آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          345 - هروب من الماضي - تامي هوبر - م . د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-14, 02:29 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ارواح تائهة في موج الحياة / للكاتبة عذووووبة ، فصحى




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
ارواح تائهة في موج الحياة
للكاتبة / عذووووبة

قراءة ممتعة لكم جميعاً.......




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 02:33 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير


لوحتي حقيقية لست البطلة و لكنني روائية تدون ما رأته من ابطالها

فلتتابعوا معي ..

الـــــــــــــى الانثى الاستثنائية التي شجعتني صمتي قاهرهم اهدي لك اول رواية اكتبها

الـــــــى الرائعة انثى السحاب اشكرك على كل شيء عزيزتي فانتي طاقة دفعتني للكتابة


غاليتي تراشيق الخفاء اسمحي لي بشرف وضع سحرك و نثره كمقدمة لروايتي ..

أرواح تائهة في موج الحياة

خيمة بيننا...

تعب بيننا ..


وكلام لـــــــــم يصل


أشتهي تعبي

أشتهي روح فجرتني صدى

أرتاء شجر للحنين

يحضنها المنهكون

ودالية باكية ..

تستقبل الاغنيات الهجينة

يرتد صداها للصدر


وجع بيننا

مسكون بالفواصل

بقلم الساحرة تراشيق الخفاء





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 03:04 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الثاني

معلقة صبر مع معلقة أنتظار مع أكواب مستحيل

بمذاق اليأس المر

كنت أحتاج لمزيد الشهد أوصيت به لى أنا لا للغير

تباً لى ما زلت أرقبها تأتى به لى

ااحلام أنهمرت منى كانت كشلال ما زال يغرقنى بالأمنيات

أدندن بكل حنين

تحولت إلى قصة أنين

فبقيت أخشى الأستلقاء بجسر الأمنيات التى صار هزيل

اقضى ياعات فى دوامات تكاد تفتك بى

يشيدنى الحزن وينسفنى الألم فى جوف براكين وبراكين

خيط من الذكرى أخفيه معى كتعويذهصبر

لكن الارق ظهر بى يبارز أضلعى بسيوف فى ملعب الأوجاع لدى

مسكين أيها القلب

ليتنى أتسرب من مكانى الآن نحو شىء اقوى منى معلق فى ذاكرتى وأيامى وأحلامى البائسه

نحو ذكرى لأمارس فيها الأختباء

ليت أصابع فكرى تقف وتكف عن نبش ذلك الشريط فى قلبى الموشوم بالصدق فليس مثل باقى القلوب

ليت أصابع قلمى تتوقف نهائياً عن رصف الحروف

بدأت الألوان تتغير لى وما بقى لى لونى الجميل الذى أحلم بيه

سيل من الىهات يتفجر فى صمتى فى صبرى فى أشتياقى وألسنه من نيران تكاد تفتك بى

فاجعه الحقيقه بطعم المر لا أستطيع أن أتخياها ولا أبتعلها

حقيقه بثياب لم أعطيها ولم يرتديها قلبى أبداً

إلا أيتها القلبعه فى قلاع الصدر لى هلا ترجلتى قليلاً

لترجمى الحقيقه أو لترجمينى أنا

لتقتلينى مرات ومرات ومرات فمن شده ما بى

أريد قتلى آلاف المرات

بقيت غريق فى دماء المستحيل فقد بدت لى مقصلة عشقى

تارة اعلو وتارة أهبط فى تابوت ما له منفذ

ذلك هو أنا وسأدس فى صدرى الكثير

بقيت أرواغ ركلات اليأس تهبط بى لبئر تمنو عليه خيوط النسيان

عجباً

أن تواطأ معك الزمان ضدى

ليفقدنى جسر الأمنيات

بقلم مبدع برق حنون

ثغرة امل
فتحت دفترها الوردي الذي تعتبره كاتم اسرارها و بدأت تكتب بخط جميل يقسم خطها ان صاحبته انثى استثنائية في كل جوانبها فجمالها النادر خالط صفاء روحها شعرها الاسود المنسدل على كتفيها يرفض ان تلمه قطعة قماش لانه يعشق الاحتكاك بها عيونها العسلية عيون المها شكلا و نظرة بفستانها الاحمر الكلاسيكي تجلس على الشرفة تتناول قهوة مرة
حرمت من طعم الحلو بسن مبكرة جدا تشتاق ملعقة سكر تعانق كأسها او حبة شكولاطة تذوب معها انه داء السكري يأخذ الكثير منك و يحرمك و يقدم بالمقابل الكثير ..
نعم انه يقدم ألاما مختلفة النفسية اكثر من الجسدية ’ هذا الخطيب العاشر الذي يذهب و لا يعود
فكلما تقدم اليها احدهم و واجههم والدها بمرضها رحل و لم يعد كأن السكري يقف في طريق السعادة ...
سلمى...
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي
بكلمة او جرحتها يوم.
لم يكن احد يتوقع ردة فعل علي بعد ان بذل جهدا في الوقوف للوصول الى مصدر الصراخ و الدفاع عن ابنته كان قد انهار مغشيا عليه , صراخ , دمووع , ألم , ندم , حقد كانت مشاعر تجول في الصالة كالاطياف تعانق الارواح المتواجدة هناك تلك الطفلة الصغيرة التي حرمت حنان الام و عٌُوضت بحنان الاب تذبل تتلاشى ما اصعب ان ترى الموت يحوم حولك مرات و مرات و لا يختارك بل يأخذ احدا قربك , كان خليل ابن العمة زهرة اول الواصلين الى خاله علي حمله كالطفل الرضيع و وضعه في فراشه .
لتدخل العمة في نوبة ندم و بكاء شديد بينما نظرات الخوف كانت من نصيب الجدة التي ترى ابنها ينتهي اما سلمى فحصتها من نظرات الحقد كانت كبيرة.
صفية
مسرحية درامية تدور احداثها امامها و هي تسترق النظرات من فتحة صغيرة من الباب و الدموع الحارة تحرق وجهها لا تدري لما تشعر بالراحة قليلا فرغم انها تحب سلمى الا انها تحسدها على جرعات الحب التي تتلقاها يوميا و مما يبدو لها ان سلمى بدأت تفقد تلك الجرعات و بهذا ستكونان متساويتين لم تنتبه الى و الباب يلطم وجهها و دخول سلمى بنوبة بكاء هستيرية
هل تعزيها الان ام تنتظر اياما قليلة و تعزيها دفعة واحدة.
المساء بعد ان هدأت النفوس قليلا سمحت سلمى لنفسها بالقاء نظرة صغيرة على والدها
كان هادئا لا يتحرك , ممددا على سريره وجهه يشع نورا عيونه موجهة لنقطة محددة .
سارعت اليه كلّمته فلم يرد نادته بدموع و كلمات متحرجة : أأأأأأأأأأأأأأأأبي
فرفع بصره اليها مشيرا لها على انه بخير
فرحة تغزو صدرها قشعريرة تسري في جسدها انه يصلي , لا يقدر على الوقوف لكنه يصلي
أبي...
تقبل الله لك صلاتك و زادك خشوعا يا من علمتي الصلاة يا من كنت تناديني لاقف جنبك و اصلي يا من كنت تأخذ المصحف و تضعه في يدي .
انهى صلاته لينظر اليها بابتسامته العذبة : حبيبتي تعالي بقربي..
أحس براحة نفسية كبيرة , كأن المرض نزع اغلاله عني شفيت يا غاليتي .
ابتهجت و ردت في فرح : أتصدق القول يا ابتي؟
قال: و هل كذبت عليك يوما, و استرسل يغير الموضوع حتى لا تشكك في قوله: عمتك اعتذرت و وعدتني انها لن تكرر ازعاجك
وضعت رأسها على كتفه و قالت : متى سنرجع الى بيتنا الصغير , متى سالعب من جديد في حديقتنا الصغير اشتم الورود التي زرعتها امي , ابي اشتقت لايامنا
قال بالم : قد لا نرجع لكن المهم ان نكون بخير , اسمعي عزيزتي خالك اتصل بي يقول انه اتمم تسجيلك في المدرسة القريبة من بيت جدك تأخرنا كثيرا فالكل بدأ في مزاولة الدراسة جهزي اغراضك غدا ستنتقلين للعيش معهم.
رفضت بشدة :لا ابي سأبقى معك لا اريد الابتعاد
قال بحكمة : انا في قلبك عزيزتي لن ابتعد عنك , سعادتي في نجاحك و ستزورينني كل عطلة اسبوعية فلا تفسدي علي فرحتي بتحسن صحتي و رجوع حياتنا الى طبيعتها.
قبلته بحب و قالت : لك ما تريد ابي.
امضت وقت برفقة حبيبها و اطعمته بيدها الكسكس و غطته و ذهبت لغرفتها برفقة صفية
جهزت حقيبتها و هي تودع المكان الكريه الا من وجود والدها فالظروف ارغمتهما الانتقال للعيش عند جدتها لتهتم بابنها .
تنظر للمكان بنظرة لم تفهمها و لا تعرف شعورها ربما هو الخوف من القادم.
في مكان ما...
اغلقت دفترها و توجهت الى الداخل بعدما عانقتها موجة برد , نظرت الى امها بحب سائلة : متى ستأتي سلمى
الام : اخوك تكلم مع علي ستأتي غدا هي متأخرة لا اريد ان تأثر عليها صحة والدها
قالت : اتمنى ان تتحسن حاله املي في ربي كبير بعد وفاة اختي اصبح كل حياتها .
ذهبت اسماء لتحضير كيكة سلمى المفضلة استعدادا لقدومها .
سلمى ..
استيقضت تحت مداعبة خيوط الشمس الرفيعة , يوم جديد و مدرسة جديدة في انتظارها اليوم سترحل لمكان تعشقه لها ذكرياتها الخاصة معه ,نظرت الى مكان صفية الفارغ يبدو انها ذهبت للمدرسة اريح مكان يمكن ان تتواجد فيه تكمل نومها فيه فحتى يوم العطل تفيق مفزوعة تحت صراخ جلادتها.
فتح الباب ليدخل خليل ابن عمتها التناقض الحي لتلك المتوحشة هادئ الطباع طويل القامة بشكل غريب اكبر منها بعشر سنوات لكنه اخ بالنسبة لها تعتبره احد ضحايا المراة الجلادة
ابتسم و قال : احزري من بالصالة ؟
قفزت من سريرها و دفعت خليل بمرح طفولي : خالي خالي سامر ...
ضمها بحب ابوي و غرس انفه في شعرها يشتم رائحة اخته فيها, نسخة صغيرة عن تلك المرأة التي خطفها الموت منذ 5 سنوات .
قال بحب : جاهزة انتي؟
عبست بتمثيلية مضحكة : ليس بعد استيقظت لتوي
عبس بالمثل : ماذا تنتظرين بسرعة امامك عشر دقائق
ركضت الى غرفتها على عجل تتعثر تارة و تقفز اخرى و ارتدتتنورتها السوداء مع بلوزة تركوزاية باكمام و فيونكة على جنب , سحبت حقيبتها تاركة نصف اغراضها في الغرفة فلن تترك والدها مدة قصيرة و ستعود حل مؤقت فقط , وضعتها في الصالة ثم دخلت غرفة والدها وجدته غارقا في افكاره , عانقته بحب مودعة اياه و قبلة طويلة على خده عزفت ايقاعا غريبا , هل هو الوداع ؟ ام الى اللقاء , لا تدري حقا لكن دمعة يتيمة نزلت على خدها واعدة اياه باللقاء من جديد توجهت للصالة لتجد جدتها تتكلم مع خالها قبلتها مودعة اياها متجاهلة عمتها لكنها سرعان ما عادت للمطبخ لتودعها ايضا .
في السيارة شعور غريب ليست اول مرة تترك والدها و ليست اول مرة تذهب لبيت جدها
تجاهلت المشاعرة المتضاربة فيها و فتحت حوارا مطولا مع خالها المحبوب .
أسماء..
جهزت كل شيء لحفلة الاستقبال تضع اخر لمساتها الفنية باظافة شموع في زوايا الغرفة و تنثر الازهار على شكل بساط احمر حفلة صغيرة المعزمون فيها هي و سلمى و فقط.
علاقة الخالة بابنة اختها علاقة خاصة لا يدركها الا من يعيشها.
جرس البيت يدق معلنا على وصول تلك الضيفة العزيزة استقبال حار قبلات همسات و دموع اشيتياق كلها كانت من نصيب سلمى .
كيف لمن يملك كل هذا الحب ان يسمى يتيم؟
الله يأخذ و لكنه يعطي فسبحانه ربي ما اكرمه.
بعد ساعة من اللقاء و تبادل الاخبار اخذت اسماء سلمى من امها قائلة:
امي ساخذ سلمى فعندنا موعد انا و هي غمزت لسلمى
ابتسمت الام قائلة : حبيبتي سلمى ماذا تريدين للعشاء؟
سلمى : مممممممممممم اي شيء لا يهم المهم اني معكم
الام : الان بامكانك الذهاب.
توجهت الاميرتان للحفلة المشتركة كل شيء رومانسي كأنه مجهز لعروس
الدموع تتلألأ في عينيها من الفرحة التي لا تسعها فبعد ان شربت كل انواع الضغط و العذاب النفسي تجد نفسها هنا و السعادة تلم قلبها و تعانقه من جديد كم انتي جميلة يا خالتي جميلة الروح جميلة القلب جميلة الاسلوب جميلة قلبا و قالبا .
الهدايا تملأ الغرفة كعكة شكلاطة في مائدة صغيرة في طرف الغرفة جهزت كجلسة عربية
الشموع مضاءة في ارجاء الغرفة و بساط احمر من الزهور يرسم طريقا من الباب للجلسة تلك امور بسيطة لا يتقنها الكثيرون لكن البساطة تظل الاروع و الاحلى.
بخطوات مترددة كأنها تخاف على الورد المفروش ان ينزعج من مرورها عليه , تقدمت و الفرح يقرع طبولا على قلبها جلست كأميرة وسط الجلسة و جلست خالتها معها
اسماء : ارجو وان تكون الحفلة على قد المقام سمو الاميرة
ردت بترفع : لا لو انك كبرت حجم الكيكة ايتها البخيلة
ضحكتا في نفس الوقت و كأن لضحكتهما نغمة خاصة تمازجت مكونة لحنا جذابا نونة من ضحكة ساحرة و اخرى بريئة امتزجتا و صداهما يتردد في انحاء الغرفة .
قدمت لها الهدية الاولى مغلفة باللون الاحمر و شرائط تلتف حولها فتحتها بفرح دمية رائعة بفستان صوفي احمر من لون الغلاف و بطاقة ورود كتبت بخط الفنانة اسماء
الـــى أسيرة تفكيري طفلتي المدللـة سلمى دمية لدمية.
ابتسمت و عانقتها بفرح كبير
الهدية الثانية كانت من خالها سامر ترددت في فتحها تعرف حركات ذلك المجنون سألت بخوف : خالتي هل تعرفين محتواها
الخالة : لا لكنني لا اظن فيها شرا هذه المرة فالمناسبة لا تناسب جنونه
اطمئنت و فتحتها : لتجد شيئا ابيض ناعم الفرو جميلا اندهشت من تلك الدمية الرائعة الصغيرة ناعمة الفرو
قالت : متى اشترى الهدية؟
ردت : اليوم
حملت الفرو الناعم متعجبة منه كأنه حقيقي ..لحظة ايتحرك هو؟ نظرت اليه لتجد عيني فأر تحدق بها و يبدأ مسلسل الرعب في الغرفة و الصرخات المتتالية تعم المكان خالتها لا تقل رعبا عنها رمت الفأر المذعور الذي هجم فوق الكعكة اللذيذة طابعا بصماته عليها .
لتتحول الغرفة الرومانسية لساحة قتال و صراخ فتح على اثرها الباب سامر:
خير ان شاء الله كل هذا فرح بهديتي.
و تنقض عليه الاثنتين ليبدأ صراع جديد بين الفتاتين و سامر و فأره اوقفه صوت رجولي جوهري: يا هذا توقف
التفت الكل وجه سامر انقلب للجد ووجه اسماء للخجل و وجه سلمى للسرور و الاشتياق
رامية نفسها عليه:
جدي اشتتقت اليك
هذا الرجل المكشر دوما الجدي مع ابنائه يتحول لشخص اخر مع هذه الطفلة التي تذوب الصخور من حنانها و براءتها فكيف بقلب رجل كسره موت ابنته البكر .




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 03:08 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الثالث..

في مكان ما من العاصمة الجزائرية..
رفع سجارته يسحب منها قدرا كبيرا من النيكوتين و يخرج من فمه و أنفه سحابا و غيوما

كأنه بذلك يحاول إقناع نفسه بموقفه هو يعلم أن أخاه لم يبق له الكثير لكنه لا يستطيع التنازل عن موقفه , بعد آخر لقاء لهما طرده بعنف من بيته الطمع الجشع كانتا صفاته ألقى نظرة متفحصة سريعة للمكان الذي تبدو عليه آثار الثراء الفاحش كل شيء يدل على الذوق الرفيع بل على المال الكثير فالمال يشتري الذوق يشتري الأرواح لكنه لا يقدر على ثمن الضمير فالضمير غير مقدر بثمن, ذلك الرجل ذو العينين الجامدتين لا تنزل منهما الدموع مطلقا أو أتنزل السوائل من الجماد؟

كلا لن يذهب إليه هكذا ختم جلسة تفكيره المضطرب .

الأفكار تتخبط في عقله مزعجة قلبه الصامد محاولة في رفع إيقاعاته أو عزف لحن طيبة في جوارحه.

دخلت عليه تلك الحسناء بفنجال قهوة و حبات من المقروط الذي يعشقه و يعشق كل ما تطبخ زوجته الأمازيغية الأصل فنساء الأمازيغ قويات بطبعهن الجبلي و فنانات بطبخ كل ما هو تقليدي تذكره تلك البربرية الفاتنة بأمه ,أمه المسلوبة فرحتها أمه المطعونة في ظهرها يتذكر موتها غيضا بسبب تلك اللصة التي سرقت أباه منهم و كانت ثمرة زواجها منه أخوه المريض علي

يحقد عليه بسبب أمه المعذبة يريد الإنتقام منه لذلك لم يره من مدة طويلة رفع بصره للسقف مسترجعا ذكريات ذلك اليوم الحزين.

يوم وفاة والده دخل بكل برود يعزي إخوته في والدهم و هو الدخيل بأي حق جاء و بأي حق يدخل هل يتشمت فينا؟ و لماذا لا يتشمت فهو من سرق والدنا حيا و حرمنا منه و الآن يأخذه الموت منا , نعم لقد مات مرتين .

لماذا يعزينا في الثانية و لم يعزينا في الأولى ؟ كان المفضل لأبي دوما فهو الولد المطيع و نحن من عاديناه بسبب فراقه عن أمنا.

