آخر 10 مشاركات
586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-15, 12:01 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الـــ 9
،
،

ما أروع لحظة اللقاء ...

عيون تتعانق ...

شفاه ترتجف ...

قلوب تدق أجراسها برعب ...

فتهرب الدماء ....

وتشحب الوجوه .

التقينا عندما عادت ندى من المدرسة و كنت واقفا على مدخل الدار .
انتابتني الحيرة والحياء ، وانتقلت العدوى إليها حين اقتربت ... وقالت
- مرحبا ... يا سمير .
- أهلا بك ... يا ندى .
- الحمد لله على السلامة .
- الله يسلمك ...
- كيف حالك ؟
- جيد ... و أنت ؟
- لا بأس ... كنا نعتقد أنك لن تأتي حتى يوم العيد .
- هكذا كان مقررا ، واستطعت الإفلات مبكرا .
- كيف ؟
- بعذر منتحل .
- كذبت على إدارة المدرسة ؟
- إنها اول مرة .
- والأخيرة ؟
- إن شاء الله .
- ألا تدخل الدار ؟
- طبعا .
- هل رأيت (( سهير )) ؟
- لا .
- أظنها ذهبت للزيارة .
- ولكن عمتك وزوجته في الدار .
- هل سلمت عليهما ؟
- نعم ... وقالا أنهما سيأتيان إلى زيارتنا الآن .
- هيا ندخل ، لكي أذهب معهما لزيارتكم .
وجاءت ندى و عمها و زوجته و جلسنا في غرفة الضيوف مع أهلي ، وبدوا فرحين بوجودي معهم إذ قال أبو أنور :
- اشتقنا لك يا سمير .
- و أنا اشتقت لكم أكثر .
- لو علمت سهير بعودتك لما ذهبت إلى الزيارة .
- ليتها لا تتاخر كثيرا ... إني مشتاق لها .
- وهي ستطير فرحا برؤيتك .

وبينما كنا نتحدث طرق الباب عدة طرقات متقنة ، ودخلت سهير ، وأطلقت صرخة حقيقية :
- سمير!... أهلا بك ... متى عدت ؟
- أهلا بك يا سهير ؟
وتصافحنا بحرارة .
- اشتقنا لك كثيرا .
- إن شوقي لكم أكثر .
- خشيت أن تكون قد نسيتنا .
- ها هذا معقول !... تفضلي .., اجلسي ... سنتحدث اليوم كثيرا .
- لن ندعك تنام قبل منتصف الليل .
- يسرني ذلك .
- كيف جئت مبكرا قبل العيد .
- لكي استعد للامتحان .
- إذن ستبقى هنا طويلا ؟
- أجل .
- وتقبل أن أصبح معلمتك في اللغة العربية ؟
- طبعا ... سأعتمد عليك كليا في هذه المادة .
- سأخصص كل أوقات فراغي لك .
- لن أضايقك إلى هذا الحد ، نصف ساعة في اليوم ، أو ساعة كل يوم بعد يوم .
- سنترك الأمور للظروف المناسبة .
- هذا أفضل .
وقالت أم أنور :
- حدثنا عن بيروت ... يا سمير .
سألت :
- عن أي شيء أحدثك ؟
- عن بحرها ... عن جوها ... عن الناس الذين فيها .
- بحرها هائج ، وجوها ماطر ، والناس اختفوا منها .
ضحك الجميع :
- هل هجرها سكانها ؟
- لا أدري لم أرهم .
أضافت بخبث :
- يبدو أنك أصبحت تحب لقرية أكثر ؟
- بل ما زلت أحب بيروت .
- والله اشتقنا لها ، وخاصة إلى منزلنا هناك .
- هل هو جميل ... يا خالتي .
- ليس جميلا جدا ... ولني أحبه كثيرا .
- في أي الأحياء يقع ؟
- على الكورنيش ... ويمكن أن تهتدي إليه بسهولة إذا تكرمت بزيارتنا ... إنه في الشارع الثالث بعد ساحة البرج من الشرق ورقمه / 117 / .
- في أي طابق ؟
- في الطابق الأول ... وهو بناء عربي قديم ، مكون من غرفتين وصالة تضمهما و دار صغيرة .
- عندما أعود إلى بيروت سأتعرف على موقعه .
- نرجو أن تزورنا فيه حينما نكون هناك .
- حتما .

واستمرت الأحاديث تنقلنا من بقعة إلى بقعة ومن ميدان على ميدان ، والزمن يقفز بسرعة ، والساعات تطير كالخطاطيف حاملة معها فرحتنا ، حتى اوشك الليل أن ينتصف ، وافترقنا بلوعة

،

،

انتظروني في الجزء العاشر

الذي سيكون قصيرا لكنه جميلا

والمزيد من الاحداث الغريبة بين سمير و سهير

مع التحية

هموسة






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:03 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الـــ 10
،
،
،

رقصت أيامي وغنت حين ملأ الحب أكوابها برحيقه العذب .

في الصباح لقاء مع الجيران ، لتناول القهوة قبل الذهاب إلى المدرسة .

عند الظهر دعوات واشتراك في الطعام .

في المساء ترقب لعودة ندى ، لنقضي الوقت في زوايا الدار وتحت أشجارها .

وعندما يحل الليل نعقد السهرات ، وايانا أبقى مع سهير في إحدى الغرف لتعطيني درسا في اللغة العربية .

