آخر 10 مشاركات
أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree38Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-14, 11:53 PM   #291

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي


بانتظارك ان شاء الله




hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
قديم 28-08-14, 12:08 AM   #292

Laila Mustafa

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Laila Mustafa

? العضوٌ??? » 285692
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 3,542
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Laila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك action
?? ??? ~
لايؤجل عمل اليوم الى الغد
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مساء اليمن والبركات
ولا يهمك حبيبتي امتى ماتيسر لك نزلي
بانتظارك


Laila Mustafa غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 28-08-14, 02:57 AM   #293

كَيــدْ !

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية كَيــدْ !

? العضوٌ??? » 320291
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 563
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » كَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ياصغيّر مايكبّرني لقب ومايصغّرني إذا أنكرني صغير ماخذينا الصيت من جمع الذهب ولانَسابة شيخ أو قُربة وزير !
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكُم :)
صباحكم / مساؤكم فرحٌ لا يزول
إن شاء الله تكونون بأتم صحة وعافية


,

بسم الله نبدأ

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

بقلم : كَيــدْ !


لا تُشغلكم عن العبادات



(16)*1






إنكِ يا سمائي سوداءُ كما أرضي، معتمةٌ كما قاعي، حتى طيورُكِ مُقطعةٌ أجنحتها كما أجفاني تقطعت رموشها تحت وطأة الدموع. لكنكِ يا سمائِيَ السوداء أفضل من أرضي هذه! أقل قسوةً فمتى سيأتِي اليوم الذي تُقلع فيه روحـي إليك فأرتاح.
لم تعد تشعر في هذه اللحظة سوى بأن اللاشيء يعتريها، لم تعد تشعر، والغصات آثرت السكون في بلعومها دون الإتجاه للمريء أو الخروج في شكل بكاء! دون رحمتها كما لم يرحمها من حولها، خسرت ولا مانع في أن تخسر أكثر، هذا إن بقي هناك ما تخسر!
بينما هو آثر الصمت، وهل توجد كلماتٌ بعد حديثها؟ توقع منها الرفض ثم الرفض، لتأتي كلماتها هذه شبه مُستحيلة التصديق لأذنيه.
زفر الملوث من الهواء خارج رئتيه، وحياةٌ كهذه ليس هو من يُطيقها، وكيف يُطيقها والرفض يكسوها، وهو الذي من المستحيل أن يُعتقها لكنه أيضًا لن يرضى أن تتقبله فقط لأنها – تحتاجه -
بصمتٍ تراجع للخلف ليستدير يُهديها ظهره، وهي لم تمتلك سوى النظر بضعفٍ وانكسار إلى ظهره الذي كسته سترةٌ بُنية اللون، وعيناها انتظرتا فقط أن يستدير عنهما ليُطلقا دموعها بكرمٍ حاتمي!
أغمضت عينيها بقوةٍ حين سمعت صوت الباب الخارجي للشقة، لتزفر باضطرابٍ ويالَيْتها تزفر معهُ همومها.
تراجعت للخلف لتجلس على السرير المُغطى بمفرشٍ عنابيّ اللون ورأسها مالَ بشرودٍ حزين
كتلكَ الليلة السوداء قلبي وأنا معك الآن، حزينٌ منكسر، لا حيلة له سوى الرضوخ، وأنـا التي كانت دائمًا متهورةً في كل قراراتها فيا ليتني كنت يومها أشد حكمةٍ ولـم يكن عقلي قد تأثر بما اعترى روحي، يا ليتني كنت يومها عنيدةً واثقةً بالقدر الذي يجعل من هي " امرأة عمي " تتأكد من براءتي دون أن يحدث كل هذا.



,




ابتسامةٌ جميلة تزين ثغرها، وأناملها البيضاء تتفنن في تزيين الكعك الذي أمامها، تتحدث برقةٍ مع الخادمة الواقفة قريبةً منها : ميري لو سمحتي جيبي البندق المدقوق، والشوكليت اللي ذوبته من شوي ، تلاقينه في الثلاجة
أومأت الخادمة لتفعل ما قالته لها جنان، وتلك بعد أن أحضرت الخادمة ما أرادت بدأت بالرسم بالشوكلاة كلماتٍ تعبر عن سعادتها
( ربـي يطلعك بالسلامة يا الغالي )
ثم نثرت القليل من حُبيبات البندق لتحمل الصحن المحتوي على الكعك وتأخذه للثلاجة بعد أن ابتسمت برضا لشكله، لتمد ذراعيها تتمغط ثم تخرج من المطبخ وهي تنزع مريلتها.
بالرغم من كون خالها موجودٌ عندهم إلا أنها حاولت بقدر الإمكان أن لا تُفسد فرحتها بوالدها لشيءٍ لا يستحق … رفعت " الآيشارب " المتواجد على أكتافها لتُسدله على شعرها دون أن تحكم لفه، وقد كانت ترتدي ملابس واسعةٍ ذاتَ طابعٍ هندي، بلوزةٌ زهرية طويلة إلى ركبتيها ومن تحتها بنطالٌ سكري.
طرقت الباب ثم ولجت لتلقي السلام، ترى احتدادًا في ملامح خالها أمجد والغضب يتصارع في عينيه، ووالدها يحرك مسبحةً بين أنامله بانفعالٍ ووجهه أقل حدةً منه.
قطبت جبينها باستغراب، ولا يخفى على قلبها الخوف الضئيل الذي انفجر به على والدها لما لا تعلم أولًا، وعلى نفسها من نظرات خالها المتوجهةِ إليها بشرٍ ثانيًا.
لم تنتظر ثانيتين على الأقل لتفهم أو لتعتاد على الشُحنات المتواجدة هنا، لم تنتظر القليل لتقترب من خالها حتى تُسلم عليه، حتى يصرخ هو في وجهها بغضبٍ وقهرٍ وسبابته اتجهت إليها تُطلق رصاصاتِ الصدمةِ إليها : انتِ السبب .. انتِ السبب لكل شيء يصير ولكل القهر اللي جواتي … حسبنا الله عليك من بنت … حسبنا الله على من جابك
اتسعت عينا والدها وغضبٌ تأجج في عينيه، وهي تراجعت وملامحها بهتت، لمَ يُهاجمها الآن؟ ما الذي فعلته هي؟ ما الذي حدث ليكون بكل هذا الغضب منها .. بدا على وجهها الكثير من الصدمة وشفتيها انفرجتا.
وذاك الوالد ارتعشت يده لينظر لأمجد بعينين غاضبتين، وبحدة : أمـجد ، إبلع لسانك وانطم ، جنان مالها شغـل فيك
وقف أمجد وعيناه لا زالتا مُتمركزتان عليها، وبحدةٍ تزداد ولا تهدأ : وعدتك باللي تبيه .. ولا تتوقع الحب
أبو فارس بعتاب : يكفي التقبّل .. مو ضروري الحب
تحرك أمجد بانفعالٍ ينوي الخروج من هذا المكان، وتلك تنظر ببهوتٍ إليهم دون فِهم، دون أن تدرك معنى ما يقال، لا تتحدثوا بالألغاز، لا تبعثوا الضياع فيها، وهي التي تدرك كُره خالها لها من بين أخوانها فلا تُزيدوا حيرتها أكثر.
وقف أمجد بجانبها عند الباب، ثم استدار ينظر لأبو فارس بقهر، هاتفًا : إعذرني يا ناصر .. حتى هذي ما قدرت عليها
تحاشى النظر إليها، وكانها نكرةٌ هنا، كأنما سيُصيبه مسٌّ إن هو نظر إليها، ودون أن ينبس بكلمةٍ أخرى غادر المكان دون وداع.
تتبعته بنظراتها حتى اختفى عن عينيها، ثم استدارت لوالدها الصامت والناظر إليها بصمتٍ موحش، لم تحب نظرته تلك، لم تحب مدى الأسى في عينيه ولم يرضها صمته، هذا الوقت ليس هو المُناسب للصمت فلا تصمت، لا تَزد حيرتي أكثر، لا تَزد لهفتي لمعرفة سبب هذا الكره المقيت في نفسي.
اقتربت منه وهو شتت نظراته عنها، في بعض الدقائق والثواني ينظر إليها نظرةً لا تمتلك القدرة على فهمها، تشعر أنه لائمٌ على حاله، يعتذر إليها، لكن لمَ؟ لمَ الإعتذار بنظراته ثم الصمت؟ لمَ الأسى ثم الصمت؟ لمَ اللوم على نفسه ثم الصمت؟
تراه يُشتت نظراته بعد تلك النظرات وكأنه لا يستطيع مواجهتها، هو يشعر بالذنب لشيءٍ لا تدركه وكم تتمنى أن تعلم ماهو.
جلست أمامه على الأرض وكفيها استقرتا على ركبتيه، وبهمس : وش يقصد يبه؟
تنهد وهو لا ينظر لعينيها، نظراته شتتها بعيدًا عنها، في كل شيءٍ بالغرفة عداها هي. وتلك ازداد اضطرابها وضاقت عينيها تنظر إليه برجاء : وش يقصد يبه؟ ليه أحس إنه يكرهني بسبب اللي كان يقصده في كلامه الحين؟
أغمض عينيه بقوةٍ يُبحر بعيدًا عن المكان الذي هو فيه وقريبًا منها هي، قريبًا من عالم ابنته فقط، بعيدًا عن كل البلبلة التي تجتاح حياتهما، وبخفوت : جيبي لـي فنجان قهوة عربية
عضت طرف شفتها برجاءٍ لم يتجاوز خاطرها، لم تفكر في أن تلح أكثر مع أن فضولها يريد ذلك وليس أي فضول، من حقها أن تسأل فالأمر مُتعلقٌ بها هي دونًا عن الجميع، لكنها ستعلم، ستعلم ما الذي يخبآنه عنها، ستعلم وحينها فقط ستدرك سبب كره خالها لها.



