يوميات العبّادي .. * مميزة *

[العبادي]

هذه الشجرة التي أراها فينانة الأفرع كانت يوما عشا لطائرين بَسَطَ الشباب لهما في الجناح ..
وفسح لهما الحبُّ في الجو ..
فيطيران ماشاء الهوى لهما أنْ يطيرا ..
ثم يأويان إليها ..
ويُغرّدان عليها ..
حتى تقوَّضَ العشُّ .. ونَسَلَ الجناحُ .. ويبست الحنجرة
وهاهي ذي الشجرة وقد عَرّاها الخريفُ ثمّ كساها الربيعُ ..
ولكن ذاوي الأيام لن ينضر .. وماضي الأحبة لن يعود



العبّادي

[العبادي]

2-



وهذا المرجُ الذي أراه مُوَشّى بسلاسل العشب الأخضر ..
كان يوما مشهدا من مشاهد الصّبابة ..
انتظمت به عقودُ الحُبّ ..
وانتثرت فيهِ حبَّاتُ القلبِ ..
وتبدّدتْ عليه خطواتُ السعادةِ .
ثم تصوّحَ المرجُ وعاد فاخضوضر وأزهر ..
ولكنّ مضاجعَ الهوى لم تُمهّد ..
وذواهبَ الخُطى لن تؤوب !



العبّادي

[العبادي]

3-

وهذا الجدولُ الرّقراق الذي أسمعُ الآن هسيسه تحت الزهور ..
كان يوما مرآةً لوجهين حبيبين قرءا سِرّيهما في صفائه ..
ومزجا حديثيهما بخرير مائه ..
ثم جفَّ مجراه ومالبث أن فاض ..
وانقطعَ حديثُه ثم عاد فاستفاض ..
لكن الوجهين - وا أسفاه - لن يعودَ بينهما لقاء !
والحديثين لن يكون لانتهائهما ابتداء !


العبّادي

[العبادي]

يَحْتَفِلُ الْغَرْبِيُّونَ في ليلةِ الرّابعِ والعشرين مِنْ ديسمبر بِذِكْرَى مِيلاَدِ الْمَسِيحِ ابن مَرْيَمَ عَلَيه السّلامَ..
وَفِي لَيْلَةِ الْمِيلاَدِ هَذِهِ يُرَدِّدونَ هَذَا الْكَلاَمَ الْجَمِيلَ:
( الْمَجْدُ للهِ فِي الْأعالي..وَعَلَى الْأرْضِ السّلامِ..وَفِي النَّاسِ المسرّة) لُوقَا 14: 2
يُردِّدون : عَلَى الْأرْضِ السّلامِ..وَفِي النَّاسِ الْمَسَرَّةَ..
وَلَكِنَّ فِي أَيِّ جِهَةٍ مَنْ جِهََاتِ الْأرْضِ ذَلِكَ السّلامَ ؟
وَفِي أَيِّ قَلْبٍ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تِلْكَ الْمَسَرَّةَ ؟

لَقَدْ عَادَّتْ روحُ يَهُوذا الإسخريوطي فِي أَجْسَادِ هَؤُلَاءِ الْغَرْبِيِّينَ .. فمكّنوا فِي الْأرْضِ لِمؤامَراتِ القتل وَالْمَوْت..
وَأُوقِرُوا مَائِدَةَ الْمَسِيحِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمِ- عَلَيه السّلامَ- سُمَّا وَصَابَا..
وحَوّلوا بُيُوتَ النَّاسِ وَرِياضَ الْحُقُولِ قبورًا وَأَشْلاءَ..


لَكَأَنِِّي بِكَ - يانبيَّ اللهِ - وَأَنْتَ تَمَشِّي مَنِ ( النَّاصِرَةِ ) الى ( الْجَلِيلَ )..وَمِنْ ( صَفَد )إِلَى ( كَفْرِ ناحوم )وَأَنْتَ نَاكِس الرَّأْسِ..سَاهَمَ الْوَجْهَ .. يعتلجُ فِي جَوَانِحِكَ الْهَمُّ..
وَيَجُولُ فِي مآقيكَ الدمعُ .. وَأَنْتَ تُرى تُلَازِم الْخَيْر وَالشَّر فِي مَلَكُوتِ اللهِ !

