آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-13, 06:55 PM   #1

سمراء الجنوب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية سمراء الجنوب

? العضوٌ??? » 81026
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 383
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » سمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond reputeسمراء الجنوب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك max
افتراضي عشاق


قصة عشق
قصة حب رجل وثلاث نساء



أحيانا لا تحقق الأحلام إلا في عالم وردي نختلقه ونبتعد عن الواقع في هذا العالم الجميل ،نضع أمانينا في هذا العالم وما اقسي أن نعود إلي الواقع المرير أو
بالا حري عالم تضيع فيه أحلامنا الحلوة .
عمر عبد التواب
منذ الطفولة المبكرة شغفت بالمطالعة فكنت أقرا كتب متنوعة ومتعددة ،حتى أنني فضلت مطالعة الكتب علي كتب الدراسة المملة ،المكتبة المكان الذي اشعر فيه أنني سعيد ولا أتمني الخروج منه ،والد تي عندما تراني منكبا علي القراءة تفرح كثيرا تظنها كتب دراسية ،بيد أنني من جهة أخري لم أكن مقصرا في دراستي وانجح في نهاية العام ، هكذا قضيت مراهقتي التي يقضيها اغلب المراهقين في التعرف إلي عالم الحب ،ولطالما قال أصدقائي أنني أعاني من علة ما تجعلني أعيش حياة متصوفة حسب زعمهم ،كما وأنني أفوت الكثير من متع سن الشباب ،مع كل هذا الانتقاد لحياتي المزرية بنظرهم ،لا أغيب عنهم طويلا ثقافتي العالية احتاجوها لكتابة الرسائل الغرامية لحبيباتهم والتي أجد متعة في كتابتها ،واكتسبت شهرة كبيرة في المدرسة بسببها إلي أن جاء يوم وشي بي احدهم وأعلن للمدير لما قبض عليه وهو يسلم الرسالة لأحد زميلاته،لم أفكر وأنا أساق إلي حجرة المدير سوي بعلقة ساخنة ،لكن كل مخاوفي لم تتحقق أعجب مدير المدرسة بأسلوبي الراقي في الكتابة ،ونصحني بان استغل موهبتي في جوانب مفيدة أكثر، قال انه يعرف بعض الأشخاص الذين سيساعدونني لاكتساب خبرة أفضل .
ومضت الأيام وظننت أن المدير نسي ما وعدني به ،حتى تم استدعائي مرة أخري إلي مكتبه ومعه شخص آخر ،بد ا في منتصف العمر وبيده الرسائل التي صادرها المدير مني ،قال لي مديرنا يومها أن الشخص الموجود معه هو الكاتب الشهير ((سليم تاج الدين)) المعروف بأسلوبه الأدبي الراقي رغم السوداوية غير المبررة في بعض رواياته أن لم يكن معظمها ، نظر إلي سليم يومها نظرة استعلاء ثم سخر من أسلوبي الطفولي وقال انه بحاجة لمزيد من الصقل وسألني أن كنت أنوي أن أصبح كاتبا مثله فأجابت بنعم ، قلتها بكل ثقة نعم أري أن أصبح كاتبا ولا يهمني كيف ومتى؟
في اليوم التالي عدت من تلقاء نفسي لمقابلة المدير طامعا بان اسمع منه أن سليم تاج الدين سيقيم كتاباتي أنما فوجئت بان هذا الكاتب الشهير يعتبرني كاتب فاشل وانه ندم علي تضييع وقته رفقة طالب ثانوية يكتب خواطر حب حسب زعمه ،وينصحني أن اهتم بدراستي واحصل في المستقبل علي مهنة أفضل، كلام محبط وقاسي شعر المدير ببعض الذنب لكونه عرضني لمثل هذا الموقف ،لم اكره هذا الرجل بل داومت أكثر وأكثر علي قراءة جديده ، وفي كل مرة يذهلني بأسلوب أدبي راق ورائع.
عندما نلت شهادتي الثانوية لم احتر كثيرا في الجامعة التي انوي الانتساب إليها ألا وهي كلية الآداب ، واخترت الأدب الانجليزي بالذات مجالا لدراستي وتعرفت إلي كثير من الأصدقاء الذين مازلت اعتز بصداقتهم حتى الآن، واصلت رغم ضيق الحال محاولاتي لأكون روائيا ناجحا لكن معظم كتاباتي لم تفارق الإدراج وان فارقتها يوما تعود إليها في اليوم التالي ، بعض دور النشر لاتخاطر بنشر رواية لكاتب مغمور ،وبعضها لايود نشر الروايات المعقدة حسب زعمهم التي لا تلقي رواج كبير والحق أنني صرت اقترب من درجة اليأس الشديد وان سليم تاج الدين صادق في قوله أنني لن أصبح كاتبا ناجحا أطلاقا .
بلقيس واراجون زميلتان عزيزتان تشاركنا معنا حبنا للثقافة وأيضا شجعتني علي عدم الاستسلام حتى أصل لمبتغاي،والحقيقة أن تعرف بهما كان عن طريق الصدفة ،أعجبتا بقصة قصيرة كنت قد نشرتها في مجلة الجامعة ونظرا لأنهما لم تكونا تدرسان في نفس تخصصي كان العثورعلي صعبا ،بلقيس التي تدرس الرياضيات واراجون التي تدرس الطب ،كنت اجلس بالصدفة مع بعض الزملاء في كافتيريا الكلية عندما نادي احد الزملاء علي اسمي بصوت عال وما هي إلا لحظات حتى جاءت فتاتين من الطاولة التي تجاورنا وسألتا بإلحاح أن كنت احمل اسم عمر عبد التواب ، فأجبتهما بنعم،استولت الدهشة علي زملائي وكيلا تطول الدهشة عرفت أنهما معجبتان بأسلوبي الأدبي عبر مجلة الجامعة الأدبية وينويان التعرف إلي بشكل أعمق وان نتشارك اهتماماتنا تلك،لولا جديتهما لظننتهما يمزحان وكانت تلك البداية لمعرفة طويلة بيننا،كثيرا ما التقينا في كافتيريا الجامعة لنتبادل النقاش حول أديب ما أو رواية جديدة صدرت بالإضافة إلي تحدثنا عن شئون حياتنا المختلفة ،بلقيس فتاة تختلف عن غيرها لذا أعجبت بها بشدة ولست مختلفا عن غيري من بني جنسي فالرجال لديهم ضعف ما تجاه النساء القويات المستقلات اللاتي يعرفن ما يريدن في الحياة ،حبي الصمت لها كبر يوم بعد ولم اكن قادرا علي البوح بذلك الحب ،قصة الفتي الفقير والفتاة الثرية الذي يخشي من عواقب هذا الحب المستحيل ،حبيتي بلقيس هي ابنة رجل نافذ في البلاد لديه من المال ما يعجز عقل عن تصوره ،وفيما اضطر لتوفير المال من بداية العام لنهايته أن قررت مرافقة زملائي في رحلة سياحية لأحد المناطق الساحلية لا يفكر أهل بلقيس في كلفة المكان ،فقبل سفرهم بيوم واحد قد يغيرون وجهة سفرهم ما أن يجدوا مكانا أفضل(بمعني اغلي ثمنا في الإقامة ولا يكون احد من معارفهم قد زاره قبلا ) ،مع ذلك عشت مع الأمل ،أتضايق كثيرا لما أقابل أراجون وحدها دون محبو بتي بلقيس وصديقتها المسكينة تتضايق من إلحاحي في السؤال عن صديقتها وكأنها تقول (ما هذا الاهتمام المفاجئ ببلقيس) ،قرأت بلقيس معظم رواياتي التي كتبتها واكتملت ،فنصحتني أن انشرها وصارحتها ان معظم دور النشر رفضت أن تنشر لي لأنني كاتب غير معروف،ضحكت وقالت لي بثقة زائدة:المال يشتري كل شي .
اختارت رواية كنت قد كتبتها منذ عامين ورأيي فيه أنها سيئة صممت علي تمزيقها ولسبب ما لم افعل،((الانحسار)) هي الرواية التي اختارت بلقيس أن تنشرها ،ولم اعتبر نفسي وصوليا إطلاقا بقدر ما كان حلمي أن أصبح كاتبا مشهورا يدفعني دفعا لذلك،كنت واثقا من قدرة بلقيس علي تحقيق حلمي ، فمن سيسمع باسم أبيها لن يتردد في تقديم أي مساعدة لها،وهذا عشت علي هذا الأمل الكبير انتظر أن تأتيني بلقيس بخبر جيد من دار النشر ،وطال الانتظار ليمتد لشهور عديدة ولست ألومها في هذا التأخير فهي أعطتها لدار النشر ومسالة وقت قبل أن أراها في أدراج المكتبات تنال الاهتمام المطلوب.
أربعة أشهر فقط استغرقتها ظهور أولي روايتي للعلن ،اثني الناشر عليها وقال أنها المرة الأولي التي يري فيها كاتبا شابا لديه مثل ذلك الأسلوب النادر في الربط بين الأحداث والشخصيات ،وتفاجات لما عرفت أن سليم تاج الدين قرأ الرواية وأعطي رأيه فيها والذي كان ايجابيا جدا،ولم تنتهي المفاجآت بعد ،في ذات اليوم ذهبت معها للقاء (سليم تاج الدين) في الطريق إلي منزله عرفت انه خالها فدهشت مع كل الرهبة التي اجتاحتني من لقاء هذا الرجل الذي حطم آمالي ذات يوم.