وسط فوضى أفكاره أيقظته بسؤال منها : تبدو غريب الأطوار اليوم, ليس من عادتك أن تسرح بوجودي.
صفية..
راجعة من المدرسة بخطوات متعثرة و محفظة ضخمة على ظهرها و عينين جاحظتين بسبب نقص وزنها , التقت خليل في طريقها عمها المحبوب الذي استقبلها بابتسامته العذبة جرت إليه ليحملها بين يديه و يتوجها لمحل قريب يدلعها بقطع من الحلويات , احست أنه يخفي أو يمهد لشيء لكنها لم تشأ أن تفسد على نفسها فرحتها به.

خارجا من المحل متوجهين للبيت

خليل: صفية, أبوكي سيصل اليوم من باريس

ملامح الاشمئزاز رسمت على وجهها

استئنف كلامه : لا داعي للغضب عزيزتي ألم تشتاقي إليه؟

ردت : هو لا يحبني , كلما اتعلق به يسافر و يتركني

قال : هذه المرة راجع مع امرأته الجديدة هي فرنسية

ردت بإستهزاء : هااااههههه , غير الجنسية؟

و استئنفت بحزن : أريد أمي , لماذا ترفضون أن أذهب إليها

رمى نظره للسماء متجاهلا إياها كيف يجيبها؟ و ماذا يقول لها

هل يخبرها بأن أمها تزوجت من هو أصغر منها و زوجها لا يدري أن لديها ابنتين؟

قال مغيرا للموضوع: سلمى غادرت البيت مع سامر

تغيرت ملامح وجهها للحزن و اكتفت بالصمت الذي كان سيد الموقف.

رجعت إليها وحدتها من جديد تعيسة هي كلما تتعلق بأحد يرحل أصبح ممنوعا التعلق بأرواح راحلة مهما طال الوقت تنظر للكل نظرة يائسة .

طفلة بقلب ميت صارت.

لم تشعر بالوقت يمر إلا لما فتح عمها خليل الباب لتتوجه مسرعة لغرفتها أو زنزانتها تحاول التأكد من الخبر.
سلمى
أول يوم من المدرسة ..........

نظرات غريبة لتلك البنت الجديدة فهم لم يتعودوا على الجديد إنهم أشبه بأسرة واحدة درسوا منذ البداية معا حاملة حقيبتها في يدها شعرها القصير البني معطي لوجهها شكلا جذابا أنيقة منذ صغرها لعلها ورثت ذلك عن أمها . استقبلتها المعلمة بفرح فبعد أن رأت مستواها الرائع و نقاطها الممتازة أعجبت بها طلبت منها الجلوس و الإنضمام لفصلها كان درس الرياضيات طويلا لكن ذاكرتها حملتها بعيدا , ما أصعب أن تتواجد في مكان بجسدك و روحك تائهة لا تقدر مرافقة ذلك الجسد , غريبة الديار هي غريبة الروح هي ,فما أصعب الغربة تحاول التأقلم لتفاجئك بلوحة عريضة كتب فيها غريب.

رحلت روحها إلى الماضي ب 5 سنوات مضت قبل وفاة أمها يومها لم تنم الليل بطوله تترقب اليوم الموعود اللحظة التي حلمت فيها مطولا استيقضت أمها صباحا لتجدها نشطة تنتظر بدء يومها بحنان فائق عانقتها حملتها و أعدت لها وجبتها الرائعة كانت أمها طباخة ماهرة في كل شيء فكما تتقن تبطخ ما يؤكل تتفنن في طبخ المشاعر و الحنان و تتقن طبخة السعادة

السعادة الحقيقية يعيشها الكثيرون لكنهم طماعون يحلمون بما فوق ذروتها فهل يوجد ما فوق الذروة القصوى؟

جشعون هم بطباعهم و تأملاتهم فهل هناك أسعد ممن يملك الحنان في بيته؟

هل هناك أسعد ممن يدخل البيت ليجد وجوها محبة متبسمة في وجهه ؟ هل هناك أسعد ممن كبر في كنف ابوين فلا أفتقد أحدهما و لا اشتاق لوجهه؟

كانت تتذكر تلك الأيام مشتاقة لها كالضمئان في رحم البيداء لا يجد ماءاً يسد به عطشه

يومها كانت عروسا تزف إلى عريسها دخل أبوها ليجدها مستعدة لأول يوم دراسي تتذكر يومها لهفتها و سرورها دخلت لساحة المدرسة ممسكة بيد والدها و هي تنظر للأطفال الجدد اللذين يملؤون المكان لحظات و بدأ المدير في مناداة أسماء التلاميذ من القائمة مقسما إياهم لأفواج

: سلمى فرحان

سلمى: إنه اسمي أبي إنه اسمي قبلته و راحت تركض كأنها خائفة أن يسحب المدير رأيه بانضمامها للفوج

قادهم معلم للقسم اختارت أجمل فتاة و جلست قربها كأن جمال الطباع من جمال الأشكال

لكن ما أدراها بقواعد الحياة الغريبة براءتها لا تسمح لها برؤية ما تحت الأشكال .

جالسة و البسمة تغزو ثغرها لتنصدم بكتلة من الشحم تنط فوق الطاولات و صوت نشاز يصرخ بأعلى صوته , إنها مــــــــــــايا .

مايا البنت السمينة الثرية فهم يمتلكون محلا ضخما للحلويات هل تتغذى على الحلويات؟؟

شكل غريب بالنسبة لها كانت البنت تصرخ هاربة مخلفة ورائها أضراراً جسيمة لحظات لا تنسى أواتنسخ الذاكريات أموراً تافهة كهذه؟

ابتسامة رُسمت على وجهها و هي تتذكر هذه الأحداث التفت إلى المعلمة تكمل درسها الغائبة عنه .
علي
يتألم بشدة رجلاه باردتان كأن الحياة نزعت منها ببعدها عنه زادت حالته سوءا ينام أغلب الوقت ليفيق بألم فضيع لم يعد يقوى على تحمل الألم هاهي يومان مذ فراقه عنها و هذا حاله

لا يقدر حتى عل الكلام و لا الأكل حالته ميؤوس منها.

أمه جالسة أمام رأسه تقبل تارة تمسح الدموع مرة و تقرأ القرآن عليه أخرى

يسمعها لكنه لا يستطيع أن يكلمها يتمنى أن يوصيها على ابنته يتمنى لو همس لها لكن الأجل قد حان و ما هي إلا مدة ليست بالبعيدة و تنتقل روحه للعالم الآخر.

حياته مرت كساعات بمرها و حلوها فسبحان الله لو عشنا دهرا ما شبعنا من هذه الدنيا نعلم إنها بيت مؤقت سريع الزوال نتمنى أن نكبر بسرعة لأن وقتنا فارغ و تستهوينا حياة الكبار نكبر شيئا فشيئا لنجد أن حلمنا كان كذبة فنتمنى لو يعود الزمن يوما لنستمتع بكل دقيقة فيه و نبقى في حسرتنا حتى يغزو الشيب رؤوسنا و تتلاعب التجاعيد بتفاصيل وجوهنا لنطل على الماضي من شباك الندم و رغم ذلك نتمسك أكثر بالحياة كلما قرب الأجل زدنا تمسكا كمن يتمسك بقطعة حلوى انتهت و يحاول جاهدا الحفاظ عليها لأطول مدة ما أجهلنا و ما أصغر عقولنا .
خليل...
واقفا عند باب غرفة خاله يتأمل وجهه الشاحب جسمه الهزيل و دموعه تاخذ مجرا على خده

أين ذهب جمال هذا الرجل الوسيم أين ذهبت صحته؟؟ يتذكر مرة رافقه فيها كيف كان قوي البنية يحمله و يلعب معه و يجري على شاطئ البحر يتذكر كيف كان يحمله و يسبح به كسمكة

حمد ربه أن سلمى ليس موجودة و هي في بيت جدها و إلا كانت قد زادت عذابه يكفيه عذاب أمه و جدته يكفيه أن يكون شاهدا على احتضار أسرة .

ما أقسى هذه الحياة و ما أصعبها .

أبوه معتكف في غرفته لا يخرج منها هو أكبر سنا من تحمل ما يحدث كيف لا و هو الذي ربى عليا , تزوج أمه و هو يكبر ب 20 سنة و كان علي صغيرا حينها هو حساس لأقصى درجة نقيض أمه القوية الشخصية.

تنهد و خرج من الغرفة إلى الشارع مباشرة هاربا من المشهد الأليم كأنه يريد الرجوع ليجد المشهد تغير كأن يدخل ساحر يلقي تعويذته على خاله فيشفى كأفلام الهنود .

اخخخخخخخخخ ليت الحياة فلم هندي .

بخطوات بطيئة يمشي و يرمي راكلا كل شيء يجده أمامه كالمجنون .

يعلم أن طريقه التي يمشي فيها خطأ يعلم أنه ليس قويا بما يكفي لمقاومة إغراءاتهم إنهم كالوحل إذا دخلت فيه لا تخرج إلا وسخا لكنهم مهربه الوحيد ملاذه الذي يلجأ إليه للهروب من مشاكل أسرته كالطفل اليتيم لا يجد من يحميه أو يعلمه مواجهة نفسه قبل كل شيء كان.

لا أب يدري من يجالس و لا ام تسأل سبب تأخره يتعمد لفت انتباههم بكل الطرق شاب في مقتبل العمر فشاب في العشرين سنة من عمره لا زال يحتاج لاهتمام ما امتلكه طول عمره , لكن شلة سمير تعطيه الأهمية تسأل عن غيابه تقلق لتأخر سمعتهم سيئة لكنهم طيبتهم تسبق سمعتهم معهم فقط ينسى عذابه خفة دمهم و حلاوة كلامهم تسقيناه جرعات الحنان المفقود كذلك هم ضحية للحرمان رماهم أهلهم على هامش الحياة .
أسمـاء..
في أحلى حلتها تنتظر قدوم عمتها ضيفة عندهم , دخلت سلمى إلى البيت و رمت حقيبتها في الغرفة و ابتمست لخالتها: لمن كل هذا الجمال ؟

ردت : لروحي و حبيبتي سلمى

ضحكت و قالت: لا أظن ذلك يومان هنا و أنا أرى شعرك المنفوش و وجهك المقلوب و اليوم تتجهزين لي ؟

ضحكت و قالت : تعالي نتناول غدائنا عندنا اليوم ضيوف

كانت من النوع الذي يكره الضيوف إلى أقصى حد إنهم يعيقون حريتها فسألت فاضحة لشعورها

: متى سيذهبون

بضحكة عالية انفجرت أسماء و قالت: لم يصلوا بعد لنعرف متى سيغادرون لكنني أظن أنهم سيمكثون أسبوعا

سلمى : هااااااااااااه , أسبوع يا ويلي انا

ضحكت أسماء : لا تخافي حبيبتي , لكن لا تفضحيني بتكرار سؤالك امامهم

عبست و قالت : لم أفقد خجلي بعد

ذهبت لتقبيل جدتها و تناول الغداء لتجهز نفسها

ساعة و وصل الضيوف...

دخلت العمة مع ابنتها الكبيرة خديجة و ابنيها ناصر و منصور

لتستقبلهم جدة سلمى و أسماء بكل فرح و سرور دخلوا المجلس و تبادلوا السؤال عن الأحوال

فيما راحت أسماء تجهز القهوة وأنواع الحلويات الجزائرية .
سلمى...
حساسية مفرطة تجاه أؤلئك الغرباء بالنسبة لها و نظرات شرانية متبادلة مع الطفلين الجالسين أمام أمهما كل يريد الشر كأنهم ثيران في معركة .

وقف أحد الطفلين متوجها للشرفة فتبعته فرصتها لتضيق الحصار عليه.

وقفت أمامه و قالت: هيي ارجع إلى أمك

رد بعنف : لا أنا في بيتي خالي

مااااااااااااااااااااذااا اااااااااااا خالك خلخل الله ضلوعك أي خال ؟

سامر ملكها وحدها لن يشاركها فيه أحد

أمسكته من قميصه و قالت : أعد ما قلت .

لينطلق الطفل في تمثيل مسرحيته الدارمية و يصرخ مجلجلا المكان و تتسارع الأيدي لفك الطفل المضروب المسلوب طفولته , المذبوح و المسفوك دمه

و تتوجه أصايع الاتهام للطفلة المصدومة من الموقف هل خوفها من سرقة ملكيتها جريمة؟

و بعد هل يوجد أناسا يتقنون الكذب لدرجة التفنن فيه مشاعر متناقضة دموع حجزتها في مقلة عينها لكن شعور الإنتقام غرس خنجره في قلبها .

حاولت الدفاع عن نفسها لكنها في موقف الاتهام و الدليل عليها بين إيديها تركت الطفل خارجة معترفة بهزيمتها واعدة إياه بالإنتقام الشديد

تذكرت فأرة سامر تشجعت و دخلت غرفته لتجدها في صندوق مثقوب تريد ربح عصفورين بحجر الانتهاء من الفارة و الانتقام من ذلك الوغد وضعت في يدها قفاز خالها و حملت الفأرة و رغبة الاستفراغ تغزوها و ربطت الفأرة بشريط لاصق حتى لا تهرب و قررت وضعها في حذاء الطفل لكن أاي واحد هو

هو أكبر سنا يعني حذاؤه أكبر حجما نفذت العملية بنجاح لترجع للمجلس و تعتذر بكل لطف عن الموقف , لتصير البنت اللطيفة الطيبة .

و جلست تتنظر بدأ فلم الأكشن

لاحظت شيئا غريبا على خالتها فوجنيتيها تتورد و بسمة خجولة على وجهها ماذا دهاها هل جُنت؟؟ أصبح الجنون عدوى هذه الأيام استأذن الضيوف في الانصراف فيما ألحت خالتها و جدتهما عليهم بالجلوس للعشاء فيما عبست هي و دقات قلبها تقرع كالطبول و لحسن حظها رفض الضيوف المكوث سبقتهم لغرفتها خائفة من أن يفضح أمرها .

لتسمع صراخا و بكاء و مجزرة عند الباب صار الطفل يبكي بهستيرية وأمه تهدئه تحاول فهم ما يحدث لطفلها فيما نزعت حذائه لتجد قطرات دم على جوربه الأبيض

الفأرة عظته مانعة إياه من إتمام لبسه لفردة حذائه .حينها ألقت الأم نظرة عما بداخله لتتعالى الصرخات و من شدة خوفها ألقت بالحذاء بعيدا و كان عقابها الثاني أخذ الطفل لحذائها.

انقهرت لكنها تقبلت الموقف لأن خالتها تدرك فاعلة الشر التي ختمت الضيافة بموقف غبي و لن يمر الأمر يسيرا.

هاربة من الموقف قررت الاعتكاف بغرفة سامر.

صباح اليوم التالي................

استيقضت مبكراً تتفقد مكان خالها الذي يبدو أنه غادر مبكرا لدراسته الثانوية مقبل على شهادة البكلوريا للمرة الثانية ابتسمت لما تذكرت دفاعه عنها أمس و تهريبه العشاء لغرفته كم تحبه و تعشقه يستحق عناء قتال البارحة من أجله.

تجهزت للذهاب للمدرسة اليوم كئيب فالخريف حط رحاله و الجو بدأ ينشر حالة الحداد لمفارقة الصيف تشعر بضيق في صدرها خرجت متأخرة عن الفصل على غير العادة

جلست قرب النافذة تشعر بالملل , ليكسر الجو النائم في القاعة دخول مراقب المدرسة يسأل عن المعلمة كون أحد الأولياء جاء ليسأل عن ابنه تمنت لو يأتي أحد للسؤال عنها.

كأن نيزكا ساقطا على الأرض رافق تفكيرها وأن السماء فتحت ليسقط جدها أمام باب القسم يكلم المعلمة استغربت هل هي في حلم؟؟

لم تنتظر سرعة استجابة دعائها تقلبت ملامح المعلمة للإنزعاج طالبة منها الحضور و المغادرة رفقة جدها حملت حقيبتها و خرجت و الخوف متلملكها لكنها ارتاحت لما أخبرها جدها أن والدها اشتاق إليها و يطلب منها القدوم.

في داخلها زحمة مشاعر وأفكار لماذا يطلبني لي 3 أيام كنت معه هكذا فكرت. هل اشتاق لي؟

دخلت البيت لتضع حقيبتها و تنزل للسيارة جدتها تتهرب منها و خالتها وجوهها يدل على أزمة بكاء طويلة ؟ سألت كمن ينفض عن شكوكا مرعبة:

خالة ؟ ما بك؟

قالت : تشاجرت مع سامر

تناقض في كلامها فسامر غائب , تحاول طرد الشكوك و تتغابى لتصدق ما يقال لها ربما حالة أبيها ساءت هي تدري في قرارة نفسها ما يمكن أن يحدث لكنها ترمي مخاوفها بعيدا.

ركبت السيارة و الصمت سيد الموقف سوى همسات بين خالتها و جدتها

: منذ متى

من ستة أشهر؟

سألت على عجلة: ماذا حصل من ستة اشهر

ردت جدتها بوجه مكتئب : انخطبت جارتنا

اكملت رحلة صمتها متجاهلات علامات ترسم أمامها

و بعد وصولهم عانقها جدها كأنها يقويها لمواجهة التالي.

وصلوا للعمارة صوت قرآن يتردد في كل العمارة هل اليوم جمعة؟

كلا إنه الأربعاء . استغربت لأنه من عاداتهم السيئة أن يتشغل القرآن في الجمعة فقط كأنه حُرم دون ذلك ففي الأعراس تقام الأغاني و الرقصات أما في الجنائز فيتذكر الناس أن لهم ربا و أن له كلاما يدعى القرآن و كان صوت المسجل بالقرآن في الأيام العادية يدل على جنازة قبح الفعل الذي كانوا يتبعونه.

نزعت يدها بقوة هاربة للعمارة تتخطى درجات السلالم لتجد باب الشقة مفتوحا على مصرعيه و الناس يملؤون المكان فاجئتها يدين تضمها لها إنها جدتها

بصوت باكي و متألم قالت : سلمى مات أبوك

صوت يتردد في داخلها هل قالت مات صديق ؟ تبا ما دخلي في صديقه فليموتوا كلهم أبي بخير

كالصدى في غرفة فارغة ترمي الصوت فيأخذ طريق الإياب و الذهاب إليك كان ذلك الشيء يعيد كلامه عليها بملامح معدومة تخلت عن تعبير معين كان وجهها لتفيق للواقع بصراخ جدتها تقول : مات ماااااااااااااات أبوك هل تسمعينني ماااااااااااااااااااااااا اااااااااات ماااااااااااااااااااااات

زلزال مشاعر عاصفة صدمات كانتا الوصف الوحيد لشعورها لتعبر عن مأساتها صرخات متتالية تردد لااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااا ابييييييييييييي

تخدر الإحساس لم تعد تشعر بشيء حاسة السمع لديها تعطلت و حاسة الذوق صارت مهمتها تحسس الألم اما حاسة البصر فتوقفت في لون واحد.............. الأسود

لم تعد تسمع التعازي الموجهة لها و لا بكاء أهلها لم تعد تشعر بشيء لما ماتت أمها كان هو سبب بقائها كان أول من يعزيها و يصبرها الآن من يعزيها من يرجع الابتسامة لثغرها.