لَقَدْ اُبتلىَ آدَمُ بِإبْلِيسِ..
وَمُوسى بالسّامري..
وَأَنْتَ بِيَهُوذا..
ومحمدٌ- عَلَيه الصَّلاَةَ وَالسّلامَ- بِأَبِي لَهَبّ..
وَكَأَنِّه قُضِيَ أَلَا ّ تَخْلُوَ الْأرْضَ مَنْ أَتباعِ هَؤُلَاءِوأتباع ِهَؤُلَاءِ !
رُبَّما لِيُدَوِّمَ صلاّح الْأرْضِ بِدَفَعِ النَّاسِ ِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا..
حَتَّى إِذَا طَغَتْ قوَى الشَّرِّ وَظَلَمَت..
وَفَسَدَت وَأَفْسَدَت..
وَاِنْحَلَّتْ وَعَالَنْتِ - أي عملت في العَلَن - بإنحلالها .. جَاءَهَا أَمْرُ اللهِ سُبْحَانَه:
{ فلماّ جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ} هود82
إنّ مافعله قُوِّمَ لَوْط مَنِ أفاعيل كَانُوا يَعْمَلُونَهُ فِي الْخَفَاءِ..
وَهَؤُلَاءِ يُجَاهِرُونَ بِمَا هُوَ أَكْثَرُ اِنْحِطاطَا مَنْ فِعْلِ قُوَّمِ لَوْطِ..

فِي عَهْدِ عِيسَى عَلَيه السّلامَ كَانَ الشرُّ يَتَسَعَّرُ بِوَقَاحَةٍ فِي عُيُونِ الرُّومِ..
وَيَتَنَمَّرُ فِي نُفُوسِ الْفَرِيسِيِّينَ( و كَلَمَّةِ فَرِيسِي مُشْتَقَّةٍ مَنِ الْكَلِمَةِ الْعِبْرِيَّةِ باراش وَتَعَنيْ الْمُنْفَصِل..
وَالْفَرِيسِيُّونَ هُمْ اُحْدُ الْأحْزَابِ الدِّينِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ الْكُبْرَى وَالَّتِي ظَهِرْتِ قَبْلَ مِيلاَدِ الْمَسِيحِ عَلَيه السّلامَ بِثَلاثَةِ قُرُونِ)
فَكَانَ عِيْسَى عَلَيه السّلامَ وَحَوَارِيُّوهُ- تَلاَمِيذُهُ- يُكَفْكِفُونَ طُغْيَانَهُ بِالْمُسَالَمَةِ..
وَيُخَفِّفُونَ عُدْوَانَهُ بِالصَّفْحِ..
وَيَسْعَفُونَ ضَحَايَاَهُ بِالْمُوَاسَاةِ..
وَيُحَارِبُونَ جُنُوحَهُمْ بِالْوَعْظِ..

وَتَوَالَتْ الْقُرُونُ..
وَتَعَاقَبْتِ الدُّوَلُ..
وَتَتَابَعْتِ الْحَضَاَرَاتُ..
ولايزال ابليس وَالسَّامِريّ وَيَهُوذا وأبو لَهَب مُنْظَرينَ فِي الْأرْضِ..
يَدَعُونَ لِلشَّرِّ..
وَيُرَغِّبُونَ فِي الرَّذِيلَةِ..
وَيَعْمَلُونَ لِلْفسادِ..
وَيَضْرِبُونَ الأبرياء ..
وَيُهَدِّمُونَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ..
وَيُسِيلُونَ الدِّماءَ أَنَهَارًا..
فِي غَيْرَ بُقْعَةِ مَنِ الْأرْضِ..
والناسُ الْمُسْتَضْعَفِونَ- هُنَا وَهُنَاكَ- لايغني عَنْهُمْ شَيْءَ إلا كَمَا يُغْنِيَ السَّدَّ فِي دُفَعِ الْفَيَضَانِ أَوْ الْكُوخَ فِي مُقَاوَمَةِ الاعصار !
**
يا ابنَ مَرْيَمَ..
ياراعي السّلامَ..
ياحاملَ اللآلام..
يا دَاعِي المودّة..
يا رَسُولِ الرّحمةِ..
كَيْفَ اِسْتَحَالَ حَلَمُكَ..وسِلمكَ..وهُداكَ فِي امريكا واوربا الى الْقِتْلَ وَالْخَرَابَ وَالدَّمارَ..