ويوما ... كنا نجلس وحدنا في غرفتهم و سألتني :

- أي نوع من الأدب تحب يا سمير ؟
أجبت :
- الأدب المزي ... و أدب الحكمة .
- هل قرأت كتاب كليلة ودمنة ؟
- لا .
- سأهديك نسخة منه ، لكي تقرأه ما دمت تحب الأدب الرمزي .
- شكرا لك .
- والأدب العاطفي ... ما رأيك فيه ؟
- أحب كل أنواع الأدب .... ولكن أشعر أن الأدب العاطفي مصطنع وغير صحيح .
- لماذا ؟ ... ألا تحب أنت يا سمير ؟
- لا أدري .
أطرقت ... قليلا ... ثم قالت بانفعال :
- كيف لا تدري ... ألا تحبني ... مثلا ... يا سمير
همست ببراءة :
- بلى ... أحبك .
- هل تحب ندى أكثر مني ؟
اضطربت ... وصمت ... ألحت :
- لماذا لا تجيب ؟
قلت بحياء :
- أحبكم كلكم .
ساد في الجو توتر شديد . وخيم عليه القلق :
- أرجو المعذرة سأستلقي على السرير لأن رأسي يؤلمني .
- يجدر بي أن انصرف و أدعك ترتاحين .
ردت بلوعة :
- لا ...لا ... ابق معي ... ربما أحتاج إليك .
و استلقت على السرير . ووضعت رأسها على طرفه المرتفع :
- سمير ... تعال إلى جانبي .
و أشارت بيدها إلى طرف السرير . نهضت و جلست بقربها ، وهي تحدق إلي بمرارة :
- سمير ... أنا أحبك ... أحبك كثيرا .
- وأنا أحبك أيضا يا سهير .
- إذن ... قبلني .
انفعلت ... وارتبكت ... لكنها أسرعت و ألقت ذراعيها حول عنقي ... وبدأت تلتهم شفتي بجنون ، و أنا مستسلم لها بسذاجة حتى انتهت . نظرت إلي و غطت عينيها بيديها و انفجرت بالبكاء . حينئذ وجدت الوقت مناسبا للانصراف ...
،
،
،
كان هذا الجزء العاشر واحداثة المؤلمة

وانتظروني في الجزء الحادي عشر وأجمل الأحداث مع سمير وندى .

تقبلوا تحياتي

هموووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:20 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الـــ 11

،

،

خلق لقاءنا الأخير نوعا من الحساسية بيننا ، وصرت أشعر بالإحراج كلما اجتمعت بسهير ، بينما لم يصدر منها ما يدل على الحرج أو الأسف ، وربما كانت مسرورة و فخورة بما قامت به ، لأنها ألغت سفرتهم المقررة إلى بيروت أثناء العيد وبقيت هي وجميع أهلها معنا .

قضينا أيام العيد صاخبة ممتعة . نذهب في الصباح إلى الصلاة ، ثم نقوم بزيارة بعض الأصحاب أو استقبالهم . وفي المساء يخرج أغلب سكان البلدة إلى الشوارع ، ويعقدون حلقات الرقص الشعبي (( الدبكة )) التي تستمر منتصف الليل .

وشاركنا في احتفالات هذا العام قمر نيسان الرائع ، الذي يكلل حلقات الرقص ، وينثر بين منازل القرية رذاذا من الأشعة الذهبية ، مما يجعلها تغرق في ضباب سحري أصفر .

واشتركت في هذه الاحتفالات كلها . كنت أحضرها منذ بدايتها ، وأشارك في الرقص بصحبة ندى ، وكانت سهير تأنف من الاشتراك فيها . وتكتفي بان تقف حولها بعض الوقت ، ولا تلبث أن تضجر وتعود بصحبة أهلها إلى المنزل ، وأبقى مع ندى حتى النهاية ، ونعود معا إلى البيت .

وفي اليوم الأخير انصرفنا مبكرين لأن جيراننا أصروا على ذلك واصطحبوا ندى معهم . ولما جلسنا في أرض الدار تتناهى إلينا الأغنيات الشعبية و إيقاع الأرجل و الأيدي المرافقة للغناء . شعرت بالحزن و الغضب ، واقترحت أن نقف عند باب الدار ، لنراقب الرقص من بعيد ، واستجاب لطلبي ندى و عمها وبعض أخوتي الصغار . ولكن العم عاد بعد قليل لأنه تعب من الوقوف كما قال ، وحين ابتعد أخوتي عنا قالت ندى :

- الحمد لله ... انتهى العيد .
قلت :
- أتمنى أن يطول أكثر .
- يكفي هذا ... كاد أن يوقعني في كارثة .
- لماذا ؟
- لأن اشتراكي في الرقص و السهر لم يرض (( سهير )) و زوجة عمي .
- ولكن جميع أهالي البلدة ... صغارا وكبارا ... اشتركوا فيها .
- قال عمي لهما ذلك غير أن قوله لم يرضهما . وعندما عدت البارحة وجدت سهير ما زالت مستيقظة ، وصرخت بي :
- تماديت كثيرا يا ندى ... أحتى هذه الساعة يسهرون ؟
أجبت بهدوء :
- مازال الناس يرقصون ويغنون ، وانصرفت مع أول من انصرفوا .
- أظنك عدت مع سمير أيضا ؟
- مع سمير و أخوته .
- أصبحت فتاة مستهترة ، ونحن عائلة محترمة لا يليق بها استهتارك و عبثك .
- لم أفعل إلا كما فعل جميع الناس .
- أي ناس ؟ ... هل تسمين هؤلاء القرويين أناسا ... إنهم مجرد فلاحين تافهين ، وانت منهم ، بل أدناهم .
و رفعت زوجة عمي رأسها من الفراش و قالت :
- إنك فتاة رخيصة يا ندى ... رخيصة جدا ... والله إذا تكرر منك لألقين بك في عرض الشارع ، وتذكري أن كل ما تقوله سهير هو كلام مقدر لا تجوز مخالفته ، و أحذرك من الرد عليه ، بل تنفذينه فورا دون أي جواب .