الفصل الثاني
أيمكن أن ينتهي العشق بين ليلة وضحاها ،فالعشق جميل في بدايته قاسي في منتصفه ،مؤلم في نهايته ،ثلاث مراحل وتكون النهاية لقصة حب جميلة سكنت قلبك ورحلت وتركته يتخبط في دوامة لا تنتهي .
عمر عبد التواب
استقبلت بحفاوة بالغة من قبل سليم ،ودخلنا ثلاثتنا إلي مكتبة علي ما يبدو يقضي فيها الوقت الطويل،تركتنا بلقيس لوحدنا لنتناقش بهدوء ،وقتها شعرت أنني ند له فصرت أتكلم عن روايتي بلا انقطاع وكأنها حائزة علي جائزة نوبل ،وما انتهيت ضحك مني وقال اتعتقد انك قد تصبح نجما في عالم الكتابة بكل سهولة،فأدركت سريعا انه لم ولن يقتنع بموهبتي ،ثم اثني علي الرواية واعتذر عن مزاحه الثقيل ما فعله في الماضي كان ضروريا كي لا أصاب بالغرور واليوم اختلفت أشياء كثيرة وأصبحت اكبر سنا وافهم بصوره أعمق ،لقد نصحني بالا اغتر بموهبتي الفذة وإلا اجعلها عملا للتكسب المادي بالقدر الذي أكون فيه واعيا لمدي تقديمي لشيء يرضي الناس .
(هذا هو عشقي الذي ساتحدي به من حولي ،لن أقف مكتوفة الأيدي كي أراهم يفرضون علي ما أريد)مذكرات بلقيس أواخر عام 1994
وقعت في الهوى بلا منقذ لحظة وقعت عيناي علي عمر ،يقولون تعشق الأذن قبل العين ،كنت اسمع صوته يتردد داخل ثنايا روحي المضطربة ،فكانت أرجوان تسخر من عشقي لشخص لا اعرفه واتوهم أنني أراه واسمعه،ولم اكف عن إيجاد طريقة للتعرف علي هذا الشخص ،وحدثت المصادفة والتقيته وبدأت حكاية الحب الجميلة بكتابة أولي اسطرها،اسطر امتلأت بالكثير من المشاعر الإنسانية المختلفة ،كان قد مضي علي معرفتي بعمر ثلاثة أشهر وكنا كثيرا ما نلتقي اما عنوان العلاقة فهو نعرفه في دواخلنا وننكره في الظاهر ،كنت سعيدة معه فروايته الأولي حققت نجاحا كبيرا وصارت دور نشر ترغب بالتعامل معه ،مع كل الاهتمام الذي يحظي به من كاتب معروف يحاول تقديم كل دعمه له .
في 14-2-1989يوم عيد الحب حيث لبس العديد من العشاق اللون الأحمر وامتلأت واجهة المحلات بالورود الحمراء وغيرها مما يكون تعبيرا عن العشق العميق ،جلسنا ثلاثتنا عمر وأنا وارجوان نتبادل الأحاديث المعتادة حول الجامعة والأستاذة وصعوبة المنهج الدراسي،اعتذرت أراجون عن متابعة الحديث معنا بعد ان حان موعد محاضراتها وصدقا لم تكن أراجون لتحب التواجد معنا كثيرا لعلمها بوجود أعجاب متبادل بيننا،قبيل مغادرتها بوقت قصير اخرج عمر من جيبه علبة صغيرة ووضعها أمامها قائلا كل عيد حب وأنت بخير يا حبيبتي ،اعتراف مذهل انتظرته منذ زمن وأخرجت من حقيبتي علبة أيضا وقلت كل عام وأنت حبيبي .
بالأمس عندما كنت أتجول في المحلات لفت انتباهي تلك العلبة الحمراء التي بداخلها وردة حمراء،فكرت فورا في عمر وقررت أن اهديها له والغريب انه أيضا اشتري الهدية بالمصادفة ،كنا كالمراهقين ونحن نبوح بمكونات قلبينا ،أنها المرة الأولي التي شعرت فيها بالحب وقضينا اليوم بطوله معا نتحدث كحبيين لا يجمعهما ألا العشق ،فكرت يومها في الحاضر في حبيبي عمر والأيام الجميلة القادمة .
(يطير العشق من بين يديك كالدخان ) عبارة قالها لي احد الأصدقاء لما أخبرته عن حبي الكبير والعميق لامرأة أثرت بي واطارت النوم من عيني لفرط كنت أهواها .(عمر عبد التواب)
الكثير من زملائنا في الجامعة يدركون أنني وبلقيس علي علاقة حب ولكن أي منهم لم يري النهاية السعيدة التي تخيلناها لسبب واحد الفارق الاجتماعي الشاسع بيننا ،قالوا في النهاية ستحكم الظروف وسيصبح الحب في خبر كان .
عام1992 نلت أجازة البكالوريوس في الأدب الانجليزي وللأسف لم تكن بلقيس حاضرة معي في هذا اليوم المميز مرت علاقتنا بكثير من الصعوبات أهمها رفض أهلها إذ اعتبروا بصريح العبارة أن مهنة الكتابة ليس مهنة مع أنها حاولت ا فهامهم أن الحب يتغلب علي العوائق المادية كافة دون جدوى ،تمسكها بي كان يغيظهم وحتى خالها سليم تاج الدين تدخل ليصل معهم إلي نهاية مرضية وفشل .
