آخر 10 مشاركات
554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree90Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-14, 10:16 PM   #2111

Asma-

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية Asma-

? العضوٌ??? » 294445
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,916
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Asma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond repute
?? ??? ~
قد لا يكون الوطن أرضاً .. فقد يكون قلباً .. أو قلماً .. أو أرواح قريبة منا .
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء الحق مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 8 والزوار 0) ‏نداء الحق, ‏انثى الهوى+, ‏أمة الله+, ‏aisne+, ‏دوسة 93, ‏toto kareem, ‏toto2009, ‏
مساء الخيرات والسعادة والمحبة والسرور على عيونكم ياوردات
زنوبتي شفتي اني حجزت الكرسي اللي يمي ألج ونون يمنا وايسونتي كل الحبايب سوة
ربي يديم الجمعة الحلوة بكل ماهو طيب وخير




اللهم امين و بوجود ندوش الغاليه


Asma- غير متواجد حالياً  
التوقيع


بسم الله الرحمن الرحيم
" فأن تولوا فقل حسبي الله ربي لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"


من يتعذر انه لا يوجد وقت لقراءة القرأن
أجعل هذه العباره نصب عينيك :
ما زاحم القران شيء إلا باركه
د أحمد عيسى
رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 10:17 PM   #2112

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
20 ~ الفصل العشرون ~

مساءاتكم صاخبة بالفرح أحبّتي ..




هممم .. لن أخبركم أنّني مشتاقة لكم .. سأكتفي بترك ذاك الشوق في نفسي ^_^
سأثرثر قليلا قبل إنزال الفصلَيْنِ ..

لما فصلينِ ؟

حسنا لأنّ الفصل العشرون هو تكملة لما قبل .. إذا وضعته وحيدا لن تشعروا بأنّكم إرتويتم وإن أضفت عليه أحداثا أخرى لن أصل للترابط الزمني أو الحبكي .. لذلك قرّرت إضافة الفصل الحادي والعشرون لتتكوّن أفكاركم مكتملة دون نقصان ..
سأخبركم أمرا .. حينما توقّفت زمنا عن الكتابة .. فكّرت أن أربط هذه الرواية بأخريات .. فأضعهنّ في سلسلة .. إحترت في إسمها كثيرا .. لأرسو في الأخير على " عِجافُ الهوى .. "
البارحة سألتني ميمي لما عجاف الهوى ؟ ماذا أقصد بـ هذا الإسم ..؟ عجاف الهوى أردت به أن أصف حالة أبطالي الذين يعيشون عجافا في الهوى .. عطشا وظمأ للـ هوى ..
لا أعلم كم جزءا ستحوي لكنّني أطمع بأن تشاركوني بتشجيعاتكم للمضي فيها قِدَما ..
فصليْ اليوم سيتطرّقان للتفاصيل التي أسرعت فيها سابقا .. أرجو أن تستمعوا بهما ..



~ الفصل العشرون ~




سأفتتح الفصل بـ رائعة من قلم شاعرتنا ندوش ..

{ في لحظات الشوق المرير
واستحضار ذكرياتي معك
احس بسكين مثلوم
يحز باحشائي ليجري نزيف دم
يوازي نزيف ذكرياتك ضحكاتك صفاء عينيك
تحتشد بصدري الانفاس لعلها تطفئ نار الحنين
او تجد لي علاجا يقضي على جرح في روحي
لم يندمل بل ازداد ألتهابا
كل الخوف يا أسرة روحي ان يستبد بي الشوق يوما
خوفي اذا مارحت ابحث عنك يوما لاجدك تبادلين اخر العشق
والحب العميق
خوفي ان تتسارع خطواتي اليك لتحتويك روحي وتمنع عن رئتيك الهواء
اذا فكرت بيوما ان تكوني لاخر فأنت لي بحزنك وفرحك ودمعات عينيك
انت لي انني أقر واعترف بجنوني الذي يعتريني بكل مايختص بك
حبيبتي }




فتات قلب ..~


" أنتبه لها أرجوك "
تلفّض بتلك الكلمات للممرّض وهو يُغلق باب غرفة الطوارئ أمامه، ليختفي طيفها الراقد على الحمّالة .. يمسح وجهه بيده يناجي الله .. لينتبه إلى ساعده الملطّخ بلون يخافه .. مهما إدّعى الشجاعة كان الخوف صديق وفيّ له .. صاحبه في كلّ لحظات شجاعته الواهية .. حينما تشاجر في طفولته مع مشاكسين ألحقوا الأذى بأخيه، دقّات قلبه الخائفة صمّت أذناه، رعشة يده الجامدة والتي لم يرها غيره كانت عائدة للخوف ..
الخوف من الموت، من الدماء .. ومن الألم ..
في سنّ صغيرة، إصطحبه عمّه ما إن وصله خبر الحادثة إلى المستشفى، جسد والدته الممتلئ بالجروح ورأسها الذي يكاد ينفصل عن جسدها، شعرها المحترق كان أوّل ما وقعت عليه عيناه.. عمّه الذي لم يراعي صغر سنّه في غرمة غيابه عن الوعي، صرخ يبحث عن أخيه ليكون مظهره أكثر بشاعة من مظهر والدته .. دماء تغمر أشلاء جسده المتناثرة فوق نقالة طبيّة .. تلك المشاهد حفرت في ذاكرته بصمغ لم يفلح الزمن في تخفيف قوّته .. وكلّما لمح لونا قاتما، تُعاد تلك المشاهد في عقله لتأرقه وتبعث الخوف بين صدره .. مرآها وهي مرميّة على سطح القارب، فاقدة للوعي والدماء تحيط بها .. جعله يتوقّف ثوانٍ عن الشعور .. عن القدرة على الحركّة .. بقي مرابحا مكانه كحجر إلتصق بالأرض .. ثمّ قوّة خفيّة كان مصدرها الخوف دفعته للتحرّك .. للإقتراب منها، حرّكها، صرخ بإسمها، ترجّاها أن تفتح عينيها، أن تخاطبه .. لم يتوانى عن صفعها علّها تستفيق من غفوتها ..
سيّارة المستوصف ذات الأجهزة المحدودة وصلت في وقت قياسيّ بالنسبة لقدراتها القليلة .. تمّ نقلها إلى غرفة الطبيب الوحيدة ليضطرّ بعد فحص صغير إلى الإتّصال بمشفى العاصمة طالبا إرسال مروحية لنقلها في أقرب وقت .. حالتها الحرجة التي ما إنفكّ الطبيب عن إخراجها من حنجرته، زادت من توتّره .. تساقط العرق من جبينه وهو يرى الدماء تزداد تسرّبا .. حملها دون أن ينتظر نزول الممرضَيْنِ من المروحيّة .. ركض بها إليهما ما إن وصله صوتها المدويّ .. ليصعد والطبيب يتبعه يلقي أوامره على الممرّض ..
" تعرّضت لنزيف قويّ ..تحتاج لثلاث أكياس دمّ .. حسب زوجها فصيلة دمها بي إيجابي " ..
الثلاثون دقيقة التي أمضتها المروحيّة في طريقها إلى مشفى العاصمة، لم يرفع فيها رأسه عن وجهها .. يقبّلها تارة وأخرى يتلو آيات تعوّدت الخالة سارة ترتيلها في كلّ ظرف سيّء يمرّون به .. يده لم تتوقّف عن مسح شعرها يبعد إلتصاق خصلاته عن وجهها الشاحب .. جفونها المغمضة بتعب مرتسم عليها، جعله يقترب منها ليقبّلها .. ظلّ على حاله، حتّى شعر بالمروحية تنزل لتستقرّ على ممرّ المشفى المخصّص لها .. بخفّة يقفز منها، ليعود إلى حملها والركض بها نحو الفريق الذي ينتظرهم، يتبعه الممرضَيْنِ، واحد يُحمل معه سمّاعاته ويجرّ عمودا يحوي كيس دمٍ متّصل بيدها .. والآخر يدير أرقام هاتفه اللاّسلكي ليملي بعضا من ملاحظاته حول الحالة ..
بعيدا قليلا عن المروحية كانت تنتظرهم حمّالة وأربعة أشخاص، أكبرهم يرتدي نظّارة سميكة، من هيئته يتبيّن أنّه الطبيب ليأكّد كلامه وهو يستلم الحالة آمرا من حوله باشياء إستعصت عن فهمه .. ما إن وضعها على النقالة حتّى ركض يساعدهم على دفعها .. ليتوجّهوا نحو قسم الطوارئ .. وهنا يقف بعد أن منعه الممرّض من الدخول " سيدي سنهتمّ بها .. " ..
ينقل بصره إلى ركبتيه، إرتعاشهما كان مربكا له .. يشعر بثقل يمنعه من تحريكهما، بجهد يصل إلى مقعد موضوع بإهمال وسط الرواق، ليرمي بجسده عليه ويحاول الضغط على ركبتيه بكلتا يديه .. فقد القدرة على السيطرة على الإرتعاش الذي تزايد بصفة كبيرة .. حركاته المتوتّرة جذبت نظر ممرّضة مارّة من جانبه لتقترب إليه تسأله بإهتمام ..
" سيّدي هل أنتَ بخير ؟ " ..
غير قادر على رفع عينيه عن الإرتعاش الذي تضخّم بنسبة فائقة .. إكتفى بهزّة رأس .. تثني قدميها وتجلس على أرضية المشفى، تحاول تمديد ساقيْه ونزع حذائه والبدأ بتدليكهما .. وبنبرة إنجليزية ريفيّة تطمئنه " لا تخف .. هذه علامات الصدمة .. وقتية.. ستتحسّن خلال دقائق .. حاول أن تسترخي .. فكّر بلحظات جميلة .. تنفّس بهدوء .. " دون أن تتوقّف عن التدليك، ودون أن يحرّك يديه المتجمّدتين، يراقب يديها الخفيفتين والمتمرّستين، تمرّان بسلاسة على طول ساقيه .. تضيف " جيّد .. أترى ها قد بدأ الإرتعاش يخفّ .. "..
بعودة قدرته على التحكّم بالرعشات، يشعر بتحسّن .. بإبتسامة لم يعتد رسمها، يشكر الممرّضة التي وقفت ناصبة طولها الفارع، بثوبها الأبيض وملامحها المريحة، تبتعد وهي تردّد " سأبحث لكَ عن قهوة تهدّؤكَ .. " .. لم يشعر بالوقت الذي مرّ على غيابها، ليستفيق من شروده على رأسها وهو يطلّ عليه .. إبتسامة عفويّة ترتسم على شفتيها ويدها اليسرى تحمل كوبا بلاستيكيا يحوي قهوة ساخنة .. بخارها يوحي بلذّتها .. يأخذها وشفتاه تهمس بكلمة شكر .. يرتشف بعضا منها علّه يهدّئ دقات قلبه الخائفة ..
ما إن شعر بقروب إنتهاء الكأس، حاول مدّ يده إلى الحائط والإستناد عليه للوقوف .. بجهد يضغط على ساقيه المتيبّتسن، لتقفز إليه، يتقبّل مساعدتها .. ليصله صوتها وهو يخطو خطواته الأولى متّكئا عليها .. " لازلت تحتاج للراحة .. فأرجوكَ سيدي عُدْ للجلوس " دون أن يتوقّف عن التقدّم، متخليا عن مساعدتها، ومحاولا الحفاظ على توازنه يجيبها " أرجوكِ هل يمكنكِ طمأنتي على حال زوجتي .. هي في غرفة الطوارئ .. " تلحق به لتوقفه مانعة إيّاه من الدخول عنوة إلى الغرفة " سيدي أعدكَ أن أسأل عن حالها لكن يمنع الدخول هناك .. ستشتّت إنتباه الطبيب والممرّضين وهم في حاجة للتركيز .. " يلتفت إليها، بإيماءة رأس تشجّعه للعودة إلى مقعده، مشيرة بيدها .. يتقبّل دعوتها ليعود بتثاقل بدأ يخفّ وبخطوات بطيئة بدأت تعود الحياة إليها ..





