آخر 10 مشاركات
الهمسات المشتعلة .. مايا مختار >>> مكتملة (الكاتـب : مايا مختار - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-15, 02:25 AM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مذكرات مراهق كويتي ، مكتمله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم حبايبي
باقه جميله من الروايات الخليجيه الجميله
وان شاء الله تنال على اعجابكم يارب
قراءة ممتعة


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:30 AM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





البــــــــــــــــــــــ ـــدايه:
بسم الله الرحمن الرحيم
( بدايه لابد منها )
كتابة مذكراتي خطوة صعبة ترددت قبل ان اقدم عليها .. فانا اعلم جيدا ان مذكراتي لن تكون شيئا راقيا كمذكرات ( مالكولم اكس ) المناظل الامريكي المسلم .. او ( نابليون ) .. او غيرهما من العظماء حيث تشكل الحوادث الصغيرة في حياتهم تاريخا حقيقيا تسترشد به البشرية ..
اذا ما الذي يجعلني اقدم على هذة الخطوة ؟! ...
يقال انه لا احد يولد اديبا .. ومن يصبح اديبا يكون قد قرأ اطنان من الكتب حتى اصبح لدية فكرا مستقلا يشعر بامس الحاجة ان يشاطر به الناس ...
او قد عاش تجارب قاسية جدا وراى من الاهوال ما راى حتى اصبح من الظروري ان يكتب عنها والا احرقت محركات روحة !! ..
واعتقد انني اتبع النوع الثاني من الادباء .. فقد مررت بتجارب واهوال لا يصدقها عقل ستسبب لك عزيزي القاريء صدمات متلاحقة وستحبس انفاسك كما حبست انفاسي .. ستجعلك في نهاية الامر في حالة ذهول شديد كون ان كل هذة الاحداث قد جرت في ( الكويت ) ولي انا على وجه التحديد .. والاهوال التي رايتها لم تكن من طراز زوجة اب قاسية اسرفت في تعذيبي .. او تعاطي المخدرات او .. الخ .. من القصص التي قتلتها الافلام والمسلسلات العربية قتلا .
الغريب انني عشت طوال سنوات عمري ايام هادئة جدا لم يكن فيها ما يستحق الذكر وحتى بلوغي سن السادسة عشر .. ولكن بعد ذلك بدأت حياتي تتخذ منحنى اخر بسرعة رهيبة لارى ما لم يره شيخ تجاوز المائة !!
يجب ان اعرفكم على نفسي .. اسمي ( خالد ) ابلغ التاسعة عشر من العمر لحظة كتابة هذة السطور .. اعيش مع احب واطيب امرأة عرفتها في حياتي والتي بذلت الغالي والنفيس من اجلي .. جدتي الحبيبة ( فاطمه ) واعتقد ان كل الجدات الطيبات يحملن هذا الاسم .. وهي بالمناسبة امرأة مسالمة وديعة طيبة القلب ترتدي غطاء الرأس الابيض المزركش الشهير الذي تشتهر به الجدات في ( الكويت ) ولها ضحكة فاتنة حتى لتتمنى ان تريح رأسك على ركبتها وتقول لها ( يما ) باللهجة الكويتيه طبعا .. وعلى الرغم من سنوات عمرها التي تجاوزت الستين وتجاعيد وجهها الا انها ولله الحمد بصحة جيدة ..
والواقع ان جدتي هي كل ما تبقى لي من عائلتي .. فقد توفي والدي قبل ان اولد لسبب ستعرفونه لا حقا .. وتوفيت بعده امي في حادث سير بعد ولادتي بشهرين تقريبا !!
لتتولى جدتي الحبيبة رعايتي وتربيتي لذا فانا ادين لها بكل شيء .
اما عن حالتنا المادية فلا بأس بها على الاطلاق .. اذ نملك عمارة سكنية اشتراها ابي لجدتي قبل وفاته لحسن الحظ ونعيش من دخلها الشهري .. ولانني كل ما تبقى لجدتي الحبيبة .. فهي لم تقصر معي ابدا .. اذ الحقتني باحد افضل وارقى المدارس الخاصة في ( الكويت ) كي احصل على افضل مستوى تعليمي .. ولم اكن اخيب املها بعد كل هذا فكنت طالبا متفوقا لامعا وتوضع صورتي في لوحة الشرف بشكل دائم .. وكثير ما سمعت اساتذتي يقولون بانني نابغة .. وعبقري .. و .. الخ .. ليس هذا غرور بل هو راي اساتذتي بي .. وبالطبع فان هذا قد ادى الى تخرجي من المرحلة الثانوية بمعدل مرتفع للغاية اهلني للالتحاق بكلية الطب في جامعة الكويت مع بداية العام الدراسي القادم بأذن الله .
اما عن صفاتي الشخصية .. فلك ان تعرف عزيزي القاريء انني قصير القامة نسبيا .. هزيل البنية .. ملامحي عادية جدا لا يوجد ما يميزها او يجعلك تنفر منها .. ولولا بعض التحفظ لقلت انني اقرب الى القبح من الجمال ... انا قاريء من الطراز الاول .. اقرأ كل شيء تقريبا .. ومثقف الى درجة تثير كل من يتحدث معي .
واما عن شخصيتي فانني انسان هاديء الطباع املك عالما ذاتيا ثريا .. ومرهف الحس الى اقصى درجة .. وقد علمتني القراءة المستمرة حب الهدوء المتواضع وجعلتني اعيش صراعا رهيبا بين ما يريدة المجتمع للشباب من ثرثرة فارغة وسوقية وضحالة فكر .. وبين ما ارسمة لنفسي
كانسان مثقف متزن احلم بالحصول على شهادة علمية عليا .. هذا الصراع بالغربة جعلاني شخصا انطوائيا مكتئبا متشائما .. لست انسانا تعيسا الى الحد الذي قد تظنونه .. ولمنني قطعا لست انسانا سعيدا ..
اشعر ان لي في هذا العالم وجود جغرافي فحسب .. وليس لي وجود نفسي او معنوي .. تماما كما يحدث عندما تذهب الى مطعم وحيدا .. الناس معك لكنك لست واحد منهم .. فالبرد يطل من كل ركن من حياتي .. لانها حياة بلا اهل سوى جدتي وبلا صديق حميم اثق به واسلم له رقبتي دون تردد ..
نسيت ان اخبركم انني اسكن منطقة ( الرميثية ) .. اول حب في حياتي .. فهي المنطقة التي عشت بها منذ ولادتي واعرفها عن ظهر قلب وكل جزء منها له عبق الماضي الجميل وان لم اعشه قبل ان يصبح العالم قاس ومرعب كما هو عليه الان من انتشار الجرائم وارتفاع معدل البطالة وانتشار المخدرات .. واعيش حاليا في حي هاديء جدا كحال معظم احياء ( الرميثية ) وعلاقتنا مع جيراننا لا تتعدى القاء التحية في الصباح من زحمة الحياة وضغوط العمل والدراسة .
تسألوني عن اقاربنا ؟! .. اقول :
انهم قليلين جدا وعلاقتنا معهم مقطوعه تماما لاسباب سأذكرها لاحقا .. في حين يوجد لجدتي اقارب في دولة ( الامارات ) تزورهم بين الحين والاخر وتقضي معهم فترة لا تتجاوز في اغلب الاحيان الاسبوعين .
اما بالنسبة لطموحاتي واحلامي فهي كثيرة .. احلم ان اكون مليونيرا .. وان اتزوج فتاة اسطورية وان ارى العالم واجيد عدة لغات واكون طبيبا .. واحلم بالهروب .. الهروب من الحياة الروتينية المملة .. والهروب من الايام التي تكرر نفسها .. الهروب من المحبطات التي تلف حولي وتكاد ان تخنقني .. الهروب الى عالم جديد وحياة جديدة .ز فانا لم اجد ذاتي في هذا العالم القاسي اريد البحث عنه في علم اخر .
لا ادري جدوى التعبير عن مشاعري بهذة الدقه بالنسبة لكم .. لكني اشعر ان هذا سيريم الجو المحيط بي كاملا وتجعلكم تروني بدلا من ان تستمعوني فحسب ...
ارجوا الا تكونوا قد مللتم من هذة المقدمة .
سأبدا الان بسرد مذكراتي باحداثها الغريبة المثيرة ومواقفها المدهشة الرهيبة حتى انني اتساءل وانا اخطها اليكم ان كانت قابلة للتصديق ام لا .. ولكني سارويها .. ويبقى التصديق او عدمه خيار لكم انتم ..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:31 AM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قشعريرة ( 1 )
سأحكي لكم قصتي الاولى .. وهي رهيبة غريبة مقبضة كابوسية بكل المقايس .. وستحبس انفاسكم حتى اخر كلمة فيها .. وليس لي فضل في ذلك .. بل هو حظي الذي اوقعني بتجربة شنيعه غيرت تضاريس روحي ..
انصحكم بقراءة هذة القصة ليلا .. فهي تحتاج الى سعة صدر وهدوء .. كما ان لها طابعا باردا قاتما يجعل من قراءتها ليلا افضل بكثير .. حيث تتجسد الخيلات .. وتزداد لذة القراءة ومتعة الاثارة ..
بدأ كل شيء في عطلة منتصف العام الدراسي .. او عطلة الربيع كما نطلق عليها في الكويت عام 2002 بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الاول للصف الثالث الثانوي وحصولي ولله الحمد على درجات نهائية تقريبا ..
قابلته في جمعية الرميثيه .. شخصا ممتلئ الجسم له ملامح طفولية يرتدي قميصا واسعا وبنطلون جينز .. سد امامي الطريق ورسم على وجهه ابتسامة ود .. فرفعت عيني نحوة متسائلا عما يريد ثم تأملته للحظة .. وبدأت اتذكر ..
س .. ( سعد ) ؟ ... الست ( سعد ) .. زميلي في الصف الثاني متوسط ؟ ..
( خالد ) .. اخيرا تذكرتني يا رجل ..
لقد كان هذا الفتى في المرحلة المتوسطة اقرب زملائي الى قلبي .. فقد كان يجلس بجانبي في الفصل لسنتين متتاليتين .. وهو انسان طيب القلب وساذج الى حد كبير لا يوصف , حتى لو انك وصفت له صراعك مع ديناصور وقتلته لصدق كل حرف من كلامك دون تفكير ..
وبدأ كل منا يروي ماحدث له بالسنوات الخمس التي تلت .. فقد انتقل ( سعد ) منذ الصف الثالث متوسط الى احدى المدارس الحكومية .. وكان سبب انتقالة هو عدم قدرة والدة على دفع مصاريف المدرسة الباهظة في المدارس الخاصة .. ولم يفتني بالطبع ان اسألة عن الفارق الشاسع بكل تاكيد الذي وجدة بين التعليم في القطاع الخاص والحكومي ..
فرد بحسرة :
انك تثير شجوني يا خالد .. المدارس الحكوميه مخجله .. مخجلة بشكل لا تتصورة .. بدءا من عدد الطلبه الكبير في الفصل الواحد وانتهاء بالمستوى العلمي لشريحة كبيرة من المدرسين مع الاسف ..
ثم قال مازحا محاولا تغير دفة الحديث :
لا شك اننا المخبولان الوحيدان اللذان سيقضيان العطلة في ( الكويت ) .. بدلا من السفر او الذهاب الى البر في اسوأ الاحوال .
قلت مبتسما :
في الواقع ان الجو في هذا الوقت جيد لا يشجع على السفر .. كما انني لا احب التخيم في البر .. واجد الذهاب الى السينما او البقاء في البيت للقراءة ومشاهدة التلفاز اكثر متعه.
قال بلهفة :
اذن لماذا لا نلتقي ؟ .. هناك الكثير من الامور التي من الممكن ان نفعلها لقتل وقت الفراغ .. اليك رقم هاتفي ..
وقلت وقد شعرت انني قد وقعت في مأزق :
ي .. يشرفني هذا ..
فالواقع انني لم اكن ارغب في هذا اطلاقا .. نعم .. انا ارتاح لهذا الفتى ولكن ليس الى درجة ان التقي به واقضي معه بعض اوقات الفراغ .. لكني .. ومع حماسه ولهفتة .. لم اكن املك الرفض !!
كتب لي رقم هاتفة المحمول وكتبت له بالمقابل رقم المنزل .. لانني لا املك هاتفا محمولا ولا احتاج واحدا اصلا ..
وهذة هي الحقيقة على الرغم انه من النادر ان تجد شخصا في مثل عمري في ( الكويت ) لا يملك هاتفا محمولا ..
تبادلنا ارقام الهواتف .. ووعدني بالاتصال بي قريبا لزيارتي في المنزل او للخروج معا .
زارني سعد بالفعل اكثر من مرة وقضينا اوقاتا لا باس بها عندي في المنزل .. وبيتنا بالمناسبة عادي جدا لا يوجد ما يميزة يتكون من طابقين كشأن البيوت القديمة والحديثة في ( الكويت ) .. كنا انا وسعد نسهر معا في غرفتي لغاية منتصف الليل خاصة ان جدتي كانت قد سافرت لزيارة اقاربها في دولة ( الامارات ) .
الحقيقة ان ( سعد ) فتى سعيد لا توجد لديه مشاكل .. وهو انسان عادي جدا لا يوجد ما يقال بشأنه ينام ويأكل ويشرب جيدا .. ويذهب الى السينما ويستمع الى الاغاني .. الا انه شديد السذاجة والبساطة كما اخبرتكم .. كما انه ثرثار لدرجة تثير غيظي احيانا .. فهو لا يسمح لي بان افتح فمي لاقول شيئا واحدا وافكارة سطحية جدا .. لماذا اتحملة ؟ ..
لانني بين نارين .. نار الوحدة .. ونار ثرثرته .. نعم احب الوحدة واخترتها لنفسي كما اخبرتكم بالبداية .. لكنني اولا واخيرا بشر واحتاج في بعض الاوقات ان اكون برفقة احد ..
كان في كل مرة يحضر شيئا من منزلة لاشاركة فية .. احضر في احد المرات واحدة من العاب الفيديو .. وفي يوم اخر احضر شريطا لاحد الافلام الاجنبيه لنشاهدة معا ... وهكذا ..
وقد كنت متحفظا جدا في حديثي معه .. كعادتي مع الناس .. ولم اكشف له أي جانب من حياتي الخاصة فلم يكن يعرف عني شيئا سوى انني يتيم الابوين ..
لم يتغير شيء ولم يحدث أي جديد الا بعد خمسة ايام من زيارات سعد المتكررة لي .. وكان ذلك عندما زارني وهو يحمل علبة كبيرة الحجم لم اعرف كنهها .. تبادلنا التحية ودعوته للدخول
ما هذا الذي تحملة بيدك ؟
قال بابتسامه عريضة :
انها لعبة اشتريتها من ( اسكتلندا ) منذ قرابة العامين .. واردت ان نلعبها معا .. فانا لم المسها قط .
وماهي تلك اللعبة ؟
انها لوحة اويجا ..
ولوحة اويجا هذة ان كنت لا تعلم عزيزي القارئ .. هي واحدة من الالعاب التي يقال انها تستخدم للاتصال بالارواح لسؤالها اسئلة اخرى تتعلق بالموتى .. والواقع انني لم ارى هذة اللعبة من قبل لكني قرأت عنها في بعض الكتب .. تلك اللعبة التي تحتوي على لوحة مسطرة عليها جميع الاحرف الابجدية والارقام ( 0- 9) .. وثمة كوب مقلوب نضع اصابعنا عليه لتقوم الروح التي طلبناها بواسطة تعاويذ معينه ... بالاجابة على اسئلتنا من خلال تحريك الكوب ناحية الاحرف لتكون كلمات تكون هي الاجابة على الاسئلة !!
ولكن ما كان يميز هذة اللعبة بالذات هو انها فاخرة الصنع بشكل ملحوظ .. حيث كانت مصنوعة من الخشب الفاخر ثقيل الوزن بما يشي بقيمتها المادية العالية !!
قلت بانبهار :
ولكن اللعبة تبدو فاحرة جدا !! كم دفعت ثمنا لها ؟!
قال ببساطة :
لقد دفعت فيها ما يعادل ثلاثمائة دينار هي كل مدخراتي .
صحت قائلا بدهشة :
ولماذا ؟؟!
لقد اغرتني كثيرا واحببت ان اقتنيها .. لقد قلت بنفسك للتو انها تبدو فاخرة الصنع بشكل واضح .
كما انها تبدو لي بالغة القدم .. وتذكرني نوعا ما بتلك اللعبة الخيالية ( جومانجي ) ( jumanji )
في الفيلم الشهير الذي يحمل نفس اسمها .. لقد ابتعتها من احد الباعة المتجولين في ( اسكتلندا )
سالته ودهشتي لم تزول بعد :
الم تجد أي شئ غريب في هذا ؟!
قال في غباء وهو يمط شفتية :
وما الغريب في الامر ؟!
من اين تظن لبائع متجول كما تقول بلعبة ثمينه كهذة ؟! ..
الحقيقة انني لم افكر بذلك ..
لو اردت رايي فهذة اللعبة اثمن بكثير من المبلغ الذي دفعته للحصول عليها .. ويظهر ان هذا البائع المتجول قد سرقها من مكان مجهول وباعها اليك ظنا منه انه قد حدعك .. في حين انك انت الذي خدعة دون ان تقصد .. واشتريتها بثمن بخس كون اللعبة تحفة اثرية ثمنها من المؤكد اكبر بكثير من مجرد ثلاثمائة دينار .
سكت قليلا .. ولم يرد على كلامي ثم قال بحماس مفاجئ :
المهم انني قد اشتريتها الان .. هه ؟ .. هل تريد ان نجربها ؟ ..
وهل تصدق هذا الهراء ؟ ..
ضحك سعد ضحكة قصيرة .. وقال :
فلنجرب اللعبة .. ولنر ان كان ما يقال حولها صحيحا .. فانا اشتريتها واخفيتها في غرفتي خوفا من ان يكتشف والدي انني قد انفقت مدخراتي كلها على لعبة كهذة .. خطرت في بالي في الامس فقط .. الامر الذي اغراني كي احضرها اليك ونلعبها سويا .. هه .. ماذا قلت ؟؟
رفضت بالبداية .. الا انني وبعد الحاحة وافقت .. وافقت فقط كي اسكته !! .. كما انني لم اجد سببا لرفضي لانني لا اصدق تلك التفاهات .. اصلا
وقد كنت احمقا !! .. اذ لم اكن اتوقع ان ابواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها ..
المهم قمت باطفاء النور واضاءة مصباح احمر صغير بناء على طلب سعد لان الضوء الاحمر يعطي جوا للعبة على حد قولة .. الا ان الجو الذي اعطاه هذا المصباح كان كريها خانقا وكاننا متنا وذهبنا الى الجحيم حيث تمرح الشياطين حولنا ..
جلسنا بجانب بعضنا البعض .. وبدأ سعد بقراءة بعض التعاويذ الغريبة المكتوبة على جانب اللعبة باللغة الانجليزية بصوت حاول ان يجعلة مخيفا .. ثم قال :
خالد .. سيضع كل منا اصبعا على قاعدة الكوب .. ومن المفترض ان نشعر بالكوب وهو يتحرك .. لا تقاومة .. اتركة يذهب الى الحروف التي ستشكل كلمات ما .. والتي ستكون الاجابة عن اسألتنا للارواح .. وهكذا ..
هنا تذكرت شيئا :
روح من نطلب ؟ ..
اه فعلا .. لقد نسيت .. من هي الروح التي تود استحضارها ؟ ..
قلت له بلا مبالاه :
من هي الشخصيه التي تشعر انها ماتت تاركة ورائها الكثير من الالغاز والتساؤلات ؟! .. اذ ليس هناك أي حكمة من تحضير روح شخصية عادية ..
وبدا بحماس يذكر اسماء اشهر الموتى الا ان اسقر بنا الرأي اخيرا على تحضير روح ( الحاكم بامر الله ) .. الحاكم الفاطمي الذي يعتبر المؤرخون اختفائة لغز من الغاز التاريخ .
حسنا لنبدأ ..
قرأ سعد مرة اخرى وطلبنا روح ( الحاكم بامر الله ) .. وجلسنا ننتظر .. ولكن الكوب لم يتحرك اطلاقا .. وانتظرنا مزيدا من الوقت دون جدوى .. وطلبنا ارواح موتى اخرين واخرين .. ولا نتيجة على الاطلاق !! .. حتى اصابني الملل .. كانت التجربة فاشلة تماما كما هو واضح .. وقلت له وانا في طريقي لاضاءة الصالة من الضوء الاحمر المقيت :
يضهر ان ثمن لوحة ( اويجا ) الباهظ كان في جودة صناعتها وقدمها ولا شيء غير ذلك .
قال متظاهرا بالامبالاة وان كانت خيبة الامل واضحة على ملامحة :
ومن قال انني كنت اتوقع ان يحدث شيئا اصلا .. لقد اشتريت اللعبة للسبب الذي ذكرته لك ولاشيء غير ذلك .
كان العشاء كبابا ساخنا طلبته جاهزا من احد المطاعم .. وكان هذا كافيا لتكون هذة اللعبة في غياهب النسيان .
جلسنا نتناول العشاء في غرفتي وتحدثنا بعدها في امور اخرى واخرى ..
لقد تأخر الوقت على الاستيقاظ مبكرا غدا للذهاب مع والدتي الى سوق الخضار .
قالها وهو يتثاءب كفرس النهر .. ونهض بتكاسل ..
فصحبته الى الباب مودعا بفتور :
اراك لاحقا ..
لقد بدأت امل صحبة هذا الفتى حقا .. فهو لا يكف عن الاتصال بي حتى حرمني تماما من الوحدة التي احبها كثيرا ... نعم – وكما ذكرت لكم – احتاج الى الصحبة الادمية احيانا ... ولكن ليس الى هذة الدرجة .. سأبدأ شيئا فشيئا بالتنصل منه وتقليل اتصالاتي معه ..
كنت غارقا في هذة الخواطر وانا اقوم بتنظيف غرفة نومي من بقابا العشاء .. نظرة سريعه الى صالة المنزل من خلال باب غرفتي المفتوح .. مهلا .. رأيت شيئا غير عادي قطع علي حبل افكاري !! لقد نسي ( سعد ) لعبته عندي حيث تركناها في الصالة وليس هذا هو الغريب في الامر ..