,




وضعت حقيبة المكياج جانبًا بعد أن أخذت " الكونسيلر " ووجهها عابسٌ باستياء : حالتك منتهية .. عاد من زين الوجه عشان تهملينه أكثر، زواجك قرب والهالات حول عينك تزيد، أظن إنك للحين ما بديتي بالشغلات الخاصة بجسمك .. وش تنتظرين بالله!
زفرت أسيل بضيقٍ وهي تستمع لـ " حلطمة " أختها، وبجزع حين شعرت بأنامل ديما المُلامسة لجفنها : وخري عنـي واللي يعافيك، ناقصتني الحين
عاندتها ديما لتبدأ بتوزيع ما بيدها حول عينيها : الله يعين بنبدأ بالأول بهالعيون الذبلانة، ويكون بعونك يا شاهين على البنت اللي قدامي
قالت جملتها الاخيرة وهي تهز رأسها نفيًا بأسى، وتلك استرخت ملامحها بحزنٍ كسير، وبخفوتٍ وهي تشعر بأنامل أختها الباردة المُلامسة لجفنيها : تهقين بندم أكثر من ندمي الحين؟ ما أتوقع فيه حدود أكبر للندم لأني تجاوزتها كلها بأميال
توقفت أنامل ديما لثوانٍ وهي التي تدرك معنى الندم، هي التي تجاوزته بأميالٍ عديدة، لكنها تُدرك أيضًا أن شاهين ليس كسيف، فسيفها هذا لا اثنان له، شخصيةٌ لا تصنيف لها فليس من العدل أن تظن أسيل بشاهين سوءً أو أن تفكر هي أن كل الرجال سواء بسبب سيف وحده.
ابتسمت ابتسامةً باهتة وهي ترفع يدها لتصل لشعر أختها المموج وتبدأ بالمسح عليه بحنان : يقول سقراط يا قلبي " إذا تزوجت أم لم تتزوج في كلا الحالتين ستندم " .. يعني جربي الحياة الزوجية انتِ خاسرة خاسرة في النهاية
لوت فمها بضيقٍ وهي تنظر لها بعينين ضيقتين، لا تدري لمَ استشعرت أن أختها تتحدث عن نفسها وليس عنها، لذا همست باستنكار : يعني انتِ ندمتي بزواجك؟
ضحكت ديما برقةٍ قاصدةً إظهار الدعابة في كلامها : المسألة وما فيها ودي أبيّن لك ثقافتي اللي ما تعترفون فيها
أسيل دون تصديق : اها
تنهدت ديما وقد أدركت أنها أوقعت نفسها في ورطةٍ بحديثها هذا، وبجديةٍ ظاهرية : صدقيني أسيل ممكن تبدأيين بالمقارنة بين حياتك كزوجة وحياتك كبنت .. في النهاية هالمقارنة تصير لكل بنت تمر بمرحلتين بحياتها، بتحسين أوقات إن حياتك السابقة أكثر راحة بس ما يعني إنك تتوهمين حياتك كزوجة جحيم!
انتِ أكثر شخص يدرك إن الوهم الشديد والمُبالغ فيه ممكن يتحول لواقع أخيرًا وبتحسين فيه لا صدقتيه ، فلا تتوهمين بيوم وهم سلبي في حياتك مع شاهين وتصدقيه!
خليك واقعية شوي واخرجي من قوقعة أفكارك السطحية، اتركي انعزالك لأنك مجبوره على تركها خصوصًا إن مسماك صار زوجة ولك مسؤوليات
انتِ انسانة ناضجة بس عليك أوقات أو نقول غالبًا شطحات فكرية، مصدقة إنك عايشة في مسلسل تركي! ... زوجك توفي خلاص راح تنتهي حياتك وتعيشين طول عمرك بذكراه! يا ستّي لو إنه صار العكس لا سمح الله وكنتِ أنتِ الميتة كان هو بيتزوج وينساك مع الثانية
فغرت أسيل شفتيها وعيناها اتسعتا تنظر لأختها ببهوت، أيعقل أن متعب كان ليتزوج لو أنه كان الأرمل وليست هي؟ أيعقل أنه كان لينساها بعد أشهرٍ ومن ثم يتزوج ويتمتع بحياته بعيدًا عن ذكراها؟
هزت رأسها بالرفض لتلك الفكرة، مُحــال، ليس هو من قد يفعل ذلك، ليس هو من قد ينساها ويطوي صفحته معها ليقلبها على أخرى، ليس هو الذي قد يؤْثر متعته على حبه لها.
وهي التي كانت زهرته الحمراء والتي تهديه دائمًا عبق الوفاء فهل يعقل أن يكون يومًا يشتم رائحتها ومن ثم يُقطع بتلاتها!
بللت شفتيها المرتعشتين بلسانها، لتهمس بصوتٍ مُرتعش : لا .. مستحيل، مو معقول متعب يكون عكسي .. هو يحبني مثل ما أنا أحبه وأكيد كان بيغلف قلبه عن أي شخص غيري
ديما بحزمٍ وواقعية : في المشمش يا ماما .. هو رجّال وأكيد راح يكون بحاجة مره سواءً كانت انتِ أو غيرك ... لا تقولين حب وخرابيط هو في النهاية رجال وماراح تكون أولوياته واحتياجاته بعد حبك
أُخرست بعد حديثها هذا وهل يوجد في جعبتها أبجديةٌ بعد كل ما سمعت! عقلها بدأ بالتفكير نحو منحًا آخر، لو كان متعب حيًا لربما كان سيتزوج بالفعل وينساها، لو كان متعب حيًا لربما طوى صفحتها بالفعل واختار أخرى، لو كان حيًا بالتأكيد كان لينساها وإن لم ينساها سيتناساها!!
رفعت كفيها لتضعهما على جانبي عنقها وهذه الأفكار سحقتها، أخرست كل كلمةٍ قد تتجاوز شفتيها مُدافعةً عنه، أخرست كل فكرةٍ قد تصرخ في عقلها عن رفض شاهين.
لـمَ جئتِ الآن تخبريني بما هو أكبر مني؟ لمَ جئتِ الآن لتجمعي شمل رفضي لشاهين ثم تطويه بين كلماتك؟
هل كان حقًا لينساني أو ليتناساني؟ هل كان حقًا ليتزوج من بَعدي ويفرح بزواجه؟ هل كان حقًا ليهنأ وأنا التي لم تفكر بذلك أبدًا!
لم تنبس ببنة شفة وتلك تنهدت بضيقٍ لتتراجع للخلف، ستتركها لوحدها قليلًا حتى تفكر فيما قالته وما هو صحيح، لربما ستتقبل زواجها هذا ولو قليلًا.



