وما زلت اذكرها (1) ... سلسلة طيور مهاجرة !!**مكتمله**

[سلام12]

مساء الخير ..

سيكون التنزيل بعد نصف ساعة ...

الحاضر يعلم الغائب .. ^^

[سلام12]

الفصل الثامن عشر والأخير ..

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع ...

[سلام12]

التقطت هاتفها تتصل بأختها مجددا .. تنهدت لينفتح الخط من الجهة الأخرى " نجلاء بالله عليك ما الذي يحدث ؟ لما لا تجيبين على اتصالاتي ؟ .. "

قالت نجلاء بتوتر " عمر أخذ سمر .. "
ارتفع حاجباها تفكر قليلا .. لقد عرفت من سمر أن عمر ظهر .. وقد أخبرتها أنه تغير نوعا ما ولكنها تظل لا تثق به بعد كل الذي فعله بها .. ولكن الشيء الذي لم تصدقه أنه أخذها .. قالت وهي تقطب حاجبيها " ما معنى أنه أخذها ؟ .. "
حكت لها نجلاء ما حدث بالمختصر .. أن عمر ضرب ابن صاحب المحل الذي تعمل به سمر ومن ثم حملها معه وركب سيارة استأجرها أو من الممكن أن تكون له .. ومن ثم قالت بصوت باكي " أنا خائفة أن يعمل بها مثلما فعل بها سابقا .. "

لم تكن تعرف بماذا تجيب أختها ولكن جاء الوقت ليتصرف كلا من عمر وسمر بطريقة صحيحة .. وأن يتفاهما على ما مضى ويجدا حلا أما أن يكملا المسيرة معا .. أو أن يتخلى عن بعضهما .. وكلاً يبدأ حياته بعيدا عن الأخر .. قالت تهدأ من روعة أختها " لا تقلقي ستكون على ما يرام .. فقط تعالي أنت ِ وسليم وأقربائه .. وسمر موضوعها لدي .. حسنا .. "

أومأت نجلاء وكأن هديل تنظر أليها لتقول " حسنا .. سنكون متواجدين .. وأسفه لجعلك متوترة من أجلنا .. "
أجابت هديل بحنان " أذا لم أكن بجانبكم من يكون أذا ؟ .. أنتما أختاي الصغيرتين .. "

بعد وقت أغلقت الخط وأخذت تنظر الى المكان الهادئ المريح للأعصاب .. نظرت الى قدميها التي تدلكها العاملة التي تعمل للمساج .. لا تصدق أن حتى في يوم عرسها تأتي المشاكل .. ( عمر) حتى الآن تأمل لو تقتله .. لماذا لا تفعلها سمر وترتاح من عذابها ؟ .. لكن يبدو أنها لن ترتاح حتى تستطيع حل المشكلة .. ضغطت على اسم يحيى في هاتفها النقال المسمى ( رفيق الروح ) .. أنه أكثر من رفيق روحها .. فهي مدمنة عليه وتريده دوما بجانبها تسمع صوته .. تشعر بدفء حضنه .. انتظرت ثانيتين حتى جاء صوته الأجش " مرحبا .. "

حبست أنفاسها بسبب لكنته الرجولية لتقول بصوتها الجذاب الذي اعتادت أن تبرزه له فقط " مرحبا .. أمممم .. هل أنت مشغول ؟ .. "

سحب نفسا عميقا وهي تسمعه يزفر براحة ليقول " أصبح فارغا من أجلك .. ما الأمر عزيزتي ؟ .. "

قالت وهي تلعب بأصابعها وتنظر الى أظافرها الطويلة المرتبة المطلية باللون الفضي على حافة مسند الكرسي " هنالك مشكلة .. عجزت أيجاد حلا لها .. "

صوتها ونبرتها المرهقة الناعمة جعلته يتأوه ليقول بصوت ثابت " أخبريني من الممكن أن أساعدك .. هل تريدين أن تسأليني أذا كنت أحب اللون الأحمر أو السكري في قميص النوم الذي سترتدينه أمامي الليلة ؟ .. "

شهقت بخفوت واستنكار لكلماته .. تسرب اللون الأحمر الى وجهها لتقول توبخه " يحيى .. يا الهي .. ما هذا ؟ .. "

قال وهو يستريح على أحد الكراسي في المكان الذي سيقيمان به العرس " حسنا يبدو أنه ليس هذا هو السؤال .. أخبريني أذا .."

