آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-17, 08:15 PM   #1

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب " * مكتمله * نوفيلا رومانسي اجتماعي" تأليف:نهلة مجدي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اسمي نهلة مجدي كاتبة مبتدائه عضوة جديدة في المنتدى ودي نوفيلا رومانسي اجتماعي بعنوان" حكاية حب" واتمنى تنال اعجابكم

.....

عندما تعشق القلوب..يذوب الجليد..تتحول النار لرماد وتُولد
"حكاية حب"
*****
المقدمة

بداخل ذلك المنزل باحدى الاحياء المتوسطة ,الكثير من السيدات يرتدون الملابس السوداء منهم من يجلس صامتاً ومنهم من ظهر الحزن على ملامحه ومنهم من يبكي..يبكي على تلك التي فارقت الحياة في شبابها ,هناك في ذلك الركن البعيد تجلس فتاة في الرابعة عشر من عمرها ترتدي ملابس سوداء ,تجمع شعرها الاسود الكثيف على شكل كعكة ,جفت الدموع من عيناها واحمرت من كثرة البكاء..اليوم فقدت والديها..فقدتهم ولم يعد لها غيرهما..مسحت تلك الدمعه التي انسابت على وجنتها وهي ترى السيدات يرحلون..دخلت الى تلك غرفة والدتها في منزل جدتها..جلست على الفراش تحدق في الفراغ الذي امامها..لا تصدق انها اصبحت وحدها..سمعت صوت اشقاء والدتها بالخارج يتحدثون..اقتربت من الباب لتستمع لما يقولون..سمعت صوت سميحة خالتها الكبرى تقول:وان شاء الله هي هتعيش فين
اجابتها ماجدة خالتها الاخرى قائلة:اوعوا تفكروا اني ممكن اعيشها عندي وانتوا عارفين ان جوزي مستواه حساس مقدرش اخليها تقعد معايا
هتفت سميحة:وانا مستحيل اخليها تعيش وسط ولادي..انتوا ناسين هي متربية فين؟
تجمدت الدموع في عيناها الزرقاء..لم تستطيع ان تبكي..اصبحت نظرتها جليدية ,هم يستعرون منها لان والدها كان فقيراً..كان يعمل سائقاً على سيارة اجرة لكنه كان رجلاً..وهذا ما دفع والدتها للزواج منه رغم رفض اهلها..حاولت ان تبكي لكن دموعها تجمدت ,بل تجمدت هي كلياً واخر شئ سمعته هو صوت خالها "ادهم" وهو يقول بصرامة:خلصت خلاص ضحى هتعيش عندي لحد ما تروح بيت جوزها...
***



فصول النوفيلا
من الفصل الاول الى الفصل الخامس
والخاتمه ......... بالاسفل





التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 08:59 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:21 PM   #2

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الاول

في منزل ليس كبير ولا صغير..تميز باناقة اساسه الحديث..جلس رجل في منتصف الاربعينات ,ملامحه رجولية لكن يظهر عليها ملامح الطيبة ,كان يجلس في غرفة المعيشة عندما اقتربت منه تلك الفتاة في الثالثة والعشرون من عمرها صاحبة العيون السوداء التي اخفتهما خلف نظارتها الطبية والشعر الاسود التي جمعته على شكل ذيل حصان والبشره القمحيه..جلست بجانبه وخلعت نظارتها لتظهر تلك النظرة الجليدية في عينيها وملامحها الباردة برود الثلج..قالت باقتضاب:ازيك ياخالو
ابتسم ادهم قائلاً:الحمدلله ياحبيبتي
في تلك اللحظة جاءت سيدة في منتصف الثلاثينات ترتدي حجاب طويل وملابس محتشمة قائلة:ضحى كويس انك جيتي اتأخرتي ليه؟
نظرت لها ضحى قائلة:معلش يا ام حبيبة
زفرت عبير بحنق قائلة:اسمي عبييير عبيييير سهل اهو
رفعت ضحى احدى حاجبيها فضحك ادهم قائلاً:بذمتك انتي ازاي مرات خالها دي هي اعقل منك
نظرت له عبير بحنق قائلة:مين قال كدة انا اختها مش مرات خالها ,ثم نظرت لضحى قائلة:يالا ادخلي غيري هدومك عايزين نوصل قبل المغرب
هزت ضحى كتفيها قائلة:انا جاهزة
اتسعت عينا عبير وصرخت بتوسل:لااااا متقوليش انك هتروحي كدة
نظرت ضحى لملابسها ورفعت حاجبيها قائلة:وماله كدة!!
كانت ضحى ترتدي بنطال اسود ضيق قليلاً وترتدي ستره شتوية سوداء ووشاح اسود حول عنقها ,زمت عبير شفتيها قائلة بحنق:لا مفيش لابسه اسود في اسود ولا كأنك رايحة عزا
نظرت لها ضحى بنظرتها الجليديه وهمست ببرود:عزا مش عزا برضه مش هغير هدومي ويالا بقى عشان اليوم ده يعدي
كادت عبير ان تتحدث ولكن قاطعها ادهم قائلاً:خلاص يا بيرو سبيها براحتها..فين حبيبة
اقتربت منه فتاة في الخامسه عشر من عمرها ملامحها طفولية وقالت:انا اهو يا بابا
همست ضحى ببرود:عن اذنكم دقيقة
اسرعت ناحية غرفتها ودخلت واغلقت الباب خلفها..ودخلت الحمام الذي بغرفتها وخلعت تلك العدسات اللاصقة باللون الاسود ليظهر لون عينيها مثل لون البحر لكنه متجمد..ارتدت نظارتها الطبية رغم عدم حاجتها لها لكنها ترتديها لتخفي تلك العيون الضيقة الحاده ورموشها الكثيفة..خرجت من غرفتها واتجهت نحوهما قائلة:يالا
خرج ادهم من المنزل وخرجوا هم وراءه وهمست لها:انا مش فاهمه ليه بتحطي اللينسز السودا دي وكمان بتلبسي النظارة
لم تنظر لها ضحى بل همست ببرود:هو كدة
جزت عبير على اسنانها بغيظ قائلة لابنتها حبيبة:البت دي هتجبلي نقطة
حبيبة:سبيها يا ماما بقى
استقلوا السيارة وانطلق ادهم نحو منزل والدته..وضحى تجهز نفسها لمقابلة كل اسبوع مع من كانوا السبب في حالتها تلك..

***

جلست ضحى على المقعد المجاور لخالها في منزل جدتها ,كانت تنظر لهم جميعاً ببرود يثير غيظهم..لا تتحدث معهم الا اذا وجه لها احدهم الحديث..كانت تنظر للارض وتحرك اصابعها بهدوء روتيني كما تعودت..انتبهت لصوت خالتها "سميحة" التي قالت:ايه ياضحى انتي مخصمانا ولا ايه
نظرت لها ضحى بجليد عينيها الذي يثير خوفهم وقالت ببرود اثار غيظ خالتها:ابداً ليه بتقولي كدة
فقالت جدتها بابتسامة زائفه:اصلك ياحبيبتي مش بتسألي على حد فينا ولا بتيجي غير لو ادهم جه وكمان ولا بتضحكي ولا حتى بتتكلمي..ايه في حاجة مزعلاكي
نقلت ضحى نظرها لجدتها ببرودها المعتاد فتدخل ابن خالتها ماجدة "امير" قائلاً:لا يا ناناه هي خلقتها كده
نظرت له ضحى بحده جليديه جمدته في مكانه وجعلته يبتلع باقي جملته بخوف واضح..كان امير يحاول دائماً ان يثير غضبها لكنها كل مرة تدهشه ببرودها وتلك النظرة التي ترمقه بها تجعله يخاف..حتى انه اطلق عليها اسم"لوح الثلج" لانها لا تتحدث ولا تمزح وتضحك ولا حتى تبتسم فهي مثل لوح الثلج متجمده من الداخل والخارج ,صمتت ضحى ولم تجيب فنظر لها زوج خالتها ماجدة ذلك الرجل السمج الذي تكرهه بشده بسبب غروره عجرفته..وجدته يقول بسماجته المعتادة:وانتي بقى عندك كام سنة دلوقتي ياضحى اصلك عارفه شغلي مش مخليني بركز في حاجة خالص
نظرت له ضحى رافعه احدى حاجبيها ولم تجيب فرد عليه ادهم قائلاً:ضحى عندها 23 سنه خلصت اخر سنة في كلية تمريض
هتفت جدتها بصوت حاد بعض الشئ:وكان لازمتها ايه الكلية من اصله
لم تنظر لها ضحى لكن ادهم هتف بتحذير:ماما وبعدين!!
نهضت جدتها ولحقها ادهم لغرفتها..اما ضحى فقد امسكت هاتفها واخذت تعبث به قليلاً ,شعرت بانها تريد ان تستنشق بعض الهواء..فنهضت متجهه للشرفة ومرت من امام غرفة جدتها لتسمع صوتها قائلة:انا مش فاهمه هتفضل تصرف عليها لحد امتى..صممت تدخلها ثانوية عامه وسكت دخلتها كلية تمريض وبرضه سكت يابني فلوسك دي بنتك ومراتك اولى بيها..
زفر ادهم قائلاً بضيق:يا ماما دي بنت اختي يعني زي بنتي وبعدين دي بنت هدى توأمي
هتفت جدتها بضيق:يعني ابوها لو كان عايش كان هيعيشها زي مانت عيشتها
كانت ضحى تستمع لكل كلمة قالتها جدتها بجمود لكنها لم تبكي فهي نست ماهي الدموع..اكملت طريقها للشرفة ووقفت تستمتع بالهواء البارد وكلمات جدتها تردد في اذنها ,نعم هي تكرهها بشده..لم تنسى يوم وفاة والديها عندما قرر ادهم انها ستعيش معه عندها ثارت جدتها ورفضت..لم تنسى جملتها التي حطمت شيئاً ما بداخلها"فلوسك انت اولى بيها مش هتصرفها على بنت السواق"..والدها كان يعمل سائقاً لكنه كان حنوناً..مازالت تتذكر منزلهم القديم المليئ بالدفئ والحنان..لم يكن لديهم مالاً لكن حياتهم كانت رائعة بوجودهم بجانبها..تنهدت وهي تتذكر وعدها لوالدها انها ستدخل كلية جيده..لم يفرض رأيه عليها لكنه نصحها بان تدرس ما تحب وهذا ماحدث..دخلت كلية التمريض لتنول شرف الاهتمام بالمرضى..فهو حقاص شئ رائع ان تستمع لدعوات من مريض لمجرد انك اعطيته الدواء ,لولا تشجيع ولاء وادهم لها ما كانت وصلت لما هي فيه الان..ادهم كان حنوناً للغاية لكنه لم يعوضها عن حنان والديها..لم يستطيع ان يُذيب الجليد الذي غلف قلبها وروحها ,انتبهت لدخول "حسين" ابن خالتها "سميحة" وشقيقها الذي ارضعته والدتها..لكنه غيرهم جميعا هو طيب القلب لكنها مازالت تتذكر انه ابن "سميحة" من كانت تكره والدتها وتحقد عليها رغم انها شقيقتها..لكن هدى كانت اجمل اخواتها لهذا كانت سميحة تحقد عليها وبشده ,نظرت له ثم اشاحت بوجهها لتحدق في الفراغ الذي امامها..اقترب منها وقال:سرحانه في ايه؟
نظرت له بنظرتها الجليدية قائلة ببرود:عادي
صمت حسين قليلاً وتنهد بحزن قائلاً:هو انتي ليه كدة؟
لم تتغير نظرتها وهي تهمس ببرود:كدة اللي هو ايه؟
حسين:بتكرهينا
استدارت عائدة للداخل وهي تقول ببرود:اسأل امك
عقد حاجبيه وهو يتبعها بعينيه وتنهد محدثاً نفسه قائلاٍ:المشكلة اني عارف بس كان نفسي انتي اللي تتكلمي وتقولي اللي جواكي..ربنا يهديكي

***
حل المساء وعادوا الى المنزل..جلست في غرفتها تقرأ احدى كتب التاريخ ,شردت قليلاً فغداً اول يوم في عملها بالمشفى الخاص لتكمل سنتي التكليف الاجباري..عادت بظهرها للوراء واستنت على ظهر الفراش..كانت تفكر في ذلك السؤال الذي سأله حسين لها..لماذا تكرههم؟..ظهرت السخرية على ملامحها وهي تفكر"بعد كل اللي حصل بيسألني بكرههم ليه؟دول يحمدوا ربنا اني ببص في وشهم اصلاً" ,اغلقت الكتاب الذي بيدها على المكتب برفق..فهي من النوع الذي يخشى على كتبها كأنها شئ ثمين..اغلقت النور واغمضت عيناها حتى استسلمت للنوم
****
مر شهر واستقرت ضحى في عملها بالمشفى الخاص..كانت تستمتع بكل لحظة تمر في عملها..احبوها جميع زملاءها رغم انها لا تتعامل معهم سوا في حدود العمل حتى المرضى التي كانت تبتسم لهم ببرود رغم انها احبتهم لكنها من النوع الذي لا يستطيع اظهار مشاعره..في يوم كانت تمارس عملها مثل كل يوم حتى سمعت صوتاً عالياً يأتي من امام غرفة الرعاية المركزة..عقدت حاجبيها وهي تذهب مسرعة حتى وصلت لتجد رجلاً في اواخر العشرينات يصيح بصوت عالي قائلاً:لو الزفت ده مظهرش مش هيحصل كويس
تدخل احد الاطباء قائلاً:يا استاذ مينفعش كده
صاح الرجل قائلاً:هو ايه اللي مينفعش..انتوا شوية بهايم
في تلك اللحظة تدخلت ضحى ووقفت امامه ونظرت اليه بعينيها الجليدية وهتفت ببرود:مينفعش كدة يا استاذ احنا في مستشفى محترمة
رفع الرجل احدى حاجبيه قائلاً:وانتي مين انتي كمان عشان تتكلمي معايا وبتدخلي ليه اصلاً
ضحى ببرود:وطي صوتك المكان فيه مرضى..عايز تتكلم روح لمدير المستشفى لكن شغل الحواري ده ميحصلش في مستشفى محترمة
اتسعت عينا الرجل بغضب وهتف:انتي قليلة الادب
ضحى ببرود:وانت مش محترم
تدخل الطبيب قائلاً:ضحى !!
قاطعته ضحى ببرود قائلة:لو سمحت يا دكتور لو فضلنا سايبين الاستاذ يعلي صوته يبقى تقفلوها وتخلوها سوق احسن
ثم نظرت اليه فقال:وانتي بقى بتدخلي زي الحمارة من غير ما تعرفي ايه الموضوع الظاهر فعلاً ان كلكم بهايم
حذرته ضحى وهي تشير باصبعها قائلة:وطي صوتك واتكلم باحترام
زفر الرجل بغضب قائلاً:شيلوا البتاعة دي من قدامي عشان مدفنهاش مكانها
كتفت ضحى ساعديها امام صدرها قائلة:اتفضل وريني هتدفني ازاي
اغمض عيناه وهمس:اللهم طولك ياروح..باين انك عايزة تتربي
في تلك اللحظة سمعوا هتاف حاد قائلاً:عمر!!!
........
يتبع...


nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:23 PM   #3

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

التفت عمر لمصدر الصوت فاقترب منه ذلك الرجل وهتف بحده:كفاية فضايح بقى
عمر:لو سمحت يا بابا مش كفاية اللي عمله في اختي..وكمان البتاعه دي كمان
هتف والده بحزم:اسكت بقى
نظرت له ضحى باشمئزاز ثم استدارت عائدة لعملها..
.....
رن هاتفها برقم خالها فاجابت بهدوء:الو
ادهم عبر الهاتف:خلصتي شغلك ولا لسه
ضحى:اه همشي اهو
ادهم:طيب خلي بالك من نفسك
ضحى:اوكي
اغلقت الخط واخذت حقيبتها من الغرفة المخصصه للممرضات..خرجت من الغرفة لتتفاجأ بذلك الرجل امامها..رفعت احدى حاجبيها ونظرت له ببرود فقال بحرج:انا متأسف يابنتي على اللي حصل
صمتت ضحى قليلاً عندما رأت ابنه يقف خلفه..التفت ذلك الرجل ونظر لابنه قائلاً:تعالى يا عمر
زفر عمر واقترب منها فنظر له والدها قائلاً:هستناك في العربية
اومأ عمر وانتظر حتى ذهب والده ونظر اليها قائلاً:انا..انا اسف
رفعت عيناها لتقابل عيناه التي اتسعت بدهشه..يا الله ماهذا..لون عيناها مثل لون البحر..لكنه بحر متجمد..ولكنها كانت رائعة ,ظل ينظر لعيناها قليلاً فعقدت حاجبيها فوجدته يهمس:عينكي..حلوة اوي
اخفضت رأسها بسرعة وتسارعت خفقات قلبها وارتبكت وهي ترفع يدها لتكتشف انها لم ترتدي العدسات السوداء ولا حتى النظارة ,لا يعرف كيف قال ذلك لكن هناك ابتسامة تسللت لشفتيه وهمس:وطلعتي بتتكسفي
نظرت له بسرعة وهي عاقدة حاجبيها بتعجب فهمس مبتسماً:خدودك احمرت
اتسعت عيناها وهي تلمس وجنتها لتشعر باشعالها..اخفضت رأسها وتجاوزته قائلة:عن اذنك
ذهبت مسرعة وخفقات قلبها تتسارع وتشعر بجسدها يرتجف..استقلت سيارة اجرة وزفرت بضيق..منذ متى تخجل؟ منذ متى ترتبك من اي رجل..هزت رأسها باستنكار وهي تحدث نفسها قائلة بهمس:فوقي ايه اللي بيحصل ده!!!
.....
دخلت المنزل لتقابل عبير امامها التي عقدت حاجبيها وي تقول بتعجب:مالك؟
اخفضت رأسها لتهرب من عيناها وهمست:مفيش..انا داخله انام
ركضت لغرفتها وتركت عبير تنظر لها بتعجب..اما هي فاغلقت الباب خلفها والقت بنفسها على الفراش تحدق في السقف بشرود..تذكرت صوته الهامس عندما اخبرها بجمال عينيها..خفق قلبها بجنون وهي تفكر..ماذا يحدث؟ ,نهضت ووقفت امام المرآة لترى ان كانت حقاً جميلة ام لا؟ ,ظلت تنظر لنفسها..حررت شعرها لينسدل على ظهرها بشكل رائع..اقتربت من المرآة لتنظر لعينيها الزرقاء المتجمده..لكنها لاحظت شيئاً ما ,ما تلك اللمعه التي ظهرت في عيناها..انتفضت ضحى عندما فُتح الباب ودخلت منه حبيبة بسرعة..جمعت ضحى شعرها على كتف واحد وحاولت ان تستعيد برودها المعتاد وتأنبها على دخولها بتلك الطريقة ولكنها لم تستطيع الا ان تهمس:حبيبة
تراجعت حبيبة للوراء وقالت بأسف:انا اسفه مك..
قاطعتها ضحى قائلة:محصلش حاجة كنتي عايزة ايه؟
نظرت لها حبيبة بدهشه ولكنها قالت:بابا عايزك
اومأت ضحى وجمعت شعرها على شكل زيل حصان..خرجت من الغرفة واتجهت لغرفة المعيشة حيث يجلس خالها ادهم وزوجته عبير..جلست بجانبه وقالت:نعم يا خالو
نظر لها ادهم قائلاً:فرح حسين ابن خالتك بعد 10 ايام هتيجي معانا ولا لا برضه
لم تتردد ضحى وهتفت:لا
هتفت وعبير بحنق:يالهوي عليكي مبتحبيش تفرحي ابداً بومه
ادهم:عبير!!
نظرت له ضحى قائلة:ايه ياخالو انا من امتى بزعل من بيرو هي كلامها دبش بس عادي
عبير بدهشه:انا كلامي دبش!! امال انتِ ايه؟
رفعت ضحى حاجبيها قائلة:بومه
ادهم:ياضحى تعالي الفرح معانا عشان خاطري
زفرت ضحى قائلة:خالو لو سمحت انا مش بحب اجتمع معاهم اصلاً اروح احضرلهم فرح
ادهم:ضحى عيب كدة متنسيش ان دول اهلك
زفرت بضيق قائلة وهي تنهض
:تصبح على خير انا عندي شغل الصبح
عادت لغرفتها واغلقت الباب خلفها واغلقت الضوء وتمددت على الفراش حتى استسلمت للنوم مع احلامها جديدة
****

في اليوم التالي كانت تطمئن على المرضى التي بغرفة العناية..خرجت من الغرفة واتجهت للكافتريا واحضرت كوب من القهوه وجلست على احدى الطاولات..كانت شارده لكنها انتبهت عندما وجدت شخصاً ما يجلس معها..كان هو..ارتبكت وعندما وجدته ينظر اليها مبتسماً..رفعت احدى حاجبيها بطريقة مضحكة مثلما تفعل دائماً..فاقترب منها بوجهه ونظر في عينيها قائلاً:هي عينك كل يوم بلون
اشاحت بوجهها فابتسم قائلاً:مشيتي امبارح من غير ما اكمل كلامي
لم ترد عليه فقال:طب مش عايزة تعرفي كنت بزعق ليه؟
ظلت تنظر بعيداً عنه قليلاً لكن فضولها جعلها تنظر اليه بفضول فقال:اختي جبتها هنا عشان تعمل عملية وترجع تقف على رجلها تاني بس بعد العملية دخلت في غيبوبة
اتسعت عيناها قائلة:هي دي اختك؟
اوما برأسه قائلاً:ايوا..مش ليا حق في اللي عملته بقى؟
زمت ضحى شفتيها وقالت:كان ممكن تسمع الدكتور على فكرة انا حضرت العملية دخلت في غيبوبة مش بسبب حاجة عضوية دي حاجة نفسيه
تنهد عمر قائلاً:برضه غصب عني..دي توأمي صعب عليا اشوفها كدة..وبعدين دول حتىى منعني ادخلها
ضحى:ممنوع الزيارة جوا العناية المركزة
عمر:بس انا عايز اشوفها
فكرت ضحى قليلاً ثم قالت:انا اقدر ادخلك بس مش دلوقتي بالليل
عمر بلهفة:بجد!!
اومأت ضحى فقال:متشكر اوي..وانا اسف مرة تانية
ابتسمت..لا تعرف متى اخر مره ابتسمت فيها..كانت ابتسامها هادئة مما زاد من جمالها..شردت في ابتسامتها مما دفع الدماء تغذوا وجنتيها واخفضت بصرها..لا تعلم ماذا حدث لها..تخجل؟. وتبتسم؟ لم تبتسم ببرود بل كانت ابتسامة تنبع من القلب..نظرت اليه مره اخرى عندما قال:طب مش هتقوليلي اسمك؟
ابتسمت قائلة:ضحى..اسمي ضحى
ابتسم عمر قائلاً بهمس:ضحى..اسمك حلو اوي زيك
احمرت وجنتيها واخفضت ونهضت بسرعة قائلة:بعد اذنك عندي شغل..ومتنسش لو عايزة تشوفها تعالى الساعة 12 انا عندي نبتشيه
تركته وذهبت مسرعة اما هو فظل ينظر يراقبها وهي تمشي بسرعة..تسللت ابتسامة لشفتيه وهو يفكر..كيف تغير لون عيناها من الازرق للاسود..لون عيناها كان يبدو طبيعياً..كيف تغير؟
..........

انتصف الليل وعاد هو الى المشفى..كانت تنظره امام غرفة العناية..اقترب منها بسرعة وقال:اسف اتأخرت
ضحى:ولا يهمك تعالى بسرعة بس قبل ماحد يشوفك وتبقى مشكلة
دلف معها لغرفة العناية..وعلى الفراش كانت تنام فتاة في اواخر العشرينات من عمرها..بشرتها بيضاء شاحبه..كانت ساكنه ومتصل بها عدة اجهزة..اقترب منها عمر وجلس على ركبتيه وامسك يدها وهمس:ياسمين..حبيبتي..ياريت تكوني سمعاني..عمليتك نجحت هترجعي تمشي تاني..ارجعيلي بقى..الدنيا وحشه اوي من غيرك..4 ايام وانتي بعيد عني..ارجعي..ارجعي لحبيبك عمر
كانت تراقبه وهو يتحدث لشقيقته..شعرت بالدموع تلسع مقلتيها..اندهشت..كيف؟ هي تبكي؟ لوح الثلج تبكي..اغمضت عيناها حتى لا تسقط دموعها..اقتربت منه وهمست:استاذ عمر يالا
نظر لها عمر قائلاً:حاضر ,ثم نظر لشقيقته من جديد وقال:هستناكي
نهض..خرج معها من غرفة العناية وابتعدوا قليلاً ثم توقف ونظر اليها قائلاً:انا مش عارف اقولك ايه..متشكر جداً
ابتسمت قائلة:متشكرنيش..ممكن سؤال
عمر:طبعاً
ضحى:هو ايه اللي حصلها؟
تنهد عمر قائلاً:من سنة عملت حادثة هي وصاحبتها بالعربية..صاحبتها هي اللي كانت سايقه بس محصلهاش حاجة..لكن ياسمين الحادثة أثلرت على رجلها..كانت مخطوبة لواحد وبعد الحادثة بشهرين سابها..ومن اسبوعين جالها دعوة فرحه على صاحبتها اللي عملت الحادثة معاها
تجمعت الدموع في عينيها وهمست:ياحرام
نظر لعينيها وهي تجاهد حتى لا تسقط دموعها وقال:انتي بتعيطي؟
هزت رأسها وابتسمت قائلة بسخرية:اعيط؟ لا انت فاهم غلط هي صعبت عليا اكيد ربنا هيعوضها
عمر:بس انا شايف دموع في عينك
اشاحت بوجهها قائلة بشرود:دموع!! لا انا مبعيطش..انا مش فاكرة امتى اخر مرة عيطت فيها
عقد حاجبيه قائلاً:ازاي؟
هزت رأسها قائلة:بعد اذنك عندي شغل
تركته وذهبت..هز رأسه بتعجب وهو يفكر..ماذا حدث له منذ ان رأها!!
****
مر اسبوع اخر وتغيرت ضحى كثيراً في تعاملها مع زملاءها فهي كانت تبتسم على غير العادة..حتى ان خالها لاحظ ذلك لكنه لم يعقب..كانت في غرفتها صباحاً..فتحت خزانه الملابس..كانت مترددة فيما ستفعل لكنها قررت سترتدي الملابس الذي كانت تشتريها لها عبير ولم تكن ترتديها..اخرجت بنطال اسود لكنه ضيق قليلاً وبلوزه قطنيه من اللون الفيروزي..ارتدتهم ووقفت تنظر لنفسها امام المرآة..جمعت شعرها على شكل جديلة على كتف واحد..مدت يدها لتضع العدسات السوداء لكنها تراجعت..دخلت حبيبة لغرفة ضحى مثل العادة دون ان تطرق الباب..اتسعت عيناها بدهشه وهي ترى ضحى ترتدي تلك الملابس وهمست:ايه يابت الحلاوه دي
ضحى بتعجب:في ايه
ضاحت حبيبة بصوت عالي:بيرووو بيرووو تعالي بسرعة
ركضت عبير لغرفة ضحى لتتسمر في مكانها..نظرت لضحى من رأسها حتى قدميها وقالت:ضحى انتي بجد؟
ارتبكت ضحى وهربت بعيناها من عبير التي كانت تنظر لها بتفحص..اقتربت منها عبير قائلة:ضحى انتي كنتي مخبية عننا كل ده فين؟
استعادت ضحى برودها وهمست:عبير خلصنا
ضغطت عبير على اسنانها بغيظ وهي تراها تلتقط حقيبتها وتتجه لللخارج..ثم وقفت ونظرت اليهم قائلة:اه صح انا جاية معاكم الفرح
وخرجت مسرعة لتذهب لعملها...
****