اعترض عمي الذي استيقظ من نومه و سمع بعض هذا الحديث :
- لا ... جعلتما المشكلة أكبر بكثير مما هي عليه ، اتركا ندى تلهو كما تفعل رفيقاتها .
صرخت زوجة عمي بغضب فاجر :
- أنت لا تفهم في هذه الأمور ... اسكت ودعنا نعالجها بطريقة صحيحة .
صمت المسكين ... وخلعت ملابسي ونمت .

عقبت على كلام ندى قائلا :
- ليس من الغريب أن يصدر مثل هذا الكلام عن زوجة عمك ، أما سهير فكيف تتصرف هكذا !
- لا أدري ما حكاية سهير ، تبدلت معي كثيرا ، ومنذ مدة لا تكف عن زجري وتوبيخي ، وكانت في الماضي تساندني قليلا عندما تعاملني أمها بقسوة .
- لا شك أنها مثل أمها ... والله لأجعلنها تدفع ثمن تصرفها غاليا .
- لا ... لا ... لا تكن طرفا في هذا النزاع هذا يسيئ إلي كثيرا .

تساءلت :
- إذن رفضوا البقاء في احتفال اليوم بسبب ما جرى البارحة ؟
أجابت :
نعم ... ويجدر بنا أن نعود إليهم ، لأن إزعاجهم يقضي على مستقبلي .
- لنعد .
ودخلنا الدار

....................


وهكذا قد أنتهى الجزء الجزء الحادي عشر

انتظروني في الجزء الثاني عشر الأحلى والأحلى ..

ومع مزيد من الأحداث الغريبة والجميلة .. والممتعة

مع التحياااات

همووووووسة






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:22 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الـــ 12
،
،

تذكرت بعد انتهاء العيد أنني جئت إلى البلدة لأستعد للامتحان ، وحين أطل الصباح أمسكت بكتابي ، وصرت أقلب صفحاته . وتحول الكتاب إلى شريط سينمائي ... صور ... أحاديث ... مغامرات . واستمر هذا الشريط إلى موعد انصراف ندى من المدرسة في المساء ... انتظرتها على مدخل الدار لنتحدث قليلا وسألتني لما تقابلنا :

- هل ارتحت اليوم من عناء العيد ؟
قلت :
- نعم ... ارتحت ... ودرست .
- درست جيدا ؟
- جدا ... وبعد قليل تخف حرارة الشمس ... وسأذهب إلى طريق الكروم لأدرس هناك .
- لماذا لا تدرس في الدار؟
- لأن أخوتي قد حضروا من المدرسة . وسيحدثون جلبة و ضجيجا يضايقني أثناء الدراسة .
- أيزعجك وجودي إن ذهبت لأدرس هناك ؟
- بل تكتمل سعادتي .
- سأحضر إلى هناك إذا سمحت ضروفي بذلك .

وعندما اقتربت الشمس من الأفق الغربي قصدت درب الكروم ، الذي امتد بين الحقول والبساتين وكروم العنب . سرت عليه ، بين زقزقة العصافير و خرير سواقي الري ، حتى قطعت مسافة طويلة ، وكلما مشيت عدة خطوات ألقي نظرة على الوراء لأرى إن كانت ندى قد حضرت أم لا . وإذ شاهدت شبح فتاتين على الطريق قفلت راجعا ، وتبينت أنهما ندى وصديقتها نوال التي عرفتني بها أثناء العيد . و أعجبت بها كثيرا ولاسيما بطابع البساطة والرقة الذي يشع منها ... من عينيها العسليتين الهادئتين الهائمتين وشفتيها الناعمتين ... من لون بشرتها الأبيض الصافي ، وتسريحة شعرها الكستنائي الطويل الذي تفرقه على جانبي الوجه كالأطفال . والبراءة التي تنطلق من كل عضو فيها .ومن جسمها المتوسط الطول والمعتدل .
و أصبحت على مسافة قريبة منهما ... حييت وسلمت :
- مساء الخير .
أجابتا :
- مساء الخير .
- كيف حالكما .
- نحمد الله .
- هل تواصلان السير ... أم نعود ؟
- يستحسن أن نعود .
رجعنا معا ... وسألت :
- ماذا تقرآن ؟
أجابت ندى :
- أقرأ مادة التاريخ .
وقالت نوال :
- إني أحفظ معاني بعض الكلمات الإنكليزية ولا أستطيع أن أقرأ موضوعا يحتاج إلى تركيز ما دمت أسير على الطريق .
- أنا مثلك ... يا نوال ... إما أن أحفظ شعرا أو معاني كلمات ، في مثل هذه الحالة ... واخترت اليوم أن أحفظ بعض الأبيات من قصيدة للمتنبي .
و سألت نوال :
- أظن أن برنامج اللغة الإنكليزية في صفكن سهل ؟
أجابت :
- كلا ... إنه صعب .
- ألست في صف ندى ؟
- لا ... بل في الصف التاسع .
أضافت ندى :
أنا تركت المدرسة لمدة سنة وتقدمت نوال علي بصف .
واستمر حديثنا عن المدرسة حتى دخلنا البلدة ... وذهبنا بيوتنا متفرقين .
.......

هذا وقد أكملت معكم هذا الجزء

أتمنى لكم الإستمتاع بقراءته

مع التحية

هموسة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:36 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الــ 13
،

،
أصبح درب الكروم معبدنا المقدس الذي نصلي فيه كل يوم ... أنا وندى ونوال ... ندرس ... نلهو ... نعبث ... و أحيانا نبكي ... ونحزن . نلتقي عليه قبيل الغروب ، ونغادره مع حلول الظلام .