علي الأمل عشت بعد أن سافرت محبوبتي إلي لندن لتكمل دراستها تحت ضغط والديها وأصبح الهاتف وسيلتنا للتواصل وأعجبت جدا بروايتي الثانية التي فيها من الإسقاطات علي حكايتنا التي لم تنتهي بعد ،أسميتها الأمل الجميل وتفوقت في عدد قراءها علي روايتي الأولي وقد قررت بعدها الاستراحة لبعض الوقت ومعالجة بعض المشاكل العائلية .
إلي امرأة أحبها وسأظل أحبها إلي ابد الابديين
إهداء رواية الأمل الجميل
ألحت أمي منذ أن حصلت علي شهادتي أن أضع الزواج نصب عيناي وما علي ألا أن أقول نعم ،في ضوء المشاكل المعقدة بينها وبين أبي تفكر في سعادتي ،لقد قرر أبي ودون سابق إنذار أن يتزوج مرة ثانية بعد زواج من أمي دام أربعين عاما والمشكلة الأعظم انه لا يملك مالا وفيرا للمضي بهذا الزواج وضعنا كل ذلك أمامه دون أن يعبا بكل ذلك وكانت ابنة الجيران (جميلة ) التي أحبتني وكتبت لي الأشعار ورسائل الحب انما لم اعرها أي اهتمام وظننت ان كل شئ انتهي إلي غير رجعة، إنما هي ما زالت متمسكة بذلك الحب وظلت لفترة طويلة تحاول ما بوسعها لا قع بحبها ، وربما كان زواجها من أبي بقصد الانتقام مني ،ودخلت جميلة بيتنا وكل يوم مشكلة مع أمي أو احد أخواتي ويأتي أبي ليؤنب الجميع بلا استثناء حتى أنا لم يشفع لي المال الذي كنت احصل عليه ويساهم في مصروف البيت فبالنسبة اليه كل ما افعله فاشل ولا يؤدي إلي نتيجة يضرب لي مثلا بأبناء أصدقائه الذين يعملون في وظائف محترمة وليست وظيفة القلم والورقة التي امتهنها و أصبحت مقتنعا برأيي بلقيس أن علي البحث عن مكان سكن آخر وشرعت بالفعل في البحث عن شقة صغيرة وساعدني بعض الأصدقاء في العثور علي مبتغاي ، أما بلقيس فقد أكملت دراستها في لندن وأخبرتني أنها ستعود في وقت قريب وانتظرتها عودتها بفارغ الصبر كنت كأي عاشق متيم حتي النخاع بمحبوبته ويضنيني فراقها القسري اشتم عطرها أتخيلها في الأماكن التي نذهب إليها ولم يخطر ببالي أننا يمكن ألا نكون لبعض ،بل وعدتني بأننا سنتزوج حتي دون موافقة أهلها وطبعا كنا متفقين في هذا الأمر ،فقط انتظر عودتها لتكتب النهاية السعيدة في قصة عمر وبلقيس .
استقرت بلقيس في لندن بعد تخرجها فقد عملت بأحدي شركات والدها هناك وأجلت موضوع زواجنا غضبت منها ولأسابيع لم اكلمها فقد قررت لوحدها وتعلم أن بعادها يضنيني ،غير إنني وجدت متنفسا لألمي كالعادة في مل الصفحات البيضاء بقصة جديدة من واقع الحياة وكان ناشري قد بدا يلح علي لاسلمه إنتاجي الجديد وقد وعدته بالانتهاء منها في اقرب وقت،
ماعدا ذلك سيطر علي شعور من الاسي الرهيب ما وجدت طريقة للتغلب عليه ألا بوجودي بين أصدقائي فالثرثرة حول أي شي قد تفيد وغالبا ما عدت لشقتي في وقت متأخر ،أنام بعدها ولا أجد وقت للتفكير في بلقيس وكم عتبت عليها حينما لم تتصل ولم تحاول شرح وجهة نظرها وبدأت أخاف من القادم بعدها عني قد ينسيها حبي فبعيد من العين بعيد عن
القلب ،أنما اتصال بلقيس أراحني وابعد عني خوفي ووجدنا ما نتفاهم عليه إلا هو أننا نحب بعضنا ولا يمكن لشئ أن يفرقنا،وأرسلت إليها روايتي الجديدة ((امرأة )) وأبدت إعجابها بأسلوبي الراقي والذي يزداد جمالا مرة بعد مرة ،قلة الاتصالات سياسة اتبعتها لعلمي بمشاغلها الكثيرة وكم كنت سعيدا لما تلقيت خبر توقيع روايتي في لندن فبعد عدة أيام سأسافر إلي محبوبتي لأري وجهها الجميل بعد أشهر من الفراق بيننا وتخــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــيلت لــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــقاءنــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــا في كل مرة أوي فيها إلي النوم .
