟انه لم يستطع ان يحادثني الا عن مشروع التنين الذي يقذف نارا،ان صديقتك نانسي على حق فهو يستخدم لغة مبهمة.
_ان ميلفان يفضل العرائس المتحركة عن الكائنات الحية.
تلامس جسداهما وهما يعبران الباب بالمصادفة.ارتعش ستون حتى اعماقه،ومنع نفسه بصعوبة من ان يأخذها بين ذراعيه وسأل نفسه وهو من عرف عنه الهدوء والرزانه وكاد ان يفقد صوابه:ستكون معجزة اذا مرت هذه الليلة دون ان ارتكب حماقة.
سألها عندما استقلا السيارة:
_هل تنفذين بنفسك الشخصيات التي تصمميها؟
_نعم على وجه العموم،فهذا اسهل من تحريك شخصية جاهزة التنفيذ.
_يبدو لي انك تقومين بعملين في آن واحد التنين ونبتون،وسرطان البحر،فالعملان لايتماشيان معا.
_التنين من أجل المركز الثقافي الصيني،ونيبتون من اجل سباق يجري في بازادينا
_هل تصنعين الملابس ايضا؟
_كلا نعهد بذلك لنانسي فهي تقص الملابس حسب تعليماتنا واذا لم تجد الوقت لتخيطها فهي تعهد بها الى اخرين.
_كيف طرأت على ذهنك فكرة العرائس المتحركة؟
ذكرها صوته بالنبرة القلقة التي اتخذها والدها عندما صرحت له كيف تنوي الاستفادة من مجموعة الشهادات التي حصلت عليها كانت نبرة مازالت تثير غيظها.
أجابت :
_كم من الوقت يلزمك لتفيذ نموذج؟
قالت:
_هل انا امام محقق؟
_لقد درست مكان عملك ولتكسبي الوقت وبالتالي تزيدين الانتاج.
_ربما لانلقي نفس اهتمامك لأستخدام كل دقيقة.
_ان ماأقترحه عليك من اجل...
قاطعته:
_اعرف انها نصيحة شكرا جزيلا على هذه الأستشارة المجانية.
لكننا سنستمر في تصريف الأمور على سجيتنا.
ساد صمت يشوبه الأضطراب ،ثم سألته ويندي منذمتى تعرف الزوج؟
اجابها:
_كنا نتقاسم نفس الحجرة في الجامعة وماذا عنك انت وسيلفيا؟
_كنا معا في المدرسة الثانوية وكان والدانا يعملان معا..أليس غريبا اننا لم نتقابل ابدا؟
_سان فرانسيسكو كبيرة.
قالت في نفسها:نعم انها كبيرة،لكن ليس على دائرة الأصدقاء التي تدور في فلك ديفيد وسيلفيا.
مرت تجربة حفلة الزفاف على اكمل وجه.
لقد تصرفت سيلفيا كمربية فاضله الكل اطاعها ووقف مكانه وقرأ الصلاوات المعينة.
للمرة الاخيرة جمعت سيلفيا الجميع حولها ورددت عليهم تعليماتها
قالت محددة لستون:
_اني اعتمد عليك في اصطحاب ويندي في الساعة المحددة الى الكنيسة لن يكون لدي الوقت لأهتم بكل هذا كما انك مسؤول امامي عن ذلك.انها تنسى الوقت.
اجابها ستون وقد أثاره الحاحها بعض الشيء.
_سنكون هنا نحن الأثنان في الوقت المحدد.
وقد أثاردهشته ايضا كون ويندي لاتتأثر من انها تعامل كطفلة في الثامنة.
لقد كان ماقالته سيلفيا حقيقيا فأنها لاتعمل حسابا للوقت وخاصة اذا كانت تعمل.
كان اصدقائها يعرفون ذلك عنها ويتقبلونه،كما كان ذلك موضوع للمزاح قيما بينهم.
هل سيقابل ستون هذه الصفة بنفس التسامح؟
على ايه حال لم يكن هو أول من يصفها بعدم المسؤولية والطيش والطفوليه.لقد وصفها والدها بذلك ولم يتعب من ترديد هذا الوصف.

بعد تجربة حفل الزفاف ذهب الجميع للعشاء في احد المطاعم.
جلس ستون بجانب ويندي.
سألها السيد باسكومب والد سيلفيا وهو يميل نحوها:
_كيف حال والدك؟
انه يتعايش مع تقاعده بصورة لابأس بها في ناد للجولف واحيانا اخرى في العناية بالحديقة.
كبح السيد باسكومب ضحكة:
_لا استطيع تخيل الاميرال ستيوارت جرانت متقاعدا!
قالت ويندي:
_امي تواجه نفس المشكلة فهي ليست معتادة على ان يكون زوجها في المنزل طيلة اليوم.

كان وجود ستون الصامت بجانب ويندي سببا لشرودها لماذا هو صامت؟هل هو الآن فقط ليطيع ماأمرت به سيلفيا؟
انه مازال متمسكا بعادته وهو ان ينظر الى ساعته في كل لحظة مثل الأرنب في قصة اليس في بلاد العجائب.
تنهدت ويندي في خاطرها:
_هذا هو خطئي.
كان ستون مهموما بالوقت كوالدها تماما.
كانت ويندي تشعر بالضيق تجاه كل مايذكرها بحياتها المنظمة التي عاشتها طفلة ومراهقة.
اذا كان لديها اي ذرة تعقل لأطلقت ساقيها للريح وفرت بعيدا عن ستون هاملتون،لسوء حظها كان اكثر الرجال سحرا في عينيها.

بعد العشاء عزفت الفرقة الموسيقية لحنا راقصا.
توجه ديفيد وسيلفيا الى ساحة الرقص وتبعهما عد من اصدقائهما.
استمتعت ويندي بالنظر الى الراقصين الى ان استأنف السيد باسكومب حديثة وتفاقم حنقها ووصل الى ذروته عندما حدثها عن نفسها:
_اخر مرة شاهدت فيها والدك كانت منذ عامين.اتذكر جيدا كيف كان منزعجا وهو يشاهدك تضيعين وقتك في هذه العرائس.
ماذا تفعلين الآن؟
_مازلت أصنع العرائس.
ازاحت مقعدها بقوة ونهضت.
_هل ترقص ياستون؟
لاحظ ستون مندهشا وجها العابس.
يرقص معها لم يكن ذلك معقولا! على اية حال لم يكن اي مما يفعله معقولا منذ اكتشف تلك السيدة تحت كومة الدمى،
بالأضافة الى ان الرقص معها سيكون جميلا بالتأكيد.
عندما فتح ذراعيه ووضعت يدها فوق كتفه سألها:
_هل أردت الرقص فرارا من هذا المزعج؟
اجابته مندهشة لأستطاعته ان يكتشف غضبها:
_والدي ليس موضوع الحديث المفضل بالنسبة لي.
_لقد لاحظت ذلك.
ساد الصمت بينهما لحظة وهما يرقصان ثم استطرد ستون:
_مايدهشني حقا هو انك سمحت لسيد باسكومب هذا ان يصف الشخصيات التي تحركينها بالعرائس.
اني لاأعرفك منذ زمن طويل لكن هذا التسامح لايتناسب مع ماعرفته عنك.
_السيد باسكومب لم يفعل شيئا سوى ترديد كلمات والدي.
_لقد ادهشني ايضا ان اعرف ابنة من تكونين.
_لست الوحيد الذي دهش لذلك،لنغير الموضوع.
_لماذا؟بناء على ماقرأته في الصحف فأباك رجل مثير للعاطفة والأهتمام.
اجابت ويندي بخشونه:
اسمع اذا كنت قد قطعت الحديث مع باسكومب فلم يكن ذلك لكي أستأنفه معك!
من الأفضل ان نتحدث عن الجو،عن مشكلة الشرق الأوسط،او عن وجبة شهيه.
_يروق لي الحديث في هذا الموضوع الأخير لكني افضل لهذا المساء الحديث عن موضوعات اكثر شخصية تساعدنا على التعارف.
جحظت عينا ويندي
_نتعارف هل تريد ذلك حقا؟
شدد قبضته ذراعيه حولها وقال:
_نعم.
قالت ويندي بصوت هاديء:
_من الأفضل ان نعود للجلوس ،ان الأنصات للسيد باسكومب لن يضر بسمعتي كما يفعل الرقص معك.
همس ستون بصوت رخيم لم تعرفه عنه ويندي:
_من فضلك احب كثيرا ان احتفظ بط بين ذراعي!هذا ماكنت احلم به منذ التقينا.
شعرت بعاطفة كادت تسقطها لولا انها تشبتت به حتى تحفظ توازنها.
_ليس من الواجب ان تقولذلك.
_لماذا؟هذه هي الحقيقة.يجب على المرء ان يقول الحقيقة من آن لآخر.
كانت الدهشة تختلط بصوت ستون كما لوكان يكتشف بنفسه حجم احساسه نحوها.
_ستون اذا كان هناك شخصان في سان فرانسيسكو لايجمعهما شيء فسيكونان انا وانت اننا مختلفان تماما.
_هذا ليس صحيح ،هناك شيء بيننا،هناك انجذاب لاتستطيعين انكاره.
اضاف بتنهد:
_اما الباقي فمن الواضح انا مختلفان فيه.
_كم نحن محظوظان اننا تبينا ذلك في الوقت المناسب.
رد بصوت حزين:
_كم نحن محظوظان حقا!سيسمح لنا ذلك بتجنب خطأجسيم.
_هذا ماأفكر فيه تماما.
_من الأفضل الا يفكر احدنا في الآخر.
_نعم.انت محق.
لقد اتفقا بالفعل لماذا اذن هذا الشعور بالفراغ؟
كانت ويندي فتاة واقعيه وأمينه،لم يمنعها اقرارها لقرار ستون من ان تعترف بينها وبين نفسها بأنها لم تشعر ابدا بهذا الأنجذاب تجاه اي رجل كان.
انها منجذبة اليه بقلبها وجسدها ،انهارت مقاومتها تماما.
عزفت الفرقة الموسيقية لحنا صاخبا فخفض ستون ذراعيه.
ظل الأثنان ساكنين وسط الحلبة وجها لوجه دون ان يعيرا انتباها الى الراقصين الذين يدفعوهما.
واخيرا سأل ستون:
_هل تريدين العودة للجلوس ام تفضلين العودة الى منزلك؟
_افضل العودة للمنزل اذا لم يضايقك ذلك.
لقد كان هو ايضا متعبا من هذه السهرة.
في السيارة انخرطت ويندي في الحديث عن موضوعات هشة واخذت تجول بين الموضوعات كما لوكان الصمت عدوها الأوحد.
كان ستون يشعر بضيق متزايد .كان سيقطعها ويطلب منها ان تنسى الكلمات الحمقاء التي حدثها بها في المطعم عندما صاحت:
_أخطأت الطريق.
_كيف ذلك ؟يجب ان اسلك هذا الشارع لأصل الى المخزن.
_انا لاأسكن في المخزن
واشارت اليه بعنوانها وبعد عدة دقائق توقف في حي جميل امام عمارة كلاسيكيه.
بعد لحظة تردد قصيرة سألته ويندي:
_هل تريد ان تصعد لتناول بعض الشراب؟
اجابها بقوة:
_كلا.
بدا عليها التأثر الا انه تظاهر بعدم ملاحظة ذلك.
_الى اين سآتي لأصطحبك يوم الأحد المخزن ام هنا؟
_الى هنا فسأكون جاهزة هذه المرة.
تألقت ابتسامة خافته على شفتيها.
_زيادة في الحرص سأتصل بك هاتفيا قبل ان اخرج من المنزل.
زالت عنها ابتسامتها.لقد كان قاسيا في ان يذكرها بعدم التزامها بالوقت،بأن يشير الى مايفرقهما.
قالت وهي تفتح باب السيارة:
_حسنا.
قال:
_ويندي لقد اثبت حسن التصرف بهذا القرار فلا يجب ان ترجعي فيه,يجب ان...
توقف عن الكلام غير قادر على مواصلته.
أومأت برأسها دون ان تنطق بكلمة وخرجت من السيارة.
نظر اليها ستون وهي تبتعد نحو العمارة رافعة هامتها.
قال ليمنع نفسه من ان يثب خلفها:تعقل،يجب ان تكون عاقلا.
لم تستدر ،فتحت الباب واغلقته خلفها دون ان تحييه كما كان يتمنى رغما عنه.
سأل نفسه وهو يدير المفتاح في السيارة:هل هو حقا عاقل وذكي كما اعتقد؟

نهاية الفصل
.........................
الفصل الثالث.





بعد ذلك بساعة وصلت ويندي الى المخزن مرتدية الجينز وبلوفر سميك من التريكو،
كان ميلفان مازال منكفئا على لوحة الرسم.
سألها:
_اين الأمير الساحر؟
_ذهب ليفتن واحدة اخرى بالتأكيد..هل تريد البيتزا؟
_فكرة طيبة.
جلست الى طاولة وقطعتها .
التهم ميلفان ثلاثة قطع ثم قال:
_بدونك انت وبيتزا بيه بيه لكنت مت جوعا.
اقترحت ويندي :
_يجب ان نبرمج احدى الشخصيات لكي تجهز لنا الوجبات.
_فكرة جيدة !ارى سيدة بدينة ترتدي مريلة بيضاء ستطعمنا خلال اربع ساعات تقريبا بالفطائر وهي تهددنا بملعقتها الخشبية.
ماذا تفعلينظتبدين كما لو انك لم تأتي الى هنا من قبل ابدا.
كانت ويندي تتفحص المكان بعين ناقدة.وهي تحاول ان تتخيل ماأقترحه ستون.ثم قالت:
_ماذا لو اشترينا ساعة حائط؟!
اجاب ميلفان بعد ان مسح فمه:
_لايمكن تنفيذ اعمالنا باتباع جدول زمني محدد .انت تعرفين ذلك جيدا فبعض النماذج تأخذ وقت اكثر من الآخرى وخاصة اذا كان هناك العديد من الشخصيات واذا قابلنا مشكلات غير متوقعة فعملنا هو خلق الشخصيات وليس تأمل ساعة الحائط.
_هل تجد هذا العمل غريبا؟
_لا،ليعتقد الآخرون مايريدون فالأمر سيان بالنسبة لي ،اقتربت من لوحة الرسم وسألته:
_كيف حال التنين؟
قال وهو يقترب من حيث تقف:
_بدأ يأخذ شكلا.ماذا حدث لك ياويندي؟انت لست في حالتك الطبيعيه.
_لست أدري...
اومأ ميلفان برأسه ..ربما تكون حمى ربيعيه،فلقد تعرضت مدة طويلة لأشعة الأمير الساحر ،هذا ما ألم بك.
_لست صغيرة الى هذا الحد وارجوك لاتكلمني عن الأمير.
_اقصد ستون هاملتون.
_حسنا مقابل الا يتدخل هو ايضا في عملنا.
اكدت له ويندي بنبرة حاسمة:
_لامجال للنقاش في ذلك.لقد كلف بأن يرافقني الى الحفل ولن يرى احدنا الآخر بعد ذلك.
_هكذا اذن؟
_نعم،نعم!اذا لم يكن لدينا اصدقاء مشتركون آخرون يتزوجون وذلك غير متوقع..حسنا سأبدل ملابسي وأهتم بقوقعة سان جاك.
قال ميلفان وهو يتمدد:
_سأتركك واذهب الى النوم.
_الى الغد.
دخلت ويندي خلف البارفان وبدلت ملابسها.
افزعها صوت تنحنح فنظرت من فتحة البارافان.
_اعتقدت انك رحلت،هل نسيت شيء؟
تمتم لحظة وقد بدى عليه التوتر،سألها اخيرا:
_نعم..هل هناك شيء تودين ان تتحدثي بشأنه معي؟
_كلا لاشيء يمكنك ان تعود الى منزلك.
وعندما رأته مترددا اضافت بأبتسامة ود:
_كل شيء على مايرام لاتقلق اريد ان اسوي بعض الأمور هنا هذا المساء،هذا كل شي.
لم يبد مقتنعا الا انه لم يستطع الألحاح.
_حسنا الى الغد.
وعندما سمعت صوت الباب المعغدني وهو يغلق خرجت ويندي من ركنها.
دوى صوت خطواتها بشكل لم تعهده في الغرفة الخاويه.
تركت نفسها لتسقط على المقعد واتكأت برأسها على المسند.
سألت نفسها وهي تتنهد بعمق من التعب:
_جاءت الى هنا لتفعل ماذا؟لقد تعدت الساعة منتصف الليل.
كان ميلفان قد عاد الى منزله ولم يكن لديها الرغبة ولا الشجاعة لتعمل.
ادارت ويندي رأسها فرأت ستون واقفا يشير اليها من على الرصيف بأن تسرع.قالت:
_يجب ان اذهب.
_قولي لي اين تركت سيارتك؟
_استطيع ان اهتم بذلك بمفردي.
_لاأشك في ذلك ومع ذلك اخبريني اين هي؟
_انها سيارة فولكس سوداء صغيرة وقد ارسل ميلفان من يصلحها.
_كلا،لقد اخبرته بأني سأعتني بالأمر كله.
اخبرته بمكان السيارة واعطته المفاتيح.
سألها وهو يعطيها الشنط والأكياس.
_هل ستكونين هنا بعد قليل؟
_لست ادري ستون ماحاولت ان افهمك اياه هو اني لا اخطط ليومي وارفض ان يكون مخططا.
_وانا حاولت ان افهمك ان ذلك ليس له اي قيمة.على اي حال انا مشغول هذا المساء.

