آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,055 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.30%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.13%
المصوتون: 3633. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-14, 10:06 AM   #6301

امل لا ينتهي

? العضوٌ??? » 99562
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 423
?  نُقآطِيْ » امل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond reputeامل لا ينتهي has a reputation beyond repute
افتراضي


تميمه يا عسل انا حاله الواجب ومذاكره كويس ومستنيه الحصه بفارغ الصبر الساعه عشره بتوقيت السعوديه وتسعه بتوقيت مصر الحبيبه منتظرينك

امل لا ينتهي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 10:41 AM   #6302

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

صباح الورد يا سكاكر ...... حنزل الفصل خلال دقائق

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 10:42 AM   #6303

sweet hime
 
الصورة الرمزية sweet hime

? العضوٌ??? » 95087
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 919
?  نُقآطِيْ » sweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond reputesweet hime has a reputation beyond repute
افتراضي

بالانتظار

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


sweet hime غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 10:46 AM   #6304

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 53 والزوار 11) ‏نداء الحق, ‏whiterose99, ‏nodas, ‏لميس1, ‏غير عن كل البشر, ‏اميرة الرومنسية, ‏saeer60, ‏bonoquo, ‏ام وزوجه, ‏rama shaheen, ‏نهولة, ‏tamima nabil+, ‏جميلة الجميلات, ‏ons_ons, ‏memorp, ‏ليله طويله, ‏um soso+, ‏نسيمك عنبر, ‏شخصيه مستهدفة, ‏كادىياسين, ‏غرامي الدلوعه, ‏هاجر شلبية, ‏نوت2009, ‏emanmagdy, ‏salsa, ‏rashid07, ‏jinin, ‏al3nood, ‏مزوووووون, ‏كلي اناقه, ‏dekaelanteka, ‏celinenodahend, ‏fazh, ‏narot, ‏دمعه نسيان, ‏بينكـ, ‏cloudy9, ‏القمر المضئ, ‏totyyy, ‏امل لا ينتهي, ‏نوارة الجولان, ‏دلووعة2, ‏rafaah.emadd, ‏لبنى الروينى, ‏nada alaa, ‏spong bob, ‏LAMIA68, ‏كراميش, ‏celine92, ‏نور ابراهيم عبدالله, ‏خفوق انفاس, ‏غرام بلا حدود

نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 10:48 AM   #6305

كادىياسين

? العضوٌ??? » 312884
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 875
?  نُقآطِيْ » كادىياسين is on a distinguished road
افتراضي

طيب دلوقتى عشرة الا ربع بتوقيت مصر

كادىياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 10:53 AM   #6306

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 56 والزوار 19) um soso, ‏غرامي الدلوعه, ‏nz111, ‏ليله طويله, ‏نداء الحق+, ‏whiterose99, ‏Pure angel, ‏فاطمة تتريت, ‏nodas, ‏saeer60, ‏اميرة الرومنسية, ‏غير عن كل البشر, ‏جميلة الجميلات, ‏memorp, ‏ندى طيبة, ‏لميس1, ‏maryam hassan, ‏نهولة, ‏مرمر1, ‏كادىياسين, ‏Totooولا أحلا, ‏tamima nabil+, ‏ons_ons, ‏نسيمك عنبر, ‏شخصيه مستهدفة, ‏هاجر شلبية, ‏نوت2009, ‏emanmagdy, ‏salsa, ‏rashid07, ‏jinin, ‏مزوووووون, ‏كلي اناقه, ‏dekaelanteka, ‏celinenodahend, ‏fazh, ‏narot, ‏دمعه نسيان, ‏بينكـ, ‏cloudy9, ‏القمر المضئ, ‏totyyy, ‏امل لا ينتهي, ‏نوارة الجولان, ‏دلووعة2, ‏rafaah.emadd, ‏لبنى الروينى, ‏nada alaa, ‏spong bob, ‏LAMIA68, ‏كراميش, ‏celine92, ‏نور ابراهيم عبدالله, ‏خفوق انفاس

um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 11:02 AM   #6307

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السادس عشر :