لندن أواخر عام 1994 وصلت إلي مدينة الضباب وقلبي ملي بالشوق لحبيبة القلب لم اعلمها بهذه الزيارة لافاجئها وبعد استراحة قصيرة في الفندق أسرعت إلي عنوان الشركة التي تعمل بهاو كانت موظفة الاستقبال لطيفة معي وأعطتني عنوان مكتبها لما عرفت أنني عمر عبد التواب ،طرقت باب مكتبها ودخلت لأجد ما صدمني محبوبتي مع رجل آخر في وضع مريب
تفاجئت بلقيس والرجل أيضا ولتسيطر علي الموقف احتضنتني وأبدت شوقها للقائي أنما كنت كالمخدر تماما لا استجيب ،حاولت أن تشرح لي فالرجل رئيسها في العمل وما رايته ليس الحقيقة فهي تحبني ولن تقدم علي خيانتي تظاهرت بالتصديق بينما كل حدسي يشير إلي شئ اكبر ،ودعتني
علي أمل أن نلتقي في وقت لاحق من النهار لكن الإحداث والصدف الغريبة التي حدثت هي ما أنهت باقي ثقتي في بلقيس ،كنت كالمحكوم الذي ينتظر حكم إعدامه انتظر اعلان النهاية الوشيكة لقصة حب ظننتها مميزة ولن تنتهي إلا بالسعادة المنشودة ببني وبين امرأة أخلصت لها فطعنتني بسهم الغدر ،اعتذرت بلقيس عن موعدنا تحت ذريعة عمل متأخر في الشركة
فقبلت اعتذارها وبما أن الغد سيكون حافلا بالكثير من اللقاءات الصحفية بعد توقيع الرواية لم يجد النوم طريقا إلي مقلتي وإذ بي في هذه الحالة من الأرق يطرق بابي كان الطارق صديقي تامر مفيد الذي كان زميل دراسة وهو يعيش في انجلترا منذ فترة طويلة اخبره بعض الزملاء بتواجدي في لندن فجاء للقائي من شيفليد حيث يعيش مع زوجته ،دعاني لأتناول العشاء معه بأحد المطاعم الفاخرة ولم استطع رفض الدعوة فذهبت لأخرج نفسي من حالة الشك والخوف ،وصلنا ثلاثتنا إلي المطعم وتحدثنا حول مواضيع متنوعة ومتعددة شاركت فيها زوجته أليس التي تتقن العربية جيدا ولم يقطع علينا استمتاعنا بجلستنا إلا ربكة غير عادية حدثت في المطعم عرفنا بعدها أن احد رجال الاعمال الكبار من احد الدول قادم مع خطيبته ليناول العشاء في هذا المطعم الـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــراقي وكنت كغيري فضوليا لأري رجل الاعمال وخطيبته،ويالها من صدمة حينما نظرت لخطيبته كانت بلقيس تلك المرأة التي يسري حبها في دمي ولا أنام ألا وصورتي في مخيلتي وحاولت في تلك اللحظة ألا اصدق ما رأته عيناي ككل إنسان تأتيه صدمة فيصبح في حالة إنكار لها كان تامر يكلمني دون أن استطيع الرد ،خرجت كالمجنون غير آبه بمن حولي وعدت لغرفتي في الفندق وانزويت في ركن منها ابكي بحرقه فها هي المرأة التي أحبها قد خانتني دون أن تترك لقلبي الذي اخلص لها أي فرصة ليحيا بعدها سعيدا ويثق في الحب من جديد،لا ادري كيف استطاعت مقاومة مشاعر السوء وتصرفت بشكل لائق أمام الحضور في المؤتمر الصحفي ومن قبلها سار حفل التوقيع بشكل جيد ،أما لوعتي فمازالت تحرقني وبحت لصديقي تامر بما يخالجني من شعور من الخيبة في الحب الكبير خفف من مصابي بالقول إنني ما زلت شابا وساجد امرأة غيرها تمنحني الحب كما طلب مني في ذات الوقت عدم التسرع في الحكم علي بلقيس فلربما لديها تبرير لما فعلت ،كان الأسبوع الذي قضيته في لندن حافلا بالإحداث السيئة فقررت العودة بالرغم من تمسك تامر لأبقي بضعة أيام أخري،في الليلة السابقة لمغادرتي جاءت بلقيس لمقابلتي وبدا الحزن والألم واضحا علي وجهها لم ارغب في ان تبرر لي موقفها وكدت أن اطردها من غرفتي ولكن تراجعت وقررت الاستماع إليها وبعدها يمكنني الحكم إن كانت خائنة أم لا ،ليلتها ارتدت فستانا اسودا بدا متناسبا مع حالتها وفي نفس الوقت أعطاها مسحة من الجمال كالعادة سحرني ونسيت كل شئ لبرهة تكلمت وشرحت أسبابها التي لا أجدها مقنعة فرجل الاعمال الشاب رآها في حفل أقامته سفارة البلاد منذ عدة أشهر وفتن بها ولم يكن في نيتها أن تستمر معه أنما والدها ضغط عليها لتستمر في العلاقة وصولا إلي الزواج في وقت يمر فيه والدها بأزمة مالية خانقة زواجها من رجل الاعمال سيحل الكثير من مشاكله واعتبرت نفسها أمامي ضحية قست عليها الظروف وصدقتها حينها وتمنيت لها السعادة من كل قلبي.