بعد ساعتين كانت في غرفة العناية تطمئن على ياسمين..فهي منذ ان علمت حكايتها من عمر اصبحت مسئولة عن غرفة العناية مع الطبيب المخصص..كانت تنظر للمؤشرات الحيوية الخاصة بياسمين..نظرت لياسمين فوجدتها تفتح عينيها ببطء..همست ياسمين بتعب:عمر
ابتسمت ضحى قائلة:حمدلله على سلامتك
همست ياسمين مرة اخرى:عمر..عمر فين
ضحى:ارتاحي بس وهبلغ الدكتور يشوفك
....
بعد قليل تم نقل ياسمين لغرفة عادية بعد ان اطمئن عليها الطبيب..وقفت ضحى امامها وابتسمت قائلة:حمدلله على سلامتك
ياسمين:الله يسلمك..عمر فين؟
ضحى:عم..استاذ عمر راح مشوار وراجع تاني..مكنش بيسيبك ابداً..على طول قاعد في المستشفى معاكي
ابتسمت ياسمين قائلة:ياحبيبي ياعمر ,ثم نظرت لضحى قائلة:اسمك ايه؟.
همست:ضحى
ابتسمت لها ياسمين فقالت ضحى:انا برا لو احتاجتي حاجة رني الجرس وهجيلك
ياسمين بتوسل:لا خليكي معايا انا بخاف اقعد لوحدي
ابتسمت ضحى قائلة:طيب 5 دقايق وهرجعلك
اومأت ياسمين فخرجت ضحى من الغرفة ومشت قليلاً حتى وجدت عمر يقترب منها قائلاً:انتي فين ياضحى بدوار عليكي
ابتسمت ضحى قائلة:استاذ عمر كويس انك جيت انسة ياسمين فاقت واتنقلت غرفة عادية
ابتسم عمر بسعادة قائلاً:انتي بتتكلمي بجد!!
اومأت قائلة:تعالى ورايا
ذهب خلفها حتى وقفت امام غرفة وطرقت الباب ثم دخلت ,دخل خلفها عندما رأته ياسمين هتفت بسعادة:عمر
ركض عمر اليها وضمها لصدره وهو يقول:حمدلله على سلامتك ياحبيبتي الحمدلله انك كويسة
ياسمين بدموع:عمر حبيبي..العملية..
نظر اليها عمر قائلاً:ياسمين خلاص ياحبيبتي هتقدري تمشي تاني
ياسمين بسعادة:بجد!!
اومأ عمر فهتفت بسعادة:الحمدلله الحمدلله
كانت ضحىتنظر اليهما بابتسامة..نهض عمر واقترب من ضحى قائلاً:ضحى يا ياسمين كانت بتهتم بيكي
ابتسمت ياسمين قائلة:شكراً
ضحى بابتسامة:انا معملتش حاجة ده وجبي
في تلك اللحظة دخل الطبيب وابتسم قائلاً:حمدلله على سلامة الانسة يا استاذ عمر
عمر:الله يسلمك يادكتور ادم متشكر
نظر ادم لضحى قائلاً:ضحى هتبقي مسئولة عن الانسة..انتي عارفه انها هتحتاج تمرينات ل6 شهور على الاقل عشان ترجع زي الاول..ومواعيد الادوايه طبعاً عرفاها
اومأت ضحى قائلة:ان شاء الله يادكتور
نظر لعمر قائلاً:ضحى هتبقى معاها هي وبس وان شاء الله هترجع زي الاول واحسن
اومأ عمر فخرج الطبيب بعد ان ابتسم لها فاستئذنت ضحى لتذهب..عندما فتحت الباب لتخرج تفاجأت بوالد عمر ومعه سيدة في اوائل الخمسينات لكنها لم تظهر عليها علامات السن وملابسها الانيقة مما يدل على مستواها الاجتماعي..كانت تشبه ياسمين كثيراً فاستنتجت انها والدته..دخلت السيدة بسرعة وضمت ابنتها وهي تقول:كدة يا ياسمين..تعملي العملية ومتقوليليش
ياسمين:مكنتش عايزة اقلقك يا ماما انا كويسة اهو
نظر والد عمر لضحى قائلاً:ازيك يا ضحى
ابتسمت ضحى قائلة:الحمدلله..بعد اذنكم
كان عمر يتباعها بعينيه حتى اغلقت الباب خلفها حتى انه لم يحدث والدته التي هتفت بحنق:ايه يا استاذ عمر مش واخد بالك مني
هز عمر رأسه ليفيق واقترب من والدته وقبل يدها قائلاً:حمدلله على السلامه ياست الكل
زفرت والدته قائلة:ما بلاش ست الكل دي
ارتفع حاجب عمر باستنكار فهتف والده قائلاً:وبعدين يا هالة
صمتت هالة بحنق وقبلت رأس ابنتها بحنان وهي تهمس:انتي كويسة ياحبيبتي
اومأت ياسمين بابتسامة باهته ولم تعقب
****
مر يومين وبدأت ضحى مساعدة ياسمين في المشي على العكازين حتى تستطيع بعد ذلك المشي بدونهما..كانت ياسمين ودوده جداً واحبت ضحى كثيراً..في ذلك اليوم كانت تساعدها في المشي بحديقة المشفى..بعد ذلك اجلستها على المقعد وجلست في المقعد الذي ياليها ,نظرت ياسمين لضحى قائلة:انتي عندك كام سنة يا ضحى
ضحى:23
ياسمين بابتسامة:انا اكبر منك ب5 سنين
ضحى بابتسامة:بس انتي ميبنش عليكي يا انسه ياسمين شكلك اصغر مني اصلاً
ياسمين بضيق:مابلاش انسه دي قوليلي ياسمين وبس
اومات ضحى بابتسامة..نظرت ياسمين لعينيها وقالت:هي دي عينكي بجد؟
اومأت ضحى بخجل لم تعتاده فقالت ياسمين:ماشاء الله
ابتسمت ضحى ثم نهضت قائلة:تعالي ارجعك اوضتك عشان معاد الدوا
نهضت معها ياسمين وساعدتها حتى عادت لغرفتها واعطتها الدوا الخاص بها..تعجبت ضحى من عدم وجود عمر بالمشفى فهي اعتادت على تواجده دائماً بجانب شقيقته..ترددت كثيراً في ان تسألها عنه لكنها حسمت امرها وقالت:هو استاذ عمر مجاش ليه
ياسمين:عنده شغل هيجي بالليل
لا تعرف لما شعرت بالضيق من عدم توجده لكنه نفضت تلك الافكار من رأسها وظلت تتحدث مع ياسمين كانهما اصدقاء منذ فترة طويلة..بعد ساعة خلدت ياسمين للنوم وكانت ضحى قد انهت وقت عملها..بدلت ملابسها وخرجت من المشفى عائدة لمنزلها..
****
في اليوم التالي كان زفاف حسين ابن خالتها واخيها بالرضاعة..على الرغم من اعتراض وعبير على ذهابها للعمل لكنها لم تريد ان تترك ياسمين وحدها..لكنها عادت مبكراً..في ذلك اليوم ايضاً لم ترى عمر لانه كان في عمله ولم يأتي للمشفى..عادت للمنزل واغتسلت ثم فتحت خزانتها واخذت تنظر للفساتين التي لم ترتديها مطلقاً..اخرجت واحد من اللون الاسود به بعض الخطوط الفصوص الفضية ,ارتدته ونظرت لنفسها في المرآة كان الفستان طويل يصل لكاحليها..له كمين يصلا لمعصميها يضيق من عند الصدر قليلاً وينزل واسعاً من عند الخصر حتى نهايته..مشطت شعرها ورفعت جزءً بشكل جذاب وتركت الباقي منسدلاً على ظهرها. ,طرقت عبير الباب ودخلت لتقف مكانها وتنظر لضحى بانبهار..اقتربت منها وظلت تدور حولها هي تقول:ماشاء الله الله اكبر عليكي يا ضحى شكلك زي القمر
اخفضت بصرها وهمست بخجل:بجد!
عبير:والله العظيم ربنا يستر وادهم يرضى يخرجك من البيت كده
في تلك اللحظة دخل ادهم للغرفة قائلاً:مين بينده عليا
نظر لضحى رافعاً احدى حاجبيه قائلاً:ماشاء الله انتي ضحى بجد!
ضحى بحنق:خالو!!
ضحك ادهم وقال:خلاص ياستي بهزر يالا البسي عشان هنتأخر
نظرت ضحى لعبير التي بادلتها النظر بتعجب ثم قالت:مانا لبست اهو
اتسعت عينا ادهم قائلاً:نعم!! انتي عايزة تنزلي كدة
ضحى:ايوا يا خالو فيها ايه؟
ادهم:لا غيري البسي اي حاجة تانية
اقتربت منه عبير قائلة بهمس:عشان خاطري يا ادهم عدي الليلة دي وسيبها احنا ما صدقنا رضيت تيجي معانا
زفر ادهم بضيق قائلاً:خلاص خلاص
وخرج من الغرفة اما عبير فامسكت يد ضحى واجلستها ثم اخرجت من حقيبتها قلم لرسم العين وقالت:غمضي عينك
ضحى:لا يا لولا بلاش مبحبش الحاجات دي
عبير بغيظ:يابت اخلصي
ضحى بحنق:طيب
بعدما انتهيا من زينتهما خرجا لادهم الذي قال:هنروح الاول على بيت ماما عشان نمشي كلنا من هناك
تدخلت ضحى قائلة:طب روحوا انتوا وانا هحصلكم
فهم ادهم انها لا تريد ان تذهب لبيت جدتها فاومأ قائلاً:طيب بس خلي بالك من نفسك
هتفت حبيبة:بابا هاجي مع ضحى
ضحى:سيبها معايا ياخالو
ادهم:طيب خلوا بالكم من نفسكم

......
بداخل احدى القاعات في احد اكبر الفنادق بالقاهرة..دلفت ضحى برفقة حبيبة التي كانت ترتدي فستان من اللون الوردي وحجاب من نفس اللون..كانت ضحى مرتبكة بشكل كبير فهي لم تعتاد على تلك الملابس تشعر ان كل الحاضرين يحدقون بها..كانت تنظر حولها لعلها تجد خالها لكنها لم تجده..زفرت بضيق وهي تبحث بعينيها عنه حتى سمعت حبيبة تقول:ماما اهي
تنهدت ضحى بارتياح وذهبت ناحيتها..كانت عبير تقف مع سميحة الذي لم تستطيع ان تخفي دهشتها عندما رأت ضحى وفتحت فمها ببلاهه..ابتسمت ضحى ببرود كعاتها قائلة:مبروك يا..طنط
استيقظت سميحة من دهشتها وابتسمت بابتسامة زائفة وقالت:الله يبارك فيكي عقبالك ياحبيبتي..بعد اذنكم دقيقة
ذهبت سميحة فنظرت ضحى لعبير التي كانت تكتم ضحكتها بصعوبه على سميحة وقالت:خالتك كانت هطق
ابتسمت ضحى قائلة:تطق تموت وانا مالي..
عبير:بس انتي ايه اللي خلاكي تيجي تحضري الفرح ده انتي كنتي بتروحي عند جدتك بالعافية
هزت ضحى كتفيها قائلة:عشان خاطر حسين
ضحكتعبير قائلة:على اساس انك بتحبي حسين اوي
ضحى:ماهو اخويا برضه
تدخلت حبيبة قائلة:ياااه اخيراص اعترفتي انه اخوكي
زفرت ضحى بضيق وهتفت:اوعي من وشي انتي وامك لما اروح اباركله
تركت وذهبت باتجاه حسين الذي كان يجلس بجانب عروسه مبتسماً بوسامته المعتادة..فهو اكثر ابناء خالتها وسامه..واحتراماً ,كانت مترددة في الاقتراب لكنها اشتجمعت شجاعتها عندما نظر لها وابتسم بذلك الحنان الذي ينبعث من عيناه كانت دائماً كيف يكون حسين ابن سميحه!! ,اقتربت وابتسمت بتردد وقالت:مبروك..ياحسين
اتسعت ابتسمت حسين وجذبها من معصمها ليضمها بحنان..تفاجأت من فعلته لكنها وجدت نفسها ترفع ذراعيها لتحيط عنقه بهم..طبع حسين قبله على شعرها قائلاً:عقبالك ياحبيبتي
اخفضت بصرها بخجل ونظرت لزوجته التي كانت تنظر اليهما بتعجب..ابتسم حسين وهو ينظر لزوجته قائلاً:دي ضحى يامي اللي حكيتلك عنها
ابتسمت ضحى قائلة:مبروك
مي بابتسامة:الله يبارك فيكي..حسين حكالي عنك كتير وكان نفسي اوي اتعرف عليكي
ابتسمت ضحى بخجل قائلة:ربنا يسعدكم
ربت حسين على كتفها قائلاً:مبسوط انك جيتي
ابتسمت ضحى ولم تعرف ماذا تقول في تلك اللحظة جاءت حبيبة وقالت بمرح:افرح يا حسين ضحى جت مخصوص عشان
وكزتها ضحى فتأوهت حبيبة وهي تنظر لها بغيظ..نظرت ضحى لحسين ومي وقالت:بعد اذنكم
اومأ حسين فذهب ضحى وهي تمسك حبيبة من ذراعها لتأخذها معها ووقفت بعيداً عن الحضور وهتفت بغيظ:انتي ايه يابت مبتعرفيش تسكتي
ضحكت حبيبة قائلة:ماخلاص بقى يا دودو بلاش تقفشي
ضحى بتعجب:اقفش!! انتي بتجيبي الكلام ده منين
حبيبة:من المدرسة
ضحى:بقولك ايه انا اتخنقت همشي
حبيبة:انتي لحقتي!!
ضحى:انا بركتله خلاص وبعدين عندي شغل الصبح
حبيبة:طيب
تركت حبيبة واخذت تبحث عن ادهم لكنها لم تجده..تنهدت وهي تهتف:انت فين بس ياخالو..
......
كان امير يقف مع حلا ابنة خالته"سميحة ويتحدثون..لفت نظره تلك الفتاة التي تقف على بعد منهما وتعطيهما ظهرها..نظر لها من رأسها حتى قدميها وهتف:ايه البت الجامده دي
رفعت حلا احدى حاجبيها وهي تنظر للفتاة قائلة باستنكار:ايه القرف ده
نظر لها امير قائلاً بتعجب:قرف!!
حلا:اه وبعدين احترم ان في بنت واقفه معاك
ضحك امير بسخرية قائلاً:بنت!! انتي حوله باين ,ثم نظر للفتاة قائلاً:هي دي البنات..اوعي هتعرف عليها
تركها وذهب فنظرت له بغضب وهمست:جبلة مبتحسش!!
.....
اخرجت هاتفها ولتهاتف خالها ولكنها قاطعها ذلك الصوت البشع قائلاً:ممكن نتعرف على القمر
استعادت برودها وتجمدت عيناها والتفتت اليه بنظرتها التي ترعبه..تراجع امير للوراء قائلاً:اعوذ بالله هو انتي
رمقته لنظره حادة وهمست بصوت جليدي:خير
امير باستنكار:وهعوذ منك ايه؟..ثم نظر لها بتفحص قائلاً:بس انتي طلعتي حلوة اوي
هتفت بصوت حاد:وانت قليل الادب
تركته وذهبت ليبتسم هو قائلاً:يخربيتك كنتي مخبيه ده كله فين!!
.....

اكملت البحث عن ادهم حتى وجدته يقف اقتربت منه بسرعة وقالت:خالو انا همشي
كاد ان يرد عليها لكن قاطعه صوت يهتف باسمه استدار ادهم ليرى وابتسم قائلاً بسعادة:حامد اخيراً ياراجل
صافحه حامد قائلاً:ازيك يا ادهم
ادهم:الحمدلله , ثم نظر للشاب الذي كان يقف بجانبه قائلاً:ازيك ياعمر اخبارك ايه
عمر بابتسامة:الحمدلله اخبار حضرتك ايه يا عمي
اتسعت عيناها والتفتت بسرعة لمصدر الصوت الذي تعرفه جيداً..التقت عيناها بعمر الذي ابتسم تلقائياً عندما راها..ظل عمر ينظر لها باشتياق فهو لم يراها منذ ثلاث ايام..كانت ينظر لعينيها التي سرقت انفاسه منذ اللحظة الاولى التي رأها فيها..رمش بعينيه عدة مرات وهتف:ضحى
****

يتبع...


nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:26 PM   #4

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب

الفصل الثالث

ابتلعت ضحى ريقها عندما وجدت خالها ينظر اليها بتعجب قائلاً:انتوا تعرفوا بعض
تنحنحت ضحى قائلة:احم..اخت الاستاذ عمر عندنا في المستشفى
اومأ ادهم وقال:ضحى بنت اختي هدى الله يرحمها
ابتسم حامد بحنين قائلاً:من اول ما شوفتها حسيت اني اعرفها ازاي مخدتش بالي من الشبهه اللي بينهم..تحس ان هدى واقفه قدامك
ادهم:فعلاً..
لا تعرف لماذا شعرت بسعادة عندما رأته لكنها اخفت سعادتها ببراعة..كانت تختلس اليه النظر وفي احدى المرات التقت عيناهم فاشاحت بوجهها وازدادت خفقات قلبها بعنف..كانت متوترة للغاية فقالت لخالها:انا همشي
نظر لها ادهم قائلاً:هتمشي لوحدك ازاي دلوقتي استني لما كلنا نمشي
ضحى:مش هينفع انا عندي شغل الصبح
ادهم:خدي اجازة بكرا
ضحى:مينفعش
ادهم:ماهو مش هينفع تمشي لوحدك
تدخل عمر قائلاً:عمي عنده حق..مينفعش الوقت متأخر بس لو عمي معندوش مانع ممكن اوصلك
ضحى بسرعة:لا
حامد:ليه يابنتي..
ضحى:مفيش ياعمو انا هاخد تاكسي
ادهم:خلاص ياضحى ,نظر لعمر قائلاً:معلش ياعمر هنتعبك
اغمضت ضحى عينيها وهي تحاول ان تحلي نفسها بالصبر..كيف ستظل معه لمدة ساعة..كيف وهي تشعر بالارتباك بوجوده..تشعر بانها شخصاً لا تعرفه..انتبهت على صوته قائلاً:مفيش تعب ياعمي.. ,نظر لضحى قائلاً:هبارك لحسين ونمشي على طول
نظرت لادهم الذي اومأ لها فمشت بجانبه وقلبها يخفق بعنف..اما فلا يدري ما سر تلك الابتسامه الذي ظهرت في عينيه قبل شفتيه..بجانبها يجتاحه شعور غريب من السعادة لا يعلم مصدرها ,اكمل طريقه ليهنئ حسين اما هي فوقفت بعيداً عنهم بمسافة ليست كبيرة..كانت تنظر للارض بشرود..وقف يتأملها قليلاً..كانت جميلة ملامحها هادئة ليست باردة مثلما رأها اول مرة..اقترب منها وهمس:سرحتي في ايه؟
انتفضت عندما سمعت صوته..نظرت اليه وهزت رأسها قائلة:آ آبداً م مفيش
اومأ قائلاً:طيب يالا
خرجا من الفندق واقتربا من سيارته..وقف امام باب السيارة وفتحه لها قائلاً بابتسامة:اتفضلي
اخفضت رأسها بخجل واستقلت السيارة فاغلق الباب ودار حول السيارة واتقل امام عجلة القيادة وانطلق..ساد صمت بينهما كانت هي تفرك يديها بتوتر وهو يختلس النظر لها دون ان تشعر..ظلت تراقب الطريق بشرود لاحظ شرودها وذلك الحزن الذي ارتسم على ملامحها..حزن حاولت ان تدفنه لكنها لم تستطيع..كانا على كورنيش النيل..نظرت اليه فجأة قائلة:ممكن تقف
نظر لها بتعجب واوقف السيارة وقال بتساؤل:في ايه؟
هزت رأسها قائلة:عايزة اقف هنا شوية
ترجلت من السيارة وهو ينظر لها بابتسامة ,وضعت كلتا يديها على السور الحجري لتستند عليه اغمضت عيناها تستمتع بالنسيم البارد..كان الطقس بارد لكنها لا تشعر بالبرد..لا تشعر بشئ سوا الحنين..الحنين لذكريات دفنت مع والديها..فتحت عيناها وظلت تنظر لنهر النيل تسللت ابتسامه لشفتيها..كان عمر قد ترجل من سيارته وظل ينظر اليها بابتسامة..اقترب منها وقال:بتحبي تيجي هنا
ابتسمت قائلة بحنين:مجتش هنا من 9 سنين
عمر بدهشه:ياااه ليه طيب
التفتت اليه قائلة:من ساعة بابا وماما ما اتوفوا وانا مجتش
همس عمر:ربنا يرحمهم
ضحى:يارب
التفتت لتنظر للنيل مرة اخرى وقالت:انت تعرف حسين منين؟
عمر:حسين شريكي في المكتب..هو يقربلك ايه؟
همست ضحى رغماً عنها:اخويا
عمر بتعجب:اخوكي!!!
ضحى:في الرضاعة..اخويا في الرضاعة وابن خالتي
عمر:اها طب ليه مفضلتيش معاهم
ضحى:مش بحب الافراح..وعندي شغل الصبح
ضحك عمر قائلاً بمرح:شكلك معقدة
عقدت حاجبيها وهمست بشرود:معقدة!..فعلاً
عقد حاجبيه قائلاً:انا مقصدش انا بهزر
التفتت اليه قائلة:بس انت عندك حق بيرو دايماً تقولي بطلي عقد
عمر بابتسامة:بس انا مش شايفك معقدة..
ابتسمت ولم تعقب..اشاحت بوجهها وظلت تنظر للنيل بشرود ومازالت ابتسامتها تزين شفتيها..هتف عمر قائلاً:انا هخلي ياسمين تكمل علاجها في البيت ايه رأيك
نظرت اليه قائلة:لو اريح لها يبقى اعمل كدة
عمر:طب ايه رأيك لو تكملي معاها العلاج
فكرت ضحى قليلاً ثم هزت كتفيها قائلة:معنديش مانع
ابتسم لها مما جعلها تبتسم بخجل وهي تشيح بوجهها ولا تعلم ماذا يحدث لها وهي معه..
****
دلفت ضحى لغرفتها بعدما اوصلها عمر..القت نفسها على الفراش والابتسامة تزين شفتيها..كانت تفكر لماذا وافقت على ان تكمل علاج ياسمين في المنزل..لكن لا تعلم كيف خرج الكلام منها عندما نظر لعينيها..تنهدت بحرارة وهي تغمض عينيها وبداخلها تشعر بشعور لم تجربه قط في حياتها..
****
عادت من عملها في اليوم التالي وجدت ادهم وعبير يجلسان في غرفة المعيشة..القت عليهما التحية وجلست بجانب ادهم قائلة:عايزة اقول لحضرتك حاجة
نظر لها ادهم قائلاً باهتمام:قولي
اخذت ضحى نفساً عميقاً ثم قالت:من بكرا هبدأ مع ياسمين اخت استاذ عمر العلاج بس في بيتهم
عقد ادهم حاجبيه قائلاً:ليه؟
ضحى:هي عايزاني ومرتاحة معايا
اومأ ادهم قائلاً:هي ايه اللي حصلها
ضحى:كانت عملت حادثة خلتها مش بتمشي على رجلها
ادهم:لا حول ولا قوة الا بالله
عبير:طب وانتي موافقة تروحي ولا رايحة غصب عنك
نظرت لها ضحى قائلة بحده غير مقصودة:انا مبعملش حاجة غصب عني
عبير بتعجب:ايه يادودو مقصدش انا بسألك بس
زفرت ضحى قائلة:انا اسفه يا بيرو
ثم نهضت قائلة:تصبحوا على خير
دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها..القت حقيبتها على الفراش وجلست بجانبها..تشعر بالضيق لانها لم تراه اليوم..كانت تتسائل لماذا لم يأتي للمشفى..تنهدت بحيرة وهي تحد نفسها"ايه اللي حصلك يا ضحى..عمر ما كان في حد بيفرق معاكي بعد امك وابوكي..ايه اللي جرا بس..بس انتي بتفكري فيه ليه؟ وانتي مالك اصلاً
زفرت بضيق وهي تضرب الفراش بقبضتها قائلة:يووووه اطلع من دماغي بقى
****