جنته الخاصة هي ما كان يحياه في تلك اللحظة ... انعدام للوقت و تجاهل للمكان و الظروف ....
كل القوانين تداعت بداخله وهو يضمها مشبعا ذلك الشوق الأحمق لها منذ أن عرفها .... وهو نفسه يكاد يموت لأن يعرف السبب !! ....
لكن حتى السبب تضائلت أهميته وهو يخر صاغرا أمام تلك اللحظة ....
و هي بين يديه ... تكاد أن تذوب بخجل , يكاد ان يستشعر خجلها من حرارة وجهها الناعم على فكه الخشن ...
شتان ما بين برودتها التي عرفها جيدا و بين ذلك الإستسلام الناعم ما أن يضمها اليه!! ....
كان صدره يخفق بعنف محاكيا صدرها .... و يداه تعرفان طريقهما الي ظهرها من تحت كنزتها الفضفاضة التي تكاد أن تبتلعها رغما عنه ... يزيد من ضمها اليه مع كل تأوه منها ....
تكاد تصيبه بالجنون بشكل يتخطى سنوات عمره الطويلة و كأن الرغبة في تلك الفتاة الهزيلة تكاد أن تخرج له لسانها متحدية أن يقاوم ..... يقاوم نفسه قبل أن يقاومها ....
زمجراته و تأوههاتها كانا فقط ما يتبدد بهما صمت الغرفة المهيب ... بينما الشوق بينهما يستعر كل لحظةٍ تمر بينهما وهما في عالم غير العالم .....
يحارب مع كنزتها التي كتبدو كخيمة السيرك لا يعرف أولها من آخرها .... و هو يحارب ذرة تردد تأمره بأن يتراجع .... متمنيا أن تسانده الكنزة في حربه ضد المقاومة ...
صوته بدأ في الهمس لاهثا باسمها مناديا بدون تركيز .... فتأتيه همستها المرتجفة نابعة من دقات قلبها العنيفة
( نعم ........ )
نعم ؟!! ....
إنها تجيب نداء اسمها بكل تهذيب و عذوبةٍ لاهثة .... و كان الرد المنطقي أن يرد عليها قائلا
" أنعم الله عليكِ حبيبتي ..... كنت فقط أجرب أسمك "
لكنه أشفق على برائتها الميؤوس منها بشكل يظهر له في كل لحظة يشعره بضميرٍ مختنق على الرغم من أن كل الظروف تأمره أمرا أن يأخذ حقه فيها و منها ...
قلبها ينتفض بذعر و لوعة تحت كفه و كأنه يصرخ ألما .... لكنه استسلم لهواه الجامح عدة لحظات مضنية , بينما العقل يصرخ به أن يتوقف
" توقف حالا ..... توقف حالا ..... ستندم العمر كله "
أخمد الصوت بقوةٍ ينهل من رقتها بكل عنف اشتياقه .... الا أن الصوت بدأ في التحول الي صراخ عالٍ يهدر و يطوف بأذنيه يكاد أن يصمهما .....
" توقف ...... توقف ...... توقف .... "
انحنى بقوةٍ عله يتخلص من الصياح العنيف ... ليحملها الى صدره دون أن يحرر شوقهما ... فاتجه بها الى حافة السرير ليجلس اليه وهو يجلسها على ركبتيه .... شعرها يغطي وجهيهما عما حولهما و قد كان ممتنا لهذا الستار الحريري الضعيف و الذي رغم تساقط بعضا منه بين أصابعه الممشطة العنيفة الا أنه كان يمثل حجابا عن العالم هو في أشد الحاجة اليه في تلك اللحظة ....
لقد تبدد خوفها تحت يديه و تحول الى رقةٍ و استسلامٍ خالص .... فماذا يريد بعد ؟!!
"خوفها ...... "
صوتها كان ينبع من ذاكرته و هي تهمس مبتسمة برقة
" أنا ممتنة لشعورك هذا ....... لقد شكل هذا فارقا كبيرا معي ... حقا ... "
ممتنة .... تلك الكلمة الخبيثة التي تثير اختناقه و تتعب ضميره في ذات الوقت ....
صرخ بداخله يهدر
" لماذا يتوقف الآن ؟!! ..... أي سببٍ منطقي يجعله يحررها من حلمٍ عنيف يحياه معها بكل تلك القوة التي لم يعرفها من قبل مثلها تماما .... "
و كأنهما يكتشفان معا ذلك العالم الذي تسجل باسمهما فقط ... و أي اسم آخر سيكون دخيلا فيه ....
صراع عنيف يجذبه و يلقيه مهدود القوى ... بينما تلك القوى كلها يوجهها اليها علها تعيدها اليه أشواقا فتشجعه أكثر .... و أكثر ... و أكثر ...
و هي في الحقيقة لم تكن مقصرة .....
إن كانت هي موافقة ! فلما يتوقف هنا عند تلك النقطة معرضا نفسه لخطر الإصابة بأزمة قلبية ؟!! .......
و ماذا عن قلبها هي ؟!! ..... هل كان كلام الطبيب مطمئنا بدرجةٍ كافية له ؟؟ .....
حتى الطبيب موافق .... و لو سأل شرطي المرور فسيوافق .... حتى لو سأل الطيور في أعشاشها و النجوم في عليائها فستوافق ... ... فلماذا اذن يجتاحه ذلك التردد يغذيه ضمير مثقل يأمراه بأن يتراجع حالا و قبل أن يندم .....
زفر فجأة متأففا بعنف فوق عنقها الذي كان يقبله بشغف ....
فانتفضت قليلا و هي ترفع له وجهها الأحمر بضراروةٍ و أنفاسها تتسارع بجهد و تعب حتى أنها زادت من خوفه بحق هذه المرة ...
كانت عيناها متسعتان و هي تنظر اليه بخوف من زفرته نافذة الصبر .... و كأنها تسأله إن كانت قد ارتكبت شيئا ما خاطئا !! .....
تنهد سيف بقوةٍ وهو ينزع كفاه عنها انتزاعا .... غارزا أصابعه في شعره محاولا استعادة ثبات أنفاسه عبثا ....
مبعدا وجهه عنها وهو يحاول جاهدا السيطرة على نفسه , بينما كانت هي جالسة على ركبتيه بكل أدب تنظر اليه بوجهٍ ممتقع من الخجل و الإحراج و التردد ....
استمرت بينهما لحظاتٍ خانقةٍ لا تقارن بتلك التي سبقتها و أغرقتهما معا ..... و حين شعرت بأنها لن تتحمل لحظةٍ واحدةٍ أخرى من ذلك الإحراج .... حاولت النهوض , الا ان كفاه قفزتا في لحظةٍ واحدةٍ تقيدان خصرها تبقيها حيث كانت و عيناه تهددانها بقسوة .... الا أنها كانت قسوةٍ مختلفة .... قسوةٍ خائفة ...
قسوةٍ تتابعان نبضاتها و لهاثها و شحوب وجهها البادىء في الظهور فوق بشرتها الشفافة بعد أن بدأ الإحمرار في الإنحصار عن شاطئ وجهها ... تاركا اياها مستلقية بجهد و تعب ....
مد يده أخيرا يداعب وجنتها الناعمة المنحنية اليه بضعف ...ثم أعاد سؤاله مجددا بصوتٍ خشن شديد التحشرج ...
( هل أنتِ بخير؟؟ ....... )
نظرت اليه وعد بعدم فهم .... و هي لا تعرف نوع الإجابة التي ينتظرها .... و لا تعرف حتى خطوته التالية .... و ما هو متوقع منها !! ....
كانت تفضل لو تركها في هذا العالم السحري الذي جرفهما معا منذ لحظات , فهي تنسى نفسها فيه و تكون منقادةٍ و لا يتطلب منها الأمر حينها معرفة أو قرارات ....
لكن أن يبدأ في المناقشة و السؤال ..... فهي حينها تتحول الى جدارٍ سد .... فاقد الأهلية و الشعور ....
جدارٍ يخفي خلفه الكثير من معوقات الشعور ....
أيظن أنها قادرةٍ في تلك اللحظة على المناقشة و التحليل ؟!! ....
لماذا لم يتركها ضحية دوامة مشاعره الجامحة ؟!! ..... لماذا أخرجها منها ؟!! .....
النظر الي عينيه في تلك اللحظة يكاد يصرعها خزيا و خجلا أكثر ألف مرة من لحظات جموحهما منذ قليل ...
فلماذا يتعمد ذلك الأسلوب في كل مرة !!
هل تسرعت في المجيء الي هنا ؟!!
امتقع وجهها أكثر حين طرأ السؤال عقلها ..... طبعا تسرعت و كانت تموت و هي واقفة على باب بيته قبل أن يفتح ... لكن ما أن فتح حتى استمدت الثقة من عيناه ....
فهل سقطت من نظره الآن كونه وجدها بمثل هذا الرخص ؟!! ....
أخفضت وجهها الممتقع و هي تحاول النهوض مجددا , الا أنه كان يقيدها بقوةٍ حتى بدت و كأنها تتصارع كي تنهض !! ... فاستسلمت ماكثة بصمت محافظة على المتبقي من كرامتها ...
الا أن صوته عاد بالسؤال الغبي مجددا
( وعد !! ...... سألتك هل أنتِ بخير ؟!! ..... هل آذيتك ؟؟ .... )
لم ترفع وجهها المشتعل اليه و هي تهز رأسها نفيا بإيجاز ...... الا أن ارتجافةٍ سرت في أعماقها و هي تشعر بكفه تربت على ظهرها المحني كطفلةٍ مشاغبة ....
و منه الي شعرها المتشعث في كل مكان .... على الأرجح أنها تبدو الآن كمن صعقته الكهرباء
نعم .... هذا أفضل تعبير حاليا , فلقد صعقتها كهرباء مجنونة للتو تسببت في وقوف شعر رأسها ... و أي كهرباء !! .....
مد يده يرفع وجهها اليه , فاضرت الى النظر اليه بعينين تهتزان من هول غبائها في المجيء ... و هول مشاعرها الجياشة منذ لحظات ... و هول الخزي و الحرج و .... الإحباط .....
تكلمت وعد بهمسٍ متردد مختنق ....
( أعتقد أنه ..... ينبغي علي ال ..... )
لم تكمل حين قاطعها حازما بشيءٍ من الصرامة
( أنتِ لم تتناولي عشائك .... أليس كذلك ؟؟ )
انتفضت من صرامته المفاجئة ... بينما كان هو يسكتها عما كانت تنتوي نطقه و كان ظاهرا في عينيها ... كانت تتراجع و تريد إخباره بنيتها في الرحيل ... لكنه لم يكن ليسمح لها .... حتى و إن قرر تركها لحالها الليلة ... لكنها ستظل تحت سقف بيته منذ اليوم و لن تغادره أبدا ...
أتظن أن الأمر يسير وفقا لرغبتها الخاصة ؟!! .... تجيء متى رغبت و ترحل متى تريد !!! ....
وعد عبد الحميد العمري .... لقد انتقلت ملكيتها اليه و يجب عليها أن تدرك ذلك سريعا ....
كانت وعد تنظر اليه بإجفال من سؤاله الصارم و الذي لا يتناسب مع محتواه الودي ... لكنها همست بتردد
( نعم .......... شكرا لك )
عقد حاجبيه على الرغم من لين ملامحه بعد الصرامة المفاجئة .... ثم قال بخشونة
( أنتِ تكذبين ........ )
ارتبكت وعد قليلا و هي لا تدري بما تجيبه ..... انه شخص لا يمكن التنبؤ بجملته التالية أبدا ... يتنقل من موضوعٍ يحترق كالحمم ... الى موضوعٍ مهبط للعزيمة كالطعام !! ....
أخفضت وجهها بخجل أمامه ... فقال بخفوت يهمس في أذنها
( أنا أيضا لم أتناول عشائي ...... هل تشاركيني ؟؟ .... أم تتركيني أنام جائعا ؟؟ ...... )
ابتسم بشغف ويداه على خصرها تستشعران كل ارتجافة منها حين نطق سؤاله الأخير بنغمةٍ خاصة و كان متقصدا ....
يسعده في تلك اللحظة أن يعذبها لوعة قليلا , ..... فليس من العدل أن يتعذب وحده و يحترق في تلك الحمم وحيدا بينما هي تستعيد قوقعتها الصلبة من جديد ....
همست أخيرا باختناق
( تفضل أنت .... أنا لن أطيق أن آكل شيء الآن ..... )
مد يده يطبق على ذقنها يرفع وجهها اليه بحزم ثم قال بصوتٍ أجش
( بل ستأكلين ..... ثم بعدها ..... )
صمت قليلا فرفعت اليه عينين واسعتين ... بهما توقع أثار جنون مشاعره مجددا ... لكنه زفر بقوةٍ قائلا
( ثم بعدها لدينا حديث طويلا معا ....... )
عاد جفنيها ينخفضان نصف انخفاضة و عيناها ترتديان نظرة حزنهما المعتادة .... فما كان منه الا أن نهض بها وهو يحملها و كأنها في وزن الريشة ... فتعلقت بعنقه تلقائيا و هي تنظر اليه بخجل ...
حينها ابتسم لعينيها الخلابتين قبل أن تقهرانه بحزنهما ... و همس
( سأنزل كي أحضر لكِ ما تأكلينه و شيئا ما ترتدينه ...... اتفقنا ؟.... )