,


الثامنة مساءً
فواز موجودٌ في المجلس يتحدث مع والدها، وهي في الغرفة لا تستطيع إخفاء قلقها على أختها، ودون أن تستغرق في أيّ تفكيرٍ قامت برفع الهاتف تنوي الإتصال بها، مهما فعلت ومهما أخطأت فهي في النهاية أختها الكُبرى وإن كانت في الحقيقة الأصغر في تفكيرها.
انتظرت ثوانٍ طالت والهاتف بجانب أذنها يرنّ دون إجابة، لتزفر بعد لحظاتٍ وقد أعادت الإتصال دون رد، من الواضح أنها لا تريد الرد عليها.
تنهدت بأسى وهي تستلقي على السرير، منذ موت امها وحياتهم تبدلت تمامًا، انقلبت رأسًا على عقب.
زفرت بملل : لو ما اضطريت أأجل هالكورس كنت الحين محصلة شيء أتسلى فيه
انقلبت على جانبها الأيسر لتُغمض عينيها، تحتاج أن تشغل فراغها هذا حتى تتسلى، لم تعتد المكوث هكذا دون أن تُشغل نفسها بما قد ينفعها، كانت في السعُودية تتسلى بدراستها وبأمورٍ أخرى غير ذلك، والآن بعد أن غادرت بلادها وأجلت درستها الجامعية هي وأختها للظروف النفسية قبل كل شيءٍ تشعر أنها تعيش في فراغٍ مُعتم.


في المجلس
يوسف بهدوء : عفوًا يا فواز بس المسألة مو مجرد عقاب! هذا أفضل لها قبل لا يكون لأي شخص ثاني
تنهد فواز بضيق، كيف يكون هذا القرار هو الأفضل وهي لا تستطيع التكيف بعيدةً عنهم وإن كانت لا تريد الإعتراف؟ لم يرى يومًا شخص يدّعي الكبرياء أمام من هم له الإحتواء والأمان، وهذا إن دل على شيءٍ فهو صغر عقلها وسذاجتها.
فواز : بس يا عمي ترى صعب تتقبل اللي هي فيه … * صمت قليلًا وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة ليردف * أعتقد بحالتها هذي راح تحتاج دكتور
نظر إليه يوسف بحاجبين معقودين ونظراتٍ تنم عن عدم تقبله لما يسمع، لكن ليس عدم تصديق، لم يتقبل كون أن ابنته قد تكون مريضة، لكنه لا يستطيع أن ينكر ذلك، هناك أمرٌ ما يخبره أنها غير طبيعية، قد تكون حزينةً على أمها وغاضبة منه وقد تكون حاقدة وربما كارهةً له، لكن الأمر تجاوز المعقول وبعض الخيالات تُصاحبها ترى أمها كما فهم من مراتٍ كانت تصرخ فيها وتنتحب، زفر دون أن يقول كلمة، وذاك صمت مثله مطولًا، لكنّ رغبةً كبيرة تأججت في داخله بإعادتها إلى كنف والدها كما معالجتها مما هي فيه، تحتاج أن تتحدث، أن تعرف الحقائق التي لا تُدركها، أن تُفضفض عن حقدها الوهمي لوالدها ليختفي أخيرًا.



,



يوم الأربعاء - منزل سيف
الساعة التاسعة مساءً
زفرت بضيقٍ وهي تقلب صفحات الألبوم الذي أمامها، وذاك كان لتوه يدخل عليها جالسةً على إحدى أرائك الصالة، يلمح تركيز حواسها على ما أمامها ويدها ترتفع مرارًا لتعيد شعرها الذي تساقط لأكثر من مرةٍ على وجهها لخلف أذنها.
ابتسم وهو يراه أكثر انسيابًا ونعومة، بالتأكيد هذا من عمل " الإستشوار " عشقها وشغفها الدائم، وكم من مرةٍ قال لها أنها لا تفسد سوى شعرها الذي لا يحتاج إلى شيءٍ فهو جميلٌ كفاية.
من قال أن الجمال والجاذبية يكونان في الملامح وحسب؟ من قال أن الرجل يحب بعينيه قبلًا؟ ليست جميلةً لكنه يراها أجمل نساءِ الدنيا، ليست بذا ملامح خارقةٍ لعينيه لكنها بالرغم من ذلك محور الجاذبية بالنسبة له.
وتدور الدنيا وتبقى هي محور كل شيء، وتمر الأيام وتبقى هي مصدر اللامحدود من مشاعره، إنها زهرة ربيع فواحةٍ تثير شتى الأحاسيس في قلبه دون حقده على الماضي الذي لا تستطيع لمسه لتغييره، والذي يؤثر فيما بينهما حاضرًا.
إنها فراشةٌ رقيقة تهبط دائمًا على بشرته ليُغمض عينيه تمتعًا برقتها، إنها قطرات مطرٍ باردةٍ تُطفئ كل تعبه وإرهاقه، تُطفئ كل سلبيٍّ في داخله، تُطفئ كل المشاعر الغير مرغوبةٍ بينهما لتبقى تُشعل الحب ولا شيء آخر.
جلس بجانبها بصمتٍ لتنتبه وتستدير نحوه تنظر لملامحه وابتسامةٌ استقرت على شفتيه، بقهرٍ نفخت الهواء من فمها لتُعيد نظرها نحو الألبوم الذي في يدها، هو يقهرها ويبتسم، هو يغضب ويبتسم بعد أن يُفرغ غضبه عليها، هو يُبكيها ويبتسم وهي ما عليها سوى أن تتقبل بكل صدرٍ رحب، ما عليها سوى أن تبتسم له وتهديه كامل الحرية بالتعامل معه.
همست بقهرٍ ليصله همسها مُبهمًا عمدًا منها : تعقب
قطب جبينه وابتسامته لازالت على شفتيه، يعلم أنها الآن مقهورةٌ منه لكن لمَ؟ لا يعتقد أنه فعل لها شيء!
سيف بعبث : وش فيك معصبة علي الحين؟
تجاهلته وهي تُقلب الصفحات بعشوايةٍ دليل انفعالها، ليردف بضحكة : وش سويت لك عشان تعصبين كذا؟
اتسعت عيناها لتُدير رأسها تُرسل نظراتٍ نارية إليه : لا ما سويت شيء .. تعصب على كيفك وتصارخ بوجهي وما سويت شيء ، بريء يا قلبي عليك
ضحك على نبرتها الحانقة والطفولية في آنٍ لتزداد النيران بداخلها
ديما بقهر : انت أصلًا ما منك غير القهر والضيم .. اففف هذا جزاتي أنا اللي وافقت أتزوج واحد كِذا . . . مــــريــــــض
رفع حاجبًا وبالرغم من أن كلماتها كان من الأرجح أن تغضبه إلا أنه شعر بالتسلية، وبعتاب : افا! .. يعني أنا الحين مريض؟
ديما بحقد : نفسـيّ
ضحك بصخبٍ وهو يُنزل رأسه قليلًا ليضعه على كتفها، وذراعيه التفتا حول بطنها : طيب ما فيك تعالجيني؟
حاولت نزع ذراعيه عنها وقد بدأت تشعر بالإستفزاز من برودهِ هذا، تريده أن يكون غاضبًا لتستطيع الصراخ في وجهه بحرية، حين تريده طيبًا رحيمًا يكون العكس من ذلك، وحين تريده غاضبًا يكون العكس أيضًا ليستفزها أكثر.
ديما بحنق : لا ما فيني ، لأن حالتك مالها علاج . . . اتركني بروح
أغمض سيف عينيه لثانيتين ثم ابتعد قليلًا بعد أن قبل كتفها برقة، وتلك استدارت تنظر إليه لبرهةٍ ثم وقفت تنوي الذهاب بعيدًا عنه، أينما كان وأينما يكون مزاجه فهي تعلم أن المكان لن يكون إلا كبركانٍ خامد قد يثور في أيّ لحظة، لن يكون إلا كشرارةٍ قد تتحول إلى نارٍ في ثوانٍ وهي لن تنتظر حتى تتأجج النار وتحرقها.
كانت تنوي الذهاب لكنّ نظرات سيف وقعت على الألبوم الذي كانت تتصفحه في يدها ليهتف بعد أن ابتعدت قليلًا : وش ذا؟
استدارت إليه بملامح مستغربةٍ يكسوها البرود، وباستفهام : ايش؟
رفع الألبوم المُحتوي لمجموعة تصاميم تختص بفساتين الأفراح، لتقترب قليلًا هاتفةً بهدوء : ما بقى شيء على عرس أسيل .. وودي أفصل فستان عشانه
أومأ وهو يضعه جانبًا : واخترتي شيء؟
هزت رأسها بالنفي : لا لسا .. ما عجبني شيء