اسفت لعدم قدرتها على برمجة عواطفها كما تفعل مع الأليات لكنها لم تستطع محو الذكرى المزعجة لرقصتها الآخيرة في المطعم،والسعادة الغامرة التي شعرت بها عندما تعلقت بستون واحتواها..بين ذراعيه..لقد اعتقدت للحظة انها قد وجدت سعادتها اخيرا.
لقد كان خطأ.ان حياة ستون هاملتون منظمة دقيقة بدقيقة وليس هناك مكان في مفكرته لأمرأة تجهل النظام والدقة.

********************
سأل ستون نفسه هل يتغدى ام ينام ؟
لم يكن جائعا وكان يريد النوم بشدة لم تكف صورة ويندي عن ملاحقته منذ البارحة .
كان الاختيار بين ان يتغدى او ينام سهلا ولكن طفا الى ذهنه اختيار ثالث وهو ان يرى ويندي على الفور،لايهم اين.
انه جنون لقد لاحقته ذكراها طول اليوم لتقف بين عينيه وبين مايقرؤه من ملفات.
انهارت قراراته الصارمة الواحد تلو الآخر في الظهر،ولم يتبق منها الا انقاض.
مالذي يدفعه لتظاهر بأنه يعمل؟اوراقه مليئة بالشطب وسلة المهملات مليئة بمسودات ممزقة.
واخيرا استسلم واحضر مفكرته ليبحث عن رقم تيلفون المخزن.
اجاب ميلفان:ويندي ليست هنا.
_متى ستعود؟
_لقد اتصلت بي توا، لاتجد تاكسي لتستقله وانا سأذهب لأحضرها من يونيون سكوير هل تريدني ان اخبرها بأنك اتصلت؟
صاح ستون:
_سأذهب اليها واهتم بالأمر.
_كما تشاء.قالت بأنها ستنتظر امام فندق سانت فرانسيس.
_سأجدها.
_شكرا ياأمير.

سأل ستون نفسه وهو يضع السماعة اذا ماكان قد سمع جيدا،أمير!ماذا يعني ذلك؟
يجب ان يؤجل الاجتماع مع شركائه ولايوجد امامه الآن اي ملف عاجل.
خرج من مكتبه واخبر سكرتيرته بهذا التغير في البرنامج .
سألته السكرتيرة:
_اتشعر بسوء؟
_ليس لأنني عدلت جدول اعمالي ستتوقف الأرض عن الدوران ياسده تيلور.
تمتمت:
_ومع هذا فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
تركها وانصرف.

يبدو ركن السيارة في يونين سكوير امرا مستحيلا.
لحسن الحظ لمح ستون ويندي على الفور مرتدية جيبا واسعا وقميص ابيض،محملة بشنط واكياس وغير بعيدة عن فندق سان فرانسيس.
اوقف سيارته وناداها عبر النافذه كانت تبحث بعينيها عن شاحنة ميلفان.
دق نفير السيارة وناداها مرة اخرى.رأته وسلكت الطريق عبر المارة حتى وصلت الى سيارة البي ان دبليو.
قال:
_اصعدي.
_لااستطيع اني انتظر ميلفان.
_جئت بدل عنه هيا اصعدي.
ترددت وتعالت اصوات نفير السيارات خلفهما
قال ستون:
_هناك اناس متعجلون خلفنا.
فتحت الباب وقال:
_سأضع الأكياس في الخلف.
انزلق خارج الشنطة ثوب نوم حريري وردي محلى بالدانتيل.
صاح ستون وهو يطوي الثوب.
_جميل!
_اتمنى ان يكون ذلك رأي سيلفيا ايضا.
_انه هدية زواجها.
_ياله من محظوظ ديفيد هذا.
اعاد السيارة الى نهر الشارع بينما اخذت ويندي تعيد الثوب الى احد الأكياس.
_لماذا جئت انت وليس ميلفان؟
_لأني اردت ان اراك،اربطي الحزام.
_لماذا؟
_وسيلة امان.
_اقصد لماذا تريد ان تراني؟
كان من الواضح انها لاتنوي تسهيل الأمور عليه فبعد ماصرح به ليلة امس فهي حرب معلنه.
اجابها:
_لنقل انني بحاجة لرؤيتك.سواء اردت ام لا لم يعد بين يدي خيار..من فضلك اخلعي نظارتك الشمسية.
اطاعته لكنها تجنبت النظر اليه،لايجب ان تدعه يؤثر عليها.
قالت بصوت رتيب:
_لقد قبلت بأختيار الأمس فأنت محق لايجب ان يرى احدنا الآخر..سنكون تعساء حقا.
توقف ستون عند الأشارة الحمراء واستغل الفرصة لينظر اليها.
_حسنا افضل ان اكون تعيسا بجانبك من ان اكون تعيسا بعيدا عنك.
ظلت ويندي صامتة وممزقة بين مايمليه عليها عقلها ومايضج في قلبها من مشاعر تجاه ستون.
_لماذا كانت الأمور معقدة وصعبة الى هذا الحد؟
همست وهي تحث في داخلها كل مالديها من رجاحة عقل:
_الحكمة تحتم علينا ماقررناه بالأمس.
_ليس للحكمة مكان في هذا الشأن.ان مااقترحته هو ان نزيد قليلا من تعارفنا.ربما لانكون مختلفين الى الحد الذي نظنه.
تحولتالأشارو الى اللون الأخضر واضطر ان يولي انتباهه الى الطريق.
قالت ويندي بعد لحظة صمت:
_على اي حال ليس مقدرا لي ان اعيش مع احد،اذا كان هذا مايجول بخاطرك.
_ماذا تقولين؟
_لقد خضعت حتى الثامنة عشر الى ديكتاتور حقيقي وعندما غادرت المنزل اقسمت على ان انتهي من هذا النمط المتسلط للحياة.
ولا اريد ان اخضع لأي شخص آخر.ذهابي وايابي.من رأيت،الى اين ذهبت،متى اعود،كل ذلك شأني وحدي..الاترى اننا لن نتوافق.
_لقد تراءت لي مشكلتك.
قالت مؤكدة عندما توقفت السيارة امام المخزن.
_ليست هناك مشكله.
اوقف المحرك ووضع ذراعه على مسند المقعد الذي تجلس ويندي عليه.
قال:
_انت تفسرين لي الآن مايفرقنا وليس مايقربنا.
شرد برهة ثم بسط يده.
قالت مندهشة:
_هل تريد ان ادفع لك ثمن توصيلي؟؟!!
_لابالتأكيد،ضعي يدك فوق يدي.
_لماذا؟
_سترين،هيا!انها نظيفة،لاتخافي.
ترددت برهة ثم اطاعته.اغلق اصابعه على يد ويندي الصغيرة.
تواصل بينهما تيار غريب ثم اختلطت نظراتهما.
قال ستون وقد اعتلت شفتيه ابتسامه حانيه:
_هذا مايقربنا.وهذا امر ليس شائعا لم اشعر قط بمثل هذا الشعور.انه مثل تلاطم امواج البحر،ويندي يجب ان نتعلم كيف نسبح معا.
_حتى لانغرق.
_اني سباح ماهر.
_اما انا فلست واثقة بذلك.
_لنحاول وسنرى.
وضع يده على رأسها وجذبها نحوه،وطبع قبلة حانية على وجنتها .اما هي فلم تقاوم.فقبلته
وعندما ابتعدا عن بعضهما ،فتحت ويندي عينيها على نظرة ستون البريئة والحزينة في نفس الوقت.
تنهد:
_النجدة،اني اغرق.
_انا ايضا.
ابتسم وجذبها نحوه من جديد ثم ابتعد متنهدا وقال:
_يالهي ،كم يبدو ذلك معقدا.
فتح ستون باب السيارة وقال:
_هناك من يستدعيك،ديفيد يودع حياة العزوبية وسأذهب اليه.
سألته ضاحكة:
_هل سيكون هناك كعكة ضخمة تخرج منها الراقصات؟
_هذا مستحيل بما ان سيلفيا هي المنظمة للحفل.
مال وطبع قبلة على وجنتها
_هيا قبل ان يقلق ميلفان،وفكري فيما قلت لك.

هذا ماقضت فيه ويندي الجزء الأكبر من بعد الظهر
ستبوء كل محاولة للعمل بالفشل ..ستون..يداه،ماقاله،أخذت افكارها تدور وتجول كالفراشات المجنونة،لقد اصبح الأمر مثيرا للسخط.
بعد الخامسة بقليل احضر لها الميكانيكي سيارتها وكانت ويندي على خبرة كافية بمصلحي السيارات حتى تدرك ان هذه السرعة والامانة ترجعان الى توصية ستون.
لقد اقتطع بضع دقائق من وقته ليهتم بسيارتها هذا يستحق اكثر من مجرد شكر في التيلفون.
طرأت على بالها فكرة,فتحت الصندوق المعدني ووجدت ماكانت تبحث عنه.

نهاية الفصل.





الفصل الرابع






صباح اليوم التالي اخرج ستون من افكاره صوت ضحكت متعالية وصخب.
لم يكن من عادة موظفيه ان يمازحو ويثرثروا في مدخل المكتب.
نهض مندهشا وخرج من مكتبه.
كان كل الموظفين تقريبا والسكارتارية وعمال التيلفون والمحاسبين حتى البواب ملتفين حول شيء لم يستطع ستون تميزه.
سأل كارل شامبير:
_من اين اتى هذا الشيء؟
قالت عاملة التيلفون :
_لم ارى اجمل من هذا.
سأل ستون ماذا يحدث؟
قال كارل وهو يفسح له الطريق انظر بنفسك.
فاغر الفم رأى ستون ارنب ابيض طوله ستون سنتيمتر تقريبا يرتدي سترة حمراء وصديري استكلندي يلوح بساعة يد ضخمة ويحرك رأسه في كل الأتجاهات.
تعرف ستون على شخصية الأرنب .انه الأرنب المشهور في قصة اليس في بلاد العجائب.بخوفه دائما من ان يتأخر.
سأل:
_كيف اتى هذا الشيء الى هنا؟
اجاب حارس العمارة:
_لقد اتى به سائق تاكسي كان يضحك حتى دمعت عيناه لأن الأرنب لم يكف عن الحركة طوال الوقت.
قالت السيدة تايلور وهي تمد اليه يدها بورقه مطويه:
_لقد ترك هذه ايضا.
فتح ستون الورقة وقرأ
_هل اخترت الوقت المناسب لأشكرك؟سيارتي تسير بشكل جيد كما لم تفعل من قبل...ويندي.
سألته السيدة تايلور عندما رأت ابتسامة عريضة تنير وجهه
_هل هذه هدية من احد العملاء؟
صاح وهو يضحك من قلبه:
_عميل!كلا!
مال نحو الحيوان الصغير واخذ يتحسسه حتى يجد مكان ابطال التشغيل وانفض الجميع متألمين عندما سكن الأرنب.
امسكه ستون من ذراعه وادهشه وزنه.كيف استطاعت ويندي الصغيرة هذه ان ترفعه دون ان ينفك ظهرها؟
قال وهو يحمل الأرنب الى مكتبه.
_لقد انتهى العرض هنا.
وضعه على الطاولة امام النافذه الزجاجية
حملق اليه الأرنب بعينيه الجاحظتين
_ستبقى هنا حتى اعيدك الى صاحبتك اتفقنا؟تبا،هاأناذا اتحدث الى دمية!
ادار ظهره ووض الورقه على المكتب وعاد الى العمل.
كان يومه مزدحما باللقاءات وكان عليه ان ينتظر حتى المساء ليذهب الى ويندي.