حسيس روح..~


" أدخلها للمطبخ " تشير إلى عامل السوبرماركت المحمّل بالأغراض التي إشترتها.. تتوقّف لتخلع معطفها وتعلّقه، ثمّ تخبّئ قفّازاتها في درج الطاولة الموضوعة أمام باب الإستقبال والمزكرشة بشريط فضيّ جعلها جذّابة .. فوقها عانقت حقيبة يدها ذات اللون الرماديّ بلورها النظيف .. تنزل لتفكّ شريط حذائها وتستبدله بـ خفّ أسود يلائم سنّها .. تعود لفتح درج ثانٍ، تُخرج حقيبة صغيرة للنقود .. تحمل عشر بوند لتمدّها للعامل الواقف منتظرا أجرته بعد أن وضع حمولته في مكانها المعتاد .. يشكرها وهو يغادر مسرعا لإتمام بقيّة الأعمال التي تنتظره .. تخرج تنهيدة تعب وهي تغلق الباب، كلّما جاء يوم التسوّق تُصاب بصداع، نتيجة تجوّلها بين أروقة السوبرماركت، ثمّ ترتيب المشتريات في المطبخ والذي يتطلّب وقتا طويلا لإنهائه .. بخطوات رسميّة إعتادتها تتقدّم نحو المطبخ، تتوقّف قليلا تحاول تحريك أنفها بين أرجاء الممرّ، تتساءل بهمس " أشمّ رائحة حريق .. "
تصمت قليلا لتتقدّم خطوتين أخرتين تزداد معها الرائحة في البروز ويتأكّد معها هاجسها " أيّها الربّ لا تجعلها كما في بالي .. " ..
تفتح الباب الذي أغلقه العامل منذ دقائق، تتّسع مقلتا عينيه وتفتح فاها دهشة وهي تجول بنظرها بين أرجاء المطبخ .. أوانٍ وملاعق وأكواب متّسخة إحداها تلتصق على أفواهها وحواشيها شوكولا سوداء من النوع الذي يستعمل للحلويات وأخرى ملطّخة بالبيض والسكّر وأشياء لم تتمكّن من معرفتها .. تتوجّه نحو الفرن لتلمح صينيّة من كثرة السواد الذي يغشاها لم تتعرّف أيّها من صواني المطبخ التي سترمي بها في المزبلة .. تخطو خطوة أخرى مرتبكة لتواجه طاولة الطعام وتتمعّن في قالب الحلوى الذي يترأسها وعليه وُضعت بعض قطع الفراولا والكيوي .. وشمعتين .. بجانبها صحون فارغة تنتظر أن يوضع فيها قطعة من ذاك القالب المصاب بإعاقة جعلت نصفه الأيمن يكاد يقع أمام ضخامة نصفه الأيسر .. وأكواب تحوي مشروبات غازية من صوت الغازات التي تطلقها يتبيّن أنّها قد سُكبت منذ قليل ..
تلتفت إلى مصدر الصرخة التي أطلقتها حنجرة تقف خلفها .. ببلاهة تنظر إلى صاحبتها وعلامات الصدمة من المشهد الذي هالها لازالت ترتسم على وجهها بدقّة .. " مارغريت لما أتيت الآن .. لقد أفسدتِ المفاجأة .. حسنا لا يهمّ .. " تقفز مبتعدة لتصعد السلالم بخفّة .. تراقبها وكلاماتها الأخيرة تطنّ في أذنيها " لا يهمّ ! " طبعا لا يهمّ إذا المطبخ أحترق أو الصينيّة الإيطالية التي سعت للإحتفاظ بها بحالة جيّدة لأكثر من عشر سنوات أن ترمى ببساطة بسبب الإهمال .. هذا غير مهمّ .. ولا أن تترك أحواض الغسيل ممتلأة بالأواني المتّسخة في حادثة لم تعهدها هذا لا يهمّ .. " ما الذي يهمّ إذا " تخرج إحتقانها .. لتقترب نحو الحوض فترفع كمّيها وتباشر عمليّة جمع الأطباق ووضعها في آلة الغسيل .. تتوقّف حينما وصلتها صرخة إستهجان أخرى " مارغريت توقّفي .. ماذا تفعلين " بيدين مبللتين، تكزّ على أسنانها وعيونها لم ترفع نظرها على الجسم الذي إستبدل ملابسه البيتيّة منذ قليل بأخرى أنيقة .. فستان قصير فوق ركبتيها، فوشيّ اللون، ذو خصر ضيّق .. تحته صندل عالٍ بلون أسود ملكيّ .. تعود بنظراتها إلى شعرها، فترى خصلاته وقد أُسدلت بطريقة جميلة .. تُبعد نظرها عنها إلى الأخرى التي نزلت السلالم تحمل بين يديها آلة تصوير رقميّة .. وإبتسامة عريضة ترتسم على شفتيها..
" سيّدة مارغريت كلّ عام وأنتِ بخير .. اِبتسمي حتّى ألتقط لكِ صورة جميلة .. "
أوه إذا هذه الكارثة كانت من أجل الإحتفال بعيد ميلادها .. طفلتين لا تفقهان من الطبخ أسسه، تعبثان بالمطبخ لتخرجا في النهاية بقالب حلوى تجزم أنّ طعمه سيجعلهم يبيتون في المستشفى هذه الليلة .. تكتفي بهزّ رأسها علامة عدم الإستحسان.. تقترب كلتاهما منها، لتعانقها صاحبة الفستان القصير والنظارات السوداء وهي تتمنّى بصوت عالٍ " أتمنى لكِ سنة سعيدة .. أتزوّج فيها وأنجب ثلاث توائم وأتركهم لكِ وأسافر .. هكذا أطمئنّ أنّكِ لن تظلّي وحيدة " لكزة التي بجوارها جعلتها تصمت " ديانا أأنتِ حمقاء .. ثلاث توائم !!! سيكون بطنكِ منتفخ وتصبحين كالفيلة .. " تبتسم لها وهي تبعد يديها عن مربيتها " ناز أيجب أن ترمي بتعليقاتكِ السخيفة حتّى على أحلامي وأمانيَّ !؟ " تخرج كحّة صغيرة لتجلب الإنتباه إليها " حبيبتاي ناز وديانا لن تخرجا من هنا حتّى تنظّفا المطبخ وتلتهما جميع ذاك القالب .. شكرا لكما لمشاعركما اللطيفة لكنّني لم أعد أحتفل بعيد ميلادي منذ سنين .. "
بمشاكسة تسألها دون أن تولي إهتمام للأوامر التي خرجت من بين شفتيْ محاورتها " سيّدة مارغريت ينتابني فضول كبير ..حقّا كم عمركِ ؟ " تضع إصبعها على فمّها مفكّرة " شعركِ الذي غزاه البياض يوحي بأنّكِ تجاوزتي السبعين .. يا إلهي صحّتكِ رائعة مقارنة بعمركِ " مستمتعة بالإحمرار الذي غزى وجنتي مارغريت وبتخمينات صديقتها .. والتي إن واصلت حديثها الغير لبق ستنفجر تلك الواقفة والغضب يتطاير من عينيها .. لولا اللباقة التي تلفّ بها نفسها كانت صرخت بأعلى صوتها معربة عن إستيائها من التدخّلات في حياتها الشخصيّة .. هي نفسها لا تعلم كم عمر مارغريت .. منذ وعت على هذا العالم، وجدتها أمامها، من تكفّلت بتربيتها .. لم تسألها يوما إن تزوّجت أو أنجبت فهذه الأحاديث تغلقها مارغريت بكلّ حزم .. تصفّق بيديها وتقول " هيّا قالب حلوى شهيّ ينتظرنا " ..
ترمي صديقتها بنظرة متشكّكة، فعلا هما تعبتا حتى صنعتاه، وكلتيهما لم تتعودا قلي بيضٍ وإضطرتا لوضع الحاسوب أمامهما ليتّبعا الفيديو الذي يصف طريقة صنع الحلوى .. المحاولة الأولى كانت فاشلة إذ إحترق القالب وقامتا برميه وإعادت المحاولة .. فكات النتيجة قالبا غير محترق لكنّه غريب لا يشبه قالب الفيديو .. تبعد نظراتها عنها لتلتفت إلى القالب الموضوع فوق الطاولة .. تهمس في داخلها .. " لا يوحي بأنّه شهيّ كما ذكرت ديانا .. ".





عجرفة حبّ ..~



يعود للضغط على الجرس ثوانٍ أخرى .. يتوقّف مطلاّ برأسه نحو نوافذ الشقّة المغلقة .. يتسائل بهمس " أيعقل أن تكون قد خرجت ؟ ".. يُخرج هاتفه من جيب معطفه ليدير بعض الأرقام ويرفعه إلى مستوى أذنه .. يصله طنينه المتتالي، كاد أن يغلقه حتّى شعر بالخطّ يُرفع في الطرف الآخر .. " لا تخبرينني أنّكِ لازلت في فراشكِ .. يوم عطلة لكنّ الكسل غير محبّب خاصّة للنساء .. " يتوقّف عن حديثه حينما شعر بأصوات ضاجّة تصله وأنفاسا غريبة لا توحي بصاحبتها .. ليتأكّد شكّه وصوت غليظ يردّ عليه " فعلا الكسل غير لائق بالنساء الجميلات .. لافندر في الحمّام تركت هاتفها وإضطررت للردّ عليه .. سأخبرها أن تعاود الإتّصال بكَ .. " كان سيهمّ بإغلاق الهاتف حتّى سمع صراخا أوقفه " هاي أنتَ اَخبرني من تكون ؟ وأين هي لافندر ؟ لا تقل لي بالحمام .. بأيّ حمام هي ؟ " تصله تمتمة الرجل المتأفّفة والذي يظهر من إمتعاضه أنّه لم يتعوّد أن يُعامل بهذا الأسلوب .. يضغط على الهاتف بيده ينتظر تفسيرا .. " هاي أنتَ .. أين ذهبت ؟ .. سحقا " يخرج إحتقانه وهو ينظر لشاشة الهاتف بعد أن أغلق الآخر الخطّ .. يقسم أنّ هذه الـ لافندر ستجنّنه .. أين يمكن أن تذهب صبيحة يوم العطلة .. أيعقل أن تعود لمشاريعها السخيفة والتي ستودي بها إلى التهلكة .. ألم تهاب تهديده لها .. إن فعلتها ثانية سيريها من هو جواد .. هذه المرّة لن يعاقبها لكونها أمانة تُركت في عهدته بل إنتقاما من أنثى عارضت أوامره .. مهما تميّز من نبل في صفاته، لكن رجولته الشرقيّة تطغى بأنانيّة أحيانا .. هو أخ لستّة إناث .. معهنّ تعلّم الأمر ومنهنّ التنفيذ دون نقاش .. يعي أنّ الأنثى لا تصيب في قرارتها، تتسرّع في خطواتها وتجري وراء أحلامٍ عاطفيّة من سراب لذلك الرجل أساسيّ في حياتها هو صاحب القرار وهو الحاكم المبجّل للإحترام .. لكن أن تأتي شرقيّة متأصّلة من شرقيتها وفخورة بغربيتها الزائفة لتعانده وتخبره بتصرفاتها أنّها لا تخشاه .. سيكون الأمر حربا للدفاع عن الرجولة .. مسألة حياة أو موت .. ينتفض من أفكاره على رنين هاتفه، دون أن يهتمّ بمعرفة المتّصل يغلقه .. ليغادر المدخل لا يدري إلى أين سيتوجّه .. فعقله لا يحوي غير أفكار تتعلّق بها .. بخطواته السريعة يسير بين طرقات الشوارع، هدوء يلفّ أرجاءها وغيوم سوداء تملأ سماءها ونسمات عليلة تداعب رقبته وشعره الكثّ .. " عليّ زيارة حلاّق لأخفّف من لحيتي وشعري .. أصبحت أشبه شيغيفارا .. " يعيد دون وعي منه كلماتها في لقاء غير بعيد بينهما في مكتب طراد .. حينما صرّحت بعد تمعّن طويل فيه " جواد لما لا تحلق ذقنكَ وتضع قصّة شعر على الموضة .. أقسم لكَ ستصبح أجمل من براد بيت .. أنتَ تشبهه قليلا بل أوسم منه إذا حلقتها.. ستجد النساء يتسابقن إليكَ ..أمّا الآن فأنتَ تذكّرني بـ شيغيفارا .. " بإبتسامة سخرية أجابها حينها " أنا مستمتع هكذا .. أحبّ مظهر رجل الكهف أفضل من رجل أحمر الشفاه .. وذقني لن أحلقها لأسباب تخصّني .. فشكرا لنصيحتكِ .. " ليضيف بعدها بمكر " أه .. لا أهتمّ كثيرا بأمر النساء .. تهمّني واحدة فقط تنعتني بأنّني أشبه شيغيفارا .. " ..
رنين آخر يوقظه من أفكاره، هذه المرّة يخرج الهاتف ليرى من صاحب الإتّصال.. يزمّ شفتيه ليردّ " حسنا اَخبريني من المحترم الذي أغلق الهاتف في وجهي .. " .. على غير العادة حينما يتّصل بها وتردّ بنبرة هجوميّة كـ لبوة شرسة تدافع عن حياتها، جاءه صوتها هادئا " جواد أسفة كنت في الحمام .. " يقاطعها بفضاضة لم يعهدها " أقسم أنّني فهمت أنّكِ كنتِ بالحمّام .. لكن أيّ حمام ؟ حمام منزلكِ أم حمام الشركة أم حمام أحد المطاعم أم ...... حمام أحد دور عروض الأزياء .. لو كانت الأخيرة سيكون مصيركِ نقالة تعود بكِ إلى أمريكا .. تفضّلي .. اَستمع إليكِ .. " متخلية عن هدوئها، تعود إلى شراستها المعتادة " جواد أنتَ لست بأبي ولا زوجي فكفّ تدخّلكَ في حياتي .. أنا في المستشفى، جارة لي تعرّضت لضيق في التنفّس وجاءني زوجها يطلب المساعدة نقلتها في سيّارة طراد .. والذي ردّ عليكَ هو زوجها .. ستينيّ العمر ذو شارب كثيف، أسمر طويل .. قامته منتصبة وصوته فظّ قليلا .. شكرا لسؤالكَ عن أحوالي .. أنا بخير .. أراكَ العام القادم لأنّني إن رأيتكَ قريبا لن أتوانى برميكَ بحذائي ذو الكعب العالي وقد أشوّه وجهكَ الوسيم .. وداعا " ببساطة ودون خوف من مزاجه الحادّ أغلقت الهاتف .. إكتفى بالإبتسام .. ومواصلة مشواره الذي لا يدري إلى أين .. "ربّما إلى المستفشى .. " هكذا يهمس مستمتعا ..