بِأَيِّ حالِ يُعَوِّدُ عِيدُكَ يارسولَ السّلامَ..
هَلْ يقَضي الْآباءُ والامهاتُ وآلاَفُ الْيتامى والأرامل والمعوّقين فِي أُمتنا لَيْلَةَ الْمِيلاَدِ فَوْقَ الفُرُش الْوَثِيرَةَ..
وَحَوْلَ المدافيء الواهجة..
وَعُيُونُهُمْ تَشْرَقُ بِالْغِبْطَةِ وَقُلُوبَهُمْ تُفِيضُ مَنِ السُّرُورِ ؟

هَلْ سَيُبِيتُ الاطفال الْأَبْرَارَ لَيْلَةُ الْمِيلاَدِ فِي مُهُودِهِمْ الدافئة ؟
ياحسرتاه عَلَيْهِمْ..
لَنْ يَأْتِيَ عِيدَكَ عَلَيْهِمْ الَا وَهُمْ حُطَامُ وأشلاء..
فَنَارُ الْغَرْبِ تَحْرَقُ الدُّنْيا وَلَا مَأْوَى..
وَصَقِيعُ الشتاءِ يَهْرَأُ الاجسادَ ولادفء..
وَخَوَى الْأَمْعَاءِ يَلْحَسُ الْأَكْبَادَ ولاقوت..
وَبَقايا الْقَنَابِلِ والالغام وَالرَّصاصَ وَالْغَازَ تَقْتُلُ ولارحمة..
لَيْتَ الْخَرَابَ وَالْعِذَابَ كَانَا مَقْصُورِينَ عَلَى بَلَدٍ او بَلَدِينَ..
وَلَكِنَّ الْخُطَبَ شَامِلٌ
وَالطَّامَّةُ عَامَّةَ
فَمَاذَا نُقَوِّلُ ياداعي السّلامَ فِي مُوَلِّدِكَ .. وَلَا الرزقُ مَوْصُولٌ..
وَلَا الدارُ آهلة ٌ..
وَلَا الشملُ جَامِعٌ ؟
أَنُقَوِّلُ السّلامَ عَلَى الأرض..
أَمْ نُقُولٌ عَلَى الْأرْضِ السّلامِ !!

[العبادي]

بَاسِم اللهِ أَبْدَأُ..
وَبِغَيْرِ اِسْم اللهِ سُبْحَانَه لايهتدي فِي هَذَا الظّلامٍ الْحالِكِ سَار ٍ وَلَا سَائِر..
والظلامُ فِي الْكَوْنِ طَبِيعَةٌ أَصيلَةٌ فِيه حَتَّى أُنَارَ اللهُ أرْضَنَا بِالشَّمْسِ وَالْقَمِرِ وَالْإِسْلامَ..
وَأَنَرْنَاهَا نَحْنُ بِالْكَهْرَبَاءِ وَالْعَلْم..
ولكناّ سلائل الطِّين لاتستضيء منَّا السَّرَائِرَ وَالْبَصائِرَ بِغَيْرِ الدِّين..
فَإِذَا اِنْطَفَأَ فِي قُلُوبِنَا تنفّسنا الظّلامَ فَإِذَا الدُّنْيا ظَلامٌ وَجَهْلٌ..
وَتِلْكَ هِي الْحالُ الَّتِي يُكَابِدُهَا الْبُشْرُ الْيَوْمَ:
ظَلامٌ فِي بِلادِ الْأرْضِ..
وَظُلاَّمٌ فِي نُفُوسِ النَّاسِ..
وَظُلاَّمٌ فِي قَابِلِ الْأيَّامِ..
فَمَنْ يُخْرِجُ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يراها..
وَمَنْ تَعْلُقُ بِأَمَلِ اِنْقَطَعَ بِهِ..
وَمَنْ نَظَرَ فِي صَفْحَةِ الْغَدِ عُمِّيتِ عَلَيه..
وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللهُ لَهُ نَوْرًا..
فَمَا لَهُ مَنْ نَوَرِ

