آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          [تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          307 - اذا كنت تجرؤ ! - كارول مورتيمر (الكاتـب : سيرينا - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          94 - رجل في عينيها - بيني جوردان (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-16, 08:38 AM   #221

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عزيزتى فتوون ..

علمت بما حدث و كم أسفت لأجلها بشدة والله ..

سأعيد وضع الغلاف مجددًا لأجلك يا عزيزتى ، و الحمدلله أنى كنت مسجلة ردى على الرواية بأسرها من قبل ، سأعيد وضعه بمجرد أن تنتهى منها .. اتفقنا ؟؟ لا تيأسى أنا وراءك ، و أوشكت أن أنهى رواية "ترياق قلبى" لأنى كنت قد حملتها الحمدلله قبل ما جرى ...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..~

لا تقلقي يا أنجي وراء كل شيء حكمة
وتجربة جديدة
ولكل جواد كبوة
أشكرك جزيلاً على وضع الغلاف مرة أخرى
وبالغعل ما زلت أذكر ردك كاملاً
وبإذن الله سآخذ السلبيات التي ذكرتيها معي في الروايات اللاحقة كي لا أكررها

أشكرك جزيل الشكر على المرور وكل الود


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أعزائى القراء .. و الكاتبات .. و الكتاب .. لقد اكتشفت وسيلة جيدة جدااا أوحتها لى صديقتى روزاليندا للتو لإيجاد ردودنا الضائعة و هذا حتى نعيد الروايات كما كانت بالضبط ..

انظروا لهذا الرابط :

https://support.google.com/websearch...hl=en&p=cached

إنه سيساعدكم على أن تأتوا بنسخة جوجل التى يحتفظ بها لصفحات الروايات ..
المذكور فى هذا الرابط هو أنه حتى تحصلوا على الصفحات المحذوفة ، ما عليكم إلا أن تذهبوا لمشغل جوجل و تكتبون رابط الرواية بالصفحة التى تعتقدون أن ردكم فيها ، و بعدها ستجدون فى النتائج ، النتيجة التى ترغبون فيها ، و تحت اسم الصفحة ، تجدون رابطا باللون الأخضر و إلى جواره مؤشر صغير على اليمين من الرابط .. اضغطوا عليه و اختاروا كلمة cached ، تفتح لكم الصفحة المحذوفة و يمكنكم الحصول على كل ما كان فيها ..

أدعوا الكاتبات أن يقمن بهذا و القارئات بنسخ ردودهن لوضعها فى الروايات من جديد .. لن تأخذ منكم وقتا طويلا أبداا .. هيا حتى لا يضيع مجهود أحد سدى ..
و لا تنسوا أن تحتفظوا من الآن فصاعدا بكل ردودكم لديكم اتقاء لهذا الموقف ..

دمتم بود ..
سأجربها بإذن الله عزيزي أنجي
وشكراًُ لك على هذا الاهتمام


شكراً لك على هذه الطلة المييزة
كما أنني
أطلب من مراقبات القسم الحلوات
أن يضعوا الوقيع الهدية في المشاركة الأولى
ويكتبوا فوقها
توقيع إهداء من أنجي خالد أحمد

وشكراً سلفاً


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 12:27 PM   #222

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي



قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 04:42 PM   #223

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قول يا رب مشاهدة المشاركة
وطبعاً لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
اشكر لك مرورك الجميل
الذي اسعدني بحق يا
قول يا رب


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 08:22 AM   #224

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

~.. آلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..~

والآن سأعيد نشر الفصل الثامن بعون الله
كل الود


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 08:28 AM   #225

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
Flower2 النبض الثامن / قلب مستعار

الفصل الثامن

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 29-09-16, 08:29 AM   #226

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وإن شاء الله كما وعدتكم
سأستمر بالنشر عوضاً عن تلك الفصول التي نشرتها قبل أن يتهكر المنتدى
كل يوم فصل إن شاء الله وحتى الانتهاء من الرواية
دمتم بود
نلتقي غداً


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 02:49 PM   #227

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي النبض التاسع / قلب مستعار

~.. آلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..~
طبعاً بعد التهكير الذي حدث للمنتدى
والذي ذكرته في المرة السابقة
أخبرتكم أنني سأعيد نشر الفصول بمعدل كل يوم فصل وحتى انتهاء الرواية والتي كانت من الأصل منتهية
ولكن وبعد أن وجدت أن تلك التعليقات والمتابعات التي كنت أحظى بها للرواية
اختفت مع التهكير ولم تعد مجدداً
عموماً يكفي أنها سببت لي حالة من السعادة وقتها
ويكفي أن أحتفظ بذكراها في قلبي
وأتجاهل تماماً عدم عودتها هُنا

عموماً أقول ذلك الكلام
لأنني سأعاود نشر الفصول من الفصل التاسع وحتى الأخير الواحد تلو الآخر
بلا انقطاع
وإن شاء الله وقريباً حينما أنتهي من روايتي في قلوب أحلام وهي ترياق قلبي
لي معكم وقفة في رواية جديدة إن شاء الله

والآن أترككم مع الفصول






.. نبضٌ تاسعٌ ..