كانت ويندي تأخذ دشا في شقتها وهي لاتعرف ان في هذه اللحظة كان ستون يدق بب المخزن.
لقد انتظرت طول اليوم ان يتصل بها ربما يكون قد غضب لأنها ارسلت اليه الأرنب الآلي،على الرغم من انها وجدتها فكرة رائعة.من الواضح انها اخطأت.
خرجت من تحت الدش وجففت جسدها وارتدت بشكيرا ابيض.
شدت انتباهها صورتها في المرآة.
كانت تبدو منهكة وفريسه لقلق عميق.بالنسبة للقلق لم يكن هناك الكثير لتفعله،اما بالنسبة للاجهاد،فهناك ماتفعله وهو ان تدخل لسريرها وتنام اثنتي عشر ساعه.
وضعت وعاء اللبن على النار واخرجت علبة مسحوق الشوكولا.وعندما كانت تفرك شعرها،دق جرس الباب.
اغلقت الموقد وربطت حزام البشكير.
فتحت الباب وابتسامة ودود تعلو شفتيها،ثم انفلتت من فمها صيحة تعجب.كان ستون يقف امامها والأرنب بين ذراعيه.
_هل استطيع الدخول؟
ترددت،لم يكن ذلك متوقعا،وفجأة اصبح الشيء غير المتوقع يخيفها:
سألته:
_كم الساعة الآن؟
_السابعة تقريبا،يالأسئلتك الغريبة!
_لأني سأذهب للنوم.
لم يظهر اي نية للرحيل كما شعرت ويندي بأنها مضطرة لأن تتركه يدخل.
لأول مرة تراه ويندي في مظهر مرح،لقد استبدل الحلة الرسمية ببنطلون وسترة من الجلد الأسود الذي يتناسب مع شعره الأشقر.
قالت:
_كنت اعد لنفسي كوبا من الشوكولاته الساخنة.
هل تريد قدحا؟ليس لدي ماهو اشهى لأقدمه لك.
اجابها:
_حسنا
لم تكن حجرة المعيشة كما تراءت له في باله كان الديكور بسيطا وذا ذوق عال.
كانت الحجرة مؤثثة بأريكة ومقعدين مكسوين بقماش منقوش.والستائر بيضاء والموكيت اخضر غامق وطاولة منخفضة من خشب الزان عليها مجموعة من الكتب.
وضع الأرنب على المقعد وخلع سترته.جذب انتباهه مجموعة من المراوح الشرقيه معلقة على الحائط كانت تشكل لوحة ساحرة.
قال ملاحظا:
_بعض من هذه المراوح قديم.
_انها كذلك بالفعل لقد جمعتها منذ وقت طويل.
قال وهو يلتفت نحوها:
_تروق لي شقتك.منذ متى وانت تسكنين فيها؟
_منذ سنه.
كانت تترد في ان تذهب لتلبس شيئا مناسبا اكثر من هذا البشكير عندما استطرد:
_لقد اثار ارنبك ارتباكا كبيرا في المكتب لقد جاء كل سكان العمارة ليشاهدوه.
_كان عليك ان تحتفظ به لقد اهديته اليك لأشكرك.
لم استطع ولكني احتفظتبكلمتك التي كتبتها على الورقة.
لم تجبه وتوجهت الى المطبخ.
جلس على احد المقاعد يشاهد ويندي وهي تضيف بعض اللبن البارد الى الوعاء..ابتعد طرف البشكير عن احدى ساقيها واغلق ستون عينيه وعندما فتحهما من جديد كان البشكير قد عاد الى وضعه الصحيح.
سألها وقد جف حلقه:
_هل اخرجتك حيث لم تكملي حمامك؟
_لقد انتهيت منه وكنت ذاهبة الى النوم.
_ان الوقت مبكر للذهاب الى النوم اليس كذلك؟
_ليس عندما يكون المرء متعبا.
_ولاعندما يكون برفقة شخص ما!
لم تكن معتادة على مثل هذا النوع من المزاح توردت وجنتاها خجلا وغيرت الموضوع.
كيف ودع ديف ايام العزوبية؟
_بصخب كبير!
كتفت ذراعيها لقد احرجتها نظرات ستون الفاحصة واصلت الحديث بصوت مهتز:
_ديف لديه الكثيرمن الاصدقاء
_نعم ولقدكنوا جميعا هناك وشربوا نخب العريس الأمر الذي استلزم استئجار بعض من سيارات الأجرة لتوصيلهم الى منازلهم.
_تخيلت انه سيكون هناك شيء اكثر اثارة.
_لقد كان هناك بالفعل فتاتان متنكرتان في صورة عروسين في بداية الحفل.
اثارت نظرات ستون اضطرابها اكثر فأكثر واخرجت من الخزانه علبه بها حلوى الشوكولا ووضعتها على طبق.
قالت:
_اتمنى ان تعجبك لقد صنعتها مساء امس.
لقد صنعتها في الثالثة صباحا عندما كانت تعاني الأرق لكنها لم تكن تنوي ان تعترف له بأنها تعاني قلة النوم منذ عدة ايام.
قال بعفوية:
_ويندي انت مخادعة.
_كيف؟
انت مخادعة.انك تمثلين مسرحية هزليه تبلورين فيها عدم الألتزام باتخاذك هذه المهنة الغريبة وهذا المظهر المتمردعلى التقاليد.لكنك في المساء تعودين الى عشك الهاديء المصمم طبقا لأحدث الصيحات كما تعدين الحلوى بنفسك.ان المهندسة التي ترتدي الحذاء القماشي الممزق لاتسكن هنا.ان هذه الشقة لسيدة شابة تحب كل ماهو جميل ومريح.
كانت هذه الملاحظة هي ماتخشاه تماما،طالما لايعرف عنها الا مابها من غرابة اطوار قلن يرى الا مايفرقهما وعندما اكتشف المكان الذي تعيش فيه،قدر مايقربهما من بعضهما وتعقدت المسائل اكثر فأكثر.
_مالذي كنت تتوقع؟كوخا قذرا بصناديق برتقاليه؟!
_اتوقع اي شي من ناحيتك الآن فأنت كالماسه لها عدة اوجهواستمتع بأكتشافها الواحد تلو الآخر.
-بعض الماسات لاتخلو من الشوائب.
_اتمنى ذلك!فليس هناك ماهو اكثر مللا من الكمال.
_في هذه الحالة فلن يخسر كلانا اي شيء.على الرغم من كل مجهوداتك.
_مجهوداتي؟
ملأت قدحين باشوكولاته الساخنة واضافت اليهما بعض السكر
_الايهدف مستشار التنظيم مثلك الى الكمال؟اليس هدفك هو تذليل العقبات وتفويض الصعوبات!والا فلماذا اخترت هذه المهنة؟
نظر ستون الى حبات السكر وهي تذوب وسأل نفسه اذا كان سيستطيع شرب هذا الشراب الشاخن.
اجاب بأبتسامة غريبة:
_لوكنت اريد حياة بدون تعقيدات لما كنت هنا الآن.
قالت في اصرار:
_انت لم تجب على سؤالي.لماذا اخترت هذه المهنة؟هل كن والدك مثلك مبهورا بساعته؟
_لست ادري من هو والدي وامي ايضا لاتعلم الكثير عن هذا الموضوع.
احمر وجه ويندي حتى اذنيها
_اسفة ياستون
_لاتلقي بالا.وللأجابة على سؤالك فقد اخترت هذه المهنة بعد حياة عشتها يوما بيوم فلقد كانت امي امرأة متحررة غريبة الأطوار.
كنا نعيش في حجرة في بئر السلم حيث كانت امي تصنع الحلي وتبيعه في الشوارع.لم تكن تعبأ بالغد.
_رغم كل شيء كنت تحبها.
_نعم كنت احبها حتى عندما كنت اضطر لسرقة الأيجار من حقيبتها والذي نسيت ان تدفعه اوعندما كنت ابحث عمن يتعهد بالقطط والكلاب الضاله التي كانت تلتقطها ثم تنساها.احيانا كنت اجلس في الظلام لأنها لم تدفع ثمن الكهرباء.
وكانت تكدس البريد في الدرج دون ان تقرأه.
_اين هي الآن؟
اعترف بفتور.
_لست ادري لقد ذهبت الى بيركلي لأتابع دراستي وعند عودتي كانت قد رحلت.
-هكذا دون اي كلمة؟
_نعم لقد ارادت ان تكون حرة كليا.
الأن ادركت لماذا اردت ان تتجنبني في باديء الأمر،
لقد اعتقدت بأني مثل والدتك!
_لم اعتقد ذلك ابدا.واستطرد وهو يأخذ قطعة من الحلوى
_ثم ان والدتي لم تكن تسطيع ان تصنع الحلوى.
_لم تكن تهتم بالوقت مثلي.
_كانت تعيش يوما بيوم وليس مثلك لو لم تكوني تحترمين مواعيدك لفشلت شركتك منذ البدء.
انت لست مستهترة الى هذا الحد الذي تدعينه.لو راق لك الأمر ام لا فأنت ياويندي ناضجة جديرة بالثقة,اسف لكن الأمر كذلك.
جمعت الأقداح ووضعتها في الحوض منعها صوت انسياب الماء من سماع ستون وهو يقترب منها.
استدارت لتجد نفسها وجها لوجه معه،ظلا ساكنين برهة ثم هزت كتفيها
_لست على صواب بشأني فأنت لاتريد ان ترى الا مايريحك.
_لي نظرة صائبة.
_انت تخرج عن الموضوع
_لست انا بل انت
ربت على كتفيها وهمس
_مماتخافين؟ممن؟
_لابد ان اخاف.
امسك بأصابعه ذقنها فرفعت هامتها واستطرد:
_اتمنى ال تكوني خائفة مني. فأنا مسالم الى حد كبير ولا أؤذي احدا.
لو كانت في ظروف اخرى ل أضحكتها هذه العبارة
_مثل سمكة القرش عندما لاتكون جائعة.
قال بصوت أجش:
_احذري اذن فأني اتضور جوعا.
ازدرت ويندي عندما قرأت في عينيه شدة عاطفته نحوها كما شعرت بحرارة يديه عندما ضمها الى صدره وعندما نظر في عينيها عرفت انها قد وقعت في أسر هذه النظرة المتقدة بلهب عاطفة جامحة.
واستسلمت ويندي لقبلة طويلة فهي لم تشعر بمثل هذه السعادة من قبل.
اما ستون فكان يتعجب في قدرة هذه الفتاه على ان تؤثر فيه وتجعله يفقد عقله .
همس:
_قولي لي ان اذهب.
_لا استطيع
اطلبي مني ان ابقى اذن هذه الليله
_لااستطيع ذلك ايضا..تبدو غريبا..مغتاظا اوتشعر بالمرارة لست ادري!
لقد كانت محقة كانت رغبته فيها تخفي غضبه..ليس منها بل من نفسه،لقد استسلم لمشاعر لم يفكر فيها من قبل مع فتاة مثل ويندي ليس من المحتمل ان يكون الأمر مجرد مغامرة مدتها ليلة او عدة ليال.ان الأمور تمتد الى ماهو ابعد من ذلك وهو لايريد ذلك.
تبا!
قالت:
_ربما لن اطلب منك ابدا ان تبقى
_لماذا؟
_انت ترغبني هذا مؤكد لكنك في نفس الوقت غاضب مني،لقد شعرت بذلك جيدا.
_لست غاضبا منك لكن بالأحرى كني انا ولست ادري انا نفسي لماذا.
قال وهو يتنهد:
_الى الغد سآتي لأحضارك.
_يمكنني ان استقل سيارتي.
_سآتي
لم يكن ذلك رجاء بل امر.
عبرا الصالون ويدها في يده.التقط السترة ووضعها على كتفه ثم قال للأرنب:
_اعتني بها جيدا.
عندما وصلا الى الباب ترك يدها ونظر اليها
_طاب مساؤك ياويندي.
همست بوهن:
_طاب مساؤك.
وما ان اغلقت الباب حتى توجهت الى الأرنب وضمته بين ذراعيها.
وعندما كانت تضعه على المقعد شاهدت مفكرة ستون لقد وقعت بالتأكيد من جيب سترته.
ترددت لحظة ثم اخذت تتفحصها.


انتهى الفصل
.....................
[الفصل الخامس




كانت الكنيسة مزدحمة بالأقارب والأصدقاء
اختلطت رائحة الشموع التي تحيط الهيكل بعطر الزهور.
كانت ويندي تقف بجانب سيلفيا وبيدها باقة من الزهور تحاول دون جدوى ان تنتبه الى مراسم الزواج،الا ان عينيها كانتا تتحولان رغما عنها في اتجاه ستون.
كان شعره الأشقر وحلته الرسمية السوداء يشكلان تناقضا مع شعر العريس البني وحلته البيضاء.
لقد ارادته سيلفيا كذلك،حتى انها اختارت ثوب اشبينتها.
ثوبا مجسما طويلا لونه بلون الخوخ لم يعجب ويندي.
كان سلوك ستون غريب للغايه،قاسيا،ورصينا،ينظر اليها بأهتمام كما لوكانت اشارة مرور.فيم يفكر؟بالتأكيد ليس في عناقهما الدافيء ليله امس.
منذاللحظة التي اغلق فيها باب الشقة لم تكف ويندي عن المعاناة فقد ظلت ساكنه على الأريكة تقلب في مفكرة ستون .
كان ممزقا بين الصواب وبين انجذابه اليها ففي يوم ما قد قررالا يكون بينهما علاقة وفي اليوم التالي تأكد من انه لايستطيع البعد عنها.
ثم اهتم بسيارتها وبعد ذلك عندما بدا كل شيء جميلا اعتراه غضب غريب جعله مقيتا.
انتهت مراسم الأحتفال كان على ويندي ان تبقى بجانب سيلفيا اثناء تلقيها التهاني،
كان المصور نشطا للغاية فلم يتعب من تصوير الشهود وتقريبهم وتحريكهم يمينا ويسارا ويرجوهم ان يبتسمو،
ودون ان تريد ذلك تأرجحت ويندي وسقطت بين ذراعي ستون رجع الى الخلف كما لو انه لايحتمل لمسها.
شعرت بمرارة عميقة لكنها لم تستطع ان تخفيها.
قلبها مجروح وقدماها شهيدتان لهذا الحذاء الجديد،كانت ويندي ترغب بشدة في ان تجري الى بيتها لكنها كانت تعرف سيلفيا جيدا وما يمكن ان يحدث اذا انسحبت بهذا الشكل كما انها تبعت ستون الذي رافقها الى حفل الأستقبال بناء على طلب سيلفيا.

وبما انها ابنة الأميرال ،فرض عليها المجتمع الذي احاط بها ان تخوض في احاديث المجتمعات الراقية.
منذ ان بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف لم تترك ويندي حلبة الرقص ،دعاها الى الرقص اخوة واولاد عم واصدقاء العروسين.
دون توقف حتى شعرت ان كعب حذائها الدقيق قد غرس في قدميها.
ربما كان والد سيلفيا محاسبا ممتازا لكنه سيئا في الرقص،لقد داس اصابع قدميها ولسوء حظها لم يكن الوحيد الذي يسيء الرقص.


مستندا الى احد العواميد لم يحول ستون عينيه عنها.لم يزعجه وجودها بين ذراعي السيد باسكومب ولكن كلما رأى الغرباء يتقدمون منها ويحيطونها بأذرعهم للرقص معها يشعر بشيء غريب يتحرك في اعماقه.من الممكن ان يدعي ذلك غيرة لابد ان يعترف بذلك وهو يمنع نفسه بصعوبة ان يذهب ويحطم وجه كل من يشاركها الرقص.
كانت ويندي تعرف بالأضافة الى دراستها كيف تصيب رجلا بالجنون في ثلاثة دروس والنتيجة مضمونة والأتعاب مؤجلة ولن تندم ابدا فالخطة تعمل جيدا.
عندما بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف اقترب مارك ديليز من ويندي واحتضنها بشدة .
هذا كثير وثب ستون الى الحلبة وضرب على كتف غير المرغوب فيه.
قال:
-هذا دوري
اقتنع مارك بألا يقف امامه عندما نظر الى تعبير وجهه وابتعد بهدوء.
جذب ستون ويندي نحوه .استسلمت ويندي الى قبضته وعيناها مثبتتان خلف ظهره.
تمتم:
_لايجب ان ترقصي مع كل من يعرض عليك الرقص.
_عندما يدعوك احد للرقص فليس من الأدب ان ترفض دعوته.
_لم ادعك ومع ذلك فأنت ترقصين معي.
استطرد:
_من الآن تخلي عن الأدب
تشبثت به اكثر:
_هل هذا امر.
_على اي حال لن ترقصي بعد ذلك الا معي وأول شخص يفكر في الأقتراب سأحطم وجهه.
قالت:
_اعتقد ان اليوم هو دور السيد هايد
ابتسم وضمها اليه بشده.لم تكن على خطأ عندما اعتقدت انه مزدوج الشخصية.
-دعني ياستون
قال وهو يعيدالأمساك بيدها:
_لا
_اصبحت هذه اللعبة الوضيعة غير محتملة.
_انا لاألعب ياويندي
انفجرت قائلة:
_اي تفسير اخر يمكنني ان اطلقه على تصرفاتك؟في ليلة تحاول اغوائي وفي اليوم التالي تهرب مني واذا ما تلامسنا بغير قصد يصيبك الفزع!
كفاني هذا السلوك المتذبذب لست ادري ماتريد مني ياستون ويبدو انك ايضا لاتعرف.
اجاب وهو يجذبها نحوه مما زاد غضبها:
_اعرف ماأريد ولمني لست متيقننا من اني استطيع الحصول عليه.
_هذا يكفي!دعني!
_لااستطيع تحلي بالصبر من فضلك.اعرف اني مدين لك ببعض التفسيرات لكن ليس هنا لنؤجل ذلك اتفقنا.
اذعنت حتى لاتتسبب في فضيحة عامة.
هل لي خيار؟
_طبعا


لم يبعد عنها خلال السهرة قيد انمله،كان تعبير وجهه يقوض كل محاولة للأقتراب منها من قبل اي رجل.
كما انه لم يدعها تهرب الاعندما ذهبت الى حجرة الثياب.