وذات مرة ، كنا جالسين تحت بعض أشجار اللوز ... قرأنا قليلا ... وتحدثنا كثيرا ... ثم تركتنا نوال وذهبت لتسير على الطريق . عندئذ قالت ندى :
- إنني أضيع لك الكثير من أوقاتك الثمينة .
قلت :
- سأعوض عن الوقت الضائع في الصباح والليل إذا اجتهدنا خلالهما . و أتمنى أن تفعلي أنت الشيء نفسه ، لكي نضمن النتائج في آخر العام .
- لا أهمية لوقتي أنا ... ولا لدراستي .
- ولكنها تهمني .
- تهمك أنت وحدك .
- ومن الذي لا تهمه ؟
- كل الناس وخاصة زوجة عمي .
- ألا تريك أن تتابعي دراستك ؟
- لا أدري تماما ماذا تريد ... تحرص على إزعاجي دائما ، ولا تعترض على دراستس صراحة .
- لا تهتمي بها ، وانصرفي إلى الدراسة ، لتضمني مستقبلك .
- كيف لا أهتم بها وهي قادرة على تعطيل دراستي بشتى الصور ... مثلا ... البارحة ... عدت إلى المنزل وافتقدت احد الكتب ، وبحثت عنه طويلا دون جدى .
- أين اختفى ؟
- وضعته في المطبخ تحت الطنجرة لئلا تلوث الأرض ولم أجده إلا بعد جهد و مشقة وهو في حالة يرثى لها .
- يا لها من امرأة شريرة .
- إنها شريرة وقاسية ، وتكاد تجعلني أكره الحياة ... ليتني أموت و أتخلص منها .
وانسابت دموعها من عينيها ... فوضعت يدي على رأسها وقلت :
- ندى ... ندى ... لا تسمحي للتشاؤم أن يصل بك إلى هذا الحد ، وحولي أن تحصلي على شهادة تمكنك من الاستغناء عنها .
- كيف ... كيف ... يا سمير ... وهي كلما شاهدتني أمسك كتابا تبدأ بإصدار أوامرها إلي ، لقضاء حاجات تافهة تستطيع أن تقضيها لنفسها بسهولة .
وتابعت الكلام وهي تقلد صوت أم أنور :
- ندى ... أعطني كأس ماء ... ندى امسحي المنضدة ... ندى ضعي الأحذية تحت السرير .
و أضافت :
- وكلما خرجت من المنزل ترفع كتبي عن الطاولة ، وتلقي بها في زوايا الغرفة .
سألتها مستنكرا ذلك :
- ما الذي تقصده هذه الشيطانة ؟
- يبدو أنها تستمتع بتعذيبي ، وعندما أغتاظ بصمت ترتسم ابتسامة عجيبة على شفتيها .
- إن ظروفك قاسية يا ندى ... وليس بيدنا حيلة سوى الصبر .
- لعنة الله على هذه الظروف ، وعلى هذه الحياة التي طالما فكرت في أن أتخلص منها .
- لا ... لا تفكري هكذا ... ولنأمل بالمستقبل الجميل .
- المستقبل !... أي مستقبل ؟ ... إن مستقبلي إما خادمة أو فتاة من فتيات الشوارع .
أدهشني هذا القول :
- لا أسمح لك بهذا التصور ، وتبالغين في تعقيد الأمور .
- أنت لا تعرف حالتي تماما .
- أنا أقدر وضعك جيدا ، و أتألم لألمك بمرارة .
- لا أشك في هذا ... ولكنك لا تعرف كلما أعانيه ... ولو سمعت أقوال أمينة زوجة عمي مرة واحدة ورأيت تصرفاتها معي ، لفضلت الموت ألف مرة على الحياة معها .
وحين اشتد بكاؤها ... سألت :
- ماذا تقول لك ؟
- تقول إنني عاهرة مثل والدتي التي تبيع نفسها لأرخص الرجال في بيروت .
اشتد غضبي وصرخت :
لا ... بلغت بها الوقاحة حدا لا يطاق .
- ألم أقل لك ؟
- ألا يعترض عمك وسهير على مثل هذا القول ؟
- إنهم لا يسمعون أقوالها ، ولا يشاهدون تصرفاتها معي ، وتترقب الفرص المناسبة لتصب الإساءة من لسانها ويدها على رأسي ، وتتظاهر بغير هذا عند وجود الآخرين .
- والله لأقتلها إذا تكرر منها ذلك ... أرجوك أن تخبريني إذا عادت إلى مثل هذا الكلام ... وسأطلب من والدتي تحذرها منه .
- لا ... لا يا سمير ... إن فعلت هذا دمرت العالم فوق رأسي ... دهني لمصيري ، ولا مجال لتدخلك الآن .
- إن هذا لا يطاق .
- أعرف ... وكنت أفضل ألا أزعجك بالحديث عنه ، ولكن ليس لي أحد سواك أبثه همومي ، وأعرض عليه مشاكلي .
- يسعدني أن أشاركك في مصيرك الرهيب .
- يكفيني الآن أن تسمع شكواي ، ولا يمكنك أن تفعل شيئا آخر . ولنعد إلى البلدة .. الليل أوشك أن يخيم ، ونوال تنتظرنا على الطريق

.................................................. ....

واكملت هذا الجزء

أنتظروني في الجزء الرابع عشر

مع التحية

هموسة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:38 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الــ 14

أيامنا التي ملأها الحب أفرغها شقاء ندى من أحلام الشباب الجميلة ، ولون تلك الأيام بحزن أصفر شاحب .

كانت نوال تشاركنا في مشاعرنا ... في أفراحنا ... في أحزاننا ... تسمع أحاديثنا ... تشعر بلوعتنا ... دون أن تحشر أنفها في شؤوننا .

كان حبنا لها شديدا ، لكنه من نوع آخر .

