آخر 10 مشاركات
رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          ملكه للأبد (12) للكاتبة Rachel Lee الجزء الثانى من سلسلة التملك.. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (الكاتـب : الحكم لله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree16Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-09, 05:27 AM   #1

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي العودة ... ** مميزة **((مكتملة))



**العودة**

تمهيد


أفكار كثيرة كانت تتزاحم بعقل محسن , و هو في الطائرة في رحلته الأخيرة المتجهة إلى بلده , 9 سنوات من العمل الشاق و المضني قضاها في غربته الطويلة تلك .
عجباَ كيف مرّت تلك السنون بهذه السرعة , و كأنها حلم ...
أخذت الأفكار المتباعدة تلك تجوب عقله , وتتلاطم على جبهته عارضةَ له صور متلاحقة ..... طفولته ... صباه و شبابه .. منزله القديم و والده ووالدته و أخواته ... حارته القديمة بكل شيء , الأصدقاء , المدرسة , الحديقة القديمة و مقعده المفضل , الجامعة و أيام الدراسة الشقية , والشارع الطويل وأشجار الصنوبر التي تمتد معه على يمينه و يساره , فتاة أحلامه الغامضة ... كيف كان مظهرها و ذلك الوجه الطفولي الذي جمع البراءة و الأنوثة .. وخوفه الدائم على اتخاذ الخطوة الأولى اتجاهها و مصارحتها بعشقه لها , نجاحه في كليته للهندسة المعمارية و أحلامه الكبيرة على بناء الجسور والتخصص بها .. ثم ظروفه المادية و التي جعلته لا يطيل البقاء و السفر سريعاَ .. تحطم أحلامه في العمل مما اضطره لتغير مهنته التي يحبها و العمل كموزع متجول ومن ثمّ المحاسبة .. غضب والده على هذا العمل و الطلب منه العودة .....
آه .. والدي .... لم يكلمني منذ أكثر من عام ؟ كل ما أملكه منه الآن بعض التحيات التي وصلتني عبر رسائل أختي الصغرى ... نعم هي لاتزال غير متزوجة .... يخاطب نفسه محسن .
الرجاء من السادة الركاب ربط الأحزمة ؟ ...
ما هذا ؟ .. آه ... نعم ما زالت الطائرة جاثمة على أرض المطار ... حسناَ ... حسناَ ....
بدأ محسن بشدّ حزام الأمان على جسده النحيل , و كأن صوت قبطان الطائرة قد وضع حداَ لحيرته بأي موضوع يسافر خياله ... و بأي صورة يبدأ بها تفكيره خلال تلك الرحلة .
هاهي العجلات تبدأ بالدوران , و شيئاَ فشياَ بدأت الأرض تبتعد عن أنظار محسن ..
و هاهو الآن بعيداَ عن الأرض , أخيراَ استطاع محسن إغماض عينيه بتعب...
فقد شعر و كأن ابتعاده عن الأرض هو ابتعاد عن كل تلك الهموم و الذكريات وهي فرصة للتفكير في بداية جديدة , ورسم واقع جديد له و لحياته .......


الفصل الأول ( أسفل الصفحة)
الفصل الثاني(أسفل الصفحة )
الفصل التالت
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الأخير

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-03-19 الساعة 07:40 PM
ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 27-02-09, 05:50 AM   #2

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي العودة 2

الفصل الأول


لم تستطع أصوات محركات الطائرة و أصوات بعض الركاب وهم يتهامسون مع بعضهم البعض و حركة المضيفات و هن يزرعن الممرات جيئة َ و ذهاباَ حاملين طلبات الركاب , لم يستطع كل هذا الفلك المغلق و حركته , منع شريط الذكريات من الدخول لعالم عقل محسن عنوة . لقد تناسى و لمدّة طويلة كل هذه القصص , و لكن الآن .... هو في طريق العودة , وجد هذا الشريط يمرّ بمخيلته دون أن يستطيع إيقافه ....


هاهو الحي القديم بأحجاره الغير منتظمة , و منازله التي بنيت من الحجر و على الطريقة العربية القديمة , فكل عائلة كان لها دارها الخاص بها , صغيرة .... كبيرة ...لا يهم ,


وهاهو داره , ذو الثلاثة غرف مع غرفة في العلّية منفردة على سطح الدار , وفي الأسفل كان هناك أرض الدار , وهي عبارة عن ساحة صغيرة مكشوفة و تحيط بها تلك الغرف , و في الوسط كان حوض الزرع المحبب لقلبه وفيها شجرة التين القديمة و الضخمة و التي لطالما ظللت أوراقها الكثيفة معظم أرجاء الدار في الصيف لقد قضى محسن في هذا الدار ثلثي عمره لغاية اللحظة ,


يذكر تماماَ وكأن تلك الأمور تحدث معه الآن ... وهاهو يخرج صباحاَ وهو ينادي جاره و رفيق عمره أحمد , يكفي أن يصرخ بصوت معتدل أحمــــــــــد فيراه قد خرج من منزله , ليترافقا إلى المدرسة , كان كل يوم مشترك بينهما يمثل قصّة منفردة .... شقاوة و مقالب و ضحك و لعب .