بعد مرور شهرين

كانت ضحى تقضي طوال اليوم مع ياسمين بمنزلهم لتساعدها..كانا قريبين من بعضهما حتى ان ياسيمن قد قصت عليها كل ماحدث لها منذ ان اصيبت في الحادث..وايضاً كان قد تقرب منها للغاية ويستغل كل فرصة تتاح له لكي يجلس معها ويتحدثا ,ولم تغفل ياسمين عن نظرات عمر لضحى لكن المشكلة كانت تكمن في "هالة" والدته فهي كانت تتعامل معها بتعالي مما كان يسبب الضيق لها لكنها كانت تتجانبها حتى لا تنفعل عليها دون ان تقصد..
.........

في المساء كانت في غرفتها ممدده على الفراش وتعبث بشعرها وتمسك بحاسوبها الشخصي..دخلت على ملف باسم عبير كانت انشأته عندما استعارت حاسوبها لفترة وجدت به بعض الاغاني القديمة كانت قد سمعت بعضاً منهم عندما كانت صغيرة في منزل والديها..ضغطت على احدى االغنيات لينبعث صوت "شاديه" منه بكلمات جعلت قلبها يخفق بجنون لم تعتاده ابداً
...

مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا
اللي ملوش في الكون دوا
ياهنا اللي بيه قلبه انكوى
مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا

ايه ياترى ياهل ترى
مالي كدة متغيرة
مالها كدة متغيرة
قلبي انخطف لوني اتقطف
معرفش ليه متحيرة
معرفش ليه متحيرة

حاسه بهنا حتى وانا
لسه في ايام المنى..ورده بنداها صغيرة
ولا عمري يوم دوقت الهوا
مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا

انا شايفه كل الكون فرح
انا خايفه عقلي يكون سرح
وسمعت ناس بتقول ده كاس
داير وباب دنيا انفتح

اعمل حجاب واقرا الكتاب
القاه يقول السهم صاب
لكن خلاص قلبي انجرح
وموكب الحب انطوى
لازم ده اهو اللي اسمه الهوا
....
اغمضت عيناها ووضعت يدها على النبض الخافق..عاد قلبها لان يخفق من جديد..وهي من ظنت انه توقف منذ زمن..كان تجمد ولن يذوب جليده للابد..فتحت عيناها ابتسمت وهي تهمس:لازم ده اهو اللي اسمه الهوا
****

ركضت عبير لغرفتها هي وادهم وفتحت الباب ودلفت واغلقت الباب خلفها بسرعة وهي تهمس:الحق يا ادهم
انتفض ادهم ونظر لها بقلق قائلاً:في ايه
هتفت عبير:ضحى..ضحى بتسمع اغاني
رفع ادهم احدى حاجبيه وهتف بحده:خضتيني انا قلت في مصيبة
عبير باستنكار:بقولك بتسمع اغاني..ضحى بتسمع اغاني دي مكنتش بطيق تسمع اي موسيقى حتى التليفزيون مكنتش بتتفرج عليها مكنتش بتعمل حاجة غير انها بتقرأ بس
زفرت ادهم وجلس يحدق امامه بشرود..حقاً الامر يثير الدهشه..كيف لضحى ان تسمع موسيقى فهي كانت تكرهها بشده..حتى انها كانت تتشاجر مع حبيبة دائماً بسببها..ضيق عينيه وهو يفكر منذ متى تغيرت بهذا الشكل؟..نعم منذ ان تعرفت اليه من غيره بحياتها؟..يخشى عليها هو يثق فيها لكنه ايضاً لا يستطيع ان يثق في عمر بهذه السهوله هو لا يعرفه مثلما يعرف والده حامد..شعر بالقلق عليها لكنه لا يريد ان يتدخل في حياتها الخاصة..منذ سنوات وهو يسعى لكي تخرج من قوقعتها..ان يهدم ذذلك الحائط الذي بنته حول نفسها حتى لا يستطيع احد ان يقتحم حياتها باي شكل من الاشكال..تنهد بضيق وهو يقول في نفسه"ربنا يحميكي ياضحى"
****
في منتصف نهار اليوم التالي كانت تجلس مع ياسمين في حديقة المنزل..كانت ضحى جميلة بكل ما في الكلمة..كانت ترتدي بنطال من اللون الاسود وبلوزة بيضاء بها ورود من اللون النبيذي..رسمت عينيها بالكحل الاسود الفاحم كان يعطي لعينيها جاذبية مع لونهما الازرق الذي بدى وكأنه بحر صافي ليس جليدً كما كان من قبل..اما شعرها الاسود فقد جمعته في جديلة طويلة وتركتها لترتاح على كتفها الايمن..لاحظت ياسمين ذلك الطفيف على ضحى فنظرت اليها بتفحص قائلة:هو ايه الموضوع؟
نظرت لها ضحى بتعجب:موضوع ايه؟
ياسمين:يعني شايفه تغير غريب في اللبس وكمان اول مرة اشوفك حاطه كحل
ارتبكت ضحى وهتفت بتوتر:عادي يعني تغير
ياسمين بعدم اقتناع:اه تغير..طب مش واخد بالك من حاجة
زفرت ضحى بنفاذ صبر قائلة:حاجة ايه ما بلاش الغاز
ضحكت ياسمين وكادت ان تتحدث لكنها صمتت عندما رأت عمر يقترب منهما بابتسامته الجذابة ولم يزيح عينيه عن ضحى..هو لم يكن وسيم لكنه جذاب..شئ ما في ملامحه تجعل كل من يراونه ينظرون اليه..كانت عينيه بلون البني الغامق وشعره اسود وبشرته السمراء الذي تشبه والده لحد كبير..طوله متوسط لكنه يفوق طول ضحى بكثير فهي قصيرة القامة مما يجعلها تصل لكتيفيه..عندما وصل اليهما اخفضت ضحى بصرها وظلت تفرك يديها بتوتر لفت انتباهه..انحنى وطبع قبله على شعر شقيقته قائلاً:عاملة ايه؟
ياسمين بابتسامة:كويسة انت كويس
اومأ عمر بابتسامة ونظر لضحى قائلاً:ازيك يا ضحى
رفعت رأسها ببطء حتى التقت عيناهما خفق قلبها عندما رأت ابتسامته فهمست:الحمدلله
نهضت فجأة واخذت حقيبتها قائلة:انا ماشيه
نظرت لها ياسمين قائلة بتوسل:لا يا ضحى اقعدي معايا شوية
ضحى:معلش والله مش هينفع اتأخر اكتر من كدة..عن اذنكم
هتف عمر فجأة:استني هوصلك
هزت رأسها بالرفض قائلة:لا شكراً
ابتسمت ياسمين قائلة:خليه يوصلك يا ضحى عشان متمشيش لوحدك..ومتخافيش مش هيخطفك اخويا مؤدب
ضحك عمر بينما احمرت وجنتي ضحى بخجل واشاحت بوجهها وهي زفر بغيظ..اقترب منها عمر قائلاً:اهي قالتلك انا مؤدب خالص
ابتسمت بخجل رغماً عنها وهمست:طيب
.....

اوقف سيارته امام كورنيش النيل..في نفس المكان..نظر له بتعجب وقالت:وقفت هنا ليه
ابتسم دون ان ينظر اليها قائلاً:اصل اللي بحبها بتحب تيجي هنا
ترجل من السيارة وتركها خلفه قلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب خفقاته السريعة..ترجلت هي الاخرى واقتربت منه قائلة:وهي فين اللي بتحبها دي
ابتسم وهو ينظر لعينيها قائلاً:انتي!!
****

يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 09:06 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:28 PM   #5

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب

الفصل الرابع

اتسعت عيناها بدهشه وتسارعت خفقات قلبها حتى شعرت انه سيسمعه..اخذت تتنفس بسرعة وصدرها يعلو ويهبط وهمست:ايه؟اقترب منها حتى اصبح على بعد مسافة قليلة منها وهمس:بحبك..
ابتلعت ريقها وهزت رأسها ببطء بعدم تصديق..عمر يحبها؟ عمر يحبها..يحبها مثلما تحبه..هي كانت تظن ان قلبها قد مات ودفن مع والديها..لكن منذ ان رأته تغيير كل شئ..حتى الجليد الذي كان يحيط قلبها..ذاب من نظره واحده منه..من نظره واحدة لعينيه اذابت الجليد الذي كان يغلفهما..الجليد الذي جعل قلبها مثل الحجر..دموعها التي لم تسقط منذ زمن..سقطت الان..انهمرت بغزاره وهي مازالت تهز رأسها بعدم تصديق..كانت دموع فرحة..بعدما دفنت قلبها وجعلته متجمد لانها كانت تظن انها من المسحيل ان تحب لكنها لم تكن تعلم انه سيظهر في حياتها..لم تكن تعلم انها ستبكي مرة اخرى..لكنها بكت الان..دموعها الذي انهمرت من عينيها رغم البريق الذي ظهر فيهما رغم ان الجليد قد ذاب منهما الا انه عقد حاجبيه وهمس:ليه الدموع
ابتسمت وهي تغمض عينيها قائلة:مش عارفه
رفع انامله مسح بدموعها ببطء فظلت هي مغمضه لعينيها لتستمتع بملمس يديه على وجنتها لا تعلم ما سر تلك الرعشة التي اصابت جسدها عندما لمسها..شعرت بوجنتيها تشتعل..ليست وجنتيها فقط بل جسدها كله..زفرت نفساً دافئً ببطء واشاحت بوجهها بعيداً عنه..امسك ذقنها وادار وجهها لتنظر اليه وهمس:متبعديش عينك عني..بحب اشوفهم
اخفضت عيناها بخجل وابتسامتها تتسع فهمس:انا عارف انك بتحبيني..
خفق قلبها من جديد وعقدت حاجبيها وهي تعود بنظرها اليه فاكمل:عينكِ قالتلي كدة..وعينكِ مبتكدبش
لا تعرف اين ذهب صوتها..تريد ان تجيبه تقول انها تحبه..لا بل تعشقه تكاد تذوب عشقاً فيه..فهو من استطاع ان يذيب جليد قلبها..وهو من اعاد اليه نبضه الذي توقف..اما عمر فظل ينظر اليها بعينيه الذي تشع حناناً وحب..كانت صامته لكن عينيها تحكي الف حكاية..عينيها تطمئنته بانها تبادله نفس المشاعر..فلتت منه ضحكة صغيرة جعلتها تعقد حاجبيها قائلة بابتسامة:بتضحك ليه؟
عمر بابتسامة:محدش يصدق اني احب البوتجاز اللي انفجر في وشي في اول مقابلة
ضحكت وهي تضع يدها على شفتيها حتى تكتم ضحكتها وهمست:انت لسه فاكر
عمر بمرح:وهي دي حاجة تتنسي ده انتي كان ناقص تديني بالقلم
ضحى ببرود مصطنع:حد قالك تعلي صوتك في المستشفى وكمان قلت عليا قليلة الادب
ضحك عمر قائلاً:انتي قولتي اني مش محترم
اشاحت ضحى بوجهها وهي تبتسم..اغمضت عينيها وهي تهمس:الجو حلو اوي..مع اني بحب الشتا اكتر وكمان لو بالليل
عمر:فعلاً الشتا بالليل احلى بكتير..شعرك احلى منه
تنهدت بخجل وهي تعبث بجديلتها نظرت اليه قائلة:ممكن تروحني عشان اتأخرت
اقترب عمر منها قائلاً:طب مش عايزة تقوليلي حاجة
ضحى بعدم فهم:حاجة زي ايه؟
عمر بابتسامة:اي حاجة بحبك مثلاً
ابتسمت بخجل وهي تبتعد عنه متجهه للسيارة فضحك وهو يلحقها واستقل السيارة قائلاً:ماشي هتروحي مني فين؟
****