وفي أحد لقاءاتنا ، بينما كنا نجلس بين سنابل القمح التي أوشك أن يحين وقت حصادها ، قالت نوال :

- منذ قليل كنت أحدث ندى عن الإشاعات التي ينسجها أهل البلدة حولنا .
سألتها :
- ماذا يقولون ؟
- كل ما يصوره لهم خيالهم من سوء ، وما تحمله ألسنتهم من دناءة .
- اذكري لي شيئا من أقوالهم .
- يقولون إننا نسهر في الحقول إلى منتصف الليل ، ونلتجئ إلى ظل الأشجار لنلهو نعبث ... وغيرها ... من أقوالهم الكثيرة .
أضافت ندى :
- و إنك شاب جميل ، عيناك العسليتان جذابتان ، وشعرك الطويل ساحر .... لونك الحنطي يخطف القلوب ، وجسمك النحيل يجعلك مغريا ، وفتنتنا وغرقنا في حبك .
صرخت :
- من الذي يقول هذا الكلام ؟
أجابت ندى :
- كثير من الناس .
- وكيف وصل إلى أسماعكن ؟
- عن طريق زميلاتنا في المدرسة .
- هذا من صنع زميلاتكن وحدهن .
-لا تغضب ... إنما تقوله زميلاتنا يبقى مهذبا بالنسبة لما يقوله غيرهن . ولو سمعت رأي زوجة عمي ، لفقدت عقلك .
- ما هو رأيها ؟
- - ترى أنني أمارس معك ما تفعله والدتي في بيروت ، وسأصل إلى حياة الشوارع بيديك .
- يا لها من امرأة سيئة .
- وهذا رأي سهير أيضا .
- هل قالت لك ذلك ؟
- قالت لي البارحة ... قد سحرتك وشغلتك عن تلقي دروس اللغة العربية ، و أضحي بمستقبلك في سبيل نزوات نفسي .
- أو وابنتها ... طينة واحدة ... قذرة .
- لا تتضايق كثيرا من هذه الأقوال ... ولسكان بلدتكم ألسنة طويلة يدونها إلى كل مكان ، ويعتبرون أن من حقهم ، وربما من واجبهم أن يحشروا أنوفهم في جميع شؤون الآخرين .
- هذه أكبر مصائبنا ، وجعلت كل فرد منا عبدا للجميع ، وبلغ بي الغضب أشده ، واستطردت نوال :
- أصبح الامتحان على الأبواب ، وعما قريب سنفترق وتكف ألسنة السوء عن ترديد حكايات الحقد والنميمة والانتقام .
علقت ندى بحزن :
- ما أبشعه من فراق ، وما أغلاه من ثمن .
و أضافت :
- متى ستسافر إلى بيروت يا سمير ؟
أجبت :
- يوم الأحد القادم .
- ليتنا ننجح لئلا يثير رسوبنا أقاويل الناس من جديد .
- يجب أن نعمل بنشاط لكي نحرم الناس من لذة نهشنا بأنيابهم .

وبعد فترة صمت قاس نهضنا وسرنا باتجاه البلدة ، حتى بلغنا مدخلها ، حيث كانت تنتشر بيادر الشعير، ولاح لنا الفراق رهيبا ، وجلسنا بجانب أحد البيادر ... ثم استأذنت نوال بالانصراف و تركتنا وحدنا .
كان القمر في ربعه الأول ، والسماء موشاة بالنجوم .. و قد انفجرت ندى بالبكاء وهي تقول :
- من يدري يا سيمر ... هل ستجمعنا الأيام مرة ثانية أم ستفرقنا إلى الأبد ، وتلقي بنا في أحضان المجهول ؟
قلت وأنا أغالب دمعي و أمسك بصوت لئلا يتهدج :
- سنلتقي رغم الأيام والظروف .
- أنا سيئة الحظ يا سمير ، وأيامي تحمل الشقاء لي ولكل من يتصل بي . ولدت في أحضان اليتم ، وتربيت في الملاجئ ، وترعرعت بين أيدي الفقر والشقاء ، وها أنذا الآن متسولة أتلقى الإحسان والشتائم ممن أعيش بينهم .
- سنتغلب على الظروف و على حظك المنكود ... يا ندى ... كفكفي دمعك لأن المكان غير مناسب لهذا ... وهيا نعد إلى المنزل .

سرنا صامتين ... وافترقنا قرب الدار ... ليدخل كل منا وحده

...........


هكذا وانتهى الجزء أتمنى لكم الاستمتاع وانتظروني في الجزء الخامس عشر القادم

هموسة





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-02-15 الساعة 01:05 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:39 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الــ 15
،

،
عدت من بيروت إلى البلدة ووجدت أن جيراننا قد غادروها منذ قليل . دخلت غرفتهم ... سرت في الدار ... تفقدت غرفنا ... تأكدت أنهم سافروا فعلا . ولا يوجد أثر لهم في أي مكان ، و إن كانت ذكراهم تملأ كل المكان .

شعرت والدتي بلوعتي ... و سألت :
- ما بك ... يا سمير ؟
أجبت بنزق :
- لا شيء.

وغادرت الدار قاصدا منزل صديقي نادر . بقيت عنده حتى المساء ، ثم تركته وذهبت إلى درب الكروم . وكان خاليا . أشجاره تبكي ... طيوره تندب ... ترابه يئن ... مثل قلبي الذي ضاق به الوجود . جلست بجانب دالية العنب أنظر إلى الشمس وهي تغادر الدنيا ، وقد اصطبغ وجهها بلون الفراق الشاحب .

رجعت إلى البيت ، ولم أجد العزاء لا هنا ولا هناك . أينما ذهبت تهاجمني الذكريات ، وتمزقني بقسوة .

ودارت عجلة الأيام ببطء مخيف ، ولم يخفف هدوء الريف من شقائي ، وكاد الضجر أن يقتلني .