سار بهما العمر سوياَ ليصلا إلى مرحلة الجامعة , حيث افترقا في الحياة الدراسية .


فكانت كلية الآداب من نصيب أحمد , و الهندسة من نصيب محسن ,


وفي تلك المرحلة كانت طباع محسن تتغير شيئاَ فشيئاَ , فبدأ يحب الوحدة أكثر و الابتعاد عن الأصحاب ليتفرغ لدراسته فقد أحب الهندسة المعمارية كثيراَ , وبدأ حب إنشاء الجسور يأخذ خياله بعيداَ .


ظهرت ليلى بحياة محسن في عامه الرابع بالجامعة , كانت طالبة سنة أولى في نفس الكلية , خجولة خائفة مترددة من هذا الوسط الجديد التي وجدت نفسها فيه .


يذكر جيداَ المقعد الحجري الموازي لمبنى الكلية ... فقد كان المفضل لمحسن ليجلس عليه أثناء أوقات الفراغ بين المحاضرات فكونه بارداَ دائما كان غير محبب من زملاؤه , وهذا ما كان يسعد محسن حيث يتسنى له الجلوس عليه منفرداَ مطلقاَ العنان لخياله و أحلامه ... ومما زاد من محبة محسن لهذا المقعد , انه كان السبب لجمعه بليلى ....


ففي يوم مشمس من أيام الخريف الباردة و كعادته و بعد انتهاء المحاضرة الأولى وجد متسع من الوقت ما يكفي للذهاب إلى خلوته المكشوفة ... و ما أن جلس حتى فوجئ بصوت ناعم أدخل الدفء إلى أوصاله ,كانت هي , تبحث عن شيء ما فقدته و تريد البحث عنه ,


آسفة هل لاحظت وجود آلة حاسبة صغيرة ؟


تلعثم الكلام وقتها بفم محسن و هو يسمعها تسأله , وهذا الصوت الساحر و الوديع , للحظات لم يدري ما يجيب , أخيراَ نطق لسانه بسؤال :


وهل كنت تجلسين على مقعدي يا آنسة ؟


أصحب سؤاله بابتسامة خفيفة مؤدبة دلت على حسن خلقه و تربيته ,


وبعدها و بسرعة تعارفا و أصبحا أصدقاء , الكثير من الأمور المشتركة جمعت بينهما , تلك الصداقة التي تطورت لتصبح برعم لحب نقي .








بقيت ذكريات حبه لليلى و الأيام الجميلة التي جمعت بينهما تدور في عقله , وبدون أن يشعر أغفلت عيناه .


لم يدري محسن كم من الوقت وهو نائم , فقد كان الراكب الذي يجلس بالقرب منه يهزّ كتفه برفق و هو ينبهه إلى ضرورة شدّ الحزام ؟ فالطائرة بدأت بالهبوط و الجميع يستعدون للحظات هبوط الطائرة بالتحفز و الترقّب المعتاد ,


نظر محسن من النافذة ليرى معالم الأرض و قد بدأت تقترب بسرعة , و كأنه عاد بسرعة إلى الواقع فنسي تماماَ ما كان يفكر ويحلم به و أبقى تركيزه على وصوله سالماَ ومن سيجد بانتظاره ؟


دخل محسن قاعة المطار وهو يدفع أمامه عربة حملت كل حقائبه و بقي نظره هائماَ يفتش بين الجموع عن والده أو أي أحد من عائلته .


لا أحد ....


بدأت مشاعر الإحباط تدبّ بنفسه , وشيئاَ فشيئاَ تأكدت له حقيقة واحدة , لا أحد هناك بانتظاره .


بقي محسن يقف حزيناَ شارداَ أمام البوابة لفترة من الوقت و كل لحظة و أخرى كان أحد السائقين يسأله : إلى المدينة أستاذ ؟ فيجيب بحركة من رأسه و هو شارد بالنفي .


أخيراَ تقبل الأمر و نظر حوله ليجد الحركة و النشاط تدبان من حوله , فهذا قادم و ذاك مغادر و حقائب سفر كثيرة و رجال و نساء و أطفال كثر من حوله , و كأنه كان يعيش في عالم آخر .