الفصل الثالث
أنت النساء جميعا.......ما من امرأة
أحببت بعدك،إلا خلتها كذبا
نزار قباني
ربما كان سليم متعاطف معي لدرجة كبيرة ولذا لم يحضر زفاف بلقيس الذي تم بعد ثلاثة أشهر من لقائي بها في لندن وطوال هذه المدة تحاشي التكلم عن ابنة أخته حتى ذلك اليوم عندما زرته صدفة ودعاني لنتمشى قليلا شعرت ان هناك الكثير من الكلام المحتبس بحلقه ويجد صعوبة في البوح به واخيرا بعد مقدمة طويلة وصل الي مصارحته الثقيلة حول بلقيس قال انها لم تحبني يوما بل كنت مجرد تسلية لها وان الزواج بي لم تاخذه يوما علي محمل الجد استمرت في علاقتي بي لترضي غرورها المريض وحيث أنها تحب المظاهر كثيرا أحبت التواجد بجانبي بسبب شهرتي المتنامية وما أن وجدت البديل حتى هرعت إليه ، سمعت تلك الكلمات ولم اصدق معقول حبيبتي تلاعبت بعواطفي بررت لها حتى زواجها من آخر وصدقت كلماتها وإذ بكل ذلك مجرد تمثيل ومادام الشاهد من أهلها فلا مناص من أن الحقيقة المرة هي واقع اليم يجب أن أتعايش معه .
الحب شعور جميل أما أن يعيشه الإنسان أو يعيشه ومحظوظ من تكتب لعشقهما نهاية جميلة أما التعساء فمن يفقدونه بعد أن عاشوا روعته.
مقدمة رواية بعد العشق لعمر عبد التواب
كنت عاشقا هائما بحبيتي اعتبرها كل شئ وأصبحت ضائعا ومحطما بعد أن عرفت تلاعبها بي وحاولت ان أتجاوز شعوري بالخداع بالخيانة ولكن دون جدوى سكنت بلقيس عقلي وروحي وصورتها تطاردني في يقظتي ونومي
اقتربت مني فتاة تدعي ياسمين أثناء جلوسي بأحد المقاهي مع بعض الأصدقاء وأخبرتني عن مدي إعجابها برواياتي وتجدني متميزا عن غيري فشكرتها وكان يمكن للأمر أن ينتهي عند هذا الحد لولا ا ن احد الجالسين أشار ألا أضيع الفرصة فياسمين فتاة جميلة وقد تكون تسلية وقتية جيدة وفي أثرها أسرعت وأعطيتها رقم هاتفي لتتصل بي للتناقش بحرية حول رواياتي وقبلت الفتاة ،ان شعوري المتعاظم بالخيانة دفعني الي اعتبار كل النساء خائنات وكانت ياسمين البداية في سلسة طويلة من النساء ما ندمت وقتها علي هجرهن في وقت تعلقن بي ،المهم أنني كدت أن انسي ياسمين تماما حتي تلقيت منها اتصالا والتقينا وأدركت من حديثها انها فتاة مثقفة تختلف عن غيرها قرأت معظم رواياتي ألا انها لا تفهم السوداوية المطلقة والحزن في بعضها فأخبرتها أنني انقل الواقع دون تزييف وان الأمير عندما تزوج السند ريلا لم يعيشا في سعادة وهناء وان الأميرة النائمة عادت للنوم من جديد بعد ان اكتشفت ان أميرها ليس بتلك الشهامة التي توقعتها،مع ذلك بدت مصرة علي ان الحياة فيها الكثير من الاشياء الحلوة
فهي مثلا فقدت والديها في وقت متقارب ووجدت نفسها وحيدة ومع رفعها راية التفاؤل والامل تغيرت حياتها جذريا فهي اليوم مديرة تسويق ناجحة في شركة كبري ولديها خطط مستقبلية في انشاء شركة خاصة بها ،لقد مثلت ياسمين كل شيئ ناقضته في الفترة الاخيرة ولذا استمراري في علاقة معها سيضرها أكثر مما يضرني فقلبي ما زال متعلقا باخري أرادت بيأس أن نرتقي بعلاقتنا الا أنني رفضت اعترفت بعلاقاتي مع نساء أخريات في محاولة للنسيان وفهمت ياسمين أخيرا أي رجل ستتورط معه ولن يخلف لها سوي الدموع والألم وربما شكرتني في نفسها لصراحتي.