فؤاد يتفطّر ..~



" دكتور كيف حالها ؟ "
قفز فزعا ليركض نحو الطبيب الخارج من الغرفة التي تحمل علامة كبيرة كُتب عليها بخطّ عريض وبلون قاتم شبيه بلون الدمّ " غرفة الطوارئ "، يراه ينزل كمّامته والعرق يملأ جبينه، يوحي بكمّ الجهد الذي بذله في العملية، التي مضت عليها أكثر من ساعتَيْن .. قضى فيها القلق على كلّ خليّة من أعصابه .. فتك به الخوف حتّى ما عاد قادرا على التركيز عمّا تتلفّظ به شفتاه .. ولو لا تلك الممرّضة التي أرسلها الله له لتخفّف عنه وتساعده ما كان ليظلّ واعيا ..
يخرج تنهيدة صغيرة، الرعب الذي قرأه في ملامحه، جعله ينتقي كلماته بحذر " سيدي هي حاليا تحت العناية المشدّدة .. الساعات التالية كفيلة بإخبارنا عن تطوّرات حالتها .. زوجتكَ وصلت وقد فقدت كميّة كبيرة من الدمّ بسبب النزيف ،، لم نتمكّن من إيقافه إلاّ بعد ساعة ونصف .. وقد كادت أن تفقد الجنين .. لكن إستطعنا إنقاضه .. ومع هذا قد نفقده في أيّ لحظة فبنيته وبنية زوجتك ضعيفة .. أتمنى أن لا يحدث هذا .." يكتفي بتلك الكلمات ليتوجّه مبتعدا بقلب تعوّد القسوة، تعوّد أن يترك عائلات المرضى تعيش صدماتها بعد كلّ خبر يقذفه في وجوههم .. يبتلع ريقه، يعيد كلمة الطبيب " جنين " يخرج ضحكة هستيرية، أفرجت عن إستقامة أسنانه .. ثوانٍ مضت لم يبتعد فيها الطبيب عن مرآى عينيه، إستوعب معها كلماته، ليتقّد شرارا ويركض لاحقا به .. ما إن وصل إليه، حتّى أمسك بطرف يده ليديره إليه " أيّها الطبيب .. زوجتي حامل ؟ " بعقل فطن يدرك الكلام الذي إلتقطته أذناه .. ليفسّر مديرا سماعته بأصابع يده " سيدي زوجتك حامل في أسبوعها العاشر .. " يبتعد تاركا إيّاه غارقا في صدمة الخبر اليقين . " حامل .. " .. كيف لا تكون ؟ كان يجزم أنّ وراء نومها الكثيف وخمولها الغير المعتاد حمل ما .. شعر بالفرح يتألّق في عينيها كلّما لمحت رضيعا .. شعور ما أخبره أنّها حامل .. أو أنّها تشكّ في كونها قد تكون حامل .. ألم يسعى مرات للتشجّع وفتح حوار معها حول الأمر في فترة تمضيتهما للعطلة .. أراد أن يسألها مرافقتها للطبيب للكشف .. أراد أن يخبرها أنّ خبرا كهذا قد يكون فاتحة أمل لهما .. يجلس على أرضية المستشفى، لم تعد ساقاه تتحمّلان حملا أطول.. يضع رأسه بين يديه ويهمس معاتبا " لما يا سما ؟ أكان أيجب أن أعيش هذا الخوف حتّى أعلم بحملكِ ؟ لما يا سما ؟ أنتِ تخاطرين بحياة اِبننا.. "

متردّدة تقف غير بعيد عنه، ممرّضة متدرّبة عملها القليل جعلها تلاصقه، خوفه الجليّ في عينيه وإرتعاشة رجليه يوحي بالحبّ الكبير الذي يكنّه لزوجته .. كم هي محظوظة .. هكذا همست في داخلها لتتشجّع مقتربة منه، وتخرج حروفها بهدوء " سيدي ستكون بخير .. " لم تتردّد في المواصلة، رغم تجاهله لها بعدم رفع رأسه والنظر إليها " ألن تتّصل بعائلتكَ وعائلتها ؟ يمكنني أن أفعل ذلك نيابة عنكَ لو أعطيتني رقم هاتفهم " يخرج إبتسامة سخرية ليجيبها " ماذا سأقول لهم .. زوجتي حامل دون علمي وكادت أن تفقد الجنين بسبب إهمالها .. والخطر بفقدانه مازال قائما.. " تضع يدها على فمها، تشعر بالأسى لحاله وحال زوجته .. حسرته في صوته تدلّ على كونه أوّل جنين لهما .. لربّما زوجته أيضا لم تعلم بكونها حاملا، أمام هذا التوقّع، تردف مدافعة عن اِمرأة لم تتعرّفها " ربّما زوجتكَ لا تعلم بحملها .. أحيانا بعض النساء في حملهنّ الأوّل لا يكتشفنه إلاّ في شهور متقدّمة لجهلهنّ بأمور الحمل ومظاهرها " أمل رسم إطمئنانا على ملامحه، رفع رأسه شاردا إليها " أيعقل ؟ " لما دوما يظنّ بها السوء رغم أنّ لا شيء يثبته .. لما معها تتوجّه أفكاره إلى الجهة السيّئة .. قد تكون فعلا لم تعلم بالحمل .. هي مرّت بأوقات سيّئة .. لربّما لم تنتبه معها للتغيرات الجديدة على جسمها.. ينتفض واقفا، ليتأوّه ألما وهو يضغط على رجله اليسرى .. يتوجّه نحو الرواق ليتوقّف ملتفتا إلى الممرّضة يسألها بإرتباك " أين يمكنني أن أجد هاتفا ؟ لا أحمل هاتفي .. " ترسم إبتسامة صغيرة لتردّ " في أخر هذا الرواق ستجد قاعة الإستقبال يمكنك الإتصال من هناك .. " دون أن يشكرها يسرع إلى حيث أشارت ..





إعتراف خائن ..~


" أرغب أن أعيش الحبّ .. أن أتزوّج وأنجب .. أن أربّي أبنائي أهتمّ بهم .. لا أن أرميهم .. أحتاج أن أعيش الإستقرار دون خوف " تصمت محنية رأسها على يديها، جالسة القرفصاء فوق الأريكة .. كلماتها النابعة من قلبها وحرقة كبيرة تلفّها دفعتهما للصمت إحتراما لها .. فلا المواساة قد تمحي أثار الماضي الكئيب الذي عاشته وعايشته معها .. ربّتها على الصرامة ليس لقسوة منها بل هي أوامر السيّدة والسيّد .. كانا صارمين معها .. تمنع من أتفه أسباب الفرح .. لا للعب .. لا للرسم ولا للرقص فقط دراسة وكأنّها آلة عليها العمل ليل نهار لتحصل على مجموع يشرّف عائلة ألفنشي .. عانت تلك الصغيرة من الإهمال ومن غياب أجمل معاني الأسرة .. الحبّ .. لا تنكر أنّ والدها عاش شبيها لها فهي من تكفّلت بتربيته ونفس الأسلوب الذي إتّبعه السيّد الكبير، نهجه سيّدها مع اِبنته متناسيا أنّ لكلّ جيل قدراته وتطلّباته ..

صامتة تكاد تلمح دموع صديقتها تتساقط بهدوء على وجنتيها، ليست بهذا الحسّ المرهف الذي يجعلها تقفز لها لتعانقها وتواسيها بكلمات حبّ .. لم تتعوّد أن تفعل هذا.. إعتادت المزاح، إلقاء السخرية لكن أن تعطي الحبّ أمر يعدّ مستحيلا في قاموسها .. مكتفية بطقطقت أصابع يدها والتمعّن في جسم ديانا المقابل لها .. ديانا صديقة المراهقة، اِنتسبتا لنفس المعهد الذي يقدّم دروسا إضافيّة في مادتَيْ الحساب والحاسوب ولأنّ كلتيهما لم تكونا مجتهدتين، ترافقتا معلنتين التمرّد على هذه الدروس الصعبة .. ورغم الإختصاصين المختلفين الذين إنتسبت له كلّ منهما، ظلّتا على إتّصال ووفاق .. رفقة الكسل جمعتهما .. ثمّ اِنظمّتا لنفس الجمعيّة كلّ منهما تحمل هدفا وغاية .. رغم أنّها تتأفّف من عملها ذو الراتب المحدود لكنّها لن تتمكّن من عمل غيره، مساعدة الأطفال نبل تفخر به وإن لم يكن علنا كرفيقتها .. ديانا حسّاسة، ظروف حياتها التي حسدتها عليها يوما كانت خانقة لها، لطالما عبّرت عن رغبتها في الإختفاء والإبتعاد، سفرتها إلى السودان في فترة ماضية لم يكن سوى هروبٌ من واقع يؤلمها .. هي مخبأ أسرارها، أن يعاشر والدها اِمرأة أخرى وأن تنعته والدتها بأبشع الألفاظ أمر لا يُحتمل .. المنزل الذي تسكنه الشكوك والخيانة تغدو جدرانه ضيّقة، كئيبة وفاقدة للحياة ..
الحبّ .. موضوع شيّق تداولته ألسن المراهقات، توهّمت أنّها عاشته يوما مع رفاقها الشباب الذين واعدتهم في فترة ما، كان مصدر إحتقار لصديقتها .. لم تتوانى عن نهيها على إقامة علاقات لا أساس لها .. الحبّ شيء وهميّ زائل .. أليس هذا ما صرّحت به ديانا في مراهقتها وشبابها .. لكن مؤخرا لم يخفى عليها قراءة عباراته في عينيها وهي تلمح ذاك الشابّ .. تزمّ شفتيها مواصلة تفكيرها .. لا تنكر أنّه صيد جيّد وقد وضعته في خانة أهدافها ما إن لمحته يدخل للمكتب أوّل مرّة لكنّها أبعدته عن خططها حينما أحسّت بالشرارات التي تسري بينهما وهي كصديقة وفيّة لن تهدم هذه الشرارات .. بل سعت لجعلها تكبر علّها تغدو حلم جميلا في فستان أبيض وطرحة طويلة ستتكفّل هي برفعها .. لم تعترف ديانا بهذه المشاعر، أنكرتها بشدّة مع كلّ حديث تفتتحه هي لمشاكستها .. لكن أن تعلن الآن عن رغبتها في الحبّ والإنجاب لابدّ من وجود تطوّرات تجهلها .. تستهلّ حديثها بعد صمت طال..
" ديانا الحبّ لا يطرق بابنا إلاّ مرّة واحدة .. وعليكِ إقتناص الفرصة .. "
ترفع نظرها إلى صديقتها .. تتمعّن في كلماتها .. أيعقل أنّها فرصتها .. وقد تضيع .. بل لربّما أضاعتها .. فمنذ ذاك اليوم الذي طلب فيه يدها لم يعد لفتح الموضوع معها .. رغم أنّ علاقتهما أصبحت مقرّبة تتركّز على التفاهم .. عمل الجمعيّة ساهم في تكثيف لقاءاتهما .. يوصلها غالبا إلى المنزل .. يرافقها أحيانا للتسوّق .. يتّصل بها بشكل يومي تقريبا .. لكن لم يعترف أنّه يحبّها أو يعاود فكرة الإرتباط بها .. وهذا يشعرها بالخوف .. الخوف من أنّه قد تراجع .. أستقبل إن أعاد طلبه ؟ جواب تجهله .. تفيق من شرودها على صوت مارغريت الهادئ " ديانا الحبّ ليس تسرّعا .. " تلتفت إلى ناز لتكمل " ناز الحبّ إن ضاع فليس نهاية للحياة .. الحبّ الحقيقيّ لا يضيع .. التسرّع هو ما قد يضيّعه .. ثمّ الإهمال .. " تصمت قليلا لتردف من جديد .. " ديانا .. ناز .. عيشا شبابكما بفرح وبهجة لا تسمحا للماضي أن يسطّر الحاضر والمستقبل .. الحبّ شعور نقيّ إذا كان سببا لتقدّمنا، لجعلنا أفضل .. اُتركاه ينضج ببطئ .. لا تتسرّعا بسماع كلمات الغزل .. اِستمتعا بنموّه .. ديانا عزيزتي .. الحبّ يطرق بابكِ لكنّه سينتظر حتّى تكوني مستعدّة لفتحه .. " تنهي كلامها بإبتسامة صغيرة .. تختفي حينما سمعت كلماتها " لكن مارغريت لم يعد لفتح موضوع الزواج .. منذ أن طلبه يومها ورفضته .. " تضع الأخرى يدها على صدرها لتخرج شهقة إستهجان وتسبقها إلى الحديث المعاتب " ديانا يا حمقاء .. هل طلب يدكِ ورفضتِ .. صدقا سيغمى عليّ .. " تمسك رأسها بيدها ممثّلة الإغماء، لتكمل عنها السيّدة مارغريت عتابها " ديانا كيف تتسرّعين بالرفض، كان يجب أن نناقش الموضوع .. الرجل إذا رُفض مرّة لن يتقدّم ثانية .. يا إلهي .. كيف فعلتها .. " .. تبتلع ريقها بصعوبة .. تنظر لزوج العيون المعاتبة لها ..