ولم تكن المواصلات بمشكلة فقد اكتفى بالنظر إلى أحد السائقين ليجده يبدأ بسرعة على حمل حقائبه ووضعها في سيارته . ثم انطلق به باتجاه المدينة , و اقتصر حديث محسن مع السائق على كلمتين فقط .... مركز المدينة .... كل ما كان يشغل تفكيره آنذاك , هل عدم اهتمامه بعائلته و عدم تواصله معهم كان السبب وراء عدم حضور أحد لإستقباله في المطار ؟


أخيراَ وصل محسن إلى داره ( دار العائلة ) , طرق الباب وقد امتلأت نفسه بعدة مشاعر غضب و استياء وندم , وبنفس الوقت فضول و ترقب ؟


عجباَ ... فجأة اكتشفت له حقيقة كان دائماَ يريد إبعادها عن تفكيره ... كان يحاول عبثاَ أن يكذّبها أو ينفيها مجاملة لذكرى أيام طفولته , إن ارتباطه العاطفي لذلك المنزل قد قلّ كثيراَ .... هو لا يشعر حتى بالحنين لكثير من الأمور الماضية , حتى ذكرياته العديدة و الكثيرة بحاجة إلى مراجعة ؟ ...


ماذا سيقول لوالده , لوالدته ؟ ....


فتح الباب و أطلّ من خلفه وجه أمه ...


هاهو وجه أمه ..


كانت تنظر له بشرود في البداية , وهي لا تعلم من هذا الشاب الواقف أمامها ....


أمي .. هذا أنا ....


محسن ؟؟؟؟


ولدي .... آه بنيّ ...


عانقها بقوة و هو يشعر بدموعها المنسابة على وجنتيه ....


شعر محسن و هو يحتضن أمه بشيء غريب ... نعم .. هناك شيئاَ ما ليس كما يجب ما هو ؟ ثم ما هذه العصا التي بيدها ؟


لا لا هناك شيء ما غريب .....


أمسكت يده بقوة وهي تقول فلتدخل عزيزي , لابد أنك مجهد من رحلتك الطويلة .


أماه ... أين والدي .... أين نادين ... أين الجميع .... ثم ما هذه العصا التي بيدك ؟


دعنا ندخل عزيزي في البداية و من ثم نتكلّم , لدينا من الوقت ما يكفي لذلك ...


حسناَ ... حسناَ ... دعيني في البداية أدخل الحقائب ,


بدأ محسن بحمل حقائبه إلى الداخل , ولكن بقيت والدته بمكانها دون أن تتنحى من أمامه ليستطيع الدخول ؟


نظر إليها مستغرباَ وهو يحمل الحقائب بتعب ... و كأنما يقول لها بعينيه أن تبتعد من أمامه ليتسنى له الدخول .


ما هذا ؟ ما بال عيني والدتي تنظر خلفي دون تركيز ؟


أمي ... ألن تفسحي لي المجال للدخول .... توقف محسن عن الكلام و قد صدمه شيء .... إن والدته لا تنظر إليه ... بل كانت تنظر إلى الأعلى ...


أمي ... ما بك ِ ... أين تنظرين ... أين .. توقف محسن عن الكلام ... يا الله ...


نعم ... إنها عمياء ؟!


أفلتت الحقائب منه من هول الصدمة ... وركض إليها يحضنها ..


أمسك بوجهها .. يمسح عن عيناها تلك الدموع .... وهي صامتة ...


أخيراَ تكلـّمت ...


لم أعد كما كنت بني ّ ... لقد فقدت أشياء لا يمكن تعويضها ...


لتتدخل الآن وبعدها لدينا كما قلت الوقت الكافي للكلام .





noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-03-19 الساعة 05:44 PM
ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 27-02-09, 11:26 AM   #3

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا هلا فيك اخ زياد .....

و شاكر لك وضع قصتك بقسمنا و اتمنى تلاقي الردود اللي تشجعك و تحفزك للافضل ....

واضح من القصة انها تتكلم عن شخص محسن و ظروف مرت بحياته ...

و اتمنى انك ما تتردد في اكمال القصة الى النهاية .... لانه واضح اسلوبك و سلاسة السرد لديك

انك تملك مقومات القصة الناجحه ......

دمت بخير


سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 27-02-09, 08:07 PM   #4

لمسة جوري
قارئ مميز
 
الصورة الرمزية لمسة جوري

? العضوٌ??? » 62103
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » لمسة جوري will become famous soon enough
افتراضي

أهلا بك أخي زياد هنا..

رائعة قصتك ومذهلة..

أسلوبك وسلاستك في العرض..

جعلني أسافر مع محسن إلى تلك الحارة القديمة..