نعم إنه عمار، عمار بالاسم، عمار بالعيون والوجه، عمار بكل شيء عدا أهم شيء.
تتملق بذلته السوداء الفاخرة التي يرتديها، تتفاجئ بالأشخاص المحيطين به، جميعهم من الطبقة الراقية.
لابد أنها تتوهم، تعرك عينيها جيداً وتنظر إليه من جديد، إنه لم يتغير، هو هو.
ترفع أناملها إلى جبينها لتدس حرارتها :" إنها طبيعية " تخاطب نفسها.
إنها تتوهم لا محالة، لابد أنه شخصاً يشبهه لا هو.
نظراته الثاقبة لها وابتسامته الملوية الساخرة أكدت لها كل شيء.
تقترب منه ترفع إصبعها في وجهه قائلة :" أنت؟"
يرفع هو الآخر إصبعه في وجهها قائلاً :" أنت؟! "
يشع الغضب من عينيها، تمسك إصبعه قاصدة ايذائها ,
وعندما يتأوه يهرع حراسه الشخصيين إليه.
يمسكونها بقسوة مانعين إياها من الحراك.
موقف يجلب الفوضى في القاعة، يقترب عمار من الحرس بهدوء، ويهمس :" زجوها بعيداً في تلك الغرفة. "
ينظر لها بعين التحدي وابتسامة عريضة تغطي وجهه.
يقترب منها قبل أن تبتعد عنه ويهمس ضاحكاً :" لقد قلت لك مراراً أنني أمير هذه البلدة، وأستطيع أن أسجنك مدى الحياة، ووعدتك بذلك، وها أنا أفي بوعدي "
تتملقها عيونه وهي تبتلع ريقها بصعوبة، يرى الصدمة على كيانها واضحة وجلية يسر بذلك.
يرى كمية الشتائم التي توقفت متدلية على شفاهها مذعورة منه.
إنه لأمر جميل أن ينتصر أخيراً على لسانها السليط.
يأخذونها بعيداً ويلقونها في غرفة كبيرة وفخمة ويفلقون عليها الباب.
تدور حول نفسها عدة مرات وهي تنظر إلى الغرفة مندهشة.
تلك الغرفة الفاخرة التي أنستها هول الصدمة التي كانت بها قبل قليل.
تقترب من السرير، تفتح فمها متعجبة، تقول في نفسها :"يا ألهي كسرير شهريار "
سرير ضخم فيه زخارف ذهبية، عليه ستائر مخملية اللون رفيعة القيمة.
يلفت نظرها كذلك سقف الغرفة العالي المزخرف بزخاريف عريقة وجميلة بألوان باهرة خلابة.
يلفتها هناك كل شيء، الكراسي والطاولة وكذلك شاشة العرض الكبيرة التي في منتصف الجدار قبالتها.
تسأل نفسها :" هل هذه لعمار؟ "
هل هذا هو السجن الذي وعدها به أن يبقيها فيه مدى الحياة ... هل هذا كل ما يستطيع ذلك الأمير المدلل عمار أن يفعله .
" عمار " تقولها بصوت مرتفع .
تتذكرحينها ذلك الأحمق المجنون، كيف له حقاً أن يكون أمير البلدة، ذلك المعتوه الذي تسكع حولها لتطعمه وتسقيه.
ما زالت تذكر لقائها الأول به حيث كانت الفضلات محيطة به من كل جانب، تجده الآن معطراً بأفخم العطور محيطة به جماعة من الطبقة المخملية.
تدوي ضحكاتها الهستيرية في أرجاء الغرفة قائلاً :" ذلك المجنون هو أمير البلدة؟! "
تضع يدها على فمها المتسلط لتغلقه ، تخاف من أن يسمعها عمار ويودي بحياتها دون رحمة.
تبلع ريقها بصعوبة باتت تخاف منه حقاً، إنه مسؤول كبير يستطيع أن يفعل بها ما يشاء دون أن تجد من ينصرها عليه، ولا حتى لسانها.
تلتفت إلى الباب عندما تسمع صوته يفتح، تجد ذلك المعتوه الذي يُدعى عمار عند الباب.
تتملقه بعينين خائفتين وهو يقترب منها بابتسامة ساخرة.
تصرفاته، ابتسامته، ثيابه ومشيته المتفاخرة تثير اشمئزازها وغضبها ولكنها مجبرة على الصمت.
يدنو منها، يضع رأسه على رأسها قاصداً إغاظتها، يقول بفخر :" ها هل رأيت بعينك أنني أمير البلدة؟ "
تجيبه بذعر :" نعم يا سيدي "
يضحك عالياً :" هذه المرة الأولى التي تناديني بها سيدي "
تجيب ببراءة :" كاذب إنها المرة الثانية، هل نسيت؟! "
يعبس في وجهها فيعود الذعر إلى قلبها.
يهددها :" ها، والآن وبعد أن أثبتت لك أنني أمير البلدة هل أستطيع أن أسجنك مدى الحياة؟ "
تسأله ببلاهة: هنا؟ "
يجيب بعيون حازمة :" لا في سجن القطط "
كلمات ترمي في قلبها الرعب، إنه يستطيع فعلها وبلا أدنى شك فقد تطاولت عليه كثيراً فيما مضى ومن حقه الآن أن يقتس.
يتحدث بنبرة هامسة :" لقد جلبتك إلى غرفتي كي أتحدث معك لا أكثر فلم أرد أن نثير جلبة في القاعة، كنت أريد أن أريك أنه باستطاعتي أن أسجنك مدى الحياة "
تكره نبرته المتعجرفة تلك، كرهتها حتى الموت ولكن ليس لها حيلة سوى أن تصمت، يلاحظ رغبتها بالكلام، فيهددها من جديد :" اسمعي يا أقحوان إن تطاولت علي مرة أخرى سأرميك في السجن مدى الحياة، أسمعت؟ والآن اذهبي إلى الخارج، عودي إلى القاعة "
ينادي :" أيتها الخادمة "
تجيب مسرعة :" نعم سيدي "
" ارشدي هذه الفتاة إلى طريق قاعة الاحتفال "
تنحني له :" حاضر سموك "
تمشي وراء الخادمة بانصياع، وفكرها مشغول كلياً.
ذلك المعتوه الذي كان في زمانه محاط بالقذارة أمام منزلها لديه خدم وحشم.
تكاد تصاب بالجنون حقاً من التفكير بذلك، كم أرادت أن تبصق بوجهه ولكنها لا تستطيع العبث مع أمير.
يا ليتها لم تعرف أنه الأمير كانت ستبصق بوجهه متى شاءت ولكنها عرفت وانتهى الأمر.
حينما تصل إلى قاع الاحتفال سرعان ما تغرق بمتعة الاحتفال ثانية، وكأن شيئاً لم يكن.
تجد في زاوية القاعة فرقة شعبية ترقص رقصة البلدة المشهورة.
دبكة ممزوجة ببعض الحركات الاستثنائية الخاصة.
إنها ذات الرقصة التي دربها عليها والدها حينما كانت صغيرة.
تبدو لها كما لو أنها تراث قديم في متحف وطني عريق.
رقصة مقدسة الملامح، بعيدة الأثر.
يدور في داخلها رغبة بمشاركة فتيان وفتيات القرية تلك الرقصة.
تشبك أيديها بأيديهم، ترقصها بحماسة ومهارة، وتدور في ذاكرتها صور كثيرة عن أقحوان الطفلة الصغيرة التي شاركت بها بجميع المهرجانات السابقة برفقة والدها.
يقف على بعد أمتار منها يطالعها وهي ترقص ككتاب يحبه، ينظر لها كما لو أنه فخور بها، كما لو أنه هو من أشرف على تعليمها تلك الرقصة.
يراها وهي كبيرة كما لو أنه رباها منذ صغرها.
تنتبه له وهو يبتلعها بمتعة فتتلعثم خطواتها قليلاً دون أن تخرج عن ايقاع الرقصة.
أحبت تلك النظرات التي وجهها لها، ورغبت من كل قلبها بأن تستمر.
تلك الابتسامة التي على وجهه داعبت ابتسامتها بهدوء، فتتوقف فجأة عن الرقص، تنزع تشابك أيديها من أيدي فتيان وفتيات الحي وتخرج من دائرة الرقص.
تتوجه إليه على الفور، تسأله :" لماذا تنظر لي هكذا؟!"
يجيب بكبرياء يذبحها :" إنني حر أنظر إلى من أشاء وقتما أشاء وبالقدر الذي أشاء "
تتفوه بكلمات مترددة :" كم أنت متكبر! "
يتكلم مسرعاً :" وكم أنت جميلة عندما تغلقين فمك! "
تندهش من كلامه، إلا أنها لم تسكت.
تفتح فمها على اتساعه مغيظة اياه ثم تقول :" إذا كان هذا ما يعجبك بي، فلن تراني وأنا مغلقة الفم "
تفتح فمها أكثر وأكثر، فيقترب منها يحاول أن يغلقه لها بالقوة.
تزجره وهي تدفعه عنها :" اتركني أيها المجنون المنحرف المتعجرف، اتركني حالاً "
يحذرها ماداً إصبعه أمام عينيها :" إياك أن تخطئي في حق أمير البلدة "
أمير البلدة، أمير البلدة، أمير البلدة... تثير غضبها هذه العبارة، ويطفح الكيل لديها.
تقول وهي تكز على أسنانها ورأسها يشتعل غيظاً :" هل تحسب أنك إذا كنت أمير البلاد هذا يعني أنني سأغير معاملتي معك، إنك تحلم يا عمار "
تمد يديها إلى كتفه تدفعه قليلاً.
ما إن تفعل ذلك حتى يهرع الحراس إلى عمار ليثبطوها عن الحركة.
يبتسم ابتسامة المنتصر كعادته، ذلك المدلل عمار يا له من جبان صغير يستعين بحرس كما الأطفال الصغار.
يهددها :" اعتذري لي كي أصفح عنك ولا أدعهم يلقون بك في السجن "
تدير وجهها عنه، لا تريد أن ترى ملامحه التي باتت تبغضها، إنها تمقته كثيراً، تتمنى موته، ذلك المتعجرف الغبي.
يعيد بأنامله وجهها ليقابل وجهه ويتحدث إليها :" اعتذري، هيا ألا تسمعين؟! "
الحرس الذي يمسكها ويشد القبضة على ذراعيها، وأعين الناس التي لم تتوقف عن النظر إليها.، وخوفها من أن ترمى في السجن، جميع تلك العوامل جعلتها تساوم عن العناد و
تقول باستسلام :" أنا آسفة "
يردف مسرعاً :" لا تكفي ، اكملي العبارة كلها، قولي أنك آسفة عن كل الكلام الذي قلته عني وأنك لن تكرري ذلك أبداً "
هذا آخر آماله أن تتكلم على شورته، وتمشي كما يشاء، كم ترغب أن تكسر له أنفه المتعجرف السليط المرفوع إلى السماء بغرور ولكن ما العمل!
تخفض رأسها وتسدل أكتافها، وتقول:" أنا آسفة لأنني وصفتك بالكاذب المغفل الأحمق المنحرف المجنون الغبي الحشرة النتن، هل ارتحت الآن "
يشعر بجسده يذوب بها عشقاً ما إن ينظر إلى عينيها الغاضبتين، وفمها الذي ينفخ الهواء لتطير غرتها عالياً ثم تعود إلى جبينها من جديد.
يدنو منها ليلاصق جبينه جبينها الغض، يهمس :" هكذا أحبك أيتها الشقية "