بعد ساعة رحل العروسان تحت وابل من الأمنيات بالسعادة والتهاني.وضع ستون يده فوق كتف ويندي،
ادارت رأسها فواجهت نظرة عينيه الغريبة.
قال مقترحا:
_اذا كنت مستعدة فسأرافقك للبيت.
استندت الى ذراع ستون وقالت وهي تخلع الحذاء وتخرج مفتاحا.
هل يمكنك ان تضع هذا في جيبك؟
اخذ المفتاح ووضعه في جيبه وقال:
_اليس معك حقيبة يد؟
_لاشيء يتناسب مع هذا الثوب..أف! ماكنت استطيع ان اخطو خطوة واحدة الى الأمام المفتاح وهذا الثوب الضيق يمثلان عذابا حقيقيا.
قال وهو يفتح باب السيارة:
_لناذا اذن اشتريت هذا الحذاء؟
_كل شيء في سبيل الصداقة.
_حتى هذا المساء لم اكن اعرف ان العمل الذي يتطلبه تنظيم حفل الزواج.ان سيلفيا رائعة.
_بما انها لم تكن تنوي الزواج مسبقا فقد ارادت ان يكون زفافها فريدا ومثاليا.
_ليس للرجال نفس النظرة ,لقد قبل ديفد كل هذا الصخب لأرضاء سيلفيا. لكنه بدا سعيدا عندما انتهى كل ذلك.
_هل تريد ان تقول انك عندما تتزوج،لاتريد احتفالا كبيرا؟ومع ذلك ستسارع سيلفيا بطلب تنظيمه.
_بما اني لاأنوي الزواج فلن ادع لها فرصة تقديم خدماتها.
عندما لمح تأثرها من هذا التنويه استطرد بصوت رقيق:
_وأنت بالتأكيد سيريد والدك ان يرى ابنته وزوجها يزفان بين قوس من السيوف.
_هذا لوتزوجت ضابطا وهذا لن يحدث.
_لماذا كنت اعتقد ان النساء ضعيفات امام الزي العسكري.
_لا للزي ولا البدلة كاملة،اني مثلك لا انوي الزواج.
شغل محرك السيارة وسألها:
_هل انت جائعة؟
هل تريدين ان نتناول المشروبات في مكان ما؟
اجابت دون ان تفكر:
_اكثر ماارغب فيه هو ان اخلع هذا الحذاء وهذا الثوب،توردت وجنتاها فجأة خجلا.
_هل مازال لديك حلوى الشوكولاته؟اريد ان اكل اثنين اوثلاثا مع قدح من القهوة.
تظاهرت ويندي بأنها مشغولة بالنظر الى الشارع ولم تجب.
هل من الحكمة ان يمدا ليلتهما الأخيرة؟ربما من الأفضل ان يتركها عند باب منزلها ويرحل فورا.
ثم تذكرت مفكرته لقد نسيت ان تعيدها له.
فسر ستون صمتها على انها موافقه.
لم يجد مكانا خاليا فاضطر ان يركن سيارته على بعد ثلاثمائة متر من العمارة.
حتى في سان فرانسيسكو كان مشهد سيدة شابه في ثوب سهرة تمشي حافية القدمين بجانب رجل يرتدي السموكينج في الساعة الثالثة بعد الظهر امرا مثيرا فأخذ بعض المتسكعين يصفرون.
فتح باب الشقة بالمفتاح وابتعد حتى يجعلها تدخل ثم اغلق الباب خلفهما.
قال:
_هل ستبدلين ثيابك؟اعرف اين تضعين الحلوى.
_سأستغرق دقيقة .مفكرتك توجد فوق المكتب،لابد انها وقعت من جيب سترتك بالأمس.
ناسيا انه يرتدي السموكينج بحث في جيب سترته وتبين انه عاش الأربع والعشرين ساعة الماضية دون ان ينظر الى مفكرته.هذا غير معقول!
انتظر عودة ويندي وهو يقضم الحلوى امام النافذه.كانت ابعاد التفسيرات التي عليه تقديمها بعد قليل تصيبه بالقلق،كرامته فقط هي التي تمنعه من الهرب.
عندما خرجت من غرفتها حافية القدمين ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت مكتوب عليه بحروف ذهبية الولايات المتحدة،لم يستطع ان يمنع نفسه من الأبتسام.كانت تبدو رقيقة وبريئة.
تبعها الى المطبخ
كانت القهوة التي وضعتها على النار في طريقها لتكون جاهزة.
اخرجت ويندي قدحين وملأتهما بيد مرتعشة.
بدت نظرات ستون المشتعلة تتبع كل حركة من حركاتها مما يجعلها مضطربة اكثر فأكثر.
وضعت ابريق القهوة وسمعت خلفها تنفس ستون ،انتظرت برهة،ثم تنفس بعمقـاستدارت.
بدا كأنه متحجر.
ازاحت اليه بطرف اصبعها القدح.
_تفضل
استمر في النظر اليها وقطعة الحلوى مازالت في يده.
قالت بعد جهد:
_ارى انك قد وجدت علبه الحلوى.
_هذه القطعة الأخيرة خذيها.
مالت الى الأمام وقضمت جزءا منها.
سأل ستون نفسه:هل تدرك ماذا تفعل؟انها تثيره!وهي تلعق شفتيها لتلتقط الفتان.ومع ذلك فلها نظرة بريئة لطفلة انتهت من طعامها شاكرة ابيها ،اولجدها،اولأخيها الكبير،أو...تبا،سأصاب بالجنون!
همس وهو يخلع جاكيته:
_لنجلس قد يطول بنا الحديث.
تبعته ويندي ووضعت قدح ستون على الطاولة واحتفظت بقدحها فوق ركبتيها،وجلست في ركن على الأريكة،
قبل ان يجلس وضع الجاكيت فوق المقعد وفك ازرار الكمين وشمرهما.
فكرت ويندي ان كل هذا الأعداد لايفصح عن وداع قصير.
قالت مازحة:
_بقي الحذاء.
_اطمئني سأتوقف عند هذا الحد.لم آت الى هنا لأقدم عرض اغراء.
_حقا؟
جلس بجانبها واخذ قدحه
_اليس من الأسهل ان تقول الى اللقاء آنستي شرفني معرفتك وتتوجه الى الباب.
_الى اللقاء؟لماذا اذن الى اللقاء؟
_ديفيد وسيلفيا تزوجا لقد قمت بمهمتك ولست مضطرا لمرافقتي.
استدار ليواجهها.
_لست بحاجة لحجة كي استمر في رؤيتك ياويندي
قالت بصوت منخفض:
_لست افهم
قال معترفا:
_هذا خطئي.
ربما يكون لك تجربة مختلفة عن تجربتي،لكني لم اعرف زوجين سعيدين،اما ديفيد وسيلفيا فسنتعرف عما وصلا اليه بعد بضع سنوات،فأنا لم امنح امرأة ابدا اكثر من اربع لقاءات وهذا اقصى حد لأنها بمجرد ان تتحول الى محبة للأمتلاك اوتشعر بأن الأمور اصبحت في جيبها اتركها وارحل!
_اربع لقاءات ثم الأفتراق؟
قالت ويندي في نفسها:
_كان هذا رابع لقاء
استطرد:
_نعم اربع لقاءات،لقد رفضت دائما ان اعاني ماعاناه اصدقائي،الطلاق.النفقة،الا� �تفاظ بالأطفال الزواج من جديد وبدء هذه الدورة الملعونة من جديد.
_ان ماتتمناه هوالسلام،حياة ناعمة ومنظمة.
هذه خطتي.
وضع قدحه على الطاولة ونهض وبعد عدة خطوات في الحجرة عاد يقف امامها
_لاتسير الخطط دائما وفق مانحدد له،لقد كلفتني سيلفيا بمرافقتك الى مراسم الزفاف ويبدو ذلك بسيطا ودون اخطار،ثم رأيتك وتعقدت الأمور لقد فقدت عقلي ونسيت خطتي مثلا،
عندما ذهبت لأحضارك من يونيون سكوير اوعندما قبلتك مساء امس
اخذت الامور تتضح شيئا فشيئا.
_مساء تجربة الزفاف عندما صرحت بانك لاتريد علاقة معي،هل نفذت خطتك؟
_نعم حرفيا،وصباح اليوم التالي عدلت عنها.
_واليوم عندما كنت تتهرب مني،هل كان ذلك خطة ايضا؟لقد قفزت عندما لمستك كما لوكنت حية سامة.
لاحظ تألمها وهي تقول ذلك على رغم محاولتها كي تبدو لا مباليه.
اقترب منها وجلس على احدى ركبتيه.
همس وهو يأخذ منها قدحها ويمسك بييديها:
_آسف لست حية على الأطلاق،لكن مجرد ان المس يدك،استنشق عبيرك،احتك بك،كل ذلك يجعلني في حالة يرثى لها،هذه هي الحقيقة.
توردت وجنتاها ولم تعرف بما تجيب،اطبقت اصابع ستون على اصابعها.
سألته بنبرة تنم عن غيظها:
_حسنا وبقية الخطة؟ ماهيظهل نتوقف ام نستمر؟
_لا اعتقد انني على استعداد لأعيش حياة مستمرة وجادة ياويندي،لكن للمرة الأولى في حياتي اريد ان احاول.
_تحاول ماذا؟ان نكون مجرد اصدقاء ام اكثر من ذلك؟
_لست ادري هذا يترتب عليك
اجابت وقلبها يخفق:
_اتخيل ن ذلك مثل الزواج اومثل ان نصبح اسرة،
دون ان يترك يدها نهض وساعدها ان تنهض.
_لقد قلت ما أردت قوله،والآن اريد ان استمع اليك وانت تقولين ماترغبين بقوله.
كان القلق واضحا في عينيها
همست بصوت مخنوق:
_اريد بعض الحنان.
جحظت عينا ستون من المفاجأة ثم ابتسم
قال وهو يطوقها بذراعيه ويجذبها نحوه.
_هذا بسيط
كانت ضمتهلها ودودا حيث توحدت روحاهما في دفء،وتراقص قلباهما.
ابتعد عنه ستون وهمس لاهثا:
_لقد وعدت نفسي ان احتفظ بهدوئي لم اكن اعرف ان الامر بهذه الصعوبة.
قالت:
_واذا حررتك من هذا الوعد؟
لمعت عينا ستون بشرارة العاطفة المتقدة داخله
_لاتضعيني في مثل هذه التجربة ارجوك
_بالنسبة لي هناك فارق كبير بين علاقة ليلة وعلاقات دائمة وعميقة كالتي ارغب في محاولة اقامتها معك..مارأيك؟
بدا القلق على ملامحه وهو ينتظر اجابتها.
امسكت المفكرة وعندما وجدت الصفحة الخاصة بالغد امسكت القلم وكتبت كلمات تحير ستون ووقف خلفها وقرأ:
الأحد الساعة الحادية عشر ،حديقة جولدن جيت،نزهة خلوية مع ويندي جرانت،احضر بعض العصائر.
ارتاح ستون وتنفس الصعداء.ازاحت اجابة ويندي حجرا من فوق صدره.
امسك القلم والمفكرة وكتب في الصفحة الخاصة بيوم الأثنين:
الساعة السابعة العشاء مع ويندي،ارسال زهور.
اخذت منه القلم وشطبت الكلمات الأخيرة وهمست وهي تستند اليه برفق:
_لست بحاجة الى الزهور ياستون.
قال وهو يطبق ذراعيه حولها:
_وانا بحاجة كي اهديها اليك.وضعت رأسها فوق صدره:
_هل انت متأكد من ان ذلك ماتريده ياستون؟
ادارها لتكون في مواجهته وامسك ذقنها.
_لقد اقلعنا انا وانت على اية حال ونحن الآن على نفس السفينة في عرض البحر دعينا لاننظر للوراء.
حرارة جسد ويندي وهي بين احضانه ورقة عطرها وعيناها الموجهتان نحوه تبثان فيه الحنان والثقة،كل هذه الأشياء تتسابق في ان تفقده صوابه من جديد.يجب ان يسرع بالرحيل.
قال:
_الى الغد
_هل سترحل فعلا؟
خيبة امل ويندي الظاهرة ملأته سعادة ولكنها جعلت فراقهما اكثر صعوبه.هز رأسه في صمت.
_لاتنس مفكرتك فهي تحوي الآن على ملاحظات قيمة.
سألها:
_هل آتي لأخذك من هنا او من المخزن؟
اجابت:
_حاول هنا اولا.
التقط الجاكيت ورابطة العنق وتوجه نحو الباب وفتحه،استدار ليلقي اليها ابتسامة رقيقة وخرج دون وداع.
انفلتت من بين شفتي ويندي صيحة غضب عندما رأت الباب يغلق.
كان يستطيع ان يقول لها شيئاما.يقبلها اويربت على يدها
من الغد ستتولى تعليمه ان يحدد في مفكرته دقائق خاصة بالوداع.