وبيوتها المتلاصقة..

ورائحة الماضي الذي يفوح من أرجائها..

حقاً شعرت بأنني هناك تماماً..

استمر في الكتابة فقصتك من القصص النادرة ..

التي تشعرني بالاندماج التام معها..

وكل شكري لك..


لمسة جوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-09, 02:29 PM   #5

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي

الأعــزاء ...

كم أقـدّر تشجيعكم هذا .... فقد كان قد بدأ التردد عن المتابعة يتغلغل في نفسي .
أشكركم ... و أعدكم بالمواصلة .
فقط أطلب منكم التحلي بالصبر .


دمتم بخير




ziad


ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 28-02-09, 02:54 PM   #6

RoseDew2011

نجم روايتي وعضوة فى فريق المكتبات.

alkap ~
 
الصورة الرمزية RoseDew2011

? العضوٌ??? » 45339
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,928
?  مُ?إني » السعودية
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » RoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك الف عافيه ,, اسلوبك جميل جدا والروايه بدايتها حلوه ومشوقه ,, تسلم ايديك اخي وان شاء الله بكون متابعه لك .

RoseDew2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع

اللهم عليك بالطاغية قاتل أطفال الحوله وكل من يسانده .. اللهم عليك به وباتباعه بكل مكان اللهم ارنا فيه وبزمرته وعصابته عجائب قدرتك .







رد مع اقتباس
قديم 28-02-09, 10:49 PM   #7

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي العودة 3

الفصل الثاني


جلس محسن ينظر إلى أمه بحزن يتابع حركة عيناها و هما حائرتان . ولم يجد من الكلام ما يمكن أن يبدأ به , فأنتظر أن تبدأ والدته الكلام .


مرّت فترة طويلة من الوقت حتى قطعت والدته الصمت بقولها .... ما هي أخبارك ؟



أمي لا أرغب بالحديث عني الآن , أرجوك ِ قولي لي ما حصل , وكيف فقدت بصرك ومنذ متى ولماذا نادين لم تذكر لي شيء عنك ِ , دائماَ كانت تكتب لي أنكم جميعاَ بخير ؟


إنه السكر بني , كانت إجابة والدته تأتي و كأنها تروي قصـّة , ثم ما لبثت أن استطردت حديثها قائلة : إنك إنسان مؤمن على ما أذكر ؟ أليس كذلك بني ّ ؟



دهش محسن لهذا السؤال المفاجئ , فأجاب نعم والحمد لله . ولم يستطع السيطرة على مشاعر القلق و الخوف التي انتابته لهذا السؤال , و بدأ يشعر ... بل و يسمع صوت دقـّات قلبه و كأنها طبول حرب تقرع ....


أكملت الأم حديثها و ببطء إنه والدك ........ رحمه الله ...



بدأ محسن يسمع بعض الأصوات التي شعر في البداية أنها تأتي من مكان بعيد ثم تقترب شيئاَ فشيئاَ ...


أصوات نساء تتحادثن وإحداهن تمسح جبينه بقطرات ماء لها رائحة الكحول , وكانت واحدة منهن تقول الحمد لله هو بخير .... ألم أقل لك ِ لا داعي للذهاب به إلى


الطبيب ...


بدأ عقل محسن يستوعب ما حوله , نعم إنه يذكر الآن حديث والدته عن وفاة والده ,


على ما يبدو أنه قد أغمي عليه لفترة لا يستطيع أن يحددها , ولكن من تلك النسوة ؟


وشعر بالانزعاج من اليد التي تعبث بشعره و جبينه , فأمسكها و رفع رأسه ليرى من هذا ؟...


إنها فتاة ... ؟ عجباَ ... من تلك .. ؟ ولكنها جميلة ... بل جميلة جدا ....


نسي محسن أنه ما زال يمسك بمعصمها ... و بحركة هادئة من الفتاة سحبت يدها بهدوء من يده و هي تقول مبتسمة ... حمداَ لله على سلامتك .


بدأت النسوة بالمغادرة , وسرعان ما عادت والدته تتلـّمس طريقها لتجلس بجانبه , وهي تقول : هل أنت بخير ولدي ؟ أنا متأسفة ربما كان يجب عليّ أن أتروى قليلاَ ..


أعتقد من الأفضل أن تصعد الآن إلى غرفتك و ترتاح قليلاَ , وبعدها يمكننا التحدث .



أجاب محسن بعناد : أمي ... إنني الآن بخير, فأكملي أرجوك , أعتقد أن بعد رؤيتي لك ِ و معرفتي بوفاة والدي , لم يبقى ما يستحق أن أقول عنه خبر سيء .



