عزيزتى كاردينيا
بدأت القراءة لك تقريبا منذ سنتين أو ربما ثلاث ... لا أذكر تحديدا متى قرأت لك هذه الرواية .. ولا أحفظ ترتيبها فيما كتبت.
ولكننى كل فترة أعاود قراءة بعض المقاطع فيما تكتبين ولمحت ما كتبته قبل المقدمة من رغبتك بتعليقات القراء فقلت لنفسى لما لا أفعل على قدر تذكرى للأحداث التى كتبتى.
عزيزتى كم تتميز رواياتك بالدفء! رغم قناعات الكثير بأن الروايات غالبا ما تدخل الشخص عالما مثاليا غير واقعى فإننى لا أوافق بأن الجميع كذلك ... رواياتك على سبيل المثال مليئة بالواقع ربما تتخذين انت الجانب الايجابى من الحياة وهذا ليس خطأ ففى النهاية غالبا ما نلجأ إلى القراءة رغبة فى بعض الترفيه ... أندهش أنا من قدرتك على عمق التعبير ودقة الوصف ( نحتاج إلى الحاجة سعاد هنا كى تبخرك 😉 ) وقدرتك الأخاذة على شرح ما بالنفوس البشرية بطريقة جذابة درامية تنجح داءما فى إشعارنا بمدى روعة قصة كل شخصية بل تجعلنا ندرك أن قصتنا أيضا بتلك الروعة فنعيشها مقدرين كل العلاقات الطيبة حولنا ... تجعلنا ندرك أن الأمر ليس سوى بأيدينا ها هى سهر ترزق بمن لم تتخيله أبدا فارسا لأحلامها ترزق بمن اذا فكرت بطريقة تقليدية لا يناسب شخصية متطلبة العاطفة مثلها أبدا ولكنها تأقلمت لا بل لنقل غيرت فقط اماكن استجابتها اماكن تتناسب مع الإشارات التى يرسلها ياسر هذه الأماكن ليست سوى بسهر ذاتها التى لم تتغير حرفيا وإنما تغيرت طريقة التفكير.
أما عن غالية فكلنا غالية كلنا مررنا بصعب فى حياتنا أخذنا على حين غرة أخذنا غير مستعدين غير ناضجين فما كان منا إلا أن استسلمنا ببراءة لنجد أنفسنا فى مأزق غير محسوب حسابه معادلة صعبة لم ندرسها لتكون فى ذاتها درسا لمن يتفكر لمن يطلب المساعدة لمن لا يستسلم لفكرة انه الوحيد الذى شعر بالضياع والتشوش فى وقت ما .. هذه النفس البشرية التى غفلت كل المجتمعات تقريبا عن فهم انها تنضج تماما كما العقل هذه النفس البشرية المظلومة غالبا بامتحانات غير مستعدة لها لم تدرس لها! لم يعلمها أحد ... كم لبسنا اياما مشاعر غير مشاعرنا وقناعات غير قناعاتنا وكم ظننا ان الدنيا انتهت عند شعور مرير ما ... ليست المشاعر سوى انعكاسا للقناعات للأشياء القيمة فى حياتنا وهكذا عندما استطاعت غالية تمييز قيمها اتضحت الرؤية.
اطلت عليك عزيزتى وقد ارغب أن اعلق على الكثير الكثير ايضا مما قراته لك اتركك فى رعاية الله الآن مع روايتك الجديدة تغزلين للعشق جيوشا. |