انتهى الفصل
...................
الفصل السادس




في صباح اليوم التالي عندما ازاحت ويندي الستائر كان الضباب قد انقشع وبدأت الشمس في البزوغ.
كان اعلانا لمولد يوم جميل،لبست معطفا بسرعة واخذت مفاتيحها وبعض النقود ونزلت درجات السلم بسرعة متجهة الى الشارع.
مازالت المدينة نائمة والمحال خاوية.تسوقت بسرعة وعادت الى منزلها حاملة حقيبتين ثم اخذت دوشا وارتدت ملابسها.
بنطلون ابيض وقميصا مقلما باللون الازرق.
ولتتجنب ضحكات ستون لم تلبس حذائها القديم واختارت حذاءا رياضيا في حالة جيدة.
في العاشرة والنصف كان كل شيء جاهزا في قاع سلة الرحلات.
كان الطعام موضوع في علب صغيرة وجميلة وعلى جدار السلة رصت الأطباق الصينية ومفارش وكؤوس فضية،واعلى هذه الأشياء وضعت ويندي مفرشا ومنشفات مطبوع عليها مربعات حمراء وبيضاء للجلوس على الحشائش،احضرت غطاء كانت قد وضعته بجانب السلة.
دق جرس الباب في الساعة الحادية عشر تماما.
ظهر ستون عند الباب مرتديا بنطلون جينز وصديريا من الصوف الرمادي.
قالت في نفسها"يالهي كم هو جميل"
كان هذا هو نفس تفكيره عندما تفحصها من رأسها حتى قدميها.
رجعت الى الخلف حتى تفسح له الطريق ليدخل.مال نحوها وقبلها على وجنتها.
_اهلا
ردت بصوت مهتز:
_اهلا
امسك بيدهاوجذبها نحو الصالون
_سمعت توقعات الأرصاد الجوية وانا في الطريق من المحتمل ان تمطر.اما اذا كنت مستعدةللتنزه فأنا على أتم الأستعداد للمخاطرة.
نظرت عبر النافذة كانت السماء قد اصبحت زرقاء وليس بها اي سحب.
قالت ويندي:
_الجو جميل الآن،الا انه من المحتمل ان يتغير.انا لا اخشى المطر خذ السلة وسأحضر الغطاء والبلوفر.
تظاهر ستون بأنه لايستطيع حمل السلة لثقلها
_هل وضعت احدى ادواتك بالسلة؟
_هيا ايها السوبرمان عندما ترى مابداخلها ستأكل مايكفيك لأسبوع.
قال وهو يخلصها من الغطاء:
_اعطني هذا حتى تتمكني من غلق الباب.والآن ضعي المفتاح في جيب بنطلوني.
_لماذا؟
_ليس لديك حقيبة وجيوبك صغيرة جدا ستفقدين مفتاحك عندما تجرين فوق الحشائش وسيزعجنا ذلك كثيرا،انفجرت في الضحك.
_لست انوي الركض على الحشائش!
_آه حسنا؟ومع ذلك ضعي المفتاح في جيبي.كان هذا العمل شاقا ومزعجا اذ كان بنطلون ستون ملتصقا بجسمه.
قالت ويندي وهي تدخل اصابعها في جيبه
_اعتقد اني انتهيت الان.
_اعتقد ذلك ايضا
ضحك في هدوء بينما توردت وجنتاها من الخجل.
اثناء الطريق واثناء جلوسهما على الحشائش لم يتبادلا الا القليل من الكلمات .فالنظرات تكفي للتعبير عما يشعران به.
افرغت زجاجة العصير ،كان ستون ممدا على جنبه ورأسه مستند على يده يلتهمها بعينه.
رفع ستون كوب العصير
_اشرب نخب اول نزهة خلوية.
قالت وهي مندهشة:
_هل هذه هي نزهتك الاولى.
_نعم
_انني اعشق النزهات والجلوس على الأرض والاكل بالاصابع.والصيد
ماأفضله حقا هو النزهات وقت الأفطار عند مطلع الشمس حتى لو لم يتعد الامر فنجان قهوة وقطعة من الخبز.انها الطريقة المثلى لبدء النهار.
قال ستون:
_اود ان اجرب ذلك.
_ماذا تحب ان تأكل في الصباح؟
_اي شيء الا البسكويت فهذا ماأتناوله كل صباح،اذا كان لدي الوقت اكسره في وعاء به لبن،واذا كنت متأخرا ابتلعه وانا اجري في الشارع.
_حسنا لاللبسكويت ،انا في الصباح احب اي شيء الا البطيخ والبيض والخبز المحمص فقد كانت هذه القائمة التي لاتتغير في منزلنا وقد سئمت منها كما سئمت انت من البسكويت.
_انت تحبين التغير.
خذت ثمرة خوخ ناضجة
_الجميع يحبون التغير.
عندما قضمت ثمرة الخوخ سمع ستون صوت الأستحسان رفعت رأسها وكانت عيناه جاحظتان وينظر اليها بشغف.
قالت ببراءة :
_هل تريد منها؟
في هذه اللحظة سال عصير الثرة على شفتيها فلعقته بلسانها ونظرت اليه بقلق وهو يزحف نحوها.
قال:
_لاتتحركي سأساعدك.
قضم جزءا اخر من الثمرة واقترب منها اكثر غير مبال بالمتنزهين الذين يحيطونهما.
_ستون.
همس
_اعرف
طوق وجهها بيديه واخذ ينظر في عينيها وانفاسه متلاحقة.
اختفت الشمس وغطت السحب السماء.ارتعشت ويندي.وابعدت يديه عن وجهها.
قال راجيا:
_كلا ارجوك دعيني لحظة اخرى.
سمعت خلفها فتاه صغيرة تقول:
_امي ماذا يفعلان؟
وكان ذلك هو السبب الذي جعل ستون يبتعد عنها.
جلس ستون منزعحا ويده فوق جبينه كان يبدو في قمة الانزعاج.
اسفت ويندي ان ليس لها الحق بأخذه بين ذراعيها ومواساته.
كان ذلك ممنوعا كما كان ممنوع اي حب بينهما.
غيمت السماء واشتدت الرياح وتجمعت السحب في الأفق وسقطت بعض قطرات من المطر.
_ستون؟
رفع راسه وقال دون اي ابتسامه:
_ارى ان الطبيعة تساهم في تهدئة مااشعر به من حمى.
رفعت الريح العاصفة طرف الغطاء وسقط كوب العصير،جثت ويندي على ركبتيها لتجمع اغراضها.
_لنسرع حتى لانبتل!
_ان هذا مااحتاج اليه فعلا.
ساعدها ستون في جمع الأغراض وترتيبها في السلة،اخذ يدها وتوجها الى باب الحديقة.
اشتد المطر كانا قد ابتلا تماما في المسافة التي قطعاها من الحديقة الى السيارة.
قالت وهي تقف مترددة امام باب السيارة:
_سأبلل المقعد.
_لايهم اسرعي.
عندما اصبحا في مأمن من الأمطار اعطاها ستون منديلا لتمسح وجهها.
_ماذا يفعل المرء اذا كان جائعا ولديه فائض من الأكل؟
اعادت اليه المنديل المبلل وقالت
-سنواصل الاكل في هذا المخبأ.
_لماذا؟هل مازلت جائعا؟
_بشدة.
كانت نظرته معبرة.
قالت موضحة:
_اتحدث عن الغداء؟
_انا جائع بمعنى الغداء ايضا.
_حسنا لنقل تحن بخير هنا،اذا لم تفضل الذهاب الى بيتي.ان نفرد الغطاء ونتظاهر بأننا نسمع زقزقة العصافير فوق رؤوسنا.
عبس وجهه.
_كلا هذا بعيد جدا
وبدون اي تفسيرات انطلق بالسيارة.
اتجهت السيارة الى اليمين واختفت في الجراج وبسبب الأمطار لم تستطع ويندي ان ترى سوى منزل كبير محاط بالحشائش والأشجار الكثيفة.
وضعها ستون امامه في المدخل وفتح الباب.
خلعت ويندي حذائها حتى لاتلوث الأرض.قال ستون:
_سأجد لك شيئا تلبسيه حتى تجف ملابسك.
تبعته الى حجرة يسود بها اللون الازرق.
اخرج رداء نوم من الخزانه واعطاها اياه وذراعاه كانا مكتوفاتان فوق ملابسها المبتلة.
قال مشيرا الى باب:
_الحمام هنا،هناك واحد اخر لي.
_هل استطيع ان اخذ دوشاظاني اتجمد من شدة البرد.
نظر اليها نظرة فاحصة:
كان قميصها ملتصقا بجسدها وشعرها مبتلا بفعل المطر ومع ذلك كان وجودها في هذه الغرفة الذي طالما تمناه يثير اضطرابه.
اومأبرأسه وخرج من الحجرة وهو لايستطيع ان ينطق بكلمة.
وليهدأ اخذ ستون دوشا باردا ثم لبس بنطلون وصديريا.
اثناء مروره لمح ويندي ممدة على السرير في ثوب كبير جدا تتحدث في التيلفون.
اشارت اليه بيدها ليدخل.مما جعله يبتسم .على اي حال فهذه حجرته وهذا سريره وهذه الثياب ثيابه.
وضعت السماعة بقوة وقد بدت على وجهها علامات الغضب.
لأول مرة يراها ستون غاضبة مقطبة الحاجبين شفتاها مضمومتان.كان صمتها مثيرا للقلق.
سألها:
_ماذا هنالك؟
_ميلفان هذا اللعين كان عليه ان يذهب الى حفل استقبال هذا المساء والآن ليس لديه الوقت ليذهب بسبب هذا التنين الذي لم يتوصل حتى الآن الى تشغيله.
حملقت في وجهه لحظة يبدو عليها التفكير ثم انفرجت اساريرها وصاحت:
_تعال،اجلس بجانبي.لدي اقتراح.
اجابها:
_قولي اذن:انا لست احد عرائسك!اذا كنت سأجلس بقربك على السرير فلن يكون ذلك لأتحدث معك.
وغادر الحجرة بعد تلك الكلمات.
جلست ويندي فاغرة الثغر لم يعودها ستون على مثل تلك الكلمات الصارخة.
بعد دقيقة ن التفكير نهضت ولحقت به في الصالون.
كان قد فتح شباكا زكانت الأمطار قد هدأت رفعت نسمة باردة خصلة من خصلات شعره الذهبي لم يسمعها وهي تدخل.
اقتربت منه:
_ستون؟
رفع راسه وقال دون اي ابتسامه:
_ارى ان الطبيعة تساهم في تهدئة مااشعر به من حمى.
رفعت الريح العاصفة طرف الغطاء وسقط كوب العصير،جثت ويندي على ركبتيها لتجمع اغراضها.
_لنسرع حتى لانبتل!
_ان هذا مااحتاج اليه فعلا.
ساعدها ستون في جمع الأغراض وترتيبها في السلة،اخذ يدها وتوجها الى باب الحديقة.
اشتد المطر كانا قد ابتلا تماما في المسافة التي قطعاها من الحديقة الى السيارة.
قالت وهي تقف مترددة امام باب السيارة:
_سأبلل المقعد.
_لايهم اسرعي.
عندما اصبحا في مأمن من الأمطار اعطاها ستون منديلا لتمسح وجهها.
_ماذا يفعل المرء اذا كان جائعا ولديه فائض من الأكل؟
اعادت اليه المنديل المبلل وقالت
-سنواصل الاكل في هذا المخبأ.
_لماذا؟هل مازلت جائعا؟
_بشدة.
كانت نظرته معبرة.
قالت موضحة:
_اتحدث عن الغداء؟
_انا جائع بمعنى الغداء ايضا.
_حسنا لنقل تحن بخير هنا،اذا لم تفضل الذهاب الى بيتي.ان نفرد الغطاء ونتظاهر بأننا نسمع زقزقة العصافير فوق رؤوسنا.
عبس وجهه.
_كلا هذا بعيد جدا
وبدون اي تفسيرات انطلق بالسيارة.
اتجهت السيارة الى اليمين واختفت في الجراج وبسبب الأمطار لم تستطع ويندي ان ترى سوى منزل كبير محاط بالحشائش والأشجار الكثيفة.
وضعها ستون امامه في المدخل وفتح الباب.
خلعت ويندي حذائها حتى لاتلوث الأرض.قال ستون:
_سأجد لك شيئا تلبسيه حتى تجف ملابسك.
تبعته الى حجرة يسود بها اللون الازرق.
اخرج رداء نوم من الخزانه واعطاها اياه وذراعاه كانا مكتوفاتان فوق ملابسها المبتلة.
قال مشيرا الى باب:
_الحمام هنا،هناك واحد اخر لي.
_هل استطيع ان اخذ دوشاظاني اتجمد من شدة البرد.
نظر اليها نظرة فاحصة:
كان قميصها ملتصقا بجسدها وشعرها مبتلا بفعل المطر ومع ذلك كان وجودها في هذه الغرفة الذي طالما تمناه يثير اضطرابه.
اومأبرأسه وخرج من الحجرة وهو لايستطيع ان ينطق بكلمة.
وليهدأ اخذ ستون دوشا باردا ثم لبس بنطلون وصديريا.
اثناء مروره لمح ويندي ممدة على السرير في ثوب كبير جدا تتحدث في التيلفون.
اشارت اليه بيدها ليدخل.مما جعله يبتسم .على اي حال فهذه حجرته وهذا سريره وهذه الثياب ثيابه.
وضعت السماعة بقوة وقد بدت على وجهها علامات الغضب.
لأول مرة يراها ستون غاضبة مقطبة الحاجبين شفتاها مضمومتان.كان صمتها مثيرا للقلق.
سألها:
_ماذا هنالك؟
_ميلفان هذا اللعين كان عليه ان يذهب الى حفل استقبال هذا المساء والآن ليس لديه الوقت ليذهب بسبب هذا التنين الذي لم يتوصل حتى الآن الى تشغيله.
حملقت في وجهه لحظة يبدو عليها التفكير ثم انفرجت اساريرها وصاحت:
_تعال،اجلس بجانبي.لدي اقتراح.
اجابها:
_قولي اذن:انا لست احد عرائسك!اذا كنت سأجلس بقربك على السرير فلن يكون ذلك لأتحدث معك.
وغادر الحجرة بعد تلك الكلمات.
جلست ويندي فاغرة الثغر لم يعودها ستون على مثل تلك الكلمات الصارخة.
بعد دقيقة ن التفكير نهضت ولحقت به في الصالون.
كان قد فتح شباكا زكانت الأمطار قد هدأت رفعت نسمة باردة خصلة من خصلات شعره الذهبي لم يسمعها وهي تدخل.
اقتربت منه:
_ستون؟
اغلق النافذة واستدار دون ان ينطق بكلمة.
قالت بصدق واضح:
_آسفة لم اكن اقصد ان اعاملك كالدمية ولا ان اهينك.عندما جلست على سريرك واستخدمت تيلفونك لم يكن الا اني شعرت بأني في منزلي فاذا كنت تراني اتصرف براحتي فأرجو منك المعذرة.
_ليس هذا مااغضبني.
_ماذا اذن؟
احاط وجهها بيديه.
_ويندي ارغبك بشدة لاتخبريني بأنك تجهلين ذلك،عندما اراك هنا في حجرتي تجلسين على سريري،فهذا فوق احتمالي.
اجابت:
_وانت لاتقل لي انك تجهل ماأشعر به تجاهك.
سحبها حتى الأريكة ودفعها كي تجلس بينما بقي واقفا امامها.
قال:
_لدي سؤال لك.
_ماهو؟
_انت لم تعرفي رجلا ابدا! اليس كذلك؟!
صاحت ويندي وقد توردت خجلا.
_ياله من سؤال!
_انه السؤال الذي اطرحه على نفسي كلما قبلتك.
اثارت هذه الكلمات غضب ويندي:
_يبدو انك تنظر الى الأمر كما لوكان مرضا! هل كنت تفضل ان اسقط بين ذراعي اي رجل اقابله.
_لابالتأكيد لا أقصد ذلك
جلس امامها وقال بصوت اجش لم تعهده:
_ويندي اسعاد امرأة ليس بالأمر اليسير على اي رجل اوعلى الأقل بالنسبة لي.اعرف انه اعتقاد قد عفا عليه الزمن لكنه اعتقاد راسخ في داخلي وانت ايضا لست مسايرة لعصرك رغم مظهرك المتحرر والا لمابقيت عاقلة.
همست:
_ربما كنت انتظرك انت.
تحول لون عيني ستون الى الأخضر الداكن وتيبست قبضتا يديه.
_من فضلك لاتحدثيني هكذا لاتثيريني.
احاول ان اكون امينا معك.
وحده الرجل الذي ستتزوجينه يملك الحق بأن يكون الأول وليس انا لا اريد ان اؤذيك.
ان عباراته تشير بالفعل الى عدم نيته بأقامة علاقة دائمة معها.انه يريد ان يراها لكن دون ان يستسلم لرغبته.
لم يفهم لماذا شردت ويندي فجأة واصبحت نظراتها زائغة.نهض وهم في ان يقترب منها ويقبلها عندما سألته بصوت غير مبال:
_هل لديك مجفف للثياب؟
_ماذا؟
قالت وهي تنهض:
_اريد تجفيف ثيابي .يجب ان اسرع في العودة الى منزلي.لأتمكن من حضور هذا الحفل الملعون.
رمقها بنظرة غتضبة وقال بصوتينم عن غيضه:
_هل تقصدين التظاهر بأني لم اقل شيئا؟
نظرت ويندي اليه واجابت بصوت متعب:
_يبدو انه ليس لدي ماأقوله.لقد قررت انت كل شيء.انماتريده صديقة بريئة هادئة وحكيمة بدون نتائج.هل اخطأت الفهم؟
صمتت لحظة ثم استطردت:
_مع ذلك مايدهشني انك تبدو بصحة جيدة وبنيانك طبيعي،تعيب على من يعيشون مغامرات و علاقات عابرة دون ان يتعارفوا وفي نفس الوقت ترفض انسانه تعرفها،هذا ليس شأني بالتأكيد،لكني اسأل نفسي كيف تعيش.
اجاب:
_اولا اذا كنت لا ارغبك فما كان هنالك مشكلة،
ثانيا انت تعرفين جيدا لماذا لاأستسلم لرغبتي فيك.
انفجرت قائلة:
_لأنني بريئة اليس كذلك؟اعلم ان ابي لايستطيع ان يمنعني من الذهاب لقضاء ليلة عند شخص ما.
اني في هذه الحالة لأني لم اعرف رجلا قبلك قد جذبني اليه وجعلني اتمنى ان انتمي الى عالمه.والآن اذهب ياستون هاملتون الى صديقاتك ذوات الخبرة اللاتي لن يسبب حبهن لك اي قلق.اما انا فعرضك لايهمني.
اختلج صوتها لتختبيء في الحجرة لكن ستون قد لاحظ عينيها وقد اغروقتا بالدموع.
ياله من احمق لقد اراد ان يحميها وبدلا من ذلك جرحها بكلامه.
اسرع نحو الحجرة.رأى البشكير مكوما على الموكيت.
لم تكن ويندي في الحجرة.انتظر حائرا.
خرجت ويندي من الحمام وعليها ملابسها المبتله.
قال راجيا:
_انتظري.
_لاجدوى لقد قلت مايكفي.استدعي لي تاكسي او اوصلني.وثب نحو الباب واغلقه بعنف.
_دعني ارحل ارجوك.
_ليس هكذا
شعرت بأنها في شدة التعب حتى انها لم تقاومه عندما رفعها ووضعها على السرير وجلس بجانبها.كان هذا التصرف ضربا من الحماقة الا انه كان يموت شوقا ليفعل ذلك.
قال في نفسه هذا فقط لأواسيها وينتهي الأمر.
سألها:
_اذا اعتذرت هل سيحسن ذلك الأمر؟
مغلقة العينين اومأت ويندي برأسها
_لا
مسحت خصلات شعرها خد ستون فلم يستطع ان يمنع ابتسامة اعتلت شفتيه
قال
_اسف.اسف لأني تصرفت مثل...
اكملت:
_الأحمق!
_نعم اعترف بذلك ياويندي ومع ذلك فلقد نبهتك الى هذا.
احتضنها بشدة وقال
_سامحيني .اعطني فرصة اخرى.
نظرت الى وجهه كانت اللهفة التي تراها في عينيه تقلقها الا انها تظاهرت بعدم ملاحظة شيء.
قالت :
_حسنا لكن بشرط .
_ماهو؟
_حتى الآن انت من يتخذ القراراتالتي تخصنا ولم يحقق ذلك اي نجاح.لقد خضعت لتسلط ابي الدكتاتوري والآن افضل الديموقراطية.
قال وهو يداعب شعرها.
_هناك الكثير الذي يجب ان اعرفه عنك.
_وعنك ايضا.
_اذا ساعدتني فسأبذل جهدي لأحتفظ بك فأنا لا اريد ان افقدك.
_سيكون عليك ان تجدني اذن.
قهقه وضمها اكثر اليه
_انت فريدة ياويندي في كل لحظة تدهشيني.لكن يجب عليك ان تخلعي هذه الثياب المبتله.
_يجب ان انهض .لقد بدأت مشاكلنا بسب هذا السرير.
منعها من النهوض
_السنا ننعم بالديموقراطية..لنصوت اذان.
على ماذا؟
_على امكانية مرافقتي لك الى الحفل.
اهتز صوتها من المفاجأة
_هل تريد مرافقتي؟ستصاب بالسأم.
تنهد:
_يجب ان ابدأ من الآن في بذل بعض الجهد
اذعنت قائلة وهي تتشبث به:
_هذا صحيح.الم تلاحظ كم كان هذا الصباح مجديا بالنسبة لنا؟
ربتت صدره
_لقد مررنا بأول شجار لنا وتخطيناه بسلام.
والآن هيا:
_خذي البسي هذا الثوب حتى تجف ملابسك.يمكن للحفل ان ينتظر.
ما ان دخلت ويندي الى الحمام واغلقت الباب خلفها حتى استندت الى الحائط واطلقت زفرة ارتياح.فبعد قليل ستمشي هيا وستون جنبا الى جنب ،هذه الفكرة تكفي لأسعادها،الى اين،كم من الأيام،كم من الأسابيع؟لايهم
كانت تجهل ذلك وترفض ان تشغل فكرها به.
قالتفي نفسها وهي تنتصب:ليس صحيحا ان كل قصص الحب تنتهي نهاية حزينة.


انتهى الفصل
........................
الفصل السابع




في اليومين التاليين بذل كل من ستون وويندي قصارى جهدهما حتى يقضيا معظم الوقت معا،
وفي اليوم الثالث الذي ظل فيه ستون يبحث عن ويندي شعر بالغضب.
وفي النهاية اكتشف وجودها في متجر لبيع قطع غيارات السيارات.
خشي ان تكون سيارتها معطلة من جديد،الا انه ارتاح عندما وجدها جاثية على ركبتيها،
وبيدها مفك تعمل به في ظهر قرد طوله متر.كان هناك بعض العمال يحضرون المشهد،
ويلقون بالمزاحات الى ويندي،وهي بدورها ترد مزاحاتهم على نفس الوتيرة.
مماأثار غيظ ستون قال وهو يقترب منها:
_اني سعيد لأنك تمضين وقتا جميلا.
اقتلع تعبير وجه ستون اي رغبة في نفس ويندي للضحك.
تنهدت في اسف:
_كان من المفترض ان نتقابل في المخزن.
_في السادسة والآن هاهي السابعة.
_معذرة انا على وشك الأنتهاء.
اخذت تعمل في ظهر القرد ثم ركبت زرا.
اخذ القرد يحرك بأحدى يديه مفتاحا وبالأخرى اطارا مصغر ويحرك رأسه.
صفق العمال بحماس.فأسرع احد العمال الى ويندي ليساعدها على النزول من فوق المنصة.
ابعده ستون في عصبية وجمع ادواتها المتناثرة ودفع بها للخروج.
كان متعجلا في ان يقتلعها من هذا المكان حيث نظرات العمال المتبجحة.
كانت قد حضرت بواسطة شاحنتها واقترحت عليه ان يتبعها الى المخزن بسيارته.
_هل هناك لعبة متحركة اخرى تنتظر خدماتك في ساان فرانسيسكو؟
اجابت:كلا لقد انتهى العمل لهذا المساء.كلي لك الآن.
طبع قبلة رقيقة على شفتيها ثم قال:
_لست لي بعد,لكن لن يتأخر ذلك كثيرا.
ركنت الشاحنة امام المخزن ووثبت داخل سيارة ستون قبل ان يخرج منها.
_بسرعة امامنا الكثير من الأشياء الواجب انجازها.
_ماهي؟
_اولا لنتسوق.هيا انطلق..
طلبت منه ويندي ان يتوقف امام متجر للمجوهرات فتبعها ستون الى الداخل متحيرا,
قال مندهشا؟
_هذا ليس محل بقالة؟
_الاحظ ذلك.
طافت لحظة على المعروضات ثم توقفت .لكزها ستون على كتفها قائلا:
_ويندي انها ساعات.
_لقد لاحظت ذلك ايضا..سأشتري واحدة.
ادارها نحوه ثم
سألها بصوت مختنق:
_لماذا؟
واجهته واجابت بكل هدوء :
_لأن اضاعة وقتي تحرمني من مرافقتك.
اخذها بين ذراعيه واحتضنها بقوة.
ظلا على هذا الوضع لحظة طويلة وسط المتجر،حتى اعادهما الى الواقع صوت تنحنح البائع.