عضت على شفتها ثم همست باختناق دون أن تتخلى عن دعمها متمثلا في تعلقها بعنقه
( هل ستتركني هنا ؟؟ ........ أخشى أن يطرق أحد الباب و أنا أشعر ..... لقد .... منذ ..... )
صمتت ثم همست مختنقة هي تتأوه بيأس
( آآآه ياللهى ..... لقد أفسدت الأمر للغاية ...... )
لم يحاول أن يجادلها في ذلك .... سيكون كاذبا مفتعلا .... و كان عليه أن يذهب لوالدته قبل أي شيء ... ما فعلته وعد الليلة كان أقسى ثاني مواجهة بينها و بين أمه ....
لقد أتت تقتحم بيتها دون اذن ..... و صعدت الى غرفة ابنها دون حتى أن تهمس بكلمة تحية أو استئذان .... و كان مساندا لها ...... لكن ماذا كان يستطيع أن يفعل غير ذلك ؟!! ....
وعد أصبحت زوجته الآن ..... و قد جائته ليلا ترتجف و تطلب مكانا تبيت فيه ..... لن يصدق أنها وافقت هكذا فجأة على تثبيت زواجهما فعليا و البقاء معه ...... لكن هناك ما حدث و جعلها تأتي اليه مسرعة ....
و أيا كانت العواقب و مهما بلغ حزن أمه ..... الا أنه لم يكن ليترك زوجته ليلا بعد ان طلبت عونه و حمايته ..... و خاصة وعد ..... لقد أقسم على ذلك منذ يومين لنفسه .....
اختفت ابتسامته قليلا و هو يستشعر خوفا بات معلوما لديه تجاهها .... لكنه تنحنح قليلا بمزاح ثقيل خشن
( حسن ...... لقد أفسدتِ الأمر بالفعل , فهل تريدين النزول معي عوضا على البقاء هنا وحيدة ؟؟ ..... خاصة و أننا في وضع الإستعداد ..... سأنزل بكِ محمولة بين ذراعي ....كنوع من تخفيف جدية الموقف .... . )
شهقت وعد كما أراد تماما و هي تقول بقوة
( مستحييييل ...... )
ابتسم بداخله وهو يفكر
" جيد ....... هذا أفضل من أن تقرر النزول معه حاليا , فهو لا يثق بردة فعل والدته وورد تجاهها ... "
لكنه أراد أن يشاغبها , فاتجه بها للباب مبتسما ... الا انها هتفت بقوة
( لا .... لا .... أرجوووك ..... )
همس سيف بسرعة
( هشششش أخفضي صوتك ...... عندي شقيتين في البيت , و ستتخيلن مشاهد مخزية و هذا لا يصح ... )
همست وعد و قد احمر و جهها بقنوط
( و كأنك تعرف ما يصح و مالا يصح!! ........... )
توقف سيف مكانه وهو يقول بجدية
( عفوا !! ......... ماذا قلتِ ؟!! ...... )
ارتبكت و هي تعض لسانها .... ثم همست بإختناق و بوجهٍ ممتقع
( أنا آسفة ..... لم ..... لم ..... لم أقصد ..... )
الا أن ملامحه كانت صلبة و قاسية وهو ينظر اليها بتهديد صامت ..... فارتبكت و تضاعفت ضربات قلبها فوق ذراعه .... الا أنه تكلم أخيرا قائلا
( حين أعود ...... سأريكِ ما يصح و مالا يصح .... )
زفرت وعد بقوة و هي تدرك أنه يتلاعب بها .... إنها ثاني مرة يفعلها بها .... كم هو طفل !! .... لكن طفل مرعب ....
فضحك ضحكة خافتة خشنة ..." الحقيقة أنه يود لو يريها ما لا يصح فقط و سيكون أكثر من سعيد بذلك ... تبا لكل ما يوقفه ... " .....
تنهد تنهيدةٍحارة لفحت بشرة وجهها الحساسة .... فاحمرت و أطرقت بوجهها , حينها اضطر الى إنزالها قبل أن يتهور مجددا ..
و ما أن وقفت حتى أحاط وجهها بكفيه وهو يهمس
( ابقي هنا قليلا ........ )
فكرت وعد ...." و كأنها ستذهب لأي مكان !! ...... ستقبع هنا و لو اقتضى الأمر ستختفي تحت السرير كما كانت تفعل في الدار و هي طفلة "
لكنها أومأت بطاعة لا تملك غيرها .....
انحنى سيف يمنحها لمسة شوق ناعمة مزلزلة .... ثم تركها ترتجف ليخرج مغلقا الباب خلفه بإحكام ....
بينما وقفت وعد مكانها تضع يدها على صدرها الخافق .... تنظر للباب المغلق و هي تتسائل عن نهاية تلك الليلة ؟؟ ..... هل سيتمها , ام أنه سيبقيها عنده الى أن يرجعها لبيتها غدا ....
امتقع وجهها و هي تفكر في عودتها غدا ....... لكن ما البديل , لو رفض ابقائها هنا ؟!! ....
كان يريدها للغاية و يطلب منها ذلك الطلب كل يوم ... فلماذا ابتعد الآن ؟!! ..... هل كان يريدها في بيتها ؟؟ حيث لا مكان لها هنا ؟!! ....... لكنه ابتعد عنها هناك كذلك ..... وقد وعدها بسكن لها ..........
ماذا الآن ؟!! ..... لماذا يتلاعب بها بتلك الصورة ؟!! ......
تراجعت وعد بظهرها و هي تنظر للباب و كأنها تتخيل اقتحامه الغرفة في اي لحظة .....
إنها غرفته و يستطيع دخولها دون اذن في أي لحظة .... الواقع أنها هي الدخيلة الآن ...
استمر تراجعها الى أن ارتطمت ساقاها بحافة السرير فجلست ببطء و هي لا تزال تنظر الى الباب ....
هذا هو ما كانت تخاف منه .... أن يتركها فريسة التردد و التفكير مجددا .... انه يعذبها بتلك الطريقة ....
تريد أن تغرق بمشاعره الجامحة و ينتهى الأمر بسرعة ...
لكن أن تفكر و تتخيل ما سيحدث فهذا يقلقها .... بل يرعبها ......
الآن هي حقا مرتعبة .... لقد جائت اليه في لحظة تهور يدفعها خوف آخر ....
الحقيقة أنه سيصدم بها تماما ..... إنها على عكس ما يتصور , تمتلك جهلا في طبيعة العلاقة بين الرجل و المرأة يكاد يكون مخزيا ...
حتى الآن هي تنساق لعواطفه دون تفكير في الخطوة التالية .... حتى حين وافقت على الزواج منه هربا مما تمر به لفترة مؤقتة .... لم يمر الأمر على تفكيرها أبدا ...
لقد مرت قبلاته على ذاكرتها و شعورها مرارا ...... لكن باقي الخطوات , فهي ببساطة لا تملك لها أي كتيب شرح في عقلها .....
لقد تصادف أن تصل الى سن السادسة و العشرين دون أم أو شقيقات ...و حتى الدراسة الحكومية تجاهلت هذا الأمر تماما .....
و كرمة لم تتفضل عليها بأي معلومة .... كما أنها لم تسألها من قبل ....
لم تمتلك حاسوبا أو هاتف كي تبحث عن معلومات .... لم يكن لها صديقات بالمعنى المعروف في الجامعة ... و ما أن كانت تسمع همسات تخص هذه الأمور في الجامعة كانت تبتعد تماما بحاجبين كحاجبي حراس الأمن ...
لا كتاب يخص الأمر .... و لا تلفاز تهتم به في وجود والدها ....
لا شيء على الإطلاق باستثناء بعض التحرشات كانت تصدها بمنتهى القوة لدرجة فقدان العمل أحيانا ... الا تحرشات سيف بها !! .....
توقفت في فراغ عند تلك النقطة ! ......
لكنها عادت تتوتر و تهز ساقها بعصبية وهي تقضم أظافرها بتوتر .... ناظرة الي الباب و هي تتسائل
" هل سيكمل طريقه الليلة ؟....... أم أنه توقف فقط حتى يملأ معدته كي يكون مستعدا لها ؟!! ... "
الأمر أصعب مما تخيلت بآلاف المرات ..... كف ألقت نفسها بتلك الطريقة في شيءٍ لا تملك له أي معلومةٍ بعد ..... ربما لو فتحت هاتفها لآن و بحثت قليلا !! ..... قد يكون لديها بعض الوقت قبل أن يصعد اليها ....
كان تلك نيتها منذ يومين .... أن تبحث في الأمر قليلا .... لكنها تأخرت و لم تكن تعرف أنها ستتهور الآن بتلك الطريقة ....
" حسنا ... اهدئي.... لديكِ بعض الخطوط العريضة , قد تستندين اليها .... لا تجزعي ... "
تنهدت بخوف و هي تنظر للباب .... لماذا يتعمد تعذيبها دائما بكل شكل من الأشكال !! .....
.................................................. .................................................. ...................
جلست منيرة لى سريرها بملامح متجمدة بعدم تصديق .....
ثم همست
( هل رأيتِ ما حدث يا ورد ؟!! ....... هل تصدقين ما يحدث الآن ؟!! .... هل هذا هو سيف تعلم السيطرة على كل ذرة في حياته منذ سنوات ؟!! ..... لقد تحول خلال شهرين الى ذلك المراهق المتمرد القديم .... حتى مشاعره تجاهي عادت لتتقلب .... )
قالت ورد التي كانت واقفة تنظر من النافذة الى الليل المظلم بصوتٍ بارد كالجليد
( إنها لعنة و تسلطت عليه يا أمي ..... لا تلوميه كثيرا , فهي و الحق يقال شديدة المهارة .... نظرة الضعف بعينيها قد تلهب روح أي رجل .... اسأليني أنا ..... خطواتها محسوبة ... كل تراجع ... كل تمنع ... كل احتياج اليه .... و كل هجوم مثلما فعلت هنا المرة السابقة ...... انها فعلا ماهرة و سيف لم يعتد الاختلاط بهذا النوع ..... لذا من الطبيعي ان يسقط من نظرة من عينيها الميتتين كعيون الأفاعي ..... هل رأيتِ نظرتها ؟!! ... بهما غدر الxxxxب و سحر الغواني ...... )
كانت حروفها تشتد مع كل كلمة ..... حتى صمتت و هي تتنهد بغضب يكاد يشتعل في عينيها
لكن منيرة كانت في عالم آخر و هي تقول بعدم تصديق
( هل رأيتِ مدى وقاحتها و جرأتها في المجيء الى هنا ناوية على اتمام الزواج بلا زفاف أو اعلان !! ..... لا أصدق أن فتاة تمتلك كل تلك الوقاحة و انعدام الحياء ؟!! ....... لقد صعدت الى غرفته دون حتى أن يحمر وجهها أمام أمه و شقيقتيه !!...... حتى لو كنت أحاول قبلا أن أتقبل الأمر .... فكيف أفعل الآن بعد هذا التصرف قليل الأدب و الحياء ؟!! ........ لا أصدق أنه ابني سيف أبدا .... أبدا ....... )
استدارت ورد اليها و هي مكتفة ذراعيها ... تنظر الي ملامح والدتها المرتسم عليها الذهول و الألم كأنها تحادث نفسها .... فقالت بعد أن التقطتت بعض من كلام سيف معها سابقا ...
( لقد رفضت دخولها سابقا ...... و أراهن أنها قد صممت أن ترد لكِ ذلك الألم بدخولها للبيت رافعة رأسها و دون ارادتك ...... )
نظرت منيرة اليها بعينين ضائعتين لتقول بخفوت
( هل تظنين أنني قد نبذت تلك الذكرى من تفكيري !! ..... لقد ظلت تؤرقني طويلا .... لكن .... لكني لم أستطع .... لم أكن حتى أستطيع تخيل الأمر ..... حين وصلني هاتف من الدار يخبروني بضرورة استلامها لأنهم لم يستطيعوا الاستدلال على مكان عبد الحميد حينها .... مكثت مع نفسي قليلا ....
تسائلت ... اي عدل هذا الذي يجبرني على آخذها رغما عني .... ادخالها بيتي في الوقت الذي كان ابني خارجه لمدة ثلاث سنوات .. بسبب والدها .... وذكرى زوجي المتوفي لا تزال حية بداخلي ... بسببي ... اي عدل هذا !! .... كيف كان يمكنني مراعاتها ... الاعتناء بها و أنا أملك كل هذا الحقد لطفلة صغيرة ..... خشيت أن يتسبب حقدي في ايذائها .....لقد انحنيت أرضا كي أقبل قدميه يا ورد .... امام كل سكان الحي كي يعفو عنه ... عن سيف ,انحنيت للرجل الذي ضرب ابنتي و أصاب أذنها الصغيرة للأبد .... انحنيت و قبلت قدمه بعد أن رماني الى رجل قذر كان يقتلني بقربي منه .... لكنه لم يقبل .... فكيف أقبل أنا ؟!! ..... هل أنا مصنوعة من حجر ؟!! ....)