كنت أستلقي في الليل على سطح منزلنا أرصد نجوم السماء ، و أترقب قمر الليل لأسأله عن أحوالها ، و أبفى دائما غاضبا بدون سبب ظاهر .

كان لقاءي مع نادر يخفف شيئا من قسوة الفراق ، و أجد عزاء أكبر عندما ألتقي بنوال . غير أن لقاءاتي مع نوال كانت عابرة وتتحكم بها الصدفة .

و التقيت بها أول مرة بعد الامتحان ، لما زرت ابن خالتها رامز ، وهو أحد زملائي في المدرسة ، وتعمدت الجلوس بجانبها ، وحين وجدت الفرصة مناسبة سألتها :
- هل ظهرت نتائج مدرستكن ؟
أجابت :
- نعم .
- كيف كانت النتيجة ؟
- نجحت بتفوق كالعادة .
- أهنئك من كل قلبي .
- شكرا لك .
- ونتيجة ندى ؟
- مع الأسف ... رسبت في صفها .
ثم سألتني نوال :
- و أنت ... هل ظهرت نتيجتك ؟
قلت :
- نعم ... لقد نجحت .
- يسرني نجاحك ... ليت ندى نجحت معنا .
- ولكن نجاحي غير جيد ولا يسر .
- لماذا ؟
- لأنني كنت على وشك الرسوب ، وانخفضت علاماتي انخفاضا مخيفا في نهاية العام ، وهذا ما جعل المدير يوجه إلي كلمات لا تخلو من التوبيخ ، في الرسالة التي أبلغوني فيها النتيجة .
- لا تشغل بالك بهذا ما دمت قد نجحت ، وفي العام القادم تحقق نجاحا أفضل .
- هذا ما ارجوه .
ولم يسمح الوقت بأكثر من هذا الحديث حتى نهاية الزيارة



...

انتهى هذا الجزء البسيط وانتظروني في الجزء القادم الجزء السادس عشر

أختكم الغالية ..هموسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:44 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الــ 16

،

،


في أواخر الصيف التقيت بنوال مرة أخرى ، عندما جاءت بصحبة والديها لزيارتنا . وتشعبت الأحاديث حول شتى الموضوعات دون أن أهتم بها كثيرا ، إلى أن قالت والدة نوال :
- كان جيرانكم ، في هذا العام ، أناسا طيبين .
ردت والدتي :
- حقا إنهم طيبون ، واستمتعنا بجيرتهم .
- لعلهم سيعودون إلى هنا مرة أخرى ؟
- لا ندري بعد .
أكدت نوال :
- لا ... لن يعودوا ... استلمت في الأسبوع الماضي رسالة من ندى ، تخبرني فيها أن (( سهير )) نقلت إلى بيروت .
أسفت والدتي :
- يا للخسارة ... سنفتقدهم كثيرا .
أدهشني النبأ ، واكفهر وجهي ، وشعرت و كأن لطمة شديدة أصابتني فوق عيني ، و أن حبلا رفيعا يطوق عنقي ... وشردت بعيدا عن جو الجلسة حتى قال والد نوال :
- ليتك يا سمير تدلنا على مدرسة جيدة في بيروت ، لكي تتعلم نوال فيها .
سألت :
- هل ستذهب نوال لتدرس في بيروت ؟
- نهم ... إن (( نوال )) فتاة مجتهدة ، ولن نحرمها من متابعة تعليمها بسبت عدم وجود مدرسة للطالبات اللواتي تجاوزن الصف التاسع هنا . و قررنا إرسالها إلى بيروت لتتابع دراستها .
- أتريد أن تضعها في مدرسة داخلية ؟
- لا ... أفضا أن أستأجر لها دار . و أرسل معها جدتها ، لتساعدها في تأمين لوازمها . لأني أتردد كثيرا على بيروت ، و سأحضر لهما كل ما تحتاجان إليه من القرية ، و أنام عندهما بدلا من النزول في الفنادق .
- إن مدرسة (( القلب الأقدس )) هي أفضل مدرسة نهارية في بيروت .
- أين تقع هذه المدرسة ؟
- في الجنوب الغربي من البرج .
- ما سبب اعتقادك بانها أفضل من غيرها ؟
- سمعت زملائي يقولون إن جهازها التدريسي جيد و إدارتها حكيمة ، و لكن رسومها مرتفعة .
- إذا كانت جيدة لا تهمني الرسوم .
- يمكن أن تطلع على أمورها حين تذهب إلى بيروت ، وقد تعجبك .
و سأل (( نوال )):
- ما رأيك ... يانوال ... في أن نذهب إلى بيروت لرؤية هذه المدرسة ، وتسجيلك فيها إذا أعجبتنا .
أجابت :
- كما تشاء يا بابا .
سألني والدي :
- متى يبد أ التسجيل ؟
قلت :
- قد بدا لأن المدارس ستفتح قريبا .
- هل ستذهب إلى بيروت في الوقت الحاضر ؟
- لا ... لن اذهب قبل افتتاح المدرسة .
- يسعدنا أن نلتقي بك في بيروت ، لتساعدنا في هذه المهمة .
- لا تحتاجون إلى أية مساعدة ، والأمر أسهل مما تتصورون ، و إذا كنتم تريدون أن أذهب معكم فأنا على أتم الاستعداد له .
- لا .. لا ... لن نزعجك بأمورنا الآن ... وربما نحتاج إليك بعد أن تداوم نوال في المدرسة .
- أنا تحت أمركم ، ومستعد لأية خدمة .
- نشكر لك مشاعرك الطيبة و موقفك النبيل .

ثم أنتقل الحديث إلى نقاط أخرى ، وعدت إلى صمتي و حزني و تبادل النظرات الحائرة مع نوال حتى انصرفوا .