رطبت شفتيها بلسانها لتقول بصوت جاد ".. أخيك لن يكف عن ألعابه التي لا تنتهي ! .. متى يترك الفتاة لحالها ؟ .. ألا يكفي أنه جعلها تعاني وتتألم .. ليأتي الآن ويخطفها .. "

أخرج يحيى سيجارة من جيبه ليشعلها ويضعها بين شفتيه وهو يستمع الى كلمات هديل ليقول بعد أن أخذ نفسا " حبيبتي .. لا تشغلي بالك بشيء .. أنا سأتحدث الى عمر وسوف أجده .. "

عضت شفتيها وهي ترى العاملة ترفع قدمها اليمنى تضع عليه كريم لتقول له بامتنان " حقا يحيى لا أعرف كيف أشكرك ؟ .. "

لم تعرف أنه يبتسم بعبث في الجهة الأخرى وهو يقول بتسلية " تستطيعين شكري في وقت لاحق حبيبتي .. ربما بعد العرس ..في غرفة الفندق .. "

تغير وجهها مجددا ليصبح أحمرا ومليء بالعاطفة والحرارة تسربت الى جسدها لتقول بصوت مرتجف متأثر بكلماته " سنتحدث في ما بعد .. الى اللقاء .. "
أغلقت الخط دون أن تسمع رده لقد أصبح كلامه مخجلا لها مع ارتباكها وتوترها لأول ليله معا .. تخاف أن يغمى عليها من فرط العاطفة التي تشتعل في قلبها له ..

.................................................. ...............................

أغلق الخط وهو يقهقه ليكمل سيجارته التي بين أصابعه و هو يفكر أن الليلة ستصبح ساخنة مع أميرته .. لا يستطيع الصبر حتى الليل .. أصبح متعجلا .. زفر ليقف ويحل مشكلة أخيه ..
حاول الاتصال به وهاتفه يعلن أنه خارج النطاق أو مغلق .. أرسل أحد رجاله للبحث عنه في أرجاء القرية الجبلية وحولها .. وها هو ينتظر الرد منهم .. أشار الى مصممة الحفلة بأن تقترب منه .. تحدث معها بكلمات مختصرة بأن تكون غرفة العروسة جاهزة في تمام الساعة الخامسة مساء .. رن هاتفه سحبه من جيب بنطاله ليرد على أحد رجاله " هل وجدته ؟ .. " كان سؤاله بارد ورسمي ..
أجاب الرجل برسمية بين صاحب عمله " نعم سيدي لقد وجدناه أنه يعيش في شقق العامري التي تبعد كيلومترات قليلة عن البلدة التي كانت تعمل بها المدام سمر .. "

" هل سألت عنه أن كان موجدا في شقته ؟ .. " سأل ينتظر الإجابة ..

أجاب الرجل بسلاسة " نعم لقد أخبرني حارس البناية بأنه شاهدة يدخل مع امرأة يسحبها بين ذارعيه وقد كانت مثل مواصفات المدام سمر .. "

قال يحيى وهو يمر من خلال الطاولات المنسقة لحفل عرسه وعرس أميرته التي كانت كالأم التي ترعى أبنائها وتحافظ عليهم من الأذى " حسنا .. جيد .. سوف أكون موجود خلال نصف ساعة .. لا تفعل أي شيء فقط راقب البناية حتى لا يخرج وأنت لم تشاهده .. "