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:33 AM   #4

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هل انا واهم ؟! .. لا .. انا لا اتخيل شيئا .. عندما تركنا اللعبة كان الكوب الذي استخدمناه في وضع مقلوب .. ولم يحركة احد بعدها .. بل ولم نقترب من اللعبة اطلاقا منذ تركناها .. انا واثق من ذلك .. فكيف ؟! ..
لم اكمل عبارتي فقد هرعت الى الهاتف لاطلب رقم سعد :
الو .. سعد ؟!
نعم ؟
هل كان كوب لعبة ( اويجا ) في وضع مقلوب حين تركاناها ؟!
قال بحيرة :
بالطبع لا اذكر ... لماذا تسأل ؟؟
قلت له بشيء من التوتر :
لقد نسيت لعبتك عندي في صالة المنزل .. والغريب انني وجدت الكوب في وضع معتدل وفوهته الى اعلى !!
تساءل بغباء اثار اعصابي :
وماذا في هذا ؟!
قلت له بعصبية :
الاتفهم ؟؟ .. لقد تركنا اللعبة والكوب مغلوب .. وانا لم المسة وانت لم تلمسة ايضا .. وهذا يعني ان هناك من قلبة !! ..
الا يمكن ان يكون احدنا قد قلبة وهو شارد الذهن ؟.
قلت بصوت مرتجف :
لم يفعل احدا منا ذلك .. اؤكد لك .. انني خـ .. !!
لم اكمل الكلمة .. كنت اريد ان اقول له انني خائف .. لكني اثرت الصمت .. فهذا الاحمق لن يفعل سوى انه سيخاف اكثر مني .. لذا فضلت ان انهي المكالمة .. قلت له بانني ساكون على مايرام وان عليه ان يأتي غدا ليأخذ لعبته ..
حاولت ان اقنع نفسي بان احدنا قد قام بقلب الكوب وهو شارد الذهن .. مع انني رايت الكوب قبل ان نتناول العشاء في وضعه المقلوب كما تركناه .
ثم مللت من تعقيد الامر حتى انني صحت في نفسي بحنق :
كف عن هذا الجبن يا خالد .. الامر لا يستحق كل هذا لقد رايت الكوب مقلوب فلنقل انني اصطدمت به دون قصد .. فلنقل انني احمق .. فلنقل أي شيء ..
فجلست بحجرتي قلقا متوترا بعض الوقت بفعل
تأثير اللعبة .. التقطت احدى الكتب وقمت بتشغيل التلفاز .. احتاج الى صوت بشري ..
وبالفعل بدأ القلق والخوف يزولان شيئا فشيئا ونسيت كل ما يتعلق بتلك اللعبة السخيفة .. فلست انا اول من يلعبها .. ولا اعتقد ان الارواح والاشباح والشياطين ستترك العالم وتأتي الي .
اندمجت بالقراءة كما افعل دائما قبل النوم الى ان شعرت بان جفوني قد ثقلت .. فقمت باطفاء النور وجهاز التلفاز واضات مصباح النوم الصغير لانام بعدها ملء جفوني .
برووووووووم !! .. صوت هزيم الرعد القوي ايقظني مرتين تقريبا لاسمع بعدها صوت الامطار الغزيرة في الخارج .. الا انني كنت اعود الى النوم شاعرا بالامان والدفء تحت اغطيتي الثقيلة بعيدا عن البرد والامطار وكل هذا الزمهرير .. وفي المرة الثالثة لسماعي لصوت الرعد المدوي .. صحوت مفزوعا .. لارى الظلام .. الظلام فقط !! .. وادركت ان التيار الكهربائي قد انقطع .. فحتى اضاءة الصالة التي كنت اراها من تحت الباب كانت مطفئة ... لا احب الظلام .. لا احبة اطلاقا !! ..
حاولت ان انام مرة اخرى وانا مندس تماما تحت الاغطية الثقيلة ..وبالفعل اصبحت قريبا جدا من النوم .. او كما يقولون بين النوم واليقظة .. الارض غافية ملتفة في الظلام .. وصوت محرك الساعة الرتيب .. اشعر وكأنني الوحيد المتيقظ في هذا العالم .. النجوم .. وانا ... و ..ماذا هل انا احلم ؟! .. لا هذا ليس بحلم .. لقد ايقظني شيء ما .. لم تكن الامطار او هزيم الرعد هذة المرة .. بل هو ذلك الصوت الغريب .. في البداية استغرق الامر دقيقة كي افهم اين انا .. ومن انا .. وماذا افعل بالفراش .. لا ادري كم من الوقت قضيته راقد في الفراش مذهولا من ذلك الصوت .. كان هناك شيء يصطدم في الباب باصرار مريب !! ... ليس بقوة ولكن باصرار كأنك حبست قطة خارج غرفتك .. هرعت حافي القدمين الى باب الغرفة لارهف السمع .. لص ؟! .. لاشك انه لص شعرت بتوتر ورعب .. هرعت بهدوء شديد خلفه الخوف الى الهاتف الموجود بغرفتي للاتصال على الشرطه .. وضغط على الرقم 777 ولكن لم يجب احد وكما هو معتاد واقفلت السماعة وتوتري قد بلغ مبلغا .. وحمدت الله الف مرة بانني اعتدت منذ فترة طويلة على ان اقفل باب حجرتي عندما اكون داخلها .. الا ان هذا لم يطمئنني تماما ..
فالشخص الذي في الخارج لم يحاول اقتحام الباب .. بل ذلك الاصطدام الخافت المخيف بالباب وكانه لا يريد شيئا سوى ايقاظي فحسب !! .. ولكن بعد حوالي دقيقتين توقف ذلك الصوت تماما وحاولت الاتصال بالشرطه بعدها اكثر من مرة .. ولكن لارد هناك .. طبعا لكم ان تتخيلوا كيف قضيت هذة الليله ... كانت خيوط الفجر تتسرب عبر الستائر وكان النوم قد خاصمني تماما ..
وفجأة .. عاد نورمصباح النوم مرة اخرى .. واصبحت ارى الخط الضوئي الرفيع يمر من تحت باب غرفتي .. عندها عرفت ان التيار الكهربائي قد عاد .. وقد ازال هذا الكثير من خوفي .. الى ان هذا لم يمنعني من معاودة الاتصال بالشرطه مرة اخرى .
واخيرا ..
الو ..
مرحبا اسمي ( خالد ... ) وعنواني هو ( ..... ) اعتقد ان احدهم اقتحم منزلنا قبل قليل ..
سألني الشرطي :
وهل هو موجود الان ؟!
لا يبدو انه موجود في هذة اللحظة .
وذكرت له ما كان يحدث عند باب حجرتي خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي و ..
لحظة يا اخ .. ولكن التيار الكهربائي لم ينقطع اطلاقا بالساعات الماضية في أي مكان بالمنطقة ولا حتى في حيكم والا لعلمنا بذلك .. يظهر انك كنت تحلم !! .
هذا غريب تخاذل صوتي حتى انني لم اجد ما اقولة
فاقفلت السماعة وانا افكر .. خرجت الى الصاله متوجسا .. كل شيء بمكانه وقد يكون عطلا كهربائي نزلت الى الدور الارضي ولكن كل شيئا يبدو طبيعيا ..



ما الذي يحدث هنا ؟!
قلتها بصوت مسموع .. فقد بدا لي انقطاع التيار الكهربائي بهذه الصورة
امراه غريب بالفعل !!
كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف فجرا بقليل ..
حاولت أن أنام لكني لم استطع إطلاقا !!
وقد زارني سعد بعد الظهر ليأخذ لعبته .. ولم انس أن اكذب عليه كذبتي الصغيرة
.. فقد أخبرته إنني لم استطيع قضاء أي وقت معه في الأيام القادمة لارتباطي
ببعض الالتزامات العائلية التي ظهرت على السطح فجأة .. كنت مضطرا للكذب
.. لقد اشتقت كثيرا للوحدة .. ولا أريد صديقا لحوحا يتصل بي يوميا .
سارت الأمور بعدها بشكل عادي .. إلى أن بدأت أخيرا اشعر بالنعاس
في العاشرة والنصف مساء .. فانا لم أذق طعم النوم منذ استيقاظي المبكر جدا
.. حيث أصابني ارق شديد بعد الصوت الذي سمعته قرب باب غرفتي ..
ذهبت إلى الفراش وغبت عن الكون .. و.. كيف عرفتم أن هذا سيحدث ؟! ..
استيقظت بعد اقل من ساعتين لأجد التيار الكهربائي مقطوعا مرة أخرى !! ..
لا يمكن أن تتكرر الصدفة بهذه الصورة .. والمصيبة إن الذي أيقظني
هذه المرة ذلك الصوت نفسه الذي يوحي وكأن احد يصطدم بالباب
بإصرار هادئ مريب !!
لا ادري لماذا شعرت هذه المرة بان الأمر يتجاوز الماديات ..
العرق بدأ ينحدر على جبيني .. والصراع في داخلي قد بلغ الذروة بلحظات ..
قلبي يخفق كالطبل .. ودمي يفور ..
وهنا قررت أن افعل أحمق شيء قد تتصورونه .. نهضت من فراشي لأرى ذلك أو
( الشيء ) الذي يصطدم بالباب !! لم تكن هذه شجاعة مني كما قد يتصور البعض
.. بل هو فضول .. فضول غبي وما إن اتخذت هذا القرار حتى بدأت اشعر
بيدي وكان وزنها قد ازداد وكأنني عاجز عن رفعها بسبب وزنها الثقيل ..
تحركي يا يدي ولكن صوتا في أعماقي كان يصرخ بي :
لا تفعل .. بالله لا تفعل !! .. حاستي السادسة تصرخ مهيبة أن أتراجع ..
لا تلعب بالنار .. فيجيب صوت العقل برأسي :
ولكن ماذا لو تكرر الأمر غدا وبعد غد ؟! .. يجب أن اعرف مصدر هذا الصوت !!
ولكن .. عندما خرجت من الغرفة لم أجد شيئا إطلاقا !! .. هذا غريب ..
كان هناك نور بسيط في الصالة بسبب الشباك الكبير الذي تسلل
إليه نور مصباح الشارع .. تشجعت قليلا وقررت النزول إلى الطابق الارضيى
لأحضر بعض الشموع إلى غرفتي لإ ناره المكان بدلا من هذا الظلام المخيف ..
فقد نسيت أن افعل هذا في الصباح .
شعور غريب ينتابني بأنني مراقب .. الحذر والتوتر يحرق أطراف أصابعي حرقا ..
ولو أن عصفور غرد لوثبت مترين بالهواء ..
ثم حدث شيئا كاد أن يصيبني بسكتة قلبية .... ففي طريقي إلى الدرج للنزول إلى الدور الأرضي .. لمحت خيالا في صالة المنزل .. فوثبت للوراء – برد فعل غريزي –
لأرى القادم .. صحيح أن الرؤية غير واضحة بفعل الظلام .. لكني استطعت أن أرى ..
لقد كان خيال امرأة !!
هل أنا أخرف بفعل الخوف والظلام !! .. لا أنا لا أخرف ولا أتخيل شيئا ..
إنني أرى امرأة عجوز بيضاء الشعر طويلة مسربلة بثوب اسود طويل
تجوب صالة المنزل بهدوء شديد وبحركة انسيابية رشيقة لا تصدر من عجوز ..
بل لا تصدق من إنسان أصلا !! لا يوجد أي نوع من الانبعاج تحت ثوبها يوحي بحركة القدمين ... وكأنها لا تمشي لكنها تمشي إن فهمتم ما اعنيه !!
لم تكن المرأة تبدو وكأنها انتبهت لوجودي ..
تنحنحت لأبدأ الكلام .. فقد انحشرت الحروف في حلقي ..
قلت بصعوبة وأنا ارتجف وأسناني تصطك :
م .. مـ ... مـ .... ماذا تـ ... تفعلين هنا أيتها المرأة .... !!
لم أكمل عبارتي .. فقد التفتت لي ... ورأيت وجهها !! ..
وكدت أصاب بالشلل من هول ما رأيت .. إذ لم أتخيل قط وجها مريعا كهذا ..
أرجو أن تعفوني من وصف وجهها الذي سيظل يؤرق أحلامي ما حييت !! ..
لقد كان وجها بشعا رهيبا لو وصفته لكم لحرمتم من النوم لفترة طويلة ..
يكفي أن تعلموا انه لم يكن في وجهها ما يمت بصلة لوجوه البشر ..
وقبل أن افهم أنا نفسي ما يحدث .. صرخت وصرخت حتى وثبت عيناي من محجريهما
فالذعر الذي غمرني كان أعمق من أي تعقل .. ثم أطلقت ساقي للريح ..
جريت كما لم اجر في حياتي .. نزلت مسرعا إلى الدور الأرضي وكأن شياطين العالم تطاردني .. الردهة .. الظلام الدامس جعلني اصطدم مئات المرات بأشياء مجهولة ..
اصطدمت ساقي بقطعة أثاث حتى كادت أن تتحطم قصبتها .. وسقطت ... ونهضت وأنا اشهق وقلبي يتواثب كالحصان .... أتعثر مرة أخرى .. وانهض ... وأتعثر .. وتفكيري كله قد تبدد .. هرعت إلى باب المنزل .. يا للهول !!
أن الباب موصد والمفتاح في غرفتي .. لقد أصابني هلع افقدني كل قدرة على التركيز ..
لكن ما جدوى التركيز والتفكير المنطقي في ظرف كهذه ؟! ..
رعب وحشني دفعني أن أهشم قبضتي على الباب تهشيما .. اصرخ واصرخ
. . و .. فقدت الوعي !! .
صحوت بعد فترة بدت لي قصيرة والظمأ يحرق حلقي ..
ومن جديد أدرك إنني هنا بالقرب من باب الخروج وان الرعب يقتلني ..
وليته يقتلني فعليا ليريحني .. كانت واحدة من أشنع لحظات حياتي ..
ولو أن أحدكم يعرف علاج يساعدني على نسيان الذكريات المريرة فليساعدني به.
وقفت مشدوها مصدوما ملتصقا بالباب .. لا ادري ما افعل ..
حتى لو ركلت الباب ركلا وملأت الدنيا صراخا فلا اعتقد أن احد من الجيران سينتبه
.... وبينما كنت غارقا في هذا الجو المرعب وملصقا ظهري بباب الخروج
عاجز عن اتخاذ أي رد فعل .. رأيت شيئا أخر جعلني أصاب بشلل لحظي !!
.. خيال رجل جالس في ركن صالة الدور الأرضي !! .. كان وجهه خارج دائرة الضوء
والواقع أن هذا قد أخافني أكثر بكثير مما لو كنت أراه بوضوح .. لان الخيال مخيف
أكثر من الواقع بمراحل ..هنا اتخذت قراري .. فقد تذكرت بأنني لم أشاهد شيء
في غرفتي .. فلأعد إليها .. بدأت لي أنها أكثر أمنا من أي مكان أخر بالمنزل ..
هرعت راكضا إلى غرفتي وفؤادي لا يكف عن الوثب .. لا يكف عن الخفقان بقوة
لم انتبه إلى وجود المرأة العجوز أو أي احد أخر دخلت إلى غرفتي وقفلت الباب
ودسست نفسي تحت الغطاء وأنا الهث بقوة من هول الموقف وسمعت بعد لحظات قليلة
... صوتا جمد الدم بعروقي .. صراخ طويل شنيع منبعث من الدور الأرضي وكأنه قادم من أعماق الجحيم .. كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان ..
بدأت بقراءة أية الكرسي .. شاعر بخوف لا حدود له من تخيل مجرد تخيل
شكل
ذلك الشيء الذي يصرخ .. لا يمكن أن تصدقوا مدى الرعب الذي شعرت به
في هذه الليلة مندسا تحت اللحاف متكورا كهر رضيع ابكي وارتجف بقوة
حتى لساني عجز عن ترديد آية قرآنية لقد كان إيماني ضعيفا للأسف ..
تخيلوا إنني ظللت هكذا لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن اشعر بنور الشمس الحبيب
يدخل غرفتي على استحياء .. عندها فقط جرؤت على الخروج من تحت اللحاف
ارتديت ثيابي ولم اسم أي شيء غير عادي ولم انس هذه المرة مفتاح باب المنزل
لأهرع بعدها إلى الخارج حيث الفجر والصحبة الآدمية التي بدت لي وكأنها أروع شيء في الكون .لا ادري أين اذهب شعرت بمرارة لا حدود لها .. هل أنا وحيد إلى هذه الدرجة ؟
.. لا يوجد لي أقارب ولا أصدقاء فأنا دائما ما أكون سمجا قليل الكلام معدوم
الدعابة بطيئا في ردود الأفعال .. مما جعلني جديرا بهذا السجن الانفرادي الذي
اخترته لنفسي .. سأطلب من جدتي حين تعود ألا تتركني أبدا مرة أخرى ..