,



كان يمشي وكما العادة بعبوس ملامحه الحادة، وسبابة يده اليُمنى تتحرك على جرحٍ شق خده الأيمن ليقطع طريق نمو الشعر في ذقنه.
وآخرٌ يمشي بجانبه على أعشابِ الحديقة العامة والشبه فارغةٍ إلا من بعض الأطفال، ليلفظ بهدوء : إبراهيم أحس اننا بنورط روحنا هالمرة، الموضوع ماهو سهل مع ان وراه مبالغ ضخمة . . . وترا انتقامك ما يسوى عشان نرمي بروحنا في النار!
صمت لثوانٍ وهو يُكمل جولة سبابته على جرحه الذي بدأ طريقه منذ بداية ذقنه إلى عظمة وجنته بشكلٍ يميل إلى جهة أذنه قليلًا، قبل أن يهمس بفحيحٍ حاقد : لا يسوى .. وقد قلتها له مرة ، والله ما أعديها له
زفر دون رضا وهو يحرك رأسه بالنفي : وايش بنسوي الحين؟
إبراهيم بابتسامةٍ ماكرة : فوق اللي تتصوره … بكثييييير
قطب جبينه وهو المتخوف مما سيقدمان عليه، كانا قد اتفقا مع شخصٍ على مخططاتٍ بخصوصِ شركاتٍ يعرفانها جيدًا، شركاتٍ تصاعد اسمها تحت يدي أخوين لتصبح معروفةً على كل لسان
" شركات النامي "، لكن لمَ قد يفكر هذا الرجل بكل هذا على أمرٍ ساعد هو على بنائه وإنشائه؟
أردف ابراهيم بحقد : هذاك ال*** تجرأ علي مرة وأنا اللي براويه منو إبراهيم، هه ، هين يا سلطان جتني الفرصة على طبق من ذهب
الآخر : يقول متزوج!
ابتسم إبراهيم، وهو المعروف بأعماله الغير شرعية وله سوابق عديدة، وبمكر : اي أدري، فرصة ، والله لرد له الصاع صاعين
الآخر بعينين ضيقتين : شتقصد؟
إبراهيم بهدوء : ولا شيء .. تطمن ماني طالع عن مخططنا معه

.

.

.


وللجــزءِ بقية
وكما اتفقنا، ببين كل جزء وجزء – ثلاثة أيام -




ودمتم بخير / كَيــدْ !


زوايا أمل likes this.

كَيــدْ ! غير متواجد حالياً  
التوقيع


تصميمات الغالية Aurora لـ قيود






قديم 28-08-14, 10:43 PM   #294

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل نزل
جارى القراءة ان شاء الله


hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
قديم 29-08-14, 04:28 PM   #295

Laila Mustafa

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Laila Mustafa

? العضوٌ??? » 285692
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 3,542
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Laila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond reputeLaila Mustafa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك action
?? ??? ~
لايؤجل عمل اليوم الى الغد
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Laila Mustafa غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 29-08-14, 05:30 PM   #296

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والسرور والسعادة ياكيد
التساؤل الكبير الذي يلح ببالي هو الكره المتجذر في قلوب
اخوالها لجنان
ماهو السر الذي يحويه قلب والدها والذي يرفض اخبارها به
جيهان تعيش حالة من الرفض كما تعتقد من الجميع
تحس نفسها ريشة في مهب الريح تتقاذفها من مكان الى اخر
ياترى ماهو الموقف الذي رأتها به زوجة عمها لتتهمها
سلطان عدو جديد يظهر لك على الساحة وانت لاتعلم
يكفي عليك سلمان
واحمد
سيفو وديما والله ثنائي عجيب احر ماعند الواحد بيهم ابرد مافي الثاني
اسيل تستحق هذه الصفعة الكلامية لتصحو من الصومعة التي بنتها
حول نفسها
سلمت يمينك ياكيد بانتظارك


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


قديم 29-08-14, 07:42 PM   #297

شكرإن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شكرإن

? العضوٌ??? » 308789
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,999
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير ما اعجبني بشده بهذا الفصل هو وجود اللهجه الخليجيه ومفرداتها الرائعه ابدعتي يا كيد ييف الؤوم بحاله من الروقان اللذيذ ديما جميله ومستفزه اسيل وضعت امام الحقيقه المجرده تسلمين حبيبتي على فصلك الرائع

شكرإن غير متواجد حالياً  
التوقيع
]شكرا لاحلى زنوبه بالدنيا اموووووواه[/COLOR][/SIZE]


قديم 30-08-14, 11:06 PM   #298

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسيل الظاهر انها ستستفيق من كلمات اختها اللى فى الصميم بالنسبة لها

سيف و ديما كالعادة مع كل فصل يزداد سيف و ديما خنوع
بانتظار التحول الحقيقى فى علاقتهم لما تحمل ديماا
بانتظارك ان شاء الله


hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
قديم 31-08-14, 08:11 PM   #299

كَيــدْ !

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية كَيــدْ !

? العضوٌ??? » 320291
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 563
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » كَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond reputeكَيــدْ ! has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ياصغيّر مايكبّرني لقب ومايصغّرني إذا أنكرني صغير ماخذينا الصيت من جمع الذهب ولانَسابة شيخ أو قُربة وزير !
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



سلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم :)
صباحكم / مساؤكم سعادة لا تنضب
كيفكم آل روايتي؟
ان شاء الله تكونون بأتم صحة وعافية


هالجزء بيكون إهداء للجميلة ( لست أدري )

,

بسم الله نبدأ

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر
بقلم : كَيــدْ !