حسناَ محسن ... بكل ّ الأحوال ستعرف ما جرى و ليس هناك من داعي لإخفاء أو إرجاء إخبارك به لحين ....


ولكن ما رأيك أن أحضر لك الشاي أولاَ .. ؟


حسناَ أمي .. أعتقد فعلاَ أنني بحاجة لها ... دعيني أساعدك بتحضيرها .


لا ... لا ... استرح أنت , فقد تعّـلمت كيف و أين أمشي , وبت أجيد تدبـّر أموري في منزلي ...



خرج محسن إلى ساحة الدار , وجلس على الكنبة العتيقة والتي لطالما كانت المحببة لوالده , وبدأ ينظر إلى أحواض الورد المنتشرة على الأطراف , و إلى شجرة التين الكهلة ... ثم أشعل لفافة تبغ و أخذ يراقب من مكانه والدته و هي تحضّـر الشاي . و هو يفكر .. حقا إنها قوية و استطاعت التغـّلب على مصابها ... ترى هل مازال لديها من الأخبار ما هو أسوء؟




يتبع


ziad

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-03-19 الساعة 05:48 PM
ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 02-03-09, 10:41 PM   #8

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يستطع محسن الجلوس أكثر من ذلك و مراقبة والدته من بعيد ,فقد كانت عيناه تدمع رغماَ عنه و صورة والده لا تفارق خياله , بل إن عقله بدأ بالبحث عن آخر صورة يحتفظ بها له ... حينها .. لم يكن يبتسم بل كان واجماَ عابساً لسفر وحيده آنذاك, فنهض وأتجه إليها ليقف عند الباب و هو يقول .. لم يتغير في المنزل شيئاَ ... فهو كما عهدته دائما َ و كما أذكره .
تنهدت والدته بحسرة ....
لا .... لقد فقد المنزل بعض من أقام به ..
ما هذا ... هل الغربة علمتك التدخين ؟
حمل عنها كأس الشاي و تأبط ذراعها ..
لنجلس على الكنبة أمي و أنسي التدخين و محسن الآن ..

كان صوتها متردداَ ... وهي تبدأ بالحديث ...