فجأة دفعت المعزين لها وأخذت تجري لغرفة أبيها تتفحص صحة الخبر.

ممددا على سريره نائم بهدوء بصمت لمسته أنه بارد بارد كالموتى : أبي لا تتشبه بهم لست ميتا أبي لا تكذب علي .

و سقته بدموع حارة مقبلة إياه بعمق ممسكة بكف تروي له و تشكي له صدمتها به

تتذكر بعد وفاة أمها حفظها لقصيدة تعبر عنها و الآن تقرأها لها مغيرة لقب أمها به :

أبكيك لو نقع الغليل بكائي

وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي

وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً

لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي

طوراً تكاثرني الدموع وتارة

آوي الى اكرومتي وحيائي

كم عبرة موهتها باناملي

وسترتها متجملاً بردائي

ابدي التجلد للعدو ولو درى

بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي

ما كنت اذخر في فداك رغيبة

لو كان يرجع ميت بفداءِ

فَارَقْتُ فِيك تَماسُكي وَتَجَمّلي

ونسيت فيك تعززي وإبائي

وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ

مما عراني من جوى البرحاءِ

كم زفرة ضعفت فصارت انة

تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ

لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ

مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي

وجرى الزمان على عوائد كيده

في قلب آمالي وعكس رجائي

قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لك الفِدا

مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْت فِدائي

وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ

صعب فكيف تفرق القرباءِ

في كل مظلم ازمة أو ضيقة

يَبْدُو لهَ أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ

ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى

ما يذخر الآباء للابناءِ

قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَه

يومي وتشفق ان تكون ورائي

آوي الى برد الظلال كأنني

لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 05:06 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الرابع


همسة:
الى الذين ينقلون و لا ينسبون الرواية لي لا احل لكم سرقتكم الادبية



متابعين الاعزاء شرف لحروفي ان تتناثر حولكم
من رحم الواقع اروي لكم هذا البارت ارجو ان ينال اعجابكم اتقبل النقد عسى ان يتطور اسلوبي فما انا الا مبتدئة في مدرستكم
شكر خاص الى صديقتي صمتي قاهرهم و ياسمين >> ميشا
على نقدهم البناء و نصائحهم القيمة
شكرا لكل من شجعني لمواصلة رسم اللوحة
شكرا لاخي جدار الزمن على خاطرته الطيبة الجميلة


أين انت ابي؟


لا تنم ابي
وعيناي تنتظر غدِ

لا تغب ابي
فعطرك مازال يتكرر بأسمك
كلما رددته بفمِ

في طفولتي

في احلامي

وفي سريرك المتعبِ



لاتغلق عيناك عن ذاكرتي
فتنام الضحكات
ويحل طمع وجعي


لاترحل ابي

حتى انسى ادمعي
وتحرسني اناملك
بقلم المبدع جدار الزمن


الفراق.....
بحر من الدموع لا يسقي قلبها العطشان , حالتها كالمجنون بل و اكثر لانها مجنونة بعقل يدرك , بعقل يعي فاجعتها جالسة امام جسده الملقى على السرير بوجه شاحب و دموع جافة و روح غائبة يحدثها الموجودون فلا تبالي تعانقها خالتها و تقبلها و لا تشعر, مخدرة الجسد و الروح.
جدتها ليست احسن حالا منها من كثرة البكاء اغمي عليها اما عمتها فحالتها لا تقل عنهما .
كيف لا و قد كان اخاها الوحيد و ربته برفقة ابنائها .
في هذا اليوم كومة مشاعر القت بها رياح القدر, من يعزي من؟
بخطوات فتاة صغيرة شاحبة اللون جامدة الملامح..ميتة القلب وكأن صقيع الصدمة اقتلع جذور الاحساس من قلبها دخلت تعزيها ربما الوحيدة التي تفهم شعورها لانها جربته اكثر من مرة القت جسدها عليها تعانقها و تبكي على صدرها الما مكبوتا حرمت من التعبير عنه و هاهي الفرصة تأتيها لتفرغ الزحمة التي بداخلها بعد ساعة من المشاعر الجامدة عادت لنوبة البكاء من جديد بوجود صفية في حظنها و اخذت كل منهما تشكو للاخرى بلغة الصمت.
الصمت احيانا يكون اللغة الامثل لحزننا فالشعور السيء لا يتناغم مع الحروف و لا يقبل التزاوج مع الكلمات يأبى صنع جمل تعبر عنه لانه يستصغرها و لا يقبل بدلا للغة الصمت
دخل خليل ليعلن وصول الغسال و يطلب من المتواجدين الخروج من الغرفة , و انسحب الكل.
بعد وقت مر طويلا على اهل الميت خرج الغسال و مجموعة من الرجال معه معلنين عن قرب اخذ الميت لان ابن اخته احمد ابو صفية وصل من المطار و دقائق و يصل للبيت
سلمى كانت اول الراجعين الى والدها ضمته و تركت لنفسها حق الوداع له فاليوم اخر يوم تراه و اليوم اخر يوم تضع رأسها عليه و اخر يوم تقبله فيه .
في ثوبه الابيض كعروس كان سيزف الى قبره كفن يلتف حول ذلك الجسد كرهت الكفن لانه يضمه اكثر من ضمها له.
شهقات و اصوات عالية ترتفع اكيد وصل احدهم ففي الجنازات نعيش حالات من ازمات البكاء ترتفع كلما جاء احد المقربين للميت كأننا نعزي حالنا بمشاركته بكائه او كأن القادم يذكرنا بفجعتنا الاولى لما تلقينا الخبر ,ما اصعبها من فجعة فبين تصديق و تكذيب نجد انفسنا محاصرين يرفض العقل تقبل الامر.
كان احمد الواصل االجديد شهقاته تملأ المكان برفقته لعبة كبيرة شقراء اللون بعيون خضراء ترتدي فستانا اسود طويلا هل هذه الدمية في حداد؟
اي سخرية هذه يا ايتها الدمية باي حق ترتدين الاسود؟ فالاسود في قلوبنا في نبضنا في سنفونية تعزف من نوتات تنهداتنا يعزفها كمان الشهقات و بيانو الزفرات و قائدها فاجعة الموت , ايتها الدمية الدخيلة ارحلي فليس لك مكان بيننا...
تقدم احمد و اخذ سلمى يشم فيها روح خاله االتائهة التي تمردت عن جسدها و رحلت و دموعهما تتراقصان في رقصة واحدة .
و دميته واقفة امام الباب لم تتحرك بَيد ان طفلة كانت تراقبها بعيون حاقدة تريد غرس خنجر فيها .
تشعر بكل انواع الالم في جوارحها لا ينقصها سوى رؤية غريمتها كي تنقض عليها و تغرس اظافرها الصغيرة او تعضها في انفها الطويل البشع ليست دمية كما تبدو لكنها في نظرها امرأة من نار تحرق كل ما تصل اظافرها الملونة اليه.
امها لا تصل الى جمالها و لا الى طولها فهذه الواقفة امامها عارضة ازياء فرنسية.
تقسم ان الجمال ليس بالشكل و انما بالطباع لماذا تحكم عليها و هي لا تعرفها كلا ستكون زوجة الاب لن تطول علاقتهما فهي نزوة عابرة كغيرها سيمل منها و يرميها في اقرب محطة
صفية البنت البريئة الطيبة بدأت تتجرد من كل رداء براءة فالظروف هي من تنسج رداء الاخلاق الذي نرتديه و المحيطون بنا يفصلونه.
قُرعت طبول الوداع و اعلن عن لحظة الفراق و جاء التابوت الخشبي يحمله اربع رجال وضعوه امام الباب , امسكت قلبها خشية ان يسقط او يرحل مع مالكه تعالت الاصوات و اختلفت المواقف فسلمى ترفض ان تسلب ابوتها في نظرها الجسد موجود اذن ابي موجود و ام علي تناجي الكل باخذها مكان ولدها و اخته زهرة تبكي و تضم امها محاولة تخفيف الالم الذي تشعر به خليل منهار و ابوه اكثر منه ام سامر تبكي بحرقة و اسماء شبه فاقدة للوعي
لكن ما تفرضه سنة الحياة اخذ الميت فوق الصندوق للقبر الى محطته الثانية لحظة لا تنسى اربعة رجال بينهم سامر يحملون الميت في صندوق و طفلة يتيمة واقفة في طريقهم بدموع خائنة تسري بدون توقف على وجهها مبللة جسمها تترجاهم بنظراتها القاء نظرة اخيرة لوحة رسمت بماء الذهب لعلها اكثر تـأثيرا من مشاهد كثيرة لينحني الرجال موافقين على اعطاء الطفلة قبلة وداع اخيرة لترتمي بدون تردد على الارض نازعة الكفن من وجهه مقبلة اياه
ابي استودعك الله
3 ايام مضت بنكهة المرارة و العذاب , كما هي سنة الحياة نوراي قلوبنا تحت التراب و نمضي في حياتنا بلا قلوب او بشبه قلب كذلك كانت حياة عائلة علي .
جالسة في غرفة والدها بعيون حمراء كـأنها كانت تنزف دما مشخصة بصرها لمكان ما تذوق مرارة الفراق و الدمع متخذ على خدها مسارا طويلا كأن الدموع لا تجف من العين منكسرة الروح كانت لتتفاجأ بخطوات متثاقلة و مترددة تمشي نحوها رفعت سلمى بصرها اليها للتفاجأ بقبلة سريعة لا خدها و همسات حنونة
صفية : لا تبكي سأهديك ابي ليصير ابا لك .
كأن الاب يهدى افكار بريئة من عقول صغيرة ليت كل احلامنا طفولية فما اجملها و ما ابسطها.
بعيون دامعة تواجه عرضا مغري فصفية تهديها والدها و تتنازل عنه لما تفعل هذا؟
صفية كانت دوما حنونة معها و لم تؤذها يوما هل تحاول تعزيتها بعرضها او تحاول التخلص من هم قد رجع لحياتها كي يغمرها بالحنان و يرحل ليتركها يتيمة مرة اخرى هي تيتمت من الاب مرة واحدة لكن صفية فقدته مرات هل عاشت في كل مرة ما اعانيه اليوم؟
اكتفت بضمها تعبيرا عن امتنانها و شكرها لعرضها الطيب الجميل.
دخل خليل بابتسامة مزيفة على وجهه : سلمى هناك اشخاص يريدون يرؤيتك.
قالت بلا مبالاة : خليل تعرف انني لا استطيع رؤية احد التمس لي عذرا
رد مؤكدا ضرورة رؤية الضيوف : لا انهم ضيوف مهمون يجب ان تريهم
قالت : لكنني لا اريد
خليل : و ان اخبرتك انهم اعمامك
تغيرت ملامح وجهها من العدم الى التعجب اعمامها ليس تمتلك اعمام تتذكر ان والدها يوما حدثها عنهم و انه لا يستطيع الذهاب لرؤيتهم و قد يلتقون بهم يوما كانت متحمسة يومها لرؤيتهم فهي كانت تسمع رفيقاته يتكلمن عن ابناء عمومتهن و اعمامهن كانت تشعر بنقص في هذا الجانب فهي لم تمتلك يوما عما , لو كان جاءتها فرصة لقائهم يومها لكانت سعيدة لكن اليوم غير لا تريد رؤيتهم فهم لم يزورو والدها رغم مرضه الشديد , و لم يكلفوا انفسهم عناء المجيء للتعرف اليها فلما يريدون اليوم لقاءها؟؟
قطع خليل عليها افكارها فامساك يدها ليأخذها الى المجلس فيما سحبت يدها في عنف قائلة:
كلا خليل , لا اريدهم .
دخلت جدتها طالبة من خليل و صفية تركهما بمفردهما, و جلست بقربها واضعة يدها على رأسها تمسح على شعرها : ابنتي , افهم شعورك فانا اكرههم اكثر منك و احقد عليهم لانهم اذوا اباك بسبب الورث , كنت صغيرة و ليس لي في الدنيا احد رأني اعمل في مزرعته فاشفق علي و عرض الزواج فوافقت ولم اكن اعلم انه اب لاربعة اولاد و بنتين و زوجته حية لكنني تقبلت الامر كان جدك يتهرب من زوجته الاولى بسبب شخصيتها المتقلبة فحبها المجنون له جعلها تهلوس بملكيتها له فكانت تحرمه خيوله , اصدقائه , عائلته , ليجد نفسه في قفص محكم فكسر القيود بتمرده عليها و تزوج بي ليجد عندي النقيض فكنت اعطيه حريته و اغدق عليه بالحنان و الاهتمام دون ان استجوبه كل ثانية دون ان احرمه ما يريد و ما يحب جعلته رجلا علي , لم يكن يشعر بالراحة الا معي فيما كانت هي تموت كل لحظة و تتعذب في كل ثانية حاولت التخلص مني بكل الطرق لكن محاولاته زادت جدك تمسكا بي و لما انجبت عليا رحمه الله
ماتت بحزنها و قهرها حزنت عليها فيما كان وجود والدك يذكر ابنائها بموتها فحقدوا عليه منذ الصغر و لم يسمحوا له بالتقرب منهم و لما توفي جدك رحمه الله نصحته بعدم قطع صلة الرحم لكنهم طردوه معللين انه يريد ورثه من ابيه و قالوا ليس لك شيء عندك , غضبت حينها لكنني تفهمت حالتهم فنحن كنا دخلاء على حياتهم لا تقطعي رحمك و تكرري خطأ والدك اسمحي لهم برؤيتك عبري عن غضبك منهم انتقمي لابيك منهم بتأنيبك لهم لو رحلوا اليوم لن يعودوا ابدا لن نراهم مجددا و لن تكون لك فرصة اخرى اعرف انك في قرارة نفسك تريدينه الا انك تكابرين.
تنهدت سلمى مقتنعة برأي جدتها و رافقتها للمجلس.
منزلة رأسها كأنها خائفة من المواجهة تسمع اصوات رجال ليعم الهدوء بدخولها .
رفعت رأسها ببطئ لتجد اناسا غرباء عنها و تسقط مغشيا عليها بعد صرخت اطلقتها.
****
وقف على الشرفة ينظر للمارين بالشارع يحاول تناسي ما مر به هذه الايام كان وفاة علي فاجعة بالنسبة له كان يرى وردته تذبل تدريجيا امام عينيه ليشهد سقوطها ذلك المشهد ما زال يتكرر في عقله يريد انتزاعه لكن لا يستطيع يوراي دموعا تحاول التمرد و يرفع راسه للسماء محاولا استرجاعها لمكانه و ساحبا كمية هواء كبيرة يتنهد عذاب ذلك اليوم , لما انزل تابوت علي امام سلمى لتوديعه .
لحظة وداع ابدية كان كلما ودع احدهم ايقن انه كالمة وداع ستقلب يوما لتصير عادو لكن اليوم يدرك ان نظريته خاطئة فالموتى لا يعودون ابدا.
تألم بشدة لان سلمى لم ترجع معهم فجدتها الحت على امها بتركها عندها و بكت بحرراة و كان نحيبها و توسلها لابيه يكفي ليتركها عندها دهرا فهو اشفق لحالها .
دخل سامر لغرفته يتذكر كل لحزة مرت عليه مع سلمى في هذا المكان و قلبه يعتصر شوقا و ألما .اخته اسماء تتجرع يوميا الم الفراق و الحزن كأن موت علي احيا فيهم موت اختهم هكذا نحن نبكي في كل موت احبائنا الذين فارقناهم .



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 05:53 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت السابع