أغلق الهاتف ليتجه ناحية الباب الخارجي للقاعة الكبيرة والفخمة التي أستأجرها .. لليلة العمر .. فهو يعرف أنه لم يكن زواجه الأول ولكنه لا يعتبر زواجه الأول شيئا .. لا أحاسيس ناحية عروسه التي تزوجها في السفارة وأنتهى الأمر بحفلة صغيرة في مطعم مع الأصدقاء المقربين لعروسه .. لقد كان محتاجا لأحد يقف بجانبه وفي حالة ضعفه وجد سمانثا التي كانت تلتصق به عندما رأته مرة مع أحد أصدقائه الأجانب .. حتى بدأت علاقتهم تنفتح دون أن يلمس منها شيء وقد عرف أن لم يلمسها رجلا قبلا ( لقد كانت عذراء ) .. ولكن عرف فيما بعد أنها قامت بأجراء عملية .. وعرف لماذا فعلت ذلك ؟ .. فقط لتمسك بأظافرها وأسنانها بالعريس اللقطة الذي كان هو .. ولكنه فهم لعبتها بعد فوات الأوان .. لقد حملت بابنته الصغيرة اللذيذة .. وقد كان ممتنا لأنها أنجبت له طفلة أية في الجمال ..
ولكن بعدها طلقها وخرج من البلد عائدا الى بلدته .. عائدا الى حضن حبيبته وعشه الأمن .. ملاذه الذي لن يتخلى عنه هذه المرة بل سيتشبث به ..

************************************************** ******

بعد نصف ساعة ..


تأمل البناية الحديثة الطراز التي أجر بها أخيه عمر .. قطب جبينه في تفكير لما يفعله أخيه من أخطاء على مر السنوات الماضية هذا من جهة و تعذيب سمر وانتقامه منها من جهة أخرى .. رفع نظارته الشمسية على شعره الأسود .. ليتقدم بخطى متزنة .. يعرف ما الذي يجب أن يفعله ؟ .. دخل البناية ليرى طاولة الاستقبال ورجل أربعيني تقريبا يجلس خلفها .. تقدم منه ليصافحه وهو يقول " مرحبا .. هل من الممكن أن تساعدني ؟ .. "
عقد الرجل حاجبيه لثانيه ليفرد وجهه وهو يتفحصه ليقول " مرحبا بك .. بماذا أخدمك ؟ .. "
قال يحيى يدخل في صلب الموضوع " في أي شقة يعيش عمر الرامي ؟ .. "
أرتفع حاجب الرجل ليقول " عفوا .. هل يعرف أنك هنا ؟ .. "

أخرج يحيى من حافظته السوداء الرجالية الصغيرة بطاقة تعريفة ليقول " أنا أخيه .. "
نظر الرجل الى البطاقة واسم يحيى الرامي وصورته ليلقي نظره الى يحيى مجددا .. ليومأ وهو يقول " لقد طرقت الباب عليه ولم يجب .. لقد أشتك أحد الجيران بأنه سمع فوضى غير طبيعية في الشقة .. ولكن بما أنه أخيك فذهب وأطرق الباب عليه .. "

قال يحيى وهو يستند على الطاولة " هل لديك مفتاح أخر احتياطي ؟ للحالات الطارئة .. "

أومئ الرجل ليفتح أحد الأدراج يخرج سلسلة من المفاتيح .. ويسلمها ليحيى ..

ركب المصعد لدور الرابع .. كان سريعا في العمل وصل بسرعة الى الطابق .. اتجه الى الشقة رقم عشرون .. أدخل المفتاح في الباب .. أدار المقبض .. لتواجهه عيني سمر السوداء المتسعة .. لقد كانت ترتب غرفة المعيشة لتقول بدهشة " يحيى .. "

قال لها " بلحمة .. أين هو عمر ؟ .. " وقد استغرب تنظيفها لغرفة المعيشة المحطمة الزجاج ..

************************************************** *****

في وقت سابق ...
قبل نصف ساعة ..