" مارغريت .. ماااارغريت " صوت والدتها الآتي من الغرفة العلويّة أيقظها من شرودها، تقفز تتبع مارغريت التي أسرعت لتلبّي نداء سيّدتها الغاضب .. منذ مدّة تخلّت عن عصبيتها، أصبحت مغيّبة جرّاء تلك الأدوية الكثيفة التي تبتلعها والتي تجعل النوم مصاحبا لها .. فقدت من وزنها الكثير لتصبح عظام وجهها بارزة بشكل مخيف .. أرعب صغيرتها التي ما إن تراها حتّى تنطلق دموعها بالسريان .. دموع سعت أن لا يراها غيرهما .. تدّعي القوّة إذا ما زارهم عمّها يسأل عن حال والدتها .. عمّها الذي لم يمنعه الحياء من زيارتهم بعد تهديده الصريح لها .. تفتح الباب بهدوء لتدلف بهدوء أكبر لا يعكس ركضها على السلالم منذ قليل .. بعاصفة تدخل الأخرى لتسبق مارغريت وتقترب من والدتها، تقبّلها على وجهها مبتسمة " صباح الخير ماما " بعنف تبعد وجهها عنها، تتمعّن فيها مفكّرة علّها تتدكّر صاحبة هذا الوجه المشعّ .. تهزّ رأسها عبثا لتتساءل كعادتها دوما " من أنتِ ؟ خادمة جديدة ؟ " تلتفت إلى الواقفة غير بعيد تمسك بقفل الباب .. لتضيف " مارغريت كم مرّة نبّهتكِ أن لا تنتسبي خدما دون أن أقابلهم .. ألا تفهمين !! "
تكتفي بهزّة رأس .. غريب هو قلب الأمّ .. أيعقل أن تميّزها هي المربيّة التي تعرّفت عليها بمجرّد دخولها كفرد في عائلة ألفنشي وتنسى من حملتها تسع شهور في بطنها .. تنظر إليها وهي تقترب من والدتها تساعدها الجلوس متّكئة على طرف السرير .. تتقبّل مساعدتها بعجرفة متأصّلة فيها .. تلفّ خصلاتها الحمراء لتجمعها إلى الخلف .. فيبرز وجهها الشاحب الفاقد للحياة .. حالتها تتدهور بصفة سريعة .. هذا ما صرّح به طبيبها .. خائفة أن تتركها في هذا العالم تجابه وحيدة عمّها .. حتّى إن لم تتذكّرها لكن يكفي أن تشعر بأنفاسها، أن تستيقظ صباحا على صراخها وأن تقبّل جبينها متمنية لها ليلة سعيدة .. أن تجالسها تحدّثها عن ذكرياتهم، عن صور العائلة .. عن جدّتها لتتساءل والدتها بغرابة طفل يجهل تفاصيل كثيرة عن الحياة " من هذه البشعة ؟ " تنظر في ملامح جدّتها الخلاّبة والشبيهة قليلا بوالدتها لتجيبها " ليست بشعة ماما .. هي فائقة الجمال .. هذه جدّتي .. والدتكِ " فتنتبه إلى صورة أخرى مرميّة بجانب ألبوم الصور، تحمل ثلاث وجوه ضاحكة، لتسأل " من هؤلاء ؟ " بصدر رحب متقبّل للذاكرة المغيّبة تجيبها، رغم أنّها المرّة العاشرة التي تحدّثها فيها عن تلك الصورة " هذه أنتِ في سنّ الشباب وهذا أبي وهذه أنا .. حينما خطوت خطوتي الأولى .. إشتريتم لي سيّارة صغيرة تساعدني على المشي .. هكذا أخبرتني مارغريت .. " فتصمت طويلا تتمعّن في الوجوه لتخرج ما ظلّ بعقلها الباطنيّ " هذا الرجل خائن .. أنا لا أعرفه .. لكنّ وجهه يخبر بأنّه خائن " .. لتصمت طويلا ودموعها تنزل بصمت مشابه لصمت حنجرتها ..
" أخرجا .. أريد أن أنام بهدوء " تعود إلى التمدّد على السرير لتلفّ الغطاء حولها وتهزّ بيدها " هيّا " .. تنظران إليها بحيرة .. طالما نادت مارغريت لا لشيء ثمّ تصرفها .. تغلقان الباب بهدوء لتنزلا السلالم عائدتين حيث كانتا وحيث تركتا ضيفتهما تنتظر ..





أبوّة تتألّم ..~



بعكّازه يسرع مغادرا سيّارة الأجرة دون أن ينتظر مساعدة من زوجته التي إلتهت بدفع أجرة السائق .. لتلحق به ما إن وصل مدخل المستشفى .. تشير إليه بيدها " سالم هناك سنسأل الإستقبال " بخطواته العاجزة يركض حيث أشارت زوجته، دقّات قلبه ترتفع وأنفاسه تلهث .. في حين لم تتوقّف شفتاه عن إخراج كلمة " يا رب .. يا رب . يا رب .. " ..
شبيهة بحال زوجها، أنفاس لاهثة وصدر يكاد يقفز القلب من بين ضلوعه .. شفاه تتمتم ورجلين تركضان دون وعي لتقفا أمام ممرّضة إنتصبت واقفة ما إن لمحتهما يتوجّهان نحوها بحالتهما المتوتّرة .. بخبرة إعتادتها تستقبل تمتماتهما غير المفهومة .. تحاول طمأنتهما " سيدتي .. سيدي اِهدآ لأفهم ما الأمر " تبتلع ريقها وقد لاحظت تيبّس شفاه زوجها وإحمرار يده المتّكئة على عكّازه .. تلتفت إلى الممرّضة لتعود إلى سؤالها " اِبنتي أتت من منطقة الشمال في مروحية .. حامل .. كانت مع زوجها .. أصيبت بنزيف .. هي تدعى ... " تقاطعها الممرّضة ما إن وجدت الحالة على شاشة الحاسوب بعد عملية بحث صغيرة " تدعى سما .. " تهزّ رأسها مأكّدة صحّة الإسم .. " غرفة العناية المشدّدة .. رقم 5 على اليسار الطابق الثالث .. " تضع يدها على صدرها خوفا لتضيف بلهجة ترتجف " العناية المركّزة هل هي بخير ؟ " .. بإبتسامة مرتبكة تجيبها " سيدتي لا أعلم .. لكن أرجو أن تكون بخير " .. كانت تهمّ بالتوجّه إلى المصعد تسند زوجها الذي فقد القدرة على التحرّك أو النطق وعبارة الممرّضة تتردّد في أذنه " العناية المركّزة" .. يصلهما صوت من خلفهما..
" عمّي سالم .. خالة آمنة .. كيف حال سما ؟ " يلتفت كليهما، وكأنّ بطوق النجاة سقط على رأسهما، تترك العنان لدموعهما للتساقط، يشاركها زوجها البكاء بصمت مكتفيا بحبسها بين مقلتيه .. " هي في العناية المشدّدة يا عماد .. " يشدّها إلى حضنه ليهمس " ستكون بخير بإذن الله " .. ما إن فُتح باب المصعد حتّى دلف الثلاثة تساند ذراعاه السميكتين يديْنِ أضعف الزمن شدّتهما وزاد الخبر المفجع من تهالكهما .. " الطابق الخامس " هكذا تهمس وهي تراه متردّدا على أيّ زرّ سيضغط .. قبل أن يهمّ بالضغط يصله نفيها " لا أخطأت .. " تلتفت إلى زوجها وإرتباكة شفتيها تزداد " سالم ماذا قالت الممرّضة .. الثالث أو الخامس " غير قادر على النطق، يشعر بالحروف قد ضاعت في غمرة القلق .. يحاول رفع يده ليشير لها برقم الطابق بأصابعه لكن عبثا .. يحسم إرتباكهما دخول ممرّض للمصعد المشرّع بابه، يسرع عماد ليسأله " سيدي بأيّ طابق غرفة العناية المشدّدة ؟ " إبتسامة صغيرة تفرجها شفتاه وهو يجيبه " الطابق الثالث " .. يكتفي بإيماءة رأس كشكرٍ على مساعدته .. لا يعلم لما الوقت يمرّ بطيئا .. أكان يجب أن يتّصل بهما أخاه .. أينقصهما فجيعة أخرى وهما يكادان ينصبان قامتهما .. لم يظنّ لوهلة أنّه قد أخبرهما بالأمر حينما إتّصل به وأبلغه بوجوده في المشفى .. لو علم بذلك كان مرّهما على الأقلّ .. أو تبرّع بإيصال الخبر لهما بدل أن يتلقّاه من الهاتف ويأتيان على ملئ وجههما مفجوعَيْ القلب .. متى ستحسن التصرّف يا مازن ؟ هكذا يهمس في داخله وهو يغادر المصعد يسبقه جسمان تجرّهما أرجل متعبة .. يلمح أخاه حالسٍ على كراسي الإنتظار .. يقترب إليهم حينما سمع صرخة حماته وهي تناديه " مازن .. مازن ،، " يمسك بها قبل أن تقع بعد أن تخلّت عن ساعد عماد لتركض تسبقهما إلى آخر الممرّ .. يضغط بيدَيْهِ على يدها ودموعها تتساقط وشالها الغير مرتب يكاد يقع هو الآخر " سما .. كيف حال سما .. " كان يهمّ بإعلان خبر سيسعدهم جميعا وقد يساهم في تخفيف الفاجعة التي لام نفسه على تسرّعه بالإتّصال بهما .. لتلجمه المفاجأة حينما سألته بلهفة " كيف حال الجنين ؟ " أيعقل أنّ والدتها على علم بالأمر ..؟ هي تعلم بالحمل إذا .. لم يكن يظلمها بسو ءظنّه فيها .. خبّأت عليه الحمل بأنانية .. غير مراعية لكونه أبّ ومن حقّه أن يعرف به .. يلتفت مراقبا ردّة فعل عمّه الممسك بساعد عماد بيدٍ والأخرى تمسك العكّاز .. ملامحه يشوبها القلق، لا بادرة لفرح أو دهشة من الخبر .. هو الآخر يعلم .. كيف لا يعلم ؟ سما أول من ستخبره بالحمل سيكون دون تردّد والدها وطبعا هو آخر من تفكّر به .. يستدير بنظره نحو أخيه ليجد نفس الملامح الخائفة الغير مندهشة .. يصرخ " أنتَ ايضا على علمٍ بحملها .. " بصدمة مرتسمة على الوجوه الثلاثة يُكمل غير عابئ بإنتظارهم لخبر يطمأنهم على حالها " رائع .. أنا آخر من يعلم .. كأنّني لست بوالد الطفل .. متى كنتم تنوون إخباري ..؟ أه " يتقدّم أخاه محاولا تهدأت ثورته " مازن أرجوكَ الوضع لا يتحمّل الصراخ .. " بقلب أمّ مفجوع تترجّاه " كيف حال سما ؟ هل فقدت الجنين ؟ هل حدث لها مكروه ؟ أرجوكَ .. " يشعر ببعض تأنيب ضمير وهو يعاتبهم دون أن ينتبه لحالتهم .. يبعد عينيه عن عينيْ حماه القلقة والمعاتبة بصمت .. " هي بخير .. لازالت تحت تأثير المخدّر .. الحالة غير مستقرّة لكن الطبيب بشّرني بتحسّنها القريب .. " يصمت وقد بدت علامات الإرتياح ترتسم على وجه أخيه في حين ظلّ الخوف مصاحبا للوجهين الذابلين والتجاعيد مرتسمة بوضوح عليهما .. يردف " الجنين بخير .. " يبتعد عائدا إلى كرسيه .. غاضبا من نفسه ومن الجميع بمن فيهم أخاه .. لا يستغرب أن تكون سنان على علم بالأمر .. ربّما إيساف ورافد أيضا .. لما لا .. وجواد ولندن بجميع سكّانها في حين يجهل هو المعنيّ بالأمر .. " سحقا " ..