بعد ساعات مملة قضاها في الحفل على طاولة معزولة بين عدد كبير من الأشخاص المملين على حد تعبيره.
تنطلق أرجله بحثاً عن تسليته الخاصة، أقحوان، فهي وحدها من تستطيع أن تعيد البهجة إلى قلبه في مثل هذا الجو الكئيب.
يبحث عنها في قاعات الاحتفال ليجدها أخيراً متربعة على الأرض، تضع على أرجلها طبقاً ممتلئاً بالبرازق، تلتهمه بنهم فهو حلوها المفضل.
يدنو منها ماداً لها يده يطلب منها أن تطعمه بعضاً من البرازق.
تنظر له بحدة دون أن تتفوه بكلمة واحدة فقلة الكلام معه أفضل وأرحم.
تعود لتتابع أكلها متجاهلة وجوده كلياً.
لم ترد أن يعكر صفو مزاجها نهاية الحفل كما فعل أوله.
كم تتمنى لو يتركها وشأنها لأن وجهه دائماً مرتبط بالمصائب.
يثني أقدامه كي يجاري جسدها، ويضع يديه على ركبتيه.
يخاطبها بلهجة طفولية :" هلا تعطني بعضاً منها، أريد أن آكل واحدة "
تستمر بتجاهلها له، لقد كان هذا كل ما تستطيع فعله.
ينظر إلى الطبق، لم يبق سوى قطعة واحدة فقط.
يمد يده ليأخذها قائلاً :" دعي هذه لي "
إلا أنَّ يدها البيضاء الرفيعة كانت أسرع منه.
تضعه في فمها دفعة واحدة، ولأن فمها الصغير لم يتسع لقطعة البرازق كاملة برزت قطعة منها خارج فمها.
يقول لها مستاء :" يا لك من متسلطة "
ترفع يديها قاصدة دفعه إلى الوراء إلا أنه يمسكها ويقترب برأسه حتى يلامس رأسها ليدفع فمه إلى الأمام قاضماً تلك القطعة البارزة من البرازق.
تتملقه بدهشة، وكأن كأساً من الماء البارد قد سكب عليها.
تدمع عينيها من الغضب وتحرك يديها قاصدة ضربه.
يمسكها ويثبطها عن الحركة.
يهددها من جديد :" لو أنك لم تمانعي لما كنت فعلت ذلك، هذا درس لك كي تتجنبي اغاظتي "
ينهض وابتسامة النصر التي اعتاد عليها اليوم تشرق على شفتيه.
هذه هي المرة الأولى التي تشعر بنفسها أنها ضعيفة بعد اختفاء والدها. كم تكره هذا الشعور الذي عاد لها.
عند اختفاء والدها وبقائها وحيدة في المنزل كانت ضعيفة جداً.
ضعيفة حتى قاع عظامها، وبعد أن اعتادت هذه الحياة وتكيفت معها واستمدت قوتها من ذاتها هي الآن تعود لنفس الشعور.
لم تجد شيئاً تفعله سوى أن تدع قطرات الدمع تهطل دون رادع.
هذا ما لم تكن تتوقعه، أمير البلدة يستغل قربه منها ليضع شفاهه على شفاهها، ويقضم طعامها المخصص.
لقد وصفته بالمنحرف قبل هذا، وبالفعل إنه عند سوء ظنها.
تلملم نفسها الباكية المكسورة، وتنهض لتعود إلى منزلها.
تضع رأسها على سريرها بحزن وتغمض عينيها تريد النوم.
طيف والدها ما انفتأ يظهر أمامها كل حين.
تحاول أن تطلق العنان لكلماتها معه ولكنها حشرجت من البكاء.
تسأل نفسها أين هو، فمنذ اختفائه منذ ثلاث سنوات وسبعة أشهر لم تترك مشفاً ولا مركزاً للشرطة إلا وبحثت به.
فقدت الأمل في ايجاده، نعم، إلا أنها مشتاقة له من كل قلبها، مشتاقة له من الأعماق
.