وضع رأسه بعفوية على حجرها .. جفلت وهي تنظر أليه من بين عينيها .. وهو ينظر أليها من أعلى عينيه ليقول بحب " شكرا .. "

أشاحت بوجهها عنه لتقول بأسى " لماذا تفعل هذا بنا ؟ .. "
أمسك بكفها يلثمها بعاطفة .. تجمعت الدموع في عينيها لتسقط واحدة تلو الأخرى على بشرة وجهه الخشنة .. ليسحب رأسه من حجرها .. يستقيم في جلوسه يسحبها هي لتقع بين أحضانه .. لتبكي تخرج كل الذي في قلبها .. لتقول من بين شهقاتها بصوت مرتعش " لماذا لم تحبني مثلما أحببت خطيبتك ؟ .. أكان صعب عليك على الأقل تركي دون أن تعذبني .. أكان صعب .. "

أخفض عينيه ينظر أليها بعينين لامعة ليقول " لأنني كنت ُ أحمق ولم أنظر الى الكنز الذي بين يدي .. أرجوكِ كفى بكاء حبيبتي .. "

لتقول وهي تزداد بكاء " لقد كنت ُ بريئة .. لقد تعبت وأنا أبرهن لك أنني مختلفة .. "

زاد من عمق حضنه لها ..ليهمس في أذنها " لقد كُنت أحبك ولكنني أنكرت ذلك ودفنته قبل أن يظهر علنا .. لم أكن أحب خطيبتي فقط شخصيتها المتمردة هي ما لفت نظري كان أعجابا ليس ألا .. "

تحاول سحب نفسها من حضنه ولكنه شدد ذراعيه عليها ليقول " دعينا نرمي أوراق اللعب ونكشف أسرارنا .. "

شهقت لتضربه على كتفه وهي تصرخ به " لا يوجد أسرار .. كل شيء مات .. رحل .. لم يتبقى مني غير الفتات هل تريد أكله ؟ .. "

قبلها في عنقها ليقول بصوت خافت ناعم " نعم أريده .. وأريد أكلك كلك على بعضك .. "

عضت على شفتيها قهرا لتقول " أتركني .. دعني أذهب .. لم يعد قلبي يحبك .. أبتعد .. " وضعت كفيها على صدره تستشعر صدره الصلب العضلي وخفقات قلبه على راحة كفها تريد أن تبعده عنها تدفعه عنها ..

ليقول لها وهو يقربها منه أكثر " لا تفعل ِ ذلك بنا .. أعطني فرصة .. أعطي نفسك فرصة .. "

" لا " صرخت بها بيأس محطم صدى الصوت في غرفة الجلوس ..

أغمض عينيه يتنفس ببطء ليقول وهو يفتح عينيه " عاقبيني وأنت في بيتي .. لكن لا ترحلي .. حتى ولو طال العقاب لسنوات سوف أنتظر .. "

قالت وهي تكتم شهقة أخرى تريد العبور من حنجرتها " لن تصبر .. أنا أعرفك عمر .. لن تستطيع الصبر .. "

نظر أليها بصمت ليبتعد عنها يجعلها تجلس بهدوء .. ليستقيم هو في جلسته يحدق في التلفاز الذي أطفئه بسببها .. قالت وهي تمسح دموعها وتشعر بالبرد يتسلل أليها بعد أن ذاقت دفء حضنه " أرأيت لن تستطيع .. "

قال ملتفتا برأسه ناحيتها " لقد بدأت أشك بنفسي .. هل أنا مجنون أم ماذا ؟ .. لماذا كلما أقترب من شخص أقدره وأحبه يبتعد عني ؟ .. هل بي عيب ؟ ... "

قالت وهي تمعن بكلماته في عقلها " لماذا تقول هذا الكلام ؟ .. من الذي تخلى عنك ؟ .. "

قال وعضلة في فكه تشددت " مهتمة ! .. "

وقفت غاضبه من كلمته لتقول وهي تشير ناحيته " .. أنت الذي أبعدتني عنك بتصرفاتك ألا مبالية .. أنت حقا لا تطاق .. أنا أحاول الوصول معك لحل وأنت تخبرني أن كنت مهتمة .. يا الهي عمر .. لا ألوم الناس اللذين يتركونك .. "

نظرت الى عينيه التي ارتفعت من كلماتها القاسية .. لتعقد حاجبيها كانت عينيه مجروحة .. مكسورة .. بها شيء جعل قلبها يخفق .. لتتراجع وهي تقول " أنسى ما قلت لم أكن أقصده .. " لتعض على شفتيها تتذكر كلماته القاسية التي كان يطلقها عليها كالرصاص دون أن يهتم أن كان جرحتها أم لا ..