رحت أجوب الطرقات دون هدى لا اعرف أين اذهب إلا إنني في النهاية
اعتزمت الذهاب إلى احد المقاهي لتناول الغدا على الأقل ومن ثم الجلوس
والتفكير لما حدث لي في الأمس ..وجلست وطلبت .. كان المقهى عامرا بالزبائن
واغلبهم من الشباب .. جلست لتناول الطعام وذهني مشغول تماما ..
فطلبت من احد عمال المقهى ورقة وقلم لأرتب أفكاري .. يجب أن ارتب أفكاري
كما افعل دائما عندما أكون مشوش الذهن .. ورحت اسطر النقاط التالية :
1- لقد بدأ كل شيء بسبب لوحة ( اويجا ) اللعينة هذه ..
يصعب هنا ألا اربط بينها وبين تلك الأشياء الشنيعة التي ظهرت فالأمر يبدو واضح .
2- مصدر هذه اللعبة مجهول ويظهر أن الذي باعها لـ ( سعد )
كان قد سرقها من مكان ما ولم يعرف قيمتها الحقيقية وان خلاصة الكلام
احدهم استخدمها قديما بواسطة السحر للاتصال بالأرواح أو ما شابه ذلك ..
كما اعرف حق المعرفة إن ( اسكتلندا ) وهي المكان الذي اشترى منه
( سعد ) اللعبة تعج بالقلاع التاريخية التي نسجت
حولها قصص الأشباح حتى إن بعض الساخرين اعتبروا الأشباح اسكتلندية الجنسية !!
.. أن ربط السحر بالأمر أمر وارد جدا ..
3- الأشياء المريعة التي ظهرت لي قد تكون أشباح أو .. جن ..
أو شياطين .. لا اعلم بالضبط .. ولن اعرف الإجابة على هذا السؤال أيضا
4- ما سبب انقطاع التيار الكهربائي ؟؟ .... أيضا لا اعلم ..
إلا إنني عرفت فيما بعد أن الأمر قد يكون مرتبطا بالأشباح الضاجة .
5- بدأت اكره ( سعد ) كثيرا وسأنهي علاقتي معه منذ هذه اللحظة .
6- الأمر الأهم من كل ذلك : يجب إن أجد مكانا أبيت فيه اليوم !!
هل تظنون إنني استطيع المبيت في المنزل بعد كل ما رأيت ؟!
لوكانت جدتي ستعود غدا مثلا لقضيت اليوم كله في الشارع ..
أما عودتها لن تكون قبل أسبوع فما الذي سأفعله طول تلك الفترة ؟!
عند النقطة السادسة بالذات كنت أحاول إن اطمئن نفسي بأنني سأجد مخرجا ...
فالشوارع ترحب بمن هم في مثل سني بعد منتصف الليل ..
ووجدت إن أكثر الحلول منطقية هو إن أبيت في احد الفنادق طوال فترة غياب جدتي ..
وارتحت كثيرا لهذه الفكرة فهي بالفعل حلا ً مناسبا .. إنني امتلك
المال الكافي
للمبيت في الفندق أسبوعا كاملا .. كما إنني على وشك إن يغمى علي من شدة الإرهاق
.. فانا لم انم سوى ما يعادل الثلاث ساعات تقريبا في اليومين الماضيين ..
كما إن القلق والتوتر والرعب الذي شهدته قد أنهك كل قواي ..
هرعت مسرعا إلى هاتف المقهى .. وطلبت البدالة
للحصول على رقم احد الفنادق فإعطاني
موظف البدالة رقم الهاتف ..
فاتصلت ملهوفا بالفندق
.الو . .
مرحبا .. أود إن استئجار غرفة ..
قال لي
موظف الاستقبال بلهجة مهذبة :
نتشرف ياسيدي .. كل ما عليك احظارة هو
عقد الزواج وحضور الزوجة .. والخ ..
صعقت لهذا القول .. وقلت بضراعة :
ولكن أنا .. غير متزوج وأريد المبيت وحدي .. وسأدفع أي مبلغ تطلبونه .. أرجوك !! ..
ولكن رده كان واضحا :
عفوا سيدي .. ممنوع منعا باتا استضافة الشباب العزب .. وهذا يسري على جميع فنادق
( الكويت ) ..
أقفلت السماعة بوجهه .. فقد اغرورقت عيناي بالدموع من شدة القهر
ليتني لم التق بـ ( سعد ) .. لقد كانت حياتي هادئة بعيدة عن كل هذه الأهوال
قبل إن التقي بهذا الأبله ..
وجدت نفسي فجأة اتصل برقم ( سعد ) دون إن أجد سببا لذلك ..
وإذا به يجيب ببساطة وبصوت يوحي وكأنه نائم أو مسترخيا :
الوووووه
ولم احتمل إن أجدة بهذا الاسترخاء بينما أنا في هذا الجحيم ..
فانفجر البركان من فمي قاذفا حمما كلاميه :
يا أحمق .. يا أغبى مخلوقات الأرض ..
لقد كان يوم لقاؤنا يوما اسود لم تشرق له شمس والاسوء
منه يوم جعلتك تدخل منزلي أنت ولعبتك اللعينة .. هل تعلم مافعلت .. هل .. ؟
فتلعثم بالكلام وتحدث بارتباك شديد .. ثم شرع يسألني عما جرى
لأنه لا يعرف سبب عصبيتي .. وينصحني بان اهدأ ..
لم أرد عليه .. فقد وجدت إنني أقوم بعمل اخرق لا طائل منه ..
لذا قفلت السماعة في وجهه دون إن أخبرة بشيء ..
عدت لأجلس مرة أخرى في المقهى محاولا إن أظل مستيقظا وعالما إن هذا يكاد
يكون مستحيلا شربت أقداح لاحصر لها من القهوة حتى التهبت معدتي ..
ولكن دون جدوى من يستطيع إن يظل مستيقظا لثلاثة ليال متواصلة .
أحاول إن ابحث عن حلا منطقيا .. في البداية فكرت بالسهر حتى شروق الشمس
لأذهب بعدها إلى البيت لأنام .. ومن ثم استيقظ مساء لأخرج ...
فالأهوال التي رأيتها لم تكن تظهر سوى في المساء ؟!
ولكن المشكلة إنني لا استطيع إن أظل مستيقظا ثلاثة أيام متواصلة
إن هذا مستحيل تماما .. إنني بالكاد استطيع إن افتح عيني ألان
فما بالكم في الانتظار يوما أخر .
جلست أفكر بحل أخر .. النوم بالمقاهي ؟! .. غير مسموح به بالطبع ..
ولو فعلت لأيقظني احد العمال ليخبرني بعدم جواز النوم بالمقهى ..
وبعد ثلاث ساعات من التفكير والتوتر .. اتخذت قرار قد يبدو غريبا ..
فقد قررت العودة إلى المنزل !! ... لايوجد حل أخر لدي ؟! ...
اعرف ما سيصيبني ولكن هل لديكم حلا أخر ؟!
أدركت هنا كم إن مقولة : ( النوم سلطان ) صادقة ..
صادقة إلى حد يثير الغيظ .. فالنوم بالفعل سلطان ينحني له أكثر الناس هيبة وقوة ..طلبت بالهاتف سيارة أجرة لتوصلني إلى البيت الذي أصبحت اخشاة أكثر من أي شيء
أخر في هذا العالم .. كنت طوال الطريق أتخيل نفسي كالمحكوم علية بالإعدام
الذاهب إلى حبل المشنقة ولكن فليذهب كل هذا إلى الجحيم أريد إن أنام وليحدث ما يحدث

توقفت سيارة التاكسي أمام البيت فنزلت .. واستدرت لأشاهد بيت الأشباح !! ..
اسم مبتذل سخيف لعشرات القصص والأفلام .. ولكن ما باليد حيلة فهو بالفعل منزل أشباح وأي أشباح !!
مشيت نحو البيت وانا اشعر وكأنني ثابت وهو يقترب مني باستمرار .. إن هذا المنزل مسرح ستؤدي عليه ليلا مسرحية شديدة البشاعة والهول .. ستكون ليلة طويلة حقا .. اعلم إن الأشباح لن تقتلني .. لكنهم يثيرون الرعب وهذا كاف جدا لجعلهم مؤذيين .. إنهم يخالفون نواميس العالم الذي نعرفه وهذا يكفي لجعلي اقشعر خوفا وهذا أسوأ بكثير من الموت يارفاق .. الرعب !!
إنني أفضل إن أموت ألف مرة على إن أرى ما رأيته في الأمس وما سأراه اليوم .. اشعر إن حكم الإعدام قد صدر بحقي ولا أمل لي في استئناف ولا معارضة ولا هرب .. كنت دائما أقول إن الخطر المعنوي اشد إيذاء بكثير من الخطر المادي ..
وقفت لفترة خارج المنزل وساقاي لم تعودان على حملي من السهر المتواصل .. دخلت إلى المنزل وأنا اردد المعوذتين .. ولكن هذا لم يكن كافيا لتزول كل أثار الرعب من نفسي .. ابذل جهدا خارقا للسيطرة على توتري .. إن هذه الأشياء الملعونة لم تظهر لي إلا ليلا .. أما ألان والساعة لم تتجاوز الرابعة عصرا فلا اعتقد إن شيئا سيحدث .. لكن هذا لم يكن كافيا للتخفيف من حدة توتري وخوفي .. شعور مروعا كان يداهمني إنني لست وحيدا بالمنزل .. الحضور القوي الذي لا ينكر لتلك الأشياء التي شاهدتها جعلني التفت يمينا وشمالا وانظر خلفي كل ثانية تقريبا تأكدت إن الباب موصد بإحكام .. تفقدت خزينة الثياب وألقيت نظرة تحت الفراش وأخذت مصحف جدتي الصغير .. ووضعته تحت وسادتي ..
وبرغم مئات الخواطر السوداء القلقة .. غرقت في نوم عميق جدا متوقعا ومتمنيا إلا استيقظ منه قبل حلول نهار الغد .. ولكن هذا لم يحدث مع الأسف !!
فقد استيقظت ليلا ... كم من الوقت نمت ؟! .. لا ادري لكني فتحت عيني لسبب لا اعرفه .. ذلك الحافز الخلفي المجهول الذي يوقظنا حين ينظر شخص بإمعان لوجوهنا ونحن نيام !! .. ولكني لم ارى شيئا حين استيقظت .. فلم يكن هناك سوى الظلام .. الكهرباء كانت مقطوعة لليله الثالثة على التوالي !! . .
اللعنة !! .
قلتها بصوت مسموع مرتفع بدا لي مخيفا فخرست وأنا أعض على شفتي قهرا .. فانقطاع التيار الكهربائي يعني إنني لست وحدي .. احد ( الأشياء ) المريعة التي ظهرت لي بالأمس ستظهر الليلة أيضا . .
ظللت مستيقظا في فراشي وقد عجزت تماما عن العودة إلى النوم .. إن هذه الليلة لن تنتهي أبدا .. قررت النهوض من فراشي لإشعال شمعة .. فذلك الظلام سيصيبني بالجنون .. أخرجت رأسي من تحت الغطاء بهدوء وقلق شديدين لأجلب شمعه من احد أدراج مكتبي .. فقد اتخذت احتياطي هذه المرة وجلبت عددا من الشموع ووضعتها هناك تحسبا لظرف كهذا ..
التفت يمينا وشمالا !! .. عيناي قد اعتادتا الظلام قليلا كوني ظللت مستيقظا في فراشي أكثر من عشر دقائق .. لكن صبرا .. ثمة شيء ما غير مريح . . هناك جسم في زاوية غرفتي بجوار المرآة لم يكن هناك في السابق .. جسم له أبعاد وحدود و . . كاد قلبي إن يتوقف عن الخفقان !!
فعندما دققت النظر وجدت قطة سوداء واقفة على قدميها الخلفيتين في زاوية غرفتي وكأنها تمثال فرعون مقدس .. وفي عينيها ذلك البريق المخيف ... نظرة صامته لعدة ثوان .. وبعدها ضحكت القطة ضحكة بشرية واضحة !! .. واختفت تماما ولم أرها ثانية لحسن الحظ ..
رحت أتواثب قفزا كحيوان الكنغر إلى فراشي وأنا ارتجف رعبا .. لن استطيع إن أعيش هكذا رحت اردد المعوذتين وارتجف .. أسناني تصطك هلعا ودموعي تنهمر بغزارة دون إن ابكي بصوت مسموع فحتى صوتي بدا لي مخيفا .. أنا لا افهم شيئا .. لا افهم حرفا مما يحدث .
أغمض عيناي بقوة وأنا مندس تحت اللحاف لأنني اعرف ما سأراه سيثري كوابيسي ..
يتهددني خطر لا يجدي معه إبلاغ الشرطة ولا امتلك سلاح .. ولا تربية كلب .. ولا تحصين النوافذ .. أليس هذا مريعا ؟!
لقد سمعت اصواتا عديدة في تلك الليلة الملعونة وأنا جالس متكور على نفسي في فراشي لكني لن أخبركم ما هي هذه الأصوات !! .. لأنكم لم تصدقوني أولا .. ولان جزءا منها اختلط بالكوابيس التي كنت أراها حين أغيب عن الوجود .. فلم اعد أميز بين الكابوس والواقع !!
وفي لحظة فقدت قدرتي على الصمود أكثر من ذلك .. سأبيت في الشارع .. أو سأرتكب جريمة حتى أبيت في المخفر ولكني لن أبقى لحظة واحدة في ذلك المنزل الملعون ..
اتخذت قراري .. لقد انتهى العقل .. وجاء وقت الجنون !! .. نهضت من فراشي كالملسوع واندفعت نحو الطابق الأسفل للخروج من المنزل .. وتكرر مشهد الصراخ .. والنهوض .. فالركض والاصطدام بالأثاث .. والصراخ مرة أخرى الصراخ الذي يمكنه إيقاظ الديناصورات المنقرضة التي شبعت موتا منذ ملاين السنين .. فتحت الباب وأنا الهث وابكي .. واصطدمت بشيء ما .. فأجفلت وشرعت أوجه لكمات خرقاء وأنا اصرخ في هستيريا .. فسمعت صوتا مألوفا يبسمل ويهتف بي بجزع :
( خالد ) . . هذا أنا . . جدتك .
عندها ارتميت بأحضانها وأنا ابكي .. انفجرت ببكاء هستيري جدير بالفتيات ..
لحظات لم تنطق بها جدتي بحرف واحد وهي مذهولة من منظري وأنا خارج من البيت وكل علامات الخوف على وجهي .. لكن .. يبدو أنها استمعت أفكارها .. حيث سألتني بقلق شديد :
( خالد ) .. ما الذي يجري يا بني ؟؟
لم استطع إن أرد .. لا ادري لماذا عادت قبل موعدها بأسبوع لكني سعيد جدا بذلك .. قبلت يدها الحبيبة وأنا ابكي بحرارة ..
تكلم يا ( خالد ) . . انك تخيفني يا بني ..
قالتها بانفعال وهي على وشك البكاء .. فهي لم ترني بهذا الحال من قبل !! .. ولكني لم اقدر على النطق إلا بعد فترة من البكاء .. وقد انتبهت جدتي بالطبع إلى إن التيار الكهربائي مقطوع .. فقامت بجلب بعض الشموع لتنير المنزل .. عندها فقط استطعت إن أتحدث .. قلت لها كل شيء لكني تجاوزت الحديث عن لوحة ( اويجا ) .. ويكفيها إن تعلم إن البيت مسكون بالجن والشياطين .
رحت أتوسل إليها إن نبيع البيت :
ما الذي يدعونا إن نعيش في بيت كهذا يا أمي انه كبير جدا وقديم .. اعلم انك تحبينه كثيرا ولكن لا بد من التغير .. خاصة بعد ما شاهدت .
أنا لا أمانع بيع المنزل يا ولدي .. ولكن لا ادري .. لقد كنا نعيش فيه فحسب ولم أفكر ببيعه .
استجمعت أنفاسي وقلت لها بلهفة :
هناك الكثير من المكاتب الxxxxية التي ستعرض البيت للبيع وأنا واثق إننا سنجد من يشتريه .
صمتت قليلا ثم قالت :
سأترك الأمر لك يا بني . . لتفعل ما تريد ..
وكان هذا الرد يكفيني ... يكفيني تماما ..
لقد عرفت من جدتي بعدها إنها عادت قبل موعدها المحدد لأنها اتصلت أكثر من مرة لتطمئن علي .. وكنت لا أرد على الهاتف أو الاتصال بجدتي على الأقل لأطمئنها .. الأمر الذي أشعرها بقلق شديد وجعلها تعود في أسرع وقت لتطمئن وقد استقلت سيارة أجرة من المطار إلى المنزل الم أخبركم إنها امرأة باسلة رائعة ؟! ..
ولم يفتها بالطبع سماع الأصوات الغريبة في المنزل في الأيام القليلة التي تلت عودتها من السفر ..ولكنها أثارت إعجابي بشدة .. كانت تذكر الله وتقرأ بعض الآيات القرآنية بثبات وشجاعة تحسد عليهما .. أطال الله في عمرها .
لقد حصل كل شيء بسرعة لا تصدق .. ففي اقل من أسبوعين كانت صفقة بيع البيت قد تمت ..قمنا ببيعه بمبلغ لا بأس به إطلاقا .. ففي الكويت تباع المنازل حتى وان كانت متهالكة بمبالغ هائلة .. وقد كانت سعادتي لاتوصف لأننا سنبتعد عن تلك الأهوال التي شاهدتها وكادت إن تصيبني بسكتة قلبية أكثر من مرة .. ولا أنسى إن أقول لكم إنني قضيت الأسبوعين الأخيرين في غرفة جدتي .. ولكن شيئا لم يحدث .. سوى بعض الأصوات المخيفة الغامضة التي كانت تجيبها أصوات أخرى أكثر غموضا ... ولا ننسى الستائر التي كانت تتموج ليلا وكأن هناك من يختفي ورائها .. ولا حاجة لي بالطبع إن اكشف عن الستارة لأعرف ماذا يوجد خلفها ..
فقد شاهدت ما يكفي ..
قمنا ببيع البيت كما ذكرت سالفا وسكنا بعدها بشقة راقية .. المنطقة ؟ .. ( الرميثية ) طبعا .. فـ ( الرميثية ) هي جزء من روحي كما أخبرتكم في المقدمة ..
لا أنسى إن أخبركم إنني عرفت فيما بعد إن البيت قد نجح بطرد ثلاث اسر ظنت أنها لا تعبأ بكل هذا الهراء !!
كنت أظن إن الأزمة التي مررت بها ستنتهي .. لكني كنت واهما .. كنت واهما إلى أقصى حد .
فالقصة الفعلية ( وأرجو إلا يثير هذا غيظكم ) .. لم تبدأ بعد !!