،،
،،
،
،
/
إنتهى.


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 10:18 PM   #2113

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
20 ~ الفصل الواحد والعشرون ~

~ الفصل الحادي والعشرون ~




ما قبل دقّة البداية ..~


{ و يظلّ الحبّ حجّة اللّا منطق في حياتنا،،
مبرّر اللا مُبرَّر،،
وسبباً وجيهاً حقيقياً لكلّ حماقاتنا ،،
غفراناً لكلّ ذنوبنا السيئة التي نقترفها به.. لكلّ أذىً نُصيبه منه ..
- أَ و نؤذي بالحبّ أحداً ؟
نؤذي بالحبّ كُثراً كثيراً ..
ودون ذنب،،
إذ أنه غايةٌ واضحةٌ نعلّق عليها كل سيئاتنا..
كأنما يُضفي بسحرٍ جمالاً على كلّ الشرور التي يُخلّفها ..
- كيف ؟
كلّ القلّوب المُعذبة الواقفة على شفا الانتظار،،
التائهة في صحاري الغياب،،
الذائبة من فقر اللقاء / و فرط الشوق،،
المُتقرّحة من صقيع البرود ،، الناطرة بباب السؤال ،،
تقلّب القلوب / و كلّ ضحاياه المرميين على أرصفة الذاكرة،،
أحكام القدر المؤلمة .. تلك التي لا ندرك حكمتها فلا يصيبنا منها سوى الوجع
- أَ هو حقّاً بكلّ هذا السوء ؟
يظلّ الحبّ رغم كل هذا .. و رغماً عن كل هؤلاء
أطهر الأمراض التي قد يصاب بها قلبْ ..! }




أحبّكِ وكفى ..~


" تتزوّج ..! حسنا لن أستغرب أن تفعلها .. لكن ثق يا ثائر أنّك ستؤذي اِبنتكَ إذا لم تحسن إختيار الزوجة المستقبلية .. لا تجلب لها خادمة .. تحتاج أمّا .. تحتاج للحبّ الذي يملأ البيت .. حبّ صادق وليست مشاعر خادعة .. أشكّ أن تجدها في غير زوجتكَ السابقة .. "
ينفض رأسه محاولا إبعاد تلك الأفكار عن عقله .. ينظر إلى xxxxب الساعة المشيرة إلى الثالثة فجرا .. يستنشق بعض الهواء المنبعث من الشرفة التي يجلس على أحد كراسي طاولتها .. هدوء كئيب يعمّ المكان من حوله، يطلّ برأسه ليلمح رجلي الحراسة يقفان كحجر أمام المدخل الرئيسيّ للفيلا .. كلّ منهما يمسك بيده حبلا طرفه ملتفّ حول رقبة كلب حراسة من النوع الضخم والمخيف .. يهوى الكلاب .. يشعر معها بالقوّة .. يقرّر ترك مكانه ليتوجّه نازلا السلالم بهدوء مثير، وفي فمه تقبع سيجارة لهيبها خانق .. يقترب منهما لتنتصب قامتهما أكثر ويحييانه بتحيّة عسكريّة إعتاداها .. يتوقّف مواجها أحد الكلبين، ليمسّد بيده على ظهره، بعيون داكنة ينظر الكلب إلى الشخص الذي يقترب منه غير خائف، يحاول شمّ رائحته وتحديد هويّته .. يزمجر فخورا بهيبته ليتراجع حينما لم يلمح القلق في عيونه .. هذه المرّة إقترب يتمسّح بظهره على ساقه معلنا صداقة جديدة مع زعيم جديد .. متخليّا عن صاحبه الذي يمسكه .. بإبتسامة يتقبّل إلتصاق الكلب الضخم .. " أتشعر بالملل مثلي أيّها الضخم " يخاطبه بلهجته الساخرة .. على غير عادته يفتتح حديثا مع أحد الحارسينِ، إن لم يتحدّث مع أحد سيجنّ من تزاحم الأفكار في عقله الذي يعمل دون توقّف .. " ما إسمكَ ؟ " بإحترام يجيب " أفق " يرتمي بثقله على العشب المتناثر على حوافي الباب الحديديّ الضخم .. يطوي ساقيه .. ويتّكئ على يده اليمنى في حين تُمسك اليسرى ببقايا السيجارة .. يكمل حديثه " أفق هل يروقكَ العمل هنا ؟ " بنفس الإحترام يجيبه دون أن يحرّك ساكنا " سيدي لقمة العيش تدفعنا للعمل إن راقنا أو لم يرقنا " يرفع يده المتّكئ عليها، ينفض بقايا الأتربة التي علقت بها .. يرمي السيجارة في البركة القريبة ويعود للإلتفات إلى الحارس صاحب البنية المخيفة " جوابك دبلوماسيّ .. هذا يدلّ على أنّكَ متخرّج من كلية سياسية .. " يخرج ضحكة عالية حينما لمح علامات الدهشة على محيا مخاطبه .. " فعلا يا سيدي .. " .. يواصل تخميناته " هل تعيل عائلة دفعتكَ لترك الدراسة والعمل " هذه المرّة رسمت الدهشة عليه فجوابه كان صادما له " السياسة هي من دفعتني لتركها يا سيدي " " كيف ؟ " في لحظة صدق يخرج ما كتمه في قلبه وهو يودّع كليّته متخليّا عن حلمه في التربّع على إحدى كراسي الحكومة كسياسيّ بارز .. " المحسوبيّة تلعب بقذارة في مجتمعنا .. السياسة غطاء للديمقراطيّة الواهية .. لا ساسة لنا غير الذين ورثوها بالوراثة .. أو دفعوا ثمنها بنقود أجدادهم .. السياسة مكبّلة بأجندات أجنبية .. الدول من مثيل أمريكا وبريطانيا هي من تضع الساسة هنا وهي من تقيلهم .. وأبدا لا تختار خريجي الجامعات ..إذا ما معنى أن ندرس لنظلّ نهيم بالشوارع نبحث عن عمل يناسب مؤهلاتنا .. البلد على شفير هاوية بسبب الصدامات الحزبيّة .. وفي جامعتنا يدرّسوننا السياسة الإعداميّة، السياسية الإنتقاميّة والعنصرية .. ما الغاية أن نخرج وصدورنا ممتلأة بغضا لمن يخالفنا حزبا .. ننتمي للحزب الذي ينتمي له أفراد عائلتنا .. لا خيار لنا .. ولا حريّة .. " يصمت وقد لاحظ إنفعاله وثرثرته .. " أسف يا سيدي أزعجتكَ بحديثي .. " يهزّ رأسه مفكّرا في ما سمعه منذ لحظات .. ليقول وهو يغادر مكانه " السياسة قذرة .. محظوظ أن تركتها .. " يقترب منه ليربّت على كتفه ويرسم إبتسامة صغيرة على ثغره " أفق اِفخر بنفسكَ " ..
بخطواته التائهة يعود إلى غرفته علّه يحاول النوم فيحضى بساعات قليلة من الراحة .. يصعد السلالم دون أن يضيء الأنوار .. بين الظلام يستدلّ على غرفته، يدنو من الباب ليفتحه بهدوء ويدلف إلى الغرفة الغارقة في ظلام دامس.. يقترب من السرير ليرمي بجسده عليه .. يرفع الوسادة ويضعها على رأسه .. يهزّها بعنف ويصرخ " اُخرجي من رأسي .. رفاه " ..





أحبّكِ حتّى العدم ..~


" طراد توقّف .. أنت تشتّت تفكيري " حاول إمسكاك نفسه عن إخراج صرخته الممتعظة، فالعلاقة بينهما لا تتحمّل شرخا آخر .. لكنّ تحرّكه المتوتّر وغضبه المتأجّج الذي يصبّه في كلّ شيء يٌقابله فتكَ بأعصابه .. هو يعي، كما يعي إبن أخيه، معنى أن تُختطف أنثى في بغداد .. لن تعود أبدا كما كانت، هذا إن عادت .. ظاهرة الإختطاف إنتشرت فترة ثمّ غفت لتعود للظهور على الساحة من جديد .. الأَمَرُّ أن لا يعلموا بالجهة المختطفة .. أن يظلّ مصيرها مجهولا .. أبدا لا يحسد طراد على هذا الموقف الذي يحمل معه شعورا بالعجز والقهر .. شعورا تذوّقه سابقا، كما تذوّقته جميع العائلة، رغم معرفة مصدر الإختطاف لكن جهلهم بالمستقبل أفقدهم القدرة على الإبتسام والفرح لسنوات .. وهاهو القدر يُعيد نفسه .. والألم يكبر بين حنايا الواقف بجانبه .. يلمحه يفرك شعره بأصابعه ليجذبه بقوّة .. يقف ليضع كفّ يده على كتفه، ويعود لمخاطبته بنبرة هادئة أراد بها مواساته " نحتاج أن نحافظ على أعصابنا .. تصرّفكَ الأخير لم يكن في صالحنا .. سيأتينا الخبر خلال ساعات .. فأرجوكَ إهدأ " بعيونه المحمرّة شررا يلتفت إليه، يكتفي بالنظر دون أن يستوعب الكلمات التي تخرج من حنجرة عمّه .. قلب المنظقة رأسا على عقب، إتّصل بجميع القيادين الكبار في الشرطة والذين تربطه بهم علاقات مقرّبة سواءا عن طريق أبيه أو عن طريقه، ليحدث إستنفار أمنيّ، توقّفت معه جميع المداخل والمخارج، فُتّشت كلّ السيّارات المارّة من المنطقة، البيوت والفنادق تمّ تفتيشها لكن لم يتمّ العثور عليها أو على ما يدلّ على أثرها .. لم يكتفي بهذا، بل أرسل مجموعة من الإحترافيين في البحث، ترأّسوا فرقا من البادية للبحث بين أرجاء الصحراء الشاسعة .. ينظر إلى هاتفه، يتثبّت من عمل الشبكة، ينتظر منهم أخبارا حول نتيجة بحثهم ..

الإنتظار .. كم يمقته .. تخلّف كثيرا عن الركب بسبب هذا الإنتظار .. إنتظار في الماضي وآخر في الحاضر .. كأنّ الحياة تُعيد تفاصيلها .. منذ أكثر من أربع سنوات عاش نفس الحادثة وإن غابت عنه لحظات الكارثة الأولى، لازال يتذكّر تلك المكالمة التي تلقّاها ما إن أنهى مهاتفته مع والده والذي أخبره فيها بضرورة المجيئ لأنّ والدته تعرّضت لوعكة صحيّة سببها زواجه القريب، لم يكن ليهتمّ كثيرا لو وصله الخبر منها أو من رفاه، لكن أن يتّصل والده، جعله يقرّر السفر إلى بغداد صباحا، ما إن ينهي كتابة عقد قرانه.. غير أنّ للقدر مفاجآته الصادمة أحيانا، ثوانٍ بين قراره الأوّل والثاني المتعلّق بتوقيت السفر .. ليتقدّم من صباحا إلى منتصف الليل.. في كنف الصدمة نسي أن يعتذر عن تغيّبه في يوم الكلّ ينتظره فيه .. كيف سيتذكّرهم وطنين الخبر لازامه أسابيع .. أن يجد الشخص نفسه مكتّف اليدين، عاجزا عن بعث الراحة في نفوس أحبّته هو الموت بعينه .. في تلك الحادثة ظلّ الأمل مصاحبا له، الأمل في أن يعثر عليه يوما وأن يشفي غليله بإنتقام تكون الرجولة عنوانه، لا غدر ولا سلاح ولا واسطة القوّة فيه .. فقط ساعدَيْنِ ولكمات تسترجع معها حقوق ضائعة منذ أمد .. بفارغ الصبر ينتظر أن يلتقيه لـ .....