لما تقرع الطبول فرحا و تسمع اصوات البارود تتعانق في السماء صارخة و الزغاريد مدوية فهذا يدل على عرس جزائري التحمت فيه كل العناصر الرائعة لتكوين ثورة فرح زعمائها العريسين و جنودها الحضور ....
10 سنوات و الرصاص لا يزال يعانق الاجساد و السكاكين سلت لذبح الذبائح
قد يظن القاريء ان هذا وصف للاعراس ايضا الاف الذبائح لزردة جزائرية
نعم فكل يوم تعلق كباش جديدة على مشارف الاحياء و البيوت فلتعتبروها صدقة
يهديها جماعة اسلامية ترفع راية الجهاد شعارا لها تخلص الناس من الطاغوت
و اي طاغوت ؟؟؟ هذه الجبهة تربي الاجيال فان رأت في ابناء الجزائر اعوجاجا صححته بقص الرقاب و تعليقها لتكون عبرة لمن يعتبر
نعم ,فالذبائح كانت ابناء الوطن و الزردة كانت معركة بين جزائري و اخر
مذباح يومية قرى تنحر من الوريد الى الوريد كاملة و احتفاء بالموت يتجرع القاتل فيه نخبا من دماء ضحيته...
ثم ماذا ؟ يختبؤون في الجبال و ينادون ان الله اكبر نعم فالله اكبر سيعاقبهم .
كما جرت العادة فان مدن العاصمة كانت تتناوب على العرس الدموي و اليوم
جاء و جاء دور مدينة القبة لتتراقص على انغام السكاكين ايقاعها رصاص و
وليتهما لحوم ابنائها .
و كالعادة يعيد التاريخ نفسه فيحمل الرجال اسلحتهم حتى لو كانت عصا و يواجهون الاستعمار بانواعه , ويحكم يا قتلة. فرنسا بقوتها و عتادها جرعناها كأس الهزيمة , فكيف سيرهبنا بضعة قتلة يختبؤون في جحورهم و لولا ظلمة الليل و سواده ما خرجوا.
حمل خليل شاقورا و والده سكينا كبيرا ادوات خصصت لذبح الشاة في العيد و هنا صارت اسلحة دفاع حتى لا يصبحوا مكان الشاة و تنقلب الموازيين
اما النساء فهرعن لغلي الزيت و الماء حتى يستخدموه في الحالات الاخيرة
فيما راحت الجدة تحاول اخفاء البنتين في الخزانة و توصيتهما الا يخرجا من مكانهما مهما حدث.
سيناريو اعد لتمثيل فلم رعب لكنه ابجديات من واقع مرير و هذا كان اسهل ما عاشه الجزائريون حينها فماذا تقول تلك الام التي ذبح رضيعها و اجبرت على اكل كبده و ذبحت هي الاخرى بعد اغتصابها تحت نظر زوجها كلا فرنسا عذبت لكنها لم تفعل ما فعل هؤلاء .
تسللت سلمى الى الشرفة و الفوضى تعم الاحياء الصراخ كان موسيقى الاحداث كنغمة تتعالى نوتاتها في فلم دراكولا لما يغرس الوحش اسنانه في ضحيته
ااااااااااه اين انت يا ابي؟ بعمر الزهور زهرة تذبل بتلاتها لم تكن تعلم ان امر من الموت الرعب من الموت لم تكن تعلم ان الميت بمرض ما و المذبوح و اخر ما يراه من دنياه قاتله لا يستويان جرتها جدتها فاطمة للخزانة من جديد منبهة اياها مرة اخرى لتعانقها عناق الوداع و تستنق رائحتها للمرة الاخيرة فيما كانت عمتها زهرة تنتحب و تتوسل خليل الا يخرج رفقة ابيه و لاول مرة شعر خليل بحبها له
انحنى يقبل رأسها فالان لا يهم ان سقط في ساحة المعركة مدافعا عن شرف وطنه
فيما دفعها زوجها بعنف قائلا : الرجال للموت لا للبيوت اتركيه فموته رجلا اعز عندي من اختبائه هنا
خرجا تاركين ورائهما الرعب و الخوف
صفية : سلمى سنموت
سلمة بصوت خافت خائف : كلا يا عزيزتي لن يحدث شيء باذن الله جدتي تقول ان الله يرعانا
صفية تجلس ضامة جسدها النحيل اليها و تبكي : اخذ زوجته و رحل و لم يفكر ان يأخذني معه قد يكوني رحيلي عن هذه الدنيا عقابا له
سلمى : تعانقها و تقبل رأسها : سنكون بخير
هي تعلم في قرارة نفسها ان القادم اسوء لكن ما العمل الصبر و الامل ما بقيا لها من هذه الدنيا..
/***
رحل و لم يهتم بتركها في وقت الغروب لوحدها لم يهتم الى كونها امرأة ضعيفة فالوقت الان يخيف الوحوش فكيف حالها و هي وحيدة مرت عدة سيارات مسرعة فالخروج في هذا الوقت خطر حظر التجول على الساعة السابعة و لم يبق الكثير و بيتها بعيد جدا مشت و مشت و الظلام بدأ ينشر خيوطه العتمة حتى ضوء القمر ابى ان يظهر في هذا اليوم المخيف
ماذا فعلت ليعاقبها كل هذا العقاب ؟؟
هل تأخرها دقائق يجعله يرحل؟؟
توقفت سيارة بالقرب منها حاول احدهم الامساك بها لكنها جرت و جرت حتى طار وشاحها و تبعثر شعرها الاسود في السماء لكن الرجل امسك بها بقوة و كتم على انفاسها مانعا اياها من الصراخ
حليمة : خاااااااااااااااااااااااا ااالد ااااااااااااااااه اااااااااااااااااه
امسكها بقوة يحاول ايقاضها من هديانها : انا محمد لا تخافي حليمة توقفي لا تخافي لا اريد جذب الانتباه الى السيارة بسرعة مدينة القبة تغلق الطرق للخروج منها هناك هجوم ارهابي
هدأت قليلا و هي تسمع كلامه ثم بكت بقوة مبتعدة عنه: كيف تركتني كنت خائفة
محمد : لا وقت للكلام الى السيارة
و توجها للبيت و خالد يقود بتوتر شديد
حليمة :هل منطقة التي يسكن فيها خليل امنة؟
محمد : بتنهيدة طويلة : لا ادري لكن عناصر الامن يدرون بالهجوم اتمنى ان يصِلوا في الوقت المناسب.
حليمة ببكاء شديد : ااااااه اه ليتنا تركنا سلمى عندنا ااااااااه يا ربي
محمد : يااااااااا رب كن معهم
وصلا الى البيت ليصعد محمد مباشرة الى مكتبه
رفع سماعة الهاتف و اتصل بصديقه الذي يعمل ضابطا في الجيش :
السلام عليكم , كيف هي الاحوال
سليم : لا تبشر بخير انهم في كل مكان لكننا نحاوط الاحياء و سنخلي المساكن
القريبة من الطريق احتمالا لأية قنابل
محمد : اخبرني بكل جديد سانتظرك
سليم : ان شاء الله دعواتك محمد
محمد : الله ينصر جيشنا في امان الله
سليم في امان الله
وضع سماعة الهاتف و اخذ يفكر لو انه لم يرجع للبحث عن حليمة , لو ان الارهابيين اختطفوها و المصيبة لو اخبرت والده بموقفه معها ,هو في موقف لا يحسد عليه .
ناداه والده ليقاطع افكاره كلا ليس الان انه غير مستعد لم يجهز عذرا مناسبا
اصرار والده على نزوله اجبره على الاستسلام و مواجهة الموقف مهما كان
نزل ليجد ملامح والده متغيرة و زوجته غير موجودة طبعا شحنت غضبه و ارسلته ليفرغه فيه قد يظربه هذا احتمال مؤكد فخطأه اكبر من مجرد تأنيب
خالد : هل سمعت بالهجوم في القبة؟
محمد : نعم ابي
خالد : ما الجديد ؟
محمد : الجيش يحاوط المكان سيمسكون بهم باذن الله
خالد : ابنة علي من دمنا لن نتركها تعيش بعد اليوم بعيدا عنا
محمد بابتسامة : انت اولى بابنة اخوك يا ابي
خالد : حليمة ليست على ما يرام , كانت معك اليوم؟
محمد بارتباك واضح : ن ن نعم
خالد : هي تخاف كثيرا والدها ذُبح امام البيت الحمد لله انكم وصلتم قبل الهجوم
و الا كانت حالتها اسوء
ابتلع ريقه و كانت الصمت جوابه شعور قاس يجلد روحه و يعذبها انه الندم
اذاها و عاشت رعبا حقيقيا و كان من الممكن حصول الاسوء و لم تشتكي منه
ذاته الثانية حدثته ان زوجة ابيه تحت الصدمة لم تتمكن بعد من استجماع قوتها للهجوم ثانية قرر ان ذاته الثانية على حق و يسنتظر هجومها عليه على الاقل يملك الوقت للدفاع ,هو اخطأ لكنه لا يريد ان يفقد والده بسببها

يمشي متمايلا يحاول قطع الشارع و كل انواع الرصاص تتطاير في السماء يحاول الهرب من الموت لكنه يلاحقه امسكه احدهم و جره معه بين الاشجار على حافة الطريق ليسحبه لشاحنة صغيرة و يكتم انفاسه بسلاحه , فكم من شبه رجل نطق سلاحه مكانه .في الخلف كان رجلان يتهمسان عليه
قال احدهما : فشلنا هذه المرة لم نحسن اختيار المنطقة
قال الاخر : ابو عمار البليدي سقط شهيدا
رد عليه : رحمه الله الحور العين في انتظاره
نظر اليهم و قال بلكنة سكير واع : اي حور عين تتكلمون عنهم في النار خالدين
ظربه الرجل لفمه فسال دمه و قال : ابتلع لسانك ايها السكير القذر
رد الاخر بعدما رفع جسده بيد واحدة و اخرج بطاقة هويته :
سفيان المغوري السكير الفاسق الذي ملأ العاصمة فسقا و اخرج سكينه و نحره
ليلقي برأسه امام رجليه ثم اردف : جزاء الكفار الموت
لطلخت يداه بالدماء قطرات على وجهه و اخرى على ثيابه
قال له صديقه : ماذا سنفعل بالجثة
رد باستهزاء بعدما فتح الباب ليقي بالجثة من دون الرأس
ثم قال هل تعرف عنوانه
رد عليه الاخر : تجده في الهوية
قال : لن نحرم اهله رؤية وجهه قبل دفنه
و ضحكا معا مسرورين بانجازهما
****
جالسة في غرفتها بالمشفى و اخوها باسل بجانبها و كل علامات الحزن على وجهه.
سألته بعد تردد كبير : باسل....هل تعلم من ظربني ؟؟؟؟
رفع رأسه و ركز نظراته عليها ثم قال :لا, للحين لا نعرف
ملاك : و ماذا يستفيد شخص بظربي هكذا و محاولة اختطافي ؟؟
باسل : نحن في زمن صعب انتشرت فيه الفتن و اضرمت فينا النيران فصرنا نأكل بعضنا بعضا .
و آسفاه على وطن سقي دما نقيا لتحريره لينبت منه سفاحون عشقوا الدماء.
قالت : شتان بين دماء الشهداء الطاهرة و دمائهم النجسة .
تنهد ثم اردف : أفكر بالهجرة الى فرنسا هي تستقبل الهاربين من احضان الموت
ردت بانفعال : أتهرب من احضان الموت لتتركنا انا و امي نتخبط فيها ؟
قال : و هذا الذي منعني من الهروب لحد الساعة .
و بدموع عزيزة من رجل لم يعرف للسعادة عنوانا قال :
ما ذنبي انا ؟ حرمت من ابسط الحقوق حتى الدراسة حرمت منها كي ارعى امي.
الحكومة تبحث عني لاداء الخدمة الوطنية و تتهمني بالتواطئ مع الارهاب و الارهاب يهددني برأسي ان التحقت بالخدمة و لكي اجد عملا يجب ان اكون اديت الخدمة ايضا متاهة يستحيل حلها الا اذا قدمت دمي غرامة اسدد بها ديوني و مشاكلي ثم سكت برهة يواصل حواره مع نفسه و كيف اخبرك ان ابي اراد قتلك يا اختي ؟؟ ربي انتقم منه
استغربت ملاك انطلاق دعاء وسط صمته يفضح تفكيره قالت : من تريد ان ينتقم منه الله ؟
قال بصدق : الذي تسبب بجرحك
ابتسمت و قالت : اللهم امين.
***
جالسون على اعصابهم ينتظرون كل ماهو اسوء خطوات تقترب من الباب صرخن و استعد الكل للمواجهة ليفتح خليل الباب و يتنفس الكل الصعداء بعد دخول والده و تنطلق زغاريد الحرائر الجزائريات عبر الاحياء احتفاءا برجوع رجالهن بامان و هتافات للجيش : جيش شعب نفديك يا وطن و قد عرفت الجزائر مرارا و تكرارا بالتعبير على النصر باحلى طريقة شعب يأبى اغلال الظلم و لو كانت من ذهب .
تمكن الجيش من محاصرة الفرقة الارهابية الناشطة في المنطقة مع هروب البعض منهم لكنهم امسكوا برأس الحية اميرهم و تعالت رصاصات الجيش في السماء مهددة كل من يجرأ او تسول له نفسه رفع السلاح في وجه هذا الشعب .
منذ سنة 1990 و الارهاب يشعل نار الرعب و اليوم بعد ثمان سنوات بدأ الجيش باتباع استراتجية جديدة للقضاء على العنف و الارهاب.
عانقت زهرة ابنها بفرح شديد بينما غرق هو في حنان امه هذا الحضن الذي نسي رائحته منذ زمن بعيد رجع اليه الان , آه يا امي كم هو دافئ حظنك
ليلة بيضاء مرت على الجميع يتغنى كل واحد فيها فرحه بالنجاة و قصص البطولات تتبادل بينهم فيما فتحت القصة جروحا قاسية قضية عالقة بين الدولة و الاخرون دفع ثمنها الشعب مفقودون بسبب الاتهامات من طرف الدولة اخرون ساعدوا الارهابيين عنوة فذبحوا لتواطئهم معهم, بنات يدرسن اختطفن و اغتصبن احداث كثيرة لا تنسى.
في صباح اليوم الموالي جاء محمد رفقة والده خالد لزيارة سلمى و اخذها معهم لكن جدتها فاطمة رفضت بشدة .
خالد : يا خالة بنت اخي مكانها عندي
فاطمة : و اين كنت عنها طول العشر سنوات , حفيدتي ليس لك حق عليها و لتنسى ان لك ابنة اخ اعتبر انها ماتت مع والديها
خالد : يا خالة نستطيع ان نوفر لها ظروفا احسن من ظروفك
فاطمة : لكنكم لن تستطيعوا توفير الحنان لها فهو لا يشترى بالمال
لن اكرر كلامي زوجي سيأتي اليوم لاخذنا الى عنابة سلمى ستواصل دراستها هناك.
بعد سنتين ..........
انتقلت سلمى الى عنابة للعيش رفقة جدتها فاطمة بعد حادثة الارهاب التي حصلت سنة 1998
لتواصل حياتها في منطقة اكثر امانا و هي مقبلة على شهادة الابتدائي
سامر في السنة الثانية من الجامعة تخصص محاماة و هو على طبعه و مشاكسته سلمى تظن ان وظيفة محامي غير لائقة به فشتان بين شخصيته في البيت و بين المحامين الحقيقين
اسماء قصة حب لا تنتهي هي و ابن عمتها حمزة و هي تحظر لزواجهما بعد اسبوع من الان
صفية في حالتها و وحدتها خادمة مطيعة لجدتها و زوجة ابيها التي تزورهم كل صيف و قرب وقت زيارتها لهم لها اخ عمره سنة و نصف اسمه سامي اما خليل بعد رسالة ملاك اصبح يشعر انها تشبهه في امور كثيرة و الرسائل بينهما لا تنقطع, و علاقته بمحمد صارت اقوى اما باسل فسافر الى فرنسا بعد تعليق رأس والده امام بيتهم و امه بين الوعي و اللاوعي تعيش حياة صامتة رفقة ملاك التي لم يبق لها سوى خليل في هذه الدنيا ................يتبع بجزء ثاني من البارت السابع

اضغط هنا لتكبير الصورهاضغط هنا لتكبير الصوره بدي 10 ردود و الا ما راح اكمل اضغط هنا لتكبير الصوره


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-14, 05:57 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الجزء الثاني
في تلك الشقة المطلة على البحر كانت ترتشف من فنجان قهوتها و هي جالسة قرب الشرفة الجو رائع و رومنسي استقبلت هدية من حبيبها ترفض فتحها و افساد غلافها الجميل هو فنان بكل بصمة تطبعها انامله سَحرها بطبعه و اخلاقه , يغدق عليها بالمشاعر الطيبة , وجوده اكثر ضرورة من جرعات الانسولين التي تأخذها يوميا هو السكر التي حرمت منه طفلة .
على اضواء مدينة عنابة الهادئة ليلا اخذت تفتح هديتها بلطف شديد و رعاية كاملة
اجمل من الهدية البطاقة المرفقة بها كانت بطاقة نقشت عليها ورود الجوري الحمراء تتلألأ بضوء احمر و تطلق موسيقى كلما ضغطت عليها تذكرها بهدايا السنين الماضية حتى ببطاقاته يراقص حنين الماضي الجميل تتذكر يوم تسللها هي و اخته الصغرى هبة ابنة عمتها لغرفته بهدف رؤية البطاقة السحرية الناطقة الموجودة بين ملابسه بلغتها هبة ان رسالة وصلت له و هي تنطق ب اي لوف يو ابتسمت لما تذكرت دهشة هبة و فضولها برؤية السحر بطاقة رائعة رسم عليها دبدوب تنطق حروفا مبهمة لطفلتين لكن شعورا غزاها لما فكرت بمن ارسلت له البطاقة شعور غريب يعض قلبها العاشق اهي الغيرة ؟ لا يوجد اقسى من غيرة قلب متيم طردت الافكار المتسللة لها و فتحت البطاقة خطه يتلاعب بعينها خطه الانيق الرائع كتب بكلمات قليلة ثقيلة : هل يمكن لوردة جوري ان تتجسد في كيان امرأة ؟
ثم اردف تحتها : صوتك سيكون السحر بنفسه انتظرك الليلة..
لم تفهم كلامه ماذا يقصد بالليلة ؟هل سيزورني ؟ ارتبكت بمجرد التفكير في الامر وقفت و دخلت الى غرفتها اتجهت الى المرآة تتأمل وجهها الدائري عيونها الواسعة بلون العسل الشهي شفتيها المنتفختان بلون توت بري احمر سمار بشرتها في هذا الصيف من تأثير شمس عنابة و شعرها الاسود الكثيف الحريري ينسدل على وجهها بغرة من الامام ليزيد شكلها فتنة لكنها ترى نفسها اقل جمالا رغم ان شكل حمزة في الواقع لا يقارن بها بتاتا و لو وضع في مقياس للجمال لاعطى نتائج كارثية لكنها لم تكن تراه بعين عينها بل بعين قلبها كان اوسم رجل عرفته في حياتها انزلت بصرها للعلبة المفتوحة بين يديها جلست و اخذت منها شيئا اسود اللون ثقيل بعض الشيء ابتسمت بل طارت انه جوال هديته لها جوال يستمع به الى نبضات قلبها يا حظ سمعي بانفاسك رغم بعدها
فتحته بشغف لتنطلق نغمة نوكيا تتصدره. سنة 2000 بدأ التحضر يصل الى التكنولوجيا بعد ان بلغ اوجه في التنوع في القتل اتى الوئام المدني املا يحمل قلوب الجزائريين نحو الافضل هل سنتجرأ على ابقاء نوافذنا في صيف حار مفتوحة دون خوف ؟ هل سيأتي يوم ننام فيه دون ان نتفقد مرارا اقفال الباب الحديدية ؟ يبدو ان الحلم قادم يبدو ان الامل سيغزو عقولنا من جديد استقبلت رسالة الخدمة تفيد بتفعيل خطها بحثت لتجد قائمة الهاتف خالية الا من اسم واحد : روحي حمزة
ضحكت ما اجمل ثقته بنفسه يعرف مكانه جيدا
اجمل ما في الامر انها ستتخلص من تجسس سلمى و سامر من مكالمتها مع حمزة في الصالة من الثابت اخ لسلمى و طيشها و جنون سامر دمعت عينها لما تذكرت انها ستفارقهما خلال اسبوع سمعت صراخهما و ضحكات سلمى زلزال من الحيوية و الجنون قادم نحو غرفتها دخلت بجنون و اغلقت الباب ورائها قالت و هي تلهث : خالة اسماء انا في حمايتك
ضحكت من قلبها : خالة اسماء ؟ يا نصابة اصبح خالتك في مصالحك فقط؟
بملامح باكية و تمثيلية بارعة اصبحت لا تفرق بين واقعها و كذبها : فقط هذه المرة
ضحكت مرة اخرى : دموع التماسيح اصدق حاولي مجددا توسلي اكثر
سلمى : و الله و الله سأكون خادمتك ليوم كامل اطلبي ما تشائين سأذهب عشر مرات للمتجر و لن اشتكي ابدا ابدا
قالت و هي تنظر لها بطرف عينها : لنر ماذا فعلتي هذه المرة؟
سلمى : اناااااااااااا لا شيء من قال اني فعلت شيئا
اسماء تضع يدها على مفتاح الغرفة و سامر يضرب في الجهة الاخرى بقوة يكاد يكسر عليهما الباب
امسكت سلمى بيد خالتها : سأخبرك