نظرت منيرة الى ورد و هي تسأل بصوت باهت
( أخبريني يا ورد ...... هل يجعل ذلك مني شيطانا ؟!! ..... أن يفوق الأمر قدرتي على التحمل, هل يجعل مني شيطانا ..... )
قالت ورد بتصلب
( الشيطان هو من يلقي بطفلته في دار رعاية و يتوقع منا احتضانها ....... )
قالت منيرة بأسى
( لكن مكانتي اهتزت في نظر سيف بعد أن عرف .......بعد أن كنت قد استعدتها بجهد طويل .... )
قالت ورد بغيظ و قهر
( كانت منتهى القذارة منها أن تنبهه الي ذلك .......)
قالت منيرة بصوت مبهوت
( أتظنين أنها كانت تعلم ؟!! ........)
هتفت ورد و هي تشير الى رأسها
( أمي أفيقي ..... لقد عاد اليكِ ليلة عقد القران وهو رافض حتى النظر اليكِ .... بعد أن كان يكاد يتوسل اليك قبلها كي تذهبين معه .....لقد ردتها لكِ بعد عقد قرانهما مباشرة كي تستأثر به ..... ألم أقل لكِ أنها ماهرة تلك الميتة العينين ......)
نظرت منيرة أمامها بنظرات فارغة ... لكنها تنبع ألما .... و هي تفكر بأنها قد نجحت ... ابنة عبد الحميد العمري قد نجحت بمهارة .....
سمعا طرقا على الباب .... ثم صوت سيف يأتي قائلا بخفوت
( أمي ..... افتحي الباب من فضلك )
نظرت منيرة بعينين متأذيتين الى ورد تسألها المشورة ... فأومأت اليها ورد بعينين قاسيتين ...
ثم اتجهت الى الباب لتفتحه بصمت ناظرة الي سيف المستند بكفه الى إطار الباب .... فقالت بصوت باهت لكن يحمل الكثير
( لماذا تركت عروسك ابنة الحسب و النسب بمفردها ؟ ..... )
قال سيف بصلابة ....
( ورد ..... لا تتكلمي عنها بتلك الطريقة , على الاقل إحتراما لي ... إن فشلتِ تماما في احترامها هي )
قالت ورد بنفس النبرة
( و هل تركت لأحد فرصة احترامها ؟!! ...... افق يا سيف ... افق و انظر الى تصرفات تلك التي منحتها اسمك و ادخلتها بيتك ..... )
قال سيف بشدة
( كفى يا ورد لن أسمح لكِ ...... لولا ظروف خاصة لما كان حدث ذلك , لكنها في النهاية زوجتي و مكانها بجواري .... )
اقترب يتجاوزها منهيا الحوار معها .... الى أن وصل لأمه ... و جلس بجوارها بوجهٍ واجم .. ثم قال بخشونة
( أمي ..... اعرف أن الأمر كله سيء الشكل جدا ..... لكن وعد الآن تحمل اسمي , أيرضيكِ أن أرميها خارجا ؟!! ...... )
همست منيرة بصوتٍ مختنق و عينين لائمتين بشدة
( لا تتلاعب بالألفاظ معي يا سيف ..... هل تلك تصرفات فتاة محترمة منحتها اسمك !! .... )
تنهد سيف وهو يقول مدلكا جبهته بيده في يأس
( اسمعي يا أمي ......... )
قالت منيرة بقسوة غير معتادة
( اسمع أنت يا سيف ...... تلك الفتاة ستفرق بينك و بيننا واحدا تلو الآخر .... فإن كان هذا يرضيك فانت حر , لقد بلغت من العمر ما يجعلك تتخذ قرارك بنفسك مهما كان مقدار الألم الذي ستسببه لأقرب الناس لك ...
لكن ليكن بعلمك أنا لن أتعامل معها ولو بكلمة ..... سأعتبرها نكرة كما تستحق تماما .... فوالله لولا خوفي على منظر أسرتنا أمام أسرة خطيب اختك لكنت تركت البيت و خرجت من هنا بغير رجعة الى أن تخرج هي منه ..... )
ظل سيف ينظر الي وجهها الذي قست ملامحه بشكلٍ لم يعتده منها هي بالذات ... بشكلٍ لا يليق بملامحها الملائكية التي تختلف عن ملامحه و ملامح ورد .... فنهض من مكانه ليقول بهدوء
( حسنا يا أمي ..... لا بأس ..... )
استدار الى ورد يقول بصوت فاتر
( أعتقد أنه لا أمل أن أطلب منكِ شيئا لترتديه وعد الليلة يا ورد ....... )
ابتسمت شبه ابتسامة قاسية باردة و هي تقول بإيجاز
( ماذا تظن ؟!! ......... )
أومأ برأسه متفهما بملامح قاتمة .... ثم قال أخيرا اليهما معا
( حسنا ....... شكرا .... )
خرج من الغرفة بنفسٍ غاضبة ... يحاول جاهدا الا يحتد عليهما كي لا يزيد من قسوة الأمر عليهما ...
فاتجه الى المطبخ وهو يهدر أنفاسٍ لاهبة غاضبة .... أخذ يبحث عن طعام العشاء في كل مكان .... دون أن يجده .... ألم تخبره ورد أن الطعام جاهز .... أين ذهب ؟!! ...
استقام سيف متأففا .... لكنه استدار حين لاحظ دخول مهرة بعينين متورمتين من البكاء ... فنظر اليها واجما بينما تسمرت مكانها لحظة ... قبل أن تتجاهله بفشل و هي تتجه الى مبرد الماء كي تشرب ببطء و صمت ...
قال سيف محاولا مراضاتها برقة
( مهرة صغيرتي ..... أيمكنك مساعدتي ؟؟ ...... أتقلين البيض لي ؟؟ .... )
نظرت اليه بصمت و هي تضع الكوب على الطاولة و شفتيها ترتجفان قليلا ... لكنها بعد فترة هزت رأسها نفيا ببطء و تردد .... فعقد سيف حاجبيه قليلا ... ثم قال بخفوت و جفاء
( حسنا ..... لا بأس ... شكرا .... )
خرجت مهرة من المطبخ جريا و هي تشهق باكية كعادتها الدرامية المدللة ... لكنه لم يلتفت اليها , و لن يراضيها ....
أخذ يحاول التعامل جاهدا مقطبا مع كسر البيض في المقلاة ... بينما تناول معلقة خشبية ليقلبه حتى التصق في المقلاة .... ازداد انعقاد حاجبيه .... لم يكن المطبخ غرفته المفضلة ابدا ...
أخذ يسكب الخليط المشوه في طبق .... لكنه لحسن الحظ لم يكن نيء و لا محروق ....
ثم احضر طبق آخر ليضع به حبتين طماطم و حبتين خيار ... و حبتين فلفل ... أخذ ينظر في الثلاجة مجددا باهتمام .... ثم أخرج علبة اللبن ليسكب منها كوبا باردا كالجليد .... لكنه لن يقوم بتسخينها فآخر مرة أعد فيها واحدا لأمه ... فار منه فوق نيران الموقد ثلاث مرات متتالية الى أن يئس و أحضره لها باردا كذلك ...
وضع الخبز في الفرن الكهربي الذي هو نعمة ... و بعد أن أصبحت الصينية جاهزة نوعا ما .. حملها و صعد بها الى .... عروسه !! ..... لكنها كانت صينية مأساوية كصينية عروس في الواقع ! ....
طرق سيف الباب بطرف الصينية .... و حين لم يسمع ردا , خاف أن تسقط مغشيا عليها من شدة الرعب فقال مناديا بملل
( إنه أنا يا وعد ..... افتحي لأنني لن أستطيع فتح الباب .... )
انتظر لحظتين قبل أن يجد الباب يفتح بالفعل .... و تطل وعد بعيني قطة متسللة من خلف الحائط ... فابتسم لها ....
فتحت وعد الباب له كي يدخل .....
فنظر الي وجهها الذي اشتد شحوبه بدرجة ملحوظة .... و لم تستطع حتى تدبر ابتسامة ....
وضع سيف الصينية على طاولة صغيرة .... ثم استدار اليها ....
كانت تبدو رثة الملابس للغاية .... تلك الكنزة , تبدو بشعة عليها بخلاف باقي ملابسها .... لكنها في ذات الوقت تزيد من استفزازه و من اظهار مدى رقتها ....
كانت وعد تقف في نهاية الغرفة و هي تنظر اليه بتوجس أثار استغرابه ... لكنه لم يقل شيء وهو يتجه الى دولابه يبحث فيه ....
ثم استدار اليها ممسكا ببيجاما حريرية كريمية ....و مدها اليه كطعم وهو يقول بصوتٍ أجش ...
( خذي ارتدي هذه ......... )
نظرت بذعر الى البيجاما في يده و كأنها ستلتهمها .... ثم رفعت نظرها اليه و هي تهز رأسها نفيا بسرعة , شهقت بصمت ثم قالت بتعثر يكاد يكون مختنقا
( لا ..... لا داعي ... سأنام بملابسي , أنها .... واسعة و مريحة .... )
رفع احدى حاجبيه بصمت .... فأدركت مدى غباء كلامها , فأغمضت عينيها للحظةٍ تلتقط أنفاسها ... ثم فتحتهما أخيرا لتهمس بخفوت
( حسنا ....... شكرا لك ... )
اقتربت ببطء الى أن مدت يدها تمسك بالبيجاما الحريرية .... فتركها لها بباسطة كي تضمها الى حضنها
قالت وعد باختناق
( أين ..... يمكنني أن أبدل ملابسي ..... )
قال سيف بهدوء مبتسما
( هنا ......... أين اذن ؟؟ !!.......... )
امتقع وجهها أكثر ..... لكنه لم يلبث أن تلون بعدة ألوان في وقتٍ واحد .... الموقف معقد , بخلاف حين كان معها في المشفى ... بخلاف استسلامها له .... الا أن الموقف في تلك اللحظة معقد اكثر مما تصورت ...
قرر سيف أن يرحمها أخيرا فأمسكها من كتفيها .... يديرها في اتجاه باب الحمام ... ثم دفعها وهو يقول
( خمس دقائق فقط ثم سأفتح الباب ..... هيا )
استدار سيف بعيدا عنها الى ان سمع صوت احكام غلق باب الحمام .... حينها اختفت ابتسامته و هو يفكر بانها ستكون ليلة طويلة ... مضنية .....
خرجت وعد بعد اربع دقائق تماما ..... فأخذ سيف وقته قبل أن ينظر اليها كي لا يرهبها .... و حين فعل ... يا ليته لم يفعل ......
كانت أكثر كارثية .... و أكثر شهية .....
كانت البيجاما اكبر من ملابسها الأصلية .... و كانت ممسكة خصر البنطال من فوق السترة باحكامخشية ان يقع .... وحدها فتحة الياقة كانت أكبر و أطول مما تخيل .... و مما تمنى !! .....
أخذ نفسا عميقا ثم اقترح بصوت عادي .... متحشرج ..
( ربما يجدر بك الإكتفاء بالسترة .... لأن البنطال احم ... سيقع حتما ... )
عقدت حاجبيها بتزمت ... و قالت بجمود بينما اشتعل وجهها احمرارا ...
( لا ...... شكرا لك .... أنا ممسكة به و لن أتركه ..... )
هز كتفه مبتسما كابتا ضحكة بكل قوته ثم قال ببساطة
( كما تحبين .... ..... تعالي خذي كوب الحليب و اقفزي للسرير )
استدار عنها .... فسمعها تقترب ... لتتعثر بحفيف , ثم شهقة رعب كتمتها بسرعة و هي تعدل من إمساكها بالبنطال .... فابتسم ابتسامة عريضة دون ان يتلفت اليها على الرغم من شوقه الغامر لذلك ....
وصلت اليه ... متشبثة بالخصر بكلتا يديها ... تنظر اليى الكوب بتعقيد ... تعض على شفتها لا تعرف كيف تتصرف ....
فالتفت بوجهه جانبا اليها حتى تلاقا وجهيهما و اقتربا من بعضهما ... و تسمرت نظراتهما للحظة ...
حينها انحنى ليحملها بقوة ..... وهي تشهق عاليا .... ثم سار بها الى السرير و ألقاها عليه بقوة ....
انقلبت فيه وعد و هي تصرخ مهتاجة غاضبة .....ثم استقامت و هي لا تزال متشبثة بالخصر ...
الا أنه وضع اصبعه فوق شفتيه هامسا بتحذير
( هششششش ...... )
زمت شفتيها بغضب ..... لكنها تدبرت جلسة ذات إباء و كرامة نوعا ما .... الى أن أبصرته يحمل الصينية ويأتي اليها ببطء ... عيناه على عينيها بقوةٍ تنفذ الى الأعماق ..... فابتلعت ريقها بصمت ....
جلس أمامها وهو يضع الصينية على ركبتيه ... و سرعان ما وجدت يده ترتفع الى فمها بلقيمة خبز بها بعض البيض ...
فتحت وعد فمها تلقائيا و هي تنظر اليه مبهوتة من تصرفاته ... لكنها كانت تأكل من أصابعه واحدةٍ تلو الأخرى بصمت غير قادرة على التخلي عن عينيه ....