ينتفض من شروده، يقفز خطوات ليلحق بعمّه الذي يتّكئ على النافذة موليا ظهره له، يخرج كلماته المتسارعة " ثائر .. ثائر من فعلها .. " يضع يده على ذقنه، يفكّر في رجاحة ما أخرجته حنجرة اِبن أخيه، " لما لا .. هذا جائز جدا " يستدرك عقله المشتّت فجاعة التوقّع ليضيف " أقسم أن أقتله إن فعل لها شيئا .. أقسم ".. يستغرق كليهما في تفكير عميق، يدرسان فيه الوضع، الخطوة التالية .. إن كان فعلا ذاك الـ ثائر وراء الخطف فإنّه يحتاج لمساعدة شخص معيّن، هو الوحيد القادر على تحديد مكانه.. سابقا حينما جاب جميع أرجاء العراق، يبحث عن دليل يستدلّ به لمكانه لكنّ قوّة تقف وراءه، نجحت في إخفاء كلّ أثر له .. يُرفع هاتفه ليدير بعض الأرقام.. ثوانٍ من الصمت، كانت تراقبه فيها عيون عمّه بحذر، بهمس يستهلّ..
" مرحبا رافد .. هذا أنا طراد .....".




صفعة ..~


" رافد .. هل هناكَ أمر سيّء ؟ هل حدث لـ عماد مكروه ما ؟ " يتقدّم نحوها، ممسكا بيدها ليُخرج حروفه الضاجّة " إيساف .. " تضغط على يده، تترجّاه المواصلة " هل سنان بخير ؟ هل مازن بخير ؟ " يحرّك رأسه ينفي توقّعاتها، مهما سعى لنفيها فإنّ أخرى تنتظرها .. بلهجة مرتجفة يضيف " سما تعرّضت لنزيف حادّ كادت معه أن تفقد جنينها " تجحظ عيناها، تضع يدها على فمّها، تُخرج شهقة حادّة.. يقترب منها ليربّت على كتفها " حبيبتي إيساف لا تقـ.. " تقاطعه مشدوهة " جنين ..!! " يهزّ رأسه مؤكّدا " نعم هذا ما أخبرني به عماد .. سما ومازن سيرزقان طفلا .. " تسأله بلهفة " هل هي بخير ؟ " يبتسم داعيا الله أن تكون بخير .. فنبرة عماد كانت غير مريحة .. " حبيبتي ستكون بخير .. حسنا سأذهب لأطمئنّ على لَمَا ثمّ أتوجّه لمستشفى الضاحية الجنوبيّة .. " تسبقه لإتّخاذ الخطوات التالية " سآتي معكَ " يتوقّف عن التقدّم حيث تنام اِبنته ليستدير إلى زوجته ويخاطبها بحنان " إيساف حبيبتي عليكِ أن تمرّي الخالة سارة فـ لؤي يحتاج للغذاء .. لا نريد أن يصاب بوعكة هو الآخر .. ثمّ سأتي لإصطحابكِ إلى المشفى .. " متمعّنة تنظر إلى طيفه الذي توراى وراء الباب .. كيف نسيت اِبنها ذو الشهور القليلة .. كيف تكون أمّا ..؟ ومتى ستكون ؟ لكن سما .. ؟ لما ..؟ لؤي ..؟ إلى أين ستتّجه ..؟ وعلى من ستشغل بالها ..؟ تضع يدها على رأسها وقد هاجمها ألم حادّ .. أخرجت معه صرخات كتمتها قدر إستطاعتها وتسبّبت بإزعاج الجسم النائم حذوها .. ليرتفع معه ويصلها تساؤلها ..
" إيساف هل لَمَا بخير ؟ "
تلتفت إليها لتغتصب إبتسامة صغيرة وتجيبها بوجع " هي بخير .. رافد عندها .. " .. تقف لترمي بالشال بعيدا عنها وتقترب نحو زوجة اِبنها المتأوّهة، تمسك رأسها .. تضع يدها على كتفها لتضيف بخوف " إيساف يا اِبنتي هل أنتِ بخير ؟ " تبتلع ريقها وقد زاد الألم .. قبل أن تجيبها تلمح ممرّضة مارّة .. تشير بيدها إليها مخاطبة حماتها .. بفطنة تنتبه الأخرى إلى مقصدها لتركض نحو الممرّضة .. " سيّدتي هل يمكنكِ مساعدتي ..؟ اِبنتي هناكَ تتألّم .. تشعر بألم في رأسها .. " تسرع معها حيث تقبع ضاغطة بكلتا يديها على مكان الألم ..

دقائق بعد إبتلاعها للأقراص المسكّنة تشعر بتحسّن .. تحاول طمأنة زوجها الممسك بيدها يدلّكها تارة ويقبّلها تارة أخرى .. " أنا بخير .. لا تقلق .. " تلتفت نحو حماتها لتشكرها " شكرا .. " .. تبادلها الإبتسام لتقطع الصمت .. " سأذهب للإطمئنان على لَمَا .. يمكنكما الذهاب .. سأظلّ هنا حتّى تعودا .. " .. يكتفي بتمتمة غير مفهومة ليساعد زوجته على النهوض بعد أن سألها إن كانت قادرة على الوقوف .. بتثاقل تمشي خطواتها البطيئة نحو المخرج .. تساندها يدا زوجها .. ليتوقّف كليهما ورنين هاتفه يعلو .. يضغط زرّ الردّ متساءلا عن صاحب المكالمة .. ليصله صوت فخم ..
" مرحبا رافد .. هذا أنا طراد .....".




وطن ..~


" جواد .. رئيس التحرير يطلبكَ " .. يرفع عينيه عن شاشة حاسوبه إلى الرأس المطلّ من باب مكتبه، يبتسم له مجيبا " حسنا أشرف سآتي في الحال .. شكرا .. " .. يترك ما كان يقوم به ليتوجّه نحو مكتب رئيس التحرير .. بخطواته الهادئة يمشي بين أروقة الجريدة ذات الصيت الباهر .. بعدد موظفيها الذي يتجاوز الألف .. يحيّي سكريتيرة المكتب، بإبتسامة عريضة تشير بيدها ليتفضّل .. يدلف، ملامح وجهه هادئة .. يرتدي سترة سوداء أنيقة، أنفه الصغير يقف بشموخ ووجنتاه الغائرتين بارزتان بتحدّ .. وشفتيْه الساخرتين تفرجان عن صفٍّ من الأسنان البيضاء المستقيمة .. يخرج تحيّته الصباحيّة ببشاشة " صباح الخير سيّد عبد الباري .. "
يرفع صاحب الشوارب المرتّبة عيونه إلى الدالف لتوّه .. يبادله الإبتسام ليقول مازحا " همم .. هاقد حلق صاحبنا ذقنه وأزاح بعضا من شعره الكثّ .. أكلّ هذا لموعد اليوم .. " يخرج ضحكة جذّابة مستمتعة .. ليجيبه " مغرم أنا ولي لقاء مع حبيبتي .. يحقّ لي التأنّق .. أليس صحيحا .. " يبادله الضحك مشيرا له بالجلوس .. دون أن يسأله يتوجّه لهاتفه معلنا بنبرته ذات البحّة اللطيفة " فنجانَيْن من القهوة دون سكّر يا اِبنتي .. " يعود إلى ضيفه ليضيف بجديّة تختلف عن لهجة المرح التي صاحبت حوارهما منذ قليل .. " حسنا جواد لقاء اليوم خاصّ جدا ... قناة بي بي سي ستهجم بشراسة على الروس لتدخّلهم الأخير في أوكرانيا.. عليكَ أن تجيد المناورة مع ضيفكَ الإنجليزي .. السيد ويليام رالف صاحب شخصية باردة لا تجعله يستفزّكَ .. أنتَ كمحنّكِ في السياسة الروسية عليكَ أن تستفزّهم ..أريدكَ أن تبيّن للمجتمع البريطاني أنّ بريطانيا لا تبحث عن السلام في أوكرانيا ونشر الديمقراطية .. هي فقط تريد كبح التدخّل الروسي .. " يهزّ برأسه موافقا .. ليضيف بعدها " سيّدي الروس يريدون إرسال رسالة للإتحاد الأوروبي والأمريكي أنّهم لازالوا قوّة عظمى .. أنا شخصيا كنت سأرفض هذه المقابلة لأنّني أرفض الإنحياز لكن تلبية لرغبتكَ قبلتها .. مع العلم أنّني قد تخصّصت في السياسة الروسية لأنّني أحبّ منهجهم .. لا أدافع عنه لكن أحترمه .. وفي مقابلتي سأضطرّ للدفاع وهذا ما لا أفضّله .. أتمنّى أن نحضى بنقاش جميل مستفزّ للإنجليز ذوي الروح الباردة .. " يبتسم رئيس التحرير ليضيف تعليقا مرحا " ستشعلها حريقا في لندن " .. يمسك رزنامة المواعيد يراجعها ليتوقّف عند تاريخ وُضع تحته سطرين باللون الأحمر .. " لقاؤكَ القادم سيكون في مكتبنا في جورجيا .. ومن ثمّ الذي يليه في بغداد .. ستكون سعيدا بالعودة إلى بلدكَ .. إنقضت عطلتكَ ولم تزرهم .. ستكون لكَ الفرصة قريبا لتعويض التي مضت .. " الدقّات المتتالية على الباب جعلتهما يصمتان ليسمح صاحب المكتب للطارق بالدخول ..
تحمل صينيّة القهوة .. بإبتسامتها الناعمة تضع الفناجين أمامها لتنصرف مستأذنة .. يرفع فنجانه ليرتشف وهو يردف مكملا " عنوان هامّ سيتصدّر عدد الغدّ من جريدة القدس العربي .. " إسرائيل تعلن هدم المسجد الأقصى " بدأ الحفريات علنا أمر مخيف .. أرجو أن لا يمرّ بهدوء .. نحتاج للإنتفاض .. وأرغب أن تساعد على كتابة مقالٍ ناريّ يدين الصمت العربي .. أعلم أنّكَ ترفض التدخّل في السياسة العربية لكن لابدّ من هذا .. أنتَ محلّل وناقد سياسي بارع .. خسارة أن لا تتحدّث وتنقد سياستنا العربية .. " ..
يكتفي بهزّة رأسه، يعي رئيسه أنّه لن يتنازل عن رأيه بعدم التحدّث في السياسات العربية .. لا تكفي أفواه الساسة والعامة لتصف منغّصاتها وأخطاءها .. وإن تحدّثوا لن يهتمّ أحد وهو لا يرغب أن يتحدّث دون أن يلقى أذانا صاغية ..




قسوة ألماس ..~


بتثاقل يرفع رأسه، ممدّد على ظهره ووسادة سميكة تقبع فوق وجهه .. يبعدها عنه ليفتح جفونه بصعوبة يبحث عن هاتفه الذي علا رنينه .. يراه مرميّا على طرف السرير، بتثاقل أكبر يقترب بيده منه لتلتقطه أصابعه بصعوبة .. يرفعه محاولا معرفة المزعج الذي يتّصل به في هذا الصباح الباكر .. يجيب وقد تعرّف صاحب الإتّصال " بربّكَ رافد كيف تتّصل بي باكرا .. " يصله صوته المرتبك وهو يقاطعه " ثائر هل أنت من فعلتها ؟ " يمسح بيده على وجهه، غير مستوعب لسؤاله " فعلت ماذا ؟ " تتّسع عيناه وهو يتلقّى زجرة أخيه الهادئ عادة " خطفتها .. خطفت سنان أخت زوجتي .. و زوجة طراد عزمي.. هل فعلتها يا ثائر ؟ هل فعلتها ..؟ " .. الصدمة ألجمته، فمن أين لأخيه أن يعرف بعلاقته بعائلة عزمي .. وكيف جمعه بـ طراد عزمي ؟ أسئلة لم يتمكّن من طرحها أما تهديدات أخيه المتتالية .. يقطعها بهدوء " رافد لا علاقة لكَ بما أفعله بعائلة عزمي .. " سيل القبلات التي هجمت على وجهه، وصرخة صغيرته جعلته يقطع حديثه " بابا .. إستقت إليكَ .. " يمسح بيده على شعرها، يقبّل يديْها اللتان تلتفّان بتملكيّة حول رقبته .. يعود إلى المكالمة التي تركها معلّقة " رافد .. أنا الآن مشغول سأحدّثكَ لاحقا " يغلق الخطّ دون أن ينتظر ردّا منه ودون أن ينتبه ليدها وهي تشير إليه بأن يعيرها الهاتف ما إن سمعت إسم عمّها .. ليتوجّه بكامل عقله إلى التي تضمّ شفتيها إستياءا وتخرج حروفها المعاتبة " بابا لما لم تتركني أكلّم عمّي رافذ .. " ..