تسير على شاطئ البحر تلاعب الرمال باصابع قدمها و عيناها تضيئان في هذه الليلة الجميلة الدافئة كدفء قلبها , الهادية كهدوء ملامحها الصافية صفاء روحها تنبض مع كل دقة في قلبها حبا يسير بجانبها يتأمل شرودها و دمعة خائنة تتسلل على خدها حتى في اوقات السعادة لا يترك لنا الماضي الحزين فرصة لتجاوزه لازالت تتذكر تفاصيل تلك الليلة الكئيبة
قبل سنتين....
بعد ليلة كئيبة في المستشفى رفقة شقيقها استيقضت صباحا لتغادر المشفى و كان قد وصلها اخبار ليلة امس المرعبة و تفاصيلها وصلا لباب الشقة ليجدوا تجمعا امام الباب دفعهم باسل ليجد رأس والده معلقا و كتب بدمائه الدور على ابن الكافر
بلع ريقه و شعر بان الدنيا لا تستطيع حمله من ثقل جسده رغم ما تسبب به من الم يبقى والده يبقى من حمل اسمه من كان ذات يوم يحمله مفتخرا به من كان يتشبث في ثيابه لما يشعر بالخوف فيستمد منه طاقته افاق على صوت سقوط اخته على الارض لا لا يريد ان يفقدها هي الاخرى
لم تستوعب ما رأته اي عقل هذا الذي يمكنه ان يحتمل رؤية منظر كهذا كأن الاجساد يومها سنابل تقطع رؤوسها و ترمى اجسادها .لا تتذكر الكثير من احداث ذلك اليوم الا انها لما افاقت وجدت ابا مذبوحا و اما مجنونة و اخا هاربا من يد الموت الى فرنسا حتى انها لم تودعه هرب مباشرة الى السفارة الفرنسية طالبا الحماية و اللجوء للأمن و لا تعرف عنه شيئا ليومنا هذا وحيدة هي في تلك الظروف و ما امر وحدتها لم تجد قلبا عطوفا الا خليل الذي كان ينظر لها من باب شفقة في البداية حتى وقع في شراك حبها
نفضت غبار الماضي و مسحت دمعتها الخائنة عائدة للحاظر فقط الحاظر الجميل الرائع الموشوم بوجود خليل فيه فما اروع حياة تعانق انفاسك هواءها و ما اروع بحرا تنافس امواجه لتلامس اطرافك امسكت يده تعزي نفسها بوجوده و ابتسمت في وجهه بمرح
خليل : ما هو سر هذه الابتسامة ؟
ملاك : وجودك معي و هنا
خليل : ادري ان وجودي وحده سحر
ملاك : و وجودي ماذا يمثل بالنسبة لك ؟
خليل : ثرثرة لا نهاية لها ان لم تكن بلسانك فهي بعيونك
عبست في وجهه و ادارت وجهها تعبيرا عن الغضب
ضحك و قال : ألا تعلمين ان لثرثرتك ايقاعا شهيا مغريا للرقص و ان لعيونك لغة اغريقية ذات طلاسم لا يفهمها الا انا فما اجمل وجودك و انتي لوحة فنية اثرية
ملاك : العب علي بكلميتين اصلا ما دخل الاغريق هنا
خليل يضحك دفعته ملاك و قالت : اخشى يوما لا اسمع فيه ضحكتك الساحرة حتى و انت تستهزئ بي
قال : اخشى صباحا لا يبدأ بشروقك معي


يرتب اوراقه بهدوء و زميله يجلس امامه حزينا منتكسا , رفع رأسه اليه يسأله عن سبب حزنه :لا تخبرني ان كل هذه التعابير الكئيبة بسبب فشلك في هذا العام و عدم تحصيلك للمعدل المطلوب ؟
رفع رأسه اليه :طبعا معك حق فأنت ناجح بمرتبة الشرف دوما و انا اجتر كل عام مرتين
محمد : لانك غير جدي اغلب اوقاتك في الجامعة تحاول تحصيل اكبر عدد من المعجبات لا من المواد
قاطعه بضيق : هذا ما ينقصني تأنيبك بعد , ضميري يكفيني
محمد : متى يأتي يوم و تمسك قلبك بنت واحدة لا ادري الى اين انت ذاهب بهذا الفندق /و يشير الى قلب صديقه
ضحك مغيرا من تفاصيل وجهه: قلبي كبير يحمل كل بنات حواء
قال باشمئزاز واضح : و عقلك صغير لا يقدر على تحصيل بضع مواد
ظربه بكتاب بجانبه : قلت لك لا تذكرني كنت اريد ان انسى لا ان تزيدها علي
على فكرة ميساء طلبت مني التوسط لديك
محمد بنظرة اندهاش : من ميساء ؟ تلك الطويلة المغرورة ؟؟
اجاب بضحكة صاخبة : هذا و انت لا تلقي للبنات بالا
قال : هي تفرض نفسها علي و اراها اينما ذهبت
رد : اذن ماذا تقول فيها
محمد : استغفر الله لا احب هذه الطريق انت اكثر شخص يعرف طبعي..
قال : اذن ابقى بين كتبك ستسليك حتما
محمد : طبعا اقل شيء لن تخدعني و لن اجني ذنوبا من ورائها
رن هاتفه ليبتسم متأملا الاسم الذي يتصدر الشاشة : مخلل
رد بترحيب كبير : اي صدفة هذه خلول بقدره و قيمته يتصل علي
خليل : هههههههههههههه كل هذا اشتياق لي يا رجل ؟
محمد : ظننت انك رحلت او سافرت يا ظالم اسبوع لا تزورني فيه تعلم انني مربوط من كل جهة
خليل : هذا الاسبوع اول اسابيع العطلة و ملاك تأ...
قاطعه ضاحكا : اي ملاك و ملاك و ملاك و بعد ملاك محمد
فهمنا يا اخي
خليل : العاقبة لملاك تملك قلبك
محمد : هههههههههههههههه ما بالكم علي الكل يدعي مازالت في عز شبابي
خليل : لم يبق الا الشيب يغزو رأسك 22 سنة يا ظالم قديما كان لجدي احفاد في سنك هذا
محمد : اي و انت الصادق في كل شيء نسيت ان جدك تزوج في العامين من عمره
خليل : ههههههههههههههه هل عندك شك في صدقي دعك من جدي متى نلتقي
محمد : اختر الوقت الذي يعجبك كلي لك
خليل : لا هذا كثير علي ماذا تركت لزوجة المستقبل؟
محمد : تركت لها قلبي و رجلاي ملكك انت
خليل : قتلتني يا رومنسي يا روميو زمانك
محمد : تركت الرومانسية لك . لم تقل لي سر هاذا اللقاء المفاجئ؟
خليل : اسمع انا لا اعمل عند والدك تعرف ميزانيتي و انت الان قضيت على رصيدي الشهري
و اقفل في وجهه دون ان ينتظر اجابته
نظر محمد للشاشة و ضحك منذ تعرفه على خليل عن قرب اصبح مقربا له و بشده يحبه كثيرا
منصف :من هو خلول ؟ هل هو خليل ابن عمتك ؟
ضحك محمد لا اظنك ستفهم لكن امه ليست اخت ابي بل اخت عمي
منصف : ههههههههههههههه لغز صعب اتكلم بجدية
محمد : هذا عمي علي رحمه الله اخ والدي من جدي فقط و له اخت من امه فهمت ؟
منصف : اهااا ,شجرة عائلتكم متشعبة
محمد بابتسامة جانبية تدل على الاستهزاء : كتشعب عقلك
تظاهر منصف بالغضب و خرج من المكتب ليسحبه محمد من ظهره و يسقطا معا على الارض و يبدأ شجارهما الطفولي

جالسة في غرفتها تحاول الهاء نفسها بشيء ما و لم تجد الا علبة مناكير ذات لون احمر اهدتها اياها صديقتها اليوم تزين بها اظافر قديميها تدري انها لا تجوز للوضوء فعمها خليل نبهها لذلك لما رأها تلعب بها لكن لا يهمها ذلك فلا يوجد اب يظربها لاهمالها صلاتها و لا ام ترغبها بها . كل ما تريده ان تكون الافضل شكلا لانها تعي ان الباطن ميت منذ ولادة ايميلي لذلك الاشقر البغيض سام و هي تعاني جرعات الوحدة و الفراق تراه يلاعبه و يفتخر به اما هي فتتصدر هامشه كانت تتمناه بنتا حتى تحسن المقارنة لكنه جاء ولدا جدتها زهرة تقول لها معزية اياها ان الرجال يميلون للاولاد لانهم يحملون اسمائهم و هي ؟ الا يجاور اسمه اسمها ؟تشتاق حظنا لم تعرفه و صوتا يتردد كالصدى في اذنيها بكاءا و توسلا صوت امها و هي تتوسلهم رؤية ابنتها قبل سنة في تلك اللحظة عانقها والدها لم يكن يريدها ان تسمع شيئا و لكن صوتها اتى قذائف تخترق مسامعها خرجت جدتها لطرد حلمها تتذكر قسوة الكل يومها حتى خليل لم يملك الا مشاركتها دموعها لكنها قررت ان تكون متوحشة من يومها ذاك ان تنتقم منهم واحدا واحد ان تبحث بنفسها عن امها و ترميهم خلفها جميعا اتى الصيف و سيأتي والدها معه لقضاء عطلته هنا لا تدري سحر ايميلي معه هذه المرة فهي اول امرأة بقيت معه 3 سنوات. لا تتمنى لوالدها سوى الشقاء و التعاسة و اي قلب هذا و اي عاطفة هذه احيانا يبلغ بنا الاسى حد الجنون و يدفع بنا الحقد و الكره ما يدفع به الحب و العشق ففي مرحلة ما يصبحان متساوين في الشدة متناقضين في المسار نعم فلسفة فيزيائية و متى ما كانت المشاعر الا فيزياء احاسيس تقاس بالمسافة و الجاذبية و الشدة ؟
اه لطفولة لم تعرف حروفها بصدق فكان حرف الطاء يعني طواما و حرف الفاء يعني فجعا و للواو قصة مع الوحدة و ل اللام حكاية مع اللوم اما للتاء نهاية الكلمة فكانت نهاية لكلمة طفلة ميتة اسمها صفية

فتح الباب ليدخلها مغمضة العينين : وصلنا ؟
: نعم افتحي الان
فتحت عينيها بصدمة غرفة كبيرة جدرانها بلون بيج منقوشة بالذهبي يتوسطه لوحة كبيرة لنهر جليدي و سرير يتوسط الغرفة باللون الابيض كل شيء ابيض على ابيض دمعت عيناها و اخيرا ستراه عريسا , و اخيرا سيرتدي برنوس والده كما تنص عليه العادات ستشرب زوجته من حليب صاف يعني الامل في صفاء حياة سيملئ لها البيت بنينا و بناتا
حمزة : هل اعجبتك الغرفة
ام حمزة : رائعة دوما تثبت لي ذوقك باختيار كل شيء
قبل رأسها و اطال بفعل ذلك ثم قال لم يبق الكثير لتفرحي بي و ترقصي في زفافي الذي حلمتي به كثيرا
قالت : لك دعواتي يا بني اللهم بارك له فيها و اسعده
حمزة : امين
خرجت من دون ان ينتبه لها لانه غرق في احلامه قربها غرق بعيدا اخرج جواله من جيبه و قرر الاتصال بها لحظات حتى اتاه صوتها الناعم : الو
سكت مدة يريد ان يستمتع بكل ثانية بصوت انفاسها المظطربة يريد ان يوترها ان يتلاعب على اوتار الحب و البهجة يريد مراقصتها على حلبة الاشتياق و التمنع لطالما كان التمنع و المكابرة في الحب احد اهم العوامل في بقاء لهفته كان يحلم بان تضيف كلمة اخرى الا ان هذه الانثى خجولة الى ابعد الحدود قال : اسعد الله مساءك
بعد ثواني كانت تحاول فيهم ان تكون جملة مفيدة قالت : و انت ايضا
تعودت مكالمته في الهاتف الثابت مع كل عائلتها تسأله عن الحال و تكمل امها عنها الباقي او حتى سامر يكمل عنها تداركا لخجلها الشديد لكنها الان تعرف ان لا مهرب منه تفكر فيما ستتكلم معه في الخطوة التالية متجاهلة اسئلته الحالية مما سبب لها فوضى حواس
قال : لم اكن اعلم انني تزوجت بخيلة
احمرت وجنتاها كأنه امامها الان شعرت بخجل فضيع هو يغدق عليها بالكرم و الحنان يهديها بلا مناسبة اما هي فلم تتكلف يوما لشراء شيء له
قالت : أأأأسفة , كنت افكر ان اشتري لك هدية لكنني قليلة الخروج
بضحكة زادت الموقف حرجا عليها اردف : لم اقصد بخلا ماديا كان قصدي انك بخيلة بكلماتك و لكن لا امانع بهدية صغيرة اعرف فيها ذوقك
تيبست في مكانها تشعر ان السكري ارتفع الى 3 غرامات او اكثر الخجل يسري في عروقها مسببا حمرة فضيعة يكاد يغمى عليها هو جريء للغاية و خفيف الظل و هي عكسه تماما تنفست بعمق محاولة ضبط الميزان لكفتها : شكرا على الهدية
قال بهمس قاتل : شكرا على انتِ
قالت : على انا؟
قال : وجودك بقربي سيكون اعظم هدية
ابتسمت بحياء فتاة عاشقة و انسحبت بلطف : ابي يناديني
يعلم انها تحاول صرفه بطريقة لبقة قال : قولي له انك تكلمين زوجك
قالت : حمزة , انا لا اقدر
حمزة ما اجمل ايقاع اسمي على شفتيها , ما اجمل حروفي تنساب من مخارجها , رغم انه لم يروي ظمأه بصوتها الا انه لم يرد احراجها اكثر سينسحب بلطف تاركا لوعة الشوق تتزايد في تواترها ليوم زفافهما
قال : ابلغي سلامي لخالي
سكتت لثواني نبرة الجفاف في صوته لا تعجبها اعتادت نبرة دسمة بالمشاعر الرائعة ربما غضب منها سحبت نفسا طويلا ثم قالت : شكرا و اغلقت الخط و دقات قلبها تسمع من مسافة بعيدة
نطت سلمى من مكانها
اسماء بخوف : بسم الله , كنت اظنك نائمة
سلمى تداعب خصلات شعرها القصير : لم اسمع شيئا
عقدت اسماء حاجبيها و قالت : انا تكلمت عن السمع ؟
سلمى بتأتأة : لا انا لا قصدي لم اسمع ما قلتي لا اقصد على الجوال اقصد لما قلتي لي كنتي نائمة لم اسمع
اسماء : استغفر الله اسأل الله ان يهديك
سلمى بابتسامة : امييييييييييييييييين اللهم اميييييييييين
سحبتها من اذنها لتقربها اليها : لم نكمل حديثنا عن سامر ما الذي جعله يثور هكذا لولا ابي كان سيكسر علينا الباب
سلمى : اح ا ح اذني خالة
اسماء و هي تزيد شدها لسلمى : انا انتظر
سلمى : المعلمة طلبت منا ليس ذنبي
اسماء تتركها : المعلمة طلبت منكم ازعاج من حولكم ؟
سلمى و هي تحك موضع شد اسماء لها : طلبت منا عمل لوحة فنية بأزرار الملابس
اسماء : و بعد
سلمى و هي تفرك اصابع يدها دلالة على التوتر : تتذكرين معطف سامر الذي اشتراه اخر الشتاء
اسماء بعيون جاحضة : اي و بعد
اعجبتني ازاره فاخذتها أقصد استعرتها لعمل اللوحة لكن و الله و تا الله سأعيدها حالما اخذ العلامة كاملة
اسماء تشهق و تضربها لرأسها : يا مجنونة لن ادافع عنكي احمدي ربك انه لم يشرب من دمك يا سلمى صرتي بلا عقل
سلمى بعيون متوسلة تنظر لخالتها

مدينة ليل الفرنسية ليلا بساعة متأخرة في اقذر الاماكن المنزوية , يحمل غليونه مرتديا افخم البدلات الرسمية يتكلم بلكنة فرنسية غريبة من جنسية اسبانية متكئ على سيارته الفخمة و حوله مجموعة من الشباب يوجههم للعملية شخصيا لانها خطيرة و تتطلب الدقة
انطونيو : اليوم اريد ان تصل البضاعة الى الحدود الفرنسية البلجيكية عندنا عملية خطيرة لا اتقبل الخسائر اموالي كلها دخرتها هنا
ماريو : و اين سنخفيها؟
انطونيو : سننقل تحفا اثرية مزورة بداخل هذه التحف سنخزن البضاعة
كيفن : خطة ذكية كالعادة رئيس
انطونيو بضحكته الرنانة : هل عندك شك ؟
بينهم شخص يترقب كل خطوة منهم و كل حركة و عيون انطونيو عليه مما اربكه قليلا لكنه كان يتصنع القوة فان كشف امره يسقطع انطونيو رأسه فدخول العصابات امر في غاية الخطورة
انطونيو نظر الى احد الشباب ذو ملابس رثة يبدو عليه الضياع و الفقر بملامح عربية ثم قال : انت ستقود الشاحنة الاولى
: ..........oui monsieur