...

وهكذا انهيت معكم هذا الجزء

مع التحية ... هموسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:46 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الـــ 17
،

،
رغم انتهاء العطلة الصيفية ، مازال الحر يشعل مواقده في بيروت التي وصلت إليها اليوم . وقصدت مدرستي فورا حيث وضعت محفظة ثيابي في المهجع ، وغادرتها بسرعة متجها إلى الحي الذي تسكن فيه عائلة أبي أنور . تخبطت قليلا حتى اهتديت إلى رقم الدار ، وحين قرعت الباب بيد مرتجفة وقلب يتراقص بين أضلع تغوص في صدري ، أطل منه الوجه الذي أحلم بلقائه ، وجه ندى التي شهقت عندما رأتني :
- سمير ... أهلا سمير .
سلمت يد بيد ... و اشتعلت النار في جسدي وأنا أقول :
- كيف حالك يا ندى ؟
أجابت بلهفة :
- إني في غاية الشوق إليك ... تفضل .
- هل اهلك في المنزل ؟
- نعم ... تفضل .
دخلت الغرفة التي قادتني ندى إليها ، و انطلقت صيحات الترحيب :
- أهلا سمير .
سلم الجميع علي بحرارة ، و أوشكوا أن يقبلوني ، مما جعلني أشعر كأنني في حمام من العواطف الدافئة . و قد أسعدتني نظراتهم ... كلماتهم ... حركاتهم .
و أمطروني بوابل من الأسئلة .
سأل أبو أنور :
- كيف حال أهلك ؟
أجبت :
- جيدة ... يهدونك تحياتهم .
قالت ام أنور :
- اشتقنا لكم كثيرا .
- ونحن اشتقنا أكثر ، و أزعجنا نبا انتقالكم إلى بيروت ، مع أننا نعرف مدى رغبتكم في البقاء فيها .
- كنا مصممين على زيارتكم في اقرب فرصة مناسبة .
- سيفرح أهلي كثيرا بهذه الزيارة ، و أرجوا أن تكون قريبة .
و سالت سهير :
- متى جئت إلى بيروت ؟
- اليوم .
- يسعدنا أن تكون قد تذكرتنا في أول يوم حضرت فيه إلى بيروت .
- وهل يمكن أن أنساكم ؟
- من يدري ؟
- ولكنني جئت .
- إذن لم تنسنا ... ونحن لن ننساكم .
و بعدما هدأت الأسئلة وبدأت الأحاديث تنضب قلت لندى :
- هل علمت أن (( نوال )) ستأتي إلى بيروت لتكمل دراستها ؟
- نعم ... حضرت أمس إلى زيارتنا بصحبة والدها ، و ذهبت أنا وسهير معها إلى مدرسة القلب الأقدس حيث سجلت فيها .
- يفضل والدها أن تكون طالبة نهارية ، و أحبذ أن تكون طالبة داخلية .
- نصحته سهير بهذا أيضا ، و لكنه أصر على رأيه . و استأجر لها دار في شارع سوريا .
- كيف وجدا دارا بهذه السرعة ؟
- أرشدهم عمي إليها ، و هي ملك لأحد معارفنا .
- إنكم قدمتم لهما خدمات جليلة .
- هذا واجبنا.
و أضاف أبو أنور :
- يسرنا أن نقدم المساعدة لجميع أهل بلدتكم لأنهم أهلنا .
- نشكركم على أعمالك ومشاعرك الطيبة ... يا عمي .
- لا شكر على واجب ... و عسى أن نتمكن من تقديم خدما إليك أنت يا سمير ، لنعوض بعض الدين الكثير الذي تراكم علينا ، بسبب المعاملة الطيبة التي عاملنا بها أهلك .
- لا تسمه دينا ... يا عمي .
- سمه أنت كما يحلو لك ... أما أنا فأسمي المعاملة الحسنة دينا ، وأقل واجباتنا تجاجه هو أن نعمل على وفائه بمثله و أحسن .
- أنتم طيبون ... وقابلتم معاملة أهلي بأحسن منها .
- لم نقدم لك شيئا يستحق الذكر بعد .
وقالت سهير :
- ستبقى لتناول الغذاء عندنا اليوم .
قلت :
- أعتذر عن الغذاء ، لأن لدي أمور كثيرة تتطلب أن أنجزها .
- إذن يجب أن نراك قريبا .
- سأحرص على الحضور في اقرب وقتا مناسب .
- نرب أن تحضر دائما لزيارتنا، و إذا احتجت لأمر ما من المدرسة أخبرني عنه ، لأنني اعرف كثيرا من الناس هنا ، و أستطيع مساعدتك .
- أشكركم جميعا على مشاعركم السامية ... و إلى لقاء قريب .
- مع السلامة .
وخرجت معي ندى و سهير إلى باب الدار .



.........

أكملت معكم هذا الجزء وبقي معنا 14 جزء و انتظروني في الجزء الثامن عشر في أقرب وقت مناسب

مع التحية

هموسة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 12:47 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الـــ 18
،
،
في مساء الخميس قمت بزيارة أخرى إلى منزل أبي أنور و ما أن جلست قليلا حتى اقترحت أن نزور(( نوال )) وجدتها . ولاقى الاقتراح قبولا من الجميع ، ما عدا أم أنور التي فضلت البقاء في المنزل .

خرجنا قاصدين دار نوال التي فرحت لرؤيتنا ، وهللت لمقدمنا . و لم تكن فرحة جدتها بأقل من فرحتها ، و هبت ترحب بنا بأشد الترحيب ... جلسنا في إحدى الغرف و قالت :
- هبطتم علينا من السماء ، و كنا نفكر في وسيلة لقضاء بقية السهرة ، بعدما انتهت نوال من دراستها ، و انتهيت من أعمال المنزل .

قال أبو أنور :

- لماذا لا تذهبان لزيارتنا ؟
- فكرنا فيها ، ووجدت نفسي متعبة قليلا ، مما جعلنا نؤجل زيارتكم إلى وقت آخر .
- ن أمل أن نراكم دائما .
- هذا ما صممنا عليه ... و سنتردد عليكم باستمرار .
- يسعدنا ذلك .
وسألت (( نوال )):
- كيف وجدت الدراسة في بيروت ؟
أجابت :
- أكاد أمرت ضجرا و ألما ، و في كل يوم أبكي من شدة شوقي للبلدة .
- ستألفين الحياة هنا و تحبينها بعد مرور فترة من الزمن .
- لا أتوقع هذا ... إن الضجة الشديدة ، والازدحام و الغربة أمور لا تطاق .
- أعرف ما تشعرين به تماما ، لأنني عانيت منه ، ولكن الإنسان يألف على كل شيء.
- لا أظن أن هذا سيحدث ... آه ... ما أجمل القرية ... ما أعذب أمسياتها و لياليها ... ما أروع الهدوء فيها .
و استدركت :
- أخشى أن نكون قد أزعجناكم ، بحديثنا عن ضجرنا وأشجاننا .
ردت سهير :
- لا ... أبدا .

تابعت نوال:

- دعونا ننسى هذا كله ، وتعالوا نتسلى بلعب الورق .
- فكرة جيدة .
سألت أبا أنور :
- أي نوع من لعب الورق تفضل ... يا عمي أبا أنور ؟
- العبوا أنتم اللعبة التي تريدونها ... و أنا سأتحدث مع السيدة نوار – جدة نوال – ريثما تنتهون من لعبكم .
- كما تشاء .
التففنا حول طاولة أحضرتها نوال من جانب الغرفة ، و بدأنا اللعب ، بينما جلس أبو أنور و جدة نوال بجوارنا يتحادثان ، وكنت انتبه إلى حديثهما أحيانا رغم انشغالي بالورق , و سمعت السيدة نوار تسأل أبا أنور :
- لماذا لم تحضر أم أنور معكم ؟
أجاب :
- لا أعرف لم أصرت على البقاء في المنزل .
- ينبغي أن تلحوا عليها .
- حاولنا جميعا معها ... ورفضت .
- ستضجر قليلا وحدها .
- هذا شأنها ما دامت متشبثة برأيها .
- لماذا تتشبث برأيها هكذا ؟
- لا أدري ... تغيرت أم أنور كثيرا بعد أن توفي ابننا أنور منذ عدة سنوات .
- إن مصائب القدر كثيرة ، و على الإنسان أن يعزي نفسه ، ما دام ليس في اليد حيلة .
- لا شك في هذا ... ولكن أم أنور لم تستطع أن تسلو . إنها حاقدة على كل الناس ، وناقمة على كل شيء في الحياة . وصارت في الفترة الأخيرة تميل للإساءة إلى كل من حولها ، ولم يسلم أحد منا من شرها .
- لا تتركها تنساق وراء ألمها و حزنها .
- جربت شتى السبل دون جدوى . وقد جعلت حياتنا جحيما دون أن تتعض أو تهدأ.
- سأبحث هذا الأمر معها عندما ألتقي بها .
- لا جدوى منه ... ناقشناها كلنا ... وسهير ... وكل من يمت لنا بصلة ، وكأنها لا تفهم شيئا مما نقوله ، أو كان شيطانا ركب رأسها ، و تتبع خطاه إلى هاوية الشقاء .
- تلك حالة مؤسفة .
- أشد الأسف .
كانا يصمتان قليلا ثم يتابعان الكلام . حتى انتهى دور اللعب ، و اشتركنا جميعا في أحاديث متفرقة .
و حينما هممنا بالانصراف قالت السيدة نوار :
- سأريكم بقية دارنا قبل أن تنصرفوا .
تبعناها إلى غرفة أخرى شبيهة بالغرفة التي كنا نجلس فيها ، و بين هاتين الغرفتين توجد صالة متوسطة الأتساع ، بسيطة الأثاث ، وعلقت سهير على الدار بقولها :
- إن شقتكم بسيطة وجميلة ، و قلما تتوفر في بيروت دار أفضل منها بهذه السرعة .
- وهذا رأيي أيضا ، لكن (( نوال )) دائمة الشكوى منها .
- (( نوال )) تشكو من كل شيء في بيروت .
أجابت نوال :
- خففتم شيئا من شكواي بزيارتكم لنا اليوم ، و سأبذل جهدي لكي أرضى بكل شيء إذا استمرت هذه اللقاءات الجميلة .
ضحكت ندى :
- هذا أمر بسيط جدا، سنزوركم كل يوم .
و أردفت السيدة نوار و هي تقف بجوار باب الدار ، بقامتها الطويلة و ثيابها السوداء ووجهها الذي تطفح ملامحه المتجعدة بشرا وحيوية :
- شرفونا دائما بزياراتكم . نحن لا نعرف أحد سواكم في بيروت ، و إذا لم نلتق بكم سيقتلنا الضجر هنا .
رد أبو أنور :
- لن ننقطع عنكم أبدا ، ونرجوا أن تزورونا أنتم أيضا . والآن تصبحون على خير .
- وانتم بخير .
وذهبت عائلة أبي أنور إلى دارها ، وأنا ذهبت إلى سجني في المدرسة .

..................

وهكذا أنهيت معكم هذا الجزء الطويل بعد انتظار دام طويلا أيضا

أتمنى لكم التسلية معه .. و إن شاء الله عجبكم

تقبلوا تحيات

أختكم .. هموسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.