دلفت للمنزل وبسعادة..عيناها يفضحانها بشده وهي تشع فرحاً واضحاً..لم تستطيع ان تسيطر على ابتسامتها واو حتى تخفيها..كان الوقت مازال مبكراً على عودة خالها وزوجته وحبيبة من عند جدتها..فهي رفضت الذهاب اليوم وتعللت بالعمل..اتجهت لغرفتها وهي تدندن بسعادة..
ياما سهرانه ليلى
من حنين عيني لعينيه
قلبي مكنش في يوم على باله
يحصل ابداً كل ده فيه
من اول ما قبلته شغلني
ولاقيت روحي بتجري عليه
الغرفة وظلت تدور حول نفسها..دخلت حبيبة وراءها وهي تنظر اليها بتعجب..لم تنتبه لها ضحى وظلت ترقص وهي تدندن
كل ما اشوفه قصادي
بحس كأني فراشه وطايرة لفوق
وان انا ليا حقوق في الدنيا
ودنيتي ليها عليا حقوق
وان مفيش اجمل من فرحة
لقا بيجمع بعد الشوق
.....
صفقت حبيبة بيدها فانتفضت ضحى ونظرت اليها وهي تضع يدها على صدرها وقلبها يخفق بفزع وهتف:يخربيتك خضتيني..انتي جيتي امتى؟.
قلدتها حبيبة وهي تهز كتفيها قائلة:من ساعة.."كل ما اشوفه قصادي بحس كأني فراشه وطايرة لفوق"
جلست ضحى على الفراش وهي تلتقط انفاسها فاقتربت منها حبيبة وجلست بجانبها على الفراش قائلة:نفسي افهم ايه اللي حصلك
هربت ضحى بعينيها وهي تهتف مغيرة الموضوع:جيتوا امتى
حبيبة:انا مروحتش اصلاً كنت تعبانه الصبح قولتلهم روحوا انتوا
ضحى:طيب اطلعي برا بقى
حبيبة باصرار:مش هخرج الا لما اعرف مين هو
عقدت ضحى حاجبيها قائلة:هو مين؟
حبيبة وهي تراقص حاجبيها:اللي لما بتشوفيه بتبقي فراشه
امسكت ضحى بالوسادة وضربتها وهي تصرخ بغيظ:اطلعي برا يا رخمه برااا
ضحكت حبيبة وركضت خارج الغرفة وهي تضحك بصوت عالي قائلة:طب والله لاقول لبابا
زفرت ضحى بحنق وهي تغلق الباب في وجهها والقت بنفسها على الفراش وتفكر في عمر..اخذت تتذكر كل كلمة قالها..حتى ابتسامته وهو يهمس لها"بحبك" اغمضت عينيها وهي تهمس:وانا كمان بحبك بحبك اوي
....
في غرفة حبيبة

جلست على الفراش تفكر في ذلك التغير الغريب في شخصية ضحى..فهي اصبحت شخصاً اخر..من كان يصدق ان ضحى تتضحك وتمزح..حتى ذلك البريق الذي ظهر حديثاً في عينيها..تنهدت حبيبة وهي تفكر"اكيد ده حب"..اخذت هاتفها من على الفراش واتجهت لغرفة ضحى مرة اخرى وطرقت الباب ثم دخلت.زكانت ضحى قد بدلت ملابسها..نظرت لها ضحى قائلة:عايزة ايه يا حبيبة
اقتربت منها حبيبة وقالت:عايزة اقعد معاكي
كانت تتوقع منها الرفض لكن على غير العادة ابتسمت ضحى قائلة:تعالي
اتسعت عيناها بدهشه وهي تهتف:بجد!!
ضحى:اه بجد
جلست حبيبة على الفراش وصمتت قليلاً ثم قالت:اتغيرتي اوي مين كان يصدق ان دي انتي
ابتسمت ضحى بشرود:فعلاً مين كان يصدق؟
نظرت لها حبيبة وقالت:مرتاحة كدة
قالت مازالت ابتسامتها تزين ثغرها:جداً..حاسه نفسي عايشة
ابتسمت حبيبة قائلة:مبسوطة انك بقيتي تقعدي معانا..انا بحبك اوي
ابتسمت ضحى وهي تضمها قائلة:وانا كمان بحبك اوي
....
انتصف الليل..خلد الجميع للنوم ماعدا هو..كان يجلس في شرفة غرفته..يتذكر ابتسامتها..خجلها..بريق عينيها..حتى شعرها..تنهد وهي يتخيل شعرها الاسود وهو منسدلاً على ظهرها مثل السماء المظلمة..ابتسم وهو يتذكرها يستمع لكلمات نزار قباني بصوت القيصر "كاظم الساهر"..كم يتمنى لو يأتي الصباح سريعاً حتى يراها..يستمتع بالنظر لعينيها..لوجنتيها عندما يصغهما اللون الوردي عندما تخجل..جاء له فكرة في تلك اللحظة فامسك هاتفه واخرج رقمها الذي سرقه من هاتف شقيقته دون ان تعلم..وبدأ في كتابة الرسالة
.....
دلفت لغرفتها بعدما خلد جميع من في المنزل للنوم..قررت ان تنام هي الاخرى..تمددت على الفراش واغمضت عينيها لتظهر صورته امام عينيها..ارتسمت ابتسامة على ثغرها وهي تتنهد بحب..رن الهاتف معلناً عن وصول رسالة جديدة..عقدت حاجبيها بتعجب فهي لم تعتاد ان يراسلها احد ابداً..التقطت الهاتف وفتحت وفتحت الرسالة لتبتسم وهي تقرأ ما كتب بها

دعي..ضفائرك السوداء قاتلتي
ولا تكوني معي يائساً ولا املَ
وقاوميني بما..اُوتيتي من حيلٍ
اذا اتيتك كالبركان مشتعلَ
احلى الشفاه التي تعصي
واسوأها..تلك الشفاه التي
دوماً تقول بلى
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع مرتين
كرمال هذا الوجه والعينين
يارب..قلبي لم يعد كافياً
لان من اُحبها تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدً غيره
يكون في مساحة الدنيا
"بحبك"
"عمر"

اتسعت ابتسامتها وضمت الهاتف لصدرها وهي تهمس بحب:بحبك اكتر
****

مر اسبوع..كادت ان تطير من السعادة..فعمر كان يجلس يأتي للمنزل مبكراً حتى يجلس معها هي وياسمين..وفي نهاية اليوم يعيدها لمنزلها..لم يتحدثا في الهاتف مطلقاً وكانت هذه رغبة ضحى..لكنه لم يكف عن مراسلتها كل يوم..وايضاً الذي اسعدها ان ياسمين اصبحت تستطيع ان تمشي وحدها بدون العكازين رغم العرج البسيط لكنه تقدم واضح وفي فترة قياسية..لكن لم تمر الايام بدون ان تلقي عليها هالة كلماتها التي تثير غضبها لكنها تتماسك ولا تجيبها من اجل عمر , ..وفي اليوم الثامن ..انتصفت الشمس السماء..استأذنت ياسمين لتعود لمنزلها..ودعتها وخرجت من بوابة المنزل وهي تشعر بالحزن فهي لم تراه اليوم..ولم يخبرها مما اثار غضبها منه..وقفت تنتظر سيارة اجرة وبعد دقائق وجدت سيارته تقف امامها وينظر لها من النافذة قائلاً:اركبي
اشاحت بوجهها ولم تنظر اليه وظلت تنظر للشارع الفارغ لعلها تجد سيارة اجرة..شعرت به فجاة يقبض على معصمها ويدخلها السيارة...الجمت المفاجأة لسانها وهي تنظر اليه بتعجب وهي يستقل بجانبها وينطلق بسرعة..ساد صمت كئيب كان يختلس النظر اليها ولاحظ ملامحها الغاضبة..ابتسم رغماً عنه فهو يعلم انها غاضبة لانه لم يأتي للمنزل ولم يخبرها ايضاً..اوقف السيارة في شارع فارغ والتفت اليها قائلاً:وحشتيني
رغم قلبها الذي كان يخفق بعنف الا انها لم ترد عليه ولم تنظر اليه حتى..تنهد عمر قائلاً:انا اسف
التفتت اليه وهي تنظر اليه بلوم فابتسم قائلاً:والله غصب عني كان عندي شغل كتير وموبايلي كان في العربية
ضحى:طيب
زفر عمر قائلاً:عشان خاطري متزعليش سماح المرة دي
تنهدت ولم تعقب فاقترب منها بوجهه وهمس بجانب اذنها:طب تحبي اصالحك
نظرت له بطرف عينيها فاقترب اكثر وكاد ان يقبل وجنتها فشهقت وهي تنكمشفي مقعدها حتى التصق ظهرها بالباب وهمست:انت قليل الادب
ضحك عمر وهو يبتعد قائلاً:طب اعمل ايه مش لازم اصالحك
ضحى بغيظ:قليل الادب برضه
نظر لها قائلاً بخبث:كدة قليل الادب! امال لو خدتك في حضني هتقولي ايه
ضحى:هديك بالقلم
عمر ضاحكاً:ده مجرد حضن بريئ قلة الادب هأجلها لبعد الجواز
شهقت بخجل واحمرت وجنتيها بشده..رأت انه تجاوز حدوده فهتفت بصرامة:عمر!! لو سمحت مبحبش الكلام ده
ابتسم عمر قائلاً:خلاص اسف..سامحيني بقى ده انا عمر حبيبك
ابتسمت ضحى وهي تشيح بوجهها قائلة:خلاص سامحتك
ابتسم عمر وهو يهمس:طب قوليلي بحبك
ضحى بخجل:لا
ضحك عمر وهو يدير محرك السيارة وقال:اعمليلي حسابك بكرا اجازة ليكي
عقدت حاجبيها قائلة:اشمعنا
عمر:هتقضي معايا اليوم بكرا..وبعدين ياسمين الحمدلله اتحسنت كتير
همست ضحى بتردد:بس خالو
صمت عمر قليلاً ثم قال:مش هيحصل حاجة ده يوم قوليله انك خارجة مع ياسمين
صمتت ضحى وهي تفكر..هي لم تكذب على خالها قط..قاطع عمر افكارها قائلاً:انا عارف انك مش عايزة تكدبي عليه..انا عايز اتقدملك بس مستني ياسمين ترجع لحالتها الطبيعية ووجودي جانبها بيفرق..يمكن بتضحك وتهزر معانا بس كل يوم بسمعها بتعيط لوحدها..عايزها تفوق بقى
شردت ضحى وهي تقول بحزن:اللي حصلها مكنش قليل يا عمر..ياسمين اتجرحت جامد ..لما بيتكسر فيك حاجة مش بالساهل ترجع زي الاول
تنهد عمر بحزن قائلاً:عشان كدة مش عايز ابعد عنها..انا عارف اني بظلمك معايا بس..
قاطعته ضحى قائلة:متقولش كدة يا عمر..ياسمين اختي وانا مستحيل افكر في سعادتي على حسابها هي..
عمر بابتسامة:يعني ايه؟
ضحى بابتسامة شاردة:هستناك ياعمر لاخر العمر
اتسعت ابتسامته قائلاً:هفضل احبك لاخر العمر
......
اليوم التالي..كان يوم عيد مولدها..ونفس اليوم الذي فقدت فيه والديها..كان هذا اسوأ ايام حياتها كانت تكره ذلك اليوم بشده..ولكنه الان مختلف فعمر اصبح معها..اخبرت خالها انها ستخرج مع ياسمين ولم يعارض..كان عمر ينتظرها قرب المغرب بعيداً عن المنزل حتى لا يراهما احد..استقلت السيارة بجانبه التفت اليها عمر كانت تركت شعرها منسدلاص على ظهرها ولم تضع اي شيئاً من ادوات الزينه سوا الكحل الاسود الذي رسمت به عينيها ليبرز جمالهما..كان يتأملها ثم ابتسم قائلاً:وحشتيني
اخفضت بصرها بخجل ولم تجيب ادار عمر محرك السيارة قائلاً:هوديكي مكان حلو
ضحى باهتمام:فين؟
عمر بابتسامة:هتعرفي لما نوصل
.....
بعد قليل اوقف عمر سيارته في مكان امام شاطئ النيل ترجل من السيارة وفتح لها الباب لتخرج..نزلت من السيارة..احتضن كفها بكفه وجذبها لتمشي معه..اقتربا من مركب شراعيه ونظر اليها قائلاً:يالا اركبي
كانت تنظر اليه مبتسمة بدهشه فجذبها وهو يضحك قائلاً:يالا متنحه ليه
ضحكت واستسلمت لكفه الذي يحتضن كفها ومشت خلفه..وصلا الى المركب فصعد وساعدها لتصعد هي الاخرى..بعد قليلاً كانت المركب الشراعية مستقرة في منتصف النيل..كانت الشمس تغرُب..كانت ضحى تنظر لقرص الشمس بابتسامة شاردة..كان يتأملها وشعرها يتطاير حولها بفعل الهواء وجد نفسه يُخرج هاتفه ويلتقط لها صورة..اقترب منها وهمس بجانب اذنها:كل سنه وانتي معايا
****
يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 09:05 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:30 PM   #6