وكأنها تحلم و لا تعيش تلك اللحظة فعلا !! .....
لم تلقى هذه المعاملة في حياتها أبدا من قبل ..... لم يشعر بها أحد من قبل كما يشعر هو بها .....
أكثر ما بدأت أن تخشاه .... هو أن تعتاد تلك المعاملة , فتصدم حين يقرر تركها أخيرا !! ....
شردت عيناها بعيدا ..... بملامح كئيبة .... الا أنها انتفضت حين سألها بصوتٍ أجش خافت
( بماذا شردتِ ؟؟ ....... )
فتحت فمها حين شعرت بأصابعه على شفتيها من جديد ... فامتنت على الإنشغال عن الرد ....
لقيمة بعد لقيمة و هما صامتان ينظران الى بعضهما .... الى أن فوجئت بانتهاء الطبق بينهما ! ...
نظرت وعد الى الطبق بدهشة , ثم همست بعدم تصديق
( يبدو أنني كنت جائعة بالفعل! ......... )
رفعت عينيها اليه لتهمس بحرج
( أنت لم تأكل شيئا !! ........... )
لم يرد على الفور وهو يتأمل عينيها الناعستين ... ثم همس بصوته الأجش العميق
( لقد شبعت من مجرد إطعامك ........ )
أخفضت وجهها بحرج .... تعض على شفتيها من كلامه ... من نظراته ... من لمساته ....
تنحنحت و هي تهمس برقة
( هل يمكنني النهوض كي أغسل فمي ؟؟ ........ )
أشار بيده للحمام وهو يهمس ببطء ..... ( تفضلي .... البيت بيتك منذ هذه اللحظة )
نهضت وعد تتعثر في البنطال , متشبثة بخصره باحكام ... حتى وصلت الى باب الحمام ... و أغلقته خلفها , ممتنة أن البنطال لا يزال في يدها ....
نظرت وعد حولها الى الحمام الأنيق ..... كانت جدرانه من اللون البني المعرق ...
تقريبا لديها فكرة جيدة عن تكلفته نظرا لعملها في المعرض قبل العمل عند سيف ...لكنها لم تصدق يوما أن تكون أحد مستخدميه ! .....
انحنت لتغسل فمها و وجهها ... ثم لم تلبث أن استقامت لتواجه صورتها في المرآة ....
وجه شاحب ... ضائع ... و عينان تتهمانها بصمت ... تسألانها عما تفعله هنا , كما سألتها مرة من قبل , في حمام مكتبه ....
ظلت وعد واقفة لا تمتلك ردا للسؤال .... كم دارت بها الأيام سريعا ... من حمام مكتبه , الى حمام غرفة نومه !! ....
كانت نظرية فلسفية لا تناسب الحمامات إطلاقا , لكنها على الرغم من ذلك كانت واقفة بضياع لا تملك حلا شافيا ....
كان سيف قد وضع الصينية على الطاولة ... متنهدا بكبت , الى أن سمع صوتها من خلفه ..... فالتفت اليها ..... تسمر مكانه , حين أبصرها بسترة بيجامته ...فقد أنفاسه انتظامها و هي تقف مكانها .. أصابع قدميها تلتوي بخجل فوق البساط ...
كانت السترة محتشمة عليها تماما , تكاد تقارب اعلى ركبتيها تماما ..... شعرها كله مجموعا جانبا على احدى كتفيها و على ما يبدو انها قد مشطته ....
أخذ نفسا متحشرجا وهو يود أن يأمرها بأن تعود و ترتدي البنطال من جديد ....
حين تكلم أخيرا , كان صوته متحشرج خشن
( هيا الى السرير ......... )
كان وجهها أحمر منخفض جذاب بدرجة مهلكة ..... لكنها لم تتحرك من مكانها ..... بقت مكانها , متسمرة , فنظر اليها منتظرا .... و لم يكن متضايقا من مراقبتها على الإطلاق ... لكن حين تكلمت أخيرا دون أن تنظر اليه ...
همست بإختناق متحشرج
( سيف ........ سيف ....... )
لم تتمكن من المتابعة .... ثم حاولت مجددا , و هي تهمس بصوتٍ أكثر خفوتا
( سيف ...... أنا , أخشى أنني ....... سيخيب ظنك بي تماما , أنا أحتاج الى ..... المساعدة ...)
كان يقترب منها ببطء و كأن قدميه قد فقدتا التقيد بأوامر عقله فباتت تتحرك من تلقاء نفسها .... وصل اليها أخيرا ... ووقف أمامها فصمتت تماما ... منخفضة الرأس متسارعة الأنفاس ... شفتيها ترتجفان ...
حملها بين ذراعيه مجددا .... فرفعت ذراعيها خلف عنقه ... تميل برأسها الى كتفه , بينما طبع قبلة ناعمة فوق جيدها ,........ ليتجه بها الى السرير ,,, و هذه المرة وضعها بكل رفق ... ثم استقام يقول بهمس حنون
( سأغسل يدي ثم أعود اليك ....... )
اندست بتوتر تحت الغطاء .... بل بذعر ...... و انتظرت اللحظات التي بدت كدهر , حتى خرج أخيرا .... ليغلق الضوء ..... أوشكت على الصراخ , الا أن صرختها اختنقت بحلقها ....
لتشعر به يندس بقربها في الظلام .... أغمضت عينيها بقوة و هي تتلو الأدعية التي تعرفها كلها واحدا تلو الآخر ....
الى أن انتفضت على يده و هي تطبق على كفها فجأة ... فتوقفت أنفاسها و اتسعت عيناها في الظلام كعيني أرنب مذعور ....
لكنها شعرت به يقول بخفوت
( حسنا سيدة وعد ....... لقد حان الوقت لتخبريني بسبب رعبك و هربك الى هنا في تلك الساعة )
ظلت عدة لحظات تحاول استيعاب رغبته المفاجئة في الدردشة .... لكنها ربما كانت في شدة الإحتياج الى هذا كي تعاود تنفسها من جديد ... كانت تشعر و كأن قلبها سيتوقف عن عمله ....
أخذت نفسا مرتجفا سعيدة أن الظلام يحجبها عنه ... فاستلقت تنظر الى السقف مظلم المعالم و هي تشعر بقبضته تشتد فوق كفها .... تمنحها الأمان الذي تحتاجه ...
فهمست بتحشرج
( لا أظن أنني استطيع ...... )
اشتدت قبضة سيف فوق كفها أكر و قال بعزم
( بل تستطيعين ..... منذ الليلة , ستحكين لي كل شيء , مهما كان صعبا .... تعرفين ذلك في قرارة نفسك , و الا لما كنتِ أتيتِ الى هنا دون تفكير ...... )
لم ترد .... فاقترب منها و يده الأخرى استطالت لتمشط خصلات شعرها برقة .... ثم همس بصوت عنيف قليلا
( تكلمي ياوعد لأن القلق الغير ظاهر يكاد ينهشني منذ أن ظهرتِ على باب البيت بهذا الشكل ..... )
ارتجفت قليلا .... لكن بعد فترة طويلة همست بيأس
( والدي ............. )
تصلبت ملامح سيف في الظلام , الا أنه قال بخشونة
( ماذا به ......... ماذا فعل لكِ ..... )
انتظرت فترة تحاول استجماع أفكارها بها .... ثم همست باختناق
( لقد أصبح غريب الأطوار .... يناديني باسم صفا ..... أمي ... طوال الوقت ....لكن الليلة .... الليلة ... شعرت به .... شعرت به غاب عن العالم تماما وهو يظنها هي من ترعاه .... حتى يداه ... )
شهقت قليلا حين شعرت بقبضته تكاد أن تهشم عظام كفها الرقيق .... ثم همس بذهول به قسوةٍ أخافتها
( هل تطاول معك ؟؟ ....... تكلمي , هل تجرأ على .... )
كانت مستلقية مكانها تشعر بالرعب من التحول الذي طرأ عليه ... فهمست تطمئنه بعد , أن كان هو من يطمئنها لكنه على ما يبدو قد تحور الي شخص آخر
( لا تخف ..... انه , .... سيف , انه يبدو و كأنه يعيش في عالم آخر .... يدرك لحظة ثم يغيب عن العالم لحظتين ..... لقد هاتفت طبيبه , كنت في حالة ذعر .... لكنه , قال مستسلما .... أن والدي ... يمر بمرحلة خرف .... وهو لن ..... يؤذيني أبدا .... لن يستطيع ... )
كانت ترتجف و قد شعرت فجأة ببرد عنيف ينهش عظامها .... الا أنها همست و كأنها تريد التكلم مع شخص أي شخص ....
( لست خائفة من أن يؤذيني ...... لكن ...... لم أستطع تحمل ذلك ..... سيف أنا .... شعرت فجأة أنه لا يمتلك رصيد كافي عندي لأتحمل منه ما لا تطيقه نفسي ....شعرت بال ...... بالنفور .... شعرت بالنفور الشديد حتى كاد أن يخنقني .... . )
اختنقت أخيرا ..... ثم انسابت دمعة , شقت طريقها فوق وجنتها ..... بينما كانت أنفاس سيف تتسارع في الظلام , الى أن همس أخيرا بصوتٍ خشن
( تعالي .......... )
جذبها اليه رغم ارادتها بفظاظة كي تستريح الي صدره .... يضمها اليه بذراعه بقوة ... بينما تشابكت أصابعه مع أصابعها في اتحادٍ تام .... ثم همس فوق جبهتها
( لقد اتقفت مع ممرض للرعاية الخاصة .... سيبدأ عمله مع والدك , لكن للأسف بعد يومين .... لم أتمكن من التصرف سريعا قبلها ..... و حتى ذلك الحين أو بعدها ستبتعدين عنه تماما .... )
همست فوق صدره باختناق
( لن يمكنني تركه يا سيف .... يجب أن أذهب اليه ........ )
قال سيف بخشونة
( لو كان هذا صحيح لما أتيت لي ليلا كي أنقذك منه ........ )
همست بعد فترة طويلة و دموعها تنساب على صدره
( لم أعد أحتاج الى الإنقاذ الآن ...... كنت أحتاجه لسنوات طويلة .... طويلة جدا ..... )
قال سيف بخشونة
( أنا هنا الآن ............. )
همست وعد بحزن و كأنها تستيقظ على الواقع المضني
( أنا مضطرة للعودة صباحا .......... )
صمت قليلا .... ثم قال بصوت خافت يحمل الكثير
( سنعقد اتفاق ............ )
ابتسمت من بين دموعها ..... و همست تسأل بتحشرج
( حل وسط آخر ......... )
ابتسم هو الآخر في الظلام ... الا أنه حين تكلم .... كان صوته صارما
( بل هو حل وسط للحل الوسط .... )
همست برقة و هي مستعدة للموافقة على أي شيء .... لقد تبدد خوفها خلال عشر لحظات على الأكثر ... على صوته في الظلام ...
(حسنا ........ الخلاصة ؟!! )
همس سيف بصوت موافق
( نعم الخلاصة ..... و لا جدال بعدها .... )
أخذ نفسا عميقا ثم قال
( سنتزوج بعد اسبوعين من الآن ...... و حتى ذلك الحين ستبقين معي هنا )
فقدت القدرة على الفهم ... و الإستيعاب و .... التنفس ...
أول ما طرأ تفكيرها هو أنه بالفعل سيتركها الليلة ...
ثاني شيء أنه سينتظر اسبوعين ...
ثالث شيء ... لماذا ؟!!! ......
فاختارت الهمس بالسؤال الأخير
( لماذا ؟!! ........ )
ابتسم برضا في الظلام وهو يشعر بشيء من الإحباط في همستها ... و أيضا زوال الكثير من خوفها ...
الا انه همس بخشونة
( لأن ...... لأنني بعد تفكير وجدت أنكِ محقة في الحصول على بعض الوقت و التحضير لزواج مناسب أمام الجميع .... بعد ما كان من الإعلان الكارثي لعقد القران .... لذا فان من حولنا في حاجة لإلتقاط أنفاسهم من تلك التطورات العنيفة .... على أن ..... )
صمت قليلا ... فحثته هامسة برهبة
( على أن ؟!! ........ )
مد يده يرفع ذقنها اليه ينظر الى عينيها في الظلام و كأنه يراها ... ثم قال بخفوت
( على أن تقصين لي عن نفسك شيئا كل ليلة ..... و أنتِ بين ذراعي )
همست بتحشرج
( من تظن نفسك ؟ ...... شهريار ؟!! .... )
قال بخشونة
( انظري الي نفسك أولا ثم تكلمي .... لم أظن يوما أن تكون شهرزاد هزيلة زرقاء الشفتين مثلك , لقد بددتِ أحلامي عنها .... )
لم ترد ..... و ساد صمت طويل فهمس بخفوت وهو يلاعب شعرها
( هل كسرت خاطرك ؟؟ ........ )
همست بنعومة