تتباهى بملابسها الجديدة امام المرآة و تراقص نفسها و امها ترتدي طقم الذهب الجديد امامها
.....: ما اسعدنا يا امي ابي كريم لاقصى الحدود
.....: نعم يغدق علينا بالحنان و الحب منذ وفاة ابي لم اعد اشعر بالنقصان كان عمله دوما في الخارج لكن الان اريده ان يستقر هنا
.......: لا اظن انه سيوافق و عمله ؟
......: اموالي التي ورثتها من ابي تحتاج الى تسيير و رجل يديرها و لا اظن انه يوجد انسب من زوجي
.....:و نعم القرار يا امي
........: سنرحل الى بيت جدك فهو اوسع و افخم
......: امي و خالتي جهينة ؟ ألن تنال حصتها من الميراث
......: ضحكت ثم قالت : يا ابنتي الغالية اختي جهينة تمردت على ابي منذ البداية كانت تقف في طريق نجاحه و ترفض اية مبلغ مالي منه حتى انها تزوجت صغيرة السن كي لا تظطر الى اخذ اموال منه
......: و السبب ؟
..........: دعينا من جهينة هي لا تريد اخذ شيء فلنتمتع بخيرات جدك
خرجت تاركة ابنتها في افراحها و غرفتها غارقة بهدايا والدها التي امطرت عليهم فجأة منذ نعومة اظافرها تعلم انه بعيد عنهم روحا و جسدا رجل اناني ما الذي غيره؟
ربما بعد وفاة جدها الذي كان يتكفل بهم رحم وحدتها هي و امها و هذا الارجح فمهما يكن هو اب و للاب حنانه الخاص.
,
صباح يوم جديد استيقضت سلمى منفوخة الشعر لا تدري سبب تمرد شعرها الناعم قامت مفزوعة و يداها تلامس شعرها بخوف سقطت ورقة على الارض حملتها لتجد : {ارجو ان تعجبك التسريحة الجديدة اذكر ان استاذ الفيزياء طلب منا تجريب درس انعدام الجاذبية . يوما سعيدا يا حلوة عسى ان تتعلمي تجريب دروسك على ثيابي}
صرخت برعب : سااااااااااااااااااااامر
ركضت الى المرآة على التسريحة الغرفة مظلمة قليلا فتحت الستائر تاركة لاشعة الشمس حرية التسلل الى الغرفة و اخذت تركض للتسريحة من جديد نظرت الى نفسها في المرآة شعرها القصير واقف للاعلى و قد صدق سامر بتطبيق مبدأ انعدام الجاذبية حتى انه ابدع في مراعاة المسافات هل تضحك ام تبكي ام تصرخ لم يبقى للمدرسة الى ساعة واحدة استخدم مثبت شعر قوي اظن انه استخدم العلبة كاملة
على صوت صراخها و الفوضى التي احدثتها استيقضت اسماء تقاوم اشعة الشمس التي تداعب اهدابها الطويلة
جلست على السرير و شعرها مبعثر حولها اخذت تفرك عيناها منزعجة من الضوء نظرت الى سلمى و صرخت : ييييييييييييي ما هذا من انتي ؟
سلمى بعيون دامعة : جاذبية أأأأأأأأأأأأأأأأأأأ خالللللللللللللللة ساعديني
اسماء ترمي الغطاء جانبا و تقف و اناملها تلامس شعر سلمى الذي اصبح صلب الملمس كأنه خشب لا شعر : لا تقولي سامر ؟
سلمى ببكاء : كيف دخل للغرفة و لم انتبه له
اسماء تعالي للحمام لا وقت لدينا سحبتها بقوة و راحت تغسل شعرها و تفركه كان سيحتاج لاكثر من غسلة بما ان الوقت لم يعد كافيا و الساعة السابعة و النصف
اسماء : سلمى متى يبدأ فصلك ؟
سلمى : الساعة الثامنة
اسماء : فلتتغيبي اول ساعة
سلمى بصرخة : لاااااااااا عندنا فرض و يجب ان اقدم الواجب ايضا
اسماء و هي تضع المنشفة على رأس سلمى : تعالي اجفف لك شعرك
اخذت المجفف محاولة الاسراع فلا وقت لديها كانت النتيجة شعر منكوش ايضا لكن اقل شيء غير صاعد للسماء
اخذت اسماء مشطا و حاولت ان تمسك شعر سلمى القصير كله كي لا يظهر لانه يحتاج لاعادة الغسيل
ارتدت ملابسها على عجل و اخذت افطارها في حقيبتها و خرجت امام الباب التقت شابا تقدم لمخاطبتها : خالك سامر موجود؟
بمجرد ان نطق اسم سامر انفجرت فيه : هل اعمل لدى سامر؟ لا املك جدول مواعيده
استغرب الشاب من ردة فعل هذه البنت التي تبدو هادئة و قال : على مهلك لا تنفجري
احست بالغضب يتسلل الى وجنتيها التي اصبحت حمراء اللون و اخذت تصرخ : ابتعد عن طريقي
و اكملت طريقها تحت استغراب الشاب و فجأة سقط شريط شعرها ليعلن تمرده بحركة غريبة كأن مثبت الشعر يرفض التنازل عن عمله
وصلتها ضحكة الشاب اليها التفتت اليه بغضب فتحت حقيبتها و اخرجت قبعة سامر و وضعتها على رأسها رغم انها اكبر منها الا انها اخذتها كي تثير غضبه
الشاب : بنت مجنونة
سامر من ورائه :من المجنونة ؟
التفت الشاب اليه : سامر ؟صافحه و اخرج من حقيبته كتابا الشاب : اوصاني عمر ان اوصل لك هذا
سامر : شكرا فارس ابلغ سلامي لاخيك عمر
فارس : العفو اعذرني مستعجل
سامر : اذنك معك
توجه بسرعة الى الطريق هو متأخر كالعادة عن الثانوية سيستمع الى درس طويل و عريض و يأخذ تهزيئة محترمة ابتسم بينه و بين نفسه شخصية غريبة الاطوار تناقض فكري كيف للجد ان يمتزج مع الهزل كيف للتناقض ان يلتقي في نقطة واحدة و كيف لمستقيمين متوازيين التقاطع نظريات اخترقتها شخصية فارس مهمل لاقصى الحدود منظبط بطريقة غريبة لا تهزه كلمة مهما كانت قسوتها رفع يده و مسح على شعره الناعم الذي تتخلله خصل شقراء نوعا ما بعيون عسلية تتغير احيانا للاخضر لغالبية اللون الاخضر عليها التناقض حتى في لون عينيه تذكر شعر سلمى و هو يداعب شعره الناعم اشمأز منه طبيعته يحب الجمال بكل انواعه حتى في اشيائه الخاصة يختار كل ما هو انيق , وصل للقاعة متأخرا بربع ساعة اذن هو مبكر اليوم من العادة ان يصل نصف ساعة فان اشارت الساعة الى الثامنة و النصف رفع الطلاب انظارهم للباب و استعد الاستاذ للهجوم دقيق حتى في تأخره ألم أقل انه التناقض بعينه .
طرق الباب بهدوء تلميذ نجيب مؤدب فتحت له الاستاذة الباب و ابتسمت في وجه تلميذها المؤدب و قبل ان تقطع ابتسامتها بهجومها الشرس قاطعها قائلا : صباح الورد يا احلى استاذة رياضيات في الكون كنت افكر في النوم اكثر لانه ليس من عادتي الوصول في هذه الساعة لكنني قررت ان اسرع لانني تذكرت ا ن اول حصة هي لك .
و زين مجاملته اللطيفة بابتسامة صفراء , نظرت اليه بتفحص من قدميه الى رأسه تنهدت ليست في مزاج يسمح لها في تهزيئه و هو جاء بلطف مصطنع قالت له : ادخل و لكن لا تجلس توجه مباشرة للصبورة
ابتسم و دخل واضعا حقيبته على مكتبها تحت دهشة الكل و توجه لمكانها المعتاد في الشرح قال باستهزاء واضح : ماذا تريدين ان اشرح لهم
ابتسمت على حركته رغما عنها مهمل لكنه ذكي تتعجب كونه الاول دائما في مادتها رغم شكاوي الكل على نتائجه الكارثية .

نتسائل دوما لما ساعات الفرح تمشي الينا ببطئ شديد تطبخنا على نار الانتظار رويدا رويدا يُقال ان النار الهادئة تطبخ اكلا لذيذا تُرى هذا هو السبب ؟؟؟
اسبوع مر طويلا بساعاته بدقائقه بثوانيه و هاهي اليوم جالسة امام المرآة تجفف شعرها بعد حمام طويل اليوم زفافها انتم مدعوون لزفاف جزائري موسوم بحضارات كبيرة و تقاليد زاهية عرس و لا اروع يوم الاربعاء 24 مايو سنة 2000 الساعة السادسة صباحا دخلت امها غرفتها لتستعجلها للذهاب الى صالون التجميل حجزت لها منذ اسبوعين .
فاطمة : اسماء سامر ينتظرك في السيارة بسرعة
اسماء : امي اشعر بارتباك كبير
فاطمة : سنتكلم لاحقا هيا البسي
و خرجت لتغلق الباب ورائها ارتدت اسماء فستانا ناعما بسيطا اصفر اللون بورود خفيفة عليه و سحاب طويل في الظهر حتى يسهل عليها تغييره بعد التسريحة التي ستضعها على رأسها و ارتدت عبائتها و وضعت وشاحا على رأسها خرجت لتجد سلمى تستعد للذهاب معها
سلمى و هي تقفل ازرار قميصها بعجل : سآتي معك
ابتسمت بحب لها و امسكت يدها و نزلتا للاسفل دخلت سيارة والدها و كان سامر السائق متجهين للصالون
فيما كانت خالتيها و امها تجهزن الاغراض لنقلها الى الصالة و كان والدها في الصالة مع اخيه و ابناء اخته >> اخوة حمزة>> يضعون اخر اللمسات تجهيزا لبدء الحفل
الساعة الحادية عشرة تماما جُهز غداء عائلي الشوربة و البكبوكة و هي عبارة عن طبق تقليدي من معدة الخروف : الدوارة و الكوسى و الحمص اظافة الى انواع السلطات المختلفة بينما كانت النسوة قد حضرن الكسكسي للعشاء و جهزنه حتى يتفرغن للضيوف لاحقا ليست هذه الاكلات من عادات اهل عنابة الاصليين لكنهم من جذور مدينة البويرة و يريدون طبع تقاليدهم الشخصية في هذه المدينة العريقة بلد واحد لكن بعادات مختلفة من منطقة لاخرى كأنهم يتباهون بتقاليدهم الشخصية الغريبة بالنسبة للمنطقة.
وصلت اسماء للشقة لاخذ باقي اغراضها من مجوهرات و ملابس التصديرة و يعرف ان العروس تقوم بعرض للازياء يوم زفافها معبرة عن كل منطقة جزائرية بلباسها الخاص من الشرق للغرب و من الشمال للجنوب فالعروس الجزائرية تكون الملكة يوم زفافها .
تعالت الزغاريد ممتزجة مع صوت البارود و الضحكات تتناغم مع اصوات المتواجدين بفرح يغمر القلوب بعد الغداء توجه الكل للصالة بينما بدأت القاعة بالامتلاء بالضيوف دخلت اسماء للغرفة المخصصة لها و رفعت بصرها للحائط المقابل لها اين جهزت لها امها تصديرتها التي سترتديها
دخلت خالتها و ابنتها تباركان لها و خالتها الصغرى جالسة تعطر ملابسها و زوجة خالها تزغرد و انواع المديح تقال بين زغرودة و اخرى على شكل شعر شعبي تمدح فيه العروس و اهلها و عريسها و تتعالى الدعاوي للعازبات بالزواج فيما يتسابقن للتأمين على قول المادحات كما نسميهم بدأت الاغاني تترتفع مدوية في الصالة لتتفاهم هبة ابنة عمة اسماء مع صاحبة الدي جي على انواع التصديرة و ترتيبها لان كل لباس جزائري سيوافقه اغنية من المنطقة نفسها ارتدت اسماء الطايور الكلاسيكي الابيض لتفتح به الحفلة كانت اميرة بتاج صغير يتقدم تسريحتها الفخمة و مكياج ثقيل نوعا ما يميز العروس عن غيرها فيما كانت زوجة خالها تروي لهم قصة زفافها في العصور الغابرة كما فكرت هبة و ضحكت اسماء
فريدة : اللهم بارك اميرة يا اسماء انا في زفافي ركبت الحصان و شعري على طبيعته و لم ارتدي سوى االجبة القبائلية و اختك سلوى رحمها الله هي من قامت بعمل تسريحة ورد و وضعت لي احمر شفاه
الخالة وهيبة بضحكة : اتذكر يومها كانت سلوى صغيرة و وضعت احمر الشفاه على وجنتيك و فوق عينيك و على فمك المسكينة استخدمته كعلبة مكياج كاملة
ضحك الكل فيما ابتسمت اسماء بحزن لعل البساطة في تلك الايام كانت تخلق للفرح طريقا و لعل الماضي دوما مهما كان يكون صندوقا يحمل ذكريات من ذهب فأين سلوى عنها الان قطعت افكارها بصوت هبة تطلب منها الدخول فيما كانت الموسيقى هادية في البداية دخلت بخطوات مرتجفة تحت زغاريد الكل و نظرات الضيوف باعجاب كبير و جلست على الكرسي الفخم المزين بمخدات مصنوعة يدويا من الفتلة الذهبية و اخرى بيضاء مرمية باهمال حولها دخلت سلمى بفستانها الاحمر المنفوش و القصير تتراقص باستهبال و تجلس امامها و مالت برأسها تحدثها : لا تأخذي مقلبا بنفسك
اسماء : جميلة رغما عنك
سلمى : في عيون خالي حمزة .ضربتها اسماء بخفة طاردة اياها من الجلسة احاطت بها صديقاتها لاخذ الصور و بعدها قامت تحت اصوات الزغاريد تتنافس فيها النسوة لابراز مهارتهن دخلت مجددا للغرفة لتغير لبسها مرة اخرى و ترتدي اللبس الشاوي الرائع ستكون الان ملكة الشاوية لباس باللون الابيض ايضا له نقوش على اطراف القماش برقبة دائرية ممسوك في الكتفين ليسقط على الجسم باهمال يبدو على شكل طبقات من بعيد و تدخل مجددا على ايقاع اغنية شاوية و ترجع مرة اخرى لترتدي الجبة السطايفية من منطقة سطيف الجزائرية و بعدها الجبة الوهرانية نسبة الى منطقة وهران في الغرب ثم الجبة القبائلية و القفطان الجزائري و بعده اللبس التلمساني الذي هو لوحده حكاية و وصفه اصعب من خياطته فيما تُقدم انواع الحلويات الجزائرية التقليدية من بقلاوة و مقروط و غيرها اظافة الى المسمن الجزائري مع القهوة تختم العروس يومها بجبة الفرقاني استعدادا للحنة .
كانت اسماء منهكة لحد كبير : اشفق على نفسي و على رجليا اللتان تقطعتا من الكعب العالي
سلمى : ماراطون هذا ليس زفاف
ضحكت هبة و قالت انا في زفافي لن البس كل هذا سأكتفي بلبس واحد
اسماء : سنرى , وصلت عمتي؟
هبة نعم هو يجهزون الحنة.
تطفئ الاضاءة ليلا و تضاء الشموع مزينة كل اطراف القاعة لتجلس العروس امام مائدة فخمة وضعت عليها اغراض الحنة من حنة و قطن و شموع و طبق كبير مزين بالدنتيل و الحاشية يوضع في الجهاز هدايا اهل العريس
جلست اسماء امام عمتها حماتها و جلس النسوة حولها فيما وقف الحضور ليروا تفاصيل الحنة بقرب.
اخذت العمة يد كنتها و بدأت بوضع نقاط من الحنة المعطرة و انواع الزغاريد تراقص دموع البعض فرحة و حسرة لغياب الاحباء ايضا لتتنافس العجائز بقول اجمل شعر شعبي تمدح العروس فيها :
حَنِي حني يا الحنينة و الحَنة جَبناها حنا
يو يو يو يووووووووووو يييييي
و توضع التاوسة : مبالغ مالية في حجر العروس بعد كل مديح و تتنافس الفتيات في وضع حنة العروس و تقوم الحماة بعرض هدايا العروس من ثياب و عطور و مكياج ايضا و بعد ذلك يتقدم الحضور للعشاء فيما تكمل السهرات بالشاي و انواع الحلويات و العجيب ان العريس في هذا اليوم يكون اشبه بالمتشردين شعره منكوش و لحيته غير مرتبة و ثيابه ثياب عمل لان اليوم الاول هو يوم العروس و هو يكون مهتما بالتجهيز لليوم التالي
بعد يوم شاق و طويل رجعت اسماء الى الشقة للراحة حيث رمت نفسها على السرير مباشرة و تكفلت سلمى بنزع التسريحة عنها و مسح المكياج من وجهها بفرح كبير
اسماء بصوت ناعس : اه اه رجلاي سأموت
سلمى رافعة معنويات خالتها : غدا ستكررين التصديرة صح ؟
اسماء : لا مستحيل سأموت طبعا
المفروض اني اعيدها لكن بما ان الضيوف نفسهم سالبس البدرون و ال****و لانني لم اقدر على اكمالهم اليوم اظافة الى الفستان الابيض
سلمى و هي ترمي نفسها على سريرها : غدا سأنام وحيدة هنا
رفعت بصرها لتجد خالتها في عالم اخر نائمة من التعب الذي نالها في هذا اليوم
صباح يوم جديد استيقض الكل على اذان الفجر استعدادا للحفلة فيما ذهبت اسماء للصالون مرة اخرى و تجهز الكل لمرافقة العروس الى بيتها
اما عند العريس فاليوم يومه يأخذ حماما مغربيا و يقص شعره او يرتبه و يهذب لحيته حسب ذوقه الخاص ليرتدي بدلة رسمية و يضع فوقها برنوس اجداده
كانت حفلة اليوم ابسط من البارحة ستكون في بيت العمة الكبير و مزرعة صغيرة تحيط به , ساحة البيت كبيرة جُهزت بابداع كبير و وزعت طاولات عبر المساحات الفارغة و نافورة مياه تتوسط ساحة البيت الكبيرة و انواع الزهور تتباهى فيما بينها مضيفة ديكور طبيعيا و الاعجب ان هوس العمة نورة بالبط و الاوز تعدى حدوده حيث زينت وزاتها بشرائط ملونة في الرقبة و تركتها تتنزه بحرية وسط الطاولات فيما عبر ابنها مهدي و هبة رفضهما للفكرة لكنها امرأة تعشق لمسات الطبيعة اينما حضرت للطبيعة بصمة في حياتها تربت في وسط غابات الزيتون في جبال البويرة مدينة جزائرية عريقة اكلت من زيتونها و شربت من زيتها و تدفأت من حطبها و احتمت من نيران طائرات فرنسا بين كهوفها امرأة من قلب الوطن من ذاكرة الجهاد و من نسيج التاريخ قاسية في جسدها الذي اُنهك منذ الصبى طيبة في قلبها الذي تجرع الجوع و المرارة و الفقدان و لم يبقى لها سوى اخيها سعد ابو سامر و مسعود الذي يعيش في فرنسا مدينة باريس و قد حضر منذ اسبوع للاحتفال بزواج ابنها البكر جاء محملا بانواع الاقمشة التي تهواها نفسها رغم توفرها في اسواق الجزائر فهم يستوردونها من هنا و يبعونها للمغتربين هناك ليعيدوا شرائها هدايا لنا دوامة غباء لا حدود لها اظافة الى انواع العطور الفرنسية و الصابون الرائع و الشكولا السوداء الشهية و لقطع الحلوى الصغيرة بنكهات الفواكه قصة رائعة تخبئها لسنة كاملة فلا تنفذ الكمية منها حتى يحضر لها اخوها مسعود ضعفها تلك الحلوى سلاح سري تسكت به الاطفال و احيانا تتخذها رشوة تنال منها مرادها اليوم جهزت كل قطع الحلوى و قطع السكر لترمى على العروس لما تدخل بيتها
ابنتها خديجة تعطي دواء للنوم لاطفالها سر لن تعرفه سوى نساء الجزائر في المناسبات فهن احيانا يلجئن الى هذا الدواء بافراط غير انه احيانا يقدم نتائج عكسية
هبة : منصور نشيط جدا ضاعفي الكمية
خديجة تأخذ بفمه و تدفع ملعقة اخرى من الدواء
هبة : اظيفي عليه دعوات بان ينام ساعات كاملة
خديجة بكل براءة : اللهم اني اسئلك ان ينام منصور نومة اهل الكهف
تدفعها هبة بخفة : استغفر الله قلنا ساعات
خديجة : تمتعي يا هبة بالعزوبية سيأتي اطفالك مستقبلا و سيحرمونك من قضاء اوقات جميلة
هبة : لا حول و لا قوة الا بالله ,خديجة الناس يحلمون بطفل يؤنس وحدتهم و انت تقنطين من رحمة الله ؟
خديجة : الامر ليس هكذا و لكنني تعبت
هبة : من قال لك ان تنجبي 3اطفال دفعة واحدة
قاطعتهم امهما بصراخ : الفوضى تعم المكان و انتما تتسامران هنا الى العمل
هبة : امي كل شيء في مكانه و الاكل جاهز نحن ذاهبتان للتجهز اتريديننا استقبال الضيوف بهذا المظهر
الام لا رد اكتفت بنظرات تهديد فيما اتصل حمزة يؤكد ان موعد احضار العروس قد قرب و على احدى اختيه التجهز لمرافقة والده في السيارة المجهزة للعروس
هبة : خديجة بسرعة استحمي و غيري لبسك و اطلبي من نرجس عمل تسريحة بسيطة لشعرك لم تتبق الا ساعة واحدة
خديجة : و اطفالي ؟
هبة : سينامون حتما بسرعة
بعد ساعة من العمل و التجهز انطلقت السيارات معلنة موعد احظار العروس و سيارة العروس من نوع مرسديس بيضاء مزينة بالورود تتصدر الوفد و باقي السيارات تتبعها و اصوات الزغاريد تتعالى
كانت اسماء بفستناها الابيض تتجهز لمغادرة بيت اهلها و الدخول في القفص الزوجي و لما وصل اهل العريس لبيتهم شعرت بانواع الارتباك و الخوف و دموع تتسلل الى عينيها ستودع اهلها الان لن تقوى على مقاومة نظرات امها المودعة و لا عناق والدها لا تقوى على المواجهة تشعر بدقات قلبها كالطبول الزغاريد تتعالى و باب غرفتها تفتح ابنة عمتها خديجة تعانقها و تقبل رأسها اصوات كثيرة لا تفرق بينها وضع البرنوس الابيض فوق كتفها و رأسها لم تشعر الا بثقله و لا تدري من وضعه عليها ليسترها هي الان مجهزة للخروج ترتعش اطرافها و هي تخرج بدعوات الجميع و غناء الفتيات و زغاريد النساء لتركب السيارة رفقة خديجة و خالتها المفروض ان اختها سلوى هي من ستجلس على يمينها و اخت العريس على شمالها شعرت بمغص في بطنها و نغزة في قلبها زوبعة العواطف التي تشعر بها تكفي لن تزيد على نفسها اكثر فلتتغنى اليوم بسعادتها و لتحتفل بيومها .
مجموعة من السيارات سترافق سيارتها بشكل وفد تتعالى اصوات البوري و الصراخ و الزغاريد فيه مراسم خاصة بالاحتفال حتى في الطريق .
ابتسمت لما اقتربت منها خديجة تحدثها تخفف عنها ربكة العروس
خديجة : هل تعلمين ان ابي السائق و انتي لم تلقي التحية ؟
قالت : صدق ؟
خديجة بضحكة : ابي اسماء لم ترك من كثرة الفرح
ابتسم و قال : من حقها فهي الملكة اليوم مبارك لك بنيتي منه المال و منك الاطفال
ابتسمت بخجل تشعر باختناق البرنوس ثقيل جدا و التسريحة التي على رأسها بدأت تتهاوى او هكذا كانت تشعر
وصلت السيارة الى ساحة البيت و نزلت و انواع الورود تتهاوى من الاعلى عليها و الحلويات ترمى و الاطفال حولها يجرون لالتقاطها استقبلتها عمتها ام حمزة بكأس حليب شربت منه هي ثم عمتها و عمها ابوحمزة و نزع البرنوس من فوقها امام غرفتها لتدخل و تجد غرفة بيضاء اللون بجدار مقابل لها كله زجاج يطل على المزرعة الصغيرة خلف البيت و انواع الورود و الهدايا تعم المكان و رائحة عطور مختلفة امتزجت هنا تدل كل منها على بصمة المتواجدين حولها جلست لتستريح و تبدأ تصديرتها التي قررت اختزالها في بعض الملابس التقليدية و ختامها بالفستان الابيض مجهزة سلة بيضاء بها ورود اصطناعية بيضاء على كل وردة قطع حلوى خاصة بها بوقالات و هي عبارة عن قصائد شعبية رائعة لكنها تستخدم استخدام الابراج فتنوي البنت قبل اخذ البقالة و تفتحها لتجد مدحا تخص نفسها به و كلاما عن العريس المستقبلي كأنه تنبؤ للاسف هي محرمة لكنها كانت عادات في وقت نامت فيه القلوب و تجردت من رداء الدين متخذة التقاليد التي صارت الكل في الكل
بعد يوم شاق و طويل ارتدت اسماء فستانها الابيض و دخل حمزة ببدلته السوداء و برنوسه الابيض ليجلسا معا و اخذا صورا تذكرارية ليوم رائع فيما استعجله اخوته بالخروج لاجل الحنة الخاصة به و هي تشبه حنة العروس و مراسمها لحد كبير
خرج واعدا حبيبته بوقت طويل جدا
فيما توجهت هي الى غرفتها و طلبت من هبة العشاء
اسماء : هل ستتركونني من دون عشاء
هبة : اصبري ستتعشين مع حبيبك
قالت جملتها برومنسية و ضحكت
اسماء : اعرف انني لن اكل شيئا في حضرته فارحميني اريد اخذ حقنة انسولين اشعر بدوار قليل
هبة بعطف : حاظر احلى عشاء لاحلى عروس
ابتسمت اسماء في وجه اختها و صديقة طفولتها هبة محظوظة هي بالعيش معها في بيت واحد
بعد انتهاء الحنة تعالت الزغاريد معلنة عن دخول العريس فيما تجهزت اسماء لاستقبال زوجها اما هبة فهمست في اذنها : ساجهز عشائكما لا تخبريه انك اكلتي و ان استطعتي كلي معه فوجهك ما زال شاحبا و لم تأكلي بقدر كافي
ابتسمت اسماء في وجهها و قالت : اشعر بخوف
هبة : حمزة لا يأكل
ضحكت بخجل و خرج الكل اخذتها الافكار بعيدا لذكريات قديمة ايام كان حمزة صديقا و اخا كبيرا لها و اليوم صار زوجا لم تنتبه لدخوله الهادئ و اغلاقه الباب ورائه نظر اليها بحب ثم تنحنح منبها لدخوله فيما قفزت من الخوف و رفعت بصرها لتجده امامها كان وسيما لحد كبير.....
البارت الثامن......
في ظلمة الليل تتحرك خفافيش الظلام مسببة الدمار و الرعب و الفساد
الساعة الثانية عشر صباحا عند الحدود البلجيكية الفرنسية تتحرك الشاحنات ببطئ كل حركة محسوبة بدقة اي خطأ بسيط سيؤدي الى فشل العملية ’ جالس رفقة صديقه الوحيد حسن من المغرب يشعر بخوف يتملكه غرق في مستنقع لا مفر منه هذه المرة ستكون اخر عملية يقوم بها سيتحصل على مبالغ ضخمة و يهاجر الى اسبانيا سيشتري منزلا فخما في الارياف الاسبانية و يتزوج هناك و يرمي اوراق الماضي خلفه أيقضه من أحلامه حسن
حسن: باسل وصلنا شرطة الحدود ستفتش الشاحنات
شعر بوخز في قلبه عدل قبعته الرمادية على رأسه و استعدل في جلسه و اخذ نفسا طويلا يسحب منه طاقته اقترب منه الشرطي بلغة فرنسية فصيحة : أوراقك ؟
قدم له أوراق الشاحنة و أوراقه الخاصة رفع بصره إليه ثم قال : لاجئ ؟
أومأ برأسه مشيرا بنعم
قال له الشرطي: سنفتش الشاحنة ماذا تحملون بالخلف
رد حسن : تحف صينية
الشرطي اشار لمن معه بالبحث داخل الشاحنات ساعة مرت امام الحدود البلجيكية ينتظرون الأوامر معلومات وصلت لهم قبل بضع دقائق تفيد بان 3 شاحنات تحمل تحف فنية بها سلع مشبوهة يتظاهرون بان كل شيء على ما يُرام في الشاحنة الثانية اطل السائق برأسه يسأل شرطي الحدود ان كانت هناك مشكلة فاجابه : كل شيء بخير فقط نكمل اجراءات الخروج بضع دقائق و تغادرون
تنفس باطمئنان بعد سماعه الخبر
بعد دقيقتين و خمس و أربعين ثانية وصل وفد خاص بسيارات مضللة زرع وجودها الرعب في انفس سائقي الشاحنات الثلاث و رفقائهم كانوا تسعة اشخاص أُنزلوا من الشاحنات و اياديهم فوق رؤوسهم و امروا بالانبطاح ارضا ليتم وضع الاغلال على ايديهم و ارجلهم فيما توجهت فرقة خاصة الى التحف و قامت بكسر واحدة منها لتجد بها اكياس صغيرة من المخدرات جاء خبير خاص فتح كيسا واحدا شمه و رماه ارضا : اللعنة , الكلاب وقعنا في فخهم
وجه احدهم لكمة قوية لوجه حسن و دفعه الى الارض و قال : اين البضاعة ؟
حسن بصوت مرتعش متردد : كلها في التحف لا اعلم شيئا
رفعه مرة اخرى و رماه ارضا ليبكي دما نزف به انفه و شفتاه
باسل بذكاء مستدركا هول الحدث : انه فخ , كيف يرسلون بضاعة ضخمة كهذه من غير حراسة او اسلحة كنا اغبياء.
بصراخ ارعب الجميع قال مارك قائد القوات الخاصة لمكافحة المخدرات بالحدود :اكتشف امر مايكل ....