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب

الفصل الخامس

التفتت اليه لتنظر لعينيه بدهشه وجدته مبتسماً ابتسامه ساحرة..فهمست:عرفت منين؟
عمر:عيب تسألي السؤال ده..من يوم ما حبيتك وكانت شغلتي اعرف كل حاجة عنك حتى تاريخ ميلادك
كانت تنظر اليه مبهورة..لم تكن تتخيل انه يعلم يوم مولدها..ودجدته يضع يده بداخل جيبه ويخرج علبة من اللون الاحمر..فتح العلبة ليظهر لها سلسال من الذهب رقيق..كانت على شكل قلب..نظر اليها وقال بهمس:خليني البسهالك
استدارت ورفعت شعرها..البسها السلسال فامسكت القلب الذي تدلى منها وجدت مكتوباً عليه"بحبك" والجهه الاخرى"عمر" همس لها بصوته الدافئ:متقلعهاش ابداً..
التفتت اليه ونظرت اليه بحب وقالت بابتسامة:حاضر
ثم اخرج من جيبه سلسال اخر من الفضة يتدلى منه قلب اخر..قربه من عنياها لتجده مكتوباً عليه اسمها..اتسعت ابتسامتها عندما قال:وده هيفضل معايا عشان كل ما توحشيني ابصله وافتكرك
دمعت عيناها بسعادة قائلة:ربنا يخليك ليا
صمتت قليلاً ثم نظرت اليه قائلة بجدية:عمر عايزة اقولك حاجة
عمر:قولي
ضحى:مينفعش تمسك ايدي..ياريت متعملهاش تاني
ابتسم عمر قائلاً:حاضر..نفسك في ايه
صمتت ضحى وهي تفكر ثم قالت:وديني البر التاني
عمر:اشمعنا
ضحى:وديني بس وهوريك حاجة هتعجبك
اومأ عمر ثم نظر للرجل الذي معهما على المركب وصاح:ودينا البر التاني ياريس
اومأ الرجل بابتسامه فنظر عمر اليها قائلاً:لحد ما نوصل تعالي كلميني عن نفسك شوية
اومأت وجلست فجلس بجانبها وبدأت تحكي له وهي تسترجع ذكرياتها:انا اسمي ضحى حسن..والدي كان رجل بسيط وكان بيحب امي جداً طبعاً مكنش سهل انهم يتجوزوا لانه كان مستواه المادي اقل منها بكتير..جدي كان مهندس ووالدتي كانت محاسبه..ووالدي كان سواق تاكسي فكان صعب انه يتجوزها بس هي صممت لحد ما جدي وافق..واتجوزوا وخلفوني بعد 4 سنين من اللف على الدكاترة وكل واحد يقولهم سبب غير التاني..جدي اتوفى بعد ما اتولدت بسنه لكن جدتي هي اللي عايشة..كلهم مكنوش بيحبوا بابا عشان كدة مكنش بنشوفهم غير في المناسبات..لحد ماتمت14 سنه في نفس اليوم اللي الموت سرقهم مني فيه
غامت عيناها بتلك الذكرى الحزينة وامتلأت عيناها بالدموع:ماتوا سبوني..عشان اكتشف وقتها قد ايه اهل امي بيكرهوني لمجرد ان ابويا كان سواق ,نظرت له وقد انسابت دمعه على وجنتها وهمست بينما هو شعر بقبضه تعتصر قلبه لدموعها:بابا مكنش غني..مكناش عايشين في بيت كبير..بس كنا مبسوطين..بيتنا كان فيه دفى وحب..وجودهم بالنسبالي كان الدنيا ومافيها..
صمتت وقد اختنق صوتها ووهي تتذكر والدها وحنانه وحبه لها ولامها..كان يسعى لتحقيق كل ما تتمناه..تنهد عمر قائلاً:الله يرحمهم
اردفت قائلة:قلبي مات يوم ما سبوني..حسيت ان عايشة من غير روحي..كل حاجة لونها بهت في عيني..كنت فكراه بطل يدق من زمان..لحد ما شوفتك
ابتسم عمر وهو ينظر اليها لتكمل بجرأة لا تعرف من اين اتت اليها:انا كنت تايهه في وسط الموج واخيراً رسيت على بر..انت مرسايا..بحبك
لم يستطيع ان يصف شعوره الان...لقد قالتها..رغم انه تآلم من اجلها..لكنه عزم على ان يعوضها على كل لحظة آلم مرت بها في حياتها..سيجعلها تنسى كل شئ سيبذل كل جهده حتى يجعلها اسعد امرأة في العالم..همس عمر:مفيش حاجة في الدنيا توصف حبي ليكي..لما ببص لعيونك بحس اني بشوف بحر بغرق فيه ومش عايز نجاه
ضحى:انت ربنا عوضني بيك عن كل اللي اتحرمت منه..اوعى تسيبني ابداً..متخليش قلبي يموت من تاني
عمر بابتسامة:مستحيل اسيبك انتي الوحيدة الذي قدرت تدخل قلبي..بحبك وبعشق كل تفاصيلك..نظرة عينكِ..ابتسمت كسوفك..حتى شعرك بحبه
ابتسمت بخجل وهي تهمس:ربنا يديمك في حياتي
عمر بابتسامة:ويديمك ليا
بعد لحظات توقفت المركب في البر الثاني من شاطئ النيل..نزلوا من المركب لينظر عمر للارض الذراعية الخضراء..ظل ينظر حوله عاقداص حاجبيه بتعجب..كانهما ذهبوا لعالم اخر..ضحكت ضحى لعلامات الدهشه التي كانت على وجهه وقالت:تعالى يا عمر
عمر بتعجب:على فين؟ اوعي تخطفيني
ضحكت ضحى قائلة:متخافش..هوديك مكان عمرك ما هتنساه
استسلم لرغبتها هذه المرة ومشى معها حتى بدأت منازل قديمة بسيطة تظهر..شوارع ضيقة واطفال يلعبون الكرة امام منازلهم..كان عمر مبهوراً بذلك المكان الذي يراه لاول مرة بحياته..كانت ضحى تنظر اليه من وقت لاخر وتبتسم..اخيراً وصلا لاحد الشوارع..لم يكن شارعاً بل كانت احدى الحارات لكنها واسعه..وقفت ضحى تنظر لها باشتياق..حقاً لقد اشتاقت كثيراً لها المكان الدفئ..حتى عمر نفسه كان ينظر للمنازل القديمة والاطفال..حتى القهاوي الذي يجلسان الناس عليها بابتسامة كانوا يرتدون ملابس بسيطة للغاية..بعضاً منهم يظهر على ملامحه الطيبة..التفتت اليه قائلة بابتسامة واسعة:انا بقى اتربيت هنا
عمر بدهشه:بجد!
اومأت قائلة:تعالى تعالى انت لسه مشوفتش حاجة
مشى بجانبها حتى توقفت امام محل بقاله...هتفت بابتسامة:عم ابراهيم
التفت اليها ذلك الرجل الكبير..كان في منتصف الستينات تقريباً لديه لحية بيضاء صغيرة ارتسمت على ملامحه معالم الطيبة وحنان الذي ظهر في عينيه وهو يقترب منهما ويهتف بابتسامة:ضحى
ابتسمت ضحى قائلة:ازيك ياعم ابراهيم
ابراهيم:بخير يابنتي..فينك اختفيتي فجأة بعد ما كنتي بتيجي على طول..7 سنين ياضحى
ضحى:معلش ياعم ابراهيم انشغلت في الدراسة بقى
هتف ابراهيم بحنين:يااه ياضحى..فات سنين كتير كأنها امبارح..لسه فاكرك وانتي بتلعبي فوق سطح بيتكم وانتي لسه مكملتيش 10 سنين
ابتسم ضحى باشتياق ممزوج بحزن:كبرنا بقى
ابراهيم بحزن:الله يرحمه حسن..كان راجل مفيش زيه..كل الناس كانت بتحبه
ضحى بحزن:الله يرحمه مكنش في احن منه
ابتسم ابراهيم وهو يربت على كتفها بحنان..لفت انتباهه ذلك الشاب الذي يقف بجانبها ويتابعهم بابتسامة فعقد حاجبيه وهو ينقل نظره بينهما قائلاً:مين ده؟
تذكرت ضحى عمر الذي يقف بجانبها فنظرت اليه قائلة بارتباك:ده..
قاطعها عمر قائلاً:خطيبها
ابتسم ابراهيم قائلاً:مبروك يابنتي اتخطبتي
ابتسمت ضحى بارتباك وهي تنظر لعمر الذي كان يبتسم لها مطمئناً..التفتت لابراهيم الذي قال:وردة وزينب بيسألوا عليكي دايماً هيفرحوا اوي لما يشوفوكي
ابتسمت ضحى قائلة:دول وحشوني اوي..لسه بيقعدوا على السطح زي زمان
ابتسم ابراهيم قائلاً:ايوا بس دلوقتي معاهم اجوازهم وعامر كمان اتجوز
ضحى:طب عايزة اشوفهم
ابراهيم:تعالي اوديكي ليهم
.....
بعد دقائق كانوا يصعدون الدرج بداخل ذلك المنزل القديم حتى وصلوا لسطح المنزل..كان هناك ثلاث فتيات وثلاث رجال يجلسان على الوسائد كبيرة على الارض..نظرت واحده منهم لضحى وصاحت قائلة:ضحى!!!
ركضت واحتضنتها بقوه ثم ابتعدت عنها قائلة:مش معقول متغيرتيش خالص
ضحى بابتسامة:ولا انتي اتغيرتي..وحشتيني اوي يا وردة
وردة:وانتي كمان
اقتربت منهما فتاة اخرى وعانقتها قائلة:وحشتيني ياضحى ايه الغيبه الطويلة دي
ضحى:معلش يا زينب المهم اني شوفتكم
نظرت ضحى لعمر وقالت:ده عمر خطيبي ,ثم نظرت للفتيات قائلة:وردة وزينب ولاد عم ابراهيم ومتربين مع بعض
ابتسم عمر قائلاً:اهلاً بيكوا
بعد قليل كان عمر قد تعارف على سامح وممدوح ازواجهم وعامر شقيقهم وتعارفت ضحى على جنة زوجة عامر..وايضاً هاتفت خالها واخبرته انها ذهبت لمنزلها القديم ومن الممكن ان تتأخر قليلاً اعترض قليلاً لقلقه كيف ستعود لكنها طمئنته ان ابراهيم سيوصلها حتى البر الاخر وستستقل سيارة اجرة وتعود..اعترض ادهم في البداية لكنه خضع لرغبتها في النهاية مع توصيته لها بان تحرص على نفسها وتهاتفه من وقت لاخر..جلسوا جميعاً على الارض..جلست ضحى بجانب الفتيات وعمر مع الشباب..هتفت ضحى قائلة:المكان متغيرش من 7 سنين لسه زي ماهو..حاسه اني رجعت ثانوي تاني
ابتسمت وردة قائلة:دخلتي كلية ايه بقى ياضحى
ضحى:خلصت كلية تمريض
زينب:كانت امنيتك من وانتي صغيرة تكوني ممرضه
ضحكت وردة قائلة:ولما كنا نلعب واحنا صغيرين كنتي دايماً واخده دور الممرضة
ضحكت ضحى قائلة:اهو كنت بحلم والحلم اتحقق
تدخل عامر قائلاً:مكنش يحلالكم اللعب غير وانا بذاكر
ابتسمت ضحى قائلة:مفيش حد كان يذاكر المواد قبل الدراسة ما تبدأ بشهرين
ضحك عامر قائلاً:كنت عبقرينو بقى
ضحكت ضحى بشدة فرمقها عمر بنظرة مشتعلة فخفتت ضحكتها وابتلعت ريقها..نظر ممدوح لعمر قائلاً:وانت بتشتغل ايه يا استاذ عمر
عمر بابتسامة:انا عندي شركة استيراد وتصدير صغيرة
ممدوح:ماشاء الله ربنا يوفقك
عمر:شكراً
زينب:فاكرة لما كنا بنقعد هنا ووردة تغني وعامر يفضل يزعق ويقولها صوتك وحش
ضحى:طبعاً ,ثم نظرت الى وردة قائلة:لسه بتغني
هزت وردة كتفيها قائلة بخجل:يعني مش كتير
ضحى:طب غني نفسي اسمع صوتك من زمان
نظرت وردة لسامح زوجها بتردد الذي اومأ لها بابتسامة فتنهدت قائلة:هغني الاغنية اللي كنا بنسمعها دايماً مع طنط هدى الله يرحمها..بس بشرط غني معايا
ترددت ضحى قليلاً ثم ابتسمت بسعادة وهي تنظر لعمر الذي كان مبتسماً بحب..بدأت وردة الغناء
....
حبيبي..حبيبي

ياشمس يا منواره غيبي
وكفاية ضيك ياحبيبي

ياشمس يا منواره غيبي
وكفاية ضيك ياحبيبي

وودي ياليالي وجيبي
ولا الاقي زيك ياحبيبي

عمرك يا دنيا ما تخلي بي
طول ماهو ساكن في قوليبي
عاشقاه وداب في دباديبي

عمرك يا دنيا ما تخلي بي
طول ماهو ساكن في قوليبي

ومكتوبي هو ونصيبي
حبيبي..حبيبي

انا اللي ليل عمري غدر بي
اول ما شوفته الهوا دار بي

انا اللي ليل عمري غدر بي
اول ما شوفته الهوا دار بي

وقلبه دار واختار دربي
شلني في عينيه واتغندر بي
قولنا سوا يا جراح طيبي
حبيبي..حبيبي
حبيبي..حبيبي
بدأت ضحى الغناء مع وردة

حبيبي سيد روحي وقلبي
سيدي انا وسيد كل الناس

حبيبي سيد روحي وقلبي
سيدي انا وسيد كل الناس

مهما الزمان اتنقل بي
شيلاه في قلبي قمر وناس
في شبابي عاشقاه وفي شيبي

حبيبي..حبيبي

لم تكن تدري انها كانت تنظر لعمر وهي تردد الكلمات..انتبهت عندما صفقوا لهم جميعاً..بعد فترة استأذن عمر ليذهب هو وضحى..ودعتهم ضحى مع وعد لهم بلقاء قريب..تلك المرة استقلا"معدية" ليعودوا..كانت ملامحها تشع فرحاً..وصلا للبر الاخر واستقلا سيارة عمر..كانت تتابع الطريق بابتسامة..هتف عمر باسمها فنظرت اليه فقال:مبسوطة
همست ضحى:جداً..حاسه اني رجعت طفلة تاني..افتكرت بابا لما كان يدوار عليا وفي الاخر يلاقيني فوق السطح..افتكرت لما كان بيزعقلي لما عشان بلعب فزق السطح وعامر موجود ويقولي مفيش بنات بتلعب برا البيت ,ضحكت قائلة بدموع:مكنتش بسمع كلامه وكل مرة كان يزعقلي اعيط يروح وخدني في حضنه..لحد ما فهمت انه خوف عليا..ولما عامر دخل الكلية وبطل يقعد على السطح بقيت بقعد انا ووردة وزينب بالساعات
نظرت اليه قائلة:عارف..بعد ما اتوفوا فضلت سنتين اروح يوم كل اسبوع على اساس اني رايحة المدرسة وافضل قاعدة فوق السطح..مفاتيح شقتنا مكنتش بسيبها في حته دايماً معايا..لحد ما في الوقت خدني وخالو فضل يدوار عليا وفي الاخر راح الشقة ولاقني نايمة هناك
كان عمر يستمع اليها مبتسماً حتى صمتت..نظر اليها قائلاً:هنبقى نيجي تاني اتفقنا
ابتسمت وهي تؤمئ قائلة:اتفقنا
كانت الساعة العاشرة والنصف عندنا دخلت للمنزل..عندما رأها ادهم اقترب منها قائلاً:كل ده يا ضحى
ضحى:معلش يا خالو الوقت خدني بقالي سنين مروحتش هناك
دلفت لغرفتها واغلقت الباب خلفها وضعت حيبتها ثم جليت على الفراش..احتضنت السلسال الذي ترتديه بكفيها وهي تبتسم بسعادة تتذكر احداث اليوم..اغمضت عيناها وهي تفكر ان الله قد عوضها بعمر بعدما فقدت كل من تبقى لها في الحياة..لم تكن تتوقع انها ستحبه بذلك الشكل..استسلمت للنوم بملابسها وبداخلها تدعو الله ان يحفظ حبهما ولا يضيع منها مثل كل شئ..
****
مر ثلاثة اشهر عليهما..كل يوم يمر يزيد حيهما..كل ليلة كانت ضحى تشعر انها وُلدت من جديد..كلما رأته تحمد ربها على ذلك الرجل..كانت دائماً تحافظ على الحدود بينهما..في تلك الايام تحسنت ياسمين كثيراً..اصبحت تستطيع السير وحدها..انتهت فترة علاجها وعادت ضحى للمشفى من جديد..لم تشعر ضحى بتلك السعادة من قبل..في تلك الفترة ايضاً تقربت ضحى من حسين وزوجته مي كثيراً..وكانت تذهب اليهما كل فترة..كانت قد تحاشت الذهاب لجدتها منذ فترة طويلة رغم اعتراض خالها لكنها كالعادة تتعلل بالعمل ,اليوم الخميس..تنهي عملها مبكراً..خرجت من المشفى لتجد عمر ينتظرها..ابتسمت تلقائياً وقلبها يخفق بجنون..وصلت لسيارته واستقلت بجانبه..ابتسم عندما رأها وقال:وحشتيني اوي
ابتسمت بخجل وهمست:وانت كمان..
قال عمر وهو يدير محرك السيارة:عايزة تروحي فين؟
همست بحب:اي مكان المهم اني معاك
انطلق عمر بسرعة والابتسامة لم تفارق شفتيهما..بعد نصف ساعة كانا يجلسان في احد المطاعم امام النيل..كان عمر يجلس في الكرسي الذي يليها اقترب منها وهمس بابتسامة:بتحلوي مش كدة؟
احمرت وجنتيها خجلاً واشاحت بوجهها مبتسمة فضحك عمر قائلاً:ولما بتتكسفي بتحلوي اكتر
همست بخجل:عمر!
عمر بهمس دافئ:ياعيون وقلب وروح عمر
ضحى بابتسامة:انا مش عارفه بحبك كدة ازاي
تنهد عمر قائلاً:انا اللي مش عارف انتي عملتي فيا ايه؟
ضحكت قائلة:معملتش حاجة انت اللي عملت في نفسك
ضحك عمر ثم نظر لها متأملاً ملامحها الجميلة..رأى فتيات اجمل منها بكثير لكنه يراها اجمل امرأة في الكون..هي من استطاعت ان تسكن قلبه من اللحظة الاولى..رغم قناع البرود الذي كانت ترتديه الا ان وراء ذلك القناع وجه ملائكي وقلب حنون ليس له مثيل..من هم مثل ضحى عندما يسقطون في الحب يحبون باخلاص..يحبون بكل كيانهم..يعطون حناناً ببزخ..من قال ان فاقد الشئ لا يعطيه..لا فهو يعطيه وبقوه..فضحى فقدت الحب في حياتها من عائلة والدتها مع ذلك احبت عمر بكل كيانها..احبت كل شئ فيه..نظرته ابتسامته حتى غضبه..وحنانه الذي لم ترى مثله في حياتها بعد موت والدها..فهو يستطيع ان يكون اب واخ وصديق..وحبيب ايضاً..اما هي فلم تكن تتوقع ان تجد من هو في حنان والدها وهاهي وجدته في عمر..رمش بعينيه عدة مرات ليفيق من شروده ثم قال بتعجب:هو انتي ليه مش محجبة؟
تعجبت من سؤاله لكنها قالت بشرود:مش عارفه فكرت كتير البس الحجاب بس بلاقي نفسي برجع في كلامي..يمكن شايفه نفسي مش مستعدة اني اتحجب
عمر:بس ده فرض..ازاي عمو ادهم مخلكيش تلبسيه مع ان بنته ومراته لابسين حجاب وشرعي كمان
تنهدت قائلة:انا مترددة
عمر:لا مش عايزك تترددي..انا عايزك تلبسيه بس الاهم تكوني مقتنعه
ابتسمت ضحى قائلة:يبقى هلبسه
عمر:ضحى لو هتلبسيه يبقى عشان انتي عايزة كدة مش عشان ترضيني
ابتسمت ضحى قائلة بحب:وايه يعني لما ارضيك..بس ارضي ربنا الاول ,صمتت قليلاً وهي تفكر في الامر الذي اردت ان تتحدث معه فيه لكنها مترددة..اخذت نفساً وزفرته ببطء ثم قالت:عمر عايزة اقولك حاجة
عمر باهتمام:قولي
ضحى:عايزة نحط حدود لعلاقتنا
عقد حاجبيه قائلاً:ازاي مش فاهم..
ضحى:يعني مش عايزة يبقى في تجاوز ما بينا
عمر بدهشه:وانا تجاوزت حدودي معاكي؟!!
ضحى:افهمني التجاوز مش بيبقى فعل بس..اولاً انت مسكت ايدي اكتر من مرة وده غلط لان في حديث بيقول"لأن يُطْعَنَ فِي رَأس احَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ له مِنْ أَنْ يَمَسَ امْرَأةٍ لا تَحِل لَه" ,وكمان بنفضل باصين لبعض وبرضه ربنا قال "بسم الله الرحمن الرحيم..قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك اذكى لهم ان الله خبير بما يصنعون" وكذلك للبنت "وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن"
كان عمر ينظر لها مبتسماً بانبهار من تلك الفتاة الذي تسير دهشته دائماً..وعندما انهت حديثها اكمل هو قائلاً بابتسامة:ونسيتي "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن" ,ثم هز رأسه قائلاً بتعجب:انتي تركيبة غريبة
ابتسمت قائلة بخفوت:مش معنى اني مش ملتزمه ولا محجبة ابقى جاهله في الدين..أنا صحيح مش ملتزمة في الصلاة بس بحاول التزم
عمر بشرود:وانا كمان
ضحى بابتسامة:خلاص يبقى هنساعد بعض ولا ايه رأيك
ابتسم عمر قائلاً:ان شاء الله..بس ليه قولتي الكلام ده دلوقتي
ابتسمت قائلة:عشان ربنا يبارك في حياتنا
.....