( لقد اعتدت ذلك منك .... منذ اليوم الأول , و أنت تبخس من مظهري .... )
اختفت ابتسامته .... هل كان يبخس من مظهرها ؟!! .... آآه لو تعرف تأثير مظهرها عليه !! ....
قال مبررا بخشونة
( لم أكن أعرف أنكِ أنت من تخيطين ثيابك ...... )
ضحكت قليلا باختناق , ثم همست
( و أي فارق يشكل ذلك ؟!! ...... المهم أنك لم تعجب بمظهري .... )
صمت لحظة ثم قال بفظاظة
( لو لم أعجب بمظهرك , لما كنتِ الآن نائمة بين ذراعي .... مرتدية سترة بيجامتي الخاصة و هذا بالمناسبة امر لا أسمح به لأي شخص .... فقط المميزين , لذا من حقك أن تشعري بالفخر مؤقتا ... )
تثائبت رغما عنها و هي تضحك هامسة
( منذ زمن و أنا أظن أنني محظوظة ...... لكن كان عندي بعض الشكوك )
همس سيف بصوتٍ لاهب
( سأبددها لكِ واحدا تلو الآخر ...... كان يوم حظك يوم دخلتِ مكتبي ذات يوم )
ابتسمت بعذوبة .... نعم انه محق .... لقد كانت محظوظة ... ربما لبعض الوقت , لكن ما تعيشه معه من بعض قطرات حلم غريب ... يجعلها محظوظة ... جدا .... و كأنها مسافرة في رحلة لم تكن تحلم بها أبدا ....
لكن لكل رحلة نهاية .... و لا بد من العودة في النهاية ....
تثاقل جفنيها رغما عنها ....مبددين القليل من شوقها لقبلة أخيرة .... لكنهما لم يستطيعا تبديد الإحساس .... بالأمان ...... احساس لم تعرفه أبدا .....
استسلمت أخيرا مغمضة عينيها بإرهاق ... لكن ليس قبل أن تهمس بغياب وعي
( سيف ..... لقد أفسدت الأمر الليلة ....لم أقصد ايذائها ... مجددا ... )
ذهبت بعد ذلك في سبات عميق .... مطمئن أنها لن تتاذى الليلة أبدا وهو يحتضنها بين ذراعيه .... بينما هو كما أن شعر بسكون أنفاسها حتى أطلق تنهيدة مكبوتة ....
الأمور تتعقد بينهما تماما .... انها تقريبا تقترب اهمية لديه من نفس اهمية امه و شقيقتيه و هذا في حد ذاته خطرا لم يكن يتوقعه من قبل ....
حتى مع اعترافه بانجذابه لها .... لم يظن أن الأمر سيتعدى ذلك أبدا ....
ربما امه محقة .... بل هي محقة ..... وعد ستفسد الكثير مما بناه خلال السنوات السابقة ...
لكن ما عليه ... هو ان يصلح ما ستفسده .... لأن لا حل آخر باستبعادها ....
لأن وعد قد ترسخت بحياته و انتهى الأمر ....مهما بلغ حجم افسادها للأمور واحدا تلو الآخر ...
كان جسده كله ساخنا ... يتوهج بقربها بين ذراعيه ... فسمح ليده أخيرا بحسسها من فوق القماش الحريري ... مغمضا عينيه بتأوه صامت .... ربما ليس من الضمير ما يفعله , ... لكن هل من الضمير الوضع الذي هو فيه الآن ؟!! ....
كانت رقيقة القوام للغاية ... ناعمة للغاية .... يكاد يستشعر عظامها الهشة و هي تفقد الوزن شيئا فشيئا ....
ادار وجهه الي وجهها النائم على كتفه في الظلام .... ثم انحنى يقبلها مغمضا عينيه بعذاب وهو يضمها بذراعه الأخرى ... و حين تأوهت قليلا , شعر أنه تمادى ... و أن لحظة واحدة أخرى فلن يكون مسؤولا عن تصرفاته و تهوراته ...
استلقى سيف ناظرا الي السقف .... وهو يسأل نفسه بقلق
" من تخدع نفسك ؟!! ..... هل تظن أنك ستنبذ القلق بعد اسبوعين ؟!! .... ستظل خائفا من تهورك معها و من جنون مشاعرك عليها .... تخشى الا يتتحمل قلبها الضعيف الأمر ... كما تحمل حمل السجاد الثقيل من قبله .... "
زفر بقوة و يأس وهو يتخيل لو كانت قد سقطت أمام عينيه متأثرة بعملها المضني بعد أن يفشل قلبها الضعيف في التحمل ....
ازداد في ضمها اليه عفويا و كأنه يخبرها أن هذا لن يتكرر مجددا ..... و حتى لو تطلب الأمر منه كبت الكثير من رغباته .... ثم الموت بعدها !! ....
.................................................. .................................................. ................
استيقظت وعد على شعور رائع بالدفىء و الهناء ..... قوة مذهلة كانت تجذبها الى جدار دافىء به مضخة قوية كموج البحر تهدر تحت اذنها .... و لمساتٍ ناعمة على جفنيها ووجنتيها تخبرها أن الغرفة قد امتلأت بالفراشات .... فابتسمت لهن و هي ترفع يدها محاولة الإمساك بواحدة ...
لكن همسة لامست كفها وصوت خشن يقول
( صباح الخير ....... )
انتفضت وعد مستيقظة تماما .... و هي تراه مائلا الى مرفقه ينظر اليها بعبث محترق ... بعينين حمراوين وذقن غير حليقة كمن قضى ليلة طويلة متعبة ....
مدت وعد يديها تلقائيا تحت الغطاء تعدل من نفسها و هي تنظر بذهول الي أنحاء الغرفة متذكرة هول ما فعلته .... الا أنه كان ينظر اليها بعينين شقيتين لكن حاجبين منعقدين باتزان ... ثم سأل أخيرا بتهذيب
( هل كل شيء بخير ؟!!..... )
هزت رأسها بالإيجاب .... بملامح معقدة عابسة .و شعر أهوج فوق وجهها بفعل أصابعه الدنيئة .. .. فقال بخفوت
( هل هذا مظهرك حين تستيقظين من النوم ؟!! .... أنه اممممم )
قالت بحدة و هي تنظر اليه
( ماذا ؟ .......... )
قال ببساطة
( انه يبدو كسيارة نقل ارتطمت بعمود اضاءة ..... )
عبست وهي تحاول القفز من الجهة الأخرى ... الا أنه جذبها اليه بقوة وهو يقول آمرا
( ليس قبل أن تقولي صباح الخير ....... )
قالت بجمود
( صباح الخير ..... هيا اتركني )
ثم استطالت بتهور تقبل وجنته وهي تقول عابسة
( وهذه قبل أن تزيد من صباحاتك ..... أيمكنني القيام الآن ؟؟ .... )
تركها أخيرا تفر كمهرة جامحة الى الحمام ... بعد أن خشي أن يتهور صباحا .... و ينسى الحلول الوسط و الطرفية و يمزق الإتفاقية كلها ...
تأفف بعنف و هو يلقى نفسه للخلف مرددا جملتها بكبت عاجز
( لقد مر يوم من الأسبوعين ...... هانت ! ... )
.................................................. .................................................. ...................
أوقف سيارته بملامح غاضبة مكفهرة وهو يمد رأسه ناظرا الى البيت .... فقالت وعد بقلق
( لا تغضب مني ...... لا يمكنني تركه الآن , يكفي أنني تركته ليلة كاملة )
قال سيف بعنف
( لا أصدق أنك عائدة الى هنا بعدما أخبرتني به في الأمس !! ....... كيف أتقبل هذا ؟!! )
همست وعد تهدئه ... مجددا .... للمرة العاشرة
( يا سيف .... لن أستطيع تركه الآن .... خاصة قبل مجيء الممرض , لا انسان يتصف بذرة انسانية
يمكنه فعل ذلك ..... أرجوك لا توترني أكثر ..... )
نظر اليها بغضب , ثم قال أخيرا بصوتٍ حانق
( اتصلي بي ان حدثت اي بادرةٍ تقلقك ..... هل تفهمين ؟؟ .... هل تفهمين يا وعد ؟؟ )
ابتسمت باهتزاز و هي تهمس
( لا تقلق ......... )
قال سيف آمرا مؤكدا
( و لا مبيت هنا مجددا .... لقد انتهت علاقتك بهذا البيت يا وعد , لن اسمح لكِ بالتراجع .... مفهوم ؟؟ ... )
أومأت برأسها دون رد .....الا أنها شعرت بالخوف رغما عنها و هي تسلمه كل مفاتيح حياتها على نحوٍ لم تفعله من قبل لأي مخلوق .....
خرجت وعد من السيارة بتعثر .... تنظر الي الطريق ... الى البيت القديم .... الحياة الواقعية ... و كأنها استيقظت للتو من الحلم الوردي ...
فأسرعت الصعود دون النظر الى الوراء .... كي لا تضعف فتعود للحلم و تنهل منه من جديد ....
.................................................. .................................................. ..............
دخلت وعد غرفة والدها و هي تهمس بقلق
( أبي ........ هل استيقظت ؟؟ ..... )
وجدته مستلقيا على سريره .... بملامحه المتجعدة و فمه المتثاقل المائل .... فاقتربت منه تقول بخفوت
( صباح الخير ....... هل تحتاج شيئا ؟؟ ..... )
استطاعت بعد فحص بسيط أن تدرك أنه لم يستطع الصمود كي يقضى حاجته .... على ما يبدو أنه قد استيقظ مبكرا أبكر مما ظنت .... و أنه قد نادى عليها طويلا عبثا .... بصوتٍ متثاقل .... سواء وعد أو صفا .... لا يهم ....
استقامت وعد و هي تنظر اليه بملامح باهتة ... و أعين تهتز و تدمع ... ثم همست باختناق
( أنا آسفة يا أبي ....... أنا آسفة , لم أقصد التأخر عليك ..... لقد عدت الآن ...... )
وضعت يدها على صدرها المتألم .... لكنها ابتلعت غصة ندم ثم همست باختناق
و هي تنحنى اليه
( هيا لننظف تلك الفوضى ....... )
مد يدا ترتجف الى عنقها هامسا بتثاقل و غياب وعي
( صفا ............. )
حاولت ابعاد يده وهي تهمس
( نعم ....... هيا بنا ...... ساعدني قليلا .... )
.................................................. .................................................. ......................
أغلقت وعد باب غرفة أبيها بعد أن خلد للنوم مساءا قليلا .... ثم استدارت أخيرا لكي تتجه الى مصيرها .... في مواجة كرمة ....
كرمة التي هاتفتها لتخبرها دون مقدمات أنها قد تزوجت من يومين ...... من سيف الدين فؤاد رضوان !! ...
وصلت وعد بصمت .... تنظر الى كرمة التي كانت واقفة بتحفز .... ناظرة اليها بقسوة مكتفة ذراعيها ...
فقالت وعد بخفوت
( هلا جلستِ أولا ......... )
قالت كرمة بقوة و دون ذرة لين
( هل تزوجته حقا ؟.......... )
أومأت وعد برأسها بصمت تبتلع ريقها ثم همست
( عقد قران فقط ............ )
قالت كرمة بنفس القسوة
( أنتِ تنامين في بيته !! ......... )
قالت وعد و هي تفرك أصابعها .....
( لم يحدث بيننا شيء ....... بعد .... )
هتفت كرمة بقوة و غضب
( ما ذلك التعقيد ؟!! ..... .... تتزوجين سرا دون استشارة أو دعوة أحد ..... تنامين في بيته , تحت أنظار والدته الرافضة للأمر و كأنك تذلينها بطريقةٍ ما مثيرة للتقزز ..... ما نوع هذا الزواج ؟؟ .... )
هتفت وعد و قد فاض بها الكيل
( لماذا تصرخين ؟؟ ...... هل ستفعلين كملك لمجرد أنني لم أدعوكما الى عقد القران ؟!! .... من المؤكد يحق لي بعض الخصوصية إن أردت ذلك ..... )
نظرت اليها بذهولٍ عنيف , ثم نفضت شعرها بعنفوان لتقول متجاهلة صفاقتها
( لماذا تزوجته ؟......... و لا تخدعيني يا وعد ... أنا بالذات لن يمكنك خداعي .... )
تنهدت وعد و هي تستدير بعيدا عنها محيطة جبهتها بتعب بكلتا يديها
( لقد كنتِ تحثيني على الاستجابة لإعجابه من قبل ؟؟ ...... هل نسيتِ ؟!! ..... )
قالت كرمة بغضب
( و أنتِ أجبتِ أنك مجرد نزوة في حياته ..... و قد أكدتِ لي ذلك !! .... يبدو أنكِ أنت من نسيتِ !!)