" يا إلهي !! " يرمي بهاتفه على المقعد المجاور .. ظلّ متوتّرا منذ تلقّيه لتلك المكالمة .. رغم أسئلة زوجته الملحّة لم يرضي فضولها حول ما وصله من أخبار أو حتّى عن صاحب المكالمة .. وما إن أوصلها لبيت عمّها ونزلت من السيّارة صامتة .. حتّى أسرع يبحث عن هاتفه ويدير أرقامه متّصلا بخالق المشاكل .. غير مصدّق أن يكون أخاه قد فعلها .. يعود بعقله إلى شهور مضت .. أوّل لقاء له مع طراد عزمي .. في بيت عمّ زوجته يوم وفاته .. حينها كان عائدا من أمريكا ليتلقّى الخبر من عماد الذي إستقبله في المطار فيضطرّ للتوجه فورا لمواساة زوجته .. نظرات ذاك الشخص الغريب كانت لافتة .. جعلته في البادئ يتململ ثمّ يشعر بالتوجّس ليكبر قلقه وهو يراه يفتتح حديثا معه " رافد .. أنا طراد عزمي صديق قديم للعائلة .. هناك تشابه كبير بينكَ وبين شخص أعرفه .. هل لكَ قرابة مع شخص يدعى ثائر مجد العلي .. " كيف لا يكون له وهو أخاه .. رافد مجد العلي .. هذا ما طبع في بطاقته وهو يسلّمه إليها ليزوره في مكتبه للحديث المهمّ الذي في جعبته .. في زيارته تلك سرد حادثة لم يصدّقها، إتّهمه بالكذب .. ببساطة لم يصدّقه .. فهما بلغت قسوة أخيه ثائر كان جزء منه يعود به إلى الطريق السويّ بعد كلّ إبتعاد عنه ..
" يا إلهي .. صداع يفتكّ بي .. ماذا سأفعل ؟ "
يمسك بيده على رأسه، يضعه على المقود .. غائب لا يعلم كيف سيتصرّف ..





أحبّكِ دون سبب ..~


" أنتَ تخنقني .. يكفي .. أهنأ من أبي لأجدَ ماهو أمرّ .. " تضغط على زرّ عدم الردّ لترمي بالهاتف على الكرسيّ المجاور، تنزل بأقسى قوّتها على الوقود لتنطلق السيّارة مُخلّفة وراءها صوتا يصمّ الآذان .. منذ تلك الحادثة التي تعرّض لها كليهما وهو يشدّ الخناق حول رقبتها .. أرغمها على مرافقته في توزيع المساعدات للمحتاجين، تشعر بالغيض كلّما تذكّرت تلك الجولة التي طالت حتّى ساعة متأخّرة وبدأت منذ ساعات الفجر الأولى .. رغم أنّ ذاك اليوم يلي يوم مغادرتها للمشفى وبدل أن يُنفّذ وصايا الطبيب بأن ينتبه لها وأن تحضى براحة تامّة، فعل العكس .. لم يتوانى على إرغامها على بذل مجهودٍ لم تعتده وببنية ممتلأة بالرضوخ .. يعتقد أنّها تشبه تلك الشعلة المتحرّكة التي رافقتهما في الشاحنة الأخرى، صاحبة النظّارات .. لا تنكر أنّها أثارت إهتمامها بدءا من ملابسها الفاقدة لكلّ أنوثة تعوّدت عليها، ورغم هذا كان مظهرها جذّابا بملامح وجهها الطفوليّة والمتأنّثة بطريقة غريبة ورائعة .. مرورا إلى تفانيها في العمل، كانت تُشاركهم حمل الكراتين، تُصافح الأطفال الذين إلتمّوا ما إن لمحوا الشاحنتين الكبيرتين .. تبتسم لهم رغم صياحهم المشمئزّ .. في حين ظلّت هي في السيّارة مكتفية بشطب كلّ عنوان يمرّونه وإعطاء إحداثيات كلّ مكان سيتوجّهون إليه .. لا تعلم لما رضخت لأوامره، ما كانت لتفعل لو لا تلك النظرات التي يرمقها بها كلّما تسبّبت في إغضابه، كانت نظرات تشبه لحدّ كبير نظرات والدها .. تحمل بين ثناياها قوّة، قدرة على الإقناع قسرا، حماية وشيء تجهل ماهيته .. والدها الذي تنعته دوما بالمستبدّ، تعي أنّ وراء إستبداده خوفا على ضياعها وإتّجاهها للفساد المنتشر في أمريكا .. لكن ذاكَ الـ جواد ما غايته من وراء خنقه لها ؟ تزمّ شفتيها، لتهمس مُقلّدة صوته " أنتِ أمانة تركها طراد في رقبتي " تُخرج ضحكة ساخرة.. الأمانة ..! مازالت مستغربة شخصيّته وطريقة تفكيره .. حينما صرّح لها سبب هذا الإهتمام الكبير بها، ظنّته يمزح، فهي لم تعتد شهامة من رجل مثله .. بل لم تعتد شهامة من رجل قد يتواجد على سطح الأرض .. كلّ إقتراب منها من قبل رجل كانت وراءه نزعة تحرّكها رغباته، هي مثيرة لا تملك أدنى شكّ في ذلك وهذا ما دفعها للتشكيك في كلامه، أقسمت أنّه يرغب بها جسدا لا غير .. لكن لم يفعل ما يوحي بذلك .. مرّت أسابيع منذ سفر طراد .. وتلك الأسابيع لازمها بين أروقة شركة اِبن خالتها .. يوصلها إلى المنزل مرّات عدّة.. يتفقّدها ليلا بمكالماته .. بل أحيانا تجزم أنّه قد وضع أحدهم لمراقبتها ليل نهار .. يفعلها فهو يشبه والدها وإن كان والدها قد فعلها علنا فهو قد يفعلها سرّا .. ورغم هذا التواصل بينهما لكنّه لم يمدحا يوما جمالها أو يحاول ملامستها أو الإقتراب منها .. يغيضها أن لا يولي لسحرها إهتماما .. وهذا يدفعها لأن تُعارضه أكثر وتستفزّه أكثر .. لتخرج بنتيجة في صالحه لا في صالحها .. بأن يشدّد خناقا أكبر .. " أنا راشدة مسؤولة عن نفسي " تعود إلى الصراخ مخاطبة نفسها، تشعر بالغضب يتسرّب إليها تجهل إن كان سببه هذا الإختناق أم اللامبالاة التي يبادلها لها رغم خناقه .. تلتفت إلى الهاتف المرميّ فوق الكرسيّ، بعد أن وصلتها نغمة الرسائل .. ترفعه إليها، وهي تنتظر تغيّر لون إشارة المرور، تفتحها بعجالة متيقّنة من صاحبها .. " لافندر أنا أمام منزلكِ .. لا تتأخّري " .. تشرد قليلا في حروف الرسالة، لا تعلم لما تنتابها دغدغة سعادة .. لم تره منذ يومين، علمت خلال إتّصال منه، أنّه مشغول بمقابلاته التلفزيونيّة .. تنفّست حينها الصعداء ظنّا منها أنّها أخيرا تمّ الإفراج عنها لكن هيهات .. لا تغمض النمور أجفانها قبل أن تقضي على فريستها، أهلكها بسيل المكالمات .. يسألها عن مشاريع يومها، عن أماكن تواجدها لتأكّد له سكرتيرة طراد صحّة أقاويلها، إن كانت فعلا بمكتب الشركة أو لا .. تلك الشقراء السخيفة تآمرت معه ضدّها، تعلم أنّها سعيدة بإنتقامها منها حينما هدّدتها بالطرد .. ولتكن صادقة مع نفسها .. هي تشتاق لشجارهما، لنظراته المهدّدة .. لأوامره التي لا تنتهي .. ولـ ملامح وجهه .. " لافندر هل جننتِ .. " تهزّ رأسها، تنفض تلك الأفكار عنها، تقرّر أن تتّجه لـ الإتّجاه المعاكس لوجهتها الأولى .. " فلينتظر .. لن يضرّه الإنتظار بل سيعلّمه الصبر " ..




حين يشيخ العمر~


" ماذا !! أعد الخبر .. " بإنتباه شديد يستمع إلى كلمات المتّصل المكرّرة للمرّة الثانية، لم يستوعبها ما إن وصلته .. " أيُعقل .. " يهمس مخاطبا نفسه، تاركا الآخر يكشف ملابسات الخبر.. غارق في مصيبته، لم ينتبه لصوت أقدام زوجته وهي تقترب منه، لتلحقها زجراتها الغاضبة " كمال .. سأجنّ .. اِبنكَ المبجّل كان من المفروض أن يعود منذ يومين لكنّه أجّل العودة من أجلها وهاهو لا يردّ على إتّصالاتي .. يتجاهلني .. سأجنّ .. أخبرتني أنّها لن تأخذه منّي .. أترى النتيجة .. حينما أعلنتُ مخاوفي إتّهمني الجميع بالأنانية .. كمال لما لا تردّ عليّ " تصمت لتقترب أكثر، وتتجاوز ظهره الذي يوليها له منذ دخولها، تتغيّر ملامحها الغاضبة إلى قلق وتوجّس، ما إن لمحت وجهه المكفهرّ وعيونه المحمرّة .. تنزل بنظراتها إلى يده الممسكة بالهاتف والذي يطنّ بصوت زاد من توتّرها .. تبتلع ريقها لتسأله بخوف " هل حدث مكروه لـ طراد ؟ " أمام صمت شفتيه، وغياب عقله تعود لطرح إحتمالٍ آخر قد يكون الأصوب " هل هو رماح ؟ " تحرّكه بيدها بعد صمته الذي طال وأحرق أعصابها " كمال " ينتفض من صدمته، يسألها بحيرة " رُقيّة .. أنتِ هنا ؟ " تعيد طرح سؤالها محاولة منع يديها من الإرتعاش " هل حدث مكروه ما لـ طراد ؟ " ينظر إليها بشرود، ماذا سيخبرها ؟. لا تنقصهم مصيبة أخرى والفرح ينتظر دقّ طبوله .. مصيبة تشبه الجرح الغائر في قلوبهم منذ زمن، لا يحتاجون لأخر يحرّك الوجع الراكن .. يحتاج أن يتصرّف بسرعة .. بخطوات سريعة يتوجّه مغادرا الغرفة، تلحق به لتمسك طرف سترته توقفه مترجيّة " كمال أرجوكَ هل طراد بخير ؟ " يغتصب إبتسامة ليهزّ رأسه " هو بخير .. لا تقلقي حبيبتي " تعود إلى إحتمالها الثاني " هل رماح بخير ؟ " هذه المرّة يمسك بيدها ليشدّ عليها ويضيف " حالته مستقرّة .." " إذا ماالخبر الذي أفقدكَ تركيزكَ ؟ " يضيف بعجالة " العمل حبيبتي .. العمل " يغادر دون أن يوضّح أكثر، لينزل السلالم بسرعة غريبة عنه، هو الهادئ دوما، القادر على تسيير أموره مهما ساءت .. لم يشرد إلاّ في حادثة واحدة .. وهي تجزم الآن أنّ مصيبة تتعلّق بإبنها قادمة .. تتبعه لتنزل السلالم بقلق جعلها تكاد تتعثّر بين درجاته .. تقف ما إن وصلها صوت إبنتها المتسائل " هل تحتاجين شيئا ماما ؟ " تلتفت إليها لتجدها جالسة على أريكة، تحمل الرضيعة وبجانبها تجلس شبيهتها عيونها تنظر إلى السجادة .. دون أن تجيبها تتقدّم إلى المكتب الذي دخله زوجها منذ دقائق، تقف على عتبته تتصنّت .. غير عابئة بإندهاش اٍبنتها التي لم تتعوّد فعلا مشابها لما تفعله والدتها .. والدتها سيّدة مجتمع راقٍ، صاحبة ذوق متفرّد وأخلاق تجعلها أسمى من أن تتصنّت على مكالمات زوجها .. تنهض لتضع الرضيعة في حضن والدتها التي بدى عليها الحرج .. تقترب خطوات لتقف وراء والدتها، مولية أذنها كما تفعل الأخرى، فضولها جعلها تتّبعها .. فشذوذ الفعل مثير لمعرفة السبب .. يصلهما صوت والدها الغاضب، ليتجاوز صداه الباب الموارب قليلا .. " أنتَ تتصرّف بتهوّر .. كيف لا تخبرني بالأمر .. كان عليكَ أن تعلمني منذ معرفتكَ بالإختطاف .. " صمت أطبق على أرجاء المكتب سوى من أنفاسه المرتفعة .. وأنفاسهما المنقطعة بسبب كلمة الإختطاف التي وصلتهما .. من الذي أختطف ؟ تمسك بيدها مقبض الباب لتضغط عليه .. أيمكن أن يكون ولدها ؟ تتنفّس بإرتياحٍ حينما وصلتها كلماته وهي تردّد إسمه " طراد لا تتهوّر .. عاصم معكَ ؟ هو الآخر لما لم يخبرني ؟ أتتصرّفان دون إحترام لي .. دون تقديرٍ للمصيبة .. تعلمان أنّكما لا تحسننان التصرّف .. " صمت آخر أثار الفضول أكثر لديهما، لتبدأ معها توقّعاتهما بالإرتفاع ..
أيمكن أن يكون أحد أقارب زوجها قد أختطف ؟ عائلة عزمي من العائلات المعروفة في بغداد، تملك رصيدا وافرا من إقتصاد البلد .. الحكومة الجديدة لم تكن في صالحهم هذا ما صرّح به كمال منذ أسبوعٍ .. أيمكن أن تكون الدولة تهدّدهم ؟ تعود للإنصات ما إن عاد للتحدّث " من ؟ ثائر !! أأنتَ متأكّد أنّ ثائر وراء إختطاف سنان ؟ "
صرخة جعلت الجميع يتوقّف لثوانٍ .. إلتفتت إلى الجشم الواقف وراءها والذي أصدر صرخة أرعبت مفاصلها .. تقترب إليها لتحضنها، محاولة طمأنتها .. كيف لم تنتبه لها؟ .. يُبعد الهاتف عن أذنه ما إن وصلته صرختها، يركض متوجّها إلى مصدرها، لتتّسع عيونه وهو يرى صاحبة الصرخة المرعبة ترتعش في أحضان والدتها وشفتاها تتمتم " ثـ..ثائر .. ثـ..ثائر .. ثائر .. " ..