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:39 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





لقد قضينا بضعة أيام ونحن نجمع أشياءنا من المنزل محاولين الخروج في أسرع وقت ممكن وكنت اذهب إلى المدرسة بعد إن انتهت العطلة منهيا فروضي بسرعة .. وبعدها ابدأ بجمع أغراضي الخاصة بحماس شديد .. كما إنني كنت أقوم بمساعدة جدتي لتوضيب كل أغراضها من غرفتها ووضعها في صندوق تمهيدا لنقلها وذلك حتى نخرج من البيت بأسرع وقت ..
وفي هذه الإثناء .. وجدت خزانة حديدية صغيرة الحجم شبيهة بالخزانات الحديدية الصغيرة التي نراها في السينما .. لم انتبه قط إلى وجودها من قبل !! .. فقد كانت موجودة في دولاب جدتي الذي لا أفتحة أبدا بطبيعة الحال ..
سألت جدتي بدهشة :
منذ متى وأنتي تملكين هذه الخزنة الصغيرة يا أمي ؟!
إنها قديمة جدا يا ولدي .. لقد اشتراها جدك في فترة الستينيات ووضعها بالغرفة .. كان يحفظ فيها أوراقنا الرسمية وبعض المصوغات .
وما الذي تحويه ألان ؟!
قالت دون اهتمام :
لا ادري .. إنني لم افتحها منذ عشرون عاما .. لقد كان والدك يستخدمها بعد وفاة جدك رحمهما الله .. ولم يستعملها احد بعده ..
أثار هذا الشيء استغرابي فسألت جدتي بلاإهتمام :
ولكن .. الم يثير هذا فضولك يا أمي ؟
في الواقع .. لا .. فلا اعتقد إنها تحوي شيئا هاما .. كما إنني لا اعلم أين مفتاحها أصلا ..
هل تمانعين لوقمت بفتحها أو كسرها يا أمي ؟
بالطبع يا بني .. افعل ما يحلو لك .
وهكذا قمت بكسر الخزينة بعد جهد جهيد .. فتحتها ملهوفا لأرى ما فيها !! ...
أوراق كثيرة .. سندات وشروط جزائية وعقود .. الخ .. كلها قديمة جدا تعود إلى ما قبل ولادتي .. أي عمرها أكثر من 17 عاما .. كما وجدت النقود الكويتية القديمة التي قبل الاجتياح الصدامي الغاشم على ( الكويت ) .. تحتاج هذه الأوراق إلى مزاج لقراءتها رائق وسأفعل ذلك لاحقا بعد الانتقال إلى السكن الجديد ..
وبعد يومين انتهينا من كل شيء .. وخرجنا من المنزل المشئوم الذي كان وداعنا له متباين المشاعر .. فجدتي الحبيبة لم تنس سنوات عمرها الطويلة التي قضتها هنا .. إما أنا .. فانتم تستطيعون تخمين مشاعري جيدا بعد الأهوال التي رأيتها ...
شقتنا الجديدة فقد كانت عمارة راقية حديثة البناء تبعد عنك فكرة الجن والأشباح .. وقد احتاج منا الأمر أسبوعا كاملا لنتأقلم مع السكن الجديد بعد إن قمنا بإيصال خط الهاتف وكابل التلفزيون مع باقي الخدمات الأخرى . . و . . فرغت تمام من كل المسؤوليات حتى جاء يوم ( الخميس ) وهو من الأيام السعيدة والمفضلة لدي ولدى الكثيرين ففي هذا اليوم لا أعمال ولا دراسة .. ولا فروض منزلية .. ولا أي شيء من أي نوع .
من جهاز التسجيل ينبعث صوت موسيقي هادئة جدا ... وذلك المذاق الحزين للهواء المغسول الذي يدخل عبر شرفة غرفتي ويشتهر بع فصل الشتاء .. شعرت إن الوقت مناسبا والمزاج رائق للاطلاع على الأوراق التي وجدتها في الخزنة الحديدية .. وهذا ما حدث بالفعل فقد أخرجت كل الأوراق والمستندات القديمة التي تعود عمرها إلى ما قبل ولادتي كما ذكرت لكم .. أريد إن اعرف ما تحويه بالضبط بدافع الفضول لا أكثر .. وليتني لم افعل !!
فقد أثارت هذه الأوراق في نفسي حزنا شديدا جدا مع مرارة غصة في الحلق لماس ومصائب لم أعيشها لحسن الحظ .. لكنها أثرت على حياتي بشكل كبير !! ..
هنا يجب إن أعود بكم إلى الوراء .. إلى الماضي .. لاكتشف أسرار حياتي العائلية التي كنت أحاول إن أتجنب الحديث عنها قدر المستطاع .. ولكن لا بد من ذلك حتى تعيشون معي أجواء القصة !! ..
لقد كان والدي إنسانا عاديا جدا إلا انه مقطوع من شجرة فلم يكن له في هذه الدنيا سوى والدته التي هي جدتي .. وكان موظفا عاديا في احد الدوائر الحكومية .. ودون إن اعرف أي تفاصيل أخرى ... وقع في حب امرأة من عائلة ثرية جدا ومعروفة في ( الكويت ) .. هذه المرأة هي أمي وبادلته أمي الحب .. إلا إن المشكلة التي تواجههما هي المشكلة الأزلية في الكويت ودول الخليج عموما : عدم التكافؤ لأسباب قبلية أو اجتماعية أو مالية .. الخ .. فهناك تقسيمات كثيرة جدا بين المواطنين على الرغم من إن عدد سكان ( الكويت ) لم يتجاوز المليون حتى ألان .. وبالنسبة لوالدي فقد كان عدم التكافؤ واضحا جدا بينهما وكانت أسرة والدتي ترى في أبي شخصا استقلاليا يريد الوصول إلى طموحة من خلال الزواج من امرأة ثرية .. بينما كان أبي يحاول جاهدا إقناعهم بحبة لامي وانه لا يهتم لثروتها .. أما أمي فقد قاتلت أهلها بشراسة واستماتة من اجل حبيبها .. حتى أنهم لم يملكوا بعدها سوى الموافقة وان كانوا لم يبتلعوا الفكرة ..
وتزوج الحبيبين .. انتم تعرفون كيف تحدث هذه الأمور يسمونه ( النصيب )


مرت أربع سنوات دون إن يرزقهما الله بأطفال .. ومع مرور الوقت تغيرت والدتي كثيرا .. وبدأت تعامل أبي بكبرياء شديد ولسان حالها يقول : أنت لا شيء من دوني ..
وفتر حبها له بصورة واضحة .. قد يكون السبب هو تأثير أهلها عليها .. وقد رسخوا في دماغها طوال سنوات زواجهما فكرة إن والدي إنسان وصولي يريد إن يصل إلى طريق الثراء من خلالها .. لذا بدأت معاملة أمي لأبي تتغير شيئا فشيئا بعد عملية غسيل المخ هذه .. وبدأت توجه له اهانات كثيرة خصوصا بعد إن افتتحت له – وبناء على طلبه – شركة كبر اسمها مع مرور الوقت بجهد أبي ومساعدات أمي المالية .. وأصبحت أمي مع مرور الوقت نموذجا جيدا للزوجة التي تصنع من زوجها رجلا عظيما في عملة .. ولكن بالصورة التي لا تتوقعونها .. فقد كانت تصنع منه ذلك عن طريق تعذيبه وارغامة على إن يغرق همومه في العمل .. ومزيد من العمل .. ولم تكف عن إشعار أبي بالفشل وبأنها منحته أكثر بكثير مما يستحق .. وكبرت المشاكل بينهما وأصبحت حياتهما لا تطاق .. فإذا تحدث والدي تثاءبت والدتي .. وإذا لم يتحدث اتهمته بأنه لا يرغب في استمرار هذا الزواج !! .. وإذا كانت الأخطاء بلا عدد والقرف بلا حدود .. فان الصبر له حدود والاحتمال له حدود .. لذا فقد طفح الكيل بوالدي .. ولكنه لم يقم بأي رد فعل ايجابي
يظهر إن حالة أبي النفسية أثرت كثيرا على عملة على الرغم من أخلاصة وتفانيه .. فبدأ شيئا فشيئا بإهمال الشركة .. وبدأ وكأن مشاكلة الأسرية قد جعلت حاسة الكسب عنده اقل رهافة .. حتى انه خسر مبالغ هائلة في فترة قصيرة وتراكمت عليه الديون فكان الحل الأخير هو السفر إلى ( أوروبا ) للملمة شتاته ومحاولة الحصول على مساعدة من بعض شركاءه هناك ولكن يبدو إن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب .. فبعد أسبوع من سفرة .. وجد انه سيقضي عمرة في السجن بسبب تراكم الديون التي عجز عن سدادها وكان واثقا إن أسرة زوجته لن تقف بجانبه .. لذا فقد اختار حلا رهيبا .. الانتحار !! .. فقد وجدوا ثيابه على احد شواطئ ( هولندا ) .. وقال شهود عيان أنهم شاهدوا رجلا يجتاز الأمواج العاتية في جو شديدة البرودة مما اثأر استقراب الناس الذين تجمعوا حول الشاطئ مناجين به العودة إلا إن أبي اجتاز الأمواج غير عابئ بصرخات المنذرين واختفى بعدها تماما .. وأعيدت ثيابه إلى ( الكويت ) مع خطابا مكتوب بخط يده في جيب بذلته وموجها إلى والدتي يقول فيه :
(( اغفري لي يا ( . . . . ) .. حياتي معك أصبحت مستحيلة .. لا املك شيئا ألان .. ولا جدوى من الحياة بعد إن خسرت . . خسرت حبي . . وخسرت ثروتي بعد إن فاضت بي الديون )) .
إنها غريزة المنتحرين الشهيرة : كل منتحر يحاول جاهدا إن يبرر نفسه لعالم .. برغم انه فارقة باختياره إلى عالم لا يحتاج إلى هذه المبررات !! … وطبعا كان لابد من بعض الصراخ والبكاء وانهارت جدتي تماما وقتها.. فقد كان أبي هو ولدها الوحيد الذي ربته على أفضل القيم لكنه بفعلته الشنيعة هذه قد خذلها كثيرا .. وقامت والدتي بتسديد ديون أبي فهي زوجته أولا وأخيرا .. وليتها اختارت إن تسدد له ديونه قبل إن يقدم على الانتحار .. ولكنها لم تتوقع منه شيئا كهذا .. الأمر الذي جعلها تفيق من سباتها وتعرف كم كانت قاسية معه .. وما زاد القصة تعقيدا هو إن والدتي اكتشفت بعد أيام قليلة من انتحار أبي أنها حامل بطفلها الأول !! .. الذي هو أنا واكتملت بعدها المأساة .. فبعد ولادتها لي بشهرين تقريبا توفيت والدتي بحادث سيارة .. وأصرت جدتي على إن تتولى تربيتي .. وكان لها ما أرادت فلم تكن أسرة أمي متحمسة كثيرا لتربيتي ولا استغرب هذا من والدها – جدي – المتغطرس الذي لازلت أرى صوره في الصحف بين فترة وأخرى فهو شخصية مرموقة جدا في ( الكويت ) لتنتهي الأمور بهذه الصورة ..
أعيش مع جدتي في منزلها ونحصل على دخل شهري من إيراد عمارة سكنيه اشتراها والدي وسجلها باسم جدتي قبل تعرضه للخسارة وهذه العمارة هي كل ما نملك ألان بعد بيع المنزل .
قطع حبل أفكاري شيئا هاما .. فقد وجدت أوراق ومستندات رسمية تتحدث عن أسهم يمتلكها والدي في شركة أوروبية وفي ( هولندا ) على وجه التحديد .. أسهم تبلغ قيمتها ما يعادل عشرة ملايين دولار !! .. وتاريخ الأوراق يعود إلى قبل انتحار أبي بفترة بسيطة للغاية .
وما أثار حيرتي هو عدم ذكر اسم الشركة في تلك الأوراق .. وكأن المستندات ناقصة إن هذه الأموال كفيلة بإنقاذ أبي من ديونه .. فلماذا لم يستغلها ؟! ..
لقد استوقفني الأمر كثيرا فهرعت لأسأل جدتي عن الأمر :
أمي هل هناك أي أموال أو ممتلكات تركها أبي بعد وفاته ؟
ولماذا تسأل يا بني ؟
لا شيء .. مجرد تساؤل ..
أنت تعلم إن والدك قد توفي معدما لا يملك شيئا وان والدتك تولت دفع كل ديونه وعند وفاتها رفض أهلها إن يتولوا رعايتك وأنا بالطبع لا أجرؤ إن أقاضي جدك كي احصل منه على أي حق لك بالميراث فنحن أناس بسطاء ولا نستطيع مواجهة هؤلاء الجبابرة .
اعلم تماما إنها صادقة .. ولكن شيئا في أعماقي جعلني اخفي عنها ما عرفته عن تلك الأوراق والأسهم .. حافز خفي لا أدريه جعلني افعل هذا !!
أكملت قراءة كل المستندات الأخرى الموجودة علني اعثر على طرف خيط يكشف لي هذا اللغز الغريب .. ولكن دون جدوى .. أين ذهب هذا المبلغ الهائل ؟؟ …
عرضت تلك الأوراق على محامي وقال لي ما توقعته :
الأوراق التي لديك تقول إن والدك كان يملك أسهما في شركة هولندية وتعادل عشرة ملاين دولار بالفعل .. لا اعلم بالطبع إن كان لازال يملك هذه الأسهم فالأوراق قديمة جدا وناقصة ولا تدلنا على مكان تلك الأسهم !!
ذهبت إلى أكثر من محام وجميعهم أجابوا نفس الإجابة وجميعهم أكدوا على إن الأوراق الأهم والتي تبين مكان الأسهم غير موجودة .. ما هو اسم الشركة ؟
لماذا لم يستغل أبي تلك الأموال لتسديد ديونه ؟! .. ظل السؤال يؤرقني كثيرا فلا يمكن إن أتجاهل مبلغا كهذا !!
ظللت أفكر وأفكر بأمر تلك الأوراق والمال المفقود حتى جاءتني فكرة مجنونة .. ولكني طرحتها جانبا سريعا .. فلا يمكن إن أقدم على شيء كهذا !!
ومع مرور الأيام فقدت الأمل تماما بمعرفة مكان الأموال .. وانغمست في حياتي المملة حتى جاء ذلك اليوم