لا تشغلكم عن العبادات




(16)*2






بدأت تحب المكان الذي هم فيه ليس لشكله أو لفخامةٍ يحتويه، يكفي أن هذا المكان أهداها فرصة الإبتعاد عن سلطان وأخذَ حريتها أكثر، يكفي أنه قلل من حدة خوفها منه ومن قربه.
زفرت وغرفة نومها تعجّ بالهواء البارد والذي ينخر عظامها لكنها بالرغم من ذلك تستمتع بهذه البرودة كما عادتها، تفضل أن تتجمد أوصالها من البرد وألّا تغلق التكييف أو تُخفضه.
احتضنت كوب القهوة بين كفيها لتبعث بعض الدفء إليهما، وشفتيها تتمتمان كلماتٍ لأغنيةٍ حفضتها عن ظهر غيب، أوليست هي العاشقة للأغاني وبإمكانها حفظ كلمات كل أغنيةٍ تمرّ عليها في عدة سماعات!
الساعة الآن اقتربت من العاشرة مساءً والغريب أن سلطان هادئٌ حتى أنها شكت في وجوده، في العادة سيحاول الحديث معها واستدعائها لتجلس معه خارجًا، لكن هذا أفضل لها، سترتاح من حديثه وجذبه لها نحو حنانه المُزيف.
كانت تجلس على أريكةٍ مُفردة من الفرو الأحمر المدموج بالأبيض، ترتدي بيجاما حريرية بيضاء انسدلت على جسدها بجاذبية، وشعرها الطويل الليلي أخذ حريته بعشوائيةٍ على ظهرها، شكلها وإن بدا جريئًا بعض الشيء في حالةٍ كحالتها مع سلطان إلا أنها تعلم أنه لربما سيوقع به، لكنها لن تهتم! تُقنع نفسها أن قوتها عادت ولن تظهر ضعيفةً أمامه، لن تضعف لتُهديه الفرصة لاستغلالها.
ارتشفت القليل من القهوة ثم وضعت الكوب على الطاولة وعادت للخلف لتسند ظهرها على ظهر الأريكة باسترخاء، ثم زفرت بأريحيةٍ لتغمض عينيها حتى استغرقت في النوم دون أن تشعر.

في الغرفة الأخرى
مُستلقٍ على السرير، هاتفه يرنّ، وهو يضع ذراعه على عينيه يشعر بالصداع ولا رغبة له بالرد، كان سيتجاهل لكن الرنين أثبت إصرار صاحبه لعدم توقفه، تأفأف ليتناوله من الكومدينة التي بجانبه ليرد دون أن ينظر لهوية المُتصل حتى : هممممم
عناد بحماس : سلطوووووووووون يا الدب وينك؟
رفع ذراعه عن رأسه ليجلس وعلى وجهه اعتلا الملل لكن لم تخفى ابتسامته السعيدة بسماع صوته : سلطون في عينك يا الخايس ، وينك اشتقت لك يا القاطع
عناد بابتسامة : مين القاطع أنا والا انت؟ من تزوجت وانت ناسينا
ابتسم بسخريةٍ وأي زواجٍ هذا! لكنه أجاب بطبيعية : وايش تتوقع مني؟ عندي اللي ينسيني اسم عناد
ضحك عناد بسعادةٍ لأجله ليهتف : نقول مبسوط؟
صمت سلطان ولم يجد الدافع ليكذب، كيف يقول له " اي " وهو لا يشعر معها إلا بالشفقة والمسؤولية ولا شيء آخر، يشعر أنها أُرسلت إليه لينقذها وحسب.
أردف عناد بعد ثانيتين وابتسامته لم تختفي بعد : ربي يسعدك يا الشيخ ، إن شاء الله ترجع تفكر كويس بخصوص إتمام زواجكم إذا كنت مرتاح معها، انسى أبوها ومشاكلك لأنه مالها خص فيها
سلطان بهدوءٍ ظاهري : إن شاء الله
قال جملته تلك ثم حاول تغيير محور حديثهما بعيدًا عن غزل، عن تلك الغزال التي يرتسم الجرح في عينيها، عن أوراق الربيع التي جففها الخريف دون أن تمرّ بالصيف، عن معزوفةٍ تقطعت خيوط القيثارة التي تعزفها فانقطعت دون أن تكتمل.
هي الجمال الذي انصهر تحت وطأة نار وقاحتها، وهو من سيكون الهواء البارد الذي يعيد ترميمه.
نظر لباب غرفته بعد أن أغلق الهاتف، بما أنه الآن غير نائم ولا رغبة له بالنوم من الأساس فلمَ لا يطلب منها الجلوس معه! .. وقف ليخرج ثم اتجه لباب غرفتها المفتوح قليلًا، ليدفعه بهدوءٍ دون أن يصدر صوتًا، وحين لم يجدها على سريرها ابتسم، أدرك أنها لم تنم بعد، لذا بدأت عيناه بالبحث هنا وهناك، لتستقر على ذاك الجسد الساكن، المُغمض عينيه كملاكٍ نائم، وقد قالها مرةً في نفسه، هي في منامها أجمل، أكثر عذوبة، نقيةٌ عكس ما تكون في صحوتها، تُجبره على تمعن النظر بها، على التمعن بهذا النائم والغير طبيعيٍّ في جاذبيته.
تنهد بخفوتٍ وهو يقترب منها، وحين وقف أمامها انحنى قليلًا ليحملها بين ذراعيه، قاصدًا أخذها لسريرها.



,



تُحرك أناملها أمام مُقدمة شعرها بقوةٍ تشعر أن رأسها سينفجر من الصداع، لم تأكل شيئًا منذ ما حدث، وحقيقةً هي لا تشعر بالجوع من الأساس، لا رغبة لها بالطعام وكيف يكون لها بعد كل هذا؟
زفرت لتتجه للحمام بتعثرٍ وهي تُغطي فمها بكفها، وحين وصلت لم تُغلق باب الحمام بل اندفعت للمغسلة لتتقيأ سائل معدتها الخاوية، تشعر أن روحها ستقتلع لا محالة ومعدتها تتقطع. سعلت طويلًا ثم مسحت وجهها المُنتفخ من كثرة بكائها.
أدركت حقيقتها التي لا خلاف عليها، هي ضعيفةٌ بقدرٍ كبير، لا بريق أملٍ في أن تصبح أقوى وفي كل مرةٍ يزداد ضعفها بدل أن يقلّ، أيكون ضعفها هذا الذي يتضاعف لابتعادها عن الله في الأيام الأخيرة؟؟
أغمضت عينيها الحمراوين بقوة، متى آخر مرةٍ قرأت فيها القرآن؟ قبل ثلاثة أيامٍ تقريبًا، حتى صلواتها لم تعد تُؤديها كما السابق، تتأخر عن بعضها والأُخرى تؤديها كما لم يجب. ارتعشت كفاها ثم بدأت بغسلهما تحت الماء، ستتوضأ لتُصلي ركعتين لربما ستزيلان همومها، لربما ستعود كما السابق، رغم همومها إلا أنها كانت مُتعلقةً بربها مما قلص ضيقها.
فرشت سجادتها باتجاه القبلة بعد أن خرجت من الحمام، ثم ارتدت رداء صلاتها وبدأت تُصلي بخشوعٍ ركعتان تزيل كل ضيقها وهمومها أو على الأقل للتقليل منهم. لتعود إلين المُتعلقة بربها قبل كل شيء.