مر يومين اخبرها عمر انه سوف يفاتح والده في امر خطبتهما كادت ان تطير من الفرح وهي تنتظر ذلك اليوم الذي ستكون فيه معه بفارغ الصبر..وهذا ماحدث اخبر عمر والده انه يريد ان يرتبط وفرح للغاية ووعده بتحديد موعد مع ادهم ليتقدم لها رسمياً..في اليوم التالي بعدما ذهب عمر لعمله اخبر حامد زوجته هالة عن رغبة عمر في الزواج من ضجى..ثارت هالة ورفضت وتشاجرت معه كيف لابنها ان يتزوج من ممرضة..وبعد الظهيرة خرجت من المنزل وذهبت لشركة عمر..

****
كان ادهم جالساً في مكتبه شارداً..علم منذ يومين بامر علاقة ضحى بعمر..غضبه منها لم يكن مثل خوفه وقلقه عليها..ضحى بريئة وصافية..خائف من ان يكون عمر يلهو قليلاً..هو يعرفها جيداً..اذا كان عمر كما توقع فضحى ستنهار كلياً..ستتحطم باقية مقاومتها للانهيار بعد فقدانها كل من تحبهم..كان يفكر هل يواجهها هي ام يواجهه عمر..ظل على تلك الحالة فترة طويلة حتى اتخذ قراره ونهض من خلف مكتبه وذهب لشركة عمر..
.....

كان عمر في مكتبه يراجع بعض الاوراق الخاصة بالعمل..ويفكر هل والده اخبر ادهم ام لا لا؟..لم يعد يستطيع الابتعاد عنها..يريدها زوجته وحبيبته امام الله والعالم باجمعه..انتفض فجأة عندما فتح الباب ودخلت والدتها وقد بدا على ملامحها الغضب..نهض من خلف مكتبه واقترب منها عاقداً حاجبيه وقال:في ايه يا ماما
هتفت هالة بغضب:انت بجد عايز تتجوز البت الممرضة دي
هتف عمر بحده:ايه بت دي!! ايوا يا ماما انا بحب ضحى وهتجوزها
صاحت هالة بغضب:ده على جثتي انك تتجوزها..بقى على اخر الزمن هتتجوز ممرضة وابوها كان سواق
عمر بحده:وايه يعني سواق ما احنا متولدناش كدة
هالة:انت مستحيل تتجوز البنت دي..لا هي مستوانا ولا تناسبك
عمر بتحدي:هتجوزها يا ماما ومش هتجوز غيرها..بحب ضحى وعمري ما هتخلى عنها ابداً
ازداد غضب هالة وصاحت قائلة:اقسم بالله يا عمر لو اتجوزت البنت دي لاكون غضبانه عليك ليوم الدين
اتسعت عيناه بصدمه..ماذا قالت للتو؟..هز رأسه قائلاً:ايه يا ماما حرام عليكي ليه عايزاني اتحرم من البنت الوحيدة اللي حبتها..
هالة بهدوء:انا عايزة مصلحتك
عمر:مصلحتي مع ضحى
هالة:لا دي طمعانه فيك..شوف انت ايه وهي ايه!!..انا مستحيل اخلي الجوازة دي تتم..انا قولتلك يا عمر واختار..يا انا يا هي
تهالك عمر على المقعد وصدره يعلو ويهبط من كثر الغضب..لا يمكن ان يحدث له ذلك..هو يعشق ضحى ولا يتصور انه من الممكن ان يبتعد عنها..كان امامه خيارين ليس لهما ثالث..اما ضحى..او امه!!..كانت هالة تنظر له بابتسامة انتصار فهي تعلم ابنها سيختارها هي لا محالة..ما لم يعلمه ان ادهم كان يقف امام باب المكتب واستمع لكل ما دار بينهما..هز رأسه بحزن ثم استدار عائداً من حيث اتى وقرر ان يقابل حامد في المساء ليفكروا في حل يرضي الطرفين ,اما عمر فقد توصل لحل..لأا يمكنه ان يخسر رضا والدته..نهض ونظر اليها ونظرته ممزوجة مابين الآلم والضياع وهمس:مش هتجوزها..بس مش هتشوفي وشي تاني
اتسعت عينا هالة بصدمه وهي تحاول ان تستوعب ما قال..اما هو فلم يعطيها فرصه لتتحدث وخرج من مكتبه وهتف لمساعدته قائلاً:احجزيلي في اول طيارة رايحة دبي..النهاردة
اومأت الفتاة اما عمر فقد خرج من الشركة واستقل سيارته وانطلق مسرعاً كأنه في سباق مع الزمن...

.....
كانت تجلس في غرفتها في المساء..تحاول ان تهاتفه..فهو منذ الصباح لا يجيب على اتصالاتها..شعرت بالقلق وانقبض قلبها دون ان تعرف السبب..بعد عدة محاولات فتح الخط وجاءها صوته فهتفت بقلق:عمر قلقتني عليك انت كويس
ابتلع عمر ريقه وهمس:كويس
ضحى:امال ليه مش بترد عليا من الصبح قلقت عليك
تنهد عمر ولا يعرف بماذا يجيب..كانت هي الاخرى صامته لكنها عقدت حاجبيها وهي تستمع لتلك الضوضاء فهمست:ايه الدوشة دي
عمر:انا لازم اقفل دلوقتي
تنهد ضحى قائلة:خد بالك من نفسك..سلام
هتف بسرعة:ضحى..انا انا اسف..سامحيني..
****

يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 09:05 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 08:34 PM   #7

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب

الخاتمة

اغلق عمر الخط واغمض عينيه بآلم وهمس:سامحيني..مش هقدر اكون في مكان انتي فيه
فتح عينيه واكمل طريقه بداخل المطار وينهي الاجراءت وبعد دقائق كانت الطائرة تحلق في السماء متجهه لدولة الامارات..تحمل فيها قلوباً مثقلة بالهموم والآلام ولا تدري متى تنتهي..

....


عقدت حاجبيها وهمست:اسف على ايه
كان قد اغلق الخط..ظلت تهتف باسمه عدة مرات..حاولت ان تهاتفه مرارً لكن هاتفه مغلق..زفرت بضيق وهي تقول:رد بقى يا عمر رد
جاء صوت ادهم من خلفها قائلاً بغموض:مش هيرد
التفتت لادهم الذي كان واقفاً بجانب باب الغرفة..كان ينظر اليها بهدوء..لكنه هدوء ما يسبق العاصفة..ابتلعت ضحى ريقها وهي تهمس:خالو!
اقترب منها ادهم حتى اصبح امامها مباشرةً وقال:عارفة هو فين دلوقتي؟
عقدت حاجبيها وهي تتنفس بسرعة وهزت رأسها بالرفض فقال:سافر..وسابك
اتسعت عيناها بصدمه وهي تهز رأسها بعدم تصديق وهي تهمس:لا
اكمل ادهم بقسوة:سابك عشان شايفينك مش من مستواهم..
همست ودموعها تنهمر على وجنتها:لا مستحيل
صاح ادهم قائلاً:هو ده اللي حصل..سابك عشان امه شايفاكي اقل منهم..عشان بنت سواق
تجمدت في مكانها وتحجرت الدموع في عينيها وهي تنظر لادهم بعدم تصديق..هو على حق..كيف لها ان تحلم برجل مثل عمر..فهي ابنة السائق ,جاءت عبير على صوت صراخ ادهم وايضاً حبيبة..كانا يتابعونهم بصمت..انسابت دموع عبير على ضحى التي تجمدت في مكانها وهي تنظر لادهم بآلم..اخفض رأسه لام نفسه على ما قال..هو لم يريد ان يجرحها..لكنه يريدها ان تفيق من ذلك الوهم..فعمر تركها دون حتى ان يبرر لها موقفه ,رفع رأسه لينظر لعينيها..تحولت نظرتها لآلم..تحطمت من جديد ولن تصمد كثيراً هو يعلم ذلك..اما هي فكانت تشعر بآلم لا يطاق في قلبها..لم تعد تتحمل الآلم..شعرت بالكون يظلم من حولها..تهاوى جسدها واظلمت الرؤية امام عينيها واخر شئ سمعته هتافه باسمها قبل ان تسقط في الظلام التام...
****

اعتدلت في جلستها وهي تمحي تلك الدمعه الخائنة التي انسابت على وجنتها..عادت لواقعها..كم مر منذ تركها..ثلاث سنوات مروا منذ ذلك اليوم..وهاهي تعود للآلم من جديد..جملة واحده اعادت اليها مشاعر وذكريات كانت تظن انها انتهت منذ زمن..جملة قالها ادهم وهم يتناولون طعام الغداء"عمر رجع..هيتجوز ويستقر هنا"..تلك الجملة اعادتها ثلاث سنوات للماضي..جملة واحدة جعلت جرحها ينزف من جديد..اغمضت عيناها بآلم وتتذكر كل شئ مر عليهما..اعترافه بحبه لها..الوقت الذي لم تقضي مثله في حياتها سوا بجانبه..حتى تركها..هي تعلم انه فعل ذلك من اجل والدته ولكن هذا ليس عذراً..تذكرت كم عانت بعد ذلك اليوم..مر عليها ثلاثة اشهر منعزلة عن العالم..عادت لقوقعتها من جديد لكنه تلك المرة قلبها كان محطماً ليس متجمد مثل المرة الاولى..لكنها لم تيأس عادت لحياتها..انهت الماجيستر منذ عام ونصف واصبحت معيدة في كلية التمريض بجامعة القاهرة..وهاهي شارفت على انهاء رسالة الدكتوراه..كانت تريد ان تثبت لهم ان ابنة السائق اصبحت تعلم اجيال..الممرضة التي كانت تساعد ابنتهم..في تلك الفترة ايضاً ارتدت الحجاب اصبحت اكثر التزاماً عن ذي قبل ولم تقطع علاقتها بياسمين فهي كانت تتواصل معها عن طريق الهاتف..تزوجت ياسمين من "ادم" الطبيب الذي كان يعالجها..منذ سنة صارحها بحبه لها وتزوجا.فرحت لها كثيراً..ياسمين فتاة بريئة وطيبة للغاية ,اما بالنسبة لعمر كانت تظن انها نسته ولم تعد تحبه..هي لم تكن تفكر فيه كانت دراستها الاهم بالنسبة لها..حتى خالها عادت علاقته طبيعية معه..هي تعلم انه كان يريدها ان تفيق ليس الا..لم يكن يدري انه يضغط على جرحها ليعود وينزف من جديد..وضعت يدها على قلبها الذي يخفق بآلم وهمست"ليه رجعت لما كنت صدقت نسيتك"..انبعث صوت ام كلثوم من الحاسوب ليعيدها لذكريات مر عليها زمن
....

كلموني تاني عنك
فكروني..فكروني
صاحوا نار الشوق في قلبي
وفي عيوني
رجعوني لماضي
بنعيمه وغلاوته وبحلاوته
وبعذابه وبقسوته
وافتكرت فرحت وياك قد ايه
وافتكرت كمان ياروحي
بعدنا ليه..بعدنا ليه
بعد ماصدقت اني قدرت انسى
بعد ما قلبي قدر يسلك ويقسى
جم بهمسه وغيروني
كانوا ليه..ليه
بيفكروني بيفكروني

انسابت دموعها وهي تستمع للكلمات التي تصف حالها..وهي تفكر لماذا عاد الان..كانت اعتادت على الحياة بدونه فلماذا عاد..كانت تستغل كل لحظة لتبعده عن تفكيرها وتنساها ولكن ما باليد حيلة..وهي من ظنت نفسها قد نست كل شئ يخصه..الا ان ذكر اسمه اعاده لقلبها..اعاده ليسكن كل جزء من روحها..اشتاقت اليه بشدة..تريد ان تراه ولو للحظة..ان تسمع صوته..تطمئن انه بخير ولكن هل هو يتذكرها؟..كيف فهو سيتزوج..شعرت بالغيرة تقتلها..من تلك التي سكنت قلبه بعدها..هل استطاع ان ينساها بسهولة

بعدما اتعودت بعدك غصب عني
غصب عني
بعدما نسيت الاماني والتمني
كلمتين..اتقالوا اتقالوا
شالوا الصبر مني
صاحوا في عنيا حنينهم لابتسامك
صاحوا سمعي يود كلمة من كلامك
صاحوا حتى الغير..صاحولي ظنوني
وابتدى قلبي يدوبني باهاته
وابتدى الليل يبقى اطول من ساعاته
...

كانت في حيرة من امرها..هل مازال يحبها ام لا..هي مازالت تحبه بل تعشقه..تذوب عشقاً به..اخرجت السلسال الذي اهداه لها في عيد مولدها..ضمته لصدرها..هي لم تخلعه من رقبتها منذ اهداه لها..رغم انها كانت تريد ان تتخلص من اي ذكرى تربطها به..كانت تشعر بقلبها ينزف من آلم..انبعث صوت ام كلثوم من جديد

كلموني تاني عنك
بعد طول حرماني منك
جرحوا الجرح اللي قرب يبقى ذكرى
سهروني اعيش في بكرا وبعد بكرا
.....