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 02:51 PM   #228

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي العاشر / قلب مستعار




.. نبضٌ عاشرٌ ..

.,*,.

ضوضاء ملحوظة أحدثتها أيادي خشنة على باب منزلها.
تنفرج عيونها على اتساعهما، ويخفق قلبها خوفاً.
تنهض من سريرها بذعر تسأل نفسها :" هل قامت القيامة؟!، هل هذا يوم البعث؟! "
تهرع لفتح الباب .
ظل طويل منتصب أمام عينيها لذلك الحشرة _ كما تصفه _ والذي تفاجئت به البارحة أنه أميراً للبلاد.
تنظر إلى أسنانه اللؤلؤية المبتسمة المصفوفة بترتيب سحري.
كم تتمنى لو تحطم له هذه الصفة , أو أنها تستطيع أن تزرع بين عينيه الملونة التي ينظربها إليها سكيناً حاداً ينهي حياته.
تعض على أسنانها غيظاً قائلة :" ماذا هناك؟! "
يجيب :" هناك شيء طارئ أريد اخبارك به "
تسأل بامتعاض :" وما هو؟! "
يمسك ذراعها ويسحبها معه إلى الخارج قائلاً :" أريد أن أخبرك شيئاً ولكنني أشعر بالضيق هنا، تعالي معي "
تصرخ عالياً وهو يجذبها ورائه :" هل تريد أن تخطفني؟ إلى أين تأخذني؟! "
يقف على بعد أمتار من البيت، يمسكها من ذراعيها ويجعلها تواجهه تماماً.
يتحدث بجدية بالغة :" إنني أحبك "
تنفرج عينيها الواسعتين، وتحدق به مذهولة.
لحظات مرت على ذلك الوضع قبل أن تعلو ضحكات أقحوان.
ينظر لها باستغراب :" ما بك؟! "
تجيب بعفوية :" هل جننت؟ "
تمتد أصابعها إلى جبينه قاصدة جس حرارته.
تهتف بوجه مصدوم :" يا ألهي إن حرارتك معتدلة، انتظر لحظة لا شك أنك نمت البارحة وأنت تشاهد فيلماً رومانسياً حتى أتيت إلي في مثل هذا الوقت المبكر لتتفوه بهذا الكلام عديم الطعمة "
يقول لها بحنق :" هل هذا كل ما تستطيعين قوله عندما يخبرك أحدهم أنه يحبك؟ "
تهدّأ من روعها، تحاول أن تطفئ النار التي بداخلها بالصمت.
لا شك أن نوبته الجنونية التي تأتيه كل فترة قد جاءت الآن، فهو مريض نفسي لا محالة.
تسايره :" وهل هذا كل ما تستطيع أن تفعله عندما تخبر أحدهم أنك تحبه؟! "
تتابع بعد ذهولهما :" لقد أيقظتني منذ الصباح الباكر، ثم أخذتني بعنف كالمجنون إلى الخارج كي تقول لي هذا الكلام الرومانسي بطريقة قاسية؟ "
هل هو المجنون الذي فعل هذا أم هي المجنونة التي تتحدث عن ذلك .. يسأل عمار نفسه.
ينظر لها بود وابتسامة كبيرة ظهرت على محياه :" إذاً ليس لديك مانع أن تقبلي حبي لك، أنت فقط معترضة على الطريقة، أليس كذلك؟! "
ترتبك، ما عساها تفعل مع مجنون مثله، هل تجاريه كي لا يغضب أم تخبره الحقيقة كي لا يتأمل شيئاً منها.
تصدر منها تنهيدة عميقة، تقول بعدها :" لا بالطبع ليس الأمر كذلك، ولكنني أردتُ أن أعرض لك وجهة نظري لا أكثر.
يسألها بأمل :" إن غيرت طريقتي، هل سيعجبك الأمر؟! "
لقد تحملت ذلك المعتوه طويلاً، تحملته لمدة ساعة، ولكنها لم تستطع أن تتحمله أكثر.
صمتت عنه لأنه أمير البلاد وعليها ذلك ولكن لكل شيء حدود.
تكاد تنفجر غيظاً بوجهه إلا أنها تهدأ من روعها مجدداً.
شهيق زفير، شهيق زفير، شهيق زفير.
علها بذلك تستطيع أن تهدأ إلا أنها لم تستطع.
تمتد يدها إلى كتفه تضربه، وتصيح بوجهه :" كفاك هراء يا رجل "
تدير ظهرها له وتمشي عائدة إلى منزلها، تغلق الباب بهدوء، ثم تجلس على كرسي كان بالقرب من الباب.
تتنهد بتعب، وتضع يدها على قلبها لتجده يخفق بشدة دون أن تدري ما السبب.
ربما التوتر الذي تعرضت له .
فبعد أن أيقظها ذلك المعتوه صباحاً وأخذها معه وتفوه بكلام يسم البدن من حقها أن تتوتر.
تتجه إلى سريرها، تحاول أن ترتاح قليلاً.
تدوي في آذانها كلمة :" إنني أحبك " وتتكرر وتتكرر.
تغلق عينيها برعب وتضع يديها على آذانها تصيح وهي تبكي :" كفى أرجوك كفى "