العَبّادِِي

[العبادي]

على ربوةٍ مُشرفةٍ على النيل ِ جلستُ وحدي ..
وقد تُؤنِسُ الوحدةُ ما لا يُؤنسُ الجمعُ .. ولكن هذا لايكونُ حتى يتخذَ الإنسانُ من نفسهِ صديقا ..
وليسَ ذلكَ بالأمر ِ اليسير ..
فكثيرٌ من الناس يُعادونَ أنفسَهُم فيتناولونها بالنقدِ والتأنيب .. ويُصغِّرون ما تأتي بهِ من أعمال !
فإذا هم وأنفسُهم أعداء ..
يُحاولون أن يهربوا منها ولا يستطيعون أن ينفردوا بها طويلا ..

مصيبة ٌ كُبرَى ألاّ يُصادقُ الانسانُ نفسَه ..
فإن صادق الانسانُ نفسه وجد في صداقته تلك مُتعة كُبرى !
ولذة ً في كل تفكير ..
وعمقا في كل معنى ..
وإذ ذاكَ يعرفُ نفسه .. ويَجدُ ربّه ..
وإذ ذاكَ تَخلُصُ النية في المعرفة فتعرف ..
وإذ ذاك لاتنشغلُ النّفسُ بضوضاءِ العالم ..
ولا يُزيغُ بصرَها الأمورُ الزائفة ..
فتعرفَ الحق في جلاءٍ ووضوح ..
وإذ ذاك نشعرُ بنوع من اللذةِ يفوق لذة تحصيل العلم من مُعلم أو كتاب ..
ثم ماذا ؟

العبّادي

[العبادي]

2015 م

ياربِّ سبحانك ..
متى تبسطُ جناحكَ الرّفيقَ على هذه الأرض فتسكتُ آلةُ الموت ..
متى يكونُ الدارُ أمانا ..
والفزعُ اطمئنانا ..
والقلوبُ مؤتلفة ..
والشملُ جميعٌ !

متى تُصبحُ ساحاتُ القتل مرعىّ للقطعان الراتعة ..
وآلةُ الموتِ قِنًّا للحَمَل الوادع ..
وهذا الوعلُ النّطاحُ في أمسهِ لايدري ماذا يصنعُ بقرنيه ..
وهذا الكلبُ النابحُ يستغرقُ في نومه ..
ومصر.. والشام .. والعراق.. وفلسطين .. واليمن .. وليبيا .. ينعمنَ بالعيش الغرير بِلا هَمِّ على والدِ ولا حزن على ولد ..
تباركت ربنا وتعاليت ..
أنت السلام فهلا مَددتَ على دنيانا المكروبة ظلك الرّخي الوارف ..
فإذا الزرعُ جميم ..
وإذا الخير عميم ..
والحال مُتّسقة ..
والدهرُ مُطيع !

متى ترعي الاغنام في دنيانا أمرأ العُشبِ فلا قنابل ولا نيران ..
متى تسبحُ الطيورُ في صفاء الجو فلا صواعق ولا دخان ..
متى تمخرُ السفنُ في عباب البحر فلا طرابيد ولا قرصان ..
متى تغرقُ الدنيا في فيض النعيم فلا خصام ولا عدوان ..

سبحانك ربنا ..
سميتَ نفسَكَ السلام ..
وان في السلام نعمة
وان في الحروب حكمة
وبين نعمتك وحكمتك ضلت العقول !