قال لها " أخبريني المزيد من ألامك .. أخرجي الكلمات من عقلك دعيها تتحرر .. قولي جميع ما تشعرين به ناحيتي .. "

" أنت أحمق كبير .. بدل أن تفتح الباب تقول لي أن أتحدث عن مشاعري .. " رمت جسدها على الأريكة بقسوة وهي تشيح بوجهها عنه ..
قال لها وهو يقف ليقترب من الأريكة التي تجلس عليها .. ليفاجأها مجددا بجلوسه على ركبته على الأرض بجانب قدميها " فقط لو أعرف ما الذي أعمله حتى تعودي الى أحضاني ؟ .. "

ابتلعت ريقها وهو يلامس فخذها بأصابع كفه اليمنى .. خرج صوتها مخنوقا " لا شيء سيعيدنا مثلما كنا .. "

قال وهو يدفن رأسه في حجرها " أرجوك ساعديني لنجد حلا يرضينا .. "

شدت على أصابعها الخائنة التي تحاول أن تمسك برأسه وتحتضنه أكثر .. لتقول وهي تشد على أسنانها " حلا يرضينا .. لم يرضيك قط شيئا .. فكيف سيرضيك الآن ؟ .. "

أغمض عينيه ليقول " من أجلك تغيرت .. ومن أجلك سأرضى بأي حكم منك .. "

خرج الهواء من حنجرتها حارا لتقول " لن تلمسني مهما حدث .. لن تقترب من الغرفة التي سأنام بها .. "
ارتفع رأسه يكاد لا يصدق كلماتها التي باحت بها ليقول " هل هذا شرط الأتفاق ؟ .. هل ستعيشين معي ؟ .. "

أومأت برأسها لتقول " نعم موافقة .. هل ستوافق على الشرط ؟ .. "

عقد حاجبيه ليقول " وهل سيأتي يوم وتقولين لي ألمسني عمر ؟ .. "

ارتبكت عينيها لتشيح بوجهها لتقول بحده " لا أدري .. "

ابتسم لها وهو يقول " موافق على الشرط .. " نظر الى عينيها التي تفكر ليقول " هل هنالك المزيد من الشروط ؟ .. "

التمعت عينها لتقول بجدية " نعم هنالك شيء أخر .. سوف أعمل .. "

احتدت عينيه ليقول بصوت حاد قاسي " لا عمل .. " لن يتركها تعمل ليتحرش بها شخص كذالك الوغد الذي قبلها .. اشتعلت الغيرة في عينيه وقلبه .. لقد قبلها شخصا أخر غيرة .. لو أنه لم يدخل المحل لقضى ذلك الحقير عليها تماما ..

قالت بحده " لما لا ؟ .. لقد تم قبولي بالتدريس في روضة للأطفال وأنا وافقت وسأبدأ عملي بعد شهر .. أذا كنت تريد منا العيش معا بسلام فأنسى ما حصل في المحل لأنني تعلمت من التجربة .. بألا اعلق أحد بي بعفويتي المفرطة .. "

قال وهو يقبل فخذها " أسف كل هذا بسببي .. لو لم أفعل بك كل تلك الآلام لما هربت ِ وعملتي مع حقير مثل ذاك .. وأنا موافق .. شيء جميل جدا أن ترعي الأطفال .. و أنا أعدك أنه لن يمسك سوء لا مني ولا من غيري مجددا "

ارتجفت ساقيها تحت قبلته .. لتزحزحها بعيدا عنه لتقول " حسنا جيد اتفقنا .. "

قال بعبث " حسنا قبلة من شفتيك الجميلة لعقد الاتفاق .. "

زفرت بغضب لتقول " أبتعد عني دعنا نخرج من هنا .. لن أقبلك .. "