يمضي في البساتين الجميلة الساحرة المحيطة بمنزل أقحوان، يفكر بكلامها وحديثها عن طريقة رمانسية بأسلوب هادئ.
هل هي حقاً تعي ما تقول!
يلتفت هنا وهناك بحثاً عن شيء، شيء مثل ماذا!
يلحظ على قارعة الطريق وردة جورية حمراء متفتحة يشتهي النظر إليها عن قرب، يقطفها ويمضي بها إلى أقحوان.
ما إن يصل إلى منزلها ممسكاً تلك الوردة حتى يجد أقحوان تفتح الباب وتخرج.
يجدها كما هي بطباعها، بوجهها، بحركاتها بكل شيء فيها.
يخفق قلبه لها، ويرى في قامتها انفلاج الصباح.
يقترب منها على عجل وينحني أمامها، يحدثها بلهجة خافتة حنونة :" أقحوان، هل تقبلين الآن حبي؟!"
ينظر لعينيها نظرة حب لكن أشعة الشمس الحادة عكرت صفو هذه النظرة فلم تلحظها أقحوان.
كم ستشتمه، وكم ستضربه حتى يقلل من جنونه معها.
تصيح به :" لا أريدك، لا أريدك، لقد قلت لك.لا أريدك حتى ولو مع هذه الوردة الحمراء، لقد كان اعتراضي عليك لا على طريقتك، ها ارتحت الآن؟! "
خيبة أمل تتسلل من رأسه إلى أخمص قدميه.
يا لها من فتاة منافقة، كيف لها أن تتلاعب به بهذه الطريقة ومن ثم كيف لها أن ترفض عرضاً مذهلاً مثل هذا الذي قدمه لها أمير البلاد.
تتركه ورائها وتمضي مبتعدة عنه، عندها فقط يدرك أنه ما زال جاثياً على ركبتيه، يشعر بيبس في عظامه إلا أنه يقاوم و ينهض.
يمشي ورائها كبطة مطيعة يسألها :" لماذا؟ ، لماذا يا أقحوان، أنا لا أناسبك؟ "
تجيب بملل :" هكذا، مزاجي، ذوقي، لا يعجبني شخصاً مثلك "
يسألها بتعجب :" وما بال شخص مثلي؟! "
يمسكها من يدها ليوقفها عن الذهاب بعيداً عنه، فتنزعها بنزق وتكمل طريقها.
يواصل الجري ورائها :" لم، لم لا أروق لك؟! "
" لست فارس أحلامي "
" وكيف هو فارس أحلامك؟ "
" هل هذا سؤال أستطيع الاجابة عليه؟! "
" لم لا تستطيعين؟! "
" لإنه غير قابل للاجابة "
" لا تكوني بلهاء، هيا حاولي "
تقف بنفور واضعة يديها على خصرها، تتحدث بعصبية :"أنا بلهاء يا صاحب اللسان الطويل!، أيها المغفل الحقير، هل أنا بلهاء!، أنت وحدك الأبله، أنا لا أحلم بشخص مثلك، أريد فلاحاً يجيد الاهتمام بالحقول، لا أريد شخصاً مولوداً وفي فمه ملعقة من ذهب، هل فهمت الآن؟! "
يعرض عليها باهتمام :" سأتدرب على زراعة الأرض لأجلك.هل تقبلين بي؟! "
تنظر له بازدراء وعلامات الملل تظهر واضحة على محياها.
منذ الصباح الباكر وهو متعلق بها كالعلقة تماماً،لا فرق بين العلقة وبينه .
تتحدث قاصدة أن تصرفه عنها :" فلتفعل وتريني ".
.,*,.


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 02:53 PM   #229

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي النبض الحادي عشر / قلب مستعار



.. نبضٌ حادي عشر ..

.,*,.

أرجلها النحيلة المنتعلة حذاء بسيطاً تترك أثراً على الأرض الترابية وهي في طريقها إلى الحقل ، وكأنما الدرب يدل إليها.
تدوي شفاهها نغمة السنافر :" لا لا لا لا لا، غني أغنية سعيدة. "
غالباً ما يراودها الشعور بالسعادة في كل صباح تذهب به إلى الأرض.
في طريقها إلى هناك تلمح العم أبو زاهر.
عيناه تشعان فرحاً لرؤيتها مشرقة كالشمس بفستانها الأصفر وجميلة كالقمر بشعرها المجعد الأحمر الطويل.
في كل مرة يراها يتذكر والدها، كم كان يحبه هو الآخر .
لا يدري أين ذهب صديق طفولته وشبابه فجأة.
حينما تقترب المسافة بينهما يتحدث إليها :" صباح الخير أيتها السنفورة الجميلة , كيف حالك اليوم ؟ "
تبتسم خجلاً لما قاله وترد عليه :" إنني بخير "
بعد فترة من الصمت يتابع حديثه معها :" تعالي زورينا اليوم عندما تنتهين من الاهتمام بالحقل، فعمتك أم زاهر سوف تعد لنا مرق اللحم مع الأرز.
أعلم بأنك تحبين هذا الطعام كأبيك تماماً "
تقول بمرح :" حقاً! ، بالطبع أحبها، سوف آتي بلا شك "
" حسناً نحن بانتظارك "
يبتسم بها بحب ويمضي، تلوح له بيديها مودعة وتتابع طريقها إلى الحقل.
ابتسامة عريضة تتولد على وجهها عندما تتخيل كيف سيكون غدائها اليوم، مرق اللحم إنه الطعام المفضل لها.
تقتل تلك الابتسامة البريئة رؤية ذلك الفتى الحشري العلقة.
نعم إنه أمير البلدة، عمار الغبي.
حينما تدقق فيه ، تلاحظ أنه يرتدي زي الفلاحين.
ينتعل جزمة بنية اللون خاصة بالسقاية، وبنطال داكن اللون، يضع على رأسه قبعة حمراء واسعة.
يبدو لها في هذا الزي فلاحاً حقيقياً.
تتسمر في مكانها وتدمع عينيها. تكاد تبكي وهي تراه يرتدي زي والدها، إنه يبدو كوالدها تماماً بهذا الزي و حينما يرفع المعوال إلى الأعلى ويطرقه على الأرض , تكاد تفقد القدرة على التمييز بينهما.
تقترب منه بهدوء، تسأله بوجه حزين :" من أين لك هذا الزي؟! "
يلتفت إلى ورائه حيث كانت هي، يلقي عليها التحية :" أهلا أقحوان "
وجهها العبوس الحزين لم يتغير أبداً، تعاود سؤالها :" من أين لك هذا الزي؟! "
يخبرها بعفوية :" لقد وجدته في الحظيرة التابعة لهذا الحقل، رأيتك مرة وأنت تدخلين إليها "
حينما ينتهي من الكلام ولأول مرة لم تغضب، لا تشعر بالغيظ منه، على العكس تماماً كانت فرحة وسعيدة بما قام به.
لم تجد نفسها سوى مرتمية في حضنه، باكية متألمة.
تقول بصوت أجهش بالبكاء :" لقد اشتقت لك يا أبي "
بعد ساعة من النحيب المتواصل الذي قضته أقحوان في حضن عمار.
استطاع أخيراً أن يهدأها، وحينما سألها عن أبيها، رددت بلا اعتراض:" لقد اختفى أبي منذ ثلاث سنين وسبعة شهور، اختفى فجأة، لقد بحثت عنه في كل مكان.
لقد مضى دون أن أودعه هذا كل شيء يحزنني "
يشعر بالأسى عليها، يشعر بالحزن يعتصر قلبه، ما بيده حيلة سوى أن يستمر بالمسح على رأسها علها تخفف من حدة بكائها.
بعد بكاء طويل تفتح عينيها من جديد، تجد المعول على الأرض وكذلك المحراث، تجد حقيبة البذور مفتوحة أيضاً ومرمية بعشوائية.
يعود لها رشدها، ترفع رأسها عن كتفه، تنظر إليه تجده بوجه مرهق والعرق يتصبب منه.
يوارب عينيه كي لا تدخل الشمس القوية إليهما.
يقول لها مفتخراً بذاته :" " أحاول أن أكون فلاحاً، انظري ألم أنجح في ذلك؟!، لقد قضيت ثلاث أيام بلياليها وأنا أتعلم الزراعة عند معلمي الشخصي"
تصفق له بأيديها مستهزئة :" أحسنت صنعاً "
تلتفت حولها لترى ماذا فعل، تجد كل شيء بخير.
فقد حرث الأرض بشكل جيد وكذلك اهتم بزراعة البذور.
تشعر بغيرة عارمة تتسلل إلى بدنها من فعله .
هذه أرضها هي، حقلها هي، هي من عليها أن تهتم به لا هو.
إنه فعل ذلك ليستفزها، إنه يهوى إغاظتها.
كم تكرهه، كم تشعر بالمقت تجاهه..
يزداد بغضها له يوماً بعد يوم.