لم تنتبه لدخوله الهادئ و اغلاقه الباب وراءه نظر اليها بحب ثم تنحنح منبها لدخوله فيما قفزت من الخوف و رفعت بصرها لتجده امامها كان وسيما لحد كبير للحظة كانت العيون الناطق الوحيد و النظرات اللغة المتجلية في اعترافات كبيرة هي لا تصدق ان بيتا سيجمعها بمن احبته لسنتين و هو لا يصدق بتحقق حلمه و زواجه بمن كان يشفق عليها في صغرها و مذ رآها في شريط فيديو لهبة ترقص مع اخته بحرية تامة تملكه حب التملك اقسم ان لا رجلا غيره سيملكها لم تكن تعرف انه كان وراء رحيل العرسان و عدم عودتهم كان كالشبح المنتقم يطارد كل روح تتربص بها يقال في الحب و الحرب كل شيء مباح فما بالك بحرب خاصة للحب ؟ سيغرقها حد الثمالة في الحب و ستغفر له استعباده لها حينها. كيف لرقصة امرأة ان تسرق قلب رجل ؟ لكنه لم يرى في رقصتها هزة خصر بل رأى في حركاتها و ضحكاتها حينها براءة جيل و صدر وطن اقترب منها بضع خطوات وضع يده الباردة على رأسها الدافئ لتنتفض من لمسته فاجئتها حركته تمتم بكلمات : اللهم اني أسئلك خيرها و خير ما جبلتها عليه و اعوذ بك من شرها و شر ما جبلتها عليه
كان ذلك دعاء بداية نبضين
سألها : هل توضأتي
قالت : نعم انا على وضوء
قال : فلنصل ركعتين
اخذت جلال للصلاة واسعا رمته عليها ليستر كل جسدها و وقفت وراءه كبر و صلى و صلت معه ما أجمل أن نبدأ حياتنا بدعاء فسجدة لمن نحب مع من نحب ندعو من قرارة انفسها ان نهنئ بحياة كلها ود و حب
سلم و سلمت بعده وقف و وقفت بعده ستكون بعد اليوم ظله الذي تستمد منه حركاتها
امسك بيدها و اخذها لطاولة صغيرة عليها عشائهما
جلسا معا
ابتسمت له و اخذت السكين تقطع اللحم و تضع القطع في صحنه تأملها طويلا ثم اخذ سكينا و صار يعمل مثل عملها لكنها اوقفته قائلة : شبعانة
قال : اكره خجل النساء لما يتعلق الامر بمشاركة أزواجهن الطعام
سكتت و لم ترد ستجبر نفسها على الاكل مرة اخرى حتى لا تزعجه
قال لها بصوت جاد لم تعهده فما عهدت منه الا صوت العاشق الولهان : لك مني عهد بالوفاء و الحب على ان تحترمي حدودي التي ارسمها انا رجل غيور اغار على الارض التي ستعانق نعالك و لي ام ليس لي غنى عنها و تكون عمتك فعليك اذا احترامها و لو امرتك ان تكون جارية لها فلتوافقي
صدمتها كلماته في اول ليلة ماذا كانت تنتظر هل اعماها الحب عن الحقيقة أكان الذي عاشته حبا او سراب حب يتراءى لك في بيداء لما تكون في قمة العطش؟؟
بلعت ريقها بصعوبة و اغمضت عيناها تقاوم دمعا خائنا كلا ايتها الدموع ارجعي لمحلك لا تتمردي فاجأها بلمسة حنونة يمسح فيها دمعة خائنة
قال : اسف لم اقصد جرحك فلا تحزني لاني طلبت لامي احتراما و فرضت لها هبة و لا تأسفي لرجل يغار على حبه
هل تبكي ام تفرح صارت تعزي نفسها ان يطلب الاحترام امر عادي , عادي جدا لعل كل الرجال يبدءون حياتهم هكذا و انا فارطة الاحساس ابتسمت بجهد ملحوظ في وجهه
قال : ما احوجني لانثى حنونة مثلك جميلة كجمال روحك و شكلك
احمرت خجلا من كلماته الآسرة و همسه القاتل
و حب يتراقص على اراجيح همسك يحتويني...
ما أقساك من رجل و ما أطيبك من عاشق . حمزة كان حلما يراقص اوتار الصبى بل كان رقصة في حد ذاته يتقن كل الحركات دورانا و قفزا و وقوفا على اصابع القدمين ببساطة كان حبه رقصة باليه بسيطة خفيفة في مظهرها صعبة في تطبيقها انه الحب السهل الممتنع
يُقال ان الزواج هو نهاية جميلة لكل قصة حب اما انا فأقول ان الزواج هو بداية قصة كل حبيبين
ففي الاشهر الاولى يكونان عصفورين لا يسعهما قفص زوجي بل يطيران لابعد الحدود هو يغدق عليها بعشق تشرب منه حد الثمالة و هي تغدق عليه بسعادة تقتص من قلبه الذي تاخر في طلبها و في الهامش ام ترقص فرحا تارة و تتخبط اسى تارة اخرى فتشعر بان الدخيلة مهما كانت قرابتها بها اخذت من كان يوما ما رجلها و كانت امراته الوحيدة منذ ارضعته في الصبى و ضمته في الطفولة و دعت له بالبركة شابا ناضجا نيران الغيرة لابد لها ان تلفح قلبها المتغطرس لعل عشقه في الامتلاك لم يكن عبثا و انما ورثه من امه
ستة اشهر عاشا فيهما في عسل صافي لذيذ شهي لا مكدر له
يُقال دوام الحال من المحال
كانت جالسة في ركن من غرفتها تقرأ كتاب رميو و جولييت اغلقته على اخر صفحة ثم تساءلت هل لكل قصص الحب الاسطورية نهاية تعيسة تشعر بالفراغ كل ما كان يملك قدمه لها في ستة اشهر و قدمت له المثل و اكثر و الان بدأت سموم الروتين تنهش ايامها و الوحدة تتسرب الى حياتها كثير الغياب بل غيابه عادي بحكم كثرة اعماله في مصنع للعجائن استعاد نشاطه بعد ان اعلن افلاسه و اشتراه مليونير من مدينة قسنطينة ارض الجسور المعلقة لكنها تأبى تقبل غيابه للعمل تريده لنفسها فقط بدأت عمتها تزعجها بكثرة طلبها هي امرأة تقليدية لاقصى الحدود ترفض اكل اشياء غير ما تصنع يداها حتى الخبز ترفض شراءه و لا تأكل الا من عجينها الخاص و البيض من طيورها و الحليب من ابقار مزرعتها الصغيرة التي انشأتها بدأت تتناسى وصايا اخيها فيما يخص عدم اجهاد ابنته لانها مريضة و عليها تقدير ذلك تفرض عليها حلب البقر الذي تخاف من ظلهم و تدخل الاصطبل عروسا لتخرج منه فلاحة بائسة ذات رائحة نتنة بشعة و الاقبح تتناوب هي و هبة في هذه المهمة التي بكت كثيرا لما كُلفت بها منذ يومين و للاوز حكاية خاصة معها لازالت حاقدة عليهم و تقسم ان تطهوهم في الفرن منذ هجومهم على سلتها في زفافها لا تدري للحين صاحب الفكرة الغبية وضع طيور للزينة في زفاف
و الاغرب ان هذه الاوزات الثلاث لازالت تحقد عليها و تعمل قطاع طرق تهاجمها بشراسة كلما اقتربت ناحية الزرع لتأخذ بضع اوراق نعناع او بقدونس
اهٍ لشبابك يا اسماء كنتي في عز و صرتي في ذل هكذا صارت تحس تلعن زواجها احيانا و تصبر و تنسى بابتسامة من زوجها الغائب اغلب الوقت .
,
تعيش وحدتها القاتلة بعد انتقالها للمتوسطة و غياب صديقاتها عنها و زواج خالتها صارت بنفسية كئيبة جلست بقرب فصلها اقتربت منها امينة صديقة الطفولة التي فرقتها عنها ادارة المتوسطة بتوزيعها الغير العادل للتلاميذ بدمج اقسام مختلفة من مدارس بكل انحاء المنطقة مما اعاد ترتيب كليا للوائح الطلبة
سلمى : احس بالوحدة
امينة : هذا و عمك ثري و يريد اخذك كل فترة
سلمى : و ما ذكرك في عمي الان
امينة : قرأت البارحة مقالا في جريدة الوطن عن خالد فرحان و نجاحه في صفقة كبيرة الصراحة لم افهم شيئا لكن لفتني اسمه أليس عمك
سلمى : بلى
امينة : لو كنت مكانك لرحلت لحياة النعيم و تركت كل شيء ورائي
سلمى بضحكة استهزاء : أأترك حبيبي سامر لاجل عيون خالد فرحان ؟
امينة : تزوجي ابنه ما اسمه نسيته
سلمى بتنهد : محمد اسمه محمد
امينة بحماس : كيف هو شكله ؟
سلمى بدموع حجزتها في روحها كيف هو شكله؟ شكله هو الذي جعلها ترفض العودة الى ذلك البيت او رؤية وجهه هو نسخة من ماضي ميت من ماضي قاتل من ماضي تود وأده حيا لكنه يرفض قالت : محمد اخي و هو يشبهني كثيرا
امينة بخيال فتاة في الثانية عشر من عمرها : فلتوهميهم الحب و لتأخذي محمد ذاك و تنتقمي لروح ابيك و تسترجعي ورثك المسروق و لا تنسي ان لك صديقة اسمها امينة نصحتكِ
ضحكت لدرجة البكاء من افكار تلك الطفلة المجنونة
لم تستطع التوقف عن الضحك صار وجهها احمرا و الدموع منتشرة في عينيها و الكل يلتفت لهم و امينة تحاول اسكات تلك القنبلة المنفجرة قالت لها : اسكتي يا مرت الدايم
و ما زادتها جملتها الا ضحكا فلزوجة الدايم هذا قصة خاصة لا يعرفها الا الجزائريون في فلم مشوق جميل جسدت قصة رجل بسيط فقير يعجب بفتاة و يذهب رفقة اخيه لخطبتها من والدها الطماع هذا الرجل يعتقد ان العريس اخو الدايم الاصغر سنا منه و الوسيم و الاحسن دخلا فيوافق على الزواج ليدرك متأخرا يوم زفاف ابنته ان العريس غير الذي اعتقده فيكيد له مكيدة بتزويجة ابنته المجنونة التي ان ضحكت لن تسكت الا بعد ان ترشها امها بالماء في لقطة طريفة ابدع المخرج في تصميمها تعرض العروس في غرفتها و تطلب منها امها متوسلة ان لا تضحك فقط هذه الليلة و يدخل الدايم المسكين على زوجته فيجدها غير الذي اختارها و يتكلم معها بمجرد ان ينطق تنفجر ضاحكة و هيهات كيف سيوقفها منذ تلك اللقطة التاريخية التي اضحكت ملايين الجزائريين في السبعينيات و الثمانينات لما كانت قلوبهم صافية لازالت تتغنى فرحة الاستقلال و تفرح باي شيء طريف و مَرْت >>زوجة>> الدايم مَثل يطلق على كل من يضحك بجنون.
حاولت التماسك قليلا ثم قالت : في اي مسلسل شاهدتي هذه اللقطة ؟ منذ بداية متابعتك للافلام الهندية و انتي غريبة بافكارك تريدين ان تجعلي من حياتي قصة هندية
انصرفت بغضب بعد ان قالت : هذا جزاء من يريد بك خيرا
سحبتها و هي تقاوم ضحكها : ههههههههههههه يكفي امينة تعالي
امينة بغضب كبير : لا هذا جزاء سنمار بالنهاية ستتزوجين محمد و انا المهندس الذي يرمى من القصر الذي صممه
سلمى : ما رأيك بخطة بديلة ان اخطبك لمحمد ابن عمي
امينة بابتسامة باهرة : و في رأيك هل سيعجبني
سلمى تدفعها الى فصلها : امينة شمس نوفمبر اثرت على دماغك الى الفصل هيا
امينة : فكري جيدا الفكرة اعجبتني
سلمى : ههههههههههههه يلزمك ضعف سنك حتى تتزوجي محمد
امينة : لا مشكلة اطلبي منه ان ينتظرني حتى اكمل دراستي
سلمى تقف و تتكلم بجدية : قلت لك ان المسلسلات المكسيكية التي تتابعينها ستفسد عقلك الصغير
امينة : اه فديت اليخاندرووو
سلمى : عظم الله اجرك في عقلك اموون