التوت شفتيه بقهر ليقول " حسنا .. أولا دعينا نرتب الفوضى التي فعلتها بالبيت قبل خروجنا .. "

عندما وقفت على قدميها وهو قف بجانبها التقط شفتيها بين شفتيها لتشهق وهو يقبلها سريعا ويتركها .. ويتقدمها متجها الى الممر ليقول بمرح " حسنا رتبي غرفة المعيشة وأنا سأرتب المطبخ .. "
وقفت في غرفة المعيشة تنظر أليها وألا الزجاج المحطم لتحدث نفسها ( لم يخبرني من جرحه ؟ .. وجعله يظن نفسه مجنونا .. )



يتبع ...

[سلام12]

في الوقت الحالي ..
جلس يحيى على الأريكة ينظر الى الطاولة المحطمة ليلقي نظرة ناحية سمر الجالسة بصمت وهدوء ومن ثم الى عمر الذي ينظر أليه براحة ..
استغرب الراحة التي تلوح على وجه أخيه .. هل يا ترى وجد حلا لمشكلته مع سمر ؟ .. قال وهو يشير الى أخيه " ما الذي حصل معك عمر ؟ .. هل كل شيء بخير ؟ .. "

قال عمر وهو يلوي شفتيه " يحيى لم أكن أتوقع مجيئك أنت .. توقعت هديل أو عاصم .. لكن أنت .. "

أجابه يحيى وهو يسترخي على الأريكة المريحة " لقد جئت لننهي الموضوع ونجد حلا .. أنت تعرف أنني أهتم بأمرك وأمر العائلة .. ألا من طردني لم يعد يهمن ِ أمره .. "

أعتدل في جلسته ليقول " لقد وجدنا حلا .. ونحن الآن متفقين .. وأمل ألا يتدخل أحد في حياتنا .. أنا لم أقصدك أنت بل قصدت والدها ووالدي .. لذلك سنعيش في شقة في المدينة .. بعيدة عن القصر بما يكفي .. "

أومأ يحيى ليوجه الكلام الى سمر " هل أنت ِ راضية سمر على ما قاله ؟ .. سأقف معك أن كان جوابك لا .. "

ارتفع رأسها ناحية يحيى تتأمله لدقائق لتقول " أنا راضية سأبقى معه .. ولكن .. هنالك شيء أود أن تكون عليه شاهدا .. "

التفت عمر أليها بحدة .. لا يصدق أنها ستخبر أخيه عن اتفاقها الذي سيهدر كرامته أمام أخيه .. قال لها بهدوء وعينيه تلوح التحذيرات " سمر ما الذي تتحدثين عنه لا نحتاج ألا شاهد ؟ .. "

قالت وهي تنظر أليه لترمش تخفي كل المشاعر التي في قلبها لتقول " شيء سيحدد مصيرنا عمر .. ويجب على يحيى بما أنه أخاك أن يكون شاهدا .. "

قال يحيى وهو يشجعها على الكلام " قولي ما تريدينه سمر .. أخبريني ما الذي يقلقك ؟ .. "

قالت وهي تركز نظراتها بعمر " أريد منك أن تساندني وتقف بجانبي أذا رأيت أخاك في يوم يقتلني وأنا حية .. طلقني منه أذا فعل ذلك .. "

بدأ عمر مصدوما .. لقد وعدها بأنه لن يمسها سوء معه .. لماذا تفعل ذلك ؟ .. حتى تبتعد عنه .. لقد قسم أن تعود أليه .. مهما طالت المدة ..
قال يحيى وهو يستشعر التوتر بين الاثنين " حسنا سمر .. لقد وعدت هديل أن أساعدك .. وأنا أقسم لك أن فعل أخي لك شيئا سأساندك أنا وهديل .. "

ابتسمت لتقول بصوت مرتعش .. لقد كان يحيى نفسه الأخ الذي لطالما أحبته في صغرها .. لقد كان يساعدها ويلعب معها " شكرا يحيى لن أنسى لك هذا المعروف .. "