يجلس على صخرة عالية، يرفع بنطاله لتظهر قدميه المدميتين.
كان بقربه جرة ماء، يصب على قدميه بعضاً من الماء ليغسل جروحه.
تتأمله من بعيد كم ترغب أن تنشق الأرض لتبتلعه، ألا يكفي أنه حشرة ومجنون وأبله، وها هو الآن سارق. يسرق منها أرضها.
يدنو بصرها إلى قدميه فترى الدم يسيل منها بغزارة.
تهرع إليه تسأله بذعر :" ماذا دهاك؟ ما بها قدمك؟ "
" لا شيء إنها جرحت أثناء عملي في الأرض "
تقول باهتمام :" حسناً دعني أعالجها لك "
تمشي بين الحقول تبحث عن عشبة خضراء ذات شكل معين ما إن تجدها تضعها على قطعة خشب صغيرة. تدقها بقطعة خشب أخرى حتى تطحها كلياً.
تجلبها وتضعها على جروح قدميه، تلف جروحه بقطعة قماش أبيض كانت في الحظيرة التابعة للحقل.
بالرغم من أنها تكرهه إلا أنها تكره رؤية الدماء بشدة وكذلك لا ترغب برؤية أي أحد يتألم.
ينظر لها بعيون محبة، يتأملها.
حين تقع عينيها في عينيه تشعر بأن قلبها ينبض بشدة.
تبتسم له بشكل لا إرادي ثم تتابع ما بدأت به.
بعد صمتدام وهما يجلسان على صخرتين بجانب بعضهما البعض ، تتكلم أقحوان :" إن العم أبو زاهر قد قام بدعوتي لتناول الطعام لديه اليوم، هل تذهب معي ؟ "
تشرق عينيه بابتسامة جميلة , و يجيب بلا تفكير :" بالطبع أوافق "
تتحدث إليه بفم موارب :" يا لك من علقة، ألا تتدلل قليلاً، تحب بطنك "

تمشي برفقته إلى منزل العم أبو زاهر، يمشي مرة عن يمينها ومرة عن يسارها محاولاً أن يلفت انتباهها له ولكنها مصرة على تجاهله.
في المرة التي يمشي بها على اليمين تنظر شمالاً إلى الحقول، وفي المرة التي يمشي بها على اليسار ترمي بنظرها يميناً إلى الجبال.
تشاهد روعة الطبيعة الخضراء متجاهلة تماماً عينيه الزيتونيتان اللتين من صنع الوطن.
يحاول أن يحادثها بكلمة عن الطبيعة وأخرى عن جمال الطقس دون جدوى. فهي حقاً مصرة على تجاهله.
تعتقد أنها اهتمت به فوق اللازم حتى دعته لتناول الغداء معها.
تنظر له بطرف عينها نظرة كارهة.
عليها تجاهله تماماً كي لا يعتقد أنه مهم بالنسبة لها.
يصلا أخيراً إلى منزل العم أبو زاهر.
تستأذن بالدخول وتخبره بأنها جلبت معها صديقاً لها ليأكل معها.
يرحب به العم أبو زاهر ترحيباً يليق به.
يجلسان على المائدة، ويباشروا بالأكل.
تسكب أقحوان مرق اللحم في آنية من فخار وتشربها بمتعة.
عمار ذلك الأمير الذي لا يعلم كيف يشرب المرق بهذه الطريقة لم يكن أمامه سوى أن يقلد أقحوان بأي عمل تفعله.
يأكل معهم دون تعالي، يأكل كما لو كان شخصاً منهم، كما لو كان يعرفهم منذ زمن.
عينا أقحوان لم تتزحزحان عن عمار، كانت ترى به والدها فقد كان يأكل كما يأكل عمار بالضبط.
ترى فيه رائحته، ترى دائماً طيفه يتجسد به.
يذكرها بوالدها أينما ذهب.
حينما ينتهون من الطعام تتوجه أقحوان إلى المطبخ كي تقوم بمساعدة العمة أم زاهر.
تسألها العمة :" أقحوان هل هذا الرجل سيتزوجك؟ "
سؤال من نار قالته العمة أم زاهر ببراءة إلا أنها لم تدرك أنها أشعلت كيان أقحوان بالغضب والفوضى، وبثت فيها السموم والرماد.
تجيب بنزق مفرط وهي تحرك أيديها يمنة ويسرى : " لا لن يتزوجني ، إنني لا أطيقه، لا أطيق الأرض الذي يمشي عليها، إنه مجرد حشرة علقة يتسكع حولي منذ مدة. "
تنفلج عيني أم زاهر بأقحوان فهي لم تقصد ذلك.
تخرج من المطبخ مسرعة بوجه حانق غاضب.
تنظر إلى عمار نظرة كراهية طاغية قبل أن تخرج من المنزل.
تهرع إلى منزلها، تغلق الباب باحكام وتتمدد على السرير، تلتحف بغطائها، وتبكي.
تبكي بحرقة، يدوي صوتها في الغرفة :" لقد اشتقت إليك يا أبي، لقد اشتقت لك "