لم ترد وعد و هي تهز ساقها بعصبية .... نافضة شعرها هي الأخرى بين الحين و الآخر .... ثم قالت أخيرا
( و أثبت حسن نيته في الأخير و تزوجني بالفعل ..... لدي قسيمة زواج تثبت ذلك .... )
ظلت كرمة تنظر اليها ثم قالت أخيرا بصوت أقل عنفا
( هل زواجه بكِ دائم ؟؟ ....... )
لم ترد وعد على الفور بل ارتبكت ملامحها .... الا أنها قالت أخيرا ببرود
( من في هذه الحياة تستطيع تأكيد شيئا كهذا ؟؟!! ....... الله أعلم ... )
قالت كرمة بصوت واثق باهت
( أنتِ تستطيعين ........ لأنكِ متأكدة في قرارة نفسك أنه ليس زواج دائم , و أنكِ لستِ سوى نزوة مشروعة في حياته .... و قد قبلتِ .... )
شحبت ملامح وعد و تجمدت عيناها ..... لكنها لم ترد .... فقط أبعدت وجهها عن عيني كرمة المتهمتين , لكنها تابعت أكثر غضبا
( كيف تقبلين بذلك يا وعد ؟!! ..... مهما بلغ مقدار ما دفعه لكِ و ما وعدك به .... كيف تبيعين نفسك بتلك الصورة ؟!! .... )
الخزي يفور في أعماقها بعنف .... يهدر و رأسها منكس رغم ارتفاعه ..
فصرخت بعنف
( و ما أدراكِ أنتِ ؟!! ....... أنت لا تعلمين مقدار ما يقدمه لي ... ليس فقط ماديا , بل يمنحني كل ما احتاج اليه .... أشياء لم يمنحها لكِ حب محمد الأسطوري يوما .... )
هتفت كرمة بقسوة
( دعي محمد خارج الموضوع يا وعد ..... لكن إن أردتِ ادخاله فلا وجه للمقارنة , على الرغم من كونه عاملا بسيطا لا يقارن بعظمة ابن عمتك ... الا أنه حين تزوجني تزوجني بطريقة تحفظ كرامتي ... و ليست تلك الطريقة المستهينة التي تبدو كخروجٍ الى رحلةٍ مفاجئة دون حتى حضور أمه اليكِ .... اثناء عملك لديه كساعية .... بعد أن نظفت بيته و انحنيت تمسحين أماكن أحذيتهم !!! ..... بالله عليكِ !! ....الا ترين الفارق بينكما و الذي لم يهتم إطلاقا بتبديده أولا أمام الجميع كي يبدو الوضع مقبولا ؟!! )
صرخت وعد بقوة تهتف و كرامتها المهدورة مراقة على الأرض تنزف ..
( فارق !! ..... فارق !! ..... أنتِ تتكلمين عن الفوارق ؟!! ..... الا ترين الفارق بينك و بين محمد و الذي يتزايد كل يوم ؟!! .......لماذا لم تهتمي أنتِ بازالته بدلا من القاء المواعظ ؟!! )
صرخت كرمة و قد توحشت عيناها .....
( اخرسي ...... اياكِ أن تتكلمي عن زوجي بهذه الطريقة ... )
هتفت وعد بعنف و الخزي بداخلها يطوف في دوامات عنيفة متسارعة ......
( تلك الطريقة هي من صنعك أنتِ.... لو كان هذا الحب المزعوم حقيقيا لكنتِ ضحيتِ بتفوقك عليه في سبيل ازالة الفوارق بينكما ..... لكنك ظللت تتقدمين بقوة الصاروخ مطيحة بكل من هو في طريقك .... و أولهم محمد ... حتى بدا في الأخير كأحد العاملين عندك !! .... )
لم تشعر كرمة بنفسها الا وهي تصفع وعد بكل قوة ....
رفعت وعد يدها الى وجنتها و هي تتراجع ناظرة الي كرمة بعينين متسعتين مذهولتين ... بينما كانت كرمة تلهث و هي تنظر اليها بعينين قاسيتين كالجليد ... ثم همست أخيرا بصوتٍ ميت
( لا أريد أن أعرفك بعد اليوم ........ )
ثم خرجت من البيت صافقة الباب خلفها بعنف ..... حتى ارتجفت الشراعات الزجاجية و انفتحت على صورتها و هي تنزل السلالم بعنف و شعرها المجنون خلفها ....
.................................................. .................................................. .................
نظر السائق للمرة الخامسة في مرآة السيارة الخلفية ... الي السيدة المديرة و هي تبكي بصمت و دون نطق كلمة .... الى أن أوقف السيارة أخيرا و قال بصوتٍ محرج
( لقد وصلنا سيدة كرمة ...... )
كان يوقفها على ثاني طريق متفرع من الشارع الرئيسي ... فالسيارة لا تستطيع الدخول أبعد من ذلك ....لضيق الطرق ...
انتبهت كرمة الى صوته ... فاستقامت قائلة بصوت لا روح فيه
( شكرا يا كامل ......أراك غدا صباحا )
قال كامل بقلق
( طبعا سيدتي ....... سأقف هنا ككل يوم )
مسحت وجهها بصمت ..... ثم فتحت الباب و بدأت في الخروج . لكن فجأة شعرت بنفسها تجذب من الباب بقوة عنيفة حتى كادت أن تسقط على وجهها ...
فصرخت و هي تبصر محمد ممسكا بذراعها بملامح شيطان وهو يصرخ
( اخرجي ........ من هذا ؟!! .... )
تركها بسرعة ليستدير حول السيارة بينما كان كامل يخرج وهو يصرخ بغضب
( أتركها ...... من أنت , أتركها فورا ..... )
وصل اليه محمد يقبض على مقدمة قميصه فيلقيه على مقدمة السيارة يضرب رأسه للخلف عدة مرات صارخا
( من أنت لتقل زوجتي ...... من سمح لك ؟!! .... )
صرخت كرمة برعب و هي تجري الى محمد تتشبث بذراعه صارخة
( اتركه يا محمد ...... انه السائق .... انه سائق المصرف , وتلك سيارة المصرف .... )
تجمع الناس حول تلك الفضيحة ... بينما كان محمد كالثور الغاضب غافلا تماما عما تقوله ...
الى أن اضطرت أن تمسك بقميصه هي الأخرى بكلتا قبضتيها و هي تجذبه بعنف حتى سمعت صوت تمزق بعض خيوط القميص .. صارخة تقحم الكلام في أذنه
( إنه السائق ...... إنه السائق .... سااااااااااائق المصرف , كفى فضاااااائح )
نظر اليها بعدم فهم قليلا .... ثم قال باستيعاب متأخر
( سائق !! ...... هل لديكِ سائق خاص !! .....منذ متى ؟!! ... )
هتفت و هي تبكي بقهر
( منذ يومين ....... اتركه .... اتركه ... )
تركه محمد دافعا اياه بعنف وهو يلهث بغضب أعمى .... فعدل محمد من ملابسه وهو يهتف بشتائم لزوج المديرة ....
حينها جرت كرمة في اتجاه منزلها دافعة الناس من أمامها كالعمياء .......
.................................................. .................................................. ...................
أخذت تشهق باكية بعنف و هي تحضر حقيبة صغيرة تلقي بها بعض الملابس ....
فدخل محمد كطوفان هادر و ما أن أبصر ما تفعله حتى صرخ ذاهلا غاضبا
( ماذا تفعلين ؟!! ....... )
صرخت كرمة وهي تبكي
( سأخرج من هنا حاليا ...... لن أستطيع رؤيتك بعد أن فضحتني في الحي )
صرخ محمد وهو يدير ذراعها بقسوةٍ اليه
( و أين تظنين نفسك ذاهبةٍ ؟!! ......... )
صرخت و هي تشهق باكية بعنف
( سأذهب الي أمك ........... )
صرخ وهو يدفعها كي تسقط على السرير
( تعقلي يا كرمة و كفى جنونا ..... هل تظنين أنكِ بتصرفاتك تلك ستلهينني عن معاقبتك عن استقلالك سيارة بمفردك مع رجل غريب كل يوم .... و بمفردك .... من تظنين نفسك كي تمتلكي سائق خاص ... و دون اذن مني ...... هل نسيتِ نفسك ؟!! ...... الم يعد لأحد اعتبارا لديكِ )
صرخت كرمة و هي تنهض تواجهه بعنف ووجهها أحمر متورم بشدةٍ مرعبة
( أمتلك سائق !! ..... انه ليس عبدا قمت بشراءه من وراء ظهرك .... انها سيارة المصرف يستخدمها المدراء ..... )
صرخ بها وهو يهزها بقسوة
( لا تهمني قوانينكم الغربية الفاجرة تلك ..... قبل أن تسمحي لرجل بتوصيلك كل يوم كان لا بد أن تنالي اذن زوجك ....... )
صرخت كرمة و هي ترفع كفيها المتشنجتين الى رأسها
( لا اصدق مدى هذا الجهل !! ..... تغار عليا من السائق و لا تدري ما أتعرض اليه كل يوم من تحرشات في المواصلات ...... لم أخبرك تحديدا لأنني أعرف نظرتك المتخلفة للأمور و التي تسببت لي في فضيحة تنال من اسمك قبل أسمي ..... )
هزها مجددا حتى اصطكت اسنانها وهو يصرخ
( اخرسي و احترمي زوجك و الا والله فسأضربك كما لم أضربك من قبل .... أنتِ تقاتلين من أجل الحياة في حياة اعلى من مقامك .... متناسية زوجك , تقللين من قدري في كل أمرٍ من أمور حياتك .... تبا لكِ لقد قرفت من تحررك و تقليلك من شأني بكل حياتك ..... )
صرخت تضرب صدره بجنون
( قرفت مني ..... قرفت مني !!!! بل أنا التي ملت من تخلفك ....... ابتعد عني سأمكث عند أمك , لن أستطيع رؤيتك اليوم ... ابتعد .... و إن كنت قد قرفت مني فطلقني .... أو اذهب و تزوج من أخرى لا تقرفك مثلي )
صرخ وهو يجذبها بعنف من كتفيها حتى اصطدمت بصدره يقول أمام عينيها بكل غل
( لم أكن لأنتظر أوامرك ...... أنا تزوجت من شهرين يا كرمة .... تزوجت من تحترمني و تحترم عاداتنا و تقاليدنا ....... )
للحظات لم تستوعب .... الا أن جسدها همد تماما بين كفيه وهي تنظر اليه بوجهٍ شاحب غير مستوعب و كأنها تشاهد فيلم هزلي ....
فهمست بخفوت عادي غير مستوعب للصدمة
( ماذا !! ........ )
هزها اليه مرة أخرى وهو يقول أمام عينيها اللتين ما عشق غيرهما يوما .... يريد أن يرى الألم بهما جليا
( لقد تزوجت من شهرين ....... )
هزت رأسها نفيا بذهول و هي تقول بتأكيد
( لا .... لا .... لا ....لا تعاقبني بتلك الكذبة )
قال بكل قوة و قد تحول وجهه الى أعمى بسواد الحقد
( بلى يا كرمة ..... و إياكِ بالتفكير في البعد عني .... )
فغرت شفتيها بذهول ... و عيناها تتحولان الى بركتي ذهول .كذلك ... بل موت ... موت ... و هي تهمس بصوتها الميت
( ابتعد ..... ابتعد..... أنا أ..... أنا .... ابتعد ... أنا ... )
صرخ بعنف ما أن أشعلت كلمة ابتعد جنونه .... و ذعره و كأنه صدم بالإفاقة على ما فعله للتو .... لقد هدم المعبد عليهما معا !!!
( لن أفعل يا كرمة .... و لن تتركيني ما حييت , بل ستقحمين احترام زوجك بداخلك منذ هذه اللحظة )
صرخت كرمة بجنون و هي تشعر بأنها على وشكِ الموت
( ابتعد عنييييييييييييي ..... )
الا ان ذعره جعله يصرخ عاليا
( لن أبتعد ...... أنتِ زوجتي و لن تكوني غير ذلك ما دمتِ تتنفسين ... )
دفعها بقسوةٍ لتسقط مجددا على السرير ثم هجم عليها بقوةٍ .... كذئبٍ جائع ينهشها بكل ما اعتمل في صدره من غضب و ذعر ... و رغبة في ابقائها بالقوة ...
الا انها اخذت تصارعه بقسوة وجنون تصرخ بعنف .... فكتم صراخها بفمه كي لا يتجمع الجيران عند باب الشقة
و بعد دقائق طويلة .... كان قد انتصر عليها وهو ينهل منها مرة بعد مرة .... يريد التأكد من أنها لا تزال هنا ....
أخذ يلهث بعنف و قطرات عرقه تتساقط فوق جسدها المستسلم .... يقبل عنقها بإجهاد ....ليهمس بهذيان
( ماذا فعلت !! ...... رباه ماذا فعلت !! .... )
رفع وجهه المذعور اليها ...... فوجدها غائبة عن الوعي .. متورمة الشفتين و العنق .... أقرب الى الموت .... الموت كان راحتها حاليا .....