في ذات المكان لكن خارجًا.
همست وهي تضع كفها بمواساةٍ على كتفه : باخذها معي لو ما تبيها بهالوقت
تنهد وهو يمسح بكفه على ملامحه ليهمس بأسى : مين قال ما أبيها؟ لو كانت الظروف عكس كذا كنت فرحت والله يشهد على كلامي
بس شلون؟ شلون رضت وسكتت وهي بنتها وبنتي؟ شلون سكتت وخلتها كالغريبة وهي اخت ياسر واخت هديل؟
ويلها من الله كان سوت سواتها وندمت، ويلها من الخالق كان طمعت فيها بنت لها ويوم صارت خجلت منها.
لو تبين تاخذين شخص خذيها هي، مالي خلق لها ولا لشوفتها … هالة غلطت غلط كبير ولو ما العمر وياها وكبر عيالها كنت مطلقها من يوم اعترفت باللي سوته
تشوفنا نِقدم على الحرام وتتردد بالكلام!!!
وقف بانفعالٍ بعد كلماته تلك ينوي الذهاب إليها، الذهاب لابنته التي لم يدرك أنها كذلك إلا قبل أيامٍ قليلة، وتلك قطبت جبينها بضيقٍ بعد ذهابه، هي أيضًا باتت تفكر كثيرًا، لمَ فعلت هالة ما فعلت؟ لا تستطيع الإقتناع بعذرها ذاك ومن قد يقتنع؟
خوفها من زوجها لا يُحتم عليها ما فعلته، لا يُحتم عليها إخفاء حقيقة كون إلين ابنتهم.
وذاك صعد للأعلى حتى وقف أمام غرفة من هي ابنته، أيطرق الباب عليها ويبدأ بأول خطوةٍ تهدم الحواجز بينهما؟ ... كانا كأبٍ وابنته لكن هذا ما كان إلا وهمًا يتصنعانه، والآن هاهو أصبح حقيقةً، وسيكون تصرفه معها كالأب هذه المرة وليس كشخصٍ يعتبرها ابنته.
طرق الباب طرقتان فقط ثم انتظرها قليلًا، وتلك التي كانت تقرأ القرآن توقفت لتنظر للباب بتوجس، أليست هي من قال أن ضعفها مبنيٌّ على ابتعادها عن الله؟ لمَ إذن تشعر بالضعف الآن؟ لمَ لا تريد أن تفتح الباب؟ لمَ تشعر بخواء معدتها لكن الجوع لا يُصاحبها ولا تريد أن تملأ فراغ تلك المعدة؟
أليست هي من أيقن أنها ستكون قويةً وسيزول القليل من ضيقها عندما تُصلي ركعتين ثم تقرأ وجهين من القرآن؟ إذن ستنهض وتواجههم جميعًا، ستقول لهم أنها لا تحتاجهم، لن تحتاجهم وستتركهم للأبد، وماذا ترتجي من عائلةٍ كانت لهم ابنةً وبقيت سنين عمرها معهم تظن العكس من ذلك! ماذا تنتظر بعد كل هذا الخذلان منهم؟ ماذا تنتظر أكثر؟
هي لديها عائلةٌ لم تعترف بعد بها لكن يكفي أن لها ذاتُ الدمِ منهم، وإن لم يصدقها أدهم الآن سيُصدق والده الذي هو والدها حين تُصبح أمامه.
وقفت ثم اتجهت نحو الباب لتضع كفها على قفله، وترددٌ أصابها غفلةً منها، يريد منها أن تتراجع، يريد منها أن تضعف.
استنشقت الأكسجين بنهم ، هي أقرت بينها وبين نفسها بعدم الضعف وسيكون ذلك، يجب عليها أن تشحذ نفسها بالقوة والإندفاع.
أدارت القفل وهي بذلك تحاول أن تدير ضعفها وترددها إلى القوة، وحين فتحت الباب ورداء الصلاة لازال عليها رأت من هو والدها أمامها، ودون أن تشعر بدأت بالتأكد أن شعرها كله مُغطى، ورداء الصلاة تركته على رأسها كما اعتادت طوال هذه السنين، هي اعتادت طوال حياتها أن يكون شعرها مُغطًا عنه وعن ياسر، ولن تقوم بتغيير عادةٍ اضطرت إليها بسبب كذبةٍ من أحدهم.
حين رآها عبدالله لم يستطع إخفاء ابتسامةٍ حنونة من اللمعان على شفتيه، وهي قابلته بالجمود، بالرغم من أنها اهتزت داخلها من تلك الإبتسامة الحاملة لمشاعر أشد عمقًا من كل مرة … أغمضت عينيها بقوة ... كم تمنتها، كم تمنت نظرةً أبوية حنونة تُنسيها كل شائبةٍ في حياتها، تُنسيها كل حزنٍ ودمعةٍ أُهدرت تحت وطأة الأحزان، تُنسيها كل خذلانٍ واجهها في حياتها. لكن لا! لن تبني أحلامها لتجعلها واقعًا، هي ستغادر ولن تخضع لمشاعر داهمتها حين حدث مالا يتمناه غيرها، هم لا يريدونها جميعًا ولن تكون هي الشوكة العالقة في حلقهم.
همس لها بحنان : كيفك يا بنتي؟
انتفضت أطرافها لتخفض رأسها وكلمته تلك انتشلت كل الغضب والإصرار على التراجع بعيدةً عنهم، جعلت مشاعرها تنتفض بوحشيةٍ لتلفظ كل شعورٍ بالنفور تجاههم. كم قالها مراتٍ لها لكنها الآن أعمق وأصدق، كم قالها مراتٍ لكنها الآن أكثر تأثيرًا.
لا تقُلها، لا تقُلها حتى لا يهتزّ إصرارها، لا تقُلها حتى لا تضعف أكثر وهي التي تصنعت القوة وشحذت نفسها بالقليل من الطاقة فلا تزحزحها الآن، لا تقُلها وهي التي لا تريد تصديقها بعد مضي هذه السنين.
تراجعت بضعفٍ وشفتيها ارتعشتا، لتهمس بنفور : ماهي حقيقة، مستحيل أكون كذا بعد كل هالسنين فلا تصدقوا شيء ما تأكدتوا منه
قطب جبينه، لها الحق في عدم الإستيعاب فكيف لها التصديق وقد مرت كل هذه السنين وهي ليست سوى مكفولةٍ لديهم؟ هو ذاته لم يكن ليصدق، الموضوع ليس بهذه السهولة وأيّ شكٍ يجعله غبارًا لكن غير منسيًّا.
تنهد وهو يقترب منها : يابنـ..
قاطعته برفض : ماني بنتك لا تقولها
تراجعت أكثر لتسقط دموع الخيبة والخذلان على وجهها : ماني بنتك .. لا تقولها وتوهم نفسك وتوهمني بهالشيء، لا تقولها واللي يعافيك، ما ودي أنسى نفسي وأصدق شيء غلط
أغمضت عينيها بقوةٍ ودموعها تتساقط، تتساقط دون أن تتساقط خيباتها معها، وماذا بعد الخيبات غير الأسى والبكاء على أطلاله؟ وماذا بعد الخيبات والبشر قوامون على الأحزان، أوفياء حين يتعلق الأمر بالدموع فيهدرونها دون هواده.
تراجعت أكثر والضعف تخلخل أعماقها، لتُغلق الباب باندفاعٍ غير مُباليةٍ بمن يقف خلفه، ليست بذا قدرةٍ على المواجهة الآن وقد تخلخلها الخذلان حتى أضعف كل جزءٍ منها، تحتاج القليل من الوقت، القليل فقط حتى تشحذ طاقتها وتواجههم.