منذ أكثر من عام بقليل , غادرت أختك الكبرى نوال المنزل ... و هجرتنا فجأة دون أن تودّع أحد .
وكأننا لم نكن نعني لها شيئاً على الإطلاق , كان يوماَ لا يُنسى ...
كان والدك يناديني بغضب شديد و هو ممسك بورقة بيده ... ويقول لي بصوت مرتجف .. هذه ابنتك ِ ... هذه نوال ... ولم يكمل كلامه ..
فقد وضع يده على صدره وانحنى ببطء على الأرض ... كان ينظر إلي ... أراد الكلام بشيء ولكنه لم يستطع .
أمسكت به قبل أن يفقد وعيه و أنا أصرخ ... ولم أعرف ما أفعل ... حاولت أن أوقظه دون جدوى ... كنت وحيدة بالمنزل .. فاتصلت بأخي الذي حضر مسرعاً ..
وسرعان ما حضر مع عدد من الأشخاص لم أعلم كيف تواجدوا و من أين حضروا.. ومن هم ...
نقلناه إلى المستشفى القريب مننا .... وهناك وضعوه بسرعة بغرفة العناية المركـّزة ولم يسمح لي الطبيب بالدخول , فبقيت خارجاً و بقي نظري مشدوداً إلى الباب و أنا أشعر بحركة غير طبيعية بداخل الغرفة ,
لا أذكر للآن من كان بجانبي , فقد كانوا كثر... ولم يطل الأمر ..
فجأة توقف كل شيء .
خرج الطبيب من الغرفة وهو ينظر إلينا , وسرعان ما استقرت عيناه على أخي فتوجه إليه وبدأ يتكلـّم معه بهمس و بيأس , ثم صافحه بحزن و هو يهزّ برأسه بالنفي .
نظر إلي أخي بنظرات مترددة .. شعرت معها أن كل شيء انتهى ..
شعرت وقتها بضربات قلبي تتسارع , وبدأت الدنيا تزداد سواداً بعيني ...
ثم ما لبث أن ضمني أخي بحزن و هو يقول: رحمه الله .. لم يكن لديه الوقت ..
ومن فوق كتف أخي و رغم دموعي المنهمرة , استطعت أن أشاهد باب الغرفة و هو يفتح و من خلاله شاهدت والدك مستلقياً على النقالة و الممرضة وهي تنزع عنه أسلاكاً و أشياء كثيرة ً .. من تلك التي نشاهدها بالأفلام ..
كان ذلك المشهد هو آخر ما استطاعت عيناي رؤيته ...
فقد غبت عن الوعي وقتها ... و لم أرى شيئاً بعدها .
صحوت من غيبوبتي وأنا أسمع أختك نادين و هي تبكي بحرقة .. وأصوات خافتة لأكثر من شخص ... ذعرت .. فقد كنت أنظر إليهم و لا أرى شيئاً .. ولوهلة ظننت أن عيناي مغمضتان ... وفجأة ضمتني أختك بقوة ...
وهي تقول حمد لله على سلامتك و عافيتك ...؟
بعدها علمت جزء من الحقيقة .. أن السكـّر في دمي قد ارتفع فجأة وبسرعة , مما أدى لفقدي البصر , أما ّ باقي الحقيقة فعلمت بها بعد أيام . ولكثرة سؤالي و إلحاحي عن ابنتي نوال ..
عندها قالوا لي .. أن الورقة التي كانت بيد والدك رحمه الله , كانت رسالة من أختك نوال , وقد كتبت بها ... أنها راحلة عنا .. و أنها قد تزوجت من شاب كانت تحبه .. بل إنها كانت متزوجة منه منذ مدّة .. وقد قررت الرحيل معه دون موافقتنا ..
وتطلب منا أن نسامحها ؟
كان وقع هذا الخبر على والدك شديداً وهذا ما أغضبه و أحزنه .. لدرجة توقف معها قلبه و أصيب كما قالوا لي بنوبة قلبية لم يستطع الطب أن يسعفه ....
لم أحضر دفن والدك ..
و لم أحضر العزاء ...
لم أستطع حتى أن أشعر بأن هناك من يواسيني .. أو أن هناك أحداً ما بجانبي .. يهتم بي و لمصيبتي .
كنت بالمستشفى . وهذا ما زاد من حزني ... فبقيت أعيش مع ما تبقى لي وقتها , تلك الصورة القاتمة التي بقيت عالقة بذهني .. و الدك وهو ممدّ وتلك الممرضة وهي تنزع عنه الأسلاك و عدّة الإنعاش ...
بقيت نادين كلّ ما لدي من تلك الحياة , فأنت لم تكن موجوداً بالنسبة إلي ... ما أنت إلا خيال ابن أو ذكرى لولدي ... وطلبت من نادين عدم إبلاغك بما حصل , و كنت متشائمة دائماً بشأنك و أقول لنفسي أنني لن أراك مرّة أخرى .وأنك قد غادرت إلى غير رجعة , تسع سنوات لم تكلّف نفسك خلالها من القدوم حتى بإجازاتك السنوية .. مع علمنا جميعاً بأن أمورك في العمل و أحوالك المادية أصبحت في الفترة الأخيرة جداً ممتازة . ومع ذلك فإنك لم تحضر ؟ .
أنا لست غاضبة و لكنني بذات الوقت متضايقة منك , و لا أريد أن أسمع مبرراتك , ولكن أختك نادين ... لا أدري ما ستكون مشاعرها لدى رؤيتك و كيف ستعبّر عنها ..
بدأ يشعر محسن بالذنب , وأنه أخطأ كثيراً عندما ابتعد ونسي أهله وعائلته ... ولم يولي لتواصله العاطفي معهم تلك الأهمية التي تذكر , لم يكن يدري ما سيقول ,فقد كانت أمه على حق فيما قالت ,وبدأ يشعر بالتعب و الإرهاق , فقال لها بتردد ...
عذراً أماه .. أريد أن أكون وحدي قليلاً ... سأصعد إلى غرفتي لقليل من الوقت .
حسنا ً بني ... حاول أن تنام قليلاً .. و لا تظن أو تفكر أنك الملام فيما آلت إليه الأمور ... إنه قضاء الله و قدره بني .. قوة إيماني برحمة الله و اعتمادي عليه هو ما أبقاني صامدة و ساعدني على تحمل كل تلك المصائب .. الحمد لله على كل حال . لا تنسى ذلك بني .

صعد محسن السلالم الخشبية القديمة , ودخل غرفته ولم يقاوم تعبه و إرهاقه ...
فتهالك على السرير ... واستلقى مغمضاً عينيه وهو يحاول أن يمنع نفسه من البكاء ... ولكنه فشل .. فاستسلم لنوبة من البكاء ..







يتبع

noor elhuda likes this.

ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 05-03-09, 03:09 AM   #9

ziad1960

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ziad1960

? العضوٌ??? » 64642
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » ziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond reputeziad1960 has a reputation beyond repute
افتراضي

بقيت أم محسن لفترة من الوقت شاردة تفكر وهي متسمّرة مكانها , ترى هل قست على ولدها الوحيد ... هل كان يجب عليها الانتظار قليلاَ .. هل كان عليها أن تكون ضعيفة أمامه ليمنحها الحب و العطف , هي لا تريد أن يتخلى عنها ولدها مرّة أخرى و لكن في نفس الوقت عليه أن يشعر بالندم .. لم تدري أي من تلك الخيارات تفضلها و لكن في المحصّلة هي لا تستطيع إنكار حقيقة واحدة .... هي بحاجة إلى ولدها .