جالسان على شاطئ عنابة يتمتعان بجمال البحر الغاضب بعض الشيء لرحيل الصيف عنه و طرق الشتاء ابوابه يحتفلان بهدوء المكان لقلة المتوافدين اليه مع بدأ البرد الذي ينشر سمومه
عُمر : حزين يا سامر لا اظنني اقوى على الفراق عامين مدة طويلة جدا
سامر : ستكون لك كل سنة شهر تزور فيه اهلك اظافة الى المناسبات و الاعياد
عُمر : الخدمة الوطنية واجب لكن الصعب انني سأأديها في مدينة الجلفة الصحراوية تخيل يا سامر كم سأبتعد سأشتاق هواء البحر الذي ادمنته
سامر يخفف عليه : الوقت سيمر سريعا ابتهج يا رجل سترجع رجلا تتباهى امك به
عُمر بأسى : و ما زادني هما الى دموع امي
سامر : و لما الدموع و رجل مثل اخيك فارس يملئ البيت لها في غيابك
عُمر : عزاؤها وجود فارس معها
سامر : احسدك على اخ مثله ليتني امتلك اخا يكون السند في غيابي
اخذ عصى ملقاة امامه و اخذ يرسم اشكالا على الرمل و افكاره تتلاطم كالموج امامه
قطع عليه بفكرة قد تغير نفسيته : يقولون ان بعد الخدمة سيخطبون لك
عمر بضحكة : و هذا الجانب الاجابي من الموضوع لكنني سأشيب بعد 18 شهرا في الجلفة اخشى اني لن استطيع تحمل حرها
سامر : حرها ؟ هههههههههه بل قل بردها حاليا .عش إلى الصيف ثم فكر بالحر

يوم جديد و صباح مشرق رغم ان الخريف يقتلع رداء الصيف اقتلاعا مرتدية معطفا خفيفا رماديا و سروال كلاسيكي باللون الاسود و شعرها متناثر حولها تضع حقيبة يد صغيرة على كتفها و تمشي الى الروضة دخلت في الوقت الذي كانت جميلة تنزل منه من سيارة جديدة لم تعهدها ضحكت انقضى عهد وائل بعد ان اكملت معه بيتهما و كتبه على اسمها لتبيعه دون علمه و تختفي سنة كاملة في اسبانيا و تعود لادارة روضتها من جديد و بعين قوية تخرج مع غيره كم انت قاسية يا جميلة هل انتقامك وصل لحد الجنون ؟؟ هل انتقامك وصل لحد قتل الضمير ؟لا حياة لمن لا ضمير له
قاطعت وقفتها الطويلة المتأملة : صباح الخير
ملاك : صباح النور , خطيب جديد قصدي ضحية جديدة
ابتسمت بشقاوة : قولي قصة حب جديدة
و سارتا معا للداخل ردت عليها ملاك : لا قيمة لحب يتغير فيه الحبيب كالنعال
جميلة : و لا قيمة لامرأة يمتلكها سجان
ملاك : ان كان سجان للقلب و الروح عاشقا فمرحبا بهذا السجان
جميلة : عقليتك صارت متخلفة لا أومن بحب ينتهي بزواج هذا تفكير قديم
ملاك : الحيوانات ايضا تنجر وراء شهواتها و الحب شهوة الامتلاك و اللقاء و ما يميزنا عن الحيوانات تقديس ذلك الحب بزواج اسسه تكوين اسرة
قالت منهية للحوار : لا انوي انشاء اسرة
ملاك : توقفي اذن عن قتل كل قلب يقع تحت قبضتك فأعداؤك كثروا
جميلة : متى ينوي خليل خطبتك
ردت باستهزاء يدل على انكسارها : ممن سيطلب يدي ؟
جميلة بحزن : مني
ملاك : كلا اخشى عليه من سفاحة الرجال
ضحكت و خرجت تتفقد امور الروضة و كانت قد فتحت جروحا تأبى الاندمال

خرج من فصله مطرودا كالعادة لم يكن من النوع الذي يستفيد من الطرد للتسكع يطرد من قسم ليستأذن في اخر طرق باب الفصل المقابل طالبا من الاستاذ اكمال الدرس معهم وافق الاستاذ بسرعة صدقه الكبير يكسبه ثقة من حوله يدري انه مطرود لطول لسانه او استهزائه او حتى ضحكته المدمرة لكنه يصبح شخصا اخر حين يستقبل في غير فصله فيرسم للجدية طريقا على وجهه و يشد همته في اتمام الدرس و فهمه جيدا هل تعرفتهم عليه ؟ رجل التناقضات ..............فارس

في جهة اخرى يمشي ببطئ يستمتع بكل ثانية برفقة حبيبته الجديدة كل مرة يلتقي فيها فتاة جديدة يقسم انها من سترضي غروره و تملأ قلبه في نظره هو الوسيم الفريد من نوعه من جذور عريقة تربى في قصور عثمانية في مدينة القصبة العاصمية امه بنت الحايك الجزائري ابوه ضحية مجزرة من مجازر الارهاب شتت العائلة باكملها فاضطرت اسرته للسفر الى مدينة باب الواد الساحلية من قصر الى بيت عادي لكن من تربى تحت اسوار القصور و عانقت عيناه شموخها يبقى متطلعا للاعلى دوما وحيد امه و ابن امه و اخته أمل تتحكم فيه كلعبة بين يديها لها فضل عليه فراتب امه المتواضع لن يكفيه ليبدو ابن القصور باناقته و لن يكفيه حتى لرصيد جواله و لمكالماته المشبوهة و لا لسجائره و سهراته تزوجت أمل صغيرة برجل يكبرها ب 20 سنة فكانت صفقة رابحة اختارت مصيرها بنفسها فوأدت شبابها تحت ظل رجل عاهدها بتوفير حياة كريمة لامها و أخيها صغيرة السن كبيرة الهم سلطت على نفسها عمرا غير عمرها و ارتدت ثوب التأمر فهي ابنة القصور العثمانية زوجة التاجر المعروف الغني الجميلة و القوية بشخصيتها يعتبرها منصف أمه الثانية قد يضحي بكل شيء لأجل ابتسامة منها رغم أن تسلطها عليه يزعجه قليلا بل يشعره أحيانا بمنها عليه .
شخص مغرور أبا عن جد و لا يرضي غروره إلا أثمن الأشياء
هذه الفتاة التي تسير أمامه الآن بشعرها الطويل المقصوصة أطرافه بعناية بخصل ملون تتخلل سواده الحالك و قميص ضيق احمر عليه معطف اسود خفيف يناسب برودة الجو التي بدأت تنتشر اظافة الى بنطلون جينز اسود و كعب عالي احمر و حقيبة يد حمراء جميلة لكن ينقصها شيء لا يدري لحد الان ماهو لكنه يعي انه الشيء الذي طالما بحث عنه في باقي الفتيات و لم يجده
يبحث عن الاناقة و الجمال هي امامه اذن هذا هو المطلوب حتى افكارها تشابه افكاره تحب التملك و التسلط و تحبه اكثر من حبه لها بالف مرة مرحة و نشيطة ماذا يريد اكثر افكاره ابعدته عن الجميلة التي تحدثه بشوق كبير طرد كل شيء و ركز معها يدرك انها تعلم حظها الزاهي الراقص به {منصف القصبي } من لها شرف السير امامه ابتسم لفكرته بلؤم شديد و كما تجري العادة يمشي و عيون الصبايا تتبعه وسيم بل جميل جمالا غير عادي بطوله الفارغ و عضلاته البارزة و عيونه الكبيرة كل شيء مميز فيه اخذ الكثير من والده ذو الاصول التركية

تنظر اليه بعين حاقدة كأنه اول طفل يمشي في التاريخ اناس متخلفون هكذا فكرت و ان تعثر فهي المسؤولة عن تعثره و ان سقط فصفية المتهمة الاولى و تلك الشقراء البغيضة صارت تفهم لهجتها قالت بتأمر : صفية جيبي خوك يطيح>> احضري اخاك يوشك على السقوط
تجاهلتها و ركزت مع المسلسل الكرتوني الذي امامها مهما قاومت لازات طفلة في داخلها
وقفت ايميلي بقهر كبير و اخذت جهاز التحكم لتغير القناة الى كنال بلوس canal +
نظرت اليها صفية بطرف عينها هي فتاة الصقيع و ايميلي لا تدري بعد مع اي بنت تتعامل ابتسمت بطرف فمها وقفت و ايميلي تترقب خطواتها توجهت لسام الصغير الذي كان يركز مع لعبته الجديدة ابتسمت ايميلي بانتصار اما صفية فاخذته الى غرفتها و اغلقت الباب دقيقة مرت و اخرى 5 دقائق مرت و الهدوء يعم المكان تلاعبت الافكار بايميلي و راحت تركض لغرفة صفية تخشى ان تفعل شيئا بابنها رغم انها متأكدة انها لا تجرؤ ستنال الموت ان أذته فتحت الباب لتجد صفية تلاعب اخاها الصغير و ابتسامة على طرف شفتيها اخذته ايميلي منها و توجهت للمجلس تتابع برنامجها الفرنسي ربع ساعة مرت لتشعر بشيء دافئ يتسلل لملابسها الانيقة الغالية الثمن صرخت و رمت سام على الارض و صرخت: اووو نو مون ديووو
صااافييية
و اخذت تصرخ بهستيرية نعم فعلها فوقها صفية لا تمزح نزعت عن الطفل الحفاظ و هي موقنة ان زوجة ابيها لن تستأمنها عليه طويلا فقط تريد اغاظتها باوامرها خرجت من غرفتها و ضحكت بشماتة : قذرة و تدعين النظافة و الاناقة و اغلقت غرفتها فورا
مر الصيف ثقيلا عليها صبرت كثيرا و تريد ان تلقن ايميلي درسا تتذكره لما ترجع لفرنسا بعد غد اقسمت انها ستترك لها تذكارا ينسيها الخادمة صفية و عطل الجزائر

يداها مغطوسة في العجين تعمل بجهد كبير حتى تملأ فراغها الرهيب و ترضي عمتها المتطلبة كثيرا دخلت عمتها برفقة سيدة لا تعرفها سلمت عليها و اكملت عملها على طاولة جانبية وسط ساحة البيت و السيدة جلست في كراسي من الصخور منحوتة بعناية موضوعة بجانب الساحة الداخلية للبيت المغطاة بالعنب المتشابك كسقف لها بطريقة رائعة و الاجمل لما تتدلى عناقيد العنب كالثرايا صيفا. بيت ريفي رائع تستمد منه طاقتك و حيويتك و لا عجب من نشاط اهله ان كان هذا هو جوهم
ابتسمت السيدة في وجهها سألتها عن الحال و كالعادة تجد اسماء نفسها تحت سؤال واحد : لم تحملي بعد ؟
8 اشهر فقط هل يعتبر هذا تأخرا كارثيا للحمل
ابتسمت بخجل لا تدري ماذا تجيب
قالت عمتها بقسوة و اسماء كانت تنتظر ان تنقذها من السؤال الحرج : زوجة عبد الرحمان تزوجت بعدك بشهرين و هي حامل
قالت السيدة بجفاء تام : لعل السكري له تأثير سمعت ان اصحاب هذا المرض لا ينجبون
ترددت الكلمات في اذنها و رأسها ما أقسى المحيطين بها ما اقسى سكاكينهم التي يقطعون اللحوم بها لا تدري بماذا ترد الا دموعا خائنة تقاوم نزولها
أردفت عمتها : لا ترعبيني لم احسب لهذا الامر
اظافت السيدة بتطفل كامل : حمزة صغير و الحياة امامه
اجابت عمتها :لا ابنة اخي لا تشاركها امرأة في زوجها و انا حية
ابتسمت بألم تحب ابنها لكنها لن تضرها تبقى عمتها تركت العجين بعد ان غطته و دخلت ترمي نفسها بغرفتها و تسقي وسادتها دموعا هل ستكون عقيمة ؟؟؟ سؤال تردد كالصدى في رأسها
نامت بدون ان تشعر بشيء
دخل مساءا ليجد والدته و هبة يجهزان طاولة الطعام و امه غاضبة يعرفها اكثر من نفسه حركاتها تدل على عصبيتها
قبل رأسها و عيناه تبحثان عن اسماء
قالت امه مقاطعة نظراته التي تفهمها : هي نائمة عندها الخدم و الحشم يجهزون لها اكلها
قال بسرعة يدافع عنها : ربما تشكو من شيء
قالت و هي تضع الخبز في سلته الخاصة
: تشكو الدلال و لعلها انتبهت لعيوبها و هي التي تظن نفسها ملكة الكل انظر حتى الخبز انا اكملت عمله رمته و دخلت لغرفتها و احرجتني مع جارتنا
دخل غرفته منزعجا لا يريد لزوجته ان تكون سببا لتعكير مزاج امه هو صغيرها المدلل و هي امه المدللة ايضا فتح الانوار ليجد جسدها الرشيق ملقى على السرير اقترب منها اثار الدموع حفرت طريقها على وجهها مالذي ابكاها بهذه الصورة نسى غضبه و راح يمسح على شعرها بحنان و جهها ابيض فيه اثار الطحين مسحت عيونها لما كانت تعجن بكيت هناك اكيد على يديها اثار العجين ماذا قالت لها امه ؟
انتفضت من لمسه لشعرها و بعيون حمراء نظرت اليه اول ما جاء في بالها انها عاقر و هو سيتزوج عليها عاجلا ام أجلا اعطته نظرة حاقدة لم يعهدها منها و ابتعدت عنه استغرب تصرفها لا هذه ليست حبيبته التي يعرفها
حمزة : حياتي ما الذي ابكاك؟
اسماء بصوت قاس : و هل يهمك
حمزة :ما هذه النبرة الجديدة ؟
اسماء بصوت باكي : حمزة انا مريضة اتركني ارتاح
حمزة بعطف : حبيبتي العشاء جاهز تعالي معي و بعدها نامي و ارتاحي و ان شعرتي بان حالتك لم تتحسن سأخذك الى المستشفى اخبريني بماذا تشعرين؟
اسماء :رأسي يؤلمني و اشعر بضيق
حمزة بضحكة يحاول تلطيف الجو : ربما هذه علامات الحمل
صدمة , اسى , حزن , حقد كلها مشاعر تكومت في تلك الانسانة الزجاجية التي رُشقت بالحجارة فتشققت قبل ساعات و اتى هو ليتمم رشقها فانكسرت كليا
هل تبكي ام تصرخ ام تهرب الى حضن امها ؟؟ تجمعت الدموع في عينها من دون شعور منها و تدفقت بمرارة و اعرضت عنه بقسوة
لم يفهم شيئا سوى ان مزاجها معكر الى اقصى حد و ستتحسن لاحقا امسك يدها فابعدتها عنه خرج ليتركها ترتاح و جلس الى جوار امه يتناول طعامه نظرت اليه امه باستفسار : اين اسماء ؟
رد بتضايق شديد : هي مريضة بعض الشيء
عم السكوت المكان الا من اصوات الملاعق تناطح الاطباق والد حمزة ضعيف الشخصية لحد كبير ليس له تعليق او كلام بعد زوجته و هبة لا تتجرأ على الكلام امها قاسية معها .

في دهاليز السجون الفرنسية و وراء قضبان حديدية يترمي خلفها حثالة المجتمع و قليل من المظلومين كان جالسا الى ركنة مستندا على الحائط القذر ورائه ينقش فيه عدد الايام التي مرت و هو هنا سمع انه سيحكم عليه ب 8 سنوات سجنا او اكثر ثم يرحل الى الجزائر و من يعلم هل سيركب في كرسي ام في صندوق انفه و عيناه حمراوين تنقصه جرعات من المخدر منذ 3 سنوات و هو مدن و هاهي ثمانية اشهر تمضي و هو يتعذب كان كل شيء خطة محكمة و لعبة قذرة اختاره ذلك الاسباني او الايطالي لا يدري حقيقة جنسيته و لا حقيقة اسمه كل ما يعرفه انه اخذ بضاعة مخفية في تحف الى بلجيكا باوراق مزورة و أُخبر انها مخدرات و كانت طحينا في النهاية العصابة علمت بأمر الجاسوس و اعطته معلومات خاطئة و رمته هو و من معه كطعم ليمرر بضاعته الحقيقية بسلام و الأطرف في هذا كله انه مرر الطحين على اساس انه هيروين و مرر الهيروين على اساس انه طحين معلب بعناية باسم شركة معروفة جرب المخدرات بعيدا عن هذا الجو و تعلم تسويقها و اليوم سيكون خريج من معهد التهريب لا خريج سجون و هارب ابتسم لسخرية الامور ورث انانيته من والده
حسن : باسل , يقولون ان محاكمتنا بعد غد
باسل يتنهد : و ما الفرق ؟
حسن : بما انهم لم يجدو ما يديننا فسنخرج براءة
باسل بابتسامة استهزاء : كانت نيتنا تهريب الطحين لا المخدرات
حسن : الدليل هو الشيء المادي
باسل : لكننا اعترفنا بانظمامنا الى العصابة و ايضا نيتنا بالتهريب لا تضحك على نفسك
بداية البداية اتمنى ان تنال اعجابكم انتظر توقعاتكم و رأيكم بكل صراحة بالشخصيات الجديدة و الاحداث فهل بدأت خيوط نسيجي تظهر لكم ؟؟؟؟



لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.