أروع ما في حبنا انه
انه ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا انه
يمشي علي الماء ولا يغرق
نزار قباني
لطالما اعتقدت صديقتي بلقيس امرأة غريبة الأطوار تترك من تحب لتتزوج رجلا يكبرها بكثير ،كنت معها في يوم زفافها ودخلت عليها وهي تبكي بحرقة وتصرخ باسم عمر ثم ما لبثت أن هدأت وتحول حزنها إلي فرح هستيري ،فرغم حبها لعمر لم تستطع إلا الرضوخ لقيم طبقتها الاجتماعية المترفة تاركة الحب وراءها وفكرت لحظتها في عمر ما حاله وهل يتجاوز هذه الأزمة بسهولة ،ولكثرة ما كنت منشغلة بالدراسة ما عاد الموضوع ذو أهمية بالنسبة لي ،ولكن يأبي القدر إلا ويجعله في حياتي .
كنت عائدة إلي بلدي بعد غربة طويلة وتأخر موعد رحلاتي فانتظرت في مطار هيثرو كحال الكثير من المسافرين وإذ برجل يرتدي نظارات سوداء يناديني باسمي فاستغربت وربما شعر باندهاشي فصرخ وهو يبتسم أنا عمر عبد التواب ،كانت هذه هي البداية لقاء بالصدفة تحدثنا قليلا بعد أن لاحظت التغير الكبير فيه ولشدة ما كنت متشوقة لأتعرف علي عمر الجديد والمحسن تذكرت بلقيس أتراه نسيها أم مازالت تداعب أحلام يقظته ،في نفس الرحلة عدنا معا إلي بلدنا ومع وصول رحلتنا إلي نهايتها تبادلنا أرقام الهواتف ولم يكن بنيتي أصلا أن أعطيه له كأنني كنت خائفة من تعقيدات أخري ،ومر شهران علي ذلك اللقاء ونسيت الموضوع برمته خاصة أن عملي بالمشفي يدوم لساعات طويلة ، وبعد نوبة عمل ليلية واستعدادي لأعود لمنزلي وجدت عمر أمامي جاء لزيارتي في مقر عمل فقبلت علي مضض دعوته للمطعم القريب ومن جديد نجح في إرباكي وتكلم عن روايته الجديدة وعماذا قرأت شيئا من رواياته أجبت بالنفي فاسر ع إلي سيارته وعاد بمجموعة من رواياته وطلب مني أن أعطيه رأيي فيها ،وقضيت أوقات فراغي اقرأ لعمر عبد التواب وإذ بي أمام روائي عظيم ينجح في جعل القارئ يستمتع بقراءتها فاتصلت به في وقت متأخر وأبديت إعجابي الشديد بالروايات وعن روعة أسلوبه الفريد .
أراجون دخلت علي قائمة نسائي التي تشطب منها أسماء وتضاف إليها أسماء ولكن بقي اسمها غير قابل للشطب .
مذكرات عمر عبد التواب 1998
بعد ياسمين كان هناك العديدات وبقيت ياسمين في خيالي وندمت علي عدم الاستمرار في العلاقة من جهة أخري اجزم بأنني لم أكن قادرا علي حبها وإذ بي اصطدم باراجون رايتها في مطار هيثرو فعرفتها في وقت لم تتذكرني بشكل واضح أو إنها تعمدت أن تظهر ذلك ،اصريت علي أراجون في تلك المرحلة من حياتي واردتها أن تكون زوجة لي ،ولما أخبرت صديقي تامر عن رغبتي المجنونة نصحني ألا افعل فأصعب شئ أن نسيان حب بحب آخر قد لا يكون صادقا ، أنما اعترفت لاراجون بكل علاقاتي السابقة متمنيا ان تفهم حالة الضياع و التشتت التي عشتها أشفقت علي حالي ولكن أن تحبني فذلك شئ مستبعد في الوقت الحالي إنما ليس مستحيل.
ربما تأثرت سمعتي كثيرا بسبب علاقاتي مع النساء ولذلك فاراجون خائفة مع عدم تيقنها من نسيان لبلقيس بالتأكيد هي في حالة صراع بين قلبها الذي يريدني وعقلها الذي يرفضني ،وذات مساء اتصلت بي لتخيرني عن قرارها النهائي الذي لارجعة فيه الا هو الزواج فرحت فقد انتصرت علي شبح بلقيس ولاح امل جديد في حياتي اسمه زهرة الاراجون .
آخر امرأة توقعت ان يتزوجها عمر هي أراجون ليس السبب لكونه كان حبيبا لي بل جزمي الكامل بان من فقد الحب مرة قد لا يجده مرة أخري ،قررت أراجون وتزوجته دون إعلامي حتى بعد فترة من الزواج لحرصها الشديد علي إلا أتدخل في حياتهما .
مذكرات بلقيس 1998
تواصلت المسرحية مسرحية الزواج من اراجون والتظاهر بسعادة غير موجودة حاولت عبثا اقناع نفسي بالعكس،كل من حولي يعتقدون انني امتلك مفاتيح السعادة في يدي يقولون من مثلك ،حتي سليم تاج الدين يعتقد أن زواجي خاطي مادمت لا أزال اشعر بالحب تجاه أخري ماذا سنفعل نحن الثلاثة في دوامة هذا الزواج
كنت عاكفا علي كتابة رواية جديدة أحاول بقدر الإمكان إلا ادع عواطفي الماضية تسيطر علي ،أن أكون عمر آخر غير الذي عشق فتاة غنية وخذلته