أنا . لا غير ..~


" لن أجد سيّارة أجرة اليوم، لندن مشغولة بمباراة كرة القدم وسائقي سيّارات الأجرة إمّا أنّهم يشاهدونها في بيوتهم أو يقتنصون الفرص لنقل الجماهير .. حسنا المشي رياضة مفيدة " يرمي بحجر صغير قابله، ليستقرّ بعيدا عنه على الرصيف ذا الخطوط البيضاء والذهبية .. يضع يديه في جيوب معطفه السميك، الطقس مزاجيّ بحدّة هذه السنة، كلّما أشرقت الشمس بحرارتها الجميلة، تلتها أسابيع متجمّدة .. لتعود بعدها الحرارة أكثر إرتفاعا .. يخرج يده من مكانها ليضعها في جيب بنطاله يبحث عن هاتفه .. يرفعه لربّما وصلته رسالة منها .. تفرج شفتاه عن إبتسامة صغيرة، تجاهلها ممتع .. يجزم أنّها الآن تلفّ شوارع لندن ظنّا منها أنّها ستتركه ينتظر أمام باب المنزل .. فعلا كان قد خطّط للمرور إليها غير أنّ صعوبة إيجاد سيارة أجرة دفعته لإلغاء الفكرة، المنطقة التي تقطن فيها تبعد عنه كيلومترات لذلك آثر ترك الأمر للغد .. ومع هذا لم يستطع إمساك نفسه من إرسال رسالة تشاكسها .. وتعدّل مزاجه .. يحتاج لبعض الراحة .. منذ دقائق غادر مبنى إذاعة البي بي سي ..
رنين هاتفه دفعه لرفع يده التي تحمله، يرفع حاجبه مستمتعا وهو يلمح إسم المتّصل، يردّ بهدوءه المعتاد .. " مرحبا عماد .. كيف تذكّرنا روميو زمانه .. عماد لما صوتك متعب ..؟ ما الأمر ..؟ " يزمّ شفتيه ليضيف بعد دقائق .. " متى حدث هذا ..؟ كيف ؟ بأيّ مشفى ؟ حسنا .. سأمركم .. " .. يغلق هاتفه .. يعود إلى التجوّل بنظره بين الشوارع التي تكاد تكون فارغة من السيّارات والمارّة .. يرفع هاتفه ثانية يدير بأصابعه أرقاما ليدخل على شبكة الإنترنيت فيخطّ إسم الشارع الذي هو فيه وينطلق في عمليّة البحث .. ثوانِ تظهر أقرب سيّارة أجرة إلى مكانه .. " أه شارع سوانت ديفد .. أربعين دقيقة حتى تصل .. سأصل إلى المشفى إن ذهبت مشيا قبل أن تصل سيارة الأجرة .. يا إلهي جميع سيّارات الأجرى مشغولة .. ماهذا ..!! " يلغي فكرة الإنتظار أو المشي حتّى المشفى ،، يهمّ بكتابة رسالة " لافندر أحتاج أن تمرّينني في شارع جورج ستريت .. لم أجد سيّارة أجرة وأحتاج التوجّه إلى المستشفى .. بدل أن تضيعي وقتكِ في التجوّل في الشوارع سيكون نبلا منكِ لو أوصلتني .. أنتظركِ هناك .. " .. يضغط زرّ الإرسال .. ينظر إلى إحدى مواقف الحافلة يتوجّه نحوه ليرمي بجسده المتهالكَ على كرسيّه .. يكتّف يديه مركّزا نظراته على الطريق ينتظر سيّارة معيّنة ..

،،
،،
،
،
/
إنتهى.


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 10:22 PM   #2114

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
20

مساء التوليب على أحلى وردات ..
مساكِ بهجة ندوشتي، زينوبتي، نوستي، بنت سيوف ونانا يالي إستنتني وراحت .. أقلها أما صارلي نصف ساعة أصلّح في الأخطاء الإملائيّة
مساء الفلّ على الكلّ ^_^


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:15 PM   #2115

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 20 والزوار 4) ‏Just Faith*, ‏toto kareem, ‏الوردة الحلوة, ‏loulouys, ‏نداء الحق+, ‏daily-m-s, ‏ميثاني, ‏Ghaida zuhdiii, ‏princess of romance, ‏Aisne+, ‏toto2009, ‏دوسة 93, ‏بنت السيوف+, ‏raga, ‏hidaya 2, ‏nada alaa, ‏انثى الهوى+, ‏celinenodahend, ‏hope 21
السلام عليكم يا قمرات



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:41 PM   #2116

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
20

وعليكم السلام ورحمة الله حبيبتي ..
مساكِ زهريّ اللّون إيمي الجميلة ^_^
مشتاقين لكِ يا عسل


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:45 PM   #2117

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والسرور والسعادة والمحبة
فصلين ولم يرووا عطشنا لزلال نبع حروفك يانون
مازن وسما
كل دعواتي مع سما ان تسعد بحياتها مع ابنها وزوجها
اتمنى امنيات فقط ان يكون مازن على قدر التضحية التي اقدمت عليها سما
وان يكون سبب لحياتها
لا انهائها
هي لن اقول اخطئت بعدم اخباره ولكن كان عليها ان تعرف زوجها وكيف يفكر
مازن للان انت مازلت تتسرع لامساك اي زلة عليها
لتكون انت الطرف المتضرر في المعادلة دوما
وتكون المظلوم
اتوسل اليك اصحى من غيبوبتك
طراد وعصام
الله يساعد قلب طراد عندنا اي من الجنسين يختطف هو بين ثلاثة احتمالات اهونها مصيبة
اما ان يعود بعد ان يكون قد فقد شيئا
او لن يعود ابدا
او يعود بعد ان يجعل اهله يدفعون ثمن حتى الكرسي الذين يجلسون عليه

فاختطاف سنان كارثة بحد ذاته لانها امراة وجميلة ايضا وزوجة لرجل ثري وذو عدوات وبهذذا ستكون وجبة تسيل لها اللعاب
ولكن هل يمكن ان يكون ثائر قد فعلها
رافد ومعرفته بطراد هي ستكون بداية الخيط
لعودة ثائر للطريق القويم
وليكف عن ظلمه للاخرين ورفاه وابنته ونفسه
لافندر وجواد
هما كل منهما يكمل الاخر
والتناوش الكلامي بينهما هو طريقة للتواصل لانهما اثنان غير اعتياديان في كل شي
وجواد هو من سيخرج لافندر من وهم عشق جواد
رقية الله اكبر المصيبة تتراقص على رأس ولدك وزوجته وانت تغردين بنفس الموال القديم ستأخذه مني
سيضيع من بين يديها
اذا كنت لاتطيقين تركه لما لاتخليها يقسم قسم الرهبنة ويبقى بجابنبك
نونتي الغالية اتعرفين اذكر في بيتنا القديم في طفولتي كانت لنا جارة ليس لها من الاولاد سوى اثنين ولد وفتاة
لم تجعلهم يتزوجوا
ولدها الشاب المسكين اسشتهد بالحرب ولم يتزوج لانها كرقية وابنتها بقيت حتى اصبح عمرها بداية الاربعينات
ولغاية وفاة والدتها لم تتزوج لانها كانت تخاف ان يقل حبهم لها او ان يتروكها وحيدة وهي التي لم يكن لها غيرهم الله يرحمهم ويرحم موتى المسلمين جميعا
سلمت يمينك يانون
شكرا لك بعدد نجوم هذه الليلة الصافية
هنالك قلب يدعو لك بظهر الغيب بالسلامة والموفقية ببقعة بعيدة عنك


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:48 PM   #2118

حب الدنيا

? العضوٌ??? » 52580
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 610
?  نُقآطِيْ » حب الدنيا is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حب الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:55 PM   #2119

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انا كنت عارفة ان ثائر هو اللي خطفها مازلنا نجهل لما يريد النتقام من عائلة عزمي
بصراحة ضيعين ابطالك كلهم ما فيهم حد عارف هو عايز ايه بصراحة
كل واحد فيهم مشدود بخيوط ماضيه الحزين وحاضره القلق المتوتر ومستقبله الغير معلوم
طراد وعائلته العريقة وتعرفه على رافد
ورافد وحيرة بين واجبه العائلي نحو ايساف وواجبه الأخوي نحو ثائر واخوة مزعزعة مع ثائر
ايساف بداية تقرب حماتها منها مبشرة بالخير
لافندر وتفكير كلي في جواد
نشكرك يا نوال على الفصل التحفة كله على بعضه
فيس فخور بنفسه اني منذ اسابيع لن اعتذر لحد لمجيئي وقت الأنزال
ههههههههههههههههههه
شكرا لك يا نوال


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 25-04-14, 11:57 PM   #2120

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقبلي كلماتي بلسان ثائر ولو اني ضده

قولو لها ان غيابها عني
يقتلني
يستل مني الروح
ويمضي
بعيدا
عودي الي تعالي
لحضني
حتى ولو بالحلم تعال الي
ياطيفها
كم يرهقني بعدك وقربك
تعبت من استحضار الذكريات
التي مانفكت تتقدم وترواغني
في كل حين
كأنني سأنساك او افتقد شم
عبيرك في كل ركن
وفي رائحة شعر ابنتك
او في ضحكاتك التي تفرحني
وتجلدني بنفس الوقت
ارأيت انني من بعدك مجنون
وباامتياز
انني شبح انسان هائم
هل اجد التوبة تمنح على يد قديس
ويقول لي يابني خذ صك غفرانك
وامضي ذنوبك الماضيات
محيت
انا بلا ذنوب
اذهب يابني اليها فهي بلا ذكريات
اذهب اليها وقل لها
انني عاشقك المغرم
قد جاءك بعد طول الفراق
تك تك تك
دقات الساعة تخبرني ان اصحو
من الحلم الجميل بالغفران
والحب والعشق العتيق


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أُحُبُّكِ, مُرْتَعِشَةْ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.