فيما كنت أتصفح إحدى مواقع الانترنت .. وجدت بالصدفة موقعا لإحدى جمعيات الوسطاء الروحانيين .. تماما كما توجد جمعية للسحرة .. وغيرها من الجمعيات الأخرى الغريبة !!
وقد أعاد موقع الانترنت تلك الفكرة المجنونة إلى ذهني !! .. لقد كنت اداريها .. وفجأة خرجت إلى السطح .. وصارت تلح علي بشكل غير مسبوق !! ..
تريدون معرفة ماهية الفكرة ؟ !
حسنا .. لقد تلاعبت أنا بالأرواح وكنت جاهلا بالأمر … فأصابني ما أصابني ولكن ماذا لو طلبت استشارة وسيط روحي ؟
أي شخص يفهم بمثل هذه الأمور كي اطلب منه أن يقوم بتحضير روح والدي للاستفسار عن مكان الأموال !! راقت لي هذه الفكرة بشدة .. والذي أغراني بشكل اكبر هو أنني وجدت في هذا الموقع وسيطا روحيا من ( الكويت ) !! ..
تصورا هذا .. اعلم أن النصابين في هذا المجال لم يتركوا للصادقين مجال إن وجدوا أصلا ولكن الأمر يستحق المحاولة إنها عشرة ملاين دولار.
لقد كان اسمه الأول مكتوب مع بريده الالكتروني وملاحظة نقول انه وسيط روحي يملك خبرة طويلة وأبحاث ودراسات كثيرة وسبب ممارسته لهذا النشاط الغريب انه يريد استكشاف المجهول أو للمعرفة من اجل المعرفة … كما هو مذكور في الموقع .
كنت متردد في البداية .. ولكني تذكرت المبلغ الهائل المفقود .. فحسمت أمري وتجرأت بإرسال رسالة الكترونية إلى هذا الوسيط طلباً منه لقائه لسؤاله بعض الاسألة عن تحضير الأرواح .
وما أثار استغرابي هو رده السريع !! … فبعد يوم واحد فقط .. وجدت في صندوق بريدي الالكتروني رداً منه يخبرني فيه برقم هاتفه الخلوي .. هكذا بكل بساطة !! .. وبكل بساطه أيضا اتصلت به ..
كان صوته هادئاً واثقاً .. رحب بي وسألني عما اريد .. فأغرقته بسيل من الأسلة – بعد أن عرفت أن اسمه ( حسن ) - :
كيف وثقت بي وأعطيتني رقم هاتفك من خلال الرسائل الالكترونية ؟ .. الم تفكر بلحظة بأن الأمر كميناً معد من رجال الشرطة ؟! .. من أنت بالضبط ؟! .. وكيف عرفت ما عرفته ؟! .. ولماذا لم تقبض عليك الشرطة ؟! . . . و . . .
قاطعني وهو يضحك بثقة :
تريد أن تعرف هذا كله بالهاتف .
قلت بثبات أريد أن اعرف ولا يهمني أين :
قبل كل شيء .. ما الذي يجعلك تتحدث عن الشرطة ؟ ..
عادة ما يقبض رجال الشرطة على من يقوم بهذه الانشطه بتهمة النصب والاحتيال .
قال بنبرة واثقة :
أنا لا ارتكب جريمة ولا أطالب بأي مبلغ مادي جراء خدمتي .. وهذا ينفي عني هذه التهم فأنا أقوم بهذا العمل حبا فيه ولدي أبحاث ودراسات كثيرة في الاتصال بالأرواح .. أي إنني لست نصاباً وما أمارس بعيد تماما عن السحر والشعوذة .. ولا توجد أصلا قوانين في ( الكويت ) تمنع ما افعله .
قلت له محاولا الدخول بصلب الموضوع :
إن لي تجربة الاتصال مع الأرواح ولكنها انتهت نهاية شنيعة لأنني لعبت بالنار .. ولهذا فأنا ألان استعين بخبير بهذه الأمور إن كنت حقا خبير .
قال بتواضع :
أنا لست خبيرا .. لست سوى احد المتعمقين في هذا العلم الذي يطلقون عليه ( علم الاتصال بالأرواح ) وقد قمت بتحضير العديد من الأرواح بالفعل .. وعلى كل حال لن القي عليك اللوم إن لم تصدقني .. فتحضير الأرواح كالمنجم الواسع المليء بالألماس ..
قلت له :
اغفر لي جهلي ياسيد حسن ..
أخبرته بعد ذلك بين مكذب ومصدق .. إنني ابغي سؤال روح أبي عن شيء ما .. فأعطاني موعد لزيارته في اليوم التالي .
كان السيد ( حسن ) رجل كبير بالسن شكله غريب نحيف الجسم نامي اللحية مبعثر الثياب وجهه مجعد كضبع عجوز وجهه اكتسب مسحة من الجمود وفي عينه نظرة غامضة .. باختصار كان مخيفا بعض الشيء كالمجنون تقريبا .
كانت شقته بعكس ما تصورت خاليه من الزبائن لأنه يعتبر نفسه باحثا وليس نصابا ويأخذ من تحضير الأرواح مهنه .. وكان أثاثه راقي .. كنت بصراحة أتوقع مكانا تقشعر له الأبدان وتفوح منه رائحة السحر والشعوذة إلا إنني لم أجد شيئا من هذا .
قضيت معه بعض الوقت في الحديث عن الاتصال بالأرواح ولا زلت اجهل إن كانت له عائلة لأنه يبدو لي إن السيد( حسن ) يعيش وحدة .
يقول :
هناك ثغره في هذا العالم المادي .. هذه الثغره هي ما يتسلل إليه الروحانيون الاتصال بالموتى وانه أسلوب الوسيط الروحي والأنسب للاتصال بالأرواح في مثل حالتك هذه !!
لم افهم ما يعنيه فطلبت منه مزيد من التوضيح ..
أنت قمت بتحضير الأرواح عن طريق لوحة ( اويجا ) .. كما أخبرتني وما سأفعله هو أن أكون أنا نفسي وسيلة لتحضير روح والدك لتسأله ما شئت دون الحاجة إلى لوحة ( اويجا ) أو غيرها فالوسيط يجعل الروح والملتقي على اتصال مباشر .. أي تستطيع أن ترى والدك وتكلمه !!
قلت له بدهشة :
الموتى لا يعودون يا سيد ( حسن ) لقد لقي والدي ربه منذ ثمانية عشر سنة .
قال لي :
من قال لك بأننا سنعيد ميتا للحياة ؟! .. كل ما سنفعله هو الاتصال بروحة فحسب ..
قلت له بحسم :
فلنبدأ ألان اذا



دخلت معه إلى غرفة صغيرة خاليه من الأثاث سوى منضده مستديرة فجلست إلى المنضدة وقام هو ليطفئ الإنارة وأضاء مصباحا احمر صغير .. وقام بتجهيز شريط تسجيل ونظرت إليه مستفهما .. فقال :
إنها تجربه تستحق التوثيق .. فهي أول تجربة تحضير أرواح أقوم بها بناء على طلب شخص .
وكيف ؟ إن بريدك الالكتروني موجود في موقع تلك الجمعية على
الإنترنت ..
بريدي الالكتروني حديث عمرة اقل من ستة شهور كما أن عدد الذين يعرفون عنوان الجمعية على الانترنت محدودين .. لا تنسى أن هناك أكثر من جمعية من الوسطاء الروحانيين واسمي ليس مسجل في جمعيه واحدة فحسب .
قمت بهز رأسي عموديا كناية عن الفهم ..
إن ما أفعلة هو لعب بالنار .. لكن النار لا تحرق دائما .. أحيانا نلعب بالنار وننجو !!
بعد هذا بدأت إعدادات الـ ( séance ) كما يطلق عليها السيد ( حسن ) أو جلست تحضير الأرواح .. أما عن سبب تفضيله للاسم الغربي .. فهو يرى أن هذا يعطي الأمر طابعا من العلم الجاد ..
راح السيد ( حسن ) يتلو بعض الآيات القرائية .. ثم أغمض عينيه .. وبصوت عميق كأنه يأتي من جب ساحق !! .. راح يردد اسم أبي باستمرار بعد أن أخبرته به مع كلمات غير مفهومه أو مفهومه لكني لا ارغب بذكرها كي لا انقل لكم تفاصيل تلك التجربة المروعة ..
تحشرج صوت السيد ( حسن ) بشكل واضح .. وظهر الألم على وجهه بقوة .. العرق يحتشد على جبهته على الرغم من البرودة الشديدة بفعل جهاز التكييف .. عيناه انفتحتا .. لكني لم ارى حدقتيه التين كانتا في مكان ما أعلى محجريه .. كان مظهرة مخيف وهو ينظر إلى سقف الغرفة بعينين بيضاوين .. واستمر الحال بهذه الصورة لأكثر من خمس دقائق حتى كاد أن يغمى عليه ثم توقف عن كل هذا وهو يلهث بقوة وكأنه قد بذل جهد جبار !! ..
قال لي وهو يلهث :
لم ارى شيئا كهذا .. أن الروح تأبى أن تستجيب لي .. إنها ذائبة بالأثير إن كنت تفهم ما أقول !!
هززت رأسي بلا مبالاة ..
نهضت بعدها من مكاني بهدوء وأضأت الأنوار وسط استغرابه :
لم يكن هناك داع لإضاعة وقتي !! .. قلتها له وكأنني ابصق بوجهه ..
يبدو أن النصابين هم أكثر الناس إيحاء بالثقة .. وإلا فكيف ينجحون بعملهم ؟!
انتبه إلى طريقة كلامي إليه فقال وهو ما زال يلهث بشدة :
هل تتهمني بالكذب ؟ .. لماذا أضيع وقتي معك برأيك ؟
قلت له بغضب :
يظهر انك تعاني من عقدة النقص .. الأمر الذي يجعلك تريد جذب انتباه الناس ..
رد بكبرياء :
أنا إنسان متعلم ولن أضيع وقتي الثمين مع طفل مثلك محاولا إبهارك .. إنني أقوم بمساعدتك فقط لأنني أحب هذا
العمل واعشقه حتى النخاع .. وأحب أن أعيش تجارب تحضير الأرواح وادرسها بعناية .. إن كنت ترى إنني أضيع وقتك فأرحل ألان لو سمحت ..
عدت اسأله في عناد :
الم تقل بأنك نادرا ما تفشل في تحضير الأرواح فلماذا فشلت في تحضير روح والدي بالذات ؟!
رد قائلا بعصبية :
لم يكن فشلا .. أعطني فرصة أخرى .. ولكن ليس ألان فقد بذلت مجهودا جبارا ولن استطيع تحضير أي روح اليوم .. تستطيع أن تزورني غدا .. فربما استطيع تحضير روح والدك .
وقد كان إصراره هذا هو ما جعلني أثق به وأعود إليه في اليوم التالي !! ..
وكما حدث في زيارتي الأولى .. كنت جالساً معه في ذات الغرفة الخالية .. وكان مصمما هذه المرة أكثر مني على تحضير روح أبي والدي .. بدا وكأن الأمر بالنسبة له اختيار صعب وتحديا يريد مواجهته واجتيازه .. أما بالنسبة لي فالأمر يتعلق بالحصول على معلومات هامة جداً أكاد أن اجن لمعرفتها …
بدأ بترديد التعاويذ ذاتها .. العرق يحتشد على جبهته مرة أخرى .. باختصار شديد : نفس تفاصيل الجلسة الأولى .. عدا شيء واحداً .. لقد بدا وكأن السيد ( حسن ) يواجه صراعاً شديد هذه المرة فتغيرت ملامحه كثيراً وبدا لي وكأنه يختنق !! .. وبدأ يرتجف بقوة .. فانكمشت على نفسي وأنا انظر إليه بذعر .. واصدر حشرجة مؤلمه .. وجحظت عيناه على حين غرة .. وشعرت بضباب خفيف يحيط بالغرفة .. لم يلبث أن تكاثف ببطء!! ..
هل أنت خائف ؟! .. لا ألومك كثيرا .. فانا مثلك .. هل أنت مشمئز ؟! .. بالطبع .. إن هذا الجو الملوث لا يناسب الأشخاص الحساسين مثلي ومثلك ..
كنت لحظتها أحدق بخوف وذهول بالسيد حسن ولكن فجأة استكانت ملامحه .. وبدأ ينظر إلى ناحية أخرى من الغرفة بجمود وبنظرة خاوية بنفس الوقت .. وكأنه لا ينظر إلى شيء إن كنت تفهم ما اعني .
رفعت رأسيي ببطء من موضعي لأنظر إلى الناحية التي ينظر لها السيد ( حسن ) .. فرأيت مشهداً لن أنساه مدى الحياة !! .. مشهداً كاد قلبي أن يتوقف بسببه !! .
أبي !!!! .
قلتها وأنا اصرخ من هول المفاجأة .. بل الصدمة .. كان
تأثير رايتي له اقرب إلى تأثير المشي فوق كابل من الكابلات الجهد العالي .. فقد اقشعر جلدي .. وشهقت من فرط الدهشة والانفعال وأنا أرى أبي واقفا على بعد ثلاث أمتار مني مرتديا منامة .. كان مشهداً يفوق الوصف .. جعلني ارتجف ..
مرت لحظات كأنها دهرا وأنا أحدق بوالدي الذي كان واقفا وقفة مهيبة مخيفة وكان بدوره يحدق بي .. اعرف كيف يبدو والدي فانا املك الكثير من صوره .. ولدي صوره له تم التقاطها قبل انتحاره بشهر تقريبا .. وأكاد أن اقسم أن الذي يقف هو والدي فعلا .. ولكن هناك شيئا غريب في كل هذا .. فقد كان يبدو مخيفا نوعا ما .. نعم إن الرجل يشبه والدي إلى أقصى حد .. ولكنه يبدو مختلفا قليلا .. لم افهم سبب ذلك .. والأغرب من هذا هو انه كان يبدو مضطربا بشده بشكل واضح بسبب مجهول !! .
تحدث أبي باضطراب شديد وبصوت جمد الدم في عروقي :
ما الذي يجري ؟! ..
قالها بتوتر ملحوظ ..
ثم قال لي السيد ( حسن ) بصوت عميق وبنظرة خاوية وكأنه في حالة تنويم مغناطيسي كالتي نراها في السينما-:
هذا هو والدك .. اسأله ما شئت ….
حاولت جاهدا أن أخرج الكلمات من فمي من هول الموقف :
أ….أ….أبي لقد قمت بتحضير روحك لأسألك سؤالا هاما ….
ثم ازدردت لعابي بصعوبة بالغة:
أ…أ…أريد أن أعرف..هـ..هـ..هناك مستندات تخصك وجدتها في المنزل وتدل على وجود مبلغ هائل من
المال …ولكنها ناقصة …فهل هناك أموال أو ممتلكات تركتها لنا ؟!…
وهل تعرف مكانها؟…
بدا وكأنه لم يسمعني …فهو مازال واقفا ينظر إلي باضطراب شديد ولا أبالغ إن قلت بأنه كان يبدو مندهشا…إن هذا أمرا غريبا يفوق المقاييس المادية فعلا…ولكن …
حدث شيئا آخر أثار انتباهي …لقد تغيرت نظرة الاضطراب التي رأيتها في عين والدي …لتحل محلها بعد لحظات نظرة حقد وكراهية شديدة لم أجد مبررا لها !!.. لماذا يرمقني أبي بهذه النظرة
لم يقل لي بعدها سوى شيئا واحدا…وبصوت عميق كأنه يتحدث من بئر:
ولم يكمل عبارته …فقد تلاشت صورته ..وشهق السيد ( حسن ) مرة أخرى بقوة .. نظرت إليه مذعورا فوجدته يتنفس بقوة وكأنه يحاول إدخال أكبر قدر من الهواء إلى رئتيه … وظل على هذا الحال حتى راح يسترد عافيته تدريجيا ويجفف عرقه الغزير !!…
قال بعدها بحيره شديدة :
لم أواجه شيئا كهذا .. كدت القى حتفي !! .. لقد قمت بتحضير أرواح العديدين .. ولكني لم أواجه موقفا كهذا .. لقد كان هناك أمر غير مفهوم يعوق أمر هذه التجربة وكأن شيئا قويا يمنعني من استمرار الاتصال الروحي .. لن اكرر هذه التجربة أبدا مع والدك .. كان هناك شيئا يحاول استرداد والدك .. شيئا مجهولا مرعب لا استطيع وصفه لم أتعرض له من قبل ! .
طلبت منه أن يقوم بتحضير روح أبي على أن يسأله بنفسه ذات السؤال المتعلق بمكان الأموال ولكنه رفض بقوة :
أسف … لا مجال للمناقشة في هذا الأمر .. أرجوك أن ترحل وانسي أمري تماما .. لا أريد الموت .. لقد كدت أن القى حتفي بالفعل .. لا يمكن أن تفهم ما شعرت به .. كان شعوراً رهيبا لا يوصف .. أرجوك أن ترحل ألان .
نهضت متثاقلا .. وخرجت من شقة السيد ( حسن ) .. وفي ذهني ألف سؤال وسؤال