أعيش بحب مع زوجتي حياة سعيدة ،جهلت العزيزة اراجوان حقيقة إنني لم ولن انسي حبيبتي بلقيس،وذات مرة شردت بأفكاري بعيدا وتوقفت عند بلقيس فرحت أصفها علي ورقتي البيضاء وعبرت عن مشاعري بشكل واضح ،ويبدو أن تلك الورقة تداخلت مع باقي أوراقي المبعثرة في وقت كنت شديد الحرص علي الانتهاء من روايتي الجديدة وتسليمها للناشر في اقرب وقت ،يشاء القدر أن تقع تلك الورقة بين يدي زوجتي وبدت تشك أن زواجنا قام علي الحب أصلا من ناحيتي علي الأقل ،فهي صادقة في مشاعرها فاعترفت بان شكوكها في محلها حاولت أن أحبها ولكن بلقيس تظل سيدة قلبي الأولي ،صمتت للحظة وقالت بعدها :
((احبك يا عمر عبد التواب حتى وان لم تشعر حيالي بأي عاطفة ستكون سيد قلبي الأول والأخير )).
في تلك اللحظة التي عبرت فيها اراجوان عن حبها العميق تمنيت لو أحببتها فعلا فصدقها عذبني خاصة وهي تود البقاء إلي جانبي ولو لم أبادلها العواطف،بذلت جهدي ولكن القلب حاكم ولا مجال للتحكم فيمن نحب ،
لا اخشي أحدا حين يتعلق الأمر بعواطفي حتي لو قيل باني أطارد رجلا متزوجا وأدرك تعلقه بامرأة أخري غير زوجته ، لكني لن ايئس من المحاولة بالنسبة لي عمر عبد التواب معضلة معقدة يحبني أو لا يحبني علا قتنا القصيرة أمدتني بالأمل والتفاؤل الكبيرين وسأمضي في درب ذلك الحب الوعر والشاق .
مذكرات ياسمين يناير 2000
الخيانة طعمها كالعلقم ، أثرها كالسم في الجسد ،من ذاق مرارتها لا يتمني لأحد أن يعاني مثلما يعاني ،عندما تزوجت اراجوان ظننت نفسي قادرا علي الإخلاص لها واني ودعت حياة مليئة بالعبث وأصبحت هي امرأتي الوحيدة وإذ العكس حصل ما أن قابلت ياسمين بعد طول غياب ليبدأ فصل جديد من حياتي غابت عنه بلقيس .