تنهد هو في الخارج ليهمّ بالذهاب، سيأمر هديل بجلب الطعام لها فمتى آخر مرةٍ أكلت بها؟؟



,



المنزل مُظلم، كظلامه حين غادره، ساكنٌ كسكونه حين رحل منه آخر مرة، هادئٌ ككل ساعةٍ يمرّ فيه عدا ساعات الليل، موحشٌ حتى صراصير الليل ابتعدت عنه. ضغط الكُبس ليُنير الصالة الخارجية، المرتبة والساكن كُل شبرٍ فيها وكل جزءٍ منها، لا دليل على أن والده أحضر صحبهُ الطائشين ككل ليلة.
تنهد براحة، وفي ذات الوقت هو مُستنكرٌ لعدم وجود أي دليلٍ يُثبت قدومهم، أيعقل أن تمرّ ليلةٌ دون أن يعمّ ضجيجهم في المنزل!
هزّ رأسه ينفض تلك الأفكار ولم تخفى ابتسامة الراحة عن شفتيه، ثم تحرك ليصعد للأعلى، لغرفة والده، وقف أمام بابه لكن سرعان ما قطّب جبينه وقد فكر قليلًا، ولمَ لا يكونون قد غيروا مقرّ اجتماعهم في كل ليلة؟
أصابه الضجر من تلك الفكرة لكنه لم يُرد أن يُفسد راحته بأمرٍ قد لا يكون حقيقيًّا، ودون أن يطرق الباب دخل.
هاجمته رائحةٌ عفنه اختلطت بالكحول حين دخل، ولا شعوريًّا غطى أنفه وفمه بكف يده اليُسرى، ماهذه الرائحة؟ لا يعقل أن تكون الكحولات وحدها فرائحتها التصقت بجيوبه الأنفية ويستحيل ألا يُميزها.
اقترب بتوجس، ودون أن يشعر بدأت أطرافه بالإرتعاش، والده كما تركه آخر مرة، ظرف النقود بجانبه على الكومدينة، لم تتحرك من مكانها، بل لم تتزحزح سانتيمترًا واحدًا.
والرائحة! ماهي؟ أيعقل أن تكون! .... اتسعت عيناه وهو يهزّ رأسه بالنفي، قدماه تيبستا في مكانهما، لم يعد هناك دمٌ يجري في جسده، لم يعد هناك قلبٌ ينبض بين أضلاعه، لم يعد هناك أعصابٌ ترسل إلى مُخه الشعور. جفّت عيناه حين أطال فتحهما باتساعهما، أرادت منه أن يعتق أجفانها لترتخي، لتُعيد إليهما الرطوبة والماء المالح، لكنه بات كجُثةٍ تصلّبت ولم تعد قادرةً على الحركة، لم تعد تشعر بجفاف عينيها.
مضى على غيابه أكثر من ثلاثة أيام، وإذا حسبنا اليوم الذي ترك به هذا المنزل سيصبح خمسة أيامٍ تقريبًا.
لا ... لا يُمكن، يستحيــــــــــل ذلك!! يستحيــــــــــــــــــــ ـــــل



,



دخل غرفة نومه بعد أن تأكد من نوم أمه، يشعر بإرهاقٍ كبير سببه الضغط في عمله هذا اليوم، بات يضغط على نفسه حتى ينسى كذبة سند تلك، كذبته التي قلبت كيانه رأسًا على عقب، شتته وأشعرته بالتناقض فلم يعد يعلم .. أهو سعيدٌ أم حزين لهذا الخبر!
زفر وهو يرمي بجسده على السرير، ثم أغمض عينيه ليغطيهما بذراعه، يريد سماع صوتها البائس، يريد التلذذ بنغمته الهادئة والخافتة، المتخلخل بها الذنب والخشية، كأنما تُحدث رجلًا غريبًا عنها وليس بزوجها.
لم يترك رغبته هذه دون أن يُحققها، لذا تناول هاتفه من جيب بنطاله الجينز والذي لم يُغيره بعد ليتصل بها دون تردد، وما لبث ثوانٍ حتى سمع صوتها المُتردد : ألــو .. شاهين!
ابتسم ابتسامةً صغيرة، غريبٌ أن تكون ردت عليه دون عناد! ... لكنه تنحنح ليعتدل ويجلس هاتفًا : أهلين ، شلونك أسيل؟
صمتت لبرهةٍ قبل أن تهتف بتوجس : كويسة ... * لتردف بعد ثانيتين * صاير شيء؟
اتسعت ابتسامته، لكن هذه المرة بسخرية، أتوقع مُحادثةً طبيعية بينهما كما بين المتزوجين؟
شاهين ببرود : لا، ليه؟ .. يعني احنا لازم نتصل على بعض إذا صار شيء؟
عضت طرف شفتها بحرجٍ لتهمس : ماهو قصدي بس ... انت آخر مرة في المستشفى حسيتك تبي تقول شيء وسكتت
قطب جبينه يُحاول التذكر، ولم تُسعفه بالوقت الكافي لتردف : وش كان قصدك بجملتك هذيك؟
عقد حاجبيه، وحين تذكر أرخاهما قليلًا، أمازالت تذكرها؟ .. هو الأحمق الذي اندفع بحديثه دون أن يتأكد، وهذه هي نتيجة اندفاعه وليتحملها. هتف ببرودٍ عكس ما بداخله : انسي اللي قلته
قطبت جبينها ولم ترد، لا تدري لمَ باتت الكلمات تخونها كثيرًا معه، وحين أطالت الصمت لفظ ببرود : وين رحتي؟
ابتلعت ريقها باضطرابٍ لتهمس بصوتٍ كاد ألا يصله : موجودة
لا تشعر أنها مستعدةٌ الآن للحديث معه بطبيعيةٍ وهي التي لازالت تحت وطأة رفضها له والذي مع أنه أصبح أقلّ وزنّا عليها إلا أنها تحتاج للقليل من الوقت، القليل فقط.
هتفت باندفاع : تبي شيء شاهين؟ مضطرة أقفل
بدا الغيظ على ملامحه، وقد ظهر حين عضّ طرف شفته وقعد بانفعال، هو يتحملها ويصبر كثيرًا عليها وهي لا تساعده بل تزيد الطين بلّةً في كل مرة، يستشعر رفضها المقيت له إلا أنه يصمت، فـ إلى متى سيصمد صبره عليها؟
همس بسخرية : لهالدرجة يعني مقطعك هالوفاء؟
ازدردت ريقها لتخفض رأسها، ماذا فعلت؟ وعدت أمها بأن تتقبله ومن المفترض منها أن تجاريه حتى يحصل ذلك.
ضحك بخفوتٍ ولم تخفى عليها السخرية اللاذعة في صوته، ليردف بهمسٍ أشبه بفحيح أفعى ساخرةٍ من خصمها : نوستالجيا
بهتت للحظاتٍ حتى كلماتها خانتها للمرة الألف، لم تفهم معنى كلمته تلك، وجبينها ظهر عليه خطوطُ الإعوجاج إثر تقطيبها له، ما الذي يقصده بكلمته هذه؟ كادت ستسأله ما المعنى لكنها تراجعت لتبتلع الحروف الناقصة باندفاعها.
وهو ارتفع ضحكه قليلًا ليهتف بخفوت : مو مضطرة تقفلين؟ .. أجل باي باي يا زوجتي العزيزة
أغلق دون أن يُضيف حرفًا واحدًا، اليوم نفد صبره ونثر عبق قهره منها، وهي الأخرى تستحق، تمادت كثيرًا وهو لا ينوي معاقبتها، لكن لا بأس في أن تدرس حالتها ولو قليلًا لتدرك مدى سذاجتها.



,



اليوم التالي - الحادية عشرة صباحًا
وقف أمام المبني العالي للحظات، كفيه مخبأتان داخل جيبي بنطاله، ينظر إليه بنظراتٍ باردة / حاقدة، كان قد طُرد من هذا المكان مرة، ذلّ هنا ومن ذا الذي ذلّه؟ كان هو، كان سلطان ولا شخص سواه، لكنه لن يكون إبراهيم إذا لم ينتقم منه، لن يكون هو إذا لم يرد له الصاع صاعين.
أدار المبنى ظهره لترتفع زاوية فمه بابتسامةٍ ساخرة، ثم تحرك بخطواتٍ ضيقة مُبتعدًا عن هذا المكان البائس، مُقرًّا في نفسه بأنه سيصبح أكثر بؤسًا على يديه هو ولا أحد سواه.