العبّادي

[العبادي]

كانت تجلسُ على مقعد رخاميّ على ساحل النيل ..
حييتُها واستأذنتها : هل تسمحين لي بالجلوس على هذا المقعد ؟
فأجابت : لا !
- لماذا ؟
قالت : لأني أخشى أنْ تُغافلني فتبوسني !
- ليس من طبيعتي أنْ أفعل ذلك ..
قالت : أخاف إن أنتَ جلستَ إلى جواري أن تختلسَ النظر إلى رُكبتيّ !
- إني لا أفعل ذلك أبدا ..
قالت : أخشى أن يطيرَ الهواءُ بفستاني وأنت بجانبي !
- لستُ ممن نشأوا على قِلة الأدب لأنظر إلى فتاةٍ يتلاعبُ الهواءُ بفستانها ..
قالت : أخافكَ أنْ تتمطّى فتبسط ذراعيكَ يمينا وشمالا فتلمس بأصابعك شعري !
- معاذ الله أنْ أفعلَ ذلك ..
قالت : قد أتمطّى أنا فتشاهد إبطي ..
- في مثل هذا الحال أدير ظهري
قالت : أخشي أنْ أنحني قليلا فتختلس النظر إلى صدري ..
- سأبتعدُ عنكِ بنظري طيلة الوقت
قالت : أخاف أن تدّعي سقوط شيئا منك فتطلبه تحتي
- إن شيئا من ذلك لن يحصل قط ..
قالت : إذن لماذا تريد أن تجلسَ إلى جواري ياحمار يا صعيدي !

قلت لها بهدوء : إنتِ تعرفي صعيدي يعني إيه ؟
قالت : يعني هيكون إيه ؟
قلت لها :
" صعيدي يعني أمه أشرف من أبوكِ ..
يعني قفاه أحسن من وشك ..
يعني شماله أجود من يمينك ..
يعني قليله أكثر من كثيرك ..
يافلتانة
ياجربانة
ياباذنجانة زعلانة
ياجرادة بردانه

يافيل راكب علي دبّانة
يا ساعة واقفة وخربانة

يا غفير من غير شنب
يا زعلانة من غير سبب

يا أم بُوز.. يابرد العجوز .. يا رقبة الكوز .. يا ليلة في كرموز

ياغراب البين .. يا رمد العين

يا خبر الشوم .. يا شوربة الثوم

يا قيء المخمور .. يارحاية مش بتدور

يا حبيبة العميان .. يا بول الخصيان


يا جواب تعازي .. ياعشيقة المخازي .. يابخل الأهوازي

يا قراد القرود .. يا قمل اليهود

يا ميّة على الرّيق .. ياوحل الطريق

يا عقرب جبلية .. ياسنة في العصفورية .. يا إبرة مصدّية .. يا عصاية الغليّة

يا خنفسة مقلوبة على ضهرها .. يا ماشية على حل شعرها .. ياللي ضايعة طول عمرها

والبادي أظلم .. وبس ..

هههههههههههه

العبّادي

[العبادي]

هُنا مَجْلِسي تحت شجرتِنا العتيقةِ أشبه بالعشِّ احتضنه النيلُ ..
وحَنَتْ عليه الغصونُ ..
وتنفّسَ فوقه الماءُ بالنسيم الرّطبِِ ..
فأصبحَ لِلْحِسِّ قطعة من رياض عدن .. أو مقطوعة تصبي المشاعر بسحر أنغامها !

فإذا أضفتَ إلى جمال المكان وبهجةِ المنظر أُنس حمارتي الدّؤبة ..
ورقّة كلبي المُهذب ..
وبشاشة وجوه أعنُزي وشويهاتي النّامة عن المحبةِ والودِّ ..
جمعتَ في ذهنكَ صورة ً مُقاربة للحياةِ في الفِردَوس !

العبّادي

[العبادي]

إنّ عقربَ السّاعةِ يهدفُ إلى السابعة صباحا في خُطى غير منظورة ..
وإنّ أنفاسَ الصّباح النّدية قد أخذت ترفُّ على وادي النيل ..
وهأنذا أشعرُ شيئا فشيئا بزُكامي يذهبُ ..
وبرشدي يئوب ..
وبذهني ينتعش ..
وبفكري يتجمّع ..
وبأناملي تجري على الحروفِ بكلماتٍ كحلم النائمِ .. لاتغلب فيه كلمة على كلمة .. ولاتظهر به صورة دون صورة .. إلا ولها في العقل الباطن أثرا .. وبالروح اليقظان صِلة !

العبّادي