ظلت علامات الاستفهام تؤرقني حول ما حدث .. وفي نفس الليلة أحضرت ورقه وقلما لأرتب أفكاري ورحت أدون النقاط المهمة التي في هذه القضية كما افعل دائما حين أكون مشتت الذهن :
1- لماذا بدا أبي مختلفا حين تجسدت روحة ؟ .. لا يمكن أن يكون الأمر خدعه .. فالسيد ( حسن ) لم ير والدي أبدا من قبل .. وحتى لو رآه وعرف ملامحه .. فكيف يستطيع تجسيد هيئته أمامي بهذه الصورة ..
2- لماذا كان يبدو مضطربا حين تجسدت روحه ؟ .. لن أنسى أبدا ملامحه المضطربة .. كان متوترا بشدة وهذا شيئا غريبا بالفعل حتى أن السيد ( حسن ) ابدي استغرابه من الأمر عندما سألته ؟
3- لماذا ابدي كراهيته نحوي ؟ .. لم اضر والدي بشيء في حياتي .. بل إنني ولدت بعد وفاته ولم يكن يعلم أصلا أن أمي حامل قبل انتحاره !! ..
4- السؤال الذي فعلت لأجله ما فعلت .. أين هي الأموال ؟!
لم أجد ألا جابه على هذه الاسئله .. وشعرت بأنني لن أجدها أصلا .. ظللت أفكر في الأمر دون جدوى .. هناك شيئا هاما ينقصني لتكتمل أركان هذا اللغز العجيب ..
بعد تلك الحادثة بيومين جلست أتصفح جريدة اليوم قبل الذهاب إلى المدرسة .. فوجدت بها خبرا صغيرا قرأته بسرعة ونسيت كل شيء بشأنه بعدها .. لم أظنه خبرا مهما ..
مر بعدها يوم عاديا هادئا جدا بلا تقلبات أو مشاكل حياة هادئة كالنهر ..
لا زلت أفكر بما حدث .. فكما ذكرت .. هناك أمر غير مفهوم بهذا اللغز .. فجوه ما .. المادة ألاصقه التي ستتخلل أجزاء اللغز المبعثر وتجعلها كتله واحده متماسكة .. أفكر بذلك وأنا أتأمل جهاز الكمبيوتر حيث تسبح الأسماك الملونة على شاشته في برنامج واقي الشاشة الذي استعمله .
اعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفسير خارق للطبيعة لان كل ما حدث لي حتى ألان كان خارقا للطبيعة كنت شارد الذهن أعيد التفكير في الاسئله التي لم أجد لها أجوبه :
1- لماذا بدا أبي مختلفا حين رأيته ؟! .
2- لماذا كان يبدو مضطربا ؟! .
3- لماذا قال بأنه يكرهني ؟!
4- أين هي الأموال ؟!
ما الذي تقودنا إليه كل هذه الاسئله ؟! .. فعلا !! .. ما الذي تقودنا إليه كل هذه الاسئله ؟! ..
عند السؤال الأخير بالذات تذكرت شيء .. الخبر !! .. نهضت كالملسوع لأقرأ الخبر الذي قرأته في الجريدة هذا الصباح والذي ظننت انه لا يهمني .. ظللت اقرأ الخبر مره أخرى وأخرى وأنا أتساءل في حيره .. ما الذي يعنيه هذا ؟! .. اشعر أن هناك رابطا بين كل هذا .. لكني لا اعرف ماهو !! الخبر يتحدث عن وفاة رجل أعمال هولندي من أصل كويتي بسكتة قلبيه مفاجئه .. لماذا بدا أبي مختلفا حين رأيته ؟! .. أين ذهبت الأموال ؟! .. هبطت الحقيقة علي ببطء شديد .. شديد جدا !! .. ثم بدأت تتجسد وتتخذ شكلا ماديا .. وشعرت ببسيلات شعري تنتصب .. وتحفزت حواسي .. هذا هو اقرب الاحتمالات إلى الدقة .. إن الأمر لا يصمد لأي تفسير منطقي أخر .. بل هذه الحقيقة .. حقيقة مريعة .. مريعة إلى درجة لا يمكن الحياة معها ..
ياللهول !!!!!
شهقت بقوة وأنا أقول : لا يمكن أن أكون فعلت هذا .. هل فهمتم ؟؟ .. انه أمر مريع .. مريع لا يصدق !! .. لقد قمت بتحضير روح شخص حي !! .. يا الهي .. لقد كان والدي حياً طوال هذه السنوات !! .. نعم .. فهم لم يعثروا على جثته أبدا .
وقعت على الأرض من شدة الانفعال .. ساقي .. لا تستطيعان حملي .. هذا هو التفسير المنطقي الوحيد .. جميع اسألتي الاربعه تتجه إلى حقيقه واحدة .. وهي إن والدي كان حيا حين قمنا بتحضير روحه ..
يكاد أن يغمى علي من هول الصدمة .. أحاول أن التقط أنفاسي اللاهثة .. ولم انجح في هذا إلا بعد ساعة تقريبا .. وبعد أن أفقت من الصدمة بدأت الأمور تنكشف لي شيئا فشيئا .. وبدأت اربط بين الإحداث والمعطيات التي لدي .. لقد فر أبي بعيدا عن مسؤولياته وعن دائنيه .. لقد اعد عدته منذ البداية وتزوج والدتي من اجل طموحه بالفعل وأخفى مبلغ من المال في ( هولندا ) على شكل أسهم في إحدى الشركات لينتقل بعدها إلى هناك على أمل البدا بحياة جديدة واسم جديد .. ويظهر انه نسى بعض هذه الأوراق حيث وجدتها بالخزنة الحديدية الصغيرة ..
لقد بدأت الحقائق تظهر واحدة تلو الأخرى !! .. بدأت افهم الأمر .. وليتني لم افهم !! لهذا وجد السيد ( حسن ) الوسيط الروحي صعوبة بالغه في تحضير روح أبي .. لأنه كان لازال حيا .. وحين جاءت روحه بدت مضطربا لهذا السبب .. لان والدي كان وافدا جديدا في عالم الأرواح الأمر الذي جعله مرتبكا مضطربا لا يعرف ما جرى له .. لقد سلبا منه روحه لسؤالها عن مكان الأموال !! .. وقد ظن الطبيب الشرعي أن سبب وفاته هو سكته قلبيه مفاجأة كما يقول الخبر في الجريدة ويوم وفاته هو نفس اليوم الذي قمت فيه بتحضير روحة .. وماذا أيضا .. حقده علي ؟!
لقد انتزعت منه روحه .. أي قتلته .. لهذا كان يرمقني بكراهيه وحقد شديدين أما مكان المال فيمكنني أن أخمن بأنه في ( هولندا ) .. لقد سافر أبي إلى هناك لعقد بعض الصفقات التجارية كي ينقذ تجارته كما كان يدعي ولكن هذا لم يكن السبب .. السبب هو انه أراد الهرب من والدتي وحياته في ( الكويت ) لحياته الجديدة التي اعد لها العدة مسبقا .. ولم يعلم أن والدتي قد توفيت بعدها بشهرين تقريبا .. من المرجح انه لم يعلم .. قلبي يكاد أن يتوقف عن الخفقان .. لقد عاش بعد تاريخ انتحاره المزعوم ما يقارب الثمانية عشر عاما .. وعندما قمنا بسلب روحه كانت أثار السنوات قد ظهرت على ملامحه ..



كان ما حدث قد شرخ إحساسي بالأمان إلى الأبد .. كنت بحاجة إلى هدية الأيام التي لا تقدر بثمن
النسيان .. لقد لوثت هذه الحادثة عالمي إلى الأبد كنفاية ذرية ألقيت في نهر .. لقد كان أبي حيا طوال تلك السنين وأنا قتلته .. وكان – وأقولها بكل أسى – جاحد لوالدته ( جدتي ) التي خدعها ولم يسأل عنها طوال السنوات الماضية .. والأسوأ من كل شيء هو إنني عبثت كثيرا في تلك الأمور المتعلقة بتحضير الأرواح .. ورحت ألهو بجهل حول الحدود الخطرة بين الحياة والموت مع إنني اعلم منذ البداية إن تحضير الأرواح أمر مشكوك فيه شرعا .. وهو عبث بسر مقدس لا يعلمه إلا الله .. يجب ألا نحاول شيئا كهذا .. لقد أدمن الكثيرون تجارب تحضير الأرواح كما عرفت لاحقا وفي معظم الأحيان كانت النتائج إما الانتحار أو الجنون أو المس .. إن الروح من أمر ربي فما جدوى البحث عن سر نعلم تماما أن لا احد يستطيع فك رموزه ؟!
استغرب ألان كثيرا كيف أقدمت على محاولة تحضير روح أبي !!
أصاب ( بقشعريرة) كلما أتذكر هذا ..

إن ما حصل لي لن يمحى من ذهني .. سواء ما فعلته مع ( سعد ) في اللهو بلوحة ( اويجا ) المشئومة .. أو تجربة روح والدي التي أحاول أن أنساها بأن أسدل فوقها ستار مزيفا .. ولكن هيهات .
هاأنذا راقد في غرفتي على الفراش استمع إلى موسيقى كلاسيكية هادئة .. واقرأ مجلات ميكي .. وماجد .. لان أعصابي لم تعد تحتمل أي شيء صارم أو جاد .. أحاول أن أنسى .. أو أتظاهر بأنني أنسى .
لقد جعلتني هذه التجربة أؤمن بأن هناك من أسرار الكون ما يحس بالمرء أن يدعها وشأنها وان القناعة بالفعل كنز لا يفنى .. حكمة رائعة لكن كثرة تكرارها وتداولها بين الناس جعلها كالأغنية التي سمعناها ألف مرة حتى أصبحت سخيفة بعد أن كنا نحبها ..
لم تعد تهمني أمر تلك الأموال والى من ستؤول إليه .. ربما كان أبي متزوجا في ( هولندا ) وسيرث أبناءه ما لديه .. نعم .. فربما لدي إخوة في ( هولندا ) ولكن هذا لم يعد يهمني .
لقد تعلمت من كل ماحدث إن المسخ الذي يثير الرعب في نفسي حقا هو أنا !! .. أنا الذي اعرفه والذي يفعل أشياء ويقول كلمات لا يمكن أن اصدق إنني افعلها أو أقولها .. أنا من مارس لعبة ( اويجا ) الملعونة .. أنا من طالب بتحضير روح أبي !! .. نعم … أكثر مسخ يجب أن نخافه هو أنفسنا .
سيكون علي أن أعالج نفسي عند إنسان متخصص .. سيكون علي أن أحاول النسيان حتى استطيع النوم من جديد .. كل هذا ممكن .. احتاج إلى وقت .. لكنه ممكن .. كم من ليلة سوداء قضيتها استعيد ما حدث واحلله .. أسئلة كثيرة بلا اجابه .. ولا اجد لها إجابة .. كل ما اعرفه هو إنني لن اخرج من غرفتي عندما يأتي الليل .. شعرات عديدة شابت رأي على الرغم من صغر سني .. آيات قرآنية علقتها في كل مكان في غرفتي .. والواقع إنني بذلت جهودا كونيه لدفن الذكرى المريرة في أعماق ذاكرتي كي لا تعود وتنغص حياتي .. وشكرت الله سبحانه وتعالى .. على أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد .. واستغفرته كثيرا على جهلي وتهوري ..
اعتقد إنها قصة مرعبة حقا .. ولا أخال القارئ يقدر على قول أن القصة خالية من الرعب .. على الأقل لن يقولها بضمير مستريح تماما .. إن هذه القصة لتترك غصة في الحلق بسبب أحداثها الكئيبة .. تجعلك غير مستريح تماما وتشعر بعدم الأمان .. هذا هو شعوري بالضبط .
لقد مرت فترة طويلة على تلك الأحداث الرهيبة .. لكني حتى هذه اللحظة اشعر بالخوف من الظلام كما أخبرتكم من قبل .. اشعر بالخوف وأنا وحدي في غرفتي على الرغم من الإضاءة التي تكشف لي كل ركن .. أؤمن أن كل هذه وساوس لكن ليس الأمر بيدي ..
فلا استطيع التحكم أبدا فتلك الرجفة التي تسيطر على جسدي .. تلك القشعريرة !!


هنا تنتهي مرحله من هذه المذكرات اتمنا تكون نالت رضاكم
وتابعونا في الجزء الثاني من هذه المذكرات مع ( خالد )




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:41 AM   #6

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





ازدواج ( 1 )

القصة هي واحدة من التجارب التي عشتها وتركت في نفسي أثرا بالغا ...
فقدت واجهت فيها لغز شديد التعقيد شتت كياني ووضعني في دهاليز نفسية معقدة ...
كيف اقرؤوا السطور التالية وستعرفون ....
كان كل شيء يسير بصورة اعتيادية في شقتنا وكنت أعاون جدتي
في ترجمة ما تريد إخباره للخادمة الجديدة وكانت وسيلة التفاهم هي بالطبع
اللغة الإنجليزية لمعرفتي كما تعلمون فأنا أتحدثها
واشكر الله سبحانه وتعالى ثم اشكر جدتي التي الحقتني المدرسة الخاصة
فلو كانت مدرستي حكومية لما كان حالي هكذا بالتقدم بمستواي التعليمي ..
ولكن مشاكل المدرسة لا تتعلق بالنظام والمستوى التعليمي فحسب
فهناك الكثير من المشاكل والتحديات الحقيقية الأخرى التي تواجه كل طالب
يريد الابتعاد عن المشاكل والمدرسة هي مكان جيد للأسف لممارسة شريعة الغاب
بين الطلبة حيث يأكل القوي الضعيف من خلال معارك وشجارات تمتد أحيانا
إلى خارج أسوار المدرسة وغالبا تكون تلك الشجارات دون هدف ..
وليس هناك مفر للضعفاء أمثالي من التعرض لوحشية بعض المراهقين
عديمي الإحساس ...
لقد كنت بسبب تفوقي ونبوغي الواضح أحظى بحب أساتذتي ..
ولكني لم اكن من الشباب المرموقين او ذوات الشعبية فقد كنت ضعيف الجسد
لا أمارس أي رياضة ولا املك أي وسامة والطلبة لا يرتاحون لوجودي ...
بالفعل لقد كانو يظنوني خبيثا تصوروا والسبب هو أفكارهم المتخلفة ...
فالناس دائما تصور الشخص الطيب والمنطوي والهادي على انه ساذج
فإذا أبدي لمحة ذكاء تراهم يملاون الدنيا صراخا بان هذا الشخص خبيث
وماكر وكان يتظاهر بالطيبة والسذاجة ...
لقد كان عددا من زملائي الطلبة والطالبات يطلبون مني مساعدتي لحل
بعض الفروض المنزلية وكنت اقدم لهم كل المساعدة وبعدها يتركني الجميع
وهذا ساهم في تقوقعي وانعزالي .. وكنت ادفن هموم وحدتي بين الكتب
وانا اقسم بيني وبين نفسي ... ستندمون أعدكم بأنكم ستندمون سأصبح طبيبا
من افضل الأطباء وأكثرهم ثراء وأفضلهم سمعه .. ولنر كيف تسخرون مني .
تخيلو هذا وحيدا في المنزل بلا اخوة وحيدا في المدرسة ليس لي أصدقاء
حياة قاسية كالجحيم .. !! لكنها على كل حال افضل من ان اصبح واحد
من الشباب التافه الذي لا هم له سوى الفتيات ومعرفة احدث الهواتف
وامتلاك سيارة فارهة .كان احتكاكي شبه معدوم بزملائي الطلبة
وان لم يمنعني هذا ان اكون مهذبا معهم على الرغم من وحدتي الإجبارية
الا ان هذا لم يكن كافيا لبقائي بعيدا عن المشاكل فان لم ابحث عن المتاعب
فستبحث هي عني ريب ... كيف .. اقرؤا السطور التالية وستعرفون ....
اخبرتكم بانني كنت اساعد كل من يلجأ الي لحل فروضة المنزلية او لشرح
نقطة معينه غير مفهومة في احد الدروس وكان اكثر من قدمت لهم المساعدة
في المدرسة هما صبي وشقيقتة ..
هما رهام في الصف الثالث ثانوي في السادسة عشر من العمر أي بمثل عمري
وشقيقها هو بدر الذي يصغرها بعام واحد في الصف الثاني ثانوي .
بدر فتى رقيق الى حد الانوثة بنحولة وتراخية وعينيه الذعورتين ووجهه
الخالي تقريبا من الخشونة الرجولية وكان يبدو للجميع كانه فتاه رقيقة ذات
حياء تلبس ثياب الاولاد كما كانت له مشكلة واضحة في النطق اذ تراه يتلعثم
بشكل واضح مما زاد من هدوئة وانطوائة كي يتجنب سخرية الطلبة
وهو بالمناسبة اعسر أي يستخدم يدة اليسرى في كل شيء ويمكن بسهولة
نعرف ان بدر هو ولد امه كما تعرفون أي نتاج تربية امرأة تخاف علية كثيرا
وتفرط في تدليله وحمايته من كل شيء وتزيدة خوفا من العالم الخارجي حتى
اصبح يرى العالم بانه غابة ويجب ان يبتعد عنها قدر الامكان ...
باختصار كنت اعرف ان تربية الفتى ليست قوميه وان مسقبلة مظلم وملى بالعقد
الا انه والحق يقال كان ولد طيب القلب الى حد لايصدق يعطيك كل ما يملك ان
راى انك تستحق ذلك .
اما شقيقته رهام وهي اقرب انسان ل بدر على الاطلاق فقد كانت نحيلة الجسم
قصيرة الشعر عادية الملامح لا يوجد ما يميزها لكن رقتها الشديدة كانت تجذب
اليها الانظار كما انها كانت مهذبة وحساسة جدا ..
لم اكن انا من يرغب في الاحتكاك بهذا الثنائي الغريب بل كانا هما من يصران على
انني صديق لهما واننا لسنا في نفس الفصل فبدر قبلي بمرحلة ورهام لم تكن معي بالفصل
ولكنها في المرحلة نفسها .





اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:42 AM   #7

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ازدواج ( 2 )

لا اذكر كيف تعارفنا ولكن الامر كان متعلق بمساعدتي لهم بالفروض المنزلية وكانت رهام قد اخبرتني بانها تثق بي وترتاح وانني ساكون صديقا مخلصا لها ولن اضرها يوما ..
هكذا كانت بداية علاقتنا التي لم تتجاوز اسوار المدرسة لاصبح مع مرور الوقت كاتم اسرار رهام وشقيقها كل اسرارهم .
لقد كانت مشكلة هذين الشقيقين الرئيسية تكمن في اسرتهما خاصة الاب وهو رجل ميسور الحال ويعشق الخمر حتى انك تراة كما تقول رهام نادرا ان تراه في وعية الكامل وقد قام هذا الاب بحسنة واحدة وهي عندما الحق ولدية بتلك المدرسة الخاصة وقام بتسديد الرسوم الدراسية لابنائة لسنتين قادمتين ربما فعل هذا تحسبا للمستقبل وكانه كان يعلم بما سيحدث له فقد انجرف تماما مع اصحاب السوء وقام بممارسة العادة التي انتشرت في الكويت للاسف منذ التسعينيات وهي تعاطي المخدرات فقد بدا الاب ينهار شيئا فشيئا واصبح يترنح بسبب المخدر او الخمر وكان كحال المدمنين ضائع مزعزع الشخصية ضعيف الاراده فتراه يصب غضبه على اولادة وزوجته فكان يوسع امراته وولديه بالضرب ليحدث بهم كدمات لا باس بها حول العيون والشفاة ثم يهدأ فيبدا الحديث عن المخدرات التي دمرته ودمرت حياته ويعود ويغضب ويشبع اسرته ضربا مرة اخرى فتهرب الام واولادها الى احد الجيران فالام من جنسية عربية وليس لها اهل في الكويت وهكذا هو الحال ..
وبالطبع حصل ما كان هو متوقع لم تستطع الزوجة تحمل كل ما تلقاة من يدة القذرة حتى فعلت ما يجب فعلة منذ البداية وابلغت عنة الشرطة وقامو بالفعل بالقبض علية واحيل للنيابة حيث تبين انه لا يتعاطى المخدرات فحسب بل يتاجر بها ايضا وحكم عليه بالسجن عدة سنوات لم يقض منها الا اشهر قليلة قبل ان يموت بجرعه زائدة من المخدر ... كيف وصلت المخدرات الى السجن .. لا ادري لقد حدث هذا كثيرا في السجون وما زال يحدث كيف ... ؟؟ اترك الاجابة للمسؤلين
المشكلة ان الاب كان مصدر دخل الاسرة الوحيد اما زوجته التي لا تملك حتى الشهادة قكانت ربت منزل او بيت وبالطبع فان فرصة حصولها على وظيفة محترمة بعد وفاة زوجها معدومة تقريبا لعدم امتلاكها أي مؤهل علمي خاصة انها ليست كويتيه وهكذا تستطيعون ان تتخيلوا حال هذة الاسرة بعد وفاة معيلها الوحيد الذي كان وجودة هما ثقيلا اصلا ..
لقد علمنا ان الاب قد دفع رسوم ابنائة الدراسية لسنتين قادمتين ولكن بعيدا عن الرسوم فهناك رسوم اهم وهي رسوم الحياة ان صح التعبير فمن سيعيل هذة الاسرة اذا لم يمدلهم احد يده من افراد الاسرة مع الاسف وتخلى عنهم الجميع فكان لا بد ان الام تتصرف وليتها لم تفعل فمع مرور الوقت والايام انجرفت الام وراء اقدم مهنة بالتاريخ وابشعها على الاطلاق .... !!
لعبت هذا الدور المقيت لانها كانت بحاجة المال الذي يجود به بعض الاوغاد من الرجال عليها مقابل إرضاء شهواتهم الحيوانية .. فأصبحت امرأة في الأربعين من عمرها تملا مساحيق التجميل وجهها ولها ضحكة مائعة قليلا ..
وقد جعلت هذة الضروف القاهرة الشقيقين يقتربان من بعضهما كثيرا حتى اصبحا لا يفترقان ابدا وكل منهما يعتبر الاخر اصدق اصدقائة وكاتم اسرارة ولحسن الحظ لم يعرف احد من الزملاء في المدرسة شيئا عن حال هذة الاسرة والا اصبح الشقيقين مثار سخرية الجميع ..
لقد زاد هذة الخبرات القاسية من عزلة رهام وبدر وانطوائهما وميلهما الى الاستماع لا الكلام وان كانت رهام اقوى نوعا من بدر مع وجود مشاعر متناقضة تجاة الام هي مزيج من الشفقة كونها انجرفت وراء هذة المهنة القذرة من اجل لقمة العيش والكراهية كونها جلبت لهما العار .. مريع حقا هو الشقاء الذي يرتسم على وجوة المراهقين الذين رأوا وعرفوا الكثير ..
لقد كانا هذان الشقيقان هما بطلي قصتي واما بالنسبة لدوري فسوف تعرفونه لاحقا .. ولكن قبل كل شيء فلنتعرف على شخصيه اخرى او طالب اخر بالمدرسة ...
راشـــد فتى شديد الوسامة كحصان عربي اصيل انيقا كاحدى الموديلات المجسمة التي نراها في واجهات المحلات التجارية فارق القامة ابيض البشرة ذو نظرة قوية اسرة تعكس شخصية كاسحة ونرجسية واضحتين وكان قاسيا كمناخ فصل الصيف بالكويت حتى صارت المفردات الجياشة مثل الحب والعطف والرقة نوعا من الاهانة بالنسبة له كما كان يملك لسانا سليطا كالسوط فلا تملك ان تناقشة في أي موضوع حتى وان كنت على حق انه من النوع الذي لا يخشى احد ويثق بكل تصرفاته ولا يقيم وزنا لاي حياة بشرية ويسره ان يرى نظرات المقت في عيون من حولة .
لقد كنت انا بالذات اعاني من عقدة نفسية تجاه راشد اذ تراني انتفض بقوة واشعر بتوتر في اعماقي كلما اراه حيث انني اشعر اني نملة امام فيل الماموث الهائل فاشعر بضالة تنم عن شخصية ضعيفة للاسف امام شخص يملك كل شيء تقريبا ومنحته الحياة كل تدليل ..وكنت احلم دائما ان اكون قويا مثل وصاحب لسان سليطا يدافع عن الحق كلسانه الذي لا ينطق الا بالباطل .
لقد كان راشد يملك كل مايجذب فتاة لا تعرف شيئا عن الحياة .
اما والد راشد كان شخصية هامة بالبلد ويشغل مركزا حساسا وكان هذا الاب يضن ان تربية الابناء تكون فقط بانفاق المال بمبرر او دون مبرر ويعطية كل ما يطلب دون نقاش حتى اصبح راشد نموذج للشخصية الانانية التي لا تريد من المجتمع الا مصلحتها ولا تعطي شيئا على الاطلاق .. كنت دائما اتوقع ان ينتهي المطاف بهذا الفتى كتاجر مخدرات او قاتل او زعيم عصابة وكنت اعرف انه يفعل كل المحضورات اذا كان يبيع المخدرات ويروج افلام خلاعية في السر على زبائن دائمين لدية لم يكن بحاجة الا المال لكنها تلك الشهوة المجنونة في الفساد والهدم هذا وكم اكرهه .. وكم امقته .. انه يجسد كل ما احتقرة في هذة الحياة ... ليس الامر نابعا من وسامته وشخصيته القوية بل انه نابع من كراهيتي للقسوة انني امقت القساة اصحاب القلوب الميته . كم من مشاجرات خاضها هو واصدقائة الاوقاد الاخرين الذين قاموا باشباع من تشاجروا معهم ضربا وبالطبع كان والدة وبسبب ابتعاده عن المنزل يجهل كل شيء عن ابنه ويظنة بريئا من كل التهم التي تنسب اليه وانه مجرد مراهق يحمل طيش المراهقين المعتاد ..
وكان راشد مولعا بايقاع الفتيات في شباكة وكلما تعلقت به بنت وقامت بينهما علاقة وفعل ما يريد صارحها بانه ممل منها ويريد تركها ولا يفعل ذلك طبعا الا بعد اشباع غريزته .. مواقف قاسية عاشتها الكثيرات معه اللاتي لايعلمن شيئا عن نشاطاته واخلاقة وكان يقع على زميلاته الطالبات في شباكة واقامة علاقة معهن تمتد خارج اسوار المدرسة علاقة ضاهرها عاطفي وباطنها قذر غير قابل للنشر والمشكلة ان شخصيته مع الفتيات ساحرة بالفعل كما ذكرت لكم .
لقد نسج راشد شباكة حول الكثيرات وكسر قلوبهن ولكن هذة المرة بدات اشعر انه ينسج شباكة حول رهـام وهنا تبدا قصتنا ....




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:43 AM   #8

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ازدواج ( 3 )

بدا كل شيء عندما رايته ذات مرة في المدرسة واقفا يتبادل اطراف الحديث مع رهام وقد استوقفني هذا كثيرا .. فما الذي يريدة شخصا ك راشد منها .. ؟ انها ليست من ذلك النوع من الفتيات اللاتي ينجذب لهن شخصا كراشد فملامحها اقل من عادية هل هي رقتها الشديدة .. ربما كانت تبدو له جميلة .. فلا مقاييس واضحة للجمال كما تعلمون ولكل منا ذوقة .. المهم اني لم انتظر طويلا فما ان تركها راشد حتى هرعت اليها اسالها عما يريدة منها ليس بقصد التخل في شؤونها بل هو الخوف والاشفاق عليها فلا اريدها ان تكون واحدة من ضحاياة ..
سالتها ... رهام ماذا يفعل راشد معك
قالت بصوت يحمل نبرة من الفرح انه يريدني بموضوع هام .... !!
وما هو الموضوع ..؟
مطت شفتيها .. لا اعلم ..!
لا اعتقد انه يريد بك خيرا ....
وما ادراك
لم تكن رهام تعرف الكثير عن راشد فهو اذكى ان يكشف اسرارة بصورة واضحة امام الجميع بالمدرسة .. وان خطته معروفة وهي يعثر على الفتاة التي يريدها ويبدا معها علاقة بالهاتف تمتد الى الخروج معها ثم الهدف الرئيسي وهو اشباع غريزته ليتركها بعد ذلك بكل حقارة ...
رهام .... انت تعتبريني صديقا مخلصا لك وانا اعتز بهذة الصداقة وان كانت لا تتعدى اسوار المدرسة .. ولكن اردتك ان تحذري من راشد .. انه لا يصلح لك ...
نظرت الي باستغراب وكانها لم تقتنع مني ابدا ان اكلمها بامر كهذا .. صمتت قليلا ثم قالت باستسلام وبصوت حزين :
شعرت بكلامة انه يحبني ويهتم لامري ..
ثم زفرت بقوة وقالت :
لقد سئمت الحياة بهذة الصورة يا خالد انني مجرد فتاة صغيرة اعيش يتيمه من دون اب دعك من انني لم اذق طعم حنان ابي .. في حين ان مشاعري متضاربة ناحية امي .. هي مزيجا من الاحترام والاحتقار اعلم انها تفعل ما تفعلة من اجلنا .. لكنني في نفس الوقت اشعر بالعار .. احتاج لمن يحميني من الشرور والمصائب والشياطين البشرية في هذا العالم ...
قلت صائحا :
ومن قال ان راشد ليس من هؤلاء الشياطين
سالتني بسذاجة اغاظتني كثيرا :
هل تغار ..؟؟
قلت لها بصدق كاتما غيظي
هذا الامر لا يتعلق باي غيرة فانت صديقة عزيزة لا اكثر وانا اخبرك بما اعرف عن هذا الفتى ولا اريد ان يحطم قلبك ..
خالد .. لا داعي لهذا الكلام انني في الواقع ارى راشد فتى رقيقا ومهذبا
هل تمزحين ؟
بتاتا انا اره كذلك بالفعل ...
لم يعد هناك ما يقال كررت محاولاتي ولكنها كانت واثقة بان راشد يحبها لذا فقد قررت ان انقذها منه رغما عنها لن اسمح ابدا بتحطيم قلب فتاة رات في حياتها مالم يرة كهل في السبعين ..
وحاولت ان ااتيها بمن يخبرها عن افكارة وافعاله وهذا بالسر حتى لا يعرف ذلك الشيطان ما افعلة ويغضب هو واصدقائة الشياطين ولكنها استنكرت هذا واقتنعت بانه ملاك ويعاملها بالرومنسية وانه يحبها .. والغريب في هذا كله ان شقيقها بدر لا يعلم ولا يعرف على الاطلاق وظن ان الامر لا يعدو كونة علاقة بين زميلين دراسة ... لقد وجدت ان لا دور لي على الاطلاق فيما يحدث بعد محاولاتي اليائسة لكشف راشد على حقيقته امام رهام .. فاثرت الانسحاب من حياتها هي وشقيقها متوقعا انها ستفيق من الصدمة بعد ان يطرحها راشد جانبا ويهملها ..
فبعد اسابيع قليلة ابتعدت فيها عن الشقيقين تماما ..
فوجئت بخبر هبط علي كالصاعقة ...!!
ففي طابور الصباح احد ايام العام الدراسي ... نعت ادارة المدرسة الطالبة رهام لوفاتها في حادث ماساوي وما هو الحادث ...؟؟ لم يعلنوا عنه .. ولم يعلم به احد ..
بحثت عن بدر لاسالة التفاصيل لكنه لم يحضر الى المدرسة الا بعد اسبوع كدت خلالها ان احترق فضولا لاعرف سبب مصرعها فانا اجهل ارقام هواتفهم .. رايت بدر اخيرا كان اسوا حال واخبرني بصوت اثار شجني كثيرا ان وفاة شقيقته كان عبارة عن انتحار ...!!
رهام انتحرت ...؟ ... يا للهول ... !!
لقد قلتها وقد اتسعت عيناي ذهولا .. فانا لم اتوقع شيئا كهذا لقد ظننت ان الامر متعلق بحادث سير او شيئا من هذا القبيل ..
سالته عن التفاصيل واجابني بصوت حزين باك ينيط القلوب انه قد عرف من مذكراتها انها كانت على علاقة براشد .. لكن الوغد خدعها واستدرجها الى مكان ما ثم اغتصبها وسلبها اعز ما تملك أي فتاة شريفة ..وتركها وكان شيئا لم يكن .. تركها منهارة وهي التي ظنت انه سيحميها من شياطين العالم فلا تجد الفتاة حلا اخر سوى الانتحار .. حيث ابتلعت كمية كبيرة من الدواء مع ترك رسالة قصيرة جدا لشقيقها ووالدتها فيها كلمة واحدة فقط : سامحوني .
ولم يخبر بدر والدته بالسبب الحقيقي وراء انتحار رهام كما عرف من مذكراتها كان يخشى كثيرا ان تخوض والدته حربا معى اناس فوق القانون وربما كانت هذة هي المرة الوحيدة التي يتصرف فيها بدر تصرفا مسؤولا يحمي به والدته