وبخطوات بطيئة مترددة توجهت إلى غرفتها و مشاعر الفرح و الحزن و الخوف قد اجتمعت لتشكل بعقلها سحابة قاتمة لا حلّ تملكه من أجلها . فوجدت أن تترك ذلك للأيام .... فربما بمرور الأيام تنقشع تلك السحابة القاتمة ... و يعود إلى قلبها ولو القليل من الأمان و الفرح .




لم يدري محسن كم من الوقت مرّ عليه و هو نائم , فقد فتح عينيه ليرى ضوء غرفته مضاء , وأن هناك غطاء خفيف فوقه , ثمة من اهتم به و هو نائم ... لابد أنها أمي .. تبسم محسن رغماً عنه و هو يكلـّم نفسه بذلك , لم تستطع تلك العجوز رغم تعبها و فقدانها لبصرها و مرور كل تلك السنوات , وحملها في قلبها ما حملته على ولدها , منعها عن عمل ما كانت دائماً تفعله لولدها .


تلفت محسن بكسل وجال في أرجاء الغرفة ببصره , ليستقرّ على أخته نادين .


كانت تجلس بقرب الباب و بيدها كتاب كانت على ما يبدو تمضي الوقت بقراءته ,


كانت جميلة المظهر كما عهدها , ولكن بعض الخطوط الخفيفة زادت على جبينها , و بعض علامات التعب و الإرهاق بادية على محياها .


بادرته بالكلام وهي تقول ... أخيراً صحوت ..


نهض محسن واتجه إليها وحضنها وهو يطبع على جبينها قبلة دافئة , لكنها لم تقف , بل اكتفت بالصمت و بعض الدموع التي بدأت تتسلل ببطء على وجنتيها .


عجز محسن عن تحديد معنى تلك الدموع , أهي دموع حزن أم شوق أم ماذا ....


ما بالك نادين ... ألا تفرحك ِ عودتي ؟ ألم تشتاقي إليّ ....



نعم .. لا أنكر أن عودتك تفرحني .. أخيراً سأشعر أنني أملك أخاً .. ولكني بحاجة إلى الوقت لأنسى إهمالك لنا كل تلك الأعوام ..


لقد كنت أنانياً محسن .. لست أدري كيف غيّر رحيلك عنا كل مشاعرك و حبك و عطفك ... كيف استطعت أن تمحو كل تلك الأيام الجميلة التي عشناها سوياً , ألم نكن عائلة ..


نعم أختاه صدقت بكل ما قلت ... و لا أنكر ذلك .. ما قاسيته في غربتي و تخبطي في بداية عملي جعل الوحدة خليلي .. فالحياة أصبحت تعني لي أمران ... إثبات وجود و مال ... فقط .. هذا ما كنت أعمل عليه .. نسيتكم و تناسيت تاريخي , وأيام طفولتي و دراستي ... كل شيء محوته من عقلي , ووجهت جميع إمكاناتي للعمل و جني المال ...


لم أكن سعيداً و لم أحظى خلال تلك الفترة من عمري و لا بلحظة رومانسية .. كانت حياتي كلها عملية و جدية و عقلي لم يهدأ كل تلك السنين ... بإمكانك ِ القول أنني عشت تلك الفترة من عمري مستو حدا ...


ولكن الآن دعي قصتي جانباً ... وحدثيني عنكم ... لقد روت لي أمي الحكاية باختصار و لازالت أشعر أنني أفتقد إلى جوهر الحكاية ... كل ما علمته أن والدي توفي و أمي فقدت بصرها و نوال غادرت المنزل وقد تزوجت من غير موافقة والدي أليست تلك الحكاية بشكلها العام ... ؟



وقفت نادين بقرب النافذة تنظر إلى والدتها ... لم تكن موجودة في ساحة الدار ...


لابد أنها بغرفتها إذن .. و بدون أن تستدير إلى محسن بدأت كلامها ....