.,*,.


فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 02:54 PM   #230

فُتُوْن

كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.

alkap ~
 
الصورة الرمزية فُتُوْن

? العضوٌ??? » 267744
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,980
?  مُ?إني » ربِّ ابنِ لي بيتاً عندكَ في الجنة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond reputeفُتُوْن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
.. آلــحـــمــد لله ..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي النبض الثاني عشر \ قلب مستعار



.. نبضٌ ثاني عشر ..

.,*,.

حينما تراه في الحقل من جديد تزفر زفرة ملل , وتتنهد تنهيدة عميقة .
اعتادت رؤيته كل يوم، واعتادت أيضاً على أن تسأله كل يوم :" ماذا تفعل في أرضي؟ " واعتادت أن يجيبها :" إنني هنا لأكون فارس أحلامك، فلاحاً يهوى العمل في الأرض "
تصاب بالكآبة من هذه العلقة التي تلتصق بها كل صباح وكل مساء.
يسمع صوت أنفاسها يقترب منه فيلتفت إليها مردداً بحب :" أقحوانتي، صباح الخير "
تسأله قاصدة تغيير الروتين :" ماذا ستفعل في حياتي اليوم؟ "
يجيبها :" لن أعمل اليوم في أرضك، سأبقى جالساً هنا لأراقبك، وحينما تحتاجين للمساعدة أنا بالخدمة "
" لن أحتاج مساعدتك أبداً أيها الكسول "
قبل أن تتم جملتها تخطر في بالها فكرة، تلتمع لها عينيها.
تلتفت إليه من جديد قائلة :" ألم تقل أنك تريد أن تساعدني أيها الأمير "
يجيب بحفاوة :" نعم بالطبع "
" ما رأيك أن تطعم الدجاج؟ "
يشع من عينيها المكر، كم ستكون سعيدة لو دجاجاتها البلديات شبت عليه ونقرته أو حتى وكزته في قدمه.
تراه وهو يتجه إلى الحظيرة، تراقبه وهو يفتح الباب وتتربص له كل خطوة.
يا لحظها العاثر، عامله الدجاج بهدوء، استقبل الطعام بلطف، وبليونة خرج من هناك.
كم هو محظوظ!
يعود إليها مبتسماً سعيداً لأنه ساعدها فيطلب منها المزيد من الأوامر.
تطلب منه تارة أن يفتح الماء على المساكب، وتارة أخرى أن ينزع العشب الضار من المساكب المقابلة.
وتارة أن يجني المحصول الذي على الشجرة، وأن يصفه في صناديق خاصة للبيع، وكذلك تطلب منه أن ينظف الحظيرة.
كان يجيبها بكل حفاوة، ذلك الأمير الغني المدلل يعمل كما لو أنه خلق هنا.
يجلس متعباً على الأرض والعرق يتصبب منه.
تشعر بالذنب قليلاً لأنها أنهكته مع أنها كانت تريد أن تقتص منه.
تقترب منه بعفوية وبطفولة لا متناهية تمد أناملها إلى جبينه وبقطعة قماش صغيرة تمسح العرق المتصبب.
تخاطبه باسمه لأول مرة :" عمار " ثم تتابع :" هلا ذهبنا إلى النهر لنصطاد شيئاً نأكله؟! "

على ضفة نهر يمر بين السهول الخضراء ترتمي بثوبها الأصفر لتفترش الحقول والزهور الحمراء، وعلى بعد أمتار منها يجلس عمار.
عمار ولي العهد يجلس على صخرة قاسية فضلها لأمر غامض عن الحرير الذي يتكلل به قصره.
يرفع قدميه لتلتصق ببطنه، ويضع رأسه بين ركبتيه.
يلتفت يمنة ويسرى وكأنه يبحث عن شيء.
يسألها بخوف :" هل سيخرج الكثير منه؟"
تجيبه بنفس مقطوع من الملل :" لا عليك أيها الجبان، إنها لا تأكل، إنها مجرد أفعى صغيرة لا تمتلك السموم، ارتاح فليس هناك شيئاً يدعو للقلق. "
تنظر إليه بطرف عينها تسأله :" هل ستبقى هكذا تجلس على الصخرة كالأحمق، حتى الحلزونة تخرج من صدفتها أمام روعة النهر، انهض معي "
تنهض برشاقة وتقف قبالة النهر، تخلع حذائها وتخطو لتلامس مياه النهر.
تمد يديها على طرفي رأسها وتدور دورة أو دورتين مغلقة العينين.
تلتفت له وتلوح بيدها قائلة :" هيا تعال لنصطاد السمك "
أراد أن يقول لها افعلي ذلك وحدك، ولكن منظرها في هذا الجمال والمياه محيطة بها من كل جانب أثار رغبته بمشاركتها متعتها.
يخلع هو الآخر حذائه، ويرفع عن ساقيه ويخطو داخل النهر.
ما إن يضع قدميه بالماء حتى يشعر بعذوبة الماء وبرودته.
يتنفس الهواء الصافي المحيط به، ويهمس لها :" هذا أجمل ما يمكن أن نقوم به، أن نمشي في النهر "
حينما ترى سمكة في النهر تنخفض لامساكها، تنجح مرة أو مرتين في ذلك وتفشل في البقية.
امساك السمك وهو يسبح في النهر ليس بالأمر السهل.
يحاول أن يقلدها إلا أنه لا يستطيع أن يمسك أي سمكة.