جربت ويندي احدى الساعات فوجدتها ثقيلة جدا،
وشاهدت اخرى ولم تعجبها.واخرى غالية الثمن..
فجأة رأت ستون يقترب من طاولة عرض اخرى ويشير للبائع على ساعة تحمل على اطارها صورة لميكي.
اعطاها اياها البائع دون اندهاش.
قال لها ستون:
_البسيها دون ان تنظري الى الثمن.
اطاعته في سعادة.
_هل تعجبك؟
_كثيرا.
سألها البائع هل اضعها في علبة؟
_لا سألبسها.
كان ثمنها اكثر مما توقعت ويندي ان تنفقه.حاولت ان تعترض عندما رأت ستون يخرج حافظته.
قال في اصرار:
_من فضلك ،دعيني اهديها لك.ان ماتمنحيني اياه اغلى مائة مرة مما ادفعه الآن.
شعرت ويندي بالأحراج امام نظرات ستون المعبرة فخفضت بصرها.
قال ستون:
_لنذهب الى منزلي الآن فهو الأقرب.
استقلا السيارة وشريا بعض الأغراض.
كانت ويندي جائعة ففتحت كيسا من الشيبسي.
عاملها ستون على انها صبية قليلة التهذيب فقال لها:
_انتظري لن يبقى لنا شيء عندما نصل الى المنزل.
_اني اتضور جوعا.
نظرت الى ساعتها واضافت:
_ومن ناحية اخرى فقد تعدينا وقت العشاء بكثير.
_اذا اكلت كل شيء ياويندي فستضطرين للطهي..بالمناسبة هل تعرفين الطهي؟
_بالتأكيد
قال في نفسه"بها كل الخصال الحميدة وخاصة انها تدخل السعادة الى قلبي بمجرد وجودي معها"
ادخل السيارة الى الكاراج ودخلا المنزل.
فرد ستون غطاء مزركش على سجادة الصالون واشعل النار في المدفئة.كانت المصابيح مطفأة،عدا واحدا صغيرا في زاوية الحجرة.
خلع رابطة عنقه وسترته ورفع كمي القميص بينما خلعت ويندي الحذاء وجلست على الغطاء.
أمرها:
_انظري الى ساعتك واخبريني بالوقت.
اجابت وهي تمد له يدها بشطيرة:
_انه وقت العشاء.
اكلا بشهية ثصم احتسيا العصائر.
قالت ويندي:
_لو اضأت الشمعدان لخطر ببالي انك تحاول اغوائي.
_لا اعتقد اني بحاجة للشمعدان لأغوائك.
زحف اليها:
_قبليني.
اقتربت منه ومالت نحو شفتيه وراحا في عناق حميم.الا انه قال فجأة:
_ابعديني عنك!افعلي شيئا!انقذي نفسك ! استدعي المطافيء!
ضحكت وشبكت يديها خلف عنقه ليظل قريبا منها.
التهبت مشاعرهما وللمرة الأخيرة حاول ستون ان يهديء من اللهيب المتأجج الذي يعتمر بداخله.
_لا اريد ان اصيبك بسوء.
همست:
_البعد عنك هو مايصيبني بالسوء.
ضمها اليه اكثر وقبلها بشغف ا`ذابت كل حصونه المنيعه التي حاول ان يبنيها بينهم،
لم يستطيع ان يسيطر على رغبته القوية ولاان يرغم نفسه على البعد عنها فهاهي الآن بين ذراعيه وتتشوق اليه كما يتشوق اليها.
لقد عاشا ليلة من السعادة لم يعيشانها من قبل،مشاعر لم تتخيلها ويندي اجتاحتها والهبت عاطفتها نحوه
استسلمت ويندي لستون هذه الليلة روحا وجسدا،
على الرغم من انها
كانت تعلم بأن ليلة من السعادة لن تحل بينهما كل المشكلات.
فما يلزمها هو الصبر،الشجاعة ،الحب.

***********************
في صباح اليوم التالي لاحظت ويندي ان ستون كان متضجرا قبل الأفطار.
اضاء التلفزيون ليرى الأخبار وأعد البض وهو يلعن المقلاة التي يلتصق بها الطعام.
سأل ويندي عندما رآها تكتفي بشطيرة واحدة وقدح شاي.
_هل هذا ماتأكلين؟
_هذا يكفيني.
بعد ان اكلا بدا على ستون الأرتياح،اطفأ جهاز التلفزيون .كان حديث ويندي اكثر جاذبية من سرد الفظائع المرتكبة في جميع انحاء العالم.
عندما رأته غير متعجل في لبس سترته وعقد رابطة عنقه،سألته:
_ستتأخر
_هذا صحيح.
هناك حل لكسب الوقت في الصباح وهو ان تتركي بعض ملابسك هنا.
لم تتوقع هذا الأقتراح فلم تجب.
_انت فاتنة وانت ترتدين قميصي.لكني لا اريد ان يراك ميلفان هكذا.
لم تعجب ويندي نبرة الأمتلاك التي لمحتها في صوته
قالت:
_ستون لايجب ان تتسرع في الأمور .الا تعتقد ان الوقت مازال مبكرلأقيم عندك؟
_لست ادري هل هناك قاعدة لذلك؟؟
_لا ادري انا ايضا.لاتنسى بأني اجهل هذه الأمور.
قال وهو يمسك يدها.
_لم تعودي كذلك الآن.
احمر وجهها وخفضت رأسها.
سألته:
_ليلة واحدة تكفي؟
قال مؤكدا وهو يدفعها لرفع هامتها:
_سيكون هناك العديد من الليالي.
التقت نظراتهما في حنان.
همست ويندي:
_لايجب ان نتسرع.
_ربما تكونين على صواب،اذهبي لتلبسي بينما ارتب المطبخ.
شعرت بخيبة الأمل لرد فعله لقد قال:ربما تكونين على حق.فكرت وهي تلبس:هذه لم تكن بأجابة.
هل كان يريد حقا ان تقيم في بيته ام انه القى اليها بالدعوة فقط ليسعدها ثم ندم على دعوته؟


عندما توقف ستون امام عمارة ويندي نظر الى ساعته وقال معتذرا:
_آسف ،لن يمكنني انتظارك.
قالت بقلب متصدع يملؤه الأسى:
_لايهم.
قالت في نفسها بعد ان همت بالخروج من السيارة:يلقي بك على الرصيف ككيس من القمامة.
امسك يدها قائلا:
_هل ستكونين في المخزن هذا المساء؟
كان في سؤاله شيء من المواساة فقالت:
_نعم لكن قل لي الساعة التي ستمر بها وسأكون هناك دون اي خطأ.
_لقد حاولنا ذلك بالفعل ولم ننجح.
قالت وهي تضرب على ساعتها:
_نعم لكن لدي الآن ميكي ليذكرني.
_حسنا الساعة السابعة.هل يناسبك ذلك؟
_تماما
امسك يدها من جديد
_انتظري،لقد نسيت شيئا.
ماهو؟؟
جذبها نحوه وقبل شفتيها وقال:
_هذا..وهذا...وهذا ايضا..
انتفضا على صوت نفير سيارة.
قال ستون وهو يبتعد
_في السابعة.

****************

كانت واحدة من خصال ميلفان الا يكترث بما لا يتعلق بعمله.لم يلاحظ الا في منتصف النهار سلوك ويندي الجديد.
مالذي في معصمك؟
_لاشيء لماذا؟
_انت لا تكفين عن رفع كمك والنظر الى معصمك..هل جرحت؟؟
_لا انا بخير.
نهض وامسك بذراعها وشمر عن كمها:
_تبا ماهذا؟هل هذا من قبل الأمير الساحر؟
_نعم.في الحقيقة كانت فكرتي.
_هدية رائعة.فسري لي الآن لماذا لاتكفين عن النظر اليها؟
_سيأتي ستون ليأخذني في السابعة.
عندما وصل ستون كانت ويندي قد انتهت ومستعدة.القى ميلفان كم نكته على دقتها غير المعهودة فلم تجبه وفرت تتأبط ذراع ستون.


مر الأسبوع بسرعة ـبذلت ويندي جهدا كبيرا في ان تحدد في المساء جدول اعمالها لتتصرف وفقه في اليوم التالي.
في يوم الجمعة لاحظت ويندي انها لم تنجز نفس القدر من الأعمال التي كانت تنجزها سابقا وبدون شكوى.
كان ميلفان يحل محلها في الأعمال التي لم تنجزها.
طوال اليوم كانت تفكر في المساء.
تناول العشاء مع ستون،الحديث معه،الأستلقاء بجانبه،كل ذلك يستحق بعض التضحية.
ولأنها كانت لاتريد ان تتورط.لقد قال لها وردد بأنه لايرغب بالزواج.
ان قصتهما ستكون قصيرة ،ونتيجة لذلك،كانت كل دقيقة غالية.وقررت ويندي الا تضيع منها لحظة.


انتهى الفصل
...........................
الفصل الثامن




قرب نهاية الأسبوع بدأت ويندي تعاني الأرق,التعب,والضغط والخوف من ان تتأخر ,وبدون شك ايضا
الأحساس بالذنب تجاه ميلفان,لأن كل ذلك كان يتسبب بفرار اي فكرة ابداعية قد تطرأ على ذهن ويندي في اي وقت.
ومما زاد من انزعاجها ان ستون يسترخي بجانبها هانيء البال.،غير واع بالتضحيات التي تبذلها لأجله.
كان دق الساعة في لصالة يتناغم مع دقات قلبها الثائر.تساءلت وهي تسمع دقات الثانيه والنصف ثم الثالثة:
كم من الوقت ستصمد لذلك؟

يوم الجمعة ذهبت يندي الى منزلها لتاخذ بعض ملابسها وتسمع رسائلها المسجلة على جهاز الرد الآلي.
انتفضت حين سمعت صوت والدها الجهور
_ويندي سأبقى انا ووالدتك في سان فرانسيسكو حتى يوم السبت.لسنا مرتبطين بشيء مساء الجمعة،
ونريد ان نتناول العشاء معك،اتركي رساله في فندق هيلتون.
الجمعة انه هذا المساء.ليس هناك خطأ.كان صوت والدها حازما كالعادة.

كانت الساعة الثالثة من بعد الظهر وكان ستون ينتظرها في مكتبه تمام السابعة،
اتصلت به في المكتب.
سألها:
_ماذا هنالك؟

_لن استطيع تناول العشاء معك هذا المساء.
_لماذا؟
شرحت له ان والديها يريدان رؤيتها ولن يقتنعا بأي سبب لرفض دعوتهما.
أجاب برصانة:
_اخبري والدك بأننا سنكون هناك في السابعة.مطعم هيلتون ليس سيئا.
_ماذا؟!
_يمكننا ايضا تناول العشاء هناك اذا ارادا..آلو؟
_نعم .اسمعك ,لست مضطر للمجيء .لن يكون الأمر لطيفا بالنسبة لك ومن ناحية اخرى،افضل..
قاطعها سائلا بصوت تعتريه المرارة:
_الاتريديني ان اشاهد والديك؟أمم الا يشاهداني هما؟ هل تخجلين مني؟الا اعرف كيف اتصرف على المائدة؟
_لا افهمني هذا العشاء يشكل عبئا علي.لاكنهما والدي وانا مضطرة للذهاب اليهما.
_اسمعي يجب ان اتعرف عليهما سأمر لآخذك في السادسة والنصف.
لم يكن والداها في غرفتهما عندما اتصلت فتركت لهما رسالة،
تعلمهما فيها بأنها ستحضر الساعة السابعة مع صديق.
ثم اتصلت بميلفان لتعتذر منه عن عدم مجيئها بعد الظهر.
ذكرها بلطف انه بقي القليل من الأيام لينتهيا من تشغيل التنين.
قالت في نفسها وهي تضع السماعة:عليها ان تعمل في الأجازاة سواء راق ذلك لستون ام لا،
يجب عليه ان يفهم انها تحب مهنتها وليمكنها ان تترك ميلفان يعمل بمفرده مرة اخرى فهذا ليس من الأمانة.

************************************************

اندهش جرانت اول مرة حين رأى ستون الا ان اساريره قد انفرجت حين علم بمهنته.
كان الأميرال جرانت رجلا قويا,عيناه زرقاون،شعره ابيض.
ينتظر احترام الآخرين في حين لايوليهم هو الآحترام الا بعد اختبار عسير.
اخذت ويندي من والدتها هيكلها الأنيق وشخصيتها القوية التي مكنتها من العيش بجوار زوجها الطاغية.
اعجبت ويندي بأسلوب ستون في الرد على الأسئلة التي تتعلق بصداقتهما.مثل مدتها ومشروعاتها المحتملة.
حاولت ان تغير مجرى الحديث فسألت والديها عن سبب مجيئهما الى سان فرانسيسكو.
اجابت والدتها:
_يجب ان يجري والدك الفحص الطبي السنوي فانتهزت الفرصة لأتسوق واتنزه.
سألته ويندي:
_هل عرفت نتائج الفحص؟
اجاب بصوت قاطع:
_كل شيء على مايرام.انا اقوى من اي وقت سابق.
قالت ويندي:
_هذا لايدهشني.
اشار الأميرال بأنه قد غضب من ويندي لأنها لم تجب على تليفونه.
_لقد اتصلت بك بعد العشاء ظانا انك ستكونين قد عدت دون جدوى،العمل الى هذا الوقت المتأخر دليل على سوء
التنظيم.
وانت ايها الشاب لماذا لاتعلمها حسن ادارة الوقت؟؟
اجاب:
_ان ويندي تعمل كثيرا واعمالها تسير بشكل طيب.اما لماذا لم تكن في منزلها مساء امس،
قلأنها كانت معي.
سأل جرانت وهو يحملق في ابنته:
_هل هذا صحيح ياويندي؟
_ماذا؟ان اعمالي تسير بشكل طيب؟
اومأبرأسه بالأيجاب
-نعم صحيح فأنا وميلفان مكبلان بطلبات كثيرة.
_لماذا لم تخبرينا؟انا وامك لانكف قلقا عليك.في الحقيقة لاادري مالذي يعجب الناس في هذا النوع من الدمى.
سأل ستون بنبرة هادئة:
_اميرال،هل رأيت بالفعل احد اعمال ابنتك؟
_لا.
_يجب عليك ان تراها،اني معجب حقا بما تتوصل لتحقيقه بقطعة صغيرة من المعدن وسلك كهرباء.
حيوانات،مشهد لعيد الميلاد،اساطير،كل ذلك يعجب الأطفال والكبار.
اغرق هذا الحديث والد ويندي بالدهشة،استدار ببطء نحو ابنته وحملق فيها ،بعد كل هذه السنين يكتشف ابنته.
اما ويندي فقد ادهشها دفاع ستون عنها كما حرك مشاعرها نحوه اكثر فأكثر.
شكرت رفيقها بأبتسامة عذبه.
تنحنح والدها ثم قال:لما لم تخبرينا اي شيء عن عملك؟
_لقد حاولت لكنك لم تبد اي اهتمام يأبي.
قالت والدتها بصوت هاديء:
_لن تقلع طائرتنا قبل الغد لدينا الوقت لنرى ماتفعله ويندي..
يبدو ان الأقتراح لم يلق قبولا عند الأميرال ولا عند ابنته.
قال ستون:
_سآتي لأصطحابكما في الساعة العاشرة الى المخزن،ثم ارافقكما الى المطار.مارأيكما؟
_القت ماريون جرانت ابتسامة تنم عن العرفان
صاحت:
_فكرة ممتازة.
تأهبت ويندي لتعترض عندها شعرت بيد ستون تضغط على فخذها.