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:44 AM   #9

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ازدواج ( 4 )

اعرف ان رهام لم تكن مراهقة بل طفلة هشة لا تصلح لهذا العالم وقد انهارت تماما بسبب فعلة راشد الدنيئة اعلم ان مافعلة كان امر شنيعا دمر فية الفتاة تماما .. ولكنني اعتقد انه كان بامكانها ان تجد حلا اخر غير الانتحار الذي لا يرضى به الله سبحانه وتعالى مهما كانت الاسباب . لقد رحلت المسكينه دون ان تترك ورائها سوى تلك الرسالة الصغيرة التي لم تعبر بها مما شعرت وعاشت في حياتها من احباطات وازمات نفسية .. وما جعلني ان اشعر بالم هائل في قلبي هو الحقير راشد فها انذا اراه في المدرسة يمازح هذا ويضحك مع ذاك دون أي شعور بالذنب .. علما بان بدر قد اخبرة بان رهام انتحرت بسبب سلبة شرفها لعلة يشعر بالذنب ولكن هيهات ..!!
كان بدر يعض شفتيه قهرا وهو عاجز تماما عن اتخاذ أي رد فعل تجاه راشد السبب الرئيسي والمجرم الحقيقي وراء انتحار شقيقته وقد اثار هذا جنوني .. حتى انني لم اعد استطع كتم غيظي اكثر من ذلك لاذهب الى راشد عازما ان افعل شيئا فوقفت امامه بتحد على الرغم ان راسي يكاد يصل الى صدرة ولكن هذا لم يمنعني ان اقول له وانا اضغط على اسناني غيضا :
ستدفع ثمن ما فعلته مع رهام ايها الحقير واعدك بان الامر لن يمر ابدا بهذة السهولة والبساطة ..
نظر الي لوهلة غير مصدق التهديد فالمنظر كان مضحكا بحق لمن يرانا انا اقوم بتهديد راشد ؟؟
ثم ابتسم بوحشية :
هل تظن انني ساهتم بتهديد تافه مثلك ..؟
انني اعرف ما فعلته برهام سابلغ الشرطة واخبرهم عن نشاطاتك المشبوهه ..
نظر الي نظرة جمدت الدماء في عروقي ثم قال :
تتحداني ..؟ .. انت تتحداني ؟! ..
سكت قليلا ثم اضاف وبصوت خافت :
اعتبر نفسك ميتا من الان فصاعدا .
انتبهت مع تهديدة الى تهوري وحماقتي التي اقدمت عليها فشعرت بتوتر جراء هذا التهديد .. انني اخشاة .. اخشاة بشدة ... لقد تصرفت بطيش وغباء شديدين ان هذا الفتى مجرم وقد يفعل أي شيء لينتقم مني اذا ما ابلغت عنه ...
لم اخبركم ان الباص الذي يقلني يتوقف عند الشارع الرئيسي لايصال احد الطلبة الى منازلهم وانا انزل مع هذا الطالب لامشي في زقاق ضيق بين مدرستي فلسطين وام القرى للذهاب الى منزلي وانا افعل ذلك لان الباص سيقوم بالتوقف سبع مرات على الاقل قبل ايصالي الى البيت لذا فالنزول في ذلك المكان واكمال الطريق على الاقدام اختصار للوقت ... كنت عائدا من المدرسة في فترة الظهيرة امشي وحيدا في ذلك الزقاق الذي لا اجرؤ اطلاقا المشي به ليلا .. فيما كنت ببداية الزقاق ... رايت في نهايته اربعة اشخاص ياتون من بعيد شيئا في هؤلاء جعلني اتوجس خوفا اذ كانوا يمشون في غير انتظام ومشيتهم توحي بالاستهتار والعدوانية والغرطسة وكانو يتبادلون الضربات فيما بينهم على سبيل المزاح وعندما اقتربوا قليلا تبينت ملامحهم جيدا انهم زملائي بالمدرسة واحدهم هو راشد ..؟!
بالطبع سد علي الطريق مع اصدقائة الثلاثة الاخرون ووقف امامي يحدق بي بنظرة جعلتني ارتعد خوفا .. قال راشد وعلى وجهه ابتسامة ذئب ان كانت الذئاب تبتسم :
معذرة هل سمعتك في المدرسة تتكلم كالرجال ...؟؟
لم انطق باي كلمة لقد شلني الخوف فاردف قائلا بسخرية :
ثم انني لا ادري لماذا اشعر بالمهانة كلما قابلت عبقريا كانني تلقيت صفعه على قفاي .. ثم امسكني من ياقة قميصي وهو يقول :
لقد احتجت ان اعرف طريق عودتك الى المنزل ووجدت طريقا مثاليا كي تتلقى فيه عقابك دون ان ينقذك احد ..
عجزت من الرد وكنت انظر اليه بنظرات مذعورة مليئة بالخوف ... وفجاة تهوي صفعة قويه على وجهي لتوهج خدي بالدماء واقع على الارض من قوتها ...!! الم شديد يمزق اعصابي ويبعثر كرامتي فانهض مقرر الهرب وحاولت ولكنه امسكني ليقول بسخرية :
هيا انتقم لنفسك ان استطعت ..
صفعة اخرى لم ار نذيرا لها .. وصفعه ثالثة جعلت الدماء تملا مقلتي عيناي .. لقد تبلل وجهي تماما هل كان مبتلا بالدموع ام بالدماء ... ارتمى فوقي بكل ثقلة راح يوجه لي اللكمة تلو الاخرى ووقف بعدها ليشبعني ركلا .. ان هذا الوغد لا يعرف الرحمة ثم وجه لي ركلة قوية في بطني وقد فقدت القدرة تماما على النهوض وشعري يتهدل على جبيني معجونا بالدماء .. نظرت الى فخذي فرايته ينزف بغزارة بالدماء بعد ان طعنني بمدية حتى المنتصف .... شعرت بقشعريرة في عامودي الفقري هل الانسان متوحش الى هذا الحد ...لا زلت اذكر جيدا ما حدث لحظة بلحظة وقد اسودت الدنيا امامي ولم ار شيئا حتى سمعت راشد يقول :
سيكون هذا درسا لك .. عينة مما استطيع فعلة لو تجرات وهددتني مرة اخرى ..
بعد ذلك بلحظات لفني الظلام بردائة فلم اعد ارى شيئا .. وبدات اشعر بانني سافقد الوعي ولن يجدني احد في هذا الزقاق ليس قبل ساعتين او ثلاث على الاقل ... شعرت بعد زمن لا استطيع تقديرة بذراعين قويتين تحملاني من على الارض وانا في اسوا حال ممكن .. اخيرا وجدني احدهم ... و .... فقدت الوعي بعدها ... اخيرا ...
افتح عيناي ببط ء شديد شاعرا ان النور يكاد ان يحرقها .. فاغمض جفناي مرة اخرى ... جفناي اللذان اصبحا اثقل من الهرم الاكبر ... ازدرد لعابي لكني لا اجد لعابا لازدرده .. فتكلمت بصعوبة بالغة بسبب شفتي اللتان التصقا بالقشور :
ا.. اين انا ؟ . . مـ . . ماذا حدث ؟






اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-15, 02:44 AM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ازدواج ( 5)

هنا فقط سمعت صوتا مالوفا يردد :
الحمد لله .. الحمد لله .. لقد استيقضت اخيرا ... حمدا لله .. حمدا لله على سلامتك يابني ..
استطعت اخيرا تميز الصوت .. فقد كان صوت جدتي .. صوت باك حزين متلهف .. ثم امسكت يدي وهي تقول :
لا ادري ما كنت سافعل لو ... لو ..
لم تستطع اكمال عبارتها .. فقد بكت كثيرا وقبلت جبيني ... لماذا تؤلمني كل عظله من جسدي .. انني حي .. ادرك هذا تماما .. لكن راسي ثقيل حتى انني اكاد استطيع البقاء مستيقظا ... ففقدت الوعي مرة اخرى لاستيقظ مرة اخرى بعدها بساعات مع شعور بانني افضل حالا .. لا اعرف الوقت الان ولكن اعتقد ان الوقت ليلا ...
وقف شخصان يرمقاني ممدا وسط خراطيم المحاليل وخراطيم الاكسجين وخراطيم البول .. كنت شبيها بالعنكبوت بسبب كثرة الانابيب الداخلية في عروقي .. ولم يقطع حبل الصمت الا صوت ممرضة من جنسيه عربية تقف بجانبي وتنظر لي باشفاق :
اخيرا استيقظت ... لقد كنت قريبا جدا من الموت .. ولكن يبدو ان ساعتة اجلك لم تحن بعد لحسن الحظ .. فقلت :
اين انا ؟!! ..
في مستشفى مبارك ..
سكت قليلا ثم فلت باسى والم :
ان ماحدث لي بالامس كان ...
قاطعتني قائلة وهي تبتسم بعطف :
انك هنا منذ حوالي الشهر ...
افقت كالمسعور ... ااااه .. شعرت بالم في كل ذرة من جسدي بسبب تلك الافاقة .. يا الهي ... انني فاقد الوعي منذ شهر .. انه امر لا يصدق ..
ووجدت نفسي اسالها بصعوبة :
هل كانت اصابتي خطيرة ..
لقد تحطمت بعض اضلاعك .. مع كسر في الفك !! .. وكدمات عديدة في جسدك الى جانب سكين في فخذك وطعنة اخرى في ظهرك .... وقد تطلبت بعض الكسور الى عمليات بالاضافة الى تكسير بعض اسنانك مما تطلب تركيب اسنان صناعية .. صدقني يجب ان تحمد ربك كثيرا انك حيا ترزق ..
حمدا لله ... حمدا لله دائما على كل شيء .
قالت الممرضة بتعاطف :
سنطلب جدتك ونخبرها انك قد افقت من غيبوبتك .. ولكن سانادي الدكتور لرؤيتك اولا ..
وهناك ايضا محقق المستشفى الذي يريد ان يسالك عن بعض الامور وعن هوية الذين تعرضوا لك ...
اشكرك على كل شيء ..
ولكن عرفت ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل :
ارجوكم لا تطلبوا جدتي الان .. ان الوقت متاخر دعوها ترتاح واتصلوا بها بالصباح ..
فكرت الممرضة قليلا ثم قالت :
لا باس ..
بعد دقائق رايت طبيبا بالقرب مني وهو يبتسم بتعاطف :
كيف حالك اليوم ايها البطل ؟!
الحمد لله افضل حال ..
ثم تذكرت امرا بالغ الاهمية ..
يا الهي لقد فاتني الكثير من الدروس .. ان الاختبارات الشهرية على الابواب .. يجب ابلاغ ادارة المدرسة ..
قاطعني الدكتور وهو يربت على كتفي برفق ويقول :
لا تخشى شيئا .. لقد فعلت جدتك كل شيء وابلغت المدرسة التي سمحت لك بتاجيل كل الامتحانات الى ان تخرج من المستشفى ...
وجدت عيناي تدمعان تاثرا .. كم انت رائعة يا امي اطال الله بعمرك ..
هنا قال الدكتور :
ستتحدث مع المحقق عن هوية الذين ضربوك بهذة الصورة البشعة .. يجب ان ينال المجرمون جزائهم .. ان فعلتهم الدنيئة تفوق الوصف ..
انني مستعد للحديث في أي وقت ..
وهو كذلك .. ولكن سيكون هذا عند خروجك من العناية المركزة .. وسيكون هذا في الغد على الارجح ..
اغمضت عيناي ونمت بسرعة .. اذ كنت متعب ومرهق وشعرت بانني احتاج الى راحة طويله .. ولم اصح الى في الواحدة ظهرا ... لارى جدتي وهي تجفف دموعها وتحتضنني بقوة..
اختلطت كلماتها ببعضها حتى قدوت لا افهم شيئا مما تقولة .. فاثرت الصمت وشرعت اقبل راسها ويديها والدموع تملا اعيننا تاثرا .
- من فعل بك هذا يابني ؟!
سالتني هذا السؤال بحزن فنظرت اليها قليلا ثم اجبت :
لا ادري .. لا ادري يا امي ..
لماذا كذبت عليها ؟ ..... لان قول الحقيقة لن يفيد فما الذي سيحدث لو ابلغت عن راشد ؟! ... تعهد خطي ؟! ... غرامة ماليه على اسوا تقدير ؟ ! .... والاهم من ذلك انني لا املك دليل ضد راشد .. واني لواثق من انه لن يتورع عن احضار عشرات الشهود ...
مع مرور الايام تحسنت حالتي كثيرا .. بسبب حرصي الكبير على صحتي وراحتي ورعاية جدتي الحبيبة لي ...
بالطبع .. كما خططت تماما .. انكرت معرفة مرتكب تلك الجريمة بحقي فاخبرت المحقق انني انسان في حالي ولا اعداء لي واخبرته ان كل ما اعرفة هو انهم كانوا اكثر من شخص .
يسالني بلهفة :
هل تستطيع التعرف عليهم ان رايتهم ؟؟
فاجبته ببرائه مصطنعه :
لا اعرف ياحضرت المحقق .. انني لم ارهم الا مره واحدة لاقع بعدها في غيبوبه لاكثر من شهر ولست واثقا ان كنت استطيع التعرف عليهم .
كان لا بد ان افعل هذا لان القانوت لن يطول راشد لاسباب ذكرتها سابقا ولانني ... وهذا هو الاهم – سانتقم منه بنفسي ساطبق العدالة التي يعجز عنها القانون ...
كنت طوال فترة اقامتي بالمستشفى وبعد ان تحسنت حالتي اقضي وقتي بالدراسة ... ورسم خطة الانتقام .. ان ما سافعلة هو الجريمة الكاملة .. الكاملة التي ضن الكثيرون انها مستحيلة والتي يطلق عليها البعض لقب : عنقاء الطب الشرعي .. ساجعل راشد يندم على كل ما فعلة ربما ساقتلة .. نعم .. قتل الصراصير المؤذية ليس بجريمة .. ولكن مهلا !! . . ان القتل قد يظهره بمظهر الشهيد .. سافعل ما هو اشد من القتل ..



ما جعلني استشيط غضبا هو رؤيتي له ( راشد ) طبعا بالمستشفى تصوروا هذا !!...
لقد صعقت بزيارته لي وهو يحمل الابتسامة الشرسة !! ...
جلب مقعدا وجلس جواري .. وقد كنت بصحة جيدة للغاية حيث وعدني الطبيب بالسماح لي بالخروج بعد اسبوع
- خالد كيف حالك يا صديقي ... اعتقد انك استفدت كثيرا من الدرس الذي تلقيته على يدي .. اليس كذلك ؟!
لم ارد .. ولم انظر اليه .. فواصل كلامه بهدوء مستفز جعلني اعض على شفتي غيظا :
لا تدس انفك فيما لا يعنيك ابدا .. ولا اعتقد انك غبي كي تخبر الشرطه بامري .. وحتى ان بلغت .. فهناك العشرات من الشهود الذين سيقسمون بانني كنت في مكان اخر .. انس ما حدث لك وعش حياتك بصورة اعتيادية والا فسترى اسوا مما رايت واعدك بذلك ؟
الم اقل لكم انه لن يتورع عن احضار عشرات الشهود ليشهدوا زور لصالحة ؟ .. كنت واثق من هذا ..
ووجدت نفسي اخاطبه بلغة العقل :
هل تعي ما فعلته مع رهام ؟! .. لقد دمرت حياة فتاة مسكينه .. لماذا فعلت هذا ؟ .. ما الذي جنيته من فعلتك البشعة ؟!
وماذا في هذا لقد اعجبتني الفتاة واستحسنت رقتها الشديدة فاردت العبث معها قليلا ... لم اطلب منها الانتحار هي فعلت ذلك بارادتها .
فعلت ذلك لانها وثقت بحبك واحبتك في حين انك خدعتها واغتصبتها ثم رميتها باهمال .
قال بتلك الابتسامه الباردة :
كانت هذة مشكلتها لا مشكلتي انا ... ثم انها حمقاء لانها وثقت بي .. والقانون لايحمي المغفلين .
لم ارد على فلسفته الحقيرة فاستطرد قائلا وهو يضحك :
هل تعلم انني صدمت مرة بسيارة ابي شخصا من جنسية اسيوية وفررت ؟! .. لقد توفي هذا الشخص .. عرفت هذا من الصحف .. ولكنني لم اسلم نفسي الى السلطات واضيع مستقبلي من اجل شخص كهذا فهو مجرد اسيوي حقير لا تساوي حياته من حياتي بكل تاكيد .. وانتم جميعا على كل حال كمستعمرة النمل بالنسبة لي .. استمتع بركل جحرها بقدمي من حين لاخر !! .
قالها وكانه يبصق بوجهي !! ..
خالد .. انصحك مرة اخرى الا تدس انفك فيما لا يعنيك والا فانني ساعدك بانك ستتوسل الي في المرة القادمه كي اقتلك .. ؟
قال هذا ونهض وهو يحمل تلك النظرة الوقحة ليخرج من غرفتي تاركا خلفة شخصا يغلي غيظا ... وهو انا بالطبع .
هل سمعتم ما قال انه قتل اسيوي وولى الادبار .. يقول ان حياته اثمن من حياة اسيوي حقير .. سنرى من الحقير يا راشد




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.