أما عمر بقي صامت ينظر أليها .. حتى سمع أخيه يقول بفكاهة " لا أصدق أنني أتيت الى هنا في يوم عرسي .. هيا قفا وتحركا أمامي حتى نعود للمدينة .. " وقف ليكمل " سوف أنتظركم في الأسفل ..دعا ما ترتبانه سوف أرسل أحد الرجال الى هنا .. "

تنحنحت سمر بصوت ناعم لتقول " يحيى ... هنالك أمر أخر .. "

ابتسم لها بحنان ليقول " ما هو يا صغيرة ؟ .. "

صغيرة تلك الكلمة خرجت من فم أخيه .. لقد أصبح يغار عليها بصورة غير طبيعية .. لقد كاد أن يقتل ذلك الحقير .. لولا صرخاتها .. تماسك في وقفته وسكوته ..

لتقول سمر بطريقة مرتبكة " نريد الذهاب الى المستشفى أولا .. "

عقد يحيى حاجبيه بقلق ليقول " هل أنت ِ مريضة ؟ .. "

" لا ليست أنا .. بل عمر .. " قالتها وهي تتجه ناحيته تلمس ذراعه بحنان .. أنتفضت ذراعه من لمستها ..

قال يحيى بقلق " عمر ما الذي يؤلمك ؟.. "

أختنقت الكلمات في حلقة ولكنه كتم الرغبة التي تقول له أجعل أخيك يختفي أو يخرج وخذها بين ذراعيك وأجعلها تنسى كل شيء حصل في الماضي والحاضر فقط المستقبل ينتظرهما .. لكن سمر التي بكت وهي تقول " لقد شق معصمه .. "
تقدم يحيى من عمر يسحب ذراعه ينظر الى الجرح في معصمه .. ليرتفع حاجبيه وهو يقول بغضب " من الذي أخاطه لك ؟ .. "

قال عمر وهو يبعد نفسه عن أخيه " أنا الذي أمرتها بفعل ذلك .. "

تنهد يحيى ليقول بغضب مكتوم من تصرفات أخيه الغير مهتم حتى بنفسه " حسنا .. هيا لنذهب الى المستشفى .. ليعودوا الخياطة بطريقة حضارية .. وكأننا في العصر الحجري حتى تجعلها تفعل ذلك .. "

نزلا معه الى الأسفل ليركبا معه في السيارة التي قدم بها .. متجهين الى أقرب مستشفى في الطريق ... صوت إطارات السيارة وهي تنفجر بصوت مدوي على الطريق أصابهم بالهلع .. ليقول يحيى " تمسكوا جيدا .. " .. كانت شاحنة الغاز أمامهم ومن خلفهم شاحنة بضائع .. ضغطت قدميه من بين صرخة سمر على فرامل السيارة .. ولكنها لم تتوقف .. ليلف بدركسون لسيارة للناحية الأخرى ولكنه كان خطأ فادح يفعله حتى تتقلب السيارة .. للجهة الأخرى بعد خمس تقلبات وتحطم الزجاج غير ذلك حطام زجاج النافذة الخلفية قد تحطم .. لتستقر السيارة وسط الشارع في الجهة الأخرى .. لتتوقف السيارات من هول المنظر .. وقد عم الهدوء المكان .. ليكون عمر الجالس بقرب يحيى هو أول من فتح عينيه .. في حالة صدمة و إنكار للواقع .. نظر الى أخيه الساكن وقد تركزت زجاجه على جبهته بشكل مستقيم أرتجف جسده من المنظر وبابه قد عطب .. صرخ به بخوف ليستيقظ " يحيى .. يحيى .. فق .. فق يا أخي .. " تنهداته وهلوسته بكلمات لا معنى لها " اه .. لا .. أين ؟ .. "
صرخ به وهو يراه يدخل في غيبوبة أخرى " يحيى .. أستيقظ .. "