الفصل الرابع
اراجوان وياسمين وبلقيس
كأي أب كنت مولعا بصغيري امجد ،فلا يمكنني لن اصف حبي له اعتقدت اراجوان بعد عام علي زواجنا أننا تغلبنا علي كثير من المشاكل التي كانت لتعصف بزواجنا فكما يقولون العام الأول للزواج هو العام الأهم في استمرار يته من عدمه ،حمل العام المنصرم تقديرا لي علي المستوي الأدبي بعد أن حصلت احدي رواياتي علي جائزة دولية وتحسنت علاقتي بوالدي كثيرا ولم اعد اشعر بالغضب منه ولا من زوجته كثير من الأصدقاء يتحدثون عن روعة زوجتي وأنها الزوجة المثالية لي
غاب شبح بلقيس ليظهر شبح آخر لامرأة تركت تأثيرا في نفسي ،ياسمين ما كدت أراها بعد طول غياب حتي عاودتني تلك المشاعر التي لا تفسر ،قلبي يسير بلا هوادة وراء ها وعقلي يأبي التروي ،تلك المرأة الواثقة من نفسها التي جعلتها ثقتها تصل إلي ما تريد ،وكنت احد أهدافها بعيدة المدى فهي تظن بكل صراحة أن زواجي من اراجوان لن يدوم ،وعشقي لبلقيس ضرب من الجنون بمعني هي الإنسانة المناسبة لي فبيننا الكثير من الأشياء المشتركة ،وشيئا فشيئا بدا قلبي يخفق ويشعر بمشاعرها انه الحب وبلا شك الذي ما كنت قادرا علي الإحساس به بعد بلقيس ، هاهي الأيام تثبت لي أن من يحب مرة يحب مرة ثانية أن لم يكن بدرجة اقوي من المرة الأولي
تزوجنا في باريس زواجا سريا ،او هكذا اتفقنا ولم يخطر ببالي أن تخل عروسي الجديدة باتفاقنا، صارت تتذمر من اهتمامي بأسرتي الصغيرة واني لا أوليها الاهتمام الكافي وصدقا بدأت اندم علي زواجي منها ،ضميري يؤنبني
وان أخبرت أراجون سأخسرها بكل تأكيد، ولكني صدقت قلبي وما أملاه علي أن ياسمين هي بلسم الجراح وبدايتي الجديدة مع الحب .
بطريقة ما كنت مستعدا لخسارة أي شيء من اجل الحب ولذا صارحت اراجون بالحقيقة غير مقدر لعواقب فعلتي ماكان عليها الا استقبال هذا الخبر الصادم بموجة عارمة من الهستيريا الشديدة بل تساءلت ما الذي يدفعني إلي الزواج باخري وهي تمنحني كل ما أتمناه لنعيش حياة زوجية هانئة وصمتت فأي تبرير في غير محله ولا يغطي علي حجم طعنة الظهر التي وجهتها له بلا رحمة،وما كانت لتستمر معي ولذلك تطلقنا بعد اقل من شهر علي زواجي الثاني ،واتفقنا أن نبعد ابننا عن خلافاتنا الشخصية ، فهو طفل يستحق منا منحه أفضل حياة ممكنة ، بينما أرادت ياسمين بأنانية لم أراها فيها إلا بعد الزواج أن أبدا معها خاليا من رواسب الماضي وامجد هو من ذاك الماضي،خالفتها في ذلك فامجد ابني ولن أتخلي عنه كما تريد وأكرس نفسي لها، تلك نقطة الخلاف بيننا التي عمقت خلافاتنا ووصلت إلي حد اللاعودة،فكان طلاقي بعد أشهر خمس علي الزواج بينما قصة حبي لياسمين استمرت لعامين ونصف ، تبخر الحب وصرنا لا نطيق النظر لبعضنا أما انتقامي مني فكان عبر تشويه سمعتي والقول أنني اسات معاملتها مستخدمة في ذلك بعض الصحافيين الذين كرسوا أقلامهم لمهاجمتي ، ونجحوا في ذلك الي حد بعيد احدي دور النشر رفضت التعامل معي والسبب حسبما قالت مديرتها ارتباط اسمي بالعنف ضد زوجتي ؟
وخضت صراع مرير علي مختلف الأصعدة لأثبت كذبها واخذ مني الوقت الكثير ، وقفت اراجوان معي ضد كل أكاذيب ياسمين وكنت راغبا بالعودة إليها إلا أن عودتي ليست مرحبا بها ،تتعامل معي علي أساس أني والد طفلها
أما ما عدا ذلك فمرفوض،تقبلت الواقع بكل رحابة صدر فالندم لن يفيد شيئا تحملت نتيجة أفعالي ومعها كل الحق ألا تسامح الشخص الذي خان حبها ،وأعطاها فكرة مزيفة عن معني الإخلاص .
جاءت بلقيس ففطرت قلبي بطريقة هادئة ومع كل من عاشته بعدها من الم حقيقي ،فيما فطرت ياسمين قلبي بطريقة خالية من أي شفقة أو رحمة اقرب إلي الانتقام ومع ذلك كان الألم شيء لا يذكر ربما لا
ن حبها لي كان اكبر بكثير من مشاعري التي خمدت تجاهها ،أما ملكة قلبي الحقيقية فهي اراجون حبها عطاءها اللامحدود تمنيت لو نعود ****ب الزمن للوراء كي لا ارتكب الأخطاء التي ارتكبتها بحقها .
ماذا اقول عن فراق ارجوان سوي انه نار لليس للهبه حدود مازال كالجمرة يشتعل في قلبي ،الم لانهاية له ، رغبتي الوحيدة ان أراها قبل الفراق الأبدي الذي لامفر منه.
مذكرات عمر عبد التواب 2008
كتبها في مستشفي مايو كلينك قبل رحيله بأيام
ما اقسي ما فعله بي عندما هجرني لأجل أخري لم استطع مسامحته والان بعد غادر عالمنا فقد استطعت مسامحتي ،ما تركه لي مجرد ذكريات جميلة لن تفارقني ما حييت
مذكرات ارجوان صيف 2008







الخاتمة

بعد صراع طويل مع المرض لم يستطع عمر المقاومة فتوفي صبيحة يوم ربيعي جميل وكان قبلها قد دخل في غيبوبة آخر كلماته كانت :
الحب كان أجمل شعور عشته كما تمنيت أن تطول الأيام التي كنت سعيدا فيها بهذا الشعور
ولكن القدر لم يكتب لي النهاية السعيدة


النهاية


سمراء الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-15, 02:53 PM   #2

مها ع

نجم روايتي ومحررة بالجريدة الأدبية

alkap ~
 
الصورة الرمزية مها ع

? العضوٌ??? » 353525
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,502
?  مُ?إني » yemen
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond reputeمها ع has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك action
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
يا رقيقة القدمين يا امي ، اود لو كنت الارض التي تمشن عليها .....
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وااو ما شاء الله عليكِ قصة في قمة الابداع ...
النهاية محزنة ���� بس بجد اثرت فيني ...

بالتوفيق لك حبيبتي
وبأنتظار جديد ابداعك ...

دمتي بود
اختك جووري ...


مها ع غير متواجد حالياً  
التوقيع











[/COLOR][/SIZE]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عشاق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.