التعديل الأخير تم بواسطة سعود2001 ; 22-05-18 الساعة 09:00 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 11:05 AM   #6308

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل يا سكاكر ..... بليز يا مشرفات ممكن حد يكبر الخط ؟؟

بنات أنا تعبانة جدا ..... ضغطي عالي جدا و خاصة لما اضفت الموقف الاخير ....
انا حكون معاكم بس ارتاح شوية
عايزة تعليقات الله يخليكم
برعاية حملة
( الضغط علي عليا و الفصل كمل عليا ...... علق بقى يمكن تكون أخر كلمة ليا )
هههههههههههههههههههههه
ابتزاز



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 20-11-14 الساعة 11:39 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 11:14 AM   #6309

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jinin مشاهدة المشاركة
اليوم هو عيد ميلادي العشرون
واشعر ان هذا الفصل هو الهديه الكبرى اشكرك من اعماق اعماق قلب
انتظر بشوق لا حدود له
ششكرا لكي


كل عام و انتى بالف خير حبيبة قلبي و عقبال مليوووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ن سنة
لو كنت أعرف كنت خليت القفلة مفرحة شوية


:eh _s(7):


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 11:21 AM   #6310

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 92 ( الأعضاء 77 والزوار 15) ‏tamima nabil, ‏um soso+, ‏salsa, ‏احلام العمر, ‏شخصيه مستهدفة, ‏غيدائي, ‏نجدي 21, ‏hope 21, ‏Nontak, ‏nz111, ‏modyblue, ‏maysleem, ‏last hope, ‏elizabithbenet+, ‏زمردة الحب+, ‏القلب النابض+, ‏cloudy9, ‏سهم الغدر, ‏اميرة بيتنا, ‏ورده~, ‏اميرة الرومنسية, ‏سفيره راك, ‏doudo+, ‏rashid07, ‏اسراء المصري, ‏shegidy+, ‏bonoquo, ‏ليله طويله+, ‏بيوونا, ‏emanmagdy, ‏Rouh+, ‏لميس1, ‏امل لا ينتهي, ‏انجى على اسمر, ‏لبنى أحمد, ‏ons_ons, ‏غير عن كل البشر, ‏الاف مكة, ‏whiterose99, ‏جميلة الجميلات, ‏نهولة, ‏غرامي الدلوعه+, ‏نسيمك عنبر, ‏nodas, ‏دوري.7, ‏memorp, ‏Totooولا أحلا, ‏بوعجيب, ‏نوت2009, ‏rama shaheen, ‏كادىياسين, ‏celine92, ‏مريم المقدسيه, ‏saeer60+, ‏ندى طيبة, ‏rafaah.emadd, ‏نداء الحق+, ‏فاطمة تتريت, ‏maryam hassan, ‏مرمر1, ‏هاجر شلبية, ‏jinin, ‏مزوووووون, ‏كلي اناقه, ‏dekaelanteka, ‏celinenodahend, ‏fazh, ‏narot, ‏دمعه نسيان, ‏بينكـ, ‏القمر المضئ, ‏totyyy, ‏نوارة الجولان+, ‏دلووعة

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.