كان طريق العودة كئيبا.كانت ويندي تفكر في المشاهد التي واجهتها وكان والدها فيها عنيفا تجاهها.
كانت كل حججه مقبوله،التأخرعن الطعام،ملابسها،زيارات الأصدقاء،وفجأة وصل الأمر بينهما الى صفق الأبواب،عبوس دائم.
ودون ان يرغب كلاهما بالأعتذار.وكانت والدتها دائما ماتسعى الى الأصلاح بينهما.
وعندما اعلنت لوالدها عن نوع العمل الذي تنوي امتهانه،اصبحت المأساه عرضا مستمرا.
منذ فترة اقلعت عن زيارة والديها،واكتفت بالأتصال بوالدتها بأنتظام.
قطع افكارها ستون قائلا:
_لما انت صامته؟
_لماذا دعوتهما الى المخزن؟
_حان الوقت ليريا ماتفعلين.
قالت:
_لقد توفرت لهما الفرصة الف مرة ولم يتمسكا بواحدة منها.
_ربما ارادا ان تطلبي انت منهما ذلك وان تصري ايضا.
صاحت:
_الأمر ليس بهذه السهولة.
_لقد رأيت هذا منذ قليل،كما رأيت ان والدتك ممزقة بينك وبين والدك.
قالت متألمة:
_انت لاتعرف ماتقول.
_فسري لي اذن.
رفعت كتفيها .ماذا أفسر الحياة تحت قبضة الأميرال.لااحد يستطيع ان يدرك ذلك.
وجدت نفسها فجأة امام البحر.
_اين نحن ذاهبان؟
_اريد ان امشي على شاطيء البحر.
ركن ستون السيارة ونزل ليفتح لها الباب.
لم تكن ترتدي سوى ثوبا من الحرير وسترة خفيفة.عندما رأها ستون ترتعش وضع ذراعه حولكتفيها ومشى هو بجانب المحيط،
حتى يحميها من الهواء.
شعرت ويندي بقلقها يزول شيئا فشيئا تحت هدير الرياح،وصرير الرمال تحت قدميها،وتكسرامواج الشاطيء،
شعرت بأسترخاء في عضلاتها وهدوء تنفسها فسعد ستون بذلك.
شعر ستون بدفء لذيذ وهي تتكيء عليه.قبلها على عنقها.
تخلصت من ذراعه وواجهته:
_بالمناسبة يجب ان تعرف اني اغتظت كثيرا لتدبيركما لدفع ابي لزيارة المخزن.
_اسمعي لايستطيع احد ان يجبر والدك على فعل شيء لايريده.اذا لم يرغب لقال ذلك،
لكني اعتقد ان والدك يرغب بذلك بشدة دون ان يفصح عن ذلك.
_هل كانت ساعتان كافيتان لك حتى تعرف كل شيء عنه.؟
_لست اعرف مالذي بينك وبين والدك ،حتى تصلا الى هذا الحد من العداء،لابد ان هناك شيئا اخر بخلاف مهنتك فلماذا لاتخبريني؟؟
لم يكن ستون ينوي في العدول عن رغبته لسماع تفسير منها.
اجابت:
_ان مهنتي هي الأساس بالنسبة له.فمهنتي ليست ذا مظهر مهيب ولاتناسب النساء.كانت صدمته ستكون اقل وطأة اذا لم ادرس،
فلا لوم على النساء الجاهلات.فرجل متسلط كوالدي متحيز لجنس الرجال يمكنه ان يرى ذلك صوابا.
_والدتك كيف تصرفت؟
_لم يحدث ان وجهت لي النقد لكنها لم تقف الى صفي صراحة ابدا،
كانت تتصرف كوسيط يحاول تهدئة الطرفين.
_اني افهم ماتقولين وحريص على ان ينهي هذا الخلاف الأحمق،وغدا ستتوفر لك الفرصة المناسبة.
_لاتحلم،جولة صغيرة في المخزن لن تقنعه،هدفه الوحيد هو ان يصحح وضعي المهني.
_انك تبالغين،على اية حال الأمر يستحق المحاولة.
_لأفهم لماذا تحاول ان تصحح وضعنا العائلي؟
اجاب بهدوء:
_لم اعرف معنى ان يكون للأنسان عائلة لكني متأكد من شيء واحد،وهو ان كانت لدي عائلة لحرصت على الأحتفاظ بها.
هل تعلمين:
انت محظوظة بأن يكون لديك اب،اوافقك بأنه ليس كما تتمنين.
لكن هل انت الأبنة التي كان يحلم بها؟
انت تريدين منه8 ان يتقبلك بأخطائك،افعلي انت اذن ذلك تجاهه..ويندي العائلة شيء ثمين لايمكنك ان تستغني عنها بهذه السهولة.
لم تجب،لقد اربكته نبرته القوية التي عبر بها عما يجيش به.
استطرد:
_كما انني اشعر بالقلق عندما اراك تنسلخين عن والديك بهذه السهولة،هل عندما تسأمين مني ستلقين بي بنفس الطريقة؟!
لم تجبه.
بزغ القمر واضاء وجه ويندي الحزين كانت تبدو وكأنها تصارع هما لاتستطيع البوح به.
سأل نفسه:هل تحدثت اكثر مما ينبغي؟
عندما رآها ترتعش من البرد خلع سترته ووضعها على كتفيها،همس وهو يضمها اليه
_تشجعي ياويندي.
كانت يدا ستون الدافئتين لهما مفعول السحر عليها،تنفس بعمق.
قالت مذعنة:هو ليس على خطأ ان عائلة حتى لوكانت تفتقر الى الكمال تعد افضل من عدم وجود العائلة على الأطلاق.
ستون لم يكن لديه عائلة،وقد عانى كثيرا ومازال يعاني.
همست:
_سأفعل ذلك من اجلك انت،لكن لاتحزن اذا استمر والدي على عناده.في الحياة نادرا مايحصل المرء على مايريده.
_ليس دائما.اني اريدك مثلا فهل سترفضين؟؟
بحث عن شفتيها وقبلها بنهم،فاستسلمت بدورها لقبلاته في مواجهة البحر.


انتهى الفصل
..........................
الفصل التاسع

كان الليل يشرف على الأنتهاء عندما انسلخت ويندي من بين ذراعي ستون ونهضت لتجمع ملابسها دون ان تحدث صوت ودخلت الى الحمام،
اخذت دوشا سريعا وكان ستون مازال نائما عندما عبرت الغرفة على اطراف اصابعها.
كان نائما على بطنه وذراعه ممتدة صوب المكان الذي تركته،كان يبدو رقيقا على غير المعتاد.
توقفت لحظة عند قدميه تتأمله.
لم تتمكن من النوم طوال الليل.الأفعال ،الحركات،الكلمات كل ماحدث هذا المساء لم يكف عند التردد الى ذهنها.
كانت مدركة تماما لما يقلق ستون،اذا كانت ويندي قادرة عن الأستغناء عن والديها فلما لاتفعل ذلك في المستقبل معه؟
لقد هجرته امه،ربما كان محكوما عليه ان يعيش الى الأبد في ظل هذه التجربة الحزينة.
كان على ويندي ان تثبت له بأنه لن يتعرض لشيء كهذا معها.
غادرت الحجرة واغلقت الباب خلفها ببطء.وبعد نصف ساعة,تحسس ستون بيده على الوسادة باحثا عن ويندي.نهض وفتح عينيه.لم يلاحظ اي ضوء منبعث من الحمام.ازاح الغطاء ولبس بنطلونه الجينز.
كان في انتظاره على طاولة المطبخ ابريق القهوة مملوءا وساخنا.
لابد ان ويندي رحلت منذ قليل لكنها لم تترك اي رسالة.
جلس وصب لنفسه بعض القهوة.ثم اعتراه القلق.تبادر الى ذهنه العديد من الأسئلة..الى اين ذهبت؟ولماذا؟ هل كان مبالغا معها؟افعلي ذلك؟ولاتفعلي ذلك..ثم امنحيني حبك..اريد حبا اكثر..ربما تكون قد سئمت وهربت كما فعلت امه من قبل.
مع ذلك لم تكن ويندي من نوع النساء اللاتي يهربن دون ابداء تفسيرات.لقد كانت شجاعة وصريحة.اين هي اذن؟
دقت الساعة السابعة.اقترب ستون من النافذة،كانت سيارة ويندي مازالت في مكانها تحت العمارة.
عاد الى حجرته واخذ يقلب في جيوب حلته التي كان يرتديها بالأمس.لاشيء.لقد اخذت ويندي مفاتيح ستون وبالتأكيد اخذت سيارته.لقد تورط بالفعل،وعلى اي حال لن يستطيع الذهاب لأحضار الأميرال وزوجته من الهيلتون.
ترك نفسه ليسقط فوق السرير،يحملق في السقف باحثا عن حل.
الفكرة الوحيدة التي طرأت على ذهنه هو ان ينتظر عودة ويندي لتعيد اليه سيارته.
قرر ان يرتدي ملابسه ويرتب السرير.عندما كان يأخذ ساعته من فوق المنضدة،لاحظ ورقة بيضاء صغيرة.فردها وقرأ:لاتقلق بشأن والدي،سأذهب لأحضرهما بنفسي، احبك ،ويندي.
مندهشا اعاد ستون قراءة الرسالة مرتين قبل ان يعي مضمونها.
ثم جلس في المقعد منتظرا، غير قادرا على التركيز في قراءة كتاب اوقصة.يفكر في عدة وسائل للأنتقام، منها العتيف ومنها الحاني.
دقت الساعة الحادية عشر عندما سمع باب الجراج يفتح وقف خلف الباب منتظرا.
لابد ان ويندي ستلقي مابيدها وترتمي في احضانه.
_ستون لقد افزعتني،لماذا تقف هكذا؟
_انا في بيتي لأقف حيثما شئت!
كانت الحقائب ثقيلة ،اسرعت تضعها على طاولة المطبخ.
دار ستون حول نفسه ليراها بينما كانت تخرج احدى مشترياتها.
_كان النهار طويلا.
_انها لم تعد الحادية عشر.
_اشعر كأن الوقت متأخر.ماذا بداخل كل هذه الحقائب؟
_هذا يسمى غداء.
لم يكن ستون في حالة تسمح له بالضحك،سألها:
_الا تستطيعين التحدث بجدية؟
اجابت وهي تضع كيسا به قهوة على احد الرفوف:
_ بالتأكيد،عما تريدنا ان نتحدث؟
امسك رسغ ويندي بعنف.
_حسنا.كفي عن التلهي بمشترياتك واخبريني ماذا فعلت هذا الصباح!
وأكمل الجملة في رأسه كلمة:احبك في رسالتك هل كانت صادقة؟
ادركت انه في قمة غضبه فأجابت بنبرة ارادت بها تهدئته:
_سأتحدث اليك عن ذلك بعد الأفطار.
تمتم وهو يجلس على مقعد ويجذب ويندي على ركبتيه.
_سنتحدث الآن.
لم تحب شعورها بأنها حبيسة وحاولت التخلص من قبضته.
_هل انت متأكد من عدم رغبتك في تناول الأفطار اولا؟
_اسمعي لاتزيدي غضبي لقد اختلست سيارتي وهربت دون تفسيرات،يمكنني ان اخنقك الآن.
استندت الى صدر رفيقها وقالت:
_حسنا لقد كنت افكر طوال الليل بما قلته لي بالأمس.
واتصلت بوالدي هذا الصباح.واقترحت عليه ان اذهب لأخذه على الفور.تركنا والدتي نائمة وذهبنا الى المخزن.ثم اوصلته الى الفندق بعد ذلك.
قال:
_حسنا،وكيف سار الأمر؟
عبست واحتفظت بصمتها.رفع ذقنها وثبت عينيه في عينيها.
_لقد عرضت عليه كل شيء.النماذج التي لم تنتهي بعد وتلك التي قمنا بها من سنتين.فتحت له الخزانات شغلت نماذج الزرافة والشامبانزي وبحار صغير.حكيت له عن المشكلات التي نصادفها في انجاز نموذج التنين.التعليق الوحيد لأبي ونحن في طريق العودة،كان مثيرا..مثيرا.هذا كل شيء.
كانت ويندي تعسة بما لايدع مجالا للشك.
قال ستون:
-انه ليس من النوع الذي يظهر استحسانه بالتصفيق والصياح.انت تعرفينه جيدا.
_لقد شاهد كل شيء دون ان يظهر اي ضيق على الأقل،فهو اذن يعرف ماذا يصنع.
_انها بداية فقط.
قالت:
_فيما يتعلق بالبدايه،سأبدأ بأعداد الفطور.
_لماذا انت متعجلة هكذاظمن المعتاد ان انبئك انا بمواعيد الوجبات.
اخرجت وعاء من الخزانه وقالت دون ان تلتفت اليه:
_اردت ان افطر معك قبل ان اعود الى المخزن.
اقترب منها ستون وامسك كتفيها:
_انتظري لحظة،هل يجب ان تعودي الى المخزن اليوم؟
تنهدت وخفضت رأسها وقالت:
_نعم يجب ذلك.
_لماذا؟فاليوم هو السبت وكنت اعتقد بأننا سنقضي اليوم معا.
_هناك امر عاجل بشأن التنين،ميلفان لايستطيع ان يفعل كل شيء وحده،
ومن ناحية اخرى لقد عمل بمفرده كثيرا في الآونة الآخيرة،يجب ان اساعده،فهي شركتي انا ايضا.
_كم سيستغرق ذلك من وقت؟
_من الصعب تحديد ذلك.فمن الممكن ان تظهر مشكلات غير متوقعة.
_هل تريدين القول انك ستعملين طوال اجازة نهاية الأسبوع؟ وربما طوال الأسبوع.يجب ان تنتهي من العمل يوم الجمعه.
رفعت رأسها ولاحظت تغير نظرة ستون.اضافت:
_لقد اخبرتك من قبل ان مثل هذه الأمور قد تحدث.
_نعم لكن ذلك قبل..قبل ان..في النهاية،لقد انتظم جدول اعمالك واعتقدت ان..
وضعت يدها على ذراعه
_ستون لقد حاولت ان اعمل وفقا لمواعيدك بهدف ان نقضي اكبر وقت ممكن معا.لكن ميلفان كان الضحيه.لقد انجز قسطا من عملي يفوق قسط عمله وهذا ليس عدلا.
شعرت ويندي بخيبة امله.
سألها بصوت رخيم:
_هل هذه طريقتك في ان تقولي وداعا؟
_لكن ماذا تقول؟
اشار الى يده بالمشتريات والأكياس التي جاءت بها.
_هل كل ذلك لتقديم الوجبة الأخيرة لمن حكم عليه بالأعدام؟
_ستون لن اذهب الى النصف الآخر من الكرة الأرضية.اني ذاهبة الى المخزن.
قال بصوت تعتريه مسحة غضب:
-ويندي لقد اختلطت علي كثير من الأمور،مساء امس قضينا وقتا جميلا معا،وهذا الصباح تختفين تاركة رسالة بها كلمة احبك،والآن تخبريني بكل هدوء ان عليك العودة الى المخزن وانك لاتعرفين متى ستعودين.ربما اكون احمق لاكني لا افهم شيئا.
كانت عيناه مفعمتين بالحزن ونبرته تنم عن مرارة.
شعرت ويندي بموجة حنان تقتحمها.
قالت في نفسها:انه يعتقد بأني سأهجره كليا كما فعلت امه.
بادرته قائلة:
_اسمع مشكلتي هي الآتي:اريد ان أراك,اتعشى معك،اعيش الى جوارك،وفي نفس الوقت اقوم بألتزاماتي تجاه شركتي،يجب ان اساعد ميلفان وهذا يتطلب ان لا اراك كثيرا.سأتألم لذلك فأذا كان هناك حل لأرضاء جميع الأطراف فلم اتوصل اليه حتى الآن.هل فهمت؟
اومأبرأسه ورأت في عيناه انه قد اطمأن.شمر عن ساعديه وغسل يديه وشرع يغسل الخضراوات.
_قالت مندهشه:
_ماذا تفعل؟
_اساعدك كما ترين.كلما تناولنا الفطور مبكرا وصلت اللى المخزن مبكرا وعدت مبكرا،اليس كذلك؟
تشبثت به واغرقته بقبلاتها.
همست:
_شكرا لتفهمك الموقف.
قال:
_كنت اود ان ارد على هذه العاصفة من القبلات ولكني اذا فعلت ذلك فلن تسرعي في عملك ولن تعودي مبكره.
_لقد اخبرت ميلفان انني سأحضر في الواحدة لدينا وقت فسيح للأفطار.
همس وهو يقضم اذنها:
_مالم نستخدم هذا الوقت في شيء آخر.ان اسبوعا وقت طويل.
_يمكنك ان تراني في المخزن.
اصبح تنفس ستون ثقيلا ،ويده تربت على ظهر ويندي،تأوه.
استندت اليه بكل ثقلها واحست بسعادة غامرة لما يكنه لها من شعور.
تبادلا قبلة طويلة حميمة.
همس ستون وهو يبتعد:
_تبا،لن اصبر مدة اسبوع.
_سترى ان الأسبوع سيمر بسرعة.
_اعرف جيدا ان ذلك لن يحدث.
رفعها وحملها الى الغرفة.
_ويندي هل كلمة احبك التي كتبتها في الرسالة صادقة؟
اجابت بصوت اجش:
_انها صادقة ياستون، احبك.
لمعت عينا ستون،تمدد الى جوارها وضمها بين ذراعيه.
_لست ادري ان كان صحيحا ان نسمي مابيننا حب!
استطر:
_اسمعي اول ماأفكر فيه هو انت، عندما يرن جرس التيلفون اتمنى ان اسمع صوتك،اعتقد اني سأراك في كل لحظة في الشارع، افتح الباب وابحث عنك،اسمعك،اراك،استنشق عبيرك في كل مكان دائما واذا ابتعدت اشعر بأني وحيد عديم الفائدة..هل هذا هو الحب؟!
اغروقت عينا ويندي بالدموع فمسح خديها بأصبعه.
_لماذا تبكين؟ماذا فعلت؟
_لقد كنت رائعا،كنت اخشى بألا تتقبل قراري بالعودة للعمل.
_ويندي ايتها الحمقاء الصغيرة،ستعملين بما ان العمل واجب عليك،هذا يجعلني تعسا حقا لكني سأفكر بحل لذلك.
وسنجد حلا اعدك بذلك.
ارتاحت ويندي عندما وجدته مقتنعا واستسلمت دون تحفظ للمساته الحارة.
في الأيام التالية كرس ميلفان وويندي نفسيهما للأنتهاء من التنين.
كان العمل يتقدم وستون يراقبهما في صبر ويهتم بأحضار الطعام اليهما.
كان يجلس في مقعد ويندي ويقرأ الصحف او يدرس بعض الملفات.
في وسط الليل كانت ويندي تسقط نائمة من شدة الأجهاد.وبدلا من ان يتركها تنام على الطاولة كما يفعل ميلفان ،كان يحملها بين ذراعيه الى بيتها ويضعها في سريرها.
عندما تستيقظ صباحا كان يعد لها فطورا قيما قبل ان يوصلها الى المخزن.
منعته التزامات عمله من ان يواصل السهر عليها مساء الجمعة كما كان يتمنى.
عندما وصل الى المخزن وجد ستون ويندي مستغرقة في النوم على مقعدها وساقاها على المكتب.
اقترب من ميلفان فوجده منحنيا وراء التنين.سأله وهو يمد اليه يده بالشطائر:
_هل يتقدم العمل؟
اجاب ميلفان:
_يومان آخران وسننتهي.
_تقصد اثنين في 24 ساعة؟
_تمتم ميلفان وفمه مملوء بالطعام بكلمات غير مفهومة.
جلس ستون على حافة المنصة وانتظر.مرت بضع دقائق.
مازالت ويندي نائمة وشريكها يأكل بنهم دون ان يحول نظره عن التنين.
تجاسر ستون وطرح السؤال الذي يقلقه منذ عدة ايام:
_مامشروعاتكما بعد التنين؟
_لاتتحدث عن ذلك! لدينا اكثر من طلب لا نستطيع الوفاء به.
يلزمنا اربع ايد وأيام تصل ساعاتها ال 48ساعة.
طرأت على ذهن ستون فكرة،فكرة مشرقة وبسيطة تعجب من انها لم تطرأ على باله من قبل.
صاح ميلفان:
_فيم تفكر ايها الأمير؟
كان ستون قد اعتاد على الأسم الغريب الذي اطلقه عليه ميلفان.
رمق ويندي بنظرة وهي مازالت نائمة ثم اجاب:
_انته من طعامك.لدي شيء مهم جدا اريد ان احدثك بشأنه.