عقله الغير مستوعب بكل الذي يحصل .. ذكره بسمر .. التفت الى الخلف يبحث عنها .. لم يجدها .. فتح الباب بقوة ليخرج وهو يصرخ بأسمها كالمجنون .. " سمر .. سمر .. " كان هنالك حشد من الناس اللذين توقفت سياراتهم .. وخرجوا للمساعدة والبعض للمشاهدة وكأن موت الناس بالحادث شيء طبيعي .. وكأنه يحدث كل يوم .. وجدها لقد وجدتها عينيه هنالك مرمية فوق التراب دون حراك .. والدماء تخرج من جسدها .. توقف للحظة وقلبه يخفق بالخوف .. هل هذه الخسارة ؟ .. هذا هو يشعر بطعم مرا ً يخرج ويدخل في بلعومه .. لقد انتهت حياته بحياتها ... لقد انتهت قصته التعيسة عند هذه النقطة لتزداد تعاسة وحزنا سيطول لسنوات عمره المقبلة حتى يشيخ و يموت ويلحق بها ... قدميه تحجرت مكانها لم يستطع أن يحرك تلك القدمين الجامدتين .. صراع بداخله يأمره بالاتجاه ناحيتها واحتضانها حتى لو كانت ميتة .. لكن هنالك ذلك القلب الذي يخفق بجنون يخاف أن يقترب ويموت مع موتها .. لن يحتمل فراقها بعد أن ذاق طعم الحب منها ..

[سلام12]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعاتي ومتابعيني .. لقد أنتهت الرواية وكم سأشتاق لكم .. ولكل كلمة تكتبونها بالتعليقات والتقييمات ..

شيء جميل هو ما جمعني بكم .. وقد كنت سعيدة جدا بأنضمامي الى أعضاء روايتي .. والتعرف على عضوات أصبحن صديقات لي على الشبكة الالكترونية .. بعد أن كنت أتابع وأنظر من بعيد والخوف كان دوما يتسلل الي .. أما الآن عرفت معنى أن أنشر و استفيد من نصائح المتابعين .. اشكر كل من وقف معي من بداية الرواية .. ونصحني حتى لو بكلمة شجعتني لجعلي للأفضل .. اتمنى منكم تعليق طويل وعريض على الفصل ألاخير وعلى الجزء الأول كله بصفة عامة وكيف كانت الرواية من الطابع النفسي و القصة نفسها بمحورها و ابطالها الستة ؟ .. وكيف كان اسلوبي بين كل فصل وفصل ؟ .. وغير ذلك يعتقد الجميع ان هنالك جزء مفقود في الرواية الجزء الخاص بالعصابة وكريم الذي هرب ولم يظهر سأدعكم لمخليتكم تتعرفون على كريم في الجزء الثالث .. وشيء أخر هل تريدون الجزء الثاني من سلسلة طيور مهاجرة ولا رواية جديدة وبعدها أعود الى السلسلة ؟..




أرائكم وتعليقاتكم .. تقييماتكم ... الخاتمة راح تكون الأسبوع القادم أنشاء الله ..

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 11 والزوار 2)
‏سلام12, ‏ميجا بوب, ‏star2, ‏مرمر1, ‏نبيله محمد+, ‏Ashwag1990, ‏مى عبد الرحيم, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏آهة حزن, ‏NANAMONTANA

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 10 والزوار 2)
‏سلام12, ‏أورور, ‏NANAMONTANA, ‏مرمر1, ‏نبيله محمد+, ‏Ashwag1990, ‏مى عبد الرحيم, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏آهة حزن

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 11 والزوار 1)
‏سلام12, ‏star2, ‏أورور, ‏NANAMONTANA, ‏مرمر1, ‏نبيله محمد+, ‏Ashwag1990, ‏مى عبد الرحيم, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏آهة حزن

[مرمر1]

مرحبا روايه رووعه واسلوبك فى الكتابه جميل ومنتظرينك فى روايات القادمه ان شاء الله

[Ashwag1990]

النهايه ومادراك مالنهايه
هل مات يحي وسمر او في تكمله في جزء كريم والعصابة ؟؟؟؟؟
بشكل عام أسلوبك في السرد جميل وكل فصل يحمس اكثر بس النهايه قاتله كذا ليش