اما في غرفة ادهم..اقتربت عبير من زوجها الذي كان شارداً..جلست بجانبه وربتت على يده قائلة:انت ليه قولتلها انه رجع
تنهد ادهم قائلاً:كنت عايز اعرف رد فعلها وزي ما توقعت بظبط
عبير:كنت فاكرها نسيته؟
ادهم:كان نفسي تكون نسيته بس للاسف واضح انها كانت بتوهم نفسها بكدة
تنهدت عبير قائلة بحزن:والله صعبانه عليا..مش بتلحق تفرح ,انت ناوي على ايه؟
هز ادهم كتفيه قائلاً:معرفش ,اكيد هتنسى مفيش حل غير كدة
عبير بشرود:ياريت
****
لا يصدق انه عاد..اخيراً وبعد طول انتظار اعاده الحنين..والشوق للنظر لبحر عينيها..لم يكن يريد ان يعود لكن قلبه كان يتحكم به..على الاقل سيراها..تمدد على الفراش بغرفته وهي يفكر..هل مازالت تحبه ام لا..هل ستسامحه على ما فعل ام لا..اغمض عينيه لتظهر صورتها امامه..يا الله كم اشتاق اليها..اشتاق للنظر في عينيها..اشتاق لخجلها لهمستها باسمه..اشتاق لابتسامتها التي كانت تثير جنونه..سمع طرقات على باب الغرفة وبعدها دخلت والدته..اعتدل في جلسته لكنه لم ينظر اليها..جلست على الفراش بجانبه وقالت بحزن:كدة يا عمر تيجي ومتسلمش على امك
اشاح بوجهه ولم يعقب..مدت يدها لتمسك يده وهمست:ياعمر انت بتعمل معايا كدة ليه؟..مش كفاية 3 سنين مش بترضى تكلمني هونت عليك
نهض عمر من على الفراش ونظر اليها قائلاً:وانا هونت عليكِ..خلتيني متجوزش البنت الوحيدة اللي حبتها..كسرتها وسبتها بسببك وجاية بتسألي بعمل كدة ليه!!
هالة:انا كنت عايزة مصلحتك
زفر عمر بضيق قائلاً:بعد اذنك عايز اقعد لوحدي
اقتربت منه هالة قائلة بتوسل:اتجوزها يا عمر انا موافقة بس عشان خاطري متبعدنيش عنك
ابتسم بسخرية قائلاً:بعد ايه!!..ارجوكي سبيني لوحدي
نظرت اليه بحزن ثم غادرت الغرفة ليجلس عمر ويقرر انه لن يتركها بعد الان
****

بعد مرور اسبوع

انهت محاضرتها بالجامعة..ذهبت للمرآب لتستقل سيارتها..كان من المفترض ان تقابل استاذها ليرى ما انهته من رسالتها لكنها اعتذرت له..عقلها كان منشغل فلم تستطيع ان تركز في شئ..حتى انها انهت المحاضرة مبكراً..كان تعاني من آلم في رأسها..انطلقت بسيارتها وخرجت من بوابة الجامعة..كانت شاردة تفكر في عمر..منذ ان علمت انه عاد ولم يخرج من تفكيرها..حتى ان حاولت ان تنام صورته تظهر امامها كلما اغمضت عينيها..لم تنتبه من شرودها الا عندما رأت سيارة تقطع عليها الطريق..اوقفت السيارة بسرعة فاصدرت صوتاً عالياً..اتسعت عيناها بدهشه وهي ترى سائق السيارة التي توقفت امامها..قلبها يخفق بعنف..هو لقد رأته..لم يتغير مطلقاً..همست رغماً عنها:عمر!!
ترجل من سيارته ليقف امام سيارتها..هزت رأسها لتستجمع شجاعتها..ابتلعت ريقها بتوتر وترجلت من سيارتها..اقترب منها حتى اصبح امامها مباشرةً..تغيرت كثيراً..كانت جميلة والحجاب زادها جمالاً..وعينيها كانتا جميلتان لكن بهما حزن وآلم حاولت ان تخفيهما لكن كيف لا يعرف انها تتآلم..لكنها كانت تنظر اليه بتلك القوه التي واجهته بها في اول لقاء لهما..همس بصوت مليئ بالاشتياق:ازيك ياضحى
رمشت بعينيها عدة مرات وقالت بثبات:كويسة ازيك انت؟
ابتلع عمر ريقه قائلاً:الحمدلله..مبروك الحجاب
ضحى بجمود:شكراً
صمتا قليلاً وهما يتبادلا النظرات كان هو ينظر لها باشتياق ممزوج باعتذار..اما هي فكانت تنظر له بجمود عكس ما بداخلها من نيران لو اخرجتها لاحرقت الاخضر واليابس..اشاحت بوجهها بعيداً عنه فهتف:تعالى نقعد في اي مكان ونتكلم
انتفضت وهي تهز رأسها بالرفض قائلة:لا مش فاضية
هتف وهو ينظر اليها بتوسل:ارجوكي محتاج اتكلم معاكي شوية
تنهدت وهي تنظر في الناحية الاخرى وهي تفكر هل تذهب ام لا..عندما سمعت نبرة التوسل في صوته زفرت بضيق وهمست:اوكي
ابتسمت وهو يتنهد بارتياح وقال:اركبي عربيتي وهركن عربيتك وابقى اوصلك
اومأت بدون ان تعقب واستقلت سيارته وتركته ليصف سيارتها..
....
بعد فترة كانا يجلسان في نفس المكان الذي كانا يقابلان فيه..كانت تحدق في النيل بشرود..كان يتأملها كعادته..كانت تبدو حزينة..متآلمة لكنها تخفي ذلك خلف قناع الجمود الذي ترتديه..نظرت اليه فجأة وقالت:عايز ايه؟
عمر:تشربي ايه الاول
ضحى بجمود:مش عايزة اشرب ,ممكن تقولي عايز ايه عشان هتأخر
تردد عمر قليلاً ثم قال بخفوت:اسف
ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة وقالت:والله!! طيب وبعدين؟
تنهد عمر قائلاً:انا عارف اني جرحتك بس صدقيني كان غصب عني ,امي خيارتني بينها وبينك ,عارفه يعني ايه تبقى غضابنه عليا ,مكنتش هقدر اقولك مكنتش هقدر اسيبك ,عشان انا بحبك ,بحبك اوي وعمر مافي واحده قدرت تدخل قلبي غيرك ,انا كنت بموت وانا بعيد عنك عشان خاطري سامحيني
ابتسمت بحزن قائلة:مش قادرة الومك ,ولا قادرة اسامحك
نهضت واخذت حقيبتها ثم نظرت اليه قائلة:انساني يا عمر
لم تعطيه فرصة للرد وغادرت مسرعة وتركته ينظر لاثرها بحزن وآلم ,وندم..
****
منذ ان عادت للمنزل وهي بغرفتها لم تخرج..رفضت ان تتناول الغداء معهم..لم تستطيع ان تحبس دموعها منذ ثلاث سنوات وهي تحبسها حتى لا تضعف..وهاهي تضعف من جديد..دفنت وجهها في وسادتها لتكتم صوت بكاءها كانت تشهق بآلم لا تستطيع ان تتحمل المزيد من الآلام..يكفي ماحدث لها..سمعت طرق على الباب فمحت دموعها بسرعة وهي تنظر لادهم الذي ابتسم وجلس بجانبها على الفراش ,عقد حاجبيه قائلاً:انتي بتعيطي؟
هزت رأسها وهي ترسم ابتسامة زائفة على شفتيها قائلة:لا لا
تنهد ادهم بعدم اقتناع وقال:طيب كنت عايزك في موضوع كدة
همست بدون اهتمام:موضوع ايه
ادهم:امير ابن خالتك طلب ايدك مني
اتسعت عيناها بدهشه وهمست:يتجوزني انا!!
اومأ ادهم قائلاً:ايوا وطلب مني لو وافقتي نعمل الفرح على طول من غير خطوبة
عقدت حاجبيها وهي تفكر بتعجب..امير يريد ان يتزوجها هي؟ هو لا يطيقها ولا حتى هي ما الذي جد في الامر..للحظة فكرت ولما لا؟ امير رغم انه سمج مثل والده لكنه مهندس محترم ومناسب..تذكرت عمر فحسمت قرارها ونظرت لادهم قائلة:وانا موافقة
كانت الصدة من نصيب ادهم هذه المرة..هتف بعدم تصديق:انتي بتهزري صح؟
ضحى:لا مش بهزر
ادهم بدهشه:يعني انتي موافقة على امير؟
ضحى:ايوا يا خالو
تنهد ادهم قائلاً:طيب هبلغه عشان نحدد معاد للفرح..
****

بعد مرور يومين

اتفق ادهم مع والد امير على ميعاد الزفاف وقراروا ان يكون عقد القرآن بعد اسبوع والزفاف بعد اسبوعين ..والذي اثار دهشتهم جميعاً ان ضحى لم تعترض مع انهم يعلمون انها تكرههم بشده..في ذلك اليوم كانت تغادر بوابة الجامعة حتى وجدته امامها..كادت ان تذهب لكنه قبض على معصمها قائلاً:استني عشان خاطري
ابعدت يده بحده قائلة:متلمسنيش
اغمض عينيه وهو يمسح وجهه بكفيه قائلاً:طيب ممكن نتكلم
كتفت ذراعيها قائلة ببرود:نتكلم في ايه؟عايز ايه؟
عمر:عايز اتجوزك
ابتسم بسخرية قائلة:كان على عيني جيت متأخر
عقد حاجبيه قائلاً:يعني ايه؟
ضحى بجمود:يعني انا فرحي بعد اسبوعين ياريت تبعد عني
اتسعت عيناها بصدمة ممزوجة بغضب وهتف:مستحيل..انتي ملكي محدش هياخدك مني انتي فاهمه
كادت دموعها ان تخونها وتسقط لكنها تماسكت وهتفت ببرود:اعلى ما في خيلك اركبه
ثم استدارت مسرعة لتستقل سيارتها وتنطلق باقصى سرعة
....

عاد من عمله منذ قليل..كان يجلس على الاريكة يداعب شعر صغيرته التي غفت بين ذراعيه..وزوجته تجلس بجانبه ويشاهدان التلفاز..سمعوا رنين الجرس فهتفت زوجته قائلة:مين اللي هيجي دلوقتي انت مستني حد يا حسين
هز رأسه بالنفي وهو ينهض قائلاً:لا هروح اشوف مين
اتجه للباب وفتحه..ليجد ضحى تقف امامه والدموع تغرق وجهها..عقدت حاجبيه بقلق قائلاً:ضحى
اقتربت منه بسرعة ودفنت وجهها بصدره وظلت تبكي بشده..احاطها بذراعيه وضمها بقوة وهو يهمس:اهدي
اغلق باب المنزل ودخلا غرفة المعيشة..عقدت مي حاجبيها وهي ترى حسين يضمها وهي تبكي بهذا الشكل..جلس حسين وجلست ضحى بجانبه وهي مازالت بين احضانه..اشار لزوجته لتصمت وقال:مي قومي اعمليلها حاجة تشربها
اومأت مي وخرجت من الغرفة اما حسين فابعدها عنه ونظر اليها قائلاً:مالك بس ايه اللي حصل؟
همست ضحى بصوت مختنق:رجع تاني
تنهد حسين قائلاً:عرفت..انتي لسه بتحبيه؟
ضحى:بحبه اوي..
حسين:امال ليه وافقتي تتجوزي امير
ضحى:مش قادرة اسامحه..مش قادرة انسى انه اتخلى عني
حسين:ضحى انتي فاهمه انتي بتعملي في نفسك ايه؟انتي كتب كتابك بعد اسبوع..
اومأت قائلة:وده قراري ومش هرجع فيه
حسين:خلاص براحتك بس افتكري اني حذرتك
****
مرت الايام عليها بصعوبة..كانت ملامحها تبهت يوماً بعد يوم..لا تصدق انها ستتزوج غيره..لكنها هي من اختارت ويجب ان تتحمل نتيجة اختيارها..حتى جاء يوم عقد القرآن..قراروا ان يقيموه في منزل ادهم ولم يحضر غير جدتها وادهم وزوجته وابنته وامير ووالديه وحسين ووالديه وشقيقته حلا وزوجته مي..ارتدت ضحى فستاناً رقيقاً وحجابها وجلست بجانب عبير في ساحة المنزل..حضر المأزون وكاد ان يبدأ لكنه توقف عندما نهض امير ونظر اليهم قائلاً:مش هتجوز
اتسعت عيناهم بدهشه وتجمدت ضحى في مكانها وهي تنظر اليه بصدمه فاكمل قائلاً:عايزين تكتبوا الكتاب من غير العريس طب تيجي ازاي
كانت ضحى تنظر اليه بدهشه ولم تفهم شئ..اتجه الى باب المنزل وفتحه ليدلف عمر وعائلته..نظر امير اليهم قائلاً:العريس وصل
هتفت ماجدة بتعجب:انا مش فاهمه حاجة
امير:مش مهم..يالا يا عريس
جلس عمر بجانب المأزون وضحى تنظر اليهم بصدمه للحظة لم تستطيع ان تتحدث وهي تنظر اليهم جميعاً بتعجب وقلبها يخفق بعنف..كان عمر يختلس لها النظر بابتسامة..حتى عبير كانت مبتسمة..انهى المأزون عقد القرآن وقال:زواج مبارك..بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير
خرج المأزون من المنزل في تلك اللحظة نهضت ضحى وهي تهتف:هو ايه اللي بيحصل؟
اقترب منها عمر قائلاً بابتسامة:اتجوزنا
ضغطت على اسنانها ونظرت لخالها وقالت:فهمني
تدخل امير قائلاً:انا هفهمك..انتي بتحبي عمر وعمر بيحبك يبقى نعمل ايه نجوزكم
رفعت حاجبيها ببلاهه فاكمل امير:هبسطهالك..كل اللي حصل ده كان فيلم عملناه انا وخالك وعمر وحسين عشان تتجوزي عمر..كلهم كانوا عارفين ماعدا امي
ضغطت ماجدة على اسنانها بغيظ اما ضحى فنظرت لادهم بعدم تصديق..ركضت لغرفتها كاد عمر ان يذهب وراءها ولكن اوقفته والدته قائلة:استنى يا عمر انا السبب وانا اللي هصلح اللي عملته
استسلم لرغبتها واخذتها عبير لغرفة ضحى..طرقت هالة الباب ودخلت..كانت ضحى تجلس على فراشها ودموعها تسقط على وجنتيها..اغلقت الباب وجلست بجانبها على الفراش وقالت:انا عارفه انك مش طايقاني عشان اللي حصل..
همست ضحى بصوت مختنق:حضرتك عايزة ايه؟
هالة باسف:عايزة اقولك اسفه..انا اسفه على اللي عملته انا السبب..عمر بيحبك صدقيني
ضحى بدموع:مش حضرتك شايفه اني مش مستواكم بتقولي الكلام ده ليه
قالت هالة وقد امتلأت عيناها بالدموع:انا فعلاً قلت كدة وفوقت بس متأخر اوي..حطيت بنتي مكانك وفكرت فيها..اللي كان مستوانا سابها في اكتر وقت احتاجتله فيه..سامحيني يا ضحى ارجوكي
همست ضحى:مسامحكي
ابتسمت هالة قائلة بسعادة:يعني مش هتسيبي عمر
هزت رأسها قائلة:مقدرش انا بحبه
سمعت صوته بجانب الباب قائلاً:وانا كمان على فكرة
اشاحت ضحى بوجهها واحمرت وجنتيها خجلاً..ضحكت هالة واقتربت من ابنها وعانقته قائلة:الف ميروك ياحبيبي
عمر بابتسامة:الله يبارك فيكي يا ماما
خرجت هالة من الغرفة فاقترب منها وقال:كنتي عايزة تتجوزي غيري..يوم مش فايت
نظرت اليه بابتسامة فامسكها من كتفيها لتنهض..ضمها لصدره بقوه وهو يهمس:ياااه يا ضحى مش مصدق نفسي..انا بحبك اوي
ابتعدت عنه قائلة:وانا كمان بحبك بحبك اوي..اوعى تسيبني تاني
اسند جبهته على جبهتها وهمس:عمري ما هسيبك انا هموت لو سبتك
ضحى:بعد الشر عنك..
ابتسم عمر قائلاً:ربنا ما يحرمني منك ابداً يا اجمل حاجة حصلتلي في دنيتي
.....

مر اسبوع وجاء يوم الزفاف..كان ضحى مثل الملاك في فستانها الابيض بجانب عمر الذي كان وسيماً لدرجة كبيرة..اقيم الزفاف في احدى الفنادق الكبيرة..وفاجأهم امير بعقد قرآنه على حلا ابنة خالته التي كادت ان يغشى عليها من فرط السعادة..وهذه كانت حكايتهم..تصالحت ضحى مع الحياة واصبحت اكثر اشراقاً..فهي بجانب حبيبها الوحيد..ومر عام وانجبت ضحى طفلة صغيرة اسماها عمر ضحى ليظل اسمهما مرتبطا طوال العمر.. وعاشت حياتها في سعادة التي افتقدتها وها هي تعود من جديد...
***

تمت بفضل الله

والى لقاء قريب بإذن الله
اراءكم مهمه 😌❤



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 09:04 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 09:03 AM   #8

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخيرات
الف مبروك نزول اول رواياتك
وان شاء الله تستمرين وبنجاح مستمر
كنت افضل لو انزلتي الروايه على شكل فصول يوميه ليتابعها معك القراء
ان شاء الله برواياتك الجديده

وحركه مشاغبه مني
اخر الروايه هذه الجمله

ابتسم عمر قائلاً:ربنا ما يرحمني منك ابداً يا اجمل حاجة حصلتلي في دنيتي

اعتقد المقصود مايحرمني منك
ههههههههههههههههههههه
ساعدلها لك
بالتوفيق



um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 11:11 AM   #9

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوه كتير القصة
ناعمة وسلسة
موفقة عزيزتي دائما ..


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 12:41 AM   #10

شمس طيبة

? العضوٌ??? » 406630
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » شمس طيبة is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جداً أحداثها شيقة متسلسلة.. سلمت الأفكار والأنامل

شمس طيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.