لقد كان السبب والدنا رحمه الله ... لقد تغير والدنا خلال الفترة الأخيرة .. ربما كان السبب تقدمه بالعمر أو أنه كان عاجزاً على التأقلم معنا و أفكارنا المتجددة فهو لم يتقبلّ في البداية فكرة أن نعمل أنا و نوال ... وكان يريدنا أن نبقى في المنزل بانتظار قدوم نصيبنا بالزواج ... و بعد مشاجرات عديدة و أيام تعيسة قضيناها جميعاً بما فيها والدتك .... لك أن تتخيل أنه في إحدى المرّات أدى نقاشنا معه إلى غضب والدتي و تركها المنزل و البقاء عند خالي لأكثر من أسبوع ؟


لا أريد أن أصور والدك على أنه كان قاسي أو ما شابه , فهو لم يبخل علينا يوماً و كان دائماً يغمرنا بعطفه و حبه ... و لكننا وصلنا لمرحلة بدأنا نشعر بها أننا أصبحنا عبء عليه , و أن لدينا من الأمور ما نحتاج إليها و لا يمكننا الطلب منه ذلك ,


أما هو رحمه الله فلم يكن يولي حياتنا الشخصية أي اهتمام ... حتى أنني أجزم فأقول أن والدك عمره لم يصدّق أو يعي أننا كبرنا ..


لذا قررنا أنا و نوال ......


استدارت نادين نحو أخيها و هي تقول : التمرد ....


نعم كان الحل المتبقي أمامنا هو التمرد ....



محسن .... ما سأقوله لك الآن أرجو أن لا تقوله لأمك و أن تحاول الاحتفاظ به كسرّ


وذلك حرصاً مني على مشاعر والدتنا .


بدأت نوال عملها عند متجر للألبسة النسائية .. أعتقد أنك تعلم أن نوال خياطة ماهرة بل إنها موهوبة و عبقرية في عالم الموديلات النسائية ... وخلال فترة بسيطة من العمل الشاق استطاعت أن تفرض نفسها كرقم واحد في مكان عملها ... و الذي يديره و يمتلكه زوجها الآن .... وكون جسدها كان جميلاًً ً ومتناسقاً فقد استغل ذلك مديرها وبدأ يأخذها معه إلى منازل الطبقة المخملية ... كان دورها كمساعدة له و كعارضة للمنتجات ... ولم يطل الأمر حتى أصبحت العلاقة التي تجمعهما أكثر من رب عمل و موظفة لديه ... وتطورت تلك العلاقة لتصل بينهما إلى علاقة عاطفية قوية .. عندها طلبت نوال منه أن يطلب يدها و بشكل رسمي ...


ووافق فعلاً وتقدم ليطلب يدها للزواج , و هنا كانت المشكلة , فقد وعده والدي خيراً و طلب بعض الوقت للتفكير و السؤال عنه و عن أخلاقه و وضعه المادي ... وسرعان ما تبين له بأن هذا الشخص معروف على أنه زير نساء .


نعم أوضاعه المالية بخير و لكن تلك السمعة التي تلازمه جعلت والدنا يرفض ذلك الزواج بل طلب من نوال ترك العمل . وإن كانت مصرّة على العمل فلتبحث عن مكان آخر .


كان محسن يشعل سيجارته بعمق ... وهو يستمع لقصّة خيل إليه لفتيات لا يعرفهن


فقاطعها قائلاً ... حسناً أنا أرى أن طلب والدنا رحمه الله كان منطقياً ... فما فائدة زوج بمال و بدون أخلاق ....؟



نظرت نادين مرّة أخرى من النافذة لتتأكد أن والدتها مازالت في غرفتها ...


وقالت بصوت منخفض ....


نعم هذا صحيح .... ولكن العلاقة التي كانت بين نوال ونادر ... و استدارت مرّة أخرى باتجاه محسن وهي تكمل ... على فكرة اسم صهرك نادر .... حسناً لقد وصلت العلاقة بينهما لحد كان يجب معها إعلان الزواج ؟.....




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-03-19 الساعة 06:04 PM
ziad1960 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعيش كما يحلـو لي ...
فلم أصادف ...
مايستحق الوقوف لأجله ...
رد مع اقتباس
قديم 05-03-09, 03:17 AM   #10

ΜāŘāΜ ~ Ś

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ΜāŘāΜ ~ Ś

? العضوٌ??? » 134
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 17,112
?  نُقآطِيْ » ΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond repute
افتراضي

مؤلم جدا هذه العوده المتأخره تسع سنوات .. والأكثر المـاً انه تفقدنا هذه العوده المتأخره الكثير والكثير .. لا أدري كيف يستطيع المرء ان ينسلخ عن مكان كان في يوما ما جزء منه .. اعجبني جدا تمكنك من اللغه العربيه الفصحى التي اعشقها .. يعطيك الف عافيه وسلمت يداك .

ΜāŘāΜ ~ Ś غير متواجد حالياً  
التوقيع


.. يااا حضن أمي .. ماأقسى رحيل الأمهات ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.