انتهى الفصل
..................
الفصل العاشر



كان التنين رائعا قام ثلاثة من الخياطين بعمل غطاء مزركش بالذهب لظهره.كان ذلك بالتأكيد اجمل ماصنع ميلفان وويندي وقد شعرا بالفخر لذلك.

يوم الجمعة جاءت شاحنه لتحمله .حرص مبدعاه على مرافقته حتى المركز الثقافي الصيني.حيث كانا يتحققان من صلاحية التشغيل.الا ان النقل في بعض الأحيان قد يسبب الأضرار بمصنوعاتهما.
وقفت ويندي بجانب المسؤولين تنتظر بفارغ الصبر ان ينتهي ميلفان من وضع التنين في مكانه.
وفجأة اخذ التنين يتحرك.يقذف من فمه شعلات من الحرير البرتقالي.فصفق الجميع تحية لهما على سلامة عملهما.
جمعا ادواتهما ورحلا كالمعتاد،عندما ينتهي حماس النجاح تشعر ويندي بالفراغ يمتلكها من جديد.
كان النموذج صعب التنفيذ لكنه ممتع في عمله.

كانت الساعة قد تخطت السابعة عندما وصلا للمخزن،سقط كل منهما على مقعده.اندهشت ويندي لغياب ستون.
قال ميلفان:
_سأعود الى منزلي وانام طوال الأسبوع القادم.
_يجب ان ننتهي من النموذج الخاص بمسابقة الزهور نهاية الشهر.هل نسيت ذلك؟
_لدينا ايضا الكثير من النماذج الأخرى التي يجب انجازها،ويندي لقد حان الوقت لأستخدم مساعدا.
_مساعد؟اي نوع من المساعدة؟
_ايد وعقول اضافيه.
_عم تتحدث ياميلفان؟انا متعبه جدا حتى افكر في حل الألغاز.
_لقد اقترح الأمير علي اقتراحا الليلة الماضية وفكرت فيه واعتقد انه محق.
صاحت:
_اقتراح؟اي اقتراح؟
_ان نلحق بالعمل لدينا شبانا حديثي التخرج متخصصين في الألكترونيات،طلبه يبحثون عن منحة،واشخاصا مهتمين بتحريك العرائس،في النهاية ان نستخدم عمالة.
بقيت ويندي صامته لم تندهش من ان ستون قد وجد هذه الفكرة،لكن لماذا لم يفصح عنها لها وليس لميلفان؟
سأل ميلفان:
_هل انت موافقه حتى ابدأ بالتنفيذ؟
_يالهي يجب ان نمعن التفكير اولا،هل لدينا الأمكانات؟

اكد ميلفان:
_تماما،لقد حسبها ستون ،اذ الحقنا بالعمل ميكانيكين فسنضاعف عدد الأعمال وستكون هذه مجرد البدايه.
_اعتقد ان ستون ايضا قد عمل هذا الأسبوع!
قهقه ميلفان
_انه يريد ان يراك من وقت لآخر،لماذا لست ادري؟
_على اي حال فهو لم يأت هذا المساء.
_نعم،يجب ان نتصرف بمفردنا حتى نجد مانأكله.اعتقد بأني سأعود الى المنزل انه لشيء جميل ان انام اخيرا في السرير.انصحك انتي ايضا بأن تفعلي نفس الشيء فأنت تبدين منهكة.
اومأت برأسها دون ان تجيب.
واغلقت عينهيها رغما عنها.
كانت تغط في نوم عيق عندما دلف ستون الى المخزن،ظل واقفا لحظة امامها،مذهولا من علامات التعب البادية على وجهها.
كان ذلك فظيعا لن يحتمل ان يراها تجهد صحتها الى هذا الحد،
لم تستيقظ عندما حملها ستون ولاعندما وضعها في السيارة.
لم تفتح عينيها الا عندما بدأ يبدل ملابسها على سريرها.
همست:
_اهلا.
_اهلا.
_لقد انتهينا من التنين.
قال ضاحكا:
_وانت ايضا قد انتهيت هذا شديد الوضوح.
_لق كان رائعا.كان يجب ان تأتي لتراه.
_لقد رأيته كثيرا.
كانت ويندي جالسة بلا حراك وهو يلبسها رداء النوم.
شبكت ذراعيها خلف عنقه:
_لاتذهب اني افتقدك.
_لم ارحل عنك.
_لقد كنت شبه بعيد.ابق
تردد برهة. ذكره وجهها الشاحب على الوسادة بالحقيقة.
لقد كانت منهكة ويجب ان تنام قبل اي شيء.
انحنى وقبل جبينها وسألها:
_هل تنوين الذهاب الى العمل غدا؟
_ليس قبل الأثنين.
وانقلبت على جنبها الآخر وخلدت للنوم.
بينما كان يفرد عليها الأغطية ويضع ملابسها على احد المقاعد,قرر ن يتصرف دون تأخير.اطفأ الأنوار وخرج من الغرفة.
نامت ويندي 12ساعة تقريبا.
عندما فتحت عينيها كانت الشمس تملأ الغرفة،تمددت في استرخاء وهي تفكر في عطلة نهاية الأسبوع.
اخيرا ستتمكن من البقاء مع ستون دون ان تنظر الى الساعة في كل لحظة.
بمجرد ان يأتي اويتصل ستقترح عليه ان يذهبا في نزهة.
كانت السماء زرقاء صافية والجو يعلن عن يوم جميل.
وثبت خارج السرير وبدأت تستعد.
في الظهر لم يتصل ستون بها وفي منزله لايجيب على التيلفون وفي مكتبه نفس الشيء.
فكرت في انه قد يكون سافر،لكنه كان يجب ان يتصل بها من المطار،ثم فكرت بأنه قد يكون تعرض لحادث وبدأت تقلق.
كان يوم السبت كئيبا بالنسبة لويندي،نظفت المنزل،اكلت طعاما،اتصلت بستون وهي تقضم اظافرها دون جدوى.
يوم الأحد حل القلق مكان الغضب وفي المساء اصابحها شعور بالهلع واليأس.
تمددت على السرير وتوصلت لنتيجة،ان الرعاية التي منحها اياها ستون في الأيام الماضيه كانت طريقة ليأخذ اجازة منها.
اتصلت بسكرتيرة مكتبه يوم الأثنين فأخبرتها بأن السيد ستون قد سافر ولم يقل متى سيعود.
بالتأكيد هذه المعلومات مزيفة قد ساقتها اليها هذه السكرتيرة بناء على تعليماته لأبعادها عنه.
شعرت باليأس يقوضها.
عملت دون حماس طوال اليوم، طرحت على نفسها مئات الأسئلة دون ان تجد لها اجابات..لماذا يبعدها ستون..لماذا؟ لماذا؟
ذهبت الى صديقتها نانسي قرب الواحدة،وعندما عادت كانت محمله بالدببة ذات الفراء.
كان هناك عدد غفير يسد باب المخزن..اندهشت..سقط من بين يديها دب،اسرع شاب فحمله من على الرصيف.
قال:
_تبدين مرتبكة لكثرة ماتحملين.هل تريدين ان احمل ذلك من اجلك؟
_شكرا
كان يقف امامها مايقرب من عشرين شخصا كما لوكانوا ينتظرون عودتها.
سألته:
_ماذا يحدث؟وماذا تريدون؟
اجابو بصوت واحد:
_ان نعمل.
_تعملون؟لا افهم
قالت فتاه وهي تلتقط دباب اخر كاد يسقط:
_البروفيسور سترنير من جامعة كالفورنيا هو من بعث بنا.
فتح باب المخزن وظهر ميلفان وصاح:
_هاأنت اخيرا.
_ماذا يحدث ياميلفان؟
_انهم مرشحون للوظيفة بعث بهم الأمير.
فكرت في استقبالهم كل واحد على حدة وان اشرح طريقة عملنا ث3م اختبر امكاناتهم.لكن عددهم كبير.
اجابت:
_انتظر سأساعدك.
خصصا مابقي من اليوم لأستقبال المتقدمين للوظيفة.
جاء الليل وسقط الشريكان منهكين على المقعد.
اتصلت ويندي ايضا بمكتب ستون فأجابوها بأنه مازال غائبا.
قالت في نفسها"سيعود بالتأكيد الى منزله في يوم ما"
بعد ساعة ركنت شاحنتها اما منزل ستون، فتحت الباب الخلفي للشاحنه وجذبت اليها دمية كبيرة الحجم
نجحت في ان تضعها على عربة تجر باليد.ساقتها حتى المنزل.
وضعتها بالداخل وعادت وهي سعيدة بحيلتها.
هبطت طائرة ستون حوالي العاشرة من نفس المساء.
كان متعبا لكن سعيد بما انجزه.
في هذه الساعة المتأخرة يجب ان تكون نائمة سيتصل بها مع اول ضوء للصباح.قبل ان يقدم اي فرد من المرشحين للوظيفة.
ادخل سيارته الجراج واتجه الى غرفة نومه وهو يخلع رابطه عنقه وسترته.
اضاء الغرفة وادرك على الفور ان اتصاله في الصباح سيكون دون جدوى.ان ويندي تعرف بالفعل.
كانت واقفة بالقرب من سريره دمية على هيئة حكم كرة قدم ادرك ان حركة الحكم تشير الى انتهاء وقت المباراة.انفجر ستون في الضحك ثم ادار الدميه باحثا عن رساله.
قال ستون هاهي الرسالة:ان الوقت يتوقف،لقد انتظرتك.ويندي.
اوقف الدمية ولبس سترته.
كانت ويندي في الحمام مستسلمة للماء الساخن المعطر .اغلقت عينيها وكانت الرغوة تغطيها حتى العنق.
فتحت عينيها عندما شعرت بتيار هواء بارد.وثب قلبها من بين ضلوعا.
كان ستون واقفا عند عتبة الباب.
سألته:
_هل يعجبك هذا المشهد؟
_كثيرا.
ارتعشت وقالت انت تشعرني بالبرد.
دخل واغلق الباب .جثا على ركبتيه اما البانيو واخذ يلهو بفقاعات الصابون.
سألها:
_كم من الوقت سيستغرق ذلك؟
اجابت:
_ماذا؟الرغوة تقصد؟لست ادري؟لم اهتم بذلك ابدا.
تسلقت اصابع ستون كتفيها.
همست:
_لاتغير الموضوع.
انا غاضبة جدا وانت تعرف ذلك.
سحب يده مندهشا وقال:
_لماذا؟
_لقد جندت نصف اهالي كاليفورني لحسابي؟
ويندي كان الأسبوع الماضي فظيعا،كنت اغار من التنين الملعون ومن ميلفان والخياطين وافراد المركز الثقافي الصيني،كان يجب ان افعل شيئا.
لم استطع ان انتظر .كنا سنجن نحن الأثنين.
لقد ذهبت الى اصدقائي في جامعة سان جوزيه وسانتا كلارا ولوس انجيلوس وشرحت لهم اي نوع من المتخصصين نريد بهدف ان يتحدثو ا الى طلابهم.
_لماذا لم تتصل بي؟
_لقد عدت منذ اكثر من ساعة كنت افكر ان اتصل بك غدا،بجانب سريري وجدت رسالة معبلاة جدا،وها أنا هنا.
_لماذا لم تتصل بي من قبل؟
امس،اول امس،كل الأسبوع؟كانت سكرتيرتك تجيب دائما بأنك غائب؟لم اعرف ماذا اعتقد؟
اضطرب لفكرة انه تسبب في حزنها.
خرجت من البانيو ولبست بشكيرها ودون ان يخشى ان يبتل اخذها ستون بين ذراعيه وضمها اليه بشده.
همس:
_آسفنلقد افتقدتك ياويندي كل يوم كل ليلة.لم اكن استطيع ان اتصل بك لأني اردت ان اشرح كل شيء بنفسي.
شبكت اصابعها خلف عنقه:
_اعتقدت ان كل شيء بيننا قد انتهى.
صاح:
_كيف استطعت ان تعتقدي ذلك لحظة،اني احبك.
كانت نظراته مفعمة بالصدق فانهارت كل شكوك ويندي على الفور
قالت:
_انا ايضا احبك،اني بحاجة اليك ياستون.
_حسنا لنتصل بسيلفيا دون تأخير.
_سيلفيا؟ لماذا؟
_لنرتب لحفل زفافنا.
_لقد قلت لي انك لاتنوي الزواج.
_لم اكن انوي ان اقع في حبك،تزوجيني ياويندي،اريد ان ابني معك حياة عائلية قوية ومستمرة.
اريد اطفالا يملئون سيارات الرمل ويلوثون الأثاث بالمربى.
جحظت عينا ويندي من فرط المفاجأة وبقيت صامته.
سألها بنبرة قلقة:
_الا تريدين؟
_آوه،بلى طبعا،لكن لندع سيلفيا خارج كل ذلك.
لنتزوج بدون صخب بدون سموكينج ولا احذية ضيقة من فضلك.
انفجر في الضحك:
_موافق موافق،لنفعل ذلك بسرعة اذن.
لاحظ انها ترتعش فضمها اليه من جديد.
قالت:
_لقد ابتلت ملابسك.
_لايهم فلا أنوي الأحتفاظ بها
_هل تريد النوم
قال
_اريد ان انام بجانبك،حيثما تكوني يكون مكاني
قالت وهو يضعها على السرير:
_على الرحب والسعة ياعزيزي انت في بيتك



THE END


عاشقة الرسول غير متواجد حالياً  
التوقيع





عاشقه الرسول
رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 10:33 PM   #4

عاشقة الرسول

? العضوٌ??? » 35561
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » عاشقة الرسول is on a distinguished road
افتراضي

حلو كتير اقرء

عاشقة الرسول غير متواجد حالياً  
التوقيع





عاشقه الرسول
رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 10:33 PM   #5

عاشقة الرسول

? العضوٌ??? » 35561
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » عاشقة الرسول is on a distinguished road
افتراضي

حلو كتير اقرء

عاشقة الرسول غير متواجد حالياً  
التوقيع





عاشقه الرسول
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 01:37 AM   #6

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااا يا قمر ينقل الموضوع للقسم الرئيسي








هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 01:37 AM   #7

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااا يا قمر ينقل الموضوع للقسم الرئيسي








هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 02:11 AM   #8

ريمية

? العضوٌ??? » 2321
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 517
?  نُقآطِيْ » ريمية is on a distinguished road
افتراضي



ريمية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 02:11 AM   #9

ريمية

? العضوٌ??? » 2321
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 517
?  نُقآطِيْ » ريمية is on a distinguished road
افتراضي



ريمية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 02:18 AM   #10

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي



lamba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.