رماداً أبيضاً يخرج من قطعة خشب معلقة بين صخرتين، يجلس بجانبها أقحوان وعمار.
يدوي صوت أقحوان :" لاشك أن طعم السمك لذيذ، أليس كذلك؟ "
" نعم فقد قضمته قطعة واحدة "
يقولها ويبتسم فلم تجد نفسها إلا وهي رادة عليه الابتسامة.
باتت تتقبل وجوده بل وتحبه أيضاً، تتقبله في كل حالاته.
تقضي أوقاتاً ممتعة برفقته كل يوم.
تلك الوحدة التي عانت منها منذ أن تركها والدها، لم تعد موجودة بوجود عمار.
يخفق قلبها بشدة وهي تراقبه.
تهمس له قاصدة انهاء ذلك :" هيا عمار دعنا نعود قبل أن تغرب الشمس "
ينهضا من مكانهما، وتعود أقحوان إلى منزلها وعمار إلى قصره.
في مكتب كبير وفخم يجلس عمار قبالة والده الذي بادر بالحديث :" ماذا يا عمار لقد سمعنا أنك تتسكع حول فتاة معدومة هل هذا صحيح؟ "
يصمت عمار لبرهة وقبل أن يجيب يتابع والده الحديث :" حسناً عمار، يجب عليك اعلان خطوبتك لأروى، أريد أن أقيم لكما حفلاً للخطوبة، كم أتمنى أن أفرح فيك "
أراد عمار أن يتكلم إلا أنه يقف عن الكلام ما إن يرى والده وهو يشير له بيده أن يتوقف.
يتابع حديثه :" لا تقل لي شيئاً الآن، فكر جيداً بالأمر، وتذكر أنني ما زلت أعاملك كشاب عاقل فلا تدعني أتصرف تصرفات لا تليق بك "
بعد أن أنهى عمار حديثه مع والده، يفتح الباب ويخرج.
يجد الخادم بانتظاره عند الباب يؤمأ له برأسه وكأنه قد فهم ما أراد، ويتجه إلى مكتبه الشخصي ليتبعه الخادم بطواعية.
عندما يغلق الخادم الباب، يسأل عمار متلهفاً :" ها، هل استطعت؟ "
يقول الخادم بثقة :" لقد كان أمراً صعباً ولكنني استطعت "
ترتسم ابتسامة على وجهه قائلاً :" سوف أكافئك بلا شك، اعطني الأوراق "
يعطيه الأوراق التي كانت بيده ويمضي.
يجلس عمار بورع وهو يقرأ تلك الأوراق.
تلتحف عيونه بالدمع هذا ما لم يكن يتوقعه.
بعث بالخادم كي يتحرى في أمر والد أقحوان وسبب اختفائه ليجد صاحب القلب الذي يحيى به.
نعم، لقد كان القلب الذي زرع في أحشاء عمار هو ذاته قلب والد أقحوان، حيث وجدته الشرطة ملق على الأرض في الطريق إلى المنزل وقد نهش الذئب قطعاً من جسده.
عرف عمار الآن لماذا كان يغمى عليه كلما مر هناك.
علم لماذا استطاع في ذلك اليوم أن يتجاوز تلك المنطقة ويمضي قدماً
. قوة وردة الأقحوان هي من ساعدته.

علم لماذا ينجذب إلى أقحوان بهذا الشكل الغريب ولماذا تغيرت طباعه وأصبح يحب العمل بالأرض.
يرمي تلك الأوراق التي كانت بيديه في الدرج ويحكم إغلاقها، يمسح دمعتان نزلت قسراً من عينيه ويمشي خارج المكتب.
منزل أقحوان هو المكان الوحيد الذي يقصده عندما يكون في مزاج سيء، وهو الآن في مزاج فوق السيء.
يجد الباب موارباً، يدفعه بأنامله ويدخل.
يرى الفوضى تعم المنزل.
" آه من تلك الطائشة " يحدث نفسه.
ينطلق إلى السرير يرتبه لها، يضع أواني المطبخ في مكانها المخصص ويطوي لها ثياب النوم التي كانت مرمية على الأرض.
يمسح غبرة الطاولة الموجودة في منتصف الغرفة ويمسح الأرضية.
يجد أكياساً من الخضراوات الطازجة، يخرجها ويغسلها ويقطعها ويطبخها على النار.
حينما ينتهي ينتبه إلى الساعة.
إنها الثانية بعد الظهر وأقحوان لم تأت بعد.
يخرج ليدور حول المنزل باحثاً عنها.
أثناء تواجده خلف منزلها تدخل أقحوان إلى المنزل.
تقف في مكانها متجمدة.
تجد غرفتها مرتبة، وطعامها مطهو.
لمسات والدها في المنزل، إنه عاد.
عاد إليها أخيراً , عاد ليهتم بها من جديد ويرتب سريرها ويطهو لها الطعام .
عاد ليحيطها بالدفء كما كان .
تدمع عينيها وتبتسم قائلة :" قد عاد أبي "
تخرج مسرعة من المنزل وهي تنادي :" أبي "
تقف ابتسامتها عندما تجد عمار قبالتها وهو يقول :" أيتها الفوضوية، لقد قضيت ساعتين وأنا أرتب لك المنزل وأطهو لك الطعام "
مزاجها الذي ساء وأملها الذي خاب لم يسمح لها أن تجادله أو أن تشتمه.
فتكتفي بكلمة واحدة فقط :" اغرب عن وجهي "
يقترب منها ليمسك ذراعها يسألها بعين واثقة :" أقحوان أجيبيني، كلمة واحدة فقط وبعدها لن ترين وجهي أبداً "
يصمت لمدة وهو ينظر إلى عينيها ثم يقول :" هل تقبلين الزواج مني؟ "
تسأله :" إن قلت لك لا فلن أرى وجهك ثانية صحيح ؟ هل ستدعني وشأني؟ "
يقسم لها :" نعم أعدك "
" لا أريد الزواج منك هيا اغرب عن وجهي "
مزاجهما السيء منعهما من قول أي شيء أكثر من ذلك.
يترك عمار يدها ويمضي.
.,*,.



فُتُوْن غير متواجد حالياً  
التوقيع
تآبعونني هنآ: ترياق قلبي - قلوب غربية - ( مميزة & مكتملة ) :
https://www.rewity.com/forum/t314585.html

وهنآ : خـوآتـم (1) .. سلــسلة شقآئق النعمان ( تم تنزيل الفصل السابع ) :
https://www.rewity.com/forum/t356936.html


سبحآن الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر.. ~
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.