بينما في داخل المبنى ذاته.
كان يجلس أمام مكتبه على كرسيٍّ جلديٍّ أسود، أمامه على ظهر الطاولة تقبع العديد من الأوراق ولا رغبة له بالنظر إليها حتى، زفر بضيقٍ وهو يتلاعب بقلمٍ يتراقص بين أنامله، وصورة ذاك العم تتراءى أمام عينيه، لن تلفظه مقلتيه وإن رآه أمامه ميتًا، لن يستطيع تجاوزه وكيف عساه ذلك؟
رباه كيف له تجاوز شخصٍ كان له الأب الوحيد طوال خمسة عشر عامًا؟ كيف له أن يلفظه من حياته وقد كان له الملاذ في يومٍ ما؟ كيف له أن يختم نهاية صفحته معه بختم النسيان وهو الذي كان له كل الذكرى حتى بوالده؟
حتى حين يتذكر والده يكون هو في خضم الذكرى! حتى حين يتأمل صورًا له مع والده يكون هو بينهم وإن لم يكن جسدًا يراه روحًا أمامه، يراه ينبض أمامه بالحضور الدائم، يتوعده بعدم الرحيل، بعدم مغادر عقله الباطن.
إنه ختمٌ طبع على جبينه، وشمٌ رُسم على عقله ولن يُخفيه شيء.
أغمض عينيه بقوةٍ لينفض رأسه من هذه الأفكار العقيمة، وحين لم تغادره صرخ وهو يرمي بالقلم : روووووح الله لا يردك في ذكرى
استنشق الأكسجين بنهمٍ وهو يُعيد جسده للخلف حتى يسترخي على ظهر الكرسي، ليرفع رأسه للأعلى قليلًا ويُغمض عينيه.
ولم يلبث ثوانٍ حتى سمع صوت هاتفه ينبض برسالةٍ وصلت إليه، فتح عينيه وتنهد، ثم مسح على ملامحه بكفه ليتناول الهاتف ويفتح تلك الرسالة التي قطعت عليه هدوءه، والتي لم تحتوي سوى على كلمةٍ واحده، أو بالأحرى حرفين
( ست )
قطب جبينه، لكن لم يكن له الرغبة ليفكر ما المعنى أو ليتحقق من أرسل هذا الحرفين، بل فكر أنه قد يكون عبثًا من شخص ما، لذا رمى الهاتف على الطاولة وعاد يحاول التركيز في عمله.




,



" نوستالجيا .. نوستالجيا .. نوستالجيا " زمت شفتيها بقهرٍ وهي تتذكر كلمته تلك، ما كان يقصد؟ أيعقل أنه يقصدها هي؟ بالتأكيد فلا معنى آخر لكلامه.
كانت بعد مهاتفتها له قد اتجهت لـ " قوقل " وأحرف تلك الكلمة لم تغب عن بالها، كانت مُبهمةً بالقدر الكافي الذي جعلها تتوجه للبحث عن معناها، وحين قرأت المعنى أصابها فتورٌ غريب، ومن ثم شعرت بالنيران تتأجج داخلها. يقصدها هي، فهمت ذلك وذلك ما أثار غيظها. لكنّ جزءًا منها شعر بالذنب، كيف كان لها الجرأة في جعل زوجها يُدرك حبها وحنينها المريض - من وجهة نظره -؟ أيعقل أن لها من الجرأة بل من الوقاحة ما يجعلها لا تهتم من هو الذي تتحدث معها حتى تُفصح عن حبها بكل أريحيةٍ ودون الشعور بالذنب!
تنهدت بضيقٍ وهي تدفن رأسها تحت وسادتها التي كادت تتقطع من شد أناملها لها فوق رأسها.
ليس ذنبي أن أحبه، وليس ذنبهم أن يروا أن ما بي ليس إلا مرضًا، إنني امرأةٌ شرقية عشقت لأول مرةٍ ورأت أن العشق تلاشى من بعده، إنني امرأةٌ شرقية تعلمت فنون العشق المعنوي على يديه هو دون الحسي فكيف أتجاوز من علمني العشق الأسمى؟ كيف لي أن أتجاوزه وهو الذي رأيت به حياةً أخرى دون عبوسٍ ودموع؟ كيف أتجاوزه وأنا التي سردت له حبي الخجِلِ أيامًا طالت تحت كنف ابتسامته؟
رباه إنه يأتي كوميضٍ يجعلها تتبسم حتى تضحك كصبيةٍ لم تعرف معنى الرجال يومًا، كصبيةٍ تعلمت الحياء على يديه ولم تكتسبه.
عضت شفتها وهي تغمض عينيها بقوة، لم يكن ليتزوج من بعدها، لا تريد أن تقتنع بذلك، تحاول التكذيب لكن أتقوى على ذلك؟


,



صرخت بذعرٍ وهي تتراجع للحمام، والمنشفة التي كانت تُجفف بها شعرها المبلول سقطت عن شعرها إلى كتفيها ثم إلى الأرض، ومعها سقطت كل نظرةٍ حيّة، ستموت، جاءها الموت أخيرًا، جاءتها المنية أخيرًا وسترحل، سترحل!
النيران تتأجج أمامها دون هوادة، تقتلع كل شبرٍ في الغرفة وقد احتجزتها بينها وبين حمامها ... لكن كيف؟ كيف تصاعدت النيران هكذا دون أن تنتبه؟ كيف تصاعدت دون أن تشعر بسخونتها؟
تراجعت أكثر وعيناها مُتسعتان، الموت يقترب، الموت يتجه إليها، من سيُنقذها الآن؟ من سيقاتل الموت ليبتعد عنها؟ عاشت العديد من سنين عُمرها وحيدة، وهاهي ستموت وحيدةً أيضًا، ستموت دون أن يكون هناك من يتذكرها، دون أن يكون هناك من يبكي عليها، ستموت دون أن يكون لها عزيزٌ يمشي في جنازتها، يُنزلها إلى قبرها ومن ثم يُدخلها في اللحد، ستموت دون أن يكون لها عزيزٌ يصلي عليها بعد أن يُغطيها التراب!!
رباه إنها تمنت الموت كثيرًا لكنه حين جاء تدافعت الغصات في حلقها، رباه إنها تمنته لكنها تراجعت الآن، لا تريد الموت حتى تضمن شخصًا واحدًا على الأقل سيبكي عليها / يحزن عليها / يتذكرها.
أيعقل أن تموت هكذا دون أن يشعر بها أحد؟ أيعقل أن تموت بهذه الطريقة؟
هزت رأسها بالنفي وهي تتراجع أكثر … لن يعلم أحدٌ بموتها حتى تتلاشى جُثتها، لا أحد سيستنكر اختفاءها ومن قد يكون له القدرة على ذلك؟ هي وحيدةٌ طوال عمرها وستبقى وحيدةً حتى تموت. حتى سلطان ليس هنا ليُنقذها، حتى هو لن يكون لها الحامي والمُنقذ، لن يكون لها المنفذ لتعيش.
ستمــــــوت . . . ستمــــــــــــــــــــوت



.

.

.

لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين

انــتــهــى

وموعدنا يتجدد يوم الخميس إن كتب الله ذلك


ودمتم بخير / كَيــدْ !


زوايا أمل likes this.

كَيــدْ ! غير متواجد حالياً  
التوقيع


تصميمات الغالية Aurora لـ قيود






قديم 31-08-14, 10:42 PM   #300

شكرإن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شكرإن

? العضوٌ??? » 308789
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,999
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير ممكن سؤال الين شنو علاقتها بالابطال مثل فواز اخو ديما ومزوج من ارجوان وسلطان ما هي علاقته كذلك بالابطال شكراً على الفصل حبي

شكرإن غير متواجد حالياً  
التوقيع
]شكرا لاحلى زنوبه بالدنيا اموووووواه[/